You are on page 1of 193

‫{‬

‫الذكاء العاطفي‬
‫في التربية‬
‫ ‬

‫{‬
‫الذكاء العاطفي‬
‫في التربية‬

‫إيناس فوزي‬
‫لمزيد من الكتب الحرصية‬

‫زوروا موقعنا‬

‫موقع عصري الكتب‬

‫‪www.booksjuice.com‬‬
‫مقدمة‬
‫من واقع عملي يف تدريب الأمهات يف التعامل مع الأبناء‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫‪-‬وكذلك الآباء ‪ -‬تو�صلت �إىل �أن عدم ت�صالح املربي الأب �أو الأم‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫وا�ضحا يف �أداء مهامه‬
‫ً‬ ‫ري ي�سبب ق�صو ًرا‬
‫مع نف�سه �أم ٌر له ت�أثري كب ٌ‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫الرتبوية‪ ،‬وت�أتيني بع�ض اجلمل التي كث ًريا ما �أ�سمعها من �أخواين‬

‫ر‬
‫منفلتة‪ .‬وال �أ�ستطيع التنفيذ ‪� ،‬أنا �شديد والت ز عي‬
‫الع�صبيةوو�أع�صابي‬
‫املربني الأفا�ضل مثل‪:‬‬
‫ ‪�-‬أنا �أقر�أ‬

‫ ‪�-‬أنا دائما مكتئبة و�أفكر يف ما م�ضى‪� ،‬أنا غري متوافقة مع‬


‫�أحد‪.‬‬
‫ ‪�-‬أنا �أ�ضر �أوالدي كل يوم �أكرث من الذي قبله‪� ،‬أنا غري م�ستمتع‬
‫بالعبادات‪� /‬أو غري م�ستمتعة‪.‬‬
‫ ‪-‬مهما فعلت غري �سعيدة‪.‬‬
‫كل هذه الجمل وغيرها مما يفيد معنى كبير وهو‪ :‬عدم‬
‫الت�صالح والتوافق النف�سي بني الأم ونف�سها �أو بني الأب ونف�سه‪،‬‬
‫ويكون له �آثار على الدور الرتبوي‪ ،‬حيث يف�شل كل منهما ‪-‬الأب‬
‫والأم‪ -‬يف ال�سيطرة على الأع�صاب‪ ،‬وتختل عملية الرتبية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫هديف‬
‫الو�صول جليل من املربني مت�صالح ذاتيا وقادر على �أداء دوره‬
‫الرتبوي‪ ،‬احلياة رحلة كفاح‪ ،‬والتعلم يبقى �أهم و�سائلنا نحو‬
‫الن�ضوج‪.‬‬
‫هذا الكتاب حماولة لرفع الوعي الذاتي لدى املربي ‪ -‬الأب‬
‫والأم‪ -‬للو�صول بهما �إىل كيفية �أداء عملية الرتبية �أ�س�أل اهلل �أن‬

‫ع‬
‫يتقبله مني ‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بل‬
‫د‪� /‬إينا�س فوزي‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫ع‬ ‫والتوزي‬

‫‪6‬‬
‫الذكاء العاطفي في التربية‬

‫الذكاء العاطفي علم عظيم نافع‪ ،‬يفيد الوعي به وتطبيقه يف‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫�شتى جماالت احلياة ‪-‬ب�إذن اهلل عز وجل ‪ -‬وبالتايل فكرت يف‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫تطبيقه على الواقع الرتبوي و�إعطاء املربي مفاتيح الذكاء العاطفي‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫تربويا‪.‬‬

‫والتوز عي‬
‫ما الذكاء العاطفي؟ هو نوع من �أنوا ع الذكاءات املتعددة والذي‬
‫يتيح العلم به فر�صة طيبة ‪-‬ب�إذن اهلل‪ -‬للإن�سان �أن ينجح حياتيا‪،‬‬
‫وينق�سم هذا العلم �إىل �أربعة �أجزاء هي بالرتتيب‪:‬‬
‫ ‪-‬الوعي بالذات‪.‬‬
‫ ‪�-‬إدارة الذات‪.‬‬
‫ ‪-‬الوعي بالآخرين‪.‬‬
‫ ‪�-‬إدارة الآخرين‪.‬‬
‫و�إذا مت تطبيق هذا الذكاء العاطفي على العملية الرتبوية‪،‬‬
‫لقلنا‪:‬‬
‫ ‪�-‬أوال‪ :‬الوعي بالذات (ذات املربي نف�سه)‬
‫ ‪-‬ثانيا‪� :‬إدارة املربي لذاته (مثل التحكم يف الغ�ضب)‬
‫‪9‬‬
‫ ‪-‬ثالثا‪ :‬الوعي بالطفل �أو االبن (كيف �أفهمه)‬
‫ ‪-‬رابعا‪� :‬إدارة االبن (�أن �أكون مربيا ناجحا لأبنائي)‬
‫لهذا �سينتقل بك الكتاب ‪�-‬إن �شاء اهلل ‪ -‬يف رحلة �إبحار ‪� ،‬أوال‬
‫داخل ذاتك �أنت ثم داخل عالقتك ب�أبنائك ‪...‬‬
‫�أ�س�أل اهلل القبول‬

‫~‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬
‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬
‫ع‬ ‫والتوزي‬

‫‪10‬‬
‫الوعي بالذات‬

‫ع‬
‫ما قبل البداية‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بل‬
‫يوما عن مدرب لي�س لديه �أي فكرة يف كرة القدم‬‫هل �سمعت ً‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫ومع ذلك تقدم لتدريب املنتخب؟! هل ترى �أن الطبيب ميكن �أن‬

‫�أنت حتتاج �إىل معرفة تربوية‪ ....‬والتوز عي‬


‫يجري عمله بال معرفة ّ؟!‬

‫املعرفة الرتبوية حاولت تقدميها يف كتبي ال�سابقة‪ ،‬ولكن فاج�أين‬


‫دوما ‪-‬رغم �شهادتهم باال�ستفادة‪ -‬الإحباط القاطن يف قلوب‬ ‫ً‬
‫وعيون �إخواين من املربني‪ ،‬وبد�أت �أر�صد امل�شكلة‪ٌ � ،‬أب هو نف�سه‬
‫عانى‪� ،‬أ ٌم هي نف�سها مل تتمكن من التخل�ص من جراح املا�ضي‪،‬‬
‫وكالهما مطالب ب�أن يكون حكي ًما ومدي ًرا للعملية الرتبوية‪ ،‬كيف‬
‫ذاك وهو نف�سه يعاين؟!‬
‫هذا الكتاب حماولة مني لأن �أعالج جراح �إخواين املربني‬
‫الأفا�ضل‪ ،‬والتي تعوقهم عن �أداء دورهم الرتبوي‪.‬‬
‫دعني �أ�س�ألك بع�ض الأ�سئلة‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫ ‪-‬هل تتمكن من �إدارة ذاتك؟‬
‫ ‪-‬هل ت�شعرين ب�أنك را�ضية عن �إجنازاتك؟‬
‫ ‪-‬هل �أنت على ت�صالح مع نف�سك؟‬
‫ ‪-‬كيف �إذن �أطالبك �إذن ب�أداء هذا الدور جتاه �أبنائك؟‬
‫البد من �إلقاء نظرة داخل ذواتنا (الذات) قبل �أن نتحدث عن‬
‫الأبناء‪.‬‬

‫عصري ال ~‬
‫ر‬ ‫ش‬ ‫كتب لنل‬
‫وزيع‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬

‫‪14‬‬
‫الذات‬

‫ع‬
‫ع َّرف الباحث ‪ Ray Baumeister‬الذات على �أنها ‪:‬‬

‫الكت �أن الذات لي�ست �أكرث من جمموعة‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫اعتقاد الفرد عن نف�سه ‪�/‬أو نف�سها مبا يف ذلك �صفات ال�شخ�ص‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬


‫�إىل �أن الذاتوالعبارةتوعنز عي‬
‫و�أ�شار‬
‫‪David hume‬‬
‫من الت�صورات‪.‬‬
‫نظام‬ ‫و�أ�شار‬
‫‪Paul Thagard‬‬
‫معقد على �أربع م�ستويات ‪:‬‬
‫ ‪-‬الع�صبي‬
‫ ‪-‬النف�سي‬
‫ ‪-‬االجتماعي‬
‫ ‪-‬اجلزيئي‬

‫الذات باخت�صار هي �أنت �أو �أنت وما تت�صوره عن نف�سك‬

‫‪17‬‬
‫تقدير الذات‪ :‬معناه هو �أنك �شخ�ص جدير بالإحرتام من‬
‫نف�سك ومن الآخرين‬
‫ويف �إزاء تقدير الذات ينق�سم النا�س �إىل فئات‬

‫إزاء تقدير الذات‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫الناس من الفئة ‪ ٢‬تقدير‬ ‫الناس من الفئة ‪ ١‬تقدير‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫الذات المنخفض‬ ‫الذات المرتفع‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫ ‪-‬ينتقد النف�س با�ستمرار‬ ‫ ‪-‬ي�ؤمنون بحزم باملبادئ‬
‫ ‪-‬احل�سا�سية املفرطة‬ ‫وي�ستعدون للدفاع عنها‬
‫ ‪-‬عدم القدرة على االختيار‬ ‫ ‪-‬قادرون على الت�صرف‬
‫ ‪-‬البحث عن الكمال ومن ثم‬ ‫ ‪-‬ال يق�ضون �أوقاتهم يف الندم‬
‫الإحباط‬ ‫على املا�ضي‬
‫ ‪�-‬سلخ النف�س وجلدها على‬ ‫ ‪-‬الثقة يف اهلل ثم يف قدراتك‬
‫املا�ضي‬ ‫ ‪-‬يقاومون حماولة تالعب‬
‫ ‪-‬احلقد‬ ‫النف�س بهم‬
‫ ‪-‬الت�شا�ؤم‬ ‫ ‪-‬ي�ستطيعون اال�ستمتاع‬

‫‪18‬‬
‫�إذا كنت دوما تنتقدين نف�سك وت�شردين يف ما�ضيك وتت�شاءمني‪،‬‬
‫فهذا الكتاب موجه لك‪...‬‬
‫الهدف منه اخلروج �إىل دورك الرتبوي ب�شكل �أف�ضل‪.‬‬

‫~‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬

‫‪19‬‬
‫�أ�سباب انخفا�ض تقدير الذات ‪:‬‬
‫منعك لتقدير الذات = �شعورك ب�أنك عدمي الثقة لو قارنت‬
‫نف�سك مع ما تراه �صوا ًبا (�أنت ال حت�س بالراحة �أو الر�ضا )‬
‫ما �سبب هذا الأمر؟‬
‫ ‪-‬العائلة‪:‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬
‫الرتبية التي ُقدِّ مت �إليك‪ ،‬واحلب امل�شروط وعدم تقبلك يف‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ب‬


‫�سواك‪،‬ممال �‬
‫حالة ال�ضعف �أو اخلط�أ‪.‬‬

‫ز عي‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬


‫أدى لتكوين انطباعات �سيئة‬ ‫مقارنتك مبن هم‬
‫بداخلك‪.‬‬
‫ ‪-‬اخلربات التي مررت بها‪:‬‬
‫جتارب مررت بها �أدت بك �إىل احلكم على نف�سك �أنك بال‬
‫قيمة‪.‬‬
‫تعريفك لنف�سك على �أنها �إجناز (من�صب مثال)‪ ،‬وهذه م�أ�ساة‬
‫�أن يرتبط تقديرك لذاتك ب�إجناز لأنه �إن زال الإجناز فقدت‬
‫تقديرك للذات‪.‬‬
‫تعريفك للذات على �أنها عالقة عاطفية‪� :‬إح�سا�سك بذاتك من‬
‫خالل عالقة معناها تدين الإح�سا�س مع ازدرائها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫تقييمك لنف�سك من خالل الإعالم الذي يروج لأفكار معينة‪.‬‬
‫نحتاج �إىل رفع تقييمنا للذات‪� ،‬إىل �أن ن�شعر بالذات �شعورا‬
‫خمتل ًفا‪ ..‬فكيف يتم ذلك؟‬
‫�أول مترين ‪:‬‬
‫ِ�صف يل نف�سك‪� /..‬صفي يل نف�سك‪..‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬
‫ر�أيك يف �شكلك‪...‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫إجنازاتك‪....‬‬ ‫�‬

‫والتوز عي‬
‫ب�صدق و�أمانة‬

‫‪21‬‬
‫ثاين مترين ‪ :‬ك ٌل منا لديه حوار داخلي مع ذاته‪ ،‬ترتدد فيه‬
‫بع�ض اجلمل مثل‬
‫�أ�صبحت �أكرث وز ًنا زائدً ا‪� /‬أنا يف �ضيق ‪� ...‬إلخ‬
‫خم�سا من اجلمل التي ترتدد با�ستمرار‪:‬‬
‫اكتب يل ً‬
‫ •‬
‫ •‬

‫ع‬
‫ •‬

‫ري‬‫ص‬
‫ •‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ •‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫ثالث مترين ‪ :‬ما مدى �شعورك بحب من حولك باخت�صار ‪ ،‬هل‬
‫أنت حمبوب ‪/‬حمبوبة؟‬‫�أنت‪ِ � /‬‬

‫‪22‬‬
‫رابع مترين ‪� :‬أهم �أهدافك هي‪....................................‬‬
‫‪..............................................................‬‬
‫وحققت منها ‪................................................:‬‬
‫‪...................................................................‬‬

‫ع‬
‫خام�س مترين ‪ :‬مب ت�شعر الآن؟‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫�أ�شعر بـ‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫�ساد�س مترين ‪� :‬أين �أنا من املا�ضي و�آالمه وال‬
‫(اخرت)توز عي‬
‫ ‪-‬بعيد عني‬
‫ ‪�-‬أتذكره قليال‬
‫ ‪�-‬أفكر غالبا‬
‫ ‪-‬غارق فيه (�أفكر دوما)‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الآن قد ت�شعر ببع�ض امل�شاعر ال�سلبية‪ ،‬ت�شعر �أن ر�ؤياك لي�ست‬


‫كما حتب‪ ،‬وهذا الأمر جيد‪ ،‬لأنك بد�أت فعال ت�شعر بر�سائل ذاتك‬
‫احلقيقية التي تكمن داخلك‬
‫‪23‬‬
‫ما الفارق بني الذات احلقيقية والذات االجتماعية؟‬
‫الذات احلقيقية‪ :‬هي نف�سك التي بداخلك‬
‫الذات االجتماعية‪ :‬هي ما تظهره للمجتمع من حولك‬
‫و�إن كان هناك فجوة كبرية بني ما تظهره وما ت�شعره فلن تكون‬
‫مرتاحا وال �سعيدً ا‪.‬‬
‫ً‬

‫ع‬
‫هذا الكتاب �أريد من خالله �أن ت�ست�شعر ذاتك احلقيقية ب�إذن‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫اهلل و�أن تنه�ض بها لكي تقوم مبهامك التي من �أهم ما فيها دورك‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫الرتبوي‪.‬‬

‫والتوز عي‬ ‫شر‬


‫ذاتك احلقيقية‪.‬‬ ‫لتفرق‬ ‫رحلة‬ ‫والآن �آخذك يف‬
‫و�أهمية ذلك‪.‬‬
‫دع �أفكارك جان ًبا‪.‬‬
‫وا�سبح فيما �سي�أتي‪.‬‬

‫~‬

‫‪24‬‬
‫المشاعر‬

‫ع‬
‫�أ�سلوب التوا�صل مع الذات احلقيقية هي امل�شاعر التي تر�سلها‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫لك �سوا ًء �أكانت حلوة �أم ال‪� ،‬إيجابية �أم �سلبية‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫والتوز عي‬
‫فما امل�شاعر ؟‬
‫امل�شاعر هي �أحا�سي�سك جتاه �شيء حدث (�أعرفها باخت�صار‬
‫دون الدخول يف تعقيدات)‬
‫من امل�شاعر ‪:‬‬
‫الفرح‪ ،‬اخلوف‪ ،‬الإحباط‪ ،‬القلق‪ ،‬الأمل‪ ،‬اخلجل‪ ،‬الغرية‪ ،‬عدم‬
‫الر�ضا‪ ،‬العار‪ ،‬الغ�ضب‪ ،‬احل�سد‬
‫هذه �أنواع خمتلفة من امل�شاعر‪...‬‬
‫الذات احلقيقية (�إح�سا�سك وهو طريقتك ملعرفة �شعورها)‬
‫مثال‪� :‬أمرية ت�شعر بالغرية ال�شديدة على عاطف‪ ،‬لكن امرية‬
‫تظهر�أنها هادئة (وم�ش فارق معاها)‬
‫‪27‬‬
‫�شعور �أمرية احلقيقي هو الغرية‪� ،‬شعور ي�ستبد بها‪ ،‬وهي‬
‫تتجاهله‪ ،‬وتخفيه‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل عدم النوم بالن�سبة لها‪.‬‬
‫مبعنى �آخر‪:‬‬
‫الذات احلقيقية هنا‪ .........‬ت�شعر بالغرية‬
‫الذات اخلارجية ‪ ............‬تتجاهل‬

‫ع‬
‫حم�صلة ال�صراع‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫والتوزي‬
‫عدم النوم‬

‫ع‬
‫نقطة هامة‪:‬‬
‫ال ت�سرع وتقول‪� :‬إذن هل �أعرتف للآخرين مب�شاعري؟ �أنا‬
‫�أحدثك عن نف�سك ولي�س عن الآخرين‪� ،‬أريد منك ان ت�ستمع‬
‫ل�صوت م�شاعرك‪ ،‬وتقوله لنف�سك ولي�س للآخرين‪.‬‬
‫وعلينا هنا ان نفرق بني �أمور هامة ‪ ....‬فما هي ؟‬
‫�أي كلمة اعرتاف بامل�شاعر يف هذا الكتاب مق�صود بها‪....‬‬
‫االعرتاف �أمام نف�سك‪ ....‬نف�سك‪ ....‬نف�سك‬
‫لأن ق�صتي ت�صاحلك مع نف�سك‪ ،‬ولي�س �أن تذهب للآخرين‬
‫وتخربهم‬

‫‪28‬‬
‫هنالك فرق كبري بني امل�شاعر وال�سلوك‬
‫امل�شاعر هي �أحا�سي�سك‬
‫ال�سلوك هو ما تفعله‬
‫قد يكون ال�شعور الغ�ضب ‪.‬‬
‫وال�سلوك تك�سري �شا�شة املوبايل‪.‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫قد يكن ال�شعور الغرية‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫ب‬
‫ال�سلوك عدم الرد؟‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬


‫التوز عي‬‫و‬
‫احلزن‬ ‫ال�شعور‬ ‫قد يكون‬
‫ال�سلوك العزلة‬
‫وهكذا‬
‫امل�شاعر (داخلك) ال�سلوك ( ما ي�صدر عنك)‬

‫~‬

‫‪29‬‬
‫هرم ماسلو لالحتياجات‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫هديف �أن ت�أخذ فكرة عن احتياجات نف�سك و‬
‫ع‬ ‫وابنكالتوزي‬
‫هرم ما�سلو ي�صور احتياجات الإن�سان الأ�سا�سية ويت�صاعد بها‬
‫تدريجيا‪ ،‬ف�أول درجة يف الهرم هي �أول احتياجاتك ثم الثانية هي‬
‫التدرج نحو احتياجات �أعلى‪ ،‬ولن ت�صل �إىل الدرجة الثانية ما مل‬
‫حتقق الأوىل‪ ،‬وهكذا‪.‬مبعنى �آخر افتقادك للطعام وال�شراب (يف‬
‫الدرجة الأوىل بالهرم) لن يجعلك حتقق الدرجة الثانية ب�شكل‬
‫�سليم وهكذا‪.‬‬
‫�أول حاجة يف نحتاجها كث ًريا هي ‪ 1‬ثم ‪ 2‬ثم ‪ 3‬ثم ‪ 4‬ثم ‪5‬‬
‫تعر�ضت هذه النظرية النتقادات كثرية‪ ،‬و�أعر�ضها لتقريب‬
‫ال�صورة لديك‪ ،‬ولي�ست قر�آنا يتلى‬
‫‪30‬‬
‫�أ�ضيف �إىل هذا الهرم حاجة الإن�سان �إىل معرفة ربه تبارك‬
‫وتعاىل (احتياج �أ�سا�سي)‬
‫والآن مع رحلتنا نحو �إح�سا�سك بذاتك احلقيقية‪.‬‬
‫ذاتك تت�صل عليك‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬

‫‪31‬‬
‫ذاتك الحقيقية أوال قبل كل يشء‬

‫نف�سك احلقيقية (تت�صل بك) �إن �صح التعبري‪ ،‬امل�شاعر هي‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫ات�صال الذات احلقيقية‪ ،‬فال تهمل االت�صال‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫ل‬ ‫بل‬
‫�أ�ساليب التعامل اخلاطئة مع ات�صال الذات احلقيقية‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬


‫والتوز عي‬
‫الطريقة اخلط�أ مع �شرحها لك (مل �أحتدث عن الطريقة‬
‫ال�صحيحة بعد)‬
‫�إغالق اخلط عليها‪.‬‬
‫ال ت�ستمع �إىل امل�شاعر ال�سلبية‪� ،‬شو�ش ات�صالها (اقفل عليها)‬
‫ما الذي نظنه مبن نتجاهله؟!‬
‫�إنها ر�سالة حقيقية هيا قم بتجاهلها‪.‬‬
‫وتنمو وت�ضغط �أكرث‪ ،‬جتاهلك لها لن مييتها �أنها نتغذى عليها‬
‫�أن �صح التعبري‪.‬‬
‫التمادي معها‪.‬‬
‫اال�ستغراق فقط يف امل�شاعر ال�سلبية ترديدها اال�ست�سالم لها‪،‬‬
‫الإح�سا�س ب�آالمها‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫الرد عليها منطق ًيا (‪)track‬‬

‫الرد املنطقي على امل�شاعر من احلماقات‪� ،‬أنا حمبط‪ ..‬ملاذا؟ رد‬


‫خاطئ‪.‬‬
‫لأن ال�شعور يحتاج �إىل �أن يتمم دورته‪ ،‬يخرج بكل طاقته‪� ،‬سلبيته‪،‬‬
‫حتى نفهمه ح ًقا الرد املنطقي هو ابت�سار امل�شاعر‬
‫(مثل الأطفال املبت�سرين )‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬
‫االندماج �أكرث يف ما هو ملهاة عنها‪ ،‬تلفاز‪ ،‬نت‪ ،‬خروج (ف�سح)‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫�صداقات (�شات) خمدرات‪ ،‬خمور‪� ،‬إىل جميع �أنواع الإلهاء‪ ،‬هيا‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوزي‬
‫ارفع ال�صوت فوق �صوت م�شاعرك ع�ساها ت�صمت وت�سكت‪ ،‬هذا‬

‫ع‬
‫احلل لي�س �إال ت�ضخي ًما لها‪،‬‬
‫التمثيل‪:‬‬
‫متاما (من �أ�سو�أ املعامالت)‬
‫ادعاء عك�س ال�شعور مع �إخفائه ً‬

‫“حلظة”‬
‫دوما هناك منطقة ‪darkness‬‬
‫ل�ست مال ًكا ولن تكون‪ً ،‬‬
‫َ‬
‫منطقة ظالم بداخلك بها نق�صك‪ ،‬هل �سمعتني (نق�صك) هل‬
‫�سمعتني (نق�صك) هل �سمعتني‪� ،‬إنكارك‪ ...‬جتاهلك‪ ...‬برتك‬
‫املزعوم ملنطقة النق�ص ما هو �إال تورم لها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫يتكون ال�شعور‪ ...‬ال�شعور الذي ال حتبه ‪-‬يا من ل�ست‬
‫مالكا ‪ -‬يتكون ‪ ،‬يبد�أ يف النمو‪ ،‬ثم يظهر ‪�-‬شئت �أم �أبيت‪-‬‬
‫مع �أ�ساليبك اخلاطئة يف معاملته (التي �سبق ذكرها)‬
‫دوما ظهو ًرا باملعنى امل�ألوف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الظهور لي�س‬
‫قد يكون‪:‬‬
‫ظهور وا�ضح‪ :‬خوف وا�ضح‪ ،‬قلق وا�ضح‪.‬‬
‫�آالم ج�سمانية‪ psychosomatic :‬نف�س ج�سمي‬
‫عدم الراحة يف موا�ضع الراحة (انتقام الذات احلقيقية منك‬
‫لأنك حرمتها من الإح�سا�س بالنق�ص وجتنيت عليها)‬
‫‪35‬‬
‫ر�سائل �سلبية متالحقة عن نف�سك بينك وبني نف�سك‬
‫انخفا�ض �إجنازاتك حيث �أن جزءا ك ًربا من طاقتك ُمب َّد ٌد يف‬
‫�صراع داخلي‪� ..‬أنت مرهق �إجنازاتك لي�ست على ما يرام‬
‫فقد القدرة على اال�ستمتاع بالأ�سا�سيات الطعام وال�شراب‬
‫و�أحيا ًنا النوم‪.‬‬

‫ع‬
‫الع�صبية ال�شديدة (التي �أحيا ًنا بال ٍ‬
‫داع)‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بل‬
‫مما جتدر الإ�شارة �إليه هو �أن جميع امل�شاعر املت�ضادة م�صدرها‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫واحد (الذات احلقيقية)‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫ما معنى هذا؟ !‬
‫حلظة‪....‬‬
‫‪� Digestive system‬أو اجلهاز اله�ضمي‬
‫هو جهاز اله�ضم لكنه يف ذات اللحظة هو جهازك الإخراجي‪،‬‬
‫�أي �أنه يحتوي على املعدة التي ته�ضم (‪ )stomach‬وامل�ستقيم‬
‫الذي يخرج الف�ضالت ‪ colon rectum‬امل�ستقيم الذي يخرج‬
‫الف�ضالت‬
‫اجلهاز اله�ضمي هو نف�سه من يقوم بالإخراج‪ ،‬تعطل الإخراج‬
‫يتعب املعدة والأمعاء‪ ،‬والعك�س �صحيح‪ ...‬تعب املعدة بتعب الإخراج‬
‫‪36‬‬
‫‪� Respiratory system‬أو اجلهاز التنف�سي يتعامل مع‬
‫كل من )الأك�سجني) و (ثاين �أك�سيد الكربون) كالهما م ًعا غاز‬
‫التنف�س (ال�شهيق والزفري)‬
‫الذات احلقيقية ‪:‬‬
‫بنف�س املنطق هي حمل ال�شعور بالراحة وهي حمل ال�شعور‬
‫بالتعب‪ ،‬لقد �أف�سدت �إح�سا�سها بالتعب‪ ،‬تعاملت معه بطريقة غري‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫حقيقية وغري �سليمة‪ ،‬تعاملت معه ب�أ�سلوب غري حقيقة وغري �سليم‪،‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫ف�أتعبت �إح�سا�سها بالراحة بالتبعية‪ ،‬لي�س هناك تعب حقيقي؟!!‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫�إذن لي�س هناك راحة حقيقية‪.‬‬

‫والتوز عي‬ ‫ر‬


‫�إذنم�شاعركال�سلبيةلهادورة‪،‬التفكرهاالتكبتها‪...‬التق�سوعلى‬
‫الذات احلقيقية كي ال تت�صرف مثل اجلهاز اله�ضمي املت�أثر �سل ًبا‪...‬‬
‫اذكرك بحديث النبي �صلى اهلل عليه و�سلم «�إذا ا�شتكي منه ع�ضو‬
‫تداعي له �سائر اجل�سد بال�سهر واحلمى»‬

‫حتتاج �إىل �أن ت�سمع الرنة جيدا ب�صدق ب�إخال�ص بال (كن�سلة)‬
‫�إطال ًقا ب�صدق بال جتاهل بال �إطالة متعمدة‪ ...‬ب�صدق‪ ...‬املثري‬
‫للحزن �أكرث‪ ،‬هو �أن الأجهزة الفعلية اجل�سمانية احلقيقية‪،‬‬
‫اجلهاز اله�ضمي واجلهاز التنف�سي مثال يت�أثران ب�سوء تعامالتك‬
‫مع م�شاعرك ال�سلبية (القولون الع�صبي) الأمل النف�سي كثريا ما‬
‫يرتبطان بالفعل ب�سوء التعامل مع امل�شاعر ال�سلبية ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫هو بني الإفراط والتفريط‬ ‫ ‬
‫ك وَل َا تَبْس ُ ْطه َا ك ُ َ ّ‬
‫ل ال ْبَسْطِ فَتَقْعُد َ‬ ‫تج ْع َلْ يَدَك َ مَغْلُولَة ً ِإلَى ع ُنُق ِ َ‬
‫( وَل َا َ‬
‫م َلُوم ًا َمحسُور ًا) ت�أكد‪....‬‬
‫التعامل مع امل�شاعر باليد املغلولة �أو كل الب�سط هما تعامالن‬
‫جتاوزا ال�صواب ‪..‬التعامل مع امل�شاعر ال بد �أن يكون حقيق ًيا‬
‫ً‬
‫مب�سوطا غاية الب�سط‪...‬‬ ‫�صارما‪ ،‬ولي�س ً‬
‫مغلول �أو‬ ‫ً‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ال تتعجل ‪� .....‬سنفهم م ًعا ‪.....‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ش‬
‫�آفة من �آفات ع�صرنا احلايل‪....‬‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬
‫ع‬
‫�إعالء قيمة الإجناز على ح�ساب كل القيم الأخرى‪� ،‬إعالء‬
‫قيمة الإجناز على ح�ساب كل القيم املهم �أن تكون تكون منجزا‬
‫حتى لو مل تكن �سعيدً ا �أو م�ستقرا �أو �إن�سا ًنا!‬
‫الإجناز‪:‬‬
‫حقق �شيئا‪ ،‬بل �إن حتى الإيجابية مت التعامل معها باعتبارها‬
‫‪� task‬شيء ال بد �أن تلزم نف�سك به و�إن مل تفعل فما جنحت وما‬
‫و�صلت ‪ ...‬وتعالت ال�شعارات كن �إيجابيا كن �إيجابيا‪ ،‬وبالتايل مل‬
‫يعد الأمر هو ف�شلك يف �أن تكون �إيجابيا بل �إن الأمر �أ�صبح �أنك‬
‫مت�ضايق لأنك فا�شل يف �أن تكون �إيجابيا!!‬
‫ما كل هذه التعقيدات؟ ملاذا ال نتعامل مع م�شاعرنا ب�صدق‬
‫�أكرب‪....‬‬
‫‪38‬‬
‫ ‪�-‬أنا مت�ضايق الآن!‬
‫ ‪�-‬أنا حزين الآن !‬
‫ ‪�-‬أنا غا�ضب الآن!‬
‫ ‪�-‬أنا غيور الآن!‬
‫بال �إفراط وال تفريط ‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬

‫‪39‬‬
‫ا�ستمع �إىل ال�شعور ال�سلبي ال تقم بالكتم‪ ،‬ال تقم ب�إغالق اخلط‬
‫(الكن�سلة)‪ ،‬ال تقم بالتجاهل‪ ،‬ال ترفع الرنة‪ ،‬فقط ا�شعر ا�ستمع �إىل‬
‫النداء واالت�صال احلقيقي قبل �أن يقفز �إىل ذهنك �أين �أدعوك �إىل‬
‫اال�ست�ستالم والتخاذل للم�شاعر ال�سلبية �أ�ؤكد لك و�أنبئك و�أ�ؤكد‬
‫�صحيحا و�أن عليك �أن تكمل الكتاب حتى ت�صل‬
‫ً‬ ‫عليك �أن ظنك لي�س‬
‫�إىل ما �أريد‬
‫ا�ستمع‪� ....‬إىل ذاتك احلقيقية‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ا�ستمع �إىل م�شاعرك ال�سلبية‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ا�ستمع‪ ...‬فقط ا�ستمع‪ ...‬ال تقهر هذه امل�شاعر وال تطيل فيها‪...‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫ا�ستمع �إليها‪ ...‬كيف؟‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫ال�شعور ال�سلبي ي�أتي على هيئة جمل �سلبية ترتدد مع �إح�سا�س‬
‫ج�سماين �أوال مثال �أنا مت�ضايق معه‪� ،‬ضيق نف�س �أو‪..‬ال‬
‫�أنا غا�ضب ومعه رع�شة يد � ًأول املهم �أين ا�ستمع �إىل ال�شعور‬
‫(ات�صال الذات احلقيقية)‬
‫دع ال�شعور مير بامل�شاعر كيف ذلك؟‬
‫دع ال�شعور ي�سري يف طريقه‪ ،‬مهما كان كهذه املتاهة‪ ،‬هيا �أم�سك‬
‫و�سر مع املتاهة‪...‬‬
‫قلما ِ‬

‫‪40‬‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ن‬ ‫ل‬‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬

‫‪41‬‬
‫‪�.‬أو كما تت�أمل هذه ال�صورة وا�ص ًفا �ألوانها دون �أن تكون عليك‬
‫�أي دور يف تغيري اللون‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫ع‬ ‫والتوزي‬

‫‪42‬‬
‫�إ�شعر ب�شعورك ال�سلبي دون �أن حتاول ر�سم �أي م�سار له‪ ،‬دعه‬
‫يخرج‪ ،‬مع نف�سك (ال �أق�صد مع �أحد )‬
‫موقف ‪:1‬‬
‫�أمل ت�شعر بغ�ضب �شديد من زوجها �أحمد ‪...‬‬
‫ال�شعور ال�سلبي (الغ�ضب) ما الر�سالة التي ينقلها ال�شعور؟‬
‫تنبيه ‪ .....‬من �أمل �إىل �أمل‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫�إنها‪ ...‬غري هادئة‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫ل‬ ‫بل‬
‫�أمل تتحاور مع الغ�ضب كالتايل هذا هو اخلط�أ‪� :‬أنا ل�ست‬

‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬


‫غا�ضبة‬

‫توزيع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪�1‬أنا فقط مل �أمن جيدً ا‬


‫‪2‬ملاذا �أغ�ضب من �أحمد؟‬
‫‪.1‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪3 .3‬وهو �أف�ضل من غريه ‬
‫هذه كلها جم ٌل خطرية‬
‫اجلملة الأوىل هي �إنكار لل�شعور وت�ضليل‪ ...‬مقدما النوم لي�س‬
‫�سب ًبا لغ�ضبك بل هو �سبب لتعبك �أو ل�سهولة ا�ستثارتك‪.‬‬
‫اجلملة الثانية ‪ Camouflage‬عبارة عن الهبوط بالربا�شوت‬
‫على ال�شعور لتغطيته واالنحراف به عن م�ساره‪.‬‬
‫هيا نرى ماذا حدث ل�شعور الغ�ضب بعد �أن مت التعامل معه‬
‫هكذا‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫موقف ‪:2‬‬
‫�أمل تغ�ضب من �أحمد‬
‫�أمل ت�شعر ب�أن الغ�ضب لي�س له �سبب لقد نامت جيدً ا‪� ،‬إذن‪:‬‬
‫�أوال البد �أن تدع املوقف مير مع �أحمد ثم تنظر يف حل لغ�ضبها‪،‬‬
‫ذهب �أحمد �إىل العمل و�أفرغت �أمل غ�ضبها يف ابنها حمزة‪،‬‬
‫�ضربته ملوقف ال ي�ستحق وتكرر الأمر‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫�صارت الر�سالة‪� :‬أنا �أم فا�شلة وال فائدة يف‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ش‬
‫‪:3‬‬ ‫موقف‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬
‫ع‬
‫�أمل غا�ضبة من �أحمد‪� ،‬أمل تفرغ هذا الغ�ضب يف حمزة‬
‫�أمل لي�ست مرتاحة كزوجة ولي�ست مرتاحة ك�أم‬
‫دعونا ننظر يف هذا ال�شعور لو �سار بطريقة �سليمة‪:‬‬
‫�أمل ت�شعر بالغ�ضب من �أحمد‪� ،‬أمل تقول لنف�سها «�أنا غا�ضبة‬
‫ح ًقا»‪�« ،‬أ�شعر بال�ضيق ال�شديد من الغ�ضب‪� ،‬أنفا�سي لي�ست منتظمة‪،‬‬
‫ل�ست خمطئة ل�شعوري بالغ�ضب‪ ،‬وال مطالبة بتربير الغ�ضب �أمام‬ ‫ُ‬
‫نف�سي‪� ،‬أنا �أ�شعر بالغ�ضب‪� ...‬أ�شعر بال�ضيق � ً‬
‫أي�ضا»‬
‫هذا الكالم هو اعرتاف من �أمل ب�شعورها مع عدم و�ضع ذاتها‬
‫يف مو�ضع اخلط�أ‪� ،‬أمل تتوا�صل مع ذاتها احلقيقية الآن‪� ،‬أمل‬
‫غا�ضبة وتعرف �أنها غا�ضبة‪ ...‬ثم ماذا؟‬

‫‪44‬‬
‫أياما �أو‬
‫قبل �أن �أكمل �أذكرك ب�أنه ‪ ....‬قد ي�ستغرق الأمر � ً‬
‫�ساعات‪ ،‬للتوا�صل مع ذاتك احلقيقية يف �شعور حمدد‪ ،‬لأنك اعتدت‬
‫قطع الطريق على �شعورك‪ ،‬مبعنى �أنك كلما هممت بالتوا�صل‪،‬‬
‫يحدث قطع للطريق‪ ،‬بنف�س طرقك القدمية‪� ،‬إنكار‪ ...‬انهزامية‪...‬‬
‫متثيل‪� ...‬أ�سباب ‪� ...‬أي �شيء‪...‬‬
‫�أطالبك بح�سن �أداء هذه املرحلة‬
‫�أنا �أ�شعر بال�شعور‪.....................‬‬

‫ري‬ ‫ص‬
‫ل�ست خمطئااللأين‬
‫ك �تأ�شعر بهذا ال�شعور‬
‫ع‬
‫لي�س مهما ملاذا‪.........................‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬


‫توزيع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫به‬ ‫أح�س‬ ‫هذا ال�شعور بداخلي و�أنا �‬
‫الإ�صغاء ل�صوتك الداخلي‪:‬‬
‫ات�صال الذات احلقيقية �سي�سبب راحة‪ ،‬لكن �صمم �أال تقطع‬
‫الطريق على ال�شعور‪� ،‬أي �صمم على اال�ستماع لل�شعور الداخلي‬
‫احلقيقي‬
‫ثم ماذا؟!‬
‫بعد �أن ا�ستمعت ل�شعورك‪� ،‬أح�س�ست به يف قلبك‪ ،‬اعلم �أن هذا‬
‫ال�شعور ر�سالة قوية جدا‪ ،‬والآن هيا نت�أمل � ًأول هذا اجليل اجلليدي‪،‬‬
‫حتت �سطح املحيط‬

‫‪45‬‬
‫ ‪-‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫التي طالبتك بالتوا�صل احلقيقي معهاشهير �أول‬
‫و‬
‫ت‬
‫ال�سلوك‪ ،‬ثم �ستقودنا �إىل معرفة قناعاتك والتي هي ومنبثقةزيع‬
‫ال�سلوك الظاهر للعيون‪ ،‬امل�شاعر‬ ‫كما ترى ف�إن قمة اجلبل هي‬
‫منطقة خلف‬
‫من‬
‫قيمك‪ ...‬ما هذا الكالم ال�صعب؟!‬
‫هيا نقوم الآن ب�أخذ مثال للفهم‪:‬‬
‫نعود �إىل �أمل‪ ،‬املوقف‪� :‬أحمد ال ميتدح �أمل على الطعام املطهو‬
‫ال�سلوك‪� :‬أمل تت�صرف بتجاهل (نعم هذا �سلوك)‬
‫ال�شعور ‪ :‬احلقيقي (غ�ضب) تق�صري من �أحمد يا �أمل‪ ،‬من‬
‫ف�ضلك قويل لنف�سك �أنك غا�ضبة و�أنك ت�شعرين بال�ضيق لتق�صري‬
‫�أحمد‪ ...‬ال تف�سري ‪...‬ال تربري‪ ....‬ال حتللي‪� ...‬أعلني فقط �أن‬
‫الذات احلقيقية تقوم باالت�صال الآن «�أنا غا�ضبة»‬
‫‪46‬‬
‫بعد �أنا قلنا واعرتفنا و�شعرنا ح ًقا‪ ،‬ي�أتي الآن‪� ...‬إىل ماذا ي�شري‬
‫ال�شعور؟!‬
‫�إىل قناعة تكمن داخل عقل �أمل‪ ....‬ما هي القناعة؟!‬
‫‪:‬‬ ‫القناعة‬
‫هي فكرة قوية را�سخة �أمل تبنتها يف مرحلة �سابقة من العمر‬
‫ولتكن يف املثال �أن الرجل الذي يحب امر�أته ميتدحها‪ ،‬والذي ال‬

‫ع‬
‫يحبها ال ميتدحها‪.‬‬

‫ري‬ ‫ص‬
‫و�أذكرك ‪ ،‬الالتقفز‬
‫ك�تإىل القناعة بل ا�شعر بال�شعور‪ ...‬ح�س به �أوال‬
‫�أحمد ال يحبني لأنه ال ميتدحني‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬


‫ع‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫�أمل ‪ ،‬هذا هو ما ي�ضايقها‬
‫متى ن�ش�أت القناعة؟ من الذي �أن�ش�أ القناعة؟ لتكن يف املثال �أم‬
‫�أمل التي كانت تردد �أن من يحب زوجته ميتدحها‪ ،‬املهم �أن �أمل‬
‫لديها قناعة‪ ،‬ما القيمة العليا التي تكمن خلق القناعة ؟!‬
‫حلظة‪ :‬نحن نحتاج �أوال �إىل فهم كلمة ‪� value‬أو قيمة‪ ،‬قيمة‬
‫= �شيء له اعتبار لديك �أو �شيء �أنت تراه مهما للغاية‪ ،‬هنا يف املثال‬
‫هو احلب �أمل ترى �أن احلب قيمة هامة‪( ،‬لي�س كل النا�س ك�أمل)‬
‫وملا ر�أت �أمل �أن احلب قيمة هامة ر�أت �أن القناعة املنا�سبة �أن‬
‫من يحب الزوجة ميتدحها‪ ،‬وملا مل يحدث هذا حدث الغ�ضب‪ ،‬ثم‬
‫�سلوك التمثيل لدى �أمل‪ ،‬ورمبا ال�شجار لدى غريها‪ ،‬ورمبا العزلة‬
‫واالنطواء لدى غريهما‪ ،‬والتكرار ملا �سبق �شرحه ف الر�سم التايل‪:‬‬
‫‪47‬‬
‫لديك قيمة عليا = �شيء �أنت تراه مهم جدا‬
‫يف حياتك يكون لديك �إح�سا�س داخلي �أنه مهم‬
‫قناعة (طريقة تفكريك يف تنفيذ ال�شيء املهم ده)‬
‫ال�شعور (�س�أ�شعر بال�ضيق لو مل تنجح طريقة التنفيذ)‬
‫علي بعدا ال�شعور بال�ضيق وهو متنوع)‬
‫ال�سلوك ( ما يظهر ّ‬
‫قديكون كتمان ‪ /‬عزلة‪ /‬انفجار‪� .....‬إلخ‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬
‫كل هذا الأمر معناه �أنك ال بد �أن تبد�أ بالإ�صغاء اجليد لل�شعور‪،‬‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫الذي تتوا�صل به معك ذاتك احلقيقية‪« ،‬ا�سمع ال�شعور وا�شعر به»‪،‬‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬
‫ثم �سيقودك �إىل قناعة �أنت م�ؤمن بها‪ ،‬ومن ثم �إىل قيمة �أنت‬

‫ع‬
‫م�ؤمن بها‪.‬‬
‫ح�س ًنا‪ ....‬متام‪ ....‬جيد‪.....‬‬
‫ما فائدة كل هذا؟!‬
‫الفائدة هي �أن تعي�ش مرتاحا لذاتك احلقيقية‪ ،‬الكثري منا حقق‬
‫بالفعل بع�ض ما يريده من �أ�شياء‪ ،‬ولكنه متفاجئ �أنه لي�س مرتاحا‬
‫فرحا‪ ،‬ولي�س �سعيدا‪...‬‬
‫ولي�س ً‬
‫الكثري منا يعاين من �أمرا�ض ج�سمانية من�ش�أها نف�س الأ�صل‪،‬‬
‫الكثري منا غري موفق يف عالقته بربه ثم بنف�سه‪ ،‬ثم مبن حوله‪ ،‬هيا‬
‫نتعمق �أكرث‪ ...‬نفهم كيف تت�شكل العالقات داخلنا؟!‬

‫‪48‬‬
‫جئنا �إىل هذه احلياة �صغارا لنجد �أنف�سنا بني الأب والأم‪� ،‬أو مع‬
‫�أحدهما �أو مع غريهما‪ ،‬ق�ضينا �سنوات ن�ستمع �إىل كلمات ون�شعر‬
‫مب�شاعر‪ ،‬ثم بد�أنا نكرب‪.‬‬
‫عالقتك بنف�سك هي مردود عالقتك بالأب والأم يف �صغرك‪،‬‬
‫ماذا كانا يقوالن عنك؟‬
‫مثال‪ :‬علي كانا يقوالن عنه �أنه فا�شل‪ ،‬علي مترد على هذا‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫الكالم و�صارت عالقته بنف�سه عالقة حتدي‪� ،‬ستفعل‪� ...‬ستقدر‪...‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫�ستثبت لنف�سك‪ ...‬التحدي لي�س خط�أ ولكنه غري م�سرتيح نف�سيا‪..‬‬

‫شترى نف�سها ك�سولة وهي‬


‫ر‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫والتوز عي‬
‫كانا يقوالن عنها �أنها ك�سولة‪ ،‬نورا مل تتمرد‬ ‫نورا‬ ‫مثال �آخر‪:‬‬
‫و�صارت‬ ‫به‪،‬‬ ‫على هذا الكالم‪ ،‬واقتنعت‬
‫غري م�سرتيحة نف�سيا‪...‬‬
‫ما يقوله الأب والأم ي�شكل ر�ؤيا قوية داخلك حتى و�إن مل تثبته‬
‫ماذا لو كانا مل يقوال �شيئا؟‬
‫فقط يرعيانك الرعاية اجل�سدية (م�أكل وم�شرب) هذا معناه‬
‫�أنهما قاال �أنك غري مهم‪ ....‬عندما ال �أقول لالبن �أنه مهم‪ ،‬فقد‬
‫بينت له بالتبعية �أنه غري مهم‪ ...‬و�سيبحث عن �إح�سا�سه بالأهمية‬
‫يف �أي طريق‬
‫م�ضت مرحلة الطفولة‪ ،‬وبد�أ حوارك الداخلي يتكون ‪ ..‬بد�أت‬
‫تخاطب نف�سك‪ ،‬بعدما كنت طفال‪ ،‬بد�أت توجه كلمات �إىل نف�سك‪،‬‬
‫‪49‬‬
‫وتتناق�ش معها بخري �أو �شر ب�صواب �أو خط�أ‪( ...‬حوارك الداخلي‬
‫مع الذات هو انعكا�س لر�ؤياك)‬
‫لقد بد�أت تكون نظارتك التي ترى من خاللها الأمور‬
‫�أنواع النظارات التي يرى بها النا�س الأمور‬

‫ع‬
‫نظارة‬ ‫نظارة‬ ‫نظارة نظارة‬

‫ص‬
‫نظارة‬ ‫نظارة‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫الإفراط يف‬ ‫امل�ؤامرة‬ ‫اال�ستهتار‬ ‫احلقد‬ ‫االنتقا�ص االنتقا�ص‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫من من الذات‬

‫ش‬
‫املثالية‬ ‫هم‬ ‫بالقيم‬ ‫والغل‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬
‫آخرين �أنا ال‬ ‫ال‬
‫�س�أكون‬ ‫يتحدثون‬ ‫املحيطة‬ ‫�أنا �أكره‬

‫ع‬
‫�سخرية‬
‫�أح�سن‬ ‫عني‪،‬‬ ‫م�ش مهم‬ ‫النا�س‬ ‫من النا�س �شيءولي�س‬
‫و�أف�ضل‬ ‫ويدبرون‬ ‫�أجنح‪،‬‬ ‫لدي‬
‫املوجودين‬ ‫�شيئا من‬ ‫�أذاكر ليه‬ ‫�أهمية‬
‫ورائي‬

‫نظارة االنتقا�ص من الآخرين‬


‫(�سخرية من النا�س )‬
‫�إنها نظارات خمتلفة يرى بها النا�س احلياة وقد ت�ضع �إحدى‬
‫هذه النظارات لفرتة وقد تتنوع بني النظارات‪...‬‬
‫�أراك حائرا‪ ...‬ح�سنا‪ ...‬ما ال�صواب؟! �صربا ودع ال�صورة‬
‫تكتمل‬
‫‪50‬‬
‫�شيء �آخر �أود الآن احلديث عنه وهو تركيزك ‪concentration‬‬
‫الرتكيز االنتباه ل�شيء ما‪ ،‬منحك االنتباه الكامل ل�شيء ما‪ ،‬ال تقل‬
‫يل من ف�ضلك �أنه (ال يوجد لديك تركيز)‬
‫الأ�صوب والأ�صح هو �أن تقول‪ :‬ال يوجد تركيز يف كذا ولكن يوجد‬
‫لدي تركيز يف كذا‬
‫ابنك الذي ال مينح الرتكيز ملذاكرته مينحه ملوبايله لألعابه‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫الإلكرتونية‪� ،‬أنت ال متنح تركيزك للعلم �أو للبحث ومتنحه خلالفات‬

‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫عائلية مثال‪...‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬


‫زيع‬ ‫و‬ ‫ت‬
‫)‬ ‫‪money‬‬‫تركيز ك�أنها مثال (�أموال‬ ‫كل �إن�سان لديه انتباه ولديه‬
‫لكن فقط �أوجه الإنفاق ‪ ...‬والرتكيز‪...‬‬
‫باملثال يت�ضح الأمر‪:‬‬
‫�أطفال �أو مراهقو هذا اجليل مينحون انتباههم �إىل ‪:‬‬

‫‪Electronic‬‬ ‫كرة القدم‬ ‫امل�سل�سالت‬ ‫ماذا قال عنهم‬


‫‪games‬‬ ‫الكورية‬ ‫�أ�صحابهم؟‬

‫‪51‬‬
‫وال مينحون اهتمامهم �إىل‪:‬‬

‫خدمة املجتمع‬ ‫املذاكرة‬ ‫ال�صالة‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫�إذن هم لديهم انتباه ولديهم تركيز‪ ،‬لكنهم ينفقونه يف ما‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫يرونه ولي�س فيما تراه‪ ،‬بنف�س املنطق �أنت لديك تركيز وانتباه‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ولكنك متنحه ملا تراه‬

‫ع‬ ‫التوزي‬ ‫و‬ ‫�س‪ :1‬ما الذي متنحه تركيزك؟!‬


‫�س‪ :2‬ما القيمة التي �ستح�صل عليها؟!‬
‫وهنا جتدر الإ�شارة �إىل �شيء هام جدا جدا‪،‬وهو قيمة «املتعة»‬
‫والتي منحها الكثري من كبار و�صغار هذا الع�صر �أ�شد االهتمام‬
‫والرتكيز‪ ...‬ما هي املتعة؟ ما هو معنى قيمة املتعة؟ و�أنقل �إليك‬
‫تف�سري الكاتب (مارك مان�سون) يف كتابه « فن الالمباالة» يف‬
‫�صفحة ‪ 159‬لقيمة املتعة‪.‬‬
‫(املتعة �شيء عظيم لكنها قيمة �شديدة ال�سوء �إذا و�ضعت‬
‫�أولويات حياتك وفقا لها‪ ،‬ا�س�أل �أي مدمن خمدرات كيف كانت‬
‫نتيجة جريه وراء املتعة‪ ،‬وا�س�أل امر�أة جعلتها املتعة تدمر �أ�سرتها‬
‫‪52‬‬
‫وتفقد �أطفالها‪� ،‬إن كانت تلك املتعة قد جعلتها �سعيدة يف �آخر‬
‫املطاف‪.‬‬
‫وا�س�أل رجال �أ�سرف يف الأكل‪ ،‬حتى كاد ميوت‪ ،‬كم كانت متعة‬
‫الأكل مفيدة له يف حل م�شكالته‪ ،‬تبني الدرا�سات �أن النا�س الذين‬
‫يركزون طاقتهم على املتع ال�سطحية ينتهي بهم الأمر �إىل �أن‬
‫ي�صبحوا �أكرث قلقا و�أقل ا�ستقرارا من الناحية االنفعالية‪ ،‬و�أكرث‬
‫اكتئا ًبا �أي�ضا)‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫املتعة �أكرث �أ�شكال الر�ضا �سطحية‪ ،‬ولعل هذا �سبب كونها‬
‫ص‬ ‫ع‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫الأ�سهل حتققا‪ ،‬والأ�سرع زواال ‬

‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬


‫اال�ستغراق يف متابعة و�سائل التوا�صل ال و‬
‫إلكرتونية‪،‬ز�يع‬
‫�ستكون �أكرث قلقا‪ ،‬مع �أنك �ست�شعر‬ ‫للمتعة‬ ‫تركيزك‬ ‫عندما متنح‬
‫املتعة‪:‬‬ ‫بالر�ضا ال�سريع الزائف‪ ،‬ومن �أ�شكال‬
‫إدمان‬
‫الإباحيات‪� ،‬إدمان املخدرات‪� ،‬إدمان الأكل‪� ،‬إدمان املو�ضة‪� ....‬إلخ‬
‫الهدف من هذا اجلزء هو �أن تفهم ‪� ...‬أن لديك تركيزا ‪..‬‬
‫ولدى �أبنائك تركيز‪ ..‬ولكننا ن�سيء ا�ستخدام الرتكيز‬

‫ملاذا قمت ب�شرح هذه اجلزئية؟!‬


‫لأن م�شاعرك ت�سري خلف تركيزك‪� ،‬أو �أن تركيزك ي�سري مع‬
‫م�شاعرك‬
‫‪53‬‬
‫البئر الذي تدور فيه امل�شاعر هو تركيزك‪ ،‬باملثال كما تعودنا‬
‫ن�شرح‪:‬‬
‫مثال ‪:1‬‬
‫حممود ‪ 40‬عام‪ ،‬يعود من العمل لي�ضع عينيه يف �شا�شة املوبايل‬
‫اخلا�ص به‪ ،‬يبت�سم معها‪ ..‬و ُي ْخ َذل معها‪� ..‬إذن م�شاعره تدور حول‬
‫ما متنحه �إياه ال�شا�شة من ردود فعل تركيزه معها‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫مثال ‪:2‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ش‬
‫�سمر ‪� 30‬سنة‪ ،‬تركز انتباهها على �أقارب زوجها‪ ،‬وبالتايل‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬
‫هم م�صدر قلق �أو راحة ل�سمر‪ ،‬التي م�شاعرها ت�سري مع ت�صرفات‬

‫ع‬
‫الن�ساء من �أقارب زوجها‪.‬‬
‫مثال ‪:3‬‬
‫نورهان ‪ 20‬عاما‪ ،‬توجه تركيزها على �صديقاتها‪ ،‬وبالأخ�ص مع‬
‫يارا‪ ،‬نورهان ت�شعر بالفرح �أو احلزن وفقا لت�صرفات يارا‬

‫نقطة �أخرى هامة‪� ،‬أنت متلك البداية ولي�س النهاية‪� ،‬أو مبعنى‬
‫�أ�صح ميكنك التغيري يف بداية اخلري ولي�س يف نهايته‪ ،‬ال ميكنك �أن‬
‫تتحكم بت�صرفات الآخرين‪ ،‬الذين ت�ستقي منهم راحتك‪ ،‬ولكنك‬
‫تتحكم فيما ترى �أنه هدفك �أو حمل تركيزك‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫هل معنى ذلك �أنه ال �آالم يف احلياة؟ �أو�أن على �أبطال الأمثلة‬
‫ال�سابقة �أن يختاروا �أهدافا �أخرى يقل فيها مدى الأمل؟‬
‫الإجابة‪ :‬هي �أن الأمل جزء �أ�سا�سي يف تكوين خربات الإن�سان‪،‬‬
‫وهذا ق�ضاء عليه‪ ،‬الإن�سان لي�س مالكا‪� ،‬إنه كائن يتعلم من �آالمه‪،‬‬
‫فقط اخرت ما تهتم به و�ستعاين من �أجله‪.‬‬
‫نعود �إىل الأمثلة‪:‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫�إن اخرتت االهتمام بالقران‪� ،‬ستبذل جهدا وحر�صا يف ح�ضور‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫حلقات التعلم‪ ،‬حتمل غالظة املعلمني‪ /‬هيبة االختبارات‪ /‬خوف‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫الإخفاق ‪ /‬م�شقة التعلم‪.‬‬

‫والتوز عي‬ ‫ر‬


‫�إن اخرتت االهتمام ب�أبنائك �ستتحمل اجلهد واحلر�ص يف‬
‫متابعة ال�صحة والدرا�سة والتغريات النف�سية‬
‫�إن اخرتت االهتمام مبحمولك اخلا�ص �ستتحمل اجلهد‬
‫والإنفاق وامل�شقة حلمايته واحلر�ص عليه من �أي خد�ش واملبالغة‬
‫يف احلفظ عليه وتعوي�ضه فورا �إن حدث �شيء له‪.‬‬
‫�أنت دائما �سوف تبذل جهدا وت�شعر ب�أمل ولكن اخرت عنوانا‬
‫(‪� ) tittle‬أيها الإن�سان‪.‬‬
‫وقفة مع ما �سبق‪:‬‬
‫الإن�سان كائن يتعلم من �آالمه ميار�س خربات‪ ،‬ولديه ر�أ�س مال‬
‫هام‪ ،‬هو تركيزه واهتمامه‪ ،‬مع الرتكيز يف �أمر ما‪ ،‬توجد م�شاعر‬
‫‪55‬‬
‫تخ�ص هذا الأمر‪ ،‬امل�شاعر‪ :‬هي ر�سالة من الذات احلقيقية �أو‬
‫ات�صال كما ذكرنا‪ ،‬ت�شري �إىل قناعة معينة نعتقدها ونتحرك‬
‫من خاللها‪ ،‬وترمز هذه القناعة �إىل قيمة هامة‪� ،‬شيء ي�ستحق‬
‫احلر�ص يف حياتك‪.‬‬
‫ومن النا�س يف هذا الع�صر حتديدا‪ ،‬من جعل املتعة قيمة عليا‬
‫وحيدة له وقد �أح�س ه�ؤالء النا�س بالقلق والف�شل �أكرث من غريهم‪،‬‬
‫ولي�س معنى ا�ستبعاد املتعة مطلقا‪ ،‬ولكن �أن جتعلها قيمة و�سط‬

‫عصري الكت ~‬
‫غريها من القيم‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬


‫توزيع‬ ‫شر وال‬

‫‪56‬‬
‫‪Home Work‬‬
‫ما �أريده منك الآن هو الإح�سا�س مب�شاعرك املختلفة‪ ،‬ب�صرب‬
‫ولي�س بتهرب‪� ،‬أو �إفراط‪ ،‬ثم بعد �أن ي�أخذ ال�شعور م�ساحته داخلك‪،‬‬
‫ت�أمل جيدا‪ ،‬ا�سم القناعة التي هو ي�شري �إليها‪ ،‬كل �شيء قابل‬
‫للتعديل‪..‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫ما الذي يحدث لو مل �أ�ستمع �إىل م�شاعري ومل �أفهم قناعاتي؟!‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫بل‬
‫لن �أكون على توا�صل مع ذاتي احلقيقية‪ ،‬وبالتايل ما الذي‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫والتوز عي‬
‫�س�أتعر�ض له‪ ،‬الذات احلقيقية هي �أنت‪ ،‬عندما تتوه عن منزلك‬
‫ت�شعر باحلرية والقلق‪ ،‬ما احلال عندما ت�ضل الطريق عن ذاتك؟!‬
‫�سيكون �إح�سا�سك الدائم هو القلق الالراحة‪ ،‬الال�سعادة ‪ ،‬الال‬
‫�إجناز‪ ،‬قد يكون تكرار هذه امل�شاعر �إىل �أمرا�ض حقيقية ج�سمية‬
‫�أو نف�سية‬
‫مالحظة هامة‪:‬‬
‫امل�شاعر قد حتمل ً‬
‫تناق�ضا‬
‫مبعنى‪� :‬أنا �أحب والدي وال �أطيقهم‪� ،‬أنا �أكره زوجي و�أريد العي�ش‬
‫معه‪� ،‬أنا ال �أتقبل نورا ولكن �أريد �أن �أ�صاحبها‬

‫~‬
‫اعرتف وال متنعك التناق�ضات من االعرتاف‬

‫‪57‬‬
‫بحث هام‬
‫منشأ التناقض في المشاعر‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ملاذا من املمكن �أن تتكون داخلنا جملة م�شاعرية مثل �أحب‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫�أوالدي وال �أطيقهم؟‬

‫والتوز عي‬
‫ً‬
‫تناق�ضا‪ ،‬ثم ننظر ب�صدق‬ ‫هنا نعرتف بال�شعور الذي يحمل‬
‫يف القناعات التي يجملها ال�شعور‪ ،‬و�إىل القيم التي تكمن خلف‬
‫القناعات‪.‬‬
‫�أحب والدي ‪ :‬ال�شعور هو احلب‬
‫القناعة هي (حب الأوالد �ضروري)‬
‫هذه القناعة ت�ستمد من قيمة عليا وهي احلب‬
‫ذرعا‬
‫ال �أطيقهم ‪ :‬ال�شعور هو ال�ضيق ً‬
‫اخلنقة ‪ :‬القناعة هي البد �أن يكونوا مثاليني‬
‫لي�س �شرطا �أن تكون هذه القناعة هذا فقط‪ ،‬مثال القيمة العليا‬
‫هنا هي املثالية‪ ،‬تت�صارع هنا قيمتان هما احلب واملثالية داخل‬
‫العقل‪ ،‬فيحدث تنا�ض وعدم ارتياح ‪ .......‬ال ترتاح مع الأوالد!‬
‫‪59‬‬
‫وال ترتاح يف ُبعد الأوالد!‬
‫واحلل‪:‬‬
‫‪1‬ا�سمع ال�شعور جيدا‪ ،‬ودعه ي�أخذ دورته‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2‬انظر �إىل القناعة الكامنة خلفه‪ ،‬وحدك �أو مب�ساعدة‬ ‫‪.2‬‬
‫متخ�ص�ص نف�سي‬
‫‪3‬عدل على القناعات‬ ‫‪.3‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫‪4‬يف املثال ال�سابق قد يكون احلل هو �أن نقبل �أن املثالية‬ ‫‪.4‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ري‬


‫وهنا �أحدثك ايف‬
‫املطلقة غري موجودة‪...‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬


‫و‬
‫قال اهلل تعاىل‪« :‬و�إن الدار الآخرة لهي احليوان لوالتكانواوزيع‬
‫اجلزء الثاين عن �شعور رائع قد يبدو عجيبا‬
‫وهو ا�ستمتع بالنق�ص‬
‫يعلمون»‬
‫احليوان‪ :‬احلياة احلقيقية‬
‫احلياة اخلالية من النق�ص‪ ..‬احلياة التي بها �أزواج مطهرة‪،‬‬
‫رزق وفري‪ ،‬راحة دائمة‪ ،‬انعدام للنمو‪ ،‬ر�ؤية كل جميل‪...‬‬
‫�أما الدنيا فهي دار حرث دار عمل‪.‬‬
‫�أمثلة‪:‬‬
‫‪ Air condition‬الذي قمت برتكيبه �أدى �إىل جو �أنقى و�ألطف‬
‫ولكنه ي�ؤذي عظام اجل�سم‬
‫‪60‬‬
‫‪ Coffee‬القهوة التي نحبها‪ ،‬ت�ؤدي �إىل تنبيه اجلهاز الع�صبي‪،‬‬
‫ورمبا مع الإ�سراف ت�ؤدي �إىل قرح املعدة‪.‬‬
‫را�ض عنها‬
‫الأبناء الذين حتبهم بهم �صفات ل�ست ٍ‬
‫�شريك احلياة به نق�ص‪...‬‬
‫ال �شء يكمل يف حياة مبناها على النق�ص‬

‫ع‬
‫رغبتك يف التعامل مع النق�ص (الإنكار له)‪:‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫الرغبة يف �إلغائه الغ�ضب العارم ب�ش�أنه‪ ،‬هي رغبة مميتة ولن‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ت�ؤدي �إىل خري‪ ،‬النق�ص موجود يف احلياة الدنيا‪� ،‬ستموت �أنت‬

‫والتوز عي‬
‫وتنق�ص من هذه احلياة ويظل النق�ص نق�صا‪ ،‬الفكرة فقط هي‬
‫انتقال من �صورة بها نق�ص �إىل �صورة بها نق�ص �آخر‪.‬‬
‫�إذن ما املقيا�س؟!‬
‫ما دام النق�ص رفيقا دائما لكل �أداء‪ ،‬املقيا�س هو �إر�ضاء اهلل‬
‫عز وجل‪� ،‬أو بعدك عن معا�صيه واقرتابك من �إر�ضائه‪ ،‬املقيا�س هو‬
‫�أن ن�سري يف طريق �أقرب لر�ضا اهلل من �سواه‪ ،‬حب اهلل‪ ،‬ن�ست�شعره‬
‫داخلك‪ ،‬ما معنى هذا الكالم؟‬
‫زوجة ترى نف�سها غري م�شبعة غري �سعيدة مع زوجها‪ ،‬ولديها‬
‫منه ثالثة �أوالد‪ ،‬ما احلل الذي تراه لها؟!‬
‫ ‪-‬اال�ستمرار‪� :‬شكل النق�ص عدم الإ�شباع مع الإثقال بواجبات‬
‫زوج غري حم�سن ومعاي�شة كراهيته‬
‫‪61‬‬
‫ ‪-‬الطالق‪� :‬شكل النق�ص غياب الزوج (امل�ؤقت �أو الدائم) نوع‬
‫من املتاعب يف الطالق وتربية الأبناء‪.‬‬
‫الفكرة هي ما ي�ؤدي �إليه كل �شكل من �أ�شكال النق�ص‪� ،‬إن كان‬
‫�إيذاء الزوج لها يدفعها خليانته‪ ،‬فهذا يختلف عن �إن كان يدفعها‬
‫لتعاطي املخدرات‪ ،‬ويختلف عن �أنه يدفعها �إىل البكاء‪ ،‬يدفعها �إىل‬
‫التعبري‪.‬‬

‫ع‬
‫املتعة هي انتقال نق�ص �إىل نق�ص فقط‪ ،‬املقيا�س هو قدرة‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫االحتمال ومعاي�شة التغيري‪...‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫مثال �آخر‪:‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫ ‪�-‬إن�سانة حت�سها كزوجة ولكن بها نق�ص �أتتعاي�ش؟ �أم ال؟ وفقا‬

