Professional Documents
Culture Documents
خطة البحث
المقدمة ●
المبحث األول :دراسة علم االجتماع السياسي
المطلب األول :مفهوم علم االجتماع السياسي
المطلب الثاني :نشأة وتطور علم االجتماع
السياسي
المطلب الثالث :أهداف هذا العلم
المطلب الرابع :التعرف على الرواد األوائل لعلم
االجتماع السياسي
المبحث الثاني:
المطلب األول : فروع علم االجتماع السياسي و أهميته
المطلب الثاني :االتجاهات النظرية في العصور القديمة
المطلب الثالث : االتجاهات النظرية الحديثة و المعاصرة
المطلب الرابع :تدقيق النظر في بعض القضايا
المعاصرة الخاصة بهذا العلم
● الخاتمة
● قائمة المصادر والمراجع
المقدمة
يعد علم االجتماع السياسي أحد أهم العلوم التي تنطوي عليها العلوم السياسية بتخصصاته
المختلفة ؛ ألنه يتسم بصيغته التفاعلية والتكاملية التي تحاول أن تربط بين علم االجتماع من
جهة وعلم السياسية من جهة أخرى ،ومن ثم دراسة التأثيرات المتبادلة بينهما وصوالً إلى
تحقيق مفهوم الدولة .ومن المعلوم أن أغلب الدراسات السابقة التي تناولت المجتمع
والسلطة السياسية درستها بصورة منفصلة الواحدة عن األخرى ،وبالتالي فان علم االجتماع
السياسي جاء ليسد حالة الفراغ في البحث عن العالقة والتأثيرات المتبادلة بين السلطة
السياسية والمجتمع ودورها األساسي في الوصول الى الهدف المنشود وهو الدولة
المبحث األول :دراسة علم االجتماع السياسي
علم االجتماع السياسي هو ذلك العلم الذي يدرس الظواهر والنظم السياسية في ضوء
البناء االجتماعي والثقافة السائدة في المجتمع ،وبقدر ما يحدد النظام السياسي مسار
المجتمع ويضع أسسه وتنظيمه فإن هذا األخير بدوره يحاول أن يحدد أسس الحكم التي
تتناسب مع قيمه وأفكاره .يعرفه البعض بأنه ذلك الحقل من حقول المعرفة االجتماعية الذي
يدرس الظواهر السياسية داخل الجماعة السياسية المسماة ب"الدولة" من وجهة نظر
إجتماعية .
من هنا نرى بعض التعاريف علم االجتماع السياسي الخاصة بمختلف الباحثين:
"إن مفهوم علم االجتماع السياسي األكثر انتشارا في الغرب أنه علم
القوة ،السلطة،الحكومة،الوالية و القيادة في كل المجتمعات في كل المجموعات البشرية "
موريس ديفارجيه
"علم االجتماع السياسي هو دراسة الظواهر و النظم السياسية في ضوء البناء االجتماعي
والثقافي السائد في المجتمع ،عموما علم االجتماع السياسي يسعى لدراسة الظواهر،األحوال
و الظروف الثقافية و االقتصادية على بناءات االجتماعية و بالتالي يعالج النظم الرسمية و
غير رسمية و يتعامل مع الظواهر السياسية لظواهر فوقية قائمة بذاتها " لبيمست
ترجع نشأة علم االجتماع السياسي إلى األزمات التي ظهرت بعد حركات اإلصالح الديني
في ألمانيا على يد مارتن لوثر وكذلك إلى األزمات التي أعقبت ظهور الثورة الصناعية في
أوروبا .و ثمة عوامل عدة غير مباشرة أسهمت في نشأة علم االجتماع السياسي ،ضمنها
ثورة الحداثة ،التي قسمها إلى ثالث ثورات “الثورة Uالدينية” (أي اإلصالح الديني أو الثورة
األيديولوجية) ،والثورة الفرنسية (أي الثورة السياسية والحقوقية) ،والثورة الصناعية
(االقتصادية واالجتماعية) .فهو علم حديث نسبياً ،ظهر في أعقاب الحرب العالمية الثانية
ليسد الفراغ الموجود بين علم السياسة وعلم االجتماع ،من خالل تقديم المعرفة العلمية
للظواهر السياسة ،فأصبح من مجاالت البحث الهامة في علم االجتماع .فعلم السياسة أقدم
من علم االجتماع السياسي ،فبينما نشأ األول مع ظهور الدولة المدينة (أثينا وروما مثالً)،
فإن الثاني نشأ مع تشكل الدولة األمة كإطار لالجتماع السياسي مع القرن التاسع عشر.
والظواهر السياسية التي يدرسها علم االجتماع السياسي ليست حديثة العهد كعلم االجتماع
السياسي ،لكنها أقدم من ظهور علم االجتماع نفسه حيث أنها قديمة قدم وجود اإلنسانية
ذاتها ،حيث أهتم علماء العلوم اإلنسانية األخرى ،مثل الفلسفة والقانون ،بدراستها ولكن
بشكل محدود ،فأتسم علم االجتماع السياسي وكذلك العلوم السياسية بدراستها بشكل منهجي
ومنظم.
