Professional Documents
Culture Documents
إن استقراء التاريخ واCفادة من دروسه وعبره ،من أعظم ما تنتفع به اDمة اCسAمية ،فتتشكل لدى أفرادها نظرة
استشرافية تتوقع معها تشابه النتائج عند تشابه ا/قدمات ،فتتعامل مع اDحداث والظروف بحنكة تُحقق بها
ا/كاسب وتتجنّب ا/كاره واDضرار ،وكما قال ا/صطفى عليه الصAة والسAم c» :يُلدغ ا/ؤمن من جحر مرت_«.
ومن أهم ا/نعطفات الخطرة في تاريخ اDمة ،تلك الحقبة التي ظهر فيها كثيرمن الفرق وا/ذاهب العقدية ،حيث
أسهمت عوامل عدة في تشكيل تلك ا/ذاهب ا/نحرفة ،من أبرزها :دخول الفلسفة إلى العالم اCسAمي وانبهار
طائفة من ا/سلم_ بها.
ففي منتصف القرن الثاني للهجرة -في عهد الخليفة العباسي ا/نصور -ازدهرت حركة الترجمة ،ثم توسعت
بشكل كبير في عهد ا/أمون ،وتناولت أعمال الترجمة كثيراً من كتب الفلسفة التي تضمنت علوم ا/نطق والطبيعيات
وما يُعرف با/قادير ،إ cأن أخطر تلك العلوم على اCطAق كان ما يتعلق باCلهيات والعلوم ا/يتافيزيقية ،ومما زاد
الط_ بلة أن تلك اDعمال لم تُسند إلى أمناء ا/سلم_ ،وإنما إلى النصارى من أهل الذمة.
-قسم تقبل الفلسفة كما هي وتشربها ودعا إلى مبادئها ،وهؤcء هم زنادقة الفAسفة ،وإن حاول بعضهم أن يكسو
مخ الفلسفة بلحاء الشريعة.
-وقسم حاولوا تنقيح الفلسفة والجمع بينها وب_ الشرع ،فأضافوا إليها ما ظنوا أنه ينقيها مما فيها من الباطل،
وهؤcء هم ا/تكلمون الذين كان فعلهم سبباً في ظهور كثير من البدع اcعتقادية التي cنزال نرى آثارها اليوم.
-وقسم رفض الفلسفة بالجملة ،و cسيما ما يتعلق بالغيبيات واCلهيات ،فجاهدها بلسانه وقلمه ،ومن أبرز هؤcء
اDئمة :ابن الجوزي وابن الصAح وابن تيمية والذهبي وابن القيم -رحمهم ا† ،-حيث وضّحوا أوجه مخالفة
مقاcت الفAسفة للشريعة بالتفصيل ،وانحرافهم في عقيدة اCله ومفهوم العبادة وتصور العالم ،مع خلل جلي في
تناول النصوص الشرعية وتفسيرها.
ورغم وجود جهود مضادة للمد الفلسفي في العالم اCسAمي منذ ذلك الوقت ،حيث أُحرقت كتب الفلسفة ومُنع
تداولها وتدريسها ،وأُبعد بعض رموزها ،وأقيم الحد على من ارتد بسبب تأثره بها؛ إ cأن ذلك ا/د أحدث تأثيراً
كبيراً في تشكيل ا/نظومة العقدية لكثير من الفرق واسعة اcنتشار ،وما زالت أمتنا اليوم تعاني تلك ا•ثار ،فهل
يُمكن تصور حال اDمة لو لم يقف أمام ذلك الزحف جهابذة علماء السلف؟
فإذا انتقلنا إلى العصر الحديث سنجد مقدمات وإرهاصات لزحف فلسفي من نوع جديد يتمثل في إحدى أشهر
الفلسفات القديمة على اCطAق ،وهي الفلسفة الشرقية النابعة من الص_ والهند ،ومن الهندوسية والبوذية والطاوية
تحديداً .ورغم أنه cيمكن اعتبار تأثير تلك الفلسفة في الفرق ا/نتسبة إلى اCسAم جديداً بالكلية ،حيث كان لها
نصيب يسير من الترجمة في العهد العباسي جعلها من أبرز مصادر الفكر الصوفي ا/غالي الذي يعتمد في كثير
من عقائده على الفيدانتا الهندوسية؛ إ cأن دخولها عبر تطبيقات معاصرة إلى من نشؤوا على التوحيد ومنهاج
السلف ،أمر جديد ب Aشك.