‫~‬
‫ملا ير�ضى ربك‬

‫‪62‬‬
‫أنت وأنت‬

‫من �أهم عالقاتك هي عالقتك بك‪...‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ك‬
‫عالقتك بك ‪ ...‬عالقتك بنف�سك‪..‬‬

‫ن‬ ‫بل‬
‫ل‬ ‫ت‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫را�ض عن مالحمك وج�سدك؟ هل ترى‬
‫هل حتبها؟ هل �أنت ٍ‬

‫القناعات التي كونتها عن نف�سك وماالترددهوزالنا�سعي‬


‫ناجحا؟‬
‫نف�سك ً‬

‫أنت وأنت‬
‫واقتنعت �أنت به‬
‫ما قاله الوالدان‬
‫كالزوجة والأخوة‬
‫والأ�صدقاء‬
‫عنك واقتنعت به‬
‫عندما حتل هذه‬
‫العوامل تتحكم يف‬
‫عالقتك بنف�سك‬

‫عالفتك بربك‬

‫‪65‬‬
‫�أما �آن الأوان لكي تت�صالح معك؟!‬
‫عالقتك باهلل‬
‫اهلل رب العاملني هو الذي خلقك ف�سواك فعدلك يف �أي �صورة ما‬
‫�شاء ركبك‪ ...‬ما ظنك؟! عالقتك باهلل هل هي عالقة حقيقية؟!‬
‫هل بالفعل ت�ست�شعر عظمة ربك وعظم خلقه ؟! هل حتبه حقا ؟ هل‬
‫نخافه؟ هل ترجوه؟ �أم �أن عالقتك باهلل م�ستقاة من الإعالم ومن‬

‫ع‬
‫بع�ض الأقاويل املنثورة !!! هل تعرف من هو ربك؟ هل حقا تعرفه؟‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫هل قر�أت القران متدبرا؟ �أي فاهما؟ القران كالم ربك فهل‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫قر�أته فاهما؟ هل تعلم حقا �سر وجودك؟‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫عالقتك باهلل ‪� :‬أعني اجلانب احلقيقي القلبي‪� ،‬أدا�ؤك للعبادات‬
‫فقط‬
‫كم منا ي�صلي‬
‫وال يعرف ربه حق املعرفة؟‬ ‫كم منا ي�صوم ‬
‫كم منا ي�ضحي‬
‫كم منا يعتمر‬
‫عزيزي القارئ لقد اقتطعت من عمرك �سنوات تدر�س درا�سة‬
‫دنيوية‪ ،‬فهل اقتطعت من عمرك عاما واحدا تعرف فيه ربك؟ تقر�أ‬
‫فيه قر�آنه بتدبر وفهم؟ �أنا ال �ألومك �إطالقا ولكن �أذكرك �أنه ربك‬
‫و�أنك �إليه راجع‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫كيف �أمني هذا اجلانب القلبي احلقيقي بداخلي؟‬
‫ ‪-‬كتاب القر�آن الكرمي تدبر وعمل (مركز املنهاج)‬
‫ ‪-‬كتاب عقيدة‪ ،‬مثل حقيقة الإميان �أو ح�ضور دورة عقيدة‬
‫�أهل ال�سنة لدكتور‪ /‬راتب النابل�سي‬
‫ ‪-‬م�شاهدة دورة الأترجة لتدبر القر�آن الكرمي ‪youtube‬‬
‫ ‪-‬م�شاهدة حلقات �أ�سماء اهلل احل�سنى لدكتور‪ /‬راتب‬

‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫النابل�سي‬

‫ب‬
‫إمنا �لأقول لك ِّمن املعرفة القلبية باهلل‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ ‪-‬قراءة كتاب لأنك اهلل‬
‫ل‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫وزيع‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫�‬ ‫و‬ ‫و�صم‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫�صل‬ ‫مل �أقل لك‬
‫حب وخوف ورجاء اهلل‬ ‫ابذر بذور معرفته يف قلبك كي ينزرع فيه‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫عالقتك باهلل‪ ،‬مدى اقرتابك‪ ،‬مدى ارتباط قلبك به‪ ،‬يحدد‬
‫جانبا عظيا من جوانب عالقتك به‬
‫لكن ماذا عمن لي�سوا م�ؤمنني؟ �أهم فا�شلون؟‬
‫(منْ َكانَ ُي ِري ُد َح ْر َث ال ُّد ْن َيا‬
‫�أجيبك ب�آية عظيمة من كتاب اهلل‪َ ،‬‬
‫ُن�ؤْ ِت ِه ِم ْن َها َو َما َل ُه ِف ْال ِآخ َر ِة ِمن َن ِ�ص ٍ‬
‫يب)‬
‫عد واقر�أها لتعلم �أن حرث الدنيا ي�ساوي النجاح والفالح‬
‫‪،‬والأداء يف الدنيا وجوائز نوبل لي�ست من ن�صيب امل�ؤمنني فح�سب‪،‬‬
‫�أي حرث دنيوي من املمكن �أن يح�صل عليه �أي �إن�سان جمتهد‪...‬‬
‫‪67‬‬
‫لكننا نتحدث عن معنى حقيقي دائم وممتد كما بعد املوت وهو‬
‫للم�ؤمن باهلل فقط‪.‬‬
‫�أما غري امل�ؤمن «امللحد مثال» �إن ا�ستطاع �إيجاد �إجابات مريحة‬
‫لعقله فيما يخ�ص وجوده �أو خلق الكون فيعي�ش �سعيدا ومت�صاحلا‪،‬‬
‫ولكن يف الدنيا ولي�س يف الآخرة‪ ...‬كيف ذاك؟! حرث الدنيا متاع‬
‫للجميع‪.‬‬

‫ع‬
‫العالقة القلبية( الإميان باهلل) �سيغري كثريا داخلك‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬
‫والتوزي‬
‫الوالدان‬

‫ع‬
‫يف رحلة عرب �آيات القران الكرمي ال جتد يف الو�صية بالوالدين‬
‫الأمر مبحبة الوالدين‪ ..‬لأن املحبة �شعور قلبي قد يحدث وقد ال‬
‫يحدث‪ ،‬ولن �أ�صدمك �إن قلت �إن املطلوب منك هو الرب والإح�سان‬
‫وهما �سلوك ظاهر‪ ،‬ولي�س احلب الذي هو �شعور قلبي‪ ،‬الوالدان‬
‫قد يح�سنان وقد ي�سيئان‪ ،‬بكل ت�أكيد لأنهما لي�سا مالكني‪ ،‬قد‬
‫تكون �إ�ساءات الوالدين تدمريية �أو غري تدمريية‪ ،‬ومن الإ�ساءات‬
‫التدمريية‪:‬‬
‫ ‪-‬التحر�ش اجلن�سي بالأبناء‪.‬‬
‫ ‪-‬ال�ضرب املربح �إىل حد الأذى‪.‬‬
‫ ‪-‬ال�شتائم البذيئة‪.‬‬
‫ ‪-‬البخل ال�شديد‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ ‪-‬من الإ�ساءات غري التدمريية‪:‬‬
‫ ‪-‬النق�ص يف �أوجه العطاء للحنان والعطف ( وذاك متفاوت)‬
‫�إ�ساءات الوالدان قد ت�ؤدي �إىل فقد الثقة بال�شخ�صية والكراهة‬
‫بال�شكل‪ ،‬النف�س ‪ ،‬الإح�سا�س بالف�شل‪� ،‬س�سوء اختيار �شريك احلياة‪،‬‬
‫حيث تختاره الفتيات هربا من �سجن الوالدين‪.‬‬
‫وهنا نحتاج �إىل وقفة‪ ،‬وقد حتتاج فيها �إىل ترك هذا الكتاب‬

‫ع‬
‫و�إىل �أن تقوم قليال ثم تعود‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ري‬


‫وقفة مع ما�ضيك ‪...‬‬
‫ص‬
‫هيا نر�صد �الأبرز‬
‫ربفرتة الن�ش�أة‪ ،‬ونفهم‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫الوالدين‪ ،‬ثم نر�صد �أبرزب ل‬
‫�أنف�سنا من جديد‪ ،‬قد نحتاج �إىل متخ�ص�ص‪ ،‬قدوالالتو‬
‫امل�شاعر املرتبطة مبا م�ضى من العمر مع‬

‫نحتاجز‪ ،‬عي‬
‫املرتبطة‬ ‫القناعات‬
‫ولكن‬
‫يف كل الأحوال ن�ستعني باهلل ونتحدث م ًعا يف التايل‪:‬‬
‫الوالدان لي�سا �آلهة‪ :‬كالم الوالدين لي�س م�صدقا بن�سة ‪%100‬‬
‫وكالمهما ال�سلبي عنك قابل لل�شك‪ ،‬ملاذا؟‬
‫على �أي �أ�سا�س حددا كالمهما ال�سلبي عنك؟! على �أي �أ�سا�س‬
‫ر�ؤيتهما ال�شخ�صية التي رمبا لي�ست كاملة �أو �سليمة؟! على �أ�سا�س‬
‫تربية خاطئة تعر�ضا لها؟! على �أ�سا�س نق�ص علم مرا به؟‬
‫ال �أطالبك بعقوق الوالدين �إطالقا‪ ،‬ول�ست مطالبا ب�إعادة تربية‬
‫الوالدين‪ ،‬كما يفعل بع�ض النا�س‪ ،‬من التهكم والتهجم! ولكن �أنت‬
‫‪69‬‬
‫مطالب بالتفكري‪� ،‬أنا‪ ....‬ل�ست‪ ....‬مب�صدق لكالمهما ال�سلبي‬
‫عني‪ ،‬لأنه ناجت عن �أنكما بينتما نق�صا ما‬
‫ل�ست مطالبا �أن تخرب الوالدان بذلك‪ ،‬لأنه عقوق‪ ،‬ولكن افهمه‬
‫داخليا لت�سرتيح‬
‫ ‪-‬الوالدان ي�صيبان ويخطئان‪ ،‬حتى يف االختيارات‬
‫ال�شخ�صية‪ ..‬لقد �أخفقا �أحيانا‪ ،‬رمبا كانا من �ضمن ما‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫�أخفقا فيه �أمور تخ�صك‪.‬‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ ‪-‬الوالدان قد يكونان قد بذال كل ما يف و�سعهما‪ ،‬ادع اهلل �أن‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫والتوزي‬
‫يعفو عنهما‪� ..‬أو �أن يعيد �إليك حقك‪ ..‬ال جترب نف�سك على‬

‫ع‬
‫الت�سامح ولكن يبقى هو اخليار الأف�ضل‪.‬‬
‫فلو كان الوالدان قد اتهماك بـ‪.....‬‬
‫الغباء‪ ،‬العناد‪ ،‬اجلهل‪ ،‬القبح‪ ،‬الدمامة‪ ،‬الف�شل‪ ،‬التهور‪ ،‬البطء‪،‬‬
‫قلة الإجناز‬
‫قد يكون كل ذلك مبني على خط�أ منهما‬
‫�أكاد �أ�سمعك‪...‬‬
‫ح�سنا‪ ....‬متام‪ ...‬جيد‪....‬‬
‫خط�أ لكن تدمرت!!‬

‫‪70‬‬
‫وهنا �أقول �إن فك القناعات اخلاطئة عن ذاتك والتي �أر�ساها‬
‫الوالدان �أمر يف املتناول ب�إذن اهلل عز وجل‪ ،‬هنا �س�أدربك على‬
‫كيفية فك هذه القناعات امل�ؤملة‪ ،‬ولكن قد تبقى يف حاجة �إىل‬
‫متخ�ص�ص‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫�شكلي قبيح‪ ...‬ال�شكل من الأمور الن�سبية التي ال يتوافق جميع‬
‫النا�س حولها‪ ،‬واهلل هو خالق ال�شكل‪ ،‬ومن النا�س من يكره الزنوج‪،‬‬

‫ع‬
‫�أو �سود الوجه‪ ،‬ومن النا�س من يحبهم وي�سرتيح �إليهم‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بل‬
‫خلق اهلل الأ�شكال متفاوته‪ ،‬وخلق اهلل الأذواق متفاوته‪ ،‬فمن‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫عرب عن �شكلك ب�أ�سلوب �سيء‪ ،‬هذا التعبري َّمن عن �سوء خلقه‪،‬‬

‫والتوز عي‬
‫ولي�س يف �أن �شكلك به م�شكلة‪ ،‬يعني باخت�صار‪ ،‬من حقي �أن �أ�شعر‬
‫�أن �شكلك �أو �شكل �سني من النا�س ال يعجبني ولكن التعبري اجلارح‬
‫هو �إ�ساءة لي�ست من حقك‪ ،‬وتنم عن خلل يف القائل ولي�ست فيك‬
‫مثال ‪:2‬‬
‫�أنا فا�شل‪ :‬حكم الوالدين بالف�شل وفقا ملوقف معني‪ ،‬هل �أنت‬
‫هذا املوقف؟ هل �أنت الدرا�سة!!‬
‫احلكم املطلق بالف�شل على االبن قطعا فيه جتني‪ ،‬لأن املخفق‬
‫يف �أمر قد يكون فائقا يف غريه‪� ،‬أكاد �أ�سمعك تقول فعال‪...‬‬
‫حتتاج كما ترى �إىل البحث والنهو�ض‪ ،‬ورمبا ت�ستطيع الت�سامح‪..‬‬
‫فما �أح�سنه من خلق‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫الآخرون‪:‬‬
‫التعامل مع الآخرين يحتاج �إىل �إدراك و�إىل مهارات ‪ ..‬فماذا‬
‫عن عالقتك بالآخرين؟! ماذا عن وعيك بالآخرين؟ ماذا عن‬
‫ح�سن �إدارتك للعالقة مع الآخرين؟ وهنا �أقدم لك بع�ضا من‬
‫القواعد �أو لن ُقل ‪( ...‬االرتياحات) العامة التي حت�صل عليها �إن‬
‫�شاء اهلل �إن ت�أملت‬

‫كعنك يف الأ�سلوب والن�ش�أة وقد يقولون‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬
‫ت‬
‫الآخرون ال يق�صدون كل ما يقولونه عنك‬

‫شبوقعه‪ ...‬فال جتعل من‬


‫ر‬ ‫ل‬
‫به‪،‬نوال‬‫ل‬ ‫ب‬ ‫خمتلفون‬ ‫الآخرون‬

‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ولي�سوكلزيكلمة‬
‫ع‬ ‫و‬ ‫يهتمون‬ ‫ما ال يق�صدون‪� ،‬أو ما ال‬
‫قناعاتك م�شاعا ل�سخافات وحماقات الآخرين‪،‬‬
‫يقولها من هب �أو دب ت�صلح لأن تكون قناعة لك‪ ،‬وكم جل�ست مع‬
‫�أنا�س حطموا �آخرين بكلمات م�ؤذية ‪-‬ياللهول‪ -‬ال يدركون ب�شاعة‬
‫كلماتهم وال مدى ت�أثريها وال حتى متى قالوها‪.‬‬
‫م�شاعر الآخرين هم �أحرار فيها وال تلزمك ب�أن ت�شعر مثلهم‬
‫متاما‬
‫الآخرون لي�سوا �أنت‪ ،‬والآخرون لديهم عقل وم�شاعر خمتلفة‬
‫حد م� ٍؤذ �أعد النظر‬
‫عنك‪ ،‬قد يرون ما ال تراه‪ ،‬و�إن و�صل الأمر �إىل ٍ‬
‫يف عالقتك واختياراتك‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫الآخرون لي�سوا دائما �أمناء يف النقل‬
‫قد تكون �أمانة النقل غري متوفرة عند الآخرين‪� ،‬أي �أمانة نقل‬
‫ملعلومة قد يكون غياب الأمانة يف النقل متعمدً ا �أم ال؟ ح�سب تربية‬
‫و�شخ�صية ه�ؤالء‪ ،‬فرمبا تعمد الآخرون نقل ما ي�ضايق ولرمبا‬
‫مل يتعمدوا ولكنه حدث‪ ،‬تذكر �أنهم لي�سوا �أمناء على الدوام‪،‬‬
‫بحماقاتهم‪.‬‬

‫ع‬
‫التعلق املر�ضي بالآخرين يحرم من الراحة‪:‬‬
‫‪wrecket‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫�أن�صحك غري مازحة مب�شاهدة فيلم الكارتون‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫‪ ralph‬بال مو�سيقى‪..‬‬

‫والتوز عي‬ ‫ر‬


‫التعلق بالآخرين يعمي عن ال�صواب‪ ،‬ولو ان�ضبطت عالقتك‬
‫باهلل وفهمت احلدود لوجدت �أن التعلق كارثة‪...‬‬
‫كن �صادقا مع نف�سك‬
‫عندما تخربك نف�سك �أنها ال حتب �صحبة �أنا�س معينني‪ ،‬لأنهم‬
‫�سخفاء‪ ،‬ال حتاول قهرها ما دامت ال تع�صي اهلل‪.‬‬
‫وهنا نعود ونقول (�أنت و�أنت)‪ ،‬وهنا ال ينبغي �أن تكون عالقتك‬
‫بذاتك هي جمرد ترديد لقناعات بثها �آخرون �أو جمرد �صدى‬
‫ل�ضعف عالقتك باهلل و�أفيدك هنا ببع�ض اجلمل التي ت�شري �إىل‬
‫�ضعق وا�ضح يف العالقة احلقيقية القلبية باهلل‪:‬‬
‫ ‪�-‬أنا لي�س لدي �أهمية‬
‫‪73‬‬
‫ ‪-‬ملاذا �أعي�ش وماذا �أفعل؟‬
‫ ‪�-‬أريد �أن �أموت؟‬
‫و�أ�شري �إىل بع�ض اجلمل الأخرى مثل‪:‬‬
‫ ‪-‬ال �أحد يحبني‪.‬‬
‫ ‪�-‬أنا فا�شل‪ /‬فا�شلة‬
‫ ‪�-‬أنا ال �أمثل �شيئا لأحد‬

‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫هذه اجلمل حتتاج �إىل زيارة متخ�ص�ص �أو �إعادة القراءة لهذا‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬


‫الكتاب من البداية و�أكتب �إليك اخلريطة التالية كم�ساعدة يف فك‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬


‫~‬ ‫ل‬
‫والتوزي‬
‫القناعات امل�ؤملة ‪:‬‬

‫ع‬ ‫ال�شعور هو ‪ :‬القناعة هي الأ�سئلة التي �أوجهها للذات‬


‫�س‪ )1‬متى ن�ش�أت القناعة؟‬
‫�س‪ )2‬من امل�س�ؤول عن اقتناعي بها؟‬
‫�س‪� )3‬أال يحتمل وجود خط�أ بها؟‬
‫�س‪ )4‬ملاذا ال �أ�شكل اقتناعي من جديد؟‬
‫أنت‬
‫أنت و� ِ‬
‫�أنت و�أنت‪ِ � ............‬‬
‫عالقة هامة ‪ ،‬جدا البد �أن نقف معها‪ ،‬نعيها ‪ ..‬نفهمها حتى نحب‬
‫�أنف�سنا‬
‫و�أذكرك ب�أن تتقبل ذاتك‪ ،‬تتقبل م�شاعرك احللوة‪ ،‬تتقبل‬
‫‪74‬‬
‫م�شاعرك ال�سلبية ‪..‬‬
‫نعم تقبل �أنك ب�شر و�أن يف تركيبك نق�ص ‪ ...‬تقبل �أن ت�شعر‬
‫بالقلق‪ ،‬اخلوف‪ ،‬الإنزعاج‪ ،‬باحلزن‪ ،‬تقبل �أن تنق�ص �سعادتك‪،‬‬
‫تقبل �أال تفرح‪ ،‬قل لنف�سك �أنك �إن�سان‪� /‬أنا �إن�سانة ومن حقي �أن‬
‫�أ�شعر بذلك‪...‬‬
‫اليوم الذي تقبل فيه نق�صك‪ ،‬هو اليوم الذي �ستقبل فيه راحتك‬

‫ع‬
‫و�ست�شعر بها‪.‬‬

‫~‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫وزيع‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬

‫‪75‬‬
‫ات�صاالت الذات احلقيقية ‪:‬‬
‫‪� -‬أنا �أحب كذا‪.‬‬
‫‪� -‬أنا �أت�ضايق من كذا‬
‫‪� -‬أنا خائف من كذا‬
‫‪ -‬ا�سمع الذات واعذرها‪.‬‬

‫عصري ا ~‬
‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫ر‬ ‫ش‬ ‫ب لل‬
‫ن‬
‫ع‬‫والتوزي‬

‫‪76‬‬
‫ثمرات فهم الذات الحقيقية‬

‫ع‬
‫�أهم ثمرة هي الراحة النف�سية‪ ،‬ال �أقول ال�سعادة فاحلياة بني‬

‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫هذا وذاك‪ ،‬ولكن الراحة هي الت�صالح الداخلي‪ ،‬ولي�س معنى‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬


‫الراحة هي انعدام املعاناة‪ ،‬بل املعاناة ذات الهدف ال�سامي لغاية‬

‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬


‫�سامية‪...‬‬

‫زيع‬ ‫و‬ ‫الرحلة اجلميلة نحو الوعي بالذات‬


‫يف رحلتك نحو الوعي بالذات ال جترب الذات على الإح�سا�س مبا‬
‫ال ت�ستطيع الإح�سا�س به الآن �أو �إدراكه‪ ،‬كف عن التظاهر‪ُ ،‬عد �إىل‬
‫طفولتك‪� ،‬إىل مراهقتك يوم �أن كانت مزحتك من القلب‪ ،‬اكتب‬
‫الأ�شياء التي �ستعود �إىل ممار�ستها لأنها كانت ت�سعدك‬
‫تذكر دوما‪:‬‬
‫ ‪�-‬أن ال�شعور مب�شاعر �سيئة لي�س م�صيبة‪.‬‬
‫ ‪-‬ال�شعور مب�شاعر �سيئة لي�س معناه �أنك فا�شل �أو �شرير‪.‬‬
‫ ‪-‬ال�شعور ال�سيء هو الوجه الآخر ل�شعور مفرح و�أنك �ستمر‬
‫بكليهما‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ع�ش تفا�صيل يومك‪ :‬نعم‪ ..‬كما قر�أت‪ ،‬يومك العادي‪ ،‬الذي‬
‫تراه هما وعبئا و�شيئا ال يطاق‪ ،‬و�أحدث هنا حبيباتي الف�ضليات‬
‫الأمهات الغاليات‪ ،‬اليوم العادي الذي ن�صحو فيه لكي منار�س‬
‫دورنا نحو الأبناء هو يوم مليء بالتفا�صيل ال�صغرية‪:‬‬
‫عمل ال�سندويت�شات‪ ،‬م�شاهدة التلفاز‪ ،‬قراءة �شيء‪ ،‬التعامل‬
‫مع الأبناء‪ ،‬جنري من �أجل ان جنري‪ ،‬ث مت�ضي الأيام‪ ،‬دون �أن‬
‫ن�شعر مبا ترتب عن هذا اجلري من معاناة‪ ،‬وهنا �أهم�س يف �أذن‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫كل �أم‪ ،‬بعد �أن مررنا معا مبعرفة الذات احلقيقية‪ ،‬هيا ن�ستمتع‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫باليوم العادي‪ ،‬هيا ن�صنع الطعام برتكيز ولي�س بعجلة‪ ،‬هيا نفرح‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫بالتفا�صيل ال�صغرية من جديد‪.‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫هيا نتحدث بب�ساطة ‪:‬‬
‫هيا نرتك النف�س على �سجيتها‪ ،‬هيا نت�أمل هذه ال�صور‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫نقبل الراحة والالراحة حتى نعود للراحة‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬

‫‪81‬‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫ع‬ ‫والتوزي‬ ‫قد يفيدك � ً‬
‫أي�ضا معرفة الأمناط الثمانية املحددة للتفكري (يف‬
‫رحلتك) ‪:‬‬
‫ ‪-‬تر�شيح‪.‬‬
‫ ‪-‬قواعد �إلزامية‬
‫ ‪-‬التهويل‬
‫ ‪-‬التفكري املتطرف (�أبي�ض ‪� X‬أ�سود)‬
‫ ‪-‬الت�ضخم‬
‫ ‪-‬التعميم‬
‫ ‪-‬ال�شخ�صية‬
‫ ‪-‬قراءة الأفكار‬
‫‪82‬‬
‫�شرح �أمناط التفكري‪:‬‬
‫‪1‬الرت�شيح‪� :‬أنك تقوم بالرتكيز على تفا�صيل معينة وتهمل‬ ‫‪.1‬‬
‫تفا�صيل �أخرى‬
‫‪2‬التفكري املتطرف‪ :‬التفكري عن طريق الأبي�ض والأ�سود دون‬ ‫‪.2‬‬
‫�أن نعتقد �أن هناك و�سط‬
‫‪3‬قراءة الأفكار‪ :‬اعتقاد �أن لديك معرفة معينة ب�أ�سلوب تفكري‬ ‫‪.3‬‬
‫الآخرين وكيفية التنب�ؤ مب�شاعرهم‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫‪4‬التعميم الزائد‪ :‬الو�صول �إىل ا�ستنتاج عام مبني على دليل‬ ‫‪.4‬‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫واحد‪( ،‬منذ �أن قابلت �أحمد من الأ�سكندرية �أ�صبحت �أكره‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫كل �أهل الأ�سكندرية)‬

‫والتوز عي‬
‫‪5‬التهويل‪ :‬توقع حدوث الكوارث عند �سماعها‬
‫‪.5‬‬
‫‪6‬الت�ضخم‪ :‬املبالغة يف حدوث امل�شاكل‬ ‫‪.6‬‬
‫‪7‬ال�شخ�صية‪ :‬املقارنة بيني وبني النا�س‬ ‫‪.7‬‬
‫‪8‬القواعد الإلزامية‪ :‬قواعد �صارمة داخلك حتكم بها على‬ ‫‪.8‬‬
‫نف�سك والآخرين‪.‬‬
‫�أ�سلوب التفكري يف كثري من الأحيان يجعلك غري م�سرتيح‪،‬‬
‫عليك �أن تعرف الأ�سلوب الذي تفكر به لرتاجعه‬
‫مترينات مفيدة لتنمية وعيك بالذات‪:‬‬
‫‪1 .1‬ا�س�أل نف�سك ما �شعورك دون �أن �أن حتاول معرفة �سبب‬
‫�شعورك‪� ،‬أي قل لنف�سك �أنا �أ�شعر بكذا ولي�س لأن كذا وكذا‬
‫يحدث‬
‫‪83‬‬
‫‪2 .2‬كف عن ال�ضغط ‪/‬االنغالق افتح لنف�سك املجال‪� ،‬أن تعرب‬
‫لك عما ت�شعر به‪ ،‬دون �ضغط منك لت�شعر بغريه ك�أنك تفتح‬
‫هذه العلبة‪..‬‬
‫‪3 .3‬اجل�س مع �أطفالك الأطفال هم �أجمل النا�س تلقائية‪،‬‬
‫اجللو�س معهم هو رحلة �إىل امل�شاعر احلقيقية‬
‫‪4 .4‬مار�س بع�ض ما كنت حتب من �أ�شياء‪� ،‬إليك مقرتحات‪:‬‬
‫القراءة‪ ،‬امل�شي‪ ،‬التنزه‪ ،‬الت�سوق‪ ،‬الريا�ضة‪ ،‬الزيارات‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫العائلية‪ ،‬الر�سم‪.‬‬

‫ب باهلل رب العاملني‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫ل‬
‫تذكر �أنك‪.....‬‬

‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫واال�ستعانة‬ ‫حتتاج �إىل الدعاء‬

‫النا�س لكي يحدثزذلك‪.‬عي‬


‫تعرفك على‬ ‫رحلة‬ ‫ال حتتاج �إىل ت�صفيق من حولك لكي تتم‬
‫نف�سك و�إح�سا�سها‪ ،‬ال نحتاج �إىل ت�شجيع‬
‫ق�صة حقيقية بها الكرث من العرب‪.‬‬
‫ق�صة املالزم الياباين هريو �أونوداعام ‪ 1944‬مت �إر�سال املالزم‬
‫الياباين هريو�أونودا �إىل جزيرة بالفلبني‪ ،‬كانت مهمة هذا املالزم‬
‫ومن معه هي �إبطاء عملية تقدم �أمريكا‪ ،‬حيث كانت اليابان حتارب‬
‫�ضد �أمريكا‪.‬‬
‫‪1 .1‬عام ‪ 1945‬و�صلت القوات الأمريكية �إىل اجلزيرة بالفلبني‪،‬‬
‫وا�ستولت عليها‪� ،‬أين كان املالزم �أوندو �آنذاك؟ جنح يف‬
‫الفرار و�أخذ ي�شق حرب الع�صابات �ضد القوات الأمريكية‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪�2‬ألقت �أمريكا قنبلة نووية على هريو�شيما وجنازاكي‬ ‫‪.2‬‬
‫فا�ست�سلمت اليابان‪.‬‬
‫‪3‬مل يعرف �أوندو �أن احلرب قد انتهت وا�ستمر يف القتال‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪�4‬ألقت �أمريكا من�شورات يف منطقة املحيط الهادي تقول فيها‬ ‫‪.4‬‬
‫�أن احلرب قد انتهت و�أن اليابان قد ا�ست�سلمت ‪.‬‬
‫‪5‬عرث �أوندوا على املن�شورات ومل ي�صدق وتابع القتال‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫�إىل هنا‪� ..‬أنبهك �أنه م�ستمر يف القتال من �أجل اعتقاد يف‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫ذهنه مل يعد له وجود على �أر�ض الواقع ‪ ،‬لنكمل الق�صة‪:‬‬

‫ش‬
‫أوندوار ا�ستمر ي�شنُّ عليهم‬ ‫ل‬
‫لكنن �‬
‫ب‬
‫�إىل حياتهم الطبيعية‪ ،‬ل‬
‫احلرب من خمبئه‪ ،‬ومل ي�صدق ما �ألقته وال‬
‫�سنوات وحاول �سكان اجلزرة الفلبينية العودة‬ ‫خم�س‬ ‫‪6 .6‬مرت‬

‫حكومةتوزي‬
‫الفلبنيعمن‬
‫من�شورات فيها �أن اليابان انهزمت و�أن احلرب انتهت‪.‬‬
‫‪�7 .7‬سئم �سكان تلك اجلزيرة احلال وبد�أوا احلرب �ضده‪.‬‬
‫هل �أنتم على �إدراك �أنه يحارب من �أجل معتقد يف ذهنه ما عاد‬
‫له وجود؟!‬
‫عاما‬
‫‪8 .8‬ظهر �أوندوا �إىل احلياة العامة‪ ،‬وات�ضح �أنه مكث ‪ً 30‬‬
‫يعي�ش على احل�شرات والفئران وينام على الرتاب معتقدا‬
‫�أنه يحارب الأمريكان‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫هديف من �سرد الق�صة احلقيقية هو �أن �أنبهك �إىل �أنك قد‬
‫تعي�ش حياتك من �أجل معتقد غري �سليم‪ ،‬و�إن ما تفعله ملراجعة‬
‫�أفكارك والوعي بذاتك احلقيقية هو �أهم �شيء تفعله الآن ‪.‬‬
‫ح م َنْ ز َ َكّاه َا و َق َ ْد خ َابَ م َنْ د ََسّ اه َا‬
‫ق َ ْد أَ فْل َ َ‬

‫عن عدم االعرتاف بالذات احلقيقية وعدم �سماع‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫�صوتها‪:‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫بل‬
‫الثمن ال بد �أن تدفعه �إن مل ت�سمع ذاتك احلقيقية‪ ،‬دفع الثمن‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫والتوزي‬
‫يختلف من �شخ�ص لآخر ولكنه ثمن باهظ يف كل الأحوال‪،‬كبتك‬

‫ع‬
‫مل�شاعرك ي�سفر عن عذاب ال يطاق وعدم ت�صالح نف�سي‪ ،‬ومن‬
‫�أعرا�ضه‪:‬‬
‫ال�صداع‪ ،‬وال�صداع الن�صفي‪ ،‬والقولون الع�صبي‪ ،‬قرح املعدة‪،‬‬
‫ال�ضغط ‪ ،‬ال�سكر‪.‬‬
‫هذا بالإ�ضافة �إىل‪:‬‬
‫ ‪-‬عدم انتظام النوم‪.‬‬
‫ ‪-‬الأحالم املقلقة‪.‬‬
‫ ‪-‬ال�ضيق املفاجئ‪.‬‬
‫ ‪-‬ال�ضيق يف موا�ضع الفرح دوما‪.‬‬
‫ ‪-‬امل�شاعر املركبة‪� :‬أت�ضايق لأين مت�ضايق‪ ،‬ل�ست فقط‬
‫مت�ضايقا‪ ،‬بل �أنا مت�ضايق لكوين مت�ضايق‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫ ‪-‬عدم الإجناز‪.‬‬
‫ ‪�-‬ضعف الإرادة يف عمل �أنظمة معينة‪.‬‬
‫ ‪�-‬ضياع الوقت‪.‬‬
‫ ‪-‬اال�ست�سالم لنوبات من الك�آبة والغرية والع�صبية ‪.‬‬
‫ ‪-‬احلزن املتوا�صل‪.‬‬
‫وغري ذلك‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬
‫وقفة‪:‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫�أثق الآن �أنك ت�ست�شعر ببع�ض الراحة‪� ،‬أثق الآن �أنك قطعت‬

