You are on page 1of 104

‫كشف اللثام عن دعوى الرافضة اللئام حب آل البيت الكرام‬

‫كتبه ‪ :‬علي العلي الكعبي‬

‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‬
‫ومن سيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده هللا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له‬
‫وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‬

‫ثم أما بعد ‪:‬‬

‫إن من يستمع لمظلوميات الرافضة وقصصهم التي هي من نسج الخيال يعلم يقينا‬
‫أنهم أهل باطل وأنهم اخترعوا هذه المظلوميات لمقاصد دنيوية ومكاسب شخصية‬
‫وأهداف كفرية تريد الطعن في هللا وفي مالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر والقدر‬
‫خيره وشره ‪ ،‬وكما نعلم أن هذه األركان الستة هي أركان اإليمان التي نؤمن بها‬
‫متبعين ما أمرنا هللا به تعالى في القرآن الكريم وما روي عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم بأحاديث صحيحة متصلة السند ال يشوبها شذوذ وال علة ‪ ،‬فالقصد أن الرافضة‬
‫يريدون هدم الدين بكل وسيلة ألن هذا الدين الذي ارتضاه هللا تعالى لعباده فقال هللا‬
‫تعالى ( إن الدين عند هللا اإلسالم ) آل عمران ‪19-‬‬

‫فمنذ بعثة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تم نسخ األديان والكثير من شرائع األمم‬
‫السابقة بحسب ما جاء لنا به الشرع ‪ ،‬ولن يقبل هللا تبارك وتعالى من عباده إال من‬
‫يتبع هذا الدين فقال عز وجل ( ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه وهو في‬
‫اآلخرة من الخاسرين ) آل عمران ‪،85 -‬‬

‫وهذا الدين الذي حفظه هللا تعالى وارتضاه لعباده وهو الباقي ليوم البعث ‪ ،‬وألن‬
‫أعداء هللا أهل غل وحقد تلقوه بالصد والرد والبغض والطعن والهمز واللمز ‪ ،‬وقد‬
‫ك ْال َيهُو ُد َوالَ‬ ‫ضى َعن َ‬ ‫ذكر هللا عز وجل ذلك في كتابه بقوله تعالى ‪َ ( :‬و َلن َترْ َ‬
‫َاو ًة لِّلَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫اس َعد َ‬ ‫ارى َح َّتى َت َّت ِب َع ِملَّ َت ُه ْم) البقرة ‪ ،120 -‬وقال تعالى ‪َ ( :‬ل َت ِجدَنَّ َأ َش َّد ال َّن ِ‬ ‫ال َّن َ‬
‫ص َ‬
‫ِين َأ ْش َر ُكو ْا )المائدة – ‪ ، 82‬وقال عز وجل ‪ِ( :‬إن َي ْث َقفُو ُك ْم َي ُكو ُنوا َل ُك ْم‬ ‫آ َم ُنو ْا ْال َيهُودَ َوالَّذ َ‬
‫ُون ) الممتحنة – ‪، 2‬‬ ‫ُطوا ِإ َل ْي ُك ْم َأ ْي ِد َي ُه ْم َوَأ ْلسِ َن َتهُم ِبالسُّو ِء َو َو ُّدوا َل ْو َت ْكفُر َ‬
‫َأعْ دَاء َو َي ْبس ُ‬

‫وال يخفى على المسلمين أن دين الرافضة أسسه يهودي وهو عبد هللا بن سبأ‬
‫الراسبي الهمداني والتقى في المجوس الحاقدين على المسلمين الذين فتحوا بالدهم‬
‫واطفؤوا نيرانهم التي يعبدونها من دون هللا وأزالوا ملكهم في وقت كانت دولتهم هي‬
‫الدولة العظمى مع الروم ‪،‬‬

‫فكمن الحقد في قلوبهم على المسلمين وأخص الصحابة رضوان هللا عليهم بهذا القول‬
‫ثم من اتبعوهم بإحسان إلى يومنا هذا ‪ ،‬فأصبح دين الرافضة بادعائه لإلسالم هو‬
‫كحشرة العث التي تنخر في األخشاب لتتهالك وهذا مبتغاهم وغايتهم أن ينخروا هذا‬
‫الدين ويسقطوه ‪،‬‬

‫وألنهم ال يعترفون بالقرآن وحفظ هللا له تجاهلوا اآليات التي تؤكد وعد هللا تبارك‬
‫وتعالى بحفظ الذكر وتمام نوره قال تبارك تعالى ‪ِ( :‬إ َّنا َنحْ نُ َن َّز ْل َنا ِّ‬
‫الذ ْك َر َوِإ َّنا َل ُه‬
‫ون لِي ُْطفُِؤ وا ُن َ‬
‫ور هَّللا ِ ِبَأ ْف َواه ِِه ْم َوهَّللا ُ ُم ِت ُّم‬ ‫ون ) الحجر – ‪ ، 9‬وقال تعالى ‪( :‬ي ُِري ُد َ‬ ‫ِظ َ‬ ‫َل َحاف ُ‬
‫ون َأن ي ُْطفُِؤ و ْا ُن َ‬
‫ور‬ ‫ُون ) الصف – ‪ ، 8‬وقال عز من قائل ‪( :‬ي ُِري ُد َ‬ ‫ور ِه َو َل ْو َك ِر َه ْال َكافِر َ‬ ‫ُن ِ‬
‫ُون ) التوبة – ‪، 32‬‬ ‫هّللا ِ ِبَأ ْف َواه ِِه ْم َو َيْأ َبى هّللا ُ ِإالَّ َأن ُي ِت َّم ُن َ‬
‫ورهُ َو َل ْو َك ِر َه ْال َكا ِفر َ‬
‫فاصطنع مؤسس دين الرافضة عقيدتان أول األمر وهما الوصاية والرجعة ‪ ،‬ثم بعده‬
‫توالت عقائد الرافضة المصطنعة والتي ما أنزل هللا بها من سلطان بمحدثاتها إلى‬
‫يومنا هذا نرى دينهم كل يوم بضاللة جديدة‪.‬‬

‫وهنا سأبين دعوى الرافضة المزعومة بإتباعهم ألهل البيت رضي هللا عنهم‬
‫ومحبتهم المزعومة لهم كما يدندنون في مجالسهم وأوكارهم الخبيثة التي يقيمون بها‬
‫طقوسهم المسماة بالحسينيات ‪ ،‬وسردهم الروايات المؤلفة من أهل العمائم الذين‬
‫تحايلوا على أهل العقول الناقصة فسلبوهم دينهم ودنياهم فأسسوا لهم عقائد وطقوس‬
‫وأبعدوهم عن القرآن والسنة وأخذوا أموالهم باسم الخمس وأعراضهم باسم المتعة‬
‫وغيرها الكثير ‪.‬‬

‫الرافضة في ميزان الشرع ‪:‬‬

‫ين َما َوصَّى ِب ِه ُنوحا ً َوالَّذِي َأ ْو َح ْي َنا ِإ َلي َ‬


‫ْك َو َما‬ ‫قال تبارك وتعالى ‪َ { :‬ش َر َع َل ُكم م َِّن ال ِّد ِ‬
‫ين َواَل َت َت َفرَّ قُوا فِي ِه َكب َُر َع َلى‬ ‫يسى َأنْ َأقِيمُوا ال ِّد َ‬ ‫ص ْي َنا ِب ِه ِإب َْراهِي َم َومُو َسى َوعِ َ‬‫َو َّ‬
‫من ُينِيبُ } الشورى‪13‬‬ ‫هَّللا‬ ‫ْال ُم ْش ِرك َ‬
‫ِين َما َت ْدعُو ُه ْم ِإ َل ْي ِه ُ َيجْ َت ِبي ِإ َل ْي ِه َمن َي َشا ُء َو َي ْهدِي ِإ َل ْي ِه َ‬
‫ه هَّللا ُ ‪ ) ..‬الشورى ‪21‬‬ ‫ين َما َل ْم َيْأ َذن ِب ِ‬ ‫ش َر َكاء َش َرعُوا َلهُم م َِّن ال ِّد ِ‬ ‫وقال تعالى ‪َ( :‬أ ْم َل ُه ْم ُ‬

‫من شرع هللا تبارك وتعالى إتباع الرسول صلى هللا عليه وعلى آله وسلم ‪ ،‬الذي بلغ‬
‫ت َل ُك ْم‬‫شرع هللا وجاء برسالته فأتمها عليه الصالة والسالم ‪ ،‬قال تعالى ‪ْ ( :‬ال َي ْو َم َأ ْك َم ْل ُ‬
‫م اِإلسْ الَ َم دِينا ً ) المائدة ‪3‬‬ ‫يت َل ُك ُ‬ ‫دِي َن ُك ْم َوَأ ْت َمم ُ‬
‫ْت َع َل ْي ُك ْم ِنعْ َمتِي َو َرضِ ُ‬
‫ومحبة العباد هلل ومحبة هللا لعباده ال تكون إال باتباع الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫ُّون هّللا َ َفا َّت ِبعُونِي يُحْ ِب ْب ُك ُم هّللا ُ َو َي ْغفِرْ َل ُك ْم ُذ ُنو َب ُك ْم َوهّللا ُ‬
‫قال تعالى ‪( :‬قُ ْل ِإن ُكن ُت ْم ُت ِحب َ‬
‫م } آل عمران‪31‬‬ ‫َغفُو ٌر رَّ حِي ٌ‬

‫وإتباع الرسول عليه الصالة والسالم يجب أن يكون بإخالص هلل عز وجل‪ ،‬دون‬
‫ابتداع وهذا شرط في قبول العمل ‪ ،‬قال تبارك وتعالى عن النص‪hh‬ارى ‪َ ( :‬و َج َع ْل َن‪hh‬ا فِي‬
‫‪h‬ة َو َرهْ َبا ِني ًَّة ا ْب َت‪hh‬دَ عُو َها َم‪hh‬ا َك َت ْب َنا َه‪hh‬ا َع َلي ِْه ْم ِإاَّل ا ْب ِت َغ‪ h‬اء‬ ‫ِين ا َّت َب ُع‪hh‬وهُ َرْأ َف‪ً h‬‬
‫‪h‬ة َو َرحْ َم‪ً h‬‬ ‫قُلُ‪hh‬و ِ‬
‫ب الَّذ َ‬
‫ان هَّللا ِ ) الحديد – ‪ ، 27‬يقول الشيخ عبد المالك رمضاني عن هذه اآلية ‪:‬‬ ‫ِرضْ َو ِ‬
‫ان هَّللا ِ﴾ هو استثناء منصوب على االنقطاع‪،‬‬ ‫((وقوله تعالى هنا‪ِ﴿ :‬إالَّ ا ْبت َِغاء ِرضْ َو ِ‬
‫أي لم يفعلوها ولم يبتدعوها إال ّ لطلب رض‪hh‬وان‪ h‬هللا‪ ،‬د ّل علي‪hh‬ه قول‪hh‬ه‪﴿ :‬ا ْب َت‪َ h‬دعُو َها﴾‪ ،‬ث ّم‬
‫ذكر الحامل لهم على ابتداع هذه الرهبانية وأ ّنه طلب رضوان هللا وعزا المصدر إلى‬
‫مدارج السالكين البن القيم ‪.2/612‬‬

‫ولذلك ضمن هللا الهداية ألتباع نبي‪hh‬ه ص‪hh‬لى هللا علي‪hh‬ه وس‪h‬لَّم‪ ،‬فق‪hh‬ال‪َ :‬‬
‫﴿وِإن ُتطِ ي ُع‪hh‬وهُ‬
‫صرُوهُ‬ ‫َت ْه َت ُدوا﴾ النور ‪ ، 54 -‬وعلّق الفالح على ذلك‪ ،‬فقال‪َ ﴿ :‬فالَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا ِب ِه َو َع َّزرُوهُ َو َن َ‬
‫ُون﴾ األعراف – ‪، 157‬‬ ‫نز َل َم َع ُه ُأ ْو َل َ‬
‫ـِئك ُه ُم ْال ُم ْفلِح َ‬ ‫ور الَّذ َ ُأ‬
‫ِي ِ‬ ‫َوا َّت َبعُو ْا ال ُّن َ‬
‫ضحَّ ى َخ‪ h‬ا ٌل لِي ُي َق‪hh‬ا ُل َل‪ُ h‬ه َأ ُب‪hh‬و ُب‪hh‬رْ َد َة‬ ‫وعن البراء بن عازب رضي هللا عنه قال‪َ « :‬‬
‫ك َشاةُ َلحْ ٍم‪َ ،‬ف َقا َل‪َ :‬يا َرسُو َل‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلَّم‪َ :‬شا ُت َ‬ ‫صالَةِ‪َ ،‬ف َقا َل َل ُه َرسُو ُل ِ‬ ‫َق ْب َل ال َّ‬
‫ك‪ُ ،‬ث َّم َقا َل‪َ :‬منْ َذ َب َح‬ ‫هللا ِإنَّ عِ ْندِي دَا ِج ًنا َج َذ َعة م َِن ْال َمع ِِز؟ َقا َل‪ْ :‬اذ َبحْ َها َوالَ َتصْ لُ ُح لِ َغي ِْر َ‬ ‫ِ‬
‫ِين»‬ ‫اب ُس ‪َّ h‬ن َة ْالم ُْس ‪h‬لِم َ‬ ‫ص َ‬ ‫َأ‬
‫صالَ ِة َف َق ْد َت َّم ُن ُس ُك ُه َو َ‬ ‫ْ‬
‫صالَ ِة َيذ َب ُح لِ َن ْفسِ هِ‪َ ،‬و َمنْ َذ َب َح َبعْ دَ ال َّ‬ ‫َق ْب َل ال َّ‬
‫متفق عليه‪.‬‬

‫قال ابن أبي جمرة‪« :‬وفيه أنّ العمل ـ وإن وافق نيّة حسنة ـ لم يص ّح إال ّ إذا وق‪hh‬ع‬
‫على وفق الشرع» [فتح الباري ‪.]10/17‬‬

‫وقال سهل بن عبد هللا التستري‪« :‬ما أحدث أحد في العلم شيًئ ا إال ّ سئل عن‪hh‬ه ي‪hh‬وم‬
‫القيامة‪ ،‬فإن وافق السنة سلم وإال ّ فال» [الفتح ‪.]13/290‬‬

‫وأخبر أنّ مخالفه وكاره سنته أبتر مقطوع النسل‪ ،‬ال يولد له خ‪h‬ير‪ ،‬وال يرف‪h‬ع ل‪h‬ه‬
‫عمل صالح فقد قيل ألبي بكر بن عياش رحم‪hh‬ه هللا‪« :‬إنّ بالمس‪hh‬جد قو ًم‪hh‬ا يجلس‪hh‬ون و‬
‫يجلس إليهم‪ ،‬فق‪hh‬ال‪ :‬من جلس للن‪hh‬اس جلس الن‪hh‬اس إلي‪hh‬ه‪ ،‬ولكن أه‪hh‬ل الس‪hh‬نة يموت‪hh‬ون‬
‫ويحيى ذكرهم وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛ ألنّ أهل السنة أحيوا ما جاء به‬
‫ك﴾‪،‬‬ ‫‪h‬ك ِذ ْك‪َ h‬‬
‫‪h‬ر َ‬ ‫الرسول صلى هللا عليه وسلَّم فكان لهم نصيب من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫﴿و َر َفعْ َنا َل‪َ h‬‬
‫وأهل البدعة شنأوا ما جاء ب‪hh‬ه الرس‪hh‬ول ص‪hh‬لى هللا علي‪hh‬ه وس‪h‬لَّم فك‪hh‬ان لهم نص‪hh‬يب من‬
‫ك ه َُو اَأل ْب َترُ﴾»‪ ،‬نقله ابن تيمي‪hh‬ة كم‪hh‬ا في مجم‪hh‬وع فت‪hh‬اواه (‪ ،)1/528‬وزاد‬
‫قوله‪ِ﴿ :‬إنَّ َشا ِنَئ َ‬
‫عند تفسيره لهذه اآلية فقال‪« :‬فالحذر الحذر أيّها الرجل من أن تك‪hh‬ره ش‪h‬يًئ ا مم‪hh‬ا ج‪hh‬اء‬
‫ب‪hh‬ه الرس‪hh‬ول ص‪hh‬لى هللا علي‪hh‬ه وس ‪h‬لَّم‪ ،‬أو ت‪hh‬ر ّده ألج‪hh‬ل ه‪hh‬واك أو انتص‪hh‬ارً ا لم‪hh‬ذهبك أو‬
‫لشيخك‪ ،‬أو ألجل اشتغالك بالش‪h‬هوات أو بال‪h‬دنيا‪ ،‬ف‪h‬إنّ هللا لم ي‪h‬وجب على أح‪h‬د طاع‪h‬ة‬
‫أحد إال ّ طاعة رسوله‪ ،‬واألخذ بما جاء به‪ ،‬بحيث لو خالف العبد جمي‪hh‬ع الخل‪hh‬ق واتب‪hh‬ع‬
‫الرسول ما سأله هللا عن مخالفة أحد‪ ،‬فإنّ من يطيع أو يطاع إنما يطاع تبعًا للرسول‪،‬‬
‫وإال ّ لو أمر بخالف ما أمره به الرسول ما أطيع‪ ،‬فاعلم ذل‪hh‬ك‪ ،‬واس‪hh‬مع وأط‪hh‬ع‪ ،‬واتب‪hh‬ع‬
‫وال تبتدع تكن أبتر مردو ًدا عليك عملك‪ ،‬بل ال خير في عم‪hh‬ل أب‪hh‬تر من اإلتب‪hh‬اع‪ ،‬وال‬
‫خير في عامله‪ ،‬وهللا أعلم»))‪ .‬أهـ انتهى كالمه حفظه هللا‬

‫القصص‪65‬‬ ‫ِيه ْم َف َيقُو ُل َم َاذا َأ َج ْب ُت ُم ْالمُرْ َسل َ‬


‫ِين }‬ ‫قال تبارك وتعالى ‪َ { :‬و َي ْو َم ُي َناد ِ‬
‫ِين ِإ َذا ُدعُوا ِإ َلى هَّللا ِ َو َرسُولِ ِه لِ َيحْ ُك َم َب ْي َن ُه ْم‬ ‫ان َق ْو َل ْالمُْؤ ِمن َ‬ ‫وقال تبارك وتعالى ‪ِ{ :‬إ َّن َما َك َ‬
‫ُون }النور‪51‬‬ ‫ك ُه ُم ْال ُم ْفلِح َ‬ ‫َأن َيقُولُوا َس ِمعْ َنا َوَأ َطعْ َنا َوُأ ْو َلِئ َ‬
‫ضى هَّللا ُ َو َرسُولُ ُه َأمْراً َأن َي ُك َ‬
‫ون‬ ‫ِن َواَل مُْؤ ِم َن ٍة ِإ َذا َق َ‬ ‫ان لِمُْؤ م ٍ‬ ‫وقال جل وعال ‪َ { :‬و َما َك َ‬
‫ص هَّللا َ َو َرسُو َل ُه َف َق ْد َ‬ ‫َأ‬
‫ضاَل الً م ُِّبينا ً }األحزاب‪36‬‬ ‫ض َّل َ‬ ‫مْر ِه ْم َو َمن َيعْ ِ‬ ‫َل ُه ُم ْال ِخ َي َرةُ ِمنْ ِ‬
‫ك فِي َما َش َج َر َب ْي َن ُه ْم ُث َّم الَ‬‫ون َح َّت َى ي َُح ِّكمُو َ‬ ‫ك الَ يُْؤ ِم ُن َ‬ ‫وقال تبارك وتعالى ‪َ { :‬فالَ َو َر ِّب َ‬
‫ُسلِّمُو ْا َتسْ لِيما ً }النساء‪65‬‬ ‫ْت َوي َ‬ ‫ضي َ‬ ‫َي ِج ُدو ْا فِي َأنفُسِ ِه ْم َح َرجا ً ِّممَّا َق َ‬
‫ين) آل عمران‬ ‫وقال تعالى ‪( :‬قُ ْل َأطِ يعُو ْا هّللا َ َوالرَّ سُو َل فِإن َت َولَّ ْو ْا َفِإنَّ هّللا َ الَ ُيحِبُّ ْال َكاف ِِر َ‬
‫‪32‬‬

‫وروى البخاري عن عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي رضي هللا عنه‪( :‬كنا مع‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ‪ ،‬فقال له عمر ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬ألنت أحب إلي من كل شيء إال من نفسي ‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ( :‬ال ‪ ،‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬حتى أكون أحب إليك من نفسك ) ‪ .‬فقال له عمر ‪:‬‬
‫فإنه اآلن ‪ ،‬وهللا ‪ ،‬ألنت أحب إلي من نفسي ‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫( اآلن يا عمر ) رواه البخاري ‪.‬‬
‫هذه هي المحبة وهذا هو إتباع النبي صلى هللا عليه وسلم فما أن قال لعمر رضي هللا‬
‫عنه حتى استجاب فورا ودون تردد ‪.‬‬

‫وقصة أهل الرجيع ومقتل زيد بن الدثنة رضي هللا عنه تبين محب‪hh‬ة الن‪hh‬بي ص‪hh‬لى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فقد اشتراه صفوان بن أمية ‪ ،‬فقتله بأبيه ي‪h‬وم ب‪h‬در وه‪h‬و أمي‪h‬ة بن خل‪h‬ف‬
‫فعندما أخرجوا زيداً من الحرم إلى التنعيم ليقتل‪hh‬وه‪ ،‬ق‪hh‬ام ره‪hh‬ط من ق‪hh‬ريش واجتمع‪hh‬وا‬
‫عليه وكان فيهم أبو سفيان ‪ ،‬فقال أبو سفيان عندما أقبل على زي‪hh‬د ‪ " :‬أنش‪hh‬دك هللا ي‪hh‬ا‬
‫زيد ‪ ،‬أتحب أن محمداً عندنا اآلن في مكانك تض‪hh‬رب عنق‪hh‬ه‪ ،‬وأن‪hh‬ك في أهل‪hh‬ك‪ ،‬ق‪hh‬ال‪:‬‬
‫وهللا ما أحب أن محم‪hh‬داً اآلن في مكان‪hh‬ه ال‪hh‬ذي ه‪hh‬و في‪hh‬ه تص‪hh‬يبه ش‪hh‬وكة تؤذي‪hh‬ه‪ ،‬وإني‬
‫ج‪hh‬الس في أهلي‪ ،‬فق‪hh‬ال أب‪hh‬و س‪hh‬فيان ‪ :‬م‪hh‬ا رأيت من الن‪hh‬اس أح‪hh‬داً يحب أح‪hh‬داً كحب‬
‫أصحاب محمد محمداً "‪ .‬ثم قام مولى لصفوان بقتل زيد رضي هللا عنه‪.‬‬

‫وأخرج الطبراني وحسنه عن أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬جاء رجل‬
‫إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪" :‬يا رسول هللا إنك ألحب إلي من نفسي‪ ،‬وإنك‬
‫ألحب إلي من ولدي‪ ،‬وإني ألكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر‬
‫إليك‪ ،‬وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت انك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين‪ ،‬وأني‬
‫إذا دخلت الجنة خشيت أن ال أراك‪ .‬فلم يرد عليه النبي صلى هللا عليه وسلم شيئا‬
‫حتى نزل جبريل بهذه اآلية {ومن يطع هللا والرسول فأولئك مع الذين أنعم هللا‬
‫عليهم‪ }h...‬اآلية"‪.‬‬

‫وأخرج ابن إسحاق‪ :‬عن سعد بن أبي وقاص رضي هللا عنه قال‪ :‬مر رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها‪ ،‬وأخوها‪ ،‬وأبوها مع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بأحد‪ ،‬فلما نعوا لها قالت‪ :‬ما فعل رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم ؟‬
‫قالوا‪ :‬خيراً يا أم فالن‪ ،‬هو بحمد هللا كما تحبين‪.‬‬
‫قالت‪ :‬أرونيه حتى أنظر إليه‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأشير لها إليه‪ ،‬حتى إذا رأته قالت‪ :‬كل مصيبة بعدك جلل‪.‬‬

‫ْن َمالِكٍ ‪:‬‬‫سب ِ‬ ‫وروى البخاري َعنْ َأ َن ِ‬


‫‪-‬صلَّى هللاُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ :-‬م َت َى السَّا َع ُة ؟‬ ‫هللا َ‬ ‫ُول ِ‬ ‫َأنَّ َأعْ َر ِابيَّا َقا َل ل َِرس ِ‬
‫ت َل َها؟" َقا َل‪ :‬حُبُّ ِ‬
‫هللا‬ ‫‪-‬صلَّى هللاُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ " :-‬ما َأعْ دَ ْد َ‬‫هللا َ‬ ‫َقا َل َل ُه َرسُو ُل ِ‬
‫ْت"‪ .‬قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بعد اإلسالم‬ ‫ت َم َع َمنْ َأحْ َبب َ‬ ‫َو َرسُولِهِ‪َ .‬قا َل‪َ" :‬أ ْن َ‬
‫بشيء ما فرحوا به‪ .‬فنحن نحب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وال نستطيع أن‬
‫نعمل كعمله فإذا كنا معه فحسبنا‪.‬‬

‫قال اإلمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه هللا في محاضرة له بعنوان ‪ :‬وإن‬
‫ُتطيعوهُ تهتدوا ‪ :‬ليس لنا أي عذر في التخلف عن طاعته ‪ ،‬وليس وهللا أمامنا أي‬
‫خيار ‪ ،‬واختيار غير طاعته اختيا ٌر للشقاء ‪ ،‬واختيا ٌر للضالل ‪ ،‬واختيا ٌر للمصير إلى‬
‫النار ‪.‬‬

‫ان آ َباُؤ ُك ْم َوَأ ْب َنآُؤ ُك ْم َوِإ ْخ َوا ُن ُك ْم َوَأ ْز َوا ُج ُك ْم َو َعشِ َ‬


‫ير ُت ُك ْم‬ ‫قال تبارك وتعالى ‪{ :‬قُ ْل ِإن َك َ‬
‫ض ْو َن َها َأ َحبَّ ِإ َل ْي ُكم م َِّن هّللا ِ‬
‫ارةٌ َت ْخ َش ْو َن َك َسادَ َها َو َم َساكِنُ َترْ َ‬ ‫َوَأ َ‬
‫مْوا ٌل ا ْق َت َر ْف ُتمُو َها َوت َِج َ‬
‫َو َرسُولِ ِه َو ِج َها ٍد فِي َس ِبيلِ ِه َف َت َر َّبصُو ْا َح َّتى َيْأت َِي هّللا ُ ِبَأم ِْر ِه َوهّللا ُ الَ َي ْهدِي ْال َق ْو َم ْال َفاسِ ق َ‬
‫ِين‬
‫}التوبة‪24‬‬

‫قال القاضي عياض في شرح اآلية‪ ( :‬فكفى بهذا حضا ً وتنبيها ً وداللة وحجة على‬
‫إلزام محبته‪ ،‬ووجوب فرضها‪ ،‬وعظم خطرها‪ ،‬واستحقاقه لها ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،-‬إذ قرّ ع هللا من كان ماله وأهله وولده أحـب إليه من هللا ورسـوله وتوعدهم‬
‫بقوله تعالى‪(( :‬فتربصوا حتى يأتي هللا بأمره))‪ ،‬ثم فسقهم بتمام اآلية‪ ،‬وأعلمهم أنهم‬
‫ممن ضل ولم يهده هللا )‬

‫قال الحميدي‪" :‬كنا عند الشافعي رحمه هللا فأتاه رجل‪ ،‬فسأله في مسألة؟ فقال‪ :‬قضى‬
‫فيها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كذا وكذا‪ ،‬فقال رجل للشافعي‪ :‬ما تقول أنت؟!‬
‫فقال‪ :‬سبحان هللا! أتراني في كنيسة! أتراني في بيعة! أترى على وسطي زنارا ؟!‬
‫أقول لك‪ :‬قضى فيها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأنت تقول‪ :‬ما تقول أنت؟!"‬

‫وقال شيخ اإلسالم ‪ (:‬وليس ألحد أن ينصب لألمة شخصا ً يدعو إلى طريقته ‪،‬‬
‫ويوالي ويعادي عليها ‪ ،‬غير النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ، -‬وال َينصِّب لهم كالما ً‬
‫يوالي عليه ويعادي ‪ ،‬غير كالم هللا ورسوله وما اجتمعت عليه األمة ‪ .‬بل هذا من‬
‫فعل أهل البدع الذين ينصّبون لهم شخصا ً أو كالما ً يفرقون به بين األمة ‪ ،‬يوالون به‬
‫على ذلك الكالم أو تلك النسبة ويعادون )‪ .‬مجموع الفتاوى البن تيمية‪164 /20 :‬‬
‫ومن لوازم محبته عليه الصالة والسالم أن تكون محبته أحب إليك من نفسك‬
‫ومالك ‪ .‬يقول هللا تعالى‪( :‬النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) وروى البخاري عن‬
‫أنس قال عليه الصالة السالم ( ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله‬
‫وولده والناس أجمعين )‬

‫أما سلوك األدب معه صلى هللا عليه وسلم‬

‫فيتحقق باألمور التالية ‪:‬‬


‫* الثناء عليه والصالة والسالم عليه لقوله تعالى ‪ :‬إن هللا ومالئكته يصلون على‬
‫النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ‪.‬األحزاب – ‪. 56‬‬
‫* التأدب عند ذكره بأن ال يذكره مجرد االسم بل مقرونا بالنبوة أو الرسالة كما قال‬
‫تعالى ‪ :‬ال تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ‪.‬النور – ‪ ، 63‬قال سعيد بن‬
‫جبير ومجاهد‪ :‬المعنى قولوا يا رسول هللا‪ ،‬في رفق ولين‪ ،‬وال تقولوا يا محمد‬
‫بتجهم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬أمرهم أن يشرفوه ويفخموه‪.‬‬
‫* األدب في مسجده وكذا عند قبره وترك اللغط ورفع الصوت‬
‫* توقير حديثه والتأدب عند سماعه وعند دراسته كما كان يفعل سلف األمة‬
‫وعلماءها في إجالل حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وكان مالك إذا أراد أن يجلس (أي للتحديث) توضأ وضوءه للصالة‪ ،‬ولبس أحسن‬
‫ثيابه‪ ،‬وتطيّب‪ ،‬ومشط لحيته‪ ،‬فقيل له في ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أو ّقر به حديث رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫و كان سعيد بن المسيب وهو مريض يقول أقعدوني فإني أعظم أن أحدث حديث‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأنا مضطجع"‬

‫أما الدفاع عن النبي صلى هللا عليه وسلم بعد موته فمنه أنواع ‪:‬‬
‫‪ -1‬نصرة دعوته ورسالته بكل ما يملك المرء من مال ونفس ‪h....‬‬
‫‪ -2‬الدفاع عن سنته صلى هللا عليه وسلم ‪:‬بحفظها وتنقيحها وحمايتها ورد الشبهات‬
‫عنها ‪.‬‬
‫‪ -3‬نشر سنته صلى هللا عليه وسلم وتبليغها خاصة وأن النبي صلى هللا عليه وسلم قد‬
‫أمر بذلك في أحاديث كثيرة كقوله ‪ :‬فليبلغ الشاهد الغائب (البخاري من حديث خطبة يوم النحر عن‬
‫ابن عباس) ‪ ،‬وقوله ‪ :‬بلغوا عني ولو آية ( البخاري عن عبد هللا بن عمرو) ‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬

‫واآلن وقد عرفنا فرض حب المؤمنين للنبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬نتساءل عن‬
‫الذين يزعمون محبته ومحبة آل بيته ولنتبين من دعواهم ‪ ،‬سنذكر بعض رواياتهم‬
‫ونعلق عليها بتعليق مختصر إن شاء هللا ‪ .‬وسنرجع بإذن هللا تعالى عن زعمهم‬
‫ودعوتهم محبة آل بيته بعد ذلك ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن رأس أهل البيت هو النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فهل الرافضة‬
‫اتبعوا النبي صلى هللا عليه وسلم وأحبوه كما يزعمون ؟ هذا ما سنعرفه من رواياتهم‬
‫في كتبهم ‪.‬‬

‫طعنهم في النبي صلى هللا عليه وسلم بأنه صاحب أهل السوء والكفار بزعمهم بل‬
‫تزوج منهم ‪.‬‬

‫سأذكر هنا أوال بعض قدوحاتهم في الصحابة رضوان هللا عليهم حتى ال يُقال أني‬
‫تقولت عليهم واتهمتهم بهذا األمر دون دليل ‪ ، ،‬وثانيا لنثبت أن طعنهم في الصحابة‬
‫هو طعن في النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫* من بعض طعوناتهم في الصحابة رضي هللا عنهم أجمعين ‪:‬‬

‫ِين اسْ ُتضْ ِعفُوا فِي اَأْلرْ ِ‬


‫ض َو َنجْ َع َل ُه ْم‬ ‫‪ -1‬عن قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُن ِري ُد َأن َّنمُنَّ َع َلى الَّذ َ‬
‫ِين (‪َ )5‬و ُن َم ِّك َن َل ُه ْم فِي اَأْلرْ ِ‬
‫ض َو ُن ِري فِرْ َع ْو َن َو َها َم َ‬
‫ان‬ ‫ارث َ‬ ‫ِئم ًَّة َو َنجْ َع َل ُه ُم ْال َو ِ‬
‫َأ‬
‫َو ُج ُنودَ ُه َما ِم ْنهُم مَّا َكا ُنوا َيحْ َذرُون َ (‪ ))6‬سورة القصص – قال المفضل ‪ :‬يا سيدي‬
‫ومن فرعون ومن هامان ؟ قال عليه السالم ‪ :‬أبو بكر وعمر ‪ .‬كتاب إلزام الناصب‬
‫في إثبات الحجة الغائب لعلي الحائري ج‪ 2‬ص ‪. 266‬‬

‫‪ -2‬يقول نعمة هللا الجزائري في كتابه األنوار النعمانية الطبعة الرابعة لسنة‬
‫‪ 1404‬ج‪ 1‬ب‪ 1‬ص‪ 53‬طبعة األعلمي للمطبوعات بيروت ‪ :‬وال تعجب من‬
‫هذا الحديث فإنه قد روي في األخبار الخاصة أن أبا بكر كان يصلي خلف‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله والصنم معلق في عنقه ‪ ،‬وسجوده له ‪.‬‬

‫‪ -3‬كتاب عقد الدرر لمؤلفه ياسين الصواف – تحقيق محمود الغريفي الطبعة‬
‫الثالثة في مقدمة الكتاب صفحة ‪ 26‬يقول ‪ :‬وبعد ‪ :‬فهذه نبذة في غرايب‬
‫األخبار ‪ ،‬وعجايب اآلثار ‪ ،‬تخبر عن وفاة العتل الزنيم واألفاك األثيم عمر‬
‫بن الخطاب عليه اللعنة والعذاب ليوم الحشر والحساب ‪ ،‬فإنها من لب اللباب‬
‫‪ ،‬وذكرى ألولي األلباب ‪ ،‬تسمى الحديقة الناصرة ‪ ،‬والحدقة الناظرة ‪،‬‬
‫الداعية للسرور ‪ ،‬الباعثة للحبور ‪ ،‬وباب البيان لمن نظر وتفكر ‪َ ( ،‬ف َمن َشاء‬
‫َف ْليُْؤ مِن َو َمن َشاء َف ْل َي ْكفُرْ ) الكهف ‪ ، 29‬وهي أجدر أن تكتب بالنور على جبهات‬
‫األيام والدهور ‪ ،‬وسميتها كتاب ( عقد الدرر في بيان نقر بطن عمر )‬
‫ورتبتها على أربعة فصول وخاتمة على حسب المراد والسعادة الدائمة ‪.‬‬
‫‪ -4‬من كتاب كشف األسرار للهالك الخميني ص ‪ 126‬طبعة بيروت يقول ‪:‬‬
‫نتيجة الكالم في هذا المقام ‪ :‬يتبين من مجموع هذه األمور مخالفة الشيخين‬
‫للقرآن وأمام أعين المسلمين لم يكن أمرا مهما جدا والمسلمون أما كانوا في‬
‫حزبهما يوافقونهما في األغراض ‪ ،‬أو أنهم كانوا مخالفين لهما لكنهم لم‬
‫يجرأوا على إعالن ذلك حتى كان لهم ذلك التعامل مع رسول هللا وابنته أو‬
‫أنه إذا تكلم أحد أحيانا ال يعتنى بكالمه ‪ .‬وجملة الكالم أنه حتى إذا صرّ ح‬
‫القرآن بذلك فإنهم لن يتراجعوا عن هدفهم ولن يتركوا الرئاسة بسبب كالم‬
‫هللا غاية األمر أن أبا بكر يحل المسألة بوضع حديث كما حصل بالنسبة‬
‫آليات اإلرث أما عمر فال يستبعد منه أن يقول في آخر األمر أن هللا أو‬
‫جبرئيل أو النبي قد اشتبهوا في هذه اآلية فيتركها والسّنة حينئذ ستتبعه كما‬
‫تبعوه في جميع تغييراته التي أوجدها في دين اإلسالم ‪ ،‬وكان كالمه مقدما‬
‫على اآليات القرآنية وكالم الرسول ‪.‬‬

‫هذه بعض األمور ذكرتها من الكثير والكثير في طعنهم بصحابة رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ ،‬وسأذكر لكم أسطر من مقالة للشيخ عبد هللا بن محمد زقيل حفظه‬
‫هللا ‪ ،‬كما أني سأذكر مقالته في موضع آخر وهو طعن الرافضة في عم النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم العباس رضي هللا عنه وابنه عبد الله رضي هللا عنه ‪.‬‬

‫يقول الدكتو ُر ناص ُر القفاري في " أصول مذهب اإلمامية االثنى عشرية ‪ .‬عرضٌ‬
‫ونق ٌد " ‪ :‬تقول كتب االثني عشرية ‪ :‬إن الصحابة بسبب توليتهم ألبي بكر قد ارتدوا‬
‫إال ثالثة ‪ ،‬وتزيد بعض رواياتهم ثالثة أو أربعة آخرين رجعوا إلى إمامة علي ‪،‬‬
‫ليصبح المجموع سبعة ‪ ،‬وال يزيدون على ذلك ‪.‬‬

‫ولقد تداولت الشيعة أنباء هذه "األسطورة" في المعتمد من كتبها‪ ،‬فسجلوا ذلك في‬
‫أول كتاب ظهر لهم وهو كتاب سليم بن قيس [انظر‪ :‬كتاب سليم بن قيس‪ :‬ص‪ ، ] 75-74‬ثم تتابعت‬
‫كتبهم في تقرير ذلك وإشاعته وعلى رأسها الكافي [ الكليني ‪ /‬الكافي ‪ ] 2/244 :‬أوثق كتبهم‬
‫األربعة ‪ ،‬ورجال الكشي [ رجال الكشي ‪ :‬ص‪ ] 11 ،9 ،8 ،7 ،6‬عمدتهم في كتب الرجال ‪،‬‬
‫وغيرها من مصادرهم كتفسير العياشي [ تفسير العياشي ‪ ، ] 1/199 :‬والبرهان [ هاشم البحراني‪ /‬البرهان ‪:‬‬
‫‪ ، ] 1/319‬والصافي [ محسن الكاشاني ‪ /‬الصافي ‪ ، ] 1/389 :‬وتفسير نور الثقلين [ الحويزيني ‪ /‬نور الثقلين ‪:‬‬
‫‪ ، ] 1/396‬واالختصاص [ المفيد ‪ /‬االختصاص ‪ :‬ص‪ ، ] 5-4‬والسرائر [ ابن إدريس ‪ /‬السرائر ‪ :‬ص‪، ] 468‬‬
‫وبحار األنوار [ بحار األنوار ‪ . ] 440 ، 352 ، 351 ، 22/345 :‬أهـ‬
‫لوال اإليجاز لسطرت لكم آالف المطاعن من قبل هؤالء القوم من تكفيرهم للصحابة‬
‫والسب والقذف والكالم البذيء ‪ ،‬وقد ذكرت البعض منها لإلثبات فقط ‪.‬‬

‫* بيان أن هذا الطعن هو في األصل طعن في النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬

‫اتهام النبي صلى هللا عليه وسلم بأنه صاحب أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم‬
‫من الصحابة الذين يرون الرافضة أنهم كفار وزنادقة ( وحاشاهم من ذلك ) هذا‬
‫االتهام هو في حقيقته ليس اتهام لألصحاب إنما هو اتهام للنبي صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم بأنه لم يمتثل ألمر هللا بالصحبة الصالحة ولم يجتنب نهيه بعدم صحبة أهل‬
‫السوء ‪.‬‬
‫الدليل أن هللا أمره بالصحبة الصالحة ونهاه عن صحبة السوء آية من سورة الكهف‬
‫ون َوجْ َه ُه َواَل‬ ‫ُون َر َّب ُه ْم ِب ْال َغدَا ِة َو ْال َعشِ يِّ ي ُِري ُد َ‬
‫ِين َي ْدع َ‬ ‫ك َم َع الَّذ َ‬ ‫قال تعالى ( َواصْ ِبرْ َن ْف َس َ‬
‫اك َع ْن ُه ْم ُت ِري ُد ِزي َن َة ْال َح َيا ِة ال ُّد ْن َيا َواَل ُتطِ عْ َمنْ َأ ْغ َف ْل َنا َق ْل َب ُه َعنْ ِذ ْك ِر َنا َوا َّت َب َع‬
‫َتعْ ُد َع ْي َن َ‬
‫ُطا ) – الكهف ‪28‬‬ ‫ان َأمْ ُرهُ فُر ً‬ ‫َه َواهُ َو َك َ‬
‫هذه آية صريحة في ذلك ونحن أهل السنة نقول أن النبي صلى هللا عليه وآله وسلم‬
‫امتثل أمر هللا ولم يصاحب إال الصالحين واجتنب نهيه وترك صحبة أهل السوء ‪،‬‬
‫بذلك يتبين األمر جليا لمن كان له قلب أن الرافضة اتهموا النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم بعدم طاعة أوامر هللا لكونه كما يزعمون انه صاحب الفجار بل تزوج منهم‬
‫وتزوجوا منه وال ننسى أن النبي صلى هللا عليه وآله وسلم ‪ ‬يقول (مثل الجليس‬
‫الصالح والجليس السوء ‪ ،‬كمثل صاحب المسك وكير الحداد ‪ ،‬ال يعدمك من صاحب‬
‫المسك ‪ :‬إما تشتريه أو تجد ريحه ‪ ،‬وكير الحداد ‪ :‬يحرق بدنك أو ثوبك ‪ ،‬أو تجد‬
‫منه ريحا خبيثة ) – رواه البخاري ورواه مسلم بلفظ آخر ‪ ،‬وهذا فيه تنبيه من النبي عليه الصالة‬
‫والسالم ‪ ‬للصحابة أن ال يصاحبوا إال الصالحين فهل باهلل عليكم النبي عليه الصالة‬
‫والسالم ‪ ‬يقول ما ال يفعل ويصاحب المفسدين وهللا تعالى ‪ ‬ذم من يقول ما ال يفعل ‪،‬‬
‫ون (‪َ )2‬كب َُر َم ْق ًتا عِ ْن َد هَّللا ِ َأنْ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين َآ َم ُنوا لِ َم َتقُولُ َ‬
‫ون َما اَل َت ْف َعلُ َ‬
‫ون (‪ – ))3‬الصف ‪3 ، 2‬‬ ‫َتقُولُوا َما اَل َت ْف َعلُ َ‬
‫كذلك طعنهم في صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعد تكذيبا للقرآن الذي‬
‫اجرُو ْا‬
‫ِين َه َ‬‫ِين آ َم ُنو ْا َوالَّذ َ‬
‫زكاهم وشهد بفضلهم وإيمانهم ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ( :‬إنَّ الَّذ َ‬
‫م ) البقرة‪218‬‬‫ت هّللا ِ َوهّللا ُ َغفُو ٌر رَّ حِي ٌ‬
‫ُون َرحْ َم َ‬ ‫يل هّللا ِ ُأ ْو َل َ‬
‫ـِئك َيرْ ج َ‬ ‫َو َجا َه ُدو ْا فِي َس ِب ِ‬

‫اجرُو ْا َو َجا َه ُدو ْا ِبَأم َْوال ِِه ْم َوَأنفُسِ ِه ْم فِي َس ِب ِ‬


‫يل هّللا ِ‬ ‫وقال تعالى ‪ِ( :‬إنَّ الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا َو َه َ‬
‫ض) األنفال‪72‬‬ ‫ض ُه ْم َأ ْولِ َياء َبعْ ٍ‬‫ك َبعْ ُ‬ ‫صرُو ْا ُأ ْو َلـِئ َ‬ ‫َوالَّذ َ‬
‫ِين َآوو ْا َّو َن َ‬

‫يل هّللا ِ َوالَّذ َ‬


‫ِين َآوو ْا‬ ‫اجرُو ْا َو َجا َه ُدو ْا فِي َس ِب ِ‬ ‫وقال سبحانه ‪َ ( :‬والَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا َو َه َ‬
‫م ) األنفال‪74‬‬ ‫ون َح ّقا ً لَّهُم م َّْغف َِرةٌ َو ِر ْز ٌق َك ِري ٌ‬ ‫صرُو ْا ُأو َلـِئ َ‬
‫ك ُه ُم ْالمُْؤ ِم ُن َ‬ ‫وَّ َن َ‬
‫يل هّللا ِ ِبَأم َْوال ِِه ْم َوَأنفُسِ ِه ْم‬
‫اجرُو ْا َو َجا َه ُدو ْا فِي َس ِب ِ‬ ‫وقال عز من قائل ‪( :‬الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا َو َه َ‬
‫ون ) التوبة‪20‬‬ ‫دَر َج ًة عِ ندَ هّللا ِ َوُأ ْو َل َ‬
‫ِئك ُه ُم ْال َفاِئ ُز َ‬ ‫َأعْ َظ ُم َ‬
‫وغيرها من اآليات العديدة التي تذكر فضل الصحابة وصدق إيمانهم ‪.‬‬

‫فكالمهم يعد ردا للقرآن وهذا مما ال شك فيه كفر بواح لمن علمه ‪.‬‬

‫قال ابن مسعود رضي هللا عنه ‪ :‬إن هللا نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم خير قلوب العباد ‪ ،‬فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ‪ ،‬ثم نظر في‬
‫قلوب العباد بعد قلب محمد ‪ ،‬فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ‪ ،‬فجعلهم وزراء‬
‫نبيه صلى هللا عليه وسلم يقاتلون عن دينه ‪ .‬رواه اإلمام أحمد ورجاله موثقون‪.‬‬

‫عن المرء ال تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي‬

‫يقول اإلمام مالك رحمه هللا فيمن يسب الصحابة ‪ :‬إنما هؤالء قوم أرادوا القدح في‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فلم يمكنهم ذلك ‪ ،‬فقدحوا في أصحابه ‪ ،‬حتى يُقال رجل‬
‫ذكره شيخ‬ ‫سوء كان له أصحاب سوء ‪ ،‬ولو كان رجال صالحا كان أصحابه صالحين ‪.‬‬
‫اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا في كتاب حكم سب الصحابة ‪.‬‬

‫نستمر في ذكر طعوناتهم بالنبي صلى هللا عليه وسلم حتى نعرف دعواهم الكاذبة‬
‫بحب آل البيت ونبين للقارئ مدى خبث هؤالء القوم ‪.‬‬

‫‪ -2‬في كتاب مختارات من أحاديث وخطابات اإلمام الخميني ‪ ،‬وهذا الكتاب يذكر‬
‫خطابات الهالك الخميني التي بثتها اإلذاعة وبثها التلفزيون ‪ ،‬ففي يوم السبت الموافق‬
‫‪ 15/8/1400‬هـ ‪ ، 28/6/1980 ،‬بمناسبة الخامس عشر من شهر شعبان يقول‬
‫الهالك الخميني ‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫أبارك لجميع المسلمين وللشعب اإليراني هذا العيد السعيد (‪ 15‬شعبان) ‪ ،‬فشهر‬
‫شعبان شهر عظيم ‪ ،‬ولد في الثالث منه مجاهد عالم البشرية الكبير ‪ ،‬وفي الخامس‬
‫عشر منه ظهر إلى الوجود اإلمام المهدي المنتظر أرواحنا له الفداء‪.‬‬
‫إن قضية غيبة اإلمام هي قضية مهمة تبين لنا أمورا من بينها أنه لم يكن إلنجاز‬
‫عمل عظيم كهذا – وهو تطبيق العدالة بمعناها الحقيقي في العالم بأسره – في جميع‬
‫بني اإلنسان أحد سوى المهدي المنتظر سالم هللا عليه الذي ادخره هللا تبارك وتعالى‬
‫للبشر ‪ ،‬فكل نبي من األنبياء إنما جاء إلقامة العدل وكان هدفه تطبيقه في العالم ‪،‬‬
‫لكنه لم ينجح ‪ ،‬وحتى خاتم األنبياء (ص) الذي كان قد جاء إلصالح البشر وتهذيبهم‬
‫وتطبيق العدالة فإنه هو أيضا لم يوفق ‪....‬‬

‫أقول ‪ :‬بال شك أن هذا طعن صريح في النبي صلى هللا عليه وسلم بأن يصبح أحدا‬
‫من البشر أفضل منه فالنبي صلى هللا عليه وسلم هو أفضل وخير البشر وهذا معلوم‬
‫بالدين من الضرورة‪ h‬فهو خاتم األنبياء والمرسلين وقد بعث للناس كافة وبعثت‬
‫الرسل قبله ألممهم وغيرها من األمور التي تدل على أفضلية النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم حتى على سائر األنبياء والمرسلين فما بالكم بمن هو دونهم ؟ وهل نبينا محمد‬
‫صلى هللا عليه وسلم لم يوفق ؟ وقد قال هللا تبارك وتعالى ‪ْ ( :‬ال َي ْو َم َأ ْك َم ْل ُ‬
‫ت َل ُك ْم دِي َن ُك ْم‬
‫يت َل ُك ُم اِإلسْ الَ َم دِينا ً ) ؟ فكيف يكون التوفيق إن لم يكن‬ ‫َوَأ ْت َم ُ‬
‫مْت َع َل ْي ُك ْم ِنعْ َمتِي َو َرضِ ُ‬
‫بإتمام رسالة هللا تبارك وتعالى ؟ إن الهالك الخميني أراد بهذا القول إسقاط منزلة‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ورفع منزلة مهديهم المعدوم الذي أوجدوه من ال شيء‬
‫وأنه سيكون أفضل من النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ .‬وهذا القول ال يرضاه مسلم أبدا‬
‫فنبينا صلى هللا عليه وسلم قد بشر به األنبياء والمرسلين الذين قبله ‪ ،‬بل أن نبي هللا‬
‫موسى عليه السالم لو كان حيا ما وسعه إال إتباع نبينا عليه الصالة والسالم ‪.‬‬
‫‪ -3‬الخميني الهالك يقول في كتابه كشف األسرار الطبعة الثالثة ‪ 1988‬ما نصه ‪:‬‬
‫( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا )‬
‫وواضح لو أن النبي لو كان قد بلغ بأمر اإلمامة طبقا لما أمر به هللا ‪ ،‬وبذل‬
‫المساعي في هذا المجال ‪ ،‬لما نشبت في البلدان اإلسالمية كل هذه االختالفات‬
‫والمشاحنات والمعارك ولما ظهرت ثمة خالفات في أصول الدين وفروعه ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬هذا طعن أيضا صريح في النبي صلى هللا عليه وسلم بأنه لم يبلغ الرسالة كما‬
‫أمره هللا تعالى ولم يبذل حتى المساعي لها ‪ ،‬وهذا رد حتى على القرآن فقد قال‬
‫يت َل ُك ُم اِإلسْ الَ َم دِينا ً) –‬ ‫ت َل ُك ْم دِي َن ُك ْم َوَأ ْت َمم ُ‬
‫ْت َع َل ْي ُك ْم ِنعْ َمتِي َو َرضِ ُ‬ ‫تعالى ( ْال َي ْو َم َأ ْك َم ْل ُ‬
‫المائدة ‪ ، 3‬فإن كان النبي صلى هللا عليه وسلم لم يبلغ كما أمره هللا وذلك بزعم الهالك‬
‫الخميني فكيف يكون تمام الدين ؟ وكيف يشهد هللا تبارك وتعالى بأن الدين اكتمل‬
‫وأن النعمة أتمت على عباده ؟ ( أم أن هللا تعالى عما يصفون يقول هذا الكالم تقية ؟‬
‫كما في معتقد الرافضة الفاسد ) ‪ ،‬والنبي عليه الصالة والسالم إمام المجاهدين وقد‬
‫جاهد في الدين حق جهاده وليس كما يزعم هذا الهالك بأنه لم يبذل المساعي في أمر‬
‫اإلمامة ‪ ،‬ثم لو كان هذا القول الفاسد تؤمنون به يا رافضة فلم تكفرون من ال‬
‫يعترف بهذه اإلمامة ما دام أن الرسول صلى هللا عليه وسلم لم يجتهد في تبليغها‬
‫طبقا ألمر هللا كما تزعمون ؟ هذا بال شك يكون ردا وحجة عليكم وليس لكم ‪.‬‬

