You are on page 1of 1

‫ََْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ََﱡ ُ ﱠ َ َ‬

‫ﺗ ك الصﺤا ِﺔ ِ ثار الن ِ ﷺ ِ ﺣ ِاﺗ ِﻪ و ﻌﺪ وﻓ ِاﺗ ِﻪ‬


‫‪ -‬الجزء الثا ‪-‬‬
‫سم ﷲ الرﺣمن الرﺣ م‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطاه ن‪.‬‬ ‫مﺤمﺪ أ ف اﻷن اء والمرسل وس ّ ﺪ اﻷول واﻵخ ن‪ ،‬وع‬
‫الطيب‬ ‫آلﻪ وصﺤابتﻪ‬ ‫ّ‬ ‫المكرم المفخم‬ ‫ّ‬ ‫الﺤمﺪ رب الﻌالم ‪ ،‬والصﻼة والسﻼم ع الس ّ ﺪ‬
‫ﱠ ُ‬
‫ﺣ اﺗهم و ﻌﺪ مماﺗهم ط قﺔ َم ْ مونﺔ وخصلﺔ م اركﺔ ﺣسنﺔ انت الصﺤا ﺔ والسلف الصالح وﺗناقلها الخلف‬ ‫الت ك الن ّ المصط ﷺ وآثاره الم اركﺔ‪ ،‬و ﻌ اد ا الصالﺤ وأول ائﻪ الﻌارﻓ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫وس َﻌادة وهناءة من عاش أنوارها واستفاد من عظ م‬ ‫ﻓوز َ‬ ‫دن اه وآخرﺗﻪ… ﻓطو لمن سل ها وطرق أبوابها‪ ،‬و ا‬ ‫عن السلف‪ ،‬وقﺪ َسل ها واﺗ ﻌها وسار ع منهاجها المستق م َمن أ ْس َﻌﺪه ا ﺗﻌا‬
‫ﱠ َ‬
‫بر اﺗها ﺣ اﺗﻪ و ﻌﺪ مماﺗﻪ… واعلموا رﺣم م ا بتوﻓ قﻪ أن الت ك مﻌناه طلب ز ادة الخ ‪ ،‬وقﺪ ان الصﺤا ﺔ ال رام رضوان ا عليهم يت كون أي طلبون ال ادة من الخ ‪ ،‬ذات الن ّ المصط‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال فﺔ ﷺ‪ ،‬و ت كون ثاره الم اركﺔ وما هو منﻪ ﷺ كشﻌره ال ف و ما انفصل عنﻪ كﻌرقﻪ الط ّ ب ال ف و ما ل َمسﻪ ول سﻪ وﺣ ﱠل ﻓ ﻪ ﷺ كقم صﻪ وج ﱠبتﻪ‪ ،‬ل وﻻ زال المسلمون ﻌﺪهم و‬
‫َ‬ ‫ﱡ ّ‬
‫والسنﺔ النب ﺔ الم اركﺔ لتمسون دائما شوق وشغف زائﺪين الت ك ثاره عل ﻪ الصﻼة والسﻼم المن ة اﻷصقاع ال ﻌ ﺪة وال ﻼد‬ ‫يومنا هذا مشارق اﻷرض ومغار ــها ع هذه الﻌادة الم مونﺔ‬
‫الﻌ ﺔ واﻹسﻼم ﺔ المختلفﺔ والموجودة أ ﺪي أمينﺔ موثوقﺔ عنﺪ ثقات المسلم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫م وع ﺔ الت ك ثار الن ّ ﷺ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫واعلموا إخوة اﻹ مان رﺣم م ا بتوﻓ قﻪ أن الﺪل ل ع م وع ﺔ الت ك ذات الن ّ اﻷعظم المكرم ﷺ وما هو منﻪ كش َﻌره وأظفاره وعرقﻪ و صاقﻪ‪ ،‬وكذلك الت ك مواضع كفﻪ وقﺪم ﻪ ال فﺔ‪،‬‬
