You are on page 1of 26

‫دور بعض المتغيرات النقدية الكلية في تحفيز االقتصاد العراقي للمدة (‪)2016-1990‬‬

‫االسم‪ :‬زاهد قاسم بدن ‪ /‬مدرس دكتور‬

‫كلية االدارة واالقتصاد ‪ /‬جامعة ميسان‬

‫‪Email : zihadibadan@yahoo.com‬‬

‫المستخلص‬

‫تعد االدوات النقدية (ع رض النقد وس عر الصرف وسعر الفائدة) من الوسائل المهمة في‬
‫تحقيق أه داف اقتص ادية كلية ‪ ،‬وتؤثر بش كل كب ير على اإلنت اج الس لعي وبال ذات في االقتصاد‬
‫العراقي خالل مدة الدراسة الذي ع انى من مشاكل نقدي ة وحص ار اقتصادي وبعد ذلك انفتاح‬
‫كب ير على الع الم الخ ارجي ورف ع القي ود الكمي ة والنوعي ة عن التج ارة الخارجي ة ‪ ،‬ه ذا ك رس‬
‫حالة جمود وتخلف للجهاز اإلنتاج وعزز القدرة التنافسية للسلع المستوردة من الخارج ‪ ،‬لذلك‬
‫يح اول الب احث ع رض الحق ائق التاريخي ة ومحاول ة اخض اعها لالختب ارات اإلحص ائية‬
‫والقياسية ‪ ،‬بهدف استشراف المستقبل ومحاولة الخروج باستنتاجات تساعد المختص في رسم‬
‫السياس ة النقدي ة من أهمه ا اع ادة النظ ر في م زاد العمل ة والح د من س يطرة بعض المص ارف‬
‫والش ركات المالي ة علي ة ‪ ،‬يق ترح الب احث تخفيض س عر ص رف ال دينار الع راقي تج اه ال دوالر‬
‫بحيث يحافظ على التوازن بين اإليرادات ومحاولة تعظيمها ومعدل مستقر في المستوى العام‬
‫لألسعار تحديد خطوات متزامنة مع تخفيض سعر صرف للدينار واالستفادة من مزاياه لتشجيع‬
‫اإلنتاج السلعي وتعزيز القدرة التنافسية للسلع المحلية التي من الممكن إنتاجها في الداخل على‬
‫حساب السلع المستورد ‪.‬‬

‫‪The role of some macroeconomic variable in stimulating the Iraqi‬‬


‫)‪economy for the period (1990-2016‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪Monetary factors (money supply, exchange rate and interest rate) are     ‬‬
‫‪important means of achieving macroeconomic objectives and have a‬‬
‫‪significant impact on commodity production, especially in the Iraqi‬‬
‫‪economy during the period of study. The Iraqi economy has had suffered‬‬
‫‪from monetary problems and economic siege, and then suddenly has a‬‬
‫‪great openness to the outside world with no restraints to the quantity and‬‬

‫~‪~1‬‬
quality of foreign trade. These points have devoted stagnation and
backwardness of the production system and enhanced the competitiveness
of goods imported from abroad. Therefore, the researcher endeavored to
present the historical facts and also to subject them to statistical and
standard tests with the aim of looking ahead and trying to end with
conclusions that help the specialist in drawing the monetary policy, such
as reconsideration currency auction and the restriction of obsession or
control of some banks and monetary companies on it. The researcher
suggested that reducing the exchange rate of the Iraqi dinar against the
American dollar so as to maintain the balance between revenues and
attempting to maximize them to obtain a stable rate in the general level of
prices. In addition to, determination of synchronized steps with the
reduction of the exchange rate of the Iraqi dinar and to get the benefit of
its privileges to promote commodity production and enhance the
competitiveness of domestic commodities that can be produced at home
at the expense of imported goods

‫المقدمة‬

‫تشغل أدوات السياسة النقدية حيزاً مهماً من السياسة االقتصادية الكلية وتهدف إلى تحقيق‬
‫اه داف اقتص ادية من ض منها تحف يز القط اع الس لعي وذل ك التس اع مق دار تأثيره ا في النش اط‬
‫ ان التغيرات في عرض النقد وسعر‬. ‫االقتصادي واتصالها التشعبي في القطاعات االقتصادية‬
‫الصرف وسعر الفائدة تنتقل بشكل موجي من قطاع إلى أخر وتؤثر في بنية الهيكل االقتص ادي‬
‫ وتعمل على تحقيق التوازن بين التدفقات النقدية واإلنتاج السلعي واذا‬، ‫ودرجة نموه وتطوره‬
‫عج ز الجه از اإلنت اجي المحلي من تحقي ق الت وازن بين التي ار النق دي والس لعي يتحق ق الت وازن‬
‫ وه ذا يس بب نزي ف العمل ة من االقتص اد‬، ‫عن طري ق االس تيرادات من الس لع والخ دمات‬
‫ وبذلك يمكن ص ياغة أنم وذج واختب ار س ببية العالق ة بين المتغ يرات الثالث ة للوص ول‬، ‫المحلي‬
. ‫الى نتائج تساعد في رسم سياسة اقتصادية كلية‬

‫كلة البحث في الج دل الق ائم لتحدي د دور ع رض النق د وبي ان األث ر ال ذي يترك ه في‬11‫ددت مش‬11‫ح‬

‫ لك ون ع رض النق د من االدوات ال تي‬، ‫س عر الص رف وس عر الفائ دة في االقتص اد الع راقي‬

‫ مما يمكن هذه األداة من التداخل‬.‫يستخدمها البنك المركزي في التأثير على النشاط االقتصادي‬

~2~
‫والتش ابك م ع األدوات األخ رى ‪ ،‬فض الً عن ع دم الوض وح في آثاره ا ‪ .‬مم ا جع ل البحث في‬

‫هذه االداة والوصول إلى النتائج التي نتوصل اليها مشكلة البحث‪.‬‬

‫الفرضية‬

‫يفترض الباحث ان عرض النقد بالمفهوم الضيق يؤثر بالمتغيرات االقتصادية الكلية (سعر‬
‫الصرف وسعر الفائدة ) ويتباين تأثيره من فترة إلى أخرى ويتضمن هذا االفتراض االتي ‪:‬‬

‫وجود عالقة سببية بين عرض النقد وسعر الصرف باتجاهين في االجل الطويل‬ ‫‪-1‬‬
‫يؤثر عرض النقد على المتغيرات االقتصادية الكلية التي تساهم في نمو الناتج المحلي‬ ‫‪-2‬‬
‫االجمالي وتحفيز القطاع السلعي‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫يهدف البحث الى الوصول الى مجموعة من األهداف التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التحلي ل الوص في للمتغ يرات النقدي ة (ع رض النق د وس عر الص رف وس عر الفائ دة) في‬
‫االقتصاد العراقي خالل المدة (‪)2016 -1990‬‬
‫ب‪ -‬تقييم قدرة السياسة النقدية على التأثير في االقتصاد العراقي خالل مدة الدراسة‬
‫ت‪ -‬محاول ة تش خيص الخل ل ونق اط الض عف في فاعلي ة األدوات النقدي ة وع دم ق درتها في‬
‫تنشيط القطاع السلعي ليوازي التيار النقدي المتولد من تصدير النفط الخام ‪.‬‬

‫ث‪ -‬الخروج بنتائج قد تسهم في مواجهة مشاكل االقتصاد العراقي‬

‫ج‪ -‬بيان اي من المتغيرات له الدور االكبر في تحريك النشاط االقتصادي‬

‫‪ : 1‬طبيعة السياسة النقدية خالل مدة البحث‬

‫لقد كانت طبيعة السياسة النقدية في العراق خالل عقد التسعينات من القرن الماضي غير‬
‫مستقلة في تحقيق أهدافها المرسومة‪ ،‬أي أنها كانت سياسة مسيرة لخدمة العجز المالي بدالً من‬
‫السيطرة على عرض النقد‪ ،‬إال أنه بعد التغير في النظام السياسي عام ‪ 2003‬تم إعطاء البنك‬

‫~‪~3‬‬
‫المرك زي اس تقاللية في تس يير أدوات ه النقدي ة لتحقي ق أهداف ه بم وجب الق انون رقم (‪ )56‬لس نة‬
‫‪ ،2004‬ان حال ة ع دم االس تقرار وه در الكث ير من الف رص جعلت السياس ة النقدي ة بص ورة‬
‫مباش رة ام ام مس ؤوليتها في تحقي ق أه دافها في تخفيض التض خم او تقلي ل البطال ة اس تناداً إلى‬
‫‪،‬ان معالم الجهاز المصرفي و االئتماني‬ ‫(‪)1‬‬
‫المبادئ التي جاء بها القانون الجديد للبنك المركزي‬
‫وطبيعت ه في أي دول ة انم ا يح دده الهيك ل االقتص ادي ومقومات ه ومق دار احتياج ات القطاع ات‬
‫االقتص ادية في ه بحيث يجع ل الجه از المص رفي ل ه الق درة على توف ير البيئ ة االقتص ادية ال تي‬
‫تعم ل فيه ا بحيث تك ون له ا اإلمكاني ة على تموي ل االس تثمارات وتحقي ق اإلنت اج وتوزيع ه ‪،‬‬
‫سنتناول في هذه الفقرة تقييم أثر السياسة النقدية في عرض النقد وسعر الصرف وسعر الفائدة‬
‫وسنحاول توضيح مدى تأثير هذه األدوات على النشاط االقتصادي لتحقيق األهداف المنشودة‬
‫وفي مقدمتها تحقيق االستقرار االقتصادي في األسعار خالل المدة البحث‪.‬‬

‫‪ :‬عرض النقد‬ ‫‪1.1‬‬

‫يعد عرض النقد دين اً لألفراد ورجال األعمال على الجهاز المصرفي على اعتبار ان ما‬
‫يحمله األفراد ورجال االعمال من عملة يقوم بإصدارها البنك المركزي وما يحصل عليه من‬
‫ائتمان تولده المصارف التجارية ‪ ,‬وكالهما يمثالن ديناً على الجهاز المصرفي وحقوق لألفراد‬
‫‪ .‬إن اح د العوام ل الرئيس ة الم ؤثرة في النش اط االقتص ادي ه و مع دل نم و ع رض النق د بحيث‬
‫يتالءم م ع احتياج ات النش اط االقتص ادي وللتخلص من المش اكل االقتص ادية‪ ،‬ان التط ور في‬
‫مكون ات ع رض النق د (‪ )M1‬في االقتص اد الع راقي‪ ،‬في ع ام ‪ 1990‬بل غ ع رض النق د (‬
‫‪ )3,15359‬ملي ون دين ار‪ ،‬وان ص افي العمل ة في الت داول ك انت (‪ )1,13412‬ملي ون دين ار‬
‫بنس بة (‪ ،)%3,87‬وقيم ة الودائ ع الجاري ة من ع رض النق د (‪ )2,1947‬ملي ون دين ار وبنس بة (‬
‫‪ ،)%7,12‬واس تمر ع رض النق د في التط ور والزي ادة ح تى بل غ ع ام ‪)1483836( 1999‬‬
‫مليون دينار مما يعني ان عرض النقد تضاعف بمقدار (‪ )96‬مرة عن عام ‪ .1990‬حيث كان‬
‫صافي العملة في التداول بمقدار (‪ )1275220‬مليون دينار وبنسبة (‪ .)%9,85‬وكانت الودائ ع‬

