You are on page 1of 17

‫طفل المخ الكامل‪:‬‬

‫‪ 12‬استراتيجية ثورية للعناية بالمخ النامي‬

‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫مهما‬
‫ًّ‬ ‫معرفــة عقــول األطفــال وما يحــدث بها ُيعد أم ًرا‬
‫حتــى يتمكــن اآلبــاء مــن تحديــد توقعاتهــم لــكل عمر‪،‬‬
‫والوصــول إلــى الطريقــة المثلــى للتعامــل مــع الطفــل‬
‫بعــد فهــم مــا يحــدث داخــل عقلــه‪ ،‬وكيفيــة توجيهــه‬
‫بالطريقــة الســليمة عبــر اثنتــا عشــرة اســتراتيجية‬
‫تاريخ اإلصدار‪2012 :‬م‪.‬‬ ‫تهــدف إلــى تكامــل أجــزاء المــخ وتنميتــه عنــد الطفــل‪.‬‬

‫المؤلف ونبذة عنه‪:‬‬

‫د‪.‬تينا باين برايسون‪:‬‬ ‫د‪.‬دانيال سيجل‪:‬‬

‫هي أخصائية نفسية‪ ،‬تعمل على تقديم‬ ‫الصحة النفس َّية‪،‬‬


‫َّ‬ ‫المتقدم في حقل‬
‫ِّ‬ ‫الرائد‬
‫خدمات المشورة في مجال التربية وعالج‬ ‫والطبيب في جامعة هارفرد األمريك َّية‪،‬‬
‫األطفال والمراهقين‪ ،‬تقدم د‪.‬برايسون‬ ‫خبرة ألكثر من خمس وعشرين سنة‬
‫العديد المؤتمرات وورش العمل لآلباء‬ ‫في البحوث العلمية؛ لجعل علوم الدماغ‬
‫والمعلمين واألخصائيين حول العالم‪،‬‬ ‫جزءا من الممارسة العملية للطب‬ ‫ً‬
‫ولها العديد من المؤلفات المهمة‬ ‫النفسي‪ ،‬وقد ساعدت طريقته الكثير‬
‫التي تمت ترجمتها للغات عديدة‪.‬‬ ‫من المرضى على شفاء أنفسهم‬
‫من الحوادث المؤلمة التي مروا بها‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬


‫الرياض ‪ ،‬تقاطع عثمان بن عفان مع طريق رفحا‬
‫أهداف الكتاب‪:‬‬

‫يهــدف الكتــاب إلــى تع ّلــم عــدد مــن االســتراتيجيات الجديــدة للتعامل مــع األطفال‪ ،‬من‬
‫خــال تحويــل أي انفعــال أو شــجار أو خــوف إلــى فرصــة حقيقيــة تســاهم فــي تكامــل‬
‫نموهــم العقلــي‪ ،‬وهــي مقســمة إلــى ‪ 5‬عناويــن رئيســية‪:‬‬

‫استراتيجيات التكامل بين الدماغين األيسر واأليمن‪:‬‬

‫الفص األيمن‪:‬‬

‫يتصـف بأنـه شـمولي وغيـر شـفهي‪،‬‬


‫الفص األيسر‪:‬‬
‫ويختـص بالعاطفة‪ ،‬والصور‪ ،‬والذكريات‬
‫هـو ذلـك الـذي يعنـى بالتفاصيـل‬ ‫الشـخصية‪ ،‬والفـن‪ ،‬واإلبـداع‪ ،‬ويتصـل‬
‫والقواعـد والترتيـب‪ ،‬ولـه أربـع صفـات‪:‬‬ ‫أكثـر بالجـزء السـفلي مـن الدمـاغ الـذي‬
‫منطقـي‪ ،‬موضوعـي‪ ،‬صريـح‪ ،‬ويعبـر‬ ‫يسـتقبل ويقيـم ويعالـج المعلومـات‬
‫بواسـطة اللغـة‪.‬‬ ‫العاطفيـة‪.‬‬

‫( الفص األيسـر هـو نص القانون أو‬ ‫( الفـص األيمـن هـو روح القانون أو‬
‫‪2‬‬ ‫الرسالة)‬ ‫السياق)‬
‫يجــب تكامــل ك ًّلا مــن الفصيــن حتــى يقـ ِّ‬
‫ـدر الطفــل عقلــه ومشــاعره‪،‬‬
‫ويتفهــم أهميــة اســتخدام ك ًّلا منهمــا ً‬
‫معــا‪.‬‬

