You are on page 1of 28

‫الجناية على العرض في جريمة القذف‬

‫مقالة علمية في مادة الجناية في الفقه املقارن‬

‫إعداد الباحث‪:‬‬

‫يوس أغوستياوان هرديانا‬

‫رقم القيد‪21200615000016 :‬‬

‫مدرس املادة‪:‬‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬رسلي حسبي ‪-‬حفظه هللا تعالى‪-‬‬

‫قسم الدراسات العليا ‪ -‬كلية الدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫جامعة الشريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا‬

‫العام الدراس ي ‪ 1443‬ه ‪ 2021 /‬م‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫املقدمة‬

‫حرم هللا تبارك وتعالى أعراض املسلمين كما حرم دماءهم وأموالهم في كتابه الكريم‬
‫َ َّ َ ُ ْ ُ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ‬
‫وعلى لسان رسوله – صلى هللا عليه والسالم ‪ ،-‬فقال تعالى‪﴿ :‬وال ِذين يؤذون املؤ ِم ِنين واملؤ ِمن ِ‬
‫ا ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ ُ‬
‫اح َت َملوا ُب ْه َت ًانا َو ِإث ًما ُّم ِب ًينا﴾ [األحزاب‪ ،]58 :‬وقال تبارك وتعالى‪َ ﴿ :‬يا أ ُّي َها‬ ‫ِبغي ِر ما اكتسبوا فق ِد‬

‫َّللا َو ِج ًيها﴾ [األحزاب‪:‬‬


‫َ ُ َ َ َ َ َّ‬ ‫َّ َ َ ُ َ َ ُ ُ َ َّ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ َّ ُ‬
‫ال ِذين آمنوا َل تكونوا كال ِذين آذوا موس ٰى فب َّرأه َّللا ِم َّما قالوا ۚ وكان ِعند ِ‬
‫‪ .]69‬وقال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬يوم النحر في حجة الوداع‪( :‬فإن دماءكم‪،‬‬

‫وأموالكم‪ ،‬وأعراضكم‪ ،‬وأبشاركم‪ ،‬عليكم حرام‪ ،‬كحرمة يومكم هذا‪ ،‬في شهركم هذا‪ ،‬في بلدكم‬

‫هذا‪ ،‬أَل هل بلغت؟ قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم اشهد‪ ،‬فليبلغ الشاهد الغائب‪ ،‬فإنه رب مبلغ يبلغه‬

‫ملن هو أوعى له)‪.1‬‬

‫إن جريمة الزنا من أعظم الجرائم في الحياة الدنيا ألن فيها ظلم كبير ما َل يوجد في‬

‫غيرها من الجرائم‪ ،‬ومن ضمن هذه الجريمة التي يجرح شرف البشر هو جريمة القذف وهو‬

‫أن يرمي أحد غيره بالزنا‪ .‬وملا كان من مقاصد الشرع هو حفظ أعراض اإلنسان وصون شرفه‪،‬‬

‫كان َلبد لذلك أن يكون هناك تشريع زاجر للنفوس حتى َل تحدث هذه الجريمة الشنيعة إلى‬

‫إصابة الناس في كرامتهم وهدم شرفهم‪ ،‬تهونا بما اقترفته النفوس األمارة بالسوء‪ .‬وهذا ما ظهر‬

‫ظهورا منتشرا في زماننا هذا من خوض امرئ في أعراض الناس بما تلفظه األلسن‪ .‬لذا شرع‬

‫‪1‬محمد بن إسم م م ممماعيل أبو عبدهللا الب‪،‬ارح الجعفي‪ ،‬يم م م ممحيد الب‪،‬ارح‪ ،‬ارحق ‪ :‬محمد زهير بن ناصم م م ممر‬

‫الناص م ممر الناش م ممر‪ :‬دار موو النجاة (مط م ممورة عن الس م ممل انية بإض م ممافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد البا ي)‬

‫ال بعة‪ :‬األولى‪1422 ،‬ه‪ ،‬عدد األجزاء‪ 9 :‬مع الكتاب‪ :‬شرح وتعلي د‪ .‬مط فى ديب البغا‪ .‬ج‪ ،9 :‬ص‪50 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪1‬‬


‫الشارع الحكيم حد القذف الزاجر لطيانة األعراض وحفظ الشرف‪ .‬وخص حد القذف بالزنا‪،‬‬

‫ملا فيه من هتك الستر وافتضاح السوءا ِ وانتهاك الحرما ِ‪.‬‬

‫وملا رأى الباحث انتشار هذا الجرم بين كثير من الناس في هذه األيام‪ ،‬وهي َل تدرح‬

‫خ ورة ما تتلفظ به‪ ،‬فحاولت أن أتناول هذا املوضوع ملا فيه من خ ورة دنيوية وأخروية؛‬

‫خاصة كثرة الوسائل اَللكترونية التي تساعد على نشر اَلفتراءا ِ‪.‬‬

‫األحكام هذه‬ ‫وقام الباحث ‪-‬الفقير إلى عفو ربه‪ -‬في هذا البحث ارختطم م ممر بذكر بع‬

‫الجريمممة من خالل أحكممام القممانون الوض م م م م ي التي تحكم بهمما بلممدنمما ارحبوب بلممد إنممدونيس م م م ميمما‪.‬‬

‫وخالصة هذا البحث هو بيان معنى جريمة القذف مفطال من حيث مط لح اللغة ومط لح‬

‫األلفاظ املتش م م م ممابهة لكلمة القذف‪ .‬وس م م م ممتذكر فيه األدلة املتعلقة‬ ‫الفقهاء مع زيادة ذكر بع‬

‫باملوض م م م مموع مع بيان الحكم عنه‪ ،‬وكذلك ذكر ش م م م ممرومه املوجبة للحد‪ .‬وفي األخير قام الباحث‬

‫باملقارنة بين الحكم بالشم م م ممريعة اإلس م م ممالمية وبين الحكم بالقانون الوضم م م م ي في قضم م م ممية جريمة‬

‫القذف‪.‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪2‬‬


‫خطة البحث‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف مط لح جريمة القذف ‪4........................................................‬‬

‫امل لب األول‪ :‬معنى الجريمة لغة واص الحا ‪4 .......................................................‬‬

‫امل لب الثاني‪ :‬معنى القذف لغة واص الحا ‪5 ........................................................‬‬

‫امل لب الثالث‪ :‬األلفاظ املتشابهة له ‪8 ...................................................................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬بيان حكم القذف‪9.............................................................................‬‬

‫األدلة من القرآن ‪10 ...............................................................................................‬‬

‫األدلة من السنة ‪11 ................................................................................................‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أنواع صيغ القذف ‪11 .......................................................................‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬شروط القذف املوجبة للحد ‪15 .........................................................‬‬

‫امل لب األول‪ :‬شروط في املقذوف عليه ‪16 .............................................................‬‬

‫امل لب األول‪ :‬شروط في القاذف ‪16 .......................................................................‬‬

‫املبحث الخامس‪ :‬املقارنة في إجراء ِ عقوبة القذف بين الحكم الشرعي والقانون‬

‫الوض ي بإندونيسيا ‪17 ..............................................................................................‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪3‬‬


‫المبحث األول‪ :‬تعريف مصطلح جريمة القذف‬

‫املطلب األول‪ :‬معنى الجريمة لغة واصطالحا‬

‫لفظ الجريم ممة في اللغ ممة تتكون من م ممادة الجيم والراء وامليم‪ ،‬وهي م ممةخوذة من كلم ممة‬
‫الج ْرم‪ .‬وذكر في كتاب تهذيب اللغة معنى ُ‬
‫الجرم بةنه مط م ممدر الجارم الذح يجرم نفس م ممه وقومه‬ ‫ُ‬

‫جرم‪ .‬وقممد جرم وأجرم ُجرممما وإجراممما أح إذا أذنممب‪ .‬والجممارم‪:‬‬


‫ش م م م مرا‪ ،‬وفالن لممه جريمممة إلي‪ :‬أح َ‬

‫الجاني‪ ،‬وارجرم‪ :‬املذنب‪.2‬‬

‫قممال الفممارا ي‪ 393 :ِ ( 3‬ه)‪ُ " :‬‬


‫الجرم‪ :‬الممذنممب‪ ،‬والجريمممة مثلممه‪ .‬تقول منممه‪ :‬جرم وأجرم‬

‫واجترم بمعنى"‪ .4‬فالجريمة والجرم بمعنى واحد وهو اإلثم والذنب والفعل منها هو َج َر َم َي ْج ِر ُم‪،‬‬
‫َ‬
‫جرم الرج م ُمل هو ارتك مماب الرج ممل ذنب مما‪ .‬ومن مع مماني َج َر َم هو ح َم مل‪ ،‬كم مما في ا ي ممة‪َ ﴿ :‬وَل‬ ‫واملعنى َ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َۡ‬ ‫َ ۡ َ َّ ُ ۡ َ َ َ ُ َ ۡ َ َ ُ‬
‫ص ُّدوك ۡم َع ِن ٱمل ۡس ِج ِد ٱل َح َر ِام أن ت ۡع َت ُدوا﴾ [املائدة‪ ،]2 :‬ذكر في كتاب‬ ‫يج ِرمنكم شنم م م م مان قو مم أن‬

‫تفسمير ال برح مبينا عن معنى (وَل يجرمنكم) قوَل عن ابن عباس رضم ي هللا عنهما أنه يقول‪َ :‬ل‬

‫‪ 2‬محمد بن أحمد بن األزهرح الهروح‪ ،‬أبو منطور ( ِ ‪370‬ه مم)‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬ارحق ‪ :‬حمد عوض مرعب‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العر ي – بيرو ِ‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪2001 ،‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ ،8 :‬ج‪ ،11 :‬ص‪46 :‬‬
‫‪ 3‬وهو إمام في علم لغة العرب وخ ه يض ممرب به املثل في الحس ممن‪ ،‬وله كتاب الص ممحاح في اللغة وهو أحس ممن‬
‫من الجمهرة وأوقع من تهمذيمب اللغمة وأقرب متنماوَل من مجممل اللغمة‪ .‬وكمان يحمب األس م م م مفمار والتغرب‪ ،‬دخل‬
‫بالد ربيعة ومض ممر في ت لب لس ممان العرب (‪ ، )4‬ودار الش ممام والعراو‪ ،‬ثم عاد إلى خراس ممان‪ ،‬فةقام بنيس ممابور‬
‫يدرس ويطمنف‪ ،‬ويعلم الكتابة‪ ،‬وينسما املطماحف‪ .‬ما ِ الجوهرح مترديا من سم د داره بنيسمابور‪ ،‬في سمنة‬
‫ثالث وتسعين وثالث مائة‪ .‬انظر «سير أعالم النبالء ‪ -‬ط الرسالة» (‪ ،)81 /17‬و«يتيمة الدهر» (‪.)468 /4‬‬
‫‪ 4‬أبو نطر إسماعيل بن حماد الجوهرح الفارا ي ( ِ ‪393‬هم)‪ ،‬الصحاح تاج اللغة ويحاح العربية‪ ،‬تحقي ‪:‬‬
‫أحمد عبد الغفور ع ار‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليين – بيرو ِ‪ ،‬ال بعة‪ :‬الرابعة ‪ 1407‬ه م م م ‪ 1987 -‬م‪ ،‬عدد‬
‫األجزاء‪ ،6 :‬ج‪ ،5 :‬ص‪1885 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪4‬‬


