Professional Documents
Culture Documents
و لعلّه رمز إلی ما بين العلماء فيمن ال يتوق إلی النکاح ،هل يندب إليه أم ال .
معنی األرب :الحاجة ،و الرغبة
األول
الحديث ّ
ی رحمه الله تعالی :حدّثنا عمر بن حفص ،حدّثنا أبی ،حدّثنا األعمش قال :حدّثنی إبراهيم ،
قال اإلمام البخار ّ
إن لی إليک حاجة ،فخلوا ، عن علقمة قال :کنت مع عبد الله ،فلقيه عثمان بمنی فقال :يا أبا عبد الرحمن ّ
نزوجک بکرا تذ ّکرک ما کنت تعهد ؟ فل ّما رأی عبد الله أن فقال عثمان :هل لک يا أبا عبد الرحمن فی أن ّ
ی فقال :يا علقمة ،فانتهيت إليه و هو يقول :أما لئن قلت ذلک لقد قال لناليس له حاجة إلی هذا أشار إل ّ
فليتزوج ،و من لم يستطع فعليه بالصوم ؛
ّ ی صلّی الله عليه و سلّم :يا معشر الشباب من استطاع منکم الباءة
النب ّ
فإنّه له وجاء .
عليا ،و مقاصد کبری ،و منافع للنفس و المجتمع (تفوق أن للزواج فی اإلسالم حکما ُالمعنی العا ّم للحديث ّ :
ما يتخيّله کثير من الشباب ،من موضوع قضاء الوطر ،و المتعة ،و الجانب العاطف ّی ،
صالحين م أن عباد ُك أم وإمائ ُك أم ۚ إن ي ُكونُوا فُقراء يُ أغنه ُم اللَّهُ
و لذا ر ّغب اإلسالم فی النکاح بقوله تعالی :وأنك ُحوا أاأليام ٰى من ُك أم وال َّ
حث رسول الله صلّی الله عليه و سلّم شباب األ ّمة علی الزواج فی مواطن کثيرة و بأحاديث ج ّمة) . من فضأله ۗ واللَّهُ واس ٌع علي ٌم ،و ّ
الجواب عن رواية زيد بن أبی أنيسة عن األعمش عند ابن حبّان التی وقع فيها " :بالمدينة" بدل "بمنی" :
أنّها شاذّة .
رضی الله عنه المخاطب بـ أبا عبد الرحمن :هو ابن مسعود
ظن ابن المنيّر ّ
أن المخاطب بذلک ابن عمر رضی الله عنه (لـ : و ّ
-1أنّها کنيته المشهورة
-2و أنّه وقع فی نسخته من شرح ابن ّ
بطال ،عقب الترجمة ،فيه ابن عمر ،لقيه عثمان بمنی ...
صة و الحديث البن مسعود (لـ : الر ّد عليه :أنّه ال مدخل البن عمر فی هذه الق ّ
صة أصال ،بل الق ّ
-1مالزمة علقمة عبد الله بن مسعود
-2و مجيئ التصريح بابن مسعود فی رواية (فيُحمل ما فی نسخة ابن المنيّر علی سبق القلم من الکاتب)
ی (ألنّه واو ّ
ی ،يعنی من الخلوة ،مثل :دعوا ،قال الله الصواب فی قوله "فخليا" " :فخلوا" کما فی رواية األصيل ّ
تعالی :فل َّما أثأقلت دَّعوا اللَّه ،و لکن قوله "فخليا" أيضا صحيح علی خالف القياس ،کذا لألکثر) .
نزوجک بکرا تذ ّکرک ما کنت تعهد" :سبب قول عثمان البن مسعود "هل لک يا أبا عبد الرحمن فی أن ّ
لع ّل عثمان رأی به قشفًا و رثاثة هيئ ٍة ،فحمل ذلک علی فقده الزوجة التی ترفهه .
القوة و نزوجک بکرا تذ ّکرک ما کنت تعهد" ّ :
أن معاشرة الزوجة الشابّة تزيد فی ّ ما يؤخذ من قوله "أن ّ
النشاط (بخالف عکسها) .
جرير عند مسلم ،و زيد بن أبی أنيسة عند ابن حبّان اللتين وقع فيهما ّ
أن مراجعة عثمان ٍ الجواب عن رواية
البن مسعود فی أمر التزويج کانت بعد استدعائه لعلقمة :أنّه يحتمل أن يکون عثمان أعاد علی ابن مسعود
ما کان قال له ،بعد أن استدعی علقمة (لکونه فهم منه إرادة إعالم علقمة بما کان فيه) .