كان قيام الثورة الفرنسية عاماًل مهما في إطار تحليل العالقات االجتماعية السائدة و
تطور العلم االجتماعي السياسي و ظهور نمط جديد من التفكير السياسي ،باإلضافة إلى
حركة اإلصالح الديني والثورة Uالصناعية اللتان كانتا من العوامل الحاسمة في تكوين
المجتمع األوروبي الحديث .ترتب عن ذلك و على مدى قرن دخول مفاهيم جديدة إلى
الحياة السياسية كاالنتخاب ،األحزاب السياسية ،البيروقراطية ،المجتمع المدني والرأي العام
إلى غير ذلك من المسائل األساسية التي هي محور اهتمام علم االجتماع السياسي اليوم.
علم االجتماع السياسي كعلم مستقل ومتكامل له أهداف يعمل إلى الوصول إليها ،نذكر
منها:
● اتخاذ المناهج السوسيولوجية التي يستعملها علماء االجتماع في متنوع تخصصاتهم
عند دراسة الظواهر والمشكالت االجتماعية ،وذلك لدراسة الظواهر والنظم
واألنساق السياسية وتفسيرها تفسيراً سوسيولوجياً.
● دراسة الظواهر واألنساق السياسية ،وذلك بالتعرف على هياكلها والوظيفة لكل منها
في إطار المجتمع ،ونوعية الترابط أو التداخل الذي يحدث بين هذه األنساق ،وإلى
أي حد يمكن أن تقوم بمهامها ،وظائفها وغاياتها المتعددة ،ومعرفة األسباب التي
تؤدي إلى الخلل الوظيفي لهذه األنساق.
● معالجة التغيرات المستمرة على نوعية األيديولوجيات السياسية التي عرفتها
المجتمعات البشرية منذ أن تبنت هذه المجتمعات النظم السياسية المستقرة ،ومن هذه
األيديولوجيات الشرعية ،الشيوعية البدائية والماركسية والرأسمالية والليبراليةU
والفاشية والعضوية Uوصوالً إلى األيديولوجية الجماهيرية النظرية العالمية الثالثة،
وهدف علم االجتماع السياسي هو دراستها وتوضيحها ومعرفة خطوطها وهيكلها
العام ،ومدى فعاليتها على النسق السياسي ضمن البناء االجتماعي العام.
ال شك أن علم االجتماعي السياسي يمثل أهمية كبيرة في المجتمعات سواء داخل الدول أو
خارجها ،فالحياة السياسية في األساس هي عالقات بين أفراد وحكام ودول أخرى تلك
العالقة من خاللها تتم العديد من القوانين واألعراف والمعامالت والمؤسسات ،التي تنشأ
من خاللها العالقات بين الدول .فيقوم علم االجتماع السياسي بتوفير جوانب تساعد في إقامة
تلك العالقات ،التي قد تجعل الدول األخرى في الحاجة إلى إعالن حالة السالم الدولي بين
الدول هذه وبعضها.
1-الفكر السياسي اإلغريقي القديم :فإذا ما نظرنا إلى الفكر السياسي اإلغريقي
اليوناني القديم ،فإننا نالحظ ضرورة األفكار ومعتقدات النظرية لبعض العلماء الذين
ظهروا في ذلك الحقبة ،ومن روادهم أفالطون ،الذي دمجت فلسفته السياسية بين
الحقيقة والكمالية ،حيث نجد ذلك في مؤلفاته أو محاوراته السياسية التي ظهرت،
مثل الجمهورية ،التي رسم فيها الخطوط الرئيسة للمدينة الفاضلة ،كما أن تحليالته
السياسية في مؤلفيه السياسي أو رجل الدولة والقوانين U،محاولة ضم فيها نظريته
السياسية واألخالقية والقانونية والفلسفية ،فعكست محاوالته طبيعة نظام الدولة
ودولة المدينة باعتبارها الوحدة السياسية الرئيسة.
-2 الفكر السياسي الديني :يمكن تصنيف الفكر السياسي الديني ضمن النظرية السياسية
األخالقية ،التي يثبت روادها على أهمية االتصال بين السياسة واألخالق ،ابتدا ًء من
الموجهات الدينية والثقافية واالجتماعية التي مرت بها مجتمعات العصور Uالقديمة والوسطى
بشكل خاص ،مثله في ذلك مثل الفكر السياسي اإلغريقي .ويظهر هذا جليا ً عندما نتناول
الفكر السياسي عند توما االكويني ،الذي يعده بعض مؤرخي الفكر السياسي خالل العصور
الوسطى ،من أهم المفكرين الذين تناولوا أرسطو ونظريته السياسية بالشرح والتحليل،
خالل القرن الثالث عشر الميالدي ،لقد تناول االكويني األفكار والقضايا السياسية التي اهتم
بها أرسطو بصورة عامة ،فظهر ذلك في أفكاره ونظريته عن الدولة والقوانين على سبيل
المثال ،فحرص أن يخضع الجميع لطبيعة السلطة القانونية ما جعله يربط عموما ً بين
السلطة أو نظام الحكم والنظام القانوني .
