You are on page 1of 11

‫بحث في أموال الدولة العامة والخاصة‬

‫بحث عام وتطور تاريخي‬


‫لحضرة األستاذ عبد العزيز سليمان القاضي بالمحاكم ا‬
‫صالحا لخدمة ملكه‬
‫ً‬ ‫كانت فكرة األموال العامة في مبدأ أمرها غير معروفة ولما رأى رئيس الدولة أن يحكم اختص بنفسه بملكية كل ما يراه‬
‫ٍ‬
‫وقتئذ من الملكيات الرئيسية إال أموال الملك وأمالك التاج ‪ -‬ولما غزا الغزاة الدولة اختص‬ ‫ولإلدارة الخاصة بعرشه‪ ،‬ولم يكن معروفًا‬
‫الفاتحون أنفسهم كالً منهم بجزء عظيم من األمالك والبالد التي كانوا يفتحونها ‪ -‬فكان يتبع إدارة هذه األمالك كافة ما هو مخصص اآلن‬
‫للمنفعة العامة ولم تكن هذه األموال كما هي اآلن غير قابلة للتصرف بل تناولها التصرف والتقسيم وآلت من يد إلى يد إما بطريق اإلقطاعات‬
‫أو بطريق الميراث أو بطريق الهبات والوصايا ألشراف الدولة وكبار حكامها وأمرائها‪ ،‬وفي كل ذلك كان من الطبيعي أن تفقد هذه األموال‬
‫صفة ما خصص منها للمنفعة العامة وأن ال يستفيد منها الجمهور الذي تمثله الحكومة‪ ،‬ولكن األمر تطور إلى إصدار األوامر والقوانين التي‬
‫طور ا وبين تحديد التصرفات في حين آخر‪ ،‬وفي فرنسا بالذات فكرة تطور ووجود األموال العامة هي فكرة‬
‫تدور بين منع الهبات واإلقطاعيات ً‬
‫عامة في فرنسا بالذات صدر أول قانون هو قانون ‪ MOULIN‬في فبراير سنة ‪ 1566‬فمنع التصرف في أموال التاج المخصصة للمنفعة‬
‫العامة وجعلها غير قابلة للتملك بوضع اليد بمضي المدة الطويلة (بند (‪ )7‬من المرجع الموضح أدناه [(‪ )])1‬اللهم إال في بعض أحوال‬
‫وأخيرا ظهرت فكرة األموال العامة إلى الوجود بمعناها الحديث وهي تخصيصها‬
‫ً‬ ‫استثناها القانون وأباح فيها التصرف والتملك بند (‪،)10‬‬
‫للمنفعة العامة على أن تديرها وتستغلها الحكومة أو الدولة التي تمثل األفراد والجماعات‪.‬‬
‫طبيعة وصفة األموال العامة‬
‫وأول ما يتبادر إلى الذهن هي أن هذه األموال هي كل ما يستعمله ويستفيد منه الجمهور ‪ PUBLIC‬وبما أنها للشعب والكافة فال يمكن أن‬
‫تكون للفرد الذي يجب أن تفني مصلحته أمام مصلحة المجموع بند (‪ ،)36‬وقد أخذت هذه األموال تسميتها من الغرض الذي أعد لها أما ألنها‬
‫خضعت للخدمة العامة وإ ما ألن حمايتها وإ دارتها بيد القوة العامة تحميها من االعتداء عليها لصالح الهيئة االجتماعية ولمصلحة الناس سواء‬
‫أكانوا وطنيين أم أجانب ما دام للجميع حق االستفادة منها ومن الخدمات التي تؤديها بند (‪ ،)27‬وينتج من هذا أن الحكومة ما هي إلى سلطة‬
‫جميعا بهذه األموال وليس لها حق الملكية في األموال العامة ألن الحكومة انتدبت‬
‫ً‬ ‫عليها واجب حماية هذه األموال لتؤيد للناس حق تمتعهم‬
‫لحراسة الناس وحراسة أموالهم المشتركة ذات الفائدة العامة ولحماية ملحقات هذه األموال ‪ - les dépendances‬وهذه الملحقات شأنها‬
‫أيضا حتى ولو كان التصرف حاصالً من الحكومة نفسها اللهم إال إذا كان هذا التصرف بأمر أو‬
‫شأن األموال التي التحقت بها ال تقبل التصرف ً‬
‫قانون بند (‪ ،) 39‬ولكن هذا ال يمنع من أن تؤجر وتستولي على ريع األمكنة العامة لتضيف الحكومة المتحصل من الريع إلى الخزينة العامة‬
‫كما يحصل عند تأجير بعض األمالك العامة‪ ،‬وكما يحدث في تأجير الشواطئ ‪ Les plages‬للذين يريدون أن يروحوا عن أنفسهم في نظير‬
‫أجر بسيط قد يستخدم في المصلحة العامة بند (‪ )40‬و(‪.)41‬‬

‫وأن من أهم صفات األموال العامة‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬هو عدم قابليتها للتصرف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وعدم قابليتها لوضع اليد عليها وتملكها بمضي المدة الطويلة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثًا‪ :‬وال يمكن رفع دعاوى اليد بالنسبة إليها من األفراد ضد الحكومة ولكن للحكومة أن ترفع دعاوى اليد عنها ضد األفراد‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عدم إمكان تقرير حقوق عينية عليها بارتفاق أو خالفه‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬وعدم رفع أحد األفراد دعوى متعلقة بتملكها أمام المحاكم المدنية إذا ثبتت صفتها العامة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ - 1‬صفة عدم التصرف فيها‪:‬‬

‫وفكرة عدم إمكان التصرف في األموال العامة جاءت من القول بأن كل ما هو قابل لالتجار يمكن التصرف فيه وكل ما ال يقبل االتجار ال يمكن‬
‫التصرف فيه ‪ -‬وبما أن األموال العامة ال يمكن االتجار فيها ألنها خصصت لخدمة كافة الناس فلهذا يكون التصرف فيها غير متفق مع‬
‫الغرض األسمى الذي أعدت له ‪ -‬ويجب أن ال يغيب عن البال أن األموال العامة وإ ن كانت تقارب بعض الشيء فيما تحتويه الدنيا من النور‬
‫والهواء وقد أعدها اهلل سبحانه وتعالى لفائدة الخلق كافة إال أنها على كل حال قد نتجت من تفكير اإلنسان ووضعه لقانون وضعي يمكن‬
‫تغييره وتعديله أما النور والهواء فهما من األشياء الثابتة في الكون ال تتغير وليس لإلنسان عليها حول وال سلطة بند (‪ - )43‬وينتج من‬
‫ذلك أن السلطة التي في مقدورها أن تحدد هذه األموال ذات المنفعة العامة في استطاعتها أن تضعها في حيز التداول الخاص بند (‪)44‬‬
‫ولطالما يستمر تخصيصها للمنفعة العامة فهي إذن وملحقاتها أمالك عامة (م( ‪ )541‬فرنسي‪ ،‬وبند (‪ )45‬من المرجع السابق)‪ ،‬وإ ذا زالت هذه‬
‫الصفة العامة فهي أمالك خاصة ‪ -‬وتطبيقًا لهذا المبدأ فقد حكم أن محالت العبادة (كالمساجد في مصر) أو الكنائس (في فرنسا) المعدة للعبادة‬
‫ال يمكن أن تكون محالً لالرتفاق عليها ما دامت صفتها العامة لم تفقد بند (‪ )46‬و(‪ ،)47‬وال يعتبر تصرفًا يخل بالمنفعة العامة إذا تصرفت‬
‫الدولة في الملك العام من غرض عام إلى غرض عام ومن مصلحة عامة إلى مصلحة عامة بند (‪ les concessions )49‬وتصرف‬
‫امتيازا للمالحة للحصول ألنفسهم على أجر‬
‫ً‬ ‫الحكومة إلى بعض األفراد بإعطائهم امتياز المالحة في قناة ال يعطيهم حق التملك بل هذا يعتبر‬
‫خاصا بند (‪ )50‬و(‪ ،)51‬واألشخاص الذين أعطى لهم هذا االمتياز‬‫ً‬ ‫من الجمهور‪ ،‬وال يعتبر مثل هذه القناة وال شواطئها مل ًكا‬
‫‪ Concessions‬بالصيد وإ قامة المعامل على الشواطئ ليس لهم الحق أن يأخذوا شيًئا من أتربة هذه الشواطئ (‪ )53‬و(‪ ،)54‬ومثل هذا‬
‫االمتياز يعتبر مؤقتًا ويمكن سحبه وإ لغاؤه إذ أضر بمجموع الكافة‪ ،‬ووفقًا لهذا حكم بأن حق الممتاز الذي له وبمقتضاه أن يأخذ ماء من‬
‫‪ fontaine public‬ما هو إال حق مؤقت يمكن سحبه إذا أضر هذا بالسكان وبمبانيهم مهما طالت مدة االمتياز‪ ،‬وأن التعدي على الطرق‬
‫العامة مهما كان قد حصل من مدة طويلة ومهما حصل التسامح فيه من جانب الحكومة فإنه ال يمكن ملكيته لمضي المدة الطويلة وال يمكن أن‬
‫يكون هذا االعتداء محالً لحق مكتسب لهؤالء الذين ارتكبوه مهما طالت مدة التعدي بند (‪ ،)57‬ومهما حصل من بيع األمالك العامة لألفراد‬
‫فهو بيع باطل‪ ،‬وإ ذا كان هذا البيع نتيجة خطأ أو إهمال من رجال السلطة اإلدارية فكل ما للمشتري والحائز هو تعويض يطلبه بند (‪ )58‬و(‬
‫‪.)59‬‬

