You are on page 1of 20

‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬

‫والوظيفة‬

‫جامعة طنطا‬

‫كمية الحقوق‬

‫المؤتمر العممي الرابع بعنوان‪ :‬القانون واإلعالم‬

‫يومي ‪ 22-22‬أفريل ‪.2102‬‬

‫مداخمة من إعداد ‪:‬‬

‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقمة –الجزائر‪.‬‬ ‫‪ -0‬أ‪ :‬لمين ىماش‬

‫‪lamine.hemmeche@gmail.com‬‬ ‫‪ -‬البريد اإللكتروني‪:‬‬


‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف‪-‬ميمة‪ -‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪ -2‬أ‪ :‬فريدة كافي‬

‫جامعة الشاذلي بن جديد‪-‬الطارف –الجزائر‪.‬‬ ‫‪ -2‬أ‪ :‬نورة بن وىيبة‬


‫‪ -‬محور المشاركة رقم ‪ :12‬الجوانب اإلقتصادية لإلعالم‬

‫عنوان المداخمة‪ :‬دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن الــعـــــربي‪:‬‬
‫قراءة في تطور األداء والوسيمة والوظيفة‬

‫ممخص البحث‪:‬‬
‫يعتبر اإلعالم آلية ميمة إلحداث التغيير داخل المجتمع وكذا لربط مختمف التفاعالت التي‬
‫يمكن أن تنشأ بين أفراده‪ ،‬فاإلعالم مفيوم ذو أبعاد مختمفة وكونو عمما قائم بذاتو لو أصولو المتميزة‬
‫ومصطمحاتو الخاصة كغيره من الحقول المعرفية فيو يضطمع بدراسة وتحميل ووصف وكذا معالجة‬
‫مختمف الظواىر االجتماعية والسياسية واالقتصادية والبيئية ‪...‬إلى غيرىا من الظواىر التي تحكميا‬
‫سيرورة التطور اليائل في شتى المجاالت‪ ،‬كما يؤدي اإلعالم في العصر الحديث أدوا ار ىامة ومؤثرة في‬
‫حياة األفراد والمجتمعات‪ ،‬وبالتحديد اإلعالم المتخصص الذي يعتبر آلية ميمة إلحداث التغيير وكذا لربط‬
‫مختمف التفاعالت التي يمكن أن تنشأ بين أفراده ومحاولة تسميط الضوء عمى المشاكل واآلثار السمبية‬
‫التي تعيق مسيرة التنمية في المجتمعات المتقدمة والنامية عمى حد سواء‪ ،‬خاصة المشاكل المتعمقة بالبيئة‬

‫‪1‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫والموارد والطاقة وسوء استخداميا‪ ،‬وال يكتفي اإلعالم اليادف بتحديد المشاكل بل يسعى إلى إيجاد حمول‬
‫مناسبة لمحد من مخاطرىا وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة بكل ما تتضمنو من فروع لتشمل النظام‬
‫السياسي واالجتماعي واالقتصادي والثقافي إلى غيرىا من فروع التنمية‪ ،‬فما آلت إليو البيئة وما حل بيا‬
‫في أواخر القرن الماضي‪ ،‬عجل ببروز ما يسمى باإلعالم البيئي بوسائمو المختمفة‪ ،‬المقروءة والمرئية‬
‫والمسموعة‪ ،‬من صحف يومية ومجالت عامة ومتخصصة وقنوات إذاعية وتمفزيونية‪ ،‬وىو من أىم‬
‫الوسائل التي تمعب دو ار ىاما في تنمية الوعي بقضايا البيئة ومشكالتيا وتعميق شعور المواطن بواجباتو‬
‫ومسئولياتو تجاه البيئة‪ ،‬ونشر مفاىيم التنمية المستدامة‪ ،‬خاصة بعد تزايد الضغوط االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية عمى البيئة ومكوناتيا وعن ـاص ـرىا‪ ،‬وتزايد حاجة المجتمعات إلى األخبار البيئية‬
‫ومعرفة تأثيرات الكوارث وحوادث التموث البيئي والتغيرات المناخية عمى األوضاع االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫وعميو جاءت ىـ ـذه الدراسة لعرض دور اإلعالم في نشر الوعي البيئي عمى المستوى الدولي والعربي‬
‫وذلك من خالل التطرق إلى أبرز الوسائل المعتمدة في ىذا المجال ووظائفيا وتقييم آدائــيا والوقوف عمى‬
‫العراقيل التي تواجييا‪ ،‬ويتم ذلك عبر طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما مدى مساىمة اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن الوطن العربي؟‬
‫يتم اإلجابة عن اإلشكالية اآلنفة الذكر عبر المحاور التالية‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاىيمي والنظري لمدراسة‬
‫المحور الثاني‪ :‬الدور اإلستراتيجي لإلعالم في التوعية البيئية‪ :‬أي عالقة؟‬
‫المحور الثالث‪ :‬دور اإلعالم في حماية البيئة في الوطن العربي‪ :‬دراسة حالة الجزائر‬

‫‪2‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاىيمي والنظري لمدراسة‬


‫‪ -0‬مفيوم اإلعالم المتخصص والبيئي‪:‬‬
‫اإلعالم ىو التعبير الموضوعي لعقمية الجماىير ولروحيا وميوليا واتجاىاتيا في نفس ال ـوقت‪ ،‬كما‬
‫عبر عن ذلك " أوتجــروت"‪ ،‬وىذا ما يقتضي أن تتوافر في اإلعالم ثالثة مواصفات أساسية وىي الجدة‬
‫والحداثة‪ ،‬األىمية والضخامة‪ ،‬الدقة والموضوعية‪.1‬‬
‫أما اإلعالم المتخصص فيو إعالم ييدف إلى نقل المعمومات إلى الجميور حول مجال معرفي معين‬
‫بيدف تنوير الرأي العام وجعمو عمى إطالع ويعمم بما يحدث في ىذا المجال المعرفي المتخصص‪ ،‬حيث‬
‫ظير اإلعالم المتخصص إستجابة لتطمعات ورغبات الجميور المختمفة‪ ،‬كما تم تجزئة اىتمامات‬
‫الجماىير إلى تخصصات إعالمية متخصصة إلشباع ىذه المتطمبات اإلعالمية الخاصة‪.‬‬
‫من بين أشكال اإلعالم المتخصص اإلعالم الرياضي‪ ،‬اإلعالم السياسي‪ ،‬اإلعالم السياحي‪،‬‬
‫اإلعالم الصحي‪ ،‬اإلعالم الثقافي‪ ،‬واإلعالم البيئي الذي سوف نركز عميو بالتعرض إلى تحديد مفيومو‬
‫فيو إعالم متخصص ييتم بالشؤون البيئية التي تتطمع لتحقيق التنمية المستدامة التي نادت إلييا رئيسة‬
‫وزراء النرويج جروىاليم بروتالند بظيور ىذا المفيوم ألول مرة في تقريرىا عام ‪. 1987‬‬
‫لكن الظيور الفعمي لمصطمح اإلعالم البيئي وأخذ بالتطور المتواتر في التعريف والمفيوم‬
‫واالستخدام منذ سبعينات القرن الماضي‪ ،‬فبعدما كان نقال لمخبر البيئي واإلثارة الصحفية لمزيد من‬
‫المبيعات‪ ،‬أصبح لو سياسات وخطط ووظائف لتحقيق أىداف مختمفة‪ ،‬كما أصبح اإلعالم البيئي أداة‬
‫تعمل عمى توضيح المفاىيم البيئية من خالل إحاطة الجميور المتمقي والمستيدف لمرسالة والمادة‬
‫اإلعالمية البيئية بكافة الحقائق والمعمومات الموضوعية الصحيحة بما يسيم في تأصيل التنمية البيئية‬
‫المستدامة‪.2.‬‬
‫واإلعالم البيئي ىو إعالم متخصص يوجو رسالتو ويوظفيا في خدمة قضايا البيئة‪ ،‬مستخدما في‬
‫ذلك العديد من الوسائل والقنوات االتصالية لموصول إلى الجميور‪ ،‬وتزايدت الحاجة إليو في اآلونة األخيرة‬
‫بالتزامن مع تعاظم االىتمام الدولي بالبيئة‪ ،‬وظيور الكثير من المشكالت البيئية في كثير من دول العالم‬
‫فعند الحديث عن اإلعالم البيئي ال يمكن أن نغفل نقطة أساسية تتمثل في الوعي البيئي الذي يعتبر من‬