‫والتوز عي‬
‫م�سافة كبرية نحو الراحة بف�ضل اهلل تعاىل‪ ،‬ال ترتدد ف �أن ت�شكر‬
‫اهلل وحده‬
‫نكمل‪:‬‬
‫ال ت�ضغط نف�سك ‪..‬‬
‫خذ راحتك‪...‬‬
‫�إن احتجت �إىل متخ�ص�ص نف�سي اذهب �إليه وال ترتدد‪� ،‬أنت‬
‫الآن حقيقي �أكرث‪ ،‬متوا�صل مع نف�سك وميكنك �إن �شاء اهلل �أن‬
‫تتوا�صل �أف�ضل مع �أبنائك‪.‬‬

‫~‬
‫وفيما يلي تطبيق عملي لتعديل �سلوك املربي‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫إدارة الذات تربويا‬

‫ع‬
‫قد توا�صلت مع نف�سك مع ما�ضيك �أ�صبحت �أكرث وعيا بك‪،‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بذاتك‪ ،‬والآن‪� ..‬أفرد هذا الف�صل للحديث معك ب�إ�سهاب عن‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫الع�صبية ‪ :‬ب ل‬


‫م�شاعرك ال�سلبية التي ت�ؤدي بك ل�سلوكيات ال ترغبها‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫الع�صبية يف الأداء هي �أعظم ال�سلبيات يف وال‬
‫ال�سلوكتووالتيز عي‬
‫ي�سعى‬
‫معظم املربني الذين القيتهم �إىل التخل�ص منها‪.‬‬
‫والع�صبية يف الرتبية �إما �أن تكون �شعور �أ�صلي �أو �شعور فرعي‪:‬‬
‫�شعور �أ�صلي‪ :‬غ�ضب فعلي وتراكمات يف حياته ‪.‬‬
‫�شعور فرعي‪ :‬خيبة �أمل �أعرب عنها بالغ�ضب‪� ،‬أو �إحباط �أعرب‬
‫عنه بالغ�ضب‪.‬‬
‫الغ�ضب‪:‬‬
‫غ�ضبك اجلامح الذي يدفعك للق�سوة‪ ،‬ل�ضرب �أبنائك‪ ،‬لل�شتائم‬
‫للتوبيخ‪ ،‬واجلملة التي ترددها دائما (الأوالد م�ستفزون)‬
‫‪89‬‬
‫وهنا ا�سمح يل‪ ،‬وا�سمحي يل �أن اال�ستفزاز لي�س معناه �أن ت�ستفز‬
‫‪� ،‬أو مبعنى �آخر خط�أ �أبنائك ال ينبغي �أن يكو ن مربرا لأخطائك‪� ،‬أو‬
‫مبعنى ثالث خط�أ الطفل لي�س تربيرا لغ�ضبك اجلامح‪.‬‬
‫�أنت تغ�ضب لأنك تغ�ضب‪� ،‬أنت تغ�ضب لأنك ال تتمكن من‬
‫ال�سيطرة على غ�ضبك‪.‬‬
‫تقوميك (تعديلك ل�سلوكك)‪:‬‬

‫ص‬ ‫عأنا‬
‫ري‬
‫البد �أن يبد�أ بال�صدق مع النف�س‪.‬‬

‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ن‬ ‫ل‬
‫غا�ضب‪.‬‬ ‫�‬

‫شر‬
‫ت�صرفاتهم لي�ست �سبب غ�ضبي‪.‬والتوز عي‬
‫بغ�ضب‪.‬‬ ‫�ضيقي‬ ‫�أنا �أعرب عن‬
‫�أبنائي �أطفال‪،‬‬
‫�أنا غا�ضب‪� /‬أنا غا�ضبة‪.‬‬
‫لأين �أ�شعر بخيبة �أمل‪� ،‬أ�شعر بنق�ص احليلة‪� ،‬أ�شعر بالإحباط‪.‬‬
‫اعرتف ب�شعورك لنف�سك‪ ،‬قد تكون من الذبن يتقم�صون‬
‫الغ�ضب تقليدا لآبائهم و�أمهاتهم‪� ،‬أنا غا�ضب لأين �أظن �أن هذا‬
‫الغ�ضب رادع لالبن من اخلط�أ‪ ،‬وهنا دعنا نحلل الأمر‪:‬‬
‫�أخط�أ االبن ‪�.....‬أ�شعر بالغ�ضب ‪�.........‬أ�صرخ و�أحطم ما‬
‫حويل‬
‫�أريد �أن يرتدع االبن ويفهم خط�أه‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫ال‪ ،‬لي�ست هذه هي احلقيقة‪.‬‬
‫احلقيقة هي �أن االبن �أخط�أ و�أنك حمبط‪ ،‬تريد �أبناء مثاليني‪،‬‬
‫�أو �أنك ت�شعر بقلة احليلة‪ ،‬لقد �سبق �أخربته �أن عليه تفادي اخلط�أ‪،‬‬
‫�أو �أنك ت�شعر باحلرج‪� ،‬أمام النا�س‪ ،‬هيا كن جريئا واعرتف‬
‫ب�شعورك احلقيقي‪ ،‬الذي تخفيه بالغ�ضب والع�صبية‪.‬‬
‫�شعورك احلقيقي لن يتم حله بالغ�ضب‪ ،‬الغ�ضب جمرد تنفي�س‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫خاطئ عنه‪� ،‬شعورك احلقيقي الذي قد يكون ‪:‬‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ل‬
‫ ‪-‬احلرج من النا�س‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬


‫والتوز عي‬
‫ ‪-‬امللل من �إعادة �إخبار االبن ب�أن عليه الت�صرف ب�أ�سلوب‬
‫�أف�ضل‪.‬‬
‫ ‪-‬الإحبا ط من اخلط�أ‪.‬‬
‫كل هذا �أو بع�ضه تخفيه بالع�صبية‪ ،‬ملاذا ال تعرب عن �شعورك‬
‫فعال‪ ،‬وبحق وحقيقي؟‬
‫احلرج من النا�س‪ ،‬من دورك وحقك �أن تربي �أبناءك‪ ،‬ولن‬
‫مينعك احلرج‪� ،‬أبنا�ؤك �أطفال يخطئون‪ ،‬فما الداعي لتحرج؟‬
‫امللل‪( :‬لقد �أخربته بنف�س الأمر مرات عديدة) الرتبية عملية‬
‫م�ستمرة‪ ،‬قد يحتاج فيها لإعادة الإخبار بطرق �أخرى‪ ،‬ومرات‬
‫عديدة قبل �أن ترى نتيجة‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫الإحباط من اخلط�أ ‪:‬الدنيا مكان للنق�ص ال للكمال‪ ،‬النق�ص‬
‫موجود‪ ،‬اخلط�أ موجود‪ ،‬ت�صالح مع وجوده‪ ،‬كما �سبق وتكلمنا عنك‪.‬‬
‫�إذن‪ :‬ال تقبل �أن يكون الغ�ضب اجلامح �أو الع�صبية الزائدة‪،‬‬
‫�ستارا مل�شاعر �أخرى‪ ،‬بل ات�صل بذاتك احلقيقية‪ ،‬وا�صغ �إىل‬
‫�شعورها وتعامل معه ب�صدق‪.‬‬
‫وال يفوتني �إىل �أن �أنبه �أن قراءة املزيد واملزيد عن الرتبية‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫تو�سع احليلة واملدارك للمربي‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫لنشر‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫أخط�أ االبن‪،‬‬ ‫�‬ ‫املوقف‪،‬‬ ‫�صياغة‬ ‫هيا نعيد‬

‫بال‬
‫و‬
‫�أعرتف لنف�سي‪� ،‬شعوري �أعرب عنه لنف�سي‪ ،‬و�أربي ابنيزيع‬
‫�أ�شعر بالإحباط �أو �أي �شعور �آخر غريه‬

‫�ضغط‪ ،‬من حقه �أن �أربيه‪ ،‬ومن حقي �أن �أتوا�صل مع نف�سي‬
‫ل�ست بحاجة �إىل الع�صبية لكي تقوم بدورك الرتبوي‪� ،‬أنت‬‫َ‬
‫بحاجة �إىل �أن تفهم حقيقة م�شاعرك‪ ،‬يف هذا املوقف‪ ،‬لت�شعر بها‬
‫ب�صدق‪ ،‬وتتعامل معها‪� ،‬أحدثك هنا عن نف�سك‪ ...‬ولي�س عن االبن‪،‬‬
‫لأن تعاملك مع نف�سك هو �أول خطوة للتعامل مع االبن‪.‬‬

‫~‬
‫‪92‬‬
‫بحث حول بعض األفكار اليت تراودنا‬
‫ِّ‬
‫عصبيين تجاه أبنائنا‬ ‫وتجعلنا‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬
‫(�أخاف �أن يكون مثل فالن) ال�شخ�ص املق�صود قد يكون قريبا‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫�أو غريبا‪ ،‬ترف�ض �سلوكه‪ ،‬ترى �أن ولدك يت�صرف مثله‬

‫ي‬
‫لالبنعهو‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫الإجابة‪ :‬ال�شعور هو اخلوف‪ ،‬لكن الذي �والت‬
‫أظهرتهو‬
‫�إذن ما ال�شعور هنا؟‬

‫الغ�ضب‪ ،‬هيا نتحدث ب�صدق مع النف�س‪� ،‬أنا ٌ‬


‫خائف ول�ست غا�ض ًبا‪،‬‬
‫اخلوف قادين لالنفالت‪ ،‬اخلوف قادين للغ�ضب‪.‬‬
‫هيا نناق�ش خوفك من �أن يكون ابنك مثل فالن الذي تكره‬
‫�سلوكه‪ ،‬ملحوظة‪ :‬فالن قد يكون من �أهلك �أو من �أهل �شريكك‪.‬‬
‫خلق اهلل فالنا له والدين وله حياته‪ ،‬خلق اهلل ابنك‪ ،‬له والدين‬
‫وله حياته‪ ،‬لو كان ابنك �سيكون مثل فالن‪ ،‬فما هو الداعي خللقه؟‬
‫ابنك منوذج م�ستقل من خلق اهلل‪ ،‬ال ت�سق عليه فالن �أو حياة فالن‪.‬‬
‫ ‪�-‬أ�شعر ب�أن ابني غبي‪ ،‬ناق�ص الذكاء‪ ،‬وهذا يحبطني كثريا‪،‬‬
‫مهما قلت‪ ،‬ال�صواب ال يفعله‬
‫‪95‬‬
‫ال�شعور هنا هو القلق‪ ،‬من �أن يكون ابنك غبيا ‪� ،‬أو به �إ�صابة‬
‫ما‪� ،‬أقدر قلقك‪ ،‬وقد عربت عن قلقك‪ ،‬بالع�صبية والغ�ضب‪ ،‬رمبا‬
‫�ضربته‪ ،‬ورمبا �شتمته متهما �إياه بالتخلف‪ ،‬وملن هيا نعرتف �أنك‬
‫قلق‪� ،‬أنت قلق‪ ،‬وهنا للأمر �أبعاد‪:‬‬
‫ ‪-‬قد تكون حمتاجا �إىل فهم �أمناط ال�شخ�صيات لتتعامل‬
‫بطريقة �أخرى‪ ،‬تكون �أكرث نفاذا‪ ،‬وو�صوال �إىل عقل االبن‪،‬‬
‫وهنا �أن�صحك مبراجعة كتابي (قبل �أن ن�ضيع ونف�سية‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫املربي)‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ ‪-‬قد تكون حمتاجا �إىل منح ابنك الفر�صة‪ ،‬على تكرار‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫املعلومة ملدة زمنية �أطول‪.‬‬

‫والتوزي‬
‫ ‪-‬قد تكون عاقدً ا ملقارنة خاطئة يف ذهنك‪ ،‬بني ابنك وبني‬

‫ع‬ ‫�أخيه مثال‪ ،‬و�أقول لك ال تقارن‪ .‬لكل �إن�سان �أ�سلوبه‪.‬‬


‫مغتاظ من العناد (ابن عنيد)‪:‬‬
‫�أنت مغتاظ لأن ابنك عنيد‪ ،‬ت�شعر �أنه قليل الأدب وي�سيء �إىل‬
‫منظرك‪ ،‬ي�صيبك هذا بغ�ضب حقيقي‪� ،‬أنت يف احلقيقة تريد‬
‫ت�أديبه حفاظا على مكانتك‪.‬‬
‫وهنا �أطلب منك �أن تطلع على ال�سرية النبوية وتت�أمل حكمة‬
‫النبي ﷺ يف التعامل مع اجلهالء‪ ،‬بالطبع ال �أرت�ضي تطاول‬
‫ابنك ولكني �أريد منك �أن تعي �أن تطاول ابنك وعناده لي�سا نهاية‬
‫املطاف‪ ،‬من املمكن �أن �أعالج هذا بالتفهم‪ ،‬ملاذا بتطاول؟ ملاذا‬
‫يعاند؟ ماذا يدور بداخله؟‬
‫‪96‬‬
‫من املمكن �أن يكون لديه ر�سالة يود �أن يقولها‪ ،‬وال ي�ستطيع التعبري‪،‬‬
‫�أو �أراد احتياجا ال �ألبيه له‪ ،‬ويريده ب�شده‪.‬‬

‫�أريد له النجاح والبطولة وال يفهم‬

‫وهنا �أطالبك مبراجعة جدول مواعيدك اليومي‪ ،‬البد �أن ت�ستمتع‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫بالعملية الرتبوية‪ ،‬وبتفا�صيل حياتك مع �أطفالك‪� ،‬إذا كان كل �شيء‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫�سيتم بالغ�ضب والعنف والتعجل‪ ،‬فمتى �ست�ستمتع بتفا�صيل حياتك‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫اليومية؟‬

‫احتياجات ابني غري احتياجاتي والتوز عي‬


‫قلل من االلتزامات‪ ....‬ع�ش يومك معهم‪...‬‬

‫ال�شعور هنا هو احلما�س الذي تكنه‪ ،‬ومع احلما�س الذي‬


‫ين�ش�أ غ�ضبك‪ ،‬رغبتك يف �أن ي�ستجيب لك االبن متاما‪ ،‬االبن‬
‫لي�س (‪ )robot‬االبن البد �أن يقتنع‪ ،‬كيف �أقنعه‪ ،‬عد �إىل كيف‬
‫ال�سابقة‪� ،‬إىل اجلزء الثاين من هذا الكتاب‪ ،‬والذي �س�أحتدث فيه‬
‫عن تعديل �سلوك الطفل‪.‬‬
‫هل ت�شعر الآن ب�أن غ�ضبك اجلامح قد هد�أ؟ و�أنه من الأف�ضل‬
‫لك ولأبنائك �أن تهد�أ؟‬

‫‪97‬‬
‫حتدثنا فيما �سبق عن �أن يكون غ�ضبك راجعا �إىل العالقة‬
‫الرتبوية نف�سها‪ ،‬ولكن الواقع امل�شهود به الكثري من االختالفات‪،‬‬
‫فقد يكون ما يعانيه من ع�صبية راجعا غ�ضبك امل�ستور من مواقف‬
‫�أخرى‪.‬‬
‫�أمثلة‪:‬‬
‫ ‪-‬ال�ضيق النف�سي من �شريكك يف احلياة‪ ،‬والذي ت�سقطه على‬

‫ع‬
‫�أبنائك‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫ ‪�-‬ضغوط الأهل‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ ‪�-‬ضغوط العمل‪.‬‬

‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬


‫ ‪�-‬ضغوط ال�سكن ( اجلريان)‬

‫ز‬ ‫و‬
‫ال�شريك‪،‬ي‬
‫�أطالبك بوقفة‪ ،‬هيا نعرتف بال�شعور‪� ...‬أنا غا�ضب من ع‬
‫االبن‪ ،‬وهنا‬ ‫على‬ ‫كل هذا قد متر به وتخرجه غ�ضبا جاحما‬

‫من املدير‪� ...‬أو‪� ...‬أو‪.....‬‬


‫ما عالقة غ�ضبي بابني؟‬
‫ما عالقة ما �أنا فيه بالرتبية؟‬
‫غ�ضب ميكن �أن �أنهيه‪� ،‬أن �أفهم �أ�سبابه‪� ،‬أتوا�صل مع ذاتي و�أقوم‬
‫بحل م�شاكلي‪..‬‬
‫فلماذا �أخ�سر ابني؟‬
‫�شريك احلياة الذي ينتقدين دوما لي�س ابني‪� ،‬أمي و�أبي لي�سا‬
‫‪98‬‬
‫ابني‪ ،‬عملي ال�صعب لي�س ابني‪ ،‬النظام الغذائي ( الريجيم) الذي‬
‫ف�شلت فيه لي�س ابني‪ ...‬ابني هو �إن�سان له كامل احلق يف احرتامي‬
‫وحمبتي و�أكاد �أ�سمعك و�أنت تقول‪ :‬وما ذنبي �أنا؟‬
‫وهنا �أطلب منك ان تعرف �أين كتبت هذا الكتاب من �أجلك‪،‬‬
‫ولي�س من �أجل ال�ضغط عليك‪ ،‬بل من �أجل �أن تفهم ذاتك و�أن‬
‫تت�صالح معها‪ ،‬وتكف عن �إخراج م�شاعرها ب�شكل خاطئ‪...‬‬

‫ع‬
‫�أفكار لل�سيطرة �أو ت�ساعد يف ال�سيطرة على الغ�ضب‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫ ‪-‬الأمر لي�س بهذا ال�سوء‪.‬‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ ‪-‬خذ‪ /‬خذي الأمر بب�ساطة‪ ،‬النق�ص وارد وموجود‪.‬‬

‫والتوز عي‬ ‫ر‬ ‫ ‪-‬لن �آخذ كل �شيء على حممل اجلد‪.‬‬


‫ ‪-‬احتياجات ابني تختلف عن احتياجاتي‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬هذه الأفكار جمرد عامل م�ساعد‪ ،‬لكن التهدئة‬
‫احلقيقية حتدثنا عنها‪...‬‬
‫�أمثلة وتطبيقات‪:‬‬
‫(نحن ننظر هنا �إىل اجلانب النف�سي اخلا�ص بك‪ ...‬ولي�س �إىل‬

‫~‬
‫الت�صرف الرتبوي)‬

‫‪99‬‬
‫مناذج‪:‬‬
‫امل�شكلة ‪:‬‬
‫ ‪-‬تقول الأم‪� :‬آدم طفل عمره خم�س �سنوات م�ستفز للغاية‪،‬‬
‫ال ي�سمع كالمي مطلقا‪ ،‬ويقوم ب�إحراجي يف النادي و�أمام‬
‫النا�س‪ ،‬وع�صبي جدا‪ ،‬ا�ضطر ل�ضربه‪ ،‬و�أنا �أ�شعر بالندم‪،‬‬
‫لكني �أ�ضربه وتكرارا‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬ ‫احلل املقرتح‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ش‬
‫الأم ت�شعر بالغ�ضب‪ ،‬لأن الطفل يقوم ب�إحراجها‪ ،‬ت�شعر بفقد‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬
‫ال�سيطرة عليه‪ ،‬مما يدفعها لالنفجار ثم الندم‪ ...‬دعونا نت�أمل ‪.‬‬

‫ع‬ ‫ ‪-‬غ�ضب‪.‬‬
‫ ‪�-‬إحراج من النا�س‪.‬‬
‫ ‪-‬تقوم ب�ضرب االبن‪.‬‬
‫ ‪-‬ثم ندم‪.‬‬
‫هيا نتعامل ب�شكل �أعمق مع الوقت‪:‬‬
‫�أ�شعر ب�إحراج �أمام النا�س‪ ،‬الإحراج هو �شعوري‪ ،‬ولكن حقي �أن‬
‫�أربي ابني‪ ،‬تربيتي البني وارد فيها اخلط�أ‪ ،‬وابني طفل من املمكن‬
‫�أن يرتكب �أخط�أ‪.‬‬
‫علي �أن �أفهم �أكرث عن مرحلته ال�سنية‪ ،‬من (‪.)7-2‬‬
‫ّ‬
‫‪100‬‬
‫علي �أن �أن�شغل بالتعلم �أكرث‬
‫ّ‬
‫امل�شكلة‪:‬‬
‫ ‪ -‬تقول الأم‪� :‬أ�سماء ابنتي يف الع�شرين‪ ،‬متمردة وعنيدة‪،‬‬
‫لها �أ�سرارها‪ ،‬كانت حتب الأح�ضان‪ ،‬ومل �أكن �أحت�ضنها‬
‫�أبدا‪ ،‬الآن ترف�ضني وترف�ض ال�صلة معي‪ ،‬تت�شاجر كثريا‪،‬‬
‫الع�صبية دائما موجودة‪....‬‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫احلل املقرتح‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ ‪-‬الع�صبية هنا �ستار على خيبة الأمل‪ ،‬الإحباط (اعرتيف‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫والتوز عي‬
‫بالإحباط) �أنت حمبطة‪ ،‬ومل حت�صلي على العالقة التي‬
‫�أردتيها ‪.‬‬
‫ ‪-‬توبي �إىل اهلل لو �شعرت �أنك فعلت �أي تق�صري‪.‬‬
‫ ‪�-‬أكرثي من الدعاء‪ ،‬واعلمي �أن دورك هو الأخذ بالأ�سباب‬
‫وعليك ال�سعي ولي�س النجاح‪.‬‬
‫ ‪-‬اعر�ضي مرارا وتكرارا ا�صطحابها ملتخ�ص�صة لتتحدث‬
‫معها‪.‬‬
‫ ‪-‬ح�سني عالقتك وال تنظري �إىل النتائج الآن‪.‬‬
‫‪zzz‬‬
‫امل�شكلة‪:‬‬
‫ ‪-‬تقول الأم‪ :‬عالقتي بزوجة م�ضطربة‪� ،‬أهله ظاملون‪� ،‬أ�سقط‬
‫كل تعبي الع�صبي على �أبنائي الثالثة‪ ،‬جمانة و�أحمد ومعاذ‬
‫‪101‬‬
‫احلل املقرتح‬
‫هنا عليك �أن ت�صارحي نف�سك �أن الغ�ضب من�ش�أه راجع �إىل‬
‫عالقة �أخرى‪ ،‬عالقتك ب�أهل زوجك ‪ /‬بزوجك ‪.‬‬
‫�سلبيات هذه العالقة البد �أن تبقى يف �إطار العالقة نف�سها‪ ،‬ما‬
‫عالقة �أبنائك بهذا؟‬

‫ع‬
‫قد تقولني �أنهم يحتاجون �إىل بال طويل لي�س لدي‪ ،‬لأين منهارة‬

‫ك‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫وهنا �أقول لك �الأن‬
‫من العالقات الأخرى‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬


‫ر‬ ‫ش‬
‫انهيارك �شعور مقدر لكنه لي�س حال ‪.‬‬

‫ال�ضاغطةي معع‬‫و‬
‫احلل �أن نناق�ش م�شاعرك فعال جتاه العالقات التوز‬
‫أبرياء لي�س حال‪.‬‬ ‫�‬ ‫يف‬ ‫التعب‬ ‫إخراج‬ ‫نعرف انك متعبة ولكن �‬

‫نف�سك �أو مع �صديقة �أو مع متخ�ص�صة ال تهديه هذه امل�شاعر‬


‫بالغ�ضب‪.‬‬
‫‪zzz‬‬
‫امل�شكلة ‪:‬‬
‫يقول الأب‪ :‬ابني �شخ�ص م�ستهرت‪ ،‬عمره ثالثة ع�شر مذاكرة‬
‫و�أغلب ع�صبيتي عليه ب�سبب ذلك‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫احلل املقرتح‪:‬‬
‫ ‪�-‬أنت غري را�ض‪ ،‬تعرب عن ذلك بالغ�ضب‪ ،‬هيا نعرتف �أنك‬
‫غري را�ض و�أن ابنك ال ي�ؤدي الأداء اجليد‪ ،‬ونحل م�شكلة‪.‬‬
‫عدم الأداء اجليد بفهم �أ�سبابه مع متخ�ص�ص‪� ،‬أو يف‬
‫اجلزء الثاين من هذا الكتاب‪ ،‬لكن �صارح نف�سك ب�أن عدم‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ر�ضاك وغ�ضبك لي�س عالجا وال حال امل�شكلة ‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫امل�شكلة ‪ :‬ب ل‬
‫ن‬ ‫ل‬
‫‪zzz‬‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫يقول الأب‪ :‬ابني خائف‪� ،‬أتع�صب و�أ�ضربه‪ ،‬وو�التأخافو�أنز عي‬
‫يكون‬
‫م�ستقبال ذا �شخ�صية �ضعيفة وجبانا‪.‬‬
‫احلل املقرتح‪:‬‬
‫�أنت خائف‪ ،‬وابنك �أي�ضا خائف‪ ،‬ت�ستخرج خوفك غ�ضبا‪ ،‬ملاذا‬
‫ال ت�سمع خماوف ابنك بال مقاطعة؟ الأح�ضان واال�ستماع؟‬
‫‪zzz‬‬

‫‪103‬‬
‫امل�شكلة ‪:‬‬
‫تقول الأم‪ :‬ابني يقلد كل من يراه‪� ،‬سنه �أربع �سنوات‪� ،‬أخاف �أن‬
‫تكون �شخ�صيته �ضعيفة م�ستقبال‪ ،‬و�أتع�صب عليه و�أ�ضربه‪.‬‬
‫احلل املقرتح‪:‬‬
‫�أنت خائفة‪ ،‬وال تعلمني � ً‬
‫أي�ضا �أن املحاكاة من �سمات هذه املرحلة‬
‫ال�سنية‪� ،‬أي ان الطفل من الطبيعي �أن يقلد يف هذا العمر‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫ك‬
‫‪zzz‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬


‫ر‬ ‫ش‬
‫‪:‬‬ ‫امل�شكلة‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫تقول الأم‪ :‬ابني كذاب جدا‪ ،‬زهقت منه‪ ،‬قلت له كثريا جدا ال‬
‫تكذب ولن �أعاقبك‪ ،‬ولكن بدون فائدة‪ ،‬كثري الكذب و�سي�صيبني‬
‫باجلنون‪.‬‬
‫احلل املقرتح‪:‬‬
‫ ‪-‬ال�شعور هنا هو قلة احليلة مع عدم الفهم حلقيقة خوف‬
‫االبن‪ ،‬لن يجدي �شيئا قولك‪( :‬قل احلقيقة ولن �أعاقبك)‬
‫لأن عقل الطفل يحفظ انفعاالتك‪ ،‬الأف�ضل �أن ننظر �إىل‬
‫�شعورك‪ ،‬ثم �إىل �أن عالج الكذب‪ ،‬له حل لدى املتخ�ص�صني‪،‬‬
‫ولي�س احلل هو الغ�ضب من خطئه‪.‬‬
‫‪zzz‬‬

‫‪104‬‬
‫امل�شكلة ‪:‬‬
‫تقول الأم‪ :‬ابني م�ستفز عمره خم�س �سنوات‪� ،‬أ�شعر بالتقزز‬
‫من ت�صرفاته‪ ،‬يتالم�س مع ع�ضوه التنا�سلي با�ستمرار‪ ..‬وكثريا ما‬
‫�أعنفه ب�صوت عال‪.‬‬
‫احلل املقرتح‪:‬‬
‫ال�شعور هنا يتمثل يف القرف‪ ،‬اعرتيف ب�شعورك لكن يجب‬

‫ع‬
‫�أن تعريف �أن هذا التالم�س له �أ�سباب منها االحتياج للحنان‪� ،‬أو‬

‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫التعر�ض خلربة تفوق العمر‪ ،‬الأمر يحتاج �إىل تفهم منك وحنان‪،‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬


‫احت�ضان‪� ،‬إح�سان‪ ،‬م�شاركة مع عدم توبيخ‪.‬‬

‫والتوز عي‬ ‫شر‬


‫بالتوبيخ‬ ‫عليه‬ ‫نرد‬ ‫االحتياج ال‬
‫�أريد منك �أن ت�صارح نف�سك وتناق�شها يف ع�صبيتك بحق‪،‬‬
‫ولي�س جمرد كالم‬
‫املربي الع�صبي لي�س هو املربي احلازم‪:‬‬
‫املربي الع�صبي لي�س هو املربي احلازم‬
‫كيف �أحتول �إىل مربي حازم؟‬
‫‪ -‬اعرتف مب�شاعرك احلقيقية كي ال تتع�صب ب�سرعة‪.‬‬
‫‪ -‬لب احتياجات االبن (ح�ضن‪ ،‬حوار‪ ،‬م�شاركة)‬
‫‪ -‬تقبل فكرة اخلط�أ وتكرار االتهام من االبن‪.‬‬
‫‪ -‬ان�سحب من مواقف الندية بطريقة لبقة مهذبه (دون الدخول‬
‫يف �صراع مع االبن)‬
‫‪105‬‬
‫املبحث الثاين عدم �إعطاء االبن وقته‬
‫وقتك ي�ضيع يف �أ�شياء �أخرى وال متنح ابنك وقته‪ ،‬ت�شعر‬
‫بالتق�صري الدائم‪ ،‬وهنا �أعد ترتيب �أولويات حياتك ب�صدق‪،‬‬
‫ناق�ش نف�سك‪ ،‬ما الذي ي�شغلك؟ �أعمال املنزل‪ ،‬و�سائل التوا�صل‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫االجتماعي‪ ،‬ال�صداقات‪ ،‬العائلة‪ ،‬اجلريان‪ ،‬العمل‪.‬‬

‫ل‬
‫معلناالبن‬‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ابنك البد �أن يكون على ر�أ�س �أولوياتك‬

‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬


‫البد �أن تعرف عقيدتك حتى تتمكن من وزيع‬
‫املبحث الثالث‪ :‬الت�ساهل‬
‫ناق�شنا هذا‬ ‫وقد‬ ‫نقلها‪،‬‬
‫الأمر �سابقا‪.‬‬
‫تعديل �سلوك عملي للمربي‪.‬‬
‫ ‪-‬املوقف كان‪........................... :‬‬
‫ ‪-‬ال�سلوك الذي �أرغب يف تغيريه هو‪....................... :‬‬
‫ ‪-‬ال�شعور الذي خلق ال�سلوك‪......................... :‬‬
‫ ‪�-‬أعرتف بال�شعور‪ ،‬و�أجعله ي�أخذ دورته داخلي‬
‫ ‪�-‬س�أمنح ذاتي التعاطف والتقدير‪........................‬‬
‫ ‪�-‬س�أعالج ال�سبب احلقيقي ‪..........................‬‬

‫‪107‬‬
‫لكن ت�صادفنا عقب القراءة بع�ض العقبات لديك‪ ،‬بداخلك‬
‫كمربي‪ ،‬ت�شعر ببع�ض الأحا�سي�س ال�سلبية ومنها‪:‬‬
‫الإح�سا�س بالتعب‬
‫اعرتف ب�شعورك‪ ...‬ت�شعر بالتق�صري‪ ،‬ت�شعر بالغ�ضب‪،‬‬
‫ح�سنا‪ ...‬يكفي الإح�سا�س يف الدين الإ�سالمي‪ ،‬هناك‬
‫التوبة ولي�س هناك جلد الذات‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫اخلوف من الف�شل‪:‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ش‬
‫لدي‪ ،‬الف�شل ال يرغب به �أحد‪ ،‬ولكن‬ ‫مرت ٌم ّ‬ ‫خوفك مقدر‪ْ ُ ،‬‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬
‫ع‬
‫نحن يف دنيا بها نق�ص‪ ،‬النجاح فيها بيد اهلل‪� ،‬أنت ت�أخذ بالأ�سباب‬
‫ولي�س عليك �ضمان النجاح‪ ،‬عليك املحاولة واال�ستمرار بها �إىل �أن‬
‫تلقى ربك‪.‬‬
‫اخلوف من عدم ن�سيان ابني خلطئي لي�س املهم �أن ين�سى املهم‬
‫�أن تتح�سن عالقتك به‪� ،‬أكاد �أ�سمعك تقول (يجب �أن ين�سى حتى‬
‫تتح�سن العالقة) و�أجيبك‪ :‬لي�س �شرطا‪ ،‬االعتذار موجود‪ ،‬واخلط�أ‬
‫وارد‪ ،‬فال تخف‪.‬‬
‫اخلوف من عدم تقبل االبن يل‪:‬‬
‫عليك ال�سعي ولي�س عليك النجاح‪ ،‬عليك فقط الأخذ بالأ�سباب‪،‬‬
‫عليك املحاولة‪ ،‬و�أمره و�أمرك بيد اهلل وحده‪ ،‬الزم الدعاء له‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫اخلوف من انتقاد ال�شريك �أو الأهل‪:‬‬
‫النا�س غالبا ينتقدون‪ ،‬اثبت و�ستنجح ب�إذن اهلل‪.‬‬
‫االختيار‪:‬‬
‫اخرت ا�سلوبا جديدا تبد�أ به العملية الرتبويه‬
‫اخرت نف�سية جديده لتكمل بها حياتك لي�س مطلوبا منك املثاليه‬

