Professional Documents
Culture Documents
األستاذّ:زهريّبوست ّة ّ
الفنّّّّّّّّّّǂاحلقيق ّة ّ
ضّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّ الفنّواحلقيقةّ:التعار ّ
بروست" :عوضا أن نرى عاملا واحدا ،عاملنا هذا ،فإنّنا ،بفضل ّ
الفن ،نرى هذا العامل يتكاثر ،وبقدر عدد الفنّانني املبدعني يكون عدد العوامل اليت ندركها"
الفن عندما يقتصر على احملاكاة ال يستطيع منافسة الطبيعة وأنّه يشبه دودة جتهد نفسها يف تقليد فيال" عامة ،جيب قول أ ّن ّ هيقل" :بصفة ّ
كانط" :العبقرية مناقضة متاما لروح احملاكاة"
دوين العامل وإّّنا هم منافسوه"
أندريه مالرو" :الفنّانون الكبار ليسوا ُم ّ
الفن إنتاج املرئي ،بل جيعل الالمرئي مرئيا" پول كلي" :ال يعيد ّ
الفن لكي ال ُمتيتنا احلقيقة"
نيتشه" :لنا ّ
=ّّّّّاحلقيق ّة ّ
الفنّواحلقيقةّ:احملايثةّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّالفنّّّّّ ّ
الفن حياكي الطبيعة"
أرسطوّ " :
الفن والدين والفلسفة إالّ يف الصورة ّأما املوضوع فهو واحد"
هيقل" :ال يعدو أن يكون االختالف بني ّ
يتعرف اإلنسان من خالهلا على شيء ما جيهله من نفسه" كل الفنون مبثابة مرااي ّآالنّ " :
الفن الواقع خبلق عامل خيايل يكون مع ذلك أكثر واقعيّة من الواقع ذاته" هرابرت ماركوز" :يتح ّدى ّ
متهيدّ:
الفن هو وسيلة للهروب من الواقع ،اعتقاد سائد إىل درجة أ ّن أكثر الناس اليوم ال مييّزون بني منتوجات اجملتمع االستهالكي
يسود االعتقاد اليوم أب ّن ّ
تتضمن من جهة مبدعها مثلما من جهة املهتمني ابلشأن الفين ،استثمارا حقيقيا قد يصل إىل ح ّد اليت هلا أهداف ترفيهية ،واإلبداعات الفنية اليت ّ
متنوعة وخمتلفة ،انتشاءات موسيقية وسينيمائية ومسرحية ...تتمثّلالفن نوعا من الوسيلة اليت هتب لنا انتشاءات ّالوجد (الشغف) .فنحن نرى يف ّ
وظيفتها يف التسلية إذ تساعدان على نسيان الواقع الباهت والفظ (السمج) الذي نعيش فيه.
وجيمل الواقع
الفن مبين على نسيان اجملهودات ،رمبا ،الفوق إنسانية اليت يقوم هبا الفنّان ليشنّع ويتجاوز ويتعاىل ّ
غري أ ّن هذا الضرب من التعامل مع ّ
الفن مبقتضاه رسالة .ويف هذا املعىن ما غنم اإلنسان الذي يصارع ض ّد خزي الواقع ،وض ّد محاقات اجملتمع ،بل وض ّد ذاته .هو أيضا نسيان حيمل ّ
محاقات اإلنسانية أبغاين ومبوسيقى وبصور وحنوت.
