Professional Documents
Culture Documents
بحث بعنوان النوع الاجتماعي الجندر
بحث بعنوان النوع الاجتماعي الجندر
بحث بعنوان
(النوع االجتماعي) الجندر
إعداد
سيما عدنان أبو رموز
إشراف
الدكتور مصطفى أبو صوي
القدس -فلسطين
1426هـ 2005-م
1
إن الحمد هلل ،نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ،ونتوب إليه ،و نعوذ باهلل من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده اهلل فال مضل له ،ومن يضلل فال هادي له.واشهدـ أن ال اله
إال اهلل وحده ال شريك له ،واشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه و
سلم-تسليما كثيرا ،وبعد:
ك ْم
َأع َمالَ ُ صلِ ْح لَ ُ
ك ْم ْ ِ
آمنُوا اتَّقُوا اللَّهَ َوقُولُوا قَ ْوالً َسديداً { }70يُ ْ
ين َ
ِ
قال تعالىَ }:يا َأيُّ َها الَّذ َ
()3
از فَ ْوزاً عَ ِظيماً { ِ
ك ْم َو َمن يُط ْع اللَّهَ َو َر ُسولَهُ فَقَ ْد َف َ َويَ ْغفِ ْر لَ ُ
ك ْم ذُنُوبَ ُ
من أعظم ما شغل البشر عبر القرون قضية المرأة ،والحديث عنها اآلن زاد وانتشر ،فُأنشأت
()4
التي تطالب بمساواة المرأة مع الرجل في كافة ميادين الحياة ،وأصبحواـ الجمعيات النسوية
ينادون بالتماثل التام مع الرجل ،ورفعوا شعارات ما يسمى بالنوع االجتماعي ( الجندر).
إن المرأة تستطيعـ أن تقوم بكل ما يقوم به الرجل؛ وكذلك العكس .والهوية الجنسوية لكل
فقالوا ّ
من الرجل والمرأة تقوم على أسس اجتماعية وثقافية وحضارية.
ومما نادوا إليه:
" The language adopted should be gender sensitive for instance avoid the
)exclusive use of the pronoun " he " in job descriptions." (1
ـــــــــــــــــــــــ
( )1سورة آل عمران ،آية رقم .102
( )2سورة النساء ،آية رقم . 1
( )3سورة األحزاب ،آية رقم .71-70
( )4انظر :جاميل ،سارة ،النسوية وما بعد النسوية ،ترجمة أحمد الشامي ،القاهرة ،المجلس األعلى للثقافة،
1422هـ 2002 -م.
(.Gender Audit, unicef, August, 1998 )5
ومن أبرز مالمح الخطاب النسوي المعاصرـ هو ازدراؤه لكل ما هو ثابت ومتفق عليه بحكم
أن تعدد الزوجات ونصيب المرأة في الميراث ،...أمور تكشف عن
الشريعة اإلسالمية ،فيرىـ ّ
انحياز اإلسالم للرجل وانتقاصه من حقوق المرأة ،وفيـ أحسن األحوال فإنها أمور لم تعد تتمشى
مع عصرنا الحاضر!
2
كرمت المرأة وانصفتها غير اإلسالم ،لو طبق حق تطبيق
ولكن ما من شريعة ّ
ولو تركت العولمة الفكرية التي يستعملهاـ الغرب في التأثير على النساء دون مكافحة لزاد الفساد.
ثم محاولة الرد
أردت أن أكتب في موضوعـ النوع االجتماعي (الجندر) لفهم هذا الموضوع أوالًً ،
عليه إسالمياً من خالل بيان ما قدمت الشريعة اإلسالمية للمرأة من تكريمـ وحماية.
ولكن لألسف لم أجد كتابات كثيرة؛ من قبل مفكرين وفقهاء للرد بقوة على كثرة المؤلفات التي
يؤلفها الغربيين لنشر هذا الموضوع ،فالطريق خالية أمامهم دون عقبات تُذكر.