‫ع‬
‫دائما ال�سعي و املحاولة‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫ ‪-‬ادعوا لك (اللهم �صب عليك الهدوء و الفهم �صبا �صبا )‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ ‪-‬قائمة ب�أ�سماء كتب ت�ساعدك على حت�سني وعيك الذاتي‪:‬‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫ ‪-‬كتاب م�شاعرك قد تكون قاتلة (النا�شر جرير)‬
‫ ‪-‬تقدير الذات (النا�شر جرير)‬
‫ ‪-‬دع القلق وابد�أ باحلياة ( النا�شر جرير)‬
‫ ‪�-‬سندريال �سيكريت (ال�شروق)‬
‫ ‪-‬نف�سية املربي (الب�شائر)‬
‫بارك اهلل يف عمرك وعملك و�سعيك‪ ،‬و�س�أكتب اجلزء الثاين‬
‫(تعديل �سلوك االبن) �إن �شاء اهلل‪.‬‬
‫واهلل �شهيد عليك‪.‬‬
‫قبل النهاية‪�...‬سامح نف�سك‪� /‬ساحمي نف�سك‪.‬‬
‫التم�س لها العذر‪ /‬التم�سي لها العذر ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫اربت عليها ‪ /‬اربتي عليها‪.‬‬
‫فما كنت حت�سن غري ما فعلت‪.‬‬
‫�أ�ساحمك يا نف�سي‪.‬‬

‫~‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ن‬ ‫ل‬‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫ع‬‫والتوزي‬

‫‪110‬‬
‫)أنت‪ ....‬والتربية(‬

‫ع‬
‫(�أنقل �إليك مفاهيم �أ�سا�سية على هيئة �س�ؤال وجواب)‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بل‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫والتوز عي‬
‫ملاذا �أ�صبح الأطفال متعبني؟ لقد كنت مطيعا لوالدي‬
‫�شئتُ �أم �أبيت‪ ،‬ملاذا �أطفايل لي�سوا مثلي؟ كنت �أ�سمع‬
‫كالم الوالدين‪ ،‬و�أطفايل ال ي�سمعون كالمي؟ ملاذا؟‬
‫ملاذا؟‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫قبل �أن �أجيبك‪� ،‬أقول لك �أنني مقدرة متاما حلريتك وت�سا�ؤلك‪،‬‬
‫و�أ�شعر مب�شاعرك‪ ،‬ولكن هيا ننظر نظرة �سريعة �إىل �أ�سلوب تعامل‬
‫والديك معك‪ ،‬املبني علي ال�ضرب والنظرة احلادة �أو غريه‪،‬‬
‫و�أ�سلوب تعامل والديك مع التلفاز �آنذاك‪ ،‬كان بال جهاز حتكم عن‬
‫بعد (رميوت كونرتول) ثم �أ�صبح لديه جهاز حتكم‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫�أ�سلوب تعامل والديك مع الهاتف‪� ،‬أراك منده�شا‪� ،‬أريد فقط‬
‫واع ومتقبل لتغري الأ�ساليب الكهربائية �أو الإلكرتونية‪،‬‬
‫�إخبارك انك ٍ‬
‫الب�شر �أوىل بفهمك‪� ،‬أبنا�ؤك حقا متطورون يف الوعي‪ ،‬خمتلفون‬
‫عنك‪ ،‬مل تعد النظرات احلادة‪ ،‬والتخويف بال�ضرب‪ ،‬والرعب‬
‫جمديا معهم‪ ،‬ال بد �أن يكون بالفعل قادرا على تقدمي الرتبية‬
‫احلقيقية‪.‬‬
‫�أكاد �أ�سمعك تقول ال‪� ،‬أنا‪ ..‬كنت (�أ�شطر و�أف�ضل) النظر هنا‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫نظرة لعموم اجليل الذي هو �أكرث انفتاحا ووعيا من ذي القبل‪،‬‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ابنك مي�سك الآن مبحمول‪ ،‬كان ُيع ُّد معجزة يف زمتك من قبل هذه‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫احلقيقة‪.‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬
‫يبدو �أبنائي غري را�ضني رغم �أين �أوفر جميع متطلباتهم املادية‬
‫والتي مل �أح�صل على ربعها‪.‬‬
‫الإجابة‪:‬‬
‫االحتياجات املادية (طعام‪� /‬شراب ‪ /‬ملب�س ‪ /‬نوم ‪ /‬مدر�سة‬
‫‪ /‬و�سائل الرتفيه)‬
‫احتياجات مهمة ولكنها ال تبني اجلانب النف�سي للإن�سان‪،‬‬
‫الإن�سان يحتاج �إىل بناء اجلانب النف�سي وتقدمي الرعاية واحلب‬
‫واالحتواء النف�سي‪ ،‬ولي�س املادي فقط‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬
‫�أ�ساليب العقاب‪ ،‬مل جتد �أي �أ�ساليب عقاب جدية مع‬
‫ابنائي‪ ،‬فماذا �أفعل؟‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫فكرة العقاب هي تنبيه ذات الإن�سان �إىل خطئه من خالل الأمل‬
‫الذي يجعله يراجع نف�سه‪ ،‬ويفهم �أخطاءه‪ ،‬لكن هناك العديد من‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫الإ�شكاليات‪� ،‬أناق�شها معك ب�ش�أن العقاب الذي متار�سه مع ابنائك‪:‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫‪�1 .1‬إذا كنت ال تويف باالحتياجات النف�سية لالبن من حوار‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫ح�ضن م�شاركة‪ ،‬فهذا يف حد ذاته �أمل كبري وفجوة‬
‫كبرية‪ ،‬وبالتايل �أمل العقاب ي�صغر جدا نف�سيا �أمام االبن‬
‫�س�أ�شرح لك‪� ،‬إذا كنت ال تقدم املحبة والرعاية النف�سية ويف‬
‫نف�س الوقت بعيد عن �أوالدك فقد �سببت �أملًا كب ًريا‪ ،‬وعقابك‬
‫�أمل �صغري �إىل جوار الأمل الكبري فابنك يتحمل عقابك كما‬
‫يتحمل �أملك ال�سابق من �سوء �أدائك‪ ،‬وك�أن الأمل ي�ضاف �إىل‬
‫الأمل ال�سابق في�سهل حتمله‪.‬‬
‫‪�2 .2‬إذا كنت مربي بال ر�صيد نف�سي (ال تقدم االحتواء النف�سي‬
‫واحل�ضن لالبن ) لن ن�شعر االبن بالذنب �أمام خطئه‪ ،‬بل‬
‫بالغ�ضب منك وبالتايل لن يحر�ص على مراجعة نف�سه �إثر‬
‫عقابك له‪ ،‬لأنه يراك �أنت املخطئ �أ�سا�سا‪ ،‬بتق�صريك يف‬
‫حقه �سابقا (فوعي �أبنائنا �أعلى من وعينا عندما كنا يف‬
‫مثل �أعمارهم)‬
‫‪115‬‬
‫‪3 .3‬اجلزء الذي يت�أمل داخل االبن من العقاب ويجعله يراجع‬
‫ن�سه هو ال�ضمري‪ ،‬فلو مل تكن قد ربيت ال�ضمري تربية‬
‫حقيقية‪ ،‬مبعنى �أن االبن من داخله على �صلة باهلل تعاىل‪،‬‬
‫ويفهم ويعرف �أبعاد كل �شيء مب�شاعره ولي�س بكالم نظري‪،‬‬
‫فقد يت�أمل‪ ،‬باخت�صار‪ ...‬لو كان ابنك بال �ضمري فلن يت�أمل‬
‫من عقابك ولن يراجع نف�سه‪.‬‬
‫‪4 .4‬الإ�سراف يف و�سائل العقاب املتنوعة هو نوع من م�ضايقة‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫االبن جعلته يعتاد الأمل وال�ضيق فلن يجدي معه �شيء‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫داع) جتعل‬‫(بداع وبغري ٍ‬
‫‪5 .5‬ع�صبية املربي الدائمة على االبن ٍ‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫عقابه غري م�ؤثر‪ ،‬لأن االبن يف كل الأحوال زعالن‪ ...‬م�ش‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬
‫فارقة‪.‬‬

‫�ال�س�أطفالؤال‪ :‬هذا الع�صر �أكرث عدوانية وحركة من �أطفال جيلي ‪...‬ع‬


‫ملاذا؟‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫مع زيادة جرائم اخلطف وتدين �أخالق املجتمع ب�صفة عامة‪،‬‬
‫وتراجع الأمانة‪� ،‬أ�صحنا منيل �إىل عدم خروج �أطفالنا �إىل ال�شارع‬
‫واللعب‪ ،‬مثلما كان حال �أجيالنا‪ ،‬ولك �أن تتخيل طفال حمبو�سا‬
‫بني �أربعة جدران‪ ،‬لأننا لي�س لدينا بديل‪ ،‬هذا الطفل بركان حركة‬
‫و�شقاوة وبالتايل �سيتحرك يف املنزل املحدود مهما كان وا�س ًعا‪،‬‬
‫وبالتايل تبد�أ م�شاكلك معه (افهم امل�شكلة)‬
‫‪116‬‬
‫�أطفال هذا اجليل حمبو�سون ومراعون �أكرث ممن �سبقهم‬
‫والذين كان اللعب احلر �أ�سا�سيا يف حياتهم‪ .‬حب�س الطفل وطاقته‬
‫ي�ؤديان �إىل حركة ورمبا تخريب داخل املنزل‪�( ،‬أنا الآن ال �أقدم‬
‫حال‪� ..‬أنا فقط �أ�شرح امل�شكلة)‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬
‫مهما فعلت لنقل ال�صالة وتعاليم الدين �إىل الأبناء ال يت�أثرون‪..‬‬
‫ما احلل؟‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬ ‫اجلواب‪:‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ش‬
‫الدين ينق�سم �إىل جزئني‪ ،‬جزء ظاهري يغر�س يتمثل يف‬

‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬


‫العبادات واحلجاب) وجزء داخلي ن�شعر به من عبادات قلبية‬

‫ي‬ ‫ز‬
‫قبل نقل العبادات ّعلي �أن �أنقل معرفة اهلل وحبه هلل‪� ،‬ع‬
‫كاخل�شوع واخل�ضوع هلل‪.‬‬
‫أحكي‬
‫ق�ص�ص الأنبياء‪� ،‬أتدرج يف نقل العبادات‪ ،‬ال�صالة بالتدريج على‬
‫مدار من �سبع �إىل ع�شر �سنوات ‪ ...‬وهكذا‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬
‫لدي م�شاكل تربوية‪ ،‬فلماذا جنحت مع �أحد �أبنائي‬
‫تقولني ب�أن ّ‬
‫ومل �أجنح مع الآخر؟‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫بع�ض الأبناء يكونون �أقرب �إىل طباعنا وبالتايل ي�سهل التعامل‬
‫معهم‪ ،‬نتقبلهم �أو نفهمهم‪ ،‬والبع�ض الآخر خمتلفون عنا وبالتايل‬
‫‪117‬‬
‫ي�صعب علينا‪ ،‬فهمهم‪ ،‬ذكا�ؤك كمربي �أن تنجح مع االثنني‪ ،‬ولي�س‬
‫مع من ي�شبهك فقط‪.‬‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬
‫�أبنائي ال يفرحون‪ ،‬مهما فعلت ال �أ�سعدهم ‪ ..‬فما احلل؟‬
‫اجلواب‪:‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫م�ؤ�شر الفرحة والراحة موجود داخل الدماغ الب�شري‪ ،‬قدم‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫االحتواء النف�سي‪ ،‬افهم �أمناط الأبناء (رواية قبل �أن ن�ضيع بها‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫الأمناط)ة �سي�ؤدي هذا �إىل راحة داخلية يف مخ االبن‪ ،‬ت�سهل عليك‬

‫و�أذكرك‪ ،‬لي�س من ال�ضروري �أن جتعل �أبناءكوالتو‬


‫�سعداءز عي‬
‫التعامل وت�سهل عليه ال�سعادة والراحة‪.‬‬
‫دوما‪،‬‬
‫دورك �أن تتقي اهلل‪ ..‬والنتائج لي�ست عليك‪.‬‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬
‫هل هناك �أمل؟ لقد م�ضى وقت و�أنا �أت�صرف ب�أ�سلوب خاطئ؟‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫الأمل دوما موجود‪ ،‬وال تي�أ�س‪ ،‬دخل ال�صحابة الإ�سالم كبارا‪،‬‬
‫قدرتنا على التغري والتغيري دائمة و�أبدية‪ ،‬و�أبدية �إىل �أن نلقى اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬
‫ما املانع �أن �أربي �أبنائي كما تربيت؟ �أنا كوي�س جدا‪ ،‬خريج‬
‫�صيدلة‪� /‬أو هند�سة‪� /‬أو طب ‪� /‬أو مدير مايل ناجح �أو ‪� ...‬أو‪....‬‬
‫باخت�صار‪.‬لقد تربينا ب�أ�ساليب ال�ضرب ونحن ب�أف�ضل حال الآن‬
‫الإجابة‪:‬‬
‫�أنت ل�ست ب�أف�ضل حال‪ ،‬ال �أحكم على عالقتك باهلل‪ ،‬ولي�س‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫من دوري‪ ،‬و�إمنا �أحكم على �إجمايل معنى كلمة بخري‪� ،‬أرى �أن من‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ي�صف نف�سه ب�أنه بخري هو �سوي نف�سيا وم�ؤمن وخمل�ص‪ ،‬مو َف ٌق يف‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫عالقاته‪ ،‬ولي�س الإن�سان الذي �أغلب حياته �صراعات ونزاعات مع‬

‫والتوز عي‬
‫�أقرب النا�س ومل يقدم لدينه �أو للحياة �أي معنى‪.‬‬
‫ال�س�ؤال‪:‬‬
‫�أنا مقتنعة مبا تقولني‪ ،‬ولكن من حويل يهاجمون �أ�ساليب‬
‫الرتبية بال هدف‪ ..‬فما احلل؟‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫يهاجم‪ ،‬ومن الطبيعي �أن ن�صمد‬
‫�أي فكر جديد من الطبيعي �أن َ‬
‫و�أن نغري و�أن ن�صرب ومن�ضي قدما‪ ،‬و�أن جنعل نيتنا وجه اهلل‬

‫~‬
‫ومالقاته بعمل �صالح‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫نظرة على أساليب التعامل الخطئة‬
‫وبعدها النفيس‬
‫رحلة أصحبك فيها إلى عمق‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫النفسيات‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫ل‬ ‫ا‬
‫ال�ضرب هو نوع من الإيالم اجل�سدي هدفه التإيالموزيع‬
‫النف�سي‬
‫ال�ضرب‪:‬‬

‫بحيث ي�شعر الإن�سان بخطئه ويرتاجع عنه‪ ،‬وال�ضرب من الو�سائل‬


‫املوجودة كعقوبة يف الإ�سالم مثال على ترك ال�صالة‪ ،‬ولكن دعنا‬
‫ننظر ب�شكل �أعمق �إىل نظرة الإ�سالم لل�ضرب‪ ،‬ومتى ي�ستخدم‬
‫وملاذا؟‬
‫�أوال ال�ضرب ا�ستح�ضار للنية وال يجوز فيه الت�شفي �أو االنتقام‪،‬‬
‫مع االلتزام بحدود ال�ضرب ال�شرعي‪ ،‬وهو �أن يكون الطفل فوق‬
‫العا�شرة‪ ،‬وجتنب ال�ضرب على الوجه والر�أ�س و�أي مو�ضع خطري‪،‬‬
‫ويكون ال�ضرب غري مركز يف مكان واحد‪ ،‬و�أن يغلب على ظنِّ‬
‫امل�ؤدِّب �أن انتفاع من ي�ؤدبه بهذا ال�ضرب‪ ،‬وميكنك الرجوع لهذا‬
‫‪121‬‬
‫الأمر ب�شكل تف�صيلي على موقع (‪)www.aluka.com‬‬
‫�أالهم هو �أن ال�ضرب مباح يف حاالت معينة‪ ،‬منها ال�ضرب‬
‫ال�صالة مثال‪� ،‬أما املهزلة التي حتدث الآن‪ ،‬من عمد املربني �إىل‬
‫�ضرب االبن ب�شكل عنيف فيه �إهانة له‪ ،‬وهي حقا مهزلة تربوية‬
‫مليئة بالأخطاء منها‪:‬‬
‫ ‪�-‬ضرب الطفل غري املميز الذي ال يفهم �شيئا‪ ،‬اعتقادا من‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫املربي �أنه فاهم‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ ‪-‬ال�ضرب العنيف املهني اجلارح‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ ‪-‬الت�شفي وترك الآثار والعالمات‪.‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫اتقوا اهلل يف �أبنائكم اتقوا اهلل يف الأبناء‪ ،‬وارجعوا �إىل دينكم‪،‬‬
‫واعلموا �أننا حما�سبون على ما فعلناه‪ ،‬وملاذا فعلناه‪ ،‬كم مرة‬
‫�ضربتهم وهم حتت العا�شرة؟ كم مرة �آذيتهم على �أ�شياء ب�سيطة؟‬
‫ال تعليق‪.....‬‬
‫اللوم والتوبيخ‬
‫اللوم والتوبيخ هو ا�ستخدام كلمات فيها تعنيف �أو مواعظ‪،‬هدفها‬
‫�إيالم الإن�سان نف�سيا‪ ،‬بحيث يقوم مبراجعة نف�سه‪ ،‬والكف عن‬
‫�أخطائه‪ ،‬فلماذا ال ي�ؤثر اللوم يف االبن وال يجعله يراجع �أخطائه؟!‬
‫الأ�سباب‬

‫‪122‬‬
‫ ‪-‬طول فرتة اللوم‪ :‬اللوم �أمل نف�سي‪ ،‬و�إطالتك لفرتة اللوم ت�ؤدِّي‬
‫�إىل �أن ينف�صل ابنك عن �سماعك‪ ،‬ومن َّثم ال داعي لإطالة‬
‫لومك‪ ،‬وال تظل �أن اجلرعة الأكرب �أكرث فائدة‪ ،‬فامل�ضادات‬
‫احليوية نتناول منها جرعة حم�سوبة!!‬
‫ ‪-‬عدم تربية ال�ضمري‪ :‬من الذي يت�أمل باللوم؟ الإن�سان الذي‬
‫يرتب فيه معنى ال�ضمري‬ ‫ميلك �ضم ًريا‪� ،‬إذن ابنك الذي مل َّ‬
‫�أو مراجعة النف�س‪ ،‬ملاذا تتخيل �أن اللوم �س ُيم ِّثل له �شي ًئا؟!‬

‫ع‬
‫اللوم اخلارجي لن يجدي �شي ًئا يف حال مل ي�ؤنبه �ضمريه‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫ ‪-‬ان�شغال االبن با�ستفزازك بدل �أن ي�شعرك �أن اللوم �أتى‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫بهدف‪� ،‬أي �أن عنفه ورغبته يف االنتقام �أكرب من ا�ستعداده‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫لتقلي اللوم‬
‫ال�سخرية‬
‫ال�سخرية جتعل اجلهاز النف�سي لالبن يف حالة حزن �أو حالة‬
‫�إحباط‪� ،‬أو حالة حتفز‪ ،‬وكلها حاالت ال ت�صلح معها الرتبية‪،‬‬
‫و�أحكي لك ق�صة �أحد الآباء الأفا�ضل‪ ،‬الذين تعاملت معهم وقد‬
‫جاوز الثالثني من عمره‪ ،‬لكنه مل ين�س �أدبا �سخرية الوالدين منه‬
‫و�ضحكاتهم ب�ش�أنه‪ ،‬هل تعرف ت�أثري هذا؟‬
‫لقد �أورثه هذا ً‬
‫غيظا مكبو ًتا‪ ،‬وحقدً ا �أخرجه با�ستفا�ضة عدما‬
‫تقدم به العمر‪ ،‬ال ت�سخر من �أبنائك �إذا كان هدفك هو حت�سني‬
‫العالقة معهم وتربيتهم‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫امل�صادرة على كالم االبن‪:‬‬
‫�أحيانا تتم الرتبية ب�أ�سلوب فيه م�صادرة على ر�أي االبن �أو‬
‫كلماته �أو تعجل له لإجناز مهمة معينة‪ ،‬بدون اال�ستماع‪ ،‬وهنا‬
‫�أنا�شدكم �أن ت�ستمع و�أال ت�صادر‪ ،‬بل امنحه الفر�صة الكاملة‬
‫للحكاية‪.‬‬
‫املقارنات‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫قد تكون‪:‬‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ن‬ ‫ل‬
‫‪ -‬بني الأبناء بع�ضهم وبع�ض (الإخوة)‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬


‫القائمتعلى و�ضع‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫‪ -‬بني الأبناء و�آخرين‪.‬‬

‫ز‬
‫خمتلفي‬‫و‬
‫مزايا وعيوب �شخ�ص‪� ،‬إىل جوار مزايا وعيوب �شخ�ص �آخر ع‬
‫املقارنة نوع من �أ�سلوب التفكري (التقومي)‬

‫عنه يف الإمكانات النف�سية‪ ،‬ومن َّثم املقارنة �أ�سلوب َي�ستفز �أ�سو�أ‬


‫ما يف االبن‪ ،‬وي�شعره حتى لو كان هو املتف ِّوق يف املقارنة‪ُ ،‬ي�شعره‬
‫بالتناف�سية الدائمة‪ ،‬و�أن احلياة غابة عليه �أن يكون ً‬
‫يقظا ج ًّدا‬
‫فيها؛ ولذلك �أن ِّبهك �إىل عدم املقارنة لأن فيها ظل ًما حتى و�إن كان‬
‫االبن هو الفائز يف املقارنة‪ ،‬فما بالك باملقارنة التي تنعقد وهدفها‬
‫التقليل من ال�ش�أن؟ خف�ض تقدير ابنك لذاته لن ُيفيدك يف �أداء‬
‫دوما يف حالة تعامل مع‬ ‫دورك الرتبوي معه‪ ،‬بل بالعك�س‪� ،‬سيجعلك ً‬
‫دوما �إىل جهد كبري‬ ‫�إن�سان تقديره لذاته منخف�ض ج ًّدا‪ ،‬و�سيحتاج ً‬
‫لرفع حالته املعنوية‪ ،‬وال تقل �إن املقارنة ال متثل له �شي ًئا وال تع ُّد‬
‫‪124‬‬
‫فارقة فيه وذات ت�أثري … لأن الآثار النف�سية حت َّولت �إىل الداخل‬
‫ولي�س اخلارج‪ ،‬كف عن املقارنات �أرجوك‪ ،‬و�إن كان غريك يقوم بها‬
‫فان�صحه بالتوقف‪.‬‬
‫ْ‬
‫التعنيف والع�صبية‬
‫التعنيف الدائم والع�صبية الدائمة ر�سالة خطر موجهة منك‬
‫دوما يف خطر‪،‬‬ ‫دوما‪ ،‬ما الذي تت�ص َّوره من �إن�سان يعي�ش ً‬‫�إىل االبن ً‬

‫ع‬
‫�س َيعتادُه بعد فرتة‪ ،‬ويعتاد حالة الت�أهب‪ ،‬لأن الإن�سان من طبيعته‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫الت�أقلم‪ ،‬هل تتخ َّيل الكارثة؟ ابنك ت�أقلم على ع�صبيتك‪ ،‬ومن َث َّم‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫تعد ع�صبيتك حت ِّرك فيه �ساك ًنا‪ ،‬و�إذا كان ال يزال يت�أ َّثر بها‪،‬‬
‫مل ْ‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫فاعلم �أن ذاك على الأغلب �إىل زوال‪ ،‬و�إذا قلت يل �أنا ع�صبي‬
‫فماذا �أفعل؟ �س�أقول لك �أعد قراءة هذا الكتاب‪ ،‬وقتها �ستج ُد فيه‬
‫ما ُي�ساعدك‪.‬‬

‫~‬

‫‪125‬‬
‫جدول يو�ضح بع�ض الت�صرفات اخلاطئة من املربي‪ ،‬واملعنى‬
‫النف�سي الذي ي�صل �إىل االبن «الر�سالة التي ت�صله»‬
‫ملحوظة‪ :‬هذا ال�شرح تقريبي‪ ،‬الختالف �شخ�صيات الأبناء‬
‫بالطبع‪� ،‬أي هدف ال�شرح هو نقل �صورة �أو معنى عام يقرب‬
‫ال�صورة �إىل ذهنك ولي�س معنى ت�أكيدي‪.‬‬

‫الر�سالة املوجهة‬ ‫الت�صرف‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ال�ضرب (مع تعدي �أنا �أُ�ؤملك ج�سد ًّيا‪� ،‬أعتدي على‬

‫بل‬
‫ج�سدك لأنك خمطئ‪ ،‬ومن َّثم يتقبل‬
‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ل‬
‫�شروط الإ�سالم)‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬


‫والتوزي‬
‫االبن الأذية من الآخرين لأنه خمطئ‪،‬‬

‫ع‬
‫�أو يقبل �أن ي�ضرب غريه لأنه �أخط�أ‪.‬‬
‫�أنت خمطئ‪� ،‬أنت خمطئ‪.‬‬ ‫اللوم‬
‫ومن َث َّم ي�شعر ً‬
‫دوما �أنه ال يفعل‬
‫ال�صواب‪ ،‬مما ُيهده �أكرث لعدم فعله‪.‬‬

‫�أنت ل�ست ممي ًزا �أو منفردًا‪ ،‬ومن‬ ‫املقارنة‬


‫َّثم ي�شك يف مكانته‪� ،‬أو ي�شعر �أنه من‬
‫�أجل احلفاظ على مكانته عليه �أن يقوم‬
‫ب�إثباتات‪.‬‬
‫الدونية‪.‬‬ ‫ال�سخرية‬

‫‪126‬‬
‫الدفع بعيدً ا عن �أنت مرفو�ض‪ ،‬ومن ثم �إذا كان‬ ‫ ‪-‬‬
‫مرفو�ضا منك‪ ،‬ف�إنه �سي�سعى ليكون‬ ‫ً‬ ‫احل�ضن‪.‬‬
‫ً‬
‫مقبول عند الآخرين‪.‬‬
‫الرف�ض‪ ،‬ومن َّثم �س َي�سعى �إىل �أن‬ ‫كلمة (ا�صمت‪،‬‬
‫ي�سمعه �آخرون‪.‬‬ ‫ا�سكت) �إ�سكات‬
‫الطفل‪.‬‬
‫اال�ستماع �إليه و�أنت �أنت غري ُمهم‪ ،‬ومن َّثم �سي�سعى‬

‫ع‬
‫لإثبات �أهميته لدى �آخرين‪.‬‬ ‫م�شغول يف �شا�شة‬

‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫الهاتف املحمول‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬


‫اخلا�ص بك‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫�شكلك االجتماعي ال ُيهمني‪ ،‬ومن‬ ‫�إحراجه �أمام‬
‫َّثم لن ُيهمه �شكلك االجتماعي‪.‬‬ ‫النا�س‪.‬‬
‫عدم اال�ستماع له الرف�ض‪ ،‬ومن َّثم �سي�سعى �إىل �أن‬
‫يتقبله �آخرون‪.‬‬ ‫وو�صفه بالرثثار‪.‬‬
‫تكرار كلمة (�أنا �أنت عبء‪ ،‬و�أنا �أحتمل ال�ضرر‬
‫�أكمل حياتي مع والدكم والأعباء ب�سببك‪ ،‬ال�صواب‪�( :‬أنا �أ�شعر‬
‫و�أحت َّملها لأجلكم) �أكاد بال�ضيق‪ ،‬دعواتكم‪� ،‬أ�شعر ب�أين ل�ست‬
‫�سرتيحا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫�أ�سمعك و�أنت تقول ُم‬
‫(هل كل ت�صرفاتي وهذا عندما يكربون وبدون الإ�شارة‬
‫�إىل �أنهم �سبب يف همومك‪.‬‬ ‫خط�أ)‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫�أنت غري مهم‪ ،‬وال�صواب احل�ضور‪.‬‬ ‫عدم ح�ضور‬
‫منا�سباته اخلا�صة‬
‫(احلفالت‪ ،‬مباريات‬
‫كرة القدم)‪.‬‬
‫�أنت تافه‪ ،‬وال�صواب القول (من‬ ‫منعه من التدخل‬
‫يف احلوارات ب�شكل ف�ضلك لو �سمحت �أحتاج �إىل الكالم‬
‫مع فالن)‪ ،‬وهذا ملن هو فوق ال�سبع‬ ‫مزعج‪.‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫�سنوات‪� ،‬أما حتت ال�سبع ال�سنوات فمن‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫حقه �أن يكون معك‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ما ت�ستحقه هو العطاء املادي‪،‬‬ ‫امل ْنح املادي له‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوزي‬
‫وال�صواب �إعطاء الوقت النف�سي‪.‬‬ ‫كبديل عن العطاء‬

‫ع‬
‫النف�سي‪ ،‬يقول يل‬
‫(اجل�س معي) ف�أعطي‬
‫له هديه ً‬
‫بدل من‬
‫اجللو�س معه‪.‬‬

‫مالحظات‪:‬‬
‫‪ -‬هذا اجلدول تقريبي‪ ،‬وقد تختلف الر�سائل‪.‬‬
‫‪ -‬لي�س كل �شيء خط�أ‪ ،‬ولكن البعد عن التقليل من �ش�أن االبن‬
‫هو ال�صواب‪.‬‬
‫‪ -‬كلنا ب�شر ونرتكب هذه الأخطاء �أحيا ًنا‪ ،‬ولكن املهم �أال يكون‬
‫ذاك على الدوام‪.‬‬
‫‪ -‬ال تَ�ست�س ِلم �إىل الإحباط‪ ،‬املهم �أن تبد�أ وحتاول التغيري‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫ننتقل الآن �إىل ال�شق الآخر من تعلم الذكاء العاطفي‪ ،‬وهو‬
‫ال�شق اخلا�ص باالبن‪ ،‬وهو ينق�سم �إىل‪ :‬الوعي باالبن تربو ًّيا‪.‬‬
‫‪� -‬إدارة االبن تربو ًّيا‪.‬‬
‫وذلك بعد �أن قمنا برحلة �إبحار داخل وعيك الذاتي �أنت‬
‫رب‪ ،‬ثم داخل �إدارة الذات تربو ًّيا بالن�سبة لك‪.‬‬
‫ك ُم ٍّ‬
‫‪zzz‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫الوعي باالبن تربو ًّيا‪:‬‬

‫والتوز عي‬
‫بداخلي الآن كمية من الوجع؛ لأن الوعي بهذا اجلزء الهام يف‬
‫العملية الرتبوية ال�شديد الأهمية‪ ،‬ويلقى تق�ص ًريا كب ًريا من املربي‬
‫يف واقع احلياة العملية؛ لهذا �أُنا�شدك باهلل عز وجل �أن ُتخل�ص‬
‫نيتك له وحتاول جاهدً ا �أن تتق َّبل مني نقل هذا الوعي �إىل عقلك‬
‫و�إىل قلبك عزيزي و�أخي املربي‪.‬‬
‫ما معنى الوعي باالبن تربو ًّيا؟‬
‫معان عدة‪� ،‬أُوجزها قدر �إمكاين فيما يلي‪:‬‬
‫للأمر ٍ‬
‫‪ -‬الوعي بال�سمات املرحلية من مراحل عمر االبن؛ �أي �أن تفهم‬
‫�سمات كل مرحلة على حدة‪.‬‬
‫‪� -‬أن تفهم دورك النف�سي اخلطري واملُهم يف ت�شكيل الإدراك‬
‫النف�سي لالبن ِومن َّثم تفهم �أكرث عن نف�سيته‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫‪� -‬أن تفهم الأخطاء الرتبوية التي ارتكبتها وما زلت ترتكبها‬
‫بح�سن نية‪ ،‬وت�ؤدِّي �إىل خلل نف�سي لالبن‪ ،‬ومن َّثم نتفادى ‪-‬‬
‫ب�إذن اهلل ‪� -‬إحداث خلل نف�سي �أو اال�ستمرار يف �إحداثه‪.‬‬
‫‪� -‬أن ت�أخذ فكرة عميقة عن م�شاعر االبن يف املواقف املختلفة‪،‬‬
‫وهذا ي�ؤهلك ‪ -‬ب�إذن اهلل ‪� -‬إىل ح�سن �إدارة املواقف معه‬
‫(فلننتقل م ًعا بعد ذلك �إىل ح�سن �إدارتك العملية الرتبوية)‪.‬‬

‫ع‬
‫�سمات املرحلة العمرية لالبن‬

‫كأولت�سنتني يف حياة االبن هما �سنوات الرعاية‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬
‫�أوال‪ :‬مرحلة الطفولة املبكرة جدا‪:‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ل‬ ‫ل‬


‫تقدمنله‬
‫ب‬
‫و‬
‫اجل�سدي‪ ،‬وكل ما �أطلبه منك يف هذه املرحلة �أال الت‬
‫الر�ضاعة‪� :‬‬ ‫مرحلة‬