فبعد أن انحسر تأثير الفلسفة الشرقية واقتصر على أتباعها في اDعم اDغلب لعدة قرون ،ولم يظهر لها أثر يذكر
في تشكيل الفكر أو نشأة ا/ذاهب؛ بدأت تُبعث من جديد حينما تُرجمت النصوص الشرقية للغة اCنجليزية ،وظهر
اهتمام شعبي غير مسبوق بمحتواها من قبل من هم خارج الدوائر العلمية والبحثية اDكاديمية في الغرب.
ومع توالي هجرة كهّان الديانات الشرقية للدول الغربية ومشاركتهم في ا/ناسبات الثقافية ،إضافة إلى عدد من
العوامل اDخرى اcجتماعية والجغرافية؛ تزايد اcهتمام بروحانيات الشرق لدى الغرب ا/ادي.
ونظراً للطبيعة العلمانية السائدة في العالم الغربي ،تم تحوير بعض ا/فاهيم الفلسفية وإلباسها لبوس الفكر
ا/شترك والعلم التجريبي ليتم نشرها ب_ الناس بشكل أيسر وبأقل مقاومة ممكنة .فظهر أثرها جلياً في الفكر
الثيوصوفي و»الفكر الجديد« ،وأخيراً في حركة العصر الجديد التي أحدثت نقلة نوعية في أساليب نشر الفكر
الباطني الشرقي.
ومصداقاً لحديث النبي » :#حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه« ،انتقل اcهتمام بالفلسفات الشرقية إلى العالم
اCسAمي ،وباDساليب ذاتها التي تستخدمها حركة العصر الجديد ،فباتت تروج عبر ثAثة منابر رئيسة:
أولهما :عدم اcطAع الكافي على التطبيقات ذاتها لكونها في اDصل بعيدة عن التخصص.
وا•خر :عدم ا/Cام الكافي بالفلسفة الشرقية وتصورها بشكل دقيق ،بحيث cيتمكن من الربط ب_ ا/مارسة
الحديثة والفلسفة اDم ،بخAف الفلسفة اليونانية التي تعتبر من ا/ناهج ا/همة في التخصص بكثير من الجامعات.
ولذلك كان cبد من تقديم تصور مجمل للفلسفة الشرقية قبل الحديث عن تطبيقاتها ا/عاصرة.
وحدة اDديان.
كما أن للفلسفة الشرقية اصطAحات خاصة يعبّر بها عن بعض العقائد الشائعة عند القوم؛ كالطاو والبراهمان
وال_ يانغ والشاكرا والكارما والنيرفانا واليوغا وغيرها.
إن تسرب هذه ا/صطلحات ا/شبعة با/فاهيم الفلسفية والخلفيات الثقافية ،بل العقائد الشرقية ،عبر تطبيقات
متنوعة – رغم خطورته –؛ cيمثل اCشكالية الكبرى لدى الشريحة ا/تبنية لها ،بل إن الخلل اDكبر يكمن في
اختAل مصادر التلقي ومصادر ا/عرفة الحسية عند أكثرهم ،إذ cيقتصر التلقي الغيبي على مصادر الوحي
ا/نضبطة بمنهجية السلف في الفهم والتفسير ،وإنما يعول فيه على ا/صادر »الداخلية« والكشوفات واCلهامات
والحدوس.
أما ا/عرفة الحسية ف Aيُعتمد فيها على ا/نهج العلمي التجريبي ) (method Scientificو cيلتفت فيها إلى
الدراسات ا/حكمة واcختبارات ا/عملية ا/نضبطة ،وإنما يُعتمد على التجارب الفردية واDحكام والروايات
الشخصية التي تخضع /تغيرات cمحدودة.
