You are on page 1of 3

‫مئوية الحركة النقابية المغربية ‪ :‬عودة إلى النشأة‬

‫توفيق أكياس نشر في الشرق المغربية يوم ‪2016 - 04 - 22‬‬


‫‪https://www.maghress.com/sohofe/25318‬‬

‫لمحة تاريخية عن نشأة الحركة النقابية المغربية‬


‫مرت على دخول التنظيم النقابي العصري إلى المغرب حوالي ‪ 100‬سنة‪ ،‬فبعد سنوات قليلة على توقيع معاهدة الحماية بدأت‬
‫تتكون جمعيات مهنية في المغرب على يد األجانب متأثرة بتطور األوضاع في فرنسا بعد الحرب العالمية األولى‪.‬حيث‬
‫‪ :‬الشروط تأسست ثالث تجمعات مهنية في ظرف ثالثة أشهر سنة ‪1919‬‬
‫الجمعية العامة لموظفي الحماية (‪ 10‬ماي ‪- )1919‬‬
‫تجمع عمال و مستخدمي الشحن و اإلفراغ المغربي (‪ 8‬يونيه ‪- )1919‬‬
‫اتحاد وداديات شغيلة الكتاب بالدار البيضاء (‪ 10‬يوليوز ‪- )1919‬‬
‫‪.‬بعدما كانت قد تأسست تعاضدية البريديين‪ p‬عام ‪ 1916‬كأول تنظيم تعاوني بالمغرب‬
‫و مع صعود حكومة "الكتلة الوطنية" اليمينية‪ p‬في فرنسا‪ ،‬التي قمعت إضرابات ربيع ‪ 1920‬الكبرى و الحقت النقابيين و‬
‫حاكمتهم‪ .‬انعكست هذه األوضاع على الحركة العمالة المغربية ‪ ،‬وادت إلى تحول التجمعات المهنية إلى وداديات مهنية سنة‬
‫‪ 1922 :‬كان من اهمها‬
‫الجمعية الودادية لبريد المغرب ‪-‬‬
‫ودادية التعليم الثانوي بالمغرب ‪-‬‬
‫ودادية التعليم االبتدائي بالمغرب(كانت من أقوى الوداديات‪ ،‬حيث أن المعلمين حملوا أنفسهم مسؤولية تعليم الطبقة العاملة ‪-‬‬
‫وتأطيرها)‬
‫‪ .‬ودادية اإلدارة العامة لألشغال العمومية ‪-‬‬
‫جاء فوز تكتل اليسار في انتخابات ماي‪ ،1924‬لتعرف الحركة النقابية تحوال ت مهمة ‪،‬فقد كان من أبرز نتائج هذا‬
‫‪.‬االنتصار االنتخابي االعتراف بالحق النقابي للموظفين‬
‫كما أن انشغال الحماية بحرب الريف (‪ )1925‬دفعها إلى العمل على تهدئة النزاعات االجتماعية وأدت هذه التحوالت إلى‬
‫نوع من االنفراج ‪ ،‬مما أتاح اتساعا ملحوظا للعمل السياسي و النقاب ًي‪ .‬فأنشأ الشيوعيون بالكونفدرالية العامة الموحدة‬
‫بفرنسا لجنة عمل ضد الحرب في الريف‪ ،‬كانت تؤيد الحركات الوطنية في المستعمرات‪ ،‬كما عرف ‪C.G.T.U‬للشغل‬
‫و قد أعطى االشتراكيون ‪ SFIO.‬المغرب‪ ،‬منذ ‪ 1924‬أنشطة مكثفة للحزب االشتراكي‪ ،‬الفرع الفرنسي لألممية العمالية‬
‫والشيوعيون دفعة هامة للعمل النقابي بالمغرب بحيث انصبوا على تكوين العمال من خالل عروض وندوات مستغلين كل‬
‫‪.‬المناسبات والفرص المتاحة‬