‫‪ -4‬في كتاب األنوار النعمانية لصاحبه السيد نعمة هللا الجزائري في الجزء األول –‬
‫ب ‪ 1‬ص ‪17‬‬
‫يضع حديثا عن النبي صلى هللا عليه وسلم بأنه أعطي ثالثة أمور شاركه فيها علي‬
‫وأعطي علي ثالثة أمور ولم يشاركه النبي صلى هللا عليه وسلم بها ‪ ،‬فقال‬
‫الجزائري هذا مضيفا الرواية للنبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فقيل وما الثالث التي‬
‫شاركك فيها علي عليه السالم ‪ ،‬قال ‪ :‬لواء الحمد لي وعلي حامله ‪ ،‬والكوثر لي‬
‫وعلي ساقيه ‪ ،‬والجنة والنار لي وعلي قسيمها ‪ ،‬وأما الثالث التي أعطي علي ولم‬
‫أشاركه فيها ‪ :‬فإنه أعطي شجاعة ولم أعط مثله ‪ ،‬وأعطي فاطمة الزهراء زوجة‬
‫ولم أعط مثلها ‪ ،‬وأعطي ولديه الحسن والحسين عليهما السالم ولم أعط مثلهما ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬هذا الحديث الموضوع والمكذوب على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الذي‬
‫وضعه الرافضة وكم وضعوا من أكاذيب لترويج دينهم الباطل ‪ ،‬والمشكلة أنهم‬
‫يناقضون أقوالهم فإن الكوثر عندهم ليس نهرا في الجنة أعطي للنبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم بل هو فاطمة الزهراء رضي هللا عنها كما ذكرت ذلك كتبهم ‪ ،‬أما قولهم أن‬
‫للرسول صلى هللا عليه وسلم الجنة والنار فهذا أيضا من التعدي على هللا تعالى ‪،‬‬
‫فإن كانت للنبي فكيف يدخلها األمم التي من قبل بعثة الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫ثم أن علي رضي هللا عنه أعطي شجاعة والنبي لم يعطها !! هذا وهللا الطعن في‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فمعلوم أن عكس الشجاعة هو الجبن ‪ ،‬وحاشا النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم من ذلك ‪ ،‬والروايات الصحيحة عندنا تثبت شجاعة النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم وأنه أشجع الناس ‪:‬‬

‫أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما ‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم أحسن‬
‫الناس ‪ ،‬وأجود الناس ‪ ،‬وأشجع الناس ‪ ،‬ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ‪ ،‬فانطلق‬
‫الناس قبل الصوت ‪ ،‬فاستقبلهم النبي صلى هللا عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت‬
‫‪ ،‬وهو يقول ‪ ( :‬لم تراعوا لم تراعوا ) ‪ .‬وهو على فرس ألبي طلحة عري ما عليه‬
‫سرج ‪ ،‬في عنقه سيف ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬لقد وجدته بحرا ‪ .‬أو ‪ :‬إنه لبحر ) ‪ .‬هذا بلفظ‬
‫البخاري وزاد مسلم (قال ‪ :‬وكان فرسا يبطأ ) ‪.‬‬

‫وكان صلى هللا عليه وسلم في الغار مع أبي بكر رضي هللا عنه ‪ ،‬والمشركون‬
‫حول الغار يقول ألبي بكر رضي هللا عنه الذي كان خائفا على رسول هللا أن يدركه‬
‫المشركون بشجاعة وبثقة باهلل تعالى ( ال تحزن إن هللا معنا ) – التوبة ‪.40‬‬
‫وقد صارع النبي رجال معروفا بقوته يسمى ‪ -‬ركانة ‪ -‬فصرعه النبي أكثر من مرة‬
‫وفي رواية أن النبي صارعه وكان شديدا فقال شاة بشاة فصرعه النبي فقال عاودني‬
‫في أخرى فصرعه فقال عاودني فصرعه النبي الثالثة فقال الرجل ماذا أقول ألهلي‬
‫شاة أكلها الذئب وشاة نشزت فبما أقول في الثالثة فقال النبي ما كنا لنجمع عليك أن‬
‫نصرعك ونغرمك خذ غنمك – حسنه األلباني في غاية المرام ‪، 378‬‬

‫وعن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنهما قال ‪ :‬غزونا مع رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم غزوة نجد ‪ ،‬فلما أدركته القائلة ‪ ،‬وهو في واد كثير العضاه ‪ ،‬فنزل تحت‬
‫شجرة واستظل بها وعلق سيفه ‪ ،‬فتفرق الناس في الشجر يستظلون ‪ ،‬وبينا نحن‬
‫كذلك إذ دعانا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فجئنا ‪ ،‬فإذا أعرابي قاعد بين يديه ‪،‬‬
‫فقال ‪ ( :‬إن هذا أتاني وأنا نائم ‪ ،‬فاخترط سيفي ‪ ،‬فاستيقظت وهو قائم على رأسي ‪،‬‬
‫مخترط صلتا ‪ ،‬قال ‪ :‬من يمنعك مني ؟ قلت ‪ :‬هللا ‪ ،‬فشامه ثم قعد ‪ ،‬فهو هذا ) ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ولم يعاقبه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ – .‬أخرجه البخاري‬

‫وسئل البراء بن عازب رضي هللا عنه عن يوم حنين ‪ :‬يا أبا عمار وليتم يوم حنين ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ال وهللا ما ولى النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ولكن ولى سرعان الناس ‪ ،‬فلقيهم‬
‫هوازن بالنبل والنبي صلى هللا عليه وسلم على بغلته البيضاء ‪ ،‬وأبو سفيان بن‬
‫الحارث آخذ بلجامها والنبي صلى هللا عليه وسلم يقول ‪ :‬أنا النبي ال كذب ‪ ،‬أنا ابن‬
‫عبد المطلب ) أخرجه البخاري‬
‫ويقول علي بن أبي طالب كما جاء في مسند اإلمام أحمد (كنا إذا احمر البأس ولقي‬
‫القوم القوم اتقينا برسول هللا صلى هللا عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنا من القوم منه‬
‫) صححه أحمد شاكر‬

‫وأيضا كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم دائما ما يدعو هللا كما قال خادمه أنس بن‬
‫مالك رضي هللا عنه (فكنت أخدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كلما نزل ‪ ،‬فكنت‬
‫أسمعه يكثر أن يقول ‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ‪ ،‬والعجز والكسل ‪،‬‬
‫والبخل ‪ ،‬والجبن ‪ ،‬وضلع الدين ‪ ،‬وغلبة الرجال ‪ h)...‬رواه البخاري‬

‫هذه بعض الروايات عن شجاعته عليه الصالة والسالم بخالف ما يتفوه به الرافضة‬
‫من الكذب واالفتراء والطعن في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -5‬الطعن في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بتفسيرهم لآلية الكريمة (ِإنَّ هَّللا َ الَ‬
‫ض ًة َف َما َف ْو َق َها) – البقرة ‪ ، 26‬فقالوا أن البعوضة هو‬ ‫َيسْ َتحْ ِيي َأن َيضْ ِر َ‬
‫ب َم َثالً مَّا َبعُو َ‬
‫علي رضي هللا عنه وأن ما فوقها هو الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬في روايتهم‬
‫عن علي بن إبراهيم القمي بسنده عن أبي عبد الله ( البعوضه ‪ :‬هي أمير المؤمنين ‪،‬‬
‫وما فوقها رسول هللا ) – تفسير القمي ‪ 1/30‬وتفسير العياشي ‪1/25‬‬

‫أقول ‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى يضرب األمثال للناس ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل َق ْد َ‬
‫ض َر ْب َنا‬
‫ُون ) – الزمر ‪ ، 27‬وبما أن القرآن أنزل‬ ‫آن مِن ُك ِّل َم َث ٍل لَّ َعلَّ ُه ْم َي َت َذ َّكر َ‬ ‫اس فِي َه َذا ْالقُرْ ِ‬‫لِل َّن ِ‬
‫ون) – يوسف ‪ ، 2‬فنحن العرب أولى‬ ‫بلغة عربية (ِإ َّنا َأ َ‬
‫نز ْل َناهُ قُرْ آنا ً َع َر ِب ّيا ً لَّ َعلَّ ُك ْم َتعْ قِلُ َ‬
‫بمعرفته من الفرس من أهل قم وغيرهم الذين ما همهم سوى الطعن في الرسول‬
‫والرسالة وأقصد منهم الرافضة أهل الشرك والضالل والفجور‪،‬‬

‫وتفسير هذه اآلية عندنا كما ذكره ابن كثير وغيره ‪:‬ذكره السدي في تفسيره عن ابن‬
‫عباس وابن مسعود وقال قتادة‪ :‬لما ذكر هّللا تعالى العنكبوت والذباب قال المشركون‪:‬‬
‫ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ فأنزل هللا‪{ :‬إن هّللا ال يستحيي أن يضرب مثالً ما‬
‫بعوضة فما فوقها} أي أن هللا ال يستحيي من الحق أن يذكر شيئا ً مما ق َّل أو َك ُثر‪،‬‬
‫ً‬
‫وإن هّللا حين ذكر في كتابه الذباب العنكبوت قال أهل الضاللة‪ :‬ما أراد هّللا من ذكر‬
‫هذا؟ فأنزل هّللا ‪{ :‬إن هللا ال يستحيي أن يضرب مثال ما بعوضة فما فوقها}‪.‬‬

‫ومعنى اآلية أنه تعالى أخبر أنه ال يستحيي أي ال يستنكف‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يخشى أن‬
‫مثل كان بأي شيء كان صغيرا كان أو كبيراً و ما ههنا‬
‫أي ٍ‬
‫يضرب مثال ما‪َ ،‬‬
‫للتقليل‪ ،‬وتكون بعوضة منصوبة على البدل‪ ،‬كما تقول‪ :‬ألضربنَّ ضربا ً ما‪ ،‬فيصدق‬
‫بأدنى شيء أو تكون ما نكرة موصوفة ببعوضة‪ ،‬ويجوز أن تكون بعوضة منصوبة‬
‫بحذف الجار‪ ،‬وتقدير الكالم‪( :‬إن هّللا ال يستحيي أن يضرب مثالً ما بين بعوضة إلى‬
‫ما فوقها) وهذا الذي اختاره الكسائي والفراء‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪{ :‬فما فوقها} فيه قوالن‪ :‬أحدهما‪ :‬فما دونها في الصغر والحقارة‪ ،‬كما‬
‫إذا وصف رجل باللؤم والشح فيقول السامع نعم وهو فوق ذلك ‪ -‬يعني فيما وصفت‬
‫‪ -‬وهذا قول أكثر المحققين‪ ،‬وفي الحديث‪( :‬لو كانت الدنيا تزن عند هللا جناح‬
‫بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء) ‪،‬‬

‫أقول ‪ :‬سأذكر لكم تمام الحديث عن سهل بن سعد الساعدي رضي هللا عنه قال ‪:‬‬
‫( كنا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها‬
‫فقال أترون هذه هينة على صاحبها فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على هللا من هذه‬
‫على صاحبها ولو كانت الدنيا تزن عند هللا جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة‬
‫أبدا ) – رواه ابن ماجه وصححه األلباني ‪.‬‬

‫ونكمل تفسير اآلية من ابن كثير رحمه هللا ‪ :‬والثاني فما فوقها لما هو أكبر منها ألنه‬
‫ليس شيء أحقر وال أصغر من البعوضة وهذا قول قتادة بن دعامة واختيار بن‬
‫جرير فإنه يؤيده ما رواه مسلم عن عائشة رضي هّللا عنها أن رسول هّللا صلى هّللا‬
‫عليه وسلم قال‪( :‬ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إال كتب له بها درجة ومحيت‬
‫عنه بها خطيئة ) فأخبر أنه ال يستصغر شيئا ً يضرب به مثالً ولو كان في الحقارة‬
‫والصغر كالبعوضة‪ ،‬فكما ال يستنكف عن خلقها كذلك ال يستنكف من ضرب المثل‬
‫بها‪ ،‬كما ضرب المثل بالذباب والعنكبوت في قوله‪{ :‬إن الذين تدعون من دون هللا‬
‫لن يخلقوا ذبابا ً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا ال يستنقذوه منه ضعف‬
‫الطالب والمطلوب} الحج ‪73 -‬‬
‫وقال‪{ :‬مثل الذين اتخذوا من دون هللا أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً‪ ،‬وإن أوهن‬
‫البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون} العنكبوت ‪41 -‬‬
‫وقال‪{ :‬وتلك األمثال نضربها للناس وما يعقلها إال العالِمون} العنكبوت – ‪، 43‬وفي‬
‫القرآن أمثال كثيرة‪.‬‬
‫قال بعض السلف‪ :‬إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي ألن هّللا‬
‫قال‪{ :‬وتلك األمثال نضربها للناس وما يعقلها إال العالِمون} العنكبوت – ‪ .43‬أهـ‬

‫فهل نحن العرب ال نفهم القرآن ويأتي أهل قم الفرس بالفهم الصحيح ؟!!‬
‫يدرس في حوزاتهم العلمية وال يستطيعون قراءته وهذا مشاهد‬‫علما بأن القرآن ال َ‬
‫عندنا في عصرنا هذا ‪.‬‬

‫‪ -6‬الطعن في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بزعمهم أنه يتغزل بالنساء ‪ :‬نقل‬
‫الصدوق عن الرضا عليه السالم في قوله تعالى‪َ ( :‬وِإ ْذ َتقُو ُل لِلَّذِي َأ َ‬
‫نع َم هَّللا ُ َع َل ْي ِه‬
‫األحزاب‪37:‬‬‫ك َما هَّللا ُ ُم ْبدِي ِه) ‪-‬‬
‫ك َوا َّت ِق هَّللا َ َو ُت ْخفِي فِي ِن ْفسِ َ‬ ‫مْت َع َل ْي ِه َأ ْمسِ كْ َع َل ْي َ‬
‫ك َز ْو َج َ‬ ‫َوَأ ْن َع َ‬
‫‪ ،‬قال الرضا مفسراً هذه اآلية‪( :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وآله قصد دار زيد بن‬
‫حارثة في أمر أراده‪ ،‬فرأى امرأته زينب تغتسل فقال لها‪ :‬سبحان الذي خلقك) (عيون‬
‫أخبار الرضا ‪.)112‬‬

‫أقول ‪ :‬حاشا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يكون كما زعموا هؤالء الفجار‬
‫ك ِإ َلى َما َم َّتعْ َنا ِب ِه َأ ْز َواجا ً‬
‫الزنادقة أو أن يعصي أمر ربه الذي قال ‪َ ( :‬واَل َت ُم َّدنَّ َع ْي َن ْي َ‬
‫ِّك َخ ْي ٌر َوَأ ْب َقى ) سورة طه ‪ ، 131‬وهل النبي‬ ‫ِّم ْن ُه ْم َزهْ َر َة ْال َح َيا ِة ال ُّدن َيا لِ َن ْف ِت َن ُه ْم فِي ِه َو ِر ْز ُق َرب َ‬
‫صلى هللا عليه وسلم يأمر المؤمنين بأمر وهو ال يفعله ؟ قال تعالى ‪( :‬قُل لِّ ْلمُْؤ ِمن َ‬
‫ِين‬
‫ك َأ ْز َكى َل ُه ْم ِإنَّ هَّللا َ َخ ِبي ٌر ِب َما َيصْ َنع َ‬
‫ُون)‬ ‫ُوج ُه ْم َذلِ َ‬
‫ظوا فُر َ‬ ‫صار ِه ْم َو َيحْ َف ُ‬ ‫َأ‬
‫َي ُغضُّوا ِمنْ ْب َ ِ‬
‫النور ‪30‬‬
‫وقد أمر النبي صلى هللا عليه وسلم الصحابة بغض البصر كما جاء في البخاري عن‬
‫أبو سعيد الخدري رضي هللا عنه قال ‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬إياكم‬
‫والجلوس في الطرقات ‪ .‬فقالوا ‪ :‬ما لنا بد ‪ ،‬إنما هي مجالسنا نتحدث فيها ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فإذا أبيتم إال المجالس ‪ ،‬فأعطوا الطريق حقها ‪ .‬قالوا ‪ :‬وما حق الطريق ؟ قال ‪:‬‬
‫غض البصر ‪ ،‬وكف األذى ‪ ،‬ورد السالم ‪ ،‬وأمر بالمعروف ‪ ،‬ونهي عن المنكر) ‪-‬‬
‫البخاري ‪،‬‬
‫فهل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ما ال يفعل وأن هللا تبارك وتعالى قد ذم‬
‫ون َما اَل َت ْف َعلُ َ‬
‫ون (‪َ )2‬كب َُر َم ْق ًتا‬ ‫هذه الخصال بقوله تعالى ‪َ ( :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين َآ َم ُنوا لِ َم َتقُولُ َ‬
‫ون (‪ ) )3‬الصف ‪.3 ، 2‬‬ ‫عِ ْندَ هَّللا ِ َأنْ َتقُولُوا َما اَل َت ْف َعلُ َ‬
‫سنبين إن شاء هللا تفسير اآليات وذلك ألن بعض أهل السنة وقع بما وقع به هؤالء‬
‫الرافضة من تفسير مثل تفسير الجاللين وغيره ‪ ،‬لذا وجب علينا تفصيل هذه المسألة‬
‫من تفاسير وأقوال أهل العلم المعتبرين‪ h‬كي ال يكون هناك أي مجال للشك ‪ ،‬فنحن‬
‫أهل السنة والجماعة ال نكتم رأيا أو علما أو قوال بفضل هللا تعالى إن كان لصالح‬
‫األمة وحتى إن كانت هذه األقوال قد جاء مصدرها من بعض أهل السنة الذين‬
‫خالفوا أهل التفسير ‪.‬‬

‫س َقا َل ‪َ :‬جا َء َز ْي ُد بْنُ‬ ‫وبداية أذكر الحديث الذي رواه البخاري رحمه هللا‪َ :‬عنْ َأ َن ٍ‬
‫ك‬‫ك َز ْو َج َ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َيقُو ُل ا َّت ِق هَّللا َ َوَأ ْمسِ كْ َع َل ْي َ‬
‫ار َث َة َي ْش ُكو ‪َ ،‬ف َج َع َل ال َّن ِبيُّ َ‬
‫َح ِ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َكا ِتمًا َش ْيًئ ا َل َك َت َم َه ِذ ِه ‪َ ،‬قا َل ‪:‬‬‫ان َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫‪َ ،‬قا َل َأ َنسٌ ‪َ :‬ل ْو َك َ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َتقُو ُل ‪َ :‬ز َّو َج ُكنَّ َأ َهالِي ُكنَّ ‪،‬‬ ‫اج ال َّن ِبيِّ َ‬ ‫َأ‬
‫ت َز ْي َنبُ َت ْف َخ ُر َع َلى ْز َو ِ‬ ‫َف َكا َن ْ‬
‫ت ‪ .‬رواه البخاري ‪،‬‬ ‫َو َزوَّ َجنِي هَّللا ُ َت َعا َلى ِمنْ َف ْو ِق َسب ِْع َس َم َوا ٍ‬
‫وروى مسلم رحمه هللا عن عائشة رضي هللا عنها مثل قول أنس رضي هللا عنه‬

‫التفسير ‪:‬‬
‫قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه هللا ‪: -‬‬
‫وكان سبب نزول هذه اآليات أن هّللا تعالى أراد أن يشرع شرعا ً عا ّما ً للمؤمنين ‪ ،‬أن‬
‫األدعياء ليسوا في حكم األبناء حقيقة ‪ ،‬من جميع الوجوه ‪ ،‬وأن أزواجهم ال جناح‬
‫على من تبناهم في نكاحهن ‪.‬‬
‫وكان هذا من األمور المعتادة التي ال تكاد تزول إال بحادث كبير ‪ ،‬فأراد أن يكون‬
‫هذا الشرع قوالً من رسوله ‪ ،‬وفعالً ‪ ،‬وإذا أراد هّللا أمراً جعل له سببا ً ‪ ،‬وكان زيد‬
‫بن حارثة يُدعى " زيد بن محمد " قد تبناه النبي صلى هّللا عليه وسلم ‪ ،‬فصار يدعى‬
‫اِئه ْم ‪ -‬فقيل له ‪ " :‬زيد بن حارثة " ‪.‬‬ ‫إليه حتى نزل ‪ْ -‬ادعُو ُه ْم آل َب ِ‬
‫هّللا‬ ‫هّللا‬
‫وكانت تحته زينب بنت جحش ‪ -‬ابنة عمة رسول صلى عليه وسلم ‪ -‬وكان قد‬
‫وقع في قلب الرسول لو طلقها زيد لتزوَّ جها ‪ ،‬فق َّدر هّللا أن يكون بينها وبين زيد ما‬
‫اقتضى أن جاء زيد بن حارثة يستأذن النبي صلى هّللا عليه وسلم في فراقها ‪.‬‬
‫قال هّللا ‪َ -‬وِإ ْذ َتقُو ُل لِلَّذِي َأ ْن َع َم هَّللا ُ َع َل ْي ِه ‪ -‬أي ‪ :‬باإلسالم ‪.‬‬
‫مْت َع َل ْي ِه ‪ -‬بالعتق ‪ ،‬حين جاءك مشاوراً في فراقها ‪ ،‬فقلت له ناصحا ً له‬ ‫‪َ -‬وَأ ْن َع َ‬
‫ك ‪ -‬ال تفارقها ‪ ،‬واصبر‬ ‫ك َز ْو َج َ‬‫ومخبراً بمصلحته مع وقوعها في قلبك ‪َ -‬أ ْمسِ كْ َع َل ْي َ‬
‫على ما جاءك منها ‪َ ( ،‬وا َّت ِق هَّللا َ ) تعالى في أمورك عامة ‪ ،‬وفي أمر زوجك خاصة‬
‫‪ ،‬فإن التقوى تحث على الصبر ‪ ،‬وتأمر به ‪.‬‬
‫ك َما هَّللا ُ ُم ْبدِي ِه ‪ -‬والذي أخفاه ‪ :‬أنه لو طلقها زيد ‪ :‬لتزوجها صلى‬ ‫‪َ -‬و ُت ْخفِي فِي َن ْفسِ َ‬
‫هّللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫اس ‪ -‬في عدم إبداء ما في نفسك ‪َ -،‬وهَّللا ُ َأ َح ُّق َأنْ َت ْخ َشاهُ ‪ -‬فإن خشيته‬ ‫‪َ -‬و َت ْخ َشى ال َّن َ‬
‫جالبة لكل خير ‪ ،‬مانعة من كل شر ‪.‬‬
‫ضى َز ْي ٌد ِم ْن َها َو َطراً ‪ -‬أي ‪ :‬طابت نفسه ‪ ،‬ورغب عنها ‪ ،‬وفارقها ‪-‬‬ ‫‪َ -‬ف َلمَّا َق َ‬
‫ون َع َلى ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫ِين‬ ‫َزوَّ جْ َنا َك َها ‪ -‬وإنما فعلنا ذلك لفائدة عظيمة ‪ ،‬وهي ‪ -‬لِ َكيْ ال َي ُك َ‬
‫اِئه ْم ‪ -‬حيث رأوك تزوجت زوج زيد بن حارثة ‪ ،‬الذي كان من‬ ‫اج َأ ْدعِ َي ِ‬ ‫َأ‬
‫َح َر ٌج فِي ْز َو ِ‬
‫قبل ينتسب إليك ‪ .‬تفسير السعدي " ( ص ‪. ) 666 ، 665‬‬
‫وثمة فرق كبير بين أن يكون ما أخفاه صلى هللا عليه وسلم في قلبه هو محبة‬
‫زينب ‪ ،‬وبين أن يكون المخفي زواجه منها ‪ ،‬ولذا كانت زينب رضي هللا عنها تفخر‬
‫بأن الذي زوَّ جها هو هللا تعالى – كما سبق وذكرنا الرواية في ذلك في " صحيح‬
‫البخاري " ‪ ، -‬وهو يؤ ِّكد صحة القول الصحيح الذي ال ينبغي غيره ‪ ،‬وأن الذي كان‬
‫يخفيه صلى هللا عليه وسلم هو زواجه بها ‪ ،‬وأنه يخشى من كالم الناس في ذلك ‪.‬‬

‫قال اإلمام القرطبي – رحمه هللا ‪: -‬‬


‫وروي عن علي بن الحسين ‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان قد أوحى هللا تعالى‬
‫إليه أن زيداً يطلق زينب ‪ ،‬وأنه يتزوجها بتزويج هللا إياها ‪ ،‬فلمَّا تشكى زيد للنبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم ُخلُق زينب ‪ ،‬وأنها ال تطيعه ‪ ،‬وأعلمه أنه يريد طالقها ‪ :‬قال له‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على جهة األدب والوصية ‪ " :‬اتق هللا في قولك ‪،‬‬
‫وأمسك عليك زوجك " وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها ‪ ،‬وهذا هو الذي أخفى في‬
‫نفسه ‪ ،‬ولم يُرد أن يأمره بالطالق ؛ لما علم أنه سيتزوجها ‪ ،‬وخشي رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد ‪ ،‬وهو‬
‫القدر من أن خشي الناس في‬ ‫مواله ‪ ،‬وقد أمره بطالقها ‪ ،‬فعاتبه هللا تعالى على هذا ْ‬
‫شيء قد أباحه هللا له ‪ ،‬بأن قال ‪ " :‬أمسك " مع علمه بأنه يطلِّق ‪ ،‬وأعلمه أن هللا‬
‫أحق بالخشية ‪ ،‬أي ‪ :‬في كل حال ‪.‬‬
‫قال علماؤنا رحمة هللا عليهم ‪ :‬وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه اآلية ‪ ،‬وهو‬
‫الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين ‪ ،‬والعلماء الراسخين ‪ ،‬كالزهري ‪ ،‬والقاضي‬
‫بكر بن العالء القشيري ‪ ،‬والقاضي أبي بكر بن العربي ‪ ،‬وغيرهم ‪.‬‬
‫والمراد بقوله تعالى ‪ ( :‬وتخشى الناس ) ‪ :‬إنما هو إرجاف المنافقين بأنه نهى عن‬
‫تزويج نساء األبناء وتزوَّ َج بزوجة ابنه ‪.‬‬
‫فأما ما روي أن النبي صلى هللا عليه وسلم هوي زينب امرأة زيد ‪ ،‬وربما أطلق‬
‫بعض المُجَّ ان لفظ " عشق " ‪ :‬فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم عن مثل هذا ‪ ،‬أو مستخف بحرمته ‪.‬‬
‫" تفسير القرطبي " ‪. 191 ، 190 / 14 -‬‬

‫وقال الشيخ الشنقيطي – رحمه هللا – ‪:‬‬


‫التحقيق إن شاء هَّللا في هذه المسألة ‪ :‬هو ما ذكرنا أن القرآن د َّل عليه ‪ ،‬وهو أن هَّللا‬
‫أعلم نبيّه صلى هللا عليه وسلم بأن زيداً يطلّق زينب ‪ ،‬وأنه يزوّ جها إيّاه صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وهي في ذلك الوقت تحت زيد ‪ ،‬فلما شكاها زيد إليه صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال له ‪ " :‬أمسك عليك زوجك واتق هَّللا " ‪ ،‬فعاتبه هَّللا على قوله ‪ " :‬أمسك‬
‫عليك زوجك " بعد علمه أنها ستصير زوجته هو صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وخشي‬
‫مقالة الناس أن يقولوا ‪ :‬لو أظهر ما علم من تزويجه إياها أنه يريد تزويج زوجة‬
‫ابنه في الوقت الذي هي فيه في عصمة زيد ‪.‬‬
‫والدليل على هذا أمران ‪:‬‬
‫ك َما ُ ُم ْبدِي ِه ‪، -‬‬‫هَّللا‬ ‫هَّللا‬
‫األول ‪ :‬هو ما ق ّدمنا من أن ج َّل وعال قال ‪َ -‬و ُت ْخفِي فِي َن ْفسِ َ‬
‫ضى َز ْي ٌد ِم ْن َها‬ ‫وهذا الذي أبداه هَّللا ج َّل وعال ‪ ،‬هو زواجه إياها في قوله ‪َ -‬ف َلمَّا َق َ‬
‫َو َطراً َز َّوجْ َنا َك َها‪ ،-‬ولم يب ِد ج َّل وعال شيًئ ا ممّا زعموه أنه أحبَّها ‪ ،‬ولو كان ذلك هو‬
‫المراد ‪ :‬ألبداه هَّللا تعالى ‪ ،‬كما ترى ‪.‬‬
‫األمر الثاني ‪ :‬أن هَّللا ج َّل وعال صرّ ح بأنه هو الذي زوّ جه إياها ‪ ،‬وأن الحكمة‬
‫ضى‬ ‫اإللهية في ذلك التزويج هي قطع تحريم أزواج األدعياء في قوله تعالى ‪َ -‬ف َلمَّا َق َ‬
‫اج َأ ْدعِ َي ِ‬
‫اِئه ْم ‪، -‬‬ ‫َأ‬
‫ِين َح َر ٌج فِي ْز َو ِ‬ ‫ون َع َلى ْالمُْؤ ِمن َ‬‫َز ْي ٌد ِم ْن َها َو َطراً َز َّوجْ َنا َك َها لِ َكيْ ال َي ُك َ‬
‫ِين َح َر ٌج ‪ -‬تعليل صريح لتزويجه إياها ‪ ،‬لما‬ ‫ون َع َلى ْالمُْؤ ِمن َ‬ ‫فقوله تعالى ‪ -‬لِ َكيْ ال َي ُك َ‬
‫ذكرنا ‪ ،‬وكون هَّللا هو الذي زوّ جه إياها لهذه الحكمة العظيمة صريح في أن سبب‬
‫زواجه إياها ليس هو محبّته لها التي كانت سببا ً في طالق زيد لها ‪ -‬كما زعموا ‪،‬‬
‫ضى َز ْي ٌد ِم ْن َها َو َطراً ‪ -‬اآلية ؛ ألنه يد ّل على أن زيداً‬ ‫ويوضحه قوله تعالى ‪َ -‬ف َلمَّا َق َ‬
‫تبق له بها حاجة ‪ ،‬فطلّقها باختياره ‪ ،‬والعلم عند هَّللا تعالى ‪.‬‬ ‫قضى وطره منها ‪ ،‬ولم َ‬
‫" أضواء البيان " ‪. 583 ، 582 / 6 -‬‬

‫سُئل علماء اللجنة الدائمة ‪:‬‬


‫ما هي قصة زيد بن حارثة وزواجه من زينب التي تزوجها بعده النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم ؟ وكيف بدأ زواجهما ؟ وكيف انتهى ؟ حيث إننا سمعنا من بعض الناس‬
‫في بعض الدول العربية بأن النبي صلى هللا عليه وسلم قد عشق زينب وغير ذلك ‪،‬‬
‫وال تسمح نفسي بأن أكتب لكم ما سمعت ‪ ،‬فأفيدوني ؟ ‪.‬‬
‫فأجابوا ‪:‬‬
‫زيد هو ابن حارثة بن شراحيل الكلبي مولى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وقد‬
‫أعتقه وتب َّناه ‪ ،‬فكان يُدعى " زيد بن محمد " ‪ ،‬حتى أنزل هللا قوله ( ْادعُو ُه ْم َآِل َب ِ‬
‫اِئه ْم‬
‫) ‪ ،‬فدَعوه زيد بن حارثة ‪ ،‬أما زينب فهي بنت جحش بن رباب األسدية ‪ ،‬وأمها‬
‫أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬أما قصة زواج زيد‬
‫بزينب ‪ :‬فإنَّ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم هو الذي تولى ذلك له ‪ ،‬لكونه مواله‬
‫ومُتب ّناه ‪ ،‬فخطبها من نفسها على زيد ‪ ،‬فاستنكفت وقالت ‪ :‬أنا خير منه حسبا ً ‪،‬‬
‫ضى هَّللا ُ َو َرسُولُ ُه‬ ‫ِن َواَل مُْؤ ِم َن ٍة ِإ َذا َق َ‬ ‫فروي أن هللا أنزل في ذلك قوله ‪َ -‬و َما َك َ‬
‫ان لِمُْؤ م ٍ‬
‫ضاَل اًل م ُِبي ًنا ‪-‬‬ ‫ص هَّللا َ َو َرسُو َل ُه َف َق ْد َ‬ ‫َأ‬ ‫َأمْرً ا َأنْ َي ُك َ‬
‫ض َّل َ‬ ‫ون َل ُه ُم ْال ِخ َي َرةُ ِمنْ ِ‬
‫مْر ِه ْم َو َمنْ َيعْ ِ‬
‫‪،‬‬
‫طاعة هلل ‪ ،‬وتحقي ًقا لرغبة رسوله صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وقد عاشت مع‬ ‫ً‬ ‫فاستجابت‬
‫زيد حوالي سنة ‪ ،‬ثم وقع بينهما ما يقع بين الرجل وزوجته ‪ ،‬فاشتكاها زيد إلى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬لمكانتهما منه ؛ فإنه مواله ومتبناه ‪ ،‬وزينب بنت‬
‫عمته " أميمة " ‪ ،‬وكأن زيداً عرَّ ض بطالقها ‪ ،‬فأمره النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫بإمساكها ‪ ،‬والصبر عليها ‪ ،‬مع علمه صلى هللا عليه وسلم بوحيٍ من هللا أنه سيطلقها‬
‫‪ ،‬وستكون زوجة له ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ، -‬لكنه خشي أن يُعيّره الناس بأنه‬
‫تزوج امرأة ابنه ‪ ،‬وكان ذلك ممنوعا ً في الجاهلية ‪ ،‬فعاتب هللا نبيه في ذلك بقوله ‪-‬‬
‫ك َوا َّت ِق هَّللا َ َو ُت ْخفِي فِي‬‫ك َز ْو َج َ‬ ‫َوِإ ْذ َتقُو ُل لِلَّذِي َأ ْن َع َم هَّللا ُ َع َل ْي ِه َوَأ ْن َع َ‬
‫مْت َع َل ْي ِه َأ ْمسِ كْ َع َل ْي َ‬
‫اس َوهَّللا ُ َأ َح ُّق َأنْ َت ْخ َشاهُ ‪ ، -‬يعني ‪ -‬وهللا أعلم ‪: -‬‬ ‫ك َما هَّللا ُ ُم ْبدِي ِه َو َت ْخ َشى ال َّن َ‬ ‫َن ْفسِ َ‬
‫تخفي في نفسك ما أعلمك هللا بوقوعه من طالق زيد لزوجته زينب وتزوجك إياها ‪،‬‬
‫تنفيذاً ألمره تعالى ‪ ،‬وتحقي ًقا لحكمته ‪ ،‬وتخشى قال َة الناس وتعييرهم إياك بذلك ‪ ،‬وهللا‬
‫أحق أن تخشاه ‪ ،‬ف ُتعلن ما أوحاه إليك من تفصيل أمرك وأمر زيد وزوجته زينب ‪،‬‬
‫دون مباالة بقالة الناس ‪ ،‬وتعييرهم إياك ‪.‬‬

‫أما زواج النبي صلى هللا عليه وسلم زينب ‪ :‬فقد خطبها النبي صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫بعد انتهاء عدتها من طالق زيد ‪ ،‬وزوّ جه هللا إياها بال ولي وال شهود ؛ فإنه صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ ،‬وليّ المؤمنين جميعا ً ‪ ،‬بل أولى بهم من أنفسهم ‪ ،‬قال هللا تعالى ‪-‬‬
‫ِين ِمنْ َأ ْنفُسِ ِه ْم ‪ ، -‬وأبطل هللا بذلك عادة التب ّني الجاهلي ‪ ،‬وأح َّل‬
‫ال َّن ِبيُّ َأ ْو َلى ِب ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫طالق ‪ ،‬رحمة‬‫ٍ‬ ‫للمسلمين أن يتزوجوا زوجات َمن تبنوه بعد فراقهم إياهن بمو ٍ‬
‫ت أو‬
‫منه تعالى بالمؤمنين ‪ ،‬ورف ًعا للحرج عنهم ‪.‬‬

‫وأما ما يُروى في ذلك من رؤية النبي صلى هللا عليه وسلم زينب من وراء الستار ‪،‬‬
‫وأنها وقعت من قلبه موقعا ً بليغا ً ففُتن بها وعشقها ‪ ،‬وعلم بذلك زيد فكرهها وآثر‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم بها فطلقها ليتزوجها بعده ‪ :‬فكله لم يثبت من طريق‬
‫ً‬
‫منزلة وشر ًفا‬ ‫صحيح ‪ ،‬واألنبياء أعظم شأنا ً ‪ ،‬وأعف نفسا ً ‪ ،‬وأكرم أخالقا ً ‪ ،‬وأعلى‬
‫من أن يحصل منهم شيء من ذلك ‪ ،‬ثم إن النبي صلى هللا عليه وسلم هو الذي‬
‫خطبها لزيد رضي هللا عنه ‪ ،‬وهي ابنة عمته ‪ ،‬فلو كانت نفسه متعلقة بها الستأثر‬
‫بها من أول األمر ‪ ،‬وخاصة أنها استنكفت أن تتزوج زيداً ‪ ،‬ولم ترض به حتى‬
‫ت‬‫نزلت اآلية فرضيت ‪ ،‬وإنما هذا قضاء من هللا وتدبير منه سبحانه إلبطال عادا ٍ‬
‫ضى َز ْي ٌد ِم ْن َها‬ ‫جاهلية ‪ ،‬ولرحمة الناس والتخفيف عنهم ‪ ،‬كما قال تعالى ‪َ -‬ف َلمَّا َق َ‬
‫ض ْوا‬ ‫اج َأ ْدعِ َي ِ‬
‫اِئه ْم ِإ َذا َق َ‬ ‫َأ‬
‫ِين َح َر ٌج فِي ْز َو ِ‬ ‫ون َع َلى ْالمُْؤ ِمن َ‬ ‫َو َطرً ا َز َّوجْ َنا َك َها لِ َكيْ اَل َي ُك َ‬
‫ض هَّللا ُ َل ُه‬ ‫ان َع َلى ال َّن ِبيِّ ِمنْ َح َر ٍج فِي َما َف َر َ‬ ‫ان َأمْ ُر هَّللا ِ َم ْفعُواًل ‪َ .‬ما َك َ‬ ‫ِم ْنهُنَّ َو َطرً ا َو َك َ‬
‫ت‬‫ون ِر َسااَل ِ‬ ‫ان َأمْ ُر هَّللا ِ َقدَرً ا َم ْقدُورً ا ‪ .‬الَّذ َ‬
‫ِين ُي َبلِّ ُغ َ‬ ‫ُس َّن َة هَّللا ِ فِي الَّذ َ‬
‫ِين َخ َل ْوا ِمنْ َق ْب ُل َو َك َ‬
‫ان م َُح َّم ٌد َأ َبا َأ َح ٍد ِمنْ‬‫هَّللا ِ َو َي ْخ َش ْو َن ُه َواَل َي ْخ َش ْو َن َأ َح ًدا ِإاَّل هَّللا َ َو َك َفى ِباهَّلل ِ َحسِ يبًا ‪َ .‬ما َك َ‬
‫ان هَّللا ُ ِب ُك ِّل َشيْ ٍء َعلِيمًا ‪-‬‬ ‫ِر َجالِ ُك ْم َو َل ِكنْ َرسُو َل هَّللا ِ َو َخا َت َم ال َّن ِبي َ‬
‫ِّين َو َك َ‬
‫الشيخ عبد العزيز بن باز ‪ ،‬الشيخ عبد الرزاق عفيفي ‪ ،‬الشيخ عبد هللا بن غديان ‪،‬‬
‫الشيخ عبد هللا بن قعود ‪.‬‬
‫" فتاوى إسالمية " ‪/ 141 – 137 18‬‬

‫‪ -7‬طعنهم في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بأن حمارا يتفداه بأبويه ‪ :‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السالم إن ُغفيراً ‪ -‬حمار ‪ ،‬رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ -‬قال له‪:‬‬
‫بأبي أنت وأمي ‪ -‬يا رسول هللا‪ -‬إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه‪( :‬أنه كان‬
‫مع نوح في السفينة‪ ،‬فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال‪ :‬يخرج من صلب هذا‬
‫الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم‪ ،‬فالحمد هلل الذي جعلني ذلك الحمار) ‪-‬أصول‬
‫الكافي ‪.1/237‬‬

‫أقول ‪ :‬قال هللا تعالى ‪َ ( :‬و َل َق ْد َكرَّ ْم َنا َبنِي آدَ َم َو َح َم ْل َنا ُه ْم فِي ْال َبرِّ َو ْال َبحْ ِر َو َر َز ْق َناهُم م َِّن‬
‫خ َل ْق َنا َت ْفضِ يالً) اإلسراء ‪70‬‬‫ِير ِّممَّنْ َ‬ ‫ت َو َفض َّْل َنا ُه ْم َع َلى َكث ٍ‬ ‫َّ‬
‫الط ِّي َبا ِ‬

‫هذه اآلية الكريمة بتفضيل بني آدم جميعا فكيف بأفضلهم وهو سيد األنبياء‬
‫والمرسلين نبينا محمد عليه الصالة والسالم ؟ هذا مما الشك فيه طعن في نبينا عليه‬
‫أفضل الصالة وأتم التسليم بأن يأتي حمارا يتفداه بأبويه ومن أبويه سوى حمارين ‪،‬‬
‫فهل هذا قدر الرسول صلى هللا عليه وسلم عندكم يا رافضة ؟؟‬

‫‪ -8‬طعنهم في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بأنه يري عورته البن عمه ‪ " :‬إنه لن‬
‫يرى عورتي إال علي" ‪ ‬الفوائد (‪ ،)378‬الآللئ (‪.)1/242‬‬

‫أقول ‪ :‬قال الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي هللا عنه (كان النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ) رواه البخاري‬

‫وعن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما أن رسول هللا مر على رجل من األنصار‬
‫وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬دعه فإن الحياء من‬
‫اإليمان ‪ .‬رواه البخاري‬
‫وعن أبي بكرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (الحياء من‬
‫اإليمان واإليمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار ) رواه ابن ماجه وصححه‬
‫األلباني‪.‬‬

‫وعن ابن عمر قال إن الحياء واإليمان قرنا جميعا ‪ ،‬فإذا رفع أحدهما رفع األخر ‪.‬‬
‫صححه األلباني في األدب المفرد‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم (إن هللا عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا‬
‫اغتسل أحدكم فليستتر) رواه أبو داود وصححه األلباني‬

‫صححه األلباني في‬ ‫وقال صلى هللا عليه وسلم (إن لكل دين خلقا ‪ ،‬وخلق اإلسالم الحياء )‬
‫الترغيب وقال صحيح لغيره‪.‬‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم (اإليمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ‪ .‬فأفضلها‬
‫قول ال إله إال هللا ‪ .‬وأدناها إماطة األذى عن الطريق ‪ .‬والحياء شعبة من اإليمان )‬
‫رواه مسلم‬

‫فهل بعد هذا كله يقول الرافضة هذا القول عن النبي صلى هللا عليه وسلم ولكن لن‬
‫أرد عليهم إال بحديث عن النبي صلى هللا عليه وسلم وهو أيضا في الحياء ‪( :‬إن مما‬
‫أدرك الناس من كالم النبوة األولى ‪ :‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري‬

‫‪ ‬‬
‫‪ -9‬في كتاب الكافي والذي قال عنه مهديهم كما يزعمون بأنه كافي لشيعتهم طعن‬
‫في النبي صلى هللا عليه وسلم وأنه قد دخل النار ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫يقول الكليني صاحب الكافي في كتابه الكافي الجزء الثاني ص‪ 11‬وأيضا ذكرت في‬
‫كتب أخرى مثل بصائر الدرجات ‪ 157‬ونقلها المجلسي في بحاره ‪ 64/122‬وكذلك‬
‫في شرح أصول الكافي ‪8/32‬‬
‫‪ ‬‬
‫عن اإلمام الصادق عليه السالم قال ‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم‬
‫خلق تلك الطينتين ‪ ،‬ثم فرقهما فرقتين فقال ألصحاب اليمين كونوا خلقا ً بإذني ‪،‬‬
‫فكانوا خلقا ً بمنزلة الذر يسعى ‪ ،‬وقال ألهل الشمال ‪ :‬كونوا خلقا ً بإذني ‪ ،‬فكانوا خلقا ً‬
‫بمنزلة الذر يدرج ‪ ،‬ثم رفع لهم ناراً فقال أدخلوها بإذني ‪ ،‬فكان أول من دخلها محمد‬
‫صلى هللا عليه وآله ثم اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم ‪.‬‬
‫ثم قال ألصحاب الشمال أدخلوها بإذني فقالوا‪ :‬ربنا خلقتنا لتحرقنا ؟ فعصوا ‪ ،‬فقال‬
‫ألصحاب اليمين أخرجوا بإذني من النار لم َت ْكلُ ِم النا ُر منهم َك ْلما ً ‪ ،‬ولم تؤثر فيهم‬
‫أثراً ‪ ،‬فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا‪ :‬ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقِلنا ومُرْ نا‬
‫بالدخول ‪ ،‬قال ‪ :‬قد أقلتكم فادخلوها ‪ ،‬فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا‪ :‬يا‬
‫ربنا ال صبر لنا على االحتراق فعصوا ‪ ،‬فأمرهم بالدخول ثالثا ً ‪ ،‬كل ذلك يعصون‬
‫ويرجعون ‪.‬‬
‫وأمر أولئك ثالثا ً كل ذلك يطيعون ويخرجون ‪ ،‬فقال لهم‪ :‬كونوا طينا ً بإذني فخلق‬
‫منه آدم ‪ ،‬قال‪ :‬فمن كان من هؤالء ال يكون من هؤالء ‪ ،‬ومن كان من هؤالء ال‬
‫يكون من هؤالء ‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫أقول ‪ :‬بال شك أن هذا طعن في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بل في جميع األنبياء‬
‫والرسل وفي جميع من آمن باهلل ‪ ،‬فقد دلس وكذب الرافضة بقولهم هذا ودمجوا‬
‫حديث أهل الفترة بهذه الرواية المكذوبة ‪ ،‬والمعلوم أن أهل الفترة هم من يختبرون‬
‫على إيمانهم وذلك يوم القيامة وليس حين خلق هللا الخلق ‪ ،‬ثم دمجوا معها حديث‬
‫حين خلق هللا الخلق أخرجهم من صلب آدم فأشهدهم على أنفسهم ‪ ،‬ولكن بصيغة‬
‫أخرى ليتماشى مع كذبهم ألنهم إن ذكروه بتمامه سيثبتوا صفة اليدين هلل تبارك‬
‫وتعالى وهذا أمر ال يريدونه فهم يقررون رواياتهم على ما تشتهي أنفسهم ‪ ،‬أما‬
‫حديث أهل الفترة ‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم ( أربعة يحتجون يوم القيامة ‪ :‬رجل‬
‫أصم ال يسمع شيئا ‪ .‬ورجل أحمق ‪ ،‬ورجل هرم ‪ ،‬ورجل مات في فترة ‪ .‬فأما‬
‫األصم فيقول ‪ :‬رب لقد جاء اإلسالم وما أسمع شيئا ‪ .‬وأما األحمق فيقول ‪ :‬رب جاء‬
‫اإلسالم وما أعقل شيئا ‪ ،‬والصبيان يحذفونني بالبعر ‪ .‬وأما الهرم فيقول ‪ :‬رب لقد‬
‫جاء اإلسالم وما أعقل شيئا ‪ .‬وأما الذي مات في الفترة فيقول ‪ :‬رب ما أتاني لك‬
‫رسول ‪ .‬فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ‪ ،‬فيرسل إليهم ‪ :‬أن ادخلوا النار ‪ ،‬فمن دخلها كانت‬
‫عليه بردا و سالما ‪ ،‬و من لم يدخلها سحب إليها ) صححه األلباني في صحيح الجامع ‪، 881‬‬

‫وأما حديث ذرية آدم عليه السالم ‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم (لما خلق هللا آدم مسح‬
‫على ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل‬
‫بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من‬
‫هؤالء قال هؤالء ذريتك فرأى رجال منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب‬
‫من هذا فقال رجل آخر األمم من ذريتك يقال له داود قال أي رب كم جعلت عمره‬
‫قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم جاء‬
‫ملك الموت فقال آدم أو لم يبق من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود‬
‫قال فجحد وجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته وخطئ فخطئت ذريته ) حديث صحيح‬
‫ذكره ابن مندة في الرد على الجهمية ‪.‬‬

‫ورواية أخرى ‪ ( :‬إن هللا تبارك و تعالى قبض قبضة بيمينه فقال ‪ :‬هذه لهذه و ال‬
‫أبالي ‪ ،‬و قبض قبضة أخرى ‪ ،‬يعني ‪ :‬بيده األخرى ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذه لهذه و ال أبالي )‬
‫السلسلة الصحيحة ‪. 50‬‬

‫وبهذا يتبين تدليس هؤالء القوم وطعنهم في نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم بزعمهم‬
‫أنه أول من دخل النار ‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ - 10‬ذكر السيد علي غروي أحد أكبر العلماء في الحوزة‪( :‬إن النبي صلى هللا عليه‬
‫وآله ال بد أن يدخل فرجه النار‪ ،‬ألنه وطئ بعض المشركات) كشف األسرار للموسوي ص‪24‬‬
‫‪ ‬‬
‫أقول ‪ :‬قصد هذا الرافضي‪ h‬الزنديق هو زواج النبي صلى هللا عليه وسلم من عائشة‬
‫وحفصة ألنهن بنظر هؤالء القوم كافرات مشركات لذا جزم هذا الرافضي وقال البد‬
‫أن يدخل فرجه للنار ‪ ،‬وهذا بال أدنى شك طعن واضح بين في رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم وهو رأس أهل البيت الذين يزعمون محبتهم ‪ ،‬وليت شعري لو يشرحوا‬
‫لنا كيف يكون كسرى فارس المجوسي يزدجرد في الجنة ويكون بعض رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم في النار !!! هذا يبين معتقدهم المجوسي الكافر فعندهم رواية ‪:‬‬
‫أن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه قال عن كسرى ‪ :‬إن هللا خلصه من عذاب‬
‫النار‪ ,‬و النار محرمة عليه ‪ .‬بحار األنوار ‪14/41‬‬

‫فهل النار محرمة على كسرى ملك الفرس الذي دعا عليه رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم بتمزيق ملكه ‪ ،‬وليست محرمة على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ولكن‬
‫كما قيل ليس بعد الكفر ذنب ‪.‬‬

