‫الكاتبة حنين فراس حسن‬

‫"ما بين العقل والقلب"‬

‫‪2021‬م‪1443/‬هـ‬
 ‫المقدمة‬

‫اإلصابة بحرب نفسية أم ٌر محتومٌ عليك حين يتناثر‬

‫اك‪ ،‬تبقى خاضعا ً‬ ‫ملوثا ً إيّ َ‬
‫الصراع بين عقلك وقلبك ّ‬
‫أمامهما عليك إما الموازنة بينهما أو اختيار‬
‫ب ب فوبيا مختلطة شعوريا ً وفكرياً‪،‬‬ ‫واحداً‪ ،‬تصا ُ‬
‫ُ‬
‫وعجرفة القلب‬ ‫ثرثر ُة العق ِل‪،‬‬
‫وهو ما سأتحدّث عن ُه بكتابي هذا‬
‫ربما تجدون ُك ّل ما تخ ُّط ُه أناملي ب ِه من اليأس‬
‫والحزن وهذا سبب ُه ما سأروي ِه هنا وما دفعني‬
‫لروايت ِه‬
‫أتمنى لكم قراءة ممتعة وأرجو أن ينال إعجابكم‪.‬‬
 ‫ُ‬
‫عقلبية مد ّمر ٌة‬

‫ٌ‬
‫"عقلبية مدمر ٌة" أجل‬ ‫ربما لم تفه ْم هذا العنوان‬
‫بك ِّل ما أعني ِه هذا ما راودني حين أفك ُر بصراع ِ‬
‫ب‬
‫ب يله ُ‬ ‫العقل والقلب هما كالماء والنار‪ ،‬القل ُ‬
‫نيرانا ً‬
‫بداخل ِه إن عارضت ُه ولم تخضع ل ُه‪ ،‬بمقاب ِل ذلك‬
‫يأتيك العق ُل ببرود ِه هنا تم ّثل ُه الماء‪ ،‬فكما نعلم ال‬ ‫ِ‬
‫ت المكان والفينة‪ ،‬هذا‬ ‫تجتم ُع ال ّنار والماء في ذا ِ‬
‫إحدى احتماالت التشبي ِه لهما‪ ،‬أتعلم ماذا يفعالن َ‬
‫بك‬
‫سيقسمانك لقسمين وهنا تتد ّمر نفسيا ً‬
‫َ‬ ‫بالكا ِد‬
‫َ‬
‫أمرك هلل فقط‪.‬‬ ‫وجسدياً‪ ،‬في َ‬
‫تلك الحالة‬
 ‫ن‬

‫عداو ٌة موسميّة‬

‫العداوة بينهما ليست بشك ٍل دائم لكنها‪ ،‬في مواسم‬

‫االكتئاب حين تدهور حالتك النفسية يعلنان‬
‫حرباهما لكي يزيد الطين بلة‪،‬‬
‫يهال ترى ما السبب هل هي هرمونات في الجسم‬
‫مرض يتزامن في زمن محدد ويف ّل‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أم‬
‫لم أجد ولم تجدوا اإلجابة‪ ،‬ال عليك من ذلك‬
‫الشيء اإليجابي من ُك ِّل هذا أنها عداو ٌة موسميّة‬
‫ب بمرور الوقت…‬ ‫تذه ُ‬
‫عليك المحافظة على توازنك و وقارك أثناء‬
‫وقوعها‪ ،‬وكُن متفاءل لكل ما تمر ب ِه ستتجاوزها‬
‫كُن متيقنا ً فإنها موسمية‪.‬‬
 ‫كُن صبور‬

‫حارب الفوضى بداخلك بالصبر‪،‬‬

‫تهب العاصفة‬
‫فهو الدواء لهذا الداء‪ ،‬فحين ُّ‬
‫بأي شيء أمامنا‬‫نبقى متشبّثين بأماكننا متشبّثين ّ‬
‫نبقى صامدين حتى فينة انتهاء العاصفة وهذا ما‬
‫يس ّمى بالصبر‪ ،‬فصدقا ً ما بعد الصبّر إال الفرج‪،‬‬
‫تح ّل بالصبر قدر اإلمكان وستنجو من الحرب بأق ّل‬
‫َ‬
‫روحك لفين ٍة وجيزة ومن ثمّ‪،‬‬ ‫الخسائر‪ ،‬ربما تتقيّد‬
‫ُ‬
‫حنان القلبِ‬ ‫تُر ّمم ال ّندوب حتى وإن بقي لها أثر ف‬
‫لك مسرى تتخطى ب ِه ما‬ ‫ُ‬
‫رزانة العق ِل ستتي ُح َ‬ ‫و‬
‫جرى‪ ،‬فقط كُن صبوراً‪.‬‬
 ‫حوا ٌر بين القلب والعقل‬

‫""انتصار القلب" وهو االحتما ُل األول‪.‬‬

‫_🧠‪ :‬أنا ذو التأثير األكبر على اإلنسان!‪.‬‬

‫_️❤‪ :‬ال‪ ،‬أنا من يأثر باإلنسان بقدر أكبر‪!..‬‬
‫_🧠‪ :‬ال تتحداني أيُّها األحمق‪..‬‬
‫_️❤‪ :‬بل أنا أتحداك ألنني أقوى منك!!‬
‫عليك فعل ُه أن تتظاهر باأللم وأنا‬
‫َ‬ ‫_🧠‪ :‬حسناً‪ ،‬ما‬
‫بذات الشيء لنرى لمن سيكترث‪...‬‬
‫_️❤‪ :‬أتعلمُ ماذا أنت األحمق‪ ،‬لن نفعل هذا!!‬
 ‫عليك فعل ُه إيقاف ِه‬
‫َ‬ ‫سأثي ُر حاسة االشتياق لدي ِه ما‬
‫عن االشتياق‪ ،‬إن نجحت فأنت الرابح بيننا وإن‬
‫حدث العكس فسأكون أنا من ربح‪.‬‬
‫_🧠‪ :‬حسنا ً‬
‫ترك ً‬
‫ندبة في‬ ‫_️❤‪ :‬فرا ُقك عن من كان يس ِك ُنني َ‬
‫كيف لساك ِن ال ّروح ِ أن يجرحها‪.‬‬
‫أعماقي‪َ ،‬‬
‫لك كُل شيء‪ ،‬أنتَ‬ ‫خانك من َ‬
‫كان َ‬ ‫َ‬ ‫_🧠‪ :‬حتّى وإن‬
‫كان خيراً لبق َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫أعظم من أن تتألم من فراق ِه‪ ،‬لو َ‬
‫ق أكثر‪،‬‬ ‫_👤‪ :‬أنتَ ُمحق يا عقلي ولكن قلبي ُم ِح ٌ‬
‫صحة من الواقع‪ ،‬ولكن الشوق‬ ‫ٌ‬ ‫ل ِكال القولين‬
‫لسارقِ ال ّروح ِ أكبر من كبريائي‪ ،‬لي شدي َد األسف‬
‫تجاهك يا عقلي لكنني خضعتُ لقلبي هذه المرة‪.‬‬ ‫َ‬
 ‫"انتصار العقل" وهو االحتمال الثاني‪.‬‬

‫_️❤‪ :‬سأثي ُر حاسة االشتياق لدي ِه ما‬

‫عليك فعل ُه إيقاف ِه عن االشتياق‪ ،‬إن‬
‫َ‬
‫نجحت فأنت الرابح بيننا وإن حدث‬
‫العكس فسأكون أنا من ربح‪.‬‬

‫_🧠‪ :‬حسنا ً‬
‫_️❤‪ :‬فرا ُقك عن من كان يس ِك ُنني ترك ً‬
‫ندبة‬
‫في أعماقي‪ ،‬كيف لساك ِن ال ّروح ِ أن يجرحها‬
 ‫وناقض القلب في‬
‫َ‬ ‫أما العقل فقد زاد َ من رزانت ِه‬
‫قول ِه التالي‪:‬‬

‫للهالك‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫بنفسك‬ ‫َ‬
‫توازنك‪ ،‬ال تودي‬ ‫_🧠‪ :‬حافظ على‬
‫عزت مكانتهم في َ‬
‫قلبك حين‬ ‫األشخاص مهما ّ‬
‫قلبك لالستسال ِم ل ُه‬
‫عليك أن ترد َع َ‬
‫َ‬ ‫يخطؤون بح ّق َك‬
‫حافظ على كرامتِ َك التكُن ساذج‪ ،‬من يُحب لن‬
‫َ‬
‫عليك بمحو ِه من حياتك‬ ‫يتخلى‪ ،‬فإن تخلى َ‬
‫عنك‬
‫_️❤‪ :‬ال ترت ّد ل سخافت ِه‪ ،‬تذكّر أيامكم الجميلة‪،‬‬
‫رغم ما ألحق ُه بي من ألم‪ ،‬ال يمكنني أن أكرهه‪.‬‬
‫_👤‪ :‬أنتما تثيران استفزازي‪ ،‬أنتَ مخطئ هذه‬
‫المرة يا قلبي ‪،‬ف ُك ُّل الصواب مجتم ٌع في قول عقلي‬
 ‫َ‬
‫أتجاوز أخطاءهُ وأقدُّم نفسي‬ ‫أليس من الخطأ أن‬‫َ‬
‫رضيك يا قلبي‪ ،‬أنا لستُ متأسف لك‬ ‫َ‬ ‫لإلهان ِة لكي ُأ‬
‫ألنك عُجنتَ من عجن ِة اإلهانة‪.‬‬ ‫َ‬
‫_🧠‪ :‬واآلن أيُّها القلب هل اقتنعت؟‬
‫_️❤‪ :‬حسنا ً أنتَ من رب َح في هذ ِه المرة لكن‬
‫الحرب بيننا‬
‫َ‬ ‫احذر من األيا ِم ال ُمقبلة‪ ،‬ألنني أعلنتُ‬
‫من ُذ هذا الحين‪.‬‬
‫َ‬
‫غيظك هذا‪ ،‬فالم ّرة‬ ‫_🧠‪ :‬هه‪ ،‬بالكا ِد كُنتُ أتو ّق ُع‬
‫السابقة أنت ربحت لكنني لم أكت ُّظ غيظاً‪ ،‬ولم أبدي‬
‫لك حقداً‪ ،‬تقبّلتُ الهزيمة برحبٍ وسعة لكنني َ‬
‫أراك‬ ‫َ‬
‫لك استنفذتَ كُل طاق ِة اإلنسانية‬ ‫أول سقوط َ‬ ‫من ُذ ّ‬
‫لديك‬
‫َ‬
‫وقارك‬ ‫َ‬
‫برزانتك و‬ ‫أتظن أ ّن َك‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫كفاك سذاجة‪،‬‬ ‫_️❤‪:‬‬
‫ستهزمني‪ ،‬فأنا مالكُ المشاعر اإلنسانية‪،‬‬
 ‫وإن انعدمت تلك المشاعر لدى اإلنسان فسينتهي‬
‫وسيكون وجودهُ البشوش بين الناس مهدداً‬
‫_🧠‪ :‬ال تنسى طالما أنا متيقن لما سيحدث حول‬
‫اإلنسان بأفكاري العقالنية سأجعل ُه يتخطى مشاعرهُ‬
‫وإذا اضط َّر األم ُر سأجعل ُه يشع ُر مني‬
‫_️❤‪ :‬سنرى من الرابح‪.‬‬
 ‫نزاعات جارحة‬

