Professional Documents
Culture Documents
Qodoya
Qodoya
Qodoya
الفرقة الثالثة
الوحدة األولى
الودائع المصرافية
املطلب األول :مفهوم املصارف
لغة :مفرد مصرف ،ويطلق علي مكان الصرف ويه مسي البنك مصرفا .و مفهوم املصارف يف االصطالح :ينقسم إيل قسمني مصارف جتارية ،و مصارف غري جتارية.
البنك التجاري :يعترب بنكا جتاراي كل منشأة تقوم بصفة معتادة بقبول ودائع تدفع عند البنك غري التجاري :يقصد ابلبنوك غري التجارية البنوك اليت يكون عملها الرئيسي التمويل
العقاري أو الزراعي أو الصناعي واليت ال يكون قبول الودائع من أوجه أنشطتها الرئيسية. الطلب أو بعد أجل ال جياوز سنة.
املطلب الثاين :نشأة املصارف املنظومة
يعترب الربع األخري من القرن السادس عشر امليالدي هو البداية الفعلية لنشأة البنوك يف العصر احلديث ،ففي مدينة "البندقية" أنشئ املصرف املسمى Bancodella Pizzadi
،Riaalroوأنشئ على مثاله فيما بعد بنك" أمسرتدام اهلولندي سنة 1906م ،ويعترب منوذجا املعظم املصارف األوربية اليت أسست فيما بعد ،وبوجود النهضة الصناعية اليت شهدها القرن
التاسع وصلت املصارف إىل هذه املرحلة اليت تشهدها اآلن .مث بعد ذلك انتقلت إىل العامل العريب واإلسالمي ،ويرجع اتريخ دخوهلا إىل مصر عام 1898م حيث أنشئ البنك األهلي
املصري برأس مال قدره مخسمائة ألف جنيه إسرتلين.
املطلب الثالث :أنواع املصارف
املصارف الزراعية البنوك املتخصصة البنوك املركزية البنوك التجارية
الذي تتوىل على توفري االئتمان مؤسسات مالية يقتصر دورها على وهي املؤسسة املسؤولة عن مراقبة وتوجيه النظام وهي مؤسسات ينشئها أفراد أو مجاعات أو حكومات
الالزم لتدبرياىحتياجات الزراعة تلقي ودائع األفراد واليت تقبل السحب املصرايف يف الدولة (أو يف جمموعة دول .وهي خلدمة قطاع معني من قطاعات اإلنتاج ،سواء كان زراعيا
من مستلزمات إنتاج (أمسدة أو صناعيا أو عقاراي يتخصص يف البنك .فمن هذه البنوك عند طلبها مباشرة ،أو بعد أجل قصري املرحلة الثانية من تطور البنوك التجارية.
وتقاوی – آالت ومعدات.. ما يلي: مهمة البنوك املركزية: (فرتة بسيطة).
اخل). .1املصارف االستثمارية :املصارف ملعاونة رجال .1وظيفة مصرفية :وهي توفري اخلدمات مهمة البنوك التجارية:
أو نقل أساليب التكنولوجيا األعمال والشركات الصناعية اليت حتتاج إىل األموال املصرفية للدولة .1قبول الودائع من األفراد.
احلديثة واملناسبة لتحديث النقدية لزايدة قدرهتا اإلنتاجية. .2وظيفة نقدية وائتمانية :وتقوم ابإلشراف .2تقدمي القروض للعمالء.
الزراعة وتعظيم اإلنتاج الزراعي، .2املصارف الصناعية :هو الذي يتوىل على منح على تنفيذ السياسة النقدية واالئتمانية .3أتجري خزائن األماانت للعمالء.
وتتعرض استثمارات هذه املنشآت الصناعية القروض طويلة ومتوسطة وقصرية للدولة. .4استبدال وحتويل العمالت يف
املصارف املخاطر ال تتعرض هلا األجل ،كما يقوم بتمويل املشروعات الصناعية .3وظيفة رقابية :وهي مراقبة املصارف األخرى الداخل واخلارج.
استثمارات املصارف األخرى. اجلديدة واملسامهة يف إنشائها وإقراض املشروعات ملساعدة استقرار النقد واالئتمان ودعم .5استثمار مدخرات العمالء.
القائمة. االقتصاد القومي. .6التعامل يف سوق األوراق املالية:
.3املصارف العقارية :وتقوم هذه املصارف املصارف .4إدارة احتياطات البالد من العمالت األسهم .السندات صكوك
التنمية العقارية بتقدمي القروض طويلة وقصرية األجل األجنبية ،ومراقبة أحوال التجارة اخلارجية. التمويل.
ملالك العقارات املبنية بضمان األراضي واملباين،
وللمالك الزراعيني بضمان األراضي الزراعية.