‫َ ّ‬ ‫ُ‬
‫ل هذا يؤخذ من ﻓﻌل الن ّ اﻷعظم ﷺ وﻓﻌل الصﺤا ﺔ رضوان ا عليهم للت ك و قراره ﷺ لفﻌلهم هذا وثنائﻪ عليهم وﺣضهم ع ﻓﻌلﻪ‪ .‬ﻓقﺪ ث ت الﺤﺪ ث الصﺤيح الذي أخرجﻪ مسلم أنﻪ ﷺ‬
‫ﻌضا من َش َﻌره الذي َﺣل َقﻪ ﱠ‬ ‫ﱠ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫للصﺤا الجل ل‬ ‫ق َس َم ش َﻌره ﺣ ﺣلقﻪ ﺣجﺔ الوداع ب أصﺤا ﻪ ال رام‪ ،‬ﻓ هذا الﺤﺪ ث الصﺤيح أنﻪ ﷺ َوزع بنفسﻪ ﻌضا من شﻌره ب الناس الذين لونﻪ‪ ،‬وأع‬
‫الصﺤا الجل ل أ س بن مالك ر ا‬ ‫أ طلﺤﺔ اﻷنصاري ر ا عنﻪ ليوزعﻪ سائر الصﺤا ﺔ رضوان ا عليهم‪ ،‬وأع ﷺ ﻌضا من هذا الشﻌر للصﺤاب ﺔ الجل لﺔ أم ُسل م ر ا عنها أم ﱠ‬
‫َ َ‬ ‫ﱠ‬
‫اط ٌع ع ثبوت وجواز الت ك ثار الن ّ اﻷعظم ﷺ‪ ،‬ﻓقﺪ َصح أنﻪ ﷺ َصق ِ ‪-‬أي ﻓم‪ -‬الطفل المﻌتوه‪ ،‬و ان ﻌ ﻪ الش طان ل يوم‬ ‫َ‬
‫عنﻪ‪ ،‬ﻓ هذا الفﻌل من الرسول عل ﻪ الصﻼة والسﻼم دل ل س ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مرﺗ وقال‪» :‬اخ ْج ﱠ‬
‫وجل ما هو منﻪ ﷺ أي ل طلبوا من ا ﺗ ارك‬ ‫ّ‬ ‫ول ْس شفﻌوا إ ا عز‬ ‫ِ‬ ‫ّأمتﻪ ليت كوا ﻪ‬ ‫رسول ﷲ« رواه الﺤا م‪ .‬أ المسلم لقﺪ ق َسم الن ّ اﻷعظم ﷺ ش َﻌره ب‬ ‫ُ‬ ‫عﺪو ﷲ أنا‬
‫َ‬ ‫َ ﱡَ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وﺗﻌا ب كﺔ شﻌره ﷺ ُﺣ ُص َ‬
‫وجل قول مخاط ا ع اده المؤمن ‪ ٰ ﴿ :‬أيها ٱل ِذين‬ ‫وجل ﻷن ا عز‬ ‫ول مطل ــهم لما ﻵثاره ﷺ كشﻌره وأظاﻓره من أ ار و ر ات‪ ،‬و ن الت ك أ ضا ﺗق ﱡ ا الﻌ ادة عز‬
‫ون ‪ ﴾٣٥‬سورة المائﺪة‪ّ ،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ َُ ﱠُ‬
‫وأي وس لﺔ أعظم وأس من الن ّ اﻷعظم ﷺ س ّ ﺪ الﻌالم ‪ ،‬وس ّ ﺪ الﻌرب والﻌجم‪ ،‬ﻓاﻓهم ذلك أ‬ ‫فلﺤ‬ ‫ءامنوا ٱﺗقوا ٱ وٱبتغوا ِإل ِﻪ ٱلو ِس لﺔ وج ٰ ِهﺪوا ِ س ِ ِل ِﻪۦ لﻌل م ﺗ ِ‬
‫ُ‬
‫المسلم وا يتو هﺪاك‪.‬‬
‫ّ‬
‫والسلف الصالح ثار الن ّ ﷺ‬ ‫َﺗ َ ُك ﱠ‬
‫الصﺤا ﺔ ﱠ‬
‫ُ‬ ‫إخوة اﻹ مان لقﺪ ﺗ ّ ك الصﺤا ﺔ ال رام برسول ا ﷺ‪ ،‬وﺗ ﻌهم خصلتهم هذه الم اركﺔ والم مونﺔ َم ْن ْ‬