‫‪ -1‬عمي عجوة‪ ،‬اإلعالم وقضايا التنمية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،2004 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬سناء محمد الجبور‪ ،‬اإلعالم البيئي‪ ،‬دار أسامة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪3‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫أىم المكونات األساسية التي توجو السموك البيئي اإليجابي لدى الفرد أو حتى المؤسسات ككينات معنوية‬
‫أو شخصيات اعتبارية‪ ،‬فالوعي ىو نقطة التحول إلحداث التغيير في حماية البيئة ليذا فأىم ىدف يركز‬
‫عميو اإلعالم البيئي ىو خمق الوعي البيئي وتحفيزه لممشاركة الفعالة في مشاريع التنمية والبيئة لمحفاظ‬
‫عمى حقوق األجيال القادمة والعيش في بيئة صحية وسميمة‪.‬‬
‫‪ -2‬أىم وظائف اإلعالم‪ :‬حدد "ىارولد السويل" الوظائف الرئيسية لإلعالم وسنوضحيا فيما يمي‪:‬‬
‫‪-‬وظيفة المراقبة واإلشراف‪:‬إذ توفر عمميات المراقبة التي تقوم بيا وسائل االتصال الجماىيري المعمومات‬
‫الالزمة التخاذ الق اررات‪ ،‬عن طريق شبكات المندوبين والمراسمين المحميين والخارجيين‪ ،‬وىذا عبر تقاريرىم‬
‫الصحفية المستمرة‪.‬‬
‫‪-‬الترابط‪:‬من خالل تحقيق الترابط بين استجابات المجتمع إزاء قضية ما‪ ،‬وىذا بالتأثير في الرأي العام‬
‫وانطالقا من ذلك فإن من الميم أن يكون ىناك قدر من اإلجماع والترابط في المجتمع تجاه قضاياه‬
‫األساسية‪.‬‬
‫‪-‬نقل التراث االجتماعي‪:‬ونقصد بيا نشر أو نقل المعرفة والثقافة من جيل إلى جيل ومن مكان إلى مكان‬
‫آخر ل تحقيق أىداف المجتمع في التنشئة االجتماعية التي تشير إلى توفير رصيد مشترك من المعرفة‬
‫يمكن الناس من أن يعمموا كأعضاء ذوي فعالية في المجتمع‪.‬‬
‫وأضاف عالما االجتماع "بول الزرسفيمد" و"روبرت ميرتون" الوظيفة الرابعة وىي التسمية‪ ،‬وأضاف‬
‫"تشارلز رابت" وظيفة مقاربة ليا وىي الترفيو‪ ،‬أما "دي فيمر" فقد أضاف إلييا وظيفة أخرى وىي الرقابة‬
‫االجتماعية وتوزيع األدوار تنسيق الجيود‪،‬وأضاف "بولدنج"وظيفة اإلعالن إلى الوظائف االقتصادية‬
‫لوسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ -2‬التنمية المستدامة‪ :‬تشير كممة التنمية في معاجمنا العربية إلى الزيادة والكثرة‪ ،‬فكمما نمى الشيء ُنمواً‬
‫ونماء أي زاد وكثُر‪.‬‬
‫والتنمية المستدامة ىي ذلك النوع من التنمية الذي يأخذ في اعتباره التوازنات واألنساق والبيئة ويحافظ‬
‫عمى بيئة إنسانية نظيفة قادرة عمى تجديد مواردىا‪،‬وفي الوقت نفسو يؤدي إلى تحسين مستوى معيشة الفرد‬
‫والمجتمع ‪.‬‬
‫أما التنمية عند محي الدين صابر فيي ‪":‬مفيوم حديث ألسموب العمل االجتماعي واالقتصادي في‬
‫مناطق محددة يقوم عمى أسس وقواعد من مناىج العموم االجتماعية واالقتصادية‪،‬وىذا األسموب يقوم عمى‬

‫‪4‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة عن طريق إثارة وعي البيئة المحمية في كل المستويات‬
‫محميا وادارياً ‪.‬‬
‫‪ -4‬أبعاد التنمية المستدامة‪ :‬تشمل جوانب كثيرة وىي‪:‬‬
‫‪-‬التنمية الفكرية والروحية ‪ :‬وتعني توفير البعد العقائدي أو األيدلوجي لمتنمية ذلك البعد الذي يتضمن‬
‫كافة جوانب الحياة ويحدد لمفرد حريتو وحركتو واختياراتو‪ ،‬من خالل المساىمة في تربية المجتمع وتزكيتو‬
‫والدفاع عن أخالقو من خالل البرامج اليادفة التي تسعى لترسيخ المعاني النبيمة كاآلداب واألخالق‪.‬‬
‫‪-‬التنمية المعرفية ‪ :‬تعتبر المعرفة أكبر مصدر من مصادر المناىج الروحية‪ ،‬كما أنيا مصدر ميم‬
‫لألمن النفسي‪ ،‬فيي تؤمن نوعاً من الطالقة لمروح والمتعة لمعقل‪ ،‬ومنو يجب الحرص عمى توفير بعض‬
‫األطر والوسائل التي تساعد عمى تنمية المعرفة من خالل تكثيف الجيود ووضع االستراتيجيات المناسبة‪.‬‬
‫‪-‬تنمية الشخصية‪ :‬الشخصية مصطمح قانوني حديث‪ ،‬يعني الجية اإلنسانية أو المعنوية التي يتعمق بيا‬
‫كل من الحق وااللتزام‪ ،‬وال يتصور انفكاكيما عنيا‪ ،‬ثم تطورت الفكرة فأصبحت الشخصية الحكمية أو‬
‫المعنوية تتناول الييئات المنظمة التي تتوحد فييا الجيود واألموال من أناس عديدين في سبيل اكتساب‬
‫النفع العام‪.‬‬
‫‪-‬التنمية اإلدارية‪ :‬لقد عرف "تايمور" اإلدارة عمى أنيا‪" :‬المعرفة الصحيحة لما يراد أن يقوم بو األفراد ثم‬
‫التأكد من أنيم يفعمون ذلك بأحسن الطرق‪ ،‬وتعد التنمية اإلدارية سمسمة من عمميات التحسين التي تجري‬
‫عمى الجياز التنفيذي‪،‬ابتداء من إعادة تنظيم ىيكل اإلدارة الحكومية إلى التغييرات في أساليب العمل‬
‫بالمصالح والو از ارت‪.‬‬
‫‪-‬التنمية البشرية‪ :‬تعتبر إدارة الموارد البشرية من أىم وظائف اإلدارة لتركيزىا عمى العنصر البشري‬
‫والذي يعتبر أثمن مورد لدى اإلدارة األكثر تأثي اًر في اإلنتاجية عمى اإلطالق‪ ،‬وتعتبر تنمية الموارد البشرية‬
‫ركنا أساسياً في المنظمات حيث تيدف إلى تعزيز القدرات التنظيمية‪ ،‬وتمكين الو ازرات والمنظمات‬
‫الحكومية واألىمية من استقطاب وتأىيل الكفاءات الالزمة والقادرة عمى مواكبة التحديات الحالية‬
‫والمستقبمية‪ ،‬وليس من المغاالة أن نقول أن إدارة الموارد البشرية ىي العنصر الحاكم في نجاح المنظمات‬
‫الحديثة بصفة عامة‪ ،‬وىي مصدر أساسي من مصادر الميزة التنافسية‪ ،‬فالمنظمة تعتمد عمى مواردىا‬
‫التنظيمية في تحقيق أىدافيا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫‪-‬التنمية االجتماعية‪ :‬يرى "أنتوني جيندز" أن المجتمع المعاصر يسعى في كل مجال من مجاالت‬
‫نشاطو إلى تحسين نوعية حياة اإلنسان الذي نتعامل معو ونعمل من أجمو‪ ،‬وقد حدد ذلك في خدمة‬
‫المسنين ورعايتيم‪ ،‬وفي سياسات مواجية الفقر وتحسين ظروف الفقراء‪ ،‬وفي حماية الطفولة‪...‬الخ‪ ،‬وأن‬
‫اليدف ليس تكديس الخدمات وانما االرتقاء بنوعية حياة ىؤالء البشر‪ ،‬أمال في أن يجدوا حياة أكثر‬
‫سعادة‪ ،‬والتنمية االجتماعية ىي محاولة تغيير األوضاع االجتماعية والرقي بيا لما فيو صالح األفراد‬
‫والمجتمعات‪.‬‬
‫‪-‬التنمية السياسية‪ :‬جاء في الموسوعة الميسرة لممصطمحات السياسية أن التنمية السياسية ى ـي‪ ":‬عمميات‬
‫التغيير السياسي التي تشيدىا الدول النامية‪،‬أو المجتمعات االنتقالية‪ ،‬والتي أىم ما يميزىا ىو أنيا ال تزال‬
‫ترتبط بالقيادة الكاريزمية وتسيطر عمى نظميا السياسية السمطة التقميدية‪ ،‬والتنمية السياسية ترجع إلى القوة‬
‫في المجتمع من التعميم والتصنيع والتكنولوجيا وتطور وسائل االتصال واألح ـزاب‪ ،‬فالتنمية السياسية ما‬
‫ىي إال طريق لتحقيق الديمقراطية الكاممة‪.‬‬
‫‪-‬التنمية االقتصادية‪ :‬إن مفيوم التنمية االقتصادية أوسع من مفيوم النمو االقتصادي‪ ،‬فيي تضم مفاىيم‬
‫التنمية من حيث‪:‬‬
‫‪-‬تحسين نوعية حياة السكان وخاصة الفقراء منيم‪ ،‬وىنا تصبح زيادة الدخل العامل األساسي‪.‬‬
‫‪-‬تحسين الميارات والمعرفة واإلمكانات والخيارات‪.‬‬
‫‪-‬تحسين الحقوق المدنية والحريات مثل االستقاللية وحقوق التمثيل السياسي ‪.‬‬
‫‪-‬التنمية البيئية ‪ :‬إن البيئة ىي المخزون الطبيعي لمموارد التي يعتمد عمييا اإلنسان وأن التنمية ىي‬
‫األسموب الذي تتبعو المجتمعات لموصول إلى الرفاىية والمنفعة‪ ،‬وقد ميدت الكثير من المناسبات والتقارير‬
‫والممارسات الطريق تجاه تطوير مفيوم التنمية البيئية ومنيا‪:‬‬
‫‪-‬مؤتمر ستوكيولم المعنى بالبيئة اإلنسانية ونشأة برنامج األمم المتحدة لمبيئة عام ‪1972‬م‪.‬‬
‫‪-‬اإلستراتيجية الدولية لمحفاظ عمى الطبيعة ‪.1980‬‬
‫‪-‬تقرير التنمية المستدامة لمغالف الجوي ‪.1986‬‬
‫‪-‬مؤتمر "ريو ديجانيرو" عام ‪ 1992‬والمعروف أيضا بقمة األرض والمعنى بالبيئة والتنمية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫المحور الثاني‪ :‬الدور اإلستراتيجي لإلعالم في التوعية البيئية‪ :‬أي عالقة؟‬