املطلب الرابع :أنواع الودائع املصرفية يف عرف البنوك
الودائع االدخارية أو ودائع التوفي الودائع ألجل أو الودائع الثابتة ودائع احلساب اجلاري
وهي املبالغ اليت يضعها أصحاهبا يف البنك بناء على اتفاق بينهما بعدم سحبها أو شيء منها إال وهي املبالغ اليت يودعها أصحاهبا يف البنك أبهنا املبالغ النقدية اليت تودع لدى
بعد إخطار البنك مبدة معينة ،ويدفع البنك للمودع فائدة إذا بقيت مدة معينة دون أن تسحب .وحيق هلم سحبها كاملة مىت شاءوا ،ويعطى املصارف بقصد أن تكون مهيئة
أصحاهبا فائدة تكون يف الغالب أقل من وتنقسم هذه الودائع إىل قسمي : للسحب عليها عند احلاجة ،وهي
.1الودائع ألجل اليت يتفق عند إيداعها على مدة معينة االسرتدادها ،وال جيوز يف العادة سحب فائدة الودائع الثابتة .وهي أشبه ابحلساابت متتلك الصفتني التاليتني :كوهنا حتت
اجلارية ،وإن اختلفت عنها يف التزام البنوك الوديعة إال يف هناية املدة املتفق. الطلب دائما ،وال تدفع املصاريف
.2الودائع إبخطار سابق ،وهي ودائع مؤجلة السحب مع االتفاق على وجوب تنبيه العميل التقليدية إباثبة أصحابه بفوائد ربوية. عليها فائدة حسب العادة.
على البنك برغبته يف اسرتداد وديعته قبل سحبه هلا بفرتة معينة.
1
القضايا الفقهية المعاصرة
الفرقة الثالثة
املبحث الثاين:
التكييف الفقهي والقانوين للودائع املصرفية وما يرتتب على ذلك من آاثر
املطلب األول :التكييف الفقهي والقانوين للودائع املصرفية
آراء العلماء يف تكييف الودائع املصرفية :اختلفت آراء العلماء املعاصرين يف التكييف الفقهي للودائع املصرفية هل تكون عقد وديعة حقيقية أم عقد قرض أم غري ذلك ،وكان اختالفهم على
النحو التايل:
الرأي الثاين :أن الوديعة املصرفية عقد وديعة شاذة أو انقصة. الرأي األول :أن الوديعة املصرفية عقد وديعة حقيقية
إن هذه الودائع عبارة عن مبلغ يوضع لدى البنك ويسحب منه يف الوقت الذي خيتاره املودع ،وهذا هو املراد يف الوديعة أبن هذه الودائع ال يلتزم البنك برد عينها ،وإمنا يرد مثلها ،وهي
احلقيقية ،وال توجد أية شائبة يف ذلك .وإذا كان البنك قد اعتاد أن يتصرف فيها حبسب جمرى العادة ،فإن هذا التصرف ختتلف عن القرض يف أن للمودع أن يطلبها يف أي وقت مما جيعل
املنفرد من جانب البنك ال ميكن أن حيسب على املودع وينسحب على إرادته فيفسرها على االجتاه من اإليداع إىل اإلقراض ،املودع لديه حيتفظ دائما مبا يساوي الشيء املودع نوعا ومقدارا.
وقد اعرتض على هذا :أبن هذا االجتاه خيالف نظام اإليداع فإن إرادة املودع مل تتجه أبدا يف هذا النوع من اإليداع حنو القرض.
ألن املودع يف هذا النوع من احلساب ال يقصد أبدا أن يقرض ماله للبنك ،وال أن يشاركه يف الربح أو الفائدة احلاصلة بعد املصريف؛ حيث إن املصرف ال حيتفظ يف خزائنه مبقدار من النقود
يساوي جمموع األموال املودعة لديه وإال تعطلت نشاطاته ،وإمنا استثماره ،وإمنا يريد إيداعه عند البنك حلفظه ،وحيث مل يقصد املودع اإلقراض فال ميكن أن نسمي فعله إقراضا.
اعرتض على هذا التكييف :يف الواقع أن املودعني يقصدون أن تبقى أمواهلم عند البنك بصفة مضمونة ،وأن تكون يد حيتفظ بنسبة معينة ،وهو ما يعرف ابالحتياطي القانوين ،ملواجهة
البنك يد ضمان ،وليست يد أمانة ،ويد الضمان ال تثبت ابلوديعة ،وإمنا تثبت ابلقرض ،فثبت أهنم يقصدون اإلقراض احتماالت طلبات الرد واالحتفاظ بنسبة من املبلغ وليس
االحتفاظ أبجزاء من األموال أبعياهنا. دون اإليداع مبعناه الفقهي الدقيق.
