Professional Documents
Culture Documents
ت ّم بعون هللا تعالى وفضله كتابة هذا البحث المتواضع الّذي هو بين أيديكم اآلن ،ففي هذا البحث سنناقش إن شاء
هللا مشكلة البطالة في الدّول العربيّة ،وإن الجميع يعلم مدى خطورة البطالة وآثارها السّلبيّة على الفرد والمجتمع،
وإن هذا البحث يهدف إلى التّعريف بأسبابها وآثارهاوما تؤدّي إليه من الفساد وانتشار الجريمة وغيرهاّ ،
وأنواعها وطرق عالجها ،باإلضافة إلى وجهات النّظر حول هذه المشكلة ،والحمد هلل.
ما هي البطالة
الرجال
البطالة مشكلة ٌمن المشاكل االقتصادية والسياسية واالجتماعيّة ،وهي مصطل ٌح يُطلق على الفئة من ّ
شباب القادرين على العمل الّذين لم يستطيعوا االندماج واالنخراط في األعمال لعدّة أسباب ،كذلك هي مشكلةٌوال ّ
ّ
خطيرة تحدّ من فرص العمل وتقللها بسبب عجز الدّولة المسؤولة عن توفير اإلمكانيّات وفرض العمل المناسبة
سنتعرف عليها في اآلتي.
ّ لك ّل فئة ،وأيضًا تكون نتيجةً لعدّة أسباب
أنواع البطالة
البطالة االحتكاكية :وهي البطالة الّتي تحدث عندما يكون عدد الباحثين عن الوظائف أكبر بكثير من •
فرض العمل المتاحة ،أو عدم وصول القائمين على العمل الّذي يطلبون موظفين إلى الباحثين عن
العمل.
البطالة الهيكليّة :وهي النّوع الّذي ينتج عن اختالف المؤ ّهالت العا ّمة للباحثين عن العمل ،مع •
المؤ ّهالت الّتي يطلبها ويريدها القائمون على العمل ،حيث يمكن أن تكون فرص العمل مساويًة لعدد
ّ
ولكن المانع يكون في المؤهالت واإلمكانيّات. الباحثين العمل
ّ ّ ّ
البطالة الدّوريّة :هي البطالة التي تنتج عن تضخم أعداد الباحثين عن العمل وتجاوزه المستوى الطبيعي •
ظروف. نتيجة العديد من ال ّ
يقرر العاملون على استبدال الدّوام الجزئي بالدّوام الكامل، البطالة الناقصة :تنتج البطالة الناقصة عندما ّ •
وزيادة عدد ساعات العمل.
البطالة الخف ّية :هي البطالة الّتي تنتج عن النّسيان والتّغافل في احتساب عدد الباحثين أو العاطلين عن •
العمل ،والّذين لم ينخرطوا في سوق العمل بشك ٍل رسم ّ
ي.
موسم معيّن وتركد في
ٍ البطالة الموسمية :وهي البطالة الناتجة عن بعض الوظائف الّتي تنشط في •
باطال عن العمل في غير موسمها.ً موسم آخر ،حيث يكون العامل فيها ٍ
إن للبطالة آثارها السلبيّة الكثير ،والّتي تشمل جميع األصعدة السّياسيّة واالقتصاديّة واالجتماعيّة ،ومن آثار
ّ
البطالة:
أسباب البطالة
صة ً
الكثير من العوامل واألسباب التي تؤدي للبطالة على المستوى المحلي والعالمي ،فالكثير من الدول وخا ّ
تكون عائداتها من العملة الصعبة ،ولصعوبة التحكم
النامية منها ،تعتمد في الصادرات على المحروقات التي ّ
فإن ذلك يقود النكماش اقتصادي قوي لدى الدول المصدرة للنفط ،مما يؤثر سلبًا على النشاط االقتصادي بسعرها ّ
وفرص التوظيف ،وكذلك إضعاف سعر صرف الدوالر األمريكي مقابل الدوالر يؤدي إلضعاف القدرة الشرائية
للموارد بالعملة الصعبة مما يؤدي لصعوبات اقتصادية تزيد في منسوبات البطالة ،والنمو السكاني الهائل الذي ال
يتناسب مع النمو االقتصادي للدولة هو ما يؤثر بحدة البطالة ويزيدها ،وكذلك من أسباب البطالة النقص في
مصادر التمويل إلنعاش وتمويل المشاريع االقتصادية وأزمات الديون والمدفوعات الخارجية التي تنعكس سلبًا
على الواقع االقتصادي الداخلي وبالتالي ارتفاع معدالت البطالة.
وقد رأى الكثير من الخبراء االقتصاديين ،أنّه من الضروري أن يت ّم انتهاج سياسة اقتصادية تهدف إلى رفع
طا بتكاليف االنتاج ،وتشكل األجور الجانب معدالت النمو االقتصادي ،وخفص تكاليف العمل ،والذي يكون مرتب ً
األساسب منها ،ويمكن تعديل ظروف سوق العمل بإلغاء قانون الحد األدنى لألجور وتعديل نظام اإلعانة المقدمة
للبطالة والضمان االجتماعي بما يحفّز العمال للعمل ،والتوسع في تدريب العاطلين لتنمية المهارات التي تسمح
لهم بالخوض في سوق العمل ،ويمكن أن تشجع الدولة التقاعد المبكر الذي يترك عدد وظائف أكبر للشباب،
وتوزيع أقسام األعمال الذي يت ّم فيه تقسيم العمل على أكبر عدد ممكن من العمال ،وهذه التوصيات ت ّم تقديمها من
أبرز الخبراء االقتصاديين العالميين.