Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
يبدو ان اآلثار النفسية واالجتماعية لتعرض الجمهور البحريني لشبكة اإلنترنت هو
احدى المخاوف في المستقبل ذو المنظور البعيد والمتوسط والقصيرحيث ان
تكنولوجيا اإلنترنت قد انتشرت بشكل غريب في المجتمع البحريني ،واستخدامها بين
الفئات مقارنةً بالمجتمعات العربية ،والعالمية ،لذا بات التعرف على آثارها النفسية
واالجتماعية ،واإلشارة للخصائص الديموغرافية للشريحة العامه في المجتمع .إن
االنترنت هي قفزة هائلة توازي في أهميتها اختراع الطباعة او الهاتف في قدرتها
على وصل االفراد والمجموعات ببعضهم البعض على مستوى العالم أجمع وبحق
فإن العالم أصبح قرية صغيرة
تعتبر شبكة اإلنترنت ثورة جديدة في مجال االتصال واإلعالم ،فإذا كانت الثورة
األولى في مجال اإلعالم بدأت مع ظهور الطباعة ،ثم تلتها الصحافة ،فالسينما،
واإلعالم المسموع ،ثم اإلعالم المرئي ،ثم اصبح البث الفضائي عبر األقمار
الصناعية ،فشبكة اإلنترنت (وهي شبكة معلوماتية) وتعتبرمن أحدث التقنيات في
الوقت الحالي ..وهي ترتبط بتقنيات اإلتصال والمعلومات والكومبيوتر التي تطورت
تطورا كبيرا منذ أواخر القرن الماضي ،وال تزال تتطور بسرعة واستمرار .وقد
قسمها الدكتور حسان المالح في موقعة
http://www.balagh.com/thaqafa/nt0628gt.htmعندما تطرق اليها من
منطلق األدمان بأنها إدمان على اإلنترنت بمعنى قضاء أوقاتا طويلة مع الشبكة
وإهمال القيام بالمسؤوليات التي يجب القيام بها أمر واقع ..وهناك تفسيرات عديدة
لذلك ..ومنها المتعة الشخصية التي تقدمها هذه التقنية فهي تقنية جذابة تتطلب الوقت..
ويمكن للفرد أن يشعر بتحقيقه لنفسه من خاللها .كما أن الهروب من مشكالت عملية
وإجتماعية يعتبر عامال هاما ..فاإلنسان مجبول على الهروب من األلم إلى المتعة
واللذة بأشكالها المتنوعة ..مما يطرح ضرورة‚ حل المشكالت ومواجهتها بدل
الهروب منها ..كما أن المقصر ربما يهرب إلى اإلنترنت تغطية وإهماله في واجباته
المتنوعة بحجة أنه يقوم بعمل آخر مفيد .ومن العوامل العامة أيضا البحث عن تحقيق
الشخصية وإثباتها ..وتوفر اإلنترنت مجاال مناسبا من حيث إبداء الرأي والحوار
إضافة للتحكم بالتقينات والبراعة‚ فيها بسهولة نسبية مما يشد المستخدم ويشعره بقيمته
وأهميته ..وال سيما في حال جهل من حوله بتلك األمور ..وهنا نجد مثال أن المراهق
يتعلق باإلنترنت بدافع التنافس مع أخيه األكبر أو أبيه حيث يمكن له أن يسجل
انتصارات متعددة .وفي بعض الحاالت نجد هروب األزواج أو الزوجات إلى
اإلنترنت بعيدا عن مشكالت الزواج اليومية واإلحباطات ..مما يزيد في المشكالت
األسرية ..ويستدعي كل ذلك ضرورة مراجعة النفس والسير في حل المشكالت بدال
عن الهروب منها .والبد من التأكيد أن التعامل مع أية تقنية يتطلب عددا من األمور
والضوابط ..وهناك سوء اإلستعمال ألية تقنية كما أن هناك حسن اإلستعمال ..والبد
من تعلم أساسيات تقنيات الكومبيوتر‚ واإلنترنت بما يخدم تطوير المهارات العامة
والفردية وبما يتناسب مع طبيعة العصر وتطوره .ومن المتوقع ازدياد المتعاملين مع
شبكة اإلنترنت في مجتمعاتنا وتحسن استعمال هذه التقنية بما يفيد وينفع ..والبد من
تشجيع اإلستعمال الحسن وتطويره والتأكيد عليه من خالل شرح فوائد اإلنترنت
ومجاالتها وآفاقها وبشكل عملي للجميع ..بدل التركيز على الجوانب السلبية
وتضخيمها.
تتمثل أهمية مشكلة الدراسة الحالية في عدة نقاط نذكرها كما يلي:
وقد اختلف الباحثون فيما توصلوا إليه حول اآلثار الناتجة عن استخدام اإلنترنت
على الحياة االجتماعية لألفراد من حيث تأثيرها على العالقات الشخصية على وجه
الخصوص ،فقد ذهب البعض إلى أن شبكة اإلنترنت تؤثر سلبا ً على عالقات الفرد
بأسرته ،وأصدقائه ،ويرجع ذلك إلى استبدالهم بعالقات أخرى يقيمونها على
اإلنترنت.