الرأي الثالث :أن الوديعة املصرفية عقد ذو طبيعة خاصة ،أو أنه ليس الرأي الرابع :أبن الودائع املصرفية تدخل الرأي اخلامس :إن هذه الوديعة قروض مستحقة الوفاء دائما أو
يف أجل حمدد. حتت عقد اإلجارة من العقود املسماة.
وقد اعرتض على ذلك :أبن النقود ال ميكن إن العربة ابملقصود من العقد وليست ابللفظ املستعمل ،فالواجب أبن هذا العقد ذو أهداف خمتلفة ،وهذا هو سبب الرتدد يف حلاقه بعقد
االنتفاع هبا مع بقاء أعياهنا ،وما ال ينتفع به عند حصول العقد أن ال ينظر لأللفاظ اليت يستعملها العاقدان الوديعة أو بعقد القرض ،فالعميل يودع النقود هبدف احلفظ ،واملصرف
حني العقد ،بل إمنا ينظر إىل مقاصدهم احلقيقية من الكالم الذي مع بقاء عينه ال يصلح للتأجري. يقبل هذه الوديعة هبدف استعماهلا.
يلفظ به؛ ألن املقصود احلقيقي هو املعىن وليس اللفظ ،وال الصيغة وقد اعرتض على هذا :أبن القرض عقد إرفاق يف األصل ،وقد خيرجعن
املستعملة وما األلفاظ إال قوالب للمعاين. هذا املقصد إىل مقصد آخر ،كحفظ املال ،واألمن عليه من السرقة ،وقد
وقد اعرتض على ذلك :إن إرادة املودع والبنك مل تنصرف إىل أقر هذا التوجيه فقهاء اإلسالم قدميا وحاضرا.
إرادة إنشاء عقد قرض وإمنا انصرفت إىل إنشاء عقد وديعة بداللة ولو قيل إن األموال ودائع ابملعىن احلقيقي أو الناقص لعدم استغالهلا
األلفاظ اليت جرت بينهما ،ومن مث وجب تكييف املعاملة وفق والعمل هبا تعداي أيمث املتصرف يف املال بسببه؛ ألنه ال جيوز ألحد االنتفاع
مقصود املتعاقدين. مبال غريه دون رضا صاحبه.
املطلب الثاين :اآلاثر املرتتبة على التكييف الفقهي للودائع املصرفية
اآلاثر املرتتبة على التكييف الفقهي للودائع املصرفية أبهنا ودائع اآلاثر املرتتبة على التكييف الفقهي للودائع املصرفية أبهنا قرض
الفرع األول :اآلاثر املرتتبة على التكييف الفقهي اللودائع املصرفية أبهنا قرض
حكم القرض :ال خالف بني العلماء يف جواز القرض شرعا ،وقد دل على جوازه أدلة كثرية من الكتاب ،والسنة ،واإلمجاع ،واملعقول ،وذلك على النحو التايل:
ط َواِل َْي ِه تُ ْر َجعُ ْو َن (البقرة)245 :
صُض َويَ ْب ُ سنًا فَ يُض ِهع َفه لَه اَ ْ
ض َعافًا َكثِ َْيةً ۗ َو هٰ
اّللُ يَ ْقبِ ُ ضا َح َ ض هٰ
اّللَ قَ ْر ً ِ
الدليل من الكتاب :قوله تعاىلَ :م ْن ذَا الَّذ ْي يُ ْق ِر ُ
وجه الداللة :فقد دلت هذه اآلية الكرمية على الرتغيب يف اإلقراض احلسن ،وأنه يؤدي إىل مضاعفة الثواب للمقرض.
الدليل من السنة :عن ابن مسعود - -أن النيب -ﷺ -قال" :ما من مسلم يقرض مسلما قضا مرئي إال كان كصدقتها مرة"
وجه الداللة :دلت هذه األحاديث على الرتغيب يف القرض احلسن ،وأن القرض له جزاء عظيم عند هللا تعالی.
الدليل من اإلمجاع :كما أمجع املسلمون يف كل مكان وزمان على مشروعية القرض وجوازه .يقول ابن قدامة " :وأمجع املسلمون على جواز القرض".
آاثر القرض
يرتتب على القرض بعض اآلاثر ,منها:
.1ملكية املقرتض ( البنك) للقرض :يرتتب على انعقاد عقد القرض صحيحا نقل ملكية الشيء املقرتض للغري لريد مثله ،وبذلك تنتقل ملكية الشيء املقرتض إىل املقرتض .وهذا واضح يف
الودائع املصرفية؛ حيث تنتقل ملكيتها للبنك ويلتزم برد مثلها.
.2االلتزام ابألجل عند رد القرض.