ولعل أبرز النماذج على هذا الخلط ا/عرفي يظهر في مصطلح »الطاقة« الذي شاع استخدامه في السنوات
اDخيرة في سياق غير متخصص ،كالطب البديل وتنمية الذات ،وهو مصطلح فضفاض حمّال أوجه استُخدم في
النسخ اُ/حدثة من الفلسفة الشرقية للتعبير عن الوجود الكلي ،ومادة الكون ،ومرر على كثير من الناس بصورة
العلم الزائف الذي يستر الفلسفة الباطنية ا/لحدة ،فـ »الطاقة« ا/عنية cتثبت بالشرع و cبا/نهج العلمي.
لكن نظراً Cشكالية هذا ا/صطلح يحصل الجدل في نسبته إلى جذوره العقدية.
فـ »الطاقة« لها معنى مخصوص في الفيزياء والعلوم التطبيقية ،كالطاقة الحرارية أو النووية أو الكهربائية،
ونحوها ،وهي طاقات محسوسة قابلة لAختبار والقياس.
وهناك »الطاقة« بمعناها اللغوي التي تفسر بالقدرة والوسع كما في قوله تعالى) :و cتحملنا ما cطاقة لنا به(.
وهناك »طاقة« تُستخدم على سبيل ا/جاز في سياقات متعددة ،كطاقة الحب وطاقة العبادة c ،تخلو في كثير من
اDحيان من إشكاcت علمية أو شرعية.
غير أن »الطاقة« ا/شار إليها في تطبيقات الفلسفة الشرقية ليست شيئاً مما سبق ،وإن كانت تُخلط بها وتُمزج في
كثير من اDحيان ،وإنما هي طاقة روحانية ميتافيزيقية غير قابلة لAختبار والقياس ،تُدرك بالتجربة الذاتية
والتأمAت الباطنية ،فهي الوجود ا/طلق الذي يتجلى في ا/وجودات ا/حسوسة ،والذي يُعبر عنه أحياناً بالوعي،
وأحياناً بـ »اCله« ،و» cإله« في الفلسفات الباطنية إ cهو ،إذ اCله ا/باين للمخلوقات ا/تصف بصفات الكمال
والجAل عقيدة »بدائية« يترفع عنها فAسفة الشرق!
وأما اCنسان فهو »إله« في الحقيقة ،أو هو الوجود الكلي عند من cيفضل استخدام اصطAح »اDلوهية«،
يعتريه النقص وتعترضه اDسقام cبتعاده عن طبيعته اDصلية ،وهو ما يعبر عنه باختAل »الطاقة« ،وDجل التغلب
على ذلك cبد من أن يعود إلى تلك الطبيعة بوسائل مختلفة.
فنجد تطبيقات اcستشفاء القائمة على فلسفة »الطاقة الكونية« وا/ستقاة من الديانات والفلسفات الشرقية ،تعمل
على »موازنة الطاقة« واستقطابها من الكون عبر طقوس cعAقة لها بالعلوم التجريبية ،وإنما هي أشبه ما تكون
بالرياضات واDوراد الصوفية التي تهدف إلى تحقيق اCشراق والفناء .بل يُصرح كثير من ا/مارس_ في الشرق
والغرب بأن الهدف من تلك التطبيقات ليس مجرد تحس_ الصحة والتخلص من أعراض ا/رض ،وإنما تحقيق
السمو الروحي واcتحاد با/طلق .فهذا مبتكر نظام ا/اكروبيوتك] [1جورج أوساوا مث ًAيقول في كتابه )دعوة إلى
الصحة والسعادة(» :إن هدفي في إصدار هذا الكتيب أن أدلك على طريقة اغتذاء واختيار أطعمة ستقودك في
آخر اDمر إلى الحقيقة والسعادة اDبدية«! ويقول :إن ا/اكروبيوتيك هو »إحدى الطرائق الثماني للوصول
إلى ...النيرفانا«! وإنه »ا/بدأ اDساسي Dهم اDديان الشرقية«.