‫إن مسئولية اإلعالم تجاه عممية التنمية المستدامة تتمثل في تزويد المجتمع بأكبر قدر من الحقائق‬
‫والمعمومات الدقيقة التي يمكن لممعنيين بالتنمية التحقق من صحتيا والتأكد من دقتيا‪ ،‬وبقدر ما يوفره‬
‫اإلعالم من حقائق ومعمومات دقيقة‪ ،‬بقدر ما تحقق أىداف التنمية ويركز الكثير من العمماء الميتمين‬
‫بدور اإلعالم في التنمية عمي ىذه النقطة ويسمون الدور الذي يضطمع بو اإلعالم في تطوير المجتمعات‬
‫باسم اليندسة االجتماعية لإلعالم الجماىيري‪ ،‬خاصة وان ىذا الدور ينصب عمي كيفية توجيو الجميور‬
‫لخدمة الرخاء اإلنساني‪.‬‬
‫وتتضح المعادلة التي دعت إلي تسمية دور اإلعالم "باليندسة االجتماعية" إذا عرفنا أن اليدف‬
‫الجوىري لمتنمية االجتماعية ال يمكن تحقيقو بدون رفع المستوى االقتصادي باستخدام برامج ومشروعات‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية لتوفير الخدمات واشاعة العدالة التي تثير في نفوس أفراد المجتمع مشاعر‬
‫الوالء لمجتمعيم‪ ،‬والذي ترتبط بو كل مصالحيم الحيوية ارتباطا قويا‪ ،‬وما دامت تنمية أفراد المجتمع‬
‫وبيئتيم المادية من األىداف األساسية لمتخطيط‪ ،‬فمن الضروري أن يتم انجاز ىذه المسئوليات وفق خطة‬
‫مدروسة قائمة عمى تخطيط شامل لكافة الجوانب االقتصادية واالجتماعية والثقافية واإلعالمية والبيئية‪.‬‬
‫وظائف وسائل اإلعالم التنموية حسب نظرية "ولبور شرام"‪.‬‬
‫‪ -‬يرى "ولبور شرام" أن اإلعالم الحر والوافي شيء مرغوب فيو عمى المستوى العام حيث يرى بأن‬
‫وسائل اإلعالم تستطيع أن تؤدي دورىا التنموي كما يجب إن استخدمت بميارة وحكمة‪.‬‬
‫‪-‬توسيع اآلفـــاق‪ :‬يرى ولبور شرام أن وسائل االتصال الجماىيرية "تستطيع أن تأخذ اإلنسان إلى تل‬
‫أعمى مما يمكن أن يرى عند األفق ثم تجعمو يرى فيما وراءه" كما تساعد الدول النامية عمى فيم الغير‬
‫والتطمع عمى كيفية عيشيم مما يجعميم ينظرون إلى أنفسيم نظرة جديدة متفحصة ومقارنة‪،‬وبالتالي تحطيم‬
‫القيود المكانية والتفتح عمى الغير ومنو تشكيل مجتمع حضاري ومشارك‪.‬‬
‫‪-‬تركيز االنتباه‪ :‬تمعب وسائل االتصال الجماىيرية دو ار فعاال في توضيح وتشكيل الرؤية لمجميور‬
‫المستيدف من رسائميا اإلعالمي‪،‬حيث تقوم بدور المتحكم فيما يعرفو الناس وما يتحدثون عنو‪،‬خاصة‬
‫عندما يتعمق األمر بالحمالت السياسية حيث أن وسائل االتصال الجماىيري تتحكم فيما يتحدث عنو‬
‫الناخبون أثناء الحممة‪،‬ومنو يمكن لوسائل االتصال الجماىيرية أن تستغل ىذا الدور وىذه المكانة لتركيز‬
‫انتباه الجماىير حول المشاريع التنموية كالتشجيع غمى نشر سموك جديد أو نبذ السموك السيئ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫‪-‬رفع التطمعات عالياً‪ :‬تستطيع وسائل اإلعالم واالتصال أن تمد نطاق تطمعات جماىيرىا عمى الثقافات‬
‫النامية والمتقدمة وىذا من خالل شحذ اليمم والتشجيع عمى التطمع إلى حياة أفضل ومستقبل مزدىر‬
‫والخروج من قوقعة التخمف التي ترافق المجتمعات المنعزلة والمنافية لمتغيير‪.‬‬
‫‪-‬المساعدة عمى اتخاذ الق اررات‪ :‬إن اليدف الرئيسي من عممية العممية اإلعالمية ىو التأثير عمى وعي‬
‫اإلنسان وتوجيو سموكو وىذا باستخدام وسائل االتصال المختمفة وتوجيييا لخدمة األغراض االجتماعية‬
‫واالقتصادية والثقافية والسياسية وبالتالي تحقيق التنمية وتوجيو المجتمعات نحو البناء وتشجيعيم عمى‬
‫النيوض والتقدم وكذا خمق اتجاىات ومواقف ايجابية والدفاع عنيا‪.‬‬
‫‪-‬توسيع رقعة الحوار الخاص بالخطة‪ :‬تقوم وسائل اإلعالم بتوسيع نطاق المناقشة السياسية وتوضيح‬
‫الخطة التنموية حتى يتسنى لألفراد التطمع عمى البرامج وكذا تكوين آرائيم الخاصة حوليا ومحاولة إبداء‬
‫رأييم فييا وبالتالي تقريب وجيات النظر وتمكين وسائل اإلعالم من تقصي الحقائق التي من خالليا‬
‫تتمكن من معرفة رغبات الجميور المستيدف وادراجيا ضمن األولويات التي تسعى إلى تحقيقيا‪،‬ومنو‬
‫تتحقق المشاركة القومية التي تعد من أساسيات التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪-‬فرض األوضاع االجتماعية‪ :‬وىنا يأتي دور وسائل اإلعالم في اإلعالن والتشيير بالظواىر الغير‬
‫مرغوبة في المجتمع كاالنحرافات الخطيرة ويكمن دور اإلعالم في التعريف بالظاىرة وتحديد القواعد‬
‫والعقوبات والغاية منو تحذير اإلفراد من السموكيات المنحرفة‪.‬‬
‫‪-7‬وسائل االتصال في دور المعمم‪ :‬إن وسائل االتصال الجماىيرية تستطيع أن تمعب أدوا اًر كبيرة في‬
‫جميع أنماط التعميم والتدريب وقد أثبتت قدرتيا عمى تكممة العمل المدرسي واثرائو ‪،‬كما أثبتت دورىا في‬
‫مجال تعميم الكبار والتدريب عمى القراءة والكتابة من خالل مختمف األوعية التعميمية والتدريبية الموجية‬
‫إلى فئات محددة من الجماىير‪.‬ثم إنيا كانت عونا فعاال في عمميات التدريب الصناعي والخدمات الفنية‬
‫وتدريب المدرسين‪.‬‬
‫‪ -0‬أىمية اإلعالم البيئي في تحقيق التنمية البيئية المستدامة‪:‬‬
‫نجاح التنمية المستدامة بيئيا يتطمب حسن اإلدارة البيئية لممشاريع اإلنمائية‪ ،‬بحيث يدمج محور الحفاظ‬
‫عمى البيئة في ىذه المشاريع‪ ،‬أيضا إجراء التقييم البيئي المستمر لممشاريع التنموية ونشر الوعي البيئي‬
‫والتربية والتدريب والتثقيف وبالتالي نجد أن ىناك إرتباطا وثيقا بين التنمية المستدامة واإلعالم حيث يكون‬
‫لإلعالم دو ار ميما لتوعية القاعدة العريضة من الجماىير بما ليم وما عمييم في ىذا المجال‪ ،‬واذا كان‬