‫_️❤‪ :‬أنتَ من د ّمر مكانتي لدى اإلنسان بعد أن‬

‫كُنتُ في المرتبة األولى في حيات ِه أصبحتُ من‬
‫سأبر ُح َك ضربا ً بحجار ِة كالمي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ثانوية الخيارات‪.‬‬
‫َ‬
‫مواجهتك أرت ُّد‬ ‫_🧠‪ :‬أتعلم في ُك ِّل مرة أو ُّد بها‬
‫سذاجتك وغباؤك يمنعني‪.‬‬‫َ‬ ‫ّ‬
‫وكأن‬ ‫للخلف‬
‫_️❤‪ :‬كُف عن‪...‬‬
‫_🧠‪ :‬أنا لم ٌأ ّنهي كالمي وهذا أو ًال‪،‬‬
‫تلك المسابقة وهذا‬ ‫إخفاقك في َ‬
‫َ‬ ‫أنتَ من أعلنتَ‬
‫ثانياً‪ ،‬وثالثها وآخرها أنا ال أو ُّد ولم أو ّد يوما ً أن‬
‫أعاندك وأن أخ ُلق عداو ًة معك لك ّنك أنتَ من خلقتها‬‫َ‬
 ‫وسأستم ُّر َ‬
‫معك بهذا الهراء‪ ،‬لكنني بكام ِل‬
‫استعدادي للتراجع عن هذا حين تصحو مما أنت‬
‫عليه‬
‫_️❤‪ :‬إن كُنتَ تعتقد بأ ّنك ستثي ُر مشاع َر الحسر ِة‬
‫والحزن بي فأنك مخطئ أش ُّد الخطأ!‪.‬‬
‫_🧠‪ :‬أنتَ عديمُ الفهم حقا ً القلوب ال تستح ُّق سوى‬
‫الدّهس أل ّنها مصدر غباء وإذالل اإلنسان‬
‫_️❤‪ :‬أنت تقصدني بكالمك يا حجري!! أنتَ أشب ُه‬
‫َ‬
‫بمستواك مثل عجز الحيوان‬ ‫بالبهيم ِة وعق ُلها‬
‫عن العقالنية هكذا أنت تفعل باإلنسان‬
‫بكالمك شيء من الواقع‪ ،‬فاإلنسان يتب ُع‬ ‫َ‬ ‫_🧠‪ :‬أتعلم‬
‫َ‬
‫البهيمة ال يفكّر ويتب ُع‬ ‫إ ّما قلب ُه أو عقل ُه ّ‬
‫لكن‬
‫إحساس ُه‪ ،‬ما أقصدهُ أ ّن ُه لم يستنجد بعقل ِه ليعيش بل‬
‫ً‬
‫بهيمة‬ ‫أ ّن ُه ناجى قلب ُه لذلك هو من فع َل ب ِه أن يكون‬
‫لمشاعر جياشة عمياء توصل ُه لحيا ٍة بعيد ًة‬
‫ٍ‬ ‫ينقا ُد‬
‫عن حياة اإلنسان رغم اجتماعهما بذات الحياة‬
‫ُف عن استفزازي ‪..‬أيّها‪!!..‬‬
‫_️❤‪ :‬ك ّ‬

‫أي استفزاز‪ ،‬هل تدّعي على الحقيقة‬‫_ 🧠‪ :‬عن ّ‬

‫باالستفزاز‪ ،‬وليكن كذلك وكما تري ُد فهمه المشكلة‬
‫هنا بأ ّنك مصدر شعور ال فهم لذلك لن تستطي َع‬
‫تمييز أي شيء حولك!‬
‫_️❤‪:‬ربّما بالفلسفة أنتَ تتفوق عليّ وهذا أولى‬
‫اعترافاتي تجاهك‪ ،‬لكنك نسيت‪،‬‬
 ‫بأ ّن ُه حين يتوقع اإلنسان أي حدث يقول لقد‪.‬‬
‫"أشعرني قلبي بهذا"‬
‫وال يقول‬
‫"لقد أوحى عقلي لي هذا"‬
‫_🧠‪ :‬أتفق معك بهذا ألنني لستُ ناكراً للحقائق‬
‫فك ٍّلما تقبّلتَ مناقضاتك‪ ،‬تقد ُر على امتالك كم كبير‬
‫زك على االستمرار بص ّد خصمك‬ ‫من القوة تح ّف َ‬
‫ت الحين‬‫ومحاربت ِه وأن تكون مسالما ً مع ُه في ذا ِ‬
‫_️❤‪ :‬ربما ال أتقبل جميع الحقائق لكنني أستشعر‬
‫لما يجري حولي وأعلم من الخطر وما هو ومتى‬
‫يصبح أكثر خطراً وأين‪.‬‬
‫باستهتار‬
‫ٍ‬ ‫معك بهذا‪ ،‬لك ّنك تتص ّرف‬
‫_🧠‪ :‬ألتّفق َ‬
‫يعجز المرء عن إيجاد حل لمشاكل ِه‬‫ُ‬ ‫كبير حين‬
‫تودي ب ِه للهالك عوضا ً عن النجاة‬
 ‫َ‬
‫كفاك‬ ‫ف عن الذمّ إن انعدم المد ُح َ‬
‫لديك‪،‬‬ ‫_️❤‪ُ :‬ك ّ‬
‫أن تناقضني و ِكالنا لديه من األخطاء يعادل ما لدي ِه‬
‫ثرثري كثيراً‬‫ُّ‬ ‫الصحة وأكثر أنت‬
‫_🧠‪ :‬أنتَ ال ترى أبعد مما أنتَ علي ِه لذلك‪،‬‬
‫الجدال معك ال جدوى من ُه فأنتَ كثي ُر الر ِّد قلي ُل‬
‫الفه ِم‪.‬‬
‫_️❤‪ :‬بالكا ِد كفانا جدا ًال‪ ،‬فأسو ُء ما بالفيلسوف‬
‫كثرة كالم ِه وقلة معناه‪.‬‬
‫الشرف ُك ّل ُه بكوني فيلسوف أفضل من أن‬ ‫ُ‬ ‫_🧠‪ :‬لي‬
‫أكون مصدر إذالل ‪!..‬‬
‫ٌ‬
‫عالقة‬ ‫ُ‬
‫عالقة ا ُأل ِمّ بأطفالها‬ ‫_️❤‪ :‬أال ترى أن‬
‫مليئة بالمشاعر واألحاسيس ال األفكار واألقاويل‪،‬‬
‫عاطفة األمومة ال فِك َر األمومة‬ ‫َ‬ ‫يقولون‬
 ‫_🧠‪ :‬يفكرون قبل اإلجابة‪ ،‬ال يشعرون بها‪!..‬‬
‫_️❤‪ :‬شعور الحب ال أفكار الحب‪!..‬‬
‫أتظن إن ناقضتَ إجابتي بإجابة أقوى سترب ُح‬ ‫ُّ‬ ‫_🧠‪:‬‬
‫النقاش‪،‬‬
‫_️❤‪ :‬لن أرب َح النقاش لكنني سأُعي ُد مكانتي‪،‬‬
‫وهو ما أسعى من أجله‬
‫_🧠‪ :‬أدعو أن تنا َل ُم َ‬
‫رادك‪ ،‬ولي بال ِمثل‪..‬‬
‫*هكذا بقي الشجار قائما ً بين العقل والقلب‪ ،‬لكن‬
‫حالة اإلنسان في هذه الفينة‪ ،‬أهل يعاني من‬ ‫ُ‬ ‫ماهي‬
‫هذا الشجار أم أ ّن ُه ال يكترث للحروب بداخل ِه دعونا‬
‫نرى ما موقف اإلنسان من ذلك;‬
‫أرجوك ارحمني ال‬ ‫َ‬ ‫أصعب حالتي‬
‫َ‬ ‫_👤‪ :‬يا رباه‪ ،‬ما‬
‫كيف لي أن‬ ‫أعلم ما أريد وال ماذا عساي أفعل‪َ ،‬‬
‫أض ُع كل من عقلي وقلبي على كفتان لهما ذات‬
‫الوزن‪ ،‬أخشى من فقدانهما وأنا بحاجة كالهما‬
‫يقبض أنفاسي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وأحس بضيقٍ‬‫ُّ‬ ‫يؤلمني قلبي‬
‫ويؤلمني عقلي وكأ ّن ُه لم يعُد يحت ِمل أي أفكار‬
‫جديدة‪ ،‬حتّى أ ّن ُه توقف عن كون ِه عالمُ األحالم‬
‫األفكار التي أصن ُع ِمنها‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫مركز‬ ‫الغامض أجل إنه‬
‫توقف قلبي عن الشعور‪ ،‬كأ ّنني جس ٌد‬ ‫َ‬ ‫أحالماً‪ ،‬بينما‬
‫بال روح‪،‬‬
‫كيف أخفف من حدّة الصراع‬ ‫عساي أفعل َ‬ ‫َ‬ ‫ماذا‬
‫حس‬
‫بفكر سليم‪ّ ٍ ،‬‬ ‫أليس من حقي أن أتمتّع ٍ‬ ‫َ‬ ‫بينهما‪،‬‬
‫ُمرهف جميل‬
‫َ‬
‫ويلك يا عقلي‬ ‫آه آه يا قلبي ‪ ...‬ويا‬
 ‫سكوتٌ دائم أفضل من كال ٍم مسموم‬