‫‪ - 2‬عدم قابلية األموال العامة للملك بوضع اليد بمضي المدة الطويلة‪:‬‬
‫ال يجوز تملك األموال العامة بوضع اليد بمضي المدة الطويلة ومثال ذلك محالت العبادة وملحقاتها فإنها ال تملك بهذه الكيفية بند (‪،)72‬‬
‫وكذلك ال يمكن تملك الطرق بوضع اليد عليها وال األموال األثرية بند (‪ )75‬و(‪ ،)28‬ولكن إذا زال استعمال األحوال العامة زالت صفة عدم‬
‫إمكان تملكها بمضي المدة الطويلة بند (‪ ،)81‬ولقد صار البحث في ماهية وطبيعة عدم استعمال ‪ non usage‬المؤدي إلى زوال الصفة‬
‫العامة‪ ،‬فقيل هل يكفي عدم االستعمال نفسه إليقاف تخصيص المال للمنفعة العامة أم ال ؟ أم أنه يجب صدور أمر من الجهة المختصة بإيقاف‬
‫هذا التخصيص ؟ فأجيب على ذلك وعلى هذه المسألة بالذات بأنه إذا كان القانون الوضعي نفسه يمكن إزالته وتعديله باتباع عرف معين‬
‫فلماذا ال تزول الصفة العامة عن األموال العامة بعدم استعمالها وعدم رعايتها من الحكومة…‪ .‬بند (‪ )82‬أما كيف يكون تقدير عدم االستعمال‬
‫المؤدي إلى زوال الصفة العامة وكيف يكون الوصول إلى معرفة الدليل والمعيار الذي يقلب األموال العامة إلى خاصة بزوال صفتها وعدم‬
‫استعمالها فقد قيل ما يأتي‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬حكم بأن دليل تغيير غرض هذه األمالك العامة يمكن أن ينتج من الحيازة الطويلة التي ال يمكن تذكرها بإثبات التعدي على ملك الحكومة‬
‫وسكوتها على ذلك واستنتاج رضائها بند (‪.)83‬‬
‫وخصوصا فيما‬
‫ً‬ ‫(خصوصا في مصر) بانقالب األموال العامة إلى خاصة ‪déclassement‬‬ ‫ً‬ ‫نصوصا خاصة‬
‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬قيل أن المشرع لم يضع‬
‫ً‬
‫يختص بالطرق العامة والميادين والبوابات ولهذا يجب االحتراس من االستنتاج بأن عدم االستعمال يؤدي إلى نية نقل األموال العامة إلى‬
‫خاصة إذ قد ينتج عدم االستعمال من إهمال مراقبة الموظفين فال يدل هذا على نية الحكومة في التنازل عن الصفة العامة بند (‪.)84‬‬

‫أيض ا أنه يجب صدور األوامر إلخراج األموال العامة من حيزها إلى حيز األموال العامة بند (‪( )90‬أن هذا الرأي عسير تطبيقه‬
‫ثالثًا‪ :‬وقرر ً‬
‫بالنسبة لألموال العامة التي نشأت من غير قانون‪ ،‬وقد يفهم تطبيقه ويكون معقوالً لو أن األموال العامة تقررت بقانون إذن ألمكن تركها‬
‫بقانون ولكن األصح أنه قد يمكن انقالبها من عام إلى خاص بحسب األمر الواقع والفعل)‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ويرى ‪ Mr de Récy‬بأن األموال العامة إذا مر عليها زمن طويل فزالت وتهدم أثرها فإن فكرة عدم تملكها بمضي المدة تزول بزوال‬
‫ً‬
‫معالمها بند (‪.)91‬‬

‫أيض ا بأن صفة المنفعة العامة تزول بتملك المال بوضع اليد بمضي المدة الطويلة إذا زالت الصفة العامة إما‪:‬‬
‫خامسا‪ :‬وقيل ً‬
‫ً‬

‫( أ ) بصدور قانون‪.‬‬

‫(ب) وإ ما بوجود ظروف ظاهرة واضحة (‪ )clairs‬تبيح االعتقاد بتنازل الحكومة عن الصفة العامة ألموالها بشرط أن ال يكون هناك أي‬
‫غموض في استنتاج التنازل عن هذه الصفة (لكون أن الحكومة لم تستعمل المال العام إلهمال موظفيها اإلداريين) بند (‪.)9‬‬

‫وقد قرر ‪ Proud hon‬تطبيقًا لهذا المبدأ أن الطريق العام إذا لم يقف عدم استعماله إطالقًا (بأن كان يستعمل في فترات متقطعة)‪ ،‬فإنه ال‬
‫ٍ‬
‫وعندئذ ال يمكن تملك المناطق واألجزاء المتعدي‬ ‫يمكن استنتاج التنازل وتغيير الصفة العامة إذا بدل من جوانبه بواسطة تعد من مجاوريه‪،‬‬
‫عليها بمضي المدة الطويلة بند (‪.)94‬‬
‫‪ - 3‬الصفة التي تخول لألفراد‪:‬‬
‫‪ -‬رفع دعاوى اليد على األموال العامة ضد الحكومة‪:‬‬
‫قد مر ذكر ذلك ولكن هذا ال يمنع الحكومة من أن تدعي وضع يدها على هذه األموال برفع دعاوى اليد ضد األفراد‪.‬‬