‫أس َﻌﺪه ا ﺗﻌا ‪ ،‬وﺗوارد ذلك وﺗناقلﻪ الخلف عن السلف بهمﺔ عال ﺔ وشوق وه ام عظ م‬
‫َ‬
‫نماذج َو َو َ‬ ‫َ‬
‫قائع كث ة شاهﺪة ع أن السلف والخلف انوا يت كون ثار ن ّيهم عل ﻪ الصﻼة والسﻼم ﺣ اﺗﻪ و ﻌﺪ مماﺗﻪ‪ ،‬ﻓمن ذلك أنهم انوا غمسون‬ ‫الﺪين‬ ‫لن ّيهم اﻷعظم ﷺ… َوها م ا إخو‬
‫أختها‬ ‫أخذﺗها‬ ‫وﻓاﺗها‬ ‫ﻌﺪ‬ ‫و‬ ‫شﺔ‬ ‫عا‬ ‫ﺪة‬ ‫َش َﻌره ﷺ الماء ﻓ سقون هذا الماء لمرضاهم ﺗ ا أثر رسول ا عل ﻪ الصﻼة والسﻼم ﻓ ُ شفون ب ذن ا ‪ .‬وهذه ُج ﱠبتﻪ ال فﺔ الم اركﺔ ﷺ ال انت عنﺪ الس ّ‬
‫ال‬‫َ ْس َ ْشفون بها‪َ ،‬ر َوى ذلك مسلم واﻹمام أﺣمﺪ ُمسنﺪه‪ .‬وعن الصﺤاب ﺔ الجل لﺔ ّأم ُسل م ر ا عنها أن الن ّ ﷺ َق َ‬ ‫ْ‬
‫أسماء ب ت أ كر ر ا عنهم ال أخ ت أنهم انوا غسلونها للمر‬
‫رسول ا ﷺ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ﻓسألها عن ذلك‪ ،‬ﻓقالت‪ :‬أجﻌل عرقك طي ‪ ،‬رواه ال سا وغ ه‪ .‬ﻓلم ينكر عليها‬ ‫ﻓرآها‬ ‫قارورة‬ ‫تﻪ‬ ‫ﻓجﻌل‬ ‫شفتﻪ‬ ‫ﻓ‬ ‫عرقﻪ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫سل‬ ‫أم‬ ‫ﻓقامت‬ ‫رق‬ ‫عنﺪها ‪-‬أي نام عنﺪها الق لولﺔ‪ -‬ﻓﻌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ﷺ ﻓﻌلها هذا‪ ،‬ل ّ‬
‫أقره واستﺤسنﻪ ﷺ‪ .‬وها هو الصﺤا الجل ل خالﺪ بن الول ﺪ ر ا عنﻪ‪ ،‬انت لﻪ قل سوة وضع طيها شﻌرا من ناص ﺔ رسول ا ﷺ أي مقﺪم رأسﻪ لما ﺣلق ﷺ شﻌره‬
‫ُْ ُ‬ ‫َ ُ ََ ّ ُ‬ ‫ُ‬
‫الج ْﻌرانﺔ‪ ،‬و أرض ﻌﺪ مكﺔ إ جهﺔ الطائف‪ ،‬ﻓ ان ر ا عنﻪ ل سها يت ك بها غزواﺗﻪ ﻓ زق س بها الن والفتح المﻌارك‪ .‬وهذا دل ل آخر ع الت ك نأخذه من ﻓﻌل س ﺪنا أ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ع ْمرة‬
‫ﻓﻌ َل هذا ر ا عنﻪ ﺗ ا وشوقا وﺣن نا إ الرسول ﷺ‪ ،‬ﻓأق ل مروان بن‬ ‫ﻓو َضع َو ْج َهﻪ ع ق الن ّ اﻷعظم ﷺ َ‬ ‫أيوب اﻷنصاري‪ ،‬ﻓقﺪ جاء هذا الصﺤا الجل ل ذات يوم إ ق رسول ا ﷺ َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫آت الﺤجر‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬ ‫ولم‬ ‫ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫رسول‬ ‫جئت‬ ‫نﻌم‬ ‫‪:‬‬ ‫لﻪ‬ ‫وقال‬ ‫عنﻪ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫أيوب‬ ‫أبو‬ ‫ﻪ‬ ‫عل‬ ‫ل‬ ‫ﻓأق‬ ‫؟