‫سكوتُ االثنين أفضل بكثير من كالمهم المسموم‬

‫وإن سكوتٌ خير من‬ ‫ليس من جيّد الكالم ما يجرح‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ألف كالم‪ ،‬غالبا ً ما يكون هذا أسوء ما قد يم ُّر ب ِه‬
‫اإلنسان سكوتُ قلبه وعقله في ذات الفينة‬
‫دون دقاتٌ متسارعة‪ ،‬وأفكا ٌر عظيمة‪،‬‬
‫ُف اإلنسان‬ ‫بالكا ِد يعد ما بين السيء والجيد أن يك ّ‬
‫عن الفكر والشعور دون إرادت ِه‪ ،‬الجيد من ُه أ ّن ُه لن‬
‫الحس‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫رب‬‫النفس‪ ،‬وال ُمض ّط َ‬
‫ِ‬ ‫يعد سي َء‬
‫هناك تنبؤات قلبية‬‫َ‬ ‫والسيء في هذا لن يعد‬
‫و تخيّالت عقلية‪..‬‬
 ‫ٌ‬
‫هدنة زمنية‬

‫بقى ُك ٌل منهما على هذا الحال سكوتٌ دام لفترة‬

‫زمنية ليست بالقليلة وليست بالطويلة‪ ،‬والفوضى‬
‫متوقفة تماماً‪ ،‬لكن اإلنسان َ‬
‫دخ َل بحال ٍة من‬ ‫ٌ‬
‫فينة يعتق ُد بأ ّن ُه أصبح قاسي القلب‪،‬‬ ‫االستغراب‪ً ،‬‬
‫وكأن شجار‬ ‫ّ‬ ‫وفينة ُأخرى يعتق ُد بأ ّن ُه عديم الفهم‪،‬‬ ‫ً‬
‫القلب والعقل أعا َق حيا ًة طبيعة كان يعيشها‬
‫البشري‪ ،‬تأثر جسدهُ بكالمهما‪ ،‬وهذا يعني أ ّن ُه لم‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫اإلنسان‬ ‫سرا وهذا أشعر‬ ‫يربح أحداً منهما لقد خ ِ‬
‫اقترب دنو أجل ِه‪،‬‬‫َ‬ ‫وأيقن ُه بأ ّن ُه‬
‫واآلن أمرهُ متروكٌ ل ِكالهما‪ ،‬فعليهما إصالح ما‬
‫البشري الفقي ُر‬
‫ّ‬ ‫ارتكباهُ من أخطاء بح ّق ذلك‬
‫الحواس والمفتقر للحياة البشوشة‪ ،‬لنرى ماذا‬ ‫ّ‬
‫صالن‪.‬‬ ‫جرى وسيجري معهما وإلى ماذا سيتو ّ‬
 ‫_️❤‪ :‬أتعلم ماذا!! أنا أخطأتُ بح ّق َك كُنتُ أعتقد‬
‫بأن ّني كُل شيء في حياة اإلنسان وأ ّن ُه ال يستند إال‬
‫على أحاسيسه‪ ،‬ونسيتُ أو بمعنا ً أصح تناسيتُ‬
‫بأ ّنك أنت الجزء الذي ال يجزئ والذي يسند‬
‫اإلنسان ويبعدهُ عن األخطاء‪.‬‬
‫ئ شنيعا ً بشجارنا لم‬ ‫_🧠‪:‬أنتَ ُمح ّق‪ ،‬ارتكبنا خط ً‬
‫نرى كمية األذى الكبيرة التي ألحقناها ب ِه‪ ،‬كسرناهُ‬
‫وسلبنا من ُه روحا ً بشوشة كانت تعتنق ُه يوماً‪،‬‬
‫ما رأيُ َك بأن ُنصل َح خطئنا بتحال ِفنا وتكات ِفنا سوياً!‬
‫_️❤‪ :‬أنا بكام ِل استعدادي‪ ،‬لكن ماذا سنفعل أريد‬
‫أن تقو َد ما نريد فعل ُه‬
‫_🧠‪ :‬ال أنتَ ُقدهُ هذا أفضل‪...‬‬
 ‫_️❤‪:‬أرجوك‪ ،‬ال أريد أن نتشاجر مجدداً على‬
‫أمور سخيفة ما هي ُخ ّطتُك لنعيده كما كان‬
‫ٍ‬
‫_🧠‪ :‬حسنا ً إن كُنتَ تريد هذا‬
‫إليك ما يجب علينا فعله;‬‫َ‬

‫ً‬
‫رهيبة كانت نسبة نجاحها كبيرة‬ ‫ً‬
‫خطة‬ ‫"ن ّظم العقل‬
‫من مج ّرد قولها فكيف حين تنفيذها دعونا نرى‬
‫ماذا قال وماذا سيفعالن‪ ،‬وهل سيعود اإلنسان إلى‬
‫ما كان عليه سابقاً‪ ،‬وهل سيتمكنان من تحقيق‬
‫ق عالقة صداقة بينهما‬ ‫مرادهما‪ ،‬و يهال ترا ستخل ُ‬
‫أم سيبقيان أسيران للكره وغ ّلة الحقد"‬
‫_🧠‪ :‬ك ُّل واح ِد منا سيتح ّدث عن سبب الخالف‬
‫بيننا من وجه ِة نظره ونح ّل سوء الفهم بيننا‪،‬‬
‫وهكذا سيستعيد روح ُه البشوشة‪.‬‬
‫_️❤‪ :‬فكر ٌة ال بأس بها‪ ،‬لك ّنك أنتَ ستبدأ‪..‬‬
‫_🧠‪ :‬كال أنت من سيبدأ أل ّن ُه تد ّمر بسببك ‪...‬‬
‫َ‬
‫اتهامك الواضح مثل ضوء‪. .‬‬ ‫_️❤‪ :‬سأتجاه ُل‬
‫لدي!!‬
‫الشمس‪ ،‬وسأبدأ بسر ِد ما ّ‬
‫_🧠‪ :‬أجل أبدأ وأنا لم أقصد إيذائك‪.‬‬

‫" بدأ القلب بتنفيذ ما طلب ُه من ُه العقل بسر ِد سبب‬

‫الخالف من وجه ِة نظر ِه‪ ،‬يهال ترى من المخ ِطئ‬
‫منهما وهل سو ُء تفاه ٍم نت َج بينهما وتسبب بما هما‬
‫أصاب اإلنسان!‪ .‬دعونا نرى ما مبررات‬ ‫َ‬ ‫عليه وما‬
‫كالهما"‬
 ‫جرائم العقل والقلب الضحية‬