وقد انتبه الباحثون في السنوات العشر الماضية إلى ما يسمى بقلق اإلنترنت،
واهتموا بدراسته ،وبحث العالقة بينه وبين السمات الشخصية للمستخدمين،
وعادات االستخدام ،إال أنه ما زال حجم البحوث في هذا الصدد قليالً ،وفي حاجة
للمزيد.
وعلى الرغم من انتباه الباحثين لقلق اإلنترنت إال أن عدد البحوث المهتمة بذلك ما
زال قليالً ،وفي حاجة للمزيد من أجل فهم جوانب عديدة مرتبطة بقلق اإلنترنت،
وتحديد اتجاه العالقة بين القلق بوجه عام ،واستخدام اإلنترنت ،حيث لم تتفق
الدراسات على اتجاه هذه العالقة إن كان القلق سببا ً يؤدي إلى مزيد من استخدام
اإلنترنت ،أم زيادة استخدام اإلنترنت يتسبب في شعور الفرد بالقلق.
استراتيجية االسترخاء :Relax
يستطيع مستخدم اإلنترنت – أثناء عمله من خاللها وانشغاله بما فيها من معلومات
وبرامج وعالم سريع من االتصال – أن يتوقف كي يمنح فرصة لذاته جسديا ً وعقليا ً
لالسترخاء ،فيمكنه مثالً أن يتنفس بشكل عميق ومنتظم ،أو يعطي فرصة لعضالت
جسده لالسترخاء ولو لفترة قصيرة ،كما يمكنه – من ناحية أخرى – أن يحرر
عقله من جميع المهام والعمليات التي كان يقوم بها من خالل اإلنترنت ،ويطلق
لنفسه العنان كي يتخيلها في وضع مسالم ،وليس به أي عمليات معقدة ،وقد تتوفر
أساليب التكيف للجسد والعقل معا ً من خالل بعض األنشطة التدريبية مثل:
اليوجا ،وتعتبر محاولة الفرد اتباع بعض األساليب البسيطة لالسترخاء أفضل من
عدم اتباعها على االطالق.
أوالً :إن األفراد يلجؤون لإلنترنت كوسيلة هروبية من ضغوط الحياة اليومية من
خالل إقامة عالقات جديدة ال تمثل لهم أنها مصدر للترفيه وتمضية الوقت،
فيقضون أوقاتا ً طويلة في التفاعل معهم دون قصد مباشر ،ولكن حياتهم االجتماعية
الفعلية تتأثر بهذا السلوك ،فيقل تفاعلهم مع أفراد أسرهم ،وأصدقائهم الفعليين بشكل
غير مباشر.
ونستنتج مما سبق ثبوت صحة الفرض القائل "بوجود عالقة ارتباطية دالة بين
كثافة استخدام اإلنترنت ،والتأثير بإدمان اإلنترنت ،والقلق العام ،والعزلة
االجتماعية" ،في حين لم تثبت صحته بالنسبة للشعور باالكتئاب.
ثانياً :نستنتج مما أوضحه تحليل البيانات التي وردت بالجداول؛ قبول الفرض
القائل "بوجود تأثير للسن في العالقة االرتباطية بين كثافة استخدام اإلنترنت،
والتأثر باالكتئاب ،والقلق العام ،والعزلة االجتماعية" ،في حين نرفضه جزئيا ً فيما
يخص بالتأثر بإدمان اإلنترنت؛ حيث كانت أكثر فئة تتعرض لمشكالت نفسية مع
ازدياد استخدامها للشبكة هي الفئة العمرية (من 18ألقل من 25عام) والتي يكثر
بها طالب الجامعة في عينة الدراسة الحالية.
ثالثاً :تشير الدراسة أن لدى هذه الفئة العمرية بعض الخصائص التي تساهم في
ازدياد تعرضهم لمشكالت نفسية مرتبطة باستخدامهم لشبكة اإلنترنت ،والتي
نذكرها على النحو اآلتي:
.1يرغب كثير من الشباب في هذه المرحلة السنية التمتع بمناخ من الحرية
بعيداً عن السيطرة الوالدية؛ فيحاولون أن يختلفوا ألنفسهم مناخا ً آخر من
خالل استخدام اإلنترنت كما يريدون ،فيمكنهم مثالً من خالل غرف
الدردشة ،أو المجموعات اإلخبارية أن يتحدثوا مع أصدقاء قد يكونون
محل رفض من قبل الوالدين ،مما يشعرهم بقدر من الحرية المتاحة عبر
الشبكة.