‫‪8‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫إبر ز القضية أو تغطية الخبر‬


‫دور تقميديا في الماضي يقتصر فقط عمى نقل المعمومة أو ا‬
‫اإلعالم يمعب ا‬
‫لكننا حين نتحدث اليوم عن اإلعالم‪ ،‬فإننا نقصد باإلعالم مفيومو الحديث أي اإلعالم التنموي باعتباره‬
‫شريكا أساسيا في تحقيق التنمية‪ ،‬من خالل مشاركتو فيوضع وتنفيذ وتقييم الخطط التنموية وذلك عن‬
‫مبادرت إعالمية وحوارات شعبية‪ ،‬ونقل اىتمامات‬
‫ا‬ ‫طريق ما تمثمو وسائل اإلعالم من ثقل وما تقدمو من‬
‫اإلدرك والمعرفة وابداء‬
‫ا‬ ‫القرر وواضعي خطط التنمية‪ ،‬دور اإلعالم في نشر‬
‫ىذا المجتمع إلى صانعي ا‬
‫ابرز التجارب والممارسات الناجحة لخمق أري عام واع يستطيع أن يتصدى لمختمف‬
‫أريو المحايد و ا‬
‫المشاكل التنموية‪ ،‬ويسيم في حميا عمى أسس عممية ويسعى اإلعالم البيئي إلى تحقيق مجموعة من‬
‫‪3‬‬
‫األىداف من أىميا‪:‬‬
‫اإلدرك وزيادة الوعي بقضايا البيئة‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪ -‬خمق‬
‫‪ -‬إمداد الفرد بالمعمومات المختمفة عن القضايا البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير االتجاىات السمبية لمفرد نحو البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬الحث عمى مشاركة الفرد في مواجية المشكالت البيئية‪.‬‬
‫الميارت المختمفة الالزمة لمشاركتو في حماية البيئة وتنمية مواردىا‪ ،‬واكسابو القدرة عمى‬
‫ا‬ ‫‪ -‬إكساب الفرد‬
‫التنبؤ بالمشكالت البيئية قبل وقوعيا‪.‬‬
‫‪ -‬خمق الدافعية لدى الفرد لممشاركة في حل المشكالت البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير السموك السمبي نحو البيئة‪.‬‬
‫‪-2‬من وظائف اإلعالم البيئي‪:‬‬
‫أ‪-‬اإلخبار واإلعالم‪ :‬يعتبر ىذه الوظيفة من الوظائف الرئيسية لإلعالم البيئي‪ ،‬وىي محور االرتكاز‬
‫شرئح المجتمع عمى اختالف أعمارىم‬
‫لموظائف األخرى عن طريق إعالم وأخبار الجماىير ومختمف ا‬
‫ومستوياتيم بما يدور محميا واقميميا ودوليا من أحداث بيئية‪.‬‬
‫ب‪-‬اإلرشاد والتوجيو‪ :‬تتعدى ىنا وظيفة اإلعالم البيئي من مجرد سرد األخبار والمعمومات إلى شرح‬
‫وتفسير المشكالت البيئية وتوضيح أسبابيا وآثارىا السمبية‪.‬‬

