Professional Documents
Culture Documents
بحث في أموال الدولة العامة والخاصة
بحث في أموال الدولة العامة والخاصة
وفكرة عدم إمكان التصرف في األموال العامة جاءت من القول بأن كل ما هو قابل لالتجار يمكن التصرف فيه وكل ما ال يقبل االتجار ال يمكن
التصرف فيه -وبما أن األموال العامة ال يمكن االتجار فيها ألنها خصصت لخدمة كافة الناس فلهذا يكون التصرف فيها غير متفق مع
الغرض األسمى الذي أعدت له -ويجب أن ال يغيب عن البال أن األموال العامة وإ ن كانت تقارب بعض الشيء فيما تحتويه الدنيا من النور
والهواء وقد أعدها اهلل سبحانه وتعالى لفائدة الخلق كافة إال أنها على كل حال قد نتجت من تفكير اإلنسان ووضعه لقانون وضعي يمكن
تغييره وتعديله أما النور والهواء فهما من األشياء الثابتة في الكون ال تتغير وليس لإلنسان عليها حول وال سلطة بند ( - )43وينتج من
ذلك أن السلطة التي في مقدورها أن تحدد هذه األموال ذات المنفعة العامة في استطاعتها أن تضعها في حيز التداول الخاص بند ()44
ولطالما يستمر تخصيصها للمنفعة العامة فهي إذن وملحقاتها أمالك عامة (م( )541فرنسي ،وبند ( )45من المرجع السابق) ،وإ ذا زالت هذه
الصفة العامة فهي أمالك خاصة -وتطبيقًا لهذا المبدأ فقد حكم أن محالت العبادة (كالمساجد في مصر) أو الكنائس (في فرنسا) المعدة للعبادة
ال يمكن أن تكون محالً لالرتفاق عليها ما دامت صفتها العامة لم تفقد بند ( )46و( ،)47وال يعتبر تصرفًا يخل بالمنفعة العامة إذا تصرفت
الدولة في الملك العام من غرض عام إلى غرض عام ومن مصلحة عامة إلى مصلحة عامة بند ( les concessions )49وتصرف
امتيازا للمالحة للحصول ألنفسهم على أجر
ً الحكومة إلى بعض األفراد بإعطائهم امتياز المالحة في قناة ال يعطيهم حق التملك بل هذا يعتبر
خاصا بند ( )50و( ،)51واألشخاص الذين أعطى لهم هذا االمتيازً من الجمهور ،وال يعتبر مثل هذه القناة وال شواطئها مل ًكا
Concessionsبالصيد وإ قامة المعامل على الشواطئ ليس لهم الحق أن يأخذوا شيًئا من أتربة هذه الشواطئ ( )53و( ،)54ومثل هذا
االمتياز يعتبر مؤقتًا ويمكن سحبه وإ لغاؤه إذ أضر بمجموع الكافة ،ووفقًا لهذا حكم بأن حق الممتاز الذي له وبمقتضاه أن يأخذ ماء من
fontaine publicما هو إال حق مؤقت يمكن سحبه إذا أضر هذا بالسكان وبمبانيهم مهما طالت مدة االمتياز ،وأن التعدي على الطرق
العامة مهما كان قد حصل من مدة طويلة ومهما حصل التسامح فيه من جانب الحكومة فإنه ال يمكن ملكيته لمضي المدة الطويلة وال يمكن أن
يكون هذا االعتداء محالً لحق مكتسب لهؤالء الذين ارتكبوه مهما طالت مدة التعدي بند ( ،)57ومهما حصل من بيع األمالك العامة لألفراد
فهو بيع باطل ،وإ ذا كان هذا البيع نتيجة خطأ أو إهمال من رجال السلطة اإلدارية فكل ما للمشتري والحائز هو تعويض يطلبه بند ( )58و(
.)59
- 2عدم قابلية األموال العامة للملك بوضع اليد بمضي المدة الطويلة:
ال يجوز تملك األموال العامة بوضع اليد بمضي المدة الطويلة ومثال ذلك محالت العبادة وملحقاتها فإنها ال تملك بهذه الكيفية بند (،)72
وكذلك ال يمكن تملك الطرق بوضع اليد عليها وال األموال األثرية بند ( )75و( ،)28ولكن إذا زال استعمال األحوال العامة زالت صفة عدم
إمكان تملكها بمضي المدة الطويلة بند ( ،)81ولقد صار البحث في ماهية وطبيعة عدم استعمال non usageالمؤدي إلى زوال الصفة
العامة ،فقيل هل يكفي عدم االستعمال نفسه إليقاف تخصيص المال للمنفعة العامة أم ال ؟ أم أنه يجب صدور أمر من الجهة المختصة بإيقاف
هذا التخصيص ؟ فأجيب على ذلك وعلى هذه المسألة بالذات بأنه إذا كان القانون الوضعي نفسه يمكن إزالته وتعديله باتباع عرف معين
فلماذا ال تزول الصفة العامة عن األموال العامة بعدم استعمالها وعدم رعايتها من الحكومة… .بند ( )82أما كيف يكون تقدير عدم االستعمال
