You are on page 1of 6

‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف‪2‬‬

‫األستاذة ‪:‬جنون وهيبة‬

‫مقياس نماذج معالجة المعلومات‬

‫مقياس موجه للسنة األولى ماستر تخصص علم األعصاب اللغوي العيادي‬

‫أهم نماذج معالجة المعلومة‪:‬‬

‫تحديد بعض المفاهيم ‪:‬‬

‫يمكن تقييم النموذج وفق عدة معايير ‪،‬من بين أهم هذه المعايير نجد طريقة تنفيذ المعالجة و المتمثلة في‬
‫ثالث أنواع خاصة‪ :‬متسلسلة‪-‬منفصلة ‪، Sériel-discret‬متعاقبة ‪، En cascade‬تفاعلية ‪.Interactif‬‬

‫تحدث التحوالت الخاصة داخل النماذج المتسلسلة المنفصلة بطريقة شاملة ‪،‬على مستوى معالجة ‪ n‬قبل‬
‫االنتقال إلى المستوى ‪، n+1‬بمعنى أنه ال يمكن البدئ في معالجة المستوى ‪ n+1‬مادام لم يتم ارسال‬
‫المخرج المحقق خالل المعالجة ‪ n‬و مادامت المعالجة المحققة على مستوى ‪ n‬لم تكتمل بعد‪.‬و نفس الشيء‬
‫بالنسبة للمستويات الالحقة ‪. .... n+2 ,n+3‬‬

‫في حين ‪،‬وفي يتعلق بالمبدأ التعاقبي يمكن لمستوى معالجة ‪ n+1‬ان يشرع في االشتغال على مخرج لم‬
‫يصدر من المستوى ‪، n‬لذلك فإنه لم يتم تحديد هذه الوحدة كوحدة يمكن أن نعتمد عليها إلجراء المعالجة‪.‬‬
‫و عليه حتى ولم تكتمل المعالجة على مستوى المعالجة ‪. n‬تكون المعالجة على مستوى هذا المبدأ (النموذج)‬
‫بالتوازي بين مختلف المستويات ‪.‬‬

‫و يعد المبدأ التفاعلي مفهوم ضروري ومهم في التعاقبي بحيث يتضمن االرتجاعات ‪( Rétroactions‬أو‬
‫التغذية الراجعة ‪)Feedback‬من مستوى ‪ n+1‬إلى مستوى ‪ n‬و ‪/‬أو من مستوى ‪ n+2‬نحو مستوى ‪n+1‬‬
‫‪.‬بمعنى المعالجة المنفذة على مستوى ‪ n‬يمكن أن تتأثر بواحدة أو عدة معالجات الحقة‪.‬‬
‫نموذج لوفلي و أخرون )‪: Modele de Levelt et al (1999‬‬

‫قام لوفلي وزمالؤه بصياغة نظرية النفاذ المعجمي‪ ،‬وقد تم تطويرها باالعتماد على معطيات تقنية الزمن‬
‫الحقيقي والمطبقة على حاالت عاديين‪.‬‬

‫ينظر إلى انتاج الكلمة على أنها سيرورة تتم وفق مراحل‪ :‬انطالقا من التحضير المفاهيمي ‪Préparation‬‬
‫‪ conceptuelle‬وصوال إلى التنفيذ النطقي ‪ ،Initialisation de l’articulation‬تمنح كل مرحلة من‬
‫مراحل المعالجة مخرجا خاصا بها‪ ،‬تتمثل هذه المخارج في‪ :‬المفاهيم المعجمية ‪Les concepts lexicaux‬‬
‫الليمات ‪ ،Les lemmas‬المورفيمات ‪ ،Les morphèmes‬الكلمات الفونولوجية ‪Les mots‬‬
‫‪ ،phonologiques‬األنماط الصوتية الحركية ‪( Les patrons phonétique gestuels‬المنفذة خالل‬
‫عملية النطق)‪.‬‬

‫يبدأ االنتاج اللفظي بنية التواصل ‪،‬التي تؤدي إلى استثارة المفاهيم المعجمية التي ال يتم تمثيلها حسب هذه‬
‫النظرية بواسطة السيمات الداللية ‪،‬يتمثل االنتقاء المعجمي في اإلحاطة بالليمة داخل المعجم الذهني ‪،‬و‬
‫الخاصة بالمفهوم المعجمي المعبر عنه ‪.‬بعد االستثارة ‪،‬يرسل المفهوم المعجمي جزء من اشتغاله (استثارته)‬
‫الي الليمة المقترنة به (الليمة الهدف) ‪،‬و كذا إلى ليمات أخرى المرتبطة به ‪،‬و مع ذلك ‪،‬فان تحويل االستثارة‬
‫إلى الليمات المجاورة لليمة الهدف يتم بواسطة روابط متواجدة على المستوى المفاهيمي ‪.‬وعليه ال يتوقع‬
‫وجود روابط مباشرة بين الليمات (روابط جانبية‪.)Connections latérales‬يحدث انتقاء الليمة وفق الية‬
‫إحصائية التي تؤيد انتقاء الليمة األكثر استثارة ‪.‬عند انتقاء الليمة ‪،‬تصبح سيماتها التركيبية متاحة للتشفير‬
‫القواعدي (النحوي) الالحق ‪.‬بمعنى انشاء محيط تركيبي مناسب ‪.‬بعد انتقاء الليمة المناسبة يقوم النظام‬
‫بالتحضير للحركات النطقية المطابقة و الخاصة بالكلمة المنتقاة داخل سياقها البروزودي ‪.‬تتمثل المرحلة‬
‫األولى في هذا المستوى هو استرجاع الشكل الفونولوجي للكلمة‪.‬‬

