Professional Documents
Culture Documents
دراسة حالة تربوية
دراسة حالة تربوية
تمهيد:
يعتبر الدرس من أهم المرتكزات األساسية التي يعتمدها المدرسون والمدرسات في إنجاز
المقررات الدراسية و تصريف المضامين والمحتويات التعليمية ،وفي إرساء عالقة بيداغوجية
إيجابية بين أقطاب العملية التعليمية -التعلمية داخل الفصل الدراسي .ولم يعد بناء الدرس وقفًا
على المعلم دون المتعلم ،إذ بات شراكة بين االثنين ،وبناء متناميا للمعارف والمهارات
والقدارت يشارك فيه المتعلم بقسط وافر من األفكار واآلراء و المعلومات ...وكلما اقتصر تقديم
الدرس على المدرس وحده دون مشاركة التالميذ ،كلما كان مدعاة للملل ،وعرضة للفشل،
وأقرب إلى اإلخفاق منه إلى النجاح.
ترى ،ما الذي يحول بين التالميذ ومشاركتهم في بناء الدرس؟ ذلك ما سنقاربه من
خالل دراسة حالة تربوية تواصلية تتمثل في ضعف مشاركة تلميذات وتالميذ المستوى السادس
بمدرسة أيت مسعود ،من أجل الوقوف على أسبابها واقتراح الحلول المناسبة لها ،وذلك وفقًا
للمراحل والخطوات المنهجية التالية:
تشخيص الحالة -1
جمع المعطيات حول الحالة -2
تحليل الحالة -3
النتائج ( الحلول والعالج ) -4
أوال :التشخيص
أ -األهمية واألهداف:
تأتي دراسة الحالة المشار إليها أعاله في إطار مشروع تربوي يروم إيجاد حل مالئم
لظاهرة عزوف التالميذ عن المشاركة في بناء الدرس ،حيث باتت هذه المشكلة تمثل أهم عائق
أمام التالميذ يقف حائال دون تقدمهم ،وقد يكون سببًا في فشلهم الدراسي .وتروم هذه الدراسة
تحقيق األهداف التالية:
-اقتراح خطة لعالج ظاهرة العزوف عن المشاركة لدى التالميذ
-تحسين مستوى مشاركة التالميذ في بناء الدرس
-تفعيل آليات التواصل الفعال بين المدرس والتالميذ
1
دوافع اختيار الموضوع: ب-
ونظرا لكون الصعوبة التي يواجهها هؤالء المتعلمون أثناء المشاركة في بناء الدرس،
والتي تحول دونهم و القدرة على بناء التعلمات واكتساب المعارف والمهارات والمواقف
والكفايات ،وخصوصا ما يتعلق منها بالجانب اللغوي والتواصلي ،و ما يستتبع ذلك من تأثيرات
سلبية تحد من فعالية المدرس من جهة ،و انخراط المتعلمين من جهة أخرى ،فإن الرغبة في
فهم معمق لهذه المشكلة ،و البحث عن الحل المناسب لها كان هو الدافع األساسي الختيار
موضوع الدراسة.
يعاني تالميذ المستوى السادس ابتدائي بمدرسة أيت مسعود (إقليم الحسيمة) من ضعف
المشاركة في بناء الدرس أثناء الحصص الدراسية ،ما أثر سلبًا على نتائجهم الدراسية ،وحال
دون تقدمهم في اكتساب التعلمات ،وجعل العالقة التواصلية الصفية بينهم وبين مدرسهم متسمة
بكثير من الجمود ،حيث أضحى الدرس بالنسبة لهم عبارة عن عملية رتيبة وروتينية ،تأخذ في
جل األحيان مسارا واحدا على شكل محاضرة أو خطاب يتم إرساله من قبل األستاذ ليستقبله
المتعلم دون أي تفاعل من هذا األخير أو مشاركة في إغنائه بأفكاره واقتراحاته ،حيث يالحظ أن
التالميذ موضوع الحالة غالبً ا ما يلوذون بالصمت إزاء األسئلة التي يطرحها األستاذ ،وال
يبادرون بالمشاركة وال يتفاعلون مع أحداث الدرس ومجرياته ،يعيشون حالة من الشرود
الذهني غير عابئين بما يدور من حولهم .األمر الذي أثر على نتائجهم الدراسية بشكل كبير،
ودفعهم إلى االستسالم للفشل.