المؤدي إلى زوال الصفة العامة وكيف يكون الوصول إلى معرفة الدليل والمعيار الذي يقلب األموال العامة إلى خاصة بزوال صفتها وعدم
استعمالها فقد قيل ما يأتي:
أوالً :حكم بأن دليل تغيير غرض هذه األمالك العامة يمكن أن ينتج من الحيازة الطويلة التي ال يمكن تذكرها بإثبات التعدي على ملك الحكومة
وسكوتها على ذلك واستنتاج رضائها بند (.)83
وخصوصا فيما
ً (خصوصا في مصر) بانقالب األموال العامة إلى خاصة déclassement ً نصوصا خاصة
ً ثانيا :قيل أن المشرع لم يضع
ً
يختص بالطرق العامة والميادين والبوابات ولهذا يجب االحتراس من االستنتاج بأن عدم االستعمال يؤدي إلى نية نقل األموال العامة إلى
خاصة إذ قد ينتج عدم االستعمال من إهمال مراقبة الموظفين فال يدل هذا على نية الحكومة في التنازل عن الصفة العامة بند (.)84
أيض ا أنه يجب صدور األوامر إلخراج األموال العامة من حيزها إلى حيز األموال العامة بند (( )90أن هذا الرأي عسير تطبيقه
ثالثًا :وقرر ً
بالنسبة لألموال العامة التي نشأت من غير قانون ،وقد يفهم تطبيقه ويكون معقوالً لو أن األموال العامة تقررت بقانون إذن ألمكن تركها
بقانون ولكن األصح أنه قد يمكن انقالبها من عام إلى خاص بحسب األمر الواقع والفعل).
رابعا :ويرى Mr de Récyبأن األموال العامة إذا مر عليها زمن طويل فزالت وتهدم أثرها فإن فكرة عدم تملكها بمضي المدة تزول بزوال
ً
معالمها بند (.)91
أيض ا بأن صفة المنفعة العامة تزول بتملك المال بوضع اليد بمضي المدة الطويلة إذا زالت الصفة العامة إما:
خامسا :وقيل ً
ً
( أ ) بصدور قانون.
(ب) وإ ما بوجود ظروف ظاهرة واضحة ( )clairsتبيح االعتقاد بتنازل الحكومة عن الصفة العامة ألموالها بشرط أن ال يكون هناك أي
غموض في استنتاج التنازل عن هذه الصفة (لكون أن الحكومة لم تستعمل المال العام إلهمال موظفيها اإلداريين) بند (.)9
وقد قرر Proud honتطبيقًا لهذا المبدأ أن الطريق العام إذا لم يقف عدم استعماله إطالقًا (بأن كان يستعمل في فترات متقطعة) ،فإنه ال
ٍ
وعندئذ ال يمكن تملك المناطق واألجزاء المتعدي يمكن استنتاج التنازل وتغيير الصفة العامة إذا بدل من جوانبه بواسطة تعد من مجاوريه،
عليها بمضي المدة الطويلة بند (.)94
- 3الصفة التي تخول لألفراد:
-رفع دعاوى اليد على األموال العامة ضد الحكومة:
قد مر ذكر ذلك ولكن هذا ال يمنع الحكومة من أن تدعي وضع يدها على هذه األموال برفع دعاوى اليد ضد األفراد.
- 4الصفة الرابعة:
وال يمكن تقرير حقوق عينية على األموال العامة أو تقرير حقوق ارتفاق عليها اللهم إال إذا كانت هذه االرتفاقات قد تقررت وقت إنشاء تلك
األموال ،كأن يبيع شخص للحكومة أعيا ًنا تقررها للمنفعة العامة ويشترط عليها تقرير حق االرتفاق بنود ( )103و( )104و(.)105
أنواع األموال العامة
األموال العامة إما طبيعية naturelsوإ ما أن تحتاج في إنشائها إلى عمل الفرد artificielواألموال الطبيعية هي األمالك البحرية بند (
،)108وشاطئ البحر واألمالك النهرية بند ( ،)131واألنهر ذات المالحة أو ليس فيها مالحة وتعتبر من األمالك العامة وأذرع األنهر
والنهيرات.
واألمالك غير طبيعية ،وهي الطرق العامة وملحقاتها كالبوابات والميادين واألرصفة والنباتات التي تنمو على جوانب الطرق ،والتماثيل،
وشواطئ األنهر ،والمين (يراجع من أول بند ( )145وما بعده) ،واألمالك الحربية كاالستحكامات والحصون والمباني العامة ،والمنقوالت
المخصصة للمنفعة العمومية.
كيفية إدارة األموال العامة
- 1أن السلطات المخولة لها هذه اإلدارة (صـ 26من أول بند ( )182إلى بند ( ))214ال يهم التشريع المصري بحثها وكل وزارة لها
اإلدارة فيما يخصها من األمالك العامة المتعلقة بها.
