You are on page 1of 16

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله و کفی و سالم علی عباده الذين اصطفی‬


‫إنّما األعمال بالنيّات و إنّما لک ّل امرئ ما نوی‬
‫مل ّخص التعليق علی شرح بعض األحاديث من فتح الباری‬
‫أغض للبصر و أحصن للفرج ‪ ،‬و هل‬
‫ّ‬ ‫فليتزوج ؛ فإنّه‬
‫ّ‬ ‫ی صلّی الله عليه و سلّم ‪ :‬من استطاع الباءة‬
‫باب قول النب ّ‬
‫يتزوج من ال أرب له فی النکاح ؟‬ ‫ّ‬
‫ی فی الحديث بأن اختصر منه لفظ "منکم" ‪:‬‬
‫تصرف البخار ّ‬
‫ّ‬ ‫وجه‬
‫األول)‬ ‫يخص (وهو کذلک اتّفاقا ‪ ،‬وإنّما الخالف هل يع ّم ن ّ‬
‫صا أو استنباطا ‪ ،‬واألکثر علی ّ‬ ‫ّ‬ ‫ی ال‬ ‫کأنّه أشار إلی ّ‬
‫أن الشفاه ّ‬
‫و أنّه أخرجه فی الصيام من وجه آخر عن األعمش بلفظ "من استطاع الباءة" (کما ترجم به ‪ ،‬ليس فيه منکم) ‪.‬‬
‫يتزوج من ال أرب له فی النکاح" ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ی من قوله فی الترجمة "وهل‬
‫مقصود البخار ّ‬
‫کأنّه يشير إلی ما وقع بين ابن مسعود و عثمان (فعرض عليه عثمان ‪ ،‬فأجابه بالحديث ‪ ،‬فاحتمل أن يکون ال أرب فيه له‬
‫األول هو الراجح) ‪،‬‬
‫‪ ،‬فلم يوافقه ‪ ،‬و احتمل أن يکون وافقه ‪ ،‬و إن لم يُنقل ذلک ‪ ،‬و ّ‬

‫و لعلّه رمز إلی ما بين العلماء فيمن ال يتوق إلی النکاح ‪ ،‬هل يندب إليه أم ال ‪.‬‬
‫معنی األرب ‪ :‬الحاجة ‪ ،‬و الرغبة‬
‫األول‬
‫الحديث ّ‬
‫ی رحمه الله تعالی ‪ :‬حدّثنا عمر بن حفص ‪ ،‬حدّثنا أبی ‪ ،‬حدّثنا األعمش قال ‪ :‬حدّثنی إبراهيم ‪،‬‬
‫قال اإلمام البخار ّ‬
‫إن لی إليک حاجة ‪ ،‬فخلوا ‪،‬‬ ‫عن علقمة قال ‪ :‬کنت مع عبد الله ‪ ،‬فلقيه عثمان بمنی فقال ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ّ‬
‫نزوجک بکرا تذ ّکرک ما کنت تعهد ؟ فل ّما رأی عبد الله أن‬ ‫فقال عثمان ‪ :‬هل لک يا أبا عبد الرحمن فی أن ّ‬
‫ی فقال ‪ :‬يا علقمة ‪ ،‬فانتهيت إليه و هو يقول ‪ :‬أما لئن قلت ذلک لقد قال لنا‬‫ليس له حاجة إلی هذا أشار إل ّ‬
‫فليتزوج ‪ ،‬و من لم يستطع فعليه بالصوم ؛‬
‫ّ‬ ‫ی صلّی الله عليه و سلّم ‪ :‬يا معشر الشباب من استطاع منکم الباءة‬
‫النب ّ‬
‫فإنّه له وجاء ‪.‬‬
‫عليا ‪ ،‬و مقاصد کبری ‪ ،‬و منافع للنفس و المجتمع (تفوق‬ ‫أن للزواج فی اإلسالم حکما ُ‬‫المعنی العا ّم للحديث ‪ّ :‬‬
‫ما يتخيّله کثير من الشباب ‪ ،‬من موضوع قضاء الوطر ‪ ،‬و المتعة ‪ ،‬و الجانب العاطف ّی ‪،‬‬
‫صالحين م أن عباد ُك أم وإمائ ُك أم ۚ إن ي ُكونُوا فُقراء يُ أغنه ُم اللَّهُ‬
‫و لذا ر ّغب اإلسالم فی النکاح بقوله تعالی ‪ :‬وأنك ُحوا أاأليام ٰى من ُك أم وال َّ‬
‫حث رسول الله صلّی الله عليه و سلّم شباب األ ّمة علی الزواج فی مواطن کثيرة و بأحاديث ج ّمة) ‪.‬‬ ‫من فضأله ۗ واللَّهُ واس ٌع علي ٌم ‪ ،‬و ّ‬

‫الجواب عن رواية زيد بن أبی أنيسة عن األعمش عند ابن حبّان التی وقع فيها ‪" :‬بالمدينة" بدل "بمنی" ‪:‬‬
‫أنّها شاذّة ‪.‬‬
‫رضی الله عنه‬ ‫المخاطب بـ أبا عبد الرحمن ‪ :‬هو ابن مسعود‬
‫ظن ابن المنيّر ّ‬
‫أن المخاطب بذلک ابن عمر رضی الله عنه (لـ ‪:‬‬ ‫و ّ‬
‫‪ -1‬أنّها کنيته المشهورة‬
‫‪ -2‬و أنّه وقع فی نسخته من شرح ابن ّ‬
‫بطال ‪ ،‬عقب الترجمة ‪ ،‬فيه ابن عمر ‪ ،‬لقيه عثمان بمنی ‪...‬‬
‫صة و الحديث البن مسعود (لـ ‪:‬‬ ‫الر ّد عليه ‪ :‬أنّه ال مدخل البن عمر فی هذه الق ّ‬
‫صة أصال ‪ ،‬بل الق ّ‬
‫‪ -1‬مالزمة علقمة عبد الله بن مسعود‬
‫‪ -2‬و مجيئ التصريح بابن مسعود فی رواية (فيُحمل ما فی نسخة ابن المنيّر علی سبق القلم من الکاتب)‬

‫ی (ألنّه واو ّ‬
‫ی ‪ ،‬يعنی من الخلوة ‪ ،‬مثل ‪ :‬دعوا ‪ ،‬قال الله‬ ‫الصواب فی قوله "فخليا" ‪" :‬فخلوا" کما فی رواية األصيل ّ‬
‫تعالی ‪ :‬فل َّما أثأقلت دَّعوا اللَّه ‪ ،‬و لکن قوله "فخليا" أيضا صحيح علی خالف القياس ‪ ،‬کذا لألکثر) ‪.‬‬
‫نزوجک بکرا تذ ّکرک ما کنت تعهد" ‪:‬‬‫سبب قول عثمان البن مسعود "هل لک يا أبا عبد الرحمن فی أن ّ‬
‫لع ّل عثمان رأی به قشفًا و رثاثة هيئ ٍة ‪ ،‬فحمل ذلک علی فقده الزوجة التی ترفهه ‪.‬‬
‫القوة و‬ ‫نزوجک بکرا تذ ّکرک ما کنت تعهد" ‪ّ :‬‬
‫أن معاشرة الزوجة الشابّة تزيد فی ّ‬ ‫ما يؤخذ من قوله "أن ّ‬
‫النشاط (بخالف عکسها) ‪.‬‬
‫جرير عند مسلم ‪ ،‬و زيد بن أبی أنيسة عند ابن حبّان اللتين وقع فيهما ّ‬
‫أن مراجعة عثمان‬ ‫ٍ‬ ‫الجواب عن رواية‬
‫البن مسعود فی أمر التزويج کانت بعد استدعائه لعلقمة ‪ :‬أنّه يحتمل أن يکون عثمان أعاد علی ابن مسعود‬
‫ما کان قال له ‪ ،‬بعد أن استدعی علقمة (لکونه فهم منه إرادة إعالم علقمة بما کان فيه) ‪.‬‬
‫وصف ّما‬
‫ٌ‬ ‫معنی المعشر ‪ :‬جماعة يشملهم‬
‫الشباب لغة ‪ :‬جمع شابّ ‪ ،‬و أصله الحرکة و النشاط ‪ ،‬و هو اسم لمن بلغ إلی أن يکمل ثالثين‬
‫قوة الداعی فيهم إلی النکاح ‪ ،‬بخالف الشيوخ (و إن کان‬
‫أن الغالب وجود ّ‬ ‫وجه تخصيص الشباب بالخطاب ‪ّ :‬‬
‫المعنی معتبرا إذا وجد السبب فی الکهول و الشيوخ أيضا) ‪.‬‬
‫اللغات فی قوله "الباءة" ‪ :‬هی خمسة ‪:‬‬
‫‪ -1‬البآءة (بالهمز ‪ ،‬و تاء تأنيث ‪ ،‬ممدود ‪ ،‬و هذه لغة فصيحة مشهورة)‬

