You are on page 1of 1

‫َ ۢ ُ‬ ‫ين َء َام ُن ٓوا ۗ إ ﱠن ٱ َ َ ُ ح ﱡ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ﱠ‬


‫ب ﱠل خ ﱠو ٍان كفور﴾ سورة الحج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ﴿ ِإن ٱ َ ٰد ِف ُع عن ٱل ِذ‬ ‫القرآن ال‬ ‫قال ﷲ تعا‬
‫ّ‬ ‫ﱠ‬
‫ي سب مدعو السلف ة الوهاب ّ ة ‪-‬لعنﻬم ﷲ تعا ‪ -‬زورا أنفسﻬم إ اﻹمام ال ب أحمد بن حن ل إمام اﻷئمة وعلم السنة زمانه ومؤسس المذهب الحن ب نما عتقدون التجس م‬
‫ﱠ‬ ‫ُ ﱢُ‬
‫شبﻬون ﷲ خلقه‪ ،‬وحق قة اﻷمر أنﻬم ُمخالفون لما ان عل ه اﻹمام الم جل أحمد بن حن ل اﻻعتقاد ولو قالوا نحن حنا لة‪ ،‬فإنما قولﻬم مجرد ان ساب ﻻ صح الواقع‬ ‫و‬
‫ﱠ‬
‫المرة‪ ،‬ومن نظر س ة اﻹمام أحمد وما قرره من مسائل اﻻعتقاد عرف صحة ما نقول وأ قن كذب الوهاب ة أدع اء السلف ة ان سابﻬم إ هذا اﻹمام العظ م‪ ،‬وقد روى غ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫خاصة كت الدين أ كر الحص الشاف المتو سنة‬ ‫إث ات ت ه ﷲ وال اءة من التجس م‪ ،‬ل صنف عضﻬم ذلك‬ ‫واحد من أهل العلم الثقات عن اﻹمام أحمد أقوا‬
‫ﱠ‬ ‫ﱢ‬ ‫ُ ُ‬
‫وتمرد و سب ذلك إ اﻹمام أحمد أفاد ف ه وأجاد ب ان مخالفة المجسمة لما ان عل ه اﻹمام أحمد اﻻعتقاد ووسع‬ ‫ﱠ‬ ‫دفع ش َ ه من ش ﱠ ه‬ ‫‪ 829‬ه فإن له كتا ا ﱠ‬
‫سماه‬
‫ف ه ال ﻼم ت ه ﷲ عن الجسم ة وعﻼج مرض ال ش ه والتحذير منه ون موافقة ابن ت م ة وأت اعه لمذهب اﻹمام أحمد ح ث ب ﱠ ما ان عل ه اﻹمام‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أحمد من الت ه وما عل ه ابن ت م ة الحرا الزنديق وموافقوه من التج وال ش ه‪.‬‬
‫عق دة اﻹمام أحمد‪:‬‬
‫نقل الحص جزءا كب ا من رد الحافظ ابن الجوزي وهو من فضﻼء الحنا لة )تو سنة ‪ 597‬ه( ع مخال مذهب اﻹمام أحمد ثم نقل اتفاق اﻷئمة اﻷر عة وغ هم من أهل العلم اﻷ ابر عق دة الت ه‪،‬‬
‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫وروى ف ه عن اﻹمام أحمد أنه قال تأو ل قوله تعا ﴿الرحمن ع العرش استوى﴾ "استوى ما أخ ﻻ ما خطر لل "‪ ،‬وهذا ف د أن اﻹمام أحمد نزه ﷲ عن اﻻستواء مع اﻻستقرار والجلوس خﻼفا‬
‫ُ‬
‫لما قوله الوهاب ة أدع اء السلف ة‪ ،‬ونقل ف ه أ ضا عن القا أ ع عن اﻹمام أحمد تأو ل قوله تعا ﴿وجاء ر ك﴾ أنه قال ‪" :‬المراد ه قدرته وأمره"‪ ،‬قلﺖ‪ :‬وتأو ل أحمد هذا رواه كذلك الحافظ البيﻬ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫وصحح إسناده‪ ،‬وع ارته ف ه عن اﻹمام أحمد‪" :‬إنما جاء أمره"‪ ،‬ونقل مثله الحافظ ابن كث المتو سنة ‪ 774‬ه كتاب ال دا ة والنﻬا ة سنده إ اﻹمام أحمد أنه قال‪:‬‬ ‫المتو سنة ‪ 458‬ه مناقب أحمد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫"جاء ثوا ه" وف ه عن البيﻬ أنه قال‪" :‬هذا إسناد ﻻ غ ار عل ه"‪ ،‬وﻻ خ أن ابن كث عند الوهاب ة عمدة فماذا هم قائلون؟ وقد أث ﺖ ابن كث عن اﻹمام أحمد ت ه ﷲ عن اﻻنتقال وتأو ل ما‬
‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫يوهم ذلك من النصوص ما ب ناه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اﻻنتماء إ مذهب الس د الجل ل اﻹمام أحمد وهم ع خﻼف‬ ‫أقوام أخ اث ال رة ظﻬرون‬ ‫ٍ‬ ‫مطلع كتا ه المذكور ‪] :‬فإن س ب وض لﻬذه اﻷحرف ال س ة ما دهم من الح ة من‬ ‫وقال ت الدين الحص‬
‫ﱠ‬ ‫ﱡ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱢ‬ ‫ُ‬
‫ذلك ثم قال و طون عقول العوام وضعفاء الطل ة التم ه الش طا و ظﻬار التع د والتقشف وقراءة اﻷحاد ث و عتنون المسند )كتاب مسند اﻹمام أحمد الحد ث( ل ذلك خزع لة منﻬم وتم ه وقد‬
‫ﱠ‬