‫تفعيــل الفــص األيســر فقــط ســيؤدي إلــى الجفــاف العاطفــي‪ ،‬وهــو‬


‫مــا قــد يدفــع بطفلــك إلــى ضفــة الصرامــة والقســوة‪.‬‬

‫تفعيــل الفــص األيمــن فقــط ســيؤدي إلــى الفيضــان العاطفــي‪ ،‬والذي‬


‫ســيقود طفلــك ناحية ضفــة الفوضوية‪.‬‬

‫األطفــال يميلــون إلــى اســتخدام الفــص األيمــن؛ ألنهــم لــم يطــوروا‬


‫بعــد قدراتهــم علــى اســتخدام المنطــق‪ ،‬واســتخدام الكلمــات للتعبيــر‬
‫عــن مشــاعرهم‪ ،‬خاصــة فــي الســنوات األولــى مــن عمرهــم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وهنـاك عـدة اسـتراتيجيات‬
‫تسـاعدك علـى تحقيـق هذا‬
‫التكامـل بيـن الفصيـن فـي‬
‫المواقـف المختلفـة‪ ،‬وهـي‪:‬‬

‫استراتيجية ‪:1‬‬
‫التواصل وإعادة التوجيه‪:‬‬

‫كثيـ ًرا مـا يأتـي طفلـك إليـك‬


‫بعـد ذهابـه إلـى النـوم مباشـرة‬
‫وهـو فـي حالـة إحبـاط أو اسـتياء‬
‫مـن عـدم رغبتـه أو عـدم قدرتـه تذكر األتي‪:‬‬
‫علـى النـوم‪ ،‬وهنـا يأتـي دورك‬
‫الخطوة األولى‪:‬‬
‫فـي االختيـار بين اسـتراتيجيتين‪،‬‬
‫التواصل مع الفص األيمن‪:‬‬
‫إمـا إعـادة توجيهـه مباشـرة‪ ،‬أو‬
‫المنطــق ليــس الوســيلة األساســية لتهذيــب‬ ‫التواصـل معـه أو ًلا ومـن ثم إعادة‬
‫طفلــك‪.‬‬ ‫توجيهـه‪.‬‬

‫مشاعر طفلك مهمة وتعني له الكثير‪.‬‬ ‫ً‬


‫محبطـا‬ ‫وعندمـا يكـون طفلـك‬
‫لن يجدي معه التعامل بالمنطق‪،‬‬
‫اســتخدم التواصــل غيــر الشــفهي (التواصــل‬
‫لـذا عليـك أو ًلا أن تتجـاوب مـع‬
‫الجســدي – تعبيــرات الوجــه المتعاطفــة ‪ -‬مراعــاة‬
‫االحتياجـات العاطفيـة للفـص‬
‫نبــرة الصــوت ‪ -‬االســتماع دون نقــد)‪.‬‬
‫األيمـن‪ ،‬حيـث إن اسـتراتيجية‬
‫«التواصـل وإعـادة التوجيـه» تبـدأ‬
‫بمسـاعدة أطفالـك علـى أن‬
‫يشـعروا «بالتعاطـف» معهـم‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫قبـل أن نحـاول حـل مشـاكلهم‪.‬‬
‫الخطوة الثانية‪:‬‬
‫التواصل مع الفص األيسر‪:‬‬

‫أحيا ًنــا مــا تتطلــب هــذه الموجــات العاطفيــة‬


‫وق ًتــا أطــول لتهــدأ‪.‬‬

‫قــد يكــون كل مــا يريــده طفلــك هــو أن يــأكل أو‬


‫يحصــل علــى قســط مــن الراحة‪.‬‬

‫قواعــد االحتــرام والســلوك المهــذب ال تــزال‬


‫قائمــة‪.‬‬

‫التصرفــات غيــر الالئقــة ال ُيســمح بهــا حتــى فــي‬


‫أكثــر اللحظــات انفعاليــة‪.‬‬

‫مــن الجيــد مناقشــة طفلــك فــي تصرفاتــه غيــر‬


‫الالئقــة وتبعاتهــا بعــد أن يهــدأ (منتصــف الليــل‬
‫وقــت غيــر مناســب)‪.‬‬

‫استراتيجية‪:2‬‬
‫سرد القصص لتهدئة المشاعر الكبيرة‪:‬‬

‫عندمــا يمــر الطفــل بلحظــات خــوف أو إحبــاط أو ألــم‪ ،‬قــد تطغــى عليــه‬
‫هــذه المشــاعر وتغمــر فصــه األيمــن‪ ،‬وعندمــا يحــدث ذلــك يأتــي دور‬
‫اآلبــاء فــي تفعيــل فصــه األيســر حتــى يتمكــن الطفــل مــن فهــم مــا‬
‫يحــدث‪.‬‬