‫‪ -2‬البه (بغير همز ‪ ،‬و ال مدّ)‬

‫‪ -3‬الباء (بالهمز ‪ ،‬و الم ّد ‪ ،‬بال هاء)‬

‫(کاألول ‪ ،‬لکن بهاء بدل الهمزة)‬


‫ّ‬ ‫‪ -4‬الباهة‬
‫‪ -5‬الباه (بالهاء ‪ ،‬و الم ّد ‪ ،‬بال همزة)‬

‫يتبوؤه ‪ ،‬و يأوی إليه‬


‫معنی الباءة فی اللغة ‪ :‬أصله الموضع الذی ّ‬
‫يبوءها منزال‬
‫يتزوج المرأة أن ّ‬
‫ّ‬ ‫وجه اشتقاق العقد علی المرأة من أصل الباءة ‪ّ :‬‬
‫أن من شأن من‬
‫المراد بالباءة فی الحديث ‪ :‬اختلف العلماء فيه علی قولين ‪:‬‬
‫فليتزوج ‪ ،‬و من لم يستطع‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬معناها اللغوی ‪ ،‬و هو الجماع (فتقديره ‪ :‬من استطاع منکم الجماع لقدرته علی مؤنه‬
‫شر منيّه کما يقطعه الوجاء ‪ ،‬و هذا أص ّح القولين) ‪.‬‬
‫الجماع لعجزه عن مؤنه فعليه بالصوم ؛ ليدفع شهوته و يقطع َّ‬
‫ی صلّی الله عليه و سلّم شبابا ال نجد شيئا (فإنّه يد ّل علی ّ‬
‫أن المراد بالباءة الجماع)‬ ‫دليله ‪ :‬قوله فی الرواية األخری بلفظ "کنّا مع النب ّ‬
‫فليتزوج ‪ ،‬و من لم يستطع‬
‫ّ‬ ‫ی ‪ ،‬و هو مؤن النکاح (و تقديره ‪ :‬من استطاع منکم مؤن النکاح‬
‫‪ -2‬ملزوم معناها اللغو ّ‬
‫فليصم ؛ لدفع شهوته) ‪.‬‬
‫ّ‬
‫(ألن العاجز عن الجماع ال يحتاج إلی الصوم لدفع الشهوة)‬ ‫ی صلّی الله عليه و سلّم "و من لم يستطع فعليه بالصوم"‬
‫الدليل ‪ :‬قول النب ّ‬
‫و الجواب عن هذا االستدالل ‪:‬‬
‫فليتزوج ‪ ،‬و من لم‬
‫ّ‬ ‫األول ( ّ‬
‫ألن تقدير الحديث ‪ :‬من استطاع منکم الجماع لقدرته علی مؤنه‬ ‫‪ -1‬التقدير المذکور فی القول ّ‬
‫يستطع الجماع لعجزه عن مؤنه فعليه بالصوم) ‪،‬‬
‫‪ -2‬أو أنّه ال يبعد أن تختلف االستطاعتان (فيکون المراد بقوله "من استطاع الباءة" أی بلغ الجماع و قدر عليه فليت ّ‬
‫زوج ‪ ،‬و‬
‫بقوله "و من لم يستطع" أی لم يقدر علی التزويج فعليه بالصوم) ‪.‬‬
‫‪ -3‬أو أنّه يجوز أن يرشد من ال يستطيع الجماع من الشباب لفرط حياء ‪ ،‬أو عدم شهوة ‪ ،‬أو عنّة مثال إلی ما يهيّئ له استمرار‬
‫يستمر کسرها) ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(ألن الشباب مظنّة ثوران الشهوة الداعية إلی الجماع ‪ ،‬فال يلزم من کسرها فی حالة أن‬
‫ّ‬ ‫تلک الحالة‬

‫فليتزوج ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المعنی األع ّم ‪ :‬و هو القدرة علی الوطء و مؤن التزويج (فمعناه ‪ :‬من استطاع منکم الوطء و مؤن التزويج‬
‫و من لم يستطع الوطء و مؤن التزويج فعليه بالصوم) ‪.‬‬
‫المعنی الراجح عند فضيلة الدکتور ‪ :‬هو المعنی األع ّم‬
‫أغض للبصر ‪ ،‬و أحصن للفرج"‬
‫ّ‬ ‫زاد فی کتاب الصيام من طريق أبی حمزة عن األعمش هنا "فإنّه‬
‫ی رواية حفص بن غياث التی لم تُذکر فيها هذه الزيادة علی رواية أبی حمزة عن األعمش‬ ‫وجه إيثار البخار ّ‬
‫‪ :‬وقوع التصريح فيها من السماع بالتحديث ‪.‬‬
‫أغض للبصر" ‪ :‬أش ّد غضّا‬
‫ّ‬ ‫معنی قوله "‬
‫معنی قوله "و أحصن للفرج" ‪ :‬أش ّد إحصانًا للفرج ‪ ،‬و منعًا من الوقوع فی الفاحشة‬
‫"أغض ‪ ،‬و أحصن " ‪ :‬يحتمل ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫معنی "أفعل" فی قوله‬
‫لغض البصر و تحصين الفرج ‪ ،‬و فی معارضتها الشهويّةُ الداعيةُ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬أن تکون علی بابها (أی المبالغة ‪ّ ،‬‬
‫فإن التقوی سبب‬
‫ألن وقوع الفعل مع ضعف الداعی أندر‬ ‫أغض و أحصن م ّما کان ؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ،‬و بعد حصول التزويج يضعف هذا العارض ‪ ،‬فيکون‬
‫من وقوعه مع وجود الداعی) ‪.‬‬
‫‪ -2‬و أن تکون فيه لغير المبالغة (بل إلخبار عن الواقع فقط)‬

‫مرجع الضمير فی قوله "فإنّه" ‪ :‬هو الصوم‬


‫ضبط قوله "وجآء" ‪ :‬هو بکسر الواو ‪ ،‬و الم ّد (و قال بعضهم ‪ :‬وجا ‪ ،‬بفتح الواو ‪ ،‬مقصور ‪ ،‬و ّ‬
‫األول أکثر)‬
‫معنی قوله "وجآء" ‪ :‬أصله الغمز (و منه ‪:‬‬
‫وجأه فی عنقه ‪ :‬إذا غمزه دافعا له‬
‫و وجأه بالسيف ‪ :‬إذا طعنه به‬
‫و وجأ أنثييه ‪ :‬غمزهما حتّی رضّهما (أی ‪ :‬دقّهما)‬
‫سؤال ‪ :‬هل يص ّح تفسير الوجآء باإلخصاء ؟‬
‫رض األنثيين أی دقّهما ‪ ،‬و اإلخصاء سلّهما أی انتزاعهما و إخراجهما)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(فإن الوجآء‬ ‫جواب ‪ :‬فيه نظر‬
‫الجواب عن رواية ابن حبّان التی وقع فيها "فإنّه له وجآء ‪ ،‬و هو اإلخصاء" ‪ :‬أنّها زيادة مدرجة فی الخبر‬
‫(لم تقع ّإال فی طريق زيد بن أبی أنيسة) ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل إطالق الوجآء علی الصيام من الحقيقة ؟‬
‫جواب ‪ :‬ال ‪ ،‬بل من مجاز المشابهة (أی ‪ :‬يدفع الصيام شهوته و يقطع َّ‬
‫شر منيّه کما يقطعه الوجاء)‬

‫ما است ُد ّل عليه بهذا الحديث ‪:‬‬


‫أن من لم يستطع الجماع فالمطلوب منه ترک التزويج (ألنّه أرشده إلی ما ينافيه ‪ ،‬و يض ّعف دواعيه ‪ ،‬و أطلق‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫بعضهم أنّه يُکره فی حقّه) ‪.‬‬
‫حکم التائق إلی التزويج ‪ ،‬القادر علی مؤنه ‪ ،‬الخائف علی نفسه ‪ :‬فيه رأيان ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يندب له النکاح‬
‫الرأی ّ‬
‫‪ :‬و من لم يستطع فعليه بالصوم (فل ّما کان الصوم الذی هو بدله ليس بواجب فمبدله مثله)‬ ‫صلّی الله عليه و سلّم‬ ‫ی‬
‫دليله ‪ :‬قول النب ّ‬
‫أن األمر بالصوم مرتّب علی عدم االستطاعة ‪ ،‬و ال استحالة أن يقول القائل ‪:‬‬
‫ر ّد القائلين بالوجوب علی هذا االستدالل ‪ّ :‬‬
‫أوجبت عليک کذا ‪ ،‬فإن لم تستطع فأندبک إلی کذا ‪.‬‬
‫الرأی الثانی ‪ :‬يجب عليه النکاح‬
‫دليله ‪:‬‬
‫ت أيأمانُ ُك أم‬
‫‪ -1‬قوله تعالی ‪ :‬فواحدة ً أ أو ما ملك أ‬
‫التسری ليس واجبا اتّفاقا ‪ ،‬فيکون التزويج‬
‫ّ‬ ‫التسری ‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫يرت بين النکاح و‬ ‫ر ّد القائلين بالندب علی هذا االستدالل ‪ّ :‬‬
‫أن اآلية خ ّ‬
‫غير واجب (إذ ال يقع التخيير بين واجب و مندوب) ‪.‬‬
‫بالتسری ‪ ،‬فإذا لم يندفع تعيّن التزوي ُج ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و تعقّب هذا الر ّد بـ ‪ّ :‬‬
‫أن الذين قالوا بوجوبه قيّدوه بما إذا لم يندفع التوقان‬
‫فليتزوج ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫ی صلّی الله عليه و سلّم ‪ :‬من استطاع منکم الباءة‬
‫‪ -2‬و قول النب ّ‬
‫بمجرده ال يدفع مشقّة‬
‫ّ‬ ‫أن الواجب عند القائلين بالوجوب العقد ال الوطء ‪ ،‬و العقد‬‫ر ّد القائلين بالندب علی هذا االستدالل ‪ّ :‬‬
‫التوقان ‪ ،‬فما ذهبوا إليه لم يتناوله الحديث ‪ ،‬و ما تناوله الحديث لم يذهبوا إليه ‪.‬‬
‫و تعقّب هذا الر ّد بـ ‪ :‬أنّه قد ّ‬
‫صرح أکثر القائلين بالوجوب بوجوب الوطء ‪.‬‬
‫األحکام التی تعتری النکاح ‪ :‬هی خمسة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوجوب (و هذا لمن تاقت نفسه إلی النساء ‪ ،‬و يخشی علی نفسه الوقوع فی الزنا ‪ ،‬و لديه القدرة علی الزواج ‪ ،‬أی ‪:‬‬
‫الزواج بقصد اإلحصان) ‪.‬‬
‫‪ -2‬الندب (و هذا لمن ينکح بقصد التناسل ‪ ،‬أی ‪ :‬طلب الذريّة)‬