وللحصول على معلومات عن موضوع الجندر استفدت من مركز شؤون المرأة في منطقة رام
اهلل ،ومركز دراسات المرأة في جامعة بيرزيت ،حيث يروجون له.
3
المبحث الخامس :الفرق بين الجنس والنوع
المبحث السادس :تحديد النوع االجتماعي لألدوارـ
الفصل الثالث :األمور التي ساوى وفرق بها اإلسالم بين الذكر واألنثى
4
المطلب السابع :المساواة بين الذكر واألنثى في حق االنفصال
المبحث الثاني :األمور التي فرق اإلسالم فيها بين الذكر واألنثى
المطلب األول :بعض التكاليف التعبدية
المطلب الثاني :ليس الذكر كاألنثى في بعض األحكام الشرعية
المطلب الثالث :ليس الذكر كاألنثى في النفقة
المطلب الرابع :ليس الذكر كاألنثى في الميراث
المطلب الخامس :ليس الذكر كاألنثى في أداء الشهادة
المطلب السادس :ليس الذكر كاألنثى في حق التعدد
المطلب السابع :ليس الذكر كاألنثى في حق القوامة
أخيراً فهذا جهدي المتواضعـ الذي أتمنى من اهلل أن يكون نور لي وهداية ،ورحمه من
اهلل -سبحانه وتعالى -إلكمال المسيرة العلمية في سبيل اهلل ،فأي تقصير في هذا
- البحث هو من عندي ،واهلل يعلم أنه من غير قصد مني ،واهلل الموفق
وصلى اهلل عليه وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.-
لقد استخدمت كلمة " جندر " منذ أكثر من عشر سنوات وأصبح استعمالهاـ يتزايد في جميع
القطاعات وقد اتفقت مجموعة الخبراء في مركز المرأة للتدريب والبحوث ( كوثرـ ) على تعريف
النوع االجتماعي (الجندر) على أنه :
" اختالف األدوارـ ( الحقوق والواجبات وااللتزاماتـ ) والعالقات والمسؤوليات والصور ومكانة
المرأة والرجل والتي يتم تحديدها اجتماعياً وثقافياً عبر التطور التاريخيـ لمجتمع ما وكلها قابلة
()1
. للتغيير"
5
وجاء تعريفـ صندوقـ األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة ( ) UNIFEMللنوع اإلجتماعي
( الجندر ) :
" األدوارـ المحددة اجتماعياً لكل من الذكر واألنثى ،وهذه األدوارـ التي تحتسب بالتعليم تتغير
بمرور الزمن وتتباين تبايناً شاسعاً داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى.
ويشير هذا المصطلح إلى األدوات والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للمرأة والرجل.
ويعني الجندر الصورة التي ينظر لها المجتمع إلينا كنساء ورجال ،واألسلوب الذي يتوقعه في
تفكيرنا /تصرفاتنا ويرجعـ ذلك إلى أسلوب تنظيمـ المجتمع ،وليس إلى االختالفات البيولوجية
( الجنسية ) بين الرجل والمرأة (.)2
ـــــــــــــــــــــــ
( )1مفهوم النوع االجتماعي ،الوحدة األولى ،ص ،6-5صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة ،المكتب اإلقليمي
للدول العربية ،ط2001 ،4م.
( )2مسرد مفاهيم ومصطلحات النوع االجتماعي ،ص ،4صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة ،المكتب
اإلقليمي للدول العربية ،ط2001 ،4م.
انظر :أبو دحو ،جميلة ،المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر ،مشروع مشترك ما بين مركز بيسان
للبحوث واإلنماء والمؤسسة الكندية للتضامن والتنمية،ـ .Oxfam-Quebec/OCSD
انظر :معهد الشؤون الثقافية (الشرق األوسط وشمال إفريقيا) ،مقال بعنوان نحو مساواة النوع االجتماعي،مجلة
رؤية ،ص ،2العدد ،17ربيع 2002م.