( - 2أما تكوين األمالك العامة Sa constitutnon artificielle
فألجل أن يكون المال مل ًك ا للحكومة أو الدولة يجب أن يقوم الدليل على أن الحكومة تملكه لغرض المنفعة العامة بند ( ،)215وتطبيقًا لهذا
المبدأ قرر ما يأتي:
أوالً :ممكن للحكومة أن تدعي قبل الغير التملك بوضع اليد بمضي المدة الطويلة مهما كان للغير من حق بشرط أن تثبت الحكومة بحكم الواقع
أن المال خصص للمنفعة العامة بند (.)216
déclassement
فقد يكون ذلك إما بقانون يغير صفتها العامة وإ ما من الواقع الذي يثبت منه عدم االستعمال من (أول بند ( )432صـ ،)40وقد مرت دراسة
عدم االستعمال وبيان األداة التي يفهم منها أن عدم االستعمال مؤ ٍد إلى قلب األمالك العامة إلى خاصة.
وتتبع نفس قواعد الـ déclassementعن التفرقة بين أنواع األموال كما سبق بيانه في تخصيص األموال من خاص إلى عام بند (.)433
وزوال الصفة العامة فيما يختص باألمالك الحربية ال يكون إال بقانون وكذلك تقليل عرض الطرق الحربية بند (.)436
تاما كتهدم القنطرة وانهيار األثر -وجفاف
أما زوال الصفة العامة الذي ينتج من الواقع والفعل فقد يكون من زوال عمل الملك العام زواالً ً
القناة الطويل -وزوال معالم الطريق بند (.)437
تماما صدور قانون بزوال الصفة العامة بند ( ،)438ومسألة عدم االستعمال nonوعدم االستعمال المؤدي إلى زوال الصفة العامة يعادل ً
usageوالترك القطعي abandon définitifهي من المسائل الواقعية التي يمكن حلها وفقًا للظروف بند ( ،)44ودليل تغيير الغرض العام
الذي أعدت له األمالك العمومية (كحالة الطريق العمومي) ال يمكن أن يثبت إال بوضع يد األفراد من مدة طويلة ال يمكن تذكرها والرجوع إليها
بند (.)441
وطبقت محكمة النقض الفرنسية القاعدة السالفة الذكر بأن قالت إن دليل تغيير الصفة العامة ال يمكن أن يستنتج (فيما يختص بطول الطريق
وعرضه) ووضع اليد على جزء منه إال من وضع اليد الذي ال يمكن تذكره (م .)442
وقد صدر قانون في 24مايو سنة 1842عن الحالة التي يصبح فيها الطريق غير نافع إال للمرور المحلي والقروي -أو عن الحالة التي
يصبح فيها الطريق غير ٍ
معد للمنفعة فقضت المادة األولى منه أنه في الحالة التي تكون فيها أجزاء الطريق portionsقد تركت بعدم
بناء على طلب وموافقة المجلس العامة والمجالس البلدية على
االستعمال العام فإن هذه األجزاء من الطرق يمكن إعادتها إلى المنفعة العامة ً
أن إدراجها بعد تركها ال يكون إال بأمر ملكي بند (.)444
ضروريا بواسطة اجتماع كل المجلس ال جمعيته
ً وفي 10أغسطس سنة 1871أصبح األمر فيما يختص بإدراج هذه الطرق بعد تركها
العمومية -وال ضرورة ألمر ملكي.
وال يكون األمر إال إلخراج هذا الطريق من منفعته العمومية إلى المنفعة الخاصة إذا ثبت بطريق يقيني أنه عام بند ( .)446
وإ ذا تحولت الطرق العامة إلى ملك خاص فهل إذا باعتها الحكومة يكون البيع لمصلحة الحكومة نفسها أو لمصلحة المجالس البلدية والقروية
بند ( )450قرر مجلس الدولة أن مال هذا البيع يكون للمجلس المحلي
.
إجارات األمالك العامة
األصل أن األموال العامة ال يمكن التعامل فيها ولكن ذلك ليس معناه عدم إمكان إعطاء حقوق بالمنفعة آلخرين على أن يكون الغرض من هذا
أيضا بند ( .)466
االنتفاع للمستأجر انتفاع الجمهور ً
ومع ذلك فقد قضى من محكمة النقض ومجلس الدولة بأنه غير ممكن لإلدارة أن تمنح امتيازات على األمالك العامة (نقض 7يوليه سنة
،)1869وبعد هذا الحكم الذي صدر في سنة 1869صدر قانون في 20ديسمبر سنة 1872ذكر بالمادة ( )2منه (أنه مصرح للحكومة
بالحصول على أجرة األشغال المؤقت occupationأو بالحصول على األجرة الناشئة عن تأجير الشواطئ وتأجير كل ملحقات األمالك العامة
البحرية) -ثم صدر قانون في 29يوليه سنة 881طبق وشمل أجرة كل أشغال ووضع يد مؤقت أو محلي -كما شمل التصريح للحكومة
بالحصول على أجرة كل ما هو متحصل من األمالك العامة بطبيعتها كحق الصيد في األنهر بند ( )467فأصبحت قانونية الحصول على إيجار
أمرا ال شك فيه واستقر الفقه والقضاء على ذلك بند ( ،)468وهذه االمتيازات سواء أكانت إجارة bailأو إشغاالً مؤقتًا
هذه األمالك ً