‫‪ -3‬اإلباحة (و هذا لمن ال تتوق نفسه إلی النساء ‪ ،‬و ال يخشی علی نفسه الوقوع فی الزنا)‬

‫‪ -4‬الحرمة (و هذا لمن تأ ّکد لديه أن زواجه يلحق ضررا محقّقا بزوجه ‪ ،‬أی ‪ :‬فی الوطء و اإلنفاق)‬

‫‪ -5‬الکراهة (وهذا لمن يخشی أن يلحق ضررا بزوجه ‪ ،‬ونف ُ‬


‫سه ال تتوق إلی النساء ‪ ،‬وال يخشی علی نفسه الوقوع فی الزنا)‬

‫و فی الحديث أيضا ‪:‬‬


‫بقوته و تضعف بضعفه)‬ ‫ّ‬
‫(ألن شهوة النکاح تابعة لشهوة األکل تقوی ّ‬ ‫‪ -2‬إرشاد العاجز عن مؤن النکاح إلی الصوم‬
‫‪ -3‬و جواز المعالجة لقطع شهوة النکاح باألدوية‬
‫غض البصر و تحصين الفرج بک ّل ممکن ‪ ،‬و عدم التکليف بغير المستطاع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحث علی‬ ‫‪ -4‬و‬
‫‪ -5‬و ّ‬
‫أن حظوظ النفوس و الشهوات ال تتقدّم علی أحکام الشرع ‪ ،‬بل هی دائرة معها‬
‫أن التشريک فی العبادة ال يقدح فيها بخالف الرياء (ألنّه أمر بالصوم الذی هو قربة ‪ ،‬و هو بهذا القصد‬‫‪ -6‬و ّ‬
‫المحرم) ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫کف الفرج عن الوقوع فی‬
‫غض البصر و ّ‬ ‫ّ‬ ‫صحيح مثاب عليه ‪ ،‬و مع ذلک فأرشد إليه لتحصيل‬

‫‪ -7‬استحباب نکاح الشابّة (ألنّها المح ّ‬


‫صلة لمقاصد النکاح)‬

‫‪ -8‬استحباب اإلسرار بمثل هذا (فإنّه م ّما يستحيا من ذکره بين الناس)‬

‫‪ -9‬جواز المناجاة ‪ ،‬و ترک الثالث للحاجة‬


‫يتزوج (إذا لم تکن له زوجة و هو صالح للزواج و إن کان کبيرا)‬
‫ّ‬ ‫‪ -11‬استحباب عرض الصاحب علی صاحبه أن‬
‫الحديث الثانی‬
‫ی صلّی الله عليه و سلّم قال ‪ :‬تُنکح المرأة ألربع ‪:‬‬‫ی رحمه الله ‪ ... :‬عن أبی هريرة رضی الله عنه عن النب ّ‬
‫قال اإلمام البخار ّ‬
‫لمالها و لحسبها و جمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداک ‪.‬‬
‫المعنی العا ّم للحديث ‪:‬‬
‫معنی قوله صلّی الله عليه و سلّم "تُنکح المرأة ألربع" ‪ :‬أی ‪ :‬ألجل أربع‬
‫معنی قوله صلّی الله عليه و سلّم "و لحسبها" ‪ :‬بفتح المهملتين ‪ ،‬ث ّم مو ّحدة ‪ ،‬أی ‪ :‬شرفها‬
‫المراد بالحسب فی الحديث ‪ :‬الشرف باآلباء و باألقارب (مأخوذ من الحساب ؛ ألنّهم کانوا إذا تفاخروا عدّوا مناقبهم‬
‫و مآثر آبائهم و قومهم ‪ ،‬و حسبوها ‪ ،‬فيحکم لمن زاد عدده علی غيره) ‪.‬‬
‫و قيل ‪ :‬األفعال الحسنة‬
‫و قيل ‪ :‬المال (و هو مردود ؛ لذکر المال قبله ‪ ،‬و ذکره معطوفا عليه)‬
‫توجيه مرسل يحيی بن جعدة عند سعيد بن منصور الذی وقع فيه "علی دينها و مالها و علی حسبها و نسبها" ‪ّ :‬‬
‫أن‬
‫ذکر النسب علی هذا تأکيد ‪.‬‬
‫يتزوج نسيبة ّ‬
‫(إال أن تعارض نسيبة غير ديّنة ‪ ،‬و غير‬ ‫ّ‬ ‫أن الشريف النسيب يستحبّ له أن‬ ‫ما يؤخذ من الحديث ‪ّ :‬‬
‫نسيبة ديّنة ‪ ،‬فتقدّم ذات الدين ‪ ،‬و هکذا فی ک ّل الصفات) ‪.‬‬
‫توجيه حديث بريدة رفعه ّ‬
‫"إن أحساب أهل الدنيا الذی يذهبون إليه المال" ‪ :‬يحتمل أن يکون المراد ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنّه حسب من ال حسب له (فيقوم النسب الشريف لصاحبه مقام المال لمن ال نسب له ‪ ،‬و منه حديث سمرة رفعه ‪:‬‬
‫الحسب المال ‪ ،‬و الکرم التقوی) ‪.‬‬
‫أن من شأن أهل الدنيا رفعة من کان کثير المال و لو کان وضيعا وضعة من کان ّ‬
‫مقال و لو کان رفيع‬ ‫‪ -2‬أو ّ‬
‫النسب (کما هو موجود مشاهد) ‪.‬‬
‫تزوج الجميلة ّ‬
‫(إال أن تعارض الجميلة الغير ديّنة ‪ ،‬و الغير جميلة الديّنة)‬ ‫ما يؤخذ من قوله "و جمالها" ‪ :‬استحباب ّ‬
‫شأن الحسنة الصفات ‪ :‬أنّها تلتحق بالحسنة الذات (و منها أن تکون خفيفة الصداق)‬

‫الدين مطمح نظره فی ک ّل شیء‬


‫ُ‬ ‫معنی قوله "فاظفر بذات الدين" ‪ّ :‬‬
‫أن الالئق بذی الدين و المروءة أن يکون‬
‫ال سيّما فيما تطول صحبته ‪.‬‬
‫معنی قوله "تربت يداک" ‪ :‬أی ‪ :‬لصقتا بالتراب (و هی کناية عن الفقر ‪ ،‬و هو خبر بمعنی الدعاء)‬
‫و قيل ‪ :‬استغنت (و ُر ّد ّ‬
‫بأن المعروف أترب ‪ :‬إذا استغنی ‪ ،‬و ترب ‪ :‬إذا افتقرمن العلم)‬
‫و قيل ‪ :‬ضعف عقلک‬
‫و قيل ‪ :‬افتقرت من العلم‬
‫ی)‬
‫و قيل ‪ :‬فيه تقدير شرط ‪ ،‬أی ‪ :‬وقع لک ذلک إن لم تفعل (و ر ّجحه ابن العرب ّ‬
‫و قيل ‪ :‬خابت‬
‫أن بعضهم ص ّحفه ‪ ،‬فقاله بالثاء المثلّثة "ثربت")‬
‫تفرقت (بناء علی ّ‬
‫و قيل ‪ّ :‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل يراد بقوله "تربت يداک" حقيقةُ الدعاء ؟‬
‫جواب ‪ :‬ال (و أيضا صدور ذلک من النب ّ‬
‫ی صلّی الله عليه و سلّم فی ّ‬
‫حق مسلم ال يستجاب ؛ لشرطه ذلک علی ربّه)‬