وقد اختلف الفقهاء يف الوقت الذي تنتقل فيه ملكية الشيء املقرتض األجل املشروط يف القرض :اختلف الفقهاء فيما إذا اتفق طرفا العقد عند اإلقراض على موعد لتسديد القرض،
فهل يلزم األجل أم ال ،على ثالثة آراء: للغري ،وذلك على النحو التايل:
2
القضايا الفقهية المعاصرة
الفرقة الثالثة
الرأي األول :إن القرض ال يتأجل ابلتأجيل ،ويعد حاال ،ويلزم الوفاء به عند طلب املقرض ولو بعد االقرتاض الرأي األول :إىل أن املقرتض إمنا ميلك املال املقرض ابلقبض.
بزمن يسري. واستدلوا على ذلك مبا يلي :إن مأخذ االسم دليل عليه؛ ألن القرض يف
إن عوض القرض يثبت يف الذمة حاال ،والتأجيل تربع من املقرض ،فال يلزم الوفاء به وكذلك األمر يف العارية اللغة القطع ،فدل على انقطاع ملك املقرض بنفس التسليم.
وسائر الديون احلالة. الرأي الثاين :إىل أن املقرتض ميلك القرض ملكا اتما ابلعقد وإن مل يقبضه.
الرأي الثاين :إن القرض يتأجل ابلتأجيل ،ويلزم املقرض االنتظار حىت حيني الوقت الذي اتفق على تسليم وحجته أن الرتاضي هو املناط يف نقل ملكية األموال من بعض العباد إىل
القرض فيه. بعض.
ۗ ِ ِها ِ َّ ِ
من الكتاب :قوله تعاىل :هاٰيَيُّ َها الذيْ َن ها َمنُ ْواا اذَا تَ َدايَنْ تُ ْم ب َديْ ٍن اىل اَ َج ٍل ُّم َ
س ًّمى فَا ْكتُ بُ ْوهُ (البقرة )282 :وجه الرأي الثالث :إىل أن املقرتض إمنا ميلك املال املقرض ابلتصرف.
الداللة :تدل هذه اآلية على جواز اشرتاط األجل يف الدين ،والقرض دين يدخل يف عموم اآلية. واستدلوا على ذلك :أبن القرض ليس بتربع حمض ،إذ جيب فيه البدل،
من املعقول :استدل أصحاب هذا الرأي ابملعقول :إن األصل يف مشروعية القرض حتصيل املنفعة للمقرتض، وليس على حقائق املعاوضات ،فوجب أن يكون متلكه بعد استقرار بدله
فكيف مينع من اشرتاط األجل الذي حيقق هذه املنفعة اليت شرع القرض من أجلها؟ الرأي الرابع :إىل أن القرض ال ميلك ابلقبض ما مل يستهلك.
الرأي الثالث :إن للمقرض املطالبة ابلتسديد ما دام املال املقرض ابقيا يف ملك املقرتض ومل يتعلق به حق واستدل على ذلك :أبن اإلقراض إعارة ،بدليل أنه ال يلزم فيه األجل ،إذ
لغريه. لو كان معاوضة للزم فيه ،كما يف سائر املعاوضات؛ وألنه ال ميلكه األب
إنه ما دام املال موجودة يف يد املقرتض ومل يتعلق به حق لغريه فال ضرر عليه يف إعادته إىل املقرض إن طالبه والوصي والعبد املأذون واملكاتب ،وهؤالء ميلكون املعاوضات ،فثبت بذلك
ابلسداد ،فيلزمه رده لصاحبه عند طلبه له. أن اإلقراض إعارة ،فتبقى العني على حكم ملك املقرض قبل أن يستهلكها
الرأي املختار :هو القول الثاين وهو لزوم األجل لقوة أدلته النقلية والعقلية ،ألن مطالبته برده قبل حلول املقرتض
األجل فيه ضرر بني عليه وسببا يف إفالسه .والقرض إمنا شرع لإلرفاق ابملقرتض ،وليس لإلضرار به.
األجل غي املشروط يف القرض
إن مل يشرتط عند االقرتاض وقت معني للوفاء ،فقد اختلف الفقهاء يف هذا القرض هل يعد حاال أم مؤجال على رأيني وذلك على النحو التايل:
الرأي الثاين :ذهب أصحاب هذا الرأي إىل أنه ال حيق مطالبة املدين الرأي األول :إىل أنه حال ،وأنه يلزم املدين التسديد عند طلب الدائن ،ولو بعد االقرتاض بزمن يسري.
هت اِهاىل اَ ْهِل َها ،قال" :القرض أمانة بسداد القرض حىت يقضي املقرتض وطره من املال الذي قبضه ،أو ميضي
اّللَ َيْمرُكم اَ ْن تُ َؤدُّوا ْاالَ همن ِ ِ
وقد استدل ابن حزم على هذا القول بقوله تعاىل :ا َّن هٰ َ ُ ُ ْ
زمان ميكنه من ذلك. ففرض أداؤها إىل صاحبها مىت طلبه".