- Stationnementهذه االمتيازات -تقترب في شبهها من عقد اإليجار من وجهة أنها تعطي للممنوح له هذه االمتيازات حق التمتع
jouissanceعلى شرط أن يدفع األجر rédevanceالمقابل لهذا التمتع في نظير أن يتمتع الكافة من هذا االمتياز لفائدة تعود على الناس
جميعا -غير أن هذا ال يمنع بأي حال من األحوال فكرة توقيت هذه االمتيازات précaritéفيمكن إلغاؤها في أي وقت للمصلحة العامة إذا
ً
كان وجودها يضر المرور العام Circulation généraleبند ( .)469
وهذه االمتيازات ولو أنها عقود ثنائية إال أنها أوامر إدارية يمكن إلغاؤها والعدول عنها -وال يمكن إلغاء أوامر العدول عنها أمام السلطة
القضائية إذ أنه ليس في استطاعتها أن تغير ما تجريه جهة اإلدارة في هذا الشأن بند (.)471
األمالك الخاصة
- 1هي كل ما تملكه الحكومة كاألفراد (يمكنها التصرف فيه بند ( )546صـ )48واألمالك الخاصة يدخل فيها في فرنسا:
/ 1أمالك التاج (بخالف في مصر فإن القصور الملكية من األمالك العامة) وأمالك التاج كما عرفها العالمة شوبان chopinهي كل ما أعد
ألن يصرف منه على مائدة الملك وحشمه وتوابعه وكل ما أعد ألن يكون مشرفًا لصيانة الملك والعرش وكراهته بند ( .)549
- 2ويدخل من ضمن األمالك الخاصة ما يطلق عليه اسم األمالك الغير عادية بند ( )590وهي أمالك الهبات -وأمالك الغزو والفتح.
- 3ويعتبر من األمالك الخاصة الـ :dotations
/1أو هي األمالك التي تمنح من الحكومة إلى الضباط وأوالدهمـ الذكور إذا قتلوا في ميدان الحرب -وهي خالف المعاشات ألنها ال تنتقل إال
من األوالد الذكور إلى أوالدهم وال تنتهي إال بانتهاء الخلف وانقطاع الذرية -وأما المعاشات فتنتهي بانتهاء الجيل الثاني seconde
- génerationوهبات الحكومة هذه لضباطها وأوالدهم مقررة محدودة في بعض مناطق فرنسا -في أورليان -وفي جهة القنال دي
ميدي.
- 4ويعتبر من األمالك الخاصة الغابات -وملحقات األمالك العامة التي أدرجت ضمن األمالك الخاصة -والوصايا للحكومة -وما ترثه
ممن ال وارث له -والهبات التي تمنح للحكومة واألمالك الخالية التي ال مالك لها .Yacants
إدارة األمالك الخاصة
تكون إدارتها والتصرف فيها بالبيع االختياري -أو بالمزاد العلني -ويجوز البيع إذا كان الطريق قد زالت صفته العامة - déclassée
ويجوز التصرف في األموال بطريق المبادلة.
وللمجاورين للطرق Rivérainsالحق في األخذ بالشفعة عن األجزاء من الطرق (بند ( )885صـ )66المتروكة والتي زالت صفتها العامة
وفقًا لقانون 20مايو سنة 1836بالمادة الرابعة التي تلزم الحكومة بأن تتنازل عن هذه األجزاء بشروط خاصة.
وقد قررت المادة السالفة الذكر ما يأتي:
(أجزاء األرض المخلفة عن طرق قديمة غير مطروقة أصالً -أو أجزاء الطرق التي أصبحت عديمة الفائدة -إما لتعديل مجرى الطريق -
وإ ما لتغيير فتحته -هذا األجزاء -يمكن بيعها للمالك المجاورين على شرط أن يعتمد ذلك من وزير المالية وشرط هذا القانون واضح وهو
عدم االستعمال المطلق المؤدي إلى زوال الصفة العامة (يراجع في معنى عدم االستعمال الذي يزيل الصفة العامة ما سبق ذكره من الشروط
التي تزيل الصفة العامة).
التشريع في مصر
أما في مصر فالقانون المختلط قد وصفت األموال العامة في المادتين ( )25و( )26منه وصفًا غير ٍ
كاف إذ قرر أن أمالك األميري
كاالستحكامات والمواني ال تقبل أن تكون مل ًكا ألحد (م ،)25وأن األشياء المعدة للمنافع العامة كالطرق والقناطر ونحو ذلك ال تقبل أن تكون
مل ًكا ألحد.
مقرر ا أن أموال الحكومة ال يحجز عليها -وأن األشياء المنقولة ملحقة باألموال العامة إذا تخصصت
ً وجاء القضاء المختلط في أحكامه
للمنفعة العامة (بوريلي بك صـ .)67 - 66
أما القانون األهلي فالمادتان ( )9و( )10مدني منه قد تكفلتا ببيان ما هو من األموال العامة على سبيل البيان إلى أن نص في المادة ()10
(بأنه يعتبر من األمالك العامة كافة األموال األميرية المنقولة أو الثابتة المخصصة لمنفعة عمومية بالفعل أو بمقتضى قانون أو أمر).
أيض ا في المادة التاسعة عدم جواز تملكها بمضي المدة الطويلة وعدم إمكان التصرف فيها اللهم إال إذا كان التصرف فيها
ثم قرر القانون ً
بمقتضى قانون أو أمر.