وصف ّما
ٌ معنی المعشر :جماعة يشملهم
الشباب لغة :جمع شابّ ،و أصله الحرکة و النشاط ،و هو اسم لمن بلغ إلی أن يکمل ثالثين
قوة الداعی فيهم إلی النکاح ،بخالف الشيوخ (و إن کان
أن الغالب وجود ّ وجه تخصيص الشباب بالخطاب ّ :
المعنی معتبرا إذا وجد السبب فی الکهول و الشيوخ أيضا) .
اللغات فی قوله "الباءة" :هی خمسة :
-1البآءة (بالهمز ،و تاء تأنيث ،ممدود ،و هذه لغة فصيحة مشهورة)
فليتزوج ،
ّ المعنی األع ّم :و هو القدرة علی الوطء و مؤن التزويج (فمعناه :من استطاع منکم الوطء و مؤن التزويج
و من لم يستطع الوطء و مؤن التزويج فعليه بالصوم) .
المعنی الراجح عند فضيلة الدکتور :هو المعنی األع ّم
أغض للبصر ،و أحصن للفرج"
ّ زاد فی کتاب الصيام من طريق أبی حمزة عن األعمش هنا "فإنّه
ی رواية حفص بن غياث التی لم تُذکر فيها هذه الزيادة علی رواية أبی حمزة عن األعمش وجه إيثار البخار ّ
:وقوع التصريح فيها من السماع بالتحديث .
أغض للبصر" :أش ّد غضّا
ّ معنی قوله "
معنی قوله "و أحصن للفرج" :أش ّد إحصانًا للفرج ،و منعًا من الوقوع فی الفاحشة
"أغض ،و أحصن " :يحتمل :
ّ معنی "أفعل" فی قوله
لغض البصر و تحصين الفرج ،و فی معارضتها الشهويّةُ الداعيةُ
ّ -1أن تکون علی بابها (أی المبالغة ّ ،
فإن التقوی سبب
ألن وقوع الفعل مع ضعف الداعی أندر أغض و أحصن م ّما کان ؛ ّ
ّ ،و بعد حصول التزويج يضعف هذا العارض ،فيکون
من وقوعه مع وجود الداعی) .
-2و أن تکون فيه لغير المبالغة (بل إلخبار عن الواقع فقط)
-3اإلباحة (و هذا لمن ال تتوق نفسه إلی النساء ،و ال يخشی علی نفسه الوقوع فی الزنا)
-4الحرمة (و هذا لمن تأ ّکد لديه أن زواجه يلحق ضررا محقّقا بزوجه ،أی :فی الوطء و اإلنفاق)
-8استحباب اإلسرار بمثل هذا (فإنّه م ّما يستحيا من ذکره بين الناس)
سؤال :هل معنی الحديث أنّه وقع األمر بذلک ،فال يباح النکاح لقصد خصل ٍة من هذه الخصال األربع غير الدين ؟
أن هذه الخصال األربع هی التی يُرغب فی نکاح المرأة ألجلها (فهو خبر ع ّما فی الوجود من جواب :معناه ّ
ذلک ،ال أنّه وقع األمر بذلک ،بل ظاهره إباحة النکاح لقصد ک ّل من ذلک ،لکن قصد الدين أولی) .
سؤال :هل يد ّل هذا الحديث علی ّ
أن هذه الخصال األربع تؤخذ منها الکفاءة ،أی :تنحصر فيها ؟
جواب :ال ؛ ّ
فإن ذلک لم يقل به أحد
سؤال :هل فی هذا الحديث دليل علی ّ
أن للزوج االستمتاع بمال الزوجة (فإن طابت نفسها بذلک ح ّل له ،و ّإال
فله من ذلک قدر ما بذل لها من الصداق) ؟
أن هذا التفصيل ليس فی الحديث ،و لم ينحصر قصد نکاح المرأة ألجل مالها فی استمتاع الزوج ، جواب ّ :
بل قد يقصد تزويج ذات الغنی لما عساه يحصل له منها من ولد فيعود إليه ذلک المال بطريق اإلرث إن وقع
،أو لکونها تستغنی بمالها عن کثرة مطالبته بما يحتاج إليه النساء و نحو ذلک .