اإلحرجاتّّ :
يؤسسالفن ،إذن ،وأي صلة تربطه ابلواقع؟ هل أنّه مبدع للجمال من أجل االرحتال عن الواقع أم أنّه ّ
الفن هو اهلروب من الواقع .فما ّ إذا كان هدف ّ
حقيقة متعالية على ما هو حمسوس بشكل مباشر فيستدعينا إىل عامل اجلمال الذي يوقظ فينا خزي الواقع وقبحه ،فال يكون االرحتال عن الواقع إالّ
متضمنة للفرح وابلتايل لبهاء اجلمال الروحي؟
لغزوه من جديد؟ أم أ ّن اجلمال واحلقيقة ال يلتقيان إالّ ليتناقضا؟ أليست احلقيقة ّ
ّالفنّّ ّ:
للفن ابعتباره تقنية أو ابعتباره صناعة حرفية مميّزة من انحية بني العمل التقين ابعتباره عمال ممكنا
أتخذ اجلماليات املعاصرة مسافة من املفهوم الضيّق ّ
متفرد وغري قابل للتكرار أو النسخ ،وهلذا السبب تصل أسعار الفين ابعتباره عمل ّ
ومتكررا وال حيمل ملسة الفنّان وأحاسيسه الذاتية ،وبني العمل ّ ّ
الفن واحلرفة اليدوية
اللوحات احلقيقية إىل مستوايت فلكية يف حني أ ّن الرسومات املُستنسخة بقيت زهيدة الثمن ،كما ميّزت اجلماليات املعاصرة بني ّ
التقليدية نظرا أل ّن احلريف يعتمد آلية التكرار لنفس احلركات اليت تل ّقنها ليسقط عمله ضمن دائرة الراتبة الفاقدة للداللة احلقيقيّة يف حني أ ّن الفنّان ما
املتنوعة ابستمرار ...ويف "املعجمّالتقينّوالنقديّللفلسف ّة" ّ
يعرف أندريه الالند املتفردة دائما و ّ
ينفك يبدع ويتح ّكم يف دائرة موضوعاته املبتكرة و ّّ
املصطلح ابعتباره "كل ّإنتاجّللجمالّيتحققّيفّأعمالّكائنّواع" .وهذا التعريف ّ
خيصص التجربة الفنّية ابعتبارها جتربة ذات صلة مباشرة بصناعة
وإبداع اجلمال طلبا لقيمة إنسانية كونية هي قيمة اجلماليات أو اإلستيتيقا.
اجلمالّ ّ:
ما اجلمال؟ هل هناك معايري اثبتة للجمال؟ ما مبّر احلكم على شيء ما أنّه قبيح أو مجيل ؟
ينزل كانط اجلمال ضمن جمال
-اجلمال مفهوم معياري ،حكم ال خيضع ملعايري اثبتة أو علمية أو أخالقية ،فاجلميل ليس ابلضرورة الفاضل لذلك ّ
(كل ما يرتبط ابإلحساس والذوق والتل ّقي) حيث يكون اجلميل ما يولّد إحساسا ابجلمال ،ويستبعد كانط وجود قاعدة
اإلستيتيقا وهي علم احلساسية ّ
فكل حكم مجايل ينطوي على طموحاثبتة أو معيار حقيقي للجمال ،كما أ ّكد انفصال الل ّذة عن اجلمال وش ّدد على البعد الكوين لألحكام اجلمالية ّ
املستحب واجلميل
ّ ح" لذلك ُمييّز كانط بني الكونية حيث يقول" :إنّاجلميلّ،ماّيعجبّكونياّدونّمفهوم" واجلمال عنده "إحساسّمجيلّابالنشرا ّ
يتنصل اجلميل منها ،واجلميل الكوين هو شعور ينتاب اإلنسان إزاء األشياء اجلميلة جيعله يعتقد أ ّن األشياء
حسية يف حني ّ
ملستحب يرتبط دائما بل ّذة ّ
ّ فا
نظرية "الفنّ
اجلميلة اليت يراها ميكن أن تعجب مجيع الناس ،فيقول "اجلميلّهوّالذيّيعجبّبطريقةّكونيةّدونّمفهوم ، "...ولذلك دافع كانط عن ّ
للفن".
ّ
احلسي فيها يف أدين السلّم
-مييّز أفالطون بني املادي والروحي والعقلي والذي انعكس بدوره على التفكري يف نظرية تفاضلية للجمال يكون اجلمال ّ
الوجودي للكائنات مثّ يليه اجلمال الروحي مث يليهما اجلمال العقلي أو"اجلمالّيفّحد ّذات ّه" أو"اجلمالّكفكرّة" مطلقة موجودة يف عامل املثل على
شاكلة "مثالّللجمال" حيث ّبني يف حماورة "املأدبة" إمكانية االرتقاء من الرغبة يف األجسام اجلميلة إىل الرغبة يف األرواح اجلميلة إىل ّ
أتمل اجلمال يف
ليتسىن له بعد ذلك إمكانية املقابلة بني اإليروس (الرغبة) واللغوس (العقل) ليكون اجلمال مطابقا للحقيقة كلّما دان أكثر من مثال اجلمال ومزيّفاذاته ّ
املشوه.