بحث في الطرق العامة
ومن بين ما نصت عليه المادة التاسعة الطرق والشوارع وهذه الممرات إذا كانت غير مملوكة لفرد من األفراد اعتبرت عامة بوجه عام سواء
أكانت ببلد يسري عليه قانون التنظيم الصادر في 8ديسمبر سنة 1889أو ال يسري -ومسألة الصفة العامة للطرق العامة مرجعها
خاصا رغم مرور الناس عليه ألن
ً تخصيص الطرق نفسه لمنفعة الجمهور -فإذا كان الفرد يستعمله لمنفعته الخاصة اعتبر مملو ًكا مل ًكا
عندئذ يعتبر من قبيل التسامح -إال إذا راعته الحكومة بالرش والكنس والرصف واهتمت به وأهمله صاحبة المدة المكسبة ٍ المرور فيه
عام ا -فكأن الحكومة نفسها تكسب الملكية العامة بالتقادم من الملكية الخاصة ولكن ال تسمح لألفراد ٍ
للملكية بالتقادم الطويل وعندئذ يصبح ً
بالتملك بمضي المدة على األمالك العامة.
واألصل في الطريق العام أن يكون مطروقً ا -ولو يستعمله الناس في فترات متقطعة -والقرينة المفروضة بالنسبة إليه هو أن الطريق ملك
عام (وعلى من يدعي صفته الخاصة إثبات ذلك بكافة أوجه اإلثبات) -وال يهتم بعدم وجود قرار من الحكومة بانقالب الطريق إلى ملك خاص
-ألن انقالب األمالك العامة إلى خاصة قد يرجع إلى الواقع أو القانون (م .أ).
عموميا (بند ( )839من مرجع القضاء) ،وقد حكم بأنه إذا ترتب على تعديل
ً وقد حكم بأنه ال يشترط وجود إجراءات التنظيم العتبار الشارع
خط التنظيم تحويل شارع من جهة إلى أخرى تنتقل أرض الشارع القديم من ملك الدولة العام إلى الملك الخاص فإذا ترتب على تعديل خط
خاصا للحكومة باعتباره من زوائد التنظيم -ويتحول من الملك العام إلى الملك
ً التنظيم إلغاء شارع أو جزء من شارع فإنه يصبح مل ًكا
الخاص فيجوز للحكومة أن تتصرف فيه -ويكتسب لألفراد بمضي المدة.
أما عن األرض األثرية فقد حكم أنه ال تعتبر األرض أثرية إال إذا صدر قرار من السلطة المختصة بإدراجها بالكشف الملحق بقرار وزارة
األشغال الصادر في 7ديسمبر سنة - 1909وأن الحجارة واألتربة ال تعتبر من المنافع العامة إال بعد صيرورتها مل ًكا للحكومة وبعد وضعها
في محالت اآلثار حيث تكون المحاكم األهلية غير مختصة بالفصل في أصل ملكيتها (بند ( )841مرجع القضاء) -وهذا المبدأ أقررته المادة
السادسة من القانون الصادر في سنة 1912الذي وضح به أن األرض األثرية هي المقررة فعالً أو التي ستقرر بمقتضى قرار من السلطة
المختصة -وفي هذا قرر أن اعتبار األرض أثرية هو أمر متعلق بقرار يصدر من وزارة األشغال وعلى ذلك ال يفيد القول بأن القطعة
المتنازع عليها بين الجمهور -والحكومة معينة ومرسومة بخريطة فك الزمام وأن مصلحة اآلثار قد أدرجتها في بياناتها ورسومها وال يقيد
ذلك إال صدور القرار الصادر من الجهة المختصة بعد إدراجها بالكشف الملحق.
- 1الترع والجسور:
صدر بشأنها حكم من محكمة النقض المصرية في 1937 /2 /4بالمجموعة الرسمية السنة 38صـ 272رقم ( )107قيل فيه إن شرط
جزءا من ترعة حصل تعديل مجراها
ً بقاء الملك العام أن تكون الحكومة دائبة على وضع يدها عليه مظهرة سلطتها فترك الحكومة ترعة أو
يعد في ذاته نقالً لهذه الترعة أو لهذا الجزء من األمالك العامة إلى األمالك الخاصة التي يجوز فيها التملك بمضي المدة الطويلة -وقد رجع
كثيرا من الشراح يرون
هذا الحكم إلى الـ Pandectesصحيفة - 243نبذة 24 - 1376ت ب تحت كلمة Domaine publicوإ لى أن ً
أيضا أحكام
أن األموال العامة التي ال تقبل التصرف بسبب تخصيصها للمنفعة العامة تكون خاصة إذا وقف وزال هذا التخصيص (يراجع ً
استئناف مصر 1907 - 1 - 2لسنة 110 /11 /8واستئناف مصر .)20 /1 /11 - 1930 /4 /9
حكما في 14إبريل سنة 1938السنة 19عدد
وقد حكمت محكمة النقض فيما يختص بثبوت الصفة العامة وعدمها بالنسبة للترع والجسور ً
1صـ 48رقم ( )47ذكر فيه:
( أ ) أن المحاكم األهلية ممنوعة من نظر الدعاوى المتعلقة باألموال األميرية العامة من وجهة طلب الملكية المدعى بها من األفراد ضد
الحكومة وفقًا للمادة ( )15من الئحة ترتيب المحاكم األهلية إذا خصصت هذه األموال للمنفعة العامة:
أوالً :بالرغم من أنه يتبين أن ملكية األفراد لهذه األعيان ثابتة لم تزل عنهم سبب من األسباب القانونية.