‫تكونوزي ً‬
‫عا‬
‫الغذاء والنظافة والأمان‬ ‫الفي�سيولوجية (اجل�سمية) حيث‬
‫�صارخ‬
‫ً‬
‫ومنفعل على الدوام‪� ،‬إىل جوار هذا الطفل الر�ضيع‪ ،‬و�أال ت�ؤذيه‬
‫متاما‪ ،‬حتى و�إن مل تظهر عليه‪.‬‬
‫بع�صبيتك؛ لأنه ي�شعر بها ً‬
‫من فعل ذلك‪� ،‬أقول لك ال ْ‬
‫تخف‪ ،‬اهلل رحيم غفور‪ ،‬فقط ا�ستم َّر‬
‫يف القراءة و�إن �شاء اهلل ُت ْر ُ‬
‫زق ح�سن التطبيق‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬مرحلة من ‪� ٧-٢‬سنوات‪:‬‬
‫الطفولة املبكرة‪ ،‬و�آاااااااا ٍه من هذه املرحلة‪ ،‬املرحلة ال�شديدة‬
‫التي يتل َّقى فيها الطفل املعلومات على هيئة حقائق‪ ،‬وت�أخذ هذه‬
‫املرحلة �أهمية تربوية عظيمة هيا نفهم �سمات الطفل يف هذه‬
‫‪130‬‬
‫املرحلة والتي ال ي�شرتط وجو َدها كلها يف نف�س الطفل‪ ،‬و�إمنا‬
‫بع�ضها‪:‬‬
‫ ‪ -‬كرثة احلركة‪� :‬سمة طبيعية‪� ،‬أرجوك ال تت�س َّرع وت�صف ابنك‬
‫بفرط احلركة‪ ،‬كرثة احلركة �سمة طبيعية يف هذا ال�سن‪.‬‬
‫ ‪-‬التقليد‪ :‬الطفل يتعلم باملحاكاة‪ ،‬فال تظن به �أنه �ضعيف‬
‫حلول الآن‪ ،‬نحن نفهم م ًعا‬‫ال�شخ�صية‪ ،‬تذ َّكر نحن ال ُنقدِّ م ً‬
‫�أن التقليد �أمر طبيعي وال ُي�ساوي �ضعف ال�شخ�صية‪.‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫ ‪-‬حدة االنفعاالت‪ :‬ي�سعد ج ًّدا‪ ،‬يفرح ج ًّدا‪ ،‬وال يعني هذا �أنه‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫�إن�سان �سيئ ً‬

‫بل‬
‫مثل‪.‬‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫ ‪-‬التفكري اخليايل‪َ :‬يحكي �أ�شياء خيالية‪ ،‬ي�صادق �أطفال‬

‫والتوز عي‬ ‫ر‬


‫يحب االكت�شاف؛ ولذلك قد يبدو‬
‫خيال ِّيني‪َ ،‬يحكي �أحدا ًثا مل حتدث‪.‬‬
‫ ‪-‬امليل �إىل الفك والرتكيب‪ُّ :‬‬
‫لك خمر ًبا‪ ،‬ولكنه يحب اال�ستطالع‪.‬‬
‫ ‪�-‬إثبات الذات بقول ال‪ :‬ال تظن به �سو ًءا‪ ،‬و�إمنا يقول ال حتى‬
‫ي�شعر �أن له كيا ًنا فقط‪.‬‬
‫ ‪-‬اكت�ساب املهارات‪ :‬يتعلم ب�سرعة الأ�شياء اجلديدة ويحب‬
‫التعلم‪.‬‬
‫ ‪-‬التناحر (ال�شجار) يت�شاجر كث ًريا مع من يختلف معه‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم التمييز بني اخلط�أ وال�صواب‪ :‬مهما قلت له‪ ،‬مهما‬
‫رددتَ له �أن هذا خط�أ يظ ُّل فيه عدم متييز‪ ،‬لهذا �س َّماه‬
‫ال�شرع الطفل غري املُميز وهو كما ترى و�ص ًفا عا ًّما للمرحلة‬
‫كلها‪ ،‬حتى و�إن ميز بع�ض الأ�شياء‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫ ‪-‬الذاكرة الآلية‪ :‬ي�سجل ما يراه‪ ،‬ولي�س انتقائ ًّيا ي�سجل كل‬
‫خمه‪ ،‬ولي�س ما يريد‪.‬‬‫�شيء يف ِّ‬
‫ ‪-‬كرثة الأ�سئلة‪:‬‬
‫ ‪-‬الفهم عن طريق احل�س ولي�س احلد�س‪ ،‬لو �س�ألت الطفل كم‬
‫عمرك‪ ،‬ي�شري ب�أ�صابعه �إىل عمر حمدد‪ ،‬ملاذا؟ لأن الأ�صابع‬
‫�شيء حم�سو�س‪ ،‬يريد منك �أن تراه‪ ،‬لذلك هو ال يفهم القيم‬
‫احك له‬
‫واملبادئ مثل ال�صدق والأمانة فهما تا ًّما‪ ،‬مبعنى‪ِ :‬‬

‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫حكاية عن ال�صدق والأمانة‪ ،‬وكل القيم‪ ،‬ولكن ال تنتظر �أن‬

‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫بدي ا�ستجابة �إال بعد مرور عامه ال�سابع‪.‬‬
‫ُي َ‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬


‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫حتت �سن ال�سابعة‪� ،‬س�أحت َّدث معك عن ذلك‪ ،‬عندما ون�صلزي�ع‬
‫املربي ‪ -‬بع�ض ال�سمات العادية ج ًّدا‬ ‫عزيزي‬ ‫هذه ال�سمات ‪-‬‬
‫طفل‬ ‫معها‪ ،‬وكيف ُتدير ً‬ ‫يف طفل حتت �سن ال�سابعة‪ ،‬كيف تتعامل‬
‫إىل‬
‫فقرة �إدارة االبن تربو ًّيا ولي�س هنا‪ ،‬هنا فقط �أريد منك �أن تعي‬
‫تربو ًّيا ابنك‪.‬‬
‫حقائق مه َّمة حول هذا ال�سن من (‪� ،)٧ -٢‬أرجوك اقر�أها‬
‫بتم ُّعن‪:‬‬
‫احلقيقة الأوىل‪ :‬هل �أنت مدرك للكارثة؟ �إن قلت له �أنت غبي‪،‬‬
‫ً‬
‫م�ستقبل‪،‬‬ ‫�سيظن �أنها حقيقة‪� ،‬إن قلت له �أن الزواج �أمر ُمه ِلك له‬
‫�سيتل َّقاها كحقيقة‪� ،‬أي �شيء �ستخربه به �سيظن �أنها حقيقة ويخزنه‬
‫بداخله‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫احلقيقة الثانية‪ :‬الطفل يف هذا ال�سن قليل احلوار الداخلي‪،‬‬
‫كثري احلوار اخلارجي‪ ،‬ما هو احلوار الداخلي؟‬
‫احلوار الداخلي هو ال�صوت الداخلي الذي يدور داخل عقولنا‬
‫ونتحدث به مع �أنف�سنا‪� ،‬سمة ال�ضمري �أو احلوار الداخلي‪� ،‬أو الناقد‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫احلوار اخلارجي‪ :‬هو الكلمات الني نقولها للآخرين‪.‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫الطفل يف املرحلة من ‪ ٧- ٢‬ال يتحدث كث ًريا مع نف�سه داخل ًّيا‪،‬‬

‫فعلتت هذا؟) �أو (�أنا خمطئ؟) �أو ما �شابه ذلك‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫(ملاذاك ُ‬‫ري‬
‫�أي �أنه ال يدور يف نف�سه حوار مع َّقد‪.‬‬

‫ش َّدث للخارج �أكرث ب�صوت‬


‫ر‬ ‫ب‬
‫الداخلية‪ ،‬ول�لإمنان يتح‬
‫ ‪-‬مثل‪:‬‬

‫م�سموع‪ ،‬ولي�س حوا ًرا نف�س ًّيا مع َّقدً ا‪ ،‬لي�سوا ز عي‬


‫لديهل اتلوإمكانية‪.‬‬
‫من احلوارات‬

‫احلقيقة الثالثة‪ :‬تبد�أ ت�شكيل امل�شاعر لدى الطفل يف هذه ال�سن‪،‬‬


‫متاما‪ ،‬لهذا‬
‫متاما‪� ،‬أو نا�ضجة ً‬
‫دون �أن تكون وا�ضحة �أو حم َّددة ً‬
‫جنده يتح َّول من الفرحة العارمة �إىل ال�صراخ‪� ،‬أو من الغ�ضب �إىل‬
‫الغ�ضب‪ ،‬وهنا �أُذ ِّكرك فقط ببع�ض امل�شاعر‪ ،‬التي يبد�أ الطفل يف‬
‫تعلمها؛ منها‪:‬‬
‫احلب والتفا�ؤل‪.‬‬ ‫‪) 1‬‬
‫الإعجاب‪.‬‬ ‫‪ )2‬‬
‫القلق‪.‬‬ ‫‪ )3‬‬
‫االندها�ش‪.‬‬ ‫‪ )4‬‬
‫‪133‬‬
‫احلزن‪.‬‬ ‫‪) 5‬‬
‫امللل‪.‬‬ ‫‪ )6‬‬
‫الغ�ضب‪.‬‬ ‫‪ )7‬‬
‫االنزعاج‪.‬‬ ‫‪ )8‬‬
‫هل تفهم جيدً ا معي �أن هذه امل�شاعر غري نا�ضجة‪ ،‬وغري‬
‫مكتملة؟ لأ�شرح لك �أكرث هذا الأمر دعني �أقدم لك بع�ض الأمثلة‪:‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫‪ )1‬الطفل يف ال�سن من (‪ )٧-٢‬ال يبدي حز ًنا كب ًريا عند وفاة‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫�أحد �أفراد العائلة‪ ،‬ملاذا؟ لأن م�شاعر احلزن غري مكتملة وغري‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫نا�ضجة‪ ،‬فال ي�شعر بها‪.‬‬

‫والتوزي‬
‫‪ )2‬الطفل قد يفرح ج ًّدا بلعبة لدقائق‪ ،‬ثم ُيلقيها و َين�سى‬

‫ع‬ ‫�أمرها‪ ،‬وهكذا‪.‬‬


‫كل ما �أطلبه منك فقط هو الوعي النف�سي الرتبوي بابنك يف‬
‫هذه املرحلة‪.‬‬
‫ملخ�ص ُمهم ج ًّدا حول الطفل من (‪)7-2‬‬
‫‪ )1‬ال تت�سرع يف و�صف ابنك بفرط احلركة‪ ،‬ملج َّرد �أنه يتحرك‬
‫كث ًريا يف هذه ال�سن؛ فهذه �سمة طبيعية يف هذه املرحلة‪.‬‬
‫‪ )2‬الطفل م�شاعره غري نا�ضجة‪ ،‬و�سهل عليه �أن يتن َّقل من‬
‫�شعور �إىل �آخر بب�ساطة وفو ًرا‪.‬‬
‫‪ )3‬لي�س للطفل حوار نف�سي معقد مع ذاته يف هذه املرحلة‪� ،‬إال‬
‫�أن ال�صوت النف�سي الداخلي مل يتكون ب�شكل كامل بعد‪.‬‬
‫‪ )4‬الطفل يتلقى املعلومات كحقائق يف هذه ال�سن دون متييز‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫‪ )5‬الطفل ال مييز ب�شكل كامل �إطال ًقا بني اخلط�أ وال�صواب‬
‫مهما قلت له؛ لأنه مل يتجاوز �سن ال�سابعة‪.‬‬
‫فقرة مه َّمة جدًّا‪ ،‬ما املخاطر املرت ِّتبة على عدم وعي‬
‫املربي بهذا ال�سن؟‬
‫� ًأول) �إعطاء الطفل �أدوية فرط احلركة بال حاجة وبال داع‪.‬‬
‫ثان ًيا) و�صف الطفل ب�سمات غاية يف الب�شاعة‪� ،‬أنت غبي‪� ،‬أنت‬

‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫كالقرد يف احلركة‪� ،‬أنت كذاب‪� ،‬أنت فا�شل‪.‬‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬


‫ن‬ ‫ل‬
‫ثال ًثا) تقدمي معلومات للطفل غري منا�سبة ل�س ِّنه‪ ،‬يقوم‬

‫ا‬
‫ثملتي�صبح عنيدً ا‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫راب ًعا) و�صف الطفل بالعناد لأنه يقول ال‪ ،‬ومنو َّ‬
‫بتخزينها على هيئة حقائق ت�صيبه بالعقدة النف�سية فيما بعد‪.‬‬

‫زيع‬ ‫بالفعل؛ لأنك برجمته على ذلك‪.‬‬


‫خام�سا) وهو الأهم‪� ،‬أن يحدث ت�أخر لدى الطفل يف النمو‬
‫ً‬
‫النف�سي؛ لأنك مل متنحه التفهم‪ .‬فتبقى �سمات هذه املرحلة‬
‫موجودة معه‪ ،‬و ُيكمل بع�ض منها طفولته املتو�سطة فوق �سن (‪-2‬‬
‫‪.)7‬‬
‫ما معنى هذا؟ �أ�شرح لك باملثال‪:‬‬
‫�إن �أدركت �أن الطفل حتت �سن ال�سابعة يقول ال لي�س عنادًا ولكن‬
‫ُّ‬
‫�سيكف بعد ذلك عن قول ال‪،‬‬ ‫وتفاهمت معه ومل ت� ِؤذه‬
‫ُ‬ ‫طبيعة مرحلة‪،‬‬
‫عندما يتجاوز ال�سابعة ال‪� ،‬أما �أن قمت باالنفعال واالحتداد على‬
‫‪135‬‬
‫قول ال �سيظ ُّل ُيعاندك وحتى بعد �أن يتجاوز �سن ال�سابعة‪� ،‬أي �إنك‬
‫لو مل تتق َّبل �سمات املرحلة وتتف َّهمها لن يعي�ش الطفل املرحلة ب�شكل‬
‫�صحيح ولن َين�ضج‪ ،‬و�ست�ستمر معه �سمات املرحلة‪ ،‬حتى و�إن جتاوز‬
‫تلك املرحلة العمرية‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬ال تَ�ست�س ِلم للندم‪ ،‬لأن هناك ً‬
‫حلول‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬الطفولة املتو�سطة‪:‬‬

‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫�سمات الطفولة املتو�سطة‪:‬‬

‫كتب ل‬ ‫ل‬
‫ن‬ ‫ل‬
‫‪1‬ت�شكيل الناقد الداخلي �أو احلوار �أو ال�صوت الداخلي الذي‬
‫‪.1‬‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوزي‬
‫يدور بداخلنا‪ ،‬وبعدها َينع ِقد حوار بداخل نف�سية االبن بي َنه‬

‫ع‬
‫وبني نف�سه‪.‬‬
‫‪2‬الت�أ ُّثر بالآخرين‪ :‬قبل �سن ال�سابعة كانت الكلمة العليا‬ ‫‪.2‬‬
‫للأب والأم‪� ،‬أما بعد �سن ال�سابعة فيبد�أ الت�أثر بالرفاق �أو‬
‫املد ِّر�سني ويظهر الت�أثر نف�س ًّيا‪.‬‬
‫‪3‬القدرة على اال�ستنتاج تنمو لدى الطفل‪ ،‬وهي قدرة نا�شئة‬ ‫‪.3‬‬
‫لديه؛ حيث ي�ستطيع الربط بني املعلومات والو�صول �إىل‬
‫نتائج جديدة‪ ،‬وهي للأ�سف �أمر ال يتم مراعاته يف التعليم‬
‫حيث �أنه تلقيني فقط‪ ،‬وال يوظف هذا اجلانب يف الأطفال‪.‬‬
‫‪4‬تبد�أ ظهور املواهب مثل الر�سم والكتابة‪ ،‬وهي �أمر �ضروري‬ ‫‪.4‬‬
‫�أن ُتنميه؛ لأن املواهب �أمر مهم ج ًّدا‪.‬‬
‫‪5‬الذكاء االجتماعي للطفل‪ :‬يبد�أ يف التكون وتظهر قدرته‬ ‫‪.5‬‬
‫على تكوين العالقات‪ ،‬وهي مهارة قابلة لالكت�ساب‪ ،‬فال‬
‫‪136‬‬
‫تت�س َّرع يف احلكم على ابنك ب�أنه انطوائي‪ ،‬بل ِّمن موهبته‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪6‬يحتاج الطفل يف هذا ال�سن �أن يقوم مبا هو �صحيح؛ فهي‬ ‫‪.6‬‬
‫فطرة فطر اهلل النا�س عليها‪� ،‬أن يتجهوا �إىل الت�صرف‬
‫مبثالية وحماولة معرفة ال�صواب‪ ،‬ولكن هذه احلالة ُتقتَل‬
‫يف الطفل ب�سوء املعاملة‪.‬‬
‫‪7‬احلاجة �إىل ال�شعور بالر�ضا‪ ،‬الطفل هنا باحث عن الإر�ضاء‪،‬‬ ‫‪.7‬‬

‫ع‬
‫وعندما ال يجده ي�صف نف�سه بالغباء والف�شل‪ ،‬ويكف عن‬

‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫البحث عن الر�ضا وي�شعر بالإحباط‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬


‫‪8‬احلاجة �إىل الإجناز‪ ،‬الطفل يحب �أن ينجز � َّأي �إجناز (لعب‬
‫‪.8‬‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫كرة‪ ،‬تقدمي الإذاعة )‪.‬‬
‫‪9‬احلاجة �إىل ال�سيطرة على امل�شاعر ال�سلبية‪ ،‬قلنا �إن املرحلة‬ ‫‪.9‬‬
‫ال�س ِّنية قبل ال�سابعة ال تكون امل�شاعر فيها مكتملة‪ ،‬لقد اكملت‬
‫ِّ‬
‫املتو�سطة‪ ،‬و�أ�صبح ابنك �أحيا ًنا ي�شعر‬
‫ِّ‬ ‫الآن‪ ،‬يف الطفولة‬
‫بالقلق �أو اخلوف‪ ،‬وهنا َت ُربز لديه احلاجة �إىل ال�سيطرة‬
‫فمثل‪ ،‬يتفادى ما‬ ‫على القلق �أو اخلوف‪ ،‬ولو ب�شكل خا�ص؛ ً‬
‫ُيخيفه‪� ،‬أو يت�شاغل بالإلكرتونيات‪ ،‬يت�صرف بعدوانية؛ �إال �أن‬
‫الطفل ي�شعر ب�أمل ال�شعور ال�سلبي فيقوم مبحاولة ال�سيطرة‬
‫عليه ولو ب�شكل غري �صحيح‪.‬‬
‫خماطر عدم تفهم �سمات املرحلة املتو�سطة‪:‬‬
‫ ‪-‬احل�صول على عداء االبن‪ ،‬لأنه الآن فاهم ومدرك ومل َي ُعد‬
‫ً‬
‫طفل حتت ال�سابعة‪ ،‬ومن َّثم فعند �إيذائك له ي�شعر مب�شاعر‬
‫‪137‬‬
‫�سلبية ويكره ت�ص ُّرفاتك معه‪ ،‬ويبد�أ يف توجيه �شحناته‬
‫ال�سلبية نحوك على هيئة عناد وتطاول‪� ،‬أو �ضد نف�سه على‬
‫هيئة تب ُّول ال �إرادي �أو تلعثم‪� ،‬أو �ضد م�ستقبله على هيئة ف�شل‬
‫درا�سي‪� ،‬أو �ضد �أقرانه يف هيئة �ضرب وعدوانية �أو ُ‬
‫تخاذل‪.‬‬
‫ ‪�-‬إ�صابة الطفل بالإحباط‪ :‬مهما فعل ي�شعر �أنه بال فائدة؛ لأنه‬
‫نف�س ًّيا غري ُم�ستقر‪ ،‬وغري � ِآمن فال يعود راغ ًبا يف الإجناز‪،‬‬
‫ويهمل �أهدافه‪.‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫ ‪-‬ميل الطفل �إىل التفاهات‪� :‬إهماله للأولويات‪ ،‬ملاذا؟ حتى‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫بل‬
‫َين�سى بها م�شاعره امل�ؤلِ ة‪ ،‬وال تخربين ب�أنه لي�س لديه‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫م�شاعر م�ؤملة‪ ،‬بل لديه‪.‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫ ‪-‬بحث الطفل عن التقدير لذاته يف �سياقات خاطئة‪ ،‬مثل‬
‫االهتمام ب�أمور تا ِفهة لي�س لها �أي قيمة‪.‬‬
‫ ‪-‬تدريج ًّيا ي�صبح عقابك غري م�ؤثر‪ ،‬لأن الطفل � ً‬
‫أ�صل مت�أمل‬
‫من داخله‪ ،‬فلم َي ُعد ي�ؤمله العقاب‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬الطفولة املت�أخرة‪ ،‬البلوغ وما بعده‪:‬‬
‫وهنا �أحتدث عن مهزلة �إهمال تقدمي التعليم اجلن�سي ال�سليم‬
‫للطفل‪ ،‬و�أن�صحك مراجعة كتابي الرتبية اجلن�سية‪.‬‬
‫�شب عن الطوق �شي ًئا‬‫كما �أن الطفل يف هذه املرحلة يكون قد َّ‬
‫ف�شي ًئا‪ ،‬وبد�أ ي�شعر باال�ستقاللية‪ ،‬وبد�أت ت�ص ُّرفاته ُت�صبح �أكرث‬
‫و�ضوحا و�أكرث �إ�صرا ًرا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪138‬‬
‫وقد تت�ش َّكل لدى الطفل �أو االبن بع�ض اال�ضطرابات الإدراكية‬
‫نتيجة �سوء التعامل مع املراحل ال�سابقة‪ ،‬فما هي هذه اال�ضطرابات؟‬
‫يتكون لديه �أ�سلوب تقليد خاطئ‪:‬‬
‫ ‪-‬جلد الذات‪ ،‬اتهام الذات‪� ،‬أنت ال�سبب؛ ومن َّثم يدخل يف‬
‫دوامة جلد الذات‪.‬‬
‫ ‪-‬اال�ست�سالم للأوهام والتهي�ؤات و�أحالم اليقظة‪.‬‬
‫ ‪-‬الو�سو�سة‪ ،‬التفكري ب�شكل م�ستمر وبال نهاية‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ ‪-‬الإفراط يف التفكري وف ًقا ل�شعور معني‪ ،‬ما معنى ذلك؟!‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ش‬
‫اال�ست�سالم لدى االبن ل�شعور احلب ً‬

‫ر‬
‫مثل‪ ،‬فال يرى عيوب‬

‫والتوز عي‬
‫الطرف الآخر و ُيف ِّكر يف املزايا؛ لذلك حتدث عالقات عاطفية‬
‫فا�شلة‪.‬‬
‫اال�ست�سالم ل�شعور اخلوف‪ ،‬وتن�ش�أ م�شكلة اخلوف الن�صي‪.‬‬
‫دوما قائم على‬
‫اال�ست�سالم ل�شعور الغ�ضب‪ ،‬التفكري لدى االبن ً‬
‫فكرة ُتثري غ�ضبه‪ ،‬وي�صبح ع�صب ًّيا للغاية‪.‬‬
‫اال�ست�سالم ل�شعور الغرية‪ ،‬التفكري قائم على التناف�س واملقارنة‬
‫وعدم الر�ضا‪.‬‬
‫كل هذه الأمور حتدث داخل االبن نف�س ًّيا‪ِ ،‬ومن َّثم تتعامل‬
‫مع مراهق مزعج للغاية‪ ،‬وتظن ب�سطحية �شديدة �أن ال�سبب هو‬
‫الهرمونات فقط‪ ،‬و�أن الق�صة كلها مرحلة املراهقة‪ ،‬ولي�س هذا‬
‫�صحيحا‪� ،‬إنها منظومة كاملة متكاملة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪139‬‬
‫وقفة مع النف�س‬
‫ً‬
‫ا�ستعرا�ضا نف�س ًّيا‬ ‫قمت معك با�ستعرا�ض مراحل الطفولة‬ ‫ُ‬
‫�سري ًعا‪ ،‬مبا يخدم مو�ضوع كتابي‪ ،‬وهو الذكاء العاطفي يف الرتبية‪،‬‬
‫ولي�س ب�شكل �شديد التف�صيل‪ ،‬و�إن �أردتَ التف�صيل فعليك بالرجوع‬
‫�إىل ال�سمات املرحلية يف كتب علم نف�س النمو‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ك‬
‫كلمة �أخرى‪:‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬


‫ر‬ ‫ش‬
‫ال ت�ست�سلم للندم‪ ،‬نحن الآن نقدم الت�شخي�ص ولي�س العالج‪،‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫وبالفهم والدعاء يزول الأمل ‪� -‬إن �شاء اهلل ‪ -‬اللهم �صب عليك‬
‫الفهم والهدوء �ص ًّبا �ص ًّبا �أخي املربي‬
‫ننتقل الآن �إىل اجلزء الرابع والأخري من تنمية ذكائك العاطفي‬
‫يف الرتبية �أال وهو‪:‬‬
‫�إدارة االبن تربو ًّيا (تعديل �سلوك االبن)‪:‬‬
‫ما قبل البداية يف �شرح الأمر‪:‬‬
‫َّ‬
‫اط ِلع �أخي املربي على هذه النقاط الهامة املوجزة‪:‬‬
‫ ‪-‬ابنك لي�س م�س� ًؤول عن رغبتك يف احل�صول على مالك �أو‬
‫طفل مثايل بال �أخطاء‪ ،‬فهذا لي�س منطق ًّيا‪ ،‬واخلط�أ وارد‬
‫ومر َّكب يف طبع الإن�سان‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫ ‪-‬ف ِّرق بني ما هو �سمة مرحلية ولي�س خط�أ وبني ما هو خط�أ‪،‬‬
‫�أي �إنه ‪ -‬كما �أ�سلفنا ‪ -‬كرثة احلركة يف �سن ما قبل ال�سابعة‬
‫لي�س خط�أ‪� ،‬إمنا �سمة مرحلية‪.‬‬
‫ ‪-‬كذلك كرثة يف ال�سن من (‪ )11-7‬لي�س خط�أ و�إمنا �سمة‪،‬‬
‫فكن على وعي بالفرق بني اخلط�أ وال�سمة‪.‬‬
‫ ‪-‬ر�صيد املحبة يف قلب االبن ُي�سهل عليك للغاية التعامل معه‬
‫وتوجيهه؛ لأن املحب ملن يحب مطيع‪ ،‬ولهذا �سنفرد م�ساحة‬

‫ع‬
‫ن�شئه يف قلب‬‫كافية للتحدث عن الر�صيد الذي يجب �أن ُت ِ‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ابنك‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ ‪-‬حمبتك البنك لي�س بال�ضرورة �أن يكون على علم بها‪� ،‬أقول‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫لهذا لأين قابلت العديد من املربني الذين يظنون �أن وجود‬
‫كاف‪ ،‬ال و�ألف ال‪ ،‬وجود املحبة ال يعني‬ ‫املحبة يف قلوبهم ٍ‬
‫�إي�صال املحبة لالبن‪ ،‬فعليك �أن تتعلم معي �أ�ساليب �إي�صال‬
‫املحبة لالبن‪.‬‬
‫ ‪�-‬أي خط�أ يف العامل قابل للتوبة‪ ،‬ما دامت ال�شم�س مل ت�شرق‬
‫من مغربها‪� ،‬أخي املربي‪ ،‬وما دمت مل متت �أخي ‪� -‬أطال اهلل‬
‫عمرك يف طاعته ‪ -‬فال داعي للي�أ�س يف العملية الرتبوية‪.‬‬
‫ ‪-‬الرتبية عملية م�ستمرة ولي�ست حني اخلط�أ فقط‪ ،‬ما معنى‬
‫هذا؟ هناك من يهمل زرع قيمة مع َّينة‪ ،‬ثم يحدث خط�أ‬
‫تربوي نتيجة عدم زرع القيمة‪� ،‬أو مت زرعها ب�أ�سلوب غري‬
‫منا�سب‪ ،‬فينهار املربي من خط�أ االبن و َي�شرع يف توجيهه‬
‫عند اخلط�أ بالذات‪ ،‬وهنا �أو�ضح لك �أن الأخطاء لي�ست‬
‫الفر�صة الوحيدة للرتبية‪ ،‬بل �إن الرتبية عملية م�ستمرة‪،‬‬
‫‪141‬‬
‫ميكن �أن تر�صد‪ ،‬من خالل اخلط�أ ُيكن �أن توجه ت�صورك‬
‫ب�شكل عادي مطمئن‪ ،‬وتركز عليه فيما بعد ولي�س يف وقت‬
‫اخلط�أ فقط‪.‬‬
‫ ‪�-‬إن جنحت يف �أداء ما عليك على الوجه ال�صحيح من الآن‪،‬‬
‫يتغي ابنك‬
‫فلي�س من املهم �أي �شيء �آخر‪ ،‬لي�س من املهم �أن َّ‬
‫حتى‪ ،‬هل تعلم ملاذا؟ لأنه حتى الر�سل الكرام �أمرهم اهلل‬
‫تعاىل }�إِنْ َع َل ْي َك �إِ َّل ا ْل َب َل ُ‬
‫غ{‪َ } ،‬ل ْي َ�س َع َل ْي َك هُ َداهُ ْم{‪.‬‬

‫ع‬
‫ ‪-‬فخ ِّفف عن نف�سك‪� ،‬أنت حتاول وتتوب و ُت�صلح مع اهلل‪ ،‬وهذا‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫الأهم‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ ‪-‬عالقتك مع اهلل ‪ -‬عز وجل ‪� -‬أهم نقطة يف حياتك‪ ،‬ومن‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوزي‬
‫خاللها ُيكن �أن تنطلق �إىل �أداء دورك الرتبوي‪ ،‬ولهذا‬

‫ع‬
‫�أ�ستغ ُّل الفر�صة كي �أذكرك باهلل‪.‬‬

‫هذه هي الرو�شتة التي �أن�صحك بها قبل �أن ت�شرع يف‬


‫�أي تعديل ل�سلوك ابنك‪� ،‬أو تعلم زرع �سلوك‪:‬‬
‫ ‪-‬ال�صالة‪ :‬حافظ على ال�صالة مهما كان حالك‪ِّ ،‬‬
‫�صل‬
‫الفرو�ض‪ ،‬ال ُت�ص ِّمم على ترك ال�صالة وال تتكا�سل‪ُ ،‬عد‬
‫�إليها‪.‬‬
‫ ‪�-‬أذكار ال�صباح وامل�ساء‪ ،‬هي �أذكار كثرية‪ِ ،‬‬
‫اكتف بذكر �أو‬
‫ذك َرين‪ ،‬وهي يف كتب الأذكار‪ ،‬ومن املمكن حتميل برنامج‬
‫الأذكار على هاتفك املحمول‪ ،‬ووقت �أذكار ال�صباح هو بعد‬
‫‪142‬‬
‫�صالة الفجر حتى �شروق ال�شم�س‪ .‬ووقت �أذكار امل�ساء بعد‬
‫�صالة الع�صر حتى �أذان املغرب‪.‬‬
‫ ‪-‬ليكن لك ورد ا�ستغفار ثابت (عدد ثابت من مرات‬
‫اال�ستغفار)‪.‬‬
‫�صل على ر�سول اهلل عليه‬ ‫ ‪-‬الدعاء برتكيز‪ ،‬ابد�أ بحمد اهلل ثم ِّ‬
‫ال�صالة وال�سالم‪ ،‬ثم اد ُع لنف�سك ولأبنائك‪.‬‬
‫ ‪-‬ابد�أ يف العطاء للآخرين حتى و�إن كنت‬

‫ع‬
‫مهموما‪ ،‬ق�ضاء‬ ‫ً‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫حوائج النا�س من �أعظم القربات �إىل اهلل‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ ‪-‬الإطعام‪ :‬ت�صدق ولو بحلوى على الأطفال‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫ ‪-‬ت�أمل يف ال�سماء‪ ،‬البحر‪ ،‬املخلوقات؛ لت�شعر بعظيم خلق‬
‫اهلل‪.‬‬
‫ ‪-‬القر�آن‪ ،‬ما حالك معه؟ �أال زال الرتاب يك�سوه؟ �ألي�س الكتاب‬
‫الوحيد الذي حفظه اهلل تعاىل من التحريف‪�} ،‬إِ َّنا َن ْحنُ‬
‫لا ِف ُظونَ {‪� ،‬أال زال بعيدً ا عنك؟ وهنا‬ ‫الذ ْك َر َو�إِ َّنا َل ُه َ َ‬
‫َن َّز ْل َنا ِّ‬
‫�أن�صحك يف اهلل �أن تتعلم جتويد القر�آن؛ ف�إن قراءة القر�آن‬
‫ب�صورة �صحيحة هو فر�ض عليك تعلمه‪ ،‬التحق بدورة تعلم‬
‫قراءة القر�آن‪ ،‬ا�ستمع �إىل حما�ضرات عن تدبر القر�آن‪ ،‬ال‬
‫تهجر كتاب اهلل‪ ،‬الكتاب الوحيد الذي مل ُيح َّرف‪ ،‬و�أن�صحك‬
‫أي�ضا بكتاب (�أي�سر التفا�سري) فهو من كتب التف�سري‬ ‫� ً‬
‫والتدبر املمتازة‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫ ‪�-‬أقدار اهلل امل�ؤلِ ة‪ ،‬فقرة هامة ال بد �أن تتع َّلمها عقد ًّيا‪ ،‬ما‬
‫عالقة ذلك بالرتبية؟ �ألي�س ما تلقاه من م�صاعب وم�شكالت‬
‫تربوية من الأقدار امل�ؤملة؟ وهنا �أن�صحك بكتابني هما‪:‬‬

‫~‬
‫عدة ال�صابرين وزاد ال�شاكرين؛ البن القيم‪.‬و فقه االبتالء‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫ع‬ ‫والتوزي‬

‫‪144‬‬
‫ملف تربوي عن أساليب التربية‬

‫ع‬
‫�أهم ما يجب نقله �شعور ًّيا �إىل االبن‪:‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بل‬
‫�أهم �شعور عليك �أن تنقله خالل العملية الرتبوية هو التقبل‪،‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫ما معنى التقبل؟ تقبل ابنك عك�س الرف�ض‪ ،‬الرف�ض مل�شكلته �أو‬