‫‪ -3‬ماىيناز محسن‪ ،‬اإلعالم والبيئة‪ ،‬د د ن‪ ،2008 ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪9‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫ج‪-‬التعميم والتثقيف‪ :‬اإلعالم البيئي بدور ىام في التعميم والتثقيف‪ ،‬بما ىو جديد بما يخص البيئة‬
‫الميارت الالزمة لتطوير األداء وتنمية االتجاىات‬
‫ا‬ ‫األفرد لمبحث واإلطالع واكتساب‬
‫ا‬ ‫وقضاياىا ودفع‬
‫اإليجابية نحو البيئة‪.‬‬
‫‪ -2‬أنماط التقنية اإلعالمية المستخدمة في تناول قضايا التنمية المستدامة‪ :‬عند تناول قضايا التنمية‬
‫المستدامة إعالميا‪ ،‬فإنو عمى العموم ىناك تقنيتين تستخدم لعرض الموضوعات التنمية المستدامة وىي‪:‬‬
‫‪-‬التقنية اإلعالمية المتخصصة‪ :‬ىي التي تدور عمى نطاق تقديم المادة العممية المتخصصة لفئة محددة‬
‫الدرسات ذات التخصص الدقيق في‬
‫من الميتمين بموضوع معين‪ ،‬وتتسم باالعتماد عمى البحوث و ا‬
‫موضوع معين والموجية إلى عدد قميل من المتمقين‪ ،‬واألداة اإلعالمية الرئيسية في ىذا اإلطار ىو المجمة‬
‫العممية المتخصصة أو الكتب العممية المحددة الموضوع‪ ،‬ويطمق عمى ىذا النمط اإلعالمي الناتج عن‬
‫ىذه التقنية نمط إعالم النخبة العممية‪.‬‬
‫‪-‬تقنية اإلعالم الجماىيري‪ :‬وقد تم استخداميا في نطاق قضايا التنمية المستدامة عمى عدة مستويات‪:‬‬
‫المؤتمرت والندوات‬
‫ا‬ ‫أ‪-‬المستوى اإلخباري‪ :‬وترتبط بو سرعة التغطية اإلخبارية باألحداث المتعمقة بالبيئة و‬
‫البيئية أو نتائج األبحاث التي تجرى في ىذا المج ـال‪ ،‬إضافة إلى الحوادث المثيرة المرتبطة بالبيئة‪ ،‬ويعتمد‬
‫ىذا المستوى عمى الخبر أو السبق اإلعالمي‪ ،‬فالدافع المحرك لو ىو دافع ميني يرتبط بمينة اإلعالم‬
‫ومن ثمة الرسالة اإلعالمية عند ىذا المستوى تتميز بالبساطة والسطحية‪.‬‬
‫ب‪-‬مستوى السعي إلى خمق أري عام جديد أو اتجاه جديد لدى المتمقي لقضايا التنمية المستدامة ‪:‬وىو‬
‫آلرء واتجاىات جديدة‬
‫المستوى األكثر تعقيدا‪ ،‬ويمكن لوسائل اإلعالم أن يكون ليا دور في تبني المتمقين ا‬
‫آرء‪.‬‬
‫خاصة في الموضوعات التي ال يكون المتمقون قد أبدوا أو كونوا نحوىا ا‬
‫وقد أشارت األبحاث التي أجرتيا منظمة اليونسكو إلى التقنيات اإلعالمية التي يمكن لوسائل اإلعالم أن‬
‫تقوم من خالليا بنشر األفكار الجديدة‪ ،‬وىي ما يمي‪:‬‬
‫البرمج المصممة إلثارة االىتمام والتنبيو والحث عمى ضرورة تبني‬
‫‪-‬الحث أو التنشيط‪ :‬وذلك من خالل ا‬
‫فكرة جديدة‪.‬‬
‫البرمج المخصصة لتقديم المعمومات ليؤالء الميتمين بموضوع معين ويبحثون‬
‫‪-‬التقييم‪ :‬وذلك من خالل ا‬
‫عمى مواد إضافية لكي تساعدىم عمى تقييم ما يبحثون عميو‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫‪-‬التعزيز‪ :‬وتدور في نطاق وضع خطة إعالمية لدعم االىتمام بالمسألة المطموب تبنييا من جانب‬
‫باستمرر عمى الرؤية المطموب توصيميا لممتمقين من خالل التكثيف والتكرار االتصالي غير‬
‫ا‬ ‫المتمقين‬
‫الممل‪.‬‬
‫الفقرت اإلخبارية البسيطة التي تتضمن المعمومات الجديدة المرتبطة بالجوانب‬
‫‪-‬اإلخبار‪ :‬يقصد بو تقديم ا‬
‫المختمفة لممسألة محل االىتمام‪.‬‬
‫األفرد‬
‫البرمج المصممة خصيصا لممجموعات و ا‬
‫‪-‬التقنية المينية‪ :‬وىي التي تدور في نطاق إعداد ا‬
‫مباشر محل االىتمام‪ ،‬وتشمل ىذه التقنية مستويين ىما‪ :‬مستوى المتمقين‪ ،‬ومستوى‬
‫ا‬ ‫المرتبطين ارتباطا‬
‫القائمين باالتصال‪.‬‬
‫‪ -4‬العوامل المؤثرة في تناول قضايا التنمية المستدامة والبيئة‪:‬‬
‫يقصد بيا مجموعة العوامل التي تؤثر عمى التناول اإلعالمي لقضايا البيئة التي ينتج عنو أسموب‬
‫معين في معالجة ىذه القضايا‪ ،‬فقد ال تكون بالضرورة متفقا مع الدور المطموب من اإلعالم في ىذا‬
‫‪4‬‬
‫المجال‪ ،‬وتشمل ىذه العوامل ما يمي‪:‬‬
‫دور ىاما في التناول اإلعالمي ويتوقف ذلك عمى‪:‬‬
‫‪-‬العوامل السياسية‪ :‬حيث تمعب العوامل السياسة ا‬
‫‪ -‬مدى تبني الحكومات والجمعيات غير الحكومية واألحازب ليذه القضايا حيث تختمف درجة االىتمام‬
‫بيذه القضايا من مجتمع إلى ألخر ومن دول ألخرى‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف الرؤى بين الدول الصناعية الكبرى ودول العالم الثالث‪ ،‬فبينما تعد قضية دفن النفايات‬
‫الكيمياوية السامة والنووية في أارضي دول العالم الثالث ىي القضية اليامة بالنسبة ليذه الـ ـدول‪ ،‬فإن‬
‫قضية تخفيض درجة تموث اليواء بغاز ثاني أكسيد الكربون ىي القضية األىم بالنسبة لمدول الصناعية‬
‫الكبرى‪.‬‬
‫القرر السياسي حول قضايا البيئة‪ ،‬واختالف تقديره ألىميتيا‪.5‬‬
‫‪ -‬اختالف رؤية صانع ا‬

‫‪ -4‬ىويدا مصطفى‪ ،‬إسيام اإلعالم في تنمية الوعي البيئي بالتطبيق عمى قضية التغيارت المناخية‪ ،‬مجمة اإلذاعات‬
‫العربية‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،01‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -5‬أبو عمود محمود سعد‪ ،‬دور اإلعالم في معالجة قضايا البيئة‪ ،‬مجمة السياسية الدولية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬العدد ‪ ، 110‬أكتوبر‬
‫‪ ،1992‬ص ‪.145‬‬