‫‪ -‬د‪ .‬مظهر محمد صالح ‪ ،‬حجم االثار التضخمية الناشئة في جانب العرض على االستقرار النقدي ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ، 2‬لسنة ‪ ، 2000‬ص‪.65-62‬‬

‫~‪~4‬‬
‫الجارية في عام ‪ )208616( 1999‬مليون دينار ما نسبته (‪ )%1,14‬واستمرت هذه الزيادة‬
‫حتى التغير في النظام السياسي عام (‪. 2003)1‬‬

‫إن س بب ه ذه الزي ادة في ع رض النق د يرج ع إلى سياس ة الحكوم ة لتموي ل نفقاته ا بس بب‬
‫التوق ف في ص ادرات النف ط الخ ام وك ان التموي ل عن طري ق اإلص دار النق دي الجدي د ‪ ،‬راف ق‬
‫خطة التوسع باإلصدار النقدي خطة زراعية لتفادي آثار الحصار االقتصادي كما أن ارتفاع‬
‫نسبة العملة في التداول من عرض النقد على الودائع الجارية يفسر ضعف الوعي المصرفي‬
‫لدى أفراد المجتمع باإلضافة إلى عدم استقرار األوضاع االقتصادية واالجتماعية حيث كان له‬
‫دور فع ال في الت أثير على ع رض النقد وه ذا يفس ر أيض اً ض عف وانخف اض أهمي ة المصارف‬
‫في الت أثير على النش اط االقتص ادي من خالل منح الق روض االس تثمارية واالس تهالكية ‪ ،‬وه ذا‬
‫يش ير إلى ت دهور الع ادات المص رفية ل دى الجمه ور من جه ة ومن جه ة أخ رى ض عف ت أثير‬
‫أس عار الفائ دة قص يرة وطويل ة األج ل على م دخرات األف راد وذل ك الن أس عار الفائ دة الحقيقي ة‬
‫كانت أسعار سالبة أذا ما قورنت بمعدالت التضخم السنوية المرتفعة خالل المدة نفسها‪ ،‬مما‬
‫ق اد إلى اس تعمال أف راد المجتم ع لم دخراتهم بالمض اربة في بي ع وش راء األص ول الحقيقي ة أو‬
‫العمالت األجنبي ة ب دالً من االحتف اظ ب أموالهم كودائ ع ادخاري ة ل دى المص ارف التجاري ة وال تي‬
‫تتع رض إلى انخف اض قيمته ا الحقيقي ة نتيج ة الرتف اع مع دالت التض خم‪ .‬كم ا أن الحص ار‬
‫االقتصادي المفروض على االقتصاد العراقي خالل عقد التسعينات أدى إلى زيادة نسبة العملة‬
‫في الت داول بش كل مض طرد ‪ ،‬نتيج ة ع زوف األف راد عن إي داع م دخراتهم ل دى المص ارف‬
‫التجارية حيث بلغت نسبة الودائع الجارية (‪ )%2,8‬عام ‪ 1996‬أبان بدء العمل بمذكرة التفاهم‬
‫وارتفاع قيمة الدينار العراقي(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬رجاء عزيز بندر العقيدي‪ ،‬اثر أحالل النقد األجنبي في فاعلية السياسة النقدية دراسة لتجارب بلدان نامية‬
‫مختارة للمدة (‪ )2006-1991‬مصر والعراق‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪172‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬هجير عدنان زكي ‪ ،‬دراسة في فرضية تعادل القوة الشرائية وامكانية استخدامها في تحديد اسعار الصرف مع اشارة لسعر‬ ‫‪2‬‬

‫صرف الدينار العراقي ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬السنة الثالثة ‪ ، 2001 ،‬ص‪.80‬‬

‫~‪~5‬‬
‫شكل رقم ‪ -1-‬نمو عرض النقد في العراق خالل المدة ‪2016-1990‬‬

‫‪1M‬ض‪ #‬الن‪#‬ق‪#‬د‬
‫عر‬
‫‪00000003‬‬

‫‪00000052‬‬

‫‪00000002‬‬
‫عرض ا‪.‬لنقد‬
‫‪1M‬‬
‫‪00000051‬‬

‫‪00000001‬‬

‫‪0000005‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9 1 1 1 1 1 2 2 2 2 2‬‬
‫‪1 3 5 7 9 1 3 5 7 9‬‬

‫المصدر‪ :‬اعداد الباحث باالعتماد على بيانات الدراسة‬

‫أم ا في ع ام ‪ 2000‬فق د بل غ ع رض النق د (‪ )1728006‬ملي ون دين ار وأن ص افي العمل ة في‬


‫الت داول بلغت (‪ )1474321‬ملي ون دين ار وبنس بة (‪ )%3,85‬من ع رض النق د‪ ،‬كم ا بلغت‬
‫الودائع الجارية (‪ )253685‬مليون دينار وبنسبة (‪ )%7,14‬من عرض النقد‪ ،‬أن عرض النقد‬
‫مستمر في الزي ادة وك انت نس بة ص افي العمل ة في الت داول م ا مق داره(‪ )%85‬من ع رض النق د‬
‫حتى عام ‪ 2002‬وذلك بسبب التوقعات المتشائمة المتولدة لدى الجمهور نتيجة عدم االستقرار‬
‫السياس ي واالقتص ادي واالجتم اعي ال تي س ببها الحص ار ‪،‬أم ا بع د التغي ير السياس ي في ع ام‬
‫‪ 2003‬وحص ول البن ك المرك زي على االس تقاللية التام ة عن الحكوم ة في تس يير أدوات ه ‪ ،‬اذ‬
‫يالحظ أن نسبة صافي العملة في التداول من عرض النقد انخفضت بشكل تدريجي حتى كانت‬
‫في عام ‪ )%5,65( 2007‬وبمتوسط أهمية نسبية (‪ )%5,77‬خالل المدة ‪ ،2007-2000‬كما‬
‫قاب ل ذل ك ارتف اع نس بة الودائ ع الجاري ة من ع رض النق د ح تى بلغت نس بة الودائ ع الجاري ة (‬
‫‪ )%5,34‬عام ‪ 2007‬وبمتوسط أهمية نسبية (‪ )%5,22‬خالل المدة ‪ .2007-2000‬مما يدل‬
‫على فاعلي ة أدوات البن ك المرك زي في الت أثير على ع رض النق د وعلى م دخرات األف راد‬
‫الفائض ة‪ .‬من خالل تعزي ز ثق ة األفراد بالعمل ة المحلي ة وك ذلك تعزي ز الثق ة بالجه از المصرفي‬
‫بس بب ص دور ق انون المص ارف وظه ور مش اركات أجنبي ة في مص ارف عراقي ة م ع ف روع‬

‫~‪~6‬‬
‫أجنبية تخضع لقانون المصارف رقم (‪ )94‬سنة ‪ 2004‬وقانون البنك المركزي العراقي الجديد‬
‫(‪ )56‬سنة ‪ 2004‬جميعها رافق ذلك تحرير النظام المالي من حيث تحرير سعر الفائدة وحري ة‬
‫التحري ر الخ ارجي مم ا أكس ب المص ارف ق درة على ج ذب الودائ ع بش كل أفض ل من الس ابق ‪،‬‬
‫انتق ل ع رض النق د إلى مرحل ة جدي دة والس بب في ذل ك يع ود إلى اس تراتيجية السياس ة النقدي ة‬
‫الجديدة المتبعة في إدارة وتسيير عرض النقد والحفاظ على مقدار نموه من اجل الحفاظ على‬
‫قيم ة العمل ة المحلي ة والس يطرة على التض خم بحيث ق ام البن ك المرك زي بإص دار عمل ة جدي دة‬
‫به دف الس يطرة على ع رض النق د األم ر ال ذي س اهم في تعزي ز ثق ة االف راد بالعمل ة المحلي ة ‪،‬‬
‫ولكن أث ر س لباً على القط اع الس لعي بس بب خاص ية (مارش ال لين ير) ال تي تعم ل على تعزي ز‬
‫القدرة التنافسية للسلع المستوردة ‪ ،‬فضال عن سياسة تحرير سعر الفائدة التي أسهمت بشكل‬
‫كبير في زيادة الودائع الجارية نسبة إلى إجمالي عرض النقد ‪ ،‬وعلى الرغم من ان رفع سعر‬
‫الفائدة كان له االثر االيجابي في سحب السيولة الفائضة في حاالت التضخم إال ان هذه العملية‬
‫ق د تك ون له ا أثاره ا الس لبية في تش جيع االس تثمار ‪ ،‬ومن خالل الج دول( ‪ )1‬يتض ح ب ان كمي ة‬
‫عرض النقد عام ‪ )28190000( 2008‬مليون دينار عراقي ‪ ،‬فكانت صافي كمية العملة في‬
‫(‪ )% 65,6‬من إجم الي ع رض‬ ‫الت داول(‪ )18493000‬ملي ون دين ار ع راقي اي م ا نس بته‬
‫النق د بحيث قيم ة الودائ ع الجاري ة ك انت (‪ )9697000‬ملي ون دين ار ع راقي أي بنس بة (‪34,3‬‬
‫‪ )%‬من أجم الي ع رض النق د ‪ ،‬وه ذا ي دل على زي ادة اقب ال الجمه ور للتعام ل م ع المص ارف‬
‫التجارية بسبب تحرير سعر الفائدة وزيادة عدد المصارف التجارية والتي وصل عددها الى (‬
‫‪ )18‬مصرفاً عام ‪ . 2008‬حيث بلغ عرض النقد في عام ‪ )97234000( 2013‬مليون دينار‬
‫محقق اً زيادة مقدارها (‪ )15947000‬مليون دينار وبنسبة (‪ )%15‬عما كان عليه الوضع في‬
‫عام ‪ ، 2003‬وتشير العالق ة م ا بين ع رض النقد والودائع الجاري ة إال انه كلما ارتفعت نسبة‬
‫مس اهمة الودائ ع الجاري ة ل دى المص ارف التجاري ة إلى إجم الي ع رض النق د ارتفعت أمكاني ة‬
‫تأثير البنك المركزي في المصارف والسيطرة على مناسيب السيولة ‪ ،‬واستمرت هذه السياسة‬
‫حتى عام ‪ 20016‬بحيث كان عرض النقد (‪ )54321032‬مليون دينار وقيمة الودائع الجارية‬
‫(‪ )32592619‬ملي ون دين ار بنس بة (‪ )%60‬ونجحت ه ذه السياس ة في تخفيض مع دل التض خم‬
‫لكن رافقها تسرب كبير من العملة األجنبي ة بسبب حجم االس تيرادات الكب ير الذي يسبب هدر‬
‫واستنزاف العملة األجنبية ‪ ،‬ان التدابير واإلجراءات التي اتخذتها السياسة النقدية أسهمت في‬