الرأي املختار :أنه إن كان متت قرينة تدل على األجل عمل هبا ،وإن مل تكن قرينة وكان هناك عرف عمل به أيضا ،لقوله تعاىل ( :خ ِذ الْع ْفو وأْمر ِابلْعر ِ
ف ) .وأما إن مل يكن متت قرينة وال ُ َ َ َ ُ ْ ُْ
عرف ،وكان املقرتض يتضرر برد ما اقرتضه من مال حاال ،وجب على الدائن إنذاره ،ألن أصل مشروعية القرض اإلرفاق ابحملتاج.
فوائد الودائع املصرفية
مفهوم الفائدة يف اللغة :هي الزايدة حتصل لإلنسان ,واجلمع :الفوائد.
مفهوم الفائدة عند الفقهاء القدامي :عرف املالكية الفائدة وميزوا بينها وبني مصطلح" الربح "و" الغلة" وذلك على النحو التايل :فقد عرف ابن عرفة الفائدة أبهنا" :ما ملك ال عن عوض ملك
لتجر" ،وهو معىن قول فقهاء املالكية إن الفائدة" :هي اليت جتددت ال عن مال".
وعرف الربح بقوله :هو زائد مثن مبيع جتر على مثنه األول ذهبا أو فضة .والغلة :هي ما جتدد عن السلع املشرتاة للتجارة قبل بيعها ،كغلة عبد ومثرة مشرتي للتجارة.
مفهوم الفائدة يف االقتصاد الوضعي :الثمن الذي يدفعه املقرتض يف مقابل استخدام نقود املقرض ,وعادة ما يعرب عن هذا الثمن يف صورة نسبة مئوية يف السنة.
حكم الفوائد املصرفية
الرأي األول :فإن هذه الفوائد تكون زايدة مشروطة يف عقد قرض ,و الزايدة املشروطة يف القرض الرأي الثاين :إىل أن الفائدة اليت أيخذها صاحب املال زايدة على رأس املال الذي أودعه
للبنك حالل ال حرمة فيها. حرام ،وأهنا من الراب.
الدليل من الكتاب :قول هللا تعاىل ( :وأحل هللا البيع وحرم الراب .))...وجه الداللة :تدل هذه واستدل أبن تعيني الربح مبقدار معني من املال ملن أودع ماله يف البنك يعترب مضاربة شرعية.
اآلية صراحة على حرمة الراب؛ لقوله "وحرم الراب" واأللف والالم هنا للعهد وهو ما كانت العرب تفعله .وقد اعرتض على هذا الدليل:
الدليل من السنة :عن فضالة بن عبيد أن رسول هللا -ﷺ -قال " :كل قرض جر مفعة فهو وجة إنه مما ال خالف فيه بني الفقهاء أنه يشرتط يف عقد املضاربة حتديد مقدار نصيب كل من
من وجوه الراب" .وجه الداللة :يدل هذا احلديث داللة واضحة على أن كل قرض يرتب عليه أية صاحب املال والعامل من الربح احملقق عند العقد ،ويشرتط أن يكون هذا املقدار جزءا
شائعا كالنصف أو الثلث أو الربع أو حنو ذلك. منفعة يكون ن ذلك من ابب الراب ،ومن هذه املنافع هو رد رأس املال وزايدة.
الفرع الثاين :اآلاثر املرتتبة على التكييف الفقهي للودائع املصرفية أبهنا وديعة
رد الوديعة االنتفاع ابلوديعة
الغصن األول :االنتفاع ابلوديعة
الصورة الثالثة :االنتفاع ابلوديعة ابستثنارها الصورة الثانية :االنتفاع ابلوديعة ابإلنفاق الصورة األوىل :االنتفاع ابستعمال الوديعة
3
القضايا الفقهية المعاصرة
الفرقة الثالثة
وديعة Note: dari pembahasan untuk jaga-jaga dibaca/dihafal juga. Karena terjadi perbedaanالصورة الثالثة :االنتفاع ابلوديعة ابستثمارها sampai denganالفرع الثاين :اآلاثر املرتتبة على التكييف الفقهي للودائع املصرفية أبهنا
pendapat apakah dia muqoror atau tidak.
4
القضايا الفقهية المعاصرة
الفرقة الثالثة
الوحدة الرابعة
أحكام عقد التأمين
املبحث األول :يف تعريف عقد التأمي
املطلب األول :يف بيان معىن العقد والتأمي لغة واصطالحا
التأمي لغة :أصل األمن مبعىن طمأنينة وعدم اخلوف .واصطالحا :جند أن العقد عند الفقهاء الشرعية له معنيني:
املعىن العام :وهو الشائع عند فقهاء املالكية والشافعية واحلنابلة .فهو التصرف الذي ينشأ عنه املعىن اخلاص :ارتباط بني اثنني إبجياب يصدر من أحدمها ،وقبول يصدر من اآلخر
على وجه مشروع يظهر أثره يف احملل( ,املعقود عليه). حكم شرعي ،سواء صدر من طرف واحد ،أو من طرفني.