‫‪11‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫‪-‬العوامل االقتصادية‪ :‬برز العامل االقتصادي كعامل مؤثر في تناول قضايا البيئة‪ ،‬فقد أرت الدول‬
‫النامية أن المشاكل المطروحة عمى بساط البحث تعنى الدول الصناعية في المقام األول وأنيا ال تمثل‬
‫مرحميا األولى‪.‬‬
‫برمج التصنيع في ا‬
‫الزلت ا‬
‫أولوية بالنسبة لمدول التي ا‬
‫‪-‬العوامل اإلعالمية‪ :‬ويقصد بالمحددات اإلعالمية مجموعة العوامل المتعمقة بالبناء المؤسسي لوسائل‬
‫اإلعالم وطبيعة عمميا ومستوى العاممين في اإلعالم من حيث الحرفية ومدى إلماميم بقضايا البيئة‬
‫ومستوى التقني ـة‪ ،‬فاستخدام اإلعالم فن اإلقناع بقضايا البيئة ستمزم ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد اليدف الذي تسعى لتحقيقو العممية اإلعالمية‪ ،‬كمواجية التموث بالصرف الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الجميور المستيدف كخطوة أولى لتحديد الوسيمة لكل قـ ـط ـاع‪ ،‬وكذلك الرسالة المالئمة لو‪.‬‬
‫‪ -‬ربط الرسالة بالحوافز اإليجابية مع تقديم النماذج اإليجابية لمسموك الب ـيئي‪ ،‬واعطاء الجماىير تعميمات‬
‫البيئة‪.‬‬ ‫محددة حول كيفية التعامل الصحيح مع‬
‫‪-‬محددات تتعلق ببلفكر البيئي ذاتــه‪ :‬ويقصد بو االختالف الحادث نتيجة تناول عمماء البيئة لمشكمتيا‬
‫وتقديم حمول ومقترحات مختمفة ومتعددة لعالجيا‪ ،‬إضافة إلى اختالفيم عمى األولويات التي أعطاىا كل‬
‫فريق منيم ليذه الظواىر‪ ،‬مما كان لو تأثيره الواضح عمى تناول اإلعالم لقضايا حي فيناك من يقول‬
‫يجب إلقائيا في البر وىناك يقول يجب إلقائيا في البحـر‪ ،‬ولكل فريق مبرراتو في ذلك‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫المحور الثالث‪ :‬دور اإلعالم في حماية البيئة في الوطن العربي‪ :‬دراسة حالة الجزائر‬
‫يعتبر دور وسائل اإلعالم جزء من السياسة العامة البيئية فيي تيدف الى تنمية الوعي البيئي لدى‬
‫ومرجعتيا وتييئ الجميور لدعم‬
‫ومرقبتيا ا‬
‫قطاعات المجتمع المختمفة وتشارك في تطوير السياسات البيئية ا‬
‫تنفيذ السياسات البيئية‪ ،‬ومن االىتمامات الرئيسية لإلعالم البيئي إحداث تغيير سموكي في مواقف الناس‬
‫الجزئري عمى مستوى الصفحات المحمية‬
‫ا‬ ‫من البيئة‪ ،‬رغم أن ىذا االىتمام يبقى مطروحا في اإلعالم‬
‫والحصص العامة وعدم تخصيص صفحات أو حصص خاصة بو‪ ،‬ويأتي التموث الصناعي وتموث البحر‬
‫والشواطئ مجال االىتمام في ىذا الشأن‪ ،‬تميو مشكمة النفايات الصمبة والكوارث والتصحر والصحة‬
‫البيئية‪.6‬‬
‫‪7‬‬
‫ويتحدد دور اإلعالم البيئي خالل مراحل السياسة البيئية كما يمي‪:‬‬
‫‪-1‬مرحمة تعيين المشكالت البيئية‪ ،‬حيث يتمحور دور اإلعالم عمى وضع قضايا بيئية محددة عمى‬
‫جدول األعمال السياسي‪ ،‬وىنا تمعب الييئات األىمية والعممية دو ار أساسيا في التنبيو إلى مشكالت بيئية‬
‫معينة تؤثر في مجموعات من الناس ‪.‬ويساعد اإلعالم ىنا في استقطاب االنتباه والدعم لقضايا محددة‬
‫واقامة حوار مع المسؤولين وقادة الرأي‪.‬‬
‫‪-2‬مرحمة االتفاق عمى السياسات البيئية‪ ،‬حيث يساعد اإلعالم عمى فيم أفضل لدوافع السياسات البيئية‬
‫وخمفياتيا‪ ،‬ويسيل إقرارىا رسميا وقبوليا شعبيا‪ ،‬وىو ىنا يتوجو إلى صانعي القرار والرأي العام معا‪.‬‬
‫‪-3‬مرحمة تنفيذ السياسات البيئية‪ ،‬حيث يساعد اإلعالم في تطوير مواقف شخصية ومجتمعية مالئمة‬
‫لمتعامل مع التدابير البيئية‪ ،‬ويعمل عمى استمرار التزام الناس بيذه المواقف الجديدة‪ ،‬كما يشرح اإلعالم‬
‫مضامين التشريعات والقوانين المرتبطة بالبيئة‪ ،‬وأثرىا عمى المواطنين‪.‬‬
‫كرس المشرع الجزائري في القانون المتعمق بحماية البيئة والتنمية المستدامة ‪ 01-12‬الحق في‬
‫اإلعالم واإلطالع البيئي بحيث أكد عمى أىميتو من خالل اعتماده كمبدأ من المبادئ البيئية‪ ،‬الذي يكون‬
‫بمقتضاه لكل شخص الحق في أن يكون عمى عمم بحالة البيئة‪ ،‬وفي ىذا الصدد يرى الدكتور عبد‬
‫المجيد رمضان رغم الحق الصريح الذي يمنحو المرسوم لممواطنين لإلطالع عمى الوثائق االدارية‬
‫والمعمومات إال أن الممارسة الميدانية أثبتت أن بعض اإلداريين يتذرعون بأحكام التنظيم المتعمق‬

‫‪ -6‬رحيمة الطيب عيساني‪ ،‬مدخل إلى اإلعالم واالتصال‪ ،‬األردن ‪ ،‬جدار الكتاب العالمي‪ ، 2008 ،‬ص‪.148‬‬
‫‪ -7‬نجيب صعب‪" ،‬قضايا البيئة‪ ،‬أفكار في البيئة والتنمية"‪ ،‬المنشورات التقنية‪ ،‬بيروت‪ ،1997،‬ص‪37‬‬

‫‪13‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫بالمعمومات التي يحمييا السر الميني ويمتنعون عن اإلدالء بأي معمومة وىو أمر يختمف من إدارة إلى‬
‫أخرى حسب طبيعة العالقات الشخصية القائمة مع المواطن الذي يتقدم لإلدارة لمحصول عمى معمومات‬
‫أو وثيقة معينة‪ ،8‬كما كان لإلصالحات السياسية والقانونية لسنة ‪ 2012‬خاصة ما تعمق باإلعالم وحرية‬
‫انشاء قنوات خاصة دور كبير في اتاحة الفرصة ليذه القنوات في نشر الوعي البيئي والثقافة البيئية‪ ،‬إال‬
‫الجزئر منحصرة ولم ترق بعد لمستوى‬
‫ا‬ ‫أن المالحظ في ىذا الشأن أن المعالجة اإلعالمية البيئية في‬
‫المعالجة اإلعالمية المتخصصة حيث أن المواضيع البيئية ال تظير إال في المناسبات واألحداث الطارئة‬
‫وغالبا ما تكون التغطية سطحية يغيب عنيا المتخصصون من جية ومن جية أخرى وسائل اإلعالم ال‬
‫تعطييا المساحة الكافية لمعالجتيا وعمى العموم فاإلعالم البيئي ال يناقش المواضيع بل يكتفي بنشر‬
‫الخبر لمجرد نقل الخبر وليس ألجل التغيير والتوعية من دون التعمق فيو أو تحميمو ويتعامل معو‬
‫ىبسطحية وغالبا ما تكون التغطية اإلعالمية مرتبطة بحدث آني‪.‬‬
‫‪-‬كما تحظى عممية سبر اآلراء بدور كبير في التعبير عن آراء المواطنين ومدى رضاىم عن‬
‫السياسات والبرامج الحكومية في كل المجاالت بصفة عامة‪ ،‬كما تعتبر ركيزة أساسية لإلتصال النوعي‬
‫بين الحكام والمحكومين من منطمق أنيا تعمل عمى إعادة توازن تدفق المعمومات والوسائل في اإلتصال‬
‫السياسي‪ 9‬وفي استطالع قام بو مجمس وزارء العرب لمشؤون البيئية بالتعاون مع المكتب اإلقميمي لغرب‬
‫آسيا في برنامج األمم المتحدة ومجمة البيئة والتنمية‪ ،‬كان موضوع االستطالع حول قضايا البيئة شمل ‪18‬‬
‫دولة عربية من بينيا الجزائر في الفترة الممتدة بين نوفمبر ‪ 2005‬ومارس ‪ ،102006‬أظيرت نتائج ىذا‬
‫اإلستطالع ضرورة التدقيق في صياغة جدول األعمال البيئي بالجزائر‪ ،‬إذ يتضح أن الرأي العام أكثر‬
‫تحسسا بالمشاكل التي ليا عالقة مباشرة باإلطار المعيشي الصحي‪ ،‬وضرورة إدراك األولويات بين سكان‬
‫الم دن واألرياف وبين البيئة الحضرية والصناعية‪ ،‬وقد لوحظ أن التقييم السمبي لوضع البيئة يزداد مع‬

‫‪ -8‬عبد المجيد رمضان‪ ،‬دور الجماعات المحمية في مجال البيئة‪-‬دراسة حالة‪ :‬بمديات سيل وادي مزاب بغرداية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير في العموم السياسية جامعة ورقمة‪ ،2012 ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-Mohamed-Reda Mezoui, Esquisse d’une réflexion sur le sondage politique en Algérie : l’opinion‬‬
‫‪publique de l unanimisme au pluralisme, Idara, Volume 12, Numéro 24, 2002, p 84.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬مصطفى كمال طمبة ونجيب صعب‪ ،‬الرأي العام العربي والبيئة‪ ،‬مجمة البيئة والتنمية‪ ،‬أوت ‪ ،2006‬ص ‪.50‬‬