‫حسب نظرية لوفلي و أخرون (‪، )911‬يدل النفاذ إلى الشكل الفونولوجي استثارة ثالث أنواع من المعلومات‬
‫‪ :‬المورفولوجية ‪،‬األوزان ‪،‬و تقطيعية ‪.‬و حسب النظرية ‪،‬يعد التقسيم المقطعي » ‪ « Syllabation‬عملية‬
‫متأخرة وذلك كونها تتوقف عادتا على الوسط الفونولوجي ‪.‬كما و يسلم بأن مقاطع (او فونيمات) المورفيمات‬
‫متاحة و بصورة متزامنة بواسطة روابط مسماة و التي تشير إلى وضعه الدقيق داخل المورفيم ‪.‬تستدخل هذه‬
‫المقاطع و بصورة متتالية داخل بناء موزون‪ .‬مشكلة بذلك مقاطع فونولوجية ‪،‬ترتكز عملية التقسيم المقطعي‬
‫(التقطيع) قواعد عالمية للتقطيع وكذلك على قواعد خاصة بلغة معينة ‪.‬يسمى ميدان التقطيع "الكلمة‬
‫الفونولوجية ‪ Le mot phonologique‬أو الكلمة البروزودية ‪) Le mot prosodique‬‬

‫كما يستخدم نموذج لوفلي مفهوم "معجم المقاطع ‪ Lexique de syllabes‬أو ‪ Syllabaire‬والذي يرتكز‬
‫على برهان احصائي يتمثل في كون ‪ %08‬من حواراتنا تتشكل بواسطة ‪ 088‬مقطع‪ ،‬و في سن الرشد‪،‬‬
‫ينتج الشخص مقطع واحد منها بمعدل ‪ 088888‬مرة أو ‪ 08‬مرة في اليوم ‪،‬و عليه يمتلك المتحدث مخزون‬
‫أنماط حركية للمقاطع األكثر استخداما في لغته ‪.‬تستثار الحركات المقطعية بواسطة أجزاء المقاطع‬
‫الفونولوجية‪ .‬تنشأ المقاطع الفونولوجية بصورة متتالية ‪،‬تنشأ كذلك األنماط الحركية يتم برمجتها بصورة‬
‫متتالية ‪.‬يبدأ بنطق الكلمة مباشرة بعد التخطيط لجميع الحركات المقطعية ‪.‬و عليه يتم تنفيذ األنماط الحركية‬
‫للكلمة الفونولوجية من طرف الجهاز النطقي‪.‬‬

‫ان اهم ما يميز هذا النموذج هو‪:‬‬

‫‪ -‬انعدام روابط تثبيطيه داخل أوبين الوحدات المطابقة لمختلف مستويات التمثالت‪.‬‬
‫‪ -‬من بين أهم مظاهرها هندستها المنفصلة‪ ،‬بحيث أن انتقال االشتغال بين مستويات الليمات‬
‫والليكسيمات ال تتم بصورة متزامنة (ال تتم في نفس الوقت)‪ .‬يلي عملية انتقاء الليمة الهدف استثارة‬
‫الشكل الفونولوجي الموافق و ليس التشفير الفونولوجي لمختلف الليمات المستثارة بالموازاة والليمة‬
‫الهدف‬
‫‪ -‬ال يسمح باالرتجاع بين مستويات الليمات و الليكسيمات‪.‬‬
‫نموذج دال وآخرون ‪:Modèle de Dell et collègues‬‬

‫يعتبر هذا النموذج من بين أهم النماذج التفاعلية المطورة من طرف دال و زمالؤه ‪ Dell et collègues‬و‬
‫ذلك لألخذ بعين االعتبار و تفسير أخطاء اإلنتاج لدى العاديين و المضطربين‪.‬‬

‫يعتبر كل من دال وزمالؤه أن المعجم الذهني عبارة عن شبكة أين االستثارة تنتشر‪ .‬تتمثل وحدات الشبكات‬
‫في العقد المرتبطة بواسطة روابط ثنائية االتجاه‪ .‬تتكون الشبكات من عقد تمثل السيمات الداللية‪ ،‬و الليمات‪،‬‬
‫و المقاطع‪ ،‬و الفونيمات (أو أجزاء) المؤشرة حسب موقعها في المقطع ‪:‬بداية المقطع ‪، Attaque‬نواة‬
‫المقطع ‪، Noyau‬ختام المقطع ‪. Coda‬و أخي ار العقدة التي تمثل شكل الكلمة و عقد التي ترمز إلى فئة‬
‫األجزاء ‪،‬بمعنى البناء التجريدي للمقطع لكلمة‪.‬‬