أن للرجل أن يحجر علی امرأته فی مالها ؛ ألنّه إنّما ّ
تزوج سؤال :هل يص ّح االستدالل بهذا الحديث علی ّ
ألجل المال فليس لها تفويته عليه ؟
جواب :ال (و ال يخفی وجه الر ّد عليه) .
م ّما يرشد إليه الحديث :
ّ
الحث علی تنشئة البنات علی الدين و الفضيلة -1
ّ
الحث علی حسن اختيار الزوجة ،و أن يهت ّم بالصالح ّأوال و بالذات -2
تزوج الجميلة ّ
إال أن تکون غير متديّنة (و يلتحق بجمال الخلقة جمال ال ُخلُق و الصفات) -3استحباب ّ
ّ
(ألن صاحبهم يستفيد من أخالقهم و برکتهم) ّ
الحث علی مصاحبة أهل الدين فی ک ّل شیء -4
الحديث الثالث
ی صلّی الله عليه و سلّم قال :إذا دعا الرجل امرأته
ی رحمه الله ... :عن أبی هريرة رضی الله عنه عن النب ّ
قال اإلمام البخار ّ
إلی فراشه فأبت أن تجیء لعنتها المالئکة حتّی تصبح .
ی صلّی الله عليه و سلّم :إذا باتت المرأة
ی رحمه الله ... :عن أبی هريرة رضی الله عنه قال :قال النب ّ
و قال اإلمام البخار ّ
مهاجرة فراش زوجها لعنتها المالئکة حتّی ترجع .
المعنی العا ّم للحديث :
معنی الفراش :الظاهر ّ
أن الفراش کناية عن الجماع (و ّ
يقويه قوله :الولد للفراش ،أی لمن يطأ فی الفراش)
يختص اللعن بما إذا وقع منها اإلباء ليال ؛ لقوله "حتّی تصبح" ؟
ّ سؤال :هل
قوة ُ الباعث عليه ،و ال يلزم من ذلک أنّه يجوز لها االمتناع السر تأ ّک ُد ذلک الشأن فی الليل و ّ
ّ جواب ّ :
أن
خص الليل بالذکر ؛ ألنّه المظنّة لذلک (کما يد ّل علی ذلک ،اإلطالقات فی :
ّ فی النهار ،و إنّما
رواية مسلم :و الذی نفسی بيده ما من رجل يدعو امرأته إلی فراشها فتأبی عليه ّإال کان الذی فی السماء ساخطا عليها حتّی يرضی عنها
و رواية ابن خزيمة و ابن حبّان :ثالثة ال تقبل لهم صلوة و ال يصعد لهم إلی السماء حسنة :العبد اآلبق حتّی يرجع ،و السکران حتّی
يصحو ،و المرأة السخط عليها زوجها حتّی يرضی) .
و أيضا رواية زرارة "حتّی ترجع" بدل "حتّی تصبح"
سؤال :بم يتّجه وقوع اللعن ؟
جواب :بما إذا غضب الزوج من ذلک (کما زاد أبو عوانة عن األعمش "فبات غضبان عليها" ؛ ألنّها حينئذ يتحقّق
ثبوت معصيتها ،بخالف ما إذا لم يغضب من ذلک ؛ فإنّه يکون إ ّما ألنّه عذرها ،و إ ّما ألنّه ترک حقّه من ذلک) .
سؤال :هل قوله فی رواية زرارة "إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها" علی ظاهره فی لفظ المفاعلة ؟
جواب :ال ،بل المراد أنّها هی التی هجرت (فإنّه قد تأتی لفظ المفاعلة ،و يراد بها نفس الفعل ،کما فی رواية مسلم
"إذا باتت المرأة هاجرة" بلفظ اسم الفاعل ،
و ال يتّجه عليها اللوم ّإال :
-1إذا بدأت هی بالهجر ،فغضب هو لذلک ،
-2أو هجرها و هی ظالمة (فلم تستنصل من ذنبها بهجرته) ،
أ ّما لو بدأ هو بهجرها ظالما فال يتّجه عليها اللوم) .
م ّما يرشد إليه الحديث :
أن منع الحقوق ،فی األبدان کانت أو فی األموال ،م ّما يوجب سخط الله ّ ،إال أن يتغ ّمدها بعفوه .