‬ ‫ﺗصنع‬ ‫ما‬ ‫أﺗﺪري‬ ‫‪:‬‬ ‫مروان‬ ‫ﻓقال‬ ‫ﻌرﻓﻪ‬ ‫ولم‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ﻓوجﺪه واضﻌا وجهﻪ ع الق‬ ‫الو ة اﻷم‬ ‫الﺤ م أﺣﺪ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أﺣمﺪ‪ ،‬أي أنت ا مروان لست أه لتو اﻹمارة والﺤ م‪ .‬وعن التا الجل ل‬ ‫‪:‬‬ ‫قال لمروان‪ :‬سمﻌت رسول ا ﷺ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قول »ﻻ ُﺗ َكوا ع الﺪين إذا و ِل ﻪ أهلﻪ ول ن ا كوا عل ُ ْﻪ ُإذا و ِل ﻪ غ أهلﻪ« رواه ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثا ت ُ‬
‫البنا ر ا عنﻪ أنﻪ قال‪ :‬كنت إذا أﺗ ت أ سا ‪-‬و ان أ س ابن مالك ش خﻪ وأستاذه‪ -‬خ م ا ﻓأدخل عل ﻪ ﻓ خذ ب ﺪ ﻪ ﻓأق لهما وأقول‪ :‬أ هاﺗ ال ﺪين اللت مستا رسول ا ﷺ‪ ،‬وأق ل‬
‫ﺤبون ن يهم صلوات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عي ﻪ وأقول‪ :‬أ هاﺗ الﻌين اللت رأﺗا رسول ا ﷺ‪ ،‬رواه أبو ﻌ‬
‫َ‬ ‫مسنﺪه‪ .‬واعلموا إخوة اﻹ مان رﺣم م ا بتوﻓ قﻪ أن الصﺤا ﺔ ال رام رضوان ا ُعليهمّ انوا لهم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ا وسﻼمﻪ عل ﻪ و جلونﻪ َو ﻌظمونﻪ و سارعون إ الت ك ثاره ال فﺔ ﷺ‪ ،‬ﻓقﺪ أخ ج ال خاري صﺤ ﺤﻪ عن عون بن أ جﺤ فﺔ‪ ،‬عن أب ﻪ أنﻪ قال أﺗ ت الن ﷺ وهو ق ﺔ ﺣمراء من أدم ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫‪:‬‬
‫وم ْن لم ُ ص ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ب منﻪ ش ئا‬ ‫ِ‬
‫مسح ﻪ َ‬ ‫اب منﻪ ش ئا ﺗ ﱠ‬ ‫الوضوء ‪-‬أي سارعون إ ماء وضوئﻪ ﷺ‪ -‬ﻓمن أص‬ ‫أي َجلﺪ‪ -‬ورأ ت ﻼ أخذ َوضوء الن ّ ﷺ ‪-‬أي ماء وضوئﻪ ﷺ‪ -‬والناس ‪-‬أي الصﺤا ﺔ ال رام‪ -‬ي تﺪرون‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بوضوء الصالﺤ َمن أهل الﻌلم<<‪ .‬وعن ﺣك مﺔ ب ت أم مﺔ عن ّأمها‬ ‫ﺗ ك الصﺤا ﺔ ثاره ال فﺔ صﺤ ﺤﻪ ﺗﺤت اب »ذكر إ اﺣﺔ الت ك َ‬ ‫أخذ من ل َل ﺪ صاﺣ ﻪ‪ .‬وقﺪ َر َوى ابن ﺣ ان هذا الخ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫أنها قالت‪ :‬ان للن ّ ﷺ قﺪح من ِع ْ ﺪان يبول ﻓ ﻪ و ضﻌﻪ ﺗﺤت ره‪ ،‬ﻓقام ﷺ ذات يوم ﻓطل ﻪ ﻓلم جﺪه ﻓسأل عل ﻪ الصﻼة والسﻼم‪» :‬أين القﺪح«؟ قالوا‪ :‬تﻪ ّبرة خادم أم َسلمﺔ ‪-‬أي خادمتها‪-‬‬