أما التأمي يف االصطالح القانوين واالقتصادي :فهو عقد يلتزم أحد طرفيه -وهو املؤمن قبل الطرف اآلخر ،وهو املستأمن ،أداء ما يتفق عليه عند حتقق شرط أو حلول أجل يف نظري
مقابل نقدي معلوم(Hafalkan ini) .
املطلب الثالث :يف أغراض التأمي على احلياة
ليس الغرض من التأمني على احلياة التأمني من فوات احلياة ،ولكن له أغراض أخرى خمتلفة منها :
أن املستأمن قد يرغب يف ترميم آاثر موته على زوجته وأوالده وابقي أفراد أسرته الذين يعوهلم من كسب عمله ،أبن جيدوا بعد فقده مبلغا ميكن أن يعيشوا به. .1
أن املستأمن قد يرغب يف االطمئنان على أنه إن عاش بعد السن املتفق على دف ع املبلغ فيه إليه ،كالستني مثال ،وهي السن اليت يكاد يفقد فيه القدرة على العمل بيسر وسهولة. .2
قد يقصد املستأمن جمرد االدخار -وهذا يلجأ إليه كثري من املوظفني والعمال -لتكون مبلغا كبرية ،و أيخذه مع أرابحه عند األجل ،ولوال ذلك ألنفق كل راتبه ومل يتمكن من االدخار. .3
بث الطمأنينة واألمان :فاملخاطر تشعر اإلنسان ابلقلق ،فإذا أمن ضدها عادت الطمأنينة إىل نفسه وأقدم على مشروعاته آمنا .فيزيد إنتاجه كما يزيد اإلنتاج القومي. .4
زايدة فرص االئتمان ،ألن وثيقة التأمني ميكن رهنها وهي تتيح للمؤمن له أن يقرتض من املؤمن (سلفة على الوثيقة) ،كما يطمئن الدائنني(sebutkan minimal empat saja) . .5
املطلب الرابع :أنواع التأمي
ابعتبار املصلحة فيه ابعتبار غرض التأمي ابعتبار حمل العقد ابعتبار طبيعة التأمي
التقسيم األول :ابعتبار طبيعة التأمي
التأمي التجاري التأمي التعاوين أو ابالكتتاب
وهو أتمني تتفق فيه جمموعة من األشخاص فيما بينهم على تعويض األضرار اليت قد تلحق أبحدهم وهو أتمني تتفق فيه شركة مع عمالئها على تعويضهم عن األخطار املؤمن ضدها نظري دفع
كل منهم قسطا اثبتة. إذا حتقق خطر معني.
التقسيم الثاين :ابعتبار حمل العقد
فالتأمي البحري والتأمي اجلوي التأمي البحري
هو التأمني على السفن واملراكب والبضائع اليت هو التأمني لتغطية أخطار النقل اجلوي اليت تتعرض هلا الطائرة ،أو هو التأمني لتغطية األخطار اليت ال تدخل يف نطاق التأمني البحري
واجلوي محولتها من األشخاص والبضائع. تنقل عن طريق البحر ،أو النهر
التقسيم الثالث :ابعتبار غرض التأمي
أتمي من األضرار أتمي على األشخاص
وهو التأمني الذي يكون غرضه تعويض املستأمن عما يلحق به ضرر عند حتقق اخلطر املؤمن وهو التأمني الذي يقصد به دفع مبلغ من املال إذا تعرض اإلنسان اخلطر يف شخصه.
منه ،حيث ال ينظر فيه إال إىل مقدار الضرر احلادث فعال ,وهو نوعان: التأمي على ما دون احلياة التأمي على احلياة
أتمي ضد املسئولية أتمي على األشياء هو عقد يلتزم مبقتضاه املؤمن مقابل أقساط أبن يدفع وهو أنواع أمهها أتمني من
ويقصد به تعويض املؤمن له عن وهو التأمني من األضرار اليت تلحق ابملستأمن لطالب التأمني أو لشخص اثلث مبلغا من املال عند اإلصاابت ،أي أتمني من إصابة
من جراء رجوع الغري عليه ابملسؤولية. خسارة حلقت بشيء من أمواله. موت املؤمن على حياته ،أو عند بقائه حية مدة معينة .تنشأ عن سبب داخل البدن.
5
القضايا الفقهية المعاصرة
الفرقة الثالثة
قبل ذلك فإن التأمني ينتهي وتربأ ذمة املؤمن ويستبقى أقساط املؤمن على حياته نفسه إذا بقي حيا املصنع أو البنك ابلتأمني على عماله وموظفيه
ومنتسبيه. عند انقضاء هذه املدة. التأمني اليت قبضها.