احلسي الزائف و ّ هلا كلّما احندر إىل العامل ّ
عّالفنّ:احملاكاةّواإلبدا ّ
ّ
لئن فهمت احملاكاة عند أفالطون كتشويه للحقيقة وكابتعاد عنها بثالث درجات ،حيث مييّز أفالطون بذلك بني األصل والنسخة ونسخة
فن الرسم ابعتباره فنّا
الفن احلقيقة املطلقة للجميل حيث يتح ّدث عن ّ
املشوهة للجمال مستبعدا بذلك إمكان أن تقول احملاكاة يف ّ النسخة أو النسخة ّ
النجار
الرسام الذي حياكي طاولة ّ
مشوهة عن فكرة الطاولة يف عامل املثل و ّ
النجار الذي يصنع نسخة ّ يبعدان عن احلقيقة بثالث درجات ،ويورد لنا مثال ّ
الرسامني منالفن حيث أطرد الشعراء و ّ
برسم مثال مزيّف هلا فال يصيب منها إالّ نسخة النسخة ،ورّمبا هلذا السبب يتّخذ أفالطون موقفا سلبيا من ّ
شر اخلداع ومن سلبيات املغالطات اليت قد يوقعنا فيها هؤالء.مجهوريته الفاضلة ،توقّيا من ّ
فن
الفن ألنّه ّ
فإ ّن أرسطو كان قد اعتب حماكاة الطبيعة ميزة الفنّان نظرا أل ّن ما ميتاز به الفنّان عن األشخاص العاديني هو قدرته على إجادة هذا ّ
الرسم أو غريمها من الفنون حيث يقول يف كتاب "فنّالشع ّر"" :إنّالصورةّتسرانّالّبوصفهاّحماكاةّولكنّ ّإلتقانّصنعتهاّ
ألجبدايت ّ
ّ مهارة وحذق
بفن احملاكاة مل مينعه من متييز الفنّانني حبسب طبيعة املوضوعات اليت حتاكى حيث يرى أن "ذووّ
أوّأللواهناّأوّماّشاكلّذلك" غري أ ّن اعرتاف أرسطو ّ
النفوسّالنبيلةّحاكواّاألفعالّالنبيلةّوأعمالّالفضالءّّ،وذووّالنفوس ّاخلسيسةّحاكواّأفعالّاألدنياء"ّ ّ.أما هيقل فريى احملاكاة ال تنقص مرتبة
فن مت متّت إبتقان وحرفية ،مستشهدا بـ"( "Zeuxisق 5ق.م) الفين جمانبا للحقيقة ّبل ّإ ّن هيقل يعتب أ ّن احملاكاة ّ
الفنّان وال يكون فيها العمل ّ
الذي رسم لوحة العنب بشكل فائق اإلتقان لدرجة أ ّن احلمام قد ّ ُخدع ابللّوحة وكان يرتطم هبا كلّما أراد أن أيكل من العنب املوهوم -غري أ ّن هذا
الفيلسوف يرى أ ّن الفارق بني احملاكاة والطبيعة هو فارق مجايل ابألساس فالفنّان الذي حياكي الواقع ال يضيف له شيئا كما أنّه ال ميكن أن حياكي
اجلمال الطبيعي إبطالق لذلك يفضل هيقل منطق اإلبداع على منطق اإلتّباع نظرا أل ّن اإلبداع هو إعادة تشكيل للرؤية لدى الفنّان فيه حتاول الروح
اجملرد الذي هو العامل الذي ينشده
احلسي إىل العامل ّ
متحررة من العامل ّ
املبدعة خوض جتربة تعبرييّة خترتق هبا أفق الفكرة املطلقة وتتوق هبا إىل عامل الكمال ّ
الفنّان.