‫كما عملوا على تعبئة الشغيلة و تقوية التجمعات المهنية‪ .‬كان لهاته التحوالت السابقة الذكر أثر كبير على الحركة النقابية من‬
‫حيث هيكلتها و مطالبها‪ .‬فبدأت بعض الوداديات تتحول إلى نقابات رغم المنع ‪(.‬الودادية المهنية للسككين ‪ -‬النقابة الوطنية‬
‫لمعلمي ومعلمات فرنسا ‪)192‬‬
‫ورغم التطور الكبير للنسيج االقتصادي االستعماري بين سنوات‪ .1929-1926‬فقد تم الهجوم واإلجهاز على المكتسبات‬
‫التي أحرزها العمال الفرنسيون بالمغرب ومعهم المغاربة‪ .‬فتوجهت الطبقة العاملة الفرنسية لتوحيد صفوفها من أجل‬
‫‪.‬مواجهة التراجعات‪ .‬ونشط العمل النقابي بالمغرب بالرغم من المنع االستعماري للحق النقابي‬
‫ناضلت الحركة النقابية في هذه المرحلة من أجل تحقيق المطالب األساسية التالية‪( :‬االعتراف القانوني بالحق النقابي‪،‬‬
‫العطلة األسبوعية و يوم عمل من ‪ 8‬ساعات‪ ،)...‬وهي المطالب نفسها التي تمت صياغتها والمطالبة بها منذ البدايات األولى‬
‫للعمل النقابي بالمغرب‪ .‬و بالموازاة مع هذا النشاط بدأ مسلسل تجميع التجمعات المهنية و النقابية فباإلضافة إلى قطاع التعليم‬
‫حول البريديون وداديتهم إلى فروع للنقابات الوطنية الثالث (أطر‪ ،‬مستخدمون‪C.G.T)،‬ك ‪.‬ع ‪.‬ش( المنضوي تحت لواء‬
‫عمال) المنخرطة في( ك ع ش)‪ .‬كما ظهر تجمع عام التجمع الودادي لفئات المستخدمين البريديين في المغرب"‪ ،‬انخرط فيه‬
‫االتحاد( الكونفدرالية العامة الموحدة للشغل‪ .‬و توج هذا المسار بتأسيس اتحاد النقابات بالمغرب ‪C.G.T.U‬المتعاطفون مع‬
‫‪.‬خالل مؤتمر تأسيسي انعقد بتاريخ ‪ C.G.T) 1930-6-22‬الجهوي‬

‫لكن لألزمة االقتصادية العالمية لسنة ‪ 1929‬كان لها أثر كبير على االقتصاد المغربي‪ .‬وانعكاسات خطيرة على المأجورين‪.‬‬
‫أدت إلى تكوين اتحادات نقابية لمواجهة الوضع‪ .‬فتأسست الفيدرالية المغربية للتعليم العموم ًي (‪ )1934‬ضمت إلى جانب‬
‫نقابة المعلمين كال من ودادية التعليم العال ًي (تأسست سنة ‪ )1933‬و فيدرالية وداديات التعليم األوربي للسلك الثانوي‬
‫بالمغربً (تأسست سنة ‪ ،) 1934‬و دخلت فيدرالية التعليم العمومي في تكتل مع فيدرالية الموظفين و فيدرالية البريد أطلق‬
‫عليه تكتل المصالح العموميةً (‪ .)1934‬وبالنسبة للقطاعات األخرى توسع االنخراط في االتحاد الجهوي ل (ك ع شً ) و‬
‫لضمان وجود قانوني و التمكن من التفاوض مع المشغلين اتخذت تجمعات هاته القطاعات تسمية جمعية مهنيةً‪ p‬أو مجموعةً‪،‬‬
‫‪:‬و نذكر منها‬
‫نقابة البحارة الصيادين ذات التسمية الرسمية "الجمعية المهنية للبحارة الصيادين للدار البيضاء و لباقي مدن المغرب" ‪-‬‬
‫(يونيه ‪ ،)1934‬و كانت تضم ‪ 350‬منخرطا (‪ 80‬في المئة من البحارة‪ :‬إسبان‪ ،‬برتغاليون و مغاربة)‬