‫وأما عائشة وحفصة فرغما عن أنوف الرافضة سماهن هللا تعالى بأمهات المؤمنين‬
‫وطهرهن من الرجس وقوله هذا يرد به كالم هللا جال وعال ‪ .‬كما عندهم أن علي هو‬
‫قسيم الجنة والنار فهل قسم علي بعض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم للنار ؟ أسأل‬
‫هللا أن يحاسبهم بما يستحقون ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -11‬طعنهم في النبي صلى هللا عليه وسلم بعدم الغيرة على عرضه ( حاشاه من‬
‫ذلك بأبي هو وأمي )‬
‫‪ ‬‬
‫عن أمير المؤمنين أنه أتى رسول هللا صلى هللا عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر (‬
‫فجلست بينه وبين عائشة‪ ،‬فقالت عائشة‪ :‬ما وجدت إال فخذي وفخذ رسول هللا؟ فقال‪:‬‬
‫مه يا عائشة) البرهان في تفسير القرآن ‪.225 /4‬‬

‫علي رضي هللا عنه‪ ( :‬أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد ‪،‬‬
‫والنبي بينهما‪ ،‬ثم يقوم النبي يصلي الليل‪ ،‬وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف‬
‫واحد ) [بحار األنوار‪])40/2( :‬‬

‫وعن رجب البرسي (أن عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة وفرقتها على‬
‫مبغضي علي) ‪ -‬مشارق األنوار ‪86‬‬

‫قالوا ‪ :‬برأها هللا في قولة تعالى (أولئك مبرؤن مما يقولون ) قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن‬
‫الزنا ال لها كما أجمع المفسرون‪.‬‬
‫الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ‪169-3/168‬‬
‫‪  ‬‬
‫أقول ‪ :‬لنعلم أوال أن الرافضة يزعمون أن أئمتهم يعلمون الغيب وما في ضمائر‬
‫العباد وأنهم استقوا هذا العلم عن النبي صلى هللا عليه وسلم وسأذكر األدلة على‬
‫قولي هذا من كتبهم ‪ ،‬فنفهم من ذلك أن النبي صلى هللا عليه وسلم يعلم الغيب ‪ ،‬فهل‬
‫علم النبي صلى هللا عليه وسلم بخيانة زوجته وسكت ؟ أم لم يعلم ويكون علم الغيب‬
‫الذي عند األئمة كذب وافتراء ‪ ،‬أم أن هذا األمر لم يكن أصال وأنهم افتروا على أم‬
‫المؤمنين رضي هللا عنها وأرضاها وهذا هو الصحيح ‪.‬‬

‫أدلة علم الغيب عند األئمة من كتب الرافضة ‪:‬‬

‫‪ -‬في خطبة لإلمام علي عليه السالم ‪ ،‬يذكر فيها صفات اإلمام ‪ ،‬جاء فيها ‪:‬‬
‫ويطلع على الغيب ‪ ،‬ويعطي التصرُّ ف على‬‫ويلبسُ الهيب َة ‪ ،‬وعلم الضمير ‪َّ ،‬‬
‫اإلطالق ‪ .‬مشارق أنوار اليقين ‪115 :‬‬

‫‪ -‬أن اإلمام مؤيد بروح القدس وبينه وبين هللا عز وجل عمود من نور يرى فيه‬
‫أعمال العباد وكلما احتاج إليه لداللة اطلع عليه‪ .‬كتاب الكافي ص‪-179‬ج‪1‬‬

‫‪ -‬أنا قسيم الجنة والنار ولقد أقرت لي جميع المالئكة والروح والرسل بمثل ما‬
‫أقروا لمحمد صلى هللا عليه وآله‪ ..‬ولقد ُأعطيت خصاالً ما سبقني إليها أحد‬
‫قبلي‪ُ ,‬علّمت المنايا والباليا واألنساب وفصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني ولم‬
‫يعزب عني ما غاب عني‪ .‬الكافي‪1/196‬‬

‫‪ -‬عن جعفر الصادق ‪ :‬إني ألعلم ما في الجنة والنار وأعلم ما كان وما يكون‪.‬‬
‫الكافي ‪.1/261‬‬

‫‪ -‬وعن جعفر الصادق أنه قال‪ :‬أي إمام ال يعلم ما يغيبه وإلى ما يصير فليس حجة‬
‫على خلقه ‪ .‬الكافي ‪1/285‬‬

‫الكافي ‪1/223‬‬ ‫‪ -‬األئمة يعرفون الرجل إذا رأوه بحقيقة اإليمان وحقيقة النفاق‪.‬‬

‫‪ -‬إن موسى والخضر أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون ـ كما عند األئمة‬
‫ـ‪ .‬الكافي ‪1/261‬‬

‫‪ -‬عن داود بن فرقد عن الحارث النضري قال ‪ :‬قلت ألبي عبد الله عليه السالم ‪:‬‬
‫الذي يسأل عنه اإلمام عليه السالم وليس عنده فيه شيء من أين يعلمه ؟ قال ‪:‬‬
‫ينكت في القلب نكتا أو ينقر في األذن نقرا ‪ ،‬وقيل ألبي عبد الله عليه السالم ‪ :‬إذا‬
‫سئل االمام كيف يجيب ؟ قال ‪ :‬إلهام أو إسماع امالى ابن الشيخ ‪. 260 :‬‬
‫بحار االنوار ‪ - 26 :‬أبواب علومهم عليهم السالم باب ‪ :1‬جهات علومهم عليهم السالم وما عندهم من الكتب وانه ينقر في آذانهم‬
‫وينكت‪ h‬في قلوبهم ‪20 - 18‬‬
‫* هذه بعض الروايات ذكرتها ورواياتهم أكثر بكثير عن علم األئمة بالغيب ‪ ،‬فهل‬
‫علم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن زوجته هذه األمور وسكت ؟؟؟‬

‫ولنعلم أيضا أنهم بهذا الكالم ردوا نص القرآن الذي برأ أم المؤمنين عائشة من‬
‫ِين َجاُؤ وا ِباِإْل ْفكِ عُصْ َبةٌ‬ ‫حادثة اإلفك ‪ ،‬وكما قال تعالى في سورة النور ‪ِ( :‬إنَّ الَّذ َ‬
‫ب م َِن اِإْل ْث ِم َوالَّذِي‬ ‫مِّن ُك ْم اَل َتحْ َسبُوهُ َشرّ اً لَّ ُكم َب ْل ه َُو َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم لِ ُك ِّل ام ِْرٍئ ِّم ْنهُم مَّا ا ْك َت َس َ‬
‫ِظ ُك ُم هَّللا ُ َأن َتعُو ُدوا‬ ‫َت َولَّى ِكب َْرهُ ِم ْن ُه ْم َل ُه َع َذابٌ َعظِ ي ٌم ) – النور ‪ ، 11‬وقال تعالى ‪َ ( :‬يع ُ‬
‫ون‬ ‫ِين َو ْال َخ ِب ُيث َ‬
‫ات ل ِْل َخ ِبيث َ‬
‫ِين ) – النور ‪ ، 17‬وقال تعالى ‪ْ ( :‬ال َخ ِبي َث ُ‬ ‫لِم ِْثلِ ِه َأ َبداً ِإن ُكن ُتم مُّْؤ ِمن َ‬
‫ون َلهُم م َّْغف َِرةٌ‬ ‫ون ِممَّا َيقُولُ َ‬ ‫ك ُم َبرَّ ُؤ َ‬‫ت ُأ ْو َلِئ َ‬ ‫ُون ل َّ‬
‫ِلط ِّي َبا ِ‬ ‫ين َو َّ‬
‫الط ِّيب َ‬ ‫ات ل َّ‬
‫ِلطي ِِّب َ‬ ‫ت َو َّ‬
‫الط ِّي َب ُ‬ ‫ل ِْل َخ ِبي َثا ِ‬
‫َو ِر ْز ٌق َك ِري ٌم ) – النور ‪، 26‬‬
‫اآلية األولى توضح أن هذه الحادثة إفك أي كذب وزور ‪ ،‬واآلية الثانية يعظ هللا بها‬
‫الناس أن يعودوا إلى هذه المقالة إن كانوا مؤمنين ‪ ،‬فمن لم يكن مؤمن فليس بعد‬
‫الكفر ذنب كما قيل وهذا شأن الطاعنين في أم المؤمنين رضي هللا عنها وأرضاها ‪،‬‬
‫واآلية الثالثة تبين أن الخبيثون للخبيثات وأن الطيبات للطيبين ‪ ،‬فنسأل الرافضة‬
‫الذين يزعمون محبة آل البيت ‪ ،‬هل النبي صلى هللا عليه وسلم عندكم طيب أم خبيث‬
‫؟ وما حكم من طعن في إحدى أمهات المؤمنين بالزنا بعد أن وضح هللا تعالى هذا‬
‫في القرآن ؟‬
‫وهناك رواية عن الرافضة في دولتهم العبيدية سأذكرها هنا ‪:‬‬
‫قال أبو السائب القاضي ‪ ( :‬كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد ‪ -‬الداعي بطبرستان‬
‫وكان يلبس الصوف‪ h‬ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوجه في كل سنة‬
‫بعشرين الف دينار الى مدينة السالم يفرق على سائر ولد الصحابة ‪ -‬وكان بحضرته‬
‫رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا غالم اضرب عنقه ! ‪ ،‬فقال له‬
‫العلويون ‪ :‬هذا رجل من شيعتنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬معاذ هللا هذا رجل طعن على النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ ،‬قال هللا تعالى ) الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات‬
‫للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ( فان‬
‫كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى هللا عليه وسلم خبيث فهو كافر فاضربوا عنقه ‪،‬‬
‫فضربوا عنقه وانا حاضر ) ‪ -‬رواه الاللكائي‬
‫وروي عن محمد بن زيد اخي الحسن بن زيد انه قدم عليه رجل من العراق فذكر‬
‫عائشة بسوء فقام اليه بعمود فضرب به دماغه فقتله ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬هذا من شيعتنا ومن‬
‫يتوالنا ‪ ،‬فقال ‪:‬هذا سمى جدي قرنان ومن سمي جدي قرنان استحق القتل ‪ ،‬فقتله ‪.‬‬

‫ونذكر قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ( ثالثة قد حرم هللا عليهم الجنة ‪ :‬مدمن‬
‫الخمر ‪ ،‬والعاق ‪ ،‬والديوث الذي يقر في أهله الخبث ) رواه األلباني وصححه في صحيح الجامع‬
‫‪ 3052‬عن عبدهللا بن عمر ورواه أيضا أحمد والنسائي ‪.‬‬

‫وهنا سأذكر مقالة للشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه هللا تفي بالرد إن شاء هللا‬
‫وسأزيد بعدها رواية من أقوال الرافضة لندينهم بأفواههم ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يقول الشيخ السحيم حفظه هللا‬
‫‪ ‬‬
‫ً‬
‫من هو ال ّديوث ؟؟ وما حُـكم من علِم عن أهله فجورا فسكت ؟؟‬
‫‪ ‬‬
‫ٌ‬
‫ساكت ال يُحرّ ك‬ ‫ِـرت لي حالة رجل يعلم بوقوع بعض محارمه في الزنا ‪ ،‬وهو‬ ‫ُذك ْ‬
‫ساكنا ً ‪ ،‬فاقشعرّ جلدي مما ُذكِـر ‪ ،‬فهو وهللا أمر تقشعر له األبدان ‪ ،‬ويشيب لِـهولِـه‬
‫الولدان ‪.‬‬

‫لقد كان أهل الجاهلية األولى ‪ -‬رغم جاهليتهم – كانوا يرفضون الزنا ‪ ،‬ويرونه‬
‫يزد اإلسالم ذلك إال شِ ّدة ‪ ،‬إال أن اإلسالم تمم مكارم األخالق وضبطها‬ ‫عاراً ‪ ،‬ولم ِ‬
‫بضوابط الشريعة ‪.‬‬
‫فالرجل الجاهلي كانت تحمله الغيرة على دفن ابنته وهي حيّـة ‪ ،‬فجاء اإلسالم وأقرّ‬
‫الغيرة ‪ ،‬وحرّ م وأد البنات ‪.‬‬
‫وكانت الغيرة ُخلُـقـا ً يُمدح به الرجال والنساء ‪.‬‬
‫فيقول الشاعر مُفتخراً بالغيرة ‪:‬‬
‫ت معـ ٌد *** غدا َة الرّ ِ‬
‫وع أجد ُر أن نغارا‬ ‫ألسنا قد َعلِ َم ْ‬

‫وكان ضعف الغيرة عالمة على سقوط الرجولة بل على ذهاب الديانة ‪.‬‬
‫ولذا كان ضعيف الغيرة يُذ ّم ‪ ،‬حتى قيل ‪:‬‬
‫لجـار‬
‫ِ‬ ‫إذ ال تغا ُر على النسا ِء قبائ ُل *** يوم الحفاظِ وال َيفُون‬

‫وكانت العرب تقول ‪ :‬تموت الحُـرّ ة وال تأكل بثدييها‬


‫وقال هند بنت عتبة – رضي هللا عنها – وقد جاءت ُتبايع النبي صلى هللا عليه على‬
‫آله وسلم ‪ ،‬فكان أن أخذ عليها في البيعة ( وأال ّ تزنين ) قالت ‪َ :‬أو تزني الحُـــرّ ة ؟؟؟‬
‫ركائز اإليمان ‪ ،‬بل‬
‫ِ‬ ‫لمكارم األخالق ‪ ،‬فجعل الغير َة من‬ ‫ِ‬ ‫ولقد جاء اإلسال ُم مُتمِّما ً‬
‫جعلها عالمة على قوّ ة اإليمان ‪.‬‬
‫الخبث في أهله ‪ ،‬فالجن ُة عليه حرام‬ ‫َ‬ ‫وفاقِ ُدها ‪ -‬أجارك هللا ‪ -‬هو ال ّديوث ‪ .‬الذي يُقرُّ‬
‫ٌ‬
‫ثالثة قد َحرّ َم‬ ‫عن عبد هللا بن عمر أن رسول هللا صلى هللا عليه على آله وسلم قال ‪:‬‬
‫والعاق ‪ ،‬وال ّدي ُ‬
‫ّوث الذي ُيقِرُّ في‬ ‫ّ‬ ‫ك َو َت َعا َلى ‪ -‬عليهم الجن َة ‪ :‬م ُْدمِنُ الخمر ‪،‬‬ ‫هللاُ ‪َ -‬ت َب َ‬
‫ار َ‬
‫ْث ‪ .‬رواه أحمد والنسائي ‪.‬‬ ‫َأهْ لِ ِه ال ُخب َ‬
‫وال ّديوث قد ف ّسره النبي صلى هللا عليه على آله وسلم في هذا الحديث بأنه الذي يُقرّ‬
‫الخبث في أهله ‪ ،‬سواء في زوجته أو أخته أو ابنته ونحوهنّ ‪.‬‬
‫والخبث المقصود به الزنا ‪ ،‬وبواعثه ودواعيه وأسبابه من خلوة ونحوها ‪.‬‬

‫قال علي رضي هللا عنه ‪ :‬أما تغارون أن تخرج نساؤكم ؟ فإنه بلغني أن نساءكم‬
‫يخرجن في األسواق يزاحمن العلوج ‪ .‬رواه اإلمام أحمد‬
‫تأمل في أحوال الصحابة – رضي هللا عنهم – تجد عجبا ً ‪ ،‬فهم يغارون أش ّد‬
‫الغيرة ‪ ،‬وكان رسول هللا صلى هللا عليه على آله وسلم أشد منهم غيرة ‪.‬‬

‫شعْ َب َة َقا َل ‪َ :‬قا َل َسعْ ُد بْنُ ُع َبا َد َة ‪َ :‬ل ْو َرَأي ُ‬


‫ْت‬ ‫ْن ُ‬ ‫ففي الصحيحين من حديث ْال ُمغ َ‬
‫ِير ِة ب ِ‬
‫ك َرسُو َل هّللا ِ صلى هللا‬ ‫امْرَأتِي َل َ‬
‫ض َر ْب ُت ُه ِبال ّس ْيفِ َغ ْي ُر مُصْ ف ٍِح َع ْن ُه ‪َ ،‬ف َب َل َغ َذلِ َ‬ ‫َر ُجالً َم َع َ‬
‫ُون ِمنْ َغي َْر ِة َسعْ ٍد ؟ َف َو هللا َأل َنا َأ ْغ َي ُر ِم ْن ُه ‪َ ،‬وهللا‬ ‫عليه على آله وسلم َف َقا َل ‪َ :‬أ َتعْ َجب َ‬
‫ص‬‫ِش َما َظ َه َر ِم ْن َها َو َما َب َط َن ‪َ ،‬والَ َش ْخ َ‬ ‫َأ ْغ َي ُر ِم ّني ‪ِ ،‬منْ َأجْ ِل َغي َْر ِة هللا َحرّ َم ْال َف َواح َ‬
‫ث هللا ْالمُرْ َسل َ‬
‫ِين‬ ‫ك َب َع ُ‬ ‫ص َأ َحبّ ِإ َل ْي ِه ْالع ُْذ ُر م َِن هللا ‪ِ ،‬منْ َأجْ ِل َذلِ َ‬ ‫َأ ْغ َي ُر م َِن هللا ‪َ ،‬والَ َش ْخ َ‬
‫ك َو َع َد هللا ْال َج ّن َة‬ ‫ص َأ َحبّ ِإ َل ْي ِه ْالم ِْد َح ُة م َِن هللا ‪ِ ،‬منْ َأجْ ِل َذلِ َ‬ ‫ين َوالَ َش ْخ َ‬ ‫ين َو ُم ْنذ ِِر َ‬
‫ُم َب ّش ِر َ‬
‫‪.‬‬

‫الحديث بين الغير ِة التي أصلُها كراه ُة القبائح‬


‫ُ‬ ‫قال ابن القيم رحمه هللا ‪َ :‬ف َج َم َع هذا‬
‫واإلحسان …‬
‫ِ‬ ‫العدل والرحم ِة‬
‫ِ‬ ‫ُذر الذي يوجبُ كما َل‬ ‫وبُغضُها ‪ ،‬وبين محب ِة الع ِ‬
‫وافق هللا في صفه من‬ ‫َ‬ ‫وافق ر َّب ُه سبحانه في صف ٍة من صِ فاتِه ‪ ،‬و َمنْ‬ ‫َ‬ ‫فالغيو ُر قد‬
‫صفاتِه قادته تلك الصفة إليه بزمامه وأدخلته على ربِّه ‪ ،‬وأدنته منه وقربته من‬
‫رحمته ‪ ،‬وصيّرته محبوبا ً له ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫كمال ومدح ‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫صفات‬ ‫صفة من صفات الرب جل وعال ‪ ،‬وصفاته‬ ‫ٌ‬ ‫إذاً فالغيرةُ‬
‫وال َغيْرةُ ال ي ّتصفُ بـها سوى أفذاذ الرّ جال الذين قاموا ِّ‬
‫بحق ال َقوا َمـة ‪.‬‬

‫المرأة إذا علِمت من زوجها أو وليّها الغيرة عليها راعت ذلك وجعلته في حُسبانها‬

‫مال وال‬ ‫األرض ِمنْ ٍ‬‫ِ‬ ‫الز َبير وما له في‬ ‫هذه أسما ُء بنت أبي بكر تقول ‪َ :‬ت َزوّ َجني ّ‬
‫وأخر ُز‬
‫ِ‬ ‫فكنت أعلِفُ فر َس ُه وأستقي الما َء‬ ‫ُ‬ ‫ناضح وغير َف َرسِ ِه ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫َممْلوكٍ وال شي ٍء ِ‬
‫غير‬
‫جارات لي من األنصار ‪ ،‬وكن‬ ‫ٌ‬ ‫ُأ‬
‫َغر َب ُه وأع ِجن ‪ ،‬ولم أكن حسِ نُ أخب ُز ‪ ،‬وكان َيخب ُز‬
‫أقط َع ُه رسو ُل صلى هللا عليه‬ ‫الزبير التي َ‬ ‫وكنت أنقل ال ّن َوى من أرض ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِسو َة صِ دق ‪،‬‬
‫ن َ‬
‫ئت يوما ً وال ّن َوى على رأسي ‪،‬‬ ‫رسخ ‪ ،‬ف ِج ُ‬ ‫وسلم على رأسي ‪ ،‬وهي ِم ِّني على ُثل َثي َف َ‬
‫فلقيت رسو َل صلى هللا عليه وسلم ومع ُه َن َف ٌر من األنصار ‪ ،‬فدَعاني ثم قال ‪ْ :‬‬
‫إخ‬ ‫ُ‬
‫ير َته ‪،‬‬‫بير و َغ َ‬ ‫وذكرت ّ‬
‫الز َ‬ ‫ُ‬ ‫مع الرّ جال ‪،‬‬ ‫أسير َ‬‫َ‬ ‫إخ ‪ ،‬ليح ِم َلني َخل َفه ‪ ،‬فاستح َي ُ‬
‫يت أن‬
‫ُ‬
‫استحييت‬ ‫ف رسو ُل هّللا ِ صلى هللا عليه وسلم أني قد‬ ‫وكان أغ َي َر الناس ‪َ ،‬ف َع َر َ‬
‫فقلت ‪َ :‬لق َيني رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم وعلى رأسي‬ ‫ُ‬ ‫بير‬
‫الز َ‬ ‫فجئت ّ‬
‫ُ‬ ‫فمضى ‪،‬‬
‫فت َغير َتك ‪،‬‬ ‫وعر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حييت منه ‪،‬‬ ‫ألركب ‪ ،‬فاس َت‬
‫َ‬ ‫ال ّن َوى ‪ ،‬ومع ُه نف ٌر من أصحابه ‪ ،‬فأنا َخ‬
‫ركوبك م َعه ‪ .‬قالت ‪ :‬حتى أرس َل إليّ أبو‬ ‫ِ‬ ‫فقال ‪ :‬وهللا َلحملُكِ ال ّنوى كان أش ّد عليّ من‬
‫بخادم َتكفيني سِ ياس َة ال َف َرس ‪ ،‬فكأنما أع َت َقني ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بكر بعدَ ذلك‬‫ٍ‬
‫ُ‬
‫حديث عهد بعُرس‬ ‫وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أنه قال ‪ :‬كان فتى منـّا‬
‫قال ‪ :‬فخرجنا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى الخندق ‪ ،‬فكان ذلك الفتى‬
‫يستأذنُ رسو َل هللا صلى هللا عليه وسلم بأنصاف النهار فيرج ُع إلى أهله ‪ ،‬فاستأذنه‬
‫يوما ً ‪ ،‬فقال له رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬خذ عليك سالحك ‪ ،‬فإني أخشى‬
‫ً‬
‫قائمة ‪،‬‬ ‫سالحه ‪ ،‬ثم رجع ‪ ،‬فإذا امرأ ُت ُه بين البابين‬‫َ‬ ‫عليك قريظة ‪ .‬فأخذ الرج ُل‬
‫ك‪،‬‬ ‫فأهوى إليها الرُّ م َح ليطعنها به ‪ ،‬وأصابته َغي َْرةٌ ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬اكفف عليك ُر ْم َح َ‬
‫تنظـر ما الذي أخرجني ‪ ،‬فدخل فإذا ِب َح ّي ٍة عظيم ٍة منطوي ٍة على‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫البيت حتى‬ ‫وادخل‬
‫فركـزه فـي الدار ‪ ،‬فاضطر َب ْ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظ َمها به ‪ ،‬ثم خرج‬
‫أسرع موتا ً ‪ .‬الح ّي َة أم الفتى ؟ ‪ .‬الحديث ‪.‬‬
‫َ‬ ‫عليه ‪ ،‬فما يُدرى أيهما كان‬

‫عرفت أن وليَّها ال يهت ُّم بـها ‪ ،‬وال يرف ُع بالغيرة رأسا ً َسهُل‬
‫ْ‬ ‫وبالمقابل فإن المرأة إذا‬
‫وحل الخطيئة ‪ ،‬ومستنقعات الرذيلة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والوقوع في‬
‫َ‬ ‫التمادي في الباطل ‪،‬‬
‫َ‬ ‫عليها‬

‫والغيرةُ غيرتان ‪:‬‬

‫فغيرةٌ ُي ِحبُّها هللا ‪ ،‬وغيرةٌ يُبغضها هللا ‪.‬‬


‫كان َيقُو ُل ‪ :‬م َِن َ‬
‫الغي َْر ِة‬ ‫فعن جابر بن عتيك أن نبيَّ هللا صلى هللا عليه على آله وسلم َ‬
‫َما ُيحِبّ هللا ‪ ،‬و ِم ْن َها َما ُي ْبغِضُ هللا ‪َ ،‬فَأمّا الّتِي ُي ِح ّب َها هللا َع ّز َو َج ّل َفال َغي َْرةُ في‬
‫فال َغي َْرةُ في َغي ِْر ِري َب ٍة ‪ .‬رواه أحمد وأبو داود‬ ‫ض َها هللا ْ‬ ‫الرّ ي َب ِة ‪َ ،‬وَأمّا الّتِي َيب َْغ ُ‬
‫والنسائي ‪ ،‬وهو حديث صحيح ‪.‬‬

‫وواجبُ المؤمنُ أن يُحبَّ ما يُحبُّه هللا ‪ .‬وأن يكره ما يكرهه هللا ‪.‬‬

‫قال ابن القيم ‪ :‬وإنما الممدوح اقترانُ الغير ِة بالعذر ‪ ،‬فيغا ُر في محل الغيرة ‪ ،‬ويعذ ُر‬
‫في موضع العذر ‪ ،‬ومن كان هكذا فهو الممدو ُح ح ّقـا ً ‪.‬‬

‫يروى أن أعرابيا ً رأى امرأته تنظر إلى الرجال فطلّقها ‪ ،‬فعُوتِب في ذلك ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫بغض *** وذاك لكثر ِة الشركـا ِء فيـه‬ ‫ٍ‬ ‫غـير‬
‫ِ‬ ‫ك ُحبَّها من‬
‫وأتر ُ‬
‫طعـام *** رفعـت يدي ونفسي تشتهيـه‬ ‫ٍ‬ ‫إذا وقع الذباب على‬
‫ـن فيه‬ ‫وتجتنبُ األسو ُد ورودَ مـا ِء *** إذا كنَّ الكالب َو َل ْـغ َ‬

‫وإذا رأيت ضعيف الغيرة فاعلم أنه ُأصيب في َمـ ْقـ َتـل ‪ ،‬وأن ذلك بسبب الذنوب ‪.‬‬

‫نار الغيرة …‬ ‫ت الذنوب أنـها ُتطفئ من القلب َ‬ ‫قال ابنُ القي ِّم رحمه هللا ‪ :‬ومن عقوبا ِ‬
‫الناس وأج ُّدهم وأعالهم ِهم ًَّة أش َّدهم غيْر ًة على نفسه وخاصته وعموم الناس‬
‫ِ‬ ‫وأشرفُ‬
‫الخلق على اُألمّة ‪ ،‬وهللا‬
‫ِ‬ ‫أغير‬
‫َ‬ ‫‪ ،‬ولهذا كان النبي صلى هللا عليه على آله وسلم‬
‫سبحانه أش ُّد غير ًة منه ‪.‬‬
‫والمقصو ُد أنه كلما اشت ّدت مالبس ُت ُه للذنوب أخرجت من قلبه الغيْر َة على نفسه وأهله‬
‫وعموم الناس ‪ ،‬وقد تضعفُ في القلب جداً حتى ال يستقبح بع َد ذلك القبيح ال من‬
‫وص َل إلى هذا الح ِّد فقد دخل في باب الهالك ‪ ،‬وكثي ٌر من‬ ‫غيره ‪ ،‬وإذا َ‬ ‫نفسه وال من ِ‬
‫لغيره ‪ ،‬ويُزيِّن ُه له‬ ‫ُ‬
‫الفواحش والظل َم ِ‬
‫َ‬ ‫هؤالء ال يقتصر على عدم االستقباح ‪ ،‬بل يُحسِّنُ‬
‫َ‬
‫أخبث‬ ‫‪ ،‬ويدعوه إليه ‪ ،‬ويح ُُّثه عليه ‪ ،‬ويسعى له في تحصيله ‪ ،‬ولهذا كان الديوث‬
‫ُ‬
‫خلق هللا ‪ ،‬والجنـ ُة عليه حرام وكذلك محل ُل الظلم والبغي لغيره ‪ ،‬ومزيِّـ َنـه له ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت عليه ِقلَّـ ُة الغيرة ؟!‬ ‫فانظر ما الذي َح َم َل ْ‬
‫الدين الغيرة ‪ ،‬ومن ال غيرة له ال دين له ‪ ،‬فالغيرةُ تحمي‬ ‫ِ‬ ‫ك على أن أصل‬ ‫وهذا ي ُدلُّ َ‬
‫والفواحش ‪.‬‬
‫َ‬ ‫القلب فتحمي له الجوارح ‪ ،‬فتدف ُع السو َء‬
‫فتموت الجوار ُح ‪ ،‬فال يبقى عندها دف ٌع الب ّت َة …‬‫َ‬ ‫القلب‬
‫َ‬ ‫وعد ُم الغير ِة ُت ُ‬
‫ميت‬
‫وعدم الغير ِة تالز ٌم من الطرفين ‪ ،‬وك ٌل منهما يستدعي‬ ‫ِ‬ ‫وبين الذنوب وبين قِلّ ِة الحيا ِء‬
‫اآلخر ويطلبه حثيثا ً ‪.‬‬
‫انتهى كالمُه رحمه هللا ‪ ،‬وال مزيد عليه ‪.‬‬

‫والمرأة عموما – أختـا ً أو بنتا ً أو زوجة – ُتريد من يغار عليها ‪ ،‬ولكن بضوابط‬
‫الغيرة التي تق ّدمت ‪.‬‬
‫وهذا ليس في نساء المسلمين فحسب ‪ ،‬بل حتى في نساء الكفار ! ‪ h....‬انتهى كالمه‬
‫حفظه هللا ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫* وسأذكر رواية للرافضة تفيد أن من وجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما‬
‫الحد‬
‫‪ ‬‬
‫عن أبي عبد هللا أنه أفتى فيمن يوجد مع امرأة تحت لحاف واحد أنهما يجلدان مئة‬
‫جلدة (الكافي‪ 7/182‬تهذيب األحكام‪ 10/40‬االستبصار‪ 4/213‬وسائل الشيعة‪ 20/348‬مستدرك الوسائل ‪ 14/339‬باب تحريم‬
‫الخلوة بامرأة أجنبية تحت لحاف واحد‪ .‬بحار األنوار‪ 73/130‬و‪ 93-76/57‬فقيه من ال يحضره الفقيه‪.)4/23‬‬
‫‪ ‬‬

‫هذه الرواية من كتبهم تفيد إقامة الحد على من وجد مع امرأة في لحاف واحد ‪ ،‬فهل‬
‫ينطبق هذا على ما رووه عن علي وعائشة ؟ وهل يقام الحد على علي ؟؟‬
‫وهذا يكفي لبيان مدى خبث هؤالء الزنادقة في طعنهم وتعديهم على النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم بهذه المسألة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -12‬طعنهم في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه يسأل المسلمين أموالهم ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫َّاِئل َوال َمحْ ر ِ‬
‫ُوم } ‪-‬‬ ‫ذكروا في كتاب‪  ‬مرآة األنوار صفحة ‪َ { 89‬وفِي َأ َ‬
‫مْوال ِِه ْم َح ٌّق لِّلس ِ ْ‬
‫الذاريات‪19‬‬
‫يقول الصادق ( زعموا) في هذه اآلية ( إن السائل والمحروم شأنهما عظيم أما‬
‫السائل فهو رسول هللا ‪ ،‬والمحروم من حرم الخمس أمير المؤمنين واألئمة من‬
‫ولده )‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ُأ‬
‫أقول ‪ :‬هذا يخالف ما أمر هللا به رسوله صلى هللا عليه وسلم إذ قال تعالى ‪ْ ( :‬و َلـِئ َ‬
‫ك‬
‫ِين َهدَى هّللا ُ َف ِبهُدَا ُه ُم ا ْق َت ِد ْه قُل الَّ َأسْ َألُ ُك ْم َع َل ْي ِه َأجْ راً ِإنْ ه َُو ِإالَّ ِذ ْك َرى ل ِْل َعا َلم َ‬
‫ِين )‬ ‫الَّذ َ‬
‫األنعام ‪90‬‬
‫الشورى ‪23‬‬ ‫وقال تعالى ( قُل اَّل َأسْ َألُ ُك ْم َع َل ْي ِه َأجْ راً ِإاَّل ْال َم َو َّد َة فِي ْالقُرْ َبى )‬
‫وهذا نبي هللا نوح عليه السالم وانظروا ما يقول لقومه ( َو َيا َق ْو ِم ال َأسْ َألُ ُك ْم َع َل ْي ِه َماالً‬
‫ي ِإالَّ َع َلى هّللا ِ ) هود ‪ ، 29‬فهل نبي هللا نوح أفضل من نبينا محمد صلوات هللا‬ ‫ِإنْ َأجْ ِر َ‬
‫وسالمه عليهما ؟؟ والمعلوم أن نبينا محمد أفضل النبيين والمرسلين وسيدهم ‪ ،‬فهل‬
‫األنبياء يرفضون المال لتكون دعوتهم خالصة هلل ونبينا صلى هللا عليه وسلم يطلب‬
‫ماال ؟؟؟ إن هذا إال افتراء منكم يا رافضة وحاشا نبينا عليه أفضل الصالة وأتم‬
‫التسليم أن يكون كما تزعمون ‪.‬‬

‫‪ -13‬لما خلق هللا تعالى النبي صلى هللا عليه وسلم ؟‬


‫يقول الرافضة في رواية عندهم ويقولون أنها حديث قدسي (يا أحمد لوالك لما خلقت‬
‫األفالك ‪ ،‬ولوال علي لما خلقتك ولوال فاطمة لما خلقتكما ) ‪ -‬كشف الآللي للعرندس على ما نقله‬
‫السيد مير جهاني في (الجنة العاصمة)‪ ،‬والعالمة المرندي في (ملتقى البحرين)‪ :‬ص‪ ،14‬و(مستدرك‪ h‬سفينة البحار)‪ :‬ج‪ 3‬ص‪،334‬‬
‫ونقله (عوالم العلوم)‪ :‬ص‪ 26‬عن (مجمع‪ h‬النورين)‪ ،‬و(من فقه الزهراء (عليها السالم)‪ :‬ج‪ 1‬ص‪19‬‬

‫وعند سؤال أحد شيوخهم المعاصرين عن هذه الرواية كان هذا الجواب ‪:‬‬
‫س ‪ :‬سماحة آية هللا الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬
‫ورد في الحديث القدسي المذكور في كتاب عوالم سيدة النساء عن مجمع النورين‪،‬‬
‫وكذا روي عن كتاب ضياء العالمين الجد األكبر لصاحب الجواهر من طرف األم‬
‫الفتوني العاملي الغروي المتوفى قبل ثالثة قرون تقريبا ما يأتي‪" :‬لوالك لما خلقت‬
‫األفالك‪ ،‬ولوال علي لما خلقتك‪ ،‬ولوال فاطمة لما خلقتكما" فهل في هذا الحديث‬
‫محذور فلسفي من قبيل الدور أو توقف الشيء على نفسه وذلك بلحاظ الجزء الثاني‬
‫أي ولوال علي لما خلقتك‪ ،‬ولوال فاطمة لما خلقتكما؟ وهل يصح للحديث توجيه‬
‫مقبول؟‬
‫الجواب ‪ :‬السالم عليكم ورحمة هللا‬
‫معنى الرواية الشريفة (على فرض صدورها من المعصوم عليه السالم ) هو‪ :‬اذا لم‬
‫يكن إيجاد النبي األكرم صلي هللا عليه و آله مقرراً في علم هللا‪ ،‬كان خلق السموات‬
‫واألرض متنافيا مع الحكمة اإللهية‪ ،‬ألنه (ص) أكمل الموجودات و هذا بمعني انه‬
‫صلي هللا عليه و آله يعد الغاية النهائية من خلق األفالك‪ .‬وان لم يكن من المقرر‬
‫إيجاد أمير المؤمنين عليه السالم لم يخلق هللا تعالى النبي األكرم صلي هللا عليه و‬
‫آله أيضا الن في هذه الحالة (مع فرض عدم وجود علي عليه السالم ) لبقي الهدف‬
‫من رسالته صلي هللا عليه و آله أبتراً وغير تام ‪ .‬ولو لم يكن من المقرر خلق فاطمة‬
‫الزهراء سالم هللا عليها لتنير العالم‪ ،‬لم يخلق هللا أمير المؤمنين عليه السالم أيضا‬
‫الن الوجود النير لبنت رسول هللا صلي هللا عليه و آله وأبنائها المكرمين هو الذي‬
‫يضمن استمرار الهداية النبوية حتى اليوم الذي يضمحل فيه العالم ‪.‬‬
‫وفقكم هللا لمرضاته‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬خلق هللا تبارك وتعالى اإلنس لتوحيده ولعبادته والدليل قوله تعالى ( َو َما‬
‫ون ) – الذاريات ‪ ، 56‬والعبادة تكون أوال بتوحيد هللا‬ ‫نس ِإاَّل لِ َيعْ ُب ُد ِ‬ ‫ت ْال ِجنَّ َواِإْل َ‬ ‫َخ َل ْق ُ‬
‫وعمل الطاعات التي أمر بها هللا واجتناب ما نهى عنه ‪ ،‬وقد أرسل هللا تبارك‬
‫وتعالى جميع الرسل للناس لتوحيده بالعبادة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َما َأرْ َس ْل َنا مِن َق ْبل َِك مِن‬
‫ون ) – األنبياء ‪ ، 25‬وقال تعالى لموسى‬ ‫ُول ِإاَّل ُنوحِي ِإ َل ْي ِه َأ َّن ُه اَل ِإ َل َه ِإاَّل َأ َنا َفاعْ ُب ُد ِ‬ ‫رَّ س ٍ‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫اَّل‬ ‫هَّللا‬ ‫َأ‬
‫ري ) – طه ‪14‬‬ ‫صاَل َة لِ ِذ ْك ِ‬
‫عليه السالم ‪ِ( :‬إ َّننِي َنا ُ اَل ِإ َل َه ِإ َنا َفاعْ ب ُْدنِي َو ق ِِم ال َّ‬
‫ص ْي َنا‬
‫ك َو َما َو َّ‬ ‫ين َما َوصَّى ِب ِه ُنوحا ً َوالَّذِي َأ ْو َح ْي َنا ِإ َل ْي َ‬ ‫وقال تعالى ‪َ ( :‬ش َر َع َل ُكم م َِّن ال ِّد ِ‬
‫ِين َما‬ ‫ين َواَل َت َت َفرَّ قُوا فِي ِه َكب َُر َع َلى ْال ُم ْش ِرك َ‬ ‫ُوسى َوعِ ي َسى َأنْ َأقِيمُوا ال ِّد َ‬ ‫ِب ِه ِإب َْراهِي َم َوم َ‬
‫من ُينِيبُ ) – الشورى ‪13‬‬ ‫َت ْدعُو ُه ْم ِإ َل ْي ِه هَّللا ُ َيجْ َت ِبي ِإ َل ْي ِه َمن َي َشا ُء َو َي ْهدِي ِإ َل ْي ِه َ‬
‫وليس فقط للعبادة بل لالبتالء ‪ ،‬واإلبتالء يكون بعمل الطاعات وترك الشرك‬
‫والذنوب حتى يتميز الخبيث من الطيب ‪ ،‬وهذا ال ينافي ما ذكرناه سابقا حيث أن هللا‬
‫تبارك وتعالى ليس بحاجة لعبادتنا وسأورد مقاال للعالمة عبد الرحمن بن ناصر‬
‫البراك حفظه هللا وهو ردا على سائل سأله ‪ :‬هللا غني عن عبادتنا فلماذا خلقنا ؟‬

‫هللا غني عن عبادتنا ‪ ..‬فلماذا خلقنا ؟‬

‫الحمد هلل وحدة والصالة والسالم على من ال نبي بعده وبعد ‪:‬‬

‫وخلق ما على األرض‬ ‫ِ‬ ‫لق السماوات واألرض‪،‬‬ ‫فقد بيّن سبحانه وتعالى حكمته من َخ ِ‬
‫{وه َُو‬ ‫ت والحياة‪ ،‬وهي االبتالء للجن واإلنس‪ ،‬كما قال سبحانه وتعالى‪َ  :‬‬ ‫لق المو ِ‬ ‫وخ ِ‬ ‫َ‬
‫ش ُه َع َلى ْال َماء لِ َي ْبلُ َو ُك ْم َأ ُّي ُك ْم‬‫ان َعرْ ُ‬ ‫َأ‬
‫ض فِي سِ َّت ِة ي ٍ‬
‫َّام َو َك َ‬ ‫ت َواَألرْ َ‬ ‫الَّذِي َخ َلق ال َّس َم َاوا ِ‬
‫ض ِزي َن ًة لَّ َها لِ َن ْبلُ َو ُه ْم َأ ُّي ُه ْم‬ ‫َأحْ َسنُ َع َمالً } [هود‪ ،]7 :‬وقال تعالى‪ِ{  :‬إ َّنا َج َع ْل َنا َما َع َلى اَأْلرْ ِ‬
‫ت َو ْال َح َيا َة لِ َي ْبلُ َو ُك ْم َأ ُّي ُك ْم َأحْ َسنُ‬‫َأحْ َسنُ َع َمالً }[الكهف‪ ،]7 :‬وقال تعالى‪{  :‬الَّذِي َخ َل َق ْال َم ْو َ‬
‫َع َمالً َوه َُو ْال َع ِزي ُز ْال َغفُورُ} [الملك‪.]2 :‬‬

‫أحسن‬
‫َ‬ ‫ت أن هللا خلق ما خلق البتالء العباد ليتبين من يكونُ منهم‬ ‫فعُلم من هذه اآليا ِ‬
‫عمالً‪ ،‬ويظه ُر ذلك في الواقع حقيقة موجودة‪ ،‬بل بيّن سبحانه في كتابه أن ما يجري‬
‫في الوجود من النعم والمصائب لنفس الحكمة وهي االبتالء الذي يُذكر أحيانا ً بلفظ‬
‫الفتنة‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ {  :‬و َن ْبلُو ُكم ِبال َّشرِّ َو ْال َخي ِْر فِ ْت َن ًة } [األنبياء‪ ،]35 :‬وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫{و َل َق ْد‬
‫صدَ قُوا َو َل َيعْ َل َمنَّ ْال َكاذ ِِب َ‬
‫ين } [العنكبوت‪.]2 :‬‬ ‫ِين مِن َق ْبل ِِه ْم َف َل َيعْ َل َمنَّ هَّللا ُ الَّذ َ‬
‫ِين َ‬ ‫َف َت َّنا الَّذ َ‬
‫الصادق من الكاذبِ‪ ،‬والمؤمن من الكافر مما هو معلوم للرب‬ ‫ُ‬ ‫فبهذا االبتال ِء يتبينُ‬
‫قبل ظهوره في الواقع‪ ،‬وقد أخبر سبحانه وتعالى في موضع من القرآن أنه َ‬
‫خلق‬
‫الناس ليختلفوا ويكونُ منهم المؤمن والكافر‪ ،‬ويترتبُ على ذلك ما يترتبُ من ابتال ِء‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫اس مَّة َوا ِح َد ًة َوالَ‬‫ُأ‬ ‫ك َل َج َع َل ال َّن َ‬ ‫{و َل ْو َشاء َر ُّب َ‬ ‫الفريقين بعضهم ببعض‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬‬
‫{و َك َذل َِك‬
‫ك َخ َل َق ُه ْم }[هود‪ ،]118 ،117 :‬وقال تعالى‪َ :‬‬ ‫ُّك َول َِذلِ َ‬
‫ِين ِإالَّ َمن رَّ ِح َم َرب َ‬ ‫َي َزالُ َ‬
‫ون م ُْخ َتلِف َ‬
‫ين}‬ ‫ْس هّللا ُ ِبَأعْ َل َم ِبال َّشاك ِِر َ‬‫ض لِّ َيقُولو ْا َأ َهـُؤ الء َمنَّ هّللا ُ َع َلي ِْهم مِّن َب ْي ِن َنا َأ َلي َ‬ ‫ضهُم ِب َبعْ ٍ‬‫َف َت َّنا َبعْ َ‬
‫ض‬ ‫ض ُكم ِب َبعْ ٍ‬ ‫ص َر ِم ْن ُه ْم َو َلكِن لِّ َي ْبلُ َو َبعْ َ‬ ‫[األنعام‪ .]53 :‬وقال تعالى‪َ { :‬ذل َِك َو َل ْو َي َشا ُء هَّللا ُ اَل ن َت َ‬
‫يل هَّللا ِ َف َلن يُضِ َّل َأعْ َما َل ُه ْم } [محمد‪.]4 :‬‬ ‫ِين قُ ِتلُوا فِي َس ِب ِ‬
‫َوالَّذ َ‬
‫األيام‬
‫ِ‬ ‫وبيّن سبحانه وتعالى أن من حكمته في القتال بين المؤمنين والكافرين ومداولة‬
‫اس َولِ َيعْ َل َم هّللا ُ الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا َو َي َّتخ َِذ مِن ُك ْم‬ ‫دَاولُ َها َبي َْن ال َّن ِ‬
‫ك األيَّا ُم ُن ِ‬ ‫‪{:‬وت ِْل َ‪h‬‬
‫ما ذكره في قوله َ‬
‫ِين } [آل عمران‪.]140 :‬‬ ‫ش َهدَاء َوهّللا ُ الَ ُيحِبُّ َّ‬
‫الظالِم َ‬ ‫ُ‬

‫[الذاريات‪]56 :‬‬ ‫ون}‬ ‫ت ْال ِجنَّ َواِإْل َ‬


‫نس ِإاَّل لِ َيعْ ُب ُد ِ‬ ‫{و َما َخ َل ْق ُ‬
‫وأما قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫فقد قيل‪ :‬إن المعنى آلمرهم وأنهاهم فيعبدوني‪ ،‬وأمره ونهيه سبحانه وتعالى هو ما‬
‫بعث به رسله‪ ،‬وفي هذا ابتالء للعباد يكشف به حقائقهم حتى يميز هللا الخبيث من‬
‫ان َق ْو ِم ِه لِ ُي َبي َِّن َل ُه ْم َفيُضِ ُّل هّللا ُ َمن‬
‫ُول ِإالَّ ِبلِ َس ِ‬‫{و َما َأرْ َس ْل َنا مِن رَّ س ٍ‬ ‫الطيب‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ِين َع َلى َما َأن ُت ْم‬ ‫ان هّللا ُ لِ َي َذ َر ْالمُْؤ ِمن َ‬‫َي َشا ُء َو َي ْهدِي َمن َي َشاءُ} [إبراهيم‪ ،]4 :‬وقال تعالى‪{ :‬مَّا َك َ‬
‫ب َو َلكِنَّ هّللا َ َيجْ َت ِبي‬‫ان هّللا ُ لِي ُْطلِ َع ُك ْم َع َلى ْال َغ ْي ِ‬ ‫ب َو َما َك َ‬ ‫يث م َِن َّ‬
‫الط ِّي ِ‬ ‫ِيز ْال َخ ِب َ‬
‫َع َل ْي ِه َح َّت َى َيم َ‬
‫م }[آل عمران‪:‬‬ ‫مِن رُّ ُسلِ ِه َمن َي َشا ُء َفآ ِم ُنو ْا ِباهّلل ِ َو ُر ُسلِ ِه َوِإن ُتْؤ ِم ُنو ْا َو َت َّتقُو ْا َف َل ُك ْم َأجْ ٌر َعظِ ي ٌ‬
‫‪.]179‬‬

‫وقد ذكر سبحانه أن من حكمته من خلق السماوات واألرض أن يعلم العباد كمال‬
‫ت َوم َِن اَأْلرْ ِ‬
‫ض م ِْث َلهُنَّ َي َت َن َّز ُل‬ ‫علمه وقدرته قال تعالى‪{ :‬هَّللا ُ الَّذِي َخ َل َق َسب َْع َس َم َاوا ٍ‬
‫اَأْل ْم ُر َب ْي َنهُنَّ لِ َتعْ َلمُوا َأنَّ هَّللا َ َع َلى ُك ِّل َشيْ ٍء َقدِي ٌر َوَأنَّ هَّللا َ َق ْد َأ َحا َط ِب ُك ِّل َشيْ ٍء عِ ْلما ً }‬
‫خلق هللا آلدم أو للجن واإلنس لحاج ٍة به إليهم وال لحاج ٍة إلى‬ ‫[الطالق‪ ]12 :‬ولم يكن ُ‬
‫عبادتهم –كما توهم السائل‪ -‬بل ال حاج َة به إلى عبادة المالئكة وال غيرهم؛ ألنه‬
‫الغني بذاته عن كل ما سواه‪ ،‬لكنه تعالى يحب من عباده أن يعبدوه ويطيعوه‪،‬‬
‫وعبادته هي محبته والذل لـه واالفتقار إليه سبحانه‪ ،‬ونفع ذلك عائد إليهم‪.‬‬

‫كما جاء في الحديث القدسي‪" :‬يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا‬
‫نفعي فتنفعوني‪ ،‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم‪ ،‬كانوا على أتقى قلب‬
‫رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً‪ ،‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم‬
‫وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً‪ ،‬يا عبادي‬
‫لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني‪ ،‬فأعطيت كل‬
‫واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إال كما ينقص ْ‬
‫المخ َيط إذا أدخل البحر" رواه مسلم‬
‫(‪.)2577‬‬
‫‪-‬هللا عز وجل‪ -‬قبل خلق البشر‪ ،‬فلماذا‬
‫ت َ‬ ‫وقول القائل‪( :‬إذا كانت المالئكة قد عبد ِ‬
‫ُخلق البشر؟)‬

‫ض َخلِي َف ًة َقالُو ْا‬ ‫ُّك ل ِْل َمالَِئ َك ِة ِإ ِّني َجاعِ ٌل فِي اَألرْ ِ‬ ‫{وِإ ْذ َقا َل َرب َ‬ ‫جوابه في قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫ك َقا َل ِإ ِّني َأعْ َل ُم‬ ‫ك َو ُن َق ِّدسُ َل َ‬ ‫ك ال ِّد َماء َو َنحْ نُ ُن َس ِّب ُح ِب َح ْم ِد َ‬ ‫َأ َتجْ َع ُل فِي َها َمن ُي ْفسِ ُد فِي َها َو َيسْ فِ ُ‬
‫ُون} يتضمن أن لـه حكمة‬ ‫ُون}‪[ h‬البقرة‪ ،]30 :‬فقوله تعالى‪ِ{ :‬إ ِّني َأعْ َل ُم َما الَ َتعْ َلم َ‬ ‫َما الَ َتعْ َلم َ‬
‫في خلق آدم واستخالفه في األرض‪ ،‬وإن كان يحصل من بعض ذريته ما يحصل‬
‫ُون} إلى قوله عن‬ ‫من اإلفساد وسفك الدماء‪ ،‬قال تعالى‪ِ{ :‬إ ِّني َأعْ َل ُم َما الَ َتعْ َلم َ‬
‫نت ْال َعلِي ُم ْال َحكِي ُم }البقرة‪.32‬‬ ‫ك َأ َ‬ ‫ك الَ عِ ْل َم َل َنا ِإالَّ َما َعلَّمْ َت َنا ِإ َّن َ‬
‫المالئكة‪َ {:‬قالُو ْا ُسب َْحا َن َ‬
‫فقد تبين مما تقدم أن قول القائل‪" :‬نحن المسلمين نعلم أن اإلنسان ُخلق لسبب واحد‬
‫وهو عبادة هللا وحده" ليس بصحيح؛ ألن هللا بيّن أنه خلق الجن واإلنس لعبادته‪،‬‬
‫وليبتليهم بأنواع االبتالء‪ ،‬وليعرفوه بأسمائه وصفاته كما تقدم ذكر ما يدل على ذلك‬
‫كله‪ ،‬وهللا أعلم‪ – .‬انتهى كالمه حفظه هللا تعالى‪.‬‬