وبالتالي نرى أن فلسفة النوع االجتماعي تؤكد على " ان كل شيء غير الحمل والوالدة للمرأة
()1
والتخصيب للذكر يحدده المجتمع وليس فطري "
الفطرية في تحديد أدوار الرجال
ّ البيولوجية
ّ أن فلسفة الجندر تتن ّكر لتأثير الفروق
" هذا يعني ّ
والنساء ،وتُنكرـ أن تكون فكرة الرجل عن نفسه تستند إلى واقع بيولوجي وهرموني .وهي تنكر
البيولوجية في سلوك ٍّ
كل من الذكر واألنثى .وتتمادى هذه الفلسفة إلى حد الزعم ّ أي تأثير للفروق
بأن الذكورة واألنوثة هي ما يشعر به الذكر واألنثى ،وما يريده ك ّل منهما لنفسه ،ولو كان ذلك
ّ
مناقضاً لواقعه البيولوجي .وهذا يجعل من حق الذكر أن يتصرف كأنثى ،بما فيه الزواج من ذكر
آخر .ومن حق األنثى أن تتصرف كذلك ،حتى في إنشاء أسرة قوامهاـ امرأة واحدة تنجب ممن
النمطية لألسرة،
ّ الجندرية تسعى إلى الخروج على الصيغة
ّ أن السياسات
تشاء .من هنا نجد ّ
أن بعض
وتريد أن تفرض ذلك على كل المجتمعات البشرية بالترغيب أو الترهيب .لذلك وجدنا ّ
النسوية قد طالبت بتعدد صورـ وأنماط األسرة؛ فيمكن أن تتش ّكل األسرة في نظرهم
ّ المؤتمرات
بالتبني ،أو من امرأة وأوالدـ جاءوا
من رجلين أو من امرأتين ،ويمكن أن تتألف من رجل وأوالدـ ّ
6
طبيعية ،وطلبت
ّ بالتبني .كما طالبت هذه المؤتمراتـ باعتبار الشذوذ الجنسي عالقة
ثمرة للزنا أو ّ
الجنسية الشاذة.
ّ إدانة كل دولة تحظر العالقات
الجندرية تسعى إلى تماثل كامل بين الذكر واألنثى ،وترفضـ
ّ أن الفلسفة
خالصة األمر ّ
االعتراف بوجود الفروقات ،وترفضـ التقسيمات ،حتى تلك التي يمكن أن تستند إلى أصل الخلق
والفطرة .فهذه الفلسفة ال تقبل بالمساواة التي تراعي الفروقات بين الجنسين ،بل تدعو إلى التماثل
()2
بينهما في كل شيء" .
يعرفون األسرة بأنها " :مجموعة من الناس يعيشون معاً ،يجمعون
ومن خالل هذه الفلسفة ّ
أموالهم ويصنعونها لإلنفاق على احتياجاتهم ،ويتناولون معاً وجبة واحدة من الطعام على األقل
()3
يومياً.
ـــــــــــــــــــــــ
( )1النوع االجتماعي ،ص ،4طاقم شؤون المرأة ،مشروع التعبئة مع النساء في الريف – سنابل.
( )2بسام جرار ،النوع االجتماعي ،الفكر
( )3األمم المتحدة ،1989 ،استشهد بها غلوي-2000 ،ص ،135بواسطة :إليزابيث م .كينغ ،وآندرود ،
ماسون ،وآخرون ،إدماج النوع اإلجتماعي في التنمية من خالل المساواة في الحقوق والموارد والرأي ،ص
،195ترجمة :هشام عبد اهلل ،بيروت ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،ط.2004 ، 1
في المقابل اهتم اإلسالم باألسرة كل االهتمام وأوالها من العناية والرعاية نا يكفل لها أن تنتج ثمارها المرجوة،
فإن صلحت األسرة صلح المجتمع .انظر :الحفناوي ،حسن بن محمد ،األسرة المسلمة وتحديات العصر ،أبو
ظبي ،المجمع الثقافي1421 ،هـ 2001 -م .انظر :عقلة ،د.محمد ،نظام األسرة في اإلسالم ،األردن مكتبة
الرسالة الحديثة ،طـ 1411 ،2هـ 1990 -م.