‫الجمعية المهنية لمستخدمي الفوسفاط" و التي تم االعتراف بها يوم ‪ ،1933-9-18‬و كانت مطالبها تتركز حول المطالبة" ‪-‬‬
‫‪.‬باستقرار الشغل و ضمان (الترسيم) و الدفاع عن األجور و المطالبة بإعداد نظام أساسي للمستخدمينً‬
‫ومند مارس ‪ 1935‬شرع المناضلون االوروبيون في استقطاب العمال المغاربة الذين كانوا قليلي التنقيب لما تعرضوا له من‬
‫منع إلى حدود ‪ ،1933‬وبرز مطلب "أجر متساو لعمل متساو"‪.‬و تم إدراك أن وحدة الطبقة العاملة هي أكبر سالح لمواجهة‬
‫تصلب أرباب العمل وسلطات االستعمار ‪ ،‬وقد كان لهذه الخطوة تأثير بليغ على الحركة الوطنية المتمثلة في كتلة العمل‬
‫إلى ‪ C.G.T.‬يومي ‪ 16‬و‪ 01/1937/ 17‬تم تغيير اسم ‪ C.GT..‬الوطني‪ .‬وخالل المؤتمر التأسيسي لإلتحاد الجهوي ل‬
‫أي اتحاد النقابات الكونفدرالية بالمغرب وبرز الطابع العمالي المحض وتم االحتجاج على عدم االعتراف ‪C.G.T.U.‬‬
‫‪ .‬للمغاربة بالحق في العمل النقابي‪ ،‬حيث تم إدراك قيمة الوحدة والتضامن في النهوض بالعمل النقابي‬

‫جاءت إضرابات يونيو ‪ 1936‬لتظهر تطور الوعي النقابي لدى العمال المغاربة الذين تحركوا لوحدهم عكس ما كان سابقا‪،‬‬
‫‪،‬إذ كانوا دوما تابعين لرفاقهم األوربيين‬
‫كان لنجاح إضرابات ‪ 1936‬أثر كبير على العمل النقابي ساهم فيه أيضا االنتصار االنتخابي للجبهة الشعبية في فرنسا‪ ،‬هذا‬
‫العامل الذي دفع باإلقامة إلى االعتراف بالحق النقابي (ظهير ‪ ،)1936-12-24‬إال أن هذا الحق ظل مقيدا إذ احتفظ‬
‫بالترخيص المسبق لتأسيس النقابات‪ ،‬و اقتصر على األوربيين‪ ،‬كما منع انخراط النقابات المغربية في االتحادات الفرنسية‪،‬‬
‫‪.‬و هو ما أثار احتجاج النقابيين‪ p‬فحصلوا فقط على حق تأسيس االتحادات‬
‫وخالل المؤتمر الثامن لالتحاد الجهوي ل (ك ع ش) بالدار البيضاء الذي انعقد يومي ‪ 16‬و ‪ ،1937-1-17‬تم التأكيد‪ p‬على‬
‫اتحاد النقابات( خصوصية الحركة النقابية في المغرب‪ ،‬فاتفق المؤتمرون على تغيير اسم االتحاد الجهوي ل (ك ع ش) ب‬
‫‪ USCM).‬الكونفدرالية بالمغرب‬
‫ومع اندالع‪ p‬الحرب العالمية الثانية وما واكبها من تحوالت سياسية ‪،‬عرفت الحركة النقابية المغربية تغيرات تنظيمية دفعت‬
‫نحو مغربتها من خالل ظهور (ك‪.‬ع‪.‬ش)في شكل جديد سنة‪ .1943‬سيحمل عقب مؤتمره التأسيسي (‪ 5‬مارس ‪ )1944‬اسم‬
‫‪ (C.G.T).‬منضويا تحت لواء المركزية الفرنسية )‪ (U.G.S.C.M‬االتحاد العام للنقابات الكونفدرالية بالمغرب‬
‫رؤية نقدية حول نشوء الطبقة العاملة المغربية وبداية مغربة الحركة النقابية ‪2‬‬
‫كان المغرب من نصيب االستعمار الفرنسي حيث دخل رسميا في ‪30‬مارس‪ 1912‬تحت نظام الحماية الذي شهد المجتمع‬
‫المغربي في ظله تحوال على مستوى نمط االنتاج بهيمنة نمط االنتاج الرأسمالي‪ .‬وتعرضت أنماط اإلنتاج التقليدية‪ p‬للتفتيت‬
‫التدريجي بفعل التدخل العنيف للرأسمالية ‪.‬التي لم تظهر في المغرب نتيجة للتطور الطبيعي كما كان الحال في اوروبا‪ .‬و‬
‫‪.‬إنما نتيجة نمط انتاج جديد خاضع في نشوئه وتطوره إلى حاجيات المركز المهيمن على قوى االنتاج وعالقاته‬