‫شيء‪ ،‬مهما بلغت حدّة‬

‫ٍ‬ ‫_️❤‪ :‬سأسر ُد ُك ّل‬
‫الكالم‪ ،‬أو مبالغت ِه أرجو عدم المقاطعة‬
‫َ‬
‫تأكيدك على هذا قبل بدئي‪.‬‬ ‫منك‪ ،‬أو ّد‬
‫لن أنطق‪ .‬بكلمة حتى‪.‬‬ ‫_🧠‪ :‬حسنا ً‬
‫انتهائك‬
‫_️❤ ‪ :‬أرجو ذلك‪!..‬‬
‫حدث هذا قبل عدّة أيام‪...‬‬
‫بأمر جارحي أعماقي‪ ،‬وشعرتُ‬ ‫كُنتُ أشاو ُر نفسي ِ‬
‫بالحنين لهم وتساءلت لماذا ابتعدوا عني ماسبب‬
‫ذلك; لم أجد إجابة حتى سمعتُ َك تشاو ُر اإلنسان‬
‫َ‬
‫فلسفتك الحمقاء تقول لإلنسان‬ ‫بأفكار ناتجة عن‬
‫ٍ‬
‫أ ّن ُه لم يخطئ باالبتعاد والفراق فهم ألحقوا ب ِه‬
 ‫جزء قليل‬‫ٍ‬ ‫األذى بي وأنني ساذج‪ ،‬ال أتحلى وال بأي‬
‫من الكرامة وأنني ُوجدتُ باإلنسان ألكون مصدر‬
‫ب ليس سوى أدا ٌة لتقليل الثقة‬ ‫إذالل ل ُه‪ ،‬وقلتَ القل ُ‬
‫وكتلة من الغباء الممزوج‬ ‫ً‬ ‫وكل الخطأ اجتم َع ب ِه‬
‫بروح ٍ تفتق ُر الحياة‪ ،‬و طلبتَ من ُه أن يزيلني من‬
‫ت لدي ِه وأ ّن ُه علي ِه أن يأخ َذ‬
‫موقع ِ االستشارا ِ‬
‫بمشاورتك فقط‪ ،‬أنتَ مخطئ شدي َد الخطأ‪ ،‬أنا ال‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫ويمزقني‬ ‫أستح ُّق هذا‪ ،‬طلبتَ من ُه أن يلطمني لطما ً‬
‫تمزيقاً‪ ،‬وأن يستغني عني‪ ،‬وقلتَ أيضا ً بأن يُ َ‬
‫عطيك‬
‫ح ّق تلقيني درساً‪ ،‬أنا ال أستح ّق ذلك‬
‫منك ألنني لم أتو ّقع أن‬ ‫أثا َر ُحزني ما سمعت ُه َ‬
‫غدر‪ ،‬وأنا وضعتُ ثقتي‬ ‫تج ّذني من ورائي جذاتُ ٍ‬
‫الغدر‬
‫ِ‬ ‫ثوب‬
‫عك أن تكون مرتدي َ‬ ‫بك لم أتو ّق َ‬
‫العميا َء َ‬
‫وأطلب من ُه تفسيراً فلسفيا ً‬ ‫ُ‬ ‫أنتَ من كُنتُ أستشي ُرهُ‬
‫حو َل قضايا ومشاعر إنسانية كي ال ُأخطئ بح ّق‬
‫اإلنسان الموجود بداخ ِل جسد ِه‪ ،‬بقيتُ أتألم أليام‬
‫بلة في نفسي‪،‬‬ ‫الطين ً‬
‫َ‬ ‫حتى راودني ُح ُلم أزا َد‬
‫بر ُحني ضربا ً بأدا ٍة حا َّد وكأ َّن ُه‬ ‫أن اإلنسان يُ ِ‬‫شاهدتُ ّ‬
‫ضحت أمامي وإذا‬ ‫ولكن صور َة األدا ِة تو ّ‬ ‫ّ‬ ‫جذا ُر لح ٍم‬
‫بك تح ّطمت من وقتها‬ ‫ويبر ُحني َ‬
‫بك ِ‬ ‫بأنتَ يمسكُ َ‬
‫بك ومهما يحدُث بيني وبينك لن تنال ثقتي‬ ‫ثقتي َ‬
‫مجدداً فأنتَ كسرتَ بداخلي شيئا ً يُصعَب إصالح ُه‪،‬‬
‫األمر إلى‬‫ِ‬ ‫ُنلتُ ِمنكُما كثيراً من الضرب أودى بي‬
‫النزيف‪ ،‬أجل نزفتُ كثيراً في المنام وهذا أثار‬
‫كان ُح ُلما ً لك ّن ُه جر َح‬‫تجاهك‪ ،‬حتى وإن َ‬ ‫َ‬ ‫اشمئزازي‬
‫ما يسمى بكبريا ِء القلبِ ور ّقت ُه‪ ،‬أقساني جداً حتى‬
‫كتلة حجرية متجمعة داخل جس ِد إنسا ٍن‬ ‫ِكدتُ أصي ُر ً‬
‫بين أحشائ ِه‪ ،‬وقطعتُ وعداً على نفسي أن‬ ‫تعيش َ‬ ‫ُ‬
‫أحاربك حتى‬ ‫َ‬ ‫منك وأن‬‫أنتقم لذاتي وآخذ حقي َ‬
‫ب‬ ‫أنتصر بحربٍ جمعت عقل وقلب جسد حر ُ‬
‫"" نارمايئة وعقلبية""‬
 ‫َ‬
‫أخبرك؟ ! كيف علمت‬ ‫_🧠‪ :‬ما هذا أأنت‪ ...‬من‬
‫ولم أقصد ذلك أنت فهمتَ الكالم خطأ‪..‬‬
‫لك بأن تدعني ُأك ِمل كالمي‪،‬‬‫_️❤‪ :‬قلتُ َ‬
‫ل ِكالنا فرصة التبرير وال من ح ّق أحداً ِمنا أن‬
‫يقاطع كالم اآلخر‬
‫_🧠‪ :‬حسنا ً لكنك فهمتَ األمر بطريقة خاطئة‬
‫ذاك‪،‬‬ ‫_️❤‪ :‬سأُك ِمل ماذا استنتجتُ من بع ِد شجارنا َ‬
‫وما الذي ُأفكر ب ِه أو فعله وهل أملك فكر ًة أو ُّد‬
‫تطبيقها‪ !...‬دعني أتحدّث عن ُك ِّل هذا‪..‬‬
‫_🧠‪ :‬سأ ِعدُك بأنني لن أقاطعك حتى تنهي كالمك‬
‫وأنني سأُبرر موقفي كله وما سمعت ُه أنت‪.‬‬
‫مشاجرتك وأن ّني‬
‫َ‬ ‫ُف عن‬ ‫_️❤‪ :‬وجدتُ أ ّنني لن أك َّ‬
‫بطريقة سلمية ال عنفية‬ ‫ً‬ ‫سأستم ُّر بال ّنزاع ولكن‬
‫رك ب ِه فأنا ال أثق‬ ‫والذي يدو ُر في مخيلتي لن ُأخب ِ َ‬
‫جزء من‬ ‫ٍ‬ ‫فك على‬ ‫ب مكار‪ ،‬دعني ُأع ّر َ‬ ‫َ‬
‫بك أنتَ ثعل ٌ‬
‫خباثتي‪ ،‬أنا كالسكين إن لم تتحكم بي سأطع ُنك‪،‬‬
‫وأمي ُل لكوني زجاجة إن ح ّطمتني سأج َر ُحك‪ ،‬ال‬
‫أؤذيك كثيراً لكنني عاهدتُ نفسي أن‬ ‫َ‬ ‫بأس لن‬
‫أستر ّد حقي حتى وإن كان األمر يتطلب التضحية‬
‫أسكن بين أحشائ ِه‪ ،‬عاهدتُ‬ ‫ُ‬ ‫بنفسي وبحياة من‬
‫حك‬ ‫ف ألما ً ال دماً‪ ،‬أن ُأ ِ‬
‫بر َ‬ ‫أجعلك ُ‬
‫تنز ُ‬ ‫َ‬ ‫نفسي أن‬
‫َ‬
‫اإلنسان‬ ‫ضربا ً وأجع ُل َك تصاب بالزهايمر و ُأسيّر‬
‫ً‬
‫ورهيبة نوعا ً ما‪.‬‬ ‫كما أريد لكن بطريقة مخيفة‬
‫أأرجوك اصمت قلي ً‬
‫ال ال تتبالني إلى هذا الح ّد‬ ‫َ‬ ‫_🧠‪:‬‬
‫من التّبلي‪..‬‬
‫_️❤‪ :‬أرأيتَ كيف أ ّن َك ال تُجيد اإليفاء بالوعود‬
‫التي تق َطعُها‪ ..‬تتراجع عن كالمك ال تستح ّق أن‬
‫تكون قائداً إلنسان‬
‫_🧠‪ :‬أنا ال أخ ِلف بوعودي لك ّنك تجاوزتَ ُك ّل‬
‫وبهدوء بعيداً عن‬
‫ٍ‬ ‫الحدود‪ُ ،‬قلنا من دون تجريح‬
‫الشجار من جديد‪ ،‬لكن سرعان ما بدأتَ بسرد‬
‫وجهتك حتى بدأت بالوقاحة في تعبيرك أنتَ‬
‫أنتَ ال تستحق أي فرصة للتبرير أو الدفاع عن‬
‫لدي تجاهك‬ ‫نفسك أتعلم اآلن عليّ التحدّث بك ّل ما ّ‬
‫أنا لستُ بمجرد عقل وإ ّنما أكبر من ذلك وسأُثبِت‬
‫بقدر ما أتك ّلم ُه ولستُ أق ّل من ذلك أنا‬ ‫َ‬
‫لك هذا أنا ِ‬
‫ُتلة من الذكاء والدهاء أنتَ تج ّرأت بالمشاجرة‬ ‫ك ٌ‬
‫َ‬
‫جزاءك مني‬ ‫معي وستنا ُل‬
 ‫"صداقة مسمومة"‬