‫ُ‬ ‫ماء‪ ،‬ﻓقال الن ّ ﷺ‪» :‬لقﺪ اﺣتظرت من النار ﺤظار« أي اﺣتم ت منها ﺤ عظ م َ ق ك ّ‬ ‫ظنتﻪ ً‬ ‫ّ‬
‫ﺣرها و ؤمنك من دخول النار‪ ،‬رواه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال قﺪمت مﻌها من أرض الﺤ شﺔ و ﻻ ﺗﺪري أنﻪ بول ل‬
‫ّ‬ ‫ﱡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ ﱠ َ‬ ‫الط ا ‪ .‬وأما عن ﺗ ك ّ‬
‫السلف الصالح رضوان ا عليهم مواضع مسها الن اﻷعظم ﷺ ب ﺪه وكف ِﻪ‪ ،‬ﻓقﺪ ان يؤ الرجل الوارم وجهﻪ أو الشاة الوارم عها ﻓيوضع ال ف ع الموضع الذي مسﻪ‬
‫ُ ْ ُ‬
‫الو َر ُم ب ذن ا ﺗﻌا ومش ئتﻪ‪ ،‬روى ذلك اﻹمام أﺣمﺪ وغ ه‪ .‬وها هو اﻹمام الجل ل أﺣمﺪ بن ﺣن ل‬ ‫ذهب َ‬ ‫ُ‬ ‫الرجل الوارم أو ع هذه الشاة الوارم عها ﻓ‬ ‫ِ‬ ‫رسول ا و قال‪ :‬سم ا ﻓ ُ ْم َسح َوجﻪ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫صاﺣب المذهب الﺤن المشهور ر ا عنﻪ يروي عنﻪ ابنﻪ َع َﺪ ا اﻹسناد المتصل ﻓ قول ر ا عنﻪ‪» :‬رأ ت أ أخذ ش َﻌرة من ش َﻌر الن ّ ﷺ ﻓ ضﻌها ع ِﻓ ﻪ ق ّ لها وأﺣسب أ رأيتﻪ‬
‫ب الماء أي الخاب ﺔ ال جﻌل ﻓيها أو ُج ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضﻌها ع عي ﻪ و غمسها الماء و َ ُ ُﻪ َ ْس ش ﻪ ورأيتﻪ أخذ قصﻌﺔ الن ّ ﷺ ‪-‬وهو الوعاء الذي ان الن ّ أ ل منﻪ الطﻌام‪ -‬ﻓغسلها ُج ّ‬
‫ب الماء أي‬
‫ب ه ثم ب ﻓيها« رواه أبو نﻌ م الﺤل ﺔ وغ ه‪.‬‬
‫ُ‬
‫خاﺗمﺔ المسك واﻷنوار‬
‫والسﻌادات‪ ،‬وقﺪ ﻓﻌلها‬ ‫ّ‬ ‫الصالﺤ و أول ائﻪ الﻌارﻓ ‪ ،‬وكذلك ز ارة قبورهم للت ك بهم لن ل ز ادة الخ ات وال ات‬ ‫ّ‬ ‫قض ﺔ الت ك الم مونﺔ ثار الن ّ اﻷعظم ﷺ و ﻌ اد ا‬ ‫إخوة اﻹ مان هذه‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ ُ‬ ‫ّ‬