االتجاه الماركسي :شهد القرن 20طرح أفكار سياسية متعددة تتبلور في العديد من
النظريات ،منها الليبرالية U،واالشتراكية المثالية ،حتى جاء كارل ماركس (-1818
،)1883ليضيف نظرية جديدة سميت نسبة إليه بالماركسية ،وتتلخص أهم إسهامات
ماركس النظرية فيما يلي:
فسر المجتمع تفسيرا ماديا بحتا ،الغيا كل التفسيرات الميتافيزيقية الالهوتية التي كانت
سائدة في العصور القديمة.
من الناحية الفلسفية أخد عن هيكل فكرة دياليكتيكية أو الجدلية على أساس أن العالم قائم
على التطور وفقا لعملية ديناميكية وليست استاتيكية جامدة ،لكنه اختلف معه بتطبيقها على
السلوك المادي وليس على األفكار الجامدة ،حيث يرى أن المادة هي أساس الوجود ،وتبلور
عن ذلك 3أسس قامت عليها الجدلية الماركسية وهي
• قانون وحدة األضداد وصراعها ،القائم على اإليمان بان كل شيء يحتوي على الشيء
ونقيضه وهذا التناقض يولد الصراع الذي يؤدي إلى التطور
• قانون تحول التغيرات الكمية إلى نوعية أو كيفية
• قانون نفي النفي أو سلب السلب ،الذي بموجبه ينتقل التاريخ من مرحلة إلى مرحلة وكل
مرحلة هي نفي للمرحلة السابقة لها.
كما قسم ماركس تاريخ البشرية إلى 5أقسام:
مرحلة الشيوعية -مرحلة العبودية -مرحلة اإلقطاع -مرحلة الرأسمالية -مرحلة
االشتراكية
(1القوة :يعتبر ماكس فيبر أن القوة هي نوعا من ممارسة القهر أو اإلجبار بواسطة احد
األفراد اآلخرين ،وهي ممارسة الرقابة أو التأثير من طرف شخص ما أو جماعة على
أفعال اآلخرين لتحقيق هدف معين دون موافقتهم.
(2السلطة :مفهوم السلطة هو أكثر المفاهيم السوسيولوجية استخداما في إطار علم
االجتماع بصفة عامة ،وعلم االجتماع السياسي بصفة خاصة ،لكن لحد اآلن لم يتم تحديد
هذا المفهوم االصطالحي واالتفاق عليه .فقد أشار أرسطو أن شرعية الدولة تقوم على
السلطة ،وان شرعية السلطة هي قيامها لمصلحة المسود ،كما يرى في السلطات العامة
حينما تكون المساواة الكاملة بين المواطنين Uهي القاعدة ،بل لكل منهم الحق في مباشرة
السلطة في دوره.
( 3المشاركة السياسية:إن كثيرا من علماء ودارسي علم االجتماع وعلم السياسية ،يتفقون
على األفكار الرئيسية والدالالت في التعريف الذي يقول :إن المشاركة السياسية هي
العصب الحيوي للممارسة الديمقراطية وقوامها األساس ،والتعبير العملي الصريح لسيادة
قيم الحرية والعدالة والمساواة في المجتمع.ومؤشر قوي على مدى تطور أو تخلف المجتمع
السياسي.
( 4التنمية السياسية :هي عملية تسريع النمو في المجتمع ،وهي عبارة عن تحقيق زيادة
تراكمية ودائمة عبر فترة من الزمن.
(5الديمقراطية U:لمفهوم الديمقراطية جاذبية خاصة ،إال انه ال يوجد اتفاق حول المفهوم
الحقيقي لمصطلح الديمقراطية ،والديمقراطية Uالسياسية هي أن يحكم الناس أنفسهم على
أساس من الحرية والمساواة.
(6الثورة والعنف :الثورة هي التغيرات الجذرية في البنى المؤسسية للمجتمع ،وقد تكون
الثورة عنيفة دموية ،كمان قد تكون سلمية .ومن أسباب قيام الثورة في نظر أرسطو هي
الرغبة في المساواة.
( 7البيروقراطية :هي تنظيم يقوم على السلطة الرسمية وعلى تقسيم العمل اإلداري وظيفيا
بين مستويات مختلفة تأخذ عادة الشكل الهرمي.
(8الصراع U:يعد الصراع ظاهرة اجتماعية موغلة في القدم ،فهو احد أنماط التفاعل
االجتماعي الذي ينشأ عن تعارض المصالح U.فيرى البعض أن الصراع يعبر عن حالة
مرضية يجب السيطرة والقضاء عليها ،فيما يرى البعض انه حالة ايجابية البد من وجودها
من اجل التنمية والتقدم والتطور االجتماعي.