‫والتوز عي‬
‫لنوعه (ذكر �أو �أنثى)‪ ،‬الرف�ض ل�صوته‪ ،‬الرف�ض حل�ضنه‪ ،‬الرف�ض‬
‫ل�ضعفه‪ ،‬انقل التقبل ولي�س الرف�ض‪ ،‬كيف �أنقل التقبل‪ ،‬و�أتفادى‬
‫الرف�ض؟‬
‫ذلك �سيدفعنا للحديث عن ثقافة هامة ج ًّدا‪ ،‬ا�سمها ثقافة‬
‫االختالف‪ ،‬ليكن ابنك �أكرث من اختلف معك وتفاهمت معه‪.‬‬
‫اهلل مل يخلق النا�س على �شاكلة واحدة‪ ،‬اهلل خلق النا�س‬
‫خمتلفني‪ ،‬منهم الأبي�ض والأ�سود‪ ،‬منهم الطويل والق�صري‪ ،‬وال‬
‫يزالون خمتلفني فلتتقبل فكرة االختالف من قلبك وال ت�شعر‬
‫بالكارثية فيها‪.‬‬
‫الَ ْن َع ِام‬
‫اب َو ْ أ‬ ‫يقول تعاىل يف كتابه العزيز‪َ ﴿ :‬و ِمنَ ال َّن ِ‬
‫ا�س َوال َّد َو ِّ‬
‫م َت ِل ٌف �أَ ْل َوا ُن ُه َك َذ ِل َك﴾ �سورة فاطر‪� ،‬آية ‪.28‬‬
‫ُ ْ‬
‫‪147‬‬
‫من املمكن �أن تكون حرك ًّيا وابنك هاد ًئا �أو العك�س‪ ،‬من املمكن‬
‫�أن تكون ذا موهبة معينة وابنك ذا موهبة �أخرى‪ ،‬من املمكن �أن‬
‫جتيد مهارة ال يجيدها ابنك‪ ،‬من املمكن �أن يقع يف خط�أ مل تقع‬
‫�أنت فيه‪ ،‬فخ ِّفف عن نف�سك وال ت�شعر بانزعاج لفكرة االختالف‪،‬‬
‫عندما تتقبل االختالف وتتقبل فكرة �أن ابنك لي�س �أنت‪ ،‬ولي�س‬
‫مال ًكا‪ ،‬وتقبل االختالف‪ ،‬وتتق َّبل فكرة �أال تنقل �إليه �شعور الرف�ض‬
‫ومن ثم �س َي�شعر �أنه مقبول و�سيتح�سن �أدا�ؤه تلقائ ًّيا‪.‬‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫انقل الطم�أنينة ولي�س اخلوف امل�ستمر‪ ،‬وكيف ذلك؟ � ًأول لنتف َّهم‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫كيف ينتقل اخلوف امل�ستمر �إىل نف�سية الطفل …‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫ع‬ ‫~ والتوزي‬

‫‪148‬‬
‫األساليب الخاطئة لتربية األبناء‬

‫ع‬
‫� ً‬
‫أول‪ :‬الرتبية بفكرة �أنت ال�سبب‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بل‬
‫مع الإكثار من لومه وعتابه على كل خط�أ �صغري �أو كبري‪ ،‬مما‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫قد ي�ؤدي به �إىل جلد ذاته‪ ،‬ويظهر جلد الذات على هيئة تعب نف�سي‬

‫ثان ًيا‪ :‬تخويف الطفل من ارتكاب ال وا‬


‫أخطاء‪.‬لتوز عي‬
‫�أو عتاب �أو عدوانية‪.‬‬

‫الطفل ال بد �أن يخطئ فال تبالغ يف تخويفه عن فكرة اخلط�أ‪،‬‬


‫لأنك بهذا تزرع فيه خوف اخلط�أ‪ ،‬الذي هو �سيحدث ال حمالة‪،‬‬
‫اقتناعا وفه ًما‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فبدل من �أن تزرع خوف الغ�ضب‪ ،‬ازرع‬
‫الرتبية التي تقوم على اللوم والعتاب والتخويف ب�شكل م�ستمر‬
‫من اخلط�أ تدفعه �إىل ال�سلوكيات التالية عندما يخطئ‪:‬‬
‫ ‪-‬الكذب‪ :‬لإخفاء اخلط�أ‪.‬‬
‫ ‪-‬اهتزاز الثقة‪ :‬ما دام قد ارتكب خط�أ �إذن ثقته �سوف تهتز‪.‬‬
‫ ‪-‬الو�سو�سة‪ :‬هل �أنا خمطئ �أم ال؟‬
‫‪151‬‬
‫ ‪-‬اال�ست�سالم للتفاهات‪ :‬و�شغل االهتمام بالأفالم التافهة لكي‬
‫ين�سى اخلوف ويت�شاغل عنه‪.‬‬
‫�إنك عندما تزرع خوف اخلط�أ ‪� -‬أخي املربي ‪ -‬ف�إنك حتول بني‬
‫ابنك وبني احلياة؛ لأن احلياة بها �أخطاء‪ ،‬وال�صواب �أن تزرع فيه‬
‫�أن اخلط�أ وارد و�أن �إ�صالح اخلط�أ موجود‪.‬‬
‫‪ -‬انقل حرية التعبري عن امل�شاعر ولي�س كبتها‪ ،‬ومن �أمثلة‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫كبت امل�شاعر‪:‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫بل‬
‫‪ -‬البنت احللوة ال تبكي‪.‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫‪ -‬الرجل ال يبكي‪.‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫هذه اجلمل الكبتية ت�ؤدي �إىل عدم قدرة الطفل عن التعبري عن‬
‫�شعوره‪( ،‬ولي�س معنى هذا �أن ترتك تربيته �أو �أين �أقر انفجاراته)‬
‫و�إمنا �أقول لك �إن التعبري ال�صحيح عن امل�شاعر‪ ،‬وعدم كبتها‬
‫أ�سا�سا‪.‬‬
‫يجعل ابنك يف حالة متزنة فال تنفجر � ً‬
‫اترك الطفل يعرب عن �ضيقه‪ ،‬خوفه �أحيا ًنا‪ ،‬غ�ضبه‪ ،‬ال ترف�ض‬
‫م�شاعره‪.‬‬
‫‪ -‬انقل الت�شجيع والتحفيز باعتدال‪ ،‬ولي�س ب�إفراط … ملاذا؟‬
‫لأن الكالم التحفيزي مثل �أنت عظيم �أنت مثايل ب�شكل مبالغ فيه‬
‫ُي ِّثل ً‬
‫�ضغطا على الطفل ويجعل االبن مدم ًنا للمدح والت�شجيع؟‬
‫خري الأمور الو�سط‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ -‬انقل االحرتام ولي�س الإهانة‪ ،‬عامل ابنك باحرتام وعندما‬
‫ُيخطئ ال تعتقد �أن القيامة قد قامت‪ ،‬وقدم العقاب بال �إفراط‬
‫فيه‪ ،‬باحرتام وبال هدم لل�شخ�صية‪ ،‬ال توبخ ً‬
‫توبيخا يبقى يف �ضمري‬
‫ابنك �إىل الأبد‪.‬‬
‫ما �أح�سن �أن تنقل م�شاعر التقبل واالحرتام و�إمكانية �إ�صالح‬
‫الأخطاء … ما �أح�سن هذا!‬

‫ع‬
‫�إن عاملت االبن وف ًقا لهذا االتزان لن تكون �أنت وال ابنك واق َعني‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫حتت �سيطرة احليل النف�سية الدفاعية التي يفعلها الإن�سان لتربير‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫�أخطائه نف�س ًّيا‪� ،‬أو اخلال�ص منها‪.‬‬

‫ي‬
‫منكع �أو‬
‫ر‬
‫‪ )1‬التربير‪ :‬لقد فعلت كذا من �أجل كذا‪،‬والتالبحثوز‬
‫النف�سية؟‬ ‫ما احليل الدفاعية‬

‫من ابنك عن م ِّربرات للخط�أ عملية غري �صحيحة‪ ،‬لن�أخذ الأمر‬


‫بب�ساطة �أكرث‪ ،‬نحن ب�شر ومن الطبيعي �أن ُنخطئ‪.‬‬
‫‪ )2‬الإ�سقاط‪ :‬يتك َّون يف نف�س الإن�سان �شعور ال يقدر على‬
‫مواجهته (�أنت �أو ابنك) في�سقطها على الطرف الآخر‪ ،‬ي�سقط‬
‫ابنك عليك ف�شله مع �أ�صحابه‪ ،‬و�أنت ت�سقط عليه ف�شلك مع‬
‫�شريكك‪.‬‬
‫‪ )3‬الت�صعيد‪ :‬ومعناه �أن �أقلق �أو �أخاف ب�شكل م�ستمر‪ ،‬كي‬
‫�أحمي نف�سي من �أن �أطمئن ف�أخاف بعد ذلك من م�صدر خارجي‪،‬‬
‫‪153‬‬
‫�أُخ ِّوف نف�سي بنف�سي طوال الوقت‪ ،‬كي ال ُيخيفني �أحد‪ ،‬وهو �شعور‬
‫�صعب ال ت�ست�سلم له‪.‬‬
‫‪ )4‬الإنكار‪� :‬أجل�أ �إىل الإنكار (�أنا �أو ابني) عندما �أرى ال�شيء‬
‫النف�سي الذي ال �أريد ر�ؤيته‪ ،‬فال �أعرتف و�أقوم ب�إنكاره‪.‬‬
‫‪ )5‬االن�سحاب من امل�س�ؤولية‪� ،‬أنا ل�ست مثال ًّيا‪ ،‬ولن �أفعل �أي‬
‫�شيء‪� ،‬أنت �أو ابنك قد ترتكان �شعور امل�س�ؤولية من �شدة الإح�سا�س‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫بعدم احلرارة‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫بل‬
‫هذه بع�ض احليل التي ت�شرح لك �سلوكياتك �أو �سلوكيات ابنك‪،‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫والتوزي‬
‫وملاذا �أقول �أنت �أو ابنك؟ لأنها حيل نف�سية دفاعية ب�شرية‪ ،‬ال‬

‫ع‬
‫تخ�ص ابنك فقط!‬
‫ُّ‬
‫والآن …‬
‫نحو عالقة �أكرث وع ًيا و�أكرث ت�صا ً‬
‫حلا مع االبن‪:‬‬
‫ابد�أ بالتوبة �إىل اهلل عن تق�صريك؛ فهو غافر للذنب وقابل‬
‫للتوب‪ ،‬ثم‪:‬‬
‫� ًأول‪ :‬املأ ر�صيد املحبة (الذي �أخربتك به من قبل)‬
‫نعم‪ ،‬قبل ت�صحيح �أي خط�أ املأ ر�صيد املحبة يف‬
‫القلب مهما كان عمر االبن‪ ،‬كيف ذاك؟‬
‫�أول خطوة‪� :‬أوقف الأذى اجل�سماين واللفظي‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫ثاين خطوة‪ :‬قدِّ م احلب ب�أ�سلوب منا�سب‪.‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫ ‪-‬الأح�ضان‪.‬‬
‫ ‪-‬امل�شاركة يف اهتمامات االبن‪.‬‬
‫ ‪-‬النوم �إىل جواره �أحيا ًنا «ح�سب زنه»‪.‬‬
‫ ‪-‬احلوار معه (ولي�س حتقي ًقا)‪ ،‬بل احلوار اللطيف‪.‬‬
‫ ‪�-‬أخذ ر�أيه يف �أمورك «ح�سب �سنه»‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ ‪-‬التقرب �إىل �أ�صدقائه وجماملته فيهم‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ر‬ ‫ش‬
‫ثالث خطوة‪ :‬ال�صرب على عدم ا�ستجابته‪ ،‬وعلى ما ُيبديه من‬

‫يحتاجو�اواللإىلتوز عي‬
‫م�شاعر �سلبية‪ ،‬بل مواعظ طويلة له‪.‬‬
‫ت�صعب‬ ‫ثان ًيا‪ :‬انظر �إىل �أخطاء ابنك يف حجمها‬
‫الأمور‪ ،‬هناك بع�ض الأخطاء ابني‬
‫متخ�ص�ص مثل التحر�ش اجلن�سي ‪ /‬ال�سرقة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫وهناك �أمور �أخرى تزول مع ح�سن املعاملة مثل العناد‪ ،‬الكذب‪،‬‬
‫اخلوف املر�ضي‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬اف�صل الآخرين نف�س ًّيا عن حياتك وحياته‪.‬‬
‫ما معنى الآخرين؟ وما ق�صة الآخرين؟‬
‫من �أ�سو�أ ما يحدث خالل الرتبية غري ال�سليمة تقدمي نظرة‬
‫غري منطقية للإن�سان حول �أهمية الآخرين يف حياته‪ ،‬ف�أنت �أحيا ًنا‬
‫‪155‬‬
‫تربي ابنك على �أ�سا�س �أن الآخرين �أهم منه بالن�سبة لنف�سه! كيف‬
‫يحدث هذا؟‬
‫يحدث عندما تقول للطفل بح�سن نية (قم حل الواجب حتى ال‬
‫يعاقبك الأ�ستاذ �أو املدر�س)‪.‬‬
‫�إذن هنا املد ِّر�س هو املهم ولي�س طلب العلم نف�سه‪ ،‬ويرتتب عليه‬
‫ما ي�أتي‪:‬‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫‪ )1‬نزرع يف عقل االبن �أن تكوين ر�أيه عن نف�سه ي�أتي من‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫خالل �إبراز الآخرين فيه‪ ،‬املهم ر�ؤية زمالئه يف الف�صل له ولي�س‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ر�ؤيته لنف�سه‪.‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫‪ )2‬نزيد حت ُّكم الآخرين يف مواهب االبن وقدراته‪ ،‬لأنه يحكم‬
‫أ�سا�سا من خالل ر�أيهم يف املوهبة ولي�س من خالل‬ ‫على نف�سه � ً‬
‫�إح�سا�سه‪.‬‬
‫‪ )3‬يتع َّلق االبن بالآخرين تعل ًقا م َر�ض ًّيا‪ ،‬ويف ر�أيي �أن التعلق‬
‫املر�ضي ال بد �أن يتم �إدراجه �ضمن الأمرا�ض النف�سية‪.‬‬
‫و�أق�صد بالآخرين �أي �آخرين‪� ،‬سواء املدر�سني‪ ،‬الزمالء‪،‬‬
‫اجلدود‪ ،‬ال�سائق‪� ،‬شريك احلياة امل�ستقبلي ‪.‬‬
‫ولهذا عليك عزيزي املربي �أن تفهم �أنت � ًأول وتنقل �إىل ابنك‬
‫ثان ًيا هذه الأمور امله َّمة التي �ست�أتي‪:‬‬
‫‪ )1‬الآخرون لي�سوا �صادقني دائ ًما‪ ،‬وال �أمناء دائ ًما‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫‪ )2‬الآخرون يقولون �آراء ولي�س حقائق‪ ،‬ال�شم�س ت�شرق من‬
‫ال�شرق تلك احلقيقة‪� ،‬أما قولك �إن ال�شم�س �سيئة فهو ر�أيك ولي�س‬
‫حقيقة‪.‬‬
‫ملزما بت�صديق الآخرين‪.‬‬
‫‪� )3‬أنا ل�ست ً‬
‫‪ ) 4‬الآخرون لهم �أ�سباب ودوافع تَكمن خلف كلماتهم قد ال‬
‫نعرفها‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬
‫ويرتتَّب على هذا النقل ال�سليم و�ضع الآخرين يف �أحجامهم‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫داخل نف�سية ابنك‪ ،‬فال يتحطم من خالل ر�ؤيتهم وال يتع َّلق بهم‬

‫والتوز عي‬ ‫ر‬


‫مر�ض ًّيا؛ وذلك من خالل معلومات ال تقوم على احلط من �ش�أن‬
‫الآخرين وال الإعالء من �ش�أنهم‪.‬‬
‫لنتو�سط ‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬جانب زرع العقيدة يف ابنك لي�س خيا ًرا‪ ،‬بل هو �أمر‬
‫يتعني عليك القيام به؛ فمن ف�ضلك ال حتتفل بغري عيدي الفطر‬
‫والأ�ضحى‪ ،‬وال ُتف�سد هوية ابنك الدينية‪ ،‬نحن نريد �أن يكون‬
‫حم ِرت ًما لفكر الآخرين‪� ،‬أو حرية عقائدهم‪ ،‬ولي�س �أن يكون مثلهم‪،‬‬
‫واطلب من حمفظ القر�آن �أن يعلم ابنك العقيدة ال�سليمة‪ ،‬وف ًقا‬
‫وقم بتعليمها البنك‪ ،‬حافظ على‬ ‫ملذهب �أهل ال�سنة‪� ،‬أو تع َّل ْمها �أنت ْ‬
‫هوية ابنك‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫فرق كبري بني احرتام حرية الآخرين وبني �أن �أكون ً‬
‫م�سخا من‬
‫الآخرين‪ ،‬ولي�س يف هذا �أي تطرف بل مو�ضوعية‪ ،‬فاحر�ص ‪ -‬بارك‬
‫اهلل فيك ‪ -‬على ما فيه خريك وخريه‪.‬‬
‫خام�سا‪ :‬افهم �أن لل�ضغط النف�سي على االبن ت�أث ًريا ج�سمان ًّيا‬
‫ً‬
‫عليه‪ ،‬ومن املمكن �أن تقوم بدرا�سة الغدة النخامية وعموم الغدد‬
‫ال�صماء‪ ،‬وترى ت�أثريها الرهيب وارتباط الكثري من الغدد باحلالة‬
‫النف�سية‪.‬‬

‫~‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫ع‬ ‫والتوزي‬

‫‪158‬‬
‫أبرز المشكالت التربوية ومفاتيح‬
‫سريعة للحل‬

‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬ ‫العناد موقفا ُلي‬
‫العناد‪:‬‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬


‫وهنا دعنا نفكر ب�صورة �صحيحة‪ :‬والتوز عي‬
‫�صمم فيه االبن على اختيار �شيء �ضد رغبتك‪،‬‬
‫ا‪.‬‬ ‫ب‬
‫ً‬ ‫منا�س‬ ‫تراه‬ ‫قدما يف �سلوك ال‬
‫�أو امل�ضي ً‬

‫‪1 .1‬انظر �إىل عمر االبن �إن كان دون ال�سابعة‪ ،‬فهذا لي�س عنادًا‪،‬‬
‫هذا �سمة مرحلية‪ ،‬عليك تفهمها‪ ،‬وعليك بعدم الع�صبية‪،‬‬
‫و�إمنا عليك مبحاولة عدم الع�صبية‪ ،‬ب�أن تتحرك بال كالم‬
‫كثري ملنعه من اللعب يف �شيء م� ٍؤذ له‪.‬‬
‫‪�2 .2‬إن كان االبن فوق ال�سابعة ويعاندك با�ستمرار فهذا معناه �أن‬
‫لديه تراكمات �سلبيه بداخله ناحيتك‪ ،‬حاول �أن متلأ ر�صيد‬
‫املحبة يف قلبه على العموم ولي�س يف موقف العناد بالذات‪،‬‬
‫ويف موقف العناد نف�سه �أ�شعره �أنك تتف َّهم ر�أيه ‪ -‬ما عدا يف‬
‫اخلطر ‪ -‬و�أنك تقدره ولكنك كنت تتمنى له الأف�ضل‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫الكذب‬
‫‪1 .1‬لتت�أمل يف عمر االبن فيما تراه كذ ًبا‪� ،‬إن كان دون ال�سابعة‬
‫تخيل من �سمات املرحلة‪ُ ،‬عد �إىل‬ ‫فهذا لي�س كذ ًبا‪ ،‬و�إمنا َّ‬
‫مراجعتها يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪2 .2‬و�إن كان فوق ال�سابعة فهذا معناه �أنه خائف من عواقب‬
‫اخلط�أ‪ ،‬امنح ابنك الطم�أنينة عادة ولي�س يف موقف اخلط�أ‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫بالذات‪� ،‬أ�شع ْره باحرتامك‪ ،‬و�أنه ال يق�صد �أبدا الكذب‪ ،‬وال‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫تف�ضح بذكاء خارق كذبه‪ ،‬لأن الإن�سان ي�سهل عليه تكرار ما‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫أظهر له احرتامك‬ ‫ُو ِ�صف به من قبل الآخرين‪ ،‬بالعك�س‪ِ � ،‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫لي�س لكذبه و�إمنا لأنه �إن�سان حمرتَم و�أن الكذب فيه لي�س‬
‫طب ًعا ولن ي�ستمر‪.‬‬

‫الع�صبية‬
‫ال تر َّد على ع�صبية ابنك بع�صبية مماثلة‪ ،‬و�إمنا دعنا نفكر‬
‫على م�ستوى عميق‪ ،‬ترى ما ال�شعور الذي ي�ضغط عليه ويدفعه‬
‫كمرب �أ�شعرته بعدم التقبل؟ ف�أ�صبح ي�شعر‬
‫ٍّ‬ ‫للع�صبية؟ هل �أنت‬
‫بالغ�ضب امل�ستمر؟ حاول �أن ُتفكر بعمق يف �أ�سباب غ�ضبه الدائم‬
‫وال تنظر �إىل الظاهر فقط‪.‬‬
‫ ‪-‬‬
‫‪162‬‬
‫الف�شل الدرا�سي‬
‫�أحيا ًنا يكمن خلق هذه امل�شكلة عرب قناعات يف عقل الطفل‪،‬‬
‫ا�ستمع منه‪ ،‬دعه ُي ِّعب عن جتربته‪ ،‬عما ي�شعر به‪ ،‬ال ُترعبه‪ ،‬ا�ستعن‬
‫باملدر�سني الذين يتقبلهم نف�س ًّيا‪.‬‬
‫ ‪-‬‬
‫فقدان الهدف‪:‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ت‬ ‫ك‬
‫اتفقت معك عزيزي املربي على �أن �إن�شاء جيل من الأطفال‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫فاقد الهدف �سببه �أنه ُيحاول ن�سيان م�شاعر �سلبية بداخله‪ ،‬من‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫خوف و�أمل وغ�ضب‪ ،‬حاول �أن تتفهم وتتح َّدث من جديد‪.‬‬

‫�إن �أردت التو�سع يف هذا اجلانب �أن�صحك بكتابي «الذكاء‬


‫الرتبوي»‪ ،‬الذي �أفردت فيه م�ساحة كبرية للم�شكالت والتطبيقات‪،‬‬
‫وختاما �أ�س�أل اهلل لك التوفيق والقبول‪ ،‬وفيما يلي ملح ٌق مبقاالت‬
‫ً‬
‫مه َّمة متنوعة ت�ساعدك على تفهم امل�شكالت الرتبوية وعالجها‬

‫~‬
‫ب�شكل �أف�ضل‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫مقاالت متنوعة لإلثراء التربوي‬

‫ع‬
‫الطفل املهزوز ‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫ما معني ب ل‬
‫الطفل الدائم اجللد للذات!‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫مهزوز �أي ال ي�شعر �أنه مطمئن‪� ،‬أي عندهوالت ز عي‬
‫ن�سبةوخوف من‬
‫مهزوز؟‬

‫قراراته ومن النا�س من حوله‪.‬‬


‫ملاذا؟‬
‫هناك �أ�سباب لهذا‪ ،‬ما هي هذه الأ�سباب؟‬
‫هيا نفهمها م ًعا (و�أمتنى �أال ن�شعر بالذنب‪ ،‬بل ُنحاول �أن ُنف ِّكر‬
‫يف احلل)‪.‬‬
‫الطفل الذي ُيالم كث ًريا‪ ،‬ال ي�شعر باالطمئنان‪ ،‬حتى لو مل يظهر‬
‫ذلك �أو مل ي�ستجب لأوامر الأهل‪ً � ،‬إذا هل كرثة اللوم من الأهل‬
‫جتعل الطفل مهزو ًزا؟‬
‫‪165‬‬
‫نعم‪ ،‬حتى لو كان م�شاغ ًبا‪ ،‬ويقوم بدور املتجاهل لأوامر الكبار‪.‬‬
‫واحلل‪:‬‬
‫احلل التوقف عن لوم وعتاب وتوبيخ الطفل‪ ،‬هو ُيخطئ لأنه‬
‫�صغري وقليل اخلربة‪ ،‬ولي�س معنى ذلك �أن َنحو �شخ�صيته ب�سبب‬
‫�أخطائه‪ ،‬يكفي �أن �أوجهه يف كل مرة بطريقة هادئة؛ فالرتبية‬
‫عملية توجيه متكرر‪.‬‬
‫‪zzz‬‬
‫ري‬ ‫ص‬
‫الطفل ال‬ ‫ع‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫احل�سا�سكت‬
‫توزيع‬ ‫شر وال‬
‫متعاطف مع الأهل‪ ،‬ويحمل هموم َمن حوله‪ ،‬ويتعاطف مع‬
‫الآخرين‪ ،‬يحتاج �أن يفهم �أن التعاطف لي�س معناه جلد الذات‪،‬‬
‫�أوجهه ليفهم معنى التعاطف احلقيقي‪.‬‬
‫‪zzz‬‬
‫ريا‪:‬‬
‫يت�شاجر والداه �أمامه كث ً‬
‫َ‬ ‫الطفل الذي‬
‫ويتعامل معه الوالدان بعد كل �شجار ب�شكل �سيئ‪ ،‬ال�سبب‬
‫النف�سي هنا قد ت�ستغربه لأن ال�شجار لي�س بني الوالدين يف حد‬
‫ذاته‪ ،‬ولكن لأن الطفل ي�شعر �أنه عبء‪ ،‬ي�شعر �أنه لي�س هبة اهلل‬
‫للأ�سرة‪ ،‬فيتحول �إىل طفل مهزوز‪ ،‬هذا الإح�سا�س خانق‪ ،‬هذا‬
‫يعامل ب�شكل جيد؛ فهو لي�س طر ًفا يف ال�شجار‪،‬‬
‫الطفل يجب �أن َ‬
‫‪166‬‬
‫ومن الأف�ضل �أن يح َّل الوالدان م�شاكلهما ب�شكل ٍ‬
‫راق عميق بعيدً ا‬
‫عن مر�أى وم�سمع ال�صغار‪.‬‬
‫‪zzz‬‬
‫الطفل الذي تعر�ض كث ًريا للتنمر من الأهل �أو من املدر�سة‪.‬‬
‫وهنا ال بد من عدة جل�سات للعالج النف�سي للطفل مع‬
‫متخ�ص�ص‪.‬‬
‫ِّ‬

‫ال‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫لأنه يوجد طرق نعيد بها بناء ثقته بنف�سه‪ ،‬ومنها �أن ُت�ش ِّكك‬
‫ع‬
‫بن ل�سخر منه‪� ،‬سي�شعر �أن من يعيب‬ ‫كر�تأيه في َم‬
‫ل‬
‫الطفل يف �صدق من ا َّدعى �أنه مهزوز �أو بال �شخ�صية‪ ،‬كيف ذلك؟‬

‫رر�أيهوفيك؟‬ ‫ش‬ ‫فيه مليء بالعيوب‪ ،‬هنا نقول له ملاذان ُت‬


‫الطفل فاقد الت�شجيع حبايب قلبي التوز عي‬
‫ن�س�أل الطفل عن‬
‫�صدِّ ق‬

‫الطفل يحتاجكم يف الدعم والكلمة الطيبة‪.‬‬


‫‪zzz‬‬
‫الطفل الذي يتع َّر�ض للع�صبية من الأهل‪.‬‬
‫يكون خائ ًفا ومهزو ًزا‪ ،‬ال بد من وقف ع�صبيته‪.‬‬
‫‪zzz‬‬

‫‪167‬‬
‫الطفل الذي يجل�س طول الوقت �أمام الإلكرتونيات‬
‫(�أوبن تامي)‪.‬‬
‫ال يت�صل بالواقع وال يعرف عنه �شي ًئا‪ ،‬احلل �أن ُنقنن الوقت‪،‬‬
‫وهذا الوقت املقنن يكون يف �أيام الإجازات كالدرا�سة‪ ،‬فال �أمنحه‬
‫مفتوحا �أمام الإلكرتونيات يف الإجازات‪ ،‬فما زال ال�ضرر‬‫ً‬ ‫وقتًا‬
‫واحدً ا‪.‬‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫الطفل الكثري الكالم‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫بل‬
‫يحتاج ف�ضف�ضة‪ ،‬وطر ًقا للتعبري عن نف�سه‪ ،‬حتى يخرب ما‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫والتوزي‬
‫بداخله ‪.‬‬

‫ع‬
‫_‬
‫الطفل املوهوب‪:‬‬
‫اهتماما مبوهبته‪ ،‬مع الوقت ُيحولها �إىل نكبة‪،‬‬
‫ً‬ ‫الذي ال يجد‬
‫نهتم مبوهبته ونخرجها‬
‫في�ستغلها بطريقة خاطئة‪ ،‬يجب علينا �أن َّ‬
‫يف االجتاه ال�صحيح‪.‬‬
‫واحلل‬
‫ ‪�-‬أم َن ُع الع�صبية‪.‬‬
‫ ‪� -‬أحت�ضنُ الطفل �أو �أ�شجعه‪.‬‬
‫ ‪ -‬ال �أحتدث معه عن م�شكلته ب�شكل مبا�شر‪.‬‬
‫�شخ�صها من املقال وتتغري معه‪.‬‬ ‫ ‪ِّ -‬‬
‫‪168‬‬
‫ ‪�-‬أقرب منه يف العموم‪.‬‬
‫�أمهات من ‪� ٢‬إىل ‪٧‬‬
‫كان يا ما كان ‪ ...‬طفل �سنه �أكرب من �سنتني و�أقل من �سبع‬
‫�سنوات‪ ،‬لكن �أمه اجلميلة مل تكن تعرف كيف تتعامل معه؛ لأنها‬
‫ال تعرف حقائق كثرية عن طبيعة هذا ال�سن‪ ،‬تعالوا نتعرف على‬
‫كيفية من ِّو الطفل يف هذه ال�سن‪.‬‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫بالنمو العقلي‪ ،‬ما الذي ُيدركه عقله وما الذي ال يدركه‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ل‬
‫� ًأول الطفل يف هذه ال�سن ُمتمركز حول ذاته = ي ُر ِّكز على نف�سه‬

‫ا‬ ‫و‬
‫التعبريل عن النف�س‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬
‫ت‬
‫ج ًّدا وال يهت ُّم بوجهات نظر الآخرين‪.‬‬

‫إجابة‬ ‫و‬
‫عمرك؟يده‪.‬يعر�ض عمره على �أ�صابعه‪ُ ،‬يحاول �أن يو�صل ازيلع‬
‫ثان ًيا‪ُ :‬يدرك املح�سو�سات‪ ،‬يفهم �أ�سئلة‬
‫كم‬
‫بتعبريات‬
‫أ�شخا�صا خيال ِّيني‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثال ًثا‪ :‬يلعب لعب توهمي؛ يخرتع �‬
‫النمو االجتماعي؛ عالقته باملجتمع‪:‬‬
‫� ًأول‪ :‬يحب �أن يلعب وحيدً ا‪ ،‬وال يحب م�شاركة �ألعابه مع �أحد‪،‬‬
‫لي�ست �أنانية ولكن عدم فهم‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬يقلد (املحاكاة) وهذا �أمر عادي ج ًّدا لي�س �ضعف‬
‫�شخ�صية‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬يقوم ب�أعمال ب�سيطة مثل ربط حذائه �أو �إح�ضار ماء‪.‬‬
‫النمو االنفعايل‪:‬‬
‫� ًأول‪ :‬متط ِّرف يف انفعاالته يفرح ج ًّدا ويحزن ج ًّدا‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬بال �ضمري‪ ،‬مل يتك َّون ال�ضمري عنده بعد‪ ،‬يبد�أ ال�ضمري يف‬
‫التكون يف نهاية العام الرابع؛ فهو لي�س �سار ًقا وال ن�صا ًبا وال كذا ًبا‪،‬‬
‫هو فقط لي�س مكتمل الإدراك بعد‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ثال ًثا‪ :‬متقلب يف قراراته و�آرائه‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ر‬ ‫ش‬
‫� ًإذا ‪ ...‬عزيزاتي الأمهات‪ ،‬يجب علينا �أن نعيد �صياغة العالقة‬

‫والتوزي‬
‫مع �أطفالنا يف هذه املرحلة العمرية‪ ،‬وال ُندمرهم بفهمنا اخلاطئ‬

‫عدم رغبته يف امل�شاركة �أمر عادي لأنه يحب اللعب الفردي‪.‬ع‬


‫ل�سلوكياتهم‪.‬‬

‫تخ�صه عدم �إدراك‪.‬‬


‫�أخذه لأ�شياء ال ُّ‬
‫روايته للحقيقة مز َّيفة عدم منو‪.‬‬
‫أي�ضا هو ال يق�صد �أن يتجاهلك‪ ،‬هو فقط ال ي�ستوعب وجهات‬ ‫و� ً‬
‫نظر �أحد �إال نف�سه‪ ،‬فال يجب �أن �أقيم معه اتفاقات؛ لأنه بطبيعة‬
‫احلال �سوف ُيخلفها‪.‬‬
‫ما هذا؟ ما معنى هذا؟ هل نرتكهم دون تربية وتوجيه؟‬
‫مل �أقل �أن نرتكهم دون تربية �أو توجيه!‬
‫‪170‬‬
‫بل ذكرتُ �أن هناك ظواهر عادية َيجب �أن نتعامل معها بهدوء‪،‬‬
‫ونوجهم كث ًريا و ُنعيد التوجيه ولو ملليون مرة‪ ،‬حتى يكتمل الفهم‬
‫يف ال�سن ال�سابعة‪ ،‬وهذا طب ًقا ملا ذكره بياجيه العامل النف�سي‬
‫املعروف‪.‬‬
‫لكن �إذا عاقبته على كل خط�أ �سوف يكرهك‪ ،‬و�سيعتقد بعد‬
‫ذلك �أنه ال يفهم �أي �شيء‪ ،‬يف تلك املرحلة ال يوجد عقاب؛ لأن‬
‫الطفل غري مكتمل الإدراك مهما �أخربتيه ووجهتيه‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫اللهم قد بلغت ‪ ...‬اللهم فا�شهد‪.‬‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ش‬
‫تعالوا ‪� ...‬أمهات الأطفال من �سن ‪� 2‬إىل ‪ 7‬نتخ َّيل ما يدور يف‬