‫وفي ظل هذه المتغيرات نشأت قوى إنتاج جديدة‪ ،‬انحدرت منها طبقة عاملة مغربية ستنخرط تدريجيا في المدرسة النقابية‬
‫الفرنسية التي ساهمت في تثقيفها تأطيرها‪ ،‬ومساعدتها على تحقيق بعض المطالب‪ .‬لكنها بالمقابل لعبت دورا في صرفها‬
‫عن انشاء نقابات خاصة‪ ،‬وحاولت ابعادها عن االنخراط في صفوف الحركة الوطنية‪ .‬فمن اين انحدرت النواة األولى للطبقة‬
‫العاملة المغربية؟ وما هي المراحل التي قطعتها في ظل الحركة النقابية الفرنسية قبل أن تصل إلى مرحلة المغربة؟‬
‫إن دراسة الحركة العمالية والنقابية يقدم لنا معلومات مهمة في مجال التاريخ االقتصادي واالجتماعي والسياسي للمغرب‪.‬‬
‫تؤرخ النتقال المغرب من اقتصاد عتيق ذو نمط إنتاج تقليدي إلى اقتصاد تحكمه عالقات اإلنتاج الرأسمالي االستعماري‪.‬‬
‫وما صاحب هذا االنتقال من تكون النواة األولى من الطبقة العمالية المغربية من أبناء البوادي المفقرين الذين هاجروا إلى‬
‫المدن بسبب استيالء المعمرين على أخصب األراضي‪ ،‬ومن صغار الحرفيين الذين قضت عليهم منافسة السلع األجنبية‪.‬‬
‫والذين شكلوا يدا عاملة رخيصة لقطاعات الصناعة والخدمات التي يحتاجها الرأسمال االحتكاري االستعماري لنهب خيرات‬
‫‪.‬المغرب‪ :‬مثل الصناعات االستخراجية بالمناجم ‪،‬النقل العمومي‪ ،‬و البناء‬
‫عاش العمال المغاربة في قراهم ومدنهم الجديدة ظروفا اقتصادية واجتماعية بئيسة ساهمت في ظهور مدن الصفيح(كانت‬
‫تسمى مدن الوحل) بجوار المدن الصناعية و المنجمية‪ .‬وبداية خروج المرأة إلى العمل ‪ .....‬وقد صاحب هذه النشأة تزايد‬
‫كبير للجالية األوروبية‪ ،‬التي كان لها السبق في انطالقة الحركة النقابية والعمالية وانتشار الوعي النقابي‪ .‬وأدخلت معها‬
‫أنماطا فكرية جديدة خاصة الفكر االشتراكي و الفكر الشيوعي‪ .‬بتياراتهما المختلفة التي تسابق كل منها إلى استقطاب‬
‫العنصر المغربي واستغالله لتقوية صفوفها وتحقيق مطالبها الخاصة‪ .‬ورغم الدور المهم الذي قامت به هذه التيارات في‬
‫تأطير وتوعية العمال المغاربة‪ ،‬فقد كانت السمة الغالبة على التيارات التي طبعت نشأة الحركة النقابية المغربية هي تغليبها‬
‫‪.‬لمصالح برجوازيتها المتروبولية فوق مصالح الطبقة العاملة المحلية‪ ،‬مستغلة شعارات التضامن الطبقي و األممي لتضليلها‬
‫وقد عانى العامل المغربي منذ بداية هذه التحوالت من االضطهاد العنصري االستعماري الذي يضاعف من وطأة االستغالل‬