‫سؤال ‪ :‬هل معنی الحديث أنّه وقع األمر بذلک ‪ ،‬فال يباح النکاح لقصد خصل ٍة من هذه الخصال األربع غير الدين ؟‬
‫أن هذه الخصال األربع هی التی يُرغب فی نکاح المرأة ألجلها (فهو خبر ع ّما فی الوجود من‬ ‫جواب ‪ :‬معناه ّ‬
‫ذلک ‪ ،‬ال أنّه وقع األمر بذلک ‪ ،‬بل ظاهره إباحة النکاح لقصد ک ّل من ذلک ‪ ،‬لکن قصد الدين أولی) ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل يد ّل هذا الحديث علی ّ‬
‫أن هذه الخصال األربع تؤخذ منها الکفاءة ‪ ،‬أی ‪ :‬تنحصر فيها ؟‬
‫جواب ‪ :‬ال ؛ ّ‬
‫فإن ذلک لم يقل به أحد‬
‫سؤال ‪ :‬هل فی هذا الحديث دليل علی ّ‬
‫أن للزوج االستمتاع بمال الزوجة (فإن طابت نفسها بذلک ح ّل له ‪ ،‬و ّإال‬
‫فله من ذلک قدر ما بذل لها من الصداق) ؟‬
‫أن هذا التفصيل ليس فی الحديث ‪ ،‬و لم ينحصر قصد نکاح المرأة ألجل مالها فی استمتاع الزوج ‪،‬‬ ‫جواب ‪ّ :‬‬
‫بل قد يقصد تزويج ذات الغنی لما عساه يحصل له منها من ولد فيعود إليه ذلک المال بطريق اإلرث إن وقع‬
‫‪ ،‬أو لکونها تستغنی بمالها عن کثرة مطالبته بما يحتاج إليه النساء و نحو ذلک ‪.‬‬
‫أن للرجل أن يحجر علی امرأته فی مالها ؛ ألنّه إنّما ّ‬
‫تزوج‬ ‫سؤال ‪ :‬هل يص ّح االستدالل بهذا الحديث علی ّ‬
‫ألجل المال فليس لها تفويته عليه ؟‬
‫جواب ‪ :‬ال (و ال يخفی وجه الر ّد عليه) ‪.‬‬
‫م ّما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬
‫ّ‬
‫الحث علی تنشئة البنات علی الدين و الفضيلة‬ ‫‪-1‬‬
‫ّ‬
‫الحث علی حسن اختيار الزوجة ‪ ،‬و أن يهت ّم بالصالح ّأوال و بالذات‬ ‫‪-2‬‬
‫تزوج الجميلة ّ‬
‫إال أن تکون غير متديّنة (و يلتحق بجمال الخلقة جمال ال ُخلُق و الصفات)‬ ‫‪ -3‬استحباب ّ‬
‫ّ‬
‫(ألن صاحبهم يستفيد من أخالقهم و برکتهم)‬ ‫ّ‬
‫الحث علی مصاحبة أهل الدين فی ک ّل شیء‬ ‫‪-4‬‬
‫الحديث الثالث‬
‫ی صلّی الله عليه و سلّم قال ‪ :‬إذا دعا الرجل امرأته‬
‫ی رحمه الله ‪ ... :‬عن أبی هريرة رضی الله عنه عن النب ّ‬
‫قال اإلمام البخار ّ‬
‫إلی فراشه فأبت أن تجیء لعنتها المالئکة حتّی تصبح ‪.‬‬
‫ی صلّی الله عليه و سلّم ‪ :‬إذا باتت المرأة‬
‫ی رحمه الله ‪ ... :‬عن أبی هريرة رضی الله عنه قال ‪ :‬قال النب ّ‬
‫و قال اإلمام البخار ّ‬
‫مهاجرة فراش زوجها لعنتها المالئکة حتّی ترجع ‪.‬‬
‫المعنی العا ّم للحديث ‪:‬‬
‫معنی الفراش ‪ :‬الظاهر ّ‬
‫أن الفراش کناية عن الجماع (و ّ‬
‫يقويه قوله ‪ :‬الولد للفراش ‪ ،‬أی لمن يطأ فی الفراش)‬
‫يختص اللعن بما إذا وقع منها اإلباء ليال ؛ لقوله "حتّی تصبح" ؟‬
‫ّ‬ ‫سؤال ‪ :‬هل‬
‫قوة ُ الباعث عليه ‪ ،‬و ال يلزم من ذلک أنّه يجوز لها االمتناع‬ ‫السر تأ ّک ُد ذلک الشأن فی الليل و ّ‬
‫ّ‬ ‫جواب ‪ّ :‬‬
‫أن‬
‫خص الليل بالذکر ؛ ألنّه المظنّة لذلک (کما يد ّل علی ذلک ‪ ،‬اإلطالقات فی ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫فی النهار ‪ ،‬و إنّما‬
‫رواية مسلم ‪ :‬و الذی نفسی بيده ما من رجل يدعو امرأته إلی فراشها فتأبی عليه ّإال کان الذی فی السماء ساخطا عليها حتّی يرضی عنها‬
‫و رواية ابن خزيمة و ابن حبّان ‪ :‬ثالثة ال تقبل لهم صلوة و ال يصعد لهم إلی السماء حسنة ‪ :‬العبد اآلبق حتّی يرجع ‪ ،‬و السکران حتّی‬
‫يصحو ‪ ،‬و المرأة السخط عليها زوجها حتّی يرضی) ‪.‬‬
‫و أيضا رواية زرارة "حتّی ترجع" بدل "حتّی تصبح"‬
‫سؤال ‪ :‬بم يتّجه وقوع اللعن ؟‬
‫جواب ‪ :‬بما إذا غضب الزوج من ذلک (کما زاد أبو عوانة عن األعمش "فبات غضبان عليها" ؛ ألنّها حينئذ يتحقّق‬
‫ثبوت معصيتها ‪ ،‬بخالف ما إذا لم يغضب من ذلک ؛ فإنّه يکون إ ّما ألنّه عذرها ‪ ،‬و إ ّما ألنّه ترک حقّه من ذلک) ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬هل قوله فی رواية زرارة "إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها" علی ظاهره فی لفظ المفاعلة ؟‬
‫جواب ‪ :‬ال ‪ ،‬بل المراد أنّها هی التی هجرت (فإنّه قد تأتی لفظ المفاعلة ‪ ،‬و يراد بها نفس الفعل ‪ ،‬کما فی رواية مسلم‬
‫"إذا باتت المرأة هاجرة" بلفظ اسم الفاعل ‪،‬‬
‫و ال يتّجه عليها اللوم ّإال ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا بدأت هی بالهجر ‪ ،‬فغضب هو لذلک ‪،‬‬
‫‪ -2‬أو هجرها و هی ظالمة (فلم تستنصل من ذنبها بهجرته) ‪،‬‬
‫أ ّما لو بدأ هو بهجرها ظالما فال يتّجه عليها اللوم) ‪.‬‬
‫م ّما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬
‫أن منع الحقوق ‪ ،‬فی األبدان کانت أو فی األموال ‪ ،‬م ّما يوجب سخط الله ‪ّ ،‬إال أن يتغ ّمدها بعفوه ‪.‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫أن المالئکة تدعو علی أهل المعصية ما داموا فيها‬
‫شر (لکونه صلّی الله عليه و سلّم ّ‬
‫خوف بذلک)‬ ‫‪ -3‬قبول دعاء المالئکة من خير أو ّ‬
‫‪ -4‬اإلرشاد إلی مساعدة الزوج و طلب مرضاته‬
‫‪ّ -5‬‬
‫أن صبر الرجل علی ترک الجماع أضعف من صبر المرأة‬
‫حض الشارع النساء علی مساعدة الرجال فی ذلک)‬
‫ّ‬ ‫‪ّ -6‬‬
‫أن أقوی التشويشات علی الرجل داعية النکاح (و لذلک‬

‫الحض علی التناسل‬


‫ّ‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -8‬اإلشارة إلی مالزمة طاعة الله و الصبر علی عبادته جزا ًء علی مراعاته لعبده (حيث لم يترک شيئا من‬
‫حقوقه ّإال جعل له من يقوم به ‪ ،‬حتّی جعل مالئکته تلعن من أغضب عبده بمنع شهوة من شهواته) ‪.‬‬
‫الحديث الرابع‬
‫ی رحمه الله ‪ ... :‬حدّثنا ابن جريج قال ‪ :‬سمعت نافعا يحدّث ‪ّ :‬‬
‫أن ابن عمر رضی الله عنهما کان يقول ‪:‬‬ ‫قال اإلمام البخار ّ‬
‫ی صلّی الله عليه و سلّم أن يبيع بعضکم علی بيع بعض ‪ ،‬و ال يخطب الرجل علی خطبة أخيه حتّی يترک‬ ‫نهی النب ّ‬
‫الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب ‪.‬‬
‫حرص الرسول صلّی الله عليه و سلّم علی رباط األلفة و المحبّة بين الناس ‪ ،‬و تحذيره من‬
‫ُ‬ ‫المعنی العام للحديث ‪:‬‬
‫بعض أسباب الحقد و التباغض و اإليذاء‬
‫يختص ذلک النهی بالمسلم ؟‬
‫ّ‬ ‫سؤال ‪ :‬هل‬
‫الجواب ‪ّ :‬‬
‫أن العلماء اختلفوا فيه ‪:‬‬
‫يختص ذلک بالمسلم‬
‫ّ‬ ‫فعند البعض ‪:‬‬
‫ی فی کتاب البيوع "ال يبيع بعضکم علی بيع أخيه" ‪ ،‬و رواية مسلم "ال يسوم المسلم علی سوم المسلم"‬
‫الدليل ‪ :‬رواية البخار ّ‬
‫ی‬
‫و عند الجمهور ‪ :‬ال فرق فی ذلک بين المسلم و الذ ّم ّ‬
‫ّ‬
‫(ألن المخاطبين هم المسلمون ‪ ،‬فال مفهوم له)‬ ‫الجواب عن استدالل البعض ‪ّ :‬‬
‫أن ذکر األخ و المسلم خرج للغالب‬
‫اعراب قوله ‪ :‬و ال يخطب ‪ :‬هو بـ ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجزم ‪ ،‬علی النهی (أی ‪ :‬و قال ‪ :‬ال يخطبأ )‬
‫‪ -2‬أو الرفع ‪ ،‬علی أنّه نفی (و سياق ذلک بصيغة الخبر أبلغ فی المنع ‪ ،‬و يؤيّد الرفع قولُه فی رواية مسلم ‪ :‬و ال يبي ُع الرجل‬
‫علی بيع أخيه ‪ ،‬و ال يخطبُ ) ‪.‬‬
‫‪ -3‬أو النصب ‪ ،‬عطفا علی قوله ‪ :‬يبيع (علی ّ‬
‫أن ال فی قوله ‪ :‬و ال يخطب ‪ ،‬زائدة)‬