‫‪ - 4‬الصفة الرابعة‪:‬‬
‫وال يمكن تقرير حقوق عينية على األموال العامة أو تقرير حقوق ارتفاق عليها اللهم إال إذا كانت هذه االرتفاقات قد تقررت وقت إنشاء تلك‬
‫األموال‪ ،‬كأن يبيع شخص للحكومة أعيا ًنا تقررها للمنفعة العامة ويشترط عليها تقرير حق االرتفاق بنود (‪ )103‬و( ‪ )104‬و(‪.)105‬‬
‫أنواع األموال العامة‬
‫األموال العامة إما طبيعية ‪ naturels‬وإ ما أن تحتاج في إنشائها إلى عمل الفرد ‪ artificiel‬واألموال الطبيعية هي األمالك البحرية بند (‬
‫‪ ،)108‬وشاطئ البحر واألمالك النهرية بند (‪ ،)131‬واألنهر ذات المالحة أو ليس فيها مالحة وتعتبر من األمالك العامة وأذرع األنهر‬
‫والنهيرات‪.‬‬
‫واألمالك غير طبيعية‪ ،‬وهي الطرق العامة وملحقاتها كالبوابات والميادين واألرصفة والنباتات التي تنمو على جوانب الطرق‪ ،‬والتماثيل‪،‬‬
‫وشواطئ األنهر‪ ،‬والمين (يراجع من أول بند (‪ )145‬وما بعده)‪ ،‬واألمالك الحربية كاالستحكامات والحصون والمباني العامة‪ ،‬والمنقوالت‬
‫المخصصة للمنفعة العمومية‪.‬‬
‫كيفية إدارة األموال العامة‬
‫‪ - 1‬أن السلطات المخولة لها هذه اإلدارة (صـ ‪ 26‬من أول بند (‪ )182‬إلى بند (‪ ))214‬ال يهم التشريع المصري بحثها وكل وزارة لها‬
‫اإلدارة فيما يخصها من األمالك العامة المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪( - 2‬أما تكوين األمالك العامة ‪Sa constitutnon artificielle‬‬

‫فألجل أن يكون المال مل ًك ا للحكومة أو الدولة يجب أن يقوم الدليل على أن الحكومة تملكه لغرض المنفعة العامة بند (‪ ،)215‬وتطبيقًا لهذا‬
‫المبدأ قرر ما يأتي‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬ممكن للحكومة أن تدعي قبل الغير التملك بوضع اليد بمضي المدة الطويلة مهما كان للغير من حق بشرط أن تثبت الحكومة بحكم الواقع‬
‫أن المال خصص للمنفعة العامة بند (‪.)216‬‬

‫ادعاء منها أن المال خصص‬


‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬ولكن مسيو دي ‪ récy‬قرر أنه يجب التفرقة بين دعوى وضع اليد التي ترفعها الحكومة على األفراد‬ ‫ً‬
‫استنادا على وضع اليد بمضي المدة الطويلة‪ ،‬غير أن هذه التفرقة ال سند لها‬
‫ً‬ ‫للمنفعة العمومية بوضع اليد المدة الكافية‪ ،‬وبين دعوى الملكية‬
‫والواقع أن ثبوت الصفة العامة هو أهم ما يجب مالحظته بند ( ‪.)217‬‬

‫تخصيصا للمنفعة العمومية‬


‫ً‬ ‫أيض ا إنه يوجد لتكوين الملك العام غير ما مر ذكره من الوسائل وسائل أخرى تؤدي لتملك الحكومة‬
‫ثالثًا‪ :‬قيل ً‬
‫ومن هذه الوسائل طريق التملك بالتصرف إلى الحكومة من األفراد بعوض أو بغير عوض وبالشراء االختياري أو الجبري وبالمبادلة والهبات‬
‫وبميراث من ال وارث له‪ ،‬أو بنزع الملكية للمنفعة العامة بند ( ‪.)218‬‬

‫تحديد األموال العامة‬


‫‪délimitation‬‬
‫استقر الفقه والقضاء على أن السلطة اإلدارية هي المختصة باالعتراف وبتحديد األمالك العامة فيما بين نفسها وفيما بينها وبين األمالك‬
‫الخاصة سواء أكانت للحكومة أو لألفراد ‪ -‬ومرجع التحديد هو قانون خاص صادر في ‪ 22‬ديسمبر سنة ‪1789‬م ‪ ،‬وبمقتضاه إذا حصل نزاع‬
‫في تحديد الملك الخاص أو العام يجب االلتجاء إلى رجال السلطة اإلدارية للتحديد قبل الفصل في النزاع القضائي بند ( ‪ ،)240‬ويكون حصول‬
‫هذا التحديد طبقًا للنصوص المنصوص عليها في القانون وال يكون مطلقًا بالطريق الودي بين الهيئة التنفيذية وبين األفراد المجاورين للملك‬
‫العام‪ ،‬بند ( ‪ ،)241‬والتحديد ليس طريقًا موصالً للتملك العام ‪ -‬إنما هو تقرير لحالة حاصلة وثابتة بالفعل ‪ -‬ولو أنه مقرر إلثبات المنفعة‬
‫العامة إال أنه ليس له أثر رجعي وال أثر له في المستقبل بل أثره في يوم تقريره فقط وقد يتغير التحديد في المستقبل وقد يكون في الماضي‬
‫نزعا للملكية يترتب عليه التعويض بل الغرض منه تحديد الحد الفاصل بين‬
‫خالل ما أنشئ عليه اآلن بند (‪ - )243‬وهذا التحديد ذاته ليس ً‬
‫األمالك العامة واألمالك الخاصة ‪ -‬ومع ذلك فقد حكمت محكمة النقض الفرنسية بأنه يمكن تعويض أصحاب األمالك المجاورة إذا ترتب على‬
‫هذا التحديد نعد على أمالكهم بند (‪ - )246‬أما مجلس الدولة ‪ - conseil d’état‬هذا فقد أباح إلى األفراد الحق في االلتجاء للطعن في‬
‫األمر اإلداري الخاص بالتحديد بطلب تعويض أمام مجلس الدولة وهو المختص دون غيره بمنح التعويض بند (‪ ،)347‬وبقرار صادر في ‪11‬‬
‫يناير سنة ‪ 1873‬فصلت محكمة المنازعات في االختالف في هذا الرأي بأن أعطت األمر اإلداري صبغته اإلدارية مع منع المحاكم من تفسيره‬
‫أو إلغائه وأعطت المحاكم الحق في أن تمنح األفراد التعويض إذا اعتدى على أمالكهم أثناء التحديد بند ( ‪ ،)248‬ويمكن لألفراد فقط أما‬
‫االلتجاء للسلطة اإلدارية لتعديل خط التحديد وإ ما لمجلس الدولة إللغاء خط التحديد بند (‪ - )251‬أما السلطة القضائية وظيفتها محصورة إما‬
‫بإعادة ما اعتدى عليه من الملك إذا ثبت أن المعتدى عليه ليس له الصفة العامة ومملوك ألصحاب األمالك المجاورة وإ ما بإعطاء تعويض‬
‫مقابل لهذا االعتداء بند (‪.)253‬‬
‫(التخصيص من الملك الخاص إلى الملك العام ‪) Classement‬‬
‫التخصيص للملك العام من الملك الخاص هو األمر الذي يصدر بإدراج ‪ classement‬العقار أو المنقول من الملك الخاص إلى الملك العام بند‬
‫(‪ - ) 343‬وهذا األمر ال ضرورة له بالنسبة لألمالك العامة بطبيعتها ألنها بذاتها موسومة بصفة المنفعة العامة ومع ذلك فتخصيص األنهر‬
‫لبعض المنافع العامة وتخصيص مناطق الصيد في البحار قد صدر به قانون ‪ 10‬يوليه سنة ‪ - 1835‬أما كون أن النهر صالح للمالحة أو‬
‫غير صالح فقد يثبت إما بقانون أو بتقرير الواقع بال حاجة إلى أمر أو قانون بند (‪.)346‬‬
‫أما األموال التي ليست طبيعية وترجع لعمل اإلنسان كالقنوات والطرق والملحقات الطرق (كالميادين والبوابات ‪ -‬واألرصفة ‪ -‬والنباتات التي‬
‫على الطرق والتماثيل) والطرق الحديدية واالستحكامات والحصون وأبنية الحكومة والجبانات ومحالت العبادة ففي أمرها تفصيل‪.‬‬
‫أما الطرق العامة وملحقات الطرق فليس هناك ضرورة إلصدار أمر أو قانون لتخصيصها للمنفعة العمومية وهذا ما قضى به مجلس الدولة‬
‫في فرنسا بند ( ‪ - )349‬وأهم ما يجب مراعاته هو ثبوت صفة المنفعة العامة بشكل حقيقي ‪ -‬وليس هناك ما يمنع من إصدار قانون ويكون‬
‫تقريرا للواقع وإ ثباتًا للحقيقة ولتنظيم هذا الواقع وتلك الحقيقة بند ( ‪.)350‬‬ ‫ٍ‬
‫عندئذ‬ ‫صدوره‬
‫ً‬
‫أما االستحكامات والحصون والميادين الحربية واألراضي الحربية فال يمكن أن تعتبر من األمالك العامة إال بصدور قانون يدرجها في حيز‬
‫األمالك العمومية وقد صدر بشأنها قانون ‪ 10‬يوليو سنة ‪ - 1851‬كما أن مثل هذه األموال ال تزول وال تهدم وال يقضي على صفتها العامة‬
‫إال برأي لجنة الدفاع الوطني وبمقتضى قانون يصدر بذلك بند (‪.)352‬‬