الفنّواحلقيقةّّ ّ:بيةّحقيقةّينبئناّالفنّ ّ؟ ّ
احلقيقةّّ :
إ ّن حقيقة العبارة مبا هي تعبري عقالين عن معرفة الواقع ،ضرورية ابلنسبة لإلنسان من حيث هو كائن عاقل ،غري أ ّن احلقيقة ميكن أن جتد أشكاال
الفن هو تعبري إنساين يتجاوز حدود احلاجة احلياتية الضرورية لكلفتكملها ،خاصة عندما يتعلّق األمر مبا ال ميكن قوله .و ّ
أخرى يف التعابري اإلنسانية ّ
فالفن هو ضرب من احلكمة العملية اليت متزج بني املعرفة واملهارة لتهب شكال حلقيقة واقع يف لغة
حي ،إذ ميثل غزارة للثراء اإلنساين الداخليّ .
كائن ّ
اإلحساس ،لغة الرائي واملرئي ،إذ "هناك فعل وانفعال ال ميكن ابلكاد متييزمها حبيث ال نعود نعرف من الذي يرى ومن الذي يُرى" على ح ّد عبارة
مرلوبونيت .وإذا كانت دراستنا للمسألة العلمية قد بيّنت لنا نسبية احلقيقة اليت تتح ّدد ابلنسبة ملنظورية الذات العارفة ،فإنّنا ال جنانب الصواب إذا قلنا
أهنا غري بعيدة عن الرؤية الذاتية للفنّان الذي يبدع يف متثالته آاثرا فنية ،إ ّن الفنان لينمذج الواقع بطريقته اخلاصة.
الرسام اإلسباين اببلو بيكاسو" :إنناّلنعرفّمجيعاّأن ّالفن ّليسّهوّاحلقيقةّوإّناّهوّكذبةّجتعلناّندركّاحلقيقةّأوّعلىّاألقل ّتلكّ
يقول ّ
احلقيقةّاليتّكتبّلناّأنّنفهمهّا" إ ّن هذا االعرتاف الذي يديل به فنّان من شأنه أن يدعوان للتفكري يف عالقة اخليايل ابلواقعي وعالقة اجلمال
الفن واجلمال ،لذلك ميكن
الفن من شأنه أن يدفع البعض إىل الزهد يف احلقيقة واليأس من طلبها يف حضرة ّابحلقيقة ،حيث أ ّن املنحى الالواقعي يف ّ
فالفن حسب ماركوز" :الّواقعيّالّألنهّشيءّأقلّمنّالواقعّالقائمّ،بلّألنهّأكثرّ
استحضار اجلمالية املاركوزية لرفع اللبس بني الالواقعي واحلقيقي ّ
منهّو"مغاير"ّلهّأيضاّمنّجهةّالنظرّالنوعيةّوبصفتهّعاملاّخيالياّحيتويّمنّاحلقيقةّأكثرّمماّحيتويّعليهّّالواقعّاليومي ".ّ..وهذا تقريبا ما عناه
الّ،فاجلمالّصفةّالّميكنّأنّتنطبقّإالّعلىّماّهوّخيايلّ:عاملّاجلمالّعاملّخيايلّوالفنانّاملوهوبّهوّ
سارتر حني أ ّكد أ ّن "الواقعّليسّأبداّمجي ّ
ليسّذلكّالذيّيعطيناّصورةّوفيةّللواقعّبلّذلكّالذيّخيلقّ"واقعا"ّخمتلفاّعنّالواقعّّ،الذيّيستعملّعناصرّمنّالواقعّلتكوينّأشكالّ
جديدة "ّ...فالتعبري اجلمايل ليس ابلضرورة" متثالتّألشياءّمجيلةّ،بلّمتثالتّمجيلةّألشياء" كما ّ
عب عن ذلك كانط ،فبإمكان الفنّان أن ينطلق
ورث ليعب به عن حقائق عظيمة وحسبنا يف هذا اجملال "لوحةّاحلذاء" لفان ڤوڤ ،فأيّة حقيقة ميكن أن ّ
يعب عنها حذاء ابيل ّ من موضوع وضيع وقبيح ّ
الشقاء واالغرتاب يف العمل...
وملطّخ قذارة ووحال ألحد الفالحني إن مل تكن تعبريا عن البؤس و ّ
الفن ؟ وهل يقول حقيقة بعينها أم أن تع ّدد الفن هيدقراي "بدءّتنفيذّاحلقيق ّة" (أصل العمل ّ
الفين) فما هي احلقيقة اليت يعلن عنها ّ فإذا اعتب ّ
الفين من شأهنا أن تكشف عن منطق للكثرة خمرتق للوحدة الظاهرة للحقيقة ،لذلك سنسعى إىل مالمسة شعاع احلقيقة وراء منظومةالقراءات للعمل ّ
التع ّدد واالختالف...