المبحث الثاني :أهمية إدراج مفهوم; النوع االجتماعي:
يروج الغرب أهمية إدراج مفهوم النوع االجتماعي لتحقيق التماثل من الرجل والمرأة كما في
()1
. الشكل اآلتي
زيادة مشاركة المرأة في المجتمع
والعمل على المساواة مع الرجل
تغيير وإ يقاف الممارسات التوسع في فتح فرص التشجيع على دفع عجلة
والعادات الضارة بصحة للمرأة على زيادة قدراتها التعليم وفتح جميع فرص
المرأة في السيطرة على التعليم للفتيات ما بين سن
الموارد المتاحة 25-7عاماً
ــــــــــــــــــــــ
( )1التنمية والنوع االجتماعي ،الوحدة الثالثة ،ص ،10صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة ،المكتب اإلقليمي
للدول العربية ،ط2001 ،4م.
.1األدوار المنوطة بشكل عام بالرجل والمرأة محددة من قبل عوامل اقتصادية
واجتماعية وثقافية أكثر منها عواما بيولوجية
.2إعادة توزيعـ األدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع من منطلق مفهوم المشاركة
يؤدي إلى فائدة أكبر للمجتمع.
.3إتاحة الفرصة المتكافئة للرجل والمرأة الكتشافـ قدرات كامنة فيهم وتمكينهمـ من
()1
مهارات تفيدهم في القيام بأدوار جديدة تعود بالنفع على المجتمع.
8
الجنس " :تواجد مجموع المميزات الجنسية األولية والثانوية وكذلك الوظائف بين الذكر
()3
واألنثى "
ونساء،
ً النوع :إنتاج التنظيم االجتماعي للجنسين في فئتين مميزتين مختلفين ورجاالًـ
فالعالقات بين الرجال والنساء إذاً ليست تلقائية ،وإ نما هي منظمة حسب الثقافات المختلفة،
وعليه فهي بهذا المعنى قابلة للتغير حسب تغير المفاهيم والثقافة السائدين في زمن معين
ــــــــــــــــــــــ
( )1مفهوم النوع االجتماعي ،الوحدة األولى ،ص.3
( )2المصدر نفسه ،ص.3
( )3المصدر نفسه ،ص.6
وفي بلد معين ،هذا النظر للنوع على أنه ليس عملية طبيعية مثل مفهوم الجنس يجعلنا
نستطيع أن نفكر في التغير الذي يمكن إحداثه من أجل تنمية شاملة في المجتمع للمرأة
والرجل.)1( .
ـــــــــــــــــــــــ
( )1مفهوم النوع االجتماعي ،الوحدة األولى ،ص .3انظر :أبو نحلة ،لميس ،مواد تدريبيةـ قام فريق التخطيط
المبني على أساس النوع االجتماعي في وحدة التخطيط التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرها لغرض
التدريب ،ص.1992-1990 ،74
9
( )2المصدر نفسه ،ص.7
(Baker, A. Rani. Manual Training "Another Point of View": A Manual on Gender )3
.Analysis Training for Grassroots, workers 1993. Translated by Lamis & Sama, 1995
دورة تحليل وتخطيط النوع االجتماعي للمرأة المديرة في السلطة الفلسطينية ،تنظيم :طاقم شؤون المرأة ،تدريب
برنامج دراسات المرأة /جامعة بيرزيت ،ص ،20المدربات )1 :إصالح جاد )2لميس أبو نحلة 1996.م.
يعتبر التعرف على تقسيم األدوار بين النساء والرجال أول وسيلة إلظهار وتوضيح األعمال
واألدوارـ التي يؤديهاـ النساء والرجال في مجتمع ما أو في بيئة معينة والتي تحددها ثقافة
المجتمع وتقاليده وعاداته ،على أساس قيم وضوابط وتصورات المجتمع لطبيعة كل من
(
الرجل والمرأة ،وقدراتهما واستعدادهما وما يليق بكل واحد منهما حسب توقعاتـ المجتمع.
