You are on page 1of 4

‫أما بعد؛ فقد روى البخاري ومسلم أ َّن النبي ‪ ‬قال أِلصحاب أأه‪« :‬أَ ََل أُ َنبِّئُ ُكم

ِّبأَ ْكبرِّ ا ْل َكب ِّائرِّ ؟»‪،‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫الو ِّال َد ْي ِّن»‪ ،‬وكان م َّت أك ًئا فجلس‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫اك ب ه ِّ‬ ‫قلنا‪ :‬بلى يا رسول َّ أ‬
‫اَّلل‪ ،‬قال‪« :‬ا ِّ‬
‫وق َ‬ ‫ِّاَّلل‪َ ،‬و ُع ُق ُ‬ ‫إل ْش َر ُ‬
‫الزورِّ »‪ ،‬فما زال يك أررها ح َّتى قلنا‪:‬‬ ‫الزورِّ ‪ ،‬أََلَ َو َق ْو ُل ُّ‬
‫الزورِّ ‪َ ،‬و َش َه َ‬
‫اد ُة ُّ‬ ‫«أََلَ َو َق ْو ُل ُّ‬
‫الزورِّ ‪َ ،‬و َش َه َ‬
‫اد ُة ُّ‬
‫ليته سكت‪.‬‬
‫اَّلل سبحانه‪ ،‬ونبه على خطرأ‬ ‫وب أعند أ‬ ‫هذه الذنوب أكبر الكب أائرأ ‪ ،‬وأعظم الذن أ‬ ‫فأخبر النبي ‪ ‬أ َّن أ‬
‫َّ‬
‫التح أذير أمنهما‪ ،‬بيا ًنا أل أعظ أم إأث أمهأ ما‪ ،‬وخطرأ الوقو أع فيهأ ما‪.‬‬ ‫أ‬
‫الكذ أب وشهادة الزورأ ‪ ،‬وك َّرر َّ‬
‫أ‬

‫الزورِّ }‪ ،‬فأمر اَّلل أعباده‬ ‫اج َت ِّن ُبوا َق ْو َل ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الر ْج َس م َن ْاْلَ ْو َثان َو ْ‬ ‫اج َت ِّنبوا ِّ‬ ‫وقد قال اَّلل تبارك تعالى‪{ :‬ف‬
‫َ ْ ُ‬
‫جان أب قو أل الزورأ ‪ ،‬ويدخل في‬ ‫جانب ب أعيد عن أ‬ ‫ناب قو أل الزورأ ‪ ،‬أبـمعنى‪ :‬أن يكونوا أفي أ‬ ‫أباج أت أ‬
‫ِّاَّلل»‪ ،‬ثم‬‫ِّالشر ِّك ب ِّ‬ ‫الزورِّ ب ِّ‬
‫ُّ‬ ‫اد ُة‬ ‫اَّلل بن مسعود ‪ُ « :‬ع ِّد َل ْت َش َه‬ ‫ولذ ألك قال عبد َّ أ‬ ‫ذ ألك شهادة الزورأ ‪ ،‬أ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الزورِّ }‪ ،‬وقال القرط أبي في "تف أسيرأ أه"‪َ (( :‬ه ِّذ ِّه‬ ‫اج َت ِّن ُبوا َق ْو َل ُّ‬ ‫ِّ‬
‫الر ْج َس م َن ْاْلَ ْو َثان َو ْ‬
‫ِّ‬ ‫اج َت ِّنبوا ِّ‬ ‫قرأ‪{ :‬ف‬
‫َ ْ ُ‬
‫الزورِّ أَ ْن‬ ‫اه ِّد ِّب ُّ‬ ‫الش ِّ‬
‫اك ِّم ِّإ َذا َع َث َر َع َلى ه‬‫ِّالزورِّ ‪ ،‬وي ْنب ِّغي ِّل ْلح ِّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ب‬ ‫الشهاد ِّ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ى‬‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫يد‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ْاْلي ُة َت َضم َن ِّت ا ْلو ِّ‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫اد ِّت ِّه أَ َحد))‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُي َع ِّز َر ُه‪َ ،‬و ُي َناد َي َع َل ْيه ل ُي ْع َر َف؛ ل َئ هَّل َي ْغ َت هر ب َِّش َه َ‬