ّ -1
ّ -2
أن المالئکة تدعو علی أهل المعصية ما داموا فيها
شر (لکونه صلّی الله عليه و سلّم ّ
خوف بذلک) -3قبول دعاء المالئکة من خير أو ّ
-4اإلرشاد إلی مساعدة الزوج و طلب مرضاته
ّ -5
أن صبر الرجل علی ترک الجماع أضعف من صبر المرأة
حض الشارع النساء علی مساعدة الرجال فی ذلک)
ّ ّ -6
أن أقوی التشويشات علی الرجل داعية النکاح (و لذلک
و عن بعض المالکيّة :ال تُمنع الخطبة ّإال علی خطبة من وقع بينهما التراضی علی الصداق .
الحکم إذا وجدت شروط التحريم ،و وقع العقد للثانی :فيه أقوال :
قال الجمهور :يص ّح مع ارتکاب التحريم
ی عنه الخطبة ،و الخطبة ليست شرطا فی ص ّحة النکاح (فال يفسخ النکاح بوقوعها غير صحيحة) ح ّجتهم ّ :
أن المنه ّ
و قال داود :يفسخ النکاح قبل الدخول و بعده
و عند المالکيّة :خالف کالقولين ،و قال بعضهم :يفسخ قبله ال بعده
صة فاطمة بنت قيس ؟ سؤال :هل يص ّح قول بعض العلماء ّ
أن هذا النهی منسوخ بق ّ
ح (لـ :
جواب :ال يص ّ
-1أنّها جاءت مستشيرة ،فأشير عليها بما هو األولی ،و لم يکن هناک خطبة علی خطبة ،
باألخوة ،و هی صفة الزمة و علّة مطلوبة للدوام .
ّ أن الشارع أشار إلی علّة النهی فی حديث عقبة بن عامر
-2و ّ
سؤال :هل يُستثنی من تحريم البيع و السوم علی اآلخر ما إذا کان المشتری مغبونا غبنا فاحشا ؟
جواب :
قال بعض الشافعيّة :إنّه يُستثنی من التحريم (و به قال ابن حزم)
دليل :حديث "الدين النصيحة"
و تع ّقبه ابن حجر بـ :أنّه لم تنحصر النصيحة فی البيع و السوم ،فله أن يعرفه ّ
أن قيمتها کذا ،و أنّک إن بعتها بکذا مغبون ،
من غير أن يزيد فيها ،فيجمع بذلک بين المصلحتين .
حکم البيع علی البيع :فيه أقوال :
ذهب الجمهور إلی :ص ّحة البيع المذکور ،مع تأثيم فاعله
و عند المالکيّة و الحنابلة :فی فساده روايتان
و جزم أهل الظاهر بـ :الفساد
م ّما يرشد إليه الحديث :
-1النهی عن ک ّل ما فيه تضييق علی الناس
-2النهی عن ک ّل ما يحدث الشقاق ،و يوغر الصدور ،و يورث الشحناء
-3تحريم البيع علی البيع
-4تحريم الخطبة علی الخطبة
-5أنّه إذا أذن الخاطب ّ
األول للخاطب الثانی فی التزويج ارتفع التحريم
الحديث الخامس
ی صلّی الله عليه و سلّم قال :ال تُنکح األيّم حتّی تُستأمر ، أن أبا هريرة حدّثهم ّ :
أن النب ّ ی رحمه الله تعالی ّ ... :
قال اإلمام البخار ّ
و ال تُنکح البکر حتّی تُستأذن ،قالوا :يا رسول الله ،و کيف إذنها ؟ قال :أن تسکت .