صور التأمي حلالة الوفاة
أتمي البقيا التأمي املؤقت التأمي العمري أو ملدى احلياة
وهو أتمني يستحق فيه املستفيد مبلغ التأمني عند وهو أتمني ال يستحق فيه مبلغ التأمني إال إذا مات املؤمن على وهو أتمني ال يستحق فيه مبلغ التأمني للمستفيد إال إذا بقي حيا بعد
حياته خالل مدة معينة ،فإذا عاش بعدها فال يستحق مبلغ التأمني موت املؤمن على حياته ،فإذا مات املستفيد قبل موت املؤمن على وفاة املؤمن على حياته أاي كان وقت الوفاة .
حياته فال يدفع املؤمن مبلغ التأمني وال يرد األقساط. وال يسرتد ما دفع من أقساط.
النوع الثاين :التأمي على ما دون احلياة
التأمي من املرض التأمي من اإلصاابت
وهو عقد يلتزم مبقتضاه املؤمن يف مقابل أقساط التأمني أن يدفع للمؤمن له أو وهو عقد مبوجبه يلتزم املؤمن له أقساط التأمني للمؤمن الذي يتعهد به يف حالة ما إذا مرض املؤمن له يف
للمستفيد يف حالة موت املؤمن له مبلغ التأمني يف حالة ما إذا حلقت املؤمن له إصابة أثناء مدة التأمني أبن يدفع له مبلغا معينا دفعة واحدة أو على أقساط ,وأبن يرد له مصروفات العالج
واألدوية كلها أو بعضها حسب االتفاق . بدنية ،وأبن يرد له مصروفات العالج واألدوية كلها أو بعضها.
التقسيم الرابع :ابعتبار املصلحة فيه
التأمي االجتماعي والتأمي اخلاص
وهو أتمني من يعيشون على كسب عملهم من األخطار اليت قد حتول بينهم وبني أداء هذا العمل ،كالتأمني يهدف املستأمن منه إىل محاية مصلحته اخلاصة ،ولذلك فهو اختياري من حيث
ضد املرض ،والعجز ،والشيخوخة ،والبطالة ،ويقوم هذا التأمني على فكرة التضامن االجتماعي فيدفع املبدأ -إال يف بعض حاالت – يقوم به الفرد احتياطا ملستقبله ،ولذلك يتحمل
املؤمن له جزءا من قسط هذا التأمني وتتوىل الدولة أو صاحب العمل دفع اجلزء الباقي. وحده أقساط التأمني.
وللتأمي االجتماعي أنواع وهي :
.1نظام التقاعد :وهو أن جتعل الدولة للموظف راتبة عند بلوغه سنا معينة ،أو بعد قضائه يف الوظيفة مدة معينة مقابل اقتطاع جزء من راتبه الشهري.
.2الضمان االجتماعي :وهو أن جتعل الدولة أو من ينوب عنها للموظف تعويضات يف حالة اإلصابة ابملرض أو العجز أو الشيخوخة مقابل اقتطاع جزء من راتبه الشهري.
.3التأمي الصحي :وهو أن تتكفل الدولة بتقدمي العالج الالزم للموظف املريض مقابل قسط شهري يدفعه.
املبحث الثاين
املطلب األول :يف بيان أركان عقد التأمي
حمل العقد الصيغة العاقدان
إن حمل عقد التأمني الذي يتمثل يف العملية القانونية املراد حتقيقهاوهي اإلجياب ،والقبول ،وهي من حيث املبدأ تتم ابللفظ، ومها املؤمن أي الشركة ،واملؤمن له ،أو املستأمن وهو طالب
هو تغطية – أو ضمان -خطر معني يتجسد يف ضياع قيمة مالية، والكتابة ،وحنومها من وسائل التعبري عن اإلرادة ،وكذلك التأمني.
أو حلول أجل معني ،أو بصفة عامة حدوث واقعة مستقبلية وذلك بوسائل االتصال احلديثة ،ولكنها هنا هي العقد املكتوب ويشرتط فيهما ما يشرتط يف العقود املالية من توافر أهلية
يف مقابل قسط ،فإذا حتقق اخلطر التزم املؤمن بدفع مبلغ التأمني. الذي ينظم العالقة بني الطرفني .حيث جرى العرف بني األداء الكاملة (أي الرشد والبلوغ) يف العاقدين أو أهلية األداء
شركات التأمني على أن التعاقد ال يتم مبجرد االتفاق لذلك فعناصر احملل املعقود عليه هي :اخلطر ،والقسط ،ومبلغ التأمني. الناقصة ( التمييز) عند من أجاز تصرفات الصيب املميز إبذن
الشفهي ،وإمنا من خالل وثيقة أتمني موقعة من الطرفني .فالقسط حمل التزام املستأمن. وليه ،أو وصيه ،أو إجازته (وهم مجهور الفقهاء).