ومن التطبيقات ا/عاصرة للفلسفة الشرقية ا/تعلقة بالتداوي واcستشفاء :البرانيك هيلنغ )العAج بالبرانا(،
والريكي ،واDيورفيدا ،والتداوي بطاقة اDحجار واDلوان واDهرام ،والفونغ شوي )طاقة ا/كان( ،والتشي كونغ
وغيرها ،علماً بأن هذه ا/مارسات في الجملة cتخلو تماماً من بعض الحق النافع ،إذ لوcه ما راجت ب_ الناس،
لكنها في أساسها cتستند إلى مصدر سليم من الشرع أو العلم التجريبي.
أما برامج تطوير وتنمية الذات فقد كانت البوابة اDولى التي ولجت عبرها اDفكار الشرقية قبل خمسة عشر عام ًا
تقريباً ،لكن ا•ثار الفلسفية أصبحت أكثر وضوحاً مع مرور الزمن ،و cيزال أثرها يتفاوت ب_ دورة وأخرى ،فمن
مستقل ومستكثر.
يبدأ اcنحراف في هذا ا/جال بالتركيز على الذات البشرية وتعظيمها ،واcعتماد على قدرات النفس والتعويل
عليها ،لكنه يتطور ليصل إلى إخراجها عن حدودها البشرية ووصفها بالقدرات »غير ا/حدودة« وخوارق العادات،
حيث تعتبر النفس وسيلة لتحصيل النجاح والتوفيق والرزق والشفاء ،وتظهر ا/نازعة السافرة Dوصاف اCله
وخصائص الربوبية .ويعتبر قانون الجذب ،والحديث عن قوى العقل الباطن ،أشهر مثال_ لهذا اcنحراف في مجال
التنمية وتطوير الذات.
يقوم قانون الجذب الباطني -ا/تستر إسAمياً بأحاديث الظن والفأل -على نظرة الفلسفة الشرقية للكون والوجود،
والتي تقرر أن الوجود ا/طلق هو الوعي أو الفكر ،وأن العالم الخارجي cوجود له إ cفي الذهن ،فهو مجرد
انعكاس للفكر )أو التركيز(؛ ولذلك فإن التغير في »الفكر« يوجب التغير في ا/ظاهر الخارجية والعالم ا/حيط
باCنسان ،ومن ثم تتحقق له الرغبات في إرادته ا/جردة ،وبها تتعلق اDرزاق واDقدار .فهو – في الواقع -ليس إc
صورة حديثة /ذهب القدرية ا/تقدم_ ،بل هو أشد جرأة وبشاعة من سابقه ،وهو يخالف الشرع والعقل والحس،
وللتفصيل في الرد عليه مقام آخر.
ويشبه قانون الجذب ما يتعلق بالعقل الباطن بمعناه الفلسفي cالنفسي ،فـ »العقل الباطن« كما يُعرّفه جوزيف
ميرفي – مث - ًAصاحب كتاب )قوة عقلك الباطن( ،هو القوة ا/دبرة للكون ،وبالغوص في أعماق الذات يمكن
لœنسان التواصل مع هذه القوة غير ا/حدودة التي تمكنه من التحكم بالرزق والصحة والنجاح واcطAع على
العلوم وا/عارف ا/طلقة .فالعقل الباطن بهذا ا/عنى الفلسفي نظير »الطاقة« و»الوعي« والوجود الكلي ،وصورة
من صور تأليه الذات ا/تفرعة عن الفلسفات الشرقية.
ول•سف يرتبط كثير من الدورات ا/تعلقة بتطوير الذات بهذين ا/فهوم_ وكيفية استغAلهما لتحقيق اDهداف
وتطوير القدرات.
أما ا/جال اDخير – واDخطر في رأيي – ،فهو ما يتعلق بالطرح »الروحاني« ا/جرد ،حيث تُعرض في تلك
الدورات والبرامج روحانيات الشرق بشكل نظري مباشر دون اللجوء لسترها بممارسات أو تطبيقات عملية ،ثم
تُعطى صفة شرعية من خAل محاوcت »اDسلمة« واستعارة ا/صطلحات .إ cأن نتيجة هذا الخلط ب_ الفلسفة
الشرقية واCسAم أفرزت – كما هو متوقع – أطروحات صوفية النفس وا/ضمون.