‫~‪~7‬‬
‫الس يطرة على مناس يب ع رض النق د والح د من اإلف راط في المع روض النق دي وب ذلك تتم‬
‫السيطرة على االرتفاع في المستوى العام لألسعار ورفع قيمة سعر صرف الدينار العراقي ‪.‬‬

‫ويرج ع س بب ارتف اع ع رض النقد بعد عام ‪ 2003‬إلى أس باب كث يرة منه ا اس تبدال العمل ة‬
‫العراقي ة القديم ة وتع ديل س لم ال رواتب واألج ور ك ذلك ارتف اع نفق ات وزارة المالي ة (الجاري ة‬
‫واالستثمارية) وك ذلك رف ع حجم االحتياطي ات األجنبي ة لدى البن ك المركزي والذي بالضرورة‬
‫أن يقابله عملة عراقية من أجل الحفاظ على استقرار أسعار الصرف الدينار العراقي‪.‬‬

‫الجدول (‪ )1‬عرض النقد في العراق خالل المدة (‪)2016-1990‬‬

‫عرض النقد ‪M1‬‬ ‫الودائع الجارية‬ ‫السنوات صافي العملة في التداول‬


‫(‪)1+2 = 3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪15359.3‬‬ ‫‪1947.2‬‬ ‫‪13412.1‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪238901‬‬ ‫‪39465‬‬ ‫‪199436‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪1351876‬‬ ‫‪159346‬‬ ‫‪1192530‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪3013601‬‬ ‫‪449908‬‬ ‫‪2563693‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪15460000‬‬ ‫‪4492000‬‬ ‫‪10968000‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪28190000‬‬ ‫‪9697000‬‬ ‫‪18493000‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪97234000‬‬ ‫‪66119120‬‬ ‫‪31114880‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪54321032‬‬ ‫‪32592619‬‬ ‫‪21728413‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المصدر ‪ -1:‬البنك المركزي العراقي للسنوات ‪2011-2008-2004-1990‬‬
‫‪ -2‬فيم ا يخص الس نوات ‪ ،2002-1990‬البن ك المرك زي الع راقي‪ ،‬المديري ة العام ة لإلحص اء واألبح اث‪ ،‬المجموع ة‬
‫اإلحصائية‪ ،‬عدد خاص‪.2003 ،‬‬
‫فيما يخص السنوات ‪ ،2015 -2003‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث‪ ،‬النشرة السنوية‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫لسنوات متفرقة‪.‬‬

‫‪ : 2-1‬سعر الصرف‬

‫يقصد بسعر الصرف هو عدد الوحدات من العملة المحلية التي تتم مبادلتها بوحدة واحدة‬
‫من العمل ة األجنبي ة أو العكس‪ ،‬اذ يحاف ظ البن ك المرك زي وف ق ه ذا النظ ام على س عر الص رف‬
‫ثابت من خالل التدخل في سوق الصرف األجنبي للحفاظ على استقراره من خالل استخدام ما‬
‫لديه من أرصدة نقدية أجنبية ‪ ،‬ففي عقد التسعينات فقد شهد سعر صرف الدينار العراقي في‬

‫~‪~8‬‬
‫السوق الموازي ت دهور سريع ومستمر من جه ة وارتفاع مع دالت التضخم من جهة أخرى ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ويرجع ذلك ألسباب كثيرة داخلية وخارجية‬

‫أن قيمة الدينار العراقي قد تراجعت في السوق الموازي من (‪ )1,62‬دينار لكل دوالر ع ام‬
‫‪ 1990‬إلى (‪ )74‬دينار لكل دوالر عام ‪ 1993‬ثم تضاعف مستوى االنخفاض في قيمة ال دينار‬
‫العراقي في السوق الموازي عام ‪ 1995‬ليبلغ (‪ )1674‬دينار للدوالر‪ .‬أما في عام ‪ 1996‬عن د‬
‫ب دأ العم ل بم ذكرة التف اهم ش هد س عر ص رف ال دينار ارتف اع ملح وظ حيث بل غ ( ‪ )1170‬دين ار‬
‫للدوالر‪ .‬ثم بعد هذا التاريخ بدأ سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازي باالنخفاض‬
‫الت دريجي ح تى بل غ ع ام ‪ )1972( 1999‬دين ار لل دوالر ثم بل غ ع ام ‪ )1957( 2002‬دين ار‬
‫للدوالر‪ .‬حيث بلغ معدل النمو السنوي المركب لسعر صرف الدوالر مقابل الدينار خالل المدة‬
‫(‪ )%173( )1995-1990‬وخالل المدة (‪.)2()%8( )2002-1996‬‬

‫شكل رقم ‪ -2-‬نمو سعر الصرف في العراق خالل المدة ‪2016-1990‬‬

‫‪etaR egnahcE iqarI‬‬


‫‪0052‬‬

‫‪0002‬‬

‫‪0051‬‬

‫‪0001‬‬

‫‪005‬‬

‫‪0‬‬
‫‪5791‬‬ ‫‪0891‬‬ ‫‪5891‬‬ ‫‪0991‬‬ ‫‪5991‬‬ ‫‪0002‬‬ ‫‪5002‬‬ ‫‪0102‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على بيانات الدارسة‬

‫إن ه ذا الت دهور في س عر ص رف ال دينار في الس وق الم وازي خالل عق د التس عينات ك ان‬

‫بس بب الحص ار االقتص ادي ع ام ‪ 1990‬وح رب الخليج والتع اظم في االنف اق‬

‫‪ -‬ناظم محمود نوري الشمري ‪ ،‬التضخم وسعر الصرف في اقتصاد العراق المعاصر ‪ ،‬بحث مقدم الى جمعية االقتصاديين‬ ‫‪1‬‬

‫العراقيين ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1997 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪ - 2‬أحمد عبد الزهرة حمدان ‪ ,‬خيارات السياسة النقدية ودورها في تحقيق االستقرار االقتصادي ( تجارب‬
‫بلدان مختارة ) ‪ ,‬أطروحة دكتوراه ‪ ,‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ,‬الجامعة المستنصرية ‪ , 2013 ,‬ص ‪.161‬‬

‫~‪~9‬‬
‫العس كري ال ذي ق اد إلى العج ز في الموازن ة والتموي ل باإلص دار النق دي الج دي ‪،‬‬

‫وشحة العملة االجنبية مع زيادة الطلب عليها وتزامن مع اصدار البنك المركزي‬
‫ع ام ‪ 1993‬ق راراً اج از تأس يس ش ركات للص يرفة والتحوي ل إلى الخ ارج بس بب‬
‫الش حة في العمل ة االجنبي ة‪ ،‬فض ال عن انخف اض اإلي رادات الحكومي ة االعتيادي ة او‬
‫اإليرادات النفطية وهو من أهم اسباب العجز المالي(‪.)1‬‬

‫ان ه ذا عم ل على زي ادة ع دد المض اربين في الس وق وال ذي ب دوره أدى إلى‬
‫التذب ذب في قيم ة العمل ة وفق اً لت أثير ق وى الس وق على الص رف وأدى إلى زي ادة‬
‫المضاربة في العملة االجنبية مما تسبب بارتفاع الدوالر تجاه الدينار وخلق توقعات‬
‫تش اؤمية ح ول مس ار س عر الص رف المس تقبلي‪ ،‬فك انت النتيج ة ع زوف أف راد المجتم ع عن‬
‫االحتف اظ بال دينار الع راقي وزي ادة الطلب على ال دوالر ‪ ،‬أي أحالل ال دوالر مح ل ال دينار‬
‫وانتش ار ظ اهرة ال دولرة أو المض اربة أو لتلبي ة االس تيرادات ‪ ،‬وت دهور س عر ص رف ال دينار‬
‫(‪)2‬‬
‫العراقي وارتفاع في معدل التضخم‪.‬‬

‫أم ا في بداي ة ع ام ‪ 2003‬فق د ش هد س عر ص رف ال دينار الع راقي ت دهوراً كب يراً نتيج ة ب دأ‬
‫العملي ات العس كرية على الع راق حيث وص ل س عر الص رف لل دينار الع راقي في ش هر آذار (‬
‫‪ )2134‬دين ار لل دوالر ‪ ،‬أم ا بع د التغ ير السياس ي في الع ام الم ذكور واالتج اه نح و منح البن ك‬
‫المرك زي االس تقاللية النس بية في تفعي ل أدوات ه‪ ،‬اعت بر اس تقرار س عر الص رف في الس وق‬
‫الموازي في غاية األهمية ‪ ،‬اذ ارتفع سعر صرف الدينار حتى بلغ عام ‪ )1453( 2004‬دينار‬
‫للدوالر‪ ،‬واستمر بتذبذب حتى بلغ (‪ )1472‬دينار للدوالر عام ‪ 2005‬و(‪ )1475‬دينار للدوالر‬
‫ع ام ‪ ،2006‬أم ا في ع ام ‪ 2007‬فق د رف ع البن ك المرك زي س عر ص رف إلى (‪ )1267‬دين ار‬
‫للدوالر‪ ،‬حيث بلغ معدل النمو السنوي المركب لسعر صرف الدوالر مقابل الدينار خالل المدة‬

‫‪ - 1‬سامي عطو ‪،‬تطور هيكل القطاع المالي وادوات السياسة النقدية والمصرفية لتفعيل االقتصاد العراقي‬
‫‪،‬المؤتمر العلمي الثالث لقسم الدراسات االقتصادية بيت الحكمة بغداد ‪، 2002،‬ص ‪. 157‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مظهر محمد صالح ‪ ،‬حجم االثار التضخمية الناشئة في جانب العرض على االستقرار النقدي ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ ، 2‬لسنة ‪ ، 2000‬ص‪.65-62‬‬

