Professional Documents
Culture Documents
باح
ص ِ بعيــد بــيــن جفني وال ّ ألني كلما فارقتُ طرفي
تمهيد :قال المتنبي هذين البيتين مستأذنا من سيف الدولة االنصراف من مجلس له كان يسامره فيه ،ومضمونها مناسب جدا لتلك
المناسبة .أي طلب االنسحاب من مجلس السمر ،والبيتين ليسا مأخوذين من قصيدة ،فهما يتيمان ،يبدو أن الشاعر ارتجلهما في حينه .
++++++++++++++++++++
غير ثالثي :إذا زاد الفعل على الثالثي استوى فيه انصرف فعله و ُمنصرفي = انصرافي
وإذا كان متعدي ساوت هذه األشياء لفظ المفعول به اسم المكان اسم الزمان المصدر
اسم المكان اسم الزمان ولكن ( انصرف ) فعل الزم وفي هذه الحالة يستوى فيه فقط المصدر
غير ثالثي +ثالثي ؛ لذا يستوفي فيه ( المصدر +اسمي الزمان والمكان +المفعول به ) أعطى العكبري مثاال ( :اجتذب ) فعل
ويقال -1:حبل ُمجتذب و -2عجبتُ من مجتذبي حبلك أي اجتذابي -3هذا مجتذب حبلك
أي الموضع الذي يجتذب فيه الوقت الذي كان فيه اإلجتذاب .
معنى البيت :يرد أنه يتصارع هو الليل ،فالليل يأمره باالنصراف ،وهو ال يطيعه :فيقول :إذا انصرفتُ فقد مكنت الليل من مناقشته عليك
إياي :فالليل يمنعني من لزوم مجلسك الفتقاري إلى النوم ،ويخفيني عنك ،فإذا انصرفتُ فقد أعطيتُ الليل ما أراد ،فكأني قد أعطيته أقوى
سالح له يقاتلني به ( النوم )
=========================
جاء شرح البرقوقي معتمدا على شرحيين -1للعكبري 2ونقل شرح العكبري وشرحه كله -2الواحدي :الليل يدعوه لالنصراف وهو :
يميل إلى مجلس األمير ويعصي الليل وبذلك حصل تنازع وجعل ذلك قتاال ثم قال :إذا نصرفتُ فقد أعنته على نفسي .ويجوز أن يكون
المعنى :أن الليل برده نُدماءه وتفريقه جلساءه ويعمل على الخلو به ،فانصرافي أمضى سالح له وأعون على مراده .
باح
ص ِ بعيــد بــيــن جفني وال ّ ألني كلما فارقتُ طرفي
تفسير وشرح العكبري للبيت الثاني :
من رفع لفظة ( بي ُن ) ( أخرجه عن الظرفيه ْ
من نصب لفظة ( بينَ ) النصب على الظرفيه
-1بيتا دليال :على اعتبار أن بعيد صيغة مبالغة ويعمل عمل -1كقراءة نافع والكسائي وحفص بن عاصم .
فعله ( بين ) فاعل
جرور
ِ بعيد بي ُن جاليها بئر
كأن رماحمهم أشطان ٍ
-2كقراءة -1ابن كثير -2حمزة -3ابن عباس -4أبي بكر -2يجوز اضمار ( ما ) تقديره ( ما بين جفني ) كقراءة األعشى
في قوله تعالى " :لقد تقطع بين ُكم " وعبد هللا بن مسعود ( لقد تقطع ما بينكم )
-3أما أبو الفتح جوز أن يكون مبتدأ -3قال أبو الفتح اضمار ( فعل ) أي ( يبعد ما بين جفوني )
بين :مبتدأ مؤخر بعيد :خبر مقدم
المعنى :إن لم أرك طال ليلي فبُعد بين جفوني والصباح
قال الواحدي :ولوقال ( :بين عيني والصباح ) لكان أظهر ؛ ألن الصباح إنما يرى بالعين ال بالجفن
تلخيص المعنى :إني أحبك ،فال أقدر أن أفارقك ،وإذا فارقتك طال ليلي وسهرتُ إلى الصباح شوقا إلى لقائك .
يقول :ألني كلما فارقتُ ولم أرك ،لم أنم من شوقي إلى لقائك ،فطال ليلي وبعد عن جفني والصباح
أ ( -أبو الفتح ) يجوز رفع بين ُعلى إخراجه عن الظرفية وجعله مبتدأ وخبره بعيد
جرور
ِ بعيد بي ُن جاليها بئر
كأن رماحمهم أشطان ٍ ب -قال العكبري يجوز أن يكون فاعال ( لبيعد ) كقول الشاعر:
قال الواحدي :ولوقال ( :بين عيني والصباح ) لكان أظهر ؛ ألن الصباح إنما يرى بالعين ال بالجفن
أوجه المقارنه
البرقوقي العكبري
يعتمد في منهجية تنطلق من فهم المعنى في الكالم ؛ للوصول منه منهجه ينطلق من الفهم الغوي للبيت ؛ ألنه يعتبر أن فهم البيت يبدأ
إلى المسائل اللغوية ،فال نفهم ما في اللغة إذا لم نفهم المقصود في بفهم كل المسائل اللغوية التي يمكن أن تعترض لنا في الكالم
الكالم . فمعرفة هذه المسائل هي التي تفتح لنا باب الفهم
الالفت في الشرحين : :كال من العكبري والبرقوقي ال يلتفتان إلى النواحي البيانية فال نجد أيا منهما يتوقف عند الصور البيانية أو
المحسنات البديعية فتركيزهما كان في المعنى الواحد .
-1أحدهما يدخل من اللغة إلى المعنى الكامن وراءها والثاني يدخل من المعنى أصال ليحلل الدالالت اللغوية الكامنة وراءها .
-2يعتمد الشارحان النمط التفسيري :
أ -يعرضان حقيقة عامة ( بيتي المتنبي ) ب -ويقومان بشرحها ج – يوقفان عند الشواهد التي تؤ ّمن إيضاح تلك الحقيقة
-3المؤشرات :
أ -غياب ضمير الذات ( أنا )
ب -ب -تقديم التسويغات الموضحة ( قرائن التفسير )
ت -ج – بعض الروابط التفسيرية ( الفاء للتسويغ )
ث -تكرار لفظة ( يجوز ) في الشرح الذي يدل على احتماله أكثر من داللة .