المعنی العا ّم للحديث :
ضبط قوله "ال تُنکح" :
-1بکسر الحاء للنهی ،
-2و برفعها للخبر (و هو أبلغ فی المنع)
-2من ال زوج لها أصال (صغيرة کانت أو کبيرة ،بکرا کانت أو ثيّبا)
المراد من األيّم فی الحديث :الثيّب التی فارقت زوجها بموت أو طالق (لمقابلتها بالبکر)
ی عن يحيی :ال تنکح الثيّب
کما وقع فی رواية األوزاع ّ
و وقع فی رواية عمر بن أبی سلمة عن أبيه :الثيّب تشاور
ّ
(ألن أصل اإلستئمار طلب األمر) معنی قوله "حتّی ت ُستأمر" :ال يعقد عليها حتّی يطلب األمر منها
ما يؤخذ من قوله "حتّی ت ُستأمر" :أنّه ال يعقد ّإال بعد أن تأمر بذلک
ی فی حقّها ؟
سؤال :هل فی قوله "حتّی تُستأمر" داللة علی عدم اشتراط الول ّ
ی فی حقّها ،بل فيه إشعار باشتراطه
جواب ( :قال ابن حجر رحمه الله) ليس فيه داللة علی عدم اشتراط الول ّ
ما يؤخذ من التعبير للثيّب باالستئمار و للبکر باالستئذان :هو الفرق بينهما من جهة :
ّ -1
أن االستئمار يد ّل علی تأکيد المشاورة و جعل األمر إلی المستأمرة ،و لهذا يحتاج الولی إلی صريح إذنها فی العقد ،فإذا
ّ
صرحت بمنعه امتنع اتفاقا ،و البکر بخالف ذلک ، ّ
أن اإلذن دائر بين القول و السکوت ،بخالف األمر ؛ فإنّه صريح فی القول
-2و ّ
حق البکر :أنّها قد تستحيی أن تفصح
وجه جعل السکوت إذنا فی ّ
عن عائشة أنّها قالت :يا رسول الله ّ ،
إن البکر تستحيی ،قال :رضاها صمتها .
سؤال :ما حکم إعالم البکر ّ
أن سکوتها إذن ؟
جواب :قال ابن المنذر :يستحبّ إعالم البکر
سؤال :ما الحکم لو قالت بعد العقد :ما علمتُ ّ
أن صمتی إذن ؟
جواب :فيه قوالن :
عند الجمهور :لم يبطل العقد بذلک
و عند بعض المالکيّة :يبطل
سؤال :ما الحکم إذا لم تتکلّم ،بل ظهرت منها قرينة السخط أو الرضا بالتبسّم مثال أو البکاء ؟
جواب :اختلفوا فيها :
فعند المالکيّة :إن نفرت ،أو بکت ،أو قامت ،أو ظهر منها ما يد ّل علی الکراهة لم ّ
تزوج
فرق بعضهم بين الدمع ،فإن و عند الشافعيّة :ال أثر لشیء من ذلک فی المنع ّ ،إال إن قرنت مع البکاء الصيا ُح و ُ
نحوه (و ّ
حارا د ّل علی المنع ،و إن کان باردا د ّل علی الرضا) .
کان ّ
(إذ ال معنی الستئذان من ال تدری ما اإلذن ،و من يستوی سکوتها و سخطها) المراد بالبکر التی أمر باستئذانها :هی البالغ
سؤال :هل يستعمل الحديث فی جميع األبکار ،بالنسبة لجميع األولياء ؟
جواب :فيه أقوال :
-1نقل عن مالک رحمه الله تعالی ّ :
أن سکوت البکر اليتيمة قبل إذنها و تفويضها ال يکون رضا منها (بخالف ما إذا کان بعد
تفويضها إلی وليّها) .
خص بعض الشافعيّة االکتفاء بسکوت البکر البالغ بالنسبة إلی األب و الج ّد دون غيرهما (ألنّها تستحيی منهما أکثر من
ّ -2و
غيرهما) .
-3و الصحيح الذی عليه الجمهور :استعمال الحديث فی جميع األبکار ،بالنسبة لجميع األولياء .
األب البکر البالغ بغير إذنها ؟
ُ زوج
سؤال :ما الحکم إذا ّ
جواب :اختلفوا فيه :
ی ،و الحنفيّة ،و أبی ثور :لم يص ّح العقد (
ی ،و الثور ّ
عند األوزاع ّ
الدليل :أنه يشترط استئذانها
ی ،و أحمد ،و إسحاق :يجوز العقد
و عند ابن أبی ليلی ،و مالک ،و الليث ،و الشافع ّ
الدليل :
ی البکر ّ
أحق بها منها) -1مفهوم حديث الباب (ألنّه جعل الثيّب ّ
أحق بنفسها من وليّها ،فد ّل علی ّ
أن ول ّ
-2و حديث أبی موسی مرفوعا :تستأمر اليتيمة فی نفسها ،فإن سکتت فهو إذنها (حيث قيّد ذلک باليتيمة ،فيُحمل المطلق
عليه ،أی :علی ذلک القيد) .