‫~ ‪~ 10‬‬
‫‪ ،)%8-( 2007-2003‬ثم اس تمر االرتف اع في قيم ة ال دينار الع راقي ح تى بل غ س عر ص رف‬
‫الدينار في السوق الموازي عام ‪ )1172( 2008‬دينار للدوالر ورافقته سياسة تحرير التجارة‬
‫الخارجي ة ورق ع القي ود الكمي ة والنوعي ة ف وجهت الض ربة القاض ية للقط اع اإلنت اج الس لعي‪.‬‬
‫واستمر هذا االستقرار في قيمة الدينار العراقي حتى بلغ في األشهر األربعة األولى من عام‬
‫‪ )1170( 2009‬دين ار لل دوالر وال زال البن ك المرك زي الع راقي ي دافع عن قيم ة ال دينار‬
‫الع راقي ليحاف ظ على س عر ص رف ث ابت ح تى ع ام ‪ .2016‬ان ه ذا االرتف اع في قيم ة ال دينار‬
‫جاء ملبياً لحاجة االقتصاد بسبب ضعف إنتاج القطاعات السلعية والذي يعني انخفاض معدالت‬
‫الن اتج المحلي اإلجم الي الحقيقي وع دم قدرت ه على تلبي ة متطلب ات االش باع الكلي مم ا يقود إلى‬
‫االختالل بين الع رض الكلي والطلب الكلي والذي يس بب في ارتف اع مع دالت التض خم ‪ ،‬وعلي ه‬
‫تمت المعالجة في العرض السلعي عن طريق تحرير التجارة الخارجية لسد احتياجات السوق‬
‫والحفاظ على استقرار‪.‬‬

‫ان رفع قيمة الدينار تجاه الدوالر والعمالت االخرى يخفض أسعار السلع المستوردة وهذا‬
‫يع ني رف ع القيم ة الحقيقي ة لل دينار ويرتف ع مس توى المعيش ة للف رد ‪ ،‬وي ؤثر س لباً على اإلنت اج‬
‫المحلي ويعزز القدرة التنافسية للمنتج االجنبي ان التحسن في قيمة الدينار ولد الثقة لدى أفراد‬
‫المجتمع في العملة المحلية ‪ .‬بحيث كان وال زال مزاد العملة االجنبية في البنك المركزي هو‬
‫السبيل في تحرير أشاره سعر الصرف للدينار التي تستهدفها السياسة النقدية وتعتمدها كمثبت‬
‫اس مي لتوقع ات الجمه ور التفاؤلي ة والتش اؤمية للت دخل في س وق الص رف لتحقي ق االس تقرار ‪.‬‬
‫عم دت الدراس ة إلى قي اس االنح راف المعي اري للمتغ يرات‪ :‬س عر الص رف‪ ،‬ص افي العمل ة في‬
‫التداول‪ ،‬الودائع لدى الجهاز المصرفي‪ ،‬عرض النقد فضال عن مؤشر سعر المستهلك خالل‬
‫المدة ‪.2016-1990‬‬

‫‪ : 3-1‬قياس االنحراف المعياري‬

‫اظه رت قيم االنح راف المعي اري ت دني تقلب ات س عر الص رف بش كل كب ير خالل عق د‬
‫التس عينات بقيم ة(‪ ،)0.826‬فيم ا بلغت تقلب ات س عر الص رف أعلى مس توى له ا خالل منتص ف‬
‫التسعينيات بالمقارنة مع المدة السابقة نظراً لظروف الحصار االقتصادي والتوسع في االصدار‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫النقدي مما أثر على قيمة العملة بشكل كبير ودفع تقلباتها لالرتفاع‪ ،‬فيما سلكت تقلبات عرض‬
‫النقد منحنى متصاعد خالل العقود الثالثة‬

‫جدول رقم ‪ -2-‬تقلبات سعر الصرف وعرض النقد في العراق خالل المدة (‪)2016-1995‬‬

‫‪Date‬‬ ‫‪ER-SD‬‬ ‫عرض النقد‬


‫‪1995‬‬ ‫‪0.82666‬‬ ‫‪2666.963‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪767.1174‬‬ ‫‪552751.6‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪294.8914‬‬ ‫‪9222370‬‬
‫المصدر‪ :‬اعداد الباحث باالعتماد على بيانات الدراسة‬

‫‪ : 4-1‬سعر الفائدة‬

‫يقصد بسعر الفائدة هو السعر الذي يحصل عليه األفراد والوحدات االقتصادية لقاء إيداع‬
‫مدخراتهم لدى المصارف التجارية‪ ،‬وما تحصل عليه المصارف التجارية لقاء منحها للقروض‬
‫والتس هيالت االئتماني ة لعمالئه ا يع د الع راق من البل دان ال تي يك ون فيه ا أس عار الفائ دة االس مية‬
‫هي أدنى بكثير من معدالت التضخم فأن أي زيادة في معدالت الفائدة لم تغطي أبداً االنخفاض‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫في قيمة الدينار العراقي‪.‬‬

‫خالل عقد التس عينات من الق رن الماض ي ق ام البن ك المركزي الع راقي برف ع أس عار الفائ دة‬
‫وذل ك للح د من المع دالت المرتفع ة للمس توى الع ام لألس عار وفي ع ام ‪ 1995‬أص بحت أس عار‬
‫الفائدة المدفوعة بالنسبة لودائع التوفير (‪ )%10‬والودائع الثابتة لمدة ستة أشهر (‪ )%11‬ولمدة‬
‫سنة (‪ )%12‬ولمدة سنتين (‪ )%18‬لغاية عام ‪ 2000‬ثم انخفضت عام ‪ 2001‬لتبلغ (‪،)%15‬‬
‫أم ا أس عار الفائ دة المتقاض ات فأص بحت بالنس بة لإلق راض قص ير األج ل ( ‪ )%20‬لغاي ة ع ام‬
‫‪ 2000‬ثم انخفض ت لتبل غ (‪ )%18‬ع ام ‪ ،2001‬وبالنس بة لإلق راض متوس ط األج ل (‪)%23‬‬
‫لغاية عام ‪ 2000‬ثم انخفضت عام ‪ 2001‬لتصبح (‪ ،)%21‬وبالنسبة لإلقراض طويل األجل (‬
‫‪ )%25‬لغاية عام ‪ 2000‬ثم انخفضت عام ‪ 2001‬لتبلغ (‪.)%23‬‬

‫‪ - 1‬الشبيبي سنان " مالمح السياسة النقدية في العراق " ‪ ،‬ورقة قدمت الى االجتماع السنوي الحادي والثالثين لمجالس‬
‫محافظي المصارف المركزية ومؤسسات< النقد العربي الذي عقد في الجمهورية العربية السورية في سبتمبر ‪، 2007‬‬
‫امانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربي ‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬ابو ظبي ‪2007‬‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫شكل رقم ‪ -4-‬تقلبات سعر الصرف وعرض النقد في العراق خالل المدة ‪2016-1995‬‬

‫‪RI‬‬ ‫س‪##‬ع‪#‬ر لا‪##‬فائد‪#‬ة‪#‬‬


‫‪41‬‬
‫‪21‬‬
‫‪01‬‬
‫‪8‬‬ ‫س‪..‬ع‪.‬ر لا‪..‬فائدة‪RI .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1 2 3 4 5 6 7 8 901 11 21 31 41 51 61 71 81 91 02 12 22 32‬‬

‫الشكل من اعداد الباحث باالعتماد على البيانات‬

‫‪ :2‬أثر عرض النقد وسعر الصرف وسعر الفائدة على النشاط االقتصادي‬

‫ب الرغم من االرتف اع في أس عار الفائ دة خالل الس نوات الس ابقة لع ام ‪ ،2003‬إال أن س عر‬
‫الفائ دة لم يتمكن من أن يم ارس دوراً فع االً في اس تقطاب االدخ ارات والح د من التض خم في‬
‫االقتصاد وذلك النخفاض أسعار الفائدة االسمية عن معدالت التضخم العالية‪ ،‬مما جعل أسعار‬
‫الفائ دة الحقيقي ة تأخ ذ منح نى س الب بص ورة عام ة‪ ،‬ونتيج ة لالرتفاع ات المس تمرة في مع دل‬
‫التضخم الذي يفوق كثيراً معدالت الفائدة‪ ،‬جعل االحتفاظ بالنقود على شكل ودائع مصرفية أمر‬
‫غ ير مج زي اقتص ادياً وأن اس تثمار رؤوس األم وال في المض اربة بالعق ارات والس لع المعم رة‬
‫والعمالت األجنبي ة تعطي م ردوداً عالي اً مقارن ة باالحتف اظ بالمب الغ النقدي ة في ش كل ودائ ع‬
‫ادخاري ة ‪ ،‬في نهاي ة ع ام ‪ 2001‬وع ام ‪ 2002‬اس تمر البن ك المرك زي في سياس ة التحدي د‬
‫اإلداري ألسعار الفائدة المدفوعة والمتقاضات‪ ،‬ولم تؤدي أسعار الفائدة المدفوعة على الودائع‬
‫دوراً أساسياً في سحب وتقليل السيولة نتيجة الرتفاع المستوى العام لألسعار من جهة وانتشار‬
‫البطال ة في القطاع ات الس لعية ‪ ،‬واتس اع الفج وة بين الفائ دة المدفوع ة والمتقاض ات ال تي بلغت‬
‫بح دود (‪ )%18-10‬حيث ك ان الجه از المص رفي يق رض بالح دود العلي ا وي دفع الفائ دة على‬
‫الودائع للجمهور بالحدود الدنيا‪ ،‬األمر الذي اضعف مصداقية وواقعية هيكل أسعار الفائدة ‪ ،‬أما‬
‫أسعار الفائدة المتقاضات على االئتمان فأن تأثيرها كان ضئيل أيض اً فقد شكلت حجم القروض‬

‫~ ‪~ 13‬‬
‫من حجم االئتم ان الممن وح‪ ،‬وك انت الق روض قص يرة األج ل تمث ل الج زء‬ ‫(‪)1‬‬
‫والس لف (‪)%56‬‬
‫االعظم منها‪ ،‬أما القروض طويلة األجل فكانت نسبتها قليلة جداً وذلك لعزوف الطالبين عليها‬
‫كمس تثمرين عن زي ادة طلبهم على ه ذا الن وع من الق روض بس بب ع دم االس تقرار السياس ي‬
‫وس يادة التوقع ات التش اؤمية للمس تقبل مم ا انعكس في أزم ات على المس توى السياس ي‬
‫واالقتص ادي وع دم ت وفر بيئ ة أعم ال مناس بة النتش ار االس تثمارات طويل ة األج ل واس تبدلت‬
‫باالستثمارات الهامشية القصيرة األجل‪ ،‬وفي عام ‪ 2004‬في شهر أذار قرر مجلس أدارة البنك‬
‫المركزي التحرير المالي لسعر الفائدة بصورة كاملة خصوص اً على الودائع والقروض و فق اً‬
‫لق وى الس وق‪ ،‬أي التوج ه نح و اقتص اد الس وق بم ا يحق ق الت وازن الحقيقي بين ع رض النق د‬
‫والطلب علي ه‪ ،‬والت وازن بين الع رض الكلي والطلب الكلي ويع د ه ذا الق رار نقط ة تح ول في‬
‫عم ل البن ك المركز وتوجه اً جدي داً في السياس ة النقدي ة ‪،‬الج دول ( ‪ )3‬ي بين ع رض النقد وس عر‬
‫الص رف وس عر الفائ دة خالل الم دة بع د ع ام ‪ 2003‬ب الرغم من إعط اء حري ة للمص ارف في‬
‫تحدي د أس عار الفائ دة في حال ة االق راض واالق تراض‪ ،‬إال أن تحدي د أس عار الفائ دة ه ذه يرتب ط‬
‫الذي يعد بمثابة نقطة ارتكاز للتأثير في تحرك أسعار‬ ‫تحديدها بسعر البنك (‪)policy rate‬‬
‫(‪)2‬‬