‫فعلمنا من القرآن لما خلقنا هللا تبارك وتعالى وهو االبتالء حتى يتميز الخبيث من‬
‫الطيب وذلك بعبادته وحده ال شريك له وأن ال ندعوا من دونه أحدا ‪ ،‬فيتبين رد‬
‫الرافضة بهذه الرواية على هللا تبارك وتعالى وافترائهم عليه وعلى رسوله صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬والعجيب أنه لم يذكر أسم فاطمة أو علي رضي هللا عنهما في القرآن‬
‫والذي ما كان قد خلق نبينا صلى هللا عليه وسلم لوالهما كما زعم الرافضة أعداء هللا‬
‫‪ .‬ولِم لم يصبحا رسال أو أنبياء ؟؟‬

‫قال الخميني في كتابه الحكومة اإلسالمية صفحه ‪52‬‬ ‫‪-14‬‬


‫فإن لإلمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخالفة تكوينيه تخضع لواليتها‬
‫وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون وأن من ضروريات مذهبنا أن ألئمتنا‬
‫مقاما ال يبلغه ملك مقرب وال نبي مرسل ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬هذا يعني أن النبي صلى هللا عليه وسلم لم يبلغ مقام األئمة وهذا يدل على‬
‫تدني شأن النبي صلى هللا عليه وسلم عند الرافضة فهم لم يستثنوا أحدا ‪ ،‬وهذا بال‬
‫شك طعن في خير البشر صلى هللا عليه وسلم وقد قال النبي صلى هللا عليه وسلم في‬
‫حديث مشهور ‪( :‬أنا أول الناس تنشق األرض عن جمجمتي يوم القيامة وال فخر‬
‫وأعطى لواء الحمد وال فخر ‪ ،‬وأنا سيد الناس يوم القيامة وال فخر ‪ ،‬وأنا أول من‬
‫يدخل الجنة وال فخر وأنا آتي باب الجنة فآخذ بحلقتها فيقولون ‪ :‬من هذا ؟ فأقول أنا‬
‫محمد فيفتحون لي فأجد الجبار تبارك وتعالى مستقبلي فأسجد له فيقول ‪ :‬ارفع رأسك‬
‫يا محمد وقل نسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع ‪ ،‬فأرفع رأسي فأقول ‪ :‬أمتي‬
‫أمتي يا رب ‪ ،‬فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من‬
‫اإليمان فأدخله الجنة ‪ ،‬فأقبل فمن وجدت في قلبه ذلك فأدخلهم الجنة فإذا الجبار‬
‫مستقبلي فأسجد له فيقول ‪ :‬ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك واشفع تشفع ‪،‬‬
‫فأرفع رأسي فأقول ‪ :‬أمتي أمتي يا رب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬اذهب إلى أمتك فمن وجدت في‬
‫قلبه مثقال نصف حبة من شعير من اإليمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه‬
‫مثقال ذلك أدخلتهم الجنة فأجد الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول ‪ :‬ارفع رأسك يا‬
‫محمد وقل نسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع ‪ ،‬فأرفع رأسي فأقول ‪ :‬أمتي أمتي‬
‫أي رب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة خردل من اإليمان‬
‫فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه ذلك أدخلتهم الجنة ‪ ،‬وفرغ هللا من حساب‬
‫الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار ‪ ،‬فيقول أهل النار ‪ :‬ما أغنى‬
‫عنكم أنكم كنتم تعبدون هللا ال تشركون به شيئا ‪ ،‬فيقول الجبار ‪ :‬فبعزتي ألعتقنهم‬
‫من النار ‪ ،‬فيرسل إليهم فيخرجون من النار قد امتحشوا فيدخلون الجنة في نهر‬
‫الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤالء عتقاء‬
‫هللا ‪ ،‬فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة ‪ :‬هؤالء الجهنميون ‪ ،‬فيقول‬
‫الجبار ‪ :‬بل هؤالء عتقاء الجبار عز وجل ) – كتاب اإليمان لبن منده والحديث صحيح ومشهور‪. h‬‬

‫يقول الشيخ طارق الكعبي ‪ -‬حفظه هللا ‪ -‬تعليقا على رواية الهالك الخميني ‪:‬‬
‫يعرف من ذلك أن جميع الكون إنما هو خاضع لوالية هؤالء األئمة بل أن رسل هللا‬
‫ال يصلون إلى ذلك المقام ويا ليت شعري لم هللا تعالى لم يجعل هؤالء األئمة رسال‬
‫وقد جعل أولئك الذين ال يصلون هذا المقام رسال ولِم لم يبين هللا تعالى بآية واضحة‬
‫شأنهم بل لِم لم يذكر واحدا منهم باسمه بالقرآن ما دامت لهم هذه المكانة العظيمة‬
‫قاتل هللا الضالل والكفر والغلو وال يكذب علينا مدعي أن هذا رأي الخميني فقط‬
‫الخميني عندهم مرجع وقال من ضروريات مذهبنا أي هو دين عندهم ‪ .‬أ هـ‬

‫‪ - 15‬عن أبي عبد هللا قال ‪ :‬لما ولد النبي صلى هللا عليه وآله مكث أياما ليس له‬
‫لبن‪ .‬فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه‪ .‬فأنزل هللا فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع‬
‫أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها ‪ -‬الكافي ‪ 1/373‬كتاب الحجة‪ .‬باب مولد النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫ووفاته‪.‬‬

‫ان ِب َوالِ َد ْي ِه َح َم َل ْت ُه ُأ ُّم ُه َوهْ نا ً َع َلى َوهْ ٍن‬ ‫ص ْي َنا اِإْلن َس َ‬‫أقول ‪ :‬سبحان هللا الذي قال ‪َ ( :‬و َو َّ‬
‫ُأ‬
‫ان ِب َوالِ َد ْي ِه ِإحْ َسانا ً َح َم َل ْت ُه ُّم ُه‬ ‫ص ْي َنا اِإْلن َس َ‬ ‫ْن ) – لقمان ‪ ، 14‬وقال ‪ََ ( :‬و َو َّ‬ ‫ِصالُ ُه فِي َعا َمي ِ‬
‫َوف َ‬
‫ون َشهْراً ) – األحقاف ‪ ، 15‬أراد الرافضة‬ ‫صالُ ُه َثاَل ُث َ‬ ‫ض َع ْت ُه ُكرْ ها ً َو َح ْملُ ُه َوفِ َ‬
‫ُكرْ ها ً َو َو َ‬
‫تزكية أبو طالب المشرك باهلل ألنه أبو علي رضي هللا عنه ‪ ،‬فانتقصوا النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بأن جعلوه يرضع من ثدي رجل !! فهل هذه منقبة أم مثلبة ؟؟ بال شك‬
‫ُوحى ِإ َليَّ َأ َّن َما ِإ َل ُه ُك ْم ِإ َل ٌه َوا ِح ٌد‬‫أنها مثلبة ‪ ،‬قال هللا تعالى ‪( :‬قُ ْل ِإ َّن َما َأ َنا َب َش ٌر م ِّْثلُ ُك ْم ي َ‬
‫حداً) – الكهف‬ ‫صالِحا ً َواَل ُي ْش ِركْ ِب ِع َبا َد ِة َر ِّب ِه َأ َ‬ ‫ان َيرْ جُو لِ َقاء َر ِّب ِه َف ْل َيعْ َم ْل َع َمالً َ‬
‫َف َمن َك َ‬
‫ُوحى ِإ َليَّ َأ َّن َما ِإ َل ُه ُك ْم ِإ َل ٌه َوا ِح ٌد َفاسْ َتقِيمُوا‬ ‫‪ ، 110‬وقال تعالى ‪( :‬قُ ْل ِإ َّن َما َأ َنا َب َش ٌر م ِّْثلُ ُك ْم ي َ‬
‫ِإ َل ْي ِه َواسْ َت ْغفِرُوهُ َو َو ْي ٌل لِّ ْل ُم ْش ِرك َ‬
‫ِين ) – فصلت ‪ ، 6‬فبين هللا تبارك وتعالى أن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم بشر مثلنا يصيبه ما يصيب البشر من مرض ونوم وسهو ونسيان‬
‫وحتى أنه ُسحِر صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فهل رضاعته من رجل تعد فضيلة ؟!! هذا‬
‫استهزاء واستخفاف في حق النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ( .‬فما لهؤالء القوم ال‬
‫يكادون يفقهون حديثا ) – النساء ‪ . 78‬ولكن كما قيل أسمعت لو ناديت حيا ولكن ال‬
‫حياة لمن تنادي ‪.‬‬

‫رووا عن الباقر والصادق أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان ال ينام‬ ‫‪-16‬‬
‫حتى يقبّل عرض وجه فاطمة ويدعو لها‪ ،‬وفي رواية‪ :‬حتى يقبل عرض‬
‫وجنة فاطمة أو بين ثدييها! وفي رواية‪ :‬حتى يضع وجهه بين ثدييها‪- .‬مناقب‬
‫آل أبي طالب البن شهرآشوب ‪ 3/114‬بحار األنوار للمجلسي ‪ 34/42‬و‪ 55‬و‪ 78‬ومجمع النورين للمرندي ‪ 30‬وكشف‬
‫الغمة لإلربلي ‪ 3/95‬واللمعة البيضاء للتبريزي األنصاري ‪. 53‬‬

‫وقال التبريزي في اللمعة البيضاء (‪ :)235‬ساطعا عطر الجنة ورائحتها من بين‬


‫ثدييها‪ ،‬ورسول هللا صلى هللا عليه وآله كان يمس وجهه لما بين ثدييها كل يوم وليلة‬
‫يشمها ويلتذ من استشمامها ‪.‬‬

‫وقال األحمدي ‪ :‬كان صلى هللا عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة عليها السالم‪ ،‬يقبّل‬
‫نحرها ويدها ووجهها وصدرها حتى أنه صلى هللا عليه وآله في كل ليلة قبل أن ينام‬
‫يأتي لبيت فاطمة عليها السالم ويقبل عرض وجهها وبين ثدييها أو يضع وجهه‬
‫الشريف بين ثدييها حتى اعترضت عائشة ‪ - .‬مكاتيب‪ h‬الرسول‪ 1/568‬لألحمدي الميانجي‪.1/568‬‬

‫أقول ‪ :‬إن هذه الروايات المفتراه على سيد المرسلين صلى هللا عليه وسلم ستكون‬
‫وباال عليكم يا رافضة ‪ ،‬فما الذي تلمحون إليه ؟ وما الهدف من وضع هذه الروايات‬
‫المكذوبة سوى الطعن في نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم وفي ابنته فاطمة رضي‬
‫هللا عنها وأرضاها ؟ وهللا إن الرجل ليعاب إن كانت ابنته بالغة ويضع وجهه بين‬
‫ثدييها ‪ ،‬فكيف تعيبون الرسول صلى هللا عليه وسلم بهذه األقوال ‪ ( ،‬إذا لم تستح‬
‫فاصنع ما شئت ) ‪.‬‬

‫ذكرت لك أخي القارئ بعض الروايات من كتب القوم الطاعنة في نبينا محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم وهو رأس أهل البيت ‪ ،‬فهل ترى أن الرافضة صدقوا بمحبتهم آلل‬
‫البيت أم كذبوا ؟‬

‫أترك لك اإلجابة ‪.‬‬


‫* قبل أن أبدأ برواياتهم عن آل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم سأبيّن من هم آل بيت‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ثم فصال في حب أهل السنة والجماعة ومودتهم آلل‬
‫البيت رضي هللا عنهم وأرضاهم ‪.‬‬

‫من هم آل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم ؟ ‪:‬‬

‫أوال لنعرف من هم آل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم كي نرى دعوى محبة‬
‫الرافضة لهم هل هي حقيقة أم كذب وافتراء ‪.‬‬

‫عن يزيد بن حيان قال ‪ :‬انطلقت أنا وحصين بن سبرة ‪ ،‬وعمرو ابن مسلم إلى زيد‬
‫بن أرقم رضي هللا عنهم ‪ ،‬فلما جلسنا إليه قال له حصين ‪ :‬لقد لقيت يا زيد خيراً‬
‫كثيراً ‪ ،‬رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وسمعت حديثه ‪ ،‬وغزوت معه ‪،‬‬
‫وصليت خلفه ‪ :‬لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ‪ ،‬حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬يا ابن أخي وهللا لقد كبرت سني ‪ ،‬وقدم عهدي ‪ ،‬ونسيت بعض الذي كنت أعي‬
‫من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فما حدثتكم ‪ ،‬فاقبلوا ‪ ،‬وما ال فال تكلفونيه ‪ ،‬ثم‬
‫قال ‪ :‬قام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يوما ً فينا خطيبا َ بماء يدعى خمّا بين مكة‬
‫والمدينة ‪ ،‬فحمد هللا وأثنى عليه ‪ ،‬ووعظ ‪ ،‬وذكر ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫( أما بعد ‪ :‬أال أيها الناس ‪ ،‬فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ‪ ،‬وأنا‬
‫تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب هللا ‪،‬فيه الهدى والنور‪ ،‬فخذوا بكتاب هللا‪ ،‬واستمسكوا‬
‫به) فحث على كتاب هللا ‪ ،‬ورغب فيه ثم قال ‪ ( :‬وأهل بيتي أذكركم هللا في أهل بيتي‬
‫أذكركم هللا في أهل بيتي ) ‪.‬‬
‫فقال له حصين ‪ :‬ومن أهل بيته يا زيد ‪ ،‬أليس نساؤه من أهل بيته ؟‬
‫قال ‪ :‬نساؤه من أهل بيته ‪ ،‬ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ‪ ،‬قال ‪ :‬ومن هم ؟‬
‫قال هم آل على ‪ ،‬وآل عقيل ‪ ،‬وآل جعفر ‪ ،‬وآل عباس ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬كل هؤالء حرم الصدقة ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم‬
‫‪ -‬رواه مسلم‬

‫هذا الحديث أوضح من هم أهل بيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وهم آل علي‬
‫وآل عقيل ‪ ،‬وآل جعفر ‪ ،‬وآل العباس ‪ ،‬وأيضا أزواجه صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫وبالطبع يخص بها المؤمنون منهم فال نقول مثال أن أبا لهب من أهل البيت أو أبو‬
‫طالب من أهل البيت فهؤالء ماتوا على الشرك ‪.‬‬
‫َأ‬
‫والدليل ‪ :‬قوله تعالى عن نوح عليه السالم ‪َ ( :‬ربِّ ِإنَّ ا ْبنِي ِمنْ هْ لِي ) ‪ ،‬وكان ابنه‬
‫ْس ِمنْ َأهْ ل َِك ) ‪ -‬هود ‪. 46 :‬‬
‫كافر قال ‪ِ ( :‬إ َّن ُه َلي َ‬
‫واألدلة في أن أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم من أهل بيته ‪:‬‬

‫يقول اإلمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين – رحمه هللا ‪ -‬في شرحه لكتاب رياض‬
‫الصالحين – الجزء الثالث – باب إكرام أهل بيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وبيان فضلهم ‪:‬‬

‫فإن زوجاته رضى هللا عنهن من آل بيته ‪ ،‬كما قال هللا تعالى في سياق نساء أمهات‬
‫ضعْ َن ِب ْال َق ْو ِل‬ ‫المؤمنين ‪َ ( :‬يا ن َِسا َء ال َّن ِبيِّ َلسْ ُتنَّ َكَأ َح ٍد م َِن ال ِّن َسا ِء ِإ ِن ا َّت َق ْي ُتنَّ َفال َت ْخ َ‬
‫َف َي ْط َم َع الَّذِي فِي َق ْل ِب ِه َم َرضٌ َوقُ ْل َن َق ْوالً َمعْ رُوفا ً (‪َ )32‬و َقرْ َن فِي ُبيُو ِت ُكنَّ َوال َت َبرَّ جْ َن‬
‫الز َكا َة َوَأطِ عْ َن هَّللا َ َو َرسُو َل ُه ِإ َّن َما ي ُِري ُد هَّللا ُ‬ ‫ِين َّ‬ ‫َت َبرُّ َج ْال َجا ِهلِ َّي ِة اُأْلو َلى َوَأ ِق ْم َن الصَّال َة َوآت َ‬
‫ت َو ُي َطه َِّر ُك ْم َت ْط ِهيراً ) ‪ -‬األحزاب‪. 33، 32 :‬‬ ‫س َأهْ َل ْال َب ْي ِ‬ ‫ِب َع ْن ُك ُم الرِّ جْ َ‬ ‫لِي ُْذه َ‬
‫وهذا نص صريح واضح جداً بأن زوجات الرسول صلى هللا عليه وسلم من آل‬
‫بيته ‪ ،‬خالفا ً للرافضة الذين قالوا ‪ :‬إن زوجات الرسول صلى هللا عليه وسلم ليسوا‬
‫من أهل بيته ‪ ،‬فزوجاته من أهل بيته بال شك ‪.‬‬
‫وألهل بيت الرسول صلى هللا عليه وسلم المؤمنين حقان ‪ :‬حق اإليمان ‪ ،‬وحق‬
‫القرابة من الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫وزوجات الرسول صلى هللا عليه وسلم أمهات المؤمنين ‪ ،‬كما قال تعالى في كتابه‬
‫ِين ِمنْ َأ ْنفُسِ ِه ْم َوَأ ْز َوا ُج ُه ُأ َّم َها ُت ُه ْم ) ‪ -‬األحزاب‪. 6 :‬‬ ‫( ال َّن ِبيُّ َأ ْو َلى ِب ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫فأزواج الرسول صلى هللا عليه وسلم أمهات للمؤمنين ‪ ،‬وهذا باإلجماع ‪ ،‬فمن قال ‪:‬‬
‫إن عائشة رضي هللا عنها ليست أما ً لي فليس من المؤمنين ألن هللا قال ‪ ( :‬ال َّن ِبيُّ‬
‫ِين ِمنْ َأ ْنفُسِ ِه ْم َوَأ ْز َوا ُج ُه ُأ َّم َها ُت ُه ْم ) فمن قال ‪ :‬إن عائشة رضي هللا عنها‬ ‫َأ ْو َلى ِب ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫ليست أما ً للمؤمنين ؛ فهو ليس بمؤمن ؛ ال مؤمن بالقرآن وال بالرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫وعجبا ً لهؤالء ؛ يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم إلى الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ال يحب أحداً من‬
‫نسائه مثل ما يحبها ‪ ،‬كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬من‬
‫‪-‬‬
‫أحب الناس إليك ؟ قال (عائشة ) ‪ .‬قالوا ‪ :‬فمن الرجال ؟ قال ( أبوها ) رواه البخاري ‪،‬‬
‫كتاب المناقب ‪ -‬أبو بكر رضي هللا عنه ‪.‬‬
‫وهؤالء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها ‪ ،‬وهي أقرب نساء الرسول إليه ‪،‬‬
‫فكيف يقال ‪ :‬إن هؤالء يحبون الرسول ؟ وكيف يقال ‪ :‬إن هؤالء يحبون آل‬
‫الرسول ؟ ولكنها دعاوى كاذبة ال أساس لها من الصحة ‪.‬‬
‫فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول صلى هللا عليه وسلم من قرابته المؤمنين ‪،‬‬
‫ومن زوجاته أمهات المؤمنين ‪ ،‬كلهم آل بيته ولهم حق ‪.‬‬
‫س هْ َل‬ ‫َأ‬ ‫ثم ذكر المؤلف اآلية التي سقناها اآلن ( ِإ َّن َما ي ُِري ُد هَّللا ُ لِي ُْذه َ‬
‫ِب َع ْن ُك ُم الرِّ جْ َ‬
‫ت َوي َُطه َِّر ُك ْم َت ْط ِهيراً) ‪ .‬نقاء وطهارة ‪ ،‬أي النجس المعنوي ‪ِ ( ،‬إ َّن َما ي ُِري ُد هَّللا ُ‬ ‫ْال َب ْي ِ‬
‫س ) ( َو ُي َطه َِّر ُك ْم َت ْط ِهيراً) بعد إزالة النجاسة‪  .‬والتطير ‪ :‬تخلية‬ ‫لِي ُْذه َ‬
‫ِب َع ْن ُك ُم الرِّ جْ َ‬
‫وتحلية ‪ ،‬وقوله ( َت ْط ِهيراً ) هذا مصدر مؤكد لم سبق ‪ ،‬يدل على أنها طهارة كاملة ‪.‬‬
‫ولهذا من رمى واحدة من نساء الرسول صلى هللا عليه وسلم بالزنا ـ والعياذ باهلل ـ‬
‫فإنه كافر حتى لو كانت غير عائشة ‪.‬‬
‫عائشة الذي يرميها بما برأها هللا منه كافر مكذب هلل ‪ ،‬يحل دمه وماله ‪ ،‬وأما الذي‬
‫يرمي سواها بالزنى فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضا ً ؛ ألن هذا أعظم‬
‫قدح برسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ باهلل ‪،‬‬
‫ت ) ‪ -‬النور‪. 26 :‬‬ ‫ِين َو ْال َخ ِب ُيث َ‬
‫ون ل ِْل َخ ِبي َثا ِ‬ ‫ات ل ِْل َخ ِبيث َ‬ ‫وقد قال هللا تعالى ‪ْ :‬‬
‫(ال َخ ِبي َث ُ‬
‫فمن رمى واحدة من زوجات الرسول صلى هللا عليه وسلم بالزنا فقد جعل النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم ـ وحاشاه من ذلك ـ جعله خبيثا ً ـ نعوذ باهلل ـ ألن هللا يقول‬
‫ِين ) وبهذا يعرف أن المسألة خطيرة وعظيمة ‪ ،‬وأن الواجب علينا‬ ‫ات ل ِْل َخ ِبيث َ‬ ‫ْ‬
‫(ال َخ ِبي َث ُ‬
‫أن نكن المحبة الصادقة لجميع آل بيت الرسول صلى هللا عليه وسلم ؛ نسائه كلهن‬
‫والمؤمنين من قرابته ‪ .‬أهـ‬

‫كما أضيف بعض األدلة التي تبين أن الزوجة من أهل بيت زوجها ‪:‬‬

‫األدلة من القرآن الكريم ‪:‬‬

‫هود‪73:‬‬ ‫ت) ‪-‬‬ ‫مْر هَّللا ِ َرحْ َم ُة هَّللا ِ َو َب َر َكا ُت ُه َع َل ْي ُك ْم َأهْ َل ْال َب ْي ِ‬‫َأ‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬قالُوا َأ َتعْ َج ِب َ‬
‫ين ِمنْ ِ‬
‫والمخاطب بهذه اآلية باإلجماع هي سارة زوجة إبراهيم عليه السالم‪ ،‬وهذا دليل‬
‫على أن زوجة الرجل من أهل البيت‪.‬‬
‫ِيث مُو َسى{‪ِ }9‬إ ْذ َرَأى َناراً َف َقا َل َأِلهْ لِ ِه ا ْم ُك ُثوا ِإ ِّني آ َنسْ ُ‬
‫ت‬ ‫ك َحد ُ‬ ‫وقال تعالى ‪َ ( :‬و َه ْل َأ َتا َ‬
‫َناراً لَّ َعلِّي آتِي ُكم ِّم ْن َها ِب َق َب ٍ َأ َأ‬
‫ار ُه ًدى ) – طه ‪، 10 ،9‬‬ ‫س ْو ِج ُد َع َلى ال َّن ِ‬
‫ور َناراً َقا َل‬ ‫ب ُّ‬
‫الط ِ‬ ‫س مِن َجا ِن ِ‬ ‫ضى مُو َسىاَأْل َج َل َو َس َ‬
‫ار ِبَأهْ لِ ِه آ َن َ‬ ‫وقال تعالى ‪َ ( :‬ف َلمَّا َق َ‬
‫ت َناراً لَّ َعلِّي آتِي ُكم ِّم ْن َها ِب َخ َب ٍر‪ – ) ...‬القصص ‪، 29‬‬‫َأِلهْ لِ ِه امْ ُك ُثوا ِإ ِّني آ َنسْ ُ‬

‫وقال تعالى ‪ِ( :‬إ ْذ َقا َل مُو َسى َأِلهْ لِ ِه ِإ ِّني آ َنسْ ُ‬
‫ت َناراً َسآتِي ُكم ِّم ْن َها ِب َخ َب ٍر َأ ْو آتِي ُكم‬
‫ون ) – النمل – ‪، 7‬‬ ‫س لَّ َعلَّ ُك ْم َتصْ َطلُ َ‬
‫ب َق َب ٍ‬
‫ِبشِ َها ٍ‬

‫واآليات الثالث السابقة المخاطب بها زوجة نبي هللا موسى عليه السالم فهي التي‬
‫كانت معه ‪.‬‬

‫ت َقم َ‬
‫ِيص ُه مِن ُدب ٍُر‬ ‫وقال تعالى في قصة يوسف عليه السالم ك ( َوا ُس َت َب َقا ْال َب َ‬
‫اب َو َق َّد ْ‬
‫ت َما َج َزاء َمنْ َأ َرادَ ِبَأهْ ل َِك س َُوءاً ِإالَّ َأن يُسْ َج َن َأ ْو َع َذابٌ‬ ‫َوَأ ْل َف َيا َسيِّدَ َها َلدَى ْال َبا ِ‬
‫ب َقا َل ْ‬
‫َألِي ٌم ) – يوسف ‪، 25‬‬

‫األمر واضح جلي وهو تحريض زوجة عزيز مصر على نبي هللا يوسف عليه‬
‫السالم بقولها ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ‪ ،‬وسيدها هو زوجها عزيز مصر‪.‬‬
‫نج ْي َناهُ َوَأهْ َل ُه ِإالَّ ام َْرَأ َت ُه َكا َن ْ‬
‫ت م َِن‬ ‫وقال تعالى في قصة لوط عليه السالم ‪ََ ( :‬أ َ‬
‫ْال َغ ِاب ِر َ‬
‫ين ) – األعراف ‪، 83‬‬

‫ك ِبق ِْط ٍع م َِّن‬


‫ك َفَأسْ ِر ِبَأهْ لِ َ‬
‫ِّك َلن يَصِ لُو ْا ِإ َل ْي َ‬ ‫وقال تعالى ‪َ ( :‬قالُو ْا َيا لُ ُ‬
‫وط ِإ َّنا ُر ُس ُل َرب َ‬
‫صا َب ُه ْم ‪ – ) ..‬هود ‪، 81‬‬ ‫ك ِإ َّن ُه مُصِ ي ُب َها َما َأ َ‬
‫امْرَأ َت َ‬
‫ِت مِن ُك ْم َأ َح ٌد ِإالَّ َ‬
‫اللَّي ِْل َوالَ َي ْل َتف ْ‬

‫اق ِب ِه ْم َذرْ عا ً َو َقالُوا اَل َت َخ ْ‬


‫ف‬ ‫ض َ‬‫اءت ُر ُسلُ َنا لُوطا ً سِ ي َء ِب ِه ْم َو َ‬ ‫وقال تعالى ( َو َلمَّا َأن َج ْ‬
‫ين ) – العنكبوت‪، 33 h‬‬ ‫ت م َِن ْال َغ ِاب ِر َ‬ ‫امْرَأ َت َ‬
‫ك َكا َن ْ‬ ‫َ‬ ‫ك َوَأهْ َل َ‬
‫ك ِإاَّل‬ ‫َواَل َتحْ َزنْ ِإ َّنا ُم َنجُّ و َ‬

‫هذه اآليات الثالث السابقة تبين أن الزوجة من أهل بيت زوجها فالمالحظ في قوله‬
‫تعالى إال وهي حرف استثناء والمعلوم أن المستثنى من جنس المستثنى منه ‪ ،‬أي‬
‫حين أمره هللا تعالى بالخروج من القرية مع أهله جميعا ‪ ،‬والمستثنى بإال ليس‬
‫مستثنى من الخروج بل مستثنى من النجاة ألنها كانت ممن ناله العذاب والدليل قوله‬
‫تعالى (وال يلتفت منكم أحد إال امرأتك ) دل على انها خرجت معه ألنها من أهله‬
‫واالستثناء جاء بالتفاتها ونيلها العذاب وكانت من الغابرين ‪.‬‬

‫وقوله تعالى إال امرأتك هذا أوضح دليل على أن الزوجة من أهل بيت الرجل ‪.‬‬

‫األدلة من السنة ‪:‬‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله ‪ :‬باسم هللا ‪ ،‬اللهم‬
‫جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ‪ ،‬ثم قدر بينهما في ذلك ‪ ،‬أو قضي ولد ‪،‬‬
‫لم يضره شيطان أبدا ) – رواه البخاري‬

‫وعن أبي بن كعب رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه قال ( في‬
‫الرجل يأتي أهله ثم ال ينزل قال ( يغسل ذكره ويتوضأ ) – رواه مسلم‬

‫وفي الحديث الصحيح الذي ذكره أبو هريرة ورواه ابن حزم في المحلى (جاء‬
‫األسلمي إلى رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم فشهد على نفسه أربع مرات بالزنا‬
‫يقول أتيت امرأة حراما كل ذلك يعرض عنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأقبل‬
‫في الخامسة فقال له ‪ :‬أنكتها ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال فهل تدري ما الزنا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫أتيت منها حراما مثل ما يأتي الرجل من أهله حالال قال ‪ .‬فما تريد بهذا القول قال ‪.‬‬
‫أريد أن تطهرني فأمر به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يرجم فرجم فسمع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه ‪ .‬انظر‬
‫إلى هذا الذي ستر هللا عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب فسكت عنهما‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ساعة فمر بجيفة حمار شائل برجليه فقال ‪ :‬أين فالن‬
‫وفالن ؟ فقاال ‪ :‬نحن يا رسول هللا فقال لهما ‪ :‬كال من جيفة هذا الحمار فقاال ‪ .‬يا‬
‫رسول هللا غفر هللا لك من يأكل من هذا ؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬ما‬
‫نلتما من عرض هذا آنفا أشد من أكل هذه الجيفة فوالذي نفسي بيده إنه اآلن في‬
‫أنهار الجنة )‬

‫وعن أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها قالت ‪ ( :‬بعث رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم بالهدي فأنا فتلت قالئدها بيدي من عهن كان عندنا ثم أصبح فينا حالال يأتي ما‬
‫يأتي الرجل من أهله ) رواه أبو داود وصححه األلباني‬

‫وسأل رجل النبي صلى هللا عليه وسلم يصلي في الثوب الذي أتى فيه أهله ؟ قال ‪( :‬‬
‫نعم إال أن يرى فيه شيئا فيغسله ) – رواه ابن ماجه وصححه األلباني‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬يصبح على كل سالمى من ابن آدم صدقة تسليمه على‬
‫من لقي صدقة وأمره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة وإماطته األذى عن‬
‫الطريق صدقة وبضعة أهله صدقة ويجزئ من ذلك كله ركعتان من الضحى قال أبو‬
‫داود وحديث عباد أتم ولم يذكر مسدد األمر والنهي زاد في حديثه وقال كذا وكذا‬
‫وزاد ابن منيع في حديثه قالوا يا رسول هللا أحدنا يقضي شهوته وتكون له صدقة‬
‫قال أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم ) رواه أبو داود وصححه األلباني‬

‫كذلك روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة ‪ :‬أن خالد بن سعيد بعث‬
‫إلى عائشة ببقرة من الصدقة فردتها وقالت ‪ :‬إ ّنا آل محمد صلى هللا عليه وسلم ال‬
‫تحل لنا الصدقة ‪.‬‬

‫هذه بعض األدلة الصحيحة من السنة والتي تثبت أن زوجة الرجل من أهل بيته ‪.‬‬

‫‪ -‬وسأذكر هنا بعض روايات الرافضة والتي تؤكد أيضا أن زوجة الرجل من أهل‬
‫بيته ولكن كما تعلمون أن الرافضة يناقضون أنفسهم بأنفسهم فيأتون بالروايات عن‬
‫الرجل نفسه يناقض بعضها بعضا ‪.‬‬

‫عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال ‪ :‬قلت‬
‫البي عبد هللا عليه السالم ( جعلت فداك إني لما قضيت نسكي للعمرة أتيت أهلي ولم‬
‫اقصر قال ‪ :‬عليك بدنة ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬إني لما أردت ذلك منها ولم تكن قصرت‬
‫امتنعت فلما غلبتها قرضت بعش شعرها بأسنانها ‪ ،‬فقال ‪ :‬رحمها هللا كانت أفقه منك‬
‫عليك بدنة وليس عليها شئ (‬
‫الكافي ‪ 441/ 4‬وصححه المجلسي ‪. 18/83‬‬

‫قال الخميني ( قال الصادق عليه السالم ‪ :‬إذا أتى أحدكم أهله فليذكر هللا ‪ ،‬فأن لم‬
‫يفعل وكان منه ولد كان شرك شيطان (‬
‫تحرير الوسيلة ‪ 2/239‬هداية العباد ‪ 2/303‬للكلبايكاني من اليحضره الفقيه ‪ 3/404‬وسائل الشيعة‪ 2/118‬بحار األنوار ‪. 6/201‬‬
‫) بحار‬ ‫وفي لفظ ( فأن من لم يذكر هللا عند الجماع فكان منه ولد كان شرك شيطان‬
‫االنوار ‪6/201‬‬

‫) أتى رجالً من األنصار إلى النبي صل هللا عليه وأله فقال ‪ :‬يا رسول هللا هلكت‬
‫وأهلكت ‪ ،‬فقال ‪ :‬وما أهلكك ؟ قال ‪ :‬أتيت أهلي في شهر رمضان وأنا صائم ‪ ،‬فقال‬
‫له النبي صل هللا عليه وسلم أعتق رقبة ( من اليحضره الفقيه ‪ 2/115‬وسائل الشيعة ‪ 7/30‬مختلف الشيعة‬
‫الحلي ‪442 / 3‬‬

‫* نكمل اآلن الروايات في أهل البيت ومن هم ؟‬


‫ولنذكر رواية عن أبناء العباس رضي هللا عنه ‪:‬‬

‫حدثني عبد هللا بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن‬
‫عبد هللا بن عبد هللا بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب حدثه أن عبد المطلب بن‬
‫ربيعة بن الحارث حدثه قال اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب فقاال‬
‫وهللا لو بعثنا هذين الغالمين قاال لي وللفضل بن عباس إلى رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم فكلماه فأمرهما على هذه الصدقات فأديا ما يؤدي الناس وأصابا مما يصيب‬
‫الناس قال فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب فوقف عليهما فذكرا له ذلك‬
‫فقال علي بن أبي طالب ال تفعال فوهللا ما هو بفاعل فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال‬
‫وهللا ما تصنع هذا إال نفاسة منك علينا فوهللا لقد نلت صهر رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم فما نفسناه عليك قال علي أرسلوهما فانطلقا واضطجع علي قال فلما صلى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة فقمنا عندها حتى جاء فأخذ‬
‫بآذاننا ثم قال اخرجا ما تصرران ثم دخل ودخلنا عليه وهو يومئذ عند زينب بنت‬
‫جحش قال فتواكلنا الكالم ثم تكلم أحدنا فقال يا رسول هللا أنت أبر الناس وأوصل‬
‫الناس وقد بلغنا النكاح فجئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات فنؤدي إليك كما‬
‫يؤدي الناس ونصيب كما يصيبون قال فسكت طويال حتى أردنا أن نكلمه قال‬
‫وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن ال تكلماه قال ثم قال إن الصدقة ال‬
‫تنبغي آلل محمد إنما هي أوساخ الناس ادعوا لي محمية وكان على الخمس ونوفل‬
‫بن الحارث بن عبد المطلب قال فجاءاه فقال لمحمية أنكح هذا الغالم ابنتك للفضل‬
‫بن عباس فأنكحه وقال لنوفل بن الحارث أنكح هذا الغالم ابنتك لي فأنكحني وقال‬
‫لمحمية أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا قال الزهري ولم يسمه لي – رواه مسلم‬
‫‪ ‬‬

‫فصل في مودة أهل السنة والجماعة آلل البيت الكرام‬

‫‪ -‬ذكر الشيخ طارق الكعبي حفظه هللا في مقالة له بعنوان أكذوبة الرافضة أن أهل‬
‫السنة يبغضون آل البيت ‪:‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وبعد‬

‫المعممين من مشايخ الرافضة كثيرا ما يتهمون أهل السنة بكره أهل البيت وينشرون‬
‫ذلك بين عامتهم وعامتهم كاألنعام أمام كالم هؤالء المعممين وإذا جئنا إلى الحقائق‬
‫رأينا أن أهل السنة هم نقلة فضائل أهل البيت وان الرافضة ال يستطيعون نقل‬
‫فضيلة واحده ألحدهم من طرقهم مسنده بسند صحيح وأهل السنة يروون في كتبهم‬
‫فضائل أهل البيت ومنهم اإلمام علي رضي هللا عنه‬
‫فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ألعطين الراية غدا رجل‬
‫يحب هللا ورسوله ويحبه هللا ورسوله ‪.‬‬
‫هذا الحديث يرويه أهل السنة الذين يدعي الرافضة أنهم نواصب‬
‫ويرويه البخاري ومسلم في صحيحيهما الذي يدعي الروافض أنهم أعداء آهل البيت‬
‫فباهلل عليكم أي فضيلة أعظم من هذه الفضيلة التي تبين أن هللا ورسوله أحبا عليا أي‬
‫فضل أعظم من ذلك ؟‬

‫لو كان أهل السنة يبغضونه لما رووا هذه الفضيلة له تعرفون لماذا ؟‬

‫ألن هذه الصفة مالزمه بأن إيمان العبد الصحيح أنه البد أن يحب من أحبه هللا‬
‫ورسوله ويبغض من ابغضه هللا ورسوله فإيمان أهل السنة بنشر هذه الفضيلة لإلمام‬
‫علي رضي هللا عنه دليل على إيمانهم باهلل ومحبتهم لمن يحبه هللا ‪.‬‬

‫وكذا روي في الصحيحين قول النبي صلى هللا عليه وسلم لعلي رضي هللا عنه ‪ :‬أما‬
‫ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إال انه ال نبي بعدي ‪.‬‬

‫ونقل مسلم في صحيحة قول النبي صلى هللا عليه وسلم لعلي رضي هللا عنه ‪ :‬والذي‬
‫فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي األمي إلي أن ال يحبني إال مؤمن وال يبغضني‬
‫إال منافق ‪.‬‬
‫باهلل عليكم يذكره مسلم في صحيحة ويثبت صحته ويعلم يقينا أن الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم قاله ويعلم أن المترتب على بغض على النفاق ثم يبغضه !!‬
‫وإذا كان يبغضه لم يذكر الحديث عنده ؟‬
‫ولكنها دعاوى الكذابين الذين يريدون الدين وهدمه ‪.‬‬

‫واآلن أنا أطالب الرافضة بأكملهم على أن يأتوا بحديث واحد صحيح فيه فضيلة‬
‫لعلي رضي هللا عنه مسنده إلى النبي صلى هللا عليه وسلم كما نقلت عن أهل السنة‬
‫ولكن بشروط الرافضة التي وضعوها على أنفسهم بالحديث الصحيح عندهم ما‬
‫اتصل سنده بنقل العدل الضابط اإلمامي عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ وال عله‬
‫نريد منهم فضيلة واحدة ألكبر األئمة عندهم ‪ ،‬فهل يستطيعوا أن يأتونا بها ؟‬
‫وبهذا يتبين للناس أن الرافضة جمعوا الرفض والنصب الرفض للحق والنصب‬
‫للمؤمنين ‪ .‬أهـ بتصرف ‪.‬‬

‫‪ -‬في ذكر فدك ووجد فاطمة رضي هللا عنها على أبي بكر الصديق رضي هللا عنه ‪،‬‬
‫ثبت عن فاطمة ‪ -‬رضي هللا عنها‪ -‬أنها رضيت عن أبي بكر بعد ذلك‪ ،‬وماتت وهي‬
‫راضية عنه‪ ،‬على ما روى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال‪( :‬لما مرضت فاطمة‬
‫أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها‪ ،‬فقال علي‪ :‬يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن‬
‫عليك؟ فقالت‪ :‬أتحب أن آذن له؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأذنت له فدخل عليها يترضاها‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وهللا ما تركت الدار والمال‪ ،‬واألهل والعشيرة‪ ،‬إال إبتغاء مرضاة هللا‪ ،‬ومرضاة‬
‫رسوله‪ ،‬ومرضاتكم أهل البيت‪ ،‬ثم ترضاها حتى رضيت)‪ -‬السنن الكبرى للبيهقي ‪-6/301‬‬

‫‪ -‬كان الصحابة رضوان‪ h‬هللا عليهم يعرفون حق مودة آل البيت وكان أبو بكر يقول‪:‬‬
‫(ارقبوا محمداً صلى هللا عليه وسلم في أهل بيته)‪ ،‬أي‪ :‬من أراد أن يحسن إلى‬
‫رسول هللا فليحسن إلى أهل بيته بعد موته صلى هللا عليه وسلم‪ .‬ويقول أبو بكر لعلي‬
‫كذلك‪( :‬وهللا يا علي! ألن أصل قرابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أحب إليّ أن‬
‫أصل من قرابتي)‪ ،‬فهي مواساة ألهل بيت رسول هللا بعد وفاة رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقد نزع من بينهم رسولهم وكبيرهم ومعلمهم وقريبهم محمد صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فكان البد من المواساة‪.‬‬

‫‪ -‬واقعة أخرى في شأن آل زيد بن حارثة ‪ ،‬كان عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما‬
‫جالسا ً في المسجد‪ ،‬فرأى شابا ً يجر ثوبه ويمشي في المسجد‪ ،‬بطريقة فيها نوع من‬
‫الفخر ال يكاد يذكر‪ .‬فتغيظ عليه رضي هللا تعالى عنه وقال‪ :‬من هذا الفتى؟ ويهم ابن‬
‫عمر رضي هللا عنهما أن يقول له قوالً شديداً‪ ،‬فقالوا له‪ :‬هذا هو أيمن بن أسامة بن‬
‫زيد ‪ ،‬فنكس ابن عمر رأسه في األرض‪ ،‬وقال‪ :‬لو رآه رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ألحبه‪ ،‬وأعرض ابن عمر عن االنتقاد الشديد الذي كان سيوجهه أليمن بن‬
‫أسامة بن زيد ‪ ،‬مواصلة لمسيرة المحبة ألهل زيد التي بدأها رسولنا محمد صلى هللا‬
‫عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬

‫‪ -‬عن أنس رضي هللا عنه ‪ :‬أن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه كان إذا قحطوا‬
‫استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي هللا عنه فقال ‪ :‬اللهم إنا كنا نتوسل إليك‬
‫بنبينا صلى هللا عليه وسلم فتسقينا ‪ ،‬وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فيسقون ‪ ( .‬المراد التوسل بدعائه كما ورد في بعض الروايات ) ‪.‬‬

‫‪ -‬قال عمر للعباس رضي هللا عنهما ‪ :‬وهللا إلسالمك يوم أسلمت كان أحب إليّ من‬
‫إسالم الخطاب لو أسلم ‪ ،‬ألن إسالمك كان أحب إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫من إسالم الخطاب ‪ .‬رواه ابن سعد في طبقاته‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا ‪ :‬أن عمر رضي هللا عنه حين وضع ديوان‬
‫العطاء بدأ به باسم العباس رضي هللا عنه ثم األقرب فاألقرب نسبا إلى رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فلما انقضت العرب ذكر العجم ‪.‬‬

‫‪ -‬قال اإلمام الذهبي رحمه هللا في ترجمة العباس رضي هللا عنه ‪ :‬كان العباس إذا‬
‫مر بعمر أو عثمان وهما راكبان نزال حتى يجاوزهما إجالال لعم رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪ -‬ذكر ابن سعد في الطبقات أن سعد بن أبي وقاص رضي هللا عنه قال ‪ :‬ما رأيت‬
‫أحضر فهما وال ألب لبا ً وال أكثر علما وال أوسع حلما من ابن عباس ‪ ،‬ولقد رأيت‬
‫عمر بن الخطاب يدعوه للمعضالت ‪.‬‬

‫‪ -‬وفي صحيح البخاري عن الشعبي قال ‪ :‬أن ابن عمر رضي هللا عنهما كان إذا سلم‬
‫على ابن جعفر قال ‪ :‬السالم عليك يا ابن ذي الجناحين ‪.‬‬

‫واآلن وقد علمنا من هم أهل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم باألدلة القاطعة من‬
‫الكتاب والسنة و أيضا باستشهاد من كتب الرافضة أنفسهم وذكرنا فصال في محبة‬
‫أهل السنة والجماعة آلل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فلنعرف دعوى الرافضة‬
‫بحبهم ألهل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فهل دعواهم حقيقة أم كذب وافتراء‬
‫أرادوا به المكاسب الدنيوية وهدم دين اإلسالم وتفريقه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آل البيت الكرام ‪:‬‬

‫هل دعوى الرافضة محبتهم حقيقة أم افتراء ؟ هذا ما سنعرفه في الروايات التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬بنات النبي صلى هللا عليه وسلم ورضي هللا عنهن ‪:‬‬

‫يقول األعلمي الحائري ‪:‬‬

‫قال الطريحي «رحمه هللا»‪« :‬ورقية بنت رسول هللا‪ ،‬قيل‪ :‬تزوجها عثمان‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫إنها ربيبته‪ .‬وهو األصح» ‪ -‬مجمع البحرين ج ‪ 1‬ص ‪.194‬‬

‫وقد أشار األعلمي الحائري في كتابه‪ :‬تراجم أعالم النساء إلى كالم الطريحي اآلنف‬
‫الذكر‪ ،‬حول أن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بناته «صلى هللا عليه وآله» ‪ -‬زينب ورقية‬
‫وأم كلثوم بنات‪ h‬رسول هللا «صلى هللا عليه وآله» ال ربائبه ص‪19‬‬
‫علَّق المقدس األردبيلي المتوفى سنة ‪933‬هـ على قوله‪« :‬زوج رسول هللا ابنتيه قبل‬
‫البعثة بكافرين»‪ ،‬فقال‪« :‬قيل‪ :‬هما رقية وزينب‪ ،‬كانتا ابنتي هالة أخت خديجة‪ .‬ولما‬
‫مات أبوهما رُبيتا في حجر رسول هللا «صلى هللا عليه وآله»‪ ،‬كما كانت عادة‬
‫العرب في نسبة المربىّ إلى المربي‪ .‬وهما اللتان تزوجهما عثمان بعد موت‬
‫زوجيهما» ‪ -‬زبدة البيان ص ‪ 575‬هامش‪ .‬ومع الشيعة في األصول والفروع للسالوس ج ‪ 1‬ص ‪ 181‬وزينب ورقية وأم‬
‫كلثوم بنات رسول هللا «صلى هللا عليه وآله» ال ربائبه ص ‪ 18‬و ‪.19‬‬

‫وقال محمد مهدي الكاظمي القزويني‪« :‬قد عرفت عدم ثبوت أنهما بنتا الرسول‪ ،‬وعدم‬
‫وجود فضل لهما‪ ،‬تستحقان به الشرف والتقدم على غيرهما»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬ما زعم (أي ابن تيمية) من أن تزويج بنته لعثمان فضيلة له‪ ،‬من عجائبه‪،‬‬
‫من حيث ثبوت المنازعة في أنهما بنتاه» ‪ -‬زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول هللا «صلى هللا عليه وآله» ال‬
‫ربائبه ص ‪ 18‬عن ‪ :‬مع الشيعة للسالوس ج ‪ 1‬ص ‪ 182‬عن منهاج‪ h‬الشريعة ج ‪ 2‬ص ‪291 – 289‬‬

‫وأيضا ذكر هذه المسألة بعض علماءهم مثل ‪ :‬كاشف الغطاء‪ ،‬والجزائري‪،‬‬
‫والطريحي‪ ،‬والكراجكي‪ ،‬والخاقاني‪ ،‬وآل يس‪ ، ،‬وكثيراً آخرين ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬قال هللا تبارك وتعالى ‪َ ( :‬يا َأ ُّي َها ال َّن ِبيُّ قُل َأِّل ْز َوا ِج َ‬
‫ك َو َب َنات َ‬
‫ِك َو ِن َساء‬
‫ِين ‪ – )..‬األحزاب ‪ ، 59‬هللا سبحانه وتعالى قال للنبي عليه الصالة والسالم‬ ‫ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫(وبناتك) ولم يقل وابنتك ‪ .‬هذا دليل من القرآن الكريم ‪.‬‬

‫قال أنس بن مالك رضي هللا عنه (شهدنا بنت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم جالس على القبر ‪ ،‬فرأيت عيناه تدمعان ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة ‪ .‬فقال أبو طلحة ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنزل في قبرها ‪.‬‬
‫فنزل في قبرها فقبرها ) – رواه البخاري ‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر عند شرحه للحديث ‪:‬‬
‫قوله شهدنا بن ًتا للنبي صلى هللا عليه وسلم هي أم كلثوم زوج عثمان‪.‬‬

‫ومن مناقبها – أي أم كلثوم رضي هللا عنها ‪ -‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم صلى‬
‫على جنازتها رضي هللا عنها فقد روى ابن سعد في ترجمتها بإسناده ‪:‬‬
‫أن النبي صلى هللا عليه وسلم صلى عليها وجلس على حفرتها ‪...‬‬
‫وبهذا يتبين فضلها ومنزلتها إذ أبدلها هللا عز وجل بعد مفارقة ابن أبي لهب برجل‬
‫حيي كريم تستحي منه المالئكة من أفضل صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فكان نعم الزوج لها ونعمة الزوجة له كما أنها حضيت رضي هللا عنها بأن يكون‬
‫المصطفى صلى هللا عليه وسلم إمام المصلين على جنازتها وكفى بذلك منقبة‬
‫وفضيلة لما في دعائه لها من البركة والرحمة والمغفرة ‪ -...‬العقيدة في أهل البيت بين اإلفراط‬
‫والتفريط‪ h‬د‪ /‬سليمان بن سالم السحيمي باختصار‪131-129 -‬‬

‫أما رقية رضي هللا عنها ‪ :‬ذات الهجرتين ‪ -‬هي البنت الثانية من بنات النبي ‪-‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،-‬وأمها خديجة‪ ،‬وقد كان ّ‬
‫تزوج بها قبل اإلسالم عُتبة بن أبي لهب‪،‬‬
‫ونزلت (تبت يدا أبي لهب وتب) ( المسد‪ .)1 :‬قال أبو لهب لولده‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫فلما نزل الوحي‪،‬‬
‫رأسي من رأسِ ك حرام إن لم تطلقها‪ .‬فطلقها ولم يكن دخل بها‪ ،‬وأسلمت حين‬
‫أسلمت أمها خديجة‪ ،‬ثم تزوجها عثمان بن عفان ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ ,-‬وهاجرت معه‬
‫إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعاً‪ .‬وولدت له ولداً اسمه عبد هللا‪ ،‬وكان يُكنى به في‬
‫اإلسالم‪ ،‬ولما بلغ سنة سنتين‪,  ‬نقره ديك في وجهه فطمر وجهه فمات‪ ،‬ولم تلد له‬
‫عثمان‬
‫َ‬ ‫شيئا ً بعد ذلك‪ .‬مرضت ورسول هللا يتجهز إلى بدر فخلف عليها رسو ُل ِ‬
‫هللا‬
‫بن عفان (زوجها) ف ُتوفيّت ورسول هللا ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة‬
‫عشر شهراً من مهاجر رسول هللا‪( .‬طبقات ابن سعد ‪.)8/36‬‬

‫زينب رضي هللا عنها ‪ -‬هي‪ ‬أول من وُ لد من البنات‪ ،‬تزوجها أبو العاص بن الرّ بيع‪،‬‬
‫وهو الذي قال عليه الصالة والسالم فيه‪( :‬حدثني فصدقني‪ ،‬ووعدني فو ّفاني) –‬
‫رواه البخاري ‪ ،‬فولدت له علياً‪ ،‬وُأمامة‪ ،‬وهي التي حملها النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -‬في الصالة‪ h.‬وأ ُّم زينب خديجة ‪ ،‬وأسْ لم زوجها أبو العاص فر َّدها النبيُّ عليه‬
‫بنكاح جدي ٍد ‪ -‬رضي هللا‬
‫ٍ‬ ‫الصالة والسالم على النكاح األول وقيل بل ر ّدها إليه‬
‫عنهما‪ .-‬وخرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب‬
‫بنت رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬فأنشأ يقول ‪:‬‬