)1
10
ـــــــــــــــــــــــ
( )1مفهوم النوع االجتماعي ،الوحدة األولى ،ص .8انظر :أبو نحلة ،لميس ،مواد تدريبيةـ قام فريق التخطيط
المبني على أساس النوع االجتماعي في وحدة التخطيط التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرها لغرض
التدريب ،ص .76-75
( )2المصدر نفسه ،ص .9
وخاصة عند بلوغها ويتمحور هذا الضغط حول ثالث أسئلة جوهرية " :ألم تتزوجي بعد ؟ "
ثم بعد الزواج " لماذا لم تنجبي بعد ؟ " وإ ذا اكتفت بعدد صغير من األطفال وخاصة بدون ذكورـ
ّ
يبقى المجتمع يترقب ويحاول إقناعها لمواصلة مهمتها النبيلة المقدسة " الجنة تحت أقدام األمهات
()1
".
ومن الدسائس الفكرية التي تُبث كالسم في العقول ،ما قالته إصالح جاد وبني جونسون من معهد
إن ارتفاع نسبة الخصوبة في المجتمع الفلسطيني ،...،يرتبط ارتباطاًـ وثيقاً
دراسات المرأةّ " :
()2
بشعور العائلة بعدم األمان ،من الضروري تشجيع خفض نسبة الخصوبة" .
11
( )2مواد تدريبيةـ صممت لتدريب كوادر في البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة – – UNDPترجمة لميس
أبو نحلة ،ص ،5حزيران – تموز2000 ،م.
( )3المصدر السابق ،ص.10
( )4انظر :أبو دحو ،جميلة ،المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر ،ص.4
انظر :عودة ،سهير ،التدريب المهني والنوع االجتماعي في المراكز األهلية والخاصة والحكومية في الضفة
الغربية وقطاع غزة ،إدارة تخطيط وتطوير المرأة1997 ،م.
12
( )1انظرCarol H. Mcfadden/William T.Keeton, Biology An Explanation Of :
Life,p.557, W.W. Norton& Company, Inc., First Edition,1994.
) (2سورة الشورى ،آية50:
( )3سورة النجم ،آية.46-45 :
( )4الخشت ،محمد عثمان ،وليس الذكر كاألنثى ،ص ،13القاهرة ،مكتبة القرآن.
البويضة وتمزيقـ العضو الذكري لغشاء البكارة ،وقدـ تكون هذه اإلصابات من الداخل إلى
()1
الخارج مثل الحيض والوالدة.
()2
المطلب الرابع :وليس الذكر كاألنثى في تكوين الحوض وفي أعضاء التناسل.
وفقا ًلسنة اهلل تعالى في الطبيعة كان ال بد أن يختلف الجنسان في طبائعهماـ ،خاصة في طبيعة
الشهوة الجنسية ،فشهوة الرجل الجنسية تباين شهوة المرأة ،حيث إنه يتميز بالشهوة الجامحة
()3
الملحة الجريئة.
13
المطلب السابع :وليس الذكر كاألنثى -الحيض
قال تعالى { :ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض وال تقربوهن حتى
()1
إن اهلل يحب التوابين ويحب المتطهرين}
يطهرن فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم اهلل ّ
ومما ال ريب فيه أن الحيص يمثل أيضا أحد الفواصل الجذرية بين األنثى والذكر.
وسبب حدوثه عند المرأة البالغة هو بعض التغيرات الدورية التي تطرأ على المبيض والرحم
تحت تأثير هرمونات الغدة النخامية أو الغدة الرئيسية المنبثقة من الدماغ.
إن الدالئل العلمية الحديثة تشير إلى أن اإلنسان عبارة عن معادلة هرمونية ،ذلك ان الهرمونات
تتحكم في جميع وجوه النشاط الجسماني ،فمن ناحية الجنس والحمل والوالدة؛ دور الهرموناتـ
معروف وبارز،ـ ومن ناحية الخوف والشجاعة واتخاذ القرارات والسلوك الشخصيـ عامة؛
دورها أساسي.
