You are on page 1of 3

‫عرب ‪( 302‬ملخص شرح بيتين للمتنبي )‬

‫و ُمنصرفي له أمضى السالح‬ ‫يقاتلني علـيك الليل ِجدا‬

‫باح‬
‫ص ِ‬ ‫بعيــد بــيــن جفني وال ّ‬ ‫ألني كلما فارقتُ طرفي‬

‫تفسيري‬ ‫النمط الكتابي‬


‫شرح بيتين للمتنبي‬ ‫الجنس األدبي‬

‫تمهيد ‪ :‬قال المتنبي هذين البيتين مستأذنا من سيف الدولة االنصراف من مجلس له كان يسامره فيه ‪ ،‬ومضمونها مناسب جدا لتلك‬
‫المناسبة‪ .‬أي طلب االنسحاب من مجلس السمر ‪ ،‬والبيتين ليسا مأخوذين من قصيدة ‪ ،‬فهما يتيمان ‪ ،‬يبدو أن الشاعر ارتجلهما في حينه ‪.‬‬

‫‪++++++++++++++++++++‬‬

‫و ُمنصرفي له أمضى السالح‬ ‫يقاتلني علـيك الليل ِجدا‬


‫األول في لفظة ‪( :‬و ُمنصرفي ) بدا من الناحية النحويةمطوال ثم اتجهة إلى المعنى‬
‫تفسير وشرح العكبري للبيت ّ‬

‫غير ثالثي ‪ :‬إذا زاد الفعل على الثالثي استوى فيه‬ ‫انصرف‬ ‫فعله‬ ‫و ُمنصرفي = انصرافي‬

‫وإذا كان متعدي ساوت هذه األشياء لفظ المفعول به‬ ‫اسم المكان‬ ‫اسم الزمان‬ ‫المصدر‬

‫اسم المكان‬ ‫اسم الزمان‬ ‫ولكن ( انصرف ) فعل الزم وفي هذه الحالة يستوى فيه فقط المصدر‬

‫غير ثالثي ‪ +‬ثالثي ؛ لذا يستوفي فيه ( المصدر‪ +‬اسمي الزمان والمكان ‪ +‬المفعول به )‬ ‫أعطى العكبري مثاال ‪ ( :‬اجتذب ) فعل‬

‫ويقال ‪ -1:‬حبل ُمجتذب و ‪ -2‬عجبتُ من مجتذبي حبلك أي اجتذابي ‪ -3‬هذا مجتذب حبلك‬

‫أي الموضع الذي يجتذب فيه الوقت الذي كان فيه اإلجتذاب ‪.‬‬

‫معنى البيت ‪ :‬يرد أنه يتصارع هو الليل ‪ ،‬فالليل يأمره باالنصراف ‪ ،‬وهو ال يطيعه ‪ :‬فيقول ‪ :‬إذا انصرفتُ فقد مكنت الليل من مناقشته عليك‬
‫إياي ‪ :‬فالليل يمنعني من لزوم مجلسك الفتقاري إلى النوم ‪ ،‬ويخفيني عنك ‪ ،‬فإذا انصرفتُ فقد أعطيتُ الليل ما أراد ‪ ،‬فكأني قد أعطيته أقوى‬
‫سالح له يقاتلني به ( النوم )‬

‫=========================‬

‫تفسير وشرح البرقوقي ‪:‬‬

‫جاء شرح البرقوقي معتمدا على شرحيين ‪ -1‬للعكبري ‪ 2‬ونقل شرح العكبري وشرحه كله ‪-2‬الواحدي‪ :‬الليل يدعوه لالنصراف وهو ‪:‬‬
‫يميل إلى مجلس األمير ويعصي الليل وبذلك حصل تنازع وجعل ذلك قتاال ثم قال ‪ :‬إذا نصرفتُ فقد أعنته على نفسي ‪ .‬ويجوز أن يكون‬
‫المعنى ‪ :‬أن الليل برده نُدماءه وتفريقه جلساءه ويعمل على الخلو به ‪ ،‬فانصرافي أمضى سالح له وأعون على مراده ‪.‬‬