‫معنی قوله "أو يأذن له الخاطب" ‪ :‬أی ‪ :‬حتّی يأذن ّ‬


‫األول للثانی‬
‫سؤال ‪ :‬هل هذا النهی للتحريم ؟‬
‫الجواب ‪ :‬فيه قوالن ‪:‬‬
‫قول الجمهور ‪ :‬أنّه للتحريم‬
‫ی ‪ :‬أنّه للتأديب (و ليس بنهی تحريم ‪ ،‬يبطل العقد عند أکثر الفقهاء)‬
‫و قول الخطاب ّ‬
‫جواب الجمهور ‪ :‬أنّه ال مالزمة بين کونه للتحريم و بين البطالن (بل هو للتحريم ‪ ،‬و ال يبطل العقد)‬
‫شروط التحريم عند الجمهور ‪ :‬اختلفوا فی شروطه ‪:‬‬
‫فقال الشافعيّة و الحنابلة ‪ :‬مح ّل التحريم ما إذا ّ‬
‫صرحت المخطوبة ‪ ،‬أو وليّها الذی أذنت له باإلجابة ‪،‬‬
‫الحکم لو وقع التصريح بالر ّد ‪ :‬أنّه ال تحريم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫(ألن األصل اإلباحة ‪ ،‬و عند الحنابلة فی ذلک روايتان) ‪.‬‬ ‫الحکم لو لم يعلم الثانی بالحال ‪ :‬أنّه يجوز الهجوم علی الخطبة‬
‫صة فاطمة بنت قيس (فإنّها لم تخبره صلّی الله عليه و سلّم برضاها بواحد منهما ‪ ،‬و لو أخبرته بذلک لم يشر عليها بغير من اختارت)‬
‫الحجّة فيه ‪ :‬ق ّ‬
‫الحکم إن وقعت اإلجابة بالتعريض (کقولها "ال رغبة عنک") ‪ :‬أنّه ال يحرم أيضا ‪ ،‬علی أص ّح القولين عند الشافعيّة ‪ ،‬و هو‬
‫قول المالکيّة ‪ ،‬و الحنفيّة ‪.‬‬
‫ی فی البکر علی ّ‬
‫أن سکوتها رضًا بالخاطب)‬ ‫الحکم إذا لم تر ّد و لم تقبل ‪ :‬أنّه يجوز (ومن الشافعيّة من أجری القولين ‪ ،‬و ّ‬
‫نص الشافع ّ‬
‫ی صلّی الله عليه و سلّم ذلک عليهما ‪ ،‬بل خطبها ألسامة)‬
‫الحجّة فيه ‪ :‬قول فاطمة "خطبنی معاوية و أبو جحم" (حيث لم ينکر النب ّ‬
‫األول ‪ ،‬و النب ّی صلّی الله عليه و سلّم أشار‬
‫ی و غيره إلی ‪ :‬أنّه ال حجّة فيه ؛ الحتمال أن يکونا خطبا معا ‪ ،‬أو لم يعلم الثانی بخطبة ّ‬
‫و أشار النوو ّ‬
‫بأسامة و لم يخطب ‪ ،‬و علی تقدير أن يکون خطب فکأنّه ل ّما ذکر لها ما فی معاوية و أبی جحم ظهر منها الرغبة عنهما فخطبها ألسامة‬

‫و عن بعض المالکيّة ‪ :‬ال تُمنع الخطبة ّإال علی خطبة من وقع بينهما التراضی علی الصداق ‪.‬‬
‫الحکم إذا وجدت شروط التحريم ‪ ،‬و وقع العقد للثانی ‪ :‬فيه أقوال ‪:‬‬
‫قال الجمهور ‪ :‬يص ّح مع ارتکاب التحريم‬
‫ی عنه الخطبة ‪ ،‬و الخطبة ليست شرطا فی ص ّحة النکاح (فال يفسخ النکاح بوقوعها غير صحيحة)‬ ‫ح ّجتهم ‪ّ :‬‬
‫أن المنه ّ‬
‫و قال داود ‪ :‬يفسخ النکاح قبل الدخول و بعده‬
‫و عند المالکيّة ‪ :‬خالف کالقولين ‪ ،‬و قال بعضهم ‪ :‬يفسخ قبله ال بعده‬
‫صة فاطمة بنت قيس ؟‬ ‫سؤال ‪ :‬هل يص ّح قول بعض العلماء ّ‬
‫أن هذا النهی منسوخ بق ّ‬
‫ح (لـ ‪:‬‬
‫جواب ‪ :‬ال يص ّ‬
‫‪ -1‬أنّها جاءت مستشيرة ‪ ،‬فأشير عليها بما هو األولی ‪ ،‬و لم يکن هناک خطبة علی خطبة ‪،‬‬
‫باألخوة ‪ ،‬و هی صفة الزمة و علّة مطلوبة للدوام ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أن الشارع أشار إلی علّة النهی فی حديث عقبة بن عامر‬
‫‪ -2‬و ّ‬

‫يختص ذلک بالمأذون له أو يتعدّی لغيره ؟‬


‫ّ‬ ‫األول للخاطب الثانی فی التزويج هل‬
‫سؤال ‪ :‬إذا أذن الخاطب ّ‬
‫جواب ‪ :‬الظاهر أنّه يتعدّی لغيره (فيکون الجواز للمأذون له بالتنصيص و لغيره باإللحاق)‬
‫دليله ‪:‬‬
‫األول دا ّل علی إعراضه عن تزويج تلک المرأة و بإعراضه يجوز لغيره أن يخطبها‬
‫مجرد اإلذن الصادر من الخاطب ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫أن‬
‫‪ -2‬و قوله فی الحديث الثانی من الباب "أو يترک"‬

‫أن مح ّل التحريم إذا کانت الخطبة من ّ‬


‫األول جائزة (فإن کانت ممنوعة ‪،‬‬ ‫صرح الرويانی من الشافعيّة بـ ‪ّ :‬‬ ‫و ّ‬
‫حق) ‪.‬‬
‫األول لم يثبت له بذلک ّ‬
‫ألن ّ‬‫يضر الثانی بعد انقضاء العدّة أن يخطبها ؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫کخطبة المعتدّة لم‬

‫االختالف فی اشتراط کون الخاطب مسلما فی مح ّل التحريم ‪:‬‬


‫ی ذ ّميّة ‪،‬‬ ‫ی‪ّ :‬‬
‫أن مح ّل التحريم إذا کان الخاطب مسلما (فلو خطب الذ ّم ّ‬ ‫ی و ابن المنذر و ابن حربوية و الخطاب ّ‬
‫قول األوزاع ّ‬
‫فأراد المسلم أن يخطبها جاز له ذلک مطلقا) ‪.‬‬
‫دليلهم ‪:‬‬
‫األخوة بين الکافر و المسلم)‬
‫ّ‬ ‫قوله "علی خطبة أخيه" (فإ ّن الله قطع‬
‫و قوله عند مسلم "المؤمن أخو المؤمن ‪ ،‬فال يح ّل للمؤمن أن يبتاع علی بيع أخيه ‪ ،‬و ال يخطب علی خطبته حتّی يذر"‬
‫ی عنه من حقوق العقد و احترامه (فال يثبت للکافر)‬ ‫و ّ‬
‫أن هذا المنه ّ‬
‫و قول الجمهور ‪ :‬أنّه يلحق الذ ّم ّ‬
‫ی بالمسلم فی ذلک‬
‫ی عنه من حقوق المتعاقدين (فيثبت للکافر أيضا)‬ ‫دليلهم ‪ّ :‬‬
‫أن هذا المنه ّ‬
‫أن التعبير بأخيه خرج علی الغالب ‪ ،‬فال مفهوم له (کقوله تعالی "وال ت أقت ُلُوا أ أوالد ُكم" ‪ ،‬و "وربائبُ ُك ُم َّ‬
‫الالتي في ُح ُجور ُكم")‬ ‫جوابهم ‪ّ :‬‬
‫األول فاسقا و کانت المخطوبة عفيفة هل يجوز للعفيف أن يخطب علی خطبته ؟‬
‫سؤال ‪ :‬إذا کان الخاطب ّ‬
‫جواب ‪ :‬فيه قوالن ‪:‬‬