‫غال ًبــا مــا يحتــاج األطفــال لشــخص (أي والديــه) ليســاعدهم علــى اســتخدام‬
‫«دماغهــم اليســرى» ليتمكنــوا مــن فهــم مشــاعرهم الكبيــرة (أي يعبــروا عنهــا)‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫شــجع طفلك على اســتخدام كلماته الخاصة لوصف مشــاعره وتهدئة انفعاالته‪،‬‬
‫مــن خــال جعلــه يقــص مــا مــر به من تجربــة مؤلمــة أو مخيفة‪.‬‬
‫استراتيجيات التكامل بين الدماغ العلوي والسفلي‬
‫‪2‬‬
‫إذا تخيلنــا دمــاغ الطفــل علــى أنــه بنــاء مكــون مــن طابقيــن‪ ،‬فإنــه‬
‫مــن البديهــي أن يكتمــل الطابــق الســفلي منــه أو ًلا‪ ،‬وهــو مــا يحــدث‬
‫بالفعــل عنــد والدتــه‪.‬‬

‫الدماغ السفلي‪:‬‬ ‫الدماغ العلوي‪:‬‬

‫يعــد مســئو ًلا عــن الوظائــف األساســية‬ ‫يعــد مســئو ًلا عــن العمليــات العقليــة‬
‫وردود األفعــال واالنفعــاالت الكبيــرة‬ ‫كاتخــاذ القــرار‪ ،‬وفهــم الــذات‪ ،‬والتحكــم‬
‫كالغضــب والخــوف‪ ،‬وهــذا االكتمــال‬ ‫فــي الجســد والمشــاعر‪ ،‬والشــعور‬
‫ســاحا ذو حديــن‬
‫ً‬ ‫الســريع لــه يعــد‬ ‫بالصــواب والخطــأ ‪...‬إلــخ‬
‫بالنســبة للطفــل‪.‬‬ ‫وهــذا الجــزء مــن العقــل ال ينضــج كليــة‬
‫مفيــدا عنــد شــعوره‬
‫ً‬ ‫فهــو يكــون‬ ‫إال فــي منتصــف العشــرينيات مــن العمــر‪،‬‬
‫بالشــغف تجــاه شــيء أو شــخص مــا‪،‬‬ ‫ولذلــك فــإن التصرفــات التــي نتمنــى أن‬
‫ويكــون ضــا ًّرا حينمــا يلجــأ إليــه فــي كافــة‬ ‫يقــدم عليهــا أبناؤنــا يتحتــاج إلــى الدمــاغ‬
‫المواقــف دون اللجــوء للتفكيــر أو ًلا‪.‬‬ ‫العلــوي والذيــن يكــون فــي طــور النمــو‪.‬‬

‫استراتيجية ‪:3‬‬
‫المشاركة ال المشاحنة‪ ،‬االستعانة بالمخ األعلى‪:‬‬

‫فــي المواقــف االنفعاليــة‪ ،‬ال تحــاول إثــارة المــخ الســفلي عنــد طفلــك‪،‬‬
‫بــل حــاول االســتعانة بالمــخ العلــوي وإشــراكه؛ حتــى يتمكــن الطفــل‬
‫مــن اســتخدام مهــارات التفكيــر‪ ،‬وبالتالــي عليــك اآلتــي‪:‬‬

‫اجعله يشعر بأن صوته مسموع لديك ومشاعره مفهومة‪.‬‬

‫حاول الوصول إلى حلول وسطى‪ ،‬وال تجبره على فعل أشياء ال يود فعلها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫عما يريد وحاول الوصول إلى بدائل متاحة‪.‬‬
‫اسأله ّ‬
‫استراتيجية ‪:4‬‬
‫العضو الذي ال يعمل يضمر‪ ،‬تنشيط المخ األعلى‪:‬‬

‫يحــدث التكامــل فــي مــخ الطفــل عندمــا ينضــج مخــه العلــوي بشــكل‬
‫فرصا‬
‫ً‬ ‫كاف لحــدوث التــوازن بينــه وبيــن المــخ الســفلي‪ ،‬لذا عليــك أن توفر‬
‫ٍ‬
‫عديــدة للطفــل لينشــط مخــه العلــوي مــن خــال عــدد مــن المواقــف‬
‫المختلفــة‪:‬‬

‫اتخاذ القرارات السليمة‪:‬‬

‫درب طفلــك علــى تحديــد خياراتــه المختلفــة‪،‬‬


‫يتحمــل نتائــج خياراتــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫دعــه‬

‫تجنــب التهديــدات التــي تبــدو كخيــارات فــي‬


‫ظاهرهــا‪ ،‬مثــل‪ :‬إمــا أن تــؤدي فروضــك المدرســية‬
‫أو أنــك لــن تشــاهد التلفــاز لمــدة أســبوع‪.‬‬

‫ال تجنّبــه اتخــاذ القــرارات الصعبــة‪ ،‬حتــى ولــو‬


‫كنــت تعــرف مســبقً ا أنــه ســيندم علــى اختيــاره‬
‫فيمــا بعــد‪.‬‬

‫ساعده على التنبؤ بالنتائج المحتملة للخيارات‬


‫التي يأخذها‪.‬‬

‫التحكم في المشاعر والجسد‪:‬‬

‫ع ّلمه طر ًقا لتهدئة نفسه والتزم بها‬


‫أمامه مثل‪:‬‬

‫أخذ نفس عميق‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫العد حتى عشرة‪.‬‬


‫التعبير عن المشاعر بالكلمات‪.‬‬
‫فهــم الــذات‪ :‬اســأل طفلــك‬
‫أســئلة تســاعده علــى التفكيــر‬
‫بمشــاعره وانعكاســاتها عليــه‪.‬‬
‫ســاعده علــى التنبــؤ بمــا يمكــن‬
‫أن يشــعر بــه فــي مواقــف جديــدة‪،‬‬
‫وكيــف يمكــن أن يتعامــل معهــا؟‬
‫مثــل‪ :‬لمــاذا اتخــذت هــذا القــرار؟‬
‫لمــاذا تشــعر بذلــك؟‬

‫التعاطف مع اآلخرين‪:‬‬
‫اســأل طفلــك عــن مشــاعر اآلخريــن‪ ،‬وكيــف‬
‫عمــا يشــعرون به‪.‬‬
‫يمكــن أن تعبــر تصرفاتهــم ّ‬

‫شــخصا آخــر‬
‫ً‬ ‫اســأله مــا الــذي قــد يجعــل‬
‫ســعيد ا ؟‬
‫ً‬

‫أظهر تعاطفك وحبك لآلخرين أمامه‪.‬‬

‫المبادئ األخالقية‪:‬‬
‫ال يعني ذلك معرفة الصواب‬
‫والخطــأ فقــط‪ ،‬ولكــن فهــم أن‬
‫أفعالنــا بشــكل مــا تؤثــر علــى‬
‫اآلخريــن‪ ،‬فالمهــم هنــا أن يفعــل‬
‫طفلــك مــا يــراه صوا ًبــا؛ ألنــه‬
‫يســتطيع تمييــزه عــن الخطــأ‪،‬‬
‫أحــدا مــا يراقبــه‪.‬‬
‫ً‬ ‫وليــس ألن‬
‫‪8‬‬
‫استراتيجية ‪:5‬‬
‫تح ّرك وإال تفقد صوابك‪ ،‬تحريك الجسد لتجنب فقدان العقل‪:‬‬

‫بنــاء‬
‫ً‬ ‫ُوضعــت هــذه االســتراتيجية‬
‫علــى دراســة تقــول بأنــه عندمــا نغيــر‬
‫حاالتنــا الجســدية (مــن خــال الحركــة‬
‫أو االســترخاء علــى ســبيل المثــال)؛‬
‫يمكننــا أن نغيــر حاالتنــا العاطفيــة‪.‬‬

‫لذلــك عندمــا يفقــد الطفــل طريقــه‬


‫إلــى المــخ العلــوي؛ فــإن أفضــل طريقــة‬
‫إلعــادة التــوازن إليــه هــو أن يحــ ّرك‬
‫جســده مــن خــال عمــل التماريــن‬
‫الرياضيــة أو الجــري‪ ،‬مــع االعتبــار إلــى‬
‫احتياجاتــه األساســية (مثــل الحاجــة‬
‫للراحــة أو الطعــام)‪.‬‬

‫استراتيجيات تكامل الذاكرة للنمو والعالج‬

‫الذاكــرة عبــارة عــن مجموعــة مــن الروابــط فــي عقولنــا‪ ،‬التــي يؤثــر‬
‫بهــا حــدث مــن الماضــي علــى واقعنــا فــي الحاضــر بصــورة مح ّرفــة‬
‫عــن التجربــة الحقيقيــة‪ ،‬مهمــا اعتقــدت أنــك دقيــق فــي تذكــرك‬
‫لألحــداث‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫الوعــي والســماح للطفــل بالتعبيــر عــن مشــاعره يســاعدان علــى تكامــل الذاكــرة‪ ،‬حيــث إن‬
‫ســرد أحــداث الماضــي ســوف يمكنــه مــن اتخــاذ قــرارات مناســبة حــول كيفيــة التعامــل‬
‫مــع هــذه الذكريــات‪.‬‬
‫هناك نوعان من الذاكرة يحتاج طفلك للتكامل بينهما وهما‪:‬‬