د -أسئلة الدراسة:
-ما أسباب ضعف المشاركة لدى هؤالء التالميذ؟
-كيف يمكن عالجه؟
3
األسباب الموضوعية:
-صعوبة المواد الدراسية،
-تراكم التعثرات والصعوبات وعدم التصدي لها بالعالج المناسب في الوقت المناسب،
-صعوبة فهم التعليمات واألسئلة،
-غياب التنويع في طرائق التدريس،
-غياب التشويق والتحفيز،
-طريقة التدريس المتبعة ال تحفز التالميذ على المشاركة،
-ضعف التواصل بين األسرة والمدرسة وغياب دور األسرة في المتابعة،
-2اتخاذ القرار:
بعد الوقوف على األسباب الذاتية والموضوعية للمشكلة المدروسة ،يقترح الباحث القرارات
التالية:
أ -تكييف المحتويات المعرفية للدروس لتتناسب مع مستوى القدرات العقلية والنمائية
للتالميذ،
ب -تنويع طرائق التدريس،
ج -إجراء دعم تربوي لتقوية الكفاية اللغوية والتواصلية.
د -توظيف وسائل تكنولوجيا اإلعالم والتواصل،
4
-طريقة حل المشكالت -تنمية روح المبادرة وتحمل -أنشطة حل المشكالت تنويع طرائق
-جلسات العصف المسؤولية -أنشطة العصف الذهني التدريس
الذهني -خلق الثقة بالنفس -أنشطة بناء الثقة
-بيداغوجيا التعاقد -إثارة الدافعية وتحريك
الرغبة في التعلم الذاتي
رابعـا :النتائج
-1الحل:
بعد تبني القرارات المشار إليها أعاله ،ينتظر أن يتحسن مستوى مشاركة التالميذ في
بناء الدرس بحيث ترتفع نسبة االنخراط في األنشطة ،و ستتعزز القدرة على الكالم لدى الفئة
المستهدفة ،وينخفض هاجس الخوف من الفشل .وبالتالي يتحسن المستوى العام للتحصيل
الدراسي.
-2التوصيات :
توصي الدراسة بما يلي:
-إثارة الدافعية لدى المتعلم ،لزيادة التشويق للمادة ،والتفاعل بين المدرس وتالميذه،
-تبسيط المادة العلمية وتذليل صعوباتها ،وتكييف المضامين المعرفية،
تعزيز ثقة المتعلم في قدراته الذاتية وتحفيزه على المشاركة،
-إضفاء الحيوية على الدرس باستعمال تكنولوجيا اإلعالم والتواصل،
-التنويع في طرائق التدريس والتنشيط ،وتوظيف البيداغوحيات الوظيفية المالئمة،
-زيادة تنمية العالقة البيداغوجية بين التالميذ ومعلميهم،
-العمل على تقوية المكتسبات اللغوية والتواصلية عبر تكثيف إجراءات الدعم التربوي،
-تعزيز التواصل بين المدرسة واألسرة وتقوية دور هذه األخيرة في المتابعة،
5
خاتمة:
تعتبر مشاركة التالميذ في بناء الدرس من أهم العناصر التي تساهم في تحقيق النجاح
المنشود سواء للتلميذ ،أو للمدرس ،أو للعملية التعليمية-التعلمية برمتها .لذلك بات من الضروري
إيالؤها العناية الالزمة من أجل تجاوز العراقيل التي تعترضها ،وإيجاد الحلول المالئمة
للمشكالت المرتبطة بها .وحسبنا أن تكون هذه الدراسة جزءا من الحلول الممكنة ،على أمل أن
تتضافر جهود الف اعلين التربويين ،والدراسين األكاديميين ،وعموم الباحثين ،لتعميق البحث
والتنقيب في هذه الظاهرة التربوية واقتراح الحلول المناسبة لها.
6