‫_🧠‪ :‬أجل أال تعلم إن أردتَ تدمير أي أحد ف عليك‬

‫أن تصادق ُه‪ ،‬فكما يقولون احذر ّ‬
‫عدو َك مرة‬
‫َ‬
‫وصديقك ألف م ّرة فكيف إن اجتمعَت العداوة‬
‫أتظن بأ ّنك ستتمكّن من‬
‫ُّ‬ ‫والصداقة في ذات الشخص‬
‫النجاة‪ ،‬أنتَ ُمخطئ شدي َد الخطأ في هذ ِه المرة‬
‫أيضا ً الح ُّظ سيحال ُفني‪ ،‬أخبرتُ َك ألكثر من م ّرة بأن‬
‫ال تتحداني إن كُنتَ تملك الشعور فأنا أملك الفكر‬
‫والفك ُر أقوى من الشعور وأش ّدهُ بالسيطرة‪ ،‬أنا‬
‫سي ُد نفسي وال من أح ٍد يُملي عليّ مالحظات ِه أو‬
‫خضع‬‫أوا ِم َرهُ وإ ّنما أنا من يُملي على الغير و ُأ ِ‬
‫س َك تماماً‪ ،‬أتذكُر حين ُقلتَ لي‬
‫الجميع إليّ على عك ِ‬
‫َ‬
‫عاطفة األمومة ال فكر األمومة‪ ،‬أال تعلم‬ ‫أن ُه يقال‬
‫بأن ا ُألم تستخدم عقلها لحماية أطفالها الذين‬ ‫ّ‬
‫استحوذوا على قلبها‪ ،‬قدّمت إحساسها ألبنائها‬
 ‫وفكرها لنفسها‪ .‬لذلك بإمكانها التحكم بعقلها وال‬
‫تتمكن التحكم بقلبها باالختيار والتصحيح‬
‫ال موتى السرير‬ ‫العق ُل هو كُل شيء باإلنسان‪ ،‬فمث ً‬
‫ألن عقلهم قد مات‬ ‫أتعلم لماذا أسموهم بهذا االسم ّ‬
‫ب ال يزال ينبض‪ ،‬فماذا يفعل القلب يزي ُد‬ ‫ولكن القل ُ‬
‫من أيا ِم الحيا ِة لكن مهما بقوا على قي ِد الحياة‬
‫ألن عقلهم قد مات‪ ،‬بينما الموتى‬ ‫سيموتون ّ‬
‫يموتون حين يتو ّقف قلبهم ويقولون قد ماتوا‬
‫وينتهي األم ُر بهم‪ ،‬ال يعانون في موت ِه يموتون‬
‫بسالم بينما موتُ العق ِل يبقيهم أياما ً على قي ِد الحياة‬
‫يؤذيك ضرر المفي ِد ويُبدي فرقا ً‬
‫َ‬ ‫والعذاب‪ ،‬أكث ُر ما‬
‫بك في‬ ‫تاما ً بحياتك لكن غير المفيد يقتضي األم ُر َ‬
‫ت العاجل دون معانا ٍة لفقد ِه‪ ،‬ربما لن تفهم هذا‬ ‫المو ِ‬
‫ألنني الفلسفيّ ذو الفكر وأنتَ الساذج ذو الشعور‪،‬‬
‫أتعلم ما أنا ذو مكان ٍة كبيرة إن لم ُأق ّدِر ذاتي حتى‬
‫وإن أخط َأتْ ‪ ،‬وما أنتَ ذو مكان ٍة كبيرة مهما ص َّح‬
‫فع ُلك أل ّنك تسبب لإلنسان فر َط المشاعر‪ ،‬توقع ُه‬
‫عليك سأُميتُ َك‬
‫َ‬ ‫يجوز وقوع ُه فيها‪ ،‬ال‬ ‫ُ‬ ‫بمشاكل ال‬
‫وأنتَ على قي ِد الحياة وسأُج ّرع َُك بمورفين‬
‫الالمباالة ولن تكترث لما حدث وسيحدُث لك كُن‬
‫على ثقة بذلك‪ ،‬ال بل على حذر أل ّن َك ال تثق بي كما‬
‫للتحذير اعتبار‬
‫ِ‬ ‫ذكرتَ لك ّن َك بالمؤكد تجع ُل‬
‫" فأُع ِذ َر من ُأن ِذ َر"‬
‫العق ُل يُع َجب بثالثة;‬
‫ق الخطا الشدي ُد على نفس ِه‬ ‫باإلنسان ال ُمتّزن واث ُ‬
‫ال ُمحب لنفس ِه والذي يقدّرها والمتفهم لذات ِه‬
‫ب ما يقول ُه وال ُم ِ‬
‫حترم لذات ِه‬ ‫والصريح ِ الذي ال يها ُ‬
‫ولغير ِه ممن حول ِه‬
‫ب مر ًة من اجتمعت ب ِه الصفات الثالث تلك‪،‬‬ ‫ويُ ِح ُّ‬
‫المظهر‪ ،‬رشي َق البد ِن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب صحي َح‬ ‫بينما القلب يُ ِح ُّ‬
‫النفس والمتجاهل المتع ّمد‬ ‫ِ‬ ‫المظاهر‪ ،‬مغرو َر‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ُم ِح ّ‬
‫بِ ال عالقة للقلبِ بل هو قد‬ ‫الناس في ال ُح ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫حين يق ُع‬
‫وافق للمواصفات التي تطلبها العقل غير ذلك ال‬
‫صحّ‪ ..‬إال على من يُح ِك ُمهم قلبهم بطريقة خاطئة‬ ‫ي ُ‬
‫ال يمكنك إنكار هذا كُل ما تممتُ ذكرهُ عما‬
‫للنفس البشرية‪،‬‬‫ِ‬ ‫يحب القلب تبيّن أ ّن ُه ُم ٌ‬
‫هين‬
‫فكم من‬
‫بٍ فاشلة قال لم‬ ‫شخص خرج من عالق ِة ُح ّ‬ ‫ٍ‬
‫ي في الم ّرة القادمة‬ ‫أتحكم بقلبي فقد سيط َر عل ّ‬
‫سأُح ِكم عقلي ال َ‬
‫تنس هذا‪،‬‬
‫كذلك أنج ُح ال ّناس من أعم َل عقل ُه ال قلب ُه ومن‬
‫يحس ربما لن تفهم ما‬ ‫ّ‬ ‫يري ُد ح ّل مشكلة يفكر ال‬
‫أو ُّد قول ُه لكن بال ّنهاية ما اسعى ل ُه التأثير‬
‫بالبشري ال أن ُأل ّق َن َك معاني الحياة‪،‬‬
‫في ختام حديثي أو ُّد القول بأن ال تتحدى من ال‬
‫نصيحة من خص ٍم رابح‬ ‫ً‬ ‫تستطيع فهم ُه اعتبرها‬
‫لخصم ِه الخاسر‪........‬‬
‫لدينا احتماالن اثنان إما أن يختار اإلنسان عقله‬
‫قائداً لهُ وهو االحتما ُل األول أو أن يختار القلب‬
‫قائداً ل ُه‪ ،‬لنرى ماهي األحداث الجديدة و هل‬
‫هناك تغيّرات ستحصل أم ال‪،‬‬

‫_👤‪ :‬يا رباه ماذا يحدث ُأ ِصبتُ بصداع ٍ يكا ُد‬

‫ألم ُه يُميتني‪ ،‬الهاوية أعتق ُد بأنني وصلتُ لها‬
‫ماذا يجب عليّ فعله هل أوافق كالهما‪ ،‬أو‬
‫نصف بينهما‪ ،‬أم أستغني عن كالهما أيّهما‬ ‫ُأ ِ‬
‫األصح‪ ،‬ال من مشاعر ألتنبّأ بها وال من أفكار‬
‫أتقيّد بها من أختار هل أتحقق من االثنين كي ال‬
‫ش كثيراً‬ ‫مشو ٌ‬
‫ّ‬ ‫ق ٍ أحدٍ‪ ،‬ال أدري أنا‬
‫أخ ِطئ في ح ّ‬
‫قررتُ اآلن سأختبِر االثنان وسأب َد ُأ بالعق ِل‬
‫كيف لي‬‫َ‬ ‫أسمعاني أنتما االثنان ربما أنا ُجننتُ‬
‫ب‬ ‫أن ُأك ّلم عضوان داخل جسدي كم أنا غري ُ‬
‫األطوار‪ ،‬المهمُّ من ُك ِّل هذا أنا سأختا ُر َك يا‬
‫َ‬
‫كونك‬ ‫كيف ستُثبِت لي بأ ّن َك تستح ّ‬
‫ق‬ ‫عقلي ألرى َ‬
‫قائداً لي سأمن ُح َك هذ ِه ال ُفرصة استغ ّلها جيّداً…‬