‫لشخص يسكن الحرما‬


‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ذكرت زينب لما وركت إرما *** فقلت سقيا‬

‫بنت األمين جزاها هللا صالحة *** وك ُّل بعـل يشـين بالذي علــما‬

‫* ولم أذكر فاطمة رضي هللا عنها ألن الرافضة قالوا أنها بنت النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ .‬نعم هم طعنوا فيها وسأتكلم بذلك في الفقرة (‪ )2‬عنها إن شاء هللا تعالى ‪.‬‬

‫وسأذكر اآلن بعض روايات الرافضة تناقض قولهم األول بل تثبت أن بنات الرسول‬
‫هن بناته ولسن ربيباته كما يزعم بعضهم فمن فمك ندينك ‪،‬‬

‫‪ -‬كتاب الخصال للصدوق الجزء الثاني ص ‪ 73‬يقول ‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬ومحمد بن‬
‫الحسن رضي هللا عنهما قاال‪ :‬حدثنا سعد بن – عبد هللا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد هللا‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بن ‪ -‬أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ولد لرسول هللا صلى هللا عليه وآله من خديجة‬
‫القاسم والطاهر وهو عبد هللا‪ ،‬وأم كلثوم‪ ،‬ورقية‪ ،‬وزينب‪ ،‬وفاطمة‪.‬‬
‫وتزوج علي ابن أبي طالب عليه السالم فاطمة عليها السالم‪ ،‬وتزوج أبو العاص بن‬
‫الربيع وهو رجل من بني أمية زينب‪ ،‬وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم فماتت ولم‬
‫يدخل بها‪ ،‬فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول هللا صلى هللا عليه وآله رقية‪.‬‬
‫وولد لرسول هللا صلى هللا عليه وآله إبراهيم من ماريه القبطية وهي أم إبراهيم أم‬
‫ولد‪.‬‬
‫‪ -‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي هللا عنه قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد قال‪ :‬حدثني أبو علي الواسطي‪،‬‬
‫عن عبد هللا بن عصمة‪ ،‬عن يحيى بن عبد هللا‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬دخل رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول‪ :‬وهللا يا بنت‬
‫خديجة ما ترين إال أن ألمك علينا فضال وأي فضل كان لها علينا ما هي إال‬
‫كبعضنا‪ ،‬فسمع مقالتها فاطمة فلما رأت فاطمة رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫بكت فقال لها‪ :‬ما يبكيك يا بنت محمد؟ قالت‪ :‬ذكرت أمي فتنقصتها فبكيت‪،‬‬
‫فغضب رسول هللا صلى هللا عليه وآله ثم قال‪ :‬مه يا حميرا فإن هللا تبارك‬
‫وتعالى بارك في الولود الودود وإن خديجة رحمها هللا ولدت مني طاهرا‬
‫وهو عبد هللا وهو المطهر‪ ،‬وولدت مني القاسم وفاطمة ورقية وأم كلثوم‬
‫وزينب وأنت ممن أعقم هللا رحمه فلم تلدي شيئا‪ – .‬المصدر السابق‬

‫* طبعا هم أرادوا بهذه الرواية الطعن في أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها‬
‫ولكن الرواية جاءت ردا على من أنكر منهم أن أم كلثوم وزينب ورقية رضي‬
‫هللا عنهن بنات لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫كذلك نفس الرواية نقلها صاحب بحار األنوار في ج‪ 16‬ص‪3‬‬

‫‪ -‬وعن هارون بن مسلم قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال‪ :‬ولد لرسول هللا‬
‫(ص) من خديجة‪ :‬القاسم‪ ،‬و الطاهر‪ ،‬و أم كلثوم‪ ،‬ورقية‪ ،‬و فاطمة‪ ،‬و زينب‪- ..‬‬
‫‪ -‬تكملة الرجال ‪ ،733 : 2‬قرب اإلسناد ‪6 :‬‬

‫‪ -‬كذلك هناك دعاء أول يوم من شهر رمضان والذي ذكر في كتاب التهذيب‬
‫ْن ِإب َْراهِي َم‬ ‫وب َعنْ َعلِيِّ ب ِ‬ ‫الجزء الثالث ص ‪ 120‬يقولون فيه ‪َ :‬عن م َُح َّم ُد بْنُ َيعْ قُ َ‬
‫الصالِح عليه السالم‬ ‫ب َعنْ ال َعبْد َ‬ ‫ْن ِرَئ ا ٍ‬ ‫ب َعنْ َعلِيِّ ب ِ‬ ‫ْن َمحْ بُو ٍ‬ ‫َعنْ َأ ِبي ِه َع ِن اب ِ‬
‫ص ِّل َع َلى ُر َق َّي َة ِب ْن ِ‬
‫ت‬ ‫ك اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ص ِّل َع َلى ْال َقاسِ م َو َّ‬
‫الطاه ِِر ا ْب َنيْ َن ِب ِّي َ‬ ‫َقا َل… ‪:‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫ِ‬
‫ك َو ْال َعنْ َمنْ‬ ‫ُأ ُ‬
‫وم ِب ْن ِ‬
‫ت َن ِب ِّي َ‬ ‫ص ِّل َع َلى ِّم ُك ْلث ٍ‬ ‫ك فِي َها اللَّ ُه َّم َ‬‫ك َو ْال َعنْ َمنْ آ َذى َن ِب َّي َ‬ ‫َن ِب ِّي َ‬
‫ك فِي َأهْ ِل َب ْي ِت ِه‪) ..‬‬ ‫ف َن ِب َّي َ‬‫اخلُ ْ‬
‫ِّك اللَّ ُه َّم ْ‬ ‫ص ِّل َع َلى ُذرِّ َّي ِة َن ِبي َ‬ ‫ك فِي َها اللَّ ُه َّم َ‬ ‫َآذى َن ِب َّي َ‬
‫يكون طعنهم هذا ببنات النبي صلى هللا عليه وسلم ليسلبوا منهم هذا الشرف‬
‫العظيم والنسب الجليل فقط ألنهن تزوجن ممن كفرهم الرافضة ‪ ،‬ولكن بفضل‬
‫هللا كانت رواياتهم متضاربة حتى أن الجاهل من الناس يتبين من كذبهم ‪ ،‬فعليهم‬
‫من هللا ما يستحقون ‪.‬وسنكمل في أمرهم هذا حين نبين طعنهم في أم المؤمنين‬
‫السيدة خديجة رضي هللا عنها ألنها أم أبناء الرسول صلى هللا عليه وسلم وهذا‬
‫الطعن بال شك يكون طعنا بها أيضا ‪.‬‬
‫‪ -2‬فاطمة رضي هللا عنها بنت النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬

‫لم تسلم أم األئمة أيضا من افتراءات الرافضة وطعوناتهم وسأورد لكم بعض‬
‫رواياتهم لنرى محبة آل البيت التي يزعمونها ‪.‬‬

‫‪ -‬عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد ‪ ،‬عن جده ‪ ،‬عن الفقيه أبي‬
‫الحسن ‪ ،‬عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي ‪ ،‬عن الصدوق ‪ ،‬عن‬
‫الحسن ابن محمد بن سعيد ‪ ،‬عن فرات بن إبراهيم ‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن‬
‫بشرويه ‪ ،‬عن محمد بن إدريس بن سعيد االنصاري ‪ ،‬عن داود بن رشيد‬
‫والوليد بن شجاع بن مروان ‪ ،‬عن عاصم ‪ ،‬عن عبدهللا بن سلمان الفارسي ‪،‬‬
‫عن أبيه قال ‪ :‬خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب عليه السالم ابن عم الرسول محمد‬
‫صلى هللا عليه واله فقال لي ‪ :‬يا سلمان جفوتنا بعد رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله ‪ ،‬فقلت ‪ :‬حبيبي أبا الحسن مثلكم ال يجفي غير أن حزني على رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله طال فهو الذي منعني من زيارتكم ‪ ،‬فقال عليه السالم ‪:‬‬
‫يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول هللا صلى هللا عليه واله فإنها إليك‬
‫مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قدا تحفت بها من الجنة ‪ ،‬قلت لعلي عليه السالم‬
‫‪ ،‬قد اتحفت فاطمة عليها السالم بشئ من الجنة بعد وفاة رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله ؟ قال ‪ :‬نعم باالمس ‪.‬‬
‫قال سلمان الفارسي ‪ :‬فهرولت إلى منزل فاطمة عليها السالم بنت محمد‬
‫صلى هللا عليه واله ‪ ،‬فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها‬
‫انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها ‪ ،‬فلما نظرت إلي اعتجرت ثم‬
‫قالت ‪ :‬يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلى هللا عليه واله‬
‫قلت ‪ :‬حبيبتي أأجفاكم ؟ قالت ‪ :‬فمه اجلس واعقل ما أقول لك ‪.‬‬
‫إني كنت جالسة باألمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في‬
‫انقطاع الوحي عنا وانصراف المالئكة عن منزلنا ‪ ،‬فاذا انفتح الباب من غير‬
‫أن يفتحه أحد ‪ ،‬فدخل علي ثالث جوار لم ير الراؤون بحسنهن وال كهيئتهن‬
‫وال نضارة وجوههن وال أزكى من ريحهن ‪ ،‬فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة‬
‫لهن فقلت ‪ :‬بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة ؟ فقلن ‪ :‬يا بنت محمد‬
‫لسنا من أهل مكة وال من أهل المدينة وال من أهل األرض جميعا غير أننا‬
‫جوار من الحوار العين من دار السالم أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد‬
‫إنا إليك مشتاقات ‪.‬‬
‫بحار االنوار ‪ :‬مجلد ‪ 43‬ص [ ‪ ] 61‬ص ‪70‬‬

‫أقول ‪ :‬علي رضي هللا عنه الكرار يأتي ألجنبي ويقول له أن زوجته مشتاقة له !‬
‫( أين غيرته على عرضه ؟؟) ‪ ،‬ثم يذهب سلمان رضي هللا عنه إلى بيت علي‬
‫ويرى فاطمة رضي هللا عنها في رداء قصير إذا غطت رأسها يبدوا ساقها وإذا‬
‫انزلته يبدوا رأسها !! وهذا األجنبي يراها !! ويكلمها بالشوق قائال حبيبتي !! ‪ ،‬فهل‬
‫عرض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعرض علي رضي هللا عنه متدن إلى هذا‬
‫القدر ؟ وهللا ال أظن يصدر ذلك إال من الديوث الذي يقر في أهله الخبث ‪ ،‬هذا طعن‬
‫في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعدم حسن تربيته البنته وحاشاه من ذلك‪ ،‬وطعن‬
‫في علي رضي هللا عنه بالدياثة وحاشاه من ذلك ‪ ،‬وطعن في أخالق السيدة فاطمة‬
‫رضي هللا عنها بتكشفها أمام شخص أجنبي وسماعها لكالمه المعسول وحاشاها من‬
‫ذلك ‪ ،‬وطعن في سلمان الفارسي رضي هللا عنه بعدم غضه للبصر والنظر والتغزل‬
‫في عرض النبي صلى هللا عليه وسلم وحاشاه من ذلك ‪ ،‬وبعد ذلك تأتي جوار‬
‫وتتفداهن السيدة فاطمة بأبيها سيد المرسلين قائلة بأبي أنتن !! وهل السيدة فاطمة‬
‫رضي هللا عنها تعدل بأبيها النبي وخاتم المرسلين أحد ؟‬

‫أترك التعليق لكم ‪.‬‬

‫‪ -‬خرجت فاطمة ( عليها السالم ) فقالت ‪ :‬يا أبا بكر أتريد أن ترملني من‬
‫زوجي ‪ -‬وهللا ‪ -‬لئن لم تكف عنه ألنشرن شعري وألشقن جيبي وآلتين قبر‬
‫أبي ‪ ،‬وألصيحن الى ربي ‪ :‬فأخذت بيد الحسن والحسين ( عليهما السالم ) ‪،‬‬
‫وخرجت تريد قبر النبي ( صلى هللا عليه وآله وسلم ) ‪ ،‬فقال علي ( عليه‬
‫السالم ) لسلمان ‪ :‬أدرك ابنة محمد ( صلى هللا عليه وآله وسلم ) فإني أرى‬
‫جنبتي المدينة تكفيان ‪ ،‬وهللا إن نشرت شعرها ‪ ،‬وشقت جيبها ‪ ،‬وأتت قبر‬
‫أبيها ‪ ،‬وصاحت إلى ربها ال يناظر بالمدينة أن يخسف بها ( وبمن فيها ) ‪،‬‬
‫فأدركها سلمان ( رضي هللا عنه ) فقال ‪ ،‬يا بنت محمد ‪ ،‬أن هللا بعث أباك‬
‫رحمة فارجعي‬
‫فقالت ‪ :‬يا سلمان ‪ ،‬يريدون قتل علي ‪ ،‬ما على علي صبر ‪ ،‬فدعني حتى آتي‬
‫أبي فأنشر شعري ‪ ،‬وأشق جيبي ‪ ،‬وأصيح إلى ربي‬
‫فقال سلمان أني أخاف أن تخسف بالمدينة ‪ ،‬وعلي ( عليه السالم ) بعثني‬
‫إليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي ‪.‬‬

‫األسرار الفاطمية ‪ -‬الشيخ محمد فاضل المسعودي ص‬ ‫فقالت ‪ :‬إذا أرجع وأصبر ‪ ،‬وأسمع له وأطيع‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫أقول ‪ :‬من الواضح أن الرافضة ال يتوانون بنسب التهم آلل البيت حتى إذا قيل‬
‫لهم لما تفعلون ذلك يقولون عندنا روايات أن آل البيت يعملون ذلك ! ‪ ،‬فكيف‬
‫البنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن تنشر شعرها بعد فرض الحجاب وتشق‬
‫جيبها ليظهر صدرها أمام الرجال األجانب وتصيح بأعلى صوتها ‪ ،‬ولوال أن‬
‫خاف علي على المدينة وليس على عرضه لتركها تفعل ذلك !! ويأتي الكرار‬
‫طالبا من سلمان أن يدركها ويأتيها سلمان ليخبرها برسالة علي ولخوفها على‬
‫المدينة تسمع وتطيع ‪ ،‬هل هذا يعني أنها لم تخشى هللا بعصيانها وتخشى على أن‬
‫يخسف بالمدينة ؟ أليس هذا طعنا في السيدة فاطمة رضي هللا عنها وأرضاها‬
‫بأنها لم تمتثل ألوامر هللا بالحجاب ‪ ،‬وكيف يرمي الرافضة أم المؤمنين عائشة‬
‫بالتهم أنها لم تقر في بيتها ويسكتون عن هذه الرواية والتي تبين أن السيدة فاطمة‬
‫لم تقر في بيتها ؟‬

‫وأقول ‪ :‬حاشا سيدة نساء العالمين أن تفعل ذلك أو تقوله ‪ ،‬فالسيدة فاطمة رضي‬
‫هللا عنها وأرضاها أجّ ل من هذه األمور وأجّ ل من تعصي هللا وتدنس عرض‬
‫رسوله من أجل الدنيا الفانية ‪.‬‬

‫‪ -‬روى أبو جعفر الكلينى في أصول الكافي ص‪ ( 253‬أن فاطمة أخذت‬


‫بتالبيب عمر فجذبته اليها‪ 0‬وفى كتاب سليم بن قيس( أنها سالم هللا عليها‬
‫تقدمت إلى أبى بكر وعمر في قضية فدك‪ 0‬وتشاجرت معهما‪0‬وتكلمت في‬
‫وسط الناس وصاحت‪0‬وجمع الناس لها)‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬للرافضة رواية بأن السيدة فاطمة تضرب زوجها علي رضي هللا عنهما‬
‫وسأذكر الرواية الحقا ‪ ،‬فكيف ال تجر بتالبيب عمر ؟ تمد يدها إلى رجل أجنبي‬
‫وتسحب بتالبيبه وتجذبه إليها !! هذا قدر سيدة نساء العالمين عند الرافضة‬
‫األخباث ‪ ،‬ويأتي سليم بن قيس في كتابة ويزيد عليها تتشاجر مع أبي بكر وعمر‬
‫وتتكلم وتصيح وسط الناس ويجمع الناس لها ‪ ،‬وهللا لو أي امرأة في وقتنا الحالي‬
‫عملت ذلك لقال عنها الناس أنها غير محتشمة وأنه ال يوجد لها وال يردها وأن‬
‫العيب في تربيتها ‪ .‬فكيف يتقولون ذلك على السيدة فاطمة رضي هللا عنها ؟‬
‫ولكنه الحقد والغل والطعن في آل البيت وهذا ما يرمون إليه ‪ ،‬وال زال الرافضة‬
‫يأخذون بروايات سليم بن قيس الهاللي والذي كتب كتابه هذا في القرن الثالث‬
‫للهجرة ‪ ،‬علما بأن شيخهم المفيد والذي جاء بالقرن الخامس للهجرة قد أنكر‬
‫كتاب سليم بن قيس وضعفه ‪ ،‬ولكن األهواء والبغض آلل البيت جعلهم يأخذون‬
‫كل ما هو موافق لدينهم الخبيث ‪.‬‬

‫‪ -‬روى الكلينى في الفروع أنها سالم هللا عليها ما كانت راضيه بزواجها من‬
‫علي عليه السالم‪:‬إذ دخل عليها أبوها عليه السالم وهى تبكي فقال لها‪0‬مايبكيك ؟‬
‫فوهللا لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه ‪ ،‬وما أنا زوجتك ولكن هللا زوجك ‪،‬‬
‫ولما دخل عليها أبوها صلوات هللا عليه ومعه بريدة‪ ،‬لما أبصرت أباها دمعت‬
‫عيناها ‪ ،‬قال ما يبكيك يا ابنتي ؟ قالت ‪ :‬قلة ْ‬
‫الطعم وكثرة الهم وشدءة الغم‪.‬‬
‫في كتاب كشف الغمة في معرفة األئمة لألربلي ج‪150_1/149‬‬

‫‪ -‬وروى الكليني في الفروع ‪ :‬أن فاطمة ما كانت راضية بزواجها من علي بن‬
‫أبي طالب وقالت ‪ :‬وهللا قد اشتد حزني ‪ ،‬واشتدت فاقتي ‪ ،‬وطال سقمي ‪.‬‬
‫‪ -‬في االحتجاج للطبرسي أن فاطمة سالم هللا عليها قالت ألمير المؤمنين عليه السالم‬
‫‪ :‬يا ابن أبي طالب ‪ ،‬ما اشتملت شيمة الجنين ‪ ،‬وقعدت حجرة الظنين ‪.‬‬

‫‪ -‬فاطمة الزهراء تضرب علي بن ابي طالب ‪ ،‬األمالي‪ -‬الشيخ الصدوق ص ‪: 555‬‬

‫فلما أتى المنزل قالت له فاطمة ( عليهما السالم ) ‪ :‬يا بن عم ‪ ،‬بعت الحائط الذي‬
‫غرسه لك والدي ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬بخير منه عاجال وآجال ‪ .‬قالت ‪ :‬فأين الثمن ؟ قال ‪:‬‬
‫دفعته إلى أعين استحييت أن أذلها بذل المسألة قبل أن تسألني ‪ .‬قالت فاطمة ‪ :‬أنا‬
‫جائعة ‪ ،‬وابناي جائعان ‪ ،‬وال أشك إال وأنك مثلنا في الجوع ‪ ،‬لم يكن لنا منه درهم !‬
‫وأخذت بطرف ثوب علي ( عليه السالم ) ‪ ،‬فقال علي ‪ :‬يا فاطمة ‪ ،‬خليني ‪ .‬فقالت ‪:‬‬
‫ال وهللا ‪ ،‬أو يحكم بيني وبينك أبي ‪ .‬فهبط جبرئيل ( عليه السالم ) على رسول هللا (‬
‫صلى هللا عليه وآله ) فقال ‪ :‬يا محمد السالم يقرئك السالم ويقول ‪ :‬اقرأ عليا مني‬
‫السالم وقل لفاطمة ‪ :‬ليس لك أن تضربي على يديه وال تلمزي بثوبه ‪ .‬فلما أتى‬
‫رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) منزل علي ( عليه السالم ) وجد فاطمة مالزمة‬
‫لعلي ( عليه السالم ) ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬يا بنية ‪ ،‬ما لك مالزمة لعلي ؟ قالت ‪:‬‬
‫يا أبه ‪ ،‬باع الحائط الذي غرسته له باثني عشر ألف درهم ولم يحبس لنا منه درهما‬
‫نشتري به طعاما ‪ .‬فقال ‪ :‬يا بنية ‪ ،‬إن جبرئيل يقرئني من ربي السالم ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬
‫أقرئ عليا من ربه السالم ‪ ،‬وأمرني أن أقول لك ‪ :‬ليس لك أن تضربي على يديه ‪.‬‬
‫قالت فاطمة ( عليها السالم ) ‪ :‬فإني استغفر هللا ‪ ،‬وال أعود أبدا ‪.‬‬
‫األمالي ‪ -‬الشيخ الصدوق ‪:‬ص‪555-‬‬
‫مدينة المعاجز ج‪ - 1‬السيد هاشم البحراني ‪:‬ص‪116-‬‬
‫بحار األنوار ج‪ - 41‬العالمة المجلسي ‪:‬ص‪46-‬‬
‫شجرة طوبى ج‪ - 2‬الشيخ محمد مهدي الحائري ‪:‬ص‪270-‬‬
‫كلمات اإلمام الحسين (ع) ‪ -‬الشيخ الشريفي ‪:‬ص‪78-‬‬
‫االنوار العلوية ‪ -‬الشيخ جعفر النقدي ‪:‬ص‪122-‬‬

‫أقول ‪ :‬من الروايات السابقة نستنتج بعض األمور ‪:‬‬

‫‪ -‬فاطمة رضي هللا عنها لم تكن تريد علي رضي هللا عنه‬
‫‪ -‬فاطمة رضي هللا عنها تشتكي من الهم والغم في عيشها مع علي رضي هللا‬
‫عنه‬

‫‪ -‬فاطمة رضي هللا عنها تعيّر علي رضي هللا عنه ‪.‬‬

‫‪ -‬فاطمة رضي هللا عنها تضرب علي رضي هللا عنه ‪.‬‬

‫نأتي لتحليل هذه األمور ‪:‬‬

‫‪ -‬عند الرافضة أن فاطمة رضي هللا عنها معصومة ‪ ،‬والمعصوم‪ h‬عندهم يكون‬
‫من الخطأ والسهو والنسيان وغيره الكثير ‪ ،‬كما أنهم يعلمون الغيب كله وقد‬
‫بينا ذلك سابقا ‪ ،‬فهل فاطمة رضي هللا عنها تعلم أن عليا سيكون زوجها‬
‫وبرغم ذلك بكت ولم تكن تريده ؟ وذلك لما سمعت عنه من أوصاف وسأذكر‬
‫بعض رواياتهم ‪:‬‬

‫فاطمة رضي هللا عنها قالت ‪ :‬إن نساء قريش تحدثني عنه إنه رجل دحداح البطن‪،‬‬
‫طويل الذراعين ضخم الكراديس‪ ،‬أنزع‪ ،‬عظيم العينين‪ ،‬لمنكبه مشاش كمشاش‬
‫البعير‪ ،‬ضاحك السن ال مال له تفسير ‪ .‬القمي ‪2/336‬‬

‫وقالوا عن علي رضي هللا عنه بأنه ‪ :‬كان أسمر مربوعاً‪ ،‬وهو إلى القصر أقرب‪،‬‬
‫عظيم البطن‪ ،‬دقيق األصابع‪ ،‬غليظ الذراعين َحمِش الساقين في عينه لين عظيم‬
‫اللحية أصلع‪ ،‬ناتئ الجبهة‪ .‬مقاتل الطالبين ‪27‬‬

‫فهذه أوصاف علي رضي هللا عنه التي سمعت بها السيدة فاطمة رضي هللا عنها ولم‬
‫تكن تريده ولم تكن تعلم أنه سيزوجها هللا له ؟ مع إنها معصومة وتعلم الغيب !!‬

‫ثم بعد زواجها منه كانت تشتكي من الهموم وتعيّر زوجها وتضربه ‪ ،‬برغم أن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ‪ .‬رواه مسلم‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬سعادة البن آدم ثالث‪ ،‬وشقاوة البن آدم ثالث فمن سعادة‬
‫ابن آدم ‪ :‬الزوجة الصالحة‪ ،‬و المركب الصالح‪ ،‬و المسكن الواسع‪ ،‬و شقوة البن آدم‬
‫ثالث ‪ :‬المسكن السوء‪ ،‬و المرأة السوء‪ ،‬و المركب السوء‪ .‬الراوي‪ :‬سعد بن أبي وقاص المحدث‪:‬‬
‫السيوطي ‪ -‬المصدر‪ :‬الجامع الصغير ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪ 4692 :‬خالصة حكم المحدث‪ :‬صحيح‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬إنما الدنيا مت‪h‬اع وليس من مت‪h‬اع ال‪h‬دنيا ش‪h‬يء أفض‪h‬ل من‬
‫المرأة الصالحة ‪ .‬الراوي‪ :‬عبدهللا بن عمرو بن العاص المحدث‪ :‬األلباني ‪ -‬المصدر‪ :‬صحيح ابن ماجه ‪ -‬الص‪hh‬فحة أو ال‪hh‬رقم‪:‬‬
‫‪ 1516‬خالصة حكم المحدث‪ :‬صحيح‬

‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أفضل دينار ينفقه الرجل ‪ .‬دينار ينفقه على عياله‬
‫‪ .‬ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل هللا ‪ .‬ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل‬
‫هللا ‪ .‬قال أبو قالبة ‪ :‬وبدأ بالعيال ‪ .‬ثم قال أبو قالبة ‪ :‬وأي رجل أعظم أجرا من‬
‫رجل ينفق على عيال صغار ‪ .‬يعفهم ‪ ،‬أوينفعهم هللا به ‪ ،‬ويغنيهم ‪ .‬رواه مسلم‬

‫الراوي‪ :‬عائش‪hh‬ة‬ ‫كما قال صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬خيركم خيركم ألهله‪ ،‬و أنا خيركم ألهلي ‪.‬‬
‫و ابن عب‪hhhh‬اس و معاوي‪hhhh‬ة بن أبي س‪hhhh‬فيان المح‪hhhh‬دث‪ :‬الس‪hhhh‬يوطي ‪ -‬المص‪hhhh‬در‪ :‬الج‪hhhh‬امع الص‪hhhh‬غير ‪ -‬الص‪hhhh‬فحة أو ال‪hhhh‬رقم‪4100 :‬‬
‫خالصة حكم المحدث‪ :‬صحيح‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬خيركم خيركم ألهله‪ ،‬و أنا خيركم ألهلي‪ ،‬ما أكرم‬
‫النساء إال كريم‪ ،‬و ال أهانهن إال لئيم ‪ .‬الراوي‪ :‬علي بن أبي طالب المحدث‪ :‬السيوطي ‪ -‬المصدر‪ :‬الجامع‬
‫الصغير ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪ 4102 :‬خالصة حكم المحدث‪ :‬صحيح‬

‫ذكرت بعض الروايات الصحيحة فهل غابت هذه األحاديث عن فاطمة رضي هللا‬
‫عنها ‪ ،‬وهل غابت عن علي رضي هللا عنه علما بأن الرواية األخيرة هو الذي‬
‫ذكرها عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ .‬فأين عقول الرافضة بطعوناتهم في‬
‫سيدة نساء العالمين واتهامها بأنها امرأة غير صالحة مع زوجها فهي تعيبه وتعيّره‬
‫بل وتضربه !!‬

‫ولكنها عندنا أهل السنة والجماعة سيدة نساء أهل الجنة وما حصلت على هذه‬
‫المنزلة إال بإيمانها وأخالقها العالية ‪ ،‬ولم تحصل على هذه المنزلة بنسبها لرسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )‪.‬‬

‫عن أبي هريرة – رضي هللا عنه قال‪ -‬عن النبي صلى هللا عليه و سلم قال ‪ -‬من‬
‫نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس هللا عنه كربة من كرب يوم القيامة ‪ ،‬ومن‬
‫يسر على معسر يسر هللا عليه في الدنيا و اآلخرة ‪ ،‬ومن ستر مسلما ستره هللا فى‬
‫الدنيا و اآلخرة ‪ ،‬و هللا في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ‪ .‬و من سلك‬
‫طريقا يلتمس فيه علما سهل هللا به طريقا الى الجنة ‪ ،‬وما اجتمع قوم في بيت من‬
‫بيوت هللا يتلون كتاب هللا و يتدارسونه بينهم إال نزلت عليهم السكينة و غشيتهم‬
‫الرحمة و حفتهم المالئكة و ذكرهم هللا في من عنده ‪ ،‬و من بطأ به عمله لم يسرع‬
‫به نسبه ‪ -‬رواه مسلم بهذا اللفظ ‪.‬‬

‫قام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين أنزل هللا عز وجل ‪ { :‬وأنذر عشيرتك‬
‫األقربين } ‪ .‬قال ‪ ( :‬يا معشر قريش ‪ -‬أو كلمة نحوها ‪ -‬اشتروا أنفسكم ‪ ،‬ال أغني‬
‫عنكم من هللا شيئا ‪ ،‬يا بني مناف ال أغني عنكم من هللا شيئا ‪ ،‬يا عباس بن عبد‬
‫المطلب ال أغني عنك من هللا شيئا ‪ ،‬ويا صفية عمة رسول هللا ال أغني عنك من هللا‬
‫شيئا ‪ ،‬ويا فاطمة بنت محمد ‪ ،‬سليني ما شئت من مالي ‪ ،‬ال أغني عنك من هللا شيئا‬
‫) ‪ .‬رواه البخاري‬

‫وأترك التعليق لكل ذي لب ‪.‬‬

‫‪ -3‬علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬


‫علي رضي هللا عنه قد ناله الكثير والكثير من هذه المطاعن علما بأنه أول إمام‬
‫عندهم وهو أبو األئمة وقد ذكرنا في طعنهم بالسيدة فاطمة رضي هللا عنها كيف‬
‫كانت تضربه حسب أقوالهم ‪:‬‬

‫سأذكر بعض روايات الرافضة التي طعنت في علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬
‫وسأعلق عليها مختصرا ‪ ،‬ثم سأروي بعض فضائله ومناقبه من مرويات أهل‬
‫السنة والجماعة الذين حفظوا قدره ومنزلته بعكس الرافضة ‪.‬‬

‫‪ -‬روايات الرافضة ‪:‬‬

‫‪ -‬محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن عمار بن‬
‫مروان‪ ،‬عن المنخل ابن جميل‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السالم قال‪ :‬يا جابر ألك حمار يسير بك فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب‬
‫في يوم واحد؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك يا أبا جعفر وأني لي هذا؟ فقال أبو جعفر‬
‫عليه السالم‪ :‬ذاك أمير المؤمنين ألم تسمع قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‬
‫في علي عليه السالم‪ :‬وهللا لتبلغن األسباب وهللا لتركبن السحاب ‪.‬‬
‫االرشاد في معرفة حجج هللا على العباد‪-‬ج‪ -1‬محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد [‪]322[]317‬‬

‫أقول ‪ :‬أصبح علي رضي هللا عنه وأرضاه عند الرافضة حمارا ( حاشاه من ذلك‬
‫رضي هللا عنه )!! أهذا تقدير إمامهم األول ؟ ولكنه عندنا إماما وصحابي جليل‬
‫رضي هللا عنه وأرضاه ‪.‬‬
‫‪ -‬روي عن أبي عبد هللا جعفر الصادق أنه قال‪ :‬أتي عمر بامرأة قد تعلقت‬
‫برجل من األنصار كانت تهواه ولم تقدر عليه‪ ،‬فذهبت وأخذت بيضة وصبت‬
‫البياض على ثيابها وبين فخذيها ثم قالت‪ :‬زنا بي هذا الرجل‪ .‬فقال عمر‬
‫لعلي‪ :‬ماذا ترى؟ فنظر علي إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها‪،‬ثم‬
‫حكم بأنه بياض بيض‪ .‬بحار األنوار‪40/303‬‬

‫أقول ‪ :‬لقد أمرنا هللا بكف البصر وعلي رضي هللا عنه من أتقى الناس فهل عند‬
‫الرافضة أن علي ال يمتثل ألوامر هللا وينظر إلى عورات النساء ؟؟‬
‫ض ًة َف َما َف ْو َق َها) – البقرة ‪ ، 26‬فقالوا‬ ‫‪ِ( -‬إنَّ هَّللا َ الَ َيسْ َتحْ ِيي َأن َيضْ ِر َ‬
‫ب َم َثالً مَّا َبعُو َ‬
‫أن البعوضة هو علي رضي هللا عنه وأن ما فوقها هو الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬في روايتهم عن علي بن إبراهيم القمي بسنده عن أبي عبد الله (‬
‫البعوضه ‪ :‬هي أمير المؤمنين ‪ ،‬وما فوقها رسول هللا ) – تفسير القمي ‪ 1/30‬وتفسير‬
‫العياشي ‪1/25‬‬

‫علما بأن عالمتهم أبو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي‬
‫الملقب بالصدوق قال في كتابه علل الشرائع – باب ‪ 239‬علل المسوخ واصنافها صفحة ‪: 199‬‬
‫بأن البعوض كان رجال يستهزئ باألنبياء عليهم السالم ويشتمهم ويكلح في‬
‫وجوههم ويصفق بيديه فمسخه هللا بعوضا ‪!! .‬‬
‫فهل علي رضي هللا عنه له هذه الصفات يا رافضة ؟؟‬

‫‪ -‬في خطبة ينسبها ابن جرير الطبرسي الرافضي لعلي انه خطب بالكوفة عند‬
‫منصرفه من النهروان‪ h‬فقال في خطبة طويلة هذا بعض منها ‪ ........ /‬أنا‬
‫اسمي في اإلنجيل‪  ‬اليا ‪ ‬وفي التوراة بريا‪  ‬وفي الزبور‪  ‬اري‪  ‬وعند الهند‪ ‬‬
‫كابر‪  ‬وعند الروم‪  ‬بطريسا‪  ‬وعند الفرس جبير‪  ‬وعند الترك‪  ‬تبير‪  ‬وعند‬
‫الزنج‪  ‬حيتر‪  ‬وعند الكهنة‪  ‬بوسي‪  ‬وعند الحبشة‪  ‬بتريك‪  ‬وعند امي‪  ‬حيدرة‬
‫وعند ظئري‪  ‬ميمون‪  ‬وعند العرب‪  ‬علي‪  ‬وعند األرمن‪  ‬فريق‪  ‬وعند أبي‪ ‬‬
‫ظهيرا ‪ ‬‬
‫أال واني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في‬
‫دينكم يقول عز وجل‪ ( ‬إن هللا مع الصادقين ) وأنا ذلك الصادق وأنا المؤذن‬
‫في الدنيا واآلخرة في قوله‪ ( ‬وأذن مؤذن بينهم أن لعنة هللا على الظالمين )‬
‫‪ h.................‬الخ الخطبة ‪.‬كتاب ‪ /‬بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ‪  -‬ص‪33‬‬

‫أقول ‪ :‬إن كان علي رضي هللا عنه عندكم يا رافضة بوسي !! فهو عندنا الكرار‬
‫المرتضى رضي هللا عنه ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -‬علي بن إبراهيم ‪ :‬قال ‪ :‬حدثني أبي ‪ ،‬عن ابن أبي عمير ‪ ،‬عن أبي بصير ‪،‬‬
‫عن أبي عبد هللا ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬قال ‪ :‬انتهى رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وآله‬
‫‪ -‬إلى أمير المؤمنين ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬وهو نائم في المسجد وقد جمع رمال‬
‫ووضع رأسه عليه ‪ ،‬فحركه برجله ثم قال ( له ) ‪ :‬قم يا دابة األرض ‪ ،‬فقال‬
‫رجل من أصحابه ‪ :‬يا رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وآله ‪ -‬أفيسمي بعضنا‬
‫بعضا بهذا االسم ؟ فقال ‪ :‬ال وهللا ما هو إال له خاصة وهي الدابة التي ذكرها‬
‫هللا في كتابه ‪ ( :‬وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من األرض تكلمهم‬
‫أن الناس كانوا بآياتنا ال يوقنون ) ‪ .‬ثم قال ‪ :‬يا علي ‪ ،‬إذا كان آخر الزمان‬
‫أخرجك هللا في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ‪ .‬مدينة المعاجز ‪ -‬السيد هاشم‬
‫البحراني ج ‪ 3‬ص ‪ ، - 91 – 90‬التفسير الصافي ‪ -‬الفيض الكاشاني ج ‪ 4‬ص ‪، 74‬‬
‫والرواية موجودة في كل كتب تفاسير الرافضة وغيرها بل اعتبرها ابن شهر‬
‫آشوب منقبة في كتابه مناقب آل أبي طالب‬

‫‪ -‬أقول ‪ :‬أهذا قدر علي بن أبي طالب عندكم يا رافضة ؟ لقد كرم هللا اإلنسان‬
‫وفضله على كثير ممن خلق ومن باب أولى أنه فضله على الدواب فقال عز من‬
‫ت‬ ‫قائل ‪َ :‬و َل َق ْد َكرَّ مْ َنا َبنِي آدَ َم َو َح َم ْل َنا ُه ْم فِي ْال َبرِّ َو ْال َبحْ ِر َو َر َز ْق َناهُم م َِّن َّ‬
‫الط ِّي َبا ِ‬
‫ِير ِّممَّنْ َخ َل ْق َنا َت ْفضِ يالً (‪ -)70‬اإلسراء ‪.‬‬ ‫َو َفض َّْل َنا ُه ْم َع َلى َكث ٍ‬

‫‪ -‬الشيطان يحب علي !!‬


‫‪ -‬عن عليّ بن موسى الرضا عليه السالم ا ّنه قال ‪ :‬قال عليّ عليه السّالم ‪ :‬كنت‬
‫جالسا ً عند الكعبة فإذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من ش ّدة الكبر ‪،‬‬
‫وفي يده ع ّكازة وعلى رأسه برنس أحمر ‪ ،‬وعليه مدرعة من الشعر ‪ ،‬فدنا إلى النبيّ‬
‫صلى هللا عليه وآله وسلّم والنبيّ مسند ظهره على الكعبة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول هللا اُدع‬
‫لي بالمغفرة ‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وآله وسلّم ‪ :‬خاب سعيك يا شيخ ‪ ،‬وظ ّل‬
‫عملك‪.‬‬
‫فلمّا تولّي الشيخ قال لي ‪ :‬يا أبا الحسن أتعرفه ؟ قلت ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬ذلك اللعين‬
‫قال علي عليه ال ّسالم ‪ :‬فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى األرض ‪ ،‬وجلست‬
‫على صدره ‪ ،‬ووضعت يدي في حلقه ألخنقه ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬ال تفعل يا أبا الحسن فا ّني‬
‫من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ‪ ،‬وهللا يا علي إني ألحبّك ج ّداً وما أبغضك أحد‬
‫إال شركت أباه في أمّه فصار ولد زنا ‪ ،‬فضحكت وخلّيت سبيله ‪ .‬البحار ‪ 148 : 27‬ح‪ 13‬باب‬
‫‪ 5‬عن عيون أخبار الرضا عليه السالم‬

‫وفي رواية أخرى ‪:‬‬

‫باإلسناد يرفعه إلى عبد الله بن عباس‪ -‬قال لما رجعنا من حج بيت هللا مع رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله فجلسنا حوله وهو في مسجده إذ ظهر الوحي عليه فتبسم صلى‬
‫هللا عليه وآله تبسما شديدا حتى بانت ثناياه فقلنا يا رسول هللا مم تبسمت قال من‬
‫إبليس اجتاز ينفر وهم يتلون علينا فوقف أمامهم فقالوا من ذا الذي أمامنا فقال أنا أبو‬
‫مرة فقالوا تسمع كالمنا فقال نعم سوأة لوجوهكم ويلكم أتسبون موالكم علي بن أبي‬
‫طالب (ع) فقالوا له أبا مرة من أين علمت انه موالنا فقال ويلكم أنسيتم قول نبيكم‬
‫باألمس من كنت مواله فعلي مواله فقالوا يا أبا مرة أنت من شيعته ومواليه فقال ما‬
‫أنا من شيعته ومواليه ولكني أحبه ألنه من ابغضه احد منكم إال شاركته في ولده‬
‫وماله وذلك قول هللا تعالى (وشاركهم في األموال واألوالد) فقالوا يا أبا مرة أتقول‬
‫في علي شيئا قال وما تريدون أن أقول فيه اسمعوا ويلكم منى اعلموا أني عبدت هللا‬
‫تعالى في الجان اثني عشر ألف سنة فلما اهلك هللا الجان شكوت إلى هللا تعالى عز‬
‫وجل الوحدة فأوتي بى إلى السماء الدنيا فعبدت هللا تعالى فيها أثني عشر ألف سنة‬
‫أخرى مع المالئكة فبينا نحن كذلك نسبح هللا تعالى ونقدسه إذ مر علينا نور‬
‫شعشعاني فخرت المالئكة عند ذلك سجدا فقلنا نور نبي مرسل أو نور ملك مقرب‬
‫فإذا النداء من قبل عز وجل ال نبي مرسل وال ملك مقرب هذا نور علي بن أبى‬
‫طالب (ع) أخى محمد ‪ .‬الفضائل ‪ -‬البى الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن اسماعيل ابن أبي طالب القمي‬
‫نزيل المدينة النبوية ‪ -‬وهو صاحب كتاب (ازاحة العلة) المذكور في ( البحار) وكان من مشايخ االجازة‪ ،‬روى عنه فخاربن معد‬
‫الموسوى و روى هو عن أبيه وعن العماد الطبرى صاحب كتاب (بشارة المصطفى) " المطبوع‪ h‬في النجف " وقد عاصر ابن إدريس‪،‬‬
‫وتوفي في حدود سنة ‪ 660‬ه‍ منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها‪ h‬في النجف االشرف ‪ 1962‬م ‪ 1381 -‬ه‍‬

‫أقول عن تلك الروايتين ‪ :‬هذا يدل على أنكم ال تعتقدوا بإيمان علي بن أبي طالب‬
‫رضي هللا عنه ‪ ،‬والدليل بيني وبينكم القرآن ‪:‬‬

‫ت‬
‫ط َوا ِ‬ ‫يقول تعالى ‪َ :‬يا َأ ُّي َها ال َّناسُ ُكلُو ْا ِممَّا فِي اَألرْ ِ‬
‫ض َحالَالً َطيِّبا ً َوالَ َت َّت ِبعُو ْا ُخ ُ‬
‫ع ُدوٌّ م ُِّبينٌ ‪ .‬البقرة ‪168 -‬‬ ‫ال َّش ْي َط ِ‬
‫ان ِإ َّن ُه َل ُك ْم َ‬
‫ت ال َّش ْي َط ِ‬
‫ان ِإ َّن ُه َل ُك ْم‬ ‫ط َوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويقول ‪َ :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنو ْا ْاد ُخلُو ْا فِي الس ِّْلم َكآ َّف ًة َوالَ َت َّت ِبعُو ْا ُخ ُ‬
‫ع ُدوٌّ م ُِّبينٌ ‪ .‬البقرة ‪208 -‬‬
‫َ‬

‫ويقول تعالى عن قول إبليس ‪َ :‬وُألضِ لَّ َّن ُه ْم َوُأل َم ِّن َي َّن ُه ْم َوآلم َُر َّن ُه ْم َف َل ُي َب ِّت ُكنَّ آ َذ َ‬
‫ان اَأل ْن َع ِام‬
‫ون هّللا ِ َف َق ْد َخسِ َر ُخسْ َرانا ً‬ ‫ان َولِ ّيا ً مِّن ُد ِ‬ ‫ْط َ‬‫َوآلم َُر َّن ُه ْم َف َل ُي َغ ِّيرُنَّ َخ ْل َق هّللا ِ َو َمن َي َّت ِخ ِذ ال َّشي َ‬
‫م ُِّبينا ً ‪ .‬النساء ‪129 -‬‬

‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ْطانُ َك َما ْخ َر َج َب َو ْي ُكم م َِّن ْال َج َّن ِة َي ِ‬
‫نز ُع َع ْن ُه َما‬ ‫ويقول تعالى ‪َ :‬يا َبنِي آدَ َم الَ َي ْف ِت َن َّن ُك ُم ال َّشي َ‬
‫ْث الَ َت َر ْو َن ُه ْم ِإ َّنا َج َع ْل َنا‬‫اس ُه َما لِي ُِر َي ُه َما َس ْو َءات ِِه َما ِإ َّن ُه َي َرا ُك ْم ه َُو َو َق ِبيلُ ُه ِمنْ َحي ُ‬
‫لِ َب َ‬
‫ون ‪ .‬األعراف ‪27 -‬‬ ‫ِين الَ يُْؤ ِم ُن َ‬ ‫ين َأ ْولِ َياء لِلَّذ َ‬ ‫ال َّشيَاطِ َ‬
‫هل معنى هذا أن عليا رضي هللا عنه غير مؤمن حسب دليل هذه اآلية ‪ ،‬اتقوا هللا يا‬
‫رافضة وهللا لقد طعنتم بعلي رضي هللا عنه وأرضاه‬

‫‪ * ‬سأكتفي بطعوناتهم هذه وإال فوهللا هناك العديد والعديد من رواياتهم واتهاماتهم‬
‫للصحابي الجليل علي بن أبي طالب ‪ ،‬فمنها ما وصفوه بالجبن بحيث تضرب‬
‫زوجته وهو ساكت ‪ ،‬وأخرى ال يقيم حدود هللا ‪ ،‬وأخرى يشتكي لغير هللا ‪ ،‬وأخرى‬
‫يزوج ابنته لكافر حسب زعمهم خوفا منه وهو عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‬
‫فعندهم أن عمر كافر وقد تزوج بنت علي أم كلثوم ورووا رواية عن جعفر يقول‬
‫ذلك فرج غصبناه فهل تغصب بنت الكرار ؟؟‬

‫سأذكر هنا فضائل علي بن أبي طالب رضي هللا عنه عند أهل السنة والجماعة‬
‫كي يعلم الناس من المحب آلل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم ومن المبغض‬
‫لهم ‪.‬‬

‫روايات أهل السنة والجماعة في مناقب وفضائل علي ابن أبي طالب رضي هللا‬
‫عنه ‪:‬‬

‫‪ -‬من صحيح البخاري ‪:‬‬

‫* باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي هللا‬
‫عنه وقال النبي صلى هللا عليه وسلم لعلي أنت مني وأنا منك وقال عمر‬
‫توفي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو عنه راض‬

‫‪ -‬حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد‬
‫رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ألعطين الراية غدا‬
‫رجال يفتح هللا على يديه قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما‬
‫أصبح الناس غدوا على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كلهم يرجو أن‬
‫يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينيه يا رسول هللا قال‬
‫فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم‬
‫يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول هللا أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا‬
‫فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى اإلسالم وأخبرهم‬
‫بما يجب عليهم من حق هللا فيه فوهللا ألن يهدي هللا بك رجال واحدا خير‬
‫لك من أن يكون لك حمر النعم ‪.‬‬

‫‪ -‬حدثنا قتيبة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال كان علي قد تخلف عن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال أنا أتخلف عن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فخرج علي فلحق بالنبي صلى هللا عليه وسلم فلما كان مساء‬
‫الليلة التي فتحها هللا في صباحها قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ألعطين الراية‬
‫أو ليأخذن الراية غدا رجال يحبه هللا ورسوله أو قال يحب هللا ورسوله يفتح هللا عليه‬
‫فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫الراية ففتح هللا عليه‪.‬‬

‫‪ -‬حدثنا عبد هللا بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجال جاء‬
‫إلى سهل بن سعد فقال هذا فالن ألمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال فيقول ماذا‬
‫قال يقول له أبو تراب فضحك قال وهللا ما سماه إال النبي صلى هللا عليه وسلم وما‬
‫كان له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهال وقلت يا أبا عباس كيف ذلك قال‬
‫دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص‬
‫التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب مرتين ‪.‬‬

‫‪ -‬حدثنا محمد بن رافع حدثنا حسين عن زائدة عن أبي حصين عن سعد بن عبيدة‬
‫قال جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك‬
‫يسوءك قال نعم قال فأرغم هللا بأنفك ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال هو‬
‫ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى هللا عليه وسلم ثم قال لعل ذاك يسوءك قال أجل‬
‫قال فأرغم هللا بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك ‪.‬‬

‫‪ -‬حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت إبراهيم بن‬
‫سعد عن أبيه قال قال النبي صلى هللا عليه وسلم لعلي أما ترضى أن تكون مني‬
‫بمنزلة هارون من موسى ‪.‬‬

‫هذه بعض مناقبه رضي هللا عنه من صحيح اإلمام البخاري رحمه هللا ‪ ،‬أما مناقبه‬
‫في صحيح اإلمام مسلم رحمه هللا ‪:‬‬

‫‪ -‬حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمد بن الصباح وعبيد هللا‬
‫القواريري وسريج بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون واللفظ البن‬
‫الصباح حدثنا يوسف أبو سلمة الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد‬
‫بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي‬
‫بعدي قال سعيد فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني‬
‫عامر فقال أنا سمعته فقلت آنت سمعته فوضع إصبعيه على أذنيه فقال نعم‬
‫وإال فاستكتا ‪.‬‬

‫‪ -‬وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن‬
‫المثنى وابن بشار قاال حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن‬
‫مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن سعد بن أبي وقاص قال خلف رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال يا رسول هللا‬
‫تخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون‬
‫من موسى غير أنه ال نبي بعدي حدثنا عبيد هللا بن معاذ حدثنا أبي حدثنا‬
‫شعبة في هذا اإلسناد ‪.‬‬

‫‪ -‬حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قاال حدثنا حاتم وهو‬
‫ابن إسمعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه‬
‫قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب فقال‬
‫أما ما ذكرت ثالثا قالهن له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فلن أسبه ألن‬
‫تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول هللا خلفتني‬
‫مع النساء والصبيان فقال له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أما ترضى أن‬
‫تكون مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبوة بعدي وسمعته يقول يوم‬
‫خيبر ألعطين الراية رجال يحب هللا ورسوله ويحبه هللا ورسوله قال فتطاولنا‬
‫لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح‬
‫هللا عليه ولما نزلت هذه اآلية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤالء أهلي‪.‬‬

‫‪ -‬حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري عن سهيل‬
‫عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال يوم خيبر‬
‫ألعطين هذه الراية رجال يحب هللا ورسوله يفتح هللا على يديه قال عمر بن‬
‫الخطاب ما أحببت اإلمارة إال يومئذ قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها‬
‫قال فدعا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها‬
‫وقال امش وال تلتفت حتى يفتح هللا عليك قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم‬
‫يلتفت فصرخ يا رسول هللا على ماذا أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن‬
‫ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم‬
‫وأموالهم إال بحقها وحسابهم على هللا‪.‬‬