وأدى هذا التشابه ب_ التصوف والروحانيات الشرقية ا/ؤسلمة إلى ميل »الروحاني_ الجدد« للتراث الصوفي
الفلسفي والدعوة إلى تمجيد رموزه وإعادة إحياء تراثهم البائد في بيئات بعيدة عنه ونقية من لوثاته.
تتناول البرامج »الروحانية« قضايا ا/يتافيزيقيا واCلهيات من منظور غير شرعي ،أو بتأويAت غير منضبطة وc
سائغة لنصوص الشريعة ،فأصبحت ا/صطلحات وا/فاهيم الشرقية تطرح كقراءات جديدة للدين ،وتمثل خروجاً
عن القراءات التقليدية التي »عفا عليها الدهر« في نظرهم .وبالطبع cيتورع أصحاب هذا التوجه عن التنقص من
منهج السلف ،ووصف أتباعه با/برمج_ الناهل_ من »اDوراق الصفراء« ،منفرين من هذا ا/نهج القويم ،داع_
إلى اcنفAت في قراءة النص واcعتماد على ا/صادر الباطنية للمعرفة الغيبية والروحانيات.
ول•سف أصبحنا نسمع ونقرأ /ن يحمل سمت طAب العلم الشرعي كAماً cيختلف كثيراً عن أطروحات ابن
عربي والحAج وجAل الدين الرومي ،ومAحدة الباطنية ،ويكثر فيه اcستشهاد بمقاcتهم ا/توافقة مع الفلسفات
الشرقية الوافدة واعتبارهم أئمة مبدع_ قتلتهم العقول ا/نغلقة.
إن إبراز تلك النماذج ا/نحرفة من التراث اCسAمي إنما جاء في محاولة لتمرير الفلسفات الشرقية باعتبارها
متوافقة مع الدين ،فعقائد الحلول واcتحاد ووحدة الوجود ا/شتهرة في الشرق ظاهرة في مقاcت غAة الصوفية.
وفي تلك البرامج يتم تسويق الباطنية ا/حدثة ذات اDصول الشرقية الواضحة وتمجيد روادها أمثال أوشو وديباك
شوبرا ،وإكهارت تولي وغيرهم.
فكان مما ظهر دورات تتناول مفهوم »اCيجو« وترتكز على نفي الذات الفردية والغوص في الذات الكونية وفقاً
للفلسفة البوذية ،وأخرى تتناول أسرار »الكينونة« واDقدار والوجود ،أو تدعو للتناغم مع الكون واcتحاد به.
وأصبح مبدأ »هنا وا•ن« و»قوة ا•ن« يطرح في البيئات اCسAمية ،وتتم مناقشة أساليب تقوية »الحدس«
واCلهام وكيفية التواصل مع مصدر ا/عرفة ا/طلقة ،وغيرها كثير من العقائد وا/فاهيم ا/عروفة في الفيدانتا
الهندوسية وبوذية زن.
و cشك في أن اcنحراف العقدي في اDطروحات الروحانية أظهر منه في تطبيقات اcستشفاء والتنمية ،فتلك تخلط
ب_ الدجل والخرافة والفلسفة ،بينما هذه مسائل عقدية وفلسفية صرفة ..إ cأن تلك التطبيقات كانت بمنزلة القنطرة
التي عبرها ا/غترون وتدرجوا من خAلها إلى الطرح الفلسفي حتى لم يستنكروه .بل قد ظهر من بني جلدتنا من
يُصرح باDلوهية الكامنة في الذات البشرية ثم cيستنكر قوله إ cنزر يسير من اDتباع ،فللشيطان خطوات
وأساليب خفية يضلل بها بني آدم ويأتيهم بما cيستنكرون ،حتى ينسلخ أحدهم من دينه وهو cيشعر.
وفي الختام :أؤكد أن هذا الزحف الباطني الحديث بحاجة إلى وقفة جادة ومواجهة حازمة من قبل طAب العلم
الشرعي والعلماء ،وبمؤازرة قوية من أصحاب الهمم من التخصصات التطبيقية؛ كالطب والفيزياء ونحوهما؛ لصد
هؤcء ا/تطفل_ على الشريعة ا/قتات_ على العلم الحديث.