‫الصﺤا ﺔ ﺣ اة ن يهم عل ﻪ الصﻼة والسﻼم و ﻌﺪ مماﺗﻪ‪ ،‬وﺗ ﻌهم هذه الخصلﺔ الم اركﺔ والط قﺔ الم مونﺔ من أسﻌﺪه ا ﺗﻌا وﺗوارد ذلك وﺗناقلﻪ الخلف عن السلف بهمﺔ عال ﺔ شوقا وﺣن نا‬
‫الساطﻌﺔ ع جواز وم وع ﺔ الت ك ط ّ ات وصفﺤات هذا المقال‪ ،‬وﻻ فوﺗنا خاﺗمﺔ هذا المقال أن ّ‬ ‫َ َ َ‬
‫نتلمس الﺪل ل‬ ‫ﺪت أ القارئ رﺣمك ا بتوﻓ قﻪ اﻷدلﺔ ﱠ‬ ‫إ ن ّيهم المصط ﷺ‪ ،‬وقﺪ وج‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫القرءان ال م أن ن ﱠ ا يوسف عل ﻪ السﻼم أع قم صﻪ ال ف الم ارك ﻹخوﺗﻪ ل ذهبوا ﻪ إ أب ﻪ ﻌقوب‬ ‫ﱠ‬
‫الن ّ من القرءان ال م ع م وع ﺔ وجواز الت ك ﺣ ث ب لنا ا ﺗ ارك وﺗﻌا‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ه ﻌﺪ هذا الﻌ الذي أصا ﻪ س ب ك ة ﺣزنﻪ ع ﻓراق ابنﻪ يوسف عل ﻪ السﻼم‪ ،‬قال ا ﺗﻌا ﺣ ا ﺔ عن ن ّ ﻪ يوسف عل ﻪ السﻼم‪:‬‬ ‫عل ﻪ السﻼم و لقوه ع وجهﻪ ﻓ ﻌود لﻪ‬
‫ﱠ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أت ِص ا﴾ سورة يوسف ‪ .93‬ولم طل اﻻنتظار ﺣ جاء ال ش ُ وهو يهوذا ابن ن ّ ا ﻌقوب عل ﻪ السﻼم ﻓ ه لقاء يوسف عل ﻪ السﻼم‪ ،‬ثم أل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جﻪ أ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ٱذه ُبوا ِ ق ِم ِ ه ٰ ذا ﻓألقوه ع ٰ َو‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫را ‪ .‬قال ا ﺗﻌا ‪﴿ :‬ﻓل ﱠما أن ج َاء ٱل ِش ُ ألق ٰىﻪ‬ ‫هذا ال ش قم ص ن ّ ا يوسف عل ﻪ السﻼم ع وجﻪ أب ﻪ ﻌقوب عل ﻪ السﻼم ﻓﻌاد ب ذن ا ومش ئتﻪ ُم ا ﻌي ﻪ ما ان سا قا ﻌﺪما ان‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َﱠ َ‬ ‫َ‬
‫اط ٌع وﺣجﺔ اهرة من القرءان ال م ع جواز الت ك اﻷن اء والصالﺤ و ثارهم ال فﺔ وع م وعيتﻪ ما ب نﻪ‬ ‫َ‬
‫جه ِﻪۦ ﻓﭑرﺗﺪ ِص ا﴾ اﻵ ﺔ سورة يوسف ‪.96‬ﻓهذا ا أ القارئ دل ل س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ٰ َو‬