‫‪ -‬حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا‬
‫إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا‬
‫وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له‬
‫حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا‬
‫يا زيد ما سمعت من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال يا ابن أخي وهللا لقد‬
‫كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما ال فال تكلفونيه ثم قال قام رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد‬
‫هللا وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد أال أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك‬
‫أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب هللا فيه الهدى‬
‫والنور فخذوا بكتاب هللا واستمسكوا به فحث على كتاب هللا ورغب فيه ثم‬
‫قال وأهل بيتي أذكركم هللا في أهل بيتي أذكركم هللا في أهل بيتي أذكركم هللا‬
‫في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته‬
‫قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم‬
‫قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤالء حرم الصدقة‬
‫قال نعم وحدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن‬
‫سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم عن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم وساق الحديث بنحوه بمعنى حديث زهير حدثنا أبو بكر بن أبي‬
‫شيبة حدثنا محمد بن فضيل ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير‬
‫كالهما عن أبي حيان بهذا اإلسناد نحو حديث إسماعيل وزاد في حديث‬
‫جرير كتاب هللا فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى‬
‫ومن أخطأه ضل حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني ابن‬
‫إبراهيم عن سعيد وهو ابن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال‬
‫دخلنا عليه فقلنا له لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم وصليت خلفه وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال أال‬
‫وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب هللا عز وجل هو حبل هللا من اتبعه كان‬
‫على الهدى ومن تركه كان على ضاللة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال ال‬
‫وايم هللا إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى‬
‫أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده‪.‬‬
‫* مالحظة على هذه الرواية ‪ :‬في شرح اإلمام النووي على صحيح مسلم بين ظاهر‬
‫التناقض بالروايتين فقال رحمه هللا ‪ :‬قوله في الرواية األخرى ‪ ( :‬فقلنا ‪ :‬من أهل‬
‫بيته نساؤه قال ‪ :‬ال ) هذا دليل إلبطال قول من قال ‪ :‬هم قريش كلها ؛ فقد كان في‬
‫نسائه قرشيات ‪ ،‬وهن عائشة ‪ ،‬وحفصة ‪ ،‬وأم سلمة ‪ ،‬وسودة ‪ ،‬وأم حبيبة رضي هللا‬
‫عنهن وأما قوله في الرواية األخرى ‪ ( :‬نساؤه من أهل بيته ‪ ،‬ولكن أهل بيته من‬
‫حرم الصدقة ) قال ‪ :‬وفي الرواية األخرى ‪ :‬فقلنا ‪ ( :‬من أهل بيته نساؤه قال ‪ :‬ال )‬
‫فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض ‪ ،‬والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم‬
‫أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته ‪ ،‬فتتأول الرواية األولى على أن المراد أنهن من‬
‫أهل بيته الذين يساكنون ‪ ،‬ويعولهم ‪ ،‬وأمر باحترامهم وإكرامهم ‪ ،‬وسماهم ثقال‬
‫ووعظ في حقوقهم وذكر ‪ ،‬فنساؤه داخالت في هذا كله ‪ ،‬وال يدخلن فيمن حرم‬
‫الصدقة ‪ ،‬وقد أشار إلى هذا في الرواية األولى بقوله ‪ ( :‬نساؤه من أهل بيته ‪ ،‬ولكن‬
‫أهل بيته من حرم الصدقة ) فاتفقت الروايتان ‪.‬‬

‫‪ -‬حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن أبي حازم عن‬
‫سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال فدعا سهل‬
‫بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبى سهل فقال له أما إذ أبيت فقل لعن هللا‬
‫أبا التراب فقال سهل ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان‬
‫ليفرح إذا دعي بها فقال له أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب قال جاء‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين‬
‫ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلنسان انظر أين هو فجاء فقال يا رسول هللا‬
‫هو في المسجد راقد فجاءه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو مضطجع قد‬
‫سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫يمسحه عنه ويقول قم أبا التراب قم أبا التراب‪.‬‬

‫‪ -‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد هللا بن نمير واللفظ ألبي بكر قاال‬
‫حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة‬
‫قالت قالت عائشة خرج النبي صلى هللا عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل‬
‫من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم‬
‫جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال إنما يريد هللا ليذهب عنكم‬
‫الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ‪.‬‬

‫‪ -‬ونقل مسلم في صحيحة قول النبي صلى هللا عليه وسلم لعلي رضي هللا‬
‫عنه ‪ :‬والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي األمي إلي أن ال يحبني إال‬
‫مؤمن وال يبغضني إال منافق‪.‬‬
‫ذكرت بعض فضائل ومناقب علي بن أبي طالب رضي هللا عنه من صحيح‬
‫البخاري وصحيح مسلم وهذا ال يعني أن باقي المحدثين لم يذكروا فضائل صحيحة‬
‫للصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي هللا عنه بل نقلوا الكثير ‪ ،‬ولكني اكتفيت‬
‫بهذين الصحيحين ألنهما أوثق كتب الحديث وأصحها عندنا ‪،‬‬

‫هناك أيضا فضائل أخرى مثل إرسال النبي صلى هللا عليه وسلم لعلي خلف أبي بكر‬
‫رضي هللا عنهما في الحج ليقرأ بعض اآليات التي نزلت على الحجيج ‪ ،‬كذلك‬
‫إرساله لعلي رضي هللا عنه ليساوي القبور ويطمس الصور ‪ ،‬وأيضا تسليمه الراية‬
‫في كثير من الغزوات ‪ ،‬وغيرها الكثير ‪.‬‬

‫‪ -4‬العباس وأبنائه وعقيل بن أبي طالب رضي هللا عنهم ‪:‬‬

‫‪ -‬ذكر المجلسي قال روى اإلمام محمد الباقر عن اإلمام زين العابدين عليه السالم‬
‫بسند معتمد أن هذه اآلية "من كان في هذه أعمى فهو في اآلخرة أعمى وأضل‬
‫سبيال" نزلت في حق عبد هللا بن عباس وأبيه ‪ ..‬حياة القلوب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪865‬‬

‫‪ -‬يروى الكليني بسند حسن أنه سأل سدير اإلمام محمد الباقر أين كانت غيرة‬
‫بني هاشم وشوكتهم وكثرتهم بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين غلب‬
‫علي من أبي بكر وعمر وسائر المنافقين؟ فأجاب اإلمام محمد الباقر‪ :‬من كان‬
‫باقيا من بني هاشم؟ جعفر وحمزة اللذان كانا من السابقين األولين والمؤمنين‪h‬‬
‫الكاملين قد ماتا‪ ،‬واالثنان اللذان كانا ضعيفي اليقين وذليلي النفس وحديثي عهد‬
‫باإلسالم قد بقيا‪ ،‬العباس وعقيل ‪ ..‬حيات القلوب‪ ،‬الجزء الثاني ص ‪ ،846‬وهذه الرواية موجودة في فروع‬
‫الكافي‪ ،‬المجلد الثالث كتاب الروضة‪.‬‬

‫‪ -‬وذكر محمد الباقر المجلسي أنه يثبت من أحاديثنا أن عباسا لم يكن من‬
‫المؤمنين الكاملين وأن عقيال كان مثله (في عدم كمال اإليمان) ‪ ..‬حيات القلوب‪،‬ج‪ ،2‬ص‬
‫‪866‬‬

‫‪ -‬فلبئس المولى ولبئس العشير نزلت في العباس‪.‬‬


‫رجال الكشي ص ‪45‬‬

‫‪ -‬ان عليا عليه السالم قال‪ :‬اللهم العن ابني فالن واعمي ابصارهما يعني عبد‬
‫هللا وعبيد هللا بنا العباس كما في الهامش‪ .‬رجال الكشي ص ‪52‬‬
‫أقول ‪ :‬أما العباس رضي هللا عنه فهو عم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقد‬
‫كان النبي صلى هللا عليه وسلم يحبه ويوقره ‪ ،‬وقد ذكرت سابقا بعض فضائله‬
‫رضي هللا عنه ‪،‬‬

‫‪ -‬قال عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث رضي هللا عنه (أن العباس بن عبد‬
‫المطلب ‪ ،‬دخل على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مغضبا وأنا عنده ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ما أغضبك ؟ قال ‪ :‬يا رسول هللا ! ما لنا ولقريش ! إذا تالقوا بينهم ‪ ،‬تالقوا‬
‫بوجوه مبشرة ‪ ،‬وإذا لقونا ‪ ،‬لقونا بغير ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فغضب رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم حتى احمر وجهه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬ال يدخل قلب رجل‬
‫اإليمان حتى يحبكم هلل ولرسوله ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا أيها الناس ! من آذى عمي فقد‬
‫آذاني ‪ ،‬فإنما عم الرجل صنو أبيه ) رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح ‪.‬‬

‫‪ -‬ومن مواقف العباس رضي هللا عنه مع المسلمين في بداية الدعوة ‪.‬‬

‫قال ابن عباس ‪ :‬أال أخبركم بإسالم أبي ذر ؟ قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو ذر‬
‫‪ :‬كنت رجال من غفار ‪ ،‬فبلغنا أن رجال قد خرج بمكة يزعم أنه نبي ‪ ،‬فقلت‬
‫ألخي ‪ :‬انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره ‪ ،‬فانطلق فلقيه ثم رجع ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬ما عندك ؟ فقال ‪ :‬وهللا لقد رأيت رجال يأمر بالخير وينهى عن الشر ‪،‬‬
‫فقلت له ‪ :‬لم تشفني من الخبر ‪ ،‬فأخذت جرابا وعصا ‪ ،‬ثم أقبلت إلى مكة ‪،‬‬
‫فجعلت ال أعرفه ‪ ،‬وأكره أن أسأل عنه ‪ ،‬واشرب من ماء زمزم وأكون في‬
‫المسجد ‪ ،‬قال ‪ :‬فمر بي علي فقال ‪ :‬كأن الرجل غريب ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فانطلق إلى المنزل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانطلقت معه ‪ ،‬ال يسألني عن شيء وال‬
‫أخبره ‪ ،‬فلما أصبحت غدوت إلى المسجد ألسأل عنه ‪ ،‬وليس أحد يخبرني عنه‬
‫بشيء ‪ ،‬قال ‪ :‬فمر بي علي ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما نال للرجل يعرف منزله بعد ؟ قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬انطلق معي ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال ‪ :‬ما أمرك ‪ ،‬وما أقدمك هذه البلدة ؟‬
‫قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬إن كتمت علي أخبرتك ‪ ،‬قال ‪ :‬فإني أفعل ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬بلغنا‬
‫أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي ‪ ،‬فأرسلت أخي ليكلمه ‪ ،‬فرجع ولم‬
‫يشفني من الخبر ‪ ،‬فأردت أن ألقاه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أما إنك قد رشدت ‪ ،‬هذا وجهي‬
‫إليه فاتبعني ‪ ،‬ادخل حيث ادخل ‪ ،‬فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك ‪ ،‬قمت إلى‬
‫الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت ‪ ،‬فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت‬
‫معه على النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬اعرض علي اإلسالم ‪ ،‬فعرضه‬
‫فأسلمت مكاني ‪ ،‬فقال لي ‪ ( :‬يا أبا ذر ‪ ،‬اكتم هذا األمر ‪ ،‬وارجع إلى بلدك ‪ ،‬فإذا‬
‫بلغك ظهورنا فأقبل ) ‪ .‬فقلت ‪ :‬والذي بعثك بالحق ‪ ،‬ألصرخن بها بين‬
‫أظهرهم ‪ ،‬فجاء إلى المسجد وقريش فيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ،‬إني أشهد أن‬
‫ال إله إال هللا ‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪ .‬فقالوا ‪ :‬قوموا إلى هذا الصابئ ‪،‬‬
‫فقاموا فضربت ألموت ‪ ،‬فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ويلكم ‪ ،‬تقتلون رجال من غفار ‪ ،‬ومتجركم وممركم على غفار ‪ ،‬فأقلعوا عني ‪،‬‬
‫فلما أن أصبحت الغد رجعت ‪ ،‬فقلت مثل ما قلت باألمس ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬قوموا إلى‬
‫هذا الصابئ ‪ ،‬فصنع بي مثل ما صنع باألمس ‪ ،‬وأدركني العباس فأكب علي ‪،‬‬
‫وقال مثل مقالته باألمس ‪ .‬قال ‪ :‬فكان هذا أول إسالم أبي ذر رحمه هللا ‪ – .‬رواه‬
‫البخاري‬

‫‪ -‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم للعباس ‪ :‬إذا كان غداة االثنين فأتني أنت‬
‫وولدك حتى أدعو لك بدعوة ينفعك هللا بها وولدك فغدا وغدونا معه وألبسنا كساء‬
‫ثم قال اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة ال تغادر ذنبا اللهم احفظه‬
‫في ولده – رواه الترمذي وحسنه األلباني‬

‫‪ -‬قال أنس ابن مالك رضي هللا عنه ‪( :‬أن عمر بن الخطاب ‪ :‬كان إذا قحطوا‬
‫استسقى بالعباس بن عبد المطلب ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى‬
‫هللا عليه وسلم فتسقينا ‪ ،‬وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فيسقون) – رواه‬
‫البخاري‬

‫هذه بعض الروايات في فضائل العباس رضي هللا عنه وأما حبر األمة وترجمان‬
‫القرآن عبد هللا بن العباس فسأذكر لكم بعض فضائله لنرى مدى افتراءات‬
‫الرافضة على آل البيت ‪:‬‬

‫‪( -‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم أتى الخالء ‪ .‬فوضعت له وضوءا ‪ .‬فلما خرج‬
‫قال " من وضع هذا ؟ " ‪ -‬في رواية زهير قالوا وفي رواية أبي بكر ‪ -‬قلت ‪:‬‬
‫ابن عباس ‪ .‬قال " اللهم ! فقهه ) – رواه مسلم‬

‫‪( -‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان في بيت ميمونة فوضعت له وضوءا‬
‫من الليل قال ‪ :‬فقالت ميمونة ‪ :‬يا رسول هللا وضع لك هذا عبد هللا بن عباس‬
‫فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) – رواه أحمد بإسناد ثابت‪ h‬صحيح‬

‫‪( -‬عن ابن مسعود قال ‪ :‬لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل ‪ .‬وكان‬
‫يقول ‪ :‬نعم ترجمان القرآن ابن عباس ) – ابن حجر العسقالني في فتح الباري واسناده صحيح‬

‫‪ -‬وقال ابن عباس رضي هللا عنهما ‪( :‬ضمني النبي صلى هللا عليه وسلم إلى‬
‫صدره وقال ‪ :‬اللهم علمه الحكمة ) – رواه البخاري‬

‫‪ -‬وفي رواية أخرى عند ابن ماجه (ضمني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إليه‬
‫وقال اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب ) صححها األلباني‬

‫‪ -‬وعن عبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما قال ‪( :‬أتيت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم من آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه فلما أقبل‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على صالته خنست فصلى رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم فلما انصرف قال لي ‪ :‬ما شأني أجعلك حذائي فتخنس فقلت ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا أوينبغي ألحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول هللا الذي أعطاك هللا‬
‫قال ‪ :‬فأعجبته فدعا هللا لي أن يزيدني علما وفهما قال ‪ :‬ثم رأيت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم نام حتى سمعته ينفخ ثم أتاه بالل فقال ‪ :‬يا رسول هللا‬
‫الصالة فقام فصلى ما أعاد وضوءا ) – رواه أحمد في اسناد صحيح وصححه أحمد شاكر ‪.‬‬

‫‪ -‬ذكر ابن سعد في الطبقات أن سعد بن أبي وقاص رضي هللا عنه قال ‪ :‬ما‬
‫رأيت أحضر فهما وال ألب لبا ً وال أكثر علما وال أوسع حلما من ابن عباس ‪،‬‬
‫ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضالت ‪.‬‬

‫هذه بعض فضائل حبر األمة وترجمان القرآن عبد هللا بن العباس رضي هللا عنهما‬
‫فهل بعد هذه الفضائل يفتري الرافضة بتأويلهم لآليات ويطعنون في آل البيت ؟ أين‬
‫دعوى محبتهم ؟ هل ذهبت أدراج الرياح ؟‬

‫‪ -‬وفي عقيل رضي هللا عنه ‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال لعقي‪hh‬ل بن أبي‬
‫طالب ‪ :‬يا أبا يزيد إني أحبك ح‪h‬بين حب‪h‬ا لقرابت‪h‬ك وحب‪h‬ا لم‪h‬ا كنت أعلم من حب عمي‬
‫إياك‬
‫الراوي‪ :‬أبو إسحاق المحدث‪ :‬الهيثمي ‪ -‬المصدر‪ :‬مجمع الزوائد ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪9/276 :‬‬
‫خالصة حكم المحدث‪ :‬مرسل ورجاله ثقات‬

‫وكما وعدت أعاله سأذكر مقالة الشيخ عبد هللا بن محمد زقيل حفظه هللا وهي‬
‫بعنوان ‪ :‬طعن الرافضي رضا نصرهللا في الصحابي ابن عباس ليس بالمستغرب‬

‫الحم ُد ِ‬
‫هلل وبعد ؛‬

‫أمركم عجيبٌ يا أه َل السن ِة !!!!‪h‬‬

‫عباس رضي هللاُ عنه ؟‬


‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫طعن الرافضي الخبيث في ِ‬
‫ِ‬ ‫وما وج ُه الغراب ِة في‬

‫القوم ‪ ،‬هؤال ِء يزعمون محب َة آل بي ِ‬


‫ت النبي‬ ‫ِ‬ ‫كتب‬ ‫مشكل ُة ِ‬
‫أهل السن ِة أنهم ال يعرفون َ‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ولكن كتبهم تكذبُ هذا الزعم ‪ ،‬تعالوا معي في جول ٍة تبين‬
‫خالل كتبهم ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كذب دعوتهم من‬ ‫َ‬

‫جنون البقر لبعضِ هم ‪ ،‬ولكن من أرا َد أن يتكل َم‬ ‫َ‬ ‫وقبل البد ِء أعل ُم أن ما سأنقل ُه سيسببُ‬
‫والنحيب ك ٌل يتقن ُه ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ب ‪ ،‬ألن العوي َل‬ ‫بالعويل والنحي ِ‬
‫ِ‬ ‫فليقارع الحج َة بالحج ِة ‪ ،‬وليس‬
‫ِ‬
‫هللا السالم َة والعافي َة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫نسأ‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫ودركا‬ ‫ت‬‫ٍ‬ ‫درجا‬ ‫على‬ ‫وهو‬

‫ب الرافضي ‪ -‬زعموا ‪ -‬محب َة أل بي ِ‬


‫ت النبي صلى هللاُ عليه‬ ‫ت المذه ِ‬
‫إن من أساسيا ِ‬
‫وسلم ‪ ،‬فما مدى حقيقة هذه الدعوى العريض ِة ؟‬

‫جميع الصحاب ِة ‪ ،‬وهذا األم ُر ال ينكرهُ إال جاه ٌل‬ ‫َ‬ ‫كما تعلمون أن الرافض َة يكفرون‬
‫بكتبهم ومؤلفاتهم ‪ ،‬بل وُ جد على " الشبك ِة العنكبوتي ِة " عد ٌد من الملفا ِ‬
‫ت الصوتي ِة‬
‫والمرئي ِة عن الرافض ِة من صرح منهم بذلك ‪ ،‬وفي قنا ِة المستقل ِة سمعنا من أحدهم‬
‫بعض الصحاب ِة من تكفيرهم ‪ ،‬وهو‬ ‫َ‬ ‫من صرح بذلك أمام المأل ‪ ،‬والرافض ُة يستثنون‬
‫القوم ‪ ،‬ألننا‬ ‫ب‬
‫خالل كت ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫نبحث المسأل َة بحثا ً علميا ً من‬ ‫عد ٌد قلي ٌل جداً ‪ ،‬ولكن دعونا‬
‫ِ‬
‫سنج ُد من يرف ُع عقيرت ُه وير ُد كالمنا إذا لم يكن موثقا ً ‪ ،‬وسيأتي أيضا ً من ير ُد الكال َم‬
‫حتى بعد التوثيق وسترون بأنفسكم ‪.‬‬

‫يقول الدكتو ُر ناص ُر القفاري في " أصول مذهب اإلمامية االثنى عشرية ‪ .‬عرضٌ‬
‫ونق ٌد " ‪ :‬تقول كتب االثني عشرية ‪ :‬إن الصحابة بسبب توليتهم ألبي بكر قد ارتدوا‬
‫إال ثالثة ‪ ،‬وتزيد بعض رواياتهم ثالثة أو أربعة آخرين رجعوا إلى إمامة علي ‪،‬‬
‫ليصبح المجموع سبعة ‪ ،‬وال يزيدون على ذلك ‪.‬‬

‫ولقد تداولت الشيعة أنباء هذه "األسطورة" في المعتمد من كتبها‪ ،‬فسجلوا ذلك في‬
‫أول كتاب ظهر لهم وهو كتاب سليم بن قيس [انظر‪ :‬كتاب سليم بن قيس‪ :‬ص‪ ، ] 75-74‬ثم تتابعت‬
‫كتبهم في تقرير ذلك وإشاعته وعلى رأسها الكافي [ الكليني ‪ /‬الكافي ‪ ] 2/244 :‬أوثق كتبهم‬
‫األربعة ‪ ،‬ورجال الكشي [ رجال الكشي ‪ :‬ص‪ ] 11 ،9 ،8 ،7 ،6‬عمدتهم في كتب الرجال ‪،‬‬
‫وغيرها من مصادرهم كتفسير العياشي [ تفسير العياشي ‪ ، ] 1/199 :‬والبرهان [ هاشم البحران‪/‬‬
‫البرهان ‪ ، ] 1/319 :‬والصافي [ محسن الكاشاني ‪ /‬الصافي ‪ ، ] 1/389 :‬وتفسير نور الثقلين [ الحويزيني ‪/‬‬
‫نور الثقلين ‪ ، ] 1/396 :‬واالختصاص [ المفيد ‪ /‬االختصاص ‪ :‬ص‪ ، ] 5-4‬والسرائر [ ابن إدريس ‪ /‬السرائر ‪:‬‬
‫ص‪ ، ] 468‬وبحار األنوار [ بحار األنوار ‪] 440 ، 352 ، 351 ، 22/345 :‬‬

‫وليست هذه مجرد آراء لبعض شيوخهم‪ ،‬ولكنها روايات عن معصوميهم تحمل صفة‬
‫"العصمة" والقدسية عندهم ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقو ُل أيضا ً ‪ :‬ولم تكشف رواية الكافي أسماء الثالثة الذين سلموا من الردة ‪ ،‬حيث‬
‫قالوا بمذهب الرافضة ‪ ،‬لكن مذهب الرفض لم يظهر أصله إال بعد مقتل عثمان ‪،‬‬
‫فهؤالء ليسوا بصحابة ‪ ،‬وال يبعد أن يكون هؤالء من السبئيين الذين بدأ النشاط‬
‫الرافضي على أكتافهم ‪ ،‬وال يستبعد أن هؤالء السبئيين يتخذون أسماء " مستعارة "‬
‫وقد تكون أسماء صحابة لهم مكانتهم ‪.‬‬

‫وهذا ما جاء في رجال الكشي "‪ ..‬عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه‬
‫السالم قال ‪ :‬كان الناس أهل الردة بعد النبي صلى هللا عليه وسلم إال ثالثة ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫ومن الثالثة ؟ فقال ‪ :‬المقداد بن األسود ‪ ،‬وأبو ذر الغفاري ‪ ،‬وسلمان الفارسي ‪ ،‬ثم‬
‫عرف الناس بعد يسير ‪ ،‬وقال ‪ :‬هؤالء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا‬
‫ألبي بكر حتى جاءوا بأمير المؤمنين مكرهًا فبايع " [ رجال الكشي‪ :‬ص‪ ،6‬الكافي‪ ،‬كتاب الروضة‪:‬‬
‫‪( 322-12/321‬مع شرح جامع للمازندراني) ] ‪.‬‬

‫فهذا النص باإلضافة إلى تكفيره لصحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬قد يشير‬
‫إلى الخلية األولى لمذهب الرفض وأنها تتقنع بهذه األسماء المستعارة ‪ .‬وحتى هؤالء‬
‫الثالثة الذين تستثنيهم أخبار الشيعة ‪ ،‬لم يسلموا من شك في " معرفة " اإلمام التي‬
‫هي أصل اإليمان باستثناء واحد منهم ‪ ،‬ولذلك حينما قال أبو جعفر ‪ :‬ارتد الناس إال‬
‫ثالثة ‪ ،‬أردف قائالً ‪ « :‬إن أردت الذي لم يشك ‪ ،‬ولم يدخله شيء فالمقداد ‪ .‬فأما‬
‫سلمان فإنه عرض في قلبه عارض أن عند أمير المؤمنين عليه السالم اسم هللا‬
‫األعظم لو تكلم به ألخذتهم األرض ‪ ،‬وهو هكذا ‪ ،‬فلبب [ لببه ‪ :‬جمع ثيابه عند نحره في الخصومة ثم‬
‫جره (رجال الكشي –الهامش‪ -‬ص‪ ] )11‬ووجئت [ وجأ يوجأ ‪ :‬ضربه باليد والسكين (رجال الكشي –الهامش‪ h-‬ص‪] )11‬‬
‫عنقه حتى تركت كالسلقة [ في نسخة أخرى " كالسلعة "‪ .‬والسلعة ‪ :‬خراج كهيئة الغدة‪( .‬المصباح ‪ :‬ص‪، ] )337‬‬
‫فمر به أمير المؤمنين عليه السالم فقال له ‪ :‬يا أبا عبد هللا‪ ،‬هذا من ذاك ‪ ،‬بايع ‪،‬‬
‫فبايع ‪.‬‬

‫وأما أبو ذر فأمر أمير المؤمنين عليه السالم بالسكوت‪ ،‬ولم يأخذه في هللا لومة الئم‪،‬‬
‫فأبى إال أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به " [ رجال الكشي ‪ :‬ص‪ ،11‬بحار األنوار ‪ – ] 22/440 :‬كذا ‪-‬‬
‫‪.‬‬

‫ضا من قدح الشيعة وعيبهم‪ ،‬فتذكر‬ ‫وهؤالء الثالثة الذين نجوا من الردة‪ ،‬لم يسلموا أي ً‬
‫أخبارهم بأن العالقة بين هؤالء الثالثة طيبة في الظاهر‪ ،‬ولكن لو علم كل واحد‬
‫منهم بما في قلب اآلخر لقتله‪ ،‬أو ترحم على قاتله ؛ ألن كالً منهم أجنبي في باطنه‬
‫واعتقاده عن صاحبه‪ ،‬ففي رجال الكشي " قال أمير المؤمنين ‪ :‬يا أبا ذر‪ ،‬إن سلمان‬
‫لو حدثك بما يعلم لقلت‪ :‬رحم هللا قاتل سلمان" [رجال الكشي‪ :‬ص‪. ] 15‬‬

‫وعن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا رضي هللا عنه يقول‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬يا سلمان ‪ ،‬لو عرض علمك على مقداد لكفر ‪ ،‬يا مقداد لو عرض‬
‫علمك على سلمان لكفر [ رجال الكشي ‪ :‬ص‪ ... ] 11‬وتقول نصوص الشيعة ‪ :‬إن هؤالء‬
‫الثالثة قد لحق بهم أربعة آخرون ‪ ،‬ليصل عدد المؤمنين ( أو قل ‪ :‬الروافض ) في‬
‫عصر الصحابة إلى سبعة ‪ ،‬ولكنهم لم يتجاوزوا هذا العدد ‪.‬‬

‫وهذا ما تتحدث عنه أخبارهم حيث تقول ‪ " :‬عن الحارث بن المغيرة النصري ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد هللا رضي هللا عنه فلم يزل يسأله حتى‬
‫قال له‪ :‬فهلك الناس ًإذا [ أي‪ :‬بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم ومبايعة الناس‬
‫ألبي بكر ( في منظور الروافض ) ] ؟ فقال ‪ :‬إي وهللا يا ابن أعين هلك الناس‬
‫أجمعون ‪ ،‬قلت‪ :‬من في الشرق ومن في الغرب ؟ قال ‪ :‬فقال ‪ :‬إنها فتحت على‬
‫الضالل إي وهللا هلكوا إال ثالثة ‪ .‬ثم لحق أبو ساسان [ قال شيخهم األردبيلي ‪ :‬أبو ساسان اسمه‬
‫الحصين بن المنذر‪ ،‬وقد يقال ‪ :‬أبو سنان‪ ،‬ثم ساق الرواية المذكورة عن الكشي (جامع الرواة‪ . )2/387 :‬وقد ذكر ابن حجر بأنه‬
‫يسمى "حضين" ‪ -‬بالضاد المعجمة مصغرً ا – ابن المنذر بن الحارث الرقاشي‪ ،‬وقال ‪ :‬كان من أمراء علي بصفين‪ ،‬وهو ثقة‪ ،‬مات‬
‫على رأس المائة (تقريب التهذيب‪ ، ] )1/185 :‬وعمار [ يعني‪ :‬عمار بن ياسر ] ‪ ،‬وشتيرة‬
‫[ قال األردبيلي ‪" :‬شتيرة"‬
‫من أصحاب أمير المؤمنين عليه السالم‪ ،‬ثم ساق رواية الكشي مرة أخرى ‪( .‬جامع الرواة‪ ، ] )1/398 :‬وأبو عمرة [ قال‬
‫األردبيلي‪ :‬أبو عمرة األنصاري اسمه ثعلبة بن عمرو‪ ،‬من األصفياء من أصحاب أمير المؤمنين (جامع الرواة‪ . )2/408 :‬قال ابن‬
‫عبد البر ‪ :‬أبو عمرة األنصاري اختلف في اسمه ؛ فقيل ‪ :‬عمرو بن محصن ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ثعلبة بن عمرو بن محصن ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بشير بن‬
‫عمرو بن محصن بن عتيك ‪ .‬قال ابن عبد البر ‪ :‬وهو الصواب إن شاء هللا‪ ،‬قتل بصفين وهو يقاتل مع علي رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫[رجال الكشي‪ :‬ص‪. ]7‬‬ ‫(االستيعاب‪ ،134-4/133 h:‬وانظر‪ :‬اإلصابة‪ ،4/441 :‬أسد الغابة‪ ] )5/263 :‬وصاروا سبعة "‬

‫وتؤكد جملة من نصوصهم على أن العدد لم يزد على ذلك‪ .‬قال أبو جعفر‪ " :‬وكانوا‬
‫سبعة ‪ ،‬فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السالم إال هؤالء السبعة " [رجال الكشي‪:‬‬
‫ص‪. ]12-11‬‬

‫[ المفيد‪/‬‬ ‫وكان أبو عبد هللا يقسم على ذلك فيقول ‪ " :‬فوهللا ما وفى بها إال سبعة نفر "‬
‫االختصاص ‪ :‬ص‪ ،63‬الحميري‪ /‬قرب اإلسناد ‪ :‬ص‪ ، 38‬بحار األنوار ‪. ]22/322 :‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫ثم يضيفُ بعد ذلك ‪ :‬هذه الرّ وايات التي تحكم بالرّ دة على ذلك المجتمع المثالي‬
‫الفريد ‪ ،‬وال تستثني منهم جمي ًعا إال سبعة في أكثر تقديراتها ‪ ،‬ال تذكر من ضمن‬
‫هؤالء السّبعة أح ًدا من أهل بيت رسول هللا باستثناء بعض روايات عندهم جاء فيها‬
‫استثناء علي فقط ‪ ،‬وهي رواية الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال ‪ :‬صار الناس‬
‫كلهم أهل جاهلية إال أربعة ‪ :‬علي ‪ ،‬والمقداد ‪ ،‬وسلمان ‪ ،‬وأبو ذر ‪ .‬فقلت ‪ :‬فعمار ؟‬
‫فقال ‪ :‬إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤالء الثالثة [ تفسير العياشي ‪ ،1/199 :‬البرهان ‪:‬‬
‫‪ ،1/319‬تفسير‪ h‬الصافي ‪. ] 1/389 :‬‬

‫فالحكم بالرّ ّدة في هذه ال ّنصوص شامل للصّحابة وأهل البيت ال ّنبويّ من زوجات‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقرابته ‪.‬ا‪.‬هـ‬

‫تكفير الرافض ِة لهم ؟‬


‫ِ‬ ‫ت النبي صلى هللاُ عليه وسلم ؟ هل سلموا من‬
‫آل بي ِ‬
‫فماذا عن ِ‬

‫لنواصل ما يقرره وينقله الدكتو ُر القفاري في رسالته العلمية الدكتوراة‪ ، h‬قال الدكتور‬
‫حفظه هللاُ ‪ :‬بل إن الشيعة خصت بالطعن والتكفير جملة من أهل بيت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم كعم النبي العباس ‪ ،‬حتى قالوا بأنه نزل فيه قوله سبحانه ‪" :‬‬
‫س ِبيالً " [ رجال الكشي ‪ :‬ص‪ ،53‬واآلية‬ ‫ان فِي َهـ ِذ ِه َأعْ َمى َفه َُو فِي اآلخ َِر ِة َأعْ َمى َوَأ َ‬
‫ض ُّل َ‬ ‫َو َمن َك َ‬
‫(‪ )72‬من سورة اإلسراء ] ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫عباس الذي طعن فيه الرافضي رضا ‪ ،‬يقو ُل الدكتور ‪ :‬وكابنه عبد هللا‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫وماذا عن ِ‬
‫بن عباس حبر األمة وترجمان القرآن ‪ ،‬فقد جاء في الكافي ما يتضمن تكفيره ‪ ،‬وأنه‬
‫جاهل سخيف العقل [ أصول الكافي ‪. ] 1/247 :‬‬

‫وفي رجال الكشي ‪ " :‬اللهم العن ابني فالن واعم أبصارهما ‪ ،‬كما عميت قلوبهما‪..‬‬
‫واجعل عمى أبصارهم دليالً على عمى قلوبهما " [رجال الكشي ‪ :‬ص‪. ] 53‬‬
‫وعلق على هذا شيخهم حسن المصطفوي فقال ‪ " :‬هما عبد هللا بن عباس وعبيد هللا‬
‫بن عباس " [ رجال الكشي ‪ :‬ص‪( 53‬الهامش) ] ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫عباس رضي هللاُ عنه من‬


‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫الجليل ِ‬
‫ِ‬ ‫النص الواضح‪ h‬عن الصحابي‬
‫ِ‬ ‫فما رأيكم في هذا‬
‫كتبهم ؟‬

‫آل‬
‫الرغم أنهن من ِ‬ ‫ِ‬ ‫الطعن على‬
‫ِ‬ ‫ت النبي صلى هللاُ عليه وسلم لم يسلمن من‬ ‫حتى بنا ٍ‬
‫ت النبي صلى هللاُ عليه وسلم فقال الدكتور ‪ :‬وبنات النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫بي ِ‬
‫يشملهن سخط الشيعة وحنقهم‪ ،‬فال يذكرن فيمن استثنى من التكفير ‪ ،‬بل ونفى‬
‫بعضهم أن يكن بنات للنبي صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬ما عدا فاطمة [ انظر ‪ :‬جعفر النجفي ‪ /‬كشف‬
‫الغطاء ‪ :‬ص‪ ، 5‬حسن األمين‪ /‬دائرة المعارف اإلسالمية ‪ ،‬الشيعة ‪. ] 1/27 :‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫والصراخ فال‬
‫ِ‬ ‫التشنج‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫التعليق للعقال ِء فقط ‪ ،‬أما أصاحبُ‬ ‫ك‬
‫هذا ما عندي ‪ ،‬وأتر ُ‬
‫يشغلونا بذلك ‪ .‬أهــ‬

‫‪ ( -‬ثم أردف صورة وثيقة تؤيد كالمه ) ‪.‬وانتهت مقالته حفظه هللا‬

‫ليت الناس تعلم الفرق الكبير بين محبة أهل السنة والجماعة آلل البيت الكرام وبين‬
‫دعوى الرافضة الزائفة بذلك ‪.‬‬

‫‪ -5‬أبناء علي بن أبي طالب رضي هللا عنهم وعن أبيهم ‪.‬‬

‫لم يسلم أبناء علي رضي هللا عنه من طعونات الرافضة ‪ ،‬فقد قال الرافضة بهم‬
‫أقوال تحط من قدرهم وتنتقص من منزلتهم ‪ ،‬لنعلم كما ذكرنا سابقا أن من عقيدة‬
‫الرافضة أن األئمة عندهم يعلمون الغيب وسبق ووضعت مروياتهم ‪ ،‬كذلك لنعلم أن‬
‫من عقيدتهم العصمة المطلقة لألئمة وهي عصمة حتى من الخطأ والسهو والنسيان‬
‫وغيره ‪ ،‬وأيضا لنعلم أن الصحابة بعين الرافضة كلهم كفار ومرتدين إال ثالثة وقيل‬
‫أربعه وقيل سبعة على أكثر عدد ذكروه ‪ .‬وكذلك أقوالهم فيمن ليس له عصمة ولكنه‬
‫من أبناء المعصومين ومن أهل البيت ‪.‬‬

‫‪ -‬مما أثبتته مصادر الرافضة من غدرهم وخياناتهم ألئمتهم المعصومين‪ h‬هناك أقوال‬
‫لهؤالء األئمة وأيضا روايات سأذكر بعضها ‪.‬‬

‫‪ -‬شهادة الحسن بن علي رضي هللا عنه ضد الشيعة‬


‫قال الحسن بن علي رضي هللا عنه بعد أن طعنه الرافضة في فخذه وانتهبوا‬
‫متاعه ورداءه ‪ :‬أرى وهللا أن معاوية خير لي من هؤالء يزعمون أنهم لي‬
‫شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي‪ ،‬وهللا لئن آخذ من معاوية عهداً‬
‫أحقن به دمي وأومن به في أهلي‪ ،‬خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي‬
‫وأهلي‪ .‬اإلحتجاج للطبرسي جـ‪ 2‬ص ‪.290‬‬

‫‪ -‬روي عن علي بن الحسن الطويل عن علي بن النعمان عن عبد هللا بن مسكان عن‬
‫أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال‪ :‬جاء رجل من أصحاب الحسن ع يقال له‪ :‬سفيان‬
‫بن ليلى وهو على راحلة له فدخل على الحسن وهو محتب‪  ‬في فناء داره فقال له‪:‬‬
‫السالم عليك يا مذل المؤمنين فقال له الحسن‪ :‬انزل وال تعجل فنزل فعقل راحلته في‬
‫الدار وأقبل يمشي حتى انتهى إليه قال فقال له الحسن‪ :‬ما قلت؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬السالم‬
‫عليك يا مذل المؤمنين قال وما علمك بذلك؟ قال‪ :‬عمدت إلى أمر األمة فخلعته من‬
‫عنقك وقلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل هللا قال‪ :‬فقال له الحسن ع‪ :‬سأخبرك لم‬
‫فعلت ذلك قال‪ :‬سمعت أبي ع يقول‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬لن تذهب‬
‫األيام والليالي حتى يلي أمر هذه األمة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل وال‬
‫يشبع وهو معاوية فلذلك فعلت ‪ .‬بحار األنوار للمجلسي ‪ -‬الجزء‪ - 44‬صفحة ‪23‬‬

‫‪ -‬عندهم أن هللا عاقب الحسن وأزال عن أبنائه اإلمامة بسبب أفعاله ‪ :‬عن سعد‬
‫بن عبد هللا عن أحمد و عبد هللا ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن ابن‬
‫رئاب عن أبي عبيدة و زرارة عن أبي جعفر ع قال‪ :‬لما قتل الحسين بن علي‬
‫ع أرسل محمد بن حنفية إلى علي بن الحسين ع فخال به ثم قال يا ابن أخي قد‬
‫علمت أن رسول هللا ص كانت الوصية منه و اإلمامة من بعده إلى علي بن أبي‬
‫طالب ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك و لم يوص و أنا‬
‫عمك و صنو أبيك و والدتي من علي ع في سني و قدمتي و أنا أحق بها منك‬
‫في حداثتك ال تنازعني في الوصية و اإلمامة و ال تجانبني فقال له علي بن‬
‫الحسين ع يا عم اتق هللا و ال تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من‬
‫الجاهلين إن أبي ع يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد‬
‫إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سالح رسول هللا ص عندي فال‬
‫تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال إن هللا تبارك و تعالى‬
‫لما صنع الحسن مع معاوية أبى أن يجعل الوصية و اإلمامة إال في عقب‬
‫الحسين ع ‪ .‬بحار االنوار ‪ 42:‬ص ‪77 :‬‬

‫‪ -‬و رواية عند القمي في كتاب اإلمامة و التبصرة من الحيرة ص ‪ " 194‬إن هللا‬
‫لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع بدا هلل فاآلن ال يجعل الوصية و اإلمامة إال‬
‫في عقب الحسين عليه السالم … "‬

‫‪ -‬قال الحسين بن علي رضي هللا عنهما ‪ ،‬عن شيعته ‪ :‬اللهم إن َم َّتعْ َتهم إلى حين‬
‫ض الوُ ال َة عنهم أبداً ‪ ،‬فإنهم َد َع ْونا‬
‫َف َفرِّ ْقهم ف َِرقا ً ‪ ،‬واجعلهم طرائق قدَ داً ‪ ،‬وال ُترْ ِ‬
‫عدَوا علينا فقتلونا ‪ .‬اإلرشاد للمفيد ص ‪241‬‬
‫لِينصرونا ‪ ،‬ثم َ‬
‫‪ -‬وقال رضي هللا عنه ‪ :‬لكنكم استسرعتم إلي بيعتنا كطيرة الدباء ‪ ،‬وتها َف ُّتم ك َت َها ُفت‬
‫الفرش ‪ ،‬ثم نقضتموها ‪ ،‬س َفها ً وبُعداً وسُحقا ً لطواغيت هذه األمة ‪ ،‬وبقية األحزاب ‪،‬‬
‫َو َن َبذة الكتاب ‪ ،‬ثم أنتم هؤالء تتخاذلون عنا ‪ ،‬وتقتلوننا ‪ ،‬أال لعنة هللا على الظالمين ‪.‬‬
‫االحتجاج ‪. 24/2‬‬

‫‪ -‬قال السيد محسن األمين ‪ :‬با َي َع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا ً ‪ ،‬غدروا به ‪،‬‬
‫وخرجوا عليه ‪ ،‬وبيعته في أعناقهم ‪ ،‬وقتلوه ‪ .‬أعيان الشيعة‪ /‬القسم األول ص ‪34‬‬

‫‪ -‬قال زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي هللا عنهم ألهل الكوفة ‪ :‬هل‬
‫وخدَعْ ُتموه وأعطيتموه‪ h‬من أنفسكم العهد والميثاق ‪ ،‬ثم‬ ‫تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي َ‬
‫وخ َذ ْلتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول هللا صلى هللا عليه وآله ‪ ،‬يقول‬ ‫قاتلتموه َ‬
‫لكم ‪ :‬قاتل ُتم عِ ْت َرتي ‪ ،‬وانتهك ُتم حُرْ َمتي ‪ ،‬فلستم من أمتي ‪ .‬االحتجاج ‪ ،‬وقال أيضا ً‬
‫منْ َق َت َلنا غيرُهم ؟ االحتجاج ‪. 2/29‬‬
‫عنهم ‪ :‬إن هؤالء يبكون علينا ‪َ ،‬ف َ‬

‫‪ -‬قال محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي هللا عنهم وهو الباقر ‪ :‬لو كان‬
‫الناس كلهم لنا شيعة لكان ثالثة أرباعهم لنا شكاكا ً ‪ ،‬والربع اآلخر أحمق ‪ .‬رجال الكشي‬
‫ص ‪. 79‬‬

‫‪ -‬قال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي هللا عنهم وهو الصادق ‪:‬‬
‫استحللت أن أكتمهم حديثا ً ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أما وهللا لو أج ُد منكم ثالثة مؤمنين يك ُتمون حديثي ما‬
‫أصول الكافي ‪. 1/496‬‬

‫‪ -‬قالت فاطمة الصغرى رضي هللا عنها في خطبة لها في أهل الكوفة ‪ :‬يا أهل‬
‫الكوفة ‪ ،‬يا أهل الغدر والمكر والخيالء ‪ِ ،‬إ ّنا أه َل البيت ابتالنا هللا بكم ‪ ،‬وابتالكم‬
‫بنا ‪ ،‬فجعل بال َءنا حسنا ‪ ...‬فكفرتمونا ‪ ،‬وكذبتمونا ‪ ،‬ورأيتم قتالنا حالالً ‪ ،‬وأموالنا‬
‫نهبا ً ‪ ...‬كما قتلتم جدنا باألمس ‪ ،‬وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت ‪.‬‬
‫تبا ً لكم ‪ ،‬فانتظروا اللعنة والعذاب ‪َ ،‬فكَأنْ قد َح َّل بكم ‪ . h...‬ويذيق بعضكم بأس بعض‬
‫ثم تخلدون في العذاب األليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ‪ ،‬أال لعنة هللا على الظالمين ‪.‬‬
‫َت ّبا ً لكم يا أه َل الكوفة ‪ ،‬كم قرأت لرسول هللا صلى هللا عليه وآله قبلكم ‪ ،‬ثم غدرتم‬
‫بأخيه علي بن أبي طالب ‪ ،‬وجدي ‪ ،‬وبنيه وعِ ْت َر ِت ِه الطيبين ‪.‬‬
‫فرد عليها أحد أهل الكوفة ُم ْن َت ِخرً ا ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ورماح ‪.‬‬ ‫نحن قتلنا عليا ً وبني علي ** بسيوف هندية ِ‬
‫ءهم سبي ترك ** ونطحناهم فأي نطاح ) االحتجاج ‪. 28/2‬‬ ‫وسبينا نسا َ‬

‫‪ -‬قالت زينب رضي هللا عنها ألهل الكوفة تقريعا ً لهم ‪ :‬أما بعد ‪ ،‬يا أهل الكوفة ‪،‬‬
‫يا أهل الختل والغدر والخذل ‪ ...‬إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة‬
‫أنكاثا ً ‪ ،‬هل فيكم إال الصلف والعُجب والشنف والكذب ‪ ...‬أتبكون أخي ؟! أجل وهللا‬
‫خاتم‬
‫ِ‬ ‫سليل‬
‫ِ‬ ‫فابكوا كثيراً ‪ ،‬واضحكوا قليالً ‪ ،‬فقد أبليتم بعارها ‪ h...‬وأنىَّ ُترْ خِصون َق ْت َل‬
‫النبوة ‪ . ...‬االحتجاج ‪. 35 - 2/29‬‬
‫‪ -‬وعن أوالد الحسن رضي هللا عنه ‪ :‬عن أبي عبد هللا جعفر الصادق أنه قال‪:‬‬
‫وعندي الجفر األحمر‪ .‬فقال له عبد هللا بن أبي يعقوب‪ :‬أصلحك هللا أيعرف هذا بنو‬
‫الحسن؟ قال‪ :‬إي وهللا‪ ،‬كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار‪ ،‬ولكنهم يحملهم‬
‫الحسد وطلب الدنيا على الجحود واإلنكار‪ .‬الكافي ‪.1/240‬‬

‫‪ -‬عن صفوان الجمال أنه قال‪ :‬وقع بين أبي عبد هللا وبين عبد هللا بن الحسن كالم‪،‬‬
‫حتى وقعت الضوضاء بينهما واجتمع الناس فتفرقا‪ ( ،‬وبعد ذكر القصة ) قال‬
‫المحقق في الحاشية‪ :‬فيه داللة على حسن رعاية الرحم وإن كان بهذه المثابة‪ ،‬وإن‬
‫كان فاسقا ً ضاالً‪ .‬الكافي‪.2/155‬‬

‫‪ -‬محمد بن الحنفية وهو ابن علي رضي هللا عنهما أيضا ناله ما ناله من المطاعن ‪:‬‬

‫محمد بن يعقوب ‪ ،‬عن علي بن إبراهيم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابن محبوب ‪ ،‬عن عليّ بن‬
‫أبي حمزة ‪ ،‬عن أبي بصير ‪ ،‬عن عمران بن ميثم ‪ ،‬أو صالح بن ميثم ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫إن امرأة أقرت عند أمير المؤمنين ( عليه السالم ) بالزنا أربع مرات ‪ ،‬فأمر قنبرا‬
‫فنادى بالناس فاجتمعوا ‪ ،‬وقام أمير المؤمنين ( عليه السالم ) فحمد هللا وأثنى عليه ‪،‬‬
‫ثم قال ‪ :‬أيها الناس إن إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظهر ليقيم عليها الحد إن‬
‫شاء هللا ‪ ،‬فعزم عليكم أمير المؤمنين لما خرجتم ‪ ،‬وأنتم متنكرون ‪ ،‬ومعكم أحجاركم‬
‫ال يتعرف منكم أحد إلى أحد ‪ ،‬فانصرفوا (‪ )1‬إلى منازلكم إن شاء هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم‬
‫نزل ‪ ،‬فلما أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة وخرج الناس معه متنكرين متلثمين‬
‫بعمائمهم وبأرديتهم ‪ ،‬والحجارة في أرديتهم وفي أكمامهم حتى انتهى بها والناس‬
‫معه إلى الظهر بالكوفة ‪ ،‬فأمر أن يحفر لها حفيرة ثم دفنها فيها ‪ ،‬ثم ركب بغلته‬
‫وأثبت رجله في غرز الركب ‪ ،‬ثم وضع اصبعيه السبابتين في اذنيه ‪ ،‬ونادى بأعلى‬
‫صوته ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬إن هللا عهد إلى نبيه ( صلى هللا عليه وآله ) عهدا عهده محمد‬
‫( صلى هللا عليه وآله ) إليّ بأ ّنه ال يقيم الحد من هلل عليه حد ‪ ،‬فمن كان هلل عليه مثل‬
‫ماله عليها فال يقيم عليها الحد ‪ ،‬قال ‪ :‬فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خال أمير‬
‫المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السالم ) ‪ ،‬فأقام هؤالء الثالثة عليها الحد يومئذ‬
‫وما معهم غيرهم ‪ ،‬قال ‪ :‬وانصرف يومئذ فيمن انصرف محمد بن أمير المؤمنين‬
‫( عليه السالم ) ‪.‬الكافي ‪ )1(. 1 | 185 : 7‬في المصدر ‪ :‬حتى تنصرفوا ‪.‬وسائل الشيعة ج ‪ 28‬ص‪ 50‬ـ ص‪69‬‬
‫‪ 31‬ـ باب أنه يكره أن يقيم الحد في حقوق هللا من هلل عليه حد مثله‬

‫‪ -‬وهذا يدل أنه عليه حد مثلها أي زاني ( حاشاه من ذلك ) ‪ .‬هذا هو دين الرافضة ‪.‬‬

‫وهذه الروايات نقطة من بحر طعوناتهم في األئمة وأهل البيت وبشهادة أهل البيت ‪.‬‬

‫أما أهل السنة والجماعة فمعروف وهلل الحمد منهم المودة والمحبة آلل بيت النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم وسبق وذكرنا بعض الروايات في الصفحة ‪ ، 40‬وسأزيد عليها‬
‫من أقوال أهل العلم ليعرف الجميع الفرق بين محبي آل بيت النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم وبين من يدعي ذلك ‪.‬‬

‫محبة أهل السنة والجماعة آلل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬

‫سأورد لكم اقتباس من مقالة األخ الفاضل أبو عبد هللا الذهبي بعنوان ‪ :‬موقفنا من‬
‫أهل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫أقوال أئمة السلف وأهل العلم واإليمان من بعدهم ‪ ،‬مرتبين حسب الترتيب الزمني‬
‫في بيان هذه العقيدة ‪..‬‬
‫تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيالً بعد جيل على اختالف أزمانهم وبلدانهم‬
‫بوجوب محبة أهل بيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وإكرامهم والعناية بهم ‪،‬‬
‫وحفظ وصية النبي صلى هللا عليه وسلم فيهم ‪ ،‬ونصوا على ذلك في أصولهم‬
‫المعتمدة ‪ ،‬ولعل كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة في فضائلهم ومناقبهم أكبر‬
‫دليل على ذلك ‪..‬‬

‫وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك ‪..‬‬


‫* قول خليفة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫ت‪13‬هـ ‪.‬‬
‫روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي هللا عنه أنه قال ‪ :‬والذي نفسي بيده ‪،‬‬
‫البخاري برقم (‬ ‫لقرابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي ‪.‬‬
‫‪ ) 4241‬ومسلم برقم ( ‪(. 1759‬‬

‫* قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ‪ -‬ت‪23‬هـ ‪.‬‬
‫روى ابن سعد في الطبقات ( ‪ ) 22 / 4‬عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أنه‬
‫قال للعباس رضي هللا عنه ‪ :‬وهللا إلسالمك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسالم‬
‫الخطاب – يعني والده – لو أسلم ؛ ألن إسالمك كان أحب إلى رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم من إسالم الخطاب ‪.‬‬