.2ال توجد رقابة على استخدام األبناء لإلنترنت خاصةً بعد انتشارها في
أماكن كثيرة كالجامعات ،ومقاهي اإلنترنت ،والنوادي ،ومراكز الشباب،
مما قد يدفعهم لتصفح صفحات الشبكة بحرية.
.3قد يشعر بعض الشباب في مرحلة التعليم الجامعي بالذات بالغربة في ظل
األعداد الضخمة من الطالب ،فيصعب عليهم أن يثبتوا أنفسهم في ظل
التزاحم ،ويجدون بديالً أسهل من خالل اإلنترنت ،وتكوين صداقات من
خاللها في جميع صداقات من خاللها في جميع أنحاء العالم ،فيصبحوا
مشهورين بقدر بسيط من الجهد المبذول.
سادسا ً :يوجد تأثير لمتغير قلق اإلنترنت على العالقة بين استخدام التطبيقات
غير التفاعلية ،وبين الشعور بالعزلة االجتماعية .ويرجع ذلك إلى ازدياد
التعامل مع التطبيقات المختلفة عبر اإلنترنت ،يزيد من الوقت الذي يقضيه
الفرد بعيداً عن اآلخرين ،الكتشاف هذه األنشطة خاصة عندما ال يوجد قلق
لدى األفراد عند أو أثناء االستخدام ،مما أسرهم وأصدقائهم .وتدل بعض
االحصائيات أن عدد مستخدمي االنترنت في العالم العربي حوالي 77و% 0
بينما في الواليات المتحدة وكندا تصل النسبة إلى . % 40وفي دراسة عام
2008بينت أن حوالي %35من المستخدمين في العالم العربي تستخدم
االنترنت للمحادثة عن بعد( . )chatويتردد كثيراً في مختلف األوساط أن
االنترنت هو تسلية وإزعاجات وبحث عن
الممنوعات ..وهذا ليس صحيحا ً على إطالقه ..وهناك استخدامات جادة ومفيدة
جداً في مختلف الميادين الحياتية والثقافية والعلمية واالجتماعية وغيرها .
يلعب التوجيه هنا دوراً هاما ً في االستفادة الحقيقية من هذا التطور التقني المفيد
واإلدمان على االنترنت بمعنى قضاء أوقاتا ً طويلة مع الشبكة وإهمال القيام
بالمسؤوليات التي يجب القيام بها أمر واقع ..وهناك تفسيرات عديدة لذلك..
ومنها المتعة الشخصية التي تقدمها هذه التقنية فهي تقنية جذابة تتطلب الوقت
.ويمكن للفرد أن يشعر بتحقيقه لنفسه من خاللها .كما أن الهروب من
مشكالت عملية واجتماعية يعتبر عامالً هاما ً ..فاإلنسان مجبول على الهروب
من األلم إلى المتعة واللذة بأشكالها المتنوعة ..مما يطرح ضرورة حل
المشكالت ومواجهتها بدل الهروب منها ..كما أن المقصر ربما يهرب إلى
االنترنت تغطية لتقصيره وإهماله في واجباته المتنوعة بحجة أنه يقوم بعمل
آخر مفيد .ومن العوامل العامة أيضا ً البحث عن تحقيق الشخصية وإثباتها ..
وتوفر االنترنت مجاالً مناسبا ً من حيث إبداء الرأي والحوار إضافة للتحكم
بالتقنيات والبراعة‚ فيها بسهولة نسبية مما يشد المستخدم ويشعره بقيمته
وأهميته ..والسيما في حال جهل من حوله بتلك األمور ..وهنا نجد مثالً أن
المراهق يتعلق باالنترنت بدافع التنافس مع أخيه الكبر أو
أبيه حيث يمكن له أن يسجل انتصارات متعددة .وفي بعض الحاالت نجد
هروب األزواج أو الزوجات إلى االنترنت بعيداً عن مشكالت الزواج اليومية
واإلحباطات ..مما يزيد في المشكالت األسرية ..ويستدعي كل ذلك ضرورة
مراجعة النفس والسير في حل المشكالت بدالً عن الهروب منها .والبد من
التأكيد أن التعامل مع أية تقنية يتطلب عدداً من األمور والضوابط .وهناك
سوء االستعمال ألية تقنية كما أن هناك حسن االستعمال ..والبد من تعلم
أساسيات تقنيات الكومبيوتر واالنترنت بما يخدم تطوير المهارات العامة
والفردية وبما يتناسب مع طبيعة العصر وتطوره .ومن المتوقع ازدياد
المتعاملين مع شبكة االنترنت في مجتمعاتنا وتحسن استعمال هذه التقنية بما
يفيد وينفع ..والبد من تشجيع االستعمال الحسن وتطويره والتأكيد عليه من
خالل شرح فوائد االنترنت ومجاالتها وآفاقها وبشكل عملي للجميع ..بدل
التركيز على الجوانب السلبية وتضخيمها