‫" يهال ترا ماذا سيحدُث هل سينجو اإلنسان‬

‫مما هو عليه سينتصر واحداً منهما أم‬
‫سيتح ّرران من عُق ِد الحربِ والتخلف" سنرى‬
‫بعد قليل ف عليّ سر ُد وجهتي مما كتَبتُ في‬
‫السابق‪ ...‬ماذا أتص ّرف بتلك الحاالت لنبدأ‪:‬‬
 ‫كاتبة ما أخط ُه مزي ٌج من وحي‬ ‫َ‬ ‫_✍‪ :‬أنا ك‬
‫الخيال و تجربة واقعية أصو ُغ من ِكالهما عباراتٌ‬
‫وجمل أرص ُفها على أوراقٍ داخل كُتبٍ; ال أكتُ ُ‬
‫ب‬
‫عن‬
‫عبث سأُملي عليكم وجهتي في الحياة ُألوازن بين‬
‫خضع نفسي لقلبي‬ ‫عقلي وقلبي‪ ...‬أنا ُكنتُ سابقا ً ُأ ِ‬
‫أتأ َّث ُر كما يُقال من "ال ّطير ال ّطائر" قلبي آلمني‬
‫كثيراً أرهقني‪ ،‬شاورتُ نفسي أليام وأيام أعي ُد‬
‫ك ّررة األشياء من حولي عجنتُ وخبزتُ األمور‬
‫خضع نفسي لعقلي‪ ،‬أن ال ُأقرر وال‬ ‫حتى قررت أن ُأ ِ‬
‫أتفوه بكلمة قبل أن ُأف ِ ّكر‪ ،‬في أح ِد األيام شعرتُ‬ ‫ّ‬
‫خالف‬
‫ُ‬ ‫بفوضى بداخلي و في تلك الفينة تي ّقنتُ أ ّن ُه‬
‫ِكالهما لذلك بالكا ِد حققتُ توازني النفسي‪ ،‬وازنتُ‬
‫بينهما وحاربتُ آال َم القلبِ وصدا َع العقل وحققتُ‬
 ‫االنتصار لكن لم يكُن األم ُر بسهولة ما يُكتب لكن‬
‫ث يكفي ما عانيتُ ُه‪،‬‬ ‫ب جمي َع األحدا ِ‬ ‫ال يمكنني أن أكتُ َ‬
‫هنا ما أو ُّد إيضا َح ُه أ ّن ُه بهذ ِه ال ّر َ‬
‫واية تحت ِم ُل شيئا ً‬
‫من الواقع وشيئا ً من الخيال‪ ،‬لك ّنها موجودة بداخ ِل‬
‫ذواتنا‪ ،‬أنا ال أو ّد أن يب ِط َل عم ُل القلبِ لكنني‬
‫وقبل أن أص ّرح عن الحقيقة العلمية الصحيحة‬
‫أن العقل يجب أن يستلم‬ ‫حيالهما ُأأكد على ّ‬
‫المسؤولية األكبر في أجسادنا وأال ننسى ّ‬
‫بأن أي‬
‫كان قلبي يُش ِعرني‬‫أمر يُقل ُقنا ويأتينا فجأة نقول َ‬
‫لذلك نحن بحاجة موازنتهما لكن ليس بذات الكيلة‬
‫وإ ّنما أن يَح ُمل العقل الجزء األكبر وأن يأ ُخ َذ ‪%75‬‬
‫من المسؤولية‬
‫وأن يح ُمل القلب الجزء األقل وأن يأ ُخذ ‪ %25‬فقط‬
‫من المسؤولية‪ ،‬أنا لستُ متأكّدة من هذ ِه المعلومة‬
‫ضها عليكم ألن ُه هناك حقيقة علمية‬ ‫أعر ُ‬
‫التي ِ‬
‫تكشف عكس ما نعلم سأذكرها الحقا ً لكنني هكذا‬
‫البحر الذي ُخضتُ ُه وعشتُ ب ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫استنتجتُ من‬
 ‫سأض ُع بين مسمعكم من استنتاجي‪ ،‬حسب ما‬
‫ندرك ُه حين يستلم القلب الشعور والعقل يستلم‬
‫الفكر وهذ ِه معلومة سأُصححها الحقا ً ألنها ليست‬
‫بالصحيحة ولكن جميعُنا نؤمن بها وما ذكرت ُه‬
‫سابقا ً كان بنا ًء على هذ ِه المعلومة التي نحن‬
‫متيقظين لها‪،‬‬
‫" أ َّن ُه حين ُن ِحب عق ُلنا من يُحب ال قلبنا هذا حين‬
‫حب كما ذكرتُ‬ ‫نتأكّد من مشاعرنا ّ‬
‫ألن القلب يُ ُّ‬
‫سابقا ً كُل ما يراهُ من صحيح المظهر و‪ ...‬بينما‬
‫حب ثالثة أيضا ً كما ذكرت‪ ..‬لكن أال ترون‬ ‫العقل يُ ّ‬
‫بأ ّنكم حين تحدّثون أن ُفسكم أو أقرب الناس لكم‬
‫وتقولون أ ّنكم وقعتم بالحب‪ ،‬بأ ّنكم تفكّرون‬
‫بالشخص كثيراً‪ ،‬القلب ال ي َفكّر لكن على اعتقادي‬ ‫ِ‬
‫بأ ّن ُه يوجد بداخل كل الناس فيزيولوجيا تربط ِكال‬
‫بشخص معين تفكر ب ِه‬ ‫ٍ‬ ‫العقل والقلب فالعقل يفكّر‬
‫في كل األوقات في النهار في أي مكان تذهب إليه‬
 ‫عقلك تع ّلق بذلك الشخص‬ ‫َ‬ ‫وحتى قبل النوم ّ‬
‫ألن‬
‫لتك ومن بعدها يَشعُر قلبك‬ ‫ورس َم ل ُه مكانا ً في ُمخيّ َ‬
‫تلك الحالة تتأكد من‬ ‫الحب وتتس ّرع نبضات ِه في َ‬ ‫ب ّ‬
‫حبك"‬
‫بال ُمختصر ال ُمفيد‬
‫ال ُحب= الفكر ‪ +‬الشعور‬
‫معادلة يُسهل حفظها ومحتّمٌ‬‫ٌ‬ ‫على ذات الترتيب‬
‫حدو ُثها‪..‬‬
‫كل ما أو ّدهُ أن يستطيع المرء الموازنة بذات‬
‫النسبة بين كالهما‪.‬‬
‫_🧠‪ :‬ربما هذه ُفرصتي األخيرة ُألثبت نفسي ولكي‬
‫َ‬
‫كونك‬ ‫ُأبرء نفسي‪ ،‬ال يه ّمني مكانتي ِ‬
‫بقدر ما يه ّمني‬
‫بخير من حيّزي أنا بخير لذلك يم ِك ُنك القول ّ‬
‫أن‬
‫تنس التّطلع على قلبك لكي‬ ‫عقلك سليم‪ ،‬ولكن ال َ‬
‫ترى إن كان سليماً‪ ،‬أوه ال بأس هذا لن يجدي نفعا ً‬
‫كل ما عليّ تبرير نفسي‬
‫ال ُأحب الصراعات وال ته ّمني بتاتا ً أنا لم أو ّد أن‬
‫يجري ما جرى لكن شاء القلب وأثار استفزازي‬
‫ابعدني عن ما كنت عليه لقد آلمني و أنت تعرف‬
‫العقل ال يتأثر بسهولة إال بعد أن يقتضي األم ُر ب ِه‬
‫إلى الضغط الذي قد يتع ّرض ل ُه‪ ،‬لذلك عليك األخذ‬
‫بالحسبان بأ ّن ُه ليس باليد حيلة كابرتُ على نفسي‬
‫للصبر حدود وطفح ِ الكي ُل من ُه لم أكُن‬
‫ِ‬ ‫وصبرتُ لكن‬
‫أعرف بأ ّنه بهذا السوء‪ ،‬لكن ال بأس إن اخترتني‬
‫اعتيادي خالي من‬
‫ّ‬ ‫أ ِعدُك بأن تسير حياتك بشك ٍل‬
‫المشاكل والحروب النفسية‪...‬‬
‫_👤‪ :‬أنا سأختا ُرك يا عقلي‪ ،‬وال داعي للتبرير يا‬
‫ألن كالم ُه مقنع وحتى و إ ٍن ناقضت ُه‬ ‫قلبي اعذرني ّ‬
‫لكن األجمل هو أن‬ ‫األدلة ضده لن اكترث لها‪ّ ..‬‬
‫ي متّزن‪ ..‬يمكن ُه بذلك‬ ‫يكون اإلنسان راكز و عقالن ّ‬
‫التحكم والتغلب على عاطفت ِه‬
‫ق أش ّد الثقة بعقلي بأ ّن ُه‬ ‫لم أو ّد أن أجرحك لكنني أث ُ‬
‫إن وعد وفى ولن يخون أو يتراجع عن وعوده‬
‫غري بمتاع ِ الدنيا لن يجعلني أخضع‬ ‫و حتى وإن ُأ َ‬
‫لها بينما أنت ستتأ ّثر بذلك‪..‬‬
‫هو ب ّرر لي بطريقة مقنعة وال أعتقد بأ ّنك تتمكن‬
‫بذلك‪ ،‬لكنني أهنئُك على ما فعلت ُه سابقا ً ألجلي‬
‫إلخراجي مما كُنتُ وال زلتُ علي ِه من صراع‪.‬‬
 ‫سؤا ٌل واح ٌد يراودُني ‪ ..‬هل هذا الصراع سيدوم‬
‫بينهما‪ ،‬هل من ُذ البداية ُخل َق معهما؟!‬