‫يحملنكم شم م م ممن ن قوم‪ ،‬وكذلك عن قتادة قوله‪":‬وَل يجرمنكم شم م م ممن ن قوم"‪ ،‬أح‪َ :‬ل يحملنكم‪.5‬‬

‫وقال آخر من الكوفيين‪ :‬معنى قوله‪َ{ :‬ل يجرمنكم} َل يكسبنكم شن ن قوم‪.‬‬

‫وأما معنى الجريمة في اَلصم م م الح الشم م ممرعي هي محظورا ِ ش م ممرعية زجر هللا تعالى عنها‬
‫ّ‬
‫بحد أو تعزيز‪ .6‬عرفنا من هذا التعريف أن الجريمة هي ما كانت وجد نص ص م م م مريد من الكتاب‬

‫أو من السممنة ينهى عن إتيان الفعل به ويتضمممن عقوبة يقىم ى بها على الفاعل‪ ،‬وهذه العقوبة‬

‫إما حدا وإما تعزيرا‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬معنى القذف لغة واصطالحا‬

‫القذف في اللغة بمعنى الرمي وال رح‪ .‬يقال‪ :‬قذف الش م م م م يء يقذفه قذفا‪ ،‬إذا رمى به‪.7‬‬
‫َ َ َْ َْ َ‬ ‫َّ‬
‫ومن معماني القمذف هو الرمي بمالججمارة ونحوهما‪ ،‬قمال هللا تعمالى‪َ﴿ :‬ل َي َّس م م م م َّم ُعون ِإلى امل ِى األ ْعل ٰى‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫َو ُي ْقمذفون ِمن كم ِ ّل َجما ِنم مب﴾ [الط م م م ممافما ِ‪ ،]8 :‬قمال اإلممام القرم ي‪ 8‬في بيمان معنى "يقمذفون" أح‬

‫‪ 5‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب ا ملي‪ ،‬أبو جعفر ال برح ( ِ ‪310‬ه م مم)‪ ،‬تفسير ال برح = جامع‬
‫البيان عن تةويل آح القرآن‪ ،‬تحقي ‪ :‬الدكتور عبد هللا بن عبد ارحس م م ممن التركي‪ ،‬بالتعاون مع مركز البحوث‬
‫والدراسم مما ِ اإلسم ممالمية بدار رجر الدكتور عبد السم ممند حسم ممن يمامة‪ ،‬الناشم ممر‪ :‬دار رجر لل باعة والنشم ممر‬
‫والتوزيع واإلعالن‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1422 ،‬ه م م ‪ 2001 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ 26 :‬مجلد ‪ 24‬مجلد ومجلدان فهارس‪.‬‬
‫ج‪ ،8 :‬ص‪44 :‬‬
‫‪ 6‬أبو الحس م م ممن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البط م م ممرح البغدادح‪ ،‬الش م م ممهير باملاوردح ( ِ ‪450‬هم م م م م م مم)‪،‬‬
‫األحكام السل انية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الحديث – القاهرة‪ ،‬سنة النشر‪ :‬مجهول‪ .‬ص‪322 :‬‬
‫‪7‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازح‪ ،‬أبو الحسين ( ِ ‪395‬ه م مم)‪ ،‬ماجم مقاييس اللغة‪ ،‬ارحق ‪ :‬عبد‬
‫السالم محمد هارون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬عام النشر‪1399 :‬هم ‪1979 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪6 :‬ج‪ ،5 :‬ص‪68 :‬‬
‫‪ 8‬محمممد بن أحمممد بن أ ي بكر بن فرح األنط م م م ممارح الخزرعي األنممدلر م م م م ي‪ ،‬أبو عبممد هللا‪ ،‬القرم ي‪ :‬من كبممار‬
‫املفس ممرين‪ .‬ص ممالح متعبد‪ .‬من أهل قرمبة‪ .‬رحل إلى الش ممرو واس ممتقر بمنية ابن خط مميب (في ش مممالي أس مميوط‪،‬‬
‫بمطم م م ممر) وتوفي فيهمما‪ .‬من كتبممه " الجممامع ألحكممام القرآن عشم م م ممرون جزءا‪ ،‬يعرف بتفسم م م ممير القرم ي‪ ،‬و" قمع‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪5‬‬


‫يرمون بممالججممارة من كممل جممانممب‪ .9‬والقممذف بممالغيممب‪ :‬الرجم بممالظن‪ ،‬قممال هللا تعممالى‪َ ﴿ :‬و َي ْقم ِذ ُفو َن‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫يد﴾ [سبة‪ ،]53 :‬أح يرجمون بالظن‪ ،‬يقولون‪َ :‬ل بعث‪ ،‬وَل جنة‪ ،‬وَل نار‪.10‬‬ ‫ِبالغ ْي ِب ِمن َّمك مان ب ِع م‬

‫وكممذلممك من معمماني القممذف في اللغممة هو اإللقمماء واإلنزال‪ ،‬كممما ذكر في القرآن العزيز‪:‬‬

‫وب﴾ [س م م م ممبة‪ ،]48 :‬أح يقذف بالح يلقيه وينزله على من‬ ‫ي‬‫﴿ ُق ْل إ َّن َرّ ي َي ْقذ ُف ب ْال َح ّ َع َّال ُم ْال ُغ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يجتبيه من عباده‪ .11‬فعرفنا بعد ص م م م ممدد هذه املعاني أن القذف في اللغة قد يكون معناه الرمي‬

‫بالججر ونحوه وقد يكون ااملعنى الرمي بالكالم‪.‬‬

‫وأما معنى القذف في اَلص م م م م الح فهو الرمي بالزنا‪ ،‬وقد عرفه فقهاء الحنفية بقولهم‬

‫أن القذف هو نسم م م ممبة من أحط م م ممن إلى الزنا صم م م مريحا أو دَللة الخالي عن الشم م م م هة‪ .12‬فمن هذا‬

‫الحرص بالزهد والقناعة"‪ ،‬و " األس م م ممنى في ش م م ممرح أس م م ممماء هللا الحس م م ممنى"‪ ،‬و"التذكار في أفض م م ممل األذكار"‪ ،‬و"‬
‫التذكرة بةحوال املوتى وأحوال ا خرة"‪ .‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،5 :‬ص‪322 :‬‬
‫‪9‬أبو عبد هللا‪ ،‬محمد بن أحمد األنطارح القرم ي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬تحقي ‪ :‬أحمد البردوني وإبراهيم‬
‫أمفيش‪ ،‬الناش ممر‪ :‬دار الكتب املط ممرية – القاهرة‪ ،‬ال بعة‪ :‬الثانية‪ 1384 ،‬ه م م م م م ‪ 1964 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪20 :‬‬
‫جزءا‪ .‬ج‪ ،15 :‬ص‪65 :‬‬
‫‪ 10‬تفسير ال برح = جامع البيان (‪)320 /19‬‬
‫‪11‬ناصر الدين أبو سعيد عبد هللا بن عمر بن محمد الشيرازح البيضاوح ( ِ ‪685‬هم)‪ ،‬أنوار التنزيل وأسرار‬
‫التةويل‪ ،‬ارحق ‪ :‬محمد عبد الرحمن املرعش مملي‪ ،‬الناش ممر‪ :‬دار إحياء التراث العر ي – بيرو ِ‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‬
‫‪ 1418 -‬هم‪ .‬ج‪ ،4 :‬ص‪251 :‬‬
‫‪ 12‬محمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أكمل الدين أبو عبد هللا ابن الشمميش شمممس الدين ابن الشمميش جمال الدين‬
‫الرومي البابرتي ( ِ ‪ 786‬هم)‪ ،‬العناية شرح الهداية‪ ،‬م بوع بهامش‪ :‬فتد القدير للكمال ابن الهمام‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫ش م ممركة مكتبة وم بعة مط م ممفى البا ي الحل ي وأوَلده بمط م ممر (و َ‬
‫ص م م ّورتها دار الفكر‪ ،‬لبنان)‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 1389‬هم = ‪ 1970‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ .10 :‬ج‪ ،5 :‬ص‪ .316 :‬البناية شرح الهداية (‪)362/6‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪6‬‬


‫نعرف أن الحد إنما هو ما كان وقوعه في ارحطن وتسوية بين كون اللفظ صريحا أو كناية وَل‬

‫بد خاليا عن الش هة‪ .‬ولم يذكر في هذا التعريف نوع آخر للقذف وهو ق ع نسب الولد‪.‬‬

‫قممال ابن عرفممة‪ 13‬من فقهمماء املممالكيممة‪" :‬القممذف األعم‪ :‬نس م م م مبممة آدمي غيره لزنمما‪ ،‬أو ق ع‬
‫ً ً‬ ‫حرا ً‬‫نسب مسلم‪ ،‬واألخص بإيجاب الحد نسبة آدمي مكلف غيره ًّ‬
‫مسلما بالغا أو صغيرة‬ ‫عفيفا‬

‫ت ي الوطء لزنا أو ق ع نس م م ممب مس م م مملم"‪ .14‬وبيانه في التعريف الخاص هو أن ينس م م ممب ا دمي‬

‫املكلف سم م ممواء كان الناسم م ممب حرا أو عبدا‪ ،‬مسم م مملما أو كافرا غيره الحر املسم م مملم البالغ العفيف‪.‬‬

‫واألفضم م ممل أن يزاد شم م ممرط كون املقذوف عاقال‪ ،‬ألنه لو لم تضم م ممف هذه الطم م ممفة فيقتى م م م ي أن‬

‫القاذف يحد وليس كذلك كما هو معلوم‪.‬‬

‫وأممما الشم م م م ممافعيممة فقممد عرفوا معنى القممذف في اَلص م م م م الح بممةنممه رمي بممالزنى في معرض‬

‫التعيير‪ ،15‬والغاية بقوله في معرض التعيير هي لي‪،‬رج الشم م م ممهادة بالزنا فال حد فيها‪ .‬والتعيير في‬

‫القذف بمعنى اَلنتقاص بةعراض الغير بنسبة القبائد إليه وإظهار العيب فيه والعار له‪.‬‬