قّإىلّالفكرةّاملطلقةّ ّ
*ّهيقلّّ:الفنّتو ّ
ال فرق لدى هيقل بني اجلمال واحلقيقة ،نظرا أل ّن اجلمال فكرة وكذلك احلقيقة هي مطلب للعقل ،لذلك يسعى العقل عب التاريخ إىل بلوغ
يعب عنها هيقل ابلفكرة املطلقة أو الروح املطلق لذلك يقول "عندماّنقولّإن ّاجلمالّفكرةّ،نقصدّبذلكّأن ّاجلمالّواحلقيقةّشيءّ احلقيقة اليت ّ
اجملرد
احلسي إىل ّوحترره من ّ
مير به العقل يف رحلته عب التاريخ مثل ال ّدين والفلسفة وذلك يف إطار تع ّقل الروح لذاته ّ
الفن معبا ّواحد" ،ويعتب ّ
تصوره كلّما
فالفن حسب ّ
اجملردة كالشعر واملوسيقىّ ،
مرت من الفنون احملسوسة كالنحت والعمارة إىل الفنون ّ والعقالين ،لذلك فإ ّن اترخييّة الفنون قد ّ
الفن موضوعا وغاية يف
تصوره جوهر ّ
جمردا إالّ واقرتب أكثر من طبيعة الفكرة املطلقة اليت من طبيعتها اإلطالقيّة والتجريد لذلك تكون احلقيقة يف ّ
كان ّ
احلس اجلمايل لدى اإلنسان ،لذلك يقول "ماتّالفن ّوولدت ّاإلستيتيقّا" تعبريا عن ال تناهي ّ
احلس الفن لديه هو اإلستيتيقا أي ّ
حني أ ّن جوهر ّ
احلسية مبرور الزمن مثل املعامل املعمارية الفنّية وإمكانية جتديدها أو تشييد ما هو أعظم منها
اجلمايل لدى اإلنسان وعن إمكانية تالشي األعمال الفنّية ّ
أل ّن الروح اجلمايل واإلبداعي لدى اإلنسان روح خالدة.
*ّاملاركسيةّ:الفنّّكشفّعنّالواقعّ ّ
التطور االجتماعي عب العصور ويعكس طبيعة الوعي الفن يف اجلماليات املاركسيّة منعزال عن حركة التاريخ لذلك فهو وثيق االرتباط أبشكال ّ -ليس ّ
االجتماعي الذي هو بنية فوقية تنبثق عن البنية التحتيّة للمجتمع اليت حت ّدد أّناط وسائل وعالقات اإلنتاج القائمة أساسا على االستغالل الطبقي
تعب عن واقعها ومصاحلهاولكل طبقة فنوهنا اليت ّ لكل جمتمع فنونه ّ للفن أ ّن ّ
التصور املاركسي ّ
وصعود طبقة على حساب طبقة أخرى لذلك يعتب ّ
وفن الطبقات البورجوازية (مثل األوبريا )...وانعتا ّإايمها ابلرجعية واالحنطاط مؤّكدا
الفن الرومنطيقي ّ
للفن رافضا ّلذلك أ ّكد ماركس على الطابع الواقعي ّ
الفن امللتزم والنضايل الذي حياول توعية اجلماهري ببؤسهم قصد حتفيز الثورة االجتماعية وحتقيق العدالة املفقودة.
على قيمة ّ
االجتاه يذهب املف ّكر املاركسي ليون تولستوي يف كتابه "ماّهوّالفنّ؟" إىل الدفاع عن مبدأ دمقرطة ّ
الفن مناداي بضرورة املصاحلة بني الفنّان -يف هذا ّ
الفن
عامة النّاس لذلك ال تكمن احلقيقة يف التجريد أو يف ّ للفن مستبعدا بذلك موسيقى األوبريا املعاصرة بتعلّة أ ّهنا ال تُفهم من قبل ّ
املتذوق ّ
و ّ
الفن الشعيب البسيط والواضح مستبدال منطق التعقيد مبنطق السهولة حيث يعتب أ ّن أغنية شعبية يف ريف ما ميكن أن تكون أعظم البورجوازي بل يف ّ
وقعا من سنفونيات موزار أو مسرحيات شكسبري.