‫اختال ُط أفكا ٌر يتعدّى حدو َد اإلراد ِة ّ‬

‫لدي‪،‬‬

‫لربما تفكيري منطقيٌّ ولربما ُأخرى ال منطقيٌّ‪..‬‬

‫أن هناك فيزيولوجيا تجم ُع ٍكال العقل‬ ‫ففي اعتقادي ّ‬

‫والقلب‪ ،‬وهي أيضا ً مصدر اختالفهما‪ ،‬إ ّن ُه ٌ‬
‫لغز‬
‫ً‬
‫جاهلة له‬ ‫يفوق درجات إدراكي وسأح ّل ُه‪ ،‬لن أبقى‬
‫لكن‬ ‫ٌ‬
‫فيلسوفة ّ‬ ‫سأج ُد اإلجابة لسؤالي‪ ،‬لربما أصبحتُ‬
‫ِ‬
‫هذا ال يهم‪ ،‬فكُل ما يشغل كل حيّز موجود بأعماق‬
‫سأجد الحل‪ ،‬سأُك ِمل االحتمال الثاني وهو‬ ‫مخيلتي ِ‬
‫اختيار اإلنسان لقلب ِه ولنرى بعد ك ّل هذ ِه الحوارات‬
‫ماهي الحقيقة وما الخطأ ومن األح ّق بهما لكون ِه‬
‫قائداً لإلنسان‬
 ‫لك موقفي‪ ..‬كما تقولون أنا أتأ ّثر‬ ‫_️❤‪ :‬سأب ّرر َ‬
‫بك ّل صغيرة وكبيرة تحدث معي‪ ..‬أنا ُخلقتُ من ر ّقة‬
‫أتع ّلق أش ّد التعلق‪ ،‬ال أستطيع كشف من بالكا ِد‬
‫أقص ُد سو ًء ألحد‬ ‫يه ّمه أمري ومن العكس لكنني ال ِ‬
‫كل ما همي أن أستعيد مكانتي التي سلبها العق ُل‬
‫م ّني لن ُأطي َل الحديث فخي ُر الكالم ما ق َّل ود ّل‬
‫تكون عاد ًال‪.‬‬
‫َ‬ ‫أرجو َ‬
‫منك أن‬
‫أتظن بأ ّن ُه سيعطيك الح ّق‬
‫ُّ‬ ‫_🧠‪ :‬ماذا تقصد يا أبله‪.‬‬
‫لك‪ ..‬لطالما يكُن العقل مصدر كُليّ لإلنسان‬ ‫َ‬
‫ولألعضاء بداخل ِه‪..‬‬
‫ُف عن هذا أيها العقل كم م ّرة قاطعت‬ ‫_👤‪ :‬ك ّ‬
‫حديث ُه بالكا ِد أن ال تستحق هذا الح ّق‪..‬‬
‫َ‬
‫وكان‬ ‫لك ما تشاء اغتنم هذه الفرصة‬ ‫أيّها القلب َ‬
‫بعونك كقائداً لي ‪.‬‬
‫َ‬ ‫هللا‬
 ‫هنا أكون قد أجريتُ أكثر من احتمال للعالقة بين‬
‫العقل والقلب‪ ،‬لربما تحمل شيئا ً من الواقع و شيئا ً‬
‫من الخيال‪ ،‬ما ذكرت ُه سابقا ً حقائق أو أنصاف‬
‫حقائق أو خيال ّ‬
‫لكن بها من الصحيح‬
‫لنرى ماهي الحقائق وما غير الحقائق‪...‬‬
 ‫"العقل"‬
‫ما هو العقل؟!‬
‫كتلة متج ّمعة بالدماغ تنقل التعليمات‬ ‫هل هو ٌ‬
‫واألوامر ألعضاء الجسم ‪ ..‬هل هو مسؤول عن‬
‫ضع في القلب أم في الدماغ؟‬ ‫الحس فيه‪ ...‬هل يتو ّ‬ ‫ّ‬
‫كما نعلم العقل هو اآلم ُر في أجسادنا ينقل األوامر‬
‫الحس‬
‫ّ‬ ‫والتعليمات لكن أتعلمون بأنه المسؤول عن‬
‫ربما كالمٌ يقرأ لكن لن يُفهم ولكن هذه هي الحقيقة‬
‫ألن العقل يوجد بالقلب وليس بالدماغ هكذا أعلم‬
‫لكن كيف لعق ٍل أن يوجد في القلب منطقيا ً لن يدخل‬
‫ٌ‬
‫حقيقة علمية‬ ‫عقولنا‪ .‬ولن نفهم هذا لكن هذه‬
‫ال في الحديث عن‬ ‫معترف بها‪ ...‬دعونا نغوص قلي ً‬ ‫ٌ‬
‫العقل كما نعلم ب ِه نتع ّقل األمور‪ ،‬نحف ُظ ب ِه‪ ،‬ندرك‬
‫بأن حتى‬‫األمور ونفهمها‪ ،‬و الجدي ُد هنا علينا ّ‬
‫ٌ‬
‫مدعومة عقلياً‪ ،‬يأم ُر القلب ليحب‬ ‫مشاعرنا‬
‫الرزانة واالتزان وكمال العق ِل هذه من صفات‬
‫اإلنسان المتع ّقل ال العاطفي‪،‬‬
 ‫"القلب"‬
‫ما هو القلب؟!‬
‫تنبض‬
‫ُ‬ ‫كتلة لحمية متوضعة بين األحشاء‬ ‫هو ٌ‬
‫نعيش على‬
‫ُ‬ ‫نبضاتٌ مثل رنين عقارب الساعة‪،‬‬
‫نبضات ِه إن تو ّقفت تلك النبضات فحتما ً سنفارق‬
‫ُ‬
‫مركز العاطفة فينا‬ ‫الحياة‪ ،‬أهم ما يميّز القلب أ ّن ُه‬
‫يفرز شعور الحب تجاه األشخاص‪ ،‬على معتقداتنا‬
‫لكن الخطأ في هذا أ ّنه يشع ُر بنا ًء على أوامر العقل‬
‫غريب و إلى هذه اللحظة لم‬ ‫ٌ‬ ‫ضع به ‪،‬ربما هذا‬ ‫المتو ّ‬
‫ٌ‬
‫حقيقة علمية‪...‬‬ ‫تدركوا ما خ ّطيت ُه لكنه كما ذكرت‬
‫حين نتع ّرض للخيبات هو يتأثر أكثر من العق ِل أل ّن ُه‬
‫مفرط المشاعر هذا ما يجعلنا نلو ُمه على أحوالنا‬
‫وأؤكد لكم وجود فيزيولوجيا تجمعهما وأنا على‬
‫تمام الثقة حتى وإن لم يكتشفها علماء أو أطباء‬
‫فقناعتي لذلك تفوق أي قناعة‪.‬‬
‫ت كهذ ِه‪ ،‬و كيف لنا أن نربط‬ ‫كيف لنا إدراك معلوما ٍ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ع بينهما‪ ،‬غري ٌ‬ ‫كالهما ونحن نعلم بأ ّنه هناك صرا ٌ‬
‫جداً أن يُخلق أمام مرآنا رابطا ً يجمع اثنان‬
‫متناقضان وال أقصد أمام مرآنا بمعنى النظر بل‬
‫أقصد إدراكنا لذلك‪ ،‬رابط مختلف تماماً‪ ،‬هي معادلة‬
‫صعبة الح ّل‪ ،‬قلب عقل و عقل قلب فيزيولوجيا‬ ‫ُ‬
‫العقل والقلب وهذا ما سأقوم بإيضاح ِه‪،‬‬
‫أحس بقلبي‪ ،‬أفكر بعقلي‪ ،‬أشعرني قلبي بذلك‪ ،‬تنب َأ‬ ‫ُّ‬
‫عقلي بتلك الفكرة‪ ،‬شعور الحب‪ ،‬فك ٌر سليم كلها‬
‫مترابطة‪ ،‬كما في المسرح ما وراء الكواليس‬
‫مغاير تماما ً لما يُعرض على المسرح وكذلك األمر‬
‫يقتضي مع العقل و القلب ندرك الصراع بينهما‬
‫ولكن ال يمكننا إدراك وجود رابط بينهما‪.‬‬
‫يحب هو‬
‫ُّ‬ ‫حب القلب يُر ِغم العق َل على أن‬
‫حين يُ ّ‬
‫أيضاً‪ ،‬لكن حين يكره العقل يف ُرض ذلك على القلب‬
 ‫انعكاس بين ما نجهل ُه وما‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫هناك‬ ‫من ناحية ُأخرى‬
‫نتي ّقظ ُه‪ ،‬ما أقصدهُ على علمنا بل على ما يُدرك‬
‫أن القلب مصدر الشعور والعقل مصدر‬ ‫بالمنطق ّ‬
‫الفكر‪ ،‬لك ّنه بالالمنطق القلب مصدر الفكر والعقل‬
‫مصدر الشعور هذا ما تؤكدهُ الفيزيولوجيا التي‬
‫هناك قوة كهرطيسية تجعل القلب‬ ‫َ‬ ‫تجمع كالهما‪،‬‬
‫يؤثر على العقل وبذات الوقت العقل يأ ُمر القلب‪،‬‬
‫لكن يتناقضان بأ ّنهما يقومان بوظائف معاكسة لما‬
‫كيف لي أن أشرح‬ ‫درك‪ ،‬رغم ذلك لم أقتنع بذلك‪َ ،‬‬ ‫ُن ِ‬
‫اإلدراك‬
‫ِ‬ ‫لكم شيئا ً لم أفهمه بل لم ينطبق على درج ِة‬
‫لدي‪ ،‬أنا ما بين االقتناع والال اقتناع ال أدري كيف‬
‫للقلب أن يقوم بوظيفة العقل و بذات الوقت يقوم‬
‫العقل بوظيفة القلب‪ ،‬نظراً لالختالف الموجود‬
‫أن اشتراكهما وترابطهما ال يزال قائما ً‬ ‫بينهما أال ّ‬
 ‫حين يعمّ الصراع بينهما ويتحتّم عليّ اختيار‬
‫ألن ذلك لن‬ ‫أحدهما لن أختار واحداً وأرفض اآلخر ّ‬
‫الضروري وجود‬
‫ّ‬ ‫يتوافق فهما رغم اختالفهما من‬
‫كالهما في ذات الفينة‪ ،‬فهما يمثالن العينان‪ ،‬إن‬
‫ُجرحت واحدة فحتما ً سنصاب بالعمى الجزئيّ‪،‬‬
‫كنتُ اعتقد كما كتبت سابقا ً بأن القلب يمثل ‪%25‬‬
‫فقط من المسؤولية والعقل يمثل ‪ %75‬من‬
‫المسؤولية صحيحا ً رغم اإلثباتات العلمية التي‬
‫تلقيتها من أكثر من طبيب و من أقوال أكثر من‬
‫عالم لكنني لم أتراجع عن اعتقادي‪ ،‬فكما تعددت‬
‫خاص بي‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫رأي‬
‫لدي ٌ‬‫آراء األطباء والعلماء‪ ،‬فأنا ّ‬
‫حتى وإن لم يقتنع أحد ولم يوافقني أحد فثقتي في‬
‫تخف‪ ..‬وسأحاول إثبات ذلك اآلن أو‬ ‫ّ‬ ‫اعتقادي لن‬
‫الحقا ً‪ ،‬توضيحا ً العتقادي أنا ال أريد أن نستغني‬
‫عن قرارات قلبنا وال اإللحاح على كون العقل أكبر‬
‫مسؤولية من مسؤولية القلب لكنني‪ ،‬ابتكرت هذ ِه‬
‫الفكرة من وحي الحياة التي أخوضها‪ ،‬فجميعنا‬
 ‫لدينا االثنان نفكر ونشعر ولكن كيف لنا أن نعكس‬
‫الوظائف واألدوار‪ ،‬لكنني لستُ مخطئة في‬
‫اعتقادي حتى وإن كانت الوظائف منعكسة فأنا‬
‫بأن العقل يحمل النسبة األكبر من‬ ‫أثبتُّ رأيي ّ‬
‫المسؤولية ألنه مصدر الفكر واإلدراك وأن القلب‬
‫يحمل المسؤولية األقل أل ّن ُه يحمل الشعور هذا ليس‬
‫بالخطأ‪ ،‬إن كانت الفرضية ّ‬
‫بأن العقل مركز الحس‬
‫والقلب مركز الفكر واإلدراك فيمكنني تعديل‬
‫بأن العقل يأخذ النسبة األقل ‪%25‬‬ ‫وجهتي ّ‬
‫والقلب يأخذ النسبة األكبر ‪ ، %75‬وهكذا لن أكون‬
‫تراجعت عن اعتقادي وال عارضتُ اإلثباتات‬
‫ي إدراك ّ‬
‫أن العقل ال‬ ‫العلمية‪ ،‬لكن من الصعب عل ّ‬
‫يقع في الدماغ وإ ّنما في القلب وأ ّن ُه هناك بنى‬
‫عصبية تشكّل دماغا ً للقلب وهذا دلي ٌل آخر واحتما ٌل‬
 ‫غير مؤكد عن وجود عقالن لإلنسان أحدهما في‬
‫لكن عقل الدماغ يدرك‬ ‫الدماغ واآلخر في القلب ّ‬
‫الحس وعق ُل القلب يُدرك ويفكر‪ ،‬وهذا تأكي ٌد آخر‬‫ّ‬
‫على وجود فيزيولوجيا تجمع كالهما‪ّ ،‬‬
‫فإن ك ٌل‬
‫َ‬
‫هناك ولو خيا ٌل‬ ‫منهما تلبّ َث صفاتَ اآلخر‪ ،‬لذلك‬
‫يجمعهما وهذا ال شكّ فيه ‪،‬ربما يمكنني أن ألقى‬
‫تفسيراً واضحا ً من أح ٍد يكفيني من عذابِ البحث‬
‫والفضول حيا َل هذا األمر‪ ،‬لكنني إن أردتُ ورد ًة‬
‫هناك بائ ُع ور ٍد‬ ‫َ‬ ‫باألشواك و‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫مليئة‬ ‫وكانت أغصانها‬
‫قد استخلصها من األشواك وعُرض عليّ ورد ًة‬
‫األشواك ألنني‬‫ِ‬ ‫منها‪ ،‬فأني لما اخترتُ الخالية من‬
‫لن أشع َر برونقها فسأق ِط ُفها من غصنها المليء‬
‫باألشواك حتى وإن خدشتني لكنني سأشع ُر بمدى‬
 ‫روعتها‪ ،‬وهكذا هي المعلومات التي نريدها إن‬
‫ٌ‬
‫مجموعة في أس ُط ٍر فإننا سنحف ُظها كما نحف ُظ‬ ‫أتتنا‬
‫لكن بعد مرور فترة سننساها لكن إن تعبنا‬ ‫اسمنا ّ‬
‫ونحن نبحث عنها ستبقى عالقة بذاكرتنا ونتذكّر‬ ‫ُ‬
‫مدى اآلالم التي خضناها لوصولنا لها‪،‬‬
‫لذلك سأُحاو ُل بنفسي إقناعي بتلك المعلومات‪،‬‬
‫لكن شي ٌء ب ٌه المغامرة كوننا ندرك أشياء لم نكن‬
‫نتعايش‬
‫ُ‬ ‫نعرفها عن ما بداخلنا وك ّنا ندرك أوهاما ً‬
‫بها نلومُ عضواً بجسدنا رغم أ ّن ُه لم يفعل شيء و‬
‫ينجو العضو اآلخر بالفرار من العاقبة‪ ،‬حين نتع ّلق‬
‫بأحد ويكسُرنا ُك ّنا نلوم قلبنا ونمد ُح بعقلنا لكننا لم‬
‫أنصاف‬
‫َ‬ ‫نكن ُمدركين بوجود هذ ِه الحقائق كُنا نمتلك‬
‫حقائقٍ فقط‪ ،‬وحين نكون متركزين كنا نمدح العقل‬
‫ولم نكن متيقظين ّ‬
‫بأن القلب من أثا َر تلك الركازة‬
 ‫واالتزان‪ ،‬كم ظلمنا أنفسنا حين كانت األفكار‬
‫ٌ‬
‫محاوطة لنا‪ ،‬علينا أن نح ّل تلك العقد‬ ‫الخاطئة‬
‫ونعيش السالم النفسي ‪،‬‬
‫ُ‬
‫لكن ماذا لو عدنا العتقاداتنا السابقة الخاطئة ّ‬
‫بأن‬
‫العقل يفكّر والقلب يشعر ربما هذا أسه ُل بكثير من‬
‫أن يكون على ما صححناهُ‪،‬‬
‫أمر عقلي‪..‬‬‫ال كوني أقول أنا تحت ِ‬ ‫كم كان سه ً‬
‫أمر قلبي‪ ..‬فأنا ال انقا ُد للعاطفة بل‬
‫ولستُ تحت ِ‬
‫ُ‬
‫واالتزان إليها‪..‬‬ ‫تش ُّدني وتجذبُني الركازة‬
‫لكن في ِكلتا الحالتين أنا بقيتُ كما أنا ‪،‬حتى وإن لم‬
‫أكُن متيقنة لمسؤولية كل منهما الصحيحة‪ ،‬لكنني‬
‫لم أقع أثير ًة للعاطفة فقد اختلفت المسميّات ّ‬
‫لكن‬
‫الوظيفة واحدة‪..‬‬
 ‫فنحن مهما ُك ّنا نعلم‬
‫ُ‬ ‫هللا على ما خلق‪،‬‬ ‫َ‬
‫سبحان ِ‬
‫سنبقى جاهلين للكثير من العلوم‪ ،‬القلب خ َل َق ُه بهذ ِه‬
‫العظمة‪ ،‬وماذا عن العقل أيضا ً ل ُه عظمة‬
‫النظر عما نعلم ُه‪ّ ،‬‬
‫لكن‬ ‫ِ‬ ‫بغض‬
‫ِّ‬ ‫أتعلمون ماذا‬
‫هة نظري‬ ‫الخضوع للعواطف خطأ كبير هذ ِه من وج ُ‬
‫للفكر أيّا كان مركزهُ‪ ،‬فالحياة‬ ‫ِ‬ ‫بل يجب أن نخضع‬
‫والعيش بها ال تتطلب علينا أن نكون عاطفيين‪،‬‬ ‫ُ‬
‫حتى وإن كان يوجد ناس ينقادون وراء عواطفهم‬
‫نحن من نتحلى بالعقالنية أن‬ ‫ال بأس يمكن لنا ُ‬
‫نساعدهم الختيار الطريق الصحيح‪،‬‬
‫ترابطهما ال محالة ل ُه‪ ،‬الب ّد لوجودهما مع بعضهما‪،‬‬
‫حتمية وجود كالهما في الجسد وعملهما في ذات‬ ‫ُ‬
‫الفينة شي ٌء الب ّد ال مف ّر من ذلك‪،‬‬
‫نحن نتميّز عن غيرنا من المخلوقات بعقولنا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وقلوبنا أيضاً‪،‬‬
‫عند الحيوانات عقلهم ال يعمل وقلبهم مصدر شعور‬
‫بينما نحن نعمل عقلنا وقلبنا مصدر فكر وإدراك‪،‬‬
‫أعظ ُمنا من يستطي ُع الموازنة بينهما‪،‬‬
‫يمتلك ك ًال منهما بذا ِ‬
‫ت الكيلة‪.‬‬
 ‫وكيف لنا أن نوازن بينهما؟‪.‬‬‫َ‬
‫ضح ما أو ّد إيصال ُه‪،‬‬
‫سأو ّ‬
‫نحن نمتلك شعور وفكر‪..‬‬
‫لربما يتحتم علينا الموازنة بينهما ً‬
‫فينة‬
‫وفينة ُأخرى يتحتم علينا اختيار أحدهما‪..‬‬ ‫ُ‬
‫ال بأس حين تقع في مشكلة مع من يك ّنون لك‬
‫الكره ال تتردّد واختر الفكر والعقالنية‪..‬‬
‫لكن حين تقع في مشكلة مع أهلك ال تختر فكرك بل‬
‫اختر شعورك ألن األهل ال داعي لخلق عداو ٌة‬
‫معهم‬
‫لك أن توازن بينها‬ ‫النظر عن هذا كيف َ‬ ‫ِ‬ ‫بغض‬
‫ّ‬ ‫ولكن‬
‫لكن عقلك يمكن ُه مساعدتك‬ ‫ربما ال أستطيع الشرح ّ‬
‫وقلبك أيضا ً في ذات الفينة هذا يعتمد على‬
‫الموقف ومدى استيعابهما ل ُه‬
‫لك ّنك قادر على أن تحارب حربا ً داخلك وأن تحقق‬
‫العدل احسب نفسك ملك وعليك العدل بين رعيتك‬
‫حتما ً ستتعاطف مع من يستحق وستتخ ّذ القرار‬
‫الصائب مع من يستحق ذلك أيضا ً بهذا االعتبار‬
‫والمثال الذي قدمت ُه لك يمكنك أن تعيش السالم‬
‫الداخلي وأراهنك عليه بأنه لن يفشل‬
‫أنا ُأعطيك من ِ‬
‫بحر تج ُربتي‪..‬‬
‫عيش رغد‬‫ٌ‬ ‫ب نفسية≠‬ ‫حرو ٌ‬
‫خصام≠ صل ٌح‬
‫العقل ≠ القلب‬