‫طرق التصرف في الملك العام‬


‫والمقصود بالتصرف هنا ليس البيع وال الرهن ألن هذا ممنوع لطبيعة تلك األموال وعدم قابليتها للتصرف إنما التصرف فيها إما أن يكون‬
‫بطريق ‪ déclassement‬بقلبها من الملك العام إلى ملك خاص ‪ -‬وإ ما بمنح امتيازات خاصة لألفراد ‪ Concesions‬بند ( ‪.)360‬‬
‫ويقصد به أنه عقد خاص بمعناه اإلداري وغرضه منح شخص معين حق‬ ‫وأما عن منح االمتيازات الخاصة فهذا يقتضي بيان هذا االمتياز ُ‬
‫ٍ‬
‫وقتئذ كحارس على‬ ‫ٍ‬
‫وقتئذ ال كأحد األفراد ولكن يكون قيامها في العقد‬ ‫التمتع بجزء من الملك العام وتكون الحكومة قد قامت في تصرفها بالعقد‬
‫المصلحة العامة ونائب عن كافة الجمهور بند (‪ ،)361‬وتطبيقًا لهذا المبدأ يكون االمتياز مؤقتًا مهما طالت مدته كاستقرار األفراد على شاطئ‬
‫البحر ‪ -‬وكامتياز مد أنابيب الغاز والكهرباء والمياه في ملك الحكومة ‪ -‬وكامتياز مد أشرطة الترام وامتياز األشغال المؤقت‬
‫‪ Stationement‬وهذا ال يمنع من أن يكون االمتياز على ملك الحكومة الخاصة‪.‬‬
‫وتوجد في فرنسا امتيازات عديدة تمنح لألفراد ودراستها ال تهم إال بالقدر السالف ذكره بند (‪.)367‬‬
‫عن إيقاف تخصيص األمالك العامة وقلبها من عامة إلى خاصة‬

‫‪déclassement‬‬
‫فقد يكون ذلك إما بقانون يغير صفتها العامة وإ ما من الواقع الذي يثبت منه عدم االستعمال من (أول بند (‪ )432‬صـ ‪ ،)40‬وقد مرت دراسة‬
‫عدم االستعمال وبيان األداة التي يفهم منها أن عدم االستعمال مؤ ٍد إلى قلب األمالك العامة إلى خاصة‪.‬‬
‫وتتبع نفس قواعد الـ ‪ déclassement‬عن التفرقة بين أنواع األموال كما سبق بيانه في تخصيص األموال من خاص إلى عام بند (‪.)433‬‬
‫وزوال الصفة العامة فيما يختص باألمالك الحربية ال يكون إال بقانون وكذلك تقليل عرض الطرق الحربية بند (‪.)436‬‬
‫تاما كتهدم القنطرة وانهيار األثر ‪ -‬وجفاف‬
‫أما زوال الصفة العامة الذي ينتج من الواقع والفعل فقد يكون من زوال عمل الملك العام زواالً ً‬
‫القناة الطويل ‪ -‬وزوال معالم الطريق بند (‪.)437‬‬
‫تماما صدور قانون بزوال الصفة العامة بند (‪ ،)438‬ومسألة عدم االستعمال ‪non‬‬‫وعدم االستعمال المؤدي إلى زوال الصفة العامة يعادل ً‬
‫‪ usage‬والترك القطعي ‪ abandon définitif‬هي من المسائل الواقعية التي يمكن حلها وفقًا للظروف بند (‪ ،)44‬ودليل تغيير الغرض العام‬
‫الذي أعدت له األمالك العمومية (كحالة الطريق العمومي) ال يمكن أن يثبت إال بوضع يد األفراد من مدة طويلة ال يمكن تذكرها والرجوع إليها‬
‫بند (‪.)441‬‬

‫وطبقت محكمة النقض الفرنسية القاعدة السالفة الذكر بأن قالت إن دليل تغيير الصفة العامة ال يمكن أن يستنتج (فيما يختص بطول الطريق‬
‫وعرضه) ووضع اليد على جزء منه إال من وضع اليد الذي ال يمكن تذكره (م ‪.)442‬‬
‫وقد صدر قانون في ‪ 24‬مايو سنة ‪ 1842‬عن الحالة التي يصبح فيها الطريق غير نافع إال للمرور المحلي والقروي ‪ -‬أو عن الحالة التي‬
‫يصبح فيها الطريق غير ٍ‬
‫معد للمنفعة فقضت المادة األولى منه أنه في الحالة التي تكون فيها أجزاء الطريق ‪ portions‬قد تركت بعدم‬
‫بناء على طلب وموافقة المجلس العامة والمجالس البلدية على‬
‫االستعمال العام فإن هذه األجزاء من الطرق يمكن إعادتها إلى المنفعة العامة ً‬
‫أن إدراجها بعد تركها ال يكون إال بأمر ملكي بند (‪.)444‬‬
‫ضروريا بواسطة اجتماع كل المجلس ال جمعيته‬
‫ً‬ ‫وفي ‪ 10‬أغسطس سنة ‪ 1871‬أصبح األمر فيما يختص بإدراج هذه الطرق بعد تركها‬
‫العمومية ‪ -‬وال ضرورة ألمر ملكي‪.‬‬
‫وال يكون األمر إال إلخراج هذا الطريق من منفعته العمومية إلى المنفعة الخاصة إذا ثبت بطريق يقيني أنه عام بند ( ‪.)446‬‬
‫وإ ذا تحولت الطرق العامة إلى ملك خاص فهل إذا باعتها الحكومة يكون البيع لمصلحة الحكومة نفسها أو لمصلحة المجالس البلدية والقروية‬
‫بند (‪ )450‬قرر مجلس الدولة أن مال هذا البيع يكون للمجلس المحلي‬

