ينقسم التعبير من حيث األداء إلى قسمين :التعبير الشفهي ،
والتعبير التحريري ،وينقسم من حيث الهدف إلى قسمين :التعبير الوظيفي ،والتعبير اإلبداعي . –1التعبير من حيث األداء : أ -التعبير الشفهي :وهو التعبير اللساني ،حيث يعد اللسان الطريق الطبيعي الذي يترجم به المتحدث أحاسيسه ومشاعره ، ويعبر عما تحمله نفسه من ألم أو سرور ،أو إعجاب وتقدير ،وبه ينقل أفكاره إلى اآلخرين. وأهمية التعبير الشفهي جلية واضحة ،فاإلنسان بدأ حياته متحدثا ، حيث خلقه هللا ناطقا قبل أن يتعلم الكتابة ،كما أن اإلنسان يستخدم لسانه في الحياة أكثر من قلمه. ومن المتفق عليه أن اإلنسان ،منذ القدم قد استفاد من ملكة التكلم ، ألنه أخذ بطريقة مقصودة ينقل من فرد إلى فرد ،ومن جيل إلى جيل ،ومن جماعة إلى جماعة ،ينقل إليهم ما اكتسبه من التجارب العملية ،وما أدركه من اسرار الطبيعة. وما وضعه من القواعد والشعائر والمحرمات ،وبذلك استطاع اإلنسان الذي وضع ذاكرته في خدمة المجتمع أن يحافظ على بقاء الجنس البشري عن طريق تنمية المواهب والملكات التي انفرد بها دون غيره من الحيوانات. وهو الوسيلة Bالتي عليها سير الحياة االجتماعية ،فبه يتم االتصال باآلخرين ،وتنظيم الشؤون ،وتحقيق التفاهم ،واالرتفاع بالمستوى الثقافي ،كما أنه يترك الحرية لإلنسان ،ليعبر عن أفكاره بما يختاره من مفدرات وجمل وتراكيب معينة ،تناسب هذه األفكار . وهو يسبق التعبير التحريري ،فيكون بمثابة األساس له ،فإذا كان قويا قوي معه التعبير التحريري ،وإذا كان ضعيفا فال مجال هناك للنهوض بالتعبير الكتابي ،لذلك يبدأ المعلمون به دائما ،ويتخذونه وسيلة للتعبير الكتابي . وتتنافس الدول Bاآلن في إعالن الديمقراطية التي تكفل حرية الكلمة والتعبيرعن الرأي لكل مواطن ، Bوهذا ، Bإن دل على شيء فإنما يدل على أهمية الكلمة المنطوقة ،وليس في عالمنا الحالي فحسب. بل لقد ابرز الكتاب منذ القدم ما للكلمة المنطوقة من قوة ،وكيف كان الحكم الدكتاتوري يقيم احترامه وإجالله Bمعتمدا على كبت هذه القوة وقمعها ،ذلك أنه عن طريق الكالم يتصل الفرد بغيره من بنى جنسه ،وينقل إليه انفعاالته ومشاعره وأفكاره. – مهارات التعبير الشفهي : لكي يتسنى لنا تدريب تالميذنا على التعبير الشفهي ،ال بد أن ننمي لديهم بعض المهارات ،وهي تشمل المجالين اإلبداعي والوظيفي ،وأهمها : –1استحضار األفكار والمعاني . –2اختيار العبارات واأللفاظ المالئمة لألفكار . -3الربط بين الجمل بعضها ببعض . -4ترتيب األفكار وتسلسلها . -5تأثر السامع بالكالم الذي يسمعه ،لمجاراة نغمة الصوتB للمعاني المتضمنة فيه . -6نطق األلفاظ نطقا جيدا ،وإخراج الحروف من مخارجها . -7االنطالق في الحديث دون لجلجة أو تلعثم. – مجاالت التعبير الشفهي : لقد قام المربي األمريكي "جونسون" ببحث ،لمعرفة مجاالت النشاط التعبيري في المجتمع األمريكي ،فخرج بعدة محاور لهذه المجاالت والتي تعد مشابهة إلى حد كبير لمجاالت مجتمعنا العربي ،وهي تشمل المجالين الوظيفي واإلبداعي ،ومن أهم هذه المجاور : -1المحادثة . -2الخطب والكلمات . -3إعطاء التعليمات واإلرشادات . -4حكاية القصص والنوادر . -5المناقشة . -6القراءة. ويمكن أن نضيف إليها إدارة االجتماعات ،ووصف أحداث معينة ،كوصف مباراة رياضية مثال ،وكذلك Bالتمثيليات والمسرحيات . مشكالت التعبير الشفهي : للتعبير الشفهي مشكالت كثيرة ،ومن أهم هذه المشكالت في مدارسنا ما يلي : -1الخجل واالضطراب الذي ينتاب بعض التالميذ . -2االزدواجية اللغوية .ويقصد بها مزاحمة اللغة العامية للغة العربية الفصحى ،فالتلميذ يجد صعوبة في التحدث باللغة الفصحى والتعبير بها عن أفكاره ،نتيجة لتعوده الحديث بالعامية داخل المدرسة وخارجها . -3مقاطعة المعلم للتلميذ Bفي اثناء الحديث فكثيرا ما يحدث هذا في مدارسنا ،فإذا أخطأ التلميذ فسرنا ما يستوقفه المعلم ليصحح خطأه ،فتنقطع أفكار التلميذ وتجافيه األلفاظ ،مما يؤدي إلى تلعثمه وعدم قدرته على االنطالق في الحديث . -4قلة المحصول اللغوي لدى التالميذ .ويرجع ذلك Bإلى أكثر من سبب ،فقد يرجع إلى أن الموضوعات التي تقدم إلى التالميذ بعيدة عن خبرتهم ،ال دراية لهم بها ،فال يستطيعون التحدث فيها ،وقد ترجع أيضا إلى ما ذكرناه سالفا من مزاحمة اللغة العامية للغة العربية الفصحى.