‫الذاكرة الضمنية‪:‬‬ ‫الذاكرة الصريحة‪:‬‬

‫هي ذاكرة ال شعورية‪ ،‬ويتم استدعاؤها‬ ‫تعتمــد هــذه الذاكــرة علــى التذكــر‬
‫تلقائ ًّيــا‪ ،‬وتُشــكل انطباعاتنــا حــول‬ ‫الواعــي لألحــداث والخبــرات التــي يمــر‬
‫الطريقــة التــي يســير بهــا العالــم مــن‬ ‫بهــا اإلنســان فــي ماضيــه‪.‬‬
‫بنــاء علــى خبراتنــا الســابقة‪.‬‬
‫ً‬ ‫حولنــا‬
‫استراتيجية ‪:6‬‬
‫منــذ الــوالدة وحتــى ســن ‪ 18‬شــه ًرا‪ ،‬فــإن‬
‫الطفــل يســتخدم ذاكرتــه الضمنيــة‬ ‫تحكم في عقلك‪ ،‬استرجاع‬
‫فقــط‬ ‫الذكريات‪:‬‬

‫هــذه االســتراتيجية تعنــى بمســاعدة‬


‫أطفالنــا علــى ســرد تجاربهــم متــى‬
‫يكونــوا مســتعدين لذلــك‪ ،‬وبــد ًلا مــن‬
‫أن يمــروا عليهــا مــرور الكــرام‪ ،‬فإنهــم‬
‫جيــدا‪،‬‬
‫ً‬ ‫يســترجعونها ويتذكرونهــا‬
‫مــع األخــذ فــي االعتبــار أن اســترجاع‬
‫الذكريــات ال يتــم بهــدف التوقــف‬
‫تخطيهــا‬ ‫ولكــن‬ ‫فقــط‪،‬‬ ‫عندهــا‬
‫واالســتفادة منهــا‪.‬‬

‫ســاعد طفلك على تحويل هذه الذكريات‬


‫الضمنيــة المشوشــة إلــى ذكريــات صريحــة‬
‫ذات مغــزى حتــى يتع ّلــم منهــا ويتخطاهــا‪.‬‬

‫شــجع طفلــك علــى ســرد التجــارب التــي‬


‫يمــر بهــا واســتخدام الكلمــات للتعبيــر عنها‪.‬‬

‫تأكــد أن طفلــك قــادر علــى التحــدث عمــا‬


‫يؤلمــه‪ ،‬وســاعده فــي التعبيــر عنــه بــد ًلا مــن‬
‫‪10‬‬ ‫تخطيــه؛ حتــى ينتقــل مــن ذاكرتــه الضمنيــة‬
‫إلــى الصريحــة‪.‬‬
‫استراتيجية ‪:7‬‬
‫جزءا من حياة عائلتك اليومية‪:‬‬
‫ً‬ ‫تذكر أن تتذكر‪ ،‬اجعل التذكر‬

‫الذاكــرة تشــبه الوظائــف‬


‫المتعــددة األخــرى للمــخ فــي‬
‫أنهــا تحتــاج للتنشــيط والتمريــن‬
‫المســتمر‪ ،‬وكلمــا حــدث ذلــك‬
‫كلمــا كانــت الذاكــرة أقــوى‪ ،‬وكان‬
‫هنــاك تكامـ ً‬
‫ـلا أفضــل بيــن الذاكــرة‬
‫الضمنيــة والصريحــة‪.‬‬

‫اجعــل المحادثــات العائليــة اليوميــة عــادة؛ حتــى تتيــح فرصــة ألطفالــك للحديــث‬
‫عــن ذكرياتهــم وتجاربهــم‪.‬‬

‫اســألهم أســئلة مفتوحــة؛ لتحثهــم علــى التفكيــر والتحــدث‪ ،‬بــد ًلا مــن األســئلة‬
‫المغلقــة التــي يكــون الــرد عليهــا بنعــم أو ال فقــط‪.‬‬

‫بــد ًلا مــن أن تســأل «هــل كان يومــك جيـ ً‬


‫ـدا؟»‪ ،‬اســأله «مــاذا كان أفضــل جــزء فــي‬
‫عمــا فعلــت خــال فتــرة االســتراحة اليــوم!»‪.‬‬
‫ـك لــي ّ‬
‫يومــك؟» أو «احـ ِ‬