‫‪.‬‬
‫إجارات األمالك العامة‬
‫األصل أن األموال العامة ال يمكن التعامل فيها ولكن ذلك ليس معناه عدم إمكان إعطاء حقوق بالمنفعة آلخرين على أن يكون الغرض من هذا‬
‫أيضا بند ( ‪.)466‬‬
‫االنتفاع للمستأجر انتفاع الجمهور ً‬
‫ومع ذلك فقد قضى من محكمة النقض ومجلس الدولة بأنه غير ممكن لإلدارة أن تمنح امتيازات على األمالك العامة (نقض ‪ 7‬يوليه سنة‬
‫‪ ،)1869‬وبعد هذا الحكم الذي صدر في سنة ‪ 1869‬صدر قانون في ‪ 20‬ديسمبر سنة ‪ 1872‬ذكر بالمادة (‪ )2‬منه (أنه مصرح للحكومة‬
‫بالحصول على أجرة األشغال المؤقت ‪ occupation‬أو بالحصول على األجرة الناشئة عن تأجير الشواطئ وتأجير كل ملحقات األمالك العامة‬
‫البحرية) ‪ -‬ثم صدر قانون في ‪ 29‬يوليه سنة ‪ 881‬طبق وشمل أجرة كل أشغال ووضع يد مؤقت أو محلي ‪ -‬كما شمل التصريح للحكومة‬
‫بالحصول على أجرة كل ما هو متحصل من األمالك العامة بطبيعتها كحق الصيد في األنهر بند (‪ )467‬فأصبحت قانونية الحصول على إيجار‬
‫أمرا ال شك فيه واستقر الفقه والقضاء على ذلك بند (‪ ،)468‬وهذه االمتيازات سواء أكانت إجارة ‪ bail‬أو إشغاالً مؤقتًا‬
‫هذه األمالك ً‬
‫‪ - Stationnement‬هذه االمتيازات ‪ -‬تقترب في شبهها من عقد اإليجار من وجهة أنها تعطي للممنوح له هذه االمتيازات حق التمتع‬
‫‪ jouissance‬على شرط أن يدفع األجر ‪ rédevance‬المقابل لهذا التمتع في نظير أن يتمتع الكافة من هذا االمتياز لفائدة تعود على الناس‬
‫جميعا ‪ -‬غير أن هذا ال يمنع بأي حال من األحوال فكرة توقيت هذه االمتيازات ‪ précarité‬فيمكن إلغاؤها في أي وقت للمصلحة العامة إذا‬
‫ً‬
‫كان وجودها يضر المرور العام ‪ Circulation générale‬بند ( ‪.)469‬‬
‫وهذه االمتيازات ولو أنها عقود ثنائية إال أنها أوامر إدارية يمكن إلغاؤها والعدول عنها ‪ -‬وال يمكن إلغاء أوامر العدول عنها أمام السلطة‬
‫القضائية إذ أنه ليس في استطاعتها أن تغير ما تجريه جهة اإلدارة في هذا الشأن بند (‪.)471‬‬

‫األمالك الخاصة‬
‫‪ - 1‬هي كل ما تملكه الحكومة كاألفراد (يمكنها التصرف فيه بند (‪ )546‬صـ ‪ )48‬واألمالك الخاصة يدخل فيها في فرنسا‪:‬‬

‫‪ / 1‬أمالك التاج (بخالف في مصر فإن القصور الملكية من األمالك العامة) وأمالك التاج كما عرفها العالمة شوبان ‪ chopin‬هي كل ما أعد‬
‫ألن يصرف منه على مائدة الملك وحشمه وتوابعه وكل ما أعد ألن يكون مشرفًا لصيانة الملك والعرش وكراهته بند ( ‪.)549‬‬

‫‪ - 2‬ويدخل من ضمن األمالك الخاصة ما يطلق عليه اسم األمالك الغير عادية بند (‪ )590‬وهي أمالك الهبات ‪ -‬وأمالك الغزو والفتح‪.‬‬
‫‪ - 3‬ويعتبر من األمالك الخاصة الـ ‪:dotations‬‬
‫‪ /1‬أو هي األمالك التي تمنح من الحكومة إلى الضباط وأوالدهمـ الذكور إذا قتلوا في ميدان الحرب ‪ -‬وهي خالف المعاشات ألنها ال تنتقل إال‬
‫من األوالد الذكور إلى أوالدهم وال تنتهي إال بانتهاء الخلف وانقطاع الذرية ‪ -‬وأما المعاشات فتنتهي بانتهاء الجيل الثاني ‪seconde‬‬
‫‪ - géneration‬وهبات الحكومة هذه لضباطها وأوالدهم مقررة محدودة في بعض مناطق فرنسا ‪ -‬في أورليان ‪ -‬وفي جهة القنال دي‬
‫ميدي‪.‬‬
‫‪ - 4‬ويعتبر من األمالك الخاصة الغابات ‪ -‬وملحقات األمالك العامة التي أدرجت ضمن األمالك الخاصة ‪ -‬والوصايا للحكومة ‪ -‬وما ترثه‬
‫ممن ال وارث له ‪ -‬والهبات التي تمنح للحكومة واألمالك الخالية التي ال مالك لها ‪.Yacants‬‬
‫إدارة األمالك الخاصة‬
‫تكون إدارتها والتصرف فيها بالبيع االختياري ‪ -‬أو بالمزاد العلني ‪ -‬ويجوز البيع إذا كان الطريق قد زالت صفته العامة ‪- déclassée‬‬
‫ويجوز التصرف في األموال بطريق المبادلة‪.‬‬
‫وللمجاورين للطرق ‪ Rivérains‬الحق في األخذ بالشفعة عن األجزاء من الطرق (بند (‪ )885‬صـ ‪ )66‬المتروكة والتي زالت صفتها العامة‬
‫وفقًا لقانون ‪ 20‬مايو سنة ‪ 1836‬بالمادة الرابعة التي تلزم الحكومة بأن تتنازل عن هذه األجزاء بشروط خاصة‪.‬‬
‫وقد قررت المادة السالفة الذكر ما يأتي‪:‬‬
‫(أجزاء األرض المخلفة عن طرق قديمة غير مطروقة أصالً ‪ -‬أو أجزاء الطرق التي أصبحت عديمة الفائدة ‪ -‬إما لتعديل مجرى الطريق ‪-‬‬
‫وإ ما لتغيير فتحته ‪ -‬هذا األجزاء ‪ -‬يمكن بيعها للمالك المجاورين على شرط أن يعتمد ذلك من وزير المالية وشرط هذا القانون واضح وهو‬
‫عدم االستعمال المطلق المؤدي إلى زوال الصفة العامة (يراجع في معنى عدم االستعمال الذي يزيل الصفة العامة ما سبق ذكره من الشروط‬
‫التي تزيل الصفة العامة)‪.‬‬
‫التشريع في مصر‬
‫أما في مصر فالقانون المختلط قد وصفت األموال العامة في المادتين (‪ )25‬و(‪ )26‬منه وصفًا غير ٍ‬
‫كاف إذ قرر أن أمالك األميري‬
‫كاالستحكامات والمواني ال تقبل أن تكون مل ًكا ألحد (م ‪ ،)25‬وأن األشياء المعدة للمنافع العامة كالطرق والقناطر ونحو ذلك ال تقبل أن تكون‬
‫مل ًكا ألحد‪.‬‬
‫مقرر ا أن أموال الحكومة ال يحجز عليها ‪ -‬وأن األشياء المنقولة ملحقة باألموال العامة إذا تخصصت‬
‫ً‬ ‫وجاء القضاء المختلط في أحكامه‬
‫للمنفعة العامة (بوريلي بك صـ ‪.)67 - 66‬‬
‫أما القانون األهلي فالمادتان (‪ )9‬و(‪ )10‬مدني منه قد تكفلتا ببيان ما هو من األموال العامة على سبيل البيان إلى أن نص في المادة (‪)10‬‬
‫(بأنه يعتبر من األمالك العامة كافة األموال األميرية المنقولة أو الثابتة المخصصة لمنفعة عمومية بالفعل أو بمقتضى قانون أو أمر)‪.‬‬
‫أيض ا في المادة التاسعة عدم جواز تملكها بمضي المدة الطويلة وعدم إمكان التصرف فيها اللهم إال إذا كان التصرف فيها‬
‫ثم قرر القانون ً‬
‫بمقتضى قانون أو أمر‪.‬‬
‫بحث في الطرق العامة‬
‫ومن بين ما نصت عليه المادة التاسعة الطرق والشوارع وهذه الممرات إذا كانت غير مملوكة لفرد من األفراد اعتبرت عامة بوجه عام سواء‬
‫أكانت ببلد يسري عليه قانون التنظيم الصادر في ‪ 8‬ديسمبر سنة ‪ 1889‬أو ال يسري ‪ -‬ومسألة الصفة العامة للطرق العامة مرجعها‬
‫خاصا رغم مرور الناس عليه ألن‬
‫ً‬ ‫تخصيص الطرق نفسه لمنفعة الجمهور ‪ -‬فإذا كان الفرد يستعمله لمنفعته الخاصة اعتبر مملو ًكا مل ًكا‬
‫عندئذ يعتبر من قبيل التسامح ‪ -‬إال إذا راعته الحكومة بالرش والكنس والرصف واهتمت به وأهمله صاحبة المدة المكسبة‬ ‫ٍ‬ ‫المرور فيه‬
‫عام ا ‪ -‬فكأن الحكومة نفسها تكسب الملكية العامة بالتقادم من الملكية الخاصة ولكن ال تسمح لألفراد‬ ‫ٍ‬
‫للملكية بالتقادم الطويل وعندئذ يصبح ً‬
‫بالتملك بمضي المدة على األمالك العامة‪.‬‬