" هناك أربعة من علماء الفيزيولوجياـ ( )Physiologyهم :شارل فينكس ،وروبرت غوى،
وأرنولدـ جيرال ،ووليمـ يونغ ،أجروا عام 1959م ،دراسة هامة تعتبر إحدى نقاط التحول في هذا
المضمار؛ إذ حقنوا عدداً من إناث الخنزير الهندي في طورـ الحمل كميات كبيرة من هرمون
التستوسترون؛ فظهرت لدى المواليد اإلناث أعضاء تناسلية ذكرية إلى جانب المبيض .وعندما
انتزع هؤالء العلماء المبيض ،وحقنوا هذه اإلناث الشاذة مزيدا من التستوسترون ،أخذت تتصرفـ
()2
كالذكور حتى أنها أقبلت على مجامعة اإلناث ذات التكوين الطبيعي".
()3
من العلماء من يقول :لوال مفهوم الهرمون الجنسي لولدت الكائنات متساوية الجنس.
ــــــــــــــــــــــ
( )1سورة البقرة ،رقم:
( )2الخشت ،محمد عثمان ،وليس الذكر كاألنثى ،ص .50
( )3المصدر نفسه ،ص .53
المبحث الثاني :االختالف بين الذكر واألنثى من حيث جنس الدماغ أصالً.
14
البيولوجية على األفكارـ والميول
ّ كتاب جنس الدماغ ( ،) Brain Sexناقش أثر الفروقات
والسلوك ،وهو من تأليف ٍّ
كل من آن مويرـ وهي حاصلة على دكتوراة في علم الوراثة وديفيد
جيسيل.
أن أدمغة الجنسين تختلف عن
إن هذا الكتاب ليس بالكتاب الوصفي ،إنه فقط يوضح كيف ّ
ّ
بعضها ،ويحاول أن يربط هذه الفروقات مع جوانب السلوك المختلفة التي يمكن مالحظتها في كل
()1
مجده قوم وندبه آخرون طيلة قرون.
من الرجل والمرأة ،ذلك السلوك الذي ّ
" الرجال مختلفون عن النساء ،وهم ال يتساوون إالّ في عضويتهمـ المشتركة في الجنس
البشري ،واالدعاء بأنهم متماثلون في القدرات والمهارات أو السلوك تعني بأننا نقوم ببناء مجتمع
يرتكز على كذبة بيولوجية وعلمية.
ولقد شهدت العشر سنين األخيرة زيادة هائلة في البحث العلمي لمعرفة األسباب التي
تكمن وراء اختالف الجنسين ،فخرج األطباء والعلماء وعلماء النفس واالجتماع أثناء عملهم،
الذي تم بشكل مستقل ،بمجموعة من النتائج التي لو أخذنا بها جميعاً فإنها تعطيناـ صورة متجانسة
وهي في ذات الوقت صورة مذهلة من عدم التماثل بين الجنسين.
15
وإ لى عهد قريب كان يتم تفسير االختالفات السلوكية بين الجنسين من خالل عملية
التكيف االجتماعي ،مثل توقعات الوالدين اللذين تعكس مواقفهماـ بدورها توقعاتـ المجتمع ككل؛
ّ
فيطلب من األوالد الصغار عدم البكاء وإ ن الطريق إلى القمة يعتمد على اإلصرارـ والعدوانية،
ُ
وبهذا لم يعط أي اعتبار لوجهة النظر البيولوجية التي تقول بأننا قد نكون ما نحن عليه بسبب
الطريقة التي خلقنا عليها ،وهناك اليوم الكثير من الدالئل البيولوجية الجديدة التي تُهيئ الطريق
كي تسودـ فيه حجة التفسير االجتماعي للفروق ،ولكن البرهان البيولوجيـ وفر لنا أخيراً إطاراً
علمياً وشامالً وقابالً لإلثبات بالدليل ،والذي من خالله نستطيع أن نبدأ في فهم لماذا نحن على ما
نحن عليه.