‫اصنــع ألبــوم صــور لعائلتــك وأطفالــك حتــى تتمكنــوا مــن الحديــث عــن الذكريــات‬
‫المشــتركة بينكم‪.‬‬

‫معا‪.‬‬
‫فيلما مصو ًرا لك وألسرتك ً‬
‫ً‬ ‫يوما لمشاهدة‬
‫خصص ً‬

‫ســاعد طفلــك علــى أن يســتخدم ك ًّلا مــن الدماغ األيســر المنطقــي‪ ،‬والدماع‬
‫‪11‬‬ ‫األيمــن العاطفــي؛ حتــى يتمكــن مــن عيــش حيــاة متوازنــة وهادفــة وخ ّلاقة‪،‬‬
‫‪.‬مليئــة بالعالقــات المترابطة‬
‫استراتيجيات تكامل األجزاء المتعددة للذات‬

‫فــي بعــض األحيــان عندمــا يمــر األطفــال بتجربــة معينــة مثــل الشــعور‬
‫بالغضــب أو الوحــدة‪ ،‬فإنهــم يخلطــون بيــن مــا يشــعرون بــه فــي‬
‫اللحظــة الحاليــة وبيــن حقيقــة أنفســهم‪ ،‬لذلــك فبــد ًلا مــن أن يقــول‬
‫«أنــا أشــعر بالوحــدة» تجــده يقــول «أنــا وحيــد»‪ ،‬والخطــر هنــا أن يــدرك‬
‫الطفــل حالتــه النفســية المؤقتــة كجــزء متأصــل فــي شــخصيته‪ ،‬والحــل‬
‫هنــا أن يــدرك الطفــل الفــرق بيــن أجزائــه المتعــددة‪ ،‬بيــن حالته النفســية‬
‫وشــخصيته األصليــة‪ ،‬بيــن ذاتــه وأفعالــه‪ ،‬ويحــدث هــذا عبــر مجموعــة‬
‫مــن االســتراتيجيات وهــي‪:‬‬

‫استراتيجية ‪:8‬‬
‫تع ّلم أن المشاعر متغيرة‪:‬‬

‫بالرغــم مــن أن تعليــم األطفــال كيفيــة‬


‫التعامــل مــع مشــاعرهم والتعبيــر عنهــا يعــد‬
‫أيضــا‬
‫اســتراتيجية جيــدة‪ ،‬لكــن مــن المهــم ً‬
‫أن تعلمهــم أن المشــاعر مؤقتــة ومتغيــرة‬
‫كحالــة الطقــس‪ ،‬ســوف يســاعدهم ذلــك‬
‫علــى التعامــل مــع المشــاعر مــن منطلــق‬
‫أنهــا ال تــدوم لألبــد‪ ،‬ويمكنهــم مــن اســتعادة‬
‫حالــة الهــدوء والحفــاظ عليهــا عندمــا يمـ ّرون‬
‫بمشــاعر مؤلمــة‪.‬‬

‫ع ّلــم طفلــك أن المشــاعر حــاالت وليســت‬


‫صفــات‪ ،‬فاالنفعــاالت تأتــي وتذهــب في غضون‬
‫‪ 90‬ثانيــة‪.‬‬

‫ع ّلمــه أن يعبــر عــن مشــاعره بالطريقــة‬


‫الصحيحــة‪ ،‬وأن يفصــل بيــن ذاتــه ومشــاعره‪،‬‬
‫‪12‬‬ ‫فيقــول «أنــا أشــعر بالـ(حــزن)» وليــس «أنــا‬
‫(حزيــن)»‪.‬‬
‫استراتيجية ‪:9‬‬
‫التدقيق‪،‬االنتباه لما يدور باألعماق‪:‬‬

‫تعنــى هــذه االســتراتيجية بمســاعدة‬


‫الطفــل ليتعــرف ويفهــم مــا يــدور‬
‫بداخلــه مــن مشــاعر‪ ،‬وأن يركــز ويدقــق‬
‫فيمــا يمــر بــه مــن (مشــاعر جســدية ‪-‬‬
‫صــور ‪ -‬مشــاعر عاطفيــة ‪ -‬أفــكار)‪.‬‬