‫قال ابنُ القاسم صاحبُ مالک ‪ :‬يجوز (و ر ّجحه ابن العرب ّ‬


‫ی منهم)‬
‫دليله ‪ّ :‬‬
‫أن الفاسق غير کفء لها (فتکون خطبته کال خطبة)‬
‫و قال الجمهور ‪ :‬ال يعتبر ذلک ‪ ،‬إذا صدرت منها عالمة القبول‬
‫ی بنت ملک ‪ -‬هل يجوز للکفء أن‬
‫األول أهال فی العادة لخطبة تلک المرأة ‪ -‬کما لو خطب سوق ّ‬
‫سؤال ‪ :‬إذا لم يکن الخاطب ّ‬
‫يخطب علی خطبته ؟‬
‫جواب ‪ :‬فيه قوالن ‪:‬‬
‫قال البعض ‪ :‬يجوز‬
‫غير کفء لها (فتکون خطبته کال خطبة)‬ ‫دليلهم ‪ّ :‬‬
‫أن من لم يکن أهال فی العادة ُ‬
‫و قال الجمهور ‪ :‬ال يعتبر ذلک ‪ ،‬إذا صدرت منها عالمة القبول‬
‫يتزوج ّإال بواحدة)‬
‫ّ‬ ‫حکم خطبة المرأة علی خطبة امرأة أخری ‪ :‬تحريمها (و هذا إذا کان المخطوب عزم أن ال‬
‫دليل ‪ :‬قوله "و ال يخطب الرجل علی خطبة أخيه" ‪ ،‬إلحاقا لحکم النساء بحکم الرجال‬
‫و صورتها ‪ :‬أن ترغب امرأة فی رجل و تدعوه إلی تزويجها ‪ ،‬فيجيبها ‪ ،‬فتجیء امرأة أخری فتدعوه و ترغبه فی نفسها و‬
‫تزهده فی التی قبلها ‪.‬‬
‫حکم خطبة أهل الفضل من الرجال ‪ :‬استحبابها‬
‫األول (فيحصل اليأس المحض ‪ ،‬فهذه الغاية ترجع إلی اليأس ‪،‬‬
‫يتزوج الخاطب ّ‬
‫ّ‬ ‫معنی قوله "حتّی ينکح" ‪ :‬أی ‪ :‬حتّی‬
‫و نظيره قوله تعالی ‪ :‬حتَّ ٰى يلج أالجم ُل في س ّم أالخياط) ‪.‬‬
‫األول التزويج (فيجوز حينئذ للثانی الخطبة ‪ ،‬فهذه الغاية ترجع إلی الرجاء)‬
‫معنی قوله "أو يترک" ‪ :‬أی ‪ :‬الخاطب ّ‬
‫و فی حديث أبی هريرة ‪ :‬نهی رسول الله صلّی الله عليه و سلّم أن يبيع حاضر لباد ‪ ،‬و ال تناجشوا ‪...‬‬
‫المعطوف عليه لصيغة النهی ‪ :‬معناها (فتقدير قوله "نهی أن يبيع حاضر لباد ‪ ،‬وال تناجشوا" ‪ :‬قال ال يبيع حاضر لباد ‪،‬‬
‫وال تناجشوا) ‪.‬‬
‫وجه ذکر قوله " وال تناجشوا" بصيغة التفاعل ‪ّ :‬‬
‫أن التاجر إذا فعل لصاحبه ذلک کان بصدد أن يفعل له مثله‬
‫حکم الشراء علی الشراء ‪ :‬أنّه حرام (کالبيع علی البيع)‬
‫و صورة الشراء علی الشراء ‪ :‬أن يقول لمن اشتری سلعة فی زمن الخيار ‪ :‬افسخ ألبيعک بأنقص ‪ ،‬أو يقول للبائع ‪ :‬افسخ‬
‫ألشتری منک بأزيد ‪.‬‬
‫و صورة السوم ‪ :‬أن يأخذ شيئا ليشتريه ‪ ،‬فيقول له ‪ :‬ردّه ألبيعک خيرا منه بثمنه أو مثله بأرخص ‪ ،‬أو يقول للمالک ‪ :‬استردّه‬
‫ألشتريه منک بأکثر (‬
‫و محلّه ‪ :‬بعد استقرار الثمن ‪ ،‬و رکون أحدهما إلی اآلخر (ألنّه ال ب ّد من أمر مبيّن لموضع التحريم فی السوم ؛ ّ‬
‫ألن السوم فی‬
‫المحرم ما وقع فيه قدر زائد علی ذلک) ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫السلعة التی تباع فيمن يزيد ال يحرم اتّفاقا ‪ ،‬فتعيّن ّ‬
‫أن السوم‬

‫سؤال ‪ :‬هل يُستثنی من تحريم البيع و السوم علی اآلخر ما إذا کان المشتری مغبونا غبنا فاحشا ؟‬
‫جواب ‪:‬‬
‫قال بعض الشافعيّة ‪ :‬إنّه يُستثنی من التحريم (و به قال ابن حزم)‬
‫دليل ‪ :‬حديث "الدين النصيحة"‬
‫و تع ّقبه ابن حجر بـ ‪ :‬أنّه لم تنحصر النصيحة فی البيع و السوم ‪ ،‬فله أن يعرفه ّ‬
‫أن قيمتها کذا ‪ ،‬و أنّک إن بعتها بکذا مغبون ‪،‬‬
‫من غير أن يزيد فيها ‪ ،‬فيجمع بذلک بين المصلحتين ‪.‬‬
‫حکم البيع علی البيع ‪ :‬فيه أقوال ‪:‬‬
‫ذهب الجمهور إلی ‪ :‬ص ّحة البيع المذکور ‪ ،‬مع تأثيم فاعله‬
‫و عند المالکيّة و الحنابلة ‪ :‬فی فساده روايتان‬
‫و جزم أهل الظاهر بـ ‪ :‬الفساد‬
‫م ّما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬
‫‪ -1‬النهی عن ک ّل ما فيه تضييق علی الناس‬
‫‪ -2‬النهی عن ک ّل ما يحدث الشقاق ‪ ،‬و يوغر الصدور ‪ ،‬و يورث الشحناء‬
‫‪ -3‬تحريم البيع علی البيع‬
‫‪ -4‬تحريم الخطبة علی الخطبة‬
‫‪ -5‬أنّه إذا أذن الخاطب ّ‬
‫األول للخاطب الثانی فی التزويج ارتفع التحريم‬
‫الحديث الخامس‬
‫ی صلّی الله عليه و سلّم قال ‪ :‬ال تُنکح األيّم حتّی تُستأمر ‪،‬‬ ‫أن أبا هريرة حدّثهم ‪ّ :‬‬
‫أن النب ّ‬ ‫ی رحمه الله تعالی ‪ّ ... :‬‬
‫قال اإلمام البخار ّ‬
‫و ال تُنکح البکر حتّی تُستأذن ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬و کيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسکت ‪.‬‬
‫المعنی العا ّم للحديث ‪:‬‬
‫ضبط قوله "ال تُنکح" ‪:‬‬
‫‪ -1‬بکسر الحاء للنهی ‪،‬‬
‫‪ -2‬و برفعها للخبر (و هو أبلغ فی المنع)‬

‫معنی األيّم ‪:‬‬


‫‪ -1‬الثيّب التی فارقت زوجها بموت أو طالق (و هذا هو األصل فی األيّم)‬
‫و منه قولهم ‪ :‬الغزو مأيمة ‪ ،‬أی ‪ :‬يقتل الرجال ‪ ،‬فتصير النساء أيامی‬