االختالفات بين الرجال والنساء قد ُيغضب كال الجنسين أو يجعلهما يشعران بالرضا،
ولكن كال هذين الموقفين على خطأ ،فلو كان للمرأة من األسباب ما يدفعها للغضب ،فإن ذلك ليس
ألن العلم قد قلل من قيمة المعركة التي كسبتها المرأة بعد كفاحها المرير من أجل المساواة ،ولكن
ّ
الغضب يجب أن يوجه أساساً إلى أولئك الذين يسعون إلى إساءة توجيه المرأة وإ لى الذين ينكرون
ليؤمن
ّ عليها جوهر تكوينها .فلقد نشأت العديد من النساء في الثالثين أو األربعين سنة الماضية
تحملن اآلالم الشديدة
بأنهن أو أن عليهن أن يكن "مثل زمالئهن الرجال" ،وفي غمرة هذا كله ّ
الضرورية واإلحباط وخيبة األمل ،ولقد حملن على االعتقاد أنه وبمجرد أن يقمن بتحطيمـ
ّ وغير
قيود تحيزات واضطهاد الرجال -السبب المزعوم في منزلتهن المتدنية – فإن أبواب الجنة
الموعودة من المساواة سوف تفتح على مصراعيها ،وستكون النساء ،وبعد طول انتظارُ ،ح ّرات
في تسلق وانتزاع أعلى مراتب المهن والحرف من الرجال.
وبدالً من ذلك ،وعلى الرغم من القدر الكبير من الحرية التي حصلت عليها المرأة في
أن النساء لم يحققن تقدماً مهماً
التعليم والفرص في الحياة وفيـ عدم خضوعها لقيود المجتمع ،إال ّ
بالمقارنة مع ما كان عليه وضعهن قبل ثالثين سنة .والسيدة تاتشر ما زالت االستثناء الذي يثبت
القاعدة .ولقد كانت هناك نساء أكثر في الوزارة البريطانية في سنوات الثالثينيات من هذا القرن
مما هن عليه في الوقت الحاضر .كما أنه لم تحصل زيادة تذكر في عضوات البرلمان البريطانيـ
16
خالل الثالثين سنة الماضية ،وبعض النساء ،ومن منطلق إحساسهن بالقصور في الوصولـ
أنهن فشلن فقط في
بأنهن قد فشلن ،ولكن الحقيقة هي ّ
ّ واالقتسامـ المزعوم للسلطة والقوة ،يشعرن
أن يصبحن مثل الرجال.
ومن الناحية األخرى يتعين أال يكون هذا دافعاً للرجال للشعور بالفرح والسرور،ـ على
أن معظم النساء ال
أن بعضهم سوفـ يجد في ذلك سالحاً من أجل زيادة التعصب ،فمع ّ
الرغم من ّ
أنهن أفضل في قراءة شخصية اإلنسان ،والناس كما نعلم،
يحسن قراءة الخرائط مثل الرجال ،إال ّ
ّ
أهم من الخرائط" .سيحاول عقل الذكر ،في هذه اللحظة ،البحث عن استثناءات لهذه القاعدة".
وقدـ شعر بعض العلماء بالقلق حول مصيرـ كشوفاتهم ،فالبعض من هذه النتائج إما أن
تكون قد طمست أو أنها وضعت بهدوء على األرففـ وذلك بسبب ردود الفعل االجتماعية التي قد
تثيرها ،ولكنه من األفضل عادة أن يتصرفـ اإلنسان على ضوء ما هو حقيقي بدالً من مواصلة
بأن ما هو حقيقي يجب أن ال يسود.
الزعم ّ
إن أكبر مبرر يمكن أن يسوقه اإلنسان للدفاع عن فكرة وجوب االعتراف بالفوارقـ بين
ّ
بأن
أن االعتراف بهذه الفوارق قد يجعلنا أكثر سعادة ،فإدراكنا ،على سبيل المثالّ ، الجنسين هو ّ
للجنس مصادرـ ودوافعـ وأهمية مختلفة في أدمغة الذكورـ واإلناث ،...،قد يجعل منا أزواجاً
بأن الرجال
أن اإلدراك ّ