‫‪13‬محممد بن محممد بن محممد بن عرفمة أبو عبمد هللا الورغ ي التونر م م م م ي املمالكي عمالم املغرب املعروف بمابن‬
‫عرفة ولد س ممنة ‪ 716‬ه‪ ،‬وتفقه على أ ي عبد هللا بن عبد الس ممالم ش ممارح م‪،‬تط ممر ابن الحاجب الفرعي وعنه‬
‫أخذ األصم ممول وقرأ القراءا ِ على ابن سم ممالمة األنطم ممارح وأجاز َلبن حجر وصم ممنف مجموعا في الفقه سم ممماه‬
‫املبس مموط وص ممنف في كل من األص مملين م‪،‬تطم مرا‪ ،‬وما ِ س ممنة ‪803‬ه‪ .‬البدر ال الع بمحاس ممن من بعد القرن‬
‫السابع (‪)256-255/2‬‬
‫‪ 14‬محمد بن محمد ابن عرفة الورغ ي التونر م ي املالكي‪ ،‬أبو عبد هللا ( ِ ‪ 803‬ه م م م مم)‪ ،‬ارختطممر الفقهي َلبن‬
‫عرفة‪ ،‬ارحق ‪ :‬د‪ .‬حافظ عبد الرحمن محمد خير‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة خلف أحمد الخبتور لألعمال الخيرية‪،‬‬
‫ال بعة‪ :‬األولى‪ 1435 ،‬هم ‪ 2014 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ ،10 :‬ج‪211 ،10 :‬‬
‫‪15‬أحمد بن محمد بن علي األنط ممارح‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬نجم الدين‪ ،‬املعروف بابن الرفعة ( ِ ‪710‬هم م م م مم)‪ ،‬كفاية‬
‫النبيه في شممرح التنبيه‪ ،‬ارحق ‪ :‬مجدح محمد سممرور باسمملوم‪ ،‬الناشممر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫م ‪ ،2009‬عدد األجزاء‪ .21 :‬ج‪ ،17 :‬ص‪232 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪7‬‬


‫ويكتفي الحنابلة في تعريف القذف بقولهم الرمي بالزنا‪ ،16‬وكذلك عندهم في بيان ما‬

‫يوجب حد القذف هو رميه بلواط أو شهادة عليه به‪ ،‬ولم تكمل الشهادة أو البينة‪.‬‬

‫والخالص م م ممة من جميع هذه التعريفا ِ هي أن القذف عبارة عن أن يتهم شم م م ممخص آخر‬

‫بالزنا‪ ،‬وقد زاد في التعريف ما هو شرط لوجوب الحد أو صفة لتوضيد املعنى‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬األلفاظ املتشابهة له‬

‫‪ .1‬السب‬

‫السم م م ممب في اللغة معناه الش م م ممتم ‪ ،17‬وهو وصم م م ممف الغير بما فيه نقص وازدراء‪ .18‬ووجه‬

‫املشم م ممابهة بينهما هو أن السم م ممب أعم من القذف‪ ،‬ألن السم م ممب هو أن يتكلم رجل عيوب‬

‫الغير م لقا وأما القذف فهو محدود في أعراض الغير‪.‬‬

‫‪ .2‬اللعان‬

‫اللعممان في اللغممة مممةخوذة من اللعن وهو ال رد واإلبعمماد من الخير‪ .‬واللعنممة اَلس م م م ممم‪،‬‬

‫والجمع لعان ولعنا ِ‪ .19‬وهو في اَلص م م م الح الفقهي بمعنى ش م م ممهادا ِ مؤكدة باأليمان‪،‬‬

‫‪ 16‬المقنع في فقه اإلمام أحمد بن حنبل‪ .‬ص‪ ،436 :‬الكافي في فقه اإلمام أحمد‪ .‬ج‪ ،4 :‬ص‪ ،96 :‬الشرح الكبير على متن‬
‫المقنع‪ .‬ج‪ ،10 :‬ص‪208 :‬‬
‫‪ 17‬مقاييس اللغة ج‪ ،3:‬ص‪ .63 :‬لسان العرب ج‪ 1 :‬ص‪456 :‬‬
‫‪ 18‬علي بن محمممد بن علي الزين الشم م م ممريف الجرجمماني ( ِ ‪ 816‬ه م م م م م م مم)‪ ،‬كتمماب التعريفمما ِ‪ ،‬ارحق ‪ :‬ضم م م ممب ممه‬
‫وي ممجحه جماعة من العلماء بإش مراف الناش ممر‪ ،‬الناش ممر‪ :‬دار الكتب العلمية بيرو ِ ‪-‬لبنان‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1403‬هم ‪1983-‬م‪ .‬ص‪125 :‬‬
‫‪19‬الصحاح تاج اللغة ويحاح العربية ج‪ ،6 :‬ص‪2196 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪8‬‬


‫مقرونة باللعن‪ ،‬قائمة مقام حد القذف في حقه‪ ،‬ومقام حد الزنا في حقها‪ .20‬والطم م مملة‬

‫بينه وبين القذف هو أن اللعان َل يكون إَل بعد قذف الزوج زوجته لدفع الحد عنه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬بيان حكم القذف‬

‫القذف له ثالثة أحكام ي‪،‬تلف حكمه بحسب األحوال‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬واجب‬

‫وهو أن يرى امرأته تزني في مهر لم ي ةها فيه‪ ،‬فإنه يلزمه اعتزالها حتى تنقى م م م م ي عدتها‪ ،‬فإذا‬

‫أتمت بولمد من حين الزنما‪ ،‬لزممه قمذفهما‪ ،‬ونفي ولمدهما؛ ألن ذلمك يجرح مجرى اليقين في أن الولمد‬

‫من الزاني‪ .‬ويجب نفي الولد لئال يلحقه فيترتب عليه املفاسد‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬جائز‬

‫أن يرى أجنبيا يدخل على امرأته أو خارجا من عندها بحيث يغلب على ظنه أنه زنى بها فيجوز‬

‫له القذف‪ ،‬لكن لو ترك لكان أولى للستر ألنه يمكنه فراقها بال الو‪.‬‬

‫وأص م م م ممل همذه الحمالتين لهما عالقمة ببماب اللعمان أح بعمد أن يرمي الزوج زوجتمه بمالزنما ثم تس م م م ممةل‬

‫املرأة‪ ،‬إن أقر ِ ترجم وإَل فتالعنا‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬محرم‬

‫‪20‬التعريفا ِ ص‪192 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪9‬‬


‫وهو ممما عممدا ذلممك‪ ،‬من قممذف أزواجممه واألجممانممب؛ فممإنممه من الكبممائر‪ .‬واألدلممة على تحريم القممذف‬

‫القرآن والسنة وإجماع األمة‪ .‬وذكر هذه األدلة كالتالي‪:‬‬

‫األدلة من القرآن‬

‫ط م َن ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ‬
‫اجل ُد ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫وه ْم‬ ‫‪ .1‬قوله سممبحانه وتالى‪﴿ :‬وال ِذين ي ْر ُمون ارح َ ِ‬
‫ا ِ ث َّم لم يةتوا ِبة ْر ع ِة ش م َهد َاء ف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َٰ‬ ‫ًَ‬ ‫ْ ً َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ث َم ِان َين َجل َدة َوَل ت ْق َبلوا ل ُه ْم ش م م م م َه َادة أ َب ًدا ۚ َوأول ِئ َك ُه ُم ال َفا ِس م م م م ُقون﴾ [النور‪ .]4 :‬ووجه‬

‫اَلس م ممتدَلل هو أن هللا تعالى ش م ممرع الحد ملن يرمي ارحط م ممنا ِ بالزنا إن لم تقم البينة‪.‬‬

‫وهممذا دليممل ص م م م مريد في تحريم القممذف‪ ،‬بممل اتف الفقهمماء على أمهمما من الكبممائر لوجود‬

‫الوعيد بإقامة الحد‪.‬‬


‫ُّ ْ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ُ‬
‫الدن َيا‬ ‫ا ِ ل ِع ُنوا ِفي‬ ‫﴿إن ال ِذين يرمون ارحط م من ِ‬
‫ا ِ الغ ِافال ِ ِ املؤ ِمن ِ‬ ‫‪ .2‬قوله سم ممبحانه وتالى‪ِ :‬‬
‫يم﴾ [النور‪ .]23 :‬ووج ممه ال ممدَلل ممة أن من يرمي الغير ب ممالزن مما‬ ‫َوا ْ ِخ َر ِة َو َل ُه ْم َعم م َذ ِ‬
‫اب َع ِظ ِ‬

‫وجبت له اللعنة من هللا‪ ،‬وهذا ص م م م مريد في تحريم القذف بل هو من الكبائر إذ اللعنة‬

‫َل تكون إَل على ذنمب كبير‪ ،‬وأكمد اللعنمة بمةمهما متواص م م م ملمة عليهم في المدارين أح واقع في‬
‫الدنيا وا خرة‪ ،‬ويزيد الخس م م م ممارة بقوله تعالى { َو َل ُه ْم َع َذ ِ‬
‫اب َع ِظ ِ‬
‫يم } مما تدل على زيادة‬

‫اللعنة‪ ،‬أبعدهم عن رحمته وأحل بهم شدة نقمته‪.‬‬


‫َْ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ ُ‬
‫اح َت َملوا ُب ْه َت ًانا‬ ‫َ َّ َ ُ ْ ُ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ‬
‫‪ .3‬وقوله تعالى‪﴿ :‬وال ِذين يؤذون املؤ ِم ِنين واملؤ ِمن ِ‬
‫ا ِ ِبغي ِر ما اكتس م م مبوا فق ِد‬
‫ْ‬
‫َو ِإث ًم ما ُّم ِبي ًن ما﴾ [األحزاب‪ ،]58 :‬ووجممه الممدَللممة هو أن إيممذاء املؤمنين بممالقول كممذبمما من‬

‫اإلثم املبين فهو من ارحرم مما ِ‪ .‬وأن الرمي ب ممالزن مما داخ ممل في عموم لفظ اإلي ممذاء بغير‬

‫برهان‪ ،‬فوجب أن يكون داخال في تحريمه‪.‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪10‬‬


‫األدلة من السنة‬

‫عن أ ي هريرة أن رسم م ممول هللا صم م مملى هللا عليه وسم م مملم قال‪« :‬اجتنبوا السم م ممبع املوبقا ِ»‬

‫قيل‪ :‬يا رس م م م ممول هللا‪ ،‬وما هن؟ قال‪« :‬الش م م م ممرك باق‪ ،‬والس م م م ممحر‪ ،‬وقتل النفس التي حرم هللا إَل‬