‫‪ -2‬من ال زوج لها أصال (صغيرة کانت أو کبيرة ‪ ،‬بکرا کانت أو ثيّبا)‬

‫المراد من األيّم فی الحديث ‪ :‬الثيّب التی فارقت زوجها بموت أو طالق (لمقابلتها بالبکر)‬
‫ی عن يحيی ‪ :‬ال تنکح الثيّب‬
‫کما وقع فی رواية األوزاع ّ‬
‫و وقع فی رواية عمر بن أبی سلمة عن أبيه ‪ :‬الثيّب تشاور‬
‫ّ‬
‫(ألن أصل اإلستئمار طلب األمر)‬ ‫معنی قوله "حتّی ت ُستأمر" ‪ :‬ال يعقد عليها حتّی يطلب األمر منها‬
‫ما يؤخذ من قوله "حتّی ت ُستأمر" ‪ :‬أنّه ال يعقد ّإال بعد أن تأمر بذلک‬
‫ی فی حقّها ؟‬
‫سؤال ‪ :‬هل فی قوله "حتّی تُستأمر" داللة علی عدم اشتراط الول ّ‬
‫ی فی حقّها ‪ ،‬بل فيه إشعار باشتراطه‬
‫جواب ‪( :‬قال ابن حجر رحمه الله) ليس فيه داللة علی عدم اشتراط الول ّ‬
‫ما يؤخذ من التعبير للثيّب باالستئمار و للبکر باالستئذان ‪ :‬هو الفرق بينهما من جهة ‪:‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫أن االستئمار يد ّل علی تأکيد المشاورة و جعل األمر إلی المستأمرة ‪ ،‬و لهذا يحتاج الولی إلی صريح إذنها فی العقد ‪ ،‬فإذا‬
‫ّ‬
‫صرحت بمنعه امتنع اتفاقا ‪ ،‬و البکر بخالف ذلک ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أن اإلذن دائر بين القول و السکوت ‪ ،‬بخالف األمر ؛ فإنّه صريح فی القول‬
‫‪ -2‬و ّ‬
‫حق البکر ‪ :‬أنّها قد تستحيی أن تفصح‬
‫وجه جعل السکوت إذنا فی ّ‬
‫عن عائشة أنّها قالت ‪ :‬يا رسول الله ‪ّ ،‬‬
‫إن البکر تستحيی ‪ ،‬قال ‪ :‬رضاها صمتها ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬ما حکم إعالم البکر ّ‬
‫أن سکوتها إذن ؟‬
‫جواب ‪ :‬قال ابن المنذر ‪ :‬يستحبّ إعالم البکر‬
‫سؤال ‪ :‬ما الحکم لو قالت بعد العقد ‪ :‬ما علمتُ ّ‬
‫أن صمتی إذن ؟‬
‫جواب ‪ :‬فيه قوالن ‪:‬‬
‫عند الجمهور ‪ :‬لم يبطل العقد بذلک‬
‫و عند بعض المالکيّة ‪ :‬يبطل‬
‫سؤال ‪ :‬ما الحکم إذا لم تتکلّم ‪ ،‬بل ظهرت منها قرينة السخط أو الرضا بالتبسّم مثال أو البکاء ؟‬
‫جواب ‪ :‬اختلفوا فيها ‪:‬‬
‫فعند المالکيّة ‪ :‬إن نفرت ‪ ،‬أو بکت ‪ ،‬أو قامت ‪ ،‬أو ظهر منها ما يد ّل علی الکراهة لم ّ‬
‫تزوج‬
‫فرق بعضهم بين الدمع ‪ ،‬فإن‬ ‫و عند الشافعيّة ‪ :‬ال أثر لشیء من ذلک فی المنع ‪ّ ،‬إال إن قرنت مع البکاء الصيا ُح و ُ‬
‫نحوه (و ّ‬
‫حارا د ّل علی المنع ‪ ،‬و إن کان باردا د ّل علی الرضا) ‪.‬‬
‫کان ّ‬
‫(إذ ال معنی الستئذان من ال تدری ما اإلذن ‪ ،‬و من يستوی سکوتها و سخطها)‬ ‫المراد بالبکر التی أمر باستئذانها ‪ :‬هی البالغ‬
‫سؤال ‪ :‬هل يستعمل الحديث فی جميع األبکار ‪ ،‬بالنسبة لجميع األولياء ؟‬
‫جواب ‪ :‬فيه أقوال ‪:‬‬
‫‪ -1‬نقل عن مالک رحمه الله تعالی ‪ّ :‬‬
‫أن سکوت البکر اليتيمة قبل إذنها و تفويضها ال يکون رضا منها (بخالف ما إذا کان بعد‬
‫تفويضها إلی وليّها) ‪.‬‬
‫خص بعض الشافعيّة االکتفاء بسکوت البکر البالغ بالنسبة إلی األب و الج ّد دون غيرهما (ألنّها تستحيی منهما أکثر من‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬و‬
‫غيرهما) ‪.‬‬
‫‪ -3‬و الصحيح الذی عليه الجمهور ‪ :‬استعمال الحديث فی جميع األبکار ‪ ،‬بالنسبة لجميع األولياء ‪.‬‬
‫األب البکر البالغ بغير إذنها ؟‬
‫ُ‬ ‫زوج‬
‫سؤال ‪ :‬ما الحکم إذا ّ‬
‫جواب ‪ :‬اختلفوا فيه ‪:‬‬
‫ی ‪ ،‬و الحنفيّة ‪ ،‬و أبی ثور ‪ :‬لم يص ّح العقد (‬
‫ی ‪ ،‬و الثور ّ‬
‫عند األوزاع ّ‬
‫الدليل ‪ :‬أنه يشترط استئذانها‬
‫ی ‪ ،‬و أحمد ‪ ،‬و إسحاق ‪ :‬يجوز العقد‬
‫و عند ابن أبی ليلی ‪ ،‬و مالک ‪ ،‬و الليث ‪ ،‬و الشافع ّ‬
‫الدليل ‪:‬‬
‫ی البکر ّ‬
‫أحق بها منها)‬ ‫‪ -1‬مفهوم حديث الباب (ألنّه جعل الثيّب ّ‬
‫أحق بنفسها من وليّها ‪ ،‬فد ّل علی ّ‬
‫أن ول ّ‬
‫‪ -2‬و حديث أبی موسی مرفوعا ‪ :‬تستأمر اليتيمة فی نفسها ‪ ،‬فإن سکتت فهو إذنها (حيث قيّد ذلک باليتيمة ‪ ،‬فيُحمل المطلق‬
‫عليه ‪ ،‬أی ‪ :‬علی ذلک القيد) ‪.‬‬
‫(فنص علی ذکر األب)‬
‫ّ‬ ‫و فی االستدالل الثانی نظر ‪ :‬لحديث ابن عبّاس رضی الله عنهما بلفظ ‪ :‬يستأذنها أبوها‬
‫ّ‬
‫بناتهن ؛‬ ‫أن المؤامرة قد تکون عن استطابة النفس (و يؤيّده حديث ابن عمر رفعه ‪ :‬و آمروا النساء فی‬ ‫ی بـ ‪ّ :‬‬
‫و أجاب الشافع ّ‬
‫حيث ال خالف أنّه ليس لأل ّم أمر ‪ ،‬لکنّه علی معنی استطابة النفس) ‪.‬‬
‫أن زيادة ذکر األب فی حديث ابن عبّاس غير محفوظة (زادها ابن عيينة فی حديثه ‪ ،‬و کان ابن عمر و‬‫ی بـ ‪ّ :‬‬
‫و أجاب البيهق ّ‬
‫يستأمرونهن ‪. ) ،‬‬
‫ّ‬ ‫يزوجون األبکار ال‬
‫القاسم و سالم ّ‬
‫و تعقّب ابن حجر إجابة البيهق ّ‬
‫ی بـ ‪ّ :‬‬
‫أن هذا ال يدفع زيادة الثقة الحافظ بلفظ األب ‪ ،‬و لو قال قائل ‪ :‬بل المراد باليتيمة البکر لم‬
‫يُدفع ‪ ،‬و تُستأمر بض ّم ّأوله يدخل فيه األب و غيره ‪ ،‬فال تعارض بين الروايات) ‪.‬‬
‫سؤال ‪ :‬فهل االستئمار شرط فی ص ّحة العقد ‪ ،‬أو مستحبّ علی معنی استطابة النفس ؟‬
‫جواب ‪ :‬فيه قوالن ‪:‬‬
‫قال الشافعی رحمه الله ‪ :‬مستحبّ علی معنی استطابة النفس‬
‫و قال أبو حنيفة رحمه الله ‪ :‬شرط فی ص ّحة العقد‬
‫سؤال ‪ :‬هل الصغيرة الثيّب يُجبر عليها ؟‬
‫جواب ‪ :‬أنّه ال إجبار عليها (لعموم کونها ّ‬
‫أحق بنفسها من وليّها)‬
‫سؤال ‪ :‬هل من زالت بکارتها بوطء ‪ ،‬و لو کان زنا ‪ ،‬يُجبر عليها ؟‬
‫جواب ‪:‬‬
‫ی رحمه الله ‪ :‬ال إجبار عليها ألب و ال غيره‬
‫عند الشافع ّ‬
‫دليله ‪ :‬عموم قوله ‪ :‬الثيّب ّ‬
‫أحق بنفسها‬
‫و عند أبی حنيفة رحمه الله ‪ :‬هی کالبکر‬
‫أن علّة االکتفاء بسکوت البکر هو الحياء ‪ ،‬و هو باق فی هذه ( ّ‬
‫ألن المسألة مفروضة فيمن زالت بکارتها بوطء ‪ ،‬ال‬ ‫دليله ‪ّ :‬‬
‫فيمن اتّخذت الزنا ديدنا و عادة) ‪.‬‬
‫و أجيب عن دليله بـ ‪:‬‬
‫أن الحياء يتعلّق بالبکر ‪ ،‬و قابلها بالثيّب ‪ ،‬فد ّل علی ّ‬
‫أن حکمهما مختلف ‪ ،‬و هذه ثيّب لغة و شرعا‬ ‫نص علی ّ‬ ‫ّ‬
‫أن الحديث َّ‬
‫(بدليل أنّه لو أوصی بعتق ک ّل ثيّب فی ملکه دخلت إجماعا) ‪،‬‬
‫أن بقاء حيائها کالبکر ممنوع (أل ّنها تستحيی من ذکر وقوع الفجور منها ‪ ،‬و أ ّما ثبوت الحياء من أصل النکاح فليست فيه‬
‫و ّ‬
‫تجربه ق ّط) ‪.‬‬
‫کالبکر التی لم ّ‬
‫ی؟‬
‫تتزوج بغير ول ّ‬
‫ّ‬ ‫سؤال ‪ :‬هل للثيّب أن‬
‫جواب ‪ :‬فيه رأيان ‪:‬‬
‫فيزوجها (حکاه ابن حزم عن داود)‬
‫ّ‬ ‫ی ‪ ،‬و لکنّها ال ّ‬
‫تزوج نفسها ‪ ،‬بل تجعل أمرها إلی رجل‬ ‫تتزوج بغير ول ّ‬
‫ّ‬ ‫القول األول ‪ :‬لها أن‬
‫دليله ‪ :‬قوله "الثيّب ّ‬
‫أحق بنفسها من وليّها"‬
‫ی‬
‫تتزوج بغير ول ّ‬
‫ّ‬ ‫القول الثانی ‪ :‬ليس لها أن‬
‫دليله ‪ :‬حديث عائشة رضی الله عنها ‪ :‬أيّما امرأة نکحت بغير إذن وليّها فنکاحها باطل‬
‫أحق بنفسها من وليّها" أنّه ال ينفذ عليها أمره بغير إذنها و ال يجبرها (لکن‬
‫أن معنی قوله " ّ‬ ‫األول ‪ّ :‬‬
‫إجابته عن استدالل الرأی ّ‬
‫تتزوج لم يجز لها إال بإذن وليّها) ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إذا أرادت أن‬
‫الحکم إذا أعلنت البکر بالمنع ‪ :‬أنّه لم يجز النکاح (لقوله صلّی الله عليه و سلّم ‪ :‬و ال تُنکح البکر حتّی تُستأذن)‬
‫سؤال ‪ :‬ما الحکم إن أعلنت البکر بالرضا ؟‬
‫جواب ‪:‬‬
‫قال جميع األئ ّمة ‪ :‬يجوز بالطريق األولی‬
‫بعض أهل الظاهر فقال ‪ :‬ال يجوز (وقوفا عند ظاهر قوله "و إذنها أن تسکت")‬
‫ُ‬ ‫و شذّ‬