رسمي ا لنقلها للمنفعة العامة (وهذا معقول ألن الملكية العامة قد تتقرر من الملكية الخاصة إما
ً وثانيا :بالرغم من أن الحكومة لم تتبع طريقًا
ً
بالقانون وإ ما بالواقع وإ ذا تقررت بالواقع فال حاجة إلجراء رسمي).
هام ا هو أن ثبوت الصفة العامة لألعيان العامة هو أمر جوهري وأساس لمنع المحاكم من سماع الدعوى المتعلقة
(ب) وقرر هذا الحكم مبدأ ً
بها من حيث الملكية -فإن كانت الصفة العامة محل نزاع فإن المحاكم تملك البحث في ثبوت هذه الصفة أو عدم ثبوتها ثم تبني حكمها على
نتيجة هذا البحث.
أيض ا أن كون ترعة عمومية أو غير عمومية هو وصف قانوني حددت الئحة الترع والجسور معناه فمن واجب المحكمة الرجوع (ج) وقررت ً
ٍ
بكاف وال يعتبر االعتماد على تقرير الخبير وحده المبني على خريطة فك الزمام. إلى هذه الالئحة واألخذ بها في إثبات هذه الصفة وليس
عموميا بشرط أن تصرف عليه وزارة األشغال،ـ وبشرط أن
ً أيضا بالنسبة للمصارف -أن المصرف الذي يصرف لبالد متعددة يكون
وقد حكم ً
مندرجا في جدول وزارة األشغال (بند ( )844مرجع القضاء) وقيل بأن حرم الترعة وجوانبها المنصوص عليه بالمادة ( )9ال يكون
ً يكون
خاصا -وال يصح االدعاء بأن الترعة بغير حرم ارتكا ًنا على أن في الحرم ٍ
مبان للغير ألن تلك المباني إما أن تكون قد حصلت بطريق ً مل ًكا
التعدي وأما أن تكون الحكومة قد أباحتها من طريق التسامح بند ( )845من المرجع السابق.
عاما حتى ولو منعت الحكومة الناس من الدفن فيها بل تبقى هذه الصفة ما دامت وقد حكم بأن الجبانات تعتبر من المنافع العامة ومل ًكا ً
الحكومة لم تقرر إعادتها لألمالك الخاصة بأمر (وهذا الحكم ال يتفق مع الرأي بأن األموال تتغير إما بقانون أو بالواقع من خاصة إلى عامة
والعكس جائز (وهذا الحكم منشور بالبند ( )858من مرجع القضاء).
وهي تبقى كذلك جبانات ما دامت حافظة لمعالمها غير قابلة للتملك بمضي المدة حتى ولو -أوقف الدفق فيها مدة طويلة والعبرة بزوال
الصفة العامة وهي ال تزول إال بزوال المعالم.
جزءا من تلك األموال بفقد
ً عقارا من أمالكها العامة ولم تعد معتبرة
ومن المفهوم بداهة أن المنافع العامة تزول بالترك فإذا تركت الحكومة ً
جزءا من أمالكها الخاصة التي يجوز التصرف فيه وتملكه بمضي المدة بند ( - )861المرجع السابق وال حق ذلك العقار صفته ويصبح ً
للحكومة في هدم المباني التي تشاد على أرض جبانة إلقامة زائري المقابر بشرط أن ال تحول تلك المباني إلى مساكن مستديمة بند (.)864
والجوامع -يمكن أن يكتسب بمضي المدة حق المطل على كل مسجد ال تكون الحكومة قائمة بإدارته أو بالصرف عليه -والمسجد الموقوف
والمخصص للعبادة الذي تقوم به الحكومة ال يمكن اكتساب حق المطل عليه وال يتملك بمضي المدة.
واألمالك العامة من المسلم أنها ني التي تملكها الدولة وللحكومة عليها حق استغاللها وإ دارتها واإلشراف عليها -ولها حق نقلها إلى أمالك
خاصة والتصرف في الملك الخاص -وإ ذا كانت عامة فهي ال يتصرف فيها -وال يحجز عليها -وال تملك بوضع اليد المدة الطويلة -وال
ترفع الدعوى بشأن ملكيتها أمام المحاكم المدنية.
والتفرقة بينهما ليست قديمة بل هي من عمل رجال الفقه الفرنسي ولم يرد نص ال في الفرنسي وال في المصري في بيان األداة المميزة
للتفرقة بينهما.
