Professional Documents
Culture Documents
بحث حول نطرية الوكالة
بحث حول نطرية الوكالة
فتحي خالدي
فوج 02:
نتيجة لتعارض المصالح بين اإلدارة والمالكين وبقية أصحاب المصالح في الشركة وعلى وفق مبدأ االختيار العقالني
الذي بموجبه يحاول كل طرف تعظيم منافعه الخاصة ,فانه يتوقع أن تأتي عملية اختيار السياسة المحاسبية للشركة
متأثرة باألهداف الذاتية لإلدارة ,بصرفـ النظر ما إذا كانت تلم األهداف متوافقة أم غير متوافقة مع أهداف أصحاب
المصالح اآلخرين ,حتى لو كان ذلك على حساب التمثيل الصادقـ لإلحداث والعمليات من ناحية تقديم المعلومات .
ولهذا جاءت نظرية الوكالة كمحاولة لحل مشكلة تعارض المصالح وذلك من خالل نظرتهاـ إلى الشركة على أنها سلسلة
من التعاقداتـ االختيارية بين اإلطرافـ المختلفة في الشركة من شانها الحد من سلوك اإلدارة بتفضيل مصالحها الشخصية
على مصالح اإلطراف األخرى .
المبحث :01ماهية نظرية الوكالة
المطلب :1نشأة نظرية الوكالة
يعود ظهور نظرية الوكالة إلى سنة 1932حيث كان هناك فصل بين ملكية المنظمة وتسيرها ,ومن المعروف انه بزيادة حجم المؤسسات
واتساع نطاقها لم يعد باإلمكان أن يتولى نفس الشخص أو األشخاص مهام الملكية واإلدارة معا ,مما نجم عن ذلك ضرورة تفويض سلطة
اتخاذ القرارات لفريق إدارة متمكنـ ,ومن هنا نشأت نظرية الوكالة كمحاولة إلعطاء تفسيرات لهذا الوضع الجديد
تعريف : 2هي بمثابة عقد يشغل بموجبه شخص أو أكثر (األصيل) شخص أخر أو أكثر (الوكيل) النجاز أعمال معينة لصالحه يتضمن
ذلك تخويله صالحية اتخاذ بعض القرارات .
انه بالرغم من وجود تعارض في أهداف الوكالء واألصالء فانه هناك حاجة مشتركة للطرفين في بقاء العالقة أو المنشاة قوية في مواجهة
المنشات األخرى.
فرض عدم تماثل المعلومات بين المالك والوكيل ,حيث تفترض نظرية الوكالة أن المالك غير قادر على مراقبة جميع أعمال اإلدارة وان
أعمال اإلدارة من الممكن أن تكون مختلفة عن تلك التي يفضلها المالك ويحدث أحيانا هدا إما بسبب االختالف في أهداف ورغبات اإلدارة أو
بسبب أن اإلدارة تحاول التهرب من العمل وخداع المالكين وهدا ما يطلق عليه عدم تماثل المعلومات ,وبذلك يستعمل الوكيل المعلومات
لتحقيق مصلحته الشخصية حتى لو تعارضت مع مصلحة األصيل ,ومن الممكن أن يفصح الوكيل عن بعض هده المعلومات ويخفي البعض
األخر .
أن األصيل لديه الرغبة في تعميم عقود الوكالة تلزم الوكيل بالسلوك التعاوني الذي يعظم منفعة طرف الوكالة ,ويحول دون تصرف الوكيل
على نحو يضر بمصالح األصيل .
إن دوال أهداف األصيل و الوكيل غير متوافقة تماما و أن هناك قدرا من التعارض بينهما نظرا الختالف تفصيالت كل منهما .
المبحث :2أساسيات نظرية الوكالة
المطلب : 1تكاليف نظرية الوكالة
تكاليف الرقابة ( :اإلشراف) :ويلتزم بها المساهمون من اجل تامين الرقابة على نشاطات المسيرين ,وهي تنتج بهدف التأكد من أن
تصرفات الوكيل ال تصب في تحقيق مصالحه الشخصية وبالتالي الكشف عن إمكانية حدوث تجاوزات ,و كأمثلة عن هذه التكاليف
( تكاليف مجلس اإلدارة ,تكاليف التدقيق المحاسبي ,تكاليف تقييم أداء المؤسسة ...الخ ) وهدا للحد من السلوك االنتهازي للوكيل أي
مراقبة الوكيل بهدف منع هدا األخير من االستفادة من العيوب المتحملة التي يتضمنها العقد الذي يربطه مع الرئيس .