‫* قول زيد بن ثابت رضي هللا عنه ‪ -‬ت‪42‬هـ ‪.‬‬


‫عن الشعبي قال ‪ :‬صلى زيد بن ثابت رضي هللا عنه على جنازة ‪ ،‬ثم قُرّ ب له بغلته‬
‫ليركبها ‪ ،‬فجاء ابن عباس رضي هللا عنهما فأخذ بركابه ‪ ،‬فقال زيد ‪ :‬خل عنك يا‬
‫ابن عم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فقال هكذا نفعل بالعلماء ‪ ،‬فقبّل زيد يد ابن‬
‫عباس وقال ‪ ،‬هكذا ُأ ِ‬
‫مرْ نا أن نفعل بأهل بيت نبينا ‪ .‬الطبقات البن سعد (‪) 360 /2‬‬

‫* قول معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنه ‪ -‬ت‪60‬هـ ‪.‬‬


‫أورد الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( ‪ ) 140 /2‬أن الحسن بن علي دخل على‬
‫معاوية في مجلسه ‪ ،‬فقال له معاوية ‪ :‬مرحبا ً وأهالً بابن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وأمر له بثالثمائة ألف ‪.‬‬
‫وأورد ابن كثير أيضا ً في البداية ( ‪ ) 139 / 8‬أن الحسن والحسين رضي هللا عنهما وفدا‬
‫على معاوية رضي هللا عنه ‪ ،‬فأجازهما بمائتي ألف ‪ ،‬وقال لهما ‪ :‬ما أجاز بهما أحد‬
‫قبلي ‪ ،‬فقال الحسين ‪ ،‬ولم تعط أحد أفضل منا ‪.‬‬

‫* قول ابن عباس رضي هللا عنهما ‪ -‬ت‪68‬هـ ‪.‬‬


‫قال رزين بن عبيد ‪ :‬كنت عند ابن عباس رضي هللا عنهما فأتى زين العابدين علي‬
‫أخرجه أحمد في الفضائل ‪/ 2‬‬ ‫بن الحسين ‪ ،‬فقال له ابن عباس ‪ :‬مرحبا ً بالحبيب ابن الحبيب ‪.‬‬
‫‪. 777‬‬

‫* قول اإلمام الحسن بن علي البربهاري ‪ -‬ت ‪329‬هـ ‪.‬‬


‫قال في شرح السنة ( ص ‪ : ) 97 – 96‬واعرف لبني هاشم فضلهم ‪ ،‬لقرابتهم من رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وتعرف فضل قريش والعرب ‪ ،‬وجميع األفخاذ ‪ ،‬فاعرف‬
‫قدرهم وحقوقهم في اإلسالم ‪ ،‬وموالي القوم منهم ‪ ،‬وتعرف لسائر الناس حقهم في‬
‫اإلسالم ‪ ،‬واعرف فضل األنصار ووصية رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيهم ‪،‬‬
‫وآل الرسول فال تنساهم ‪ ،‬واعرف فضلهم وكرامتهم ‪.‬‬

‫*قول اإلمام أبي بكر محمد بن الحسين اآلجري ‪ -‬ت‪360‬هـ ‪.‬‬


‫قال في كتابه الشريعة (‪ : ) 2276 /5‬واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وبنو هاشم ‪ :‬علي بن أبي طالب وولده وذريته ‪،‬‬
‫وفاطمة وولدها وذريتها ‪ ،‬والحسن والحسين وأوالدهما وذريتهما ‪ ،‬وجعفر الطيار‬
‫وولده وذريته ‪ ،‬وحمزة وولده ‪ ،‬والعباس وولده وذريته رضي هللا عنهم ‪ ،‬هؤالء‬
‫أهل بيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم‬
‫واحتمالهم وحسن مداراتهم ‪ ،‬والصبر عليهم ‪ ،‬والدعاء لهم ‪.‬‬

‫* قول اإلمام عبد هللا بن محمد األندلسي القحطاني ‪ -‬ت‪387‬هـ ‪.‬‬


‫انظر ‪ :‬كفاية اإلنسان من القصائد الغر الحسان ‪ ،‬جمع محمد أحمد سيد ص‪-: 41‬‬ ‫قال رحمه هللا في النونية ‪،‬‬
‫واحفظ ألهل البيت واجب حقهم **** واعرف عليا ً أيما عرفان‬
‫التنتقصه وال تزد في قدره **** فعليه تصلى النار طائفتان‬
‫إحداهما ال ترتضيه خليفة **** وتنصه األخرى إلها ً ثاني‬

‫* قول الموفق ابن قدامة المقدسي ‪ -‬ت‪620‬هـ ‪.‬‬


‫قال في لمعة االعتقاد ‪ :‬ومن السنة الترضي عن أزواج رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء ‪ ،‬أفضلهم خديجة بنت‬
‫خويلد ‪ ،‬وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها هللا في كتابه ‪ ،‬زوج النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم في الدنيا واآلخرة ‪ ،‬فمن قذفها بما برأها هللا منه فهو كافر باهلل العظيم‬
‫انظر لمعة االعتقاد بشرح الشيخ ابن عثيمين ص ‪. 152‬‬ ‫‪.‬‬

‫* أقوال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ -‬ت‪728‬هـ ‪.‬‬


‫قال في العقيدة الواسطية ( ص‪ ) 195‬بشرح الشيخ الفوزان ‪ :‬ويحبون أهل بيت رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬حيث قال يوم غدير خم ‪ ( :‬أذكركم هللا في أهل بيتي ) وقال للعباس عمه وقد‬
‫اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬والذي نفسي بيده ال يؤمنون‬
‫حتى يحبونكم هلل ولقرابتي ) وقال ‪ ( :‬إن هللا اصطفى إسماعيل ‪ ،‬واصطفى من بني‬
‫إسماعيل كنانة ‪ ،‬واصطفى من كنانة قريشا ً ‪ ،‬واصطفى من قريش بني هاشم ‪،‬‬
‫واصطفاني من بني هاشم ) ‪.‬‬

‫وقال رحمه هللا في بيان عقيدة السلف في أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫ويتولون أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم أمهات المؤمنين ‪ ،‬ويؤمنون بأنهن‬
‫أزواجه في اآلخرة خصوصا ً خديجة رضي هللا عنها أم أوالده وأول من آمن به‬
‫وعاضده على أمره ‪ ،‬وكان لها منه المنزلة العالية ‪ ،‬والصديقة بنت الصديق رضي‬
‫هللا عنها ‪ ،‬التي قال فيها النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬فضل عائشة على النساء‬
‫كفضل الثريد على سائر الطعام ) ‪ ،‬ويتبرؤون من طريق الروافض الذين يبغضون‬
‫الصحابه ويسبونهم ‪ ،‬ومن طريقة النواصب الذي يؤذون أهل البيت بقول أو عمل ‪.‬‬
‫العقيدة الواسطية ( ص ‪ ) 201 ، 198‬بشرح الشيخ الفوزان ‪.‬‬

‫وقال رحمه هللا ‪ :‬وال ريب أن آلل محمد صلى هللا عليه وسلم حقا ً على األمة ال‬
‫يشاركهم فيه غيرهم ‪ ،‬ويستحقون من زيادة المحبة والمواالة ما ال يستحقه غير‬
‫قريش من القبائل ‪ ،‬كما أن قريشا ً يستحقون من المحبة والمواالة ماال يستحقه غير‬
‫قريش من القبائل ‪ ،‬كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والمواالة ماال يستحقه‬
‫سائر أجناس بني آدم ‪ .‬وهذا على مذهب الجمهور الذي يرون فضل العرب على‬
‫غيرهم ‪ ،‬وفضل قريش على سائر العرب ‪ ،‬وفضل بني هاشم على سائر قريش ‪،‬‬
‫منهاج السنة ‪/ 599 4‬‬ ‫وهذا هو المنصوص عن األئمة كأحمد وغيره ‪.‬‬

‫* قول الحافظ ابن كثير ‪ -‬ت‪774‬هـ ‪.‬‬


‫قال رحمه هللا في تفسيره ‪ : 6/199‬وال ننكر الوصاة بأهل البيت ‪ ،‬واألمر‬
‫باإلحسان إليهم ‪ ،‬واحترامهم وإكرامهم ‪ ،‬فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد‬
‫على وجه األرض فخراً وحسبا ً ونسبا ً ‪ ،‬وال سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية‬
‫الصحيحة الواضحة الجلية ‪ ،‬كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وذريته‬
‫رضي هللا عنهم أجمعين ‪.‬‬

‫* قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني ‪ -‬ت‪840‬هـ ‪.‬‬


‫قال رحمه هللا في إيثار الحق على الخلق ( ص (‪ : :461-460‬وقد دلت النصوص الجمة‬
‫المتواترة على وجوب محبتهم ومواالتهم – يعني أهل البيت – وأن يكون معهم ففي‬
‫الصحيح ( وال تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا وال تؤمنوا حتى تحابوا ‪ ) ..‬وفيه ‪ ( :‬المرء‬
‫مع من أحب ) ‪ ،‬ومما يخص أهل بيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قول هللا‬
‫تعالى (إنما يريد هللا ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [األحزاب ‪. ]33/‬‬
‫فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم واالعتراف بمناقبهم ؛ فإنهم أهل‬
‫آيات المباهلة والمودة والتطهير ‪ ،‬وأهل المناقب الجمة والفضل الشهير ‪.‬‬

‫* أقوال العالمة صديق حسن خان ‪ -‬ت‪1307‬هـ ‪.‬‬


‫قال رحمه هللا في الدين الخالص (‪ .. : ) 270 /3‬وأما أهل السنة فهم مقرون بفضائلهم‬
‫– يعني أهل البيت – كلهم أجمعين ‪ ..‬ال ينكرون على أهل البيت من األزواج‬
‫واألوالد ‪ ،‬وال يقصرون في معرفة حق الصحابة األمجاد ‪ ،‬قائمون بالعدل‬
‫واإلنصاف ‪ ،‬حائدون عن الجور واالعتساف ‪ ،‬فهم األمة الوسط بين هذه الفرق‬
‫الباطلة الكاذبة الخاطئة ‪.‬‬

‫وقال في موضع بين عقيدة أهل السنة في األزواج والعترة ‪ .. :‬وأهل السنة يحرمون‬
‫الكل ويعظمونهن حق العظمة ‪ ،‬وهو الحق البحت ‪ ،‬وكذلك يعترفون بعظمة أوالده‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬من فاطمة رضي هللا عنها ‪ ،‬ويذكرونهم جميعا ً بالخير‬
‫والدعاء والثناء ‪ ،‬ومن لم يراع هذه الحرمة ألزواجه المطهرات ‪ ،‬وعترته‬
‫الدين الخالص ( ‪ .) 268 / 3‬وقطف‬ ‫الطاهرات ‪ ،‬فقد خالف ظاهر الكتاب وصريح النص منه ‪.‬‬
‫الثمر في بيان عقيدة أهل األثر ( ص ‪. ) 103 ،101‬‬

‫* قول العالمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ‪ -‬ت‪1376‬هـ ‪.‬‬


‫قال رحمه هللا في التنبيهات اللطيفة ( ص ‪ .. : ) 94‬فمحبة أهل بيت النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم من وجوه منها ‪-:‬‬
‫أوالً ‪ :‬إلسالمهم وفضلهم وسوابقهم ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬لما يتميزون به من قرب النبي صلى هللا عليه وسلم واتصالهم بنسبه ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬لما حث عليه ورغب فيه ‪.‬‬

‫* قول العالمة حافظ بن أحمد الحكمي ‪ -‬ت‪1377‬هـ ‪.‬‬


‫قال رحمه هللا في سلم الوصول ‪:‬‬
‫وأهل بيت المصطفى األطهار **** وتابعيه السادة األخيار ‪.‬‬
‫فكلهم في محكم القرآن **** أثنى عليم خالق األكوان ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬معارج القبول بشرح سلم الوصول ( ‪( 1196 /3‬‬

‫* قول الشيخ العالمة محمد بن صالح العثيمين ‪ -‬ت ‪1421‬هـ ‪.‬‬


‫قال رحمه هللا في شرح العقيدة الواسطية ( ‪ : ) 273/ 2‬ومن أصول أهل السنة‬
‫والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬يحبونهم لإليمان ‪،‬‬
‫وللقرابة من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وال يكرهونهم أبداً ‪.‬‬

‫‪ -‬هذه بعض أقوال أهل العلم اقتبستها من مقالة األخ الذهبي وفقه هللا وال حرمه‬
‫األجر ‪.‬‬

‫وعلمنا محبة أهل السنة والجماعة آلل بيت النبي صلى هللا عليه وسلم وأيضا علمنا‬
‫بغض وحقد الرافضة على آل بيت النبي وكذب دعواهم لمحبتهم ‪.‬‬
‫‪ – 6‬أمهات المؤمنين رضي هللا عنهن أزواج سيد الخلق وإمام المرسلين عليه‬
‫الصالة والسالم ‪.‬‬

‫عُلم مما ذكرنا سابقا أن أمهات المؤمنين يدخلون ضمن آل بيت النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم بل حتى القرآن ذكر ذلك فقال تعالى ‪َ ( :‬يا ِن َساء ال َّن ِبيِّ َلسْ ُتنَّ َكَأ َح ٍد م َِّن ال ِّن َساء ِإ ِن‬
‫ضعْ َن ِب ْال َق ْو ِل َف َي ْط َم َع الَّذِي فِي َق ْل ِب ِه َم َرضٌ َوقُ ْل َن َق ْوالً مَّعْ رُوفا ً (‪)32‬‬ ‫ا َّت َق ْي ُتنَّ َفاَل َت ْخ َ‬
‫ِين َّ‬
‫الز َكا َة‬ ‫صاَل َة َوآت َ‬ ‫َو َقرْ َن فِي ُبيُو ِت ُكنَّ َواَل َت َبرَّ جْ َن َت َبرُّ َج ْال َجا ِهلِ َّي ِة اُأْلو َلى َوَأقِم َْن ال َّ‬
‫ت َوي َُطه َِّر ُك ْم َت ْط ِهيراً‬‫س َأهْ َل ْال َب ْي ِ‬ ‫ِب َعن ُك ُم الرِّ جْ َ‬ ‫َوَأطِ عْ َن هَّللا َ َو َرسُو َل ُه ِإ َّن َما ي ُِري ُد هَّللا ُ لِي ُْذه َ‬
‫ان َلطِ يفا ً َخ ِبيراً (‬ ‫(‪َ )33‬و ْاذ ُكرْ َن َما ُي ْت َلى فِي ُبيُو ِت ُكنَّ ِمنْ آ َيا ِ‬
‫ت هَّللا ِ َو ْال ِح ْك َم ِة ِإنَّ هَّللا َ َك َ‬
‫‪ ))34‬األحزاب ‪ .‬اآليات واضحة وصريحة وتسلسل اآليات هذه المخاطب بها نساء‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫سنذكر جملة من طعوناتهم في نساء النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬

‫* أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي هللا عنها وأرضاها ‪:‬‬

‫قد يستغرب البعض من ذكري لطعونات الرافضة في أم المؤمنين السيدة خديجة‬


‫بنت خويلد فالقليل جدا قد علم أو قرأ عنها في كتب الرافضة حيث أنها أم أبناء‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم واألخص أم فاطمة رضي هللا عنها ‪ ،‬سأثبت طعوناتهم‬
‫من كتبهم ليعلم كل من يقرأ هذه السطور خبث الرافضة وتعديهم على أعراض‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫( ص ‪) 28‬‬ ‫* كتب الدكتور نجاح الطائي في كتابه أزواج النبي وبناته‬


‫الناشر ‪ ‬دار الهدى إلحياء التراث ‪ -‬بيروت‬

‫‪ ‬كانت خديجة عذراءا أم ثيبا؟‬

‫جاء في الرواية الصحيحة ان مريم بنت عم‪hh‬ران وآس‪hh‬ية زوج‪hh‬ة فرع‪hh‬ون وكلثم أخت‬

‫موسى (عليه السالم) سيكونن زوجات الن‪hh‬بي (ص‪hh‬لى هللا علي‪hh‬ه وآل‪hh‬ه) في الجن‪hh‬ة وق‪hh‬د‬

‫حمى هللا تع‪hh‬الى ه‪hh‬ؤالء النس‪hh‬وة عن أن يط‪hh‬أهن أح‪hh‬د (‪ )4‬أي كن ب‪hh‬اكرات‪ * * .‬وأي‪hh‬د‬

‫الكثير من العلماء كون خديجة ام‪h‬رأة ب‪h‬اكرا عن‪h‬د زواجه‪h‬ا من رس‪h‬ول هللا (ص‪h‬لى هللا‬

‫عليه وآله وسلم)‪ ،‬وأنكروا زواجها من اثنين قبله (صلى هللا علي‪hh‬ه وآل‪hh‬ه وس‪hh‬لم)‪ :‬ق‪hh‬ال‬

‫أبو القاسم الكوفي‪ :‬إن اإلجماع من الخاص والعام من أهل اآلثار ونقلة األخب‪hh‬ار على‬
‫أنه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم إال من خطب خديجة‪،‬‬

‫ورام تزويجها‪ ،‬فامتنعت على جميعهم من ذلك‪.‬‬

‫(هامش) (‪ )4‬السيرة الحلبية ‪)*( .65 / 1‬‬

‫ويكمل في صفحة ‪29‬‬

‫فلم‪h‬ا تزوجه‪h‬ا رس‪h‬ول هللا (ص‪h‬لى هللا علي‪h‬ه وآل‪h‬ه وس‪h‬لم) غض‪h‬ب عليه‪h‬ا نس‪h‬اء ق‪h‬ريش‬

‫وهجرنه‪hh‬ا وقلن له‪hh‬ا‪ :‬خطب‪hh‬ك أش‪hh‬راف ق‪hh‬ريش وأم‪hh‬راؤهم فلم ت‪hh‬تزوجي أح‪hh‬دا منهم‬

‫وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب‪ ،‬فقيرا ال مال له‪ .‬فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن‬

‫تكون خديجة يتزوجها أعرابي من تيم‪ ،‬وتمتنع من سادات قريش‪ ،‬وأشرافها على م‪hh‬ا‬

‫وصفناه! أال يعلم ذوو التمييز والنظر‪ :‬أنه من أبين المحال‪ ،‬وأفظع المق‪hh‬ال! (‪ .)1‬وال‬

‫يوجد ضعة في شخصية خديجة لو كانت قد تزوجت رجال قبل رسول هللا (صلى هللا‬

‫عليه وآله وسلم) وولدت منه زينب ورقية كما يقولون‪ ،‬فلقد ت‪hh‬زوج الن‪hh‬بي (ص‪hh‬لى هللا‬

‫عليه وآله وسلم) الحقا بنساء ثيبات مثل أم سلمة وحفصة وزينب‪ .‬ولم ي‪hh‬تزوج عليه‪hh‬ا‬

‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله وسلم) حتى ماتت احتراما لمكانتها العظيمة‪ ،‬وك‪hh‬انت‬

‫خديجة عند زواجها من رسول هللا (صلى هللا عليه وآل‪hh‬ه وس‪h‬لم) بنت‪hh‬ا بك‪hh‬را غ‪h‬ير ثيب‬

‫وأجمل نس‪hh‬ائه (ص‪hh‬لى هللا علي‪hh‬ه وآل‪hh‬ه وس‪hh‬لم) (‪ h.)2‬فق‪hh‬د ق‪hh‬ال البالذري إنه‪hh‬ا ت‪hh‬زوجت‬

‫الرسول (صلى هللا عليه وآله وسلم) وكانت عذراء‪ ،‬وكانت رقية وزينب ابن‪hh‬تي هال‪hh‬ة‬

‫أخت خديج‪hh‬ة (‪ h.)3‬وق‪hh‬ال اإلص‪hh‬بهاني‪ :‬ك‪h‬انت خديج‪hh‬ة ام‪hh‬رأة ب‪hh‬اكرا (‪ .)4‬وإذا ك‪hh‬انت‬

‫خديجة قد ردت خطبة أبي جهل‪ ،‬وأبي سفيان‪ ،‬وعقبة بن أبي معي‪hh‬ط فكي‪hh‬ف ت‪hh‬زوجت‬
‫برجلين نكرتين هما عتيق بن عائذ بن عبد هللا المخ‪hh‬زومي‪ ،‬وأبي هال‪hh‬ة التميمي (‪.)5‬‬

‫وفي كتاب اإلستغاثة رد أبو القاسم الكوفي قضية زواجها من عتيق وأبي هالة (‪.)6‬‬

‫(هامش) (‪ )1‬اإلستغاثة‪ ،‬الكوفي ‪ ،70 h/ 1‬مناقب آل أبي طالب ‪ )2( h.159 h/ 1‬وقد أكد ذلك المرتضى في الشافي والبالذري وأب‪hh‬و‬

‫القاسم الكوفي‪ )3( .‬مناقب آل أبي طالب ‪ )4( .159 h/ 1‬دالئل النبوة‪ ،‬اإلصبهاني‪ 178 ،‬ط‪ .‬دار طيبة ‪ -‬الرياض‪ )5( .‬األوائل ‪/ 1‬‬
‫‪ ،159‬قاموس الرجال ‪ ،431 / 10‬السيرة الحلبية ‪ ،140 / 1‬أسد الغابة ‪ )6( .71 ،1312 / 5‬اإلستغاثة ‪)*( .70 / 1‬‬

‫صفحة ‪30‬‬

‫والحقيقة تتمثل في زواج الرجل المخزومي من هالة أخت خديج‪hh‬ة فول‪hh‬دت ل‪hh‬ه زينب‬

‫ورقية‪ ،‬فمات المخ‪hh‬زومي عنه‪hh‬ا وض‪hh‬متهما خديج‪hh‬ة إليه‪hh‬ا‪ ،‬ثم م‪hh‬اتت هال‪hh‬ة‪ .‬فأص‪hh‬بحت‬

‫زينب ورقية ربائب رسول هللا (صلى هللا عليه وآله وسلم) (‪ .)1‬وهذه عادة معروف‪hh‬ة‬

‫عند العرب قبل اإلسالم في قضية الربيب والحليف إذ سمي زيد بن حارث‪hh‬ة بزي‪hh‬د بن‬

‫محمد (صلى هللا عليه وآل‪hh‬ه وس‪hh‬لم)‪ ،‬وس‪hh‬مي المق‪hh‬داد بن عم‪hh‬رو بالمق‪hh‬داد بن األس‪hh‬ود‪،‬‬

‫واألسود حليفه! إن إصرار األمويين على اختراع رابطة زواج عثمان األم‪hh‬وي ببنت‬

‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله وس‪hh‬لم) أوج‪hh‬د ك‪hh‬ل ه‪hh‬ذا الخل‪hh‬ط والتش‪hh‬ويش في قض‪hh‬ية‬

‫بنات هالة‪ .‬وهناك قضية أخرى لها تأثير في الموضوع‪ h‬تتمث‪hh‬ل في رغبتهم في جع‪hh‬ل‬

‫عائشة الزوجة الباكر الوحيدة لرسول هللا‪ ،‬والمقربة األولى له (ص‪hh‬لى هللا علي‪hh‬ه وآل‪hh‬ه‬

‫وسلم)‪ .‬وقالوا بعدم دخول خديجة قصور الجن‪hh‬ة ودخوله‪hh‬ا بيت‪hh‬ا من قص‪hh‬ب! إذ ج‪hh‬اءوا‬

‫برواية مرسلة أنه بشرها ببيت من قصب ال صخب فيه وال نصب ( ‪ .)2‬أي بيت من‬

‫قصب ال أثاث فيه وال زينة؟! وهل يوج‪hh‬د في الجن‪hh‬ة بيت من قص‪hh‬ب؟! وكي‪hh‬ف يك‪hh‬ون‬

‫هذا جزاؤها على م‪h‬ا بذلت‪h‬ه من أم‪h‬وال وجه‪h‬ود ومش‪h‬اق في س‪h‬بيل هللا تع‪h‬الى‪ .‬ويبط‪h‬ل‬
‫عجبنا إذا علمنا أن قريشا ق‪hh‬د فعلت أقبح من ذل‪hh‬ك م‪hh‬ع ابنته‪hh‬ا الوحي‪hh‬دة فاطم‪hh‬ة (عليه‪hh‬ا‬

‫السالم) ومع زوجها أمير المؤمنين علي (عليه السالم)‪.‬‬

‫(هامش) (‪ )1‬اإلستغاثة‪ ،‬الكوفي ‪ ) 2( h.69 h- 68 h/ 1‬رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد هم رجال البخاري ومسلم غير‬

‫ابن إسحاق الروض األنف‪ ،‬السهيلي ‪)*( .424 / 2‬‬

‫‪ -‬أقول وباهلل التوفيق ‪ :‬طبعا كتاب هذا الزنديق الطائي غير مستغرب عليه فله‬
‫عدة كتب جميعها في الطعن بالصحابة ومنها كتاب بعنوان صاحب الغار أبو‬
‫بكر أم رجل آخر ؟ وكتاب آخر بسيرة عائشة مليء بالطعن وغيرها من‬
‫الكتب البذيئة علما بأنه دكتور يدرس بحوزة قم ‪.‬وال ننسى بأنه استدل بكتب‬
‫رافضية بمصادرها يعني أنه لم ينفرد بهذه المقولة ‪.‬‬
‫‪ -‬وسأتلو عليكم بعض سطور من كتابه أزواج النبي وبناته وأنتم الحكم ‪:‬‬

‫كانت معظم نساء النبي (صلى هللا عليه وآله وسلم) من الثيبات والعجائز وال‪hh‬دميمات‬

‫المنظر فقد كانت عائشة بنت أبي بكر سوداء دميمة في وجهها أث‪hh‬ر م‪hh‬رض الج‪hh‬دري‬

‫والحجاب هو ال‪hh‬ذي أنق‪hh‬ذها وبقي رس‪hh‬ول هللا (ص‪hh‬لى هللا علي‪hh‬ه وآل‪hh‬ه وس‪hh‬لم) يكاب‪hh‬د ألم‬

‫النظر إليها وتحمل أخالقه‪h‬ا لحكم‪h‬ة يري‪h‬دها هللا تع‪h‬الى فطلقه‪hh‬ا رس‪h‬ول هللا (ص‪hh‬لى هللا‬

‫عليه وآله وسلم) مع حفصة وسودة ولكن الحكمة اإللهية أوجبت أن ال يطل‪hh‬ق واح‪hh‬دة‬

‫من نسائه في حياته وأجاز له ذل‪hh‬ك بع‪hh‬د ممات‪hh‬ه‪ .‬وق‪h‬د طل‪h‬ق الرس‪hh‬ول عائش‪hh‬ة وحفص‪hh‬ة‬

‫وسودة (‪ )1‬باعتراف جميع العلماء لكن الكثير منهم حذفوا شيئا من الرواية لتحريف‬

‫الموضوع واإلس‪hh‬اءة لرس‪hh‬ول هللا والكلم‪hh‬ة المحذوف‪hh‬ة من الرواي‪hh‬ة هي بعض فاألص‪hh‬ل‬

‫طلق النبي (صلى هللا عليه وآله وسلم) بعض نس‪hh‬ائه فأص‪hh‬بح طل‪hh‬ق الن‪hh‬بي (ص‪hh‬لى هللا‬

‫عليه وآله وسلم) نساءه لتصويره بالمجنون والعياذ باهلل تعالى‪ .‬جاء في ت‪hh‬اريخ يح‪hh‬يى‬

‫بن معين ومصنفات الشيخ المفيد عن عبادة‪ :‬قلنا لسهيل بن ذكوان ه‪hh‬ل رأيت عائش‪hh‬ة‬

‫أم المؤمنين؟ قال‪ :‬نعم قلنا‪ :‬صفها قال‪ :‬كانت سوداء (‪ .)2‬وقال ابن حجر العسقالني‪h:‬‬
‫إنها كانت أدماء (أي سوداء) (‪ )3‬وقال البخاري وابن حبان وابن حج‪hh‬ر العس‪hh‬قالني‪:‬‬

‫بوجهها أثر جدري (‪ .)4‬ومن المتصفين بنفس الصفة كان عثمان بن عفان ويزيد بن‬

‫معاوية (‪ )5‬أي صفة‬

‫(هامش)‬

‫(‪ )1‬المستدرك ‪ 4‬ح ‪ .17516‬عيون األثر ‪ ،384 h/ 2‬أنساب األشراف ‪ ،561 h/ 2‬فطلق النبي (صلى هللا عليه وآله وسلم) عائش‪hh‬ة‬

‫وحفصة وسودة بسبب‪ h‬أخالقهن السيئة وك‪hh‬ان ال يحبهن ثم راجعهن لحكم‪hh‬ة أراده‪hh‬ا هللا تع‪hh‬الى‪ )2( .‬ت‪hh‬اريخ يح‪hh‬يى بن معين ‪،509 h/ 3‬‬

‫مصنفات الشيخ المفيد ‪ )3( .369 h/ 1‬لسان الميزان‪ ،‬ابن حجر ‪ 125 h/ 4 h،134 h/ 3‬طبعة مجلس المعارف النظامية في الهند‪)4 ( .‬‬

‫لسان الميزان‪ ،‬ابن حجر ‪ 136 / 4‬طبعة حيدر آباد ‪ -‬الهند‪ )5( .‬تاريخ أبي الفداء ‪ ،267 / 1‬تاريخ ابن الوردي ‪)*( .146 / 1‬‬

‫ص ‪82‬‬

‫األسود بوجهه أثر الجدري ولنقص الدواء سابقا كان مرض الجدري يؤثر في الوجه‬

‫تأثيرا خطيرا يجعله دميم‪hh‬ا بالك‪hh‬اد تس‪hh‬تطيع النظ‪hh‬ر إلي‪hh‬ه‪ .‬وروى الزب‪hh‬ير بن بك‪hh‬ار‪ :‬أن‬

‫الضحاك بن أبي سفيان الكالبي كان رجال دميما قبيحا‪ ،‬فلم‪h‬ا بايع‪h‬ه الن‪h‬بي (ص‪h‬لى هللا‬

‫عليه وآله وسلم) قال للنبي‪ :‬إن عندي امرأتين أحسن من ه‪hh‬ذه الحم‪hh‬يراء (أي عائش‪hh‬ة‬

‫قبل نزول آي‪hh‬ة الحج‪hh‬اب)‪ ،‬أفال أن‪hh‬زل ل‪hh‬ك عن إح‪hh‬داهما فتتزوجه‪hh‬ا؟ (وعائش‪hh‬ة جالس‪hh‬ة‬

‫تسمع) فقالت (عائشة)‪ :‬أهي أحسن أم أنت؟ فقال‪ :‬بل أنا أحسن وأكرم‪ .‬فضحك النبي‬

‫(صلى هللا عليه وآله وسلم) من سؤالها إياه! (‪ .)1‬من غير نسبها وصفتها؟ لق‪hh‬د غ‪hh‬ير‬

‫الرواة األموي‪hh‬ون والقصاص‪h‬ون‪ h‬ك‪hh‬ل م‪hh‬ا اس‪hh‬تطاعوا تغي‪hh‬يره ومن ذل‪h‬ك ل‪hh‬ون الص‪h‬حابة‬

‫وأصلهم وعبوديتهم‪ h.‬فقد كان عم‪hh‬ر بن الخط‪hh‬اب عب‪hh‬دا حبش‪hh‬يا أس‪hh‬ود الل‪hh‬ون من عبي‪hh‬د‬

‫الوليد بن المغيرة المخزومي فجعلوه حرا ومن ولد إسماعيل (علي‪hh‬ه الس‪hh‬الم) وأبيض‬
‫اللون!! وهذا الزيف المتعمد يفقد القارئ الثقة بأولئك الكتاب والرواة‪ .‬وكانت ص‪hh‬هاك‬

‫جدة عمر زنجية وكان نفيل جده زنجيا من الحبشة‪ ،‬وكانا من عبي‪hh‬د عب‪hh‬د المطلب بن‬

‫هاشم‪ ،‬وكانت حنتمة أم عمر ممن عثر عليها هشام بن المغيرة المخزومي ورباه‪hh‬ا (‬

‫‪ )2‬فأصبح عمر عبدا للوليد بن المغيرة المخ‪h‬زومي‪ h.‬فق‪h‬د ج‪h‬اء أن عم‪h‬ر بن الخط‪h‬اب‬

‫كان عسيفا (عبدا) للوليد بن المغيرة المخزومي (‪.)3‬‬

‫(هامش)‬

‫(‪ )1‬السمير المهذب ‪ )2( .9 h- 8 / 2‬راجع شرح نهج البالغة‪ ،‬المعتزلي ‪ ،102 / 3‬تهذيب‪ h‬اللغة ‪ ،122 h/ 8‬تاج العروس‪ ،‬الزبيدي‬

‫‪ ،188 h/ 13‬النهاية في غريب الحديث واألثر البن األثير ‪ ،338 h/ 3‬مثالب العرب‪ ،‬الكل‪h‬بي ص ‪ )3( h.103‬أق‪h‬رب الم‪h‬وارد‪ ،‬م‪h‬ادة‬

‫عسف‪)*( .‬‬

‫‪ -‬أقول ‪ :‬وبعد أوصاف عم‪hh‬ر وض‪hh‬ياع نس‪hh‬به يزوج‪hh‬ه علي رض‪hh‬ي هللا عن‪hh‬ه بابنت‪hh‬ه أم‬

‫كلثوم !! ال تتعجبوا فدين الرافضة دين الكذب والبهتان ‪.‬‬

‫ونكمل معكم من أقوالهم في أم المؤمنين خديجة رضي هللا عنها وأرضاها ‪:‬‬

‫حين ينكر القوم أن السيدة خديجة رضي هللا عنها ثيبا ويدعون أنها البكر الوحيدة من‬
‫نساء الرسول صلى هللا عليه وسلم ثم يأتون بروايات أخرى تقول أن زينب ورقية‬
‫وأم كلثوم بناتها من زوجها السابق وأن النبي صلى هللا عليه وسلم رباهن ‪ ،‬فما‬
‫معنى هذا الكالم باهلل عليكم ؟ سأطرح رواياتهم ثم أعلق إن شاء هللا ‪.‬‬

‫‪ -‬يقول حسن األمين في كتابه ( دائرة المعارف اإلسالمية الشيعية ج‪ 1‬ص ‪) 50‬‬

‫يقول في فصل ‪ :‬هل كان له بنات غير فاطمة ؟‬


‫ذكر المؤرخون أن للنبي (ص) أربع بنات هن بحسب تسلسل والدتهن ‪:‬‬
‫زينب – رقية – أم كلثوم – فاطمة‬
‫ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليال على ثبوت بنوة غير الزهراء‬
‫(ع) منهن ‪ ،‬بل الظاهر أن البنات األخريات كن بنات خديجة من زوجها األول قبل‬
‫محمد (ص)‪.‬‬

‫‪ -‬ثم يضيفون روايات بأن البنات بنات أختها هاله وهي قامت بتربيتهم ‪:‬‬

‫ذكر ابن شهر آشوب ‪ :‬أن زينب ورقية كانتا [ابنتي هالة أخت خديجة] كما في كتابي‬
‫األنوار والبدع ‪.‬‬
‫راجع ‪ :‬مناقب آل أبي طالب ‪ :‬ج‪ 1‬ص‪ ، 159‬والبحار ‪ ،‬وقاموس الرجال ‪ ،‬وتنقيح المقال ‪ ،‬كلهم عن المناقب ‪.‬‬

‫وأن رقية وزينب وأم كلثوم كل منهن ربيبة رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)‪ ،‬وانهن‬
‫في الحقيقة بنات هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد‪ ،‬وقد ذكر ذلك في كتابي‬
‫(االنوار والبدع‪ ،‬والكشف واللمع) وذكر ذلك البالذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما‪( .‬انظر مناقب‬
‫آل أبي طالب ج‪.)140 ,138 1‬‬

‫أقول تعليقا على الروايات السابقة ‪:‬‬

‫‪ -‬يالحظ تضارب أقوال الرافضة حيث قالوا بداية أن السيدة خديجة رضي هللا‬
‫عنها بكرا ‪ ،‬ثم قالوا أن البنات بناتها من زوجها السابق ‪ ،‬ثم قالوا أنهن بنات‬
‫أختها هالة ‪ ،‬علما بأن أختها هاله ماتت بعد هجرة الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم بزمن فكيف تعطي بناتها ألختها ؟؟‬

‫الدليل على موت هالة بعد الهجرة ما رواه اإلمام مسلم ‪ :‬عن أم المؤمنين عائشة‬
‫رضي هللا عنها ‪ :‬قالت ‪ ( :‬استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول هللا –‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬فعرف استأذان خديجة ‪ ،‬فارتاح لذلك ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم هالة‬
‫بنت خويلد " ‪ ،‬فغرت ‪ .‬فقلت ‪ :‬ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء‬
‫الشدقين ‪ ،‬هلكت في الدهر فأبدلك هللا خيرا منها ) ( مختصر مسلم ‪. ) 1674‬‬

‫ثم إن كانوا بنات هالة بنت خويلد كما يزعمون فكيف تتزوج زينب أخوها ؟؟؟‬
‫والمعلوم أن أبو العاص بن الربيع هو ابن هالة بنت خويلد ‪.‬‬

‫ثم إن كن ربيبات الرسول صلى هللا عليه وسلم فكيف لم يبطل تبنيهن بعد نزول‬
‫ين‬ ‫اِئه ْم ه َُو َأ ْق َس ُ‬
‫ط عِ ندَ هَّللا ِ َفِإن لَّ ْم َتعْ َلمُوا آ َباء ُه ْم َفِإ ْخ َوا ُن ُك ْم فِي ال ِّد ِ‬ ‫اآليات ‪ْ ( :‬ادعُو ُه ْم آِل َب ِ‬
‫ان هَّللا ُ َغفُوراً‬
‫َت قُلُو ُب ُك ْم َو َك َ‬ ‫ْأ‬
‫ْس َع َل ْي ُك ْم ُج َنا ٌح فِي َما َأ ْخ َط ُتم ِب ِه َو َلكِن مَّا َت َع َّمد ْ‬
‫َو َم َوالِي ُك ْم َو َلي َ‬
‫رَّ حِيما ً( األحزاب – ‪ . 5‬فهل أطاع الرسول صلى هللا عليه وسلم ربه في زيد بن حارثة‬
‫وعصاه في باقي بناته ؟؟؟؟‬
‫يقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في‬
‫النسب والنياحة على الميت ‪ .‬رواه مسلم‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة‬
‫عليه حرام ‪ .‬رواه الشيخان‬

‫وعن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ‪ ،‬تكلم في خطبة له ثم ذكر قول الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬قال النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم ‪ " :‬المدينة حرم ما بين‬
‫عير إلى ثور ‪ .‬فمن أحدث فيها حدثا ‪ .‬أو آوى محدثا ‪ .‬فعليه لعنة هللا والمالئكة‬
‫والناس أجمعين ‪ .‬ال يقبل هللا منه يوم القيامة صرفا وال عدال ‪ .‬وذمة المسلمين واحدة‬
‫‪ .‬يسعى بها أدناهم ‪ .‬ومن ادعى إلى غير أبيه ‪ ،‬أو انتمى إلى غير مواليه ‪ .‬فعليه‬
‫لعنة هللا والمالئكة والناس أجمعين ‪ .‬ال يقبل هللا منه يوم القيامة صرفا وال عدال "‪.‬‬
‫رواه مسلم‬

‫قال هللا تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا‬
‫بهتانا وإثما مبينا )األحزاب‪– 58‬‬

‫ج‪/1‬ص‪476‬‬ ‫قال صاحب التيسير في شرح الجامع الصغير ‪:‬‬


‫والطعن في األنساب أي أنساب الناس بأن يقال هذا ليس بابن فالن‪.‬‬
‫وقال ابن الجوزي ‪ :‬كشف المشكل ج‪/2‬ص‪:397‬‬
‫"الطعن في األنساب فهو نوع القذف "‬

‫فمن هذه األمور يتبين طعن الرافضة في أم المؤمنين السيدة خديجة رضي هللا عنها‬
‫وأرضاها وأيضا هو طعن صريح في نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم ‪ .‬وال ننكر أن‬
‫بعض الرافضة أثبتوا أنهن بنات الرسول صلى هللا عليه وسلم من خديجة رضي هللا‬
‫عنها ‪ .‬ولكن األغلبية على غير اإلثبات ‪.‬‬

‫* أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي هللا عنها وعن أبيها ‪ .‬وأم المؤمنين‬
‫حفصة بنت عمر رضي هللا عنها وعن أبيها ‪.‬‬

‫ال يخفى عليكم أن أكثر نساء الرسول صلى هللا عليه وسلم نالها أذى الرافضة هي أم‬
‫المؤمنين عائشة رضي هللا عنها والسبب الصحيح لبغضهم إياها أنها ابنة أبي بكر‬
‫الصديق رضي هللا عنه وأنها تحاربت مع علي رضي هللا عنه في موقعة‬
‫الجمل ‪.‬كما أن أم المؤمنين حفصة نالها أيضا الكثير وذلك ألنها ابنة عمر بن‬
‫الخطاب رضي هللا عنه ‪.‬‬
‫لقد نالهما من أكاذيبهم وأباطيلهم وطعوناتهم الكثير فأسأل هللا أن يحاسبهم بما‬
‫يستحقوه من طعنهم في أعراض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫سأذكر هنا بعض طعوناتهم الكثيرة ألني لو أخصص هذا البحث كله عن مطاعنهم‬
‫بهما فلن أنتهي حتى بألف صفحة وقد اقتبست بعض المشاركات من أخوة لنا في‬
‫موقعنا ‪ .‬ثم سأعلق بعض التعليقات إن شاء هللا تعالى ‪.‬‬

‫بعض طعوناتهم ‪:‬‬

‫‪ -‬قد وكل على بن أبى طالب رضي هللا عنه بتطليق زوجاته من بعده إذا‬
‫خرجن عليه‬

‫)ثم مشى أحمد بن إسحاق ليجئ بذلك فنظر إلي موالنا أبو محمد العسكري‬
‫عليه السالم وقال‪ :‬ما جاء بك يا سعد؟ فقلت‪ :‬شوقني أحمد بن إسحاق إلى‬
‫لقاء موالنا‪ .‬قال‪ :‬المسائل التي أردت أن تسأل عنها؟ قلت‪ :‬على حالها يا‬
‫موالي‪.‬‬
‫قال‪ :‬فاسأل قرة عيني ‪ -‬وأومى إلى الغالم ‪ -‬عما بدا لك !‬
‫فقلت‪ :‬يا موالنا وابن موالنا روي لنا‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله جعل‬
‫طالق نسائه إلى أمير المؤمنين‪ ،‬حتى انه بعث يوم الجمل رسوال إلى عائشة‬
‫وقال‪ :‬انك أدخلت الهالك على اإلسالم وأهله بالغش الذي حصل منك‪،‬‬
‫وأوردت أوالدك في موضع الهالك بالجهالة‪ ،‬فان امتنعت وإال طلقتك‪.‬‬
‫فاخبرنا يا موالي عن معنى الطالق الذي فوض حكمه رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله إلى أمير المؤمنين عليه السالم؟ فقال‪ :‬إن هللا تقدس اسمه عظم‬
‫شأن نساء النبي صلى هللا عليه وآله فخصهن لشرف األمهات فقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله‪ :‬يا أبا الحسن إن هذا شرف باق ما دمن هلل على طاعة‪،‬‬
‫فأيتهن عصت هللا بعدي بالخروج عليك فطلقها من األزواج‪ ،‬وأسقطها من‬
‫شرف أمية المؤمنين)) راجع الرواية من بدايتها فى كتاب االحتجاج للطوسى ‪ -‬الجزء ‪ 2‬ص ‪)272‬‬

‫‪ -‬تلقيبها بأم الشرور‬

‫‪168-3/161‬‬ ‫أفرد العالمة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم‬


‫‪ -‬فصلين الفصل األول سماه ‪:‬‬
‫فصل في أم الشرور عائشة أم المؤمنين‬

‫وفصل آخر خصصه للطعن في حفصة رضي هللا عنهما‬


‫سماه‪ :‬فصل في أختها حفصة‬
‫النصب والنواصب ص ‪337‬‬ ‫واتهمها محسن المعلم في كتابه‬
‫أنها ناصبيه ناصبت العداء آلل البيت ‪.‬ترجمة رقم ‪68‬‬

‫ولم يكتفي بذلك بل عرض عامله هللا بما يستحق على الطاهرة العفيفة‬
‫بالزنا واتهمها بالنصب وال يخفى أن الناصبى كافر بإجماعهم‬

‫الجزء الثالث ص ‪165‬‬ ‫وقال زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم‬

‫قالوا ‪ -‬أي السنة ‪ -‬براها هللا في قوله ( أولئك مبرؤون مما يقولون )‬
‫قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا ال لها كما أجمع فيه المفسرون ‪..‬‬
‫وهو تكرار لكالم العاملى السابق اعاله‬

‫ثم قال في‬ ‫ص ‪167‬‬


‫وقد اتهمها بالجنون والسفه ابن الزبير أراد أن يحجر عليها‬
‫فهذه شهادة منه وممن سمع حديثه ولم ينكره أنها أتت بما يوجب‬
‫الحجر كالسفه والجنون‬

‫‪ 135‬الصراط المستقيم‪h‬‬ ‫أيضا قد أطلق عليها الزنديق النباطي بالشيطانة ‪/‬‬

‫وقد ذكروا عن الصادق انه قال ‪ :‬اتدرون مات النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫أو قتل ؟ إن هللا يقول ‪( :‬أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)‬
‫فسم قبل الموت ‪ ،‬إنهما سقتاه (زاد الكاشاني ‪:‬يعني المرأتين لعنهما هللا‬
‫وأبويهما" تفسير الصافي ‪(1/305‬‬
‫قبل الموت‪ ،‬فقلنا ‪ :‬إنهما وأبويهما شر من خلق هللا‬
‫(تفسير العياشي ‪ 1/200‬وانظر تفسير الصافي للكاشاني‬
‫‪ 1/305‬والبرهان للبحراني ‪ 1/320‬وبحار األنوار للمجلسي ‪)8/6 ،6/504‬‬

‫ووصف المجلسي –شيخ الدولة الصفوية‪ ،‬ومرجعهم المدحور‬


‫‪ -‬سند هذه الرواية المكذوبة بأنه معتبر ‪ ،‬وعلق عليها بقول ‪:‬‬
‫إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق(ع) أن عائشة و حفصة لعنة هللا‬
‫عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول هللا بالسم دبرتاه ‪ .‬حياة القلوب للمجلسي ‪2/700‬‬

‫وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة عدد كبير من مصنفي االمامية ‪،‬وذكروا اسم‬
‫عائشة و حفصة وأبويهما صراحة وزعموا أنهم وضعوا السم لرسول هللا‬
‫فمات بسببه‬
‫(راجع تفسير القمي ط حجرية ص ‪ ، 340‬ط حديثة ‪.376 – 2/375‬‬
‫وانظر الصراط المستقيم للبياضي ‪. 169 -3/168‬‬
‫وشرح نهج البالغة البن أبي الحديد ‪. 2/457‬‬
‫وإحقاق الحق للتستري ص ‪ 308‬وتفسير الصافي للكاشاني ‪.717-2/716‬‬
‫والبرهان للبحراني ‪353 -4/352 ، 1/320‬‬
‫واألنوار النعمانية للجزائري ‪)337-4/336‬‬

‫نقل الصدوق والمجلسي إلجماع الشيعة على التبرئ من أصحاب النبي –‬


‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ,,‬وهذا لفظ المجلسي ‪:‬‬

‫وعقيدتنا في التبرئ ‪ :‬أننا نتبرأ من األصنام األربعة ‪:‬‬


‫أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ‪ ،‬ومن النساء األربع ‪:‬‬
‫عائشة وحفصة وهند وأم الحكم ومن جميع أتباعهم وأشياعهم ‪،‬‬
‫وأنهم شر خلق هللا على وجه األرض ‪ ،‬وأنه ال يتم اإليمان باهلل ورسوله‬
‫واألئمة إال بعد التبرئ من أعدائهم‪ ( .‬حق اليقين للمجلسي ص ‪) 519‬‬

‫كالم آخر لعالمة الكفر والضالل فى شرحه لآلية " كانتا تحت عبدين ‪"....‬‬

‫قال المجلسي ‪ ":‬ال يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك‬
‫اآليات من التعريض ‪ ،‬بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما " بحار‬
‫األنوار ‪22/33‬‬

‫أما الطوسي شيخ الطائفة فإليك نص كالمه‬

‫عائشة كانت مصرة على حربها لعلي ولم تتب وهذا يدل على كفرها وبقائها‬
‫عليه ‪,,,,,,‬االقتصاد فيما يتعلق باالعتقاد ص ‪365-361‬‬

‫وقد وصل األمر به قبحه هللا وعامله بما يستحق إلى لعنها والحكم عليها‬
‫بالخلود في النار فقال ‪:‬‬

‫اللهم العن الشريرة الملعونة المفسدة الطاغية الطاغية الباغية الكافرة‬


‫الخارجة الكاذبة المحاربة حرب الجمل الباغية المعذبة في عذاب‬
‫هللا ‪..........‬‬

‫الحافظ رجب البرسي يتهم أم المؤمنين بالخيانة ويقول‬


‫إن عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة ‪.‬وفرقتها على مبغضي علي‬

‫قال المجلسي في كتابه بحار االنوار‬


‫ج‪40‬ص‬
‫قال علي سافرت مع رسول هللا صلى هللا عليه وآله ليس له خادم غيري‬
‫وكان له لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول هللا ينام بيني‬
‫وبين عائشة ليس علينا ثالثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صالة الليل يحط بيده‬
‫اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي‬
‫تحتنا‪....‬‬

‫ص‪86‬‬ ‫كتاب مشارق أنوار اليقين‬

‫زعم الشيعة أن قوله تعالى ‪":‬ضرب هللا مثال للذين كفروا امرأة نوح وامرأة‬
‫لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من هللا‬
‫شيئا وقيل ادخال النار مع الداخلين"سورة التحريم ‪10‬‬

‫مثل ضربه هللا لعائشة وحفصة ‪..‬رضي‪ h‬هللا عنهما‪.‬‬

‫وقد فسر بعضهم بالخيانة بارتكاب الفاحشة –والعياذ باهلل تعالى‪:-‬‬

‫قال القمي في تفسير هذه اآلية ‪":‬وهللا ما عنى بقوله ‪ :‬فخانتاهما إال الفاحشة‬
‫وليس هذا القول بدعا من القمي فقد سبقه إليه الكليني –شيخ اإلسالم عند‬
‫الشيعة ‪ ،‬ومرجعهم‪ -‬ونسبه إلى أبي جعفر الباقر ‪ ،‬راجع البرهان للبحراني ‪/358-4357‬‬

‫‪ ،‬وليقيمن الحد على عائشة‪ -‬عند القمي فالنة بدل عائشة وهذا من باب التقية‬
‫وقد صرح غيره باسمها فكشف ما حظرت التقية كشفه بزعمهم فيما أتت في‬
‫طريق البصرة) في الطبعة الحديثة (‪ h))....‬وكان طلحة) في نسخة أخرى‬
‫فالن بدل طلحة وهو من التقية كما أسلفنا) يحبها‬

‫فلما أرادت أن تخرج إلى (البصرة)‪( h‬في الطبعة الحديثة (‪ ))....‬قال لها فالن‬
‫‪ :‬ال يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من (طلحة) (في‬
‫نسخة أخرى فالن بدل طلحة)‪( ..‬تفسير‪ h‬القمي ط حجرية ص ‪ 341‬ط حديثة ‪ 2/377‬وانظر البرهان‬
‫للبحراني ‪ 4/358‬وتفسير عبدهللا شبر ص ‪ 338‬وقد ساقاها موضحة كما أثبتها في المتن)‪.‬‬