وقد اختلف الشراح في بيان هذه األداة فقال هوريو أن الصفة العامة التي تفرق بينهما هي الوقف والرصد والوجود -وقال Domatأن
األمالك العامة هي ما كانت بحسب طبيعتها وذاتها ال يمكن أن تملك بمضي المدة -ورأى كوالن وكابيتان صـ 708هي أن تكون هذه األموال
ألجل أن تسبغ عليها الصفة العامة -في خدمة المجموع -والواقع أن هذه التعاريف ال تغني عن وجود النص الصريح.
خاصا إنما يأتي من أن الكافة وجمهور الناس هم المالك للمنفعة العامة وليس
ً وحق الحكومة على الملك العام ال يأتي من أنها تملك مل ًكا
خاصا فهي ال تستطيع
ً للحكومة إال حق اإلشراف واإلدارة وعليها جباية هذه األموال العامة وحفظها وما دام أن الحكومة ال تملكها مل ًكا
التصرف فيها بالبيع أو بالرهن -إنما لها حق االستغالل فيجوز لها تأجيرها وضم اإليجار إلى ملك الحكومة.
وتتقرر الملكية العامة من خاصة إلى عامة بمقتضى النص بالمادة ( )10إما بفعل الواقع أو بفعل القانون وإ ما تقرير القانون فاألمر واضح
وإ ما تقريرها بفعل الواقع فمضمونه أن الحكومة تملك األمالك الخاصة وتقرر عليها المنفعة العامة وتتملكها بمضي المدة الطويلة وتقرير
الملك الخاص من عام إلى خاص فيكون بزوال الصفة العامة ،وما دام أن القانون يقرر أن اكتساب الملك العام يكون القانون أو الواقع
ٍ
وعندئذ يترتب للفرد حقوق خاصة على هذا المال وال يتعارض ذلك مع أيضا أي أن الملك العامة يزول بزوال الصفة العامة
فالعكس صحيح ً
خاصا بوجود
ً المبدأ القائل بعدم تملك حقوق عينية على المال العام -ألن محل البحث هو وجود الصفة العامة أو عدم وجودها وليس األمر
حق عيني على المال العام ألن زوال الصفة العامة هو ما يقتضي بحثه أوالً ثم يبحث بعد ذلك فيما إذا كان قد تقرر حق عيني على الملك
الخاص أم ال.
وقد اتفق العلم والعمل على أنه إذا فقد العقار صفته العمومية أصبح من األمالك الخاصة التي يجوز التصرف فيها (ويمكن تملكها بوضع اليد
المدة الطويلة) (محاماة 10سنة 6صـ .)865
واألمالك األميرية إذا لم تستمر مخصصة للمنفعة العامة يجوز تملكها بوضع اليد المدة الطويلة مثلها في ذلك مثل ما إذا كانت قد أخرجت من
الملك الخاص إلى الملك العام بمقتضى قانون أو أمر (مجموعة رسمية نمرة 91صـ 195محاماة سنة 7عدد 480صـ .)826
وقد حكم في كيفية انقالب الصفة العامة وإ رجاع المال العام إلى خاص أن الفقه والقضاء توافقا على التفرقة بين الملك الميري بطبيعته
حكما (يراجع ما ذكر بالحكم المنشور بمجلة المحاماة لسنة 11صـ .)38
والملك الميري ً
ميري ا بمقتضى قانون أو أمر -واألول (الطبيعي) كمجرى النهر والطرق (وهذا خطأ ألن الطرق ليست
والملك الميري حكما الذي يصير مل ًكا ً
حكما) ،وهذا النوع األول ال حاجة به إلى إصدار قانون أو أمر.
أمواالً طبيعية بل هي أموال عامة ً
(وهذا صحيح بالنسبة لألموال العامة الطبيعية أما أمر الطرق ولو أنها طبيعية فهي ليست في احتياج إلى إصدار أمر أو قانون لتنقلب إلى ملك
خاص بل قد تنقلب إلى ملك خاص بحكم الواقع كما مر ذكره في أكثر التشريع المدني) -أما النوع الثاني كالحصون والقالع فال يمكن تغيير
من صفة عامة إلى صفة خاصة إال بمقتضى قانون أو أمر (وهذا صحيح ألن االستحكامات والحصون في فرنسا صدر بشأن إدراجها في الملك
العام وبشأن إخراجها من هذا الملك -صدر بشأن ذلك -قانون خاص قيل فيه أن األمالك الحربية ………-ال تزول وال تهدم إال بمقتضى
قانون).
(يراجع الحكم المعلق عليه السابق اإلشارة إليه بمجلة المحاماة السنة 11صحيفة .)38
بحث ملحق في الصفة العامة التي للطرق العمومية
تمام ا للدراسة السابق إيضاحها عن التشريع والقضاء من المحاكم المصرية يجب اإلشارة إلى ما قضت به محكمة النقض المصرية في هذا
وإ ً
الموضوع.