‫‪14‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫إرتفاع الدخل والتحصيل العممي‪ ،‬كما يطرح ىذا االستطالع مصداقية مصادر المعمومات حول األوضاع‬
‫‪11‬‬
‫البيئية‪.‬‬
‫كما يعتبر وسائل اإلعالم الجديدة المتمثمة في مواقع التواصل اإلجتماعي آلية لنشر الوعي والثقافة‬
‫البيئية وبنسبة عالية موقع الفايسبوك الذي يساىم في نشر الوعي البيئي وذلك بنسبة جد عالية قدرت ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪%74.19‬حسب دراسة ميدانية عمى عينة قدرت بـ ـ‪300‬فرد أجرتيا الباحثة الجزائرية كحيل فتيحة‪،02‬‬
‫حيث يؤدي ىذا األخير أدوا ار متعددة ال تقتصر فقط عمى الدور اإلجتماعي والترفييي وانما يتجاوزه ألدوار‬
‫أخرى أكثر فاع ـمية‪ ،‬عمى غرار الدور اإلعالمي حيث بات وسيمة لإلطالع عمى المعمومات واألخبار إلى‬
‫جانب دوره التوعـ ـوي في شتى المجالت وكذا الجمعيات الناشطة في المجال البيئي غير أن استخدام ىذا‬
‫الموقع ال يزال في بدايتو حيث يمكن االستفادة من الفضاء اإلعالني الذي يوفره ىذا الموقع لبث‬
‫المعمومات والصور وكل ما من شأنو ترسيخ الوعي البيئي وتعديل السموكيات الخاطئة حيال المنظومة‬
‫البيئية واحالل أسس سميمة لموعي والثقافة البيئية عن طريق الصفحات والمجموعات الفيسبوكية الخاصة‬
‫بالشأن البيئــوي‪.‬‬
‫‪ -‬التحديات والصعوبات التي تواجو وسائل اإلعالم في حماية البيئة‪:‬‬
‫‪ -‬غياب سياسية إعالمية واضحة تعمل عمى التنسيق بين السمطات المعنية بحماية البيئية‪ ،‬الجمعيات‬
‫إسترتيجية التوعية البيئية مستمدة‬
‫ا‬ ‫البيئية‪ ،‬ووسائل اإلعالم لترتيب األولويات البيئية التي عمى أساسيا تبنى‬
‫الجزئري‪.‬‬
‫من الواقع ا‬
‫‪ -‬تذرع اإلدارة بالسر اإلداري في معظم األحيان في مواجية طمبات اإلطالع التي يتقدم بيا األشخاص‬
‫والمؤسسات والجمعيات‪ ،‬إذ ترى اإلدارة أن اشتراك المواطنين والجمعيات في المعمومات التي بحوزتيا ىو‬
‫اقتسام لمسمطة‪ ،‬لذلك تعتبر اإلدارة أن الحق في اإلعالم يخرق مبدأ السرية اإلدارية ويسمح لممحكوم‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬ساسي غبغوب‪ ،‬تحميل السياسات العامة البيئية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫‪ ،2101 ،12‬ص ‪.168‬‬
‫‪ -12‬لمزيد من المعمومات أنظر‪:‬كحيل فتيحة‪ ،‬اإلعالم الجديد ونشر الوعي البيئي‪:‬دراسة في إسخدامات مواقع التواصل‬
‫اإلجتماعي‪-‬موقع الفايسبوك أنموذجا‪ ،"-‬مذكرة ماجستير في عموم اإلعالم واالتصال فرع االعالم وتكنولوجيا اإلتصال‬
‫الحديثة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2012-2011 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫بالتدخل في تسيير المصالح العامة‪ ،‬ومعرفة ىوية صاحب القرار وىو بذلك يؤثر في روح العمل اإلداري‬
‫الذي يعتبر عمال حياديا وغير شخصي‪.13‬‬
‫‪ -‬غياب الكوادر اإلعالمية المؤىمة والقادرة عمى تناول البيئة ومشكالتيا عمى رأس قائمة مشكالت‬
‫اإلعالم البيئي‪ ،‬حيث تخمو أكثر وسائل اإلعالم من المحررين أو الخبراء المختصين في قضايا البيئة‬
‫وغالبا ما يغطي تمك القضايا محررون وصحفيون يفتقرون إلى المعارف والقدرات العممية التي تشكل‬
‫الركيزة الرئيسة لمعمل‪ ،‬وفيم األوجو المختمفة لممشكالت البيئية في أبعادىا السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ناىيك عن عدم امتالك القدرة عمى صياغة الخطاب اإلعالمي المالئم ليا‪ ،‬ومن المعروف‬
‫في مجال اإلعالم البيئي عالميا أن الصحفيين الذين يتخصصون في قضايا البيئة يحتاجون فضال عن‬
‫التأىيل العممي الذي يعد أساسيا‪ ،‬إلى دورات تدريبية مكثفة ومتواصمة‪.‬‬
‫‪ -‬غياب التبادل المعرفي بين المشرفين عمى الصفحات البيئية في الصحف والخبراء والميتمين والجمعيات‬
‫المعنية‪ ،‬األمر الذي ينتج عنو أحيانا معالجة سطحية لقضايا البيئة إضافة إلى غياب التنسيق بين وسائل‬
‫اإلعالم نفسيا‪ ،‬وغياب بنك معمومات األمر الذي يؤدي إلى عدم وجود إطار معرفي حق ـيقي لمبيئة في‬
‫وسائل اإلعالم‪ ،‬فمعظم اإلعالميين ال يعرفون ماىي القطاعات المندرجة تحت البيئة وال يستطيعون تمييز‬
‫مدى ارتباط العديد من القطاعات التنموية بقضايا البيئة‬
‫‪ -‬غياب استطالعات الرأي التي تحدد مستويات الوعي البيئي لدى الشرائح المختمفة لمجميور العام‬
‫والنوعي والتي تساعد في رسم السياسة اإلعالمية الخاصة بالبيئ ـة‪ ،‬وتتيح لمقائمين باالتصال حسن اختيار‬
‫‪14‬‬
‫المضامين البيئية واألساليب اإلعالمية المالئمة لتوصيل الرسالة البيئية إلى جميورىا‪.‬‬
‫‪ -‬غياب التحفيز المادي لإلعالميين البيئيين‪ ،‬إذ أن معظم من يغطي القضايا البيئية في وسائل اإلعالم‬
‫يعتبر وضعو الوظيفي المادي والمعنوي متدنيا‪ ،‬في مقابل الحوافز المغرية التي تشجع اإلعالميين عمى‬
‫االنخراط في األنماط اإلعالمية األخرى كاإلعالم السياسي أو الرياضي أو الفني أو الديني‪ ،‬وما ينطوي‬
‫عميو العمل في األنماط من شيرة ونجاح وأضواء مقارنة بالعمل في مجال اإلعالم البيئي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬وناس يحي‪ ،‬المجتمع المدني وحماية البيئة‪ :‬دور الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والنقابات‪ ،‬دار الغرب لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.85‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬عواطف عبد الرحمان‪ ،‬اإلعالم العربي وقضايا العولمة‪ ،‬العربي لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،2004 ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪16‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫‪ -‬آليات تفعيل دور اإلعالم في مجال حماية البيئة وترقية المواطنة البيئية‪:‬‬
‫‪ -‬استغالل الوسائط اإلعالمية الجديدة بإعتبارىا تحوز عمى فضاءات إعالنية متكاممة األبعاد يمكن‬
‫اإلستفادة منيا وتوجيييا لخدمة أغراض الوعي البيئي من خالل عرض الصور‪ ،‬والفيديوىات والمعمومات‬
‫وكل ما من شأنو بناء أسس التوعية البيئية السميمة‪ ،‬والدعوة موجية ىنا لكل الفواعل الرسمية وغير‬
‫الرسمية التي تعنى بصفة مباشرة أو غير مباشرة بحماية البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور اإلعالم البيئي ليكون مشاركا بشكل فعال‪ ،‬عبر إجراء استبيان آلراء مختمف شرائح المجتمع‬
‫المستيدفة بالبرامج اإلعالمية البيئية‪ ،‬وتشجيع التواصل بين اإلعالميين البيئيين والخبراء والمختصين‬
‫والميتمين بالشأن البيئي‪ ،‬من خالل شبكة وطنية بأسمائيم وعناوينيم والحصول عمى آرائيم بصدد‬
‫المشاكل البيئية المطروحة ‪.‬‬
‫‪ -‬حوكمة قطاع اإلعالم البيئي من خالل االىتمام بتحفيز القطاع الخاص لالستثمار في مشاريع وبرامج‬
‫وأعمال اإلعالم البيئي‪ ،‬وادراج مواضيع وقضايا البيئية ضمن األعمال والبرامج اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إنفتاح القطاعات الرسمية خاصة المحمية منيا المعنية بحماية البيئة وحثيا عمى تزويد‬
‫اإلعالميين بشكل يومي بالمعمومات الجديدة والنشاطات المختمفة الخاصة بالشأن البيئي‪ ،‬وتخصيص جزء‬
‫من موازنة اإلدارة المحمية والبيئية لدعم البرامج اإلعالمية البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬تعاون مراكز المعمومات البيئية مع وسائل اإلعالم المختمفة بالمعمومات الضرورية فضال عن آخر‬
‫الدراسات والنشاطات اإلقميمية والدولية والتعاون مع الجمعيات غير الحكومية ذات الصمة بالشأن البيئي‬
‫ووضع خطة تعاون مشترك لمواكبة نشاطاتيا خصوصا تمك التي تتطمب حمالت توعوية لمعمل الشعبي‬
‫التطوعي واالىتمام بالبيئة المشيدة‪ ،‬كاآلثار التاريخية والحضارية وغيرىا مما ينبغي الحفاظ عميو في مجال‬
‫‪15‬‬
‫التراث‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن تركز رسائل التوعية البيئية لوسائل اإلعالم عمى تعدد المداخل اإلقناعية حتى تحقق الجذب‬
‫الجماىيري والتأثير المنشود‪ ،‬ويمكن تمخيصيا في النقاط التالية‪:16‬‬
‫‪ -‬التركيز عمى األضرار الصحية الناتجة عن التموث‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬نسيمة بن ميرة‪ ،‬اإلعالم البيئي ودوره في المحافظة عمى البيئة‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬فرع‪:‬‬
‫قانون البيئة‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2013-2012 ،-1-‬ص ‪.94‬‬
‫‪ - -16‬عادل عبد الغفار‪ ،‬اإلعالم وقضايا المجتمع‪ ،‬مركز المدينة لمنشر واإلعالم والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪17‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫‪-‬توضيح موقف الدين من السموكيات البيئية الخاطئة‪.‬‬