‫دعاء صنمي قريش وال أظنه يخفى على احد من االثنا عشرية‬

‫اللهم العن صنمي قريش جبتيهما وطاغوتيهما وأفكيهما وابنتيهما اللذين حرفا‬
‫أمرك وأنكرا وحيك وجحدا أنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك‬
‫وعطال أحكامك وأبطال فرائضك وألحدا في آيتك وعاديا أولياءك وواليا‬
‫أعداءك وخربا بالدك وأفسدا عبادك‪ ،‬اللهم العنهما وأنصارهما فقد أخربا‬
‫بيت النبوة وردما بابه ونقضا سقفه وألحقا سماءه بأرضه وعاليه بسافلة‬
‫وظاهره بباطنه واستأصال أهله وأبادا أنصاره وقتال أطفاله‬
‫وأخليا منبره من وصيه وارثيه وجحدا نبوته وأشركا بربهما فعظم ذنبهما‬
‫وخلدهما في سقر وما أدراك ما سقر ال تبقي وال تذر………اللهم العنهما‬
‫بكل آية حرفوها وفريضة تركوها……‪.‬اللهم……………‪ h‬دعاء طويل‬

‫وال يخفى من هما ابنتي أبى بكر وعمر رضي هللا عنهما!‬

‫‪ -‬مهدي الرافضة المزعوم يقوم بإحياء أم المؤمنين عائشة وإقامة الحد عليها‬
‫انظر " الرجعة " ألحمد االحسائى صفحة ‪116‬‬

‫عن عبد الرحمن القصير عن أبي جعفر عليه السالم أما لو قد قام قائما لقد‬
‫ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد ‪ ،‬وحتى ينتقم ألمه فاطمة ‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫جعلت فداك ‪ ،‬ولم يجلدها الحد ؟ قال لفريتها على أم إبراهيم ‪ ،‬قلت ‪ :‬فكيف‬
‫أخر هللا ذلك إلى القائم ؟ قال ‪ :‬إن هللا بعث محمدا رحمة وبعث القائم نقمة "‬
‫المجلسى – نعمة هللا الجزائري‬

‫أسند العياشي وهو من كبار مفسري الشيعة إلى أبي عبد هللا عليه السالم‬
‫جعفر الصادق ‪ -‬زورا وبهتانا ‪-‬انه قال في تفسير قوله تعالى ‪:‬‬
‫وال تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ‪ -‬التي نقضت غزلها انكاثا‬
‫من بعد قوة عائشة هي نكثت ايمانها‪ .‬تفسير العياشي ‪ 2‬ص ‪ 269‬وانظر البرهان للبحراني ‪ 2‬ص‬
‫‪ 383‬وبحار االنوار للمجلسي ‪ 7‬ص ‪454‬‬

‫وال يكتفون بذلك بل يزعمون أن لعائشة رضي هللا عنها بابا من أبواب النار‬
‫تدخل منه فقد اسند العياشي أيضا إلى جعفر الصادق رضي هللا عنه وحاشاه‬
‫مما نسب إليه انه قال في تفسير قوله تعالى حكاية عن النار ‪ -‬لها سبعة‬
‫ابواب‪ -‬الحجر ‪44‬‬
‫يؤتى بجنهم لها سبعة أبواب والباب السادس لعسكر ‪h.....‬الخ‬
‫تفسير العياشي ‪ 2‬ص‪ 243‬البرهان للبحراني ‪ 2‬ص ‪ 354‬بحار االنوار للمجلسي ‪ 4‬ص ‪ 378‬و ‪ 8‬ص ‪220‬‬

‫وعسكر كناية عن عائشة رضي هللا عنها كما زعم المجلسي ووجه الكناية‬
‫عن اسمها بعسكر كونها كانت تركب جمال في موقعة الجمل يقال له‬
‫عسكر‪ ..‬بحار االنوار للمجلسي ‪ 4‬ص ‪ 378‬و ‪ 8‬ص ‪220‬‬

‫ـ محمّد بن يعقوب ‪ ،‬عن محمّد بن يحيى ‪ ،‬عن محمّد بن الحسين ‪ ،‬عن محمّد‬
‫بن إسماعيل بن بزيع ‪،‬عن الخيبري ‪ ،‬عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة‬
‫السرّ اج قاال ‪:‬سمعنا أبا عبد هللا ( عليه السالم ) وهو يلعن في دبر ك ّل مكتوبة‬
‫أربعة من الرجال وأربعا ً من النساء ‪ ،‬فالن وفالن وفالن ويسمّيهم ومعاوية ‪،‬‬
‫وفالنة وفالنة وهنداً وُأ ّم الحكم أخت معاوية‪.‬‬
‫الكافي ‪.10|342 : 3‬‬
‫محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يحيى ‪ ،‬مثله ‪،‬إال ّ أ ّنه ترك قوله ‪ :‬عن‬
‫التهذيب ‪.1313|321 : 2‬‬ ‫الخيبري‬

‫وعلق المجلسي في كتابه "مرآة العقول"(‪ :)15/174h‬ما نصه‪:‬‬


‫(و الكنايات األول عبارة عن الثالثة بترتيبهم و الكنايات األخيرتان عن‬
‫عائشة و حفصة)‪.‬‬

‫العياشي في تفسيره ‪ :‬عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد هللا‬


‫قال‪ :‬تدرون مات النبي أو قتل إن هللا يقول‪:‬‬
‫أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ‪ -‬فسم قبل الموت أنهما سقتاه قبل‬
‫الموت فقلنا إنهما وأبوهما شر من خلق هللا‪.‬‬
‫تفسير العياشى ‪ 1/200‬ح‪152‬‬

‫ووصف الكافر الزنديق المجلسي هذه الخزعبلة ‪ -‬أقصد الرواية –‬


‫بأنها معتبرة‪ ،‬وعلق عليها بقوله‪:‬‬
‫إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق (ع) أن عائشة وحفصة لعنة هللا‬
‫عليهما و على أبويهما قتلتا رسول هللا !! بالسم دبرتاه ‪.‬حياة القلوب للمجلسي ‪ 2/700‬باب‬
‫"در بيان رحلت آنحضرت"‬

‫و قال الملقب بعمدة العلماء و المحققين محمد التوسيركاني ما نصه‪( :‬تنبيه‬


‫اعلم أن أشرف األمكنة واألوقات والحاالت أشبها للعن عليهم –عليهم اللعنة‬
‫– إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية واالستبراء والتطهير‬
‫مرارا بفراغ من البال‪ :‬اللهم العن عمر ثم أبا بكر و عمر ُثم عثمان و عمر‬
‫ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم ابن سعد وعمر‬
‫ثم شمرا وعمر ثم عسكرهم وعمر‪ ،‬اللهم العن عائشة وحفصة وهند و أم‬
‫الحكم والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة ) لئالى األخبار لمحمد التوسيركاني‪4/92 h‬‬
‫األدعية الواردة في التعقيب‪h‬‬

‫هذا غيض من فيض مما احتوته كتب الرافضة من طعونات ‪ .‬فقد اتهموا أم‬
‫المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة بالكفر وأنهما قتال رسول هللا ‪ ،‬كما اتهموا‬
‫أم المؤمنين عائشة بالزنا وحاشاها من ذلك ‪ ،‬وغيرها من أمور السب واللعن‬
‫والقذف ‪.‬‬

‫أقول وباهلل المستعان ‪:‬‬

‫األحزاب ‪6 -‬‬ ‫ِين ِمنْ َأنفُسِ ِه ْم َوَأ ْز َوا ُج ُه ُأ َّم َها ُت ُه ْم ‪-‬‬
‫قال تعالى ‪ :‬ال َّن ِبيُّ َأ ْو َلى ِب ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫لو قلنا ألحد الرافضة أن أمك زانية أو كافرة لغضب غضبا شديدا ‪ ،‬وهذا يثبت أنهم‬
‫غير مؤمنين لطعنهم بأمهات المؤمنين فإنهن لسن أمهاتهم ‪.‬‬

‫ت ْالمُْؤ ِم َنا ِ‬
‫ت لُ ِع ُنوا فِي ال ُّد ْن َيا‬ ‫ت ْال َغافِاَل ِ‬ ‫ُون ْالمُحْ َ‬
‫ص َنا ِ‬ ‫قال تبارك وتعالى ‪ِ :‬إنَّ الَّذ َ‬
‫ِين َيرْ م َ‬
‫َواآْل خ َِر ِة َو َل ُه ْم َع َذابٌ َعظِ ي ٌ‬
‫م ‪ -‬سورة النور – ‪23‬‬

‫ال ه ّم للرافضة األخباث سوى الطعن في أعالم هذا الدين ‪ ،‬وطعنهم في أمهات‬
‫المؤمنين بال شك هو طعن في الرسول صلى هللا عليه وسلم فهؤالء نساؤه‬
‫وعرضه ‪ ،‬فكيف لمؤمن حقا أن يطعن بهن وبشرفهن ويرميهن بالسب والقذف‬
‫واللعن والكالم البذيء ‪ ،‬ثم يكفرهن ويخرجهن من ملة اإلسالم ‪ .‬إن حقد الرافضة‬
‫على اإلسالم اكتسبوه من ديانتهم المجوسية ألن اإلسالم هدها والزال المجوس‬
‫يحقدون منذ أن قام الصحابة رضوان هللا عليهم بغزو بالدهم ونشر اإلسالم وإطفاء‬
‫النار التي كانت تعبد من دون هللا ‪ ،‬فلم يجدوا بدا من نشر عقائدهم الفاسدة ليهلكوا‬
‫اإلسالم وأهله ‪ ،‬فاتجهوا للطعن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر والقدر‬
‫خيره وشره وشددوا الطعن في النبي صلى هللا عليه وسلم وما جاء به من رسالة من‬
‫رب العزة والجاللة وأرادوا أن يضلوا المسلمين وال يجعلونهم متبعين بأن نشروا‬
‫هذه العقائد الفاسدة والمحدثات الباطلة حتى يضيع هذا الدين وطعنوا بكل الصحابة‬
‫وأمهات المؤمنين والتابعين حتى يبطلوا الشرع ‪ ،‬فهم يعلمون أن من نقل لنا هذا‬
‫الدين بعد النبي صلى هللا عليه وسلم هم الصحابة فالتابعين فالتابعين إلى أن وصل‬
‫لنا وسيصل لما هم بعدنا بإذن هللا وستبقى أمة اإلسالم هي األمة السائدة إلى أن يرث‬
‫هللا األرض ومن عليها رغم أنف من أبى ‪.‬‬

‫لن أعلق المزيد على رواياتهم الفاسدة بل سأذكر فضائل أم المؤمنين عائشة رضي‬
‫هللا عنها وعن أبيها كي يعلم القاصي والداني بالفرق الكبير بين المسلمين حقا وبين‬
‫من يدعي اإلسالم وحب النبي وآل بيته ‪.‬‬

‫من فضائل أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها ‪:‬‬

‫‪ -‬تنزلت اآليات لتذب و تدافع عنها مصداقا ً لقوله تعالى‬


‫ِإنَّ هَّللا َ يُدَافِ ُع َع ِن الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ‪ -‬و نقصد بهذا كالم ربنا في تطهير أم المؤمنين من‬
‫اإلفك الذي وقع ‪..‬‬
‫حين اتهمت في عرضها و شرفها من قبل بعض سفهاء و منافقي المدينة و ذاعت‬
‫الفرية …‪.‬و هي الطاهرة العفيفة الطيبة زوجة الطيب… فنزلت سبع عشرة آية في‬
‫كتاب هللا من فوق سبع سموات تبرأة لها‪ ،‬آيات تتلى إلى أن يأذن هللا برفع كتابه من‬
‫األرض‪ ،‬وذلك في قول هللا تعالى من سورة النور ‪:‬إن الذين جاءوا باإلفك عصبة‬
‫منكم ال تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من اإلثم‬
‫والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم إلى قوله الخبيثات للخبيثين والخبيثون‬
‫للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة‬
‫ورزق كريم‬

‫فهذه اآليات من أكبر األدلة على طهارتها‪ ،‬وشرفها‪ ،‬وعلو شأنها في الدين‪.‬‬

‫تقول أم المؤمنين عائشة‪ :‬وهللا ما كنت أظن أن هللا منزل في شأني وحيا يتلى‪ ،‬لشأني‬
‫في نفسي كان أحقر من أن يتكلم هللا في بأمر‪ ،‬ولكني كنت أرجو أن يرى رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني هللا بها……‪ .‬الحديث ‪ -‬رواه البخاري‬

‫أيضا مما نزل في القرآن ‪:‬‬

‫أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ‪ ،‬ويشرب عندها‬
‫عسال ‪ ،‬فتواصيت أنا وحفصة ‪ ،‬أن أيتنا دخل عليها النبي صلى هللا عليه وسلم فلتقل‬
‫‪ :‬إني أجد فيك ريح مغافير ‪ ،‬أكلت مغافير ‪ ،‬فدخل على إحداهما فقل له ذلك ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫( بل شربت عسال عند زينب بنت جحش ‪ ،‬ولن أعود له ) فنزلت ‪ :‬يا أيها النبي لم‬
‫تحرم ما أحل هللا لك ‪ -‬إلى ‪ -‬إن تتوبا إلى هللا لعائشة وحفصة ‪ :‬وإذ أسر النبي إلى‬
‫بعض أزواجه ‪ .‬لقوله ‪ ( :‬بل شربت عسال ) ‪ – .‬رواه البخاري‬

‫فعاتبهما القرأن عتاب المربى المحب و أمرهما بالتوبة‬


‫ت قُلُو ُب ُك َما َوِإن َت َظا َه َرا َع َل ْي ِه َفِإنَّ هَّللا َ ه َُو َم ْواَل هُ‬
‫ص َغ ْ‬ ‫فقال تعالى ‪ِ :‬إن َت ُتو َبا ِإ َلى هَّللا ِ َف َق ْد َ‬
‫ِين َو ْال َماَل ِئ َك ُة َبعْ دَ َذل َِك َظ ِهي ٌر‬
‫صالِ ُح ْالمُْؤ ِمن َ‬ ‫َو ِجب ِْري ُل َو َ‬
‫و أنزل هللا في كتابه أيضا ً ما أظهر به فضل أمهات المؤمنين وعظيم شأنهن و على‬
‫رأسهن أم المؤمنين عائشة ……‪.‬‬
‫و من ذلك أمر هللا تعالى لنبيه المصطفى أن يخير نساءه َبيْن أنْ يفارقهم فيذهبن إلى‬
‫غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا و زينتها و بين الصبر على ما عنده من‬
‫ضيق الحال و لهن عند هللا في ذلك الثواب الجزيل و ذلك في قوله تعالى ‪َ :‬يا َأ ُّي َها‬
‫ك ِإن ُكن ُتنَّ ُت ِر ْد َن ْال َح َيا َة ال ُّد ْن َيا َو ِزي َن َت َها َف َت َعا َلي َْن ُأ َم ِّتعْ ُكنَّ َوُأ َسرِّ حْ ُكنَّ‬‫ال َّن ِبيُّ قُل َأِّل ْز َوا ِج َ‬
‫ار اآْل خ َِر َة َفِإنَّ هَّللا َ َأ َع َّد‬ ‫َس َراحا ً َجمِيالً (‪َ )28‬وِإن ُكن ُتنَّ ُت ِر ْد َن هَّللا َ َو َرسُو َل ُه َوال َّد َ‬
‫ت مِن ُكنَّ َأجْ راً َعظِ يما ً‬ ‫ل ِْلمُحْ سِ َنا ِ‬
‫ضاهُنَّ هَّللا َو َرسُوله َوال َّدار اآْل خ َِرة َف َج َم َع هَّللا َت َعا َلى َلهُنَّ‬ ‫اخ َترْ َن َرضِ َي هَّللا َع ْنهُنَّ َوَأرْ َ‬ ‫َف ْ‬
‫ك َبيْن َخيْر ال ُّد ْن َيا َو َس َعادَة اآْل خ َِرة‪.‬‬ ‫َبعْ د َذلِ َ‬

‫و في هذا المقام كانت السيدة عائشة صاحبة السبق في اختيار هللا ورسوله و تبعها‬
‫على ذلك سائر أمهات المؤمنين رضي هللا عنهم‪.‬‬

‫قال ابن كثير‪َ :‬ح َّد َث َنا ِابْن َوكِيع َح َّد َث َنا م َُحمَّد بْن بَشِ ير َعنْ م َُحمَّد بْن َع ْمرو َعنْ َأ ِبي‬
‫ت آ َية ال َّت ْخ ِيير َب َدَأ ِبي َرسُول هَّللا‬ ‫َس َل َمة َعنْ َعاِئ َشة َرضِ َي هَّللا َع ْن َها َقا َل ْ‬
‫ت ‪َ :‬لمَّا َن َز َل ْ‬
‫ارض َع َليْك َأمْرً ا َفاَل َت ْف َتاتِي فِي ِه ِب َشيْ ٍء‬ ‫صلَّى هَّللا َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َف َقا َل " َيا عَاِئ َشة ِإ ِّني َع ِ‬ ‫َ‬
‫َح َّتى َتعْ ِرضِ ي ِه َع َلى َأ َب َويْك َأ ِبي َب ْكر َوُأ ّم رُو َمان َرضِ َي هَّللا َع ْن ُه َما‬
‫صلَّى هَّللا َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم ‪َ :‬قا َل هَّللا َع َّز َو َج َّل " َيا َأ ّي َها‬ ‫" َفقُ ْلت َيا َرسُول هَّللا َو َما ه َُو ؟ َقا َل َ‬
‫ال َّن ِبيّ قُ ْل َأِل ْز َوا ِجك ِإنْ ُك ْن ُتنَّ ُت ِر ْد َن ْال َح َياة ال ُّد ْن َيا َو ِزي َنت َها َف َت َعا َلي َْن ُأ َم ِّتع ُكنَّ َوُأ َسرِّ ح ُكنَّ‬
‫َس َراحً ا َجمِياًل َوِإنْ ُك ْن ُتنَّ ُت ِر ْد َن هَّللا َو َرسُوله َوال َّدار اآْل خ َِرة َفِإنَّ هَّللا َأ َع َّد ل ِْلمُحْ سِ َنا ِ‬
‫ت‬
‫ت َفِإ ِّني ُأ ِريد هَّللا َو َرسُوله َوال َّدار اآْل خ َِرة َواَل ُأَؤ امِر فِي َذلِ َ‬
‫ك‬ ‫ِم ْن ُكنَّ َأجْ رً ا َعظِ يمًا " َقا َل ْ‬
‫صلَّى هَّللا َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم ُث َّم‬ ‫ك َرسُول هَّللا َ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫َأ َب َويَّ َأ َبا َب ْكر َوُأ ّم رُو َمان َرضِ َي هَّللا َع ْن ُه َما ف َ‬
‫ت َك َذا َو َك َذا " َفقُ ْل َن َو َنحْ نُ َنقُول‬ ‫ِاسْ َت ْق َرَأ ْالح َُجر َف َقا َل ‪ِ :‬إنَّ َعاِئ َشة َرضِ َي هَّللا َع ْن َها َقا َل ْ‬
‫ت َعاِئ َشة…‪َ ..‬رضِ َي هَّللا َع ْنهُنَّ ُكلّهنَّ ‪.‬‬ ‫م ِْثل َما َقا َل ْ‬
‫و كذا روى البخاري و أحمد و ابن جرير و ابن أبى حاتم نحوه‬

‫فأنزل هللا تعالى أية تهدف في األساس إلى بيان شرف ومكانة أمهات المؤمنين و‬
‫اج َو َل ْو َأعْ َج َب َ‬
‫ك‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ك ال ِّن َساء مِن َبعْ ُد َواَل ن َت َب َّد َل ِب ِهنَّ ِمنْ ْز َو ٍ‬‫هي قوله تعالى ‪ :‬اَل َي ِح ُّل َل َ‬
‫ان هَّللا ُ َع َلى ُك ِّل َشيْ ٍء رَّ قِيبا ً ‪.‬‬
‫ك َو َك َ‬‫ت َيمِي ُن َ‬ ‫حُسْ ُنهُنَّ ِإاَّل َما َم َل َك ْ‬

‫ْن َعبَّاس َوم َُجاهِد َوالضَّحَّ اك َو َق َتادَة‬ ‫قال ابن كثير‪َ :‬ذ َك َر َغيْر َواحِد ِمنْ ْال ُع َل َماء َكاب ِ‬
‫صلَّى هَّللا‬ ‫ت م َُج َ َأِل‬ ‫َوابْن َزيْد َوابْن َج ِرير َو َغيْره ْم َأنَّ َه ِذ ِه اآْل َية َن َز َل ْ‬
‫اج ال َّن ِبيّ َ‬ ‫ازاة ْز َو ِ‬
‫صنِيعهنَّ فِي ا ِْخ ِت َيارهنَّ هَّللا َو َرسُوله َوال َّدار‬ ‫َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َو ِرضًا َع ْنهُنَّ َع َلى حُسْ ن َ‬
‫صلَّى هَّللا َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َك َما َت َق َّد َم فِي اآْل َية َف َلمَّا ا ِْخ َترْ َن‬ ‫اآْل خ َِرة َلمَّا َخي ََّرهُنَّ َرسُول هَّللا َ‬
‫ص َرهُ َع َلي ِْهنَّ َو َحرَّ َم َع َل ْي ِه‬ ‫ان َج َزاُؤ هُنَّ َأنَّ هَّللا َت َعا َلى َق َ‬ ‫صلَّى هَّللا َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َك َ‬ ‫َرسُول هَّللا َ‬
‫َأنْ َي َت َزوَّ ج ِب َغي ِْرهِنَّ َأ ْو َيسْ َت ْبدِل ِب ِهنَّ َأ ْز َواجً ا َغيْرهنَّ َو َل ْو َأعْ َج َب ُه حُسْ نهنَّ ِإاَّل اِإْل َماء‬
‫ك َو َن َس َخ ُح ْكم‬ ‫ِيهنَّ ُث َّم ِإ َّن ُه َت َعا َلى َر َف َع َع ْن ُه ْال َح َرج فِي َذلِ َ‬ ‫اريّ َفاَل َح َرج َع َل ْي ِه ف ِ‬ ‫َوالس ََّر ِ‬
‫ُول هَّللا‬
‫ون ْال ِم َّنة ل َِرس ِ‬ ‫ك َت َزوُّ ج لِ َت ُك َ‬ ‫اح َل ُه ال َّت َزوُّ ج َو َل ِكنْ َل ْم َي َقع ِم ْن ُه َبعْ د َذلِ َ‬ ‫َه ِذ ِه اآْل َية َوَأ َب َ‬
‫صلَّى هَّللا َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َع َلي ِْهنَّ ‪.‬‬
‫َ‬

‫‪ -‬و جعل هللا تعالى السيدة عائشة سببا ً لنزول بعض األحكام التشريعية منها على‬
‫سبيل المثال التيمم ‪:‬‬
‫قالت أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها ‪ :‬خرجنا مع رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء‬
‫فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا أال ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر‬
‫ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت‬
‫عائشة فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء هللا أن يقول وجعل يطعنني بيده في‬
‫خاصرتي فال يمنعني من التحرك إال مكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على‬
‫فخذي فقام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل هللا‬
‫آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر‬
‫قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته ‪.‬‬
‫رواه البخارى – كتاب التيمم – باب فامسحوا و قول هللا تعالى فلم تجدوا ماء فتيمموا ثعيداً طيبا‬

‫عباس رضي هللا عنهما ألم المؤمنين حين عادها وهي على فراش الموت ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫قال ابن‬
‫ت أحبَّ نساء النبي صلى هللا عليـه وسلَّم إليه ‪ ،‬ولم يكن رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫كن ِ‬
‫وسلَّم يحب إال طيِّبا ً "‬

‫وقال ‪ " :‬هلكت قِالدتكِ باألبواء فأصبح رسول هللا صلى هللا عليه وسلَّم يلتقطها ‪،‬‬
‫عز وجل أية التيمم وأنزل هللا براءتك من‬‫وبعدها لم يجد ما ًء للوضوء فأنزل هللا َّ‬
‫فوق سبع سنوات ‪ ،‬فليس مسج ٍد يُذكر هللا فيه إال وشأنك يتلى فيه آناء هللا وأطراف‬
‫النهار‪.‬‬

‫فكان جواب أم المؤمنين المخلصة ‪ :‬يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك ‪ ،‬فوهللا‬
‫لوددت أني كنت َنسيا ً منسيا ‪ .‬أحكام النساء ص‪125‬‬

‫ألن المخلص ال يلتفت إلى مديح الناس ‪ ،‬ومديح الناس ال يمأل قلبه…بل يضع‬
‫نصب عينيه دائما ً لقاء ربه و هول المطلع‬

‫ومن فضائلها أيضا ‪:‬‬

‫و في الصحيحين من حديث عائشة ‪-‬رضي هللا عنها أنها قالت‪ :‬قال‪ :‬رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يوما ً ‪:‬يا عائشة هذا جبريل يقرئك السالم‪ ،‬قلت‪ :‬وعليه السالم‬
‫ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬ترى ماال أرى "تريد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫وعن أبي موسى األشعري ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ :‬كمل من الرجال كثير‪ ،‬ولم يكمل من النساء إال مريم بنت عمران‪ ،‬وآسية‬
‫امرأة فرعون‪ ،‬وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام‪.‬متفق‪ h‬عليه‬

‫عن هشام بن عروة عن عائشة قالت إنْ كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليتفقد‬
‫يقول‪ :‬أين أنا اليوم ؟ أين أنا غداً ؟ استبطا ًء ليوم عائشة قالت‪ :‬فلما كان يومي‬
‫قبضه هللا بين سحري ونحري ‪.‬متفق‪ h‬عليه‬

‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أما ترضين‬
‫أن تكوني زوجتي في الدنيا و اآلخرة ؟ قلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنت زوجتي في ال‪hh‬دنيا و‬
‫اآلخرة‬
‫الراوي‪ :‬عائشة المحدث‪ :‬األلباني ‪ -‬المصدر‪ :‬السلسلة الصحيحة ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪ 2255 :‬خالصة حكم المحدث‪ :‬صحيح‬
‫عن هشام بن عروة قال‪ :‬كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة‪:‬‬
‫فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن ‪ :‬يا أم سلمة وهللا إن الناس يتحرون بهداياهم يوم‬
‫عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة‪ ،‬فمري رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن‬
‫يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار‪ ،‬قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قالت‪ :‬فأعرض عني‪ ،‬فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك فأعرض‬
‫عني‪ ،‬فلما كان الثالثة ذكرت له فقال‪ :‬يا أم سلمة ال تؤذيني في عائشة فإنه وهللا ما‬
‫نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ‪ .‬رواه البخاري كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب فضل‬
‫عائشة‬

‫عن عمرو بن العاص ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم بعثه على‬
‫جيش ذات السالسل قال ‪ :‬فأتيته فقلت‪ :‬أي الناس أحبّ إليك؟ قال‪ :‬عائشة‪ ،‬فقلت من‬
‫الرجال؟ قال‪ :‬أبوها‪ ،‬قلت ثم من‪ ،‬قال‪ :‬ثم عمر بن الخطاب فع ّد رجاالً‪ .‬متفق عليه‬

‫وقالت رضي هللا عنها وعن أبيها ‪ :‬سابقني رسول هللا فسبقته فلبثت حتى إذا أرهق‪hh‬ني‬
‫اللحم أي سمنت سابقني فسبقني فقال ‪ :‬هذه بتلك يشير إلى المرة األولى‬
‫الراوي‪ :‬عائشة المحدث‪ :‬األلباني ‪ -‬المصدر‪ :‬غاية المرام ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪ 377 :‬خالصة حكم المحدث‪ :‬صحيح‬

‫ومن فضائل أم المؤمنين حفصة رضي هللا عنها وعن أبيها ‪:‬‬
‫أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي ‪،‬‬
‫وكان من أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قد شهد بدرا ‪ ،‬توفي بالمدينة ‪،‬‬
‫قال عمر ‪ :‬فلقيت عثمان بن عفان ‪ ،‬فعرضت عليه حفصة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إن شئت أنكحتك‬
‫حفصة بنت عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬سأنظر في أمري ‪ ،‬فلبث ليالي ‪ ،‬فقال ‪ :‬قد بدا لي أن ال‬
‫أتزوج يومي هذا ‪ .‬قال عمر ‪ :‬فلقيت أبا بكر ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إن شئت أنكحتك حفصة بنت‬
‫عمر ‪ ،‬فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا ‪ ،‬فكنت عليه أوجد مني على عثمان ‪،‬‬
‫فلبثت ليالي ثم خطبها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأنكحتها إياه ‪ ،‬فلقيني أبو بكر‬
‫فقال ‪ :‬لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت ‪ ،‬إال أني قد علمت أن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قد ذكرها ‪ ،‬فلم أكن ألفشي سر رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ولو تركها لقبلتها ‪ .‬رواه البخاري‬
‫‪ -‬وهذه وهللا من أعظم الفضائل أن يختارها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم زوجة‬
‫وينزل القرآن بتسميتها أما للمؤمنين ‪.‬‬

‫فضيلتها في حفظ أوراق المصحف ‪:‬‬


‫عن زيد بن ثابت رضي هللا عنه قال ‪ :‬بعث إلي أب‪h‬و بك‪h‬ر مقت‪h‬ل أه‪h‬ل اليمام‪h‬ة وعن‪h‬ده‬
‫عمر ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ :‬إن عمر أتاني فقال ‪ :‬إن القت‪hh‬ل ق‪hh‬د اس‪hh‬تحر ي‪hh‬وم اليمام‪hh‬ة بق‪hh‬راء‬
‫القرآن ‪ ،‬وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها ‪ ،‬فيذهب ق‪hh‬رآن‬
‫كثير ‪ ،‬وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ‪ ،‬قلت ‪ :‬كيف أفعل شيئا لم يفعل‪hh‬ه رس‪hh‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ؟ فقال عمر ‪ :‬هو وهللا خير ‪ ،‬فلم يزل عم‪hh‬ر يراجع‪hh‬ني في ذل‪hh‬ك‬
‫حتى شرح هللا صدري للذي شرح له صدر عمر ‪ ،‬ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ‪.‬‬
‫قال زيد ‪ :‬قال أبو بكر ‪ :‬وإنك رج‪hh‬ل ش‪hh‬اب عاق‪hh‬ل ال نتهم‪hh‬ك ‪ ،‬ق‪hh‬د كنت تكتب ال‪hh‬وحي‬
‫لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فتتبع القرآن فاجمعه ‪ .‬ق‪hh‬ال زي‪hh‬د ‪ :‬فوهللا ل‪hh‬و كلف‪hh‬ني‬
‫نق‪h‬ل جب‪h‬ل من الجب‪h‬ال م‪h‬ا ك‪h‬ان بأثق‪h‬ل علي مم‪h‬ا كلف‪h‬ني من جم‪h‬ع الق‪h‬رآن ‪ .‬قلت كي‪h‬ف‬
‫تفعالن شيئا لم يفعله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ؟ قال أبو بكر ‪ :‬هو وهللا خ‪hh‬ير ‪،‬‬
‫فلم يزل يحث مراجعتي حتى ش‪h‬رح هللا ص‪h‬دري لل‪h‬ذي ش‪h‬رح هللا ل‪h‬ه ص‪h‬در أبي بك‪h‬ر‬
‫وعم‪hh‬ر ‪ ،‬ورأيت في ذل‪hh‬ك ال‪hh‬ذي رأي‪hh‬ا ‪ ،‬فتتبعت الق‪hh‬رآن أجمع‪hh‬ه من العس‪hh‬ب والرق‪hh‬اع‬
‫واللخاف وصدور الرجال ‪ ،‬فوجدت في آخر سورة التوبة ‪ { :‬لقد ج‪hh‬اءكم رس‪hh‬ول من‬
‫أنفسكم } ‪ .‬إلى آخرها مع خزيم‪hh‬ة ‪ ،‬أو أبي خزيم‪hh‬ة ‪ ،‬فألحقته‪hh‬ا في س‪hh‬ورتها ‪ ،‬فك‪hh‬انت‬
‫الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه هللا عز وجل ‪ ،‬ثم عند عمر حياته حتى توفاه‬
‫هللا ‪ ،‬ثم عند حفصة بنت عمر ‪ .‬رواه البخاري‬

‫ب‪hh‬الطبع هم لم يكتف‪hh‬وا بمن ذك‪hh‬رت بل طعن‪hh‬وا في جميع نس‪hh‬اء الن‪hh‬بي ص‪hh‬لى هللا عليه‬
‫وس‪h‬لم وقد ذك‪h‬رت ذلك س‪h‬ابقا من كت‪h‬اب نس‪h‬اء الن‪h‬بي وبناته لمعممهم ال‪h‬دكتور نج‪h‬اح‬
‫الطائي المدرس بحوزة قم‬

‫سأذكر لكم مقاال بحكم سب أمهات المؤمنين ‪:‬‬

‫الحمد هلل والصالة‪ h‬والسالم على رسول هللا ‪ ،‬ثم أما بعد ‪:‬‬
‫إن أمهات المؤمنين رضي هللا عنهن داخالت في عموم الصحابة رضي هللا عنهم ‪،‬‬
‫ألنهن منهم ‪ ،‬و كل ما جاء في تحريم سب الصحابة من آيات قرآنية و أحاديث نبوية‬
‫فإن ذلك يشملهن ‪ ،‬و لما لهن من المنزلة العظيمة و قوة قرابتهن من سيد الخلق‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ولم يغفل أهل العلم عن حكم سابهن و عقوبته ‪ ،‬بل بينوا ذلك‬
‫أوضح بيان في أقوالهم المأثورة و مؤلفاتهم المختلفة ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬إن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في‬
‫عائشة رضي هللا عنها بما برأها هللا منه وبما رماها به المنافقون من اإلفك فإنه‬
‫كافر مكذب بما ذكره هللا في كتابه من إخباره ببراءتها وطهارتها ‪ ،‬و قالوا إنه يجب‬
‫قتله ‪.‬‬
‫و قد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار قال ‪ :‬سمعت‬
‫مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد ‪ ،‬من سب عائشة قتل ‪ ،‬قيل له ‪ :‬لم‬
‫يقتل في عائشة ؟ قال ‪:‬ألن هللا تعالى يقول في عائشة رضي هللا عنها‬
‫يعظكم هللا أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين‬
‫قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ‪ ،‬و من خالف القرآن قتل ‪.‬‬
‫قال أبو محمد رحمه هللا ‪ :‬قول مالك هانا صحيح و هي ردة تامة تكذيب هلل تعالى‬
‫في قطعه ببراءتها‪ .‬المحلى ‪13/504‬‬
‫و حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال ‪:‬إن هللا تعالى إذا ذكر‬
‫في القرآن ما نسبه إليه المشركون بح نفسه لنفسه ‪ ،‬كقوله ‪:‬قالوا اتخذ هللا ولدا‬
‫سبحانه ‪ -‬ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال ‪:‬وال إذ سمعتموه قلتم ما‬
‫يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في‬
‫تبرئته من السوء ‪،‬و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ‪،‬ومعنى هذا و هللا‬
‫أعلم أن هللا لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سبا ً لنبيه ‪ ،‬و قرن سب نبيه‬
‫وأذاه بأذاه تعالى ‪ ،‬وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ‪ ،‬كان مؤذي نبيه كذلك‪ .‬الشفاء للقاضي‬
‫عياض ‪268-2/267‬‬

‫و قال أبو بكر بن العربي ‪ :‬إن أهل اإلفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها‬
‫هللا ‪ ،‬فكل من سبها بما برأها هللا منه فهو مكذب هلل ‪ ،‬و من كذب هللا فهو كافر ‪ ،‬فهذا‬
‫طريق قول مالك ‪ ،‬و هي سبيل الئحة ألهل البصائر ولو أن رجالً سب عائشة بغير‬
‫ما برأها هللا منه لكان جزاؤه األدب ‪ .‬أحكام القرآن البن العربي ‪3/1356‬‬

‫و ذكر شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها‬
‫رضي هللا عنها بما برأها هللا منه ‪ ،‬حيث يقول ‪:‬و قال أبو بكر بن زياد النيسابوري ‪:‬‬
‫سمعت القاسم بن محمد يقول إلسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم‬
‫أحدهما فاطمة و اآلخر عائشة ‪ ،‬فأمر بقتل الذي شتم فاطمة و ترك اآلخر ‪ ،‬فقال‬
‫إسماعيل ‪ :‬ما حكمهما إال أن يقتال ألن الذي شتم عائشة رد القرآن ‪.‬‬

‫قال شيخ اإلسالم ‪ :‬وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم ‪.‬‬

‫قال أبو السائب القاضي ‪ :‬كنت يوما ً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان ‪ ،‬و‬
‫كان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا غالم اضرب‬
‫عنقه ‪ ،‬فقال له العلويون‪: h‬هذا رجل من شيعتنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬معاذ هللا إن هذا رجل طعن‬
‫على النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬الخبيثات للخبيثين و الخبيثون‬
‫للخبيثات ‪ ،‬والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ‪ ،‬أولئك مبرءون مما يقولون ‪ ،‬لهم‬
‫مغفرة و رزق كريم ‪ ،‬فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى هللا عليه وسلم خبيث ‪،‬‬
‫فهو كافر فاضربوا عنقه ‪ ،‬فضربوا عنقه و أنا حاضر ‪.‬‬

‫و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر‬
‫عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬هذا من شيعتنا و من‬
‫بني اآلباء ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا سمى جدي قرنان – أي من ال غيرة له ‪ ، -‬و من سمى جدي‬
‫قرنان استحق القتل فقتلته ‪.‬‬
‫و قال القاضي أبو يعلى ‪ :‬من قذف عائشة بما برأها هللا منه كفر بال خالف ‪،‬‬
‫و قد حكي اإلجماع على هذا غير واحد ‪ ،‬و صرح غير واحد من األئمة بهذا‬
‫الحكم ‪.‬‬
‫و قال أبي موسى – و هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف‬
‫الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره ‪: -‬‬
‫و من رمى عائشة رضي هللا عنها بما برأها هللا منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له‬
‫نكاح على مسلمة ‪ .‬الصارم المسلول ( ص ‪(568-566‬‬

‫و قال ابن قدامة المقدسي ‪ :‬ومن السنة الترضي عن أزواج رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ‪ ،‬أفضلهم خديجة بن خويلد‬
‫وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها هللا في كتابه ‪ ،‬زوج النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم في الدنيا و اآلخرة ‪ ،‬فمن قذفها بما برأها هللا منه فقد كفر باهلل العظيم ‪ .‬لمعة‬
‫االعتقاد ص‪29‬‬

‫وقال اإلمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث اإلفك ‪ :‬الحادية‬
‫و األربعون ‪ :‬براءة عائشة رضي هللا عنها من اإلفك و هي براءة قطعية بنص‬
‫القرآن العزيز ‪ ،‬فلو تشكك فيها إنسان والعياذ باهلل صار كافراً مرتداً بإجماع‬
‫المسلمين ‪ ،‬قال ابن عباس و غيره ‪ :‬لم تزن امرأة نبي من األنبياء‬
‫صلوات هللا و سالمه عليهم أجمعين ‪ ،‬و هذا إكرام من هللا تعالى لهم ‪ .‬شرح النووي على‬
‫صحيح مسلم (‪( 118-117 /17‬‬

‫و قد حكى العالمة ابن القيم اتفاق األمة على كفر قاذف عائشة رضي هللا عنها ‪،‬‬
‫حيث قال ‪ :‬واتفقت األمة على كفر قاذفها ‪ .‬زاد المعاد (‪. )1/106‬‬

‫و قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى‪:‬‬


‫إن الذين يرمون المحصنات الغافالت المؤمنات لعنوا في الدنيا و اآلخرة و لهم‬
‫عذاب عظيم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬أجمع العلماء رحمهم هللا قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به‬
‫بعد هذا الذي ذكر في هذه اآلية ‪ ،‬فإنه كافر ألنه معاند للقرآن ‪ .‬تفسير القرآن العظيم (‪)5/76‬‬

‫و قال بدر الدين الزركشي ‪ :‬من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها ‪.‬‬
‫اإلجابة إليراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص ‪) 45‬‬

‫و قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي هللا عنها‬
‫من قوله تعالى‪ :‬إن الذين جاءوا باإلفك عصبة منكم ‪ ..‬اآليات ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ‪ ،‬فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل‬
‫لتكذيبه لنص القرآن ‪ ،‬قال العلماء ‪:‬قذف عائشة كفر ألن هللا سبح نفسه عند ذكره‬
‫فقال سبحانك هذا بهتان عظيم ‪ ،‬كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون‬
‫من الزوجة والولد ‪ .‬اإلكليل في استنباط التنزيل ( ص ‪.)190‬‬

‫وفي هذه األقوال المتقدمة عن هؤالء األئمة كلها فيها بيان واضح أن األمة مجمعة‬
‫على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها و قذفها بما رماها به أهل اإلفك‬
‫‪ ،‬فإنه كافر حيث كذب هللا فيما أخبر به من براءتها و طهارتها رضي هللا عنها ‪،‬‬
‫و أن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة اإلسالم ‪.‬‬
‫وأما حكم من سب غير عائشة من أزواجه صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ففيه قوالن ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أن حكمه كحكم ساب غيرهن من الصحابة ؛ وحكم ساب الصحابة و‬
‫عقوبته هي ‪:‬‬
‫– ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة رضي هللا عنهم أو‬
‫تنقصهم وطعن في عدالتهم و صرح ببغضهم و أن من كانت هذه صفته فقد أباح دم‬
‫نفسه و حل قتله ‪ ،‬إال أن يتوب من ذلك و ترحم عليهم ‪.‬‬
‫و ممن ذهب إلى ذلك ‪ :‬الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أزى و عبد الرحمن بن‬
‫عمرو األوزاعي و أبو بكر بن عياش ‪ ،‬و سفيان بن عيينة ‪ ،‬و محمد بن يوسف‬
‫الفريابي و بشر بن الحارث المروزي و غيرهم كثير ‪.‬‬
‫فهؤالء األئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة وبعضهم صرح مع ذلك أنه يعاقب‬
‫بالقتل ‪ ،‬و إلى هذا القول ذهب بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية‬
‫والحنابلة والظاهرية ‪.‬‬
‫‪ -‬و ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة ال يكفر بسبهم بل يفسق‬
‫ويضلل وال يعاقب بالقتل ‪ ،‬بل يكتفي بتأديبه وتعزيره تعزيراً شديداً يروعه و يزجره‬
‫حتى يرجع عن ارتكاب هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب والفواحش‬
‫المحرمات ‪ ،‬وإن لم يرجع ُتكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة ‪.‬‬
‫و ممن ذهب إلى هذا القول ‪ :‬عمر بن عبد العزيز و عاصم األحول و اإلمام مالك و‬
‫اإلمام أحمد و كثير من العلماء مما جاء بعدهم ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬و هو األصح من القولين على ما سيتضح من أقوال أهل العلم أن من قذف‬
‫واحدة منهن فهو كقذف عائشة رضي هللا عنها ‪.‬‬
‫التوضيح ‪ :‬أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري و الطبراني وابن مردويه‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها ‪،‬‬
‫فلما أتى على هذه اآلية‪ :‬إن الذين يرمون المحصنات الغافالت ‪ -‬قال هذه في عائشة‬
‫و أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة ‪ ،‬و جعل لمن‬
‫رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم التوبة ‪،‬‬
‫ثم قرأ ‪:‬الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء‪ -‬إلى قوله ‪ :‬اال الذين تابوا‬
‫ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم توبة ‪ ،‬ثم تال هذه‬
‫اآلية ‪ :‬لعنوا في الدنيا و اآلخرة ولهم عذاب عظيم‬
‫ُسن ما فسّر ‪ .‬الدر المنثور‪ )6/165( h‬و‬
‫فه ّم بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لح ِ‬
‫جامع البيان (‪. ) 104 /18‬‬

‫قال ابن تيمية ‪ :‬فقد بين ابن عباس أن هذه اآلية إنما نزلت فيمن يقذف عائشة‬
‫وأمهات المؤمنين لما في قذفهن من الطعن على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وعيبه ‪ ،‬فإن قذف المرأة أذىً لزوجها كما هو أذى البنها ‪ ،‬ألنه نسبة له إلى الدياثة‬
‫وإظهار لفساد فراشه ‪ ،‬فإن زناء امرأته يؤذيه أذىً عظيما ً ‪ ،‬و لهذا جوز له الشارع‬
‫أن يقذفها إذا زنت ‪ ،‬و درء الحد عنه باللعان و لم يبح لغيره أن يقذف امرأة بحال ‪.‬‬
‫الصارم المسلول ( ص ‪) 45‬‬

‫و قد قال كثير من أهل العلم أن بقية أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم لهن حكم أم‬
‫المؤمنين عائشة رضي هللا عنها ‪.‬‬

‫فقد قال أبو محمد ابن حزم بعد أن ذكر أن رمي عائشة رضي هللا عنها ردة تامة و‬
‫تكذيب للرب – جال وعال – في قطعه ببراءتها ‪ ،‬قال ‪ :‬و كذلك القول في سائر‬
‫أمهات المؤمنين وال فرق ‪ ،‬ألن هللا تعالى يقول ‪:‬و الطيبات للطيبين والطيبون‬
‫للطيبات ‪ ،‬أولئك مبرؤون مما يقولون ‪ ،‬فكلهن مبرآت من قول إفك والحمد هلل رب‬
‫العالمين ‪ .‬المحلى (‪)13/504‬‬

‫و ذكر القاضي عياض عن ابن شعبان – محمد بن القاسم بن شعبان أبو إسحاق ابن‬
‫القرطبي من نسل عمار بن ياسر ‪ ،‬رأس الفقهاء المالكيين بمصر ت‪355‬هـ – أنه‬
‫قال ‪:‬‬
‫ومن سب غير عائشة من أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم ففيها قوالن ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬يقتل ألنه سب النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬بسب حليلته ‪.‬‬
‫و اآلخر ‪ :‬أنها كسائر الصحابة يجلد حد المفتري ‪ ،‬قال ‪ :‬و باألول أقول ‪ .‬الشفاء للقاضي‬
‫عياض (‪.)269 /2‬‬

‫و قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا ‪:‬‬


‫و أما منسب غير عائشة من أزواجه صلى هللا عليه وسلم ففيه قوالن ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬أنه كساب غيرهن من الصحابة ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬و هو األصح أنه من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة‬
‫رضي هللا عنها ‪ ..‬و ذلك ألن هذا فيه عار و غضاضة على رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬و أذى له أعظم من أذاه بنكاحهن ‪ .‬الصارم المسلول (ص ‪( 567‬‬
‫و قال الحافظ ابن كثير رحمه هللا بعد قوله تعالى‬
‫إن الذين يرمون المحصنات الغافالت المؤمنات لعنوا في الدنيا واآلخرة ولهم عذاب‬
‫عظيم ‪ -‬هذا وعيد من هللا تعالى للذين يرمون المحصنات الغافالت ‪ ،‬خرج مخرج‬
‫الغالب المؤمنات ‪ ،‬فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة وال سيما‬
‫التي كانت سبب النزول ‪ ،‬و هي عائشة بنت الصديق رضي هللا عنهما – إلى أن‬
‫قال ‪ : -‬و في بقية أمهات المؤمنين قوالن ‪:‬‬
‫أصحهما أنهن كهي وهللا أعلم ‪ .‬تفسير القرآن العظيم (‪.)5/76‬‬

‫و مما يرجح القول بأن أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم غير عائشة في الحكم‬
‫وجوه ‪:‬‬
‫الوجه األول ‪ :‬أن لعنة هللا في الدنيا واآلخرة ال تستوجب بمجرد القذف ‪ ،‬وأن الالم‬
‫في قوله تعالى ‪ :‬المحصنات الغافالت المؤمنات‪ -‬لتعريف المعهود ‪ ،‬والمعهود هنا‬
‫أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ألن الكالم في قصة اإلفك و وقوع من وقع في‬
‫أم المؤمنين عائشة رضي هللا عنها ‪ ،‬أو قصر اللفظ العام على سببه للدليل الذي‬
‫يوجب ذلك ‪.‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬أن هللا سبحانه رتب هذا الوعيد على قذف محصنات غافالت مؤمنات‬
‫‪ ،‬و قال في أول سورة النور ‪:‬و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء‬
‫فاجلدوهم ثمانين جلدة ‪ ..‬اآلية ‪ -‬فترتب الجلد و رد الشهادة و الفسق على مجرد‬
‫قذف المحصنات ‪ ،‬فال بد أن تكون المحصنات الغافالت المؤمنات لهن مزية على‬
‫مجرد المحصنات– وهللا أعلم – و ذلك ألن أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫مشهود لهن باإليمان ألنهن أمهات المؤمنين و هن أزواج نبيه في الدنيا و اآلخرة‬
‫و عوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر اإليمان و ألن هللا سبحانه قال في‬
‫قصة عائشة ‪ :‬و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ‪ -‬فتخصيصه بتولي كبره‬
‫دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم ‪،‬‬
‫و قال تعالى )ولوال فضل هللا عليكم و رحمته في الدنيا و اآلخرة لمسكم في ما‬
‫أفضتم فيه عذاب عظيم ) ‪ ،‬فعلم أن العذاب العظيم ال يمس كل من قذف ‪ ،‬وإنما‬
‫يمس متولي كبره فقط ‪ ،‬و قال تعالى هنا ‪ :‬له عذاب عظيم ‪ ،‬فعلم أنه الذي رمى‬
‫أمهات المؤمنين و يعيب بذلك رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وتولى كبر اإلفك ‪،‬‬
‫و هذه صفة المنافق ابن أبي سلول‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬لمّا كان رمي أمهات المؤمنين أذى للنبي صلى هللا عليه وسلم لعن‬
‫صاحبه في الدنيا و اآلخرة ‪ ،‬و لهذا قال ابن عباس ‪ :‬ليس فيها توبة ‪ ،‬ألن مؤذي‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ال تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسالما ً جديداً ‪،‬‬
‫وعلى هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي صلى هللا عليه وسلم أو‬
‫أذاهن بعد العلم بأنهن أزواجه في اآلخرة ‪ ،‬فإنه ما لعنت امرأة نبي قط ‪.‬‬
‫و مما يدل على أن قذفهن أذىً للنبي صلى هللا عليه وسلم ما خرجاه في الصحيحين‬
‫في حديث اإلفك عن عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فاستعذر‬
‫من عبد هللا بن أبي بن سلول ‪ ،‬قالت ‪ :‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم و هو‬
‫على المنبر ‪ :‬يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ‪،‬‬
‫فوهللا ما علمت على أهلي إال خيراً ‪ ،‬و لقد ذكروا رجالً ما علمت عليه إال خيراً ‪ ،‬و‬
‫ما كان يدخل على أهلي إال معي‪ .‬البخاري (‪ )3/163‬ومسلم (‪. ( 2136-4/2129‬‬

‫فهذه الوجوه الثالثة فيها تقوية و ترجيح لقول من ذهب إلى أن قذف غير عائشة‬
‫رضي هللا عنها من أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم حكمه كقاذف عائشة رضي هللا‬
‫عنها ‪ ،‬لما فيه من العار والغضاضة على النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬كما أن في‬
‫ذلك أذى عظيما ً للنبي عليه الصالة والسالم ‪.‬‬

‫وأظن بهذا كفاية ليتبين كل ذي لب حقد وبغض الرافضة آلل البيت الكرام رضي هللا‬
‫عنهم أجمعين ‪ .‬وأن دعواهم الكاذبة بحب آل البيت وإتباعهم هي مجرد غطاء‬
‫لمشتهياتهم وأهوائهم التي يريدون بها هدم هذا الدين كله ‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫كتبه ‪ :‬أخوكم ‪ /‬علي العلي الكعبي‬
‫‪ /26‬محرم ‪1432/‬هـ‬

You might also like