‫الفائدة‪ ،‬إذ يتحدد بموجبه ما يقرض به البنك المركزي وما تودع المصارف في البنك المركزي‬
‫به دف التحكم في الكتل ة النقدي ة ‪ ،‬ففي األوق ات ال تي ترتف ع في ه مع دالت التض خم يعم ل البن ك‬
‫المركزي بسياسة انكماشية من خالل رفع سعر الفائدة والحفاظ على تماسك المدخرات وزيادة‬
‫قيمته ا الحقيقي ة بم ا يس اعد السياس ة النقدي ة في التص دي للمس توى الع ام لألس عار واحتوائ ه من‬
‫خالل جعل سعر الفائدة الحقيقي عند مستواه الموجب لضمان استمرار ثبات توقعات الجمهور‬
‫التض خمية وتولي د مي ول على اس تقرار قيم ة ال دينار الع راقي ع بر توف ير عوائ د موجب ة على‬
‫الودائ ع االدخاري ة ل دى المص ارف‪ ،‬ب دالً من تحوي ل ه ذه الودائ ع إلى كتل ة نقدي ة هائم ة باتج اه‬
‫الس لع والخ دمات‪ ،‬وب العكس يعم ل البن ك المرك زي على تخفيض س عر السياس ة في أوق ات‬
‫االنكم اش من أج ل تنش يط الس وق المص رفية لتوف ير ف رص قوي ة لالس تقرار ال تي تس اعد على‬
‫تنشيط النمو وتحقيق أهداف التنمية‪ ،‬وعليه فمن خالل سعر الخصم تعمل المصارف التجارية‬
‫على تحدي د أس عار الفائ دة المدفوع ة والمتقاض ات من خالل مقارن ة العوائ د ال تي تحص ل عليه ا‬
‫عند إيداع احتياطاتها النقدية لدى البنك المركزي أو إقراضها للجمهور ‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬احمد بريهي العلي ‪ ،‬سياسة االقتصاد الكلي والقطاع الخارجي في العراق ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪ ،‬بيت الحكمة العدد‬ ‫‪1‬‬

‫االول ‪ ، 1999 ،‬ص‪. 44‬‬

‫‪ - 2‬الرفيعي افتخار محمد مناحي " السيولة العامة وفاعلية السياسة النقدية في السيطرة عليها مع اشارة تطبيقيه للعراق " ‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة< بغداد ‪.127 ، 2007 ،‬‬

‫~ ‪~ 14‬‬
‫الج ‪11‬دول(‪ )3‬ي ‪11‬بين ع ‪11‬رض النق ‪11‬د وس ‪11‬عر الص ‪11‬رف وس ‪11‬عر الفائ ‪11‬دة في الع ‪11‬راق للم ‪11‬دة ( ‪-1995‬‬
‫‪)2016‬‬

‫سعر الفائدة‬ ‫عرض النق‪1‬د ملي‪1‬ون سعر الصرف‬ ‫السنة‬


‫دينار‬
‫‪12.0‬‬ ‫‪1674.5‬‬ ‫‪705064‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪12.0‬‬ ‫‪1170‬‬ ‫‪960503‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪12.0‬‬ ‫‪1471‬‬ ‫‪1038097‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪12.0‬‬ ‫‪1620‬‬ ‫‪1351876‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪12.0‬‬ ‫‪1972‬‬ ‫‪1483836‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪12.0‬‬ ‫‪1930‬‬ ‫‪1728006‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪10.0‬‬ ‫‪1929‬‬ ‫‪2159089‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪10.0‬‬ ‫‪1957‬‬ ‫‪3013601‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪10.0‬‬ ‫‪1957‬‬ ‫‪3013601‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪7.6‬‬ ‫‪1453‬‬ ‫‪10148.626‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪6.7‬‬ ‫‪1472‬‬ ‫‪11399.125‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪7.0‬‬ ‫‪1475‬‬ ‫‪15460.060‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪9.2‬‬ ‫‪1267‬‬ ‫‪21721.167‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪10.5‬‬ ‫‪1203‬‬ ‫‪28189.934‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪7.8‬‬ ‫‪1182‬‬ ‫‪37300.030‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪5.5‬‬ ‫‪1185‬‬ ‫‪51743.489‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪6.25‬‬ ‫‪1196‬‬ ‫‪62473.929‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪6.0‬‬ ‫‪1233‬‬ ‫‪77645.640‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪6.0‬‬ ‫‪1221‬‬ ‫‪97234.512‬‬ ‫‪2013‬‬

‫~ ‪~ 15‬‬
‫‪6.0‬‬ ‫‪1221‬‬ ‫‪99123.312‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪8.1‬‬ ‫‪1211‬‬ ‫‪99345.657‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪7.2‬‬ ‫‪1211‬‬ ‫‪87236.813‬‬ ‫‪2016‬‬
‫فيما يخص السنوات ‪ ،2002-1995‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المجموعة اإلحصائية‪ ،‬عدد خاص‪.2003 ،‬‬
‫فيما يخص السنوات ‪ ،2016-2003‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫النشرة السنوية‪ ،‬لسنوات متفرقة‪.‬‬
‫‪ -3‬قياس العالقة السببية بين عرض النقد وسعر الصرف وسعر الفائدة‬

‫ان مفهوم السببية (‪ )Causality‬من المفاهيم المهمة في االقتصاد القياسي ‪ ،‬إذ انه‬
‫جهد كبيراً من اجل كشفها بالتحليل‬
‫اختبار يكشف مسألة فلسفية في غاية الدقة تحتاج ً‬
‫الوصفي ‪ ،‬وتبين مصداقية إن الناس يعتقدون بان كل شيء يتسبب في كل شيء‪ ،‬أو هل‬
‫إن الناس ال يعتقدون بوجود السببية بين كل شيء ‪ .‬حيث ان العالم القياسي (‪)Leamer‬‬
‫يفضل استخدام مصطلح األسبقية (‪ )Precedence‬بدالً من السببية‪.‬‬
‫أما (‪ )F. Diebold‬يفضل استخدام مصطلح (‪ )1(،)Predictive Causality‬إذن‬
‫فهي مفهوم يشير إلى الحالة التي يكون فيها متغير معلوم متبوع دائماً بمتغيرات أخرى‬
‫معينة بحيث يقع تعاقب اإلحداث بين المتغيرات خالل زمن محدد ‪ ،‬وهذه العالقة بين‬
‫ويستخدم هذه االختبار اإلحصائي‬ ‫(‪) 1‬‬
‫االثنين بحيث يكون االول السبب والثاني بالمسبب‪.‬‬
‫لتحديد طبيعة العالقات بين المتغيرات االقتصادية (عرض النقود وسعر الصرف وسعر‬
‫الفائدة )‪ ،‬ان هذه المتغيرات قد تتحرك باتجاه متعاكس او نفس االتجاه لغرض تحقيق‬
‫حالة االستقرار‪ ،‬وذلك لتأثيرها وتأثرها بظروف ومتغيرات اقتصادية داخلية وخارجية‬
‫مختلفة‪ ،‬مما يعني ان هناك مدة لالرتداد والتخلف الزمني تعبر عن الفارق الزمني في‬
‫استجابة المتغيرات التابعة والمستقلة ألثر التغير في المتغيرات المستقلة أو التابعة نفسها‪.‬‬
‫لذا فالسببية (‪ )Causality‬من أهم االختبارات في تحديد صيغ االنموذج القياسي‬ ‫(‪) 2‬‬

‫الخاضع للنظرية االقتصادية‪ ،‬اذ تهدف الى معرفة أسباب المشاكل االقتصادية بسبب‬

‫)‪(1‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪Damodar N .Gujarati،Basic Econometrics، fourth edition، USA،2003،P696.‬‬
‫‪ -‬إبراهيم موسى الورد‪ ،‬تحليل العالقة السببية بين النمو االقتصادي ونمو األسواق المالية للمدة(‪-1980‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،)2004‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،41‬جامعة بغداد‪،2006 ،‬ص‪.5‬‬


‫‪ -‬هناء عبد الحسين‪ ،‬اختبار السببية بين الصادرات السلعية والناتج المحلي اإلجمالي لالقتصاد العراقي‬ ‫‪2‬‬

‫للمدة ‪ ،1998-1970‬مجلة بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‪ ،‬العدد‪ ،2002 ،6‬ص‪.83‬‬