‫الشــعور الجســدي‪ :‬هــو الرســائل التــي‬


‫يرســلها لــه جســده‪.‬‬

‫الصــور‪ :‬هــي تلك التي يحتفــظ بها في مخيلته‬


‫تجــاه التجــارب التي يمــر بها (من الدماغ األيمن)‪.‬‬

‫المشاعر‪ :‬هي االنفعاالت التي يمر بها‪.‬‬

‫األفــكار‪ :‬هــي كل مــا يــدور فــي ذهنــه ويحــدث‬


‫بــه نفســه (مــن الدمــاغ األيســر)‪.‬‬

‫اســتخدم األســئلة لتســاعد طفلــك علــى‬


‫ممارســة عمليــة التدقيــق فيمــا يــدور بداخلــه‪.‬‬

‫ـف باإلجابــات الغامضــة مثــل «أنــا بخيــر»‬


‫ال تكتـ ِ‬
‫أو «أنــا أشــعر بالســوء»‪ ،‬ولكــن احــرص علــى أن‬
‫تكــون إجابتــه دقيقــة‪ ،‬مثــل «أشــعر باإلحبــاط» أو‬
‫«أشــعر بالحماســة» أو «أشــعر بالغضــب»‪.‬‬

‫تأكــد أن طفلــك يــرى الجــزء الحقيقــي مــن‬


‫الصــورة‪ ،‬وليــس مــا ح ّرفتــه ذاكرتــه عــن األحــداث‬
‫ال يوجــد شــيء تفعلــه‬ ‫التــي مــر بهــا‪.‬‬
‫كأب أو أم أهــم مــن أن‬ ‫ع ّلــم أطفالــك أن يناقشــوا أفكارهــم بصــوت‬
‫واعيــا للطريقــة‬
‫ً‬ ‫تكــون‬ ‫مســموع‪ ،‬وال يحتفظــوا بهــا بداخلهــم فقــط؛‬
‫التــي تشــكل بهــا عقــل‬ ‫حتــى يتمكنــوا مــن تحليلهــا ومعرفــة أي منهــا‬
‫‪13‬‬
‫طفلــك‬ ‫علــى صــواب أو خطــأ‪.‬‬
‫استراتيجية ‪:10‬‬
‫تنشيط اإلدراك العقلي‪ ،‬عودة إلى المركز‪:‬‬

‫يمكننــا مــن‬‫ّ‬ ‫إن «المركــز» هــو ذلــك المــكان الواعــي بداخلنــا‪ ،‬والــذي‬
‫اتخــاذ أفضــل قراراتنــا‪ ،‬وهــو ً‬
‫أيضــا ذلــك الجــزء مــن العقــل الــذي يتيــح لنــا‬
‫التواصــل العميــق مــع أنفســنا ومــع اآلخريــن‪.‬‬

‫«المركــز» هــو مــا يتوســط كل مــا يمكننــا االنتبــاه لــه أو‬


‫الوعــي بــه‪ ،‬مثــل األفــكار والمشــاعر والرغبــات واألحــام‬
‫والذكريــات‪ ،‬وإدراكاتنــا عــن العالــم مــن حولنــا‪ ،‬ومشــاعرنا‬
‫الجســدية‪.‬‬

‫يزدهــر األطفــال ويتميــزون حينمــا نع ّلمهــم أنهــم‬


‫يمكنهــم اختيــار كيفيــة التفكيــر والشــعور تجاه األشــياء‬
‫التــي تحــدث لهــم فــي الحيــاة‪ ،‬وأنهــم ليســوا ضحايــا مــا‬
‫يمـ ّرون بــه‪ ،‬حيــث يمكنهــم اســتخدام عقولهــم للوصول‬
‫إلــى مركزهــم‪.‬‬

‫ع ّلــم طفلــك ممارســة بعــض التماريــن التــي تســاعده‬


‫علــى اســتعادة هدوئــه فــي لحظــات القلــق أو الخــوف أو‬
‫ـدا‪.‬‬
‫الغضــب‪ ،‬مثــل تنظيــم أنفاســه واالنتبــاه لهــا جيـ ً‬

‫ســاعد طفلــك علــى االســترخاء فــي هــذه اللحظــات‪،‬‬


‫مــن خــال تخيــل نفســه فــي مــكان يحبــه مثــل البحــر أو‬
‫المنتــزه‪ ،‬أو أنــه يركــب أرجوحــة وأي فعــل آخــر يحــب القيام‬
‫بــه‪.‬‬