‫تبدأ سيرورة النفاذ إلى المعجم من خالل استثارة مجموعة من السيمات الداللية الممثلة لنية التواصل‪ ،‬بعدها‬
‫تنتقل االستثارة عبر الشبكة وفقا لوظيفة االستثارة التي تشتمل على عامل االنخفاض (استثارة متناقصة)‪.‬‬

‫يتم االحاطة بالليمات و التشفير المورفولوجي و التشفير الفونولوجي بصورة متسلسلة ‪،‬من خالل انتقاء‬
‫عقدة الليمة األكثر اشتغاال والعقدة المورفولوجية األكثر اشتغاال و عقد المقاطع في فترات محددة من المعالجة‬
‫‪.‬يكون الفاصل الزمني بين عمليات االنتقاء المتواصلة عبارة عن مدة ثابتة بحيث تتوقف قيمتها على سرعة‬
‫ارسال الكالم ‪.‬‬
‫يتم ترتيب العقد المنتقاة بصورة متسلسلة من خالل استدخالها في أماكن (علب ‪) Cases‬تتمثل في أبنية معدة‬
‫بصورة مستقلة ‪:‬أبنية مورفولوجية ‪،‬أبنية تركيبية ‪،‬ومقطعية ‪.‬بالرغم من احتواء النموذج على مستوى تشفير‬
‫السيمات الفونولوجية إلى أنه لم يحدد كيف يتم التشفير الصوتي‪.‬‬

‫لقد سبق و أشرنا أن الهدف من وضع هذا النموذج هو تفسير بعض أنماط األخطاء المرتكبة أثناء اإلنتاج‬
‫لدى المصابين و كذا العاديين بحيث و حسب هذا النموذج تنتج األخطاء من خالل التذبذب العشوائي‬
‫داخل النظام بحيث تكون عقدة أخرى بدال من العقدة الهدف أكثر استثارة و منه تنتقى بدال منها ‪.‬وعليه فان‬
‫هذا النموذج يفسر العديد من أنواع أخطاء اإلنتاج نذكر كيف تفسر أربع وضعيات مرتبطة باألخطاء‪:‬‬

‫‪ -‬يفسر النموذج األخطاء المختلطة ‪،‬ويقصد بها األخطاء المرتبطة بالحذف الداللي التي تمثل تشابه‬
‫فونولوجي مع الكلمة الهدف مثال انتاج » ‪ « Rat‬بدال من » ‪ « Cat‬فاحتمال استبدال كلمة» ‪« Cat‬‬
‫بـ » ‪ « Rat‬أكبر من استبدالها بكلمة » ‪. « Dog‬تنتج أخطاء االستبدال الداللي بسبب اإلخفاق‬
‫في سيرورة انتقاء عقد الليمات ‪،‬فكلمة تتشارك » ‪ « Rat‬بفونيمات و كلمة » ‪.« Cat‬باإلضافة‬
‫الى استقبال عقدة الليمة الخاصة بـ» ‪« Rat‬بالنظر الى وجود روابط ثنائية االتجاه استثارة في‬
‫المقابل من طرف مقاطع مشتركة ‪ .‬وهو ما ال نجده بالنسبة لوحدة الليمة » ‪ « Dog‬و منه وحدة‬
‫الليمة » ‪ « Rat‬تمتلك مستوى استثارة أعلى من وحدة الليمة» ‪، « Dog‬هذا ما يجعل » ‪« Rat‬‬
‫أكثر احتمال للوقوع في خطأ االنتقاء الذي يمثل االبدال‪.‬‬
‫‪ -‬يفسر النموذج أيضا االنحرافات المعجمية ‪،‬بحيث تمس أخطاء اإلنتاج عادتا الكلمات أكثر من ال‪-‬‬
‫كلمات ‪،‬وهذا راجع إلى وجود االرتجاع بين عقد المقاطع و العقد المورفولوجية‪.‬‬
‫‪ -‬يفسر هذا النموذج أيضا تواتر أخطاء ابدال الفونيمات ‪،‬بحيث نجد أخطاء التقديم أكثر من التكرار‬
‫‪،‬في حين يعد مظهر ابدال الفونيمات أقلها توات ار ‪.‬بحيث الكلمات التي تأتي بعد الكلمة الهدف‬
‫تستقبل استثارة أقل من الكلمة الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬يفسر هذا النموذج تأثير سرعة ارسال الكالم على األخطاء حيث تتكرر األخطاء كلما ازدادترواج‬
‫ارسال الكالم‪.‬‬

You might also like