‫~ ‪~ 16‬‬
‫التغيرات التي تحدث في قيم السالسل الزمنية الحد المتغيرات ‪ ،‬للتمييز بين المتغير‬
‫التابع من الظواهر المستقلة المفسرة له ‪ ،‬وهذا ما يوضح مشاكل بالغة األهمية تبين‬
‫اتجاه السببية‪ .‬وكنتيجة ألهمية عرض النقد في النشاط االقتصادي والتي تعتبر أساساً‬
‫للنهوض بالنشاط االقتصادي في كافة القطاعات‪ ،‬اذ أصبحت عملية قياس أثر عرض‬
‫النقود في االنشطة االقتصادية من القضايا المهمة مما جعل الباحثين بهذا الجانب ان‬
‫يعملوا على قياس السببية وبيان األثر وقد استخدموا في ذلك النماذج واألساليب‬
‫الرياضية والقياسية ومنها نموذج كرانجر (‪ )Granger‬والتي سوف تتم محاولة تفسير‬
‫اإلطار الرياضي لها‪.‬‬
‫‪ : 1-3‬االنموذج الرياضي الختبار سببية كرانجر ‪. Granger Model‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪ A‬ه و المس بب لـ‬ ‫‪ ، B‬ق د يك ون إن‬ ‫‪ A‬قب ل‬ ‫ي رى البعض إذا ح دث‬
‫‪ . A‬أي ان الحدث في الماضي قد يكون المسبب‬ ‫‪ B‬يسبب‬ ‫‪.‬ولكن من غير المتوقع ان‬
‫في الحدث اليوم‪ ،‬أما اإلحداث المستقبلية ال يمكنها أن تفعل ما سبق‪.‬‬
‫هذا هو مفهوم الذي يسمى باختبار كرانجر للسببية فقد اقترح كرانجر بذلك معيار كمي‬
‫لتحدي د العالق ة الس ببية ال تي ترتك ز على العالق ة الدالي ة الديناميكي ة الموج ودة بين السالس ل‬
‫الزمني ة اذاً يس تخدم اختب ار كرانج ر للس ببية في التأك د من م دى وج ود عالق ة تغذي ة عكس ية‬
‫‪ Feedback‬أو عالق ة تبادلي ة بين متغ يرين كع رض النق د وس عر الص رف ‪ ،‬يع ني ه ذا وج ود‬
‫ارتباط ذاتي بين قيم المتغيرات المختلفة او قيم المتغير الواحد خالل السلسلة الزمنية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فاذا كان ‪ERt ، M t‬عرض النقد وسعر الصرف سلس لتان تعبران عن تطور ظاهرتين‬
‫‪ .‬ولتوضيح أكثر هل إن سعر الصرف ‪ ERt‬يؤثر على‬ ‫‪t‬‬ ‫اقتصاديين مختلفتين عبر الزمن‬
‫ع رض النق ود ‪ ، Mt‬أم الحال ة معكوس ة؟ يف ترض اختب ار كرانج ر ب ان البيان ات والمعلوم ات‬
‫مالئمة للمتغيرات ذات العالقة ‪ ،‬ويتضمن الختبار المعادلتين التاليتين (‪:)2‬‬
‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬
‫‪RE =t∑Mia‬‬ ‫‪−‬‬ ‫∑‬
‫‪t +‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪BREj‬‬ ‫‪t +U‬‬
‫‪−‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪1 t .. ... .. .. . .. .. . .. .. .. . .. .. ... ..(1‬‬ ‫)‬
‫‪i 1‬‬
‫=‬ ‫‪j 1‬‬
‫=‬
‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬
‫‪M =t∑ λMi‬‬ ‫‪−‬‬ ‫∑‬
‫‪t +‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪δREj‬‬ ‫‪t +U‬‬
‫‪−‬‬ ‫‪j‬‬ ‫‪2 t . ... .. .. . .. .. . .... . .. .. ... .... ... ..(2‬‬ ‫)‬
‫‪=i 1‬‬ ‫‪=j 1‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪ ،‬الحديث في االقتصاد القياسي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.878‬‬
‫‪ - 2‬سعيد هتهات‪ ،‬دراسة اقتصادية وقياسية لظاهرة التضخم في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير اقتصاد‪ ،‬مقدمة إلى‬
‫كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ‪/‬قسم االقتص<اد‪/‬جامع<ة قاص<<دي مرب<اح‪/‬ورقل<ة‪ ،‬الجزائ<ر‪ ،2006 ،‬ص ص‬
‫‪.94-93‬‬
‫~ ‪~ 17‬‬
‫‪ U‬غير مترابطين‪ ،‬ويكون سعر الصرف منسوباً إلى نفسه‪،‬‬ ‫‪2t‬‬ ‫‪،U 1t‬‬ ‫وقد افترض ان‬
‫‪ M‬كم ا ه و موض ح في المعادل ة (‪ )1‬ويمكن ص ياغة نفس‬ ‫باإلض افة إلى ع رض النق ود‬
‫المعادل ة ولكن المتغ يرات مختلف ة للمتغ يرات االخ رى‪ .‬في حين يك ون انح دار ع رض النق ود‬
‫‪ M‬منس وباً إلى نفس ه فض الً عن س عر الص رف كم ا ه و م بين في المعادل ة رقم (‪ )2‬ومن‬
‫خالل المعادلتين (‪ )2، 1‬أعاله نالحظ ست حاالت الختبار سببية كرانجر كما في الجدول‪:‬‬

‫‪ : 2-3‬اختبار جذر الوحدة ‪Unit Root Test‬‬


‫غالب اٌ م ا تع اني البيان ات من وج ود تغ يرات واختالالت هيكلي ة ت ؤثر على درج ة س كون‬
‫السالسل الزمنية للمتغيرات‪ ،‬لذا يعتبر تحديد درجة سكون المتغيرات مطلب اً مهم اً قبل اختبار‬
‫‪ ،‬ف إذا‬ ‫(‪)1‬‬
‫عالق ة س ببية كرانج ر‪ ،‬حيث يتطلب ذل ك س كون البيان ات وتكامله ا من درج ة واح دة‪،‬‬
‫كانت السلسلة ساكنة من الفرق األول فأنها تكون متكاملة من المرتبة األولى (‪Integrated of‬‬
‫‪ )Order1‬أي)‪.I(1‬‬
‫أم ا إذا ك انت السلس لة ساكنة أو مستقرة بعد الحص ول على الفرق الث اني ‪ ،‬فأنه ا تكون‬

‫‪ X‬تكون متكاملة من الدرجة (‬ ‫‪t‬‬ ‫مستقرة في الرتبة الثانية أي )‪ I(2‬بشكل عام فأن السلسلة‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ )d‬اذا كانت ساكنة عند مستوى الفروق(‪ ،)d‬لذا فأنها تحتوي على عدد (‪ )d‬جذر وحدة‪.‬‬
‫ويوج د هن اك عدد من االختي ارات ال تي يمكن استخدامها للتأك د من وجود او عدم وجود جذر‬
‫الوح دة‪ ،‬أي لتحدي د م دى اس تقرار السلس لة الزمني ة منه ا طريق ة (‪Phillips and‬‬
‫‪ .)PP( )Perron،1988‬واختي ار ديكي ف وللر المط ور(‪()Augmented Dickey-Fuller‬‬
‫‪ )ADF‬وقد يختلف(‪ )PP‬عن(‪ )ADF‬بكونها ال يحتوي على قيم متباطئة للفروق والذي يأخذ‬
‫في االعتبار االرتباط في الفروق األولى في سلسلة الزمنية باستخدام التصحيح غير ألمعلمي (‬
‫‪ ،)Nonparametric Correction‬ويس مح بوج ود متوس ط ال يس اوي ص فر واتج اه خطي‬
‫لل زمن‪ .‬وفي ه ذه الدراس ة نق وم باختي ار ديكي ف وللر المط ور الختب ار اس تقراريه السالس ل‬
‫الزمنية‪:‬‬

‫‪ - 1‬صالح إبراهيم السحيباني‪ ،‬سوق األسهم والنمو االقتصادي عالقات االرتباط والسببية‪ ،‬ورقة مقدمة للقاء‬
‫السنوي السادس عشر لجمعية االقتصاد السعودي (الخدمات المالية في المملكة العربية السعودية)‪ ،‬جامعة الملك‬
‫سعود‪ ،‬الرياض‪،،2007 ،‬ص‪.13‬‬
‫)) ‪1) 1‬‬
‫‪H. R. Seddighi ،K. A. Lawler and A . V. Katos،Econometric SIA Practical‬‬
‫‪Approach،London،2000،pp262-263.‬‬
‫~ ‪~ 18‬‬
‫عن دما تك ون السالس ل الزمني ة غ ير مس تقرة ف ان اختب ار (‪ )ADF‬يمكن اس تخدامه لمعرف ة‬
‫رتب ة السلس لة ومن ثم يجب االس تمرار في إج راء االختب ار نفس ه بأخ ذ الف رق األول وإ ع ادة‬
‫االختبار حتى يسكن المتغير‪ ،‬ويمكن أن نتصور الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا تم اختبار االستقرار على السلسلة في المستوى وكانت قيمة (‪ )t‬المحسوبة اقل من القيمة‬
‫اإلحص ائية الجدولي ة‪ ،‬مع نى ذل ك أن السلس لة األص لية غ ير مس تقرة في الرتب ة الص فرية‪ .‬وفي‬
‫هذه الحالة نذهب الى اختبار الفرق االول ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا س كنت السلس لة بع د اخ ذ الف رق األول له ا ‪ ،‬تك ون السلس لة متكامل ة من الرتب ة األولى‬
‫وعملياً فان معظم المتغيرات أما أن تكون ساكنة أو قد تسكن بعد أخذ الفروق األولى لها ‪ ،‬كما‬
‫ت بين من خالل الج دول(‪ )4‬ان جمي ع المتغ يرات س اكنة في الف رق األول اي انه ا متكامل ة من‬
‫الدرجة األولى في المقطع واالتجاه وبدون مقطع واتجاه‪.‬‬

‫الجدول (‪ )4‬نتائج اختبار(‪ )ADF‬ديكي فوللر الموسع في المستوى والفرق االول‬


‫‪Test I(1) ADF‬‬ ‫‪Test I(0) ADF‬‬ ‫‪var‬‬
‫‪None‬‬ ‫& ‪Intercept‬‬ ‫‪Individual‬‬ ‫‪None‬‬ ‫& ‪Intercept‬‬ ‫‪Individual‬‬
‫‪Trend‬‬ ‫‪Intercept‬‬ ‫‪Trend‬‬ ‫‪Intercept‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3.020686-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 5%‬‬
‫‪1.95907‬‬ ‫‪3.65844‬‬ ‫‪1.95808‬‬ ‫‪3.64496‬‬ ‫‪3.01236‬‬ ‫‪Mt‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2.650413-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 10‬‬
‫‪1.60745‬‬ ‫‪3.26897‬‬ ‫‪1.60783‬‬ ‫‪3.26145‬‬ ‫‪2.64611 %‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4.031110-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- T - statistic‬‬
‫‪4.12712‬‬ ‫‪3.92437‬‬ ‫‪1.37500‬‬ ‫‪2.27754‬‬ ‫‪1.57777‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3.020686-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 5%‬‬
‫‪1.95907‬‬ ‫‪3.65844‬‬ ‫‪1.95808‬‬ ‫‪3.71048‬‬ ‫‪3.01236‬‬ ‫‪ERt‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2.650413-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪1.60745‬‬ ‫‪3.26897‬‬ ‫‪1.60783‬‬ ‫‪3.29779‬‬ ‫‪2.64611 %‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5.548571-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- T - statistic‬‬
‫‪5.73990‬‬ ‫‪5.68142‬‬ ‫‪0.78616‬‬ ‫‪3.33989‬‬ ‫‪1.43800‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬

‫~ ‪~ 19‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪- 3.029970-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 5% ENt‬‬
‫‪1.96017‬‬ ‫‪3.67361‬‬ ‫‪1.95808‬‬ ‫‪3.65844 3.01236‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2.655194-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪1.60705‬‬ ‫‪3.27736‬‬ ‫‪1.60783‬‬ ‫‪3.26897 2.64611 %‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪- 4.475580-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- T - statistic‬‬
‫‪4.22550‬‬ ‫‪4.39920‬‬ ‫‪1.16125‬‬ ‫‪3.56494 1.48881‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬
‫المصدر ‪ :‬من أعداد الباحث باالعتماد على برنامج ‪E views 9‬‬

‫‪ : 3-3‬اختبار سببية كرانجر‬

‫الجدول(‪ )5‬يبين اختبار سببية كرانجر لمتغيرات االنموذج وباتجاهين يشير اختبار(‬

‫‪ )Granger‬إلى وجود أو عدم وجود عالقة سببية في أتجاهين أو اتجاه واحد على األقل وطبقاً‬
‫لـ(‪ )Granger‬إذا كانت لدينا سالسل زمنية تعبر عن تطور الظواهر االقتصادية المختلفة عبر‬
‫الزمن(‪،)t‬وهي في البحث تمثل كالً من عرض النقد وسعر الصرف وسعر الفائدة ‪ ،‬فإذا كانت‬
‫السلسلة الزمنية لعرض النقد تحتوي على المعلومات التي يمكن من خاللها تحسين التوقعات‬
‫لسعر الصرف أو سعر الفائدة ‪ ،‬ففي هذه الحالة نقول ان المتغير(‪ )Mt‬يسبب المتغير(‪ )ERt‬أو‬
‫يسبب المتغير (‪ ،)1()ENt‬يالحظ من الجدول (‪ )4‬أن قيمة (‪ )F‬المحسوبة عرض النقد وسعر‬
‫الصرف‪ ،‬أي لـ(‪ )ERt‬و(‪ )Mt‬بلغت (‪ )1.20‬و(‪ )5.86‬على التوالي‪ ،‬بينما قيمة (‪)*F‬‬
‫‪P‬‬
‫)‪ ،‬فتبين ان العالقة السببية‬ ‫الجدولية هي(‪ ،)2.38‬لغرض اختبار فرضية العدم( ‪: ψ= 0‬‬
‫∑‪H 0‬‬
‫‪i 1‬‬
‫=‬

‫باتجاه واحد من عرض النقد (‪ )Mt‬الى سعر الصرف (‪ )ERt‬مما يعني ان عرض النقد يؤثر‬
‫بسعر الصرف بشكل ايجابي ‪ ،‬اي ان زيادة عرض النقد تؤثر في رفع سعر الصرف للدينار‬
‫العراقي وقد يلقي بضالله الثقيلة على اإلنتاج السلعي المحلي ويحول دون تطوير القدرة‬
‫التنافسية في داخل البلد وفي خارجه ‪ ،‬وتوجد عالقة سببية باتجاهين بين سعر الفائدة وعرض‬
‫النقد أو العكس ‪ ،‬أذ يعد سعر الفائدة احد القنوات التقليدية للتأثير في السياسة النقدية ‪ ،‬حيث‬
‫فكرة االنتقال تعبر عن آلية التغيير في عرض النقد بالنسبة لمتغير لسعر الفائدة ‪ ،‬وقد عبر‬

‫‪ - 1‬صالح إبراهيم السحيباني‪ ،‬سوق األسهم والنمو االقتصادي عالقات االرتباط والسببية‪ ،‬ورقة مقدمة للقاء السنوي‬
‫السادس عشر لجمعية االقتصاد السعودي (الخدمات< المالية في المملكة العربية السعودية)‪ ،‬جامعة< الملك سعود‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪،،2007‬ص‪13‬‬

‫~ ‪~ 20‬‬
‫سعر الفائدة المدين المستوفى من الجهاز المصرفي العراقي على الودائع اآلجلة عن نسب ‪%9‬‬
‫بالنسبة للودائع خالل عقد التسعينات من القرن الماضي وهي نسب منخفضة ال تحفز القطاع‬
‫الخاص على رفع وزيادة ايداعاته من االدخارات بسبب انخفاض عائد االموال المستثمرة عام‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪1990‬‬

‫خالل مدة البحث وفي عقد التسعينات لم يحدث تعديالً واقعياً ألسعار الفائدة حتى نهاية عام‬
‫‪ ، 1996‬ثم ارتفعت أسعار الفائدة على الودائع المصرفية لألفراد من ‪ %9‬عام ‪ 1990‬الى‬
‫‪ %10‬عام ‪ 1993‬وخصوصا الودائع الثابتة ‪ ،‬في الوقت نفسه لم تشهد أسعار الفائدة الدائنة‬
‫والمدينة لمؤسسات القطاع العام او الحكومي ارتفاعاً اذ بقيت تتراوح بين(‪ ) %5-%4‬ما عدا‬
‫ودائع القطاع الصناعي اذ سجلت ارتفاعاً ملحوظاً ‪ ،‬مما يجعل أسعار الفائدة الحقيقية تتبع‬
‫االرتفاع المستمر في المستوى العام لألسعار(التضخم) والتي وصلت معدالت اذ بلغت ‪391‬‬
‫‪ %‬بأسعار عام ‪ 1993‬الى ‪ % 8793‬للمدة ‪ 2001 ، 1995‬على التوالي ‪.‬اي ان ارتفاع‬
‫سعر الفائدة يزيد عرض النقد من خالل عملية خلق نقود في الجهاز المصرفي ‪ ،‬او جذب‬
‫رؤوس االموال وخصوصا االستثمار في القطاع االستخراجي النفطي ‪ ،‬بعد التغير في النظام‬
‫السياسي في العراق ‪ ،‬وتجد عالقة سببية باتجاه واحد من سعر الفائدة الى سعر الصرف اي‬
‫ان سعر الفائدة يؤثر بسعر الصرف وليس العكس‪ ،‬بمعنى ان ارتفاع اسعار الفائدة يساهم في‬
‫جذب رؤوس االموال ويزداد عرض النقد وتعمل زيادة عرض النقد على زيادة االئتمان‬
‫المصرفي ويرتفع عرض النقد ويزداد سعر الصرف للعملة المحلية بسبب وفرة العملة االجنبية‬
‫المتأتية من االستثمار في الحافظة او موارد اخرى مثل ارتفاع سعر النفط الخام كما هو‬
‫واضح من قيمة (‪ )F‬والقيمة االحتمالية ‪ ، Prob‬إذن نستنتج أن سعر الصرف ال يوثر في‬
‫عرض النقد بالمفهوم الضيق بصورة مباشرة ويمكن ان يؤثر من خالل سعر الفائدة ‪،‬كما ان‬
‫سعر الصرف ال يؤثر بسعر الفائدة ويحدث العكس ‪ ،‬بمعنى ال توجد عالقة سببية في أي اتجاه‬
‫واحد ‪ ،‬وبالتالي يمكن القول أن عرض النقد وسعر الصرف وسعر الفائدة يرتبطان بعالقة‬
‫طويلة األجل في االقتصاد العراقي خالل مدة الدراسة(‪. )2016–1990‬‬
‫الجدول (‪ )5‬يبين العالقة السببية بين متغيرات االنموذج‬

‫‪Pairwise Granger Causality Tests‬‬


‫‪Date: 09/28/18 Time: 16:37‬‬
‫‪Sample: 1995 2016‬‬
‫‪Lags: 2‬‬
‫‪ )(1‬وزارة التخطيط ‪ ،‬هيأة التخطيط االقتصادي ‪ ،‬تقويم فاعلية ادوات السياسة النقدية والمالية في كبح جماح التضخم خالل‬
‫فترة الحصار ‪ ،‬دراسة رقم ‪ ، 933‬بغداد ‪ ، 1992 ،‬ص‪. 41‬‬

‫~ ‪~ 21‬‬
‫‪Null Hypothesis: F-Statistic‬‬ ‫‪Obs‬‬ ‫‪Prob.‬‬
‫‪ERT does not Granger Cause MT‬‬ ‫‪1.20544‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.3270‬‬
‫‪MT does Granger Cause ERT‬‬ ‫‪5.86004‬‬ ‫‪0.0135‬‬
‫‪ENT does Granger Cause MT‬‬ ‫‪8.63158‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.0313‬‬
‫‪MT does Granger Cause ENT‬‬ ‫‪3.60347‬‬ ‫‪0.0427‬‬
‫‪ENT does Granger Cause ERT‬‬ ‫‪4.78974‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0.0246‬‬
‫‪ERT does not Granger Cause ENT‬‬ ‫‪0.11447‬‬ ‫‪0.8926‬‬
‫الجدول من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج ‪E views 9‬‬

‫أما المدة (‪ )2016-2003‬التي تلت التغيرات السياسة واالقتصادية ‪ ،‬فقد انتهجت الحكومة‬
‫سياسة نقدية متحفظة (انكماشية) لغرض تحقيق االستقرار في مستوى األسعار من خالل رفع‬
‫قيمة الدينار العراقي بطريقة مبالغ فيها اتجاه الدوالر والعمالت االخرى ‪ ،‬وهذا كان له االثر‬
‫الكب ير في ت دمير القط اع الس لعي ‪ ،‬ب الرغم من الحف اظ على مع دل تض خم مقب ول لكن التض خم‬
‫في الحقيق ة مكب وت ويس بب نزي ف للعمل ة الى الخ ارج ‪ ،‬واذا م ا ق در للسياس ة النقدي ة ان تتخ ذ‬
‫اجراءات جريئة في تخفيض سعر الصرف مع حزمة اصالحات في السياسة النقدية قد يأتي‬
‫بنتائج تدعم دور الجهاز اإلنتاجي لكون القطاع االولي يمتلك احتياطي كبير من المواد االولية‬
‫الداعمة النتشال القطاع الزراعي والصناعي من الهوة العميقة التي وقع فيها بعد تطبيق وص فة‬
‫صندوق النقد الدولي‪ ،‬مما سبق يمكن القول إن عرض النقد وسعر الصرف وسعر الفائدة في‬
‫العراق وخالل مدة البحث أدوات مسيرة وتابعة لعاملين وصفتين قللتا من فاعليتهم وضيقت من‬
‫نطاقهم هما‪ :‬أ‪ -‬ان االقتصاد كان وال يزال يتسم بالريعية النفطية منها التي جعلت من االدوات‬
‫اعاله مرتبطاً بصورة تلقائية بالمركز المالي للحكومة وسياستها اإلنفاقية‪.‬‬

‫ت‪ -‬ضعف دور السلطة النقدية في تفعيل أدوات السياسة النقدية المباشرة وغير المباشرة‬
‫لتحفيز االنتاج وخلق قيمة مضافة في االقتصاد‪.‬‬