املطلب الثاين :يف بيان املراحل العملية إلبرام عقد التأمي (مراحل الرتاضي).
مير إبرام عقد التأمني مبراحل عملية متوالية نذكرها مع ما يتعلق هبا من أحكام قانونية أو فقهية ،وهي :
أوال :طلب التأمي :يقدم طالب التأمني طلبا حتريراي إىل املؤمن (شركة التأمني ) يبني فيه رغبته يف التأمني على حياته أو أمواله وممتلكاته على أن تقوم شركة التأمني إبصدار مذكره مؤقته
للتأمني على الشيء املراد التأمني عليه حلني إصدار وثيقة التأمني األصلية.
اثنيا :مذكرة التغطية املؤقتة :أبن يتفق طالب التأمني مع املؤمن على تغطيته مؤقتة ،وأتمينه من اخلطر يف الفرتة اليت متضي قبل أن يتسلم وثيقة التأمني النهائية ،وذلك عن طريق مذكرة تغطية
مؤقتة يوقعها املؤمن ،وهلا حالتان :حالة تعترب فيها املذكرة دليال مؤقتا على العقد النهائي ,وحالة تتضمن املذكرة اتفاقا مؤقة ملدة حمددة مقبل قصط معني.
اثلثا :وثيقة التأمي :ويسمی بعد وصول اإلجياب البات من املستأمن إىل املؤمن فإنه يعترب قبوله ب :حترير وثيقة التأمني ،وبتوقيعها ،وإبرساهلا إىل املستأمن.
رابعة :ملحق وثيقة التأمي :هو اتفاق إضايف ما بني املؤمن واملؤمن له يلحق ابلوثيقة األصلية ،ويكون من شأنه أن يعدل فيها .وحىت ترتتب على امللحق آاثره فال بد من توافر عدة شروط
وهي( :أ ).وجود عقد التأمني وقد سبق إبرامه( .ب ).إرادة املتعاقدين يف إجراء تعديل أو إضافة على الوثيقة األصلية( .ج ).أن يكون التعديل مبقتضى اتفاق طريف العقد ،أما إذا كان
التعديل حبكم القانون أو إبرادة املستأمن فال يعترب هذا التعديل ملحقا للوثيقة األصلية.
اآلاثر املرتتبة على امللحق هي:
6
القضايا الفقهية المعاصرة
الفرقة الثالثة
اعتبار امللحق جزء مكمال للوثيقة األصلية ،اقتصار أثر امللحق على إثبات االتفاق الذي يكون التعديل اعتبارا من وقت االتفاق على يف حالة التعارض بني امللحق والوثيقة األصلية
فإن العربة مبا هو وارد يف امللحق امللحق ال قبل ذلك. جرى به التعديل. ومندجمة معها.
7
القضايا الفقهية المعاصرة
الفرقة الثالثة
.2االشرتاكات اليت يدفعها األعضاء يف التأمي التعاوين قد تكون اثبتة ،وقد تكون متغية؛ وختصص هذه االشرتاكات األداء التعويض املستحق ملن يصيبه الضرر الذي حيدث خالل
السنة فبزايدة الضرر يزيد االشرتاك ،وبنقصان الضرر يقل االشرتاك.
.3انعدام عنصر الربح :القسط يف التأمني التعاوين أقل منه يف التأمني التجا ري؛ ألنه ال تراعى فيه نسبة الربح ،و ال توجد عموالت ،وال مصاريف إدارية من أي نوع.
.4اجتماع صفيت املؤمن واملؤمن له يف كل عضو من أعضاء اجلمعية؛ يسمى ابلتأمني التباديل ،ألن كل واحد من األعضاء يؤمن اآلخر من نفس اخلطر على سبيل التبادل.
.5عدم احلاجة إىل وجود رأس مال :حيث يتم إنشاء مشروعات التأمني التعاوين عندما يتفق عدد كبري من األعضاء املعرضني خلطر معني على توزيع اخلسارة اليت حتل أبي منهم عليهم
مجيعا ،مما يؤدي إىل عدم احلاجة إىل رأس مال.
.6توفي التأمي أبقل تكلفة ممكنة؛ وذلك لعدة عوامل منها :غياب عنصر الربح ,واخنفاض املصروفات اإلدارية ،فال حيتاج األمر إىل وسطاء أو مصروفات أخرى مثل الدعاية واإلعالن.
.7قيامه بدور اجتماعي خلدمة البيئة واجملتمع.
Note: Jika disuruh sebutkan secara “Ijmal” maka, antum cukum tuliskan yang di Bold/dicetak tebal saja. Akan tetapi, apabila disuruh sebutkan secara “Ijaz” maka, antum tuliskan semuanya.
8
القضايا الفقهية المعاصرة
الفرقة الثالثة
9