‫وه‬ ‫اه َد ُزور؛ َف ِّ‬ ‫أالش أام‪« :‬إ َذا أَ َخ ْذ ُتم َش ِّ‬ ‫اب ‪ ‬كتب إلى ع َّم أال أه ب‬
‫اجل ُد ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫وقد روي أ َّن عمر بن الخ َّط أ‬
‫ال َحب ُس ُه‪َ ،‬و ُي ْح َل ُق َر ْأ ُس ُه»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اس‪َ ،‬و ُي َط‬ ‫ُ‬ ‫الن‬
‫ه‬ ‫ين‪َ ،‬و َس ِّخ ُموا َو ْج َه ُه‪َ ،‬وطُو ُفوا ب ِِّّه َح هتى َي ْعرِّ َف ُه‬
‫َ‬ ‫أَ ْر َب ِّع‬
‫ْ‬
‫وج َعة‪َ ،‬وأَ ْن ُي ْس َم َع ب ِِّّه َح هتى ُي ْج َع ُلوا أَ َح ِّاد َ‬
‫يث‪َ ،‬و ُي َن هك ُل‬ ‫وبة ُم ِّ‬ ‫ق‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬ ‫ِّع‬
‫ب‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫ه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫اب‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫وقال ابن أ‬
‫الزورِّ ِّم ْث َل اله ِّذي َو َق َع بِّهِّ م»‪.‬‬ ‫ود ُّ‬ ‫بِّهِّ ْم َو ُي َها ُن ُش ُه ُ‬
‫ْ‬
‫الص َّح أة؛ بأن يشهد اإلنسان أبما‬ ‫الشهادة الك أاذبة‪ ،‬التي ليس لها أساس أمن أ‬ ‫وشهادة الزورأ أهي َّ‬
‫عليه‪ ،‬أو شيء أمن أمورأ الدنيا‪،‬‬ ‫ليس له أب أه أعلم؛ كا َّل أذي يشهد على الك أذ أب مقابأل مال يتحصل أ‬
‫َّ‬
‫ورا‪ ،‬أليتح َّصلوا على‬ ‫أأ‬ ‫أ أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫و أمن أ‬
‫الناس من يشهد على الكذ أب أبداف أع الـحم َّية‪ ،‬فيشهد لبعض أقرأ بائه ز ً‬ ‫َّ‬
‫ذلك‪ ،‬فيشهد بالزورأ‬ ‫الدول أة‪ ،‬أو أليتحصلوا على قرض‪ ،‬أو أمنح أة زواج‪ ،‬أو غيرأ أ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫مال أو بيت أ‬
‫م‬
‫َّ‬
‫وكم‬ ‫ون ب ه ِّ‬
‫ِّاَّلل َل ُك ْم ِّل ُي ْر ُض ُْ‬ ‫ناف أقين‪َ { :‬ي ْح ِّل ُف َ‬ ‫ضائهأ م‪ ،‬وقد قال اَّلل سبحانه ع أن الم أ‬ ‫وإلر أ‬ ‫ألنف أع أقارأ ب أأه أ أ‬
‫ِّ ِّ‬
‫ين}‪.‬‬‫وه إ ِّْن َكا ُنوا ُم ْؤمن َ‬ ‫اَّلل َو َر ُسو ُل ُه أَ َح ُّق أَ ْن ُي ْر ُض ُ‬
‫َو ه ُ‬
‫اهد الزورأ يقع في ذنوب ع أديدة‪ ،‬يتح َّمل أبسب أبها آث ًاما ع أظيم ًة‪ ،‬ويرت أكب أبشهاد أت أه أموراً‬ ‫وش أ‬
‫ين َل‬ ‫ذ‬ ‫خ أطير ًة‪ ،‬أمنها‪ :‬أ َّنه يقع في الك أذ أب و أالف أت أ‬