(فنص علی ذکر األب)
ّ و فی االستدالل الثانی نظر :لحديث ابن عبّاس رضی الله عنهما بلفظ :يستأذنها أبوها
ّ
بناتهن ؛ أن المؤامرة قد تکون عن استطابة النفس (و يؤيّده حديث ابن عمر رفعه :و آمروا النساء فی ی بـ ّ :
و أجاب الشافع ّ
حيث ال خالف أنّه ليس لأل ّم أمر ،لکنّه علی معنی استطابة النفس) .
أن زيادة ذکر األب فی حديث ابن عبّاس غير محفوظة (زادها ابن عيينة فی حديثه ،و کان ابن عمر وی بـ ّ :
و أجاب البيهق ّ
يستأمرونهن . ) ،
ّ يزوجون األبکار ال
القاسم و سالم ّ
و تعقّب ابن حجر إجابة البيهق ّ
ی بـ ّ :
أن هذا ال يدفع زيادة الثقة الحافظ بلفظ األب ،و لو قال قائل :بل المراد باليتيمة البکر لم
يُدفع ،و تُستأمر بض ّم ّأوله يدخل فيه األب و غيره ،فال تعارض بين الروايات) .
سؤال :فهل االستئمار شرط فی ص ّحة العقد ،أو مستحبّ علی معنی استطابة النفس ؟
جواب :فيه قوالن :
قال الشافعی رحمه الله :مستحبّ علی معنی استطابة النفس
و قال أبو حنيفة رحمه الله :شرط فی ص ّحة العقد
سؤال :هل الصغيرة الثيّب يُجبر عليها ؟
جواب :أنّه ال إجبار عليها (لعموم کونها ّ
أحق بنفسها من وليّها)
سؤال :هل من زالت بکارتها بوطء ،و لو کان زنا ،يُجبر عليها ؟
جواب :
ی رحمه الله :ال إجبار عليها ألب و ال غيره
عند الشافع ّ
دليله :عموم قوله :الثيّب ّ
أحق بنفسها
و عند أبی حنيفة رحمه الله :هی کالبکر
أن علّة االکتفاء بسکوت البکر هو الحياء ،و هو باق فی هذه ( ّ
ألن المسألة مفروضة فيمن زالت بکارتها بوطء ،ال دليله ّ :
فيمن اتّخذت الزنا ديدنا و عادة) .
و أجيب عن دليله بـ :
أن الحياء يتعلّق بالبکر ،و قابلها بالثيّب ،فد ّل علی ّ
أن حکمهما مختلف ،و هذه ثيّب لغة و شرعا نص علی ّ ّ
أن الحديث َّ
(بدليل أنّه لو أوصی بعتق ک ّل ثيّب فی ملکه دخلت إجماعا) ،
أن بقاء حيائها کالبکر ممنوع (أل ّنها تستحيی من ذکر وقوع الفجور منها ،و أ ّما ثبوت الحياء من أصل النکاح فليست فيه
و ّ
تجربه ق ّط) .
کالبکر التی لم ّ
ی؟
تتزوج بغير ول ّ
ّ سؤال :هل للثيّب أن
جواب :فيه رأيان :
فيزوجها (حکاه ابن حزم عن داود)
ّ ی ،و لکنّها ال ّ
تزوج نفسها ،بل تجعل أمرها إلی رجل تتزوج بغير ول ّ
ّ القول األول :لها أن
دليله :قوله "الثيّب ّ
أحق بنفسها من وليّها"
ی
تتزوج بغير ول ّ
ّ القول الثانی :ليس لها أن
دليله :حديث عائشة رضی الله عنها :أيّما امرأة نکحت بغير إذن وليّها فنکاحها باطل
أحق بنفسها من وليّها" أنّه ال ينفذ عليها أمره بغير إذنها و ال يجبرها (لکن
أن معنی قوله " ّ األول ّ :
إجابته عن استدالل الرأی ّ
تتزوج لم يجز لها إال بإذن وليّها) .
ّ ّ إذا أرادت أن
الحکم إذا أعلنت البکر بالمنع :أنّه لم يجز النکاح (لقوله صلّی الله عليه و سلّم :و ال تُنکح البکر حتّی تُستأذن)
سؤال :ما الحکم إن أعلنت البکر بالرضا ؟
جواب :
قال جميع األئ ّمة :يجوز بالطريق األولی
بعض أهل الظاهر فقال :ال يجوز (وقوفا عند ظاهر قوله "و إذنها أن تسکت")
ُ و شذّ