تكاليف االلتزام :يتحملها الوكيل وهي عبارة عن مصاريف تنفق لضمان عدم القيام بتصرفات تمس الموكل ,أو لتعويضه عند الحاجة
حيث يقبل الوكيل بعض التكاليف من خالل العقد لكي يطمئن الرئيس فيما بعد أن سلوكه رشيد وال يحفزه على التصرف بانتهازية ألنه من
غير المعقول انه آدا سمحت البيئة التي يتواجد فيها الوكيل بسلوك تصرف انتهازي فان هدا األخير سيفعل ذلك ,لهذا يعمل الرئيس على
تغيير نظام التحفيز بطريقة تحد من السلوك االنتهازي للوكيل .
الخسائر المتبقية (تكاليف الفرصة البديلة ) :تعبر عن تكاليف الفرصة الضائعة أي ما كان يمكن أن يحصل عليه كل طرف لو لم
يتعاقد مع الطرف األخر وهي التكاليف التي تترتب في حال قيام األصيل بالتسيير مباشرة .وتمثل الخسائر المتبقية الفارق في درجة الرضا
بين حالة كون الوكيل غير انتهازي وحالة كون الوكيل انتهازي مما يدفع الرئيس للبحث عن طرق تعاقدية مكلف
االختيار المعاكس :أين يمتلك الوكيل في هذه الحالة معلومات ال يمكن مالحظتها من قبل الرئيس أو من المكلف الحصول عليها ,حيث
تنشأ عندما يكون لدى الوكيل القدرة على الحصول على المعلومات الخاصة بنتائج كل بديل ,و ذلك قبل األداء أو االختيار في الوقت الذي ال
تتوافر لألصيل فيه المعلومات نتيجة لذلك ال يمكن للرئيس التأكد من أن قرارات الوكيل تصب في صالحه
مشكلة تضارب المصالح :أن كل من الوكيل واألصيل شخصان يتميزان بالتصرف الرشيد ويقصد بدلك أن كال منهما يعمل على تعظيم
منفعته المتوقعة ,إذ يعد ذلك بمثابة هدف يفسر تصرفات كل منهما ,فالمالكون سوف يعملون من اجل تعظيم ثروتهم وتحقيق مصالحهم
الذاتية بشكل منفرد بالعائد المالي المتوقع الذي سيتولد من استثماراتهم في الشركة بواسطة المدراء .إما المدراء فسوف يعملون على تحقيق
مصالحهم الذاتية بتعظيم عائدهم (ثروتهم).
مشكلة عدم تماثل المعلومات :بين كل من األصيل والوكيل حيث أن هذا األخير يمتلك الخبرة العلمية والسيطرة على معلومات محاسبية
ولديه الخبرة في االختيار من بين السياسات والتقديرات المحاسبية مما يعظم دالة منفعته على حساب األصيل
ويقوم بحل هده المشاكل كل من الوكيل والرئيس من خالل الرقابة والتوثيق .
حيث تشتمل عملية الرقابة مالحظة سلوك وأداء الوكيل ,إما التوثيق فيعني االتفاق حول العقوبات التي يتحملها الوكيل عند القيام بأفعال تمس
بمصالح الرئيس أو مكافأته عن عمله من اجل تحقيق أهداف الرئيس
المطلب :3حلول نظرية الوكالة
-إن ظهور نظرية الوكالة جاء نتيجة لمجموعة من الخالفات والمشكالت بين المدراء والمساهمين في الشركات لدالك توجد حلول مقترحة
تخطي هده النظرية :
ـ قيام مجلس إدارة الشركة بمراقبة بيئة العمل ومتابعة طبيعة األعمال الخاصة في المدراء التنفيدينـ
ـ تعزيز دور المساهمين المستقبلين والمحاسبين ومدقق الحسابات في مرجعة ومراقبة العمل في الشركة
ـ االعتماد علي تقرير مجلس اإلدارة في توضيح كافة المعلومات والتفاصيل الخاصة في الشركة والتي تشمل كل العمليات التشغيلية والمالية
خاتمة :
تمثل نظرية الوكالة اإلطار الفكري الذي استخدم كأداة لتفسير ظاهرة العالقات التعاقدية التي عرفت
ميادين كثيرة من ميادين العمل و الفكر اإلنساني ,و يتضح مما تقدم أنها تبحث في فهم أسباب تضارب
المصالح و نتائجها ,إذ تصف الشركة بأنها سلسلة عقود بين األصيل و الوكيل ,يحرصون على تحقيق
مصالحهم دون األخذ بعين االعتبار مصالح اآلخرين.