‫راء‪ ،‬وقد قال اَّلل تعالى‪ِّ { :‬إ هنما ي ْفترِّ ي ا ْل َك ِّذب اله ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اَّلل َل َي ْه ِّدي َم ْن ُه َو ُم ْسرِّ ف‬ ‫ِّآيات ه ِّ‬
‫اَّلل َوأُو َل ِّئ َك ُه ُم ا ْل َك ِّاذ ُب َ‬ ‫ون ب ِّ‬ ‫ُي ْؤ ِّم ُن َ‬
‫ون}‪ .‬وقال سبحانه‪ِّ { :‬إ هن ه َ‬
‫َك هذاب}‪.‬‬
‫وشاهد الزورأ ظ أالم ألمن شهأ د علي أه‪ ،‬فأ أخذ أمنه حقه‪ ،‬أأو است أبيحت محارأ مه‪ ،‬كأن يشهد أِلحد‬ ‫أ‬
‫أبأ َّنه مست أحق أِلرض أهي ألغيرأ أه‪ ،‬أو أنه مست أحق ألمال أو بيت أو سيارة أو غيرأ ها‪ ،‬وليست أمن‬
‫َّ‬
‫اإلث أم‪ ،‬وقد‬ ‫ظالما ألمن شهأ د علي أه‪ ،‬وم أع ًينا ألمن شهأ د له على الظل أم و أ‬ ‫شاهد الزورأ أ‬ ‫ح أق أه‪ ،‬فيكون أ‬
‫ً‬
‫ِّ‬ ‫الت ْقوى و ََل َتعاو ُنوا َع َلى ْ ِّ ِّ‬
‫اَّلل ِّإ هن ه َ‬
‫اَّلل‬ ‫اإل ْثم َوا ْل ُع ْد َوان َو هات ُقوا ه َ‬ ‫َ َ‬ ‫قال تعالى‪َ { :‬و َت َع َاو ُنوا َع َلى ا ْلب ِِّّر َو ه َ َ‬
‫ئ ِّم ْن‬ ‫اط ِّل ِّه َح ًّقا َف َق ْد َبرِّ َ‬
‫اطل ِّلي ْدح َض بِّب ِّ‬ ‫ظ ِّالما بِّب ِّ‬ ‫اب}‪ ،‬وقال رسول َّ أ‬ ‫يد ا ْل ِّع َق ِّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ ْ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬‫‪‬‬ ‫اَّلل‬ ‫َش ِّد ُ‬
‫ول ِّه»‪.‬‬
‫اَّلل و ِّذم ِّة رس ِّ‬ ‫ِّذم ِّة ه ِّ‬
‫َ ه َ ُ‬ ‫ه‬
‫الد ْنيا ِّلينا َل ُه‪،‬‬‫ُّ‬ ‫اطل ِّم َن‬ ‫عان أَخاه ع َلى ب ِّ‬ ‫َ‬ ‫الناس؟ فقال‪َ « :‬م ْن أَ‬ ‫اء‪ :‬من أحمق أ‬ ‫وس أئل بعض الحكم أ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫آخر َت ُه ب ُِّد ْنيا َغيرِّ ِّه»‪.‬‬ ‫َفباع ِّ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫رام‪ ..‬كم خربت‬ ‫اإلج أ‬ ‫اعد أهل أ‬ ‫شاهد الزورأ يغ أرر بالقضا أة والح َّك أام‪ ،‬ويف أسد اِلحكام‪ ،‬ويس أ‬ ‫أإ َّن أ‬
‫َّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫احا برأ يئ ًة؟! ومنعت‬ ‫شهادة الزورأ من بيوت عامرأ ة‪ ،‬وض َّيعت حقوقاً واضح ًة‪ ،‬وأزهقت أرو ً‬
‫وقهأ م‪ ،‬وجرأت المف أس أدين على الفس أاد؟!‬ ‫أصحاب حقوق أمن حق أ‬
‫َّ‬
‫الدول أة‪ ،‬أو‬ ‫الشهاد أة أبالزورأ ‪ :‬تز أكية من ليس مؤ َّه ًل ألل َّتز أكي أة‪ ،‬أليتح َّصل على و أظيفة أفي َّ‬ ‫و أمن صورأ َّ‬
‫ومي‪.‬‬ ‫من أصب حك أ‬

‫الدول أة‪ ،‬ك َّ‬


‫الشهاد أة‬ ‫الشهادة أِلحد أبالك أذ أب‪ ،‬أليتحصل على شيء أمن م أ‬