‫م ّما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬


‫‪ -1‬احترام اإلسالم للمرأة و تقديره لرأيها‬
‫‪ -2‬مشروعيّة أخذ رأی المرأة فی زواجها قبل إبرام العقد‬
‫‪ّ -3‬‬
‫أن االستحياء عن إبداء الرأی ال يُسقط مشروعيّة المشورة‬
‫عرف بالحياء دليل علی رضاه ما لم تظهر قرينة مانعة‬ ‫‪ّ -4‬‬
‫أن سکوت من ُ‬
‫الحديث السادس‬
‫ی رحمه الله تعالی ‪ ... :‬سمع جابرا رضی الله عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬نهی رسول الله صلّی الله عليه و سلّم أن تُنکح‬
‫قال اإلمام البخار ّ‬
‫ی عن أبی هريرة ‪.‬‬ ‫المرأة علی ع ّمتها أو خالتها ‪ ،‬و قال داود ‪ ،‬و ابن عون عن الشعب ّ‬
‫المعنی العا ّم للحديث ‪:‬‬
‫ی ‪ ،‬و ابن المنذر ‪ ،‬و‬ ‫حکم الجمع بين المرأة و ع ّمتها أو خالتها ‪ :‬هو التحريم باإلجماع (کما قال الشافع ّ‬
‫ی ‪ ،‬و الترمذ ّ‬
‫البر ‪ ،‬و ابن حزم ‪ ،‬و القرطب ّی ‪ ،‬و النوو ّی رحمهم الله تعالی ‪،‬‬
‫ابن عبد ّ‬
‫ی الخوارج (و لکن‬ ‫ی طائفةً من الخوارج و الشيعة ‪ ،‬و استثنی القرطب ّ‬ ‫ی ‪ ،‬و استثنی النوو ّ‬ ‫و لکن استثنی ابن حزم عثمان البت ّ َّ‬
‫يضره خالف من خالفه) ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إذا ثبت الحکم بالسنّة ‪ ،‬و اتّفق أهل العلم علی القول به لم‬
‫عن أبی هريرة رضی الله عنه ّ‬
‫أن رسول الله صلّی الله عليه و سلّم قال ‪ :‬ال يُجمع بين المرأة و ع ّمتها ‪ ،‬و ال بين المرأة و خالتها‬
‫ضبط قوله "ال يُجم ُع" ‪ :‬بالرفع ‪ ،‬علی الخبر (و هو يتض ّمن النهی)‬
‫م ّما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحريم الجمع بين المرأة و ع ّمتها ‪ ،‬و بينها و بين خالتها‬
‫حرص اإلسالم علی األرحام ‪ ،‬و من ُع ک ّل ما من شأنه تقطيع األرحام‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫الحديث السابع‬
‫ی رحمه الله تعالی ‪ ... :‬عن عبد الله بن عمر رضی الله عنهما ّ‬
‫أن رسول الله صلّی الله عليه و سلّم قال ‪ :‬إذا‬ ‫قال اإلمام البخار ّ‬
‫دُعی أحدکم إلی الوليمة فليأتها ‪.‬‬
‫عن نافع قال ‪ :‬سمعت عبد الله بن عمر رضی الله عنهما يقول ‪ :‬قال رسول الله صلّی الله عليه و سلّم ‪ :‬أجيبوا هذه الدعوة‬
‫إذا دعيتم لها ‪ ،‬قال ‪ :‬و کان عبد الله يأتی الدعوة فی العرس و غير العرس و هو صائم ‪.‬‬
‫المعنی العا ّم لألحاديث ‪:‬‬
‫معنی قوله "فليأتها" ‪ :‬أی ‪ :‬فليأت مکانها (و التقدير ‪ :‬إذا دُعی إلی مکان وليمة فليأتها)‬

‫معنی الالم فی قوله "هذه الدعوة" ‪ :‬يحتمل ‪:‬‬


‫‪ -1‬أن تکون للعهد (و المراد وليمة العرس ‪ ،‬و يؤيّده رواية ابن عمر األخری ‪ :‬إذا دُعی أحدکم إلی الوليمة فليأتها)‬
‫‪ -2‬و أن تکون للعموم (و هو الذی فهمه راوی الحديث ‪ ،‬فکان يأتی الدعوة للعرس و لغيره ‪ ،‬کما فی رواية لمسلم و أبی داود‬
‫عرس أو نحوه فليجب)‬
‫ٍ‬ ‫بلفظ ‪ :‬إذا دعا أحدکم أخاه فليجب عرسا کان أو نحوه ‪ ،‬و فی رواية أخری لمسلم بلفظ ‪ :‬من دُعی إلی‬

‫حکم اإلجابة إلی الدعوة ‪ :‬فيه قوالن ‪:‬‬


‫سا کان أو غيره ‪ ،‬بشرطه) دليل ‪:‬‬
‫قال بعض الشافعيّة ‪ :‬بوجوب اإلجابة إلی الدعوة مطلقا (عر ً‬
‫‪ -1‬ظاهر الحديث (أی قوله "أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها ‪ ،‬قال ‪ :‬وکان عبد الله يأتی الدعوة فی العرس و غير العرس و هو‬
‫صائم")‬
‫‪ -2‬رواية ابن عمر أنّه دعا بالطعام ‪ ،‬فقال رجل من القوم ‪ :‬اعفنی ‪ ،‬فقال ابن عمر ‪ :‬إنّه ال عافية لک من هذا ‪ ،‬فقم ‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية ابن عبّاس أن ابن صفوان دعاه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنّی مشغول ‪ ،‬و إن لم تعفنی جئته ‪.‬‬
‫و قيل فی تضعيف هذا القول ‪ّ :‬‬
‫أن عثمان بن أبی العاص رضی الله عنه قال فی وليمة الختان ‪ :‬لم يکن يُدعی لها‬
‫و لکن تعقّبه ابن حجر بـ ‪ :‬أنّه يمکن االنفصال عنه ّ‬
‫بأن ذلک ال يمنع القول بالوجوب لو دعوا ‪.‬‬
‫و جزم المالکيّة ‪ ،‬و الحنفيّة ‪ ،‬و الحنابلة ‪ ،‬و جمهور الشافعيّة ‪ :‬بعدم الوجوب فی غير وليمة النکاح‬
‫معنی قوله فی رواية مسلم "فإن کان صائما فليص ّل ‪:‬‬
‫قال راويه هشام ‪ :‬و الصلوة الدعاء (و يؤيّده رواية أبی داود ‪ :‬فإن کان مفطرا فليطعم ‪ ،‬و إن کان صائما فليدع)‬
‫الشراح ‪ :‬إن کان صائما فليشتغل بالصلوة (ليحصل له فضلها ‪ ،‬و يحصل ألهل المنزل و الحاضرين برکتها)‬
‫ّ‬ ‫و قال بعض‬
‫و فيه نظر ‪ :‬لعموم قوله "ال صلوة بحضرة طعام" (و لکن قال ابن حجر ‪ :‬يمکن تخصيصه بغير الصائم)‬
‫خاتمة ‪ ،‬و إنّما األعمال بالخواتيم‬
‫ّ‬
‫العزة ع ّما يصفون و سالم علی المرسلين و الحمد لله ربّ العالمين‬ ‫سبحان ربّک ربّ‬
‫ی‬
‫ی الماتريد ّ‬
‫ی الحنف ّ‬
‫تلخيص ‪ :‬مطيع الله األفغان ّ‬

You might also like