‫االقتصادي‪ .‬حيث أن اإليديولوجيا االستعمارية القائمة على النهب والسلب‪ ،‬عملت على ترك اليد العاملة المغربية في أسفل‬
‫السلم بعد الفرنسيين و األوروبيين‪ .‬الذين كانوا يتمتعون‪ p‬بامتيازات مهنية ومعنوية داخل المؤسسة االقتصادية والنقابية‪،‬‬
‫فأجورهم أعلى ومنحهم أكثر‪ .‬األمر الذي جعل ارتباطهم بالنظام االستعماري وثيقا‪ .‬هذا االرتباط كان واضحا على توجهات‬
‫الحركة النقابية الفرنسية التي انطلقت تحت لواء الكونفدرالية العامة للشغل(ك‪.‬ع‪.‬ش)‪ .‬حيث أن الملتمسات الصادرة خالل‬
‫المنعقد بتاريخ ‪.1930-6-22‬ركزت على ما أسموه"الدور الحضاري لفرنسا ‪ C.G.T‬المؤتمر التأسيسي لالتحاد الجهوي‬
‫بالمغرب"وكذلك الدور الحضاري للعمال األجانب"‪ .‬ورغم المساهمة الوازنة للعمال المغاربة في إضرابات ‪1936‬جاء‬
‫ظهير ‪24‬دجنر ‪ 1936‬ليؤكد توجه النقابات الفرنسية حول ممارسة السلطة األبوية على العمال المغاربة‪ .‬من خالل دعمها‬
‫للحق النقابي الفردي تحت ظلها‪ ،‬وإغفالها عن قصد للحق النقابي الجماعي المتمثل في إنشاء نقابات مغربية‪ .‬بحيث نص هذا‬
‫الظهير على ان النقابات ال تنشأ إال بين األوروبيين‪ .‬وعلى ضرورة تشكيل المكاتب من الفرنسيين وحدهم‪ .‬خالفا لما كان‬
‫عليه الحال في تونس التي صدر فيها قانون منذ ‪ (. 1932‬مرسوم الباي المؤرخ في‪ 16‬نونبر‪، 1932‬تونس)‪.‬نص على أن‬
‫‪.‬النقابات بإمكانها أن تؤسس بدون ترخيص من الحكومة‪ ،‬وبأن أعضاء المكتب يجب أن يكونوا فرنسيين أو تونسيين‬
‫ظلت السلطات الفرنسية متمسكة بحرمان المغاربة من الحق النقابي‪ ،‬وساعدها على موقفها غموض موقف المناضلين‬
‫الفرنسيين‪ .‬خاصة بعد صياغة كتلة العمل الوطني ل"مطالب الشعب المغربي"‪ .‬وتأكيد النضاالت االجتماعية لسنوات‬
‫‪ 1938-1937-1936‬على تنامي الوعي النقابي للعمال المغاربة من خالل انخراطهم القوي (ك‪.‬ع‪.‬ش) الذي أعطاهم قدرة‬
‫‪.‬تفاوضية كبيرة‪ .‬فأصدرت ظهير ‪24‬يونيو‪ 1938‬لرفع وتيرة منع الحق النقابي‬
‫وجراء المنع المتواصل تحولت الحركة العمالة المغربية تدريجيا للنضال في إطار الحركة الوطنية‪ .‬واستفادت من أوضاع‬
‫‪.‬الحرب العالمية الثانية لتسير حول مغربتها‬
‫‪:‬إن دراسة نشأة الحركة النقابية مابين‪1912‬و‪ 1942‬تمكننا من استخالص مايلي‬
‫‪.‬التخلف النوعي لقوى العمل ‪-‬‬