‫ال َّ‬ ‫َّ‬ ‫ا‪:‬‬ ‫ه‬ ‫رأ‬‫و‬ ‫ص‬ ‫ن‬‫م‬‫وأ‬
‫َّ‬
‫الشهادة ألمن‬‫أللمتز أوج أة أبأ َّنـها مط َّلقة أو أرملة‪ ،‬أأو ال َّشهادة ألمن يـمت ألك بي ًتا أبأ َّنه ل بيت له‪ ،‬أأو َّ‬
‫الشهادة ألشخص أبأ َّنه قد بلغ أس َّن‬
‫اج‪ ،‬أأو َّ‬ ‫الزو أ‬ ‫أ أ‬
‫ول على منحة َّ‬ ‫عقد قبل زمن أبأ َّنه عقد الن أللحص أ‬
‫ان‪ ،‬ونـحو ذ ألك ك أثير‪ ،‬وليعلم من تح َّصل على‬ ‫لوغها أليتح َّصل على مر َّت أب َّ‬
‫الضم أ‬ ‫التقاع أد قبل ب أ‬
‫َّ‬
‫عليه أمن مال بأذ ألك فهو حرام‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ريق شهادة زور أ َّنه أآثم‪ ،‬وما تح َّصل‬ ‫و أظيفة أو أمنحة عن ط أ‬
‫حيات أه‪ ،‬وفي‬
‫أ‬ ‫عائ أه‪ ،‬وفي ان أتزا أع البرك أة أمن‬ ‫والحرام يق أسي قلب العب أد‪ ،‬ويكون سببا في ر أد د أ‬
‫ً‬
‫ت ِّم ْن ُس ْحت‬
‫خول أه النار و أحرم أان أه أمن الج َّن أة‪ ،‬كما قال النبي ‪ِّ « :‬إ هن ُه ََل َي ْد ُخ ُل ا ْل َج هن َة َل ْحم َن َب َ‬ ‫د أ‬
‫ار‪ ،‬أَ ْو َلى ب ِِّّه»‪.‬‬
‫الن ُ‬
‫ه‬
‫الشهاد أة على ذ ألك‪ ،‬قال اَّلل‬ ‫واإلف أك‪ ،‬وع أن َّ‬ ‫اَّلل‪ ،‬واحفظوا أل أسنتكم ع أن الك أذ أب أ‬ ‫فاتقوا اَّلل أعباد أ‬ ‫َّ‬
‫أي‪ :‬ائتوا أبها على وجهأ ها‪ ،‬واق أصدوا أب أإقام أتها وجه أ‬
‫اَّلل‬ ‫َّلل}‪ ،‬أ‬ ‫الشهاد َة ِّ ه ِّ‬ ‫ج َّل وعل‪{ :‬وأَ ِّ‬
‫يموا ه َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ق‬
‫وحده‪ ،‬ول تراعوا أبـها قرأ يبا فت أميلوا معه‪ ،‬ول عدوا فتظ ألموه‪.‬‬
‫ً‬
‫ين ُهم َع َلى‬ ‫َ‬ ‫ون (‪َ )33‬وا هل ِّذ‬ ‫َ‬ ‫اد ِّاتهِّ م َق ِّائ ُم‬
‫َ‬ ‫ين ُهم ب َِّش َه‬ ‫َ‬ ‫باد أه أبقو أل أه‪َ { :‬وا هل ِّذ‬ ‫ومدح اَّلل اِلبرار أمن أع أ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اَّلل‪ ،‬ألت أصيروا أمن‬ ‫ون}‪ ،‬فكذ ألك فكونوا أعباد أ‬ ‫ون (‪ )34‬أُو َل ِّئ َك ِّفي َج هنات ُم ْك َر ُم َ‬ ‫َص ََّل ِّتهِّ ْم ُي َح ِّافظُ َ‬
‫ور َو ِّإ َذا َم ُّروا بِّال هل ْغوِّ َم ُّروا ِّكر ًاما}‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الز‬
‫ُّ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ين ََل َي ْش َه ُد‬‫َ‬ ‫حمن الذين مدحهم بأقو أل أه‪َ { :‬وا هل ِّذ‬ ‫أ‬ ‫باد الر‬ ‫أع أ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫يها َت ِّحي ًة َو َس ََّل ًما (‪)75‬‬ ‫زائهأ م‪{ :‬أُو َل ِّئ َك ُي ْج َز ْو َن ا ْل ُغر َف َة ِّب َما َصبروا َو ُي َل هق ْو َن ِّف‬ ‫قال اَّلل مخبأرا عن ج أ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫يها َح ُس َن ْت ُم ْس َت َقرا َو ُم َق ًاما}‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ين ِّف‬ ‫َ‬ ‫َخ ِّال ِّد‬