وفي الدعوى رقم ( )16لسنة 3قضائية بالحكم الصادر في 7ديسمبر سنة 1933كانت الحكومة قد باعت بمقتضى حجة شرعية بتاريخ 8
أرضا على جملة مساحات محددة فيما بينها بطرق لم يشملها البيع فرفعت الحكومة دعوى ألن المشتري
إبريل سنة 1886إلى أحد األفراد ً
اغتصب هذه الطرق وأقام عليها جملة ٍ
مبان فرفع المجلس المحلي دعوى تثبيت ملكية للقدر المغتصب وإ زالة هذه المباني في ظرف مدة
معينة وإ ال تجري الحكومة إزالتها بمصاريف ترجع بها على المغتصب فقضت المحكمة االبتدائية بالطلبات فاستأنف المغتصب الحكم
خبيرا ألداء األعمال المبينة
باالستئناف رقم ( )1130سنة 45قضائية ،وقضت محكمة االستئناف األهلية بإلغاء الحكم المستأنف بعد أن ندبت ً
بأسباب الحكم التمهيدي.
فطعنت النيابة وبنت طعنها على أن المحكمة االستئنافية أخطأت في تطبيق القانون ألن الطرق العامة ال تتحول إلى خاصة بمجرد الترك
abandonوأنها ال تزول صفتها العامة بفعل الغصب.
وأما محكمة االستئناف األهلية فقد قررت في أسباب حكمها:
- 1أن ورود الطرق في حجة المشتري من الحكومة ال يدل في ذاته على تخصيص هذه الطرق للمنفعة العامة بل يجب أن تكون قد خصصت
هذه الطرق فعالً للمنفعة العامة بمرور األهاليـ عليها وأن يستمر هذا التخصيص بعد شراء المدعي فإذا أهملت الحكومة هذه الطرق ولم
تستعملها للمرور ولم تالحظها ولم تمنع تعدي الغير عليها زالت عنها الصفة العامة وأصبحت من األمالك الخاصة التي يجوز تملكها بمضي
المدة واستندت في هذا إلى ما جاء بالفقرة ( )11من المادة ( ،)9والمادة ( )10من القانون المدني من أن األمالك العامة تتقرر بمقتضى
القانون أو الفعل وبديهي أن الترك وعدم االستعمال يقلبانها من عامة إلى خاصة ،ولكن محكمة النقض رأت أن الحكم المنقوض قد تأثر
كليا عن نظام القانون المدني الفرنسي.
بأقوال شراح وأحكام المحاكم في فرنسا مع أن نظام القانون المدني في مصر يختلف اختالفًا ً
والمادة ( )538فرنسي لما نصت عن الطرق اعتبرت الطرق والشوارع والحارات التي على نفقة الحكومة - à la charge de l’Etat
مخصصا لمنفعة الجمهور -وأن
ً وأخيرا أجمع الشراح في فرنسا على أن الطريق يجب أن يكون
ً فكانت هذه العبارة مدعاة للتفسير وللتأويل
يكون مطروقًا بصفة عامة -ومستمرة وأن يكون موضع عناية الحكومة من حيث التعبيد واإلنارة وغرس األشجار وإ ال اعتبر أنه ليست له
صفة األمالك العامة وجاز تملكه بوضع اليد ومضي المدة الطويلة المكسبة للملكية -وقد جرى قضاء المحاكم المختلطة على ما جرى به
القضاء في فرنسا ألن نصوص القانون المدني المختلط في هذا الموضوع مقتضية كما مر ذكره.
وافيا في المادة ( )9ما يأتي (يعتبر
شرحا ً
ً أما في القانون األهلي فقد تفادى الغموض وقرر بصراحة أنه يعتبر من األمالك العامة المشروحة
من األمالك العامة الطرق والشوارع والقناطر والحواري التي ليست مل ًكا لبعض أفراد الناس) ،ثم خشى المشرع أن يكون قد فاته ذكر نوع
من األنواع فختم الفقرة ( )11من المادة ( )9بالقول (كافة األموال األميرية المنقولة والثابتة المخصصة لمنفعة عمومية بالفعل أو بالقانون)،
خاصا هو معرفة ما إذا
ً عموميا أم
ً وإ ذن الطرق العمومية مهما كانت عناية الحكومة ومهما كان عدم العناية بها فإن الفارق في كون الطريق
عموميا إال إذا قامت الحكومة بإثبات أنها تملكته وأنها قامت بجميع اإلجراءات
ً كان للطريق مالك أم ال -ففي الحالة األولى ال يكون الطريق
خاصا إذا كان له مالك.
ً التي يفرضها القانون بقانون نزع الملكية للمنفعة العمومية -وأما في الحالة الثانية فيعتبر
وبهذا يمكن االستنتاج من أن الفقرة ( )11مادة ( )9بالقول من أن األموال العامة ستخصص بالفعل أو بمقتضى قانون أو أمر ال ينصب على
جميع ما ذكر صراح ًة في المادة ( ،)9وال يتقرر الطريق العمومي بمقتضى الفعل -وليس ثمة شرط الصرف عدا الطريق.
ومتى ثبت أن الطريق ملك للحكومة فال يمكن زوال الصفة العامة عنه إال بمقتضى قانون أو أمر.
وبما أن المدعي الملكية قد أقر أن هذه الطرق كانت من ضمن أمالك الحكومة الخصوصية قبل إنشائها -وبما أنه ال ينازع الحكومة في
إنشاء هذه الطرق وهو وجودها وقت الشراء فال يمكنه أن يدعي ملكيتها بوضع اليد مهما طالت المدة ألنها أمالك عامة