لفنّمناصفةّبنيّالذايتّواملوضوعيّ ّ
ّ*ّهريابرتّماركوزّّ:ا ّ
الفن الرومنطيقي والبورجوازي وعلى الفرويدية اليت تضيق من رقعة
مهمشة ّ الفن يف بعده التارخيي والنضايل واملادي ّ
رده على املاركسيّة اليت حتصر ّ
-يف ّ
يهتم إالّ البعد اإليروسي والغريزي ،يعتب ماركوز أحد ّرواد مدرسة فرانكفورت (املدرسة الفرويدو -ماركسية) أ ّن
احلقيقة الفنّية بفهم أحادي اجلانب ال ّ
فخ اإليديولوجيا فلم يعرتف يل" هو مزج بني املعطى التارخيي واالقتصادي والبعد النفسي اإلبداعي ،فخطأ ماركس أنّه أوقع كونية ّ
الفن يف ّ "البعدّاجلما ّ
املضاد للطبقات األخرى وللفئات املبدعة األخرى واحلال أ ّن
ّ الفن
الفن إالّ مبا كان فنّا نضاليا ملتزما ومدافعا عن نظرية الثورة الطبقية متجاهلة ّ
من ّ
جردت"الفن ّيوجهّمنظورهّحنوّكوينّعيينّ،حنوّإنسانيةّغريّاحملتواةّيفّأيةّطبقةّخاصة" كما يقول ماركوز ،وخطأ املدرسة التحليلية النفسية أ ّهنا ّ
جمرد نشاطات الواعية وال مسؤولة مجاليا واحلال أ ّن التجربة
الفن ّ
الفن ضمن نظرية الالشعور ليكون ّ لتقزم ّكل شعور ابجلمالية اخلالّقة ّ الذات املبدعة من ّ
اجلمالية مبا هي تعبري عن النظرة الذاتية للفنّان.
التذوق وكونية التعبري اجلمايل لدى اجلميع وليس لدى طبقة دون أخرى أو يف حقبة -لقد دافع ماركوز عن كونية اإلحساس وكونية الرغبة والل ّذة و ّ
موجه لفئة
بفن مفهوم لدى اجلميع أو ّ ط الواقعي دون سواه أو إلزامه ّ احلر للفنّان فمن اخلطأ إلزامه ابخل ّ
اترخيية دون سواها كما دافع عن كونية التعبري ّ
اخلاصة وهو ال ينري الواقع وال
فن لغته ّ فلكل ّ
دون أخرى فاملشاعر اإلنسانية من حزن وفرح وأيس وأمل غري قابلة للتذويب ضمن طبقة دون غريهاّ ،
اخلاصة واملستقلّة عن أيّة إيديولوجيا.
يكون له دورا يف التاريخ ويف الوجود اإلنساين ما مل يكن لدية لغته ّ
*ّنيتشهّ:الفنّجتاوزّلكلّحقيق ّة ّ
ّ
فن التنسيب الذي قد يفضي إىل إعادة التفكري يف املوروث الفلسفي القدمي بدءا ابألفالطونية وصوال إىل رموز
فن قلب املواقع و ّ
يعلمنا نيتشة ّ
ّ -
امليتافيزيقا يف األزمنة احلديثة كما يعلّمنا أيضا حماربة "الصنمية" اليت ميزت اتريخ احلقيقة يف الفلسفة هلذا السبب هاجم نيتشه هذا املفهوم معلنا موت
انفك العقل اإلنساين يبدع احلقائق مثل "املثل" األفالطونية الشيء الذي أفرز
ك" حيث ما ّ اإلله وموت احلقيقة اليت يعتبها "أوهامّنسيناّأهناّكذل ّ
ويبوبه ضمن خانة العبيد ،الشيء الذيط من قيمته ّ إنساان اتبعا لألوهام اليت ابتدعها ،معرفيا ووجوداي وأخالقيّا مدافعا بذلك عن خيار إنساين حي ّ
القوة اليت اندى هبا نيتشه هي
احملتل ملرتبة السيادة يف هذا العامل ،لذلك كانت فلسفة ّ رفضه نيتشه بعنف مدافعا عن نظرية "السوبرما ّن" العاشق ّ
للقوة و ّ
فلسفة يف حترير اجلسد وفلسفة يف عتق الرغبة والل ّذة دفاعا عن فلسفة احلياة ض ّد فلسفة املوت...