‫‪.‬األصول القروية والحرفية ألغلب العمال المغاربة ‪-‬‬
‫‪ .‬مساهمة تعدد‪ p‬أجناس التركيبة العمالية في إكساب العمال المغاربة ثقافة نقابية ‪-‬‬
‫‪.‬السياسة العنصرية لسلطات الحماية وإدارتها ومؤسساتها‪ ،‬وعملها الدؤوب على إعاقة تطور وعي العنصر المحلي ‪-‬‬
‫نشأة الحركة النقابية المغربية في ظل نقابات فرنسية غلبت مصالح البرجوازية المتروبوليية على مصالح الطبقة العاملة ‪-‬‬
‫‪.‬المغربية‬
‫استغالل الفرنسيين لشعارات االشتراكية األممية‪ ،‬وعالمية الحركة النقابية‪ .‬لضمان تبعية‪ p‬الطبقة العاملة المغربية وإبعادها ‪-‬‬
‫‪.‬عن الحركة الوطنية البرجوازية‬
‫تحول الحركة النقابية تدريجا إلى المسار الوطني لتعمل جنبا إلى جنب مع الحركة الوطنية‪ ،‬قصد الدفاع عن مصالح ‪-‬‬
‫‪.‬الطبقة العمالية الشعبية المضطهدة‬
‫خاتمة‬
‫ظهرت الحركة النقابية في المغرب مع بداية االحتالل الفرنسي‪ .‬وكانت نشأتها نتيجة التغيير الذي حصل في خصائص‬
‫المجتمع وسياساته إثر دخول االستعمار إلى المغرب‪ .‬حيث تأسست نقابات مهنية كان الهدف منها تشجيع اليد العاملة‬
‫الفرنسة على العمل بالمغرب قصد انجاز المشاريع االستعمارية من جهة والتصدي لهيمنة العنصر المحلي من ناحية ثانية‪،‬‬
‫وقد قضى العامل حوالي ربع قرن من الزمن(‪ )1942-1919‬ببحث عن ذاته‪ ،‬في ظل النقابات الفرنسية المنضوية تحت‬
‫لواء الكونفدرالية العامة للشغل‪ ،‬التي وظفت العمال المغاربة ككتلة ضاغطة لتحقيق مساعيها‪ .‬وتوجت هذه المرحلة‬
‫بنضاالت ‪.1938-1937-1936‬التي لم يحقق منها العمال المغاربة أية مكاسب رغم نجاحها‪ ،‬حيث كانت السبب الرئيسي‬
‫وراء إصدار ظهير يونيو أول تشريع يقنن العمل النقابي في المغرب‪ .‬والذي حصر هذا الحق في العمال الفرنسيين دون‬
‫األهالي‪ .‬ومع التجاهل المقصود من طرف النقابيين وقوى اليسار الفرنسية لحق المغاربة في العمل النقابي‪ .‬ونضج وعي‬
‫وثقافة العمال المغاربة‪ .‬اتجهت الحركة النقابية المغربية نحو العمل في إطار الحركة الوطنية‪ .‬وكان النقابيون المغاربة‬
‫يدافعون عن األفكار الوطنية ويتسابقون للذود عنها‪ .‬وهكذا بدأ التوجه نحو مغربة الحركة النقابية‪ .‬لتجمع بين النضال الطبقي‬
‫المباشر والطابع الوطني المعادي لالستعمار‪ .‬معلنة بداية مرحلة جديدة من تاريخها‪ ،‬رأت فيها ان الحل الوحيد لحل مشاكل‬
‫‪.‬العمال المغاربة هو إنهاء االستعمار‬

You might also like