‫المتناقضات تلك تحدُث داخلك ال تقلق لكن ال يمكن‬

‫غياب إيحاداها‪...‬‬
 ‫وفي ختا ِم الحديث أو ّد أن أقول‬
‫لوال وجود العقل والقلب في داخل أجسادنا لما كُنا‬
‫بهذا التميّز عن غيرنا من المخلوقات ورغم‬
‫التناقض بينهما نرى ّ‬
‫بأن كُل منهما ُمك ّم ٌل لآلخر‬
‫والصراع بينهما رغم ما يُلحقه من ضرر علينا أال‬
‫أ ّن ُه يُكسبُنا مجا ًال للتفكّر بما يجري حولنا وما‬
‫ً‬
‫رغبة‬ ‫يصيبنا‪ ،‬واألهمُّ من ُك ِّل ذلك أنا لم أكتُب هذا‬
‫ال من الضجيج الذي‬ ‫فرغ قلي ً‬ ‫في الكتابة وإ ّنما ُأل ِ‬
‫بأن الضجيج مؤلم‬ ‫ينتابني‪ ،‬كونوا على يقين ّ‬
‫وصاخب جداً يه ّمش أرواحنا‪ ،‬حاولوا بشتّى الطرق‬
‫التخ ّلص من ُه والمسبب الرئيس ل ُه هو صراعهما‪..‬‬
‫وأو ُّد أن ُأهدي هذا الكتاب ُألمي أل ّنها مصد ُر إلها ٍم‬
‫لي‪ ،‬ال ُمنصتة والداعمة والمشعّة لألمل‪ ،‬التي ال‬
 ‫ت ُم ُّل م ّني‪ ،‬التي هي معي بجميع ِ خطواتي والتي‬
‫حرف كُتب‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫كانت معي ب ُك ِل‬
‫و إلى ذاتي‪ ..‬التي تخ ّلصت من الفوضى‬
‫و إلى ُحلمي‪ ...‬الذي أنا على موع ٍد ب ِه والذي‬
‫أوعدهُ بأنني لن ُأفسح المجال لحرب العقل والقلب‬
‫أن تُبعدني عن ُه‪...‬‬
 ...ً‫تكون عقالنيا‬
َ ‫أن‬
ً
..‫مكانة عظيمة بين الناس‬ ‫سبُك‬
ِ ‫هذا يُك‬

O be rational...
This makes you a great place
among the people..
 ‫الموازنة بين العقل والقلب‪...‬‬
‫منجا ٌة من الفوضى الداخلية‪...‬‬

‫…‪Balancing mind and heart‬‬

‫…‪Escape from inner chaos‬‬
‫لربما الصراعات لها آثار سلبية علينا‬
‫لكنها تتيح لنا فرصة للتفكير‬
...‫بما يحدث لنا ومعنا‬

Conflicts may have negative

effects on us
But it gives us a chance to think
What happens to us and us ...