‫واألصل في الطريق العام أن يكون مطروقً ا ‪ -‬ولو يستعمله الناس في فترات متقطعة ‪ -‬والقرينة المفروضة بالنسبة إليه هو أن الطريق ملك‬
‫عام (وعلى من يدعي صفته الخاصة إثبات ذلك بكافة أوجه اإلثبات) ‪ -‬وال يهتم بعدم وجود قرار من الحكومة بانقالب الطريق إلى ملك خاص‬
‫‪ -‬ألن انقالب األمالك العامة إلى خاصة قد يرجع إلى الواقع أو القانون (م‪ .‬أ)‪.‬‬
‫عموميا (بند ( ‪ )839‬من مرجع القضاء)‪ ،‬وقد حكم بأنه إذا ترتب على تعديل‬
‫ً‬ ‫وقد حكم بأنه ال يشترط وجود إجراءات التنظيم العتبار الشارع‬
‫خط التنظيم تحويل شارع من جهة إلى أخرى تنتقل أرض الشارع القديم من ملك الدولة العام إلى الملك الخاص فإذا ترتب على تعديل خط‬
‫خاصا للحكومة باعتباره من زوائد التنظيم ‪ -‬ويتحول من الملك العام إلى الملك‬
‫ً‬ ‫التنظيم إلغاء شارع أو جزء من شارع فإنه يصبح مل ًكا‬
‫الخاص فيجوز للحكومة أن تتصرف فيه ‪ -‬ويكتسب لألفراد بمضي المدة‪.‬‬
‫أما عن األرض األثرية فقد حكم أنه ال تعتبر األرض أثرية إال إذا صدر قرار من السلطة المختصة بإدراجها بالكشف الملحق بقرار وزارة‬
‫األشغال الصادر في ‪ 7‬ديسمبر سنة ‪ - 1909‬وأن الحجارة واألتربة ال تعتبر من المنافع العامة إال بعد صيرورتها مل ًكا للحكومة وبعد وضعها‬
‫في محالت اآلثار حيث تكون المحاكم األهلية غير مختصة بالفصل في أصل ملكيتها (بند ( ‪ )841‬مرجع القضاء) ‪ -‬وهذا المبدأ أقررته المادة‬
‫السادسة من القانون الصادر في سنة ‪ 1912‬الذي وضح به أن األرض األثرية هي المقررة فعالً أو التي ستقرر بمقتضى قرار من السلطة‬
‫المختصة ‪ -‬وفي هذا قرر أن اعتبار األرض أثرية هو أمر متعلق بقرار يصدر من وزارة األشغال وعلى ذلك ال يفيد القول بأن القطعة‬
‫المتنازع عليها بين الجمهور ‪ -‬والحكومة معينة ومرسومة بخريطة فك الزمام وأن مصلحة اآلثار قد أدرجتها في بياناتها ورسومها وال يقيد‬
‫ذلك إال صدور القرار الصادر من الجهة المختصة بعد إدراجها بالكشف الملحق‪.‬‬
‫‪ - 1‬الترع والجسور‪:‬‬
‫صدر بشأنها حكم من محكمة النقض المصرية في ‪ 1937 /2 /4‬بالمجموعة الرسمية السنة ‪ 38‬صـ ‪ 272‬رقم (‪ )107‬قيل فيه إن شرط‬
‫جزءا من ترعة حصل تعديل مجراها‬
‫ً‬ ‫بقاء الملك العام أن تكون الحكومة دائبة على وضع يدها عليه مظهرة سلطتها فترك الحكومة ترعة أو‬
‫يعد في ذاته نقالً لهذه الترعة أو لهذا الجزء من األمالك العامة إلى األمالك الخاصة التي يجوز فيها التملك بمضي المدة الطويلة ‪ -‬وقد رجع‬
‫كثيرا من الشراح يرون‬
‫هذا الحكم إلى الـ ‪ Pandectes‬صحيفة ‪ - 243‬نبذة ‪ 24 - 1376‬ت ب تحت كلمة ‪ Domaine public‬وإ لى أن ً‬
‫أيضا أحكام‬
‫أن األموال العامة التي ال تقبل التصرف بسبب تخصيصها للمنفعة العامة تكون خاصة إذا وقف وزال هذا التخصيص (يراجع ً‬
‫استئناف مصر ‪ 1907 - 1 - 2‬لسنة ‪ 110 /11 /8‬واستئناف مصر ‪.)20 /1 /11 - 1930 /4 /9‬‬
‫حكما في ‪ 14‬إبريل سنة ‪ 1938‬السنة ‪ 19‬عدد‬
‫وقد حكمت محكمة النقض فيما يختص بثبوت الصفة العامة وعدمها بالنسبة للترع والجسور ً‬
‫‪ 1‬صـ ‪ 48‬رقم (‪ )47‬ذكر فيه‪:‬‬
‫( أ ) أن المحاكم األهلية ممنوعة من نظر الدعاوى المتعلقة باألموال األميرية العامة من وجهة طلب الملكية المدعى بها من األفراد ضد‬
‫الحكومة وفقًا للمادة (‪ )15‬من الئحة ترتيب المحاكم األهلية إذا خصصت هذه األموال للمنفعة العامة‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬بالرغم من أنه يتبين أن ملكية األفراد لهذه األعيان ثابتة لم تزل عنهم سبب من األسباب القانونية‪.‬‬
‫رسمي ا لنقلها للمنفعة العامة (وهذا معقول ألن الملكية العامة قد تتقرر من الملكية الخاصة إما‬
‫ً‬ ‫وثانيا‪ :‬بالرغم من أن الحكومة لم تتبع طريقًا‬
‫ً‬
‫بالقانون وإ ما بالواقع وإ ذا تقررت بالواقع فال حاجة إلجراء رسمي)‪.‬‬
‫هام ا هو أن ثبوت الصفة العامة لألعيان العامة هو أمر جوهري وأساس لمنع المحاكم من سماع الدعوى المتعلقة‬
‫(ب) وقرر هذا الحكم مبدأ ً‬
‫بها من حيث الملكية ‪ -‬فإن كانت الصفة العامة محل نزاع فإن المحاكم تملك البحث في ثبوت هذه الصفة أو عدم ثبوتها ثم تبني حكمها على‬
‫نتيجة هذا البحث‪.‬‬
‫أيض ا أن كون ترعة عمومية أو غير عمومية هو وصف قانوني حددت الئحة الترع والجسور معناه فمن واجب المحكمة الرجوع‬ ‫(ج) وقررت ً‬
‫ٍ‬
‫بكاف وال يعتبر االعتماد على تقرير الخبير وحده المبني على خريطة فك الزمام‪.‬‬ ‫إلى هذه الالئحة واألخذ بها في إثبات هذه الصفة وليس‬
‫عموميا بشرط أن تصرف عليه وزارة األشغال‪،‬ـ وبشرط أن‬
‫ً‬ ‫أيضا بالنسبة للمصارف ‪ -‬أن المصرف الذي يصرف لبالد متعددة يكون‬
‫وقد حكم ً‬
‫مندرجا في جدول وزارة األشغال (بند (‪ )844‬مرجع القضاء) وقيل بأن حرم الترعة وجوانبها المنصوص عليه بالمادة (‪ )9‬ال يكون‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫خاصا ‪ -‬وال يصح االدعاء بأن الترعة بغير حرم ارتكا ًنا على أن في الحرم ٍ‬
‫مبان للغير ألن تلك المباني إما أن تكون قد حصلت بطريق‬ ‫ً‬ ‫مل ًكا‬
‫التعدي وأما أن تكون الحكومة قد أباحتها من طريق التسامح بند (‪ )845‬من المرجع السابق‪.‬‬