‫ًّ‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬
‫واجب أات أه‪ ،‬كما قال‬ ‫أ‬
‫اإليمان و أ‬ ‫قوق‬‫واجب على المس أل أم‪ ،‬وهو أمن ح أ‬ ‫الشهاد أة أ‬‫الصدق في َّ‬ ‫أما بعد؛ أ‬
‫َّ‬
‫َّلل َو َل ْو َع َلى أَ ْن ُف ِّس ُكم أَ ِّو‬‫اَّلل عز وج َّل‪{ :‬ياأَيها اله ِّذين آمنوا ُكو ُنوا َقو ِّامين بِّا ْل ِّقس ِّط ُشهداء ِّ ه ِّ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫َّ‬
‫اَّلل تعالى‪ ،‬ولو كانت على‬ ‫لشهاد أة ألوج أه أ‬ ‫قائ أمين بالعد أل‪ ،‬مؤ أدين أل َّ‬ ‫ا ْلو ِّال َدي ِّن و ْاْلَ ْقربِّين}‪ ،‬كونوا أ‬
‫َ ْ َ َ َ‬
‫هاتكم‪ ،‬أو على أقارأ بأكم‪ ،‬ثم قال تعالى‪{ :‬إ ِّْن َي ُك ْن َغ ِّن ًّيا أَ ْو َف ِّقيرا‬ ‫آبائكم وأم أ‬ ‫أنف أسكم‪ ،‬أو على أ‬
‫ً‬
‫ود علي أه غ أنيا أو ف أقيرا؛ فإ َّن اَّلل تعالى أولى أبهأ ما‬ ‫اَّلل أَو َلى بِّهِّ ما} أي‪ :‬مهما كان شأن المشه أ‬
‫َ‬ ‫َف ه ُ ْ‬
‫ً‬
‫فيه صلحهما‪ ،‬ثم قال سبحانه‪َ { :‬ف ََّل َت هتب ُِّعوا ا ْل َه َوى أَ ْن َت ْع ِّدلُوا} أي‪ :‬ل‬ ‫أمنكم‪ ،‬وأعلم أبما أ‬
‫التعصب على تر أك العد أل‪ ،‬وختم اَّلل الية بأقو أل أه‪َ { :‬وإ ِّْن َت ْل ُووا أَ ْو ُت ْعرِّ ُضوا‬ ‫يـحمل َّنكم الـهوى و َّ‬
‫أ‬
‫الشهادة أبألس أنتكم‪ ،‬فتأتوا أبها على غيرأ‬ ‫ِّيرا}‪ ،‬أي‪ :‬أإن تحرأ فوا َّ‬ ‫ف ِّإن اَّلل كان بِّما تعملون خب‬
‫َ ه هَ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ً‬
‫مالكم‪،‬‬ ‫قائ أق أع أ‬ ‫أدائها أو أب أكتم أانها‪ ،‬فإ َّن اَّلل تعالى كان عليما أبد أ‬ ‫ح أقيق أتها‪ ،‬أو تعرأ ضوا عنها أبتر أك أ‬
‫ً‬
‫باب أولى وأحرى الَّ أذي‬ ‫ومن أ‬ ‫وسيجازأ يكم أبـها‪ ،‬وفي هذا تـه أديد ش أديد أل َّل أذي يلوأ ي أو يعرأ ض‪ ،‬أ‬
‫يشهد أبالزورأ ؛ أِل َّنه أعظم جر ًما‪.‬‬
‫أيها المس ألم! إذا طلب أمنك أحد أن تشهد له على زور‪ ،‬فتذ َّكر أ َّن اَّلل سبحانه نـهاك عن شهاد أة‬
‫الزورأ ‪ ،‬وتذ َّكر أ َّن من تع أصي اَّلل أِلج أل أه‪ ،‬مهما كان قرأ يبا أو ح أبيبا؛ ف أإ َّنه ل يغ أني عنك أمن أ‬