‫يحولــون لحظاتــك التــي‬


‫ّ‬ ‫األطفــال فرصــة‪ ،‬بــل هديــة لــك‪ ،‬ألنهــم‬
‫‪14‬‬ ‫تحــاول فيهــا مجــرد النجــاة‪ ،‬إلــى لحظــات انتصــار وازدهــار حقيقيــة‪،‬‬
‫وهنــا يظهــر دور التربيــة الهادفــة والب ّنــاءة‬
‫استراتيجيات التكامل بين الذات واآلخر‬
‫‪5‬‬
‫ليكون عالقــات اجتماعية ليحقق‬
‫ّ‬ ‫العقــل عضــو اجتماعــي باألســاس‪ ،‬خلــق‬
‫بهــا التكامــل‪ ،‬وكمــا تحدثنــا مــن قبــل عــن اإلدراك العقلــي للفــرد وذاتــه‪،‬‬
‫يأتــي هنــا الشــق الثانــي مــن هــذا اإلدراك وهــو اإلدراك العقلــي لآلخريــن‬
‫مــن حولنــا لفهمهــم بشــكل ســليم‪ ،‬وذلــك مــن خــال المهــارات التــي‬
‫ســوف يتعلمهــا الطفــل بمســاعدتك‪ ،‬حيــث يتع ّلــم أن يجمــع بيــن الفهــم‬
‫ـون ذلــك التكامــل مــع اآلخريــن‪.‬‬
‫والمشــاركة الوجدانيــة ليكـ ّ‬

‫استراتيجية ‪:11‬‬
‫تعزيز عامل المرح العائلي‪ ،‬الحرص على‬
‫االستمتاع برفقة بعضكم البعض‪:‬‬

‫تعــد «التربيــة المرحــة» أحــد أفضــل‬


‫األســاليب إلعــداد األطفــال إلقامــة العالقــات‬
‫وتحفيزهــم علــى التواصــل مــع اآلخريــن‪.‬‬

‫التجارب اإليجابية المرحة ج ّيدة لعقلك‬


‫أنــت وطفلــك‪ ،‬حيــث تســاهم فــي إفــراز‬
‫الدوباميــن «المــادة الكيميائيــة الخاصــة‬
‫بالســعادة»‪.‬‬

‫يجــب علــى اآلبــاء أن يكونــوا حريصيــن‬


‫علــى تعزيــز عامــل المــرح العائلــي بينهــم‬
‫وبيــن أبنائهــم‪ ،‬وبيــن الطفــل وإخوتــه‪.‬‬

‫معادلة التواصل السليم‪:‬‬

‫الترابــط هــو أن يكــون كــم المــرح‬


‫‪15‬‬ ‫معــا (أكبــر مــن)‬
‫الــذي نحظــى بــه ً‬
‫كــم الخالفــات بيننــا‪.‬‬
‫استراتيجية ‪:12‬‬
‫التواصل من خالل التصادم‪:‬‬

‫فهــم عقــل اآلخريــن هــو محــط اهتمــام االســتراتيجية الثانيــة عشــرة‪،‬‬


‫وهــي تعنــى بمســاعدة األطفــال علــى التعامــل مــع الخالفــات التــي‬
‫البــد وســيم ّرون بهــا مــع أقرانهــم‪ ،‬وذلــك مــن خــال مهــارات اإلدراك‬
‫أمــرا جوهر ًّيــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫العقلــي حيــث إن الترابــط بيــن الــذات والمجتمــع يعــد‬
‫وذلــك ألن كل عقــل يتشــكل بصــورة مســتمرة بواســطة تفاعالتــه مــع‬
‫اآلخريــن‪ ،‬وبمــا أن الخــاف هــو أحــد هــذه التفاعــات؛ فالبــد أن نعلــم‬
‫أطفالنــا كيــف يتعاملــون معــه‪.‬‬

‫علم طفلك التالي‪:‬‬

‫اإلقرار بوجهات نظر اآلخرين‪.‬‬

‫فهم التلميحات غير الشفهية‪.‬‬

‫اجعل األمور في نصابها الصحيح‪.‬‬

‫إن التربيــة باســتراتيجيات العقــل الكامــل ال تهتــم فقــط بمــا يكــون عليــه طفلــك‬
‫اآلن‪ ،‬ولكــن مــا يمكــن أن يكــون عليــه فــي المســتقبل‪ ،‬هــذه التربيــة تــدور حــول‬
‫تكامــل دمــاغ طفلــك‪ ،‬وتغذيــة عقلــه‪ ،‬وتزويــده بالمهــارات الالزمــة التــي ســتنفعه فــي‬
‫ـدا‪.‬‬
‫ـردا راشـ ً‬ ‫ً‬
‫مراهقــا أو فـ ً‬ ‫المســتقبل حيــن ينمــو ويصبــح شــا ًّبا‬

‫‪14‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬


‫الرياض ‪ ،‬تقاطع عثمان بن عفان مع طريق رفحا‬

You might also like