‫عاما حتى ولو منعت الحكومة الناس من الدفن فيها بل تبقى هذه الصفة ما دامت‬ ‫وقد حكم بأن الجبانات تعتبر من المنافع العامة ومل ًكا ً‬
‫الحكومة لم تقرر إعادتها لألمالك الخاصة بأمر (وهذا الحكم ال يتفق مع الرأي بأن األموال تتغير إما بقانون أو بالواقع من خاصة إلى عامة‬
‫والعكس جائز (وهذا الحكم منشور بالبند (‪ )858‬من مرجع القضاء)‪.‬‬
‫وهي تبقى كذلك جبانات ما دامت حافظة لمعالمها غير قابلة للتملك بمضي المدة حتى ولو ‪ -‬أوقف الدفق فيها مدة طويلة والعبرة بزوال‬
‫الصفة العامة وهي ال تزول إال بزوال المعالم‪.‬‬
‫جزءا من تلك األموال بفقد‬
‫ً‬ ‫عقارا من أمالكها العامة ولم تعد معتبرة‬
‫ومن المفهوم بداهة أن المنافع العامة تزول بالترك فإذا تركت الحكومة ً‬
‫جزءا من أمالكها الخاصة التي يجوز التصرف فيه وتملكه بمضي المدة بند (‪ - )861‬المرجع السابق وال حق‬ ‫ذلك العقار صفته ويصبح ً‬
‫للحكومة في هدم المباني التي تشاد على أرض جبانة إلقامة زائري المقابر بشرط أن ال تحول تلك المباني إلى مساكن مستديمة بند (‪.)864‬‬
‫والجوامع ‪ -‬يمكن أن يكتسب بمضي المدة حق المطل على كل مسجد ال تكون الحكومة قائمة بإدارته أو بالصرف عليه ‪ -‬والمسجد الموقوف‬
‫والمخصص للعبادة الذي تقوم به الحكومة ال يمكن اكتساب حق المطل عليه وال يتملك بمضي المدة‪.‬‬
‫واألمالك العامة من المسلم أنها ني التي تملكها الدولة وللحكومة عليها حق استغاللها وإ دارتها واإلشراف عليها ‪ -‬ولها حق نقلها إلى أمالك‬
‫خاصة والتصرف في الملك الخاص ‪ -‬وإ ذا كانت عامة فهي ال يتصرف فيها ‪ -‬وال يحجز عليها ‪ -‬وال تملك بوضع اليد المدة الطويلة ‪ -‬وال‬
‫ترفع الدعوى بشأن ملكيتها أمام المحاكم المدنية‪.‬‬
‫والتفرقة بينهما ليست قديمة بل هي من عمل رجال الفقه الفرنسي ولم يرد نص ال في الفرنسي وال في المصري في بيان األداة المميزة‬
‫للتفرقة بينهما‪.‬‬
‫وقد اختلف الشراح في بيان هذه األداة فقال هوريو أن الصفة العامة التي تفرق بينهما هي الوقف والرصد والوجود ‪ -‬وقال ‪ Domat‬أن‬
‫األمالك العامة هي ما كانت بحسب طبيعتها وذاتها ال يمكن أن تملك بمضي المدة ‪ -‬ورأى كوالن وكابيتان صـ ‪ 708‬هي أن تكون هذه األموال‬
‫ألجل أن تسبغ عليها الصفة العامة ‪ -‬في خدمة المجموع ‪ -‬والواقع أن هذه التعاريف ال تغني عن وجود النص الصريح‪.‬‬
‫خاصا إنما يأتي من أن الكافة وجمهور الناس هم المالك للمنفعة العامة وليس‬
‫ً‬ ‫وحق الحكومة على الملك العام ال يأتي من أنها تملك مل ًكا‬
‫خاصا فهي ال تستطيع‬
‫ً‬ ‫للحكومة إال حق اإلشراف واإلدارة وعليها جباية هذه األموال العامة وحفظها وما دام أن الحكومة ال تملكها مل ًكا‬
‫التصرف فيها بالبيع أو بالرهن ‪ -‬إنما لها حق االستغالل فيجوز لها تأجيرها وضم اإليجار إلى ملك الحكومة‪.‬‬
‫وتتقرر الملكية العامة من خاصة إلى عامة بمقتضى النص بالمادة (‪ )10‬إما بفعل الواقع أو بفعل القانون وإ ما تقرير القانون فاألمر واضح‬
‫وإ ما تقريرها بفعل الواقع فمضمونه أن الحكومة تملك األمالك الخاصة وتقرر عليها المنفعة العامة وتتملكها بمضي المدة الطويلة وتقرير‬
‫الملك الخاص من عام إلى خاص فيكون بزوال الصفة العامة‪ ،‬وما دام أن القانون يقرر أن اكتساب الملك العام يكون القانون أو الواقع‬
‫ٍ‬
‫وعندئذ يترتب للفرد حقوق خاصة على هذا المال وال يتعارض ذلك مع‬ ‫أيضا أي أن الملك العامة يزول بزوال الصفة العامة‬
‫فالعكس صحيح ً‬
‫خاصا بوجود‬
‫ً‬ ‫المبدأ القائل بعدم تملك حقوق عينية على المال العام ‪ -‬ألن محل البحث هو وجود الصفة العامة أو عدم وجودها وليس األمر‬
‫حق عيني على المال العام ألن زوال الصفة العامة هو ما يقتضي بحثه أوالً ثم يبحث بعد ذلك فيما إذا كان قد تقرر حق عيني على الملك‬
‫الخاص أم ال‪.‬‬
‫وقد اتفق العلم والعمل على أنه إذا فقد العقار صفته العمومية أصبح من األمالك الخاصة التي يجوز التصرف فيها (ويمكن تملكها بوضع اليد‬
‫المدة الطويلة) (محاماة ‪ 10‬سنة ‪ 6‬صـ ‪.)865‬‬
‫واألمالك األميرية إذا لم تستمر مخصصة للمنفعة العامة يجوز تملكها بوضع اليد المدة الطويلة مثلها في ذلك مثل ما إذا كانت قد أخرجت من‬
‫الملك الخاص إلى الملك العام بمقتضى قانون أو أمر (مجموعة رسمية نمرة ‪ 91‬صـ ‪ 195‬محاماة سنة ‪ 7‬عدد ‪ 480‬صـ ‪.)826‬‬
‫وقد حكم في كيفية انقالب الصفة العامة وإ رجاع المال العام إلى خاص أن الفقه والقضاء توافقا على التفرقة بين الملك الميري بطبيعته‬
‫حكما (يراجع ما ذكر بالحكم المنشور بمجلة المحاماة لسنة ‪ 11‬صـ ‪.)38‬‬
‫والملك الميري ً‬
‫ميري ا بمقتضى قانون أو أمر ‪ -‬واألول (الطبيعي) كمجرى النهر والطرق (وهذا خطأ ألن الطرق ليست‬
‫والملك الميري حكما الذي يصير مل ًكا ً‬
‫حكما)‪ ،‬وهذا النوع األول ال حاجة به إلى إصدار قانون أو أمر‪.‬‬
‫أمواالً طبيعية بل هي أموال عامة ً‬
‫(وهذا صحيح بالنسبة لألموال العامة الطبيعية أما أمر الطرق ولو أنها طبيعية فهي ليست في احتياج إلى إصدار أمر أو قانون لتنقلب إلى ملك‬
‫خاص بل قد تنقلب إلى ملك خاص بحكم الواقع كما مر ذكره في أكثر التشريع المدني) ‪ -‬أما النوع الثاني كالحصون والقالع فال يمكن تغيير‬