‫اَّلل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شي ًئا‪ ،‬ويـخذلك يوم القيام أة أحوج ما تكون إلي أه‪{ :‬يوم ي ِّفر ا ْلمرء ِّمن أَ ِّخ ِّيه (‪ )34‬وأُ ِّم ِّه وأَب ِّ‬
‫ِّيه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ُّ َ ْ ُ ْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫ين}‪.‬‬‫(‪َ )35‬و َصاح َبته َو َبنيه}‪ْ { ،‬اْلَخ هَّل ُء َي ْو َمئذ َب ْع ُض ُه ْم ل َب ْعض َع ُد ٌّو إ هَِّل ا ْل ُم هتق َ‬
‫ذلك‪ ،‬وقد روى البخارأ ي ومس ألم‬ ‫فاحذر أمـمن يدعوك إلى شهاد أة الزورأ ‪ ،‬ول تشهد له على أ‬
‫َّ‬
‫الن أب أي ‪ ‬أليشهده‬ ‫أ‬ ‫ان ب أن ب أشير ر أضي َّ‬ ‫ع أن النعم أ‬
‫اَّلل عنهما‪ ،‬أ َّن أباه أراد أن يعطيه م ًال‪ ،‬فجاء أإلى َّ‬
‫على ذلك‪ ،‬فقال النبي ‪« :‬أَ َل َك َو َلد ِّس َو ُاه؟»‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪َ « :‬ف ُك هل إ ِّْخ َو ِّت ِّه أَ ْع َطي َت ُه َك َما‬
‫ْ‬
‫ت َه َذا؟»‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪َ « :‬فأَ ْشهِّ ْد َع َلى َه َذا َغيرِّ ي؛ َفإ ِِّّني َلَ أَ ْش َه ُد َع َلى َج ْور»‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬ ‫أَ ْع َط ْي َ‬
‫ْ‬
‫اع ِّد ُلوا َبي َن أَ ْو ََل ِّد ُكم»‪.‬‬
‫اَّلل َو ْ‬
‫« هات ُقوا ه َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فهذا د أليل على أ َّن اإلنسان ل يـجوز له أن يشهد على الـجورأ ‪ ،‬وهو الظلم وما كان أخلف‬
‫الربا‬
‫آكل أ‬ ‫وت هذا الجورأ ‪ ،‬و ألذ ألك لعن الن أبي ‪ ‬أ‬ ‫وسيل ًة ألثب أ‬‫حق والعد أل؛ ِل َّن شهادته ستكون أ‬ ‫ال أ‬
‫َّ‬
‫اط أيه‪.‬‬
‫بات أه‪ ،‬و أإعانة على تع أ‬
‫إلث أ‬
‫الربا و أسيلة أ أ‬ ‫اهدي أه وك أاتبه؛ أِل َّن َّ‬
‫الشهادة على أ‬ ‫وش أ‬

‫ان‪ ،‬ول أك َّنها ك ألمة يتر َّتب عليها عدل أو جور‪،‬‬ ‫الشهادة ليست مـجرد قول أبا أللس أ‬ ‫َّ‬ ‫عباد أ‬
‫اَّلل! إ َّن‬
‫َّ‬
‫فاتقوا اَّلل‬‫وتبنى عليها اِلحكام‪ ،‬وتنزع أبـها حقوق‪ ،‬وتسفك أبـها أدماء‪ ،‬ويف َّرق أبـها بين أزواج‪َّ ،‬‬
‫ون ب ِِّّه‬
‫اَّلل اله ِّذي َت َس َاءلُ َ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬
‫فيمن تشهدون عليه‪ ،‬وفيمن تشهدون له‪ ،‬وتث َّبتوا فيما تنطقون أبه‪َ { ،‬و هات ُقوا ه َ‬
‫ان َع َلي ُكم َر ِّقيبا}‪.‬‬‫واْلَرحام ِّإن اَّلل ك‬
‫َ ْ ْ َ َ ه هَ َ َ ْ ْ ً‬

You might also like