وتشيء الوجود ،لنا اجلمال الذي يعيد إحياء احليوي فينا بعد أن
تنمط ّ -ال تنفصل مجاليات نيتشه عن فلسفة املتعة لديه ،ففي مقابل احلقيقة اليت ّ
حرية ،امتالء ،انتشاء (زارادشت ،زوراب) ..
مجّدته العقالنية .حيث أ ّن فلسفة اجلمال لديه ال تعتب اجلمال جمّرد أثر أو عمل بل هو كيفية وجودّ :
-يقول نيتشه" :قبلّكلّشيءّجيبّأنّجيملّالفنّاحلياةّ...جيبّأنّخيفيّكلّماّهوّقبيحّوّيعيدّأتويل ّه" ّ
فالفن من هذا املنظور هو سالح ض ّد
القبح وض ّد بشاعة الواقع وض ّد صنمية احلقيقة ومجودها ،وهو بذلك أداة جيب أن حيتمي هبا اإلنسان من الصنمية أي أنّه مبدأ إبداع وجتديد للتجربة
حيوهلا نيتشه إىل أوهام وخياالت
القوة ض ّد الوهن الشبيه بنسيج العنكبوت الذي تتّسم به حقائق الواقع وحقائق امليتافيزيقا اليت ّ
اإلنسانية وأتكيد ملبدأ ّ
للعقل الشبيه بنسيج العنكبوت لذلك يقول نيتشه" :لناّالفنّلكيّالّمتيتناّاحلقيقة"...
ّفرويدّ:الفنّتعبريّعنّالوعيّاإلنسانّ ّ
-يقول فرويد يف كتاب "التحليلّالنفسيّوالفنّ" ويف معرض حديثه عن دافنشي" :إنّجمهوداّلكتابةّترمجةّحياةّ،إذاّماّسعىّحقاّإىلّالنفاذّإىلّ
فهمّاحلياةّالنفسيةّلبطلهاّ،الّينبغيّ(ّ)...أنّميرّيفّصمتّابلنشاطّاجلنسيّأوّاخلواصّ(األسرار)ّاجلنسيةّللشخصّموضوعّالبحث".ّ..
تعرض
-قام فرويد بدراسة مذ ّكرات واتريخ حياة ليوانردو دافينشي وبعض شهاداته وذكرايته ليكتشف من خالل أتويل بعض األعمال هلذا الفنّان أنّه ّ
جل أعماله مثل لوحة "العذراءّ،الطفلّيسوعّوالقديسةّآان" حاملة يف طيّاهتا لرمزية النسر كما وردت
حلادث "جنسية مثلية" يف طفولته لذلك تبدو ّ
حزينة األلوان مثل لوحة "املوانليزّا" القامتة ...ويف ذلك مؤ ّشرات ع ّدة للولوج إىل اجلانب الالشعوري للفنّان ،تعتب األطروحة التحليلية النفسية أ ّن العمل
يعب عن العقد النفسيّة املختزنة داخل "اهلو" ابعتباره اجلزء احمل ّدد للجانب الالواعي يف اإلنسان وحسبه ميكن أن نفهم شخصية الفرد الفين من شأنه أن ّّ
املرتددة دائما بني مبدأ الل ّذة ومبدأ الواقع -ميكن أن نستحضر يف هذا اجملال املقارنة اليت قام هبا فرويد بني العصايب
ورغباته املكبوتة وصراعاته النفسية ّ
األول يقوم ابستبدال واقعه بواقع خيايل يقيم فيه يف حني أ ّن الفنّان خيرتق عامل اخليال واجلنون حبثا عن توازن
والفنّان حيث أ ّكد أ ّن الفرق بينهما أ ّن ّ
مفقود مثّ سرعان ما يعود لواقعه األصلي...