‫من صفة عامة إلى صفة خاصة إال بمقتضى قانون أو أمر (وهذا صحيح ألن االستحكامات والحصون في فرنسا صدر بشأن إدراجها في الملك‬
‫العام وبشأن إخراجها من هذا الملك ‪ -‬صدر بشأن ذلك ‪ -‬قانون خاص قيل فيه أن األمالك الحربية ‪ ………-‬ال تزول وال تهدم إال بمقتضى‬
‫قانون)‪.‬‬
‫(يراجع الحكم المعلق عليه السابق اإلشارة إليه بمجلة المحاماة السنة ‪ 11‬صحيفة ‪.)38‬‬
‫بحث ملحق في الصفة العامة التي للطرق العمومية‬
‫تمام ا للدراسة السابق إيضاحها عن التشريع والقضاء من المحاكم المصرية يجب اإلشارة إلى ما قضت به محكمة النقض المصرية في هذا‬
‫وإ ً‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫وفي الدعوى رقم (‪ )16‬لسنة ‪ 3‬قضائية بالحكم الصادر في ‪ 7‬ديسمبر سنة ‪ 1933‬كانت الحكومة قد باعت بمقتضى حجة شرعية بتاريخ ‪8‬‬
‫أرضا على جملة مساحات محددة فيما بينها بطرق لم يشملها البيع فرفعت الحكومة دعوى ألن المشتري‬
‫إبريل سنة ‪ 1886‬إلى أحد األفراد ً‬
‫اغتصب هذه الطرق وأقام عليها جملة ٍ‬
‫مبان فرفع المجلس المحلي دعوى تثبيت ملكية للقدر المغتصب وإ زالة هذه المباني في ظرف مدة‬
‫معينة وإ ال تجري الحكومة إزالتها بمصاريف ترجع بها على المغتصب فقضت المحكمة االبتدائية بالطلبات فاستأنف المغتصب الحكم‬
‫خبيرا ألداء األعمال المبينة‬
‫باالستئناف رقم (‪ )1130‬سنة ‪ 45‬قضائية‪ ،‬وقضت محكمة االستئناف األهلية بإلغاء الحكم المستأنف بعد أن ندبت ً‬
‫بأسباب الحكم التمهيدي‪.‬‬
‫فطعنت النيابة وبنت طعنها على أن المحكمة االستئنافية أخطأت في تطبيق القانون ألن الطرق العامة ال تتحول إلى خاصة بمجرد الترك‬
‫‪ abandon‬وأنها ال تزول صفتها العامة بفعل الغصب‪.‬‬
‫وأما محكمة االستئناف األهلية فقد قررت في أسباب حكمها‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن ورود الطرق في حجة المشتري من الحكومة ال يدل في ذاته على تخصيص هذه الطرق للمنفعة العامة بل يجب أن تكون قد خصصت‬
‫هذه الطرق فعالً للمنفعة العامة بمرور األهاليـ عليها وأن يستمر هذا التخصيص بعد شراء المدعي فإذا أهملت الحكومة هذه الطرق ولم‬
‫تستعملها للمرور ولم تالحظها ولم تمنع تعدي الغير عليها زالت عنها الصفة العامة وأصبحت من األمالك الخاصة التي يجوز تملكها بمضي‬
‫المدة واستندت في هذا إلى ما جاء بالفقرة (‪ )11‬من المادة (‪ ،)9‬والمادة (‪ )10‬من القانون المدني من أن األمالك العامة تتقرر بمقتضى‬
‫القانون أو الفعل وبديهي أن الترك وعدم االستعمال يقلبانها من عامة إلى خاصة‪ ،‬ولكن محكمة النقض رأت أن الحكم المنقوض قد تأثر‬
‫كليا عن نظام القانون المدني الفرنسي‪.‬‬
‫بأقوال شراح وأحكام المحاكم في فرنسا مع أن نظام القانون المدني في مصر يختلف اختالفًا ً‬
‫والمادة (‪ )538‬فرنسي لما نصت عن الطرق اعتبرت الطرق والشوارع والحارات التي على نفقة الحكومة ‪- à la charge de l’Etat‬‬
‫مخصصا لمنفعة الجمهور ‪ -‬وأن‬
‫ً‬ ‫وأخيرا أجمع الشراح في فرنسا على أن الطريق يجب أن يكون‬
‫ً‬ ‫فكانت هذه العبارة مدعاة للتفسير وللتأويل‬
‫يكون مطروقًا بصفة عامة ‪ -‬ومستمرة وأن يكون موضع عناية الحكومة من حيث التعبيد واإلنارة وغرس األشجار وإ ال اعتبر أنه ليست له‬
‫صفة األمالك العامة وجاز تملكه بوضع اليد ومضي المدة الطويلة المكسبة للملكية ‪ -‬وقد جرى قضاء المحاكم المختلطة على ما جرى به‬
‫القضاء في فرنسا ألن نصوص القانون المدني المختلط في هذا الموضوع مقتضية كما مر ذكره‪.‬‬
‫وافيا في المادة (‪ )9‬ما يأتي (يعتبر‬
‫شرحا ً‬
‫ً‬ ‫أما في القانون األهلي فقد تفادى الغموض وقرر بصراحة أنه يعتبر من األمالك العامة المشروحة‬
‫من األمالك العامة الطرق والشوارع والقناطر والحواري التي ليست مل ًكا لبعض أفراد الناس)‪ ،‬ثم خشى المشرع أن يكون قد فاته ذكر نوع‬
‫من األنواع فختم الفقرة (‪ )11‬من المادة (‪ )9‬بالقول (كافة األموال األميرية المنقولة والثابتة المخصصة لمنفعة عمومية بالفعل أو بالقانون)‪،‬‬
‫خاصا هو معرفة ما إذا‬
‫ً‬ ‫عموميا أم‬
‫ً‬ ‫وإ ذن الطرق العمومية مهما كانت عناية الحكومة ومهما كان عدم العناية بها فإن الفارق في كون الطريق‬
‫عموميا إال إذا قامت الحكومة بإثبات أنها تملكته وأنها قامت بجميع اإلجراءات‬
‫ً‬ ‫كان للطريق مالك أم ال ‪ -‬ففي الحالة األولى ال يكون الطريق‬
‫خاصا إذا كان له مالك‪.‬‬
‫ً‬ ‫التي يفرضها القانون بقانون نزع الملكية للمنفعة العمومية ‪ -‬وأما في الحالة الثانية فيعتبر‬
‫وبهذا يمكن االستنتاج من أن الفقرة (‪ )11‬مادة (‪ )9‬بالقول من أن األموال العامة ستخصص بالفعل أو بمقتضى قانون أو أمر ال ينصب على‬
‫جميع ما ذكر صراح ًة في المادة (‪ ،)9‬وال يتقرر الطريق العمومي بمقتضى الفعل ‪ -‬وليس ثمة شرط الصرف عدا الطريق‪.‬‬
‫ومتى ثبت أن الطريق ملك للحكومة فال يمكن زوال الصفة العامة عنه إال بمقتضى قانون أو أمر‪.‬‬
‫وبما أن المدعي الملكية قد أقر أن هذه الطرق كانت من ضمن أمالك الحكومة الخصوصية قبل إنشائها ‪ -‬وبما أنه ال ينازع الحكومة في‬
‫إنشاء هذه الطرق وهو وجودها وقت الشراء فال يمكنه أن يدعي ملكيتها بوضع اليد مهما طالت المدة ألنها أمالك عامة‬

You might also like