‫ْ‬ ‫لتفت ﻌﺪ ل هذه اﻷدلﺔ ال اهرة وأقوال الﻌلماء المﻌت ن إ َد ْعوى هؤﻻء الغوغاء الوهاب ﺔ‪ ،‬نفاة الت ك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ومنك ﻪ‪ ،‬والغ ب إخوة اﻹ مان أن َمن ينكر قض ﺔ الت ك اﻵثار‬ ‫وذكره الﻌلماء اﻷﻓاضل‪ ،‬وﻻ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫النب ﺔ ال فﺔ منهم َمن ين سب إ المذهب الﺤن المشهور الوهاب ﺔ الضالﺔ المضلﺔ‪ ،‬مع أن ع ﺪ ا ابن اﻹمام الجل ل أﺣمﺪ بن ﺣن ل ر ا عنﻪ‪ ،‬صاﺣب المذهب كتاب الﻌلل ومﻌرﻓﺔ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫س من َ َ الن ّ ﷺ و ت ك ّ‬ ‫الرجال وهو كتاب لﻺمام أﺣمﺪ قال‪ :‬سألتﻪ ﻌ أ اه ر ا عنﻪ عن الرجل َ َم ﱡ‬
‫وجل‪ ،‬ﻓقال ‪-‬‬ ‫مسﻪ و ق ّ لﻪ و فﻌل الق مثل ذلك أو نﺤو هذا ي ﺪ ذلك التقرب إ ا عز‬
‫أي اﻹمام أﺣمﺪ‪ :-‬ﻻ أس ذلك‪.‬‬
‫كتب الﻌلماء…‬ ‫هذه الروا ات ال وردت‬ ‫وز ارة قبورهم للت ك والﺪعاء عنﺪها‪ ،‬وما أ‬ ‫الت ك ثار الن ّ ﷺ واﻷول اء الصالﺤ‬ ‫ﻌﺔ اﻷعﻼم‬ ‫وقﺪ وردت روا ات كث ة عن اﻹمام أﺣمﺪ وغ ه من أئمﺔ ال‬
‫ََْ ً َ ْ ُ َ‬ ‫َ ً‬ ‫ﱠ‬ ‫الن ﱢ ﷺ َو َق ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ْ َََﱠ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫الزائ َغﺔ َﺗ ْ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫الو ﱠهاب ﱠ‬ ‫َ ْ‬
‫اعت َق ُاد و َ ُم َ‬
‫هم ج َﻌ َل‬ ‫ف )ز َارة َو َم ْسﺤا َو َمسا وﺗق ِب ( ِبزع ِم‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ار‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ﺗ‬‫و‬ ‫يع‬ ‫ﺪ‬
‫ِ‬ ‫ﺔ‬
‫ِ ِ َ ِ ِ ِ‬‫ل‬ ‫ض‬ ‫الضالﺔ ُ‬
‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ﺔ‬
‫ِ ِ‬ ‫ﻓ ِ‬
‫ِ َِ َ ْ ِ ﱠ‬ ‫ﱠ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َﱠ َ ِ‬
‫ُ ُ َﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ َ َ َ ﱠ‬
‫ف؟؟؟‬ ‫ِ‬ ‫ول ﷺ و ِق ِه ال‬ ‫ف الص ِالح كفارا ِﻷنهم ﺗ وا ِ ثار الرس ِ‬ ‫الصﺤا ﺔ والسل ِ‬
‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻌﺪ هذا إ َد َ‬ ‫َ‬
‫فﺔ ﷺ‬
‫ِ‬ ‫الفرق ِﺔ الوه ِاب ِﺔ الضال ِﺔ الم ِضل ِﺔ ال ِاﻓر ِة منكري التوس ِل والت ِك ثار ِه ال‬
‫ِ‬ ‫ى‬‫عو‬ ‫التفات‬ ‫ﻓﻼ‬
‫الوهاب ﺔ‬ ‫ﻓلﻌنﺔ ﷲ ع‬

You might also like