‫الحساد لﻺمام أحمد ما‬ ‫ب ان ساب هؤﻻء الغوغاء إ مذهب هذا اﻹمام الجل ل فقال كتا ه‪] :‬قال الحافظ ع د الرحمن ابن الجوزي لما رأى‬ ‫العوام[‪ ،‬وقد أوضح الت الحص س َ‬‫ﱢ‬ ‫انكشف أمرهم ح ل عض‬
‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حصل له من الرفعة ونفاسة مذه ه ل ش ده ال تاب والسنة انتموا إ مذه ه ل دخلوا عل ه النقص والخلل و ف الناس عنه حسدا من عند أنفسﻬم ف حوا ال ش ه والتجس م ولم ستحوا من القدير‬
‫العل م و سبوه إل ه اف ًاء عل ه[‪.‬‬
‫َ‬
‫دة اﻹمام أحمد ال تتضمن ت َه ﷲ عن الجﻬة والم ان ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫قلﺖ‪ :‬وللحافظ ابن الجوزي أ ضا تص ٌ‬
‫ومشابﻬة المخلوق وقد‬ ‫دفع ش ه ال ش ه أ ف الت ه يوضح ف ه عق‬ ‫ف موجز ال ﻼم عظ م المرام أسماه‬
‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫نقل كذلك ابن حجر الﻬيت المتو سنة ‪ 974‬ه كتا ه المنﻬاج الق م عن القرا وغ ه أنﻬم حكوا عن الشاف ومالك وأ حن فة وأحمد القول كفر القائل الجﻬة والتجس م وأنﻬم حق قون ذلك‪ ،‬و‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫كتاب “ ش ف المسامع للفق ه المحدث در الدين الزرك )المتو سنة ‪ 794‬ه( أن اﻹمام أحمد نزه ﷲ عن الجسم ة وح م كفر من قال إن ﷲ جسم ﻻ اﻷجسام‪.‬‬
‫ﱠْ‬
‫الت ُه عند اﻹمام أحمد‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تناقض إذ الجسم‬ ‫ـ ــح‪ ،‬وﻻ ينفعﻬم أن قولوا إن ﷲ جسم ﻻ اﻷجسام ﻷنه‬ ‫ضﻼل مب وأن س ة ذلك إ اﻹمام أحمد كذب‬ ‫و ــﻬذا ظﻬر أن قول الوهاب ة أدع اء السلف ة التجس م‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫ﱡ‬ ‫ٌ َ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ﱠ‬ ‫ٌ‬
‫سواء ان كب ا أم صغ ا‪ ،‬فمن قال ﷲ جسم فقد أث ﺖ له ذلك‪ ،‬فإن قال ﻻ اﻷجسام ف أنه قول له طول ﻻ الطول وعرض ﻻ العرض وسمك ﻻ السمك‪ ،‬وهذا‬ ‫ٌ‬ ‫وس ْمك‬ ‫طول وعرض‬ ‫ما له‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫عقل ولو جاز أن قال هذا ل ما قال قائل لم ﻻ جوز إذا أن قال ﷲ إ سان ﻻ الناس‪ ،‬وهذا ظاهر ال طﻼن‪.‬‬ ‫جﻬل وسخافة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دل ل‬
‫ُ‬ ‫ﱢ‬ ‫مر ما ُ ﱢ‬ ‫ً‬
‫ادة ع ما ﱠ‬
‫النفس حق ة الت ه و طﻼن التجس م و راءة اﻹمام أحمد‪:‬‬ ‫قوي ال ق‬ ‫ثم إل م ز‬
‫ال غدادي شيخ الحنا لة ب غداد وابن ش خﻬم كتا ه اعتقاد اﻹمام أحمد‪] :‬وأنكر ) ع أحمد( ع من قول الجسم )أي حق ﷲ(‬ ‫قال اﻹمام أبو الفضل ع د الواحد بن ع د الع ز التم‬
‫ٌ‬
‫ومعان اللغة( وأهل اللغة وضعوا )أي نقلوا إلينا أن هذا اﻻسم موض ع أي مستعمل( هذا اﻻسم ل ِذي‬
‫ٍ‬ ‫معان ال ع‬
‫ٍ‬ ‫وقال )أي أحمد( إن اﻷسماء مأخوذة من ال عة واللغة )معناه لﻸسماء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫طول وعرض َ‬
‫ذلك ال عة )أي‬ ‫ء من ذلك( فلم جز أن س ﱠ جسما لخروجه عن مع الجسم ة ولم‬ ‫وصورة وتأل ف وﷲ تعا خارج عن ذلك له )أي ﻻ يوصف‬ ‫ٍ‬ ‫وس ْم ٍك وترك ٍب‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫لم يرد ال ع إطﻼق الجسم ع ﷲ( ف َ َط َل )أي ف طل إطﻼق لفظ الجسم ع ر نا تعا ([‪.‬‬

‫فإذا ظﻬر هذا وهو أج من أن تطمسه تم ــﻬات الوهاب ة الذين ﻻ غ ﱡ ب ضاعتﻬم ال اسدة إﻻ الغوغاء من الناس فعل ك ه فإنه الحق فالزمه‪ ،‬وهو ما ي ده النقل‬
‫ُ‬ ‫ﱢ‬
‫مقاﻻت سا قة فلينظرها م د الفائدة و نما أردنا من خﻼل مقالنا هذا سل ط الضوء ع جانب‬
‫ٍ‬ ‫والعقل واﻹجماع وقد ت لمنا عن حق ة الت ه وخطورة التجس م‬
‫ً‬
‫براءة اﻹمام أحمد من ز ف الوهاب ة فحسب‪ ،‬والحمد أو وآخرا‪.‬‬

You might also like