‫‪ : 4‬االستنتاجات والمقترحات‬

‫‪ : 1-4‬االستنتاجات‬

‫~ ‪~ 22‬‬
‫خسارة البنك المركزي لجزء كبير من إيراداته بالدينار العراقي التي كان‬ ‫‪-1‬‬
‫من الممكن أن يحققه ا ل و اس تطاع البن ك المرك زي الع راقي ب بيع ال دوالر‬
‫بأسعار اعلى من الحالي‬
‫في حال ة بق اء س عر الص رف ال دوالر أق ل من س عره الحقيقي ( و يك ون‬ ‫‪-2‬‬
‫ال دينار الع راقي أعلى من س عره الحقيقي ) يق ود االقتص اد إلى حال ة من‬
‫الكس ل وال تراجع في النش اط واإلنت اج الحقيقي ‪ ،‬فعن دما ترتف ع قيم ة ال دينار‬
‫تقود الى تغير نظرة المستهلك من السلع المحلية إلى االجنبية فيختل الميزان‬
‫التجاري ويحقق عجز بسبب زيادة االستيرادات‬
‫نم و ع رض النق د بش كل كب ير قب ل ع ام ‪ 2003‬بمس تويات عالي ة بس بب‬ ‫‪-3‬‬
‫الحص ار االقتص ادي‪ ,‬وص احب ذل ك زي ادة مع دالت العج ز في الموازن ة‬
‫العام ة مم ا دع ا إلى االق تراض ال داخلي واص دار نق دي جدي د ‪ ،‬وك انت‬
‫السياسة النقدية تابع اً للسياسة المالية ومتطلبات موازنتها بغض النظر عن‬
‫اآلثار السلبية وارتفاع معدل التضخم والتغيرات والتقلبات السريعة في س عر‬
‫الصرف‬
‫ان أث ار السياس ة النقدي ة تتمث ل بش كل إيج ابي بع د ع ام ‪ 2003‬من خالل‬ ‫‪-4‬‬
‫اهتم ام السياس ة النقدي ة باالستقرار في مستوى األس عار عن طريق عملي ات‬
‫الس وق المفتوح ة م ع تن امي االحتياطي ات النقدي ة من العمالت األجنبي ة‬
‫واس تقاللية البن ك المرك زي الع راقي ‪ ,‬فحق ق انخف اض في مع دل التض خم‬
‫بشكل كبير‬
‫ساهم مزاد العملة في تهريب العمالت االجنبية فكانت النتيجة ظهور السوق‬ ‫‪-5‬‬
‫الم وازي للعمل ة وأس عاره أعلى من س عر الم زاد ب أكثر من (‪ )50‬دين ار‪/‬‬
‫دوالر ‪.‬‬
‫ظهور مجموعة من المصارف التجارية وشركات صيرفة محددة يحق لها‬ ‫‪-6‬‬
‫وحدها دون غيرها التعامل مع البنك المركزي العراقي و التي مثلت طبقة‬

‫~ ‪~ 23‬‬
‫طفيلي ة تحق ق ارب اح كب يرة من الف رق بين س عر م زاد العمل ة وس عر الس وق‬
‫الموازي‪.‬‬

‫‪ : 2-4‬المقترحات‬

‫ضرورة المحافظة على االستقاللية للبنك المركزي‪ ,‬وأن يشكل البنك المركزي فريق‬ ‫‪-1‬‬
‫من الخ براء لرس م السياس ة النقدي ة حس ب متطلب ات ظ روف االقتص اد الع راقي‬
‫والمتغيرات الدولية والسياسة لمواجهة االزمات مثل االنخفاض في أسعار النفط الخام‬
‫للسنوات السابقة‪.‬‬
‫يقترح الباحث تخفيض سعر صرف الدينار العراقي تجاه الدوالر بحيث يحافظ على‬ ‫‪-2‬‬
‫الت وازن بين اإلي رادات ومحاول ة تعظيمه ا ومع دل مس تقر في المس توى الع ام لألس عار‬
‫وفي الوقت نفسه يحافظ بنسبة معينه على القدرة الشرائية للدينار العراقي ‪.‬‬
‫ضرورة المراقبة والسيطرة على المصارف التجارية وشركات المالية التي يحق لها‬ ‫‪-3‬‬
‫التعامل مع مزاد العملة في البنك المركزي وبصورة مباشر بحيث تؤدي دورها وتبيع‬
‫ال دوالر في الس وق الم وازي بالس عر الرس مي المق رر له ا إلى المص ارف االخ رى‬
‫وش ركات الص يرفة المس تفيدة وفق اً لتعليم ات البن ك المرك زي الع راقي ‪ ,‬وس ن ق وانين‬
‫وعقوبات انضباطية لمن يخالف ‪.‬‬
‫تحدي د خط وات متزامن ة م ع تخفيض س عر ص رف ال دينار واالس تفادة من‬ ‫‪-4‬‬
‫مزاياه لتش جيع اإلنتاج الس لعي وتعزي ز الق درة التنافسية للس لع المحلية التي‬
‫من الممكن إنتاجها في الداخل على حساب السلع المستورد‬

‫المصادر ‪:‬‬

‫د‪ .‬مظه ر محم د ص الح ‪ ،‬حجم االث ار التض خمية الناش ئة في ج انب الع رض على‬ ‫‪-1‬‬
‫االستقرار النقدي ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬لسنة ‪، 2000‬ص‪.65-62‬‬
‫رجاء عزيز بندر العقيدي‪ ،‬اثر أحالل النقد األجنبي في فاعلية السياسة النقدية دراسة‬ ‫‪-2‬‬
‫لتج ارب بل دان نامي ة مخت ارة للم دة (‪ )2006-1991‬مص ر والع راق‪ ،‬أطروح ة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،2009 ،‬ص‪172‬‬

‫~ ‪~ 24‬‬
‫د‪ .‬هجير عدنان زكي ‪ ،‬دراسة في فرضية تعادل القوة الشرائية وامكانية استخدامها‬ ‫‪-3‬‬
‫في تحديد اسعار الصرف مع اشارة لسعر صرف الدينار العراقي ‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫اقتصادية ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬السنة الثالثة ‪ ، 2001 ،‬ص‪.80‬‬
‫ناظم محمود نوري الشمري‪ ،‬التضخم وسعر الصرف في اقتصاد العراق المعاصر ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫بحث مقدم الى جمعية االقتصاديين العراقيين ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1997 ،‬ص‪.12‬‬
‫أحم د عب د الزه رة حم دان ‪ ,‬خي ارات السياس ة النقدي ة ودوره ا في تحقي ق االس تقرار‬ ‫‪-5‬‬
‫االقتصادي ( تجارب بلدان مختارة ) ‪ ,‬أطروحة دكتوراه ‪ ,‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪,‬‬
‫الجامعة المستنصرية ‪ , 2013 ,‬ص ‪.161‬‬
‫سامي عطو ‪،‬تطور هيكل القطاع المالي وادوات السياسة النقدية والمصرفية لتفعيل‬ ‫‪-6‬‬
‫االقتص اد الع راقي ‪،‬الم ؤتمر العلمي الث الث لقس م الدراس ات االقتص ادية بيت الحكم ة‬
‫بغداد ‪، 2002،‬ص ‪. 157‬‬
‫د‪ .‬مظه ر محم د ص الح ‪ ،‬حجم االث ار التض خمية الناش ئة في ج انب الع رض على‬ ‫‪-7‬‬
‫االستقرار النقدي ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬لسنة ‪ ، 2000‬ص‪.65-62‬‬
‫الش بيبي س نان " مالمح السياس ة النقدي ة في الع راق " ‪ ،‬ورق ة ق دمت الى االجتم اع‬ ‫‪-8‬‬
‫الس نوي الح ادي والثالثين لمج الس مح افظي المص ارف المركزي ة ومؤسس ات النق د‬
‫العربي الذي عقد في الجمهورية العربية السورية في سبتمبر ‪ ، 2007‬امانة مجلس‬
‫محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربي ‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬ابو‬
‫ظبي ‪2007‬‬
‫إب راهيم موس ى ال ورد‪ ،‬تحلي ل العالق ة الس ببية بين النم و االقتص ادي ونم و األس واق‬ ‫‪-9‬‬
‫المالية للمدة(‪ ،)2004-1980‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‬
‫‪ ،41‬جامعة بغداد‪،2006 ،‬ص‪.5‬‬
‫هن اء عب د الحس ين‪ ،‬اختب ار الس ببية بين الص ادرات الس لعية والن اتج المحلي اإلجم الي‬ ‫‪-10‬‬
‫لالقتصاد العراقي للمدة ‪ ،1998-1970‬مجلة بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2002 ،6‬ص‪.83‬‬
‫عب د الق ادر محم د عب د الق ادر عطي ة‪ ،‬الح ديث في االقتص اد القياس ي بين النظري ة‬ ‫‪-11‬‬
‫والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.878‬‬

‫~ ‪~ 25‬‬
‫س عيد هته ات‪ ،‬دراس ة اقتص ادية وقياس ية لظ اهرة التض خم في الجزائ ر‪ ،‬رس الة‬ ‫‪-12‬‬
‫ماجستير اقتصاد‪ ،‬مقدمة إلى كلية الحقوق والعلوم االقتصادية ‪/‬قسم االقتصاد‪/‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪/‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2006،‬ص ص ‪.94-93‬‬
‫ص الح إب راهيم الس حيباني‪ ،‬س وق األس هم والنم و االقتص ادي عالق ات االرتب اط‬ ‫‪-13‬‬
‫والس ببية‪ ،‬ورق ة مقدم ة للق اء الس نوي الس ادس عش ر لجمعي ة االقتص اد الس عودي‬
‫(الخ دمات المالي ة في المملك ة العربي ة الس عودية)‪ ،‬جامع ة المل ك س عود‪ ،‬الري اض‪،‬‬
‫‪،،2007‬ص‪13‬‬
‫وزارة التخطي ط ‪ ،‬هي أة التخطي ط االقتص ادي ‪ ،‬تق ويم فاعلي ة ادوات السياس ة النقدي ة‬ ‫‪-14‬‬
‫والمالي ة في كبح جم اح التض خم خالل ف ترة الحص ار ‪ ،‬دراس ة رقم ‪ ، 933‬بغ داد ‪،‬‬
‫‪ ، 1992‬ص‪. 41‬‬

‫‪(15) - Damodar N .Gujarati،Basic Econometrics، fourth edition،‬‬


‫‪USA،2003،P696.‬‬
‫‪H .R. Seddighi،K .A .Lawler and A. V .Katos،(16) - Econometric SIA‬‬
‫‪.Practical Approach،London،2000،pp262-263‬‬

‫~ ‪~ 26‬‬

You might also like