‫باح‬
‫ص ِ‬ ‫بعيــد بــيــن جفني وال ّ‬ ‫ألني كلما فارقتُ طرفي‬
‫تفسير وشرح العكبري للبيت الثاني ‪:‬‬
‫من رفع لفظة ( بي ُن ) ( أخرجه عن الظرفيه‬ ‫ْ‬
‫من نصب لفظة ( بينَ ) النصب على الظرفيه‬
‫‪ -1‬بيتا دليال ‪ :‬على اعتبار أن بعيد صيغة مبالغة ويعمل عمل‬ ‫‪ -1‬كقراءة نافع والكسائي وحفص بن عاصم ‪.‬‬
‫فعله ( بين ) فاعل‬
‫جرور‬
‫ِ‬ ‫بعيد بي ُن جاليها‬ ‫بئر‬
‫كأن رماحمهم أشطان ٍ‬
‫‪-2‬كقراءة ‪ -1‬ابن كثير ‪ -2‬حمزة ‪ -3‬ابن عباس ‪ -4‬أبي بكر‬ ‫‪ -2‬يجوز اضمار ( ما ) تقديره ( ما بين جفني ) كقراءة األعشى‬
‫في قوله تعالى ‪ " :‬لقد تقطع بين ُكم "‬ ‫وعبد هللا بن مسعود ( لقد تقطع ما بينكم )‬
‫‪-3‬أما أبو الفتح جوز أن يكون مبتدأ‬ ‫‪ -3‬قال أبو الفتح اضمار ( فعل ) أي ( يبعد ما بين جفوني )‬
‫بين ‪ :‬مبتدأ مؤخر‬ ‫بعيد ‪ :‬خبر مقدم‬
‫المعنى ‪ :‬إن لم أرك طال ليلي فبُعد بين جفوني والصباح‬
‫قال الواحدي ‪ :‬ولوقال ‪ ( :‬بين عيني والصباح ) لكان أظهر ؛ ألن الصباح إنما يرى بالعين ال بالجفن‬
‫تلخيص المعنى ‪ :‬إني أحبك ‪ ،‬فال أقدر أن أفارقك ‪ ،‬وإذا فارقتك طال ليلي وسهرتُ إلى الصباح شوقا إلى لقائك ‪.‬‬

‫تفسير وشرح البرقوقي للبيت الثاني‬

‫األول ‪ ( :‬ومنصرفي له أمضى السالح )‬


‫يقول ‪ :‬البيت الثاني تعليل لقول الشاعر في في عجز البيت ّ‬

‫يقول ‪ :‬ألني كلما فارقتُ ولم أرك ‪ ،‬لم أنم من شوقي إلى لقائك ‪ ،‬فطال ليلي وبعد عن جفني والصباح‬

‫في حالة الرفع استشهد بقول‬

‫أ ‪( -‬أبو الفتح ) يجوز رفع بين ُعلى إخراجه عن الظرفية وجعله مبتدأ وخبره بعيد‬
‫جرور‬
‫ِ‬ ‫بعيد بي ُن جاليها‬ ‫بئر‬
‫كأن رماحمهم أشطان ٍ‬ ‫ب‪ -‬قال العكبري يجوز أن يكون فاعال ( لبيعد ) كقول الشاعر‪:‬‬

‫وفي حالة النصب على الظرفية ‪:‬‬

‫رأيه ‪ :‬تقدير المبتدأ محذوف ‪ :‬أي بيعد ما بين جفني‬

‫قال الواحدي ‪ :‬ولوقال ‪ ( :‬بين عيني والصباح ) لكان أظهر ؛ ألن الصباح إنما يرى بالعين ال بالجفن‬

‫أوجه المقارنه‬

‫البرقوقي‬ ‫العكبري‬
‫يعتمد في منهجية تنطلق من فهم المعنى في الكالم ؛ للوصول منه‬ ‫منهجه ينطلق من الفهم الغوي للبيت ؛ ألنه يعتبر أن فهم البيت يبدأ‬
‫إلى المسائل اللغوية ‪ ،‬فال نفهم ما في اللغة إذا لم نفهم المقصود في‬ ‫بفهم كل المسائل اللغوية التي يمكن أن تعترض لنا في الكالم‬
‫الكالم ‪.‬‬ ‫فمعرفة هذه المسائل هي التي تفتح لنا باب الفهم‬

‫الالفت في الشرحين ‪ : :‬كال من العكبري والبرقوقي ال يلتفتان إلى النواحي البيانية فال نجد أيا منهما يتوقف عند الصور البيانية أو‬
‫المحسنات البديعية فتركيزهما كان في المعنى الواحد ‪.‬‬

‫المنهجان ‪ :‬ال مفاضلة بينهما‬

‫‪ -1‬أحدهما يدخل من اللغة إلى المعنى الكامن وراءها والثاني يدخل من المعنى أصال ليحلل الدالالت اللغوية الكامنة وراءها ‪.‬‬
‫‪ -2‬يعتمد الشارحان النمط التفسيري ‪:‬‬
‫أ‪ -‬يعرضان حقيقة عامة ( بيتي المتنبي ) ب‪ -‬ويقومان بشرحها ج – يوقفان عند الشواهد التي تؤ ّمن إيضاح تلك الحقيقة‬
‫‪ -3‬المؤشرات ‪:‬‬
‫أ‪ -‬غياب ضمير الذات ( أنا )‬
‫ب‪ -‬ب‪ -‬تقديم التسويغات الموضحة ( قرائن التفسير )‬
‫ت‪ -‬ج – بعض الروابط التفسيرية ( الفاء للتسويغ )‬
‫ث‪ -‬تكرار لفظة ( يجوز ) في الشرح الذي يدل على احتماله أكثر من داللة ‪.‬‬

You might also like