‫ب ممالح ‪ ،‬وأك ممل م ممال اليتيم وأك ممل الرب مما‪ ،‬والتولي يوم الزحف‪ ،‬وق ممذف ارحط م م م من مما ِ الغ ممافال ِ‬

‫املؤمنا ِ»‪ .21‬ووجه الدَللة هو أن هذه الخطم م ممال السم م ممبعة من األعمال املوبقا ِ أح املهلكا ِ‪،‬‬

‫فهي من ارحرما ِ في الشرع‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع صيغ القذف‬

‫صيغة القذف ثالثة أنواع وهي صريد وكناية وتعري ‪ .‬وبيانه كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬الط م م م مريد وهو ما َل ُيقبل التةويل‪ ،‬كقوله يا زاني أو زنيت أو زنى فرجك‪ .‬وهذا حكمه اتف‬

‫الفقهاء على إقامة الحد عليه بهذه األلفاظ إذا اكتملت الشروط‪.‬‬

‫‪ .2‬الكناية وهو ما يحتمله املعنى مع غيره‪ ،22‬فهي الدَللة على الش م م م ظ بغير لفظه املوضم م مموع له‪،‬‬

‫بممل لوازمممه‪ ،‬ك ويممل النجمماد بمعنى مويممل القممامممة‪ ،‬وكثير الرممماد بمعنى للمض م م م ميمماف‪ .‬ومثممال‬

‫الكناية في القذف أن تقول‪" :‬يا فاجرة" أو "يا فاجر"‪ ،‬أو "يا خبيث" أو "با خبيثة"‪ ،‬فإن أراد‬

‫‪21‬أبو الحسين‪ ،‬مسلم بن الججاج القشيرح النيسابورح (‪ 261 - 206‬ه م م م مم)‪ ،‬يحيد مسلم‪ ،‬ارحق ‪ :‬محمد‬
‫ص م م ّو ْرتها‪ :‬دار‬
‫فؤاد عبد البا ي‪ ،‬الناش م ممر‪ :‬دار إحياء الكتب العربية‪ :‬فيط م ممل عير م م ى البا ي الحل ي ‪ -‬القاهرة (و َ‬

‫إحياء التراث العر ي ‪ -‬بيرو ِ)‪ ،‬عدد األجزاء‪ .5 :‬باب بيان الكبائر وأكبرها‪ ،‬ج‪ 1:‬ص‪ 92 :‬رقم ‪89‬‬
‫‪22‬أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن املالكي الشهير بالقرافي ( ِ ‪684‬هم)‪ ،‬الذخيرة‪،‬‬
‫ارحق ‪ :‬جزء ‪ :13 ،8 ،1‬محمممد ح‪،‬ي‪ ،‬جزء ‪ :6 ،2‬سم م م ممعيممد أعراب‪ ،‬جزء ‪ :12 - 9 ،7 ،5 - 3‬محمممد بو خبزة‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ -‬بيرو ِ‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1994 ،‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ .14 :‬ج‪ ،12 :‬ص‪93 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪11‬‬


‫الزنمما فهو قممذف وإَل فال‪ ،‬وَل يقبممل إَل بقرينممة ظمماهرة في ص م م م ممرفممه‪ .‬ذهممب الحنفيممة إلى عممدم‬

‫وجوب حمد القمذف بمالكنمايمة‪ ،‬والكنمايما ِ َل حكم لهما بمةنفس م م م مهما‪ ،‬والمدليمل عليمه‪ :‬أن كنمايما ِ‬

‫ال الو َل حكم لهمما إَل بممانض م م م ممممام النيممة إليهمما‪ .23‬وذهممب الش م م م ممافعيممة إلى أن من قممذف الغير‬

‫بممالكنممايممة ملممب من القمماذف اليمين أنممه لم يرد بممذلممك القممذف‪ .24‬إن حلف لم يحممد‪ ،‬وإن لم‬

‫يحلف حد‪.‬‬

‫وهو إبهام املقطم م م ممود بما لم يوضم م م ممع له لفظ حقيقة وَل مجازا‪ .25‬فكقوله “أما أنا‬ ‫‪ .3‬التعري‬

‫فلس م م م ممت بزان”‪ ،‬فهذا عند املالكية‪ 26‬يعد قذفا الذح يجب الحد فيه عند قائله‪ .‬قال اإلمام‬

‫يرى أن قممائلممه إنممما أراد بممذلممك نفيمما أو‬ ‫مممالممك‪َ« :‬ل حممد عنممدنمما إَل في نفي أو قممذف أو تعري‬

‫‪ 23‬أحمد بن علي أبو بكر الرازح الجط م مماص الحنفي ( ِ ‪ 370‬ه م م م م م مم)‪ ،‬ش م ممرح م‪،‬تطم م ممر ال حاوح‪ ،‬ارحق ‪ :‬د‪.‬‬
‫عط مممت هللا عنايت هللا محمد ‪ -‬أ‪ .‬د‪ .‬س ممائد بكدا ‪ -‬د محمد عبيد هللا خان ‪ -‬د زينب محمد حس ممن فالتة‪،‬‬
‫أعد الكتاب لل باعة وراجعه ويجحه‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬سائد بكدا ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية ‪ -‬ودار السراج‪،‬‬
‫ال بعة‪ :‬األولى ‪ 1431‬هم ‪ 2010 -‬م‪ ،‬عدد ارجلد‪ .8 :‬ج‪ ،6 :‬ص‪205 :‬‬
‫‪ 24‬أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ال وس م م ي ( ِ ‪ 505‬ه م م م م م مم)‪ ،‬الوس م ممي في املذهب‪ ،‬ارحق ‪ :‬أحمد محمود‬
‫إبراهيم‪ ,‬محمد محمد تامر‪ ،‬الناش م ممر‪ :‬دار الس م ممالم – القاهرة‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ ،1417 ،‬عدد األجزاء‪ .7 :‬ج‪6 :‬‬
‫ص‪71:‬‬
‫‪ 25‬أبو هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكرح ( ِ نحو ‪395‬ه م م م مم)‪ ،‬ماجم‬
‫الفروو اللغوية‪ ،‬ارحق ‪ :‬الشم مميش بيت هللا بيا ِ‪ ،‬ومؤس م مسم ممة النشم ممر اإلسم ممالمي‪ ،‬الناشم ممر‪ :‬مؤس م مسم ممة النشم ممر‬
‫اإلسالمي التابعة لجماعة املدرسين بم «قم»‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪1412 ،‬هم‪ .‬ص‪127:‬‬
‫‪ 26‬خلف بن أ ي القاس م م ممم محمد‪ ،‬األزدح القيرواني‪ ،‬أبو س م م ممعيد ابن البراذعي املالكي ( ِ ‪372‬ه)‪ ،‬التهذيب في‬
‫اختط م م م ممار املممدونممة‪ ،‬ارحق ‪ :‬الممدكتور محمممد األمين ولممد محمممد س م م م ممالم بن الشم م م مميش‪ ،‬النمماشم م م ممر‪ :‬دار البحوث‬
‫للدراسا ِ اإلسالمية وإحياء التراث‪ ،‬د ي‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1423 ،‬ه ‪ 2002 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪)488 /4( .4 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪12‬‬


‫قمذفما فعلى من قمال ذلمك الحمد تمامما»‪ .27‬وكمذلمك عنمد الحنمابلمة يجمب الحمد في التعري ‪.28‬‬

‫إَل بالزنى‪،‬‬ ‫قال اإلمام أحمد‪" :‬كل من عرض بالزنى ضرب الحد وَل يكون الحد في التعري‬

‫ليس بقذف وإن نوى‬ ‫وما سوى ذلك يؤدب "‪ .29‬وذهب الحنفية‪ 30‬والشافعية بةن التعري‬

‫والكناية َل في املس م م ى وَل في‬ ‫ألن اللفظ ليس يشم ممعر به‪ .‬والحنفية لم يفرقون بين التعري‬

‫الحكم‪.‬‬

‫ودليل املالكية والحنابلة هو األثر الص ممحيد عن عمر بن الخ اب رض م ي هللا عنه‪ ،‬وهو أن‬

‫رجلين اس م م م ممتبمما في زمممان عمر بن الخ مماب فقممال أحممدهممما ل خر‪ :‬وهللا ممما أ ي بزان‪ ،‬وَل أمي‬

‫بزانية‪ .‬فاس م م م ممتش م م م ممار في ذلك عمر بن الخ اب فقال قائل‪ :‬مدح أباه وأمه‪ .‬وقال آخرون قد‬

‫كان ألبيه وأمه مدح غير هذا نرى أن تجلده الحد «فجلده عمر الحد ثمانين»‪ .31‬وهذا دليل‬

‫بالقذف يجب الحد‪.‬‬ ‫على أن التعري‬

‫‪ 27‬مالك بن أنس‪ ،‬املومة‪ ،‬ي م م ممجحه ورقمه وخرج أحاديثه وعل عليه‪ :‬محمد فؤاد عبد البا ي‪ ،‬الناش م م ممر‪ :‬دار‬
‫إحياء التراث العر ي‪ ،‬بيرو ِ – لبنان‪ ،‬عام النشر‪ 1406 :‬هم ‪ 1985 -‬م‪ .‬ج‪ 2:‬ص‪829 :‬‬
‫‪ 28‬إسمحاو بن منطمور بن بهرام‪ ،‬أبو يعقوب املروزح‪ ،‬املعروف بالكوسمت ( ِ ‪251‬ه م م م مم)‪ ،‬مسمائل اإلمام أحمد‬
‫بن حنبل وإس ممحاو بن راهويه‪ ،‬الناش ممر‪ :‬عمادة البحث العل ي‪ ،‬الجامعة اإلس ممالمية باملدينة املنورة‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪1425 ،‬هم ‪2002 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪،)3465 :7( 9 :‬‬
‫‪ 29‬مسائل اإلمام أحمد بن حنبل وإسحاو بن راهويه (‪)3647 :7‬‬
‫‪ 30‬شرح مختصر الطحاوي‪ .‬ج‪ 6:‬ص‪،204 :‬‬
‫‪ 31‬أبو الفداء إس م ممماعيل بن عمر بن كثير القرب م م ي البط م ممرح ثم الدمش م ممقي (املتوفى‪774 :‬هم م م م م مم)‪ ،‬مسن ننند أم‬
‫املؤمن ن أبي حفص عمر بن الخطننار ري ن ن ن ن ي هللا عنننه و أقوالننه على أبوار العلم‪ ،‬ارحق ‪ :‬عبممد املع ي‬
‫قلع‪،‬ي دار النشممر‪ :‬دار الوفاء ‪ -‬املنطممورة ال بعة‪ :‬األولى‪1411 ،‬هم م م م م ‪1991 -‬م عدد األجزاء‪ .2 :‬وقال‪ :‬إسممناده‬
‫يحيد (‪،)510/2‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪13‬‬


‫ودليل الحنفية والش ن ننا عية هو الحديث‪ ،‬وهو‪( :‬أن أعرابيا أتى رس م ممول هللا ص م مملى هللا عليه‬

‫وسمملم فقال‪ :‬إن امرأتي ولد ِ غالما أسممود‪ ،‬وإني أنكرته‪ ،‬فقال له رسممول هللا صمملى هللا عليه‬

‫وسم م م مملم‪ :‬هل لك من إبل؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فما ألوامها؟ قال‪ :‬حمر‪ .‬قال‪ :‬هل فيها من أورو‪32‬؟‬

‫قال‪ :‬إن فيها لورقا‪ .‬قال‪ :‬فةنى ترى ذلك جاءها؟ قال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬عرو‪ 33‬نزعها‪ .‬قال‪ :‬ولعل‬

‫هذا عرو نزعه"‪ ،34‬والشمماهد هو قوله "إن امرأتي ولد ِ غالما أسممود‪ ،‬وإني أنكرته" تعريضمما‬

‫بزناها فلم يجعله رسممول هللا صمملى هللا عليه وسمملم قاذفا‪ .‬وقد أجاب املالكية والحنابلة بةن‬

‫بالقذف‪ ،‬وإنما‬ ‫هذا الحديث َل يدل على عدم وجوب الحد لكونه ليس داخال في التعري‬

‫هذا شك في ولده‪ ،‬ولم يرم امرأته بش يء‪.‬‬

‫ومن أدلتهم هو حديث روح عن الن ي ص م م م مملى هللا عليه وس م م م مملم أنه قال‪( :‬ادرءوا الحدود عن‬

‫املس مملمين ما اس ممت عتم‪ ،‬فإن وجدتم للمس مملم م‪،‬رجا ف‪،‬لوا س ممبيله؛ فإن اإلمام أن ي‪ ،‬ئ‬

‫محمد ناص ممر الدين األلباني (املتوفى ‪1420 :‬ه م م م م مم)‪ ،‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منارالسن ن يل‪ ،‬إشم مراف‪:‬‬
‫زهير الش مماويش الناش ممر‪ :‬املكتب اإلس ممالمي ‪ -‬بيرو ِ ال بعة‪ :‬الثانية ‪ 1405‬ه م م م م م ‪1985 -‬م عدد األجزاء‪/8( 9 :‬‬
‫‪ )39‬رقم‪،2371 :‬‬
‫ّ‬
‫علي البيهقي (‪ 458 - 384‬ه م م م م مم)‪ ،‬الس ننلن الكب ‪ ،‬تحقي ‪ :‬الدكتور عبد هللا بن‬ ‫ُ َ‬
‫أبو بكر أحمد بن الحسم مين بن م‬
‫عبد ارحسم ممن التركي‪ ،‬الناشم ممر‪ :‬مركز رجر للبحوث والدراس مما ِ العربية واإلسم ممالمية (الدكتور ‪ /‬عبد السم ممند‬
‫حسن يمامة)‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1432 ،‬هم ‪ 2011 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪)285 /17( 22 :‬‬
‫املومة (‪)829/2‬‬
‫‪ 32‬األورو مةخوذة من الورقة‪ :‬لون يشم م م ممبه لون الرماد‪ .‬و عير أورو وحمامة ورقاء‪ ،‬سم م م ممميت للومها‪ .‬مقاييس‬
‫اللغة (‪)102 /6‬‬
‫‪33‬العرو هو أصل كل ب يء وما يقوم عليه‪ .‬انظر كتاب تاج العروس من جواهر القاموس (‪)139/26‬‬
‫‪34‬يحيد الب‪،‬ارح ‪ -‬ط السل انية (‪ )102 /9‬رقم ‪7314‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪14‬‬


‫ش م م م م هممة‬ ‫في العفو خير لممه من أن ي‪ ،‬ئ في العقوبممة)‪ .35‬ووجممه اَلس م م م متممدَلل هو أن التعري‬

‫فيجب أن يدفع الحد‪.‬‬


‫وأي ً‬
‫ض م م م م ما‪ :‬أجمماز الش م م م ممرع التعري بممالخ بممة للمعتممدة املتوفى زوجهمما ولم يجز بممالط م م م مريد في‬
‫ْ َْ ّ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ََ ُ َ َ ََ ْ ُ ْ‬
‫الن َس م م ِاء﴾ [البقرة‪ ،]235 :‬ووجه‬ ‫الخ بة لها ﴿وَل جناح عليكم ِف َيما ع َّرض م متم ِب ِه ِمن ِخ ب ِة ِ‬
‫كحكم الخ بة بالتعري ‪.‬‬ ‫اَلستدَلل هو أن حكم القذف بالتعري‬

‫ونعرف من خالل ما سممب أن سممبب الخالف هو م‪،‬الفة األثر بالسممنة النبوية واملفهوم من‬

‫ا ي م ممة‪ .‬ويتر ح عن م ممد الب م مماح م ممث ‪-‬وهللا أعلم‪ -‬أن الرا ح هو القول بع م ممدم وجوب الح م ممد ي‬

‫التعري ‪ ،‬ألن السنة مقدم على األثر‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬شروط القذف الموجبة للحد‬

‫يقممام حممد القممذف إذا تحققممت ش م م م ممرومممه في القمماذف وفي املقممذوف عليممه‪ ،‬وكممذلممك يقممام‬

‫الحد إذا ملب ذلك املقذوف عليه ولم يسممت ع القاذف إحضممار أر عة شممهداء‪ .‬وبيان الشممروط‬

‫لهما كالتالي‪:‬‬

‫‪ 35‬السنن الكبير للبيهقي ج‪ 17 :‬ص‪ 233 :‬رقم‪17139 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪15‬‬


‫املطلب األول‪ :‬شروط في املقذوف عليه‬

‫وَليضرب القاذف الحد اَل في خمس عشرة خطلة تكون في املقذوف‪ ،‬أحدها ان يكون مسلما‪،‬‬

‫والث مماني أن يكون حرا‪ ،‬والث ممال ممث أن يكون ب ممالغ مما‪ ،‬والرابع أن يكون ع مماقال‪ ،‬والخ ممامس أن يكون‬

‫عفيفما‪ ،‬والس م م م ممادس أن يكون متكلمما وَل يكون أخرس‪ ،‬والس م م م ممابع أن َليكون محمدودا فى الزنما‪،‬‬

‫والتاسممع لم يكن ومئ امرأة بملك فاسممد‪ ،‬والعاشممر َليكون مجنونا‪ ،‬والحادح عشممر أن َلتكون‬

‫رتقاء إن كانت امرأة‪ ،‬والثاني عشر َليكون ولده‪ ،‬والثالث عشر َليكون ولد ولده‪ ،‬والرابع عشر‬

‫َليمو ِ قبل أن يحد القاذف‪ ،‬والخامس عشر أن ي لب املقذوف الحد‪.36‬‬

‫املطلب األول‪ :‬شروط في القاذف‬

‫أم مما ال ممذح يرجع إلى الق مماذف ف ممةنواع ثالث ممة‪ :‬أح ممده مما العق ممل‪ ،‬والث مماني البلو ‪ ،‬لو ك ممان‬

‫القاذف صم م ممبيا أو مجنونا َل حد عليه؛ ألن الحد عقوبة فيسم م ممتدعي كون القذف جناية‪ ،‬وفعل‬

‫الطم م م ي وارجنون َل يوص م ممف بكونه جناية‪ .‬والثالث عدم إثباته بةر عة ش م ممهداء‪ ،‬فإن أتى بهم َل‬

‫حد عليه‪ ،‬وسواء مسلما كان أو ذميا امرأة كانت أو رجال حرا كان أو عبدا‪.‬‬

‫ُّ ْ‬
‫السغدح‪ ،‬حنفي ( ِ ‪461‬هم)‪ ،‬النتف في الفتاوى‪ ،‬ارحق ‪ :‬ارحامي‬ ‫‪ 36‬أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد‬
‫الدكتور ص م م ممالح الدين الناهي‪ ،‬الناش م م ممر‪ :‬دار الفرقان ‪ /‬مؤس م م مس م م ممة الرس م م ممالة ‪ -‬عمان األردن ‪ /‬بيرو ِ لبنان‪،‬‬
‫ال بعة‪ :‬الثانية‪ 1404 ،‬ه‪ .‬ج‪ 2:‬ص‪642:‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪16‬‬


‫المبحث الخامس‪ :‬المقارنة في إجراءت عقوبة القذف بين الحكم الشرعي‬
‫والقانون الوضعي بإندونيسيا‬

‫أجمع الفقهاء املسمملمون على أن على قاذف ارحطممنة بالزنى الحد إذا ملبت املقذوفة‬

‫ذلك وأنكر ِ ما رماها به‪ ،‬ولم يكن مع القاذف أر عة شهود يشهدون على صدو ما قال‪ .‬ومعنى‬

‫الحد هو عقوبة مقدرة شرعا في معطية لتكون كفارة عن الفاعل ورادعة عن الفعل‪.37‬‬

‫وح ممد الق ممذف في الفق ممه اإلس م م م ممالمي مق ممداره ثم ممانون جل ممدة‪ ،‬وال ممدلي ممل هو قول ممه تع ممالى‪:‬‬
‫ْ ً‬ ‫َ َّ َ َ ْ ُ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫وه ْم ث َما ِن َين َجل َدة ﴾ [النور‪،]4 :‬‬ ‫ا ِ ثم لم يةتوا ِبةر ع ِة ش م م مهداء فاج ِلد‬ ‫﴿وال ِذين يرمون ارحط م م من ِ‬
‫فحد القذف ثابت بالقرآن الكريم‪.‬‬

‫وكذلك إقامة حد القذف ثابت بالسنة نحو الحديث عن عائشة رض ي هللا عنها قالت‪:‬‬

‫" ملا نزل عذرح‪ ،‬قام رسممول هللا صمملى هللا عليه وسمملم على املنبر‪ ،‬فذكر ذلك‪ ،‬وتال القرآن‪ ،‬فلما‬

‫نزل أمر برجلين وامرأة‪ ،‬فضربوا حدهم "‪.38‬‬

‫وإقامة حد القذف في الفقه اإلسالمي تثبث بةمرين‪:‬‬

‫‪ .1‬يثبت القذف بشم م م ممهادة شم م م مماهدين عدلين‪ ،‬وَل تقبل فيه شم م م ممهادة النسم م م مماء مع‬

‫الرجال في قول عامة الفقهاء‪.‬‬

‫‪ .2‬ثبوته باإلقرار‪ ،‬ويثبت باإلقرار كسائر الحقوو‪ ،‬ويجب الحد بإقراره‪.‬‬

‫‪ 37‬محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬فتد ذح الجالل واإلكرام بشرح بلو املرام‪ ،‬تحقي وتعلي ‪ :‬صبيي بن محمد‬
‫رمضان‪ ،‬أم إسراء بنت عرفة بيومي‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة اإلسالمية للنشر والتوزيع‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1427 ،‬هم ‪-‬‬
‫‪ 2006‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ .6 :‬ج‪ 5:‬ص‪373:‬‬
‫‪ 38‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل رقم ‪ 24066‬ج‪ 40 :‬ص‪ .76 :‬وقال المحدث األرنؤوط‪ :‬حديث حسن‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪17‬‬


‫شروط تنفيذ حد القذف‪:‬‬

‫‪ .1‬م البة املقذوف ألنه ح له فال يستوفى قبل ملبه‪.‬‬


‫َ َّ َ َ ْ ُ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َ‬
‫ا ِ ث َّم ل ْم‬
‫‪ .2‬أن َل يةتي القاذف ببينة تثبت ص ممدقه لقوله تعالى‪ ﴿ :‬وال ِذين يرمون ارحط من ِ‬
‫َُْ َ َ َ ُ َ َ ْ‬
‫اجل ُد ُ‬
‫وه ْم ﴾‬ ‫يةتوا ِبة ْر ع ِة ش َهد َاء ف ِ‬
‫‪ .3‬امتناع القاذف عن اللعان إذا كانت املقذوفة زوجته‪.‬‬

‫‪ .4‬استدامة ال الب إلى إقامة الحد‪ ،‬فلو ملب ثم عفا عن الحد‪ ،‬سق ‪.‬‬

‫وأممما أحكممام القممذف في بلممد إنممدونيس م م م ميمما ليس هنمماك حكم خمماص تكلم عنممه‪ ،‬ولكنممه داخممل‬

‫تحت مس ى باب التشهير أو اإلهانة‪ ،‬وموضعه هو في القانون الجنائي في الكتاب الثاني في باب‬

‫اإلهانة مادة ‪.39311 - 310‬‬

‫وينظم موضوع التشهير أو اإلهانة في املادة ‪ 310‬من القانون الجنائي من ‪ 3‬فقرا ِ‪.‬‬

‫الرقم األول‪" :‬كل من اعتمد اَلعتداء على شرف أو حسن اسم شخص‪ ،‬باتهامه بش يء ما‪،‬‬

‫لغرض إعالمه عند عامة الناس‪ ،‬يكون مهددا بسم م ممبب التشم م ممهير بحد أقص م م م ى الس م م مجن تسم م ممعة‬

‫أشهر أو غرامة أقطاها أر عة آَلف وخمسمئة روبية"‪.‬‬

‫‪ 39‬قام الباحث بتحميل امللف من املوقع‬


‫‪https://jdih.mahkamahagung.go.id/index.php/beranda/database/1.-Peraturan-Perundang-‬‬
‫‪/undangan/1.-Undang-Undang-Dasar-beserta-perubahannya‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪18‬‬


‫واألفعال ارحظورة في هذه املادة هي أفعال ترتكب "عمدا" َلنتهاك ش م م ممرف أو اَلعتداء على‬

‫شرف ل خرين‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن عناصر التشهير أر عة وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬كونممه "عمممدا"‪ ،‬وهو العنط م م م ممر األول من هممذه الجريمممة‪ . ،‬ويهممدف املوقف الممداخلي من‬

‫"املتعمد" هو فعل الهجوم على شرف أو اسم جيد للشخص‪.‬‬

‫‪ .2‬مهاجمة الش م ممرف‪ ،‬فليس م ممت مادية‪ .‬واألش م ممياء التي تعرض م ممت للهجوم هي ش م ممعور بقيمة‬

‫الذا ِ حول شرف البشر‪.‬‬

‫‪ .3‬اَلتهام‪ ،‬فهو يتهم الغير من خالل الكالم شم م ممفويا من فعل معين‪ .‬وعلى سم م ممبيل أن يتهم‬

‫املرأ فالنا بالزنا‪.‬‬

‫‪ .4‬قطد شهرة الخبر علنية‪.‬‬

‫فإذا تحققت هذه العناص ممر فعقوبة القذف في القانون الجنائي هو الس ممجن تس ممعة أش ممهر‬

‫أو غرامة أر عة آَلف وخمسمئة روبية‪ .‬وهذه العقوبة أخف بكثير من الحد اإلسالمي‪.‬‬

‫وهناك فرو آخر في هذه القض م م م ممية‪ ،‬وهو أن القانون الجنائي يفرو بين أن يتهم باللس م م م ممان‬

‫وبالكتابة أو بالط م ممورة املنتش م ممرة‪ .‬وعقوبة القذف بالكتابة أو بالط م ممورة هي الس م ممجن ملدة س م ممنة‬

‫وأر عة أش م ممهر‪ ،‬وهذه العقوبة مذكورة في الرقم الثاني من مادة ‪ .310‬وأما في الفقه إس م ممالمي –‬

‫فيممما أعلم‪ -‬لم يفرو بين أن يكون القممذف ش م م م ممفهيمما أو كتممابيمما‪ .‬وقرر في القممانون الجنممائي –وهو‬

‫الرقم الثالث من هذه املادة‪ -‬اس م م م ممن ناء إلس م م م ممقاط العقوبة‪ ،‬وهو بةن تكون التهمة أو القذف‬

‫لغرض تحقي مطالح عامة الناس أو في الدفاع عن نفسه‪.‬‬

‫علمنا مما سمب أن عقوبة جريمة القذف في القانون الجنائي في إندونيسميا هي إما السمجن‬

‫تس ممعة أش ممهر أو الدفع أر عة آَلف وخمس مممئة روبية وإما الس ممجن س ممنة وأر عة أش ممهر أو الدفع‬
‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪19‬‬
‫أر عة آَلف وخمسم م مممئة روبية‪ ،‬ت‪،‬تلف بحس م م مب كيفية القذف‪ .‬ومع هذا‪ ،‬قد تكون العقوبة في‬

‫القذف أكبر منهما‪ ،‬وذلك واقع إذا ملب القاض م م م م ي البينا ِ من القاذف ثم اعتذر القاذف عن‬

‫إحض م م م ممار البينما ِ‪ ،‬فحينئمذ تكون العقوبمة الس م م م ممجن أر ع س م م م ممنوا ِ كمما هو ممذكور في القمانون‬

‫الجنائي مادة ‪ 311‬الرقم األول‪ ،‬ونطم م ممه هو‪" :‬كل من فعل بالتشم م ممهير ولو كان بالكتابة ثم ملب‬

‫منه إحضم م م ممار البينا ِ مما يدل على صم م م ممدو مقالته ثم اعتذر في إحضم م م مماره وهو يعرف أن ذلك‬

‫كذب‪ ،‬فهو مهدد بسبب قذفه السجن َليزيد على أر ع سنوا ِ"‪ .40‬والضاب في هذه املادة هو‬

‫أن القاذف يعرف ويعترف في نفس ممه أن ما قاله خبر كذب وأراد بذلك الفتنة‪ ،‬وهللا أعلم‪ .‬وهذه‬

‫هي عقوبة القذف في القانون الجنائي تكون أشدها السجن أر ع سنين‪.‬‬

‫ولم تتوقف على هممذا الحممد عقوبممة القممذف في بلممد إنممدونيس م م م ميمما‪ ،‬بممل تظهر عقوبممة جممديممدة‬

‫الجرائم عن مري وس م م م ممائل اإلعالم‬ ‫أص م م م ممدرتها الدولة بس م م م ممبب ظهور ت ور نوعية وقوع بع‬

‫ارحدثة‪ .‬فقرر ِ الدولة قانون املعلوما ِ اإللكترونية واملعامال ِ اإللكترونية (اختطارا بقانون‬

‫‪ )ITE‬وهو القمانون رقم ‪ 11‬لعمام ‪ 2008‬هو قمانون ينظم املعلومما ِ واملعمامال ِ اإللكترونيمة‪ ،‬أو‬

‫تكنولوجيا املعلوما ِ بشم م م ممكل عام‪ .‬ومن هذا القانون ما يتعل بجريمة اإلهانة والتشم م م ممهير عن‬

‫املواد في هممذا‬ ‫مري الوسم م م م ممائممل اإللكترونيممة‪ .‬وفي س م م م منممة ‪ 2016‬قممامممت الممدولممة بممالتغيير بع‬

‫القانون‪ ،‬ومن أثر هذا التغيير هو تغير مدة العقوبة ومقدار الغرامة في عقوبة جريمة القذف‪.‬‬

‫‪ 40‬نصت مادة ‪ 311‬الرقم األول باللغة اإلندونيسية‪" :‬‬


‫‪“Jika yang melakukan kejahatan pencemaran atau pencemaran tertulis dibolehkan untuk‬‬
‫‪membuktikan apa yang dituduhkan itu benar, tidak membuktikannya, dan tuduhan dilakukan‬‬
‫‪bertentangan dengan apa yang diketahui, maka dia diancam melakukan fitnah dengan‬‬
‫”‪pidana penjara paling lama empat tahun‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪20‬‬


‫واملممادة في قممانون املعلوممما ِ اإللكترونيممة واملعممامال ِ اإللكترونيممة (‪ )UU ITE‬التي تممذكر فيهمما‬

‫عن جريمممة القممذف هي املممادة ‪ 45‬الفقرة (‪ )3‬من قممانون ‪ ITE‬رقم ‪ 19‬لعممام ‪ ،2016‬والتي تنص‬

‫على م مما يلي‪" :‬ك ممل ش م م م ممخص مك ممان يعلم ودون الح في توزيع و‪/‬أو نق ممل و‪/‬أو إت مماح ممة املعلوم مما ِ‬

‫اإللكترونية و‪/‬أو الوثائ اإللكترونية التي لها تهمة انتهاك حرمة الغير و‪/‬أو التشهير على النحو‬

‫املش ممار إليه في الفقرة (‪ )3‬من املادة ‪ 27‬فيعاقب بالس ممجن ملدة أقط مماها ‪ 4‬س ممنوا ِ و‪/‬أو غرامة‬

‫أقطاها ‪ 750 000 000 000‬روبية (سبعمائة وخمسون مليون روبية)"‪.41‬‬

‫والفرو بين قممانون املعلوممما ِ اإللكترونيممة واملعممامال ِ اإللكترونيممة (‪ )UU ITE‬وبين القممانون‬

‫الجنم ممائي في عقوبم ممة القم ممذف هو في مقم ممدار الغرامم ممة التي هي أكبر بكثير في قم ممانون املعلومم مما ِ‬

‫اإللكترونية واملعامال ِ اإللكترونية (‪ .)UU ITE‬أما العقوبة بالسجن فهو َل فرو بينهما‪.‬‬

‫وبهذا انتهينا من مقارنة تنفيذ عقوبة القذف بين تنفيذها في الش م م م مريعة اإلس م م م ممالمية وبين‬

‫القانون الوضم م ي في بلد إندونيس ممبا‪ .‬وعرفنا أن عقوبة القذف بالجلد ثمانين جلدة أش ممد جازرا‬

‫من عقوبة السم ممجن أو الغرامة باملال‪ ،‬وَل سم مميما قد يحطم ممل الجاني في نظام القانون الوض م م ي‬

‫مدة السجن‪.‬‬ ‫رأفة من رئيس الدولة أو من غيره في ت‪،‬في‬

‫وهذا ما تيس م م ممر للباحث من جمع املعلوما ِ وترتي ها وتنظيمها لهذا املوض م م مموع‪ ،‬وص م م مملى هللا‬

‫على نبيينا محمد وعلى آله ويحبه أجمعين‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد ق رب العاملين‪.‬‬

‫‪ 41‬انظر القانون في الموقع‬


‫‪https://jdih.kominfo.go.id/produk_hukum/view/id/555/t/undangundang+nomor+19+tahun+201‬‬
‫‪6+tanggal+25+november+2016‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪21‬‬


‫املراجع‬

‫ْ‬
‫‪ .1‬أبو الحس م م ممن علي بن الحس م م ممين بن محمد ال ُّسم م م مغدح‪ ،‬حنفي ( ِ ‪461‬هم م م م م م م مم)‪ ،‬النتف في‬
‫الفتمماوى‪ ،‬ارحق ‪ :‬ارحممامي الممدكتور ص م م م ممالح الممدين النمماهي‪ ،‬النمماش م م م ممر‪ :‬دار الفرقممان ‪/‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ -‬عمان األردن ‪ /‬بيرو ِ لبنان‪ ،‬ال بعة‪ :‬الثانية‪1404 ،‬‬
‫‪ .2‬أبو الحسممن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البطممرح البغدادح‪ ،‬الشممهير باملاوردح‬
‫( ِ ‪450‬ه م م م م م مم)‪ ،‬األحكام الس ن ننلطانية‪ ،‬الناش م ممر‪ :‬دار الحديث – القاهرة‪ ،‬س م ممنة النش م ممر‪:‬‬
‫مجهول‬
‫‪ .3‬أبو الحسم ممين‪ ،‬مسم مملم بن الججاج القشم مميرح النيسم ممابورح (‪ 261 - 206‬ه م م م م م مم)‪ ،‬يم ممحيد‬
‫مسم م مملم‪ ،‬ارحق ‪ :‬محمد فؤاد عبد البا ي‪ ،‬الناشم م ممر‪ :‬دار إحياء الكتب العربية‪ :‬فيطم م ممل‬
‫ص م م م م ّو ْرتهمما‪ :‬دار إحيمماء التراث العر ي ‪ -‬بيرو ِ)‪ ،‬عممدد‬
‫عير م م م م ى البمما ي الحل ي ‪ -‬القمماهرة (و َ‬
‫األجزاء‪5 :‬‬
‫‪ .4‬أبو العباس شم م م ممهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن املالكي الشم م م ممهير بالقرافي‬
‫( ِ ‪684‬ه م م م م م م م مم)‪ ،‬الممذخيرة‪ ،‬ارحق ‪ :‬جزء ‪ :13 ،8 ،1‬محمممد ح‪،‬ي‪ ،‬جزء ‪ :6 ،2‬س م م م ممعيممد‬
‫أعراب‪ ،‬جزء ‪ :12 - 9 ،7 ،5 - 3‬محمد بو خبزة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ -‬بيرو ِ‪،‬‬
‫ال بعة‪ :‬األولى‪ 1994 ،‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪14 :‬‬
‫‪ .5‬أبو الفممداء إس م م م مممماعيممل بن عمر بن كثير القرب م م م م ي البط م م م ممرح ثم الممدمش م م م ممقي (املتوفى‪:‬‬
‫‪774‬ه م مم)‪ ،‬مسند أمير املؤمنين أ ي حفص عمر بن الخ اب رض ي هللا عنه وأقواله على‬
‫أبواب العلم‪ ،‬ارحق ‪ :‬عبد املع ي قلع‪،‬ي دار النش م ممر‪ :‬دار الوفاء ‪ -‬املنط م ممورة ال بعة‪:‬‬
‫األولى‪1411 ،‬هم ‪1991 -‬م عدد األجزاء‪2 :‬‬
‫ّ‬
‫علي البيهقي (‪ 458 - 384‬ه م م م م مم)‪ ،‬السممنن الكبير‪ ،‬تحقي ‪:‬‬ ‫ُ َ‬
‫‪ .6‬أبو بكر أحمد بن الحس مين بن م‬
‫الدكتور عبد هللا بن عبد ارحسم م ممن التركي‪ ،‬الناشم م ممر‪ :‬مركز رجر للبحوث والدراسم م مما ِ‬
‫العربية واإلسالمية (الدكتور ‪ /‬عبد السند حسن يمامة)‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1432 ،‬ه م م م م ‪-‬‬
‫‪ 2011‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪22 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪22‬‬


‫‪ .7‬أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ال وس ي ( ِ ‪505‬هم)‪ ،‬الوسي في املذهب‪ ،‬ارحق ‪:‬‬
‫أحمد محمود إبراهيم‪ ,‬محمد محمد تامر‪ ،‬الناشم م ممر‪ :‬دار السم م ممالم – القاهرة‪ ،‬ال بعة‪:‬‬
‫األولى‪ ،1417 ،‬عدد األجزاء‪7 :‬‬
‫‪ .8‬أبو عبممد هللا‪ ،‬محمممد بن أحمممد األنط م م م ممارح القرم ي‪ ،‬الجممامع ألحكممام القرآن‪ ،‬تحقي ‪:‬‬
‫أحمد البردوني وإبراهيم أمفيش‪ ،‬الناشم م م ممر‪ :‬دار الكتب املطم م م ممرية – القاهرة‪ ،‬ال بعة‪:‬‬
‫الثانية‪ 1384 ،‬هم ‪ 1964 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪ 20 :‬جزءا‬
‫‪ .9‬أبو محمد موف الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي املقدس م م م م ي‬
‫ثم الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة املقدس ي ( ِ ‪620‬هم م مم)‪ ،‬الكافي في فقه اإلمام‬
‫أحمد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1414 ،‬هم ‪ 1994 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .10‬أبو نطم ممر إسم ممماعيل بن حماد الجوهرح الفارا ي ( ِ ‪393‬ه م م م م م مم)‪ ،‬الصن ننحاا تاة اللغة‬
‫وص ن ن ننحاا العربية‪ ،‬تحقي ‪ :‬أحمد عبد الغفور ع ار‪ ،‬الناش م م ممر‪ :‬دار العلم للماليين –‬
‫بيرو ِ‪ ،‬ال بعة‪ :‬الرابعة ‪ 1407‬هم ‪ 1987 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪6 :‬‬
‫‪ .11‬أبو هالل الحس م ممن بن عبد هللا بن س م ممهل بن س م ممعيد بن يحيى بن مهران العس م ممكرح ( ِ‬
‫نحو ‪395‬ه م م م م م م مم)‪ ،‬ماجم الفروو اللغوية‪ ،‬ارحق ‪ :‬الشم م مميش بيت هللا بيا ِ‪ ،‬ومؤس م م مسم م ممة‬
‫النش م ممر اإلس م ممالمي‪ ،‬الناش م ممر‪ :‬مؤس م مس م ممة النش م ممر اإلس م ممالمي التابعة لجماعة املدرس م ممين بم‬
‫«قم»‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪1412 ،‬هم‬
‫‪ .12‬أحممد بن علي أبو بكر الرازح الجط م م م مماص الحنفي ( ِ ‪ 370‬ه م م م م م م م مم)‪ ،‬ش م م م ممرح م‪،‬تط م م م ممر‬
‫ال حاوح‪ ،‬ارحق ‪ :‬د‪ .‬عطم م مممت هللا عنايت هللا محمد ‪ -‬أ‪ .‬د‪ .‬سم م ممائد بكدا ‪ -‬د محمد‬
‫عبيد هللا خان ‪ -‬د زينب محمد حس ممن فالتة‪ ،‬أعد الكتاب لل باعة وراجعه وي ممجحه‪:‬‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬سائد بكدا‬
‫‪ .13‬أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازح‪ ،‬أبو الحسين ( ِ ‪395‬ه مم)‪ ،‬معجم مقاييس‬
‫اللغة‪ ،‬ارحق ‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬عام النشر‪1399 :‬ه م ‪-‬‬
‫‪1979‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪6 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪23‬‬


‫‪ .14‬أحمد بن محمد بن علي األنط م م م ممارح‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬نجم الدين‪ ،‬املعروف بابن الرفعة‬
‫( ِ ‪710‬ه م م م م م مم)‪ ،‬كفاية النبيه في شم ممرح التنبيه‪ ،‬ارحق ‪ :‬مجدح محمد سم ممرور باسم مملوم‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ ،‬م ‪ ،2009‬عدد األجزاء‪21 :‬‬
‫‪ .15‬إس ممحاو بن منط ممور بن بهرام‪ ،‬أبو يعقوب املروزح‪ ،‬املعروف بالكوس ممت ( ِ ‪251‬هم م م م م مم)‪،‬‬
‫مسم م ممائل اإلمام أحمد بن حنبل وإس م ممحاو بن راهويه‪ ،‬الناش م ممر‪ :‬عمادة البحث العل ي‪،‬‬
‫الجممامعممة اإلس م م م ممالميممة بمماملممدينممة املنورة‪ ،‬اململكممة العربيممة الس م م م ممعوديممة‪ ،‬ال بعممة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1425‬هم ‪2002 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪9 :‬‬
‫‪ .16‬خلف بن أ ي القاس م م م ممم محمد‪ ،‬األزدح القيرواني‪ ،‬أبو س م م م ممعيد ابن البراذعي املالكي ( ِ‬
‫‪372‬ه م م م م م مم)‪ ،‬التهذيب في اختصن نناراملدونة‪ ،‬دراسم ممة وتحقي ‪ :‬الدكتور محمد األمين ولد‬
‫محمد سم ممالم بن الشم مميش‪ ،‬الناشم ممر‪ :‬دار البحوث للدراسم مما ِ اإلسم ممالمية وإحياء التراث‪،‬‬
‫د ي‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1423 ،‬هم ‪ 2002 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪4 :‬‬
‫‪ .17‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ،‬الزركلي الدمشقي ( ِ ‪ 1396‬ه م م مم)‪،‬‬
‫األعالم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليين‪ ،‬ال بعة‪ :‬الخامسة عشر ‪ -‬أيار ‪ /‬مايو ‪ 2002‬م‬
‫َ‬
‫‪ .18‬ش م م م مممس الممدين أبو عبممد هللا محمممد بن أحمممد بن عثمممان بن ق م ْايممماز الممذه ي (املتوفى‪:‬‬
‫‪748‬هم م مم)‪ ،‬س أعالم النبالء‪ ،‬ارحق ‪ :‬مجموعة من ارحققين بإشراف الشيش شعيب‬
‫األرناؤوط‪ ،‬الناش ممر‪ :‬مؤسم مس ممة الرس ممالة‪ ،‬ال بعة‪ :‬الثالثة‪ 1405 ،‬ه م م م م م م ‪ 1985 /‬م‪ ،‬عدد‬
‫األجزاء ‪25 :‬‬
‫‪ .19‬عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة املقدسم م م ي الجماعيلي الحنبلي‪ ،‬أبو الفرج‪،‬‬
‫شمس الدين ( ِ ‪ 682‬هم مم)‪ ،‬الشرح الكبير على متن املقنع‪ ،‬أشرف على مباعته‪ :‬محمد‬
‫رش مميد رض مما ص مماحب املنار‪ ،‬تط مموير‪ :‬دار الكتاب العر ي للنش ممر والتوزيع‪ ،‬س ممنة الش ممر‪:‬‬
‫مجهول‬
‫‪ .20‬عبد امللك بن محمد بن إس ممماعيل أبو منط ممور الثعال ي ( ِ ‪429‬هم م م م م مم)‪ ،‬يتمة الدهر في‬
‫محاسن أهل العصر‪ ،‬ارحق ‪ :‬د‪ .‬مفيد محمد قمحية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪-‬‬
‫بيرو ِ‪/‬لبنان‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪1403 ،‬هم‪1983‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪4 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪24‬‬


‫‪ .21‬علي بن محممد بن علي الزين الش م م م مريف الجرجماني ( ِ ‪816‬ه م م م م م م م مم)‪ ،‬كتماب التعريفما ِ‪،‬‬
‫ارحق ‪ :‬ض ممب ه ويم ممجحه جماعة من العلماء بإشم مراف الناش ممر‪ ،‬الناش ممر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية بيرو ِ ‪-‬لبنان‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى ‪1403‬هم ‪1983-‬م‬
‫‪ .22‬مالك بن أنس‪ ،‬املوطأ‪ ،‬ي م م م ممجحه ورقمه وخرج أحاديثه وعل عليه‪ :‬محمد فؤاد عبد‬
‫البا ي‪ ،‬الناش م م ممر‪ :‬دار إحياء التراث العر ي‪ ،‬بيرو ِ – لبنان‪ ،‬عام النش م م ممر‪ 1406 :‬هم م م م م م م م ‪-‬‬
‫‪ 1985‬م‬
‫‪ .23‬محمد بن أحمد بن األزهرح الهروح‪ ،‬أبو منطور ( ِ ‪370‬ه م مم)‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬ارحق ‪:‬‬
‫حم ممد عوض مرع ممب‪ ،‬الن مماش م م م ممر‪ :‬دار إحي مماء التراث العر ي – بيرو ِ‪ ،‬ال بع ممة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪2001‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪8 :‬‬
‫‪ .24‬محمد بن إسممماعيل أبو عبدهللا الب‪،‬ارح الجعفي‪ ،‬صننحيا البخار ‪ ،‬ارحق ‪ :‬محمد‬
‫زهير بن ناص م ممر الناص م ممر الناش م ممر‪ :‬دار موو النجاة (مط م ممورة عن الس م ممل انية بإض م ممافة‬
‫ترقيم ترقيم محم ممد فؤاد عب ممد الب مما ي) ال بع ممة‪ :‬األولى‪1422 ،‬ه‪ ،‬ع ممدد األجزاء‪ 9 :‬مع‬
‫الكتاب‪ :‬شرح وتعلي د‪ .‬مط فى ديب البغا‬
‫‪ .25‬محممد بن جرير بن يزيمد بن كثير بن غمالمب ا ملي‪ ،‬أبو جعفر ال برح ( ِ ‪310‬ه م م م م م م م مم)‪،‬‬
‫تفس ن ن ن ن الطل ن جنامع البينان عن تنأوينل آ القرآن‪ ،‬تحقي ‪ :‬المدكتور عبمد هللا بن‬
‫عبد ارحسم م م ممن التركي‪ ،‬بالتعاون مع مركز البحوث والدراسم م م مما ِ اإلسم م م ممالمية بدار رجر‬
‫الدكتور عبد الس م م م ممند حس م م م ممن يمامة‪ ،‬الناش م م م ممر‪ :‬دار رجر لل باعة والنش م م م ممر والتوزيع‬
‫واإلعالن‪ ،‬ال بعممة‪ :‬األولى‪ 1422 ،‬هم م م م م م م م م ‪ 2001 -‬م‪ ،‬عممدد األجزاء‪ 26 :‬مجلممد ‪ 24‬مجلممد‬
‫ومجلدان فهارس‬
‫‪ .26‬محم ممد بن ص م م م م ممالح العثيمين‪ ،‬فتد ذح الجالل واإلكرام بش م م م ممرح بلو املرام‪ ،‬تحقي‬
‫وتعلي ‪ :‬ص م م م ممبيي بن محمد رمض م م م ممان‪ ،‬أم إس م م م مراء بنت عرفة بيومي‪ ،‬الناش م م م ممر‪ :‬املكتبة‬
‫اإلسالمية للنشر والتوزيع‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1427 ،‬هم ‪ 2006 -‬م‪ ،‬عدد األجزاء‪6 :‬‬
‫‪ .27‬محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الش م مموكاني اليمني ( ِ ‪1250‬هم م م م م م مم)‪ ،‬البدر ال الع‬
‫بمحاسن من بعد القرن السابع‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة – بيرو ِ‪ ،‬سنة النشر‪ :‬مجهول‪،‬‬
‫عدد األجزاء‪2 :‬‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪25‬‬


‫‪ .28‬محممد بن محممد ابن عرفمة الورغ ي التونر م م م م ي املمالكي‪ ،‬أبو عبمد هللا ( ِ ‪ 803‬ه م م م م م م م مم)‪،‬‬
‫ارختط م م م ممر الفقهي َلبن عرفة‪ ،‬ارحق ‪ :‬د‪ .‬حافظ عبد الرحمن محمد خير‪ ،‬الناش م م م ممر‪:‬‬
‫مؤسسة خلف أحمد الخبتور لألعمال الخيرية‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1435 ،‬ه م م م ‪ 2014 -‬م‪،‬‬
‫عدد األجزاء‪10 :‬‬
‫محمد بن عبد الر ّ او الحسيني‪ ،‬أبو الفي ‪ّ ،‬‬
‫امللقب بمرتى ى‪َّ ،‬‬ ‫محمد بن ّ‬ ‫‪ّ .29‬‬
‫الزبيدح ( ِ‬ ‫ز‬
‫‪1205‬ه م م م م م م م مم)‪ ،‬ت مماج العروس من جواهر الق مماموس‪ ،‬ارحق ‪ :‬مجموع ممة من ارحققين‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الهداية‪ ،‬سنة النشر‪ :‬مجهول‬
‫‪ .30‬محمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أكمل الدين أبو عبد هللا ابن الش م مميش ش م مممس الدين ابن‬
‫الشم م م مميش جمال الدين الرومي البابرتي ( ِ ‪ 786‬ه م م م م م م م مم)‪ ،‬العناية شم م م ممرح الهداية‪ ،‬م بوع‬
‫بهامش‪ :‬فتد القدير للكمال ابن الهمام‪ ،‬الناشممر‪ :‬شممركة مكتبة وم بعة مطممفى البا ي‬
‫(وص ّورتها دار الفكر‪ ،‬لبنان)‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1389 ،‬ه م = ‪1970‬‬
‫الحل ي وأوَلده بمطر َ‬
‫م‪ ،‬عدد األجزاء‪10 :‬‬
‫‪ .31‬محمد ناصمر الدين األلباني (املتوفى ‪1420 :‬هم م م م مم)‪ ،‬إرواء الغليل في ت‪،‬ري أحاديث منار‬
‫الس ممبيل املؤلف‪ ،‬إشم مراف‪ :‬زهير الش مماويش الناش ممر‪ :‬املكتب اإلس ممالمي ‪ -‬بيرو ِ ال بعة‪:‬‬
‫الثانية ‪ 1405‬هم ‪1985 -‬م عدد األجزاء‪9 :‬‬
‫‪ .32‬موف الدين أبو محمد عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة املقدس ي ( ِ ‪ 620‬ه مم)‪،‬‬
‫املقنع في فقممه اإلمممام أحمممد بن حنبممل‪ ،‬قممدم لممه وترجم ملؤلفممه‪ :‬عبممد القممادر األرنمماؤوط‪،‬‬
‫حققممه وعل عليممه‪ :‬محمود األرنمماؤوط‪ ،‬يمماس م م م ممين محمود الخ يممب‪ ،‬النمماش م م م ممر‪ :‬مكتبممة‬
‫السم م م مموادح للتوزيع‪ ،‬جدة ‪ -‬اململكة العربية السم م م ممعودية‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى‪ 1421 ،‬ه م م م م م م م م ‪-‬‬
‫‪ 2000‬م‬
‫‪ .33‬الناشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية ‪ -‬ودار السراج‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى ‪ 1431‬هم ‪ 2010 -‬م‬
‫‪ .34‬ناصر الدين أبو سعيد عبد هللا بن عمر بن محمد الشيرازح البيضاوح ( ِ ‪685‬ه م م م مم)‪،‬‬
‫أنوارالتلزيل وأس ن ن نرار التأويل‪ ،‬ارحق ‪ :‬محمد عبد الرحمن املرعشم م مملي‪ ،‬الناشم م ممر‪ :‬دار‬
‫إحياء التراث العر ي – بيرو ِ‪ ،‬ال بعة‪ :‬األولى ‪ 1418 -‬هم‬

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ ‫‪26‬‬


https://jdih.mahkamahagung.go.id/index.php/beranda/database/1.- .35
Peraturan-Perundang-undangan/1.-Undang-Undang-Dasar-beserta-
perubahannya
https://jdih.kominfo.go.id/produk_hukum/view/id/555/t/undangundan .36
g+nomor+19+tahun+2016+tanggal+25+november+2016

‫الجناية عىل العرض يف جريمة القذف‬ 27

You might also like