‫‪-‬إبراز الخسائر المالية واالقتصادية لمتدىور البيئي‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز الحسم في تطبيق قانون البيئة عمى المخالفين‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز الخوف عمى مستقبل األجيال القادمة لمعيش في بيئة سميمة‪.‬‬
‫‪ -‬المقارنة بسموك الجميور في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬حق الجميور في اتخاذ المبادرات في حماية البيئة من التموث‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز الجيود التطوعية في اتخاذ المبادرات لحماية البيئة من التموث‪.‬‬
‫‪ -‬الجيود الرسمية وحدىا ال تكفي لمواجية التموث ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫خــــــــــــــاتــــــــــــــــــمــــــــــــة‪:‬‬
‫يؤدي اإلعالم البيئي دو ار ىاما في نشر وترسيخ الوعي البيئي في الوطن العربي بصفة عامة‬
‫والجزائر بصفة خاصة رغم التحديات والصعوبات التي توجيو‪ ،‬ويستمد اإلعالم مكانتو في المجال البيئي‬
‫انطالقا من قدرتو الفائقة عمى حشد الجماىير من مختمف الفئات والشرائح‪،‬ومساىمتو في غرس الثقافة‬
‫البيئية التي تيدف إلى تعديل السموكيات الخاطئة حيال المنظومة البيئية وعقمنة السموك اإلنساني نحو‬
‫البيئة واحالل أسس سميمة لموعي والثقافة البيئية وصوال إلى تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬ولكي تتحقق التنمية‬
‫المستدامة بأبعادىا اإلقتصادية‪ ،‬البيئية‪ ،‬اإلنسانية‪ ،‬اإلجتماعية‪ ،‬اإلدارية والتقنية البد من األخذ في‬
‫اإلعتبار أن ىذا اليدف ال يتحقق إال من خالل منظومة متكاممة لمعمل المتوازن بين الدولة ووسائل‬
‫اإلعالم المختمفة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫دور اإلعالم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة في الوطن ال ـعـ ـ ـربي‪ :‬قراءة في تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬عمي عجوة‪ ،‬اإلعالم وقضايا التنمية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬عالم الكتب‪.2004،‬‬
‫‪ -‬سناء محمد الجبور‪ ،‬اإلعالم البيئي‪ ،‬دار أسامة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪-‬‬
‫ماىيناز محسن‪ ،‬اإلعالم والبيئة‪ ،‬د د ن‪.2008 ،‬‬
‫‪-‬‬
‫ىويدا مصطفى‪ ،‬إسيام اإلعالم في تنمية الوعي البيئي بالتطبيق عمى قضية التغيارت المناخية‪ ،‬مجمة اإلذاعات‬
‫العربية‪ ،‬العدد ‪.2010 ،01‬‬
‫‪-‬‬
‫أبو عمود محمود سعد‪ ،‬دور اإلعالم في معالجة قضايا البيئة‪ ،‬مجمة السياسية الدولية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬العدد ‪ ، 110‬أكتوبر‬
‫‪.1992‬‬
‫‪-‬‬
‫رحيمة الطيب عيساني‪ ،‬مدخل إلى اإلعالم واالتصال‪ ،‬األردن ‪ ،‬جدار الكتاب العالمي‪. 2008 ،‬‬
‫‪-‬‬
‫نجيب صعب‪" ،‬قضايا البيئة‪ ،‬أفكار في البيئة والتنمية"‪ ،‬المنشورات التقنية‪ ،‬بيروت‪.1997،‬‬
‫‪-‬‬
‫عبد المجيد رمضان‪ ،‬دور الجماعات المحمية في مجال البيئة‪-‬دراسة حالة‪ :‬بمديات سيل وادي مزاب بغرداية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير في العموم السياسية جامعة ورقمة‪.2012 ،‬‬
‫‪-‬‬
‫مصطفى كمال طمبة ونجيب صعب‪ ،‬الرأي العام العربي والبيئة‪ ،‬مجمة البيئة والتنمية‪ ،‬أوت ‪. ،2006‬‬
‫‪ -‬ساسي غبغوب‪ ،‬تحميل السياسات العامة البيئية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،03‬‬
‫‪..2010‬‬
‫‪-‬‬
‫كحيل فتيحة‪ ،‬اإلعالم الجديد ونشر الوعي البيئي‪:‬دراسة في إسخدامات مواقع التواصل اإلجتماعي‪-‬موقع الفايسبوك‬
‫أنموذجا‪ ، "-‬مذكرة ماجستير في عموم اإلعالم واالتصال فرع االعالم وتكنولوجيا اإلتصال الحديثة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬‬
‫‪.2012-2011‬‬
‫‪-‬‬
‫وناس يحي‪ ،‬المجتمع المدني وحماية البيئة‪ :‬دور الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والنقابات‪ ،‬دار الغرب لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪-‬عواطف عبد الرحمان‪ ،‬اإلعالم العربي وقضايا العولمة‪ ،‬العربي لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬نسيمة بن ميرة‪ ،‬اإلعالم البيئي ودوره في المحافظة عمى البيئة‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬فرع‪:‬‬
‫قانون البيئة‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2013-2012 ،-1-‬‬
‫‪ -‬عادل عبد الغفار‪ ،‬اإلعالم وقضايا المجتمع‪ ،‬مركز المدينة لمنشر واإلعالم والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪.2007 ،‬‬

‫‪-Mohamed-Reda Mezoui, Esquisse d’une réflexion sur le sondage politique en Algérie : l’opinion‬‬
‫‪publique de l unanimisme au pluralisme, Idara, Volume 12, Numéro 24, 2002.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like