‫والتوز عي‬ ‫ر‬


‫عقل الطفل ‪ ..‬وردودك عليه‪.‬‬
‫�أول موقف‪:‬‬
‫هاتفك املحمول‪ ،‬و�أنت ُتذرينه‪ ،‬ينظر‬
‫ِ‬ ‫الطفل يتجه ناحية‬
‫�إليك ويكمل طريقه‪ ،‬هنا تظهر‪:‬‬
‫‪ -‬دماغ الأم تقول‪ :‬عنيد قليل الأدب‪.‬‬
‫دماغ الطفل‪ :‬ماذا بها؟ ملاذا ت�صرخ كلما ذهبت لال�ستك�شاف؟‬
‫هل تعاين من �شيء؟‬
‫املوقف الثاين‪:‬‬
‫الطفل ذاهب ناحية القاب�س الكهربائي‪:‬‬

‫‪171‬‬
‫ت�صرخ الأم لتمنعه ُوتذره‪ ،‬الطفل ال ُيدرك ما الذي �أ�صاب‬
‫الأم وي�ستمر يف التوجه ‪.‬‬
‫ت�صل الأم ملرحلة الع�صبية وقد ت�ضرب الطفل‪ ،‬عقل الأم يقول‪:‬‬
‫يا رب ا�سرت‪ ،‬ابني عنيد!‬
‫عقل الطفل يقول‪ :‬يف كل مرة �أذهب لال�ستك�شاف والتعلم‬
‫ت�صرخ ك�أن بها مغ�ص!‬

‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫املوقف الثالث‪:‬‬

‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ل‬
‫الطفل يلعب بلع ِبه وال يريد م�شاركة �ألعابه مع �أحد!‬

‫شر‬ ‫ن‬
‫والتوز عي‬
‫أخاك!‬ ‫�‬ ‫�شارك‬ ‫الأم‪ :‬يا �أناين‪،‬‬
‫الطفل يبكي ويرف�ض‪.‬‬
‫عقل الأم يقول‪� :‬أناين كع َّمته!‬
‫عقل الطفل‪ :‬ملاذا تريد �أن ت�أخذ مني �ألعابي؟‬
‫املوقف الرابع‪:‬‬
‫الطفل يذهب �إىل املطبخ لي�ستك�شف الزيت وال�سمن وامللح‪،‬‬
‫وي�سكب الأ�شياء‪.‬‬
‫الأم تنهره‪ ،‬الطفل يفكر ويقول‪ :‬مل �أعد �أفهمها‪ ،‬ال تريد مني �أن‬
‫�أحترك و�أتعلم و�أ�ستك�شف!‬
‫الأم‪ :‬ابني خم َّرب!‬
‫‪172‬‬
‫املوقف اخلام�س‪:‬‬
‫الأم‪� :‬سوف تذهب �إىل بيت اجلدة‪ ،‬تتَّفق مع �صغريها (عندما‬
‫نذهب �إىل بيت اجلدة عليك �أن تكون م�ؤد ًبا يا حبيبي‪ ،‬حتى �أ�شرتي‬
‫لك احللوى)‪.‬‬
‫الطفل يهز ر�أ�سه وعقله يقول‪� :‬سنذهب �إىل بيت جدتي‬
‫و�صل �إىل عقل‬
‫و�س ُيح�ضرون يل احللوى‪ .‬هذا بالتحديد هو ما َ‬

‫ع‬
‫طفلك‪.‬‬
‫أ�سا�سا‪ ،‬الأم تنهار‬
‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬
‫عندما ي�صل �إىل هناك ال يفكر يف االتفاق � ً‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ب�سبب �إخالفه للوعد واالتفاق‪.‬‬

‫والتوز عي‬
‫والطفل يت�ساءل‪ :‬من �أخلف وعده مع �أمي؟!‬

‫حبيباتي‪ ،‬من تريد ً‬


‫طفل �سو ًّيا‪ ،‬عليها �أن تعامله مبا يتنا�سب‬
‫مع عقله و�سنه‪ ،‬ال نرتك التوجيه‪ ،‬بل نرتك ال�صراخ والع�صبية‬
‫وال�ضرب واالتهامات‪ ،‬ونعامل الطفل بهدوء‪.‬‬
‫�إليكم احللول ال�صحيحة‪:‬‬
‫يف املوقف الأول‪� :‬أُبعد الهاتف املحمول و�أُكرر �أمام الطفل �أن‬
‫أوجه‬
‫هذا لي�س لعبة دون �أن �أنتظر ا�ستجابة منه (�أنا التي �أتكلم و� ِّ‬
‫و�أت�صرف‪ ،‬والطفل فقط ي�سمع)‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫يف املوقف الثاين‪� :‬أخفي قواب�س الكهرباء يف املنزل �أو �أُ� ِّؤمنها‪،‬‬
‫و�أهتم مبراقبة ابني لأن هذا دوري ك�أم ولي�س دوره‪.‬‬
‫يف املوقف الثالث‪ :‬ال يفهم الأطفال من عمر �سنتني حتى عمر‬
‫�سبع �سنوات معنى امل�شاركة؛ لأنه يف طور التعلم‪� ،‬أُك ِّررها عليه‪ ،‬قد‬
‫ي�ستجيب وقد ال يفعل‪ ،‬هذا �أمر عادي‪ ،‬ر َّدة فعلي تكون بعيدة عن‬
‫ال�صراخ والع�صبية‪.‬‬

‫ع‬
‫املوقف الرابع‪� :‬أبعد الزيت وال�سمن والدقيق وكل ما �أخاف �أن‬

‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫ُي�ؤذي ال�صغري �أو �أخاف من �أن يهدر‪ ،‬ومهما حاول الطفل ال �أعتربه‬

‫ل‬
‫قبلن الذهاب �إىل �أي مكان � َّأي‬‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬
‫عنيدً ا؛ فهو يحاول اكت�شاف البيئة من حوله‪.‬‬

‫ل‬
‫التدربتعليها من‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫عمر اخلام�سة‪ ،‬حتى ال�سابعة‪ ،‬وبدون �صراخ �أو ع�صبية �أوزيع‬
‫معه‬ ‫املوقف اخلام�س‪ :‬ال �أتَّفق‬
‫يجب‬ ‫نوع من االتفاقات؛ لأن مهارة االتفاق‬
‫لوم‪،‬‬
‫واملفرت�ض �أن �أقوم �أنا ك� ٍّأم بالبحث عن ن�شاطات ت�شغل ال�صغار‬
‫مثل؛ ك�إح�ضار كرة �أو �ألعاب تعتمد على الق�ص‬ ‫يف بيت اجلدة ً‬
‫والل�صق‪� ،‬أو �ألعاب ذهنية‪ ،‬فهذا دوري ك�أم �أن �أ�شغل وقت ال�صغري‬
‫مبا يفيده و�أوجه مهارة اال�ستك�شاف والتعلم عنده‪.‬‬
‫هذا كله �أقوله لكي ُنن�شئ ً‬
‫طفل �سو ًّيا من عمر ال�سنتني حتى‬
‫عمر ال�سبع �سنوات؛‬
‫ولذلك علينا فهم قدرات الطفل يف هذه املرحلة حتى ال ُن ِّ‬
‫حمله‬
‫فوق طاقته‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫هناك �أطفال ُكبتَت عندهم روح املبادرة بكرثة ال�صراخ عليهم‬
‫والع�صبية‪ ،‬هم ال يفهمون �سبب ع�صبية الأهل عليهم‪ُ ،‬ي ِّ‬
‫ف�ضلون‬
‫ال�سكوت‪ ،‬وهذا لي�س �أد ًبا ‪ ...‬بل قهر‪.‬‬

‫~‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬

‫‪175‬‬
‫نصائح المدرسة‬

‫ع‬
‫� ً‬
‫أول‪ :‬بالن�سبة لنمط الطفل‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫بل‬
‫الطفل احلركي يحتاج �إىل‪� :‬أن نرتكه يتحرك �أثناء املذاكرة �أو‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫الواجب‪ ،‬ك�أن يلعب بقطعة �صل�صال �أو عجني �أو يويو؛ لأن احلركة‬

‫والتوز عي‬
‫تزيد تركيزه‪ ،‬ال تطلب منه �إعادة الت�سميع من بعدك لأنه حفظ ما‬
‫قلته وفهمه‪ ،‬لكن لي�س من ال�سهل عليه �أن ُيكرره‪ ،‬ال تكن عني ًفا معه‬
‫مبج�سمات‪ ،‬لنقل فكرة املذاكرة مثال كرة �أر�ضية‬ ‫�إطال ًقا‪ ،‬ا�ست ِعن َّ‬
‫�أو ماكيت‪.‬‬
‫أنت كو ِّ‬
‫يل �أمر‬ ‫الطفل احلركي يجب على املدر�سة �أن تفهمه ‪ ...‬و� ِ‬
‫عليك �أن ت�ستوعبه‪.‬‬
‫الطفل احلواري‪ :‬ال يهت ُّم بك ومبا ُتاول �أن ُتعلمه �إياه �إذا بد�أت‬
‫يف �إهانته‪ ،‬يحب الت�شجيع لكن دون مبالغة حتى ال َيعتقد �أنك تكذب‬
‫عليه‪.‬‬
‫الطفل حمب الهدايا‪َ :‬يحفظ عن طريق ال�صور‪ ،‬ال يجب الرتديد‬
‫الكثري وال الكتابة بالن�سبة له‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬بالن�سبة للمدر�سة‪.‬‬
‫نحن يف جمتمع انت�شر فيه االدِّعاء مبر�ض الأطفال النف�سي كـ‬
‫متخ�ص�ص‪ ،‬وال ُنلقي‬
‫ِّ‬ ‫(التوحد وفرط احلركة) �أمتنى �أن َن�سمع من‬
‫ُّ‬
‫الأمرا�ض النف�سية على الطفل جزا ًفا‪.‬‬
‫و�أن�صح �إخواين املدر�سني الأفا�ضل ب�شغل وقت الطفل احلركي‬
‫يف م�سح ال�سبورة وتوزيع الكرا�سات ومراقبة امل�شاغبني حتى‬

‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫كذراع‬ ‫ُي�صبح مطي ًعا‪ ،‬ويجب عدم مهاجمته‪ ،‬لكن يا ليتنا جنعله‬

‫ل‬
‫ٍ‬

‫ب‬
‫االجتماعيلليف املدار�س من جديد‪ ،‬و�أمتنى‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ُينى للمدر�س‪.‬‬

‫و‬
‫أولياءال�أمور لنكون‬ ‫ش‬
‫ونتحدرك�‬
‫ن‬
‫و‬ ‫ت‬
‫عو ًنا للطفل‪ ،‬و�أنا من هنا �أعلن عن ا�ستعدادي التطوعيزيع‬
‫املخت�ص‬ ‫ويجب عودة‬
‫�أن يكون يف املقابالت اخلا�صة ب�أولياء‬
‫لدعم‬
‫إخ�صائ ِّيني باملدار�س يف نطاق القاهرة بندوات عن الأمناط‬
‫ال َّ‬
‫وهذا طب ًعا ح�سب وقتي ومن �أجل م�صلحة �أوالدنا‪.‬‬
‫و�أُح ِّيي عدة مدار�س جاءتني منها حاالت كان للإخ�صائي فيها‬
‫دور رائع‪ ،‬وهم متا ِبعون هنا‪ ،‬منهم َمن باملعادي ومدينة ن�صر‬

‫~‬
‫حتديدً ا‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬الدرا�سة لي�ست �أهم �شيء يف احلياة‪ ،‬وعليك مبا‬
‫يلي‪:‬‬
‫قابل �أوالدك بالرتحاب وهم عائدون من اليوم الدرا�سي‪.‬‬
‫فعب فيها عن حبك‪ ،‬قل لهم‪ :‬وح�شتوين‪ ،‬قل‪ :‬حمدً ا‬
‫احلياة ق�صرية ِّ‬
‫هلل على ال�سالمة‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫و�أ�ؤكد �أن الطفل احلركي ال يحب �سرد ما حدث باملدر�سة‪ ،‬ولكن‬

‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫�إن احرتمته يحكي مقتطفات تَفهم منها �سري الأمور‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬


‫ت‬
‫التعامل معهم‪ ،‬وال تع ِّقد الأمور �أمامهم‪ ،‬ولي�ست هناكوزي‬
‫للطفل يف مرحلة ما قبل التعليم‬ ‫بالن�سبة‬ ‫هم‬ ‫احرتم �س َّن‬

‫عإذا‬
‫وعليك بالرفق يف‬ ‫اعذرهم‬ ‫االبتدائي‪ ،‬وكم الواجبات القاتلة‪،‬‬
‫م�شكلة �‬
‫�ساعدتهم ً‬
‫قليل يف الواجب‪.‬‬
‫كن متفه ًما‪ ،‬حاول �أن تكون من�ص ًفا فيما يخ�ص م�شاكل‬
‫املدر�سة‪ ،‬وال تتحامل على ابنك‪ ،‬فال ُت ِ‬
‫عط امل�شاكل �أكرب من حجمها‬
‫وجتعل الو�ضع كارث ًّيا‪.‬‬
‫جمموعات الوات�ساب اخلا�صة ب�أولياء الأمور والتابعة للمدر�سة‬
‫اخرتاع فا�شل‪ ،‬ال ُتاول االلتحاق به؛ فهو مليء بامل�شاكل‪ ،‬ومن‬
‫الأف�ضل التوا�صل مع املدر�سة بدل �ضياع الوقت يف مناق�شات ال‬
‫طائل منها‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫اعلم �أن �أيامك مع ابنك حم�سوبة عليك‪ ،‬ومن �أهم �أيامك معه‪،‬‬
‫ال ُت�ضيعها يف ال�صراخ عليه والع�صبية‪ ،‬وكن قري ًبا منه بالتفاهم‪.‬‬
‫ملحوظات هامة‪:‬‬
‫الطفل احلواري �أ�سهل طفل يف وقت املذاكرة والفهم‪ ،‬ال تخ�س ْره‬
‫بالع�صبية والإهانات‪.‬‬
‫الطفل احلركي َملول‪ ،‬يحتاج �أوقات مذاكرة قليلة وا�سرتاحات‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫كثرية‪ ،‬وبال عنف‪ ،‬واتركه يتحرك‪.‬‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ن‬ ‫ل‬
‫حمب للهدايا‪ ،‬عا�شق للت�شجيع باملل�صقات املل َّونة‬
‫ٌّ‬ ‫الطفل‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫رابعا‪ :‬ال تتحمل فوق طاقتك ك�أبٍ �أو ك�أ ٍّم‪.‬والتوزي‬
‫واحللوى والب�سمة احللوة وعالمة الإعجاب‪.‬‬

‫ع‬
‫لو مل تكن قاد ًرا على حتفيظ �أبنائك القر�آن‪ ،‬على الرغم من‬
‫كونك ً‬
‫حافظا للقر�آن‪ ،‬ا�ست ِعن مبن يحفظهم‪ ،‬لو مل تكن قاد ًرا على‬
‫تعليمهم الإجنليزية على الرغم من كونك � ً‬
‫أ�ستاذا بها‪ ،‬ا�ستعن َمبن‬
‫يعلمهم‪.‬‬
‫هم كل �شيء‪.‬‬
‫لكن لي�س من ال�ضروري �أن حتمل َّ‬
‫من املُمكن �أن تكون هناك بع�ض الأ�شياء ال�صغرية التي ت�سهل‬
‫عموما مع الأوالد وعدم الع�صبية‪،‬‬
‫عملية املذاكرة‪ ،‬منها الهدوء ً‬
‫ابد�أ من الآن‪ .‬عالقتك بهم �أهم من �أي �شيء‪ ،‬نعم �أهم من‬
‫املذاكرة‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫الطفل املُ ِ‬
‫همل من املفيد �أن ترتكه ُيح َرج �أحيا ًنا مع املدر�س‪ ،‬وال‬
‫تبادر بتنبيهه‪ ،‬اتركه حتى يخاف على م�صلحته‪.‬‬
‫خام�سا الطفل الذي ُي�ض ِّيع �أدواته‪ ،‬دائ ًما كلمه بثقة �أنه �شخ�ص‬
‫ً‬
‫م�س�ؤول و�أنك حترتمه‪.‬‬
‫و�إذا �أ�ضاع �شي ًئا ال ت ُل ْمه و�أخربه �أنك تثق به‪ ،‬وتعلم �أنه �س ُيحافظ‬
‫على �أدواته يف املرة القادمة‪ ،‬و�أنه لن ي�سمح ب�أن يتك َّرر هذا املوقف‪.‬‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫�سيتغي �إن �شاء اهلل ‪...‬‬

‫ل‬ ‫ا‬
‫َّ‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫�ساد�سا‪ :‬الطفل غري االجتماعي �أو املنقول حدي ًثا‪،‬‬
‫ش‬
‫ً‬

‫والتوز عي‬ ‫ر‬


‫ُنقيم له حفالت مع زمالئه‪ ،‬وندعو زمالءه اجلدد‬
‫�إىل البيت‪ ،‬و ُن�ساعده على تكوين عالقات‪.‬‬
‫�ساب ًعا‪ :‬الطفل الراف�ض للمدر�سة �أ�شعره �أنك مقدِّر‬
‫َ‬
‫وتعاط ْف معه‪ ،‬لكن خذ �شكواه باهتمام ولي�س‬ ‫�إح�سا�سه‬
‫بتكذيب‪.‬‬
‫ال تقارن بني �أوالدك بع�ضهم وبع�ض‪ ،‬كل واحد له �إمكانيات‪.‬‬
‫أعطه تقدي ًرا‬
‫املدر�س امل�صري يحتاج �إىل الت�شجيع واالحرتام � ِ‬
‫واحرتاما وثقْ فيه‪ ،‬وال تهرع �إىل الإدارة ت�شتكيه‪ ،‬وتعامل معه‬‫ً‬
‫ك�إن�سان مهموم كادت الهموم �أن ت�ش َّقه ن�صفني‪ ،‬وقدِّ ره وقل له (�أنا‬
‫منتظر للخري على يدك)‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫الأطفال املوجودون يف دول عربية �أخرى و َيحملون جن�سيات‬
‫خمتلفة قدِّ روا �شعورهم وادعموهم‪.‬‬
‫الأطفال الذين يرف�ضون الكتابة علينا �أن نتعامل معهم برفق‪،‬‬
‫وال ُنعنفهم �أو نعاملهم بع�صبية‪.‬‬
‫وال تغ�صبهم وال تعنفهم‪.‬‬

‫ع‬
‫�أريد �أن �أروي لكم ق�صتي مع حبيب عمري طفلي‬

‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫ص‬


‫احلركي «زياد»‪:‬‬

‫القرل�نآن اعتذرت عن التدري�س له‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬


‫ش‬
‫�أنا ووالده تخ َّرجنا من كليات القمة‪ ،‬كنا متفو َقرني‬
‫خمتلف ج ًّدا عن �أخته‪ ،‬ومتحرك وال يحفظ‬ ‫كنت �أ�شعر �أنه‬

‫ا‬ ‫و‬
‫درا�سل ًّيتا‪،‬وزُ‬
‫يف�شل‪ ،‬مل � َأن�س و�أنا �أنظر �إىل عينيه‪ ،‬و�أقول له بكل ثقة يف �أول يع‬
‫خفت �أن‬
‫ب�سهولة‪ ،‬واملحفظة التي حتفظه‬

‫يوم‬
‫من �أيام املدر�سة‪� :‬أنت من �سرتفع ر�أ�سي‪� ،‬أنت �أكرث الأطفال تفو ًقا‬
‫يف املدر�سة‪.‬‬
‫يل برتكيز ‪ -‬حدث هذا وهو يف الرابعة �أو اخلام�سة‬ ‫كان ينظر �إ َّ‬
‫من عمره ‪ -‬الآن هو يف احلادية ع�شرة من عمره‪ ،‬وما زال يذكر‬
‫كلمتي‪ ،‬ويقول يل �أنه ال ين�ساها!‬
‫�شجعوا �أبناءكم‪ ،‬كونوا �أول مر�آة يرون فيها جناحهم‪.‬‬
‫رف�ض املذاكرة‪ ،‬كره املذاكرة‬
‫‪182‬‬
‫ما احلل؟‬
‫ًول رف�ض املذاكرة �أو كره املذاكرة هو عر�ض ُمرت ِبط بر�سوخ‬
‫�أفكار يف الذهن حول املذاكرة ب�أ�سلوب خاطئ �أو �سوء تعا ُمل من‬
‫املدر�سني �أو املدر�سة‪ ،‬واحلقيقة ومن خالل تناويل حلاالت �أمهات‬
‫كثريات وجدت �أن هناك �شبه عدم �إدراك عام لكيفية املذاكرة‪� ،‬أو‬
‫ما هي � ً‬
‫أ�صل؟ تعالوا ُنحلل الأمر بهدوء‪:‬‬

‫ع‬
‫�أول مرحلة يف املذاكرة هي مرحلة �شرح املعلومة‪�( ،‬إدخال‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫ب�شكل مفهوم �إىل الذهن) وهذه املرحلة يجب �أن‬
‫معلومات جديدة ٍ‬

‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫ً‬

‫ن‬
‫م�ستيقظا من ال�ساد�سة‬ ‫تتم يف ال�صباح قبل الثانية‪ ،‬فالطفل يكون‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫�صباحا‪ ،‬ون�شيط وعقله م�ستعد ال�ستقبال املعلومات‪ ،‬ويجب �إدخال‬
‫ً‬
‫تلك املعلومات ب�أ�سلوب جيد‪.‬‬
‫هل هذا يت ُّم يف جمتمعنا؟‬
‫احلقيقة �أن الطفل يذهب �إىل املدر�سة‪ ،‬ويعود وهو ال ُيدرك‬
‫�شي ًئا مما حدث يف املدر�سة‪ ،‬فتبد�أ �أنت بال�شرح �أو ت�ستعني مبدر�س‬
‫خ�صو�صي‪ ،‬بعد ال�ساعة الرابعة ع�ص ًرا‪ ،‬بدون � ِّأي مراعاة لآدمية‬
‫الطفل‪ ،‬وال احتياجاته للأكل والراحة‪� ،‬أو عجزه الذهني عن‬
‫اال�ستيعاب‪.‬‬
‫واحلل؟ اختاري مدر�سة جيدة لأطفالك من الأ�سا�س‪ ،‬و�إذا‬
‫مل يكن بيدك اختيار املدر�سة ف�سوف تعتمدين على الدرو�س‬
‫اخل�صو�صية‪ ،‬ق ِّللي ذهاب طفلك �إىل املدر�سة‪ ،‬واجعلي الدرو�س‬
‫�صباحية قدر الإمكان‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫و�إياك ثم �إياك �أن يكون طبعك �شرح الدر�س بعد عودته من‬
‫املدر�سة‪ً � ،‬إذا ماذا �أفعل؟ لرنى بعد �أن ُنكمل املقال ‪� ...‬إذا احتاج‬
‫�صباحا‪،‬‬
‫ً‬ ‫الطفل �إىل �شرح �إ�ضايف �أجليه ليوم ال�سبت �أو اجلمعة‬
‫ويرتاكم؟ نعم‪� ،‬أهون من �أن يتعقد من املناهج‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪:‬‬
‫التطبيق على الدر�س = الواجب (الهوم وورك)‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫حل الواجب بعد املدر�سة بتطبيق‬ ‫وهنا يكون الطفل يف مرحلة ِّ‬

‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ً‬
‫ومتقبل‬ ‫أ�صل‪ .‬يكون الطفل فاه ًما للمعلومات‬ ‫على معلومة فهمها � ً‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬


‫لها بن�سبة ‪� %50‬أو حتتاج املعلومات �إىل تثبيت باملذاكرة �أو احلل‪،‬‬

‫ع‬ ‫والتوزي‬
‫من املمكن �أن ُن�ساعده لن�سهل عليه الأمور‪� ،‬أما �إذا كانت امل�شكلة يف‬
‫�أنه يحتاج �إىل ال�شرح � ِّأجلي ال�شرح �إىل يومي اجلمعة وال�سبت‪ ،‬مع‬
‫حل الواجب ظاهر ًّيا بالنقل مبا�شرة من الدر�س‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫املرحلة الثالثة للمذاكرة‪:‬‬
‫الت�أكيد على املعلومة و�إدخالها �إىل الذهن‪.‬‬
‫كاف له ج ًّدا �أيام اجلمعة وال�سبت (ويجب �أن تكون خالية‬
‫وهذا ٍ‬
‫خ�صو�صا‬
‫ً‬ ‫من التمارين وامل�شغوالت‪� ،‬إال لو بع�ض الزيارات العائلية)‬
‫حتى مرحلة ال�صف ال�ساد�س االبتدائي‪ ،‬بعد ذلك يكون الطفل‬
‫�أكرب وقد ي�ستطيع �أن ُيذاكر منفردًا لأيام �أكرث‪.‬‬
‫ر ِّكزي‬
‫‪184‬‬
‫ال تخلطي املراحل‬
‫وراعي �أن الطفل بعد ال�ساعة الرابعة لن ت�ستطيعي �أن ت�شرحي‬
‫له �أي �شيء ‪ ...‬كوين واقعية‪.‬‬
‫جت َّنبي الع�صبية‪ ،‬والهجوم على الطفل‪ ،‬و�إهانته‪� ،‬صدقيه حني‬
‫ي�شتكي من �شيء‪.‬‬
‫�أبنا�ؤنا الغارقون يف التفاهة‪.‬‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬


‫ما احلل؟‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫الن�ضال من �أجل لعبة بالي �ستي�شن‪ ،‬والكفاح من �أجل الدراجة‬

‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬


‫النارية‪ ،‬وال�صراع من �أجل رفقة بع�ض الأ�صحاب‪.‬‬

‫زيع‬‫�سنوات‪.‬‬ ‫الأمر بد�أ منذ الطفولة‪ ،‬يف العمر من ‪� 2‬إىل ‪7‬‬


‫كيف؟‬
‫م�شاهدة الأفالم وامل�سل�سالت التي هي للأ�سف تعلي من قيمة‬
‫التفاهة؛ فالطفل يف هذه املرحلة العمرية‪ ،‬يتلقى الأمور على �أنها‬
‫حقائق‪ ،‬يعني هل منن ُعه من امل�شاهدة؟ نعم حتى �سن ال�سبع �سنوات‪.‬‬
‫ثم ماذا؟‬
‫ثم اخلروج �إىل بيئة املدر�سة والرفاق‪ ،‬مع عدم املبالغة من‬
‫الأ�سرة يف �إعالء قيمة الريا�ضة البدنية (�أ�صبحت مو�ضة باملجتمع‬
‫الذهاب للتمارين)‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫هل معنى هذا �أن الريا�ضات من اخلط�أ ممار�ستها يف تلك‬
‫ال�سن؟‬
‫لي�ست خط�أ‪ ،‬لكن عليك االهتمام ببناء الروح كما تهتمني ببناء‬
‫اجل�سم‪ ،‬تر�سمني معه‪ ،‬حتكني له ق�ص�ص الأنبياء والنبي حممد‬
‫ﷺ‪ ،‬وعن هدف وجوده وعبادة اهلل‪.‬‬
‫ثم ي�ستمر املجتمع يف �إعالء قيمة املتعة يف ذهن النا�س‪.‬‬

‫ري‬ ‫ص‬ ‫ع‬


‫�أن �أعي�ش من �الأجل �‬
‫كأن �أكون �سعيدً ا‪� ،‬إذن ماذا يجب �أن �أفعل كي‬
‫ما هي قيمة املتعة؟‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬


‫و‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫م�سل�سل مرة واحدة كل حلقاته على برنامج زيع‬
‫�أكون �سعيدً ا؟‬
‫اليوتيوب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫�أ�شاهد‬
‫كالما �سخي ًفا‬
‫�ألعب بجهاز البالي�ستي�شن‪� ،‬ألعب كرة القدم‪� ،‬أقول ً‬
‫يجعل املحيطني ي�ضحكون‪ ،‬وعندما ي�ضحك َمن حويل �أكون قد‬
‫حققت املتعة!‬
‫وبهذا ت�ضيع دنياي على الأمور التافهة‪ ،‬ما احلل؟‬
‫الأمر لي�س �سطح ًّيا‪ ،‬ابنك ي�صدق �أن املتعة هدف يحيا من‬
‫�أجله‪ ،‬يجب � َّأل ُنناق�ش الطفل ب�سطحية‪ ،‬يجب �أن ُتطلعوه على‬
‫الق�ضايا اجلادة يف العامل‪ ،‬من غري �أن ترعبوه‪ ،‬تَ�صحبونه لزيارة‬
‫دار �أيتام‪ ،‬م�ست�شفى‪ ،‬مع عدم �إدخال الرعب يف قلبه‪ ،‬والرد على‬
‫‪186‬‬
‫�أ�سئلته‪� ،‬إطالعه على فيديوهات عن احلروب (كهتلر واحلرب‬
‫العاملية الثانية)‪ ،‬تكموا معه عن امل�سجد الأق�صى (واجعلوه ُي�شاهد‬
‫فيديوهات) علينا �أن جنعله يبتعد عن فكرة التفاهة‪ ،‬عن طريق‬
‫واع من غري رعب‪.‬‬‫�شرح ٍ‬
‫التمارين التي ت�أخذ �أغلب الوقت ال تبني �شخ�صية عميقة للطفل‪،‬‬
‫يجب من وجود وقت لتعليمه الدين (لي�س حفظ قر�آن) لكن الدين‬
‫متخ�ص�ص ثقة‪ ،‬يتحدث عن اهلل وعن الر�سول حممد‬ ‫من �شخ�ص‬

‫ع‬
‫ِّ‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ص‬


‫�صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬عن الإميان‪ .‬على الطفل �أن ي�شارك يف �أن�شطة‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬ ‫ت‬ ‫ك‬


‫رم�ضان‪� ،‬شنطة رم�ضان‪ ،‬م�سابقات و�أدعية‪ ،‬و�أدعو كل املثقفني‪ ،‬ال‬

‫ر‬ ‫ش‬
‫والتوز عي‬
‫بد من �إق�صاء التفاهة‪� ،‬شيء من الهم مطلوب يف الرتبية‪ ،‬بع�ض‬
‫من الهم وتقليل وقت الإلكرتونيات‪ ،‬وا�صطحاب الأطفال �إىل‬
‫امل�سجد‪ ،‬عدم التوبيخ والتعنيف‪� ،‬إدخال اجلانب الروحي من خالل‬
‫(�صل‪ ،‬احفظ)‪،‬‬‫احلوار عن اهلل والدين‪ ،‬لي�س كل التعامل بالأوامر ِّ‬
‫على الطفل التعرف على اهلل من خالل الأ�سماء احل�سنى‪� ،‬إطالع‬
‫الطفل على حياة بع�ض من �أنهوا العمر يف التفاهة‪ ،‬مثل مارلني‬
‫و�سعوا �صدركم لأوالدكم لأن نتائج التفاهة هي الأمرا�ض‬ ‫مونرو‪ِّ ،‬‬
‫النف�سية‪.‬‬
‫كيف ذلك؟‬
‫اخلوف ال يرتع �إال يف عقل غري م�شغول بهدف جاد‪ ،‬وكذلك‬
‫الهالو�س!‬

‫‪187‬‬
‫�أعيدوا القر�آن �إىل بيوتكم!‬
‫وااللتزام بال�صالة‪.‬‬
‫"رو�شتة احلل مع الطفل العنيف الذي ي�ضرب �أ�صحابه �أو‬
‫ي�ضربكم‪ ،‬حتت ‪� 7‬سنوات"‬
‫ ‪-‬ال ت�ضربيه وال ُتعنفيه؛ لأن هذا يزيد الأدرينالني يف ج�سمه‬
‫و َي�شحنه بدم يف ع�ضالته‪ ،‬ويجعله يرغب يف التعامل بعنف‬

‫ري‬‫ص‬ ‫ع‬
‫مع املوقف‪.‬‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬


‫ ‪-‬امنحي �أح�ضانك لهذا الطفل‪.‬‬

‫ش‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫بل‬


‫ ‪-‬اجعليه يخرج ويجري يف مكان مفتوح بالنادي‪.‬‬

‫والتوزي‬ ‫ر‬ ‫ ‪-‬ردِّدي ً‬

‫ع‬
‫جمل متدحه (فالن م�ؤدب‪ ،‬يحب النا�س‪ ،‬وال ي�ضرب‬
‫�أو ي�ؤذي �أحدً ا)‪.‬‬
‫ ‪-‬عندما ي�ضربك �أظهري احلزن ولي�س الع�صبية‪.‬‬
‫ ‪-‬امنعي اخلالفات وال�شجارات املحيطة به‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫خامتة الكتاب‬

‫ص‬ ‫ع‬
‫�أ�شكرك لأنك قر�أت الكتاب‬

‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬


‫ل‬ ‫بل‬
‫و�أ�س�أل اهلل لك النفع والقبول يل‬

‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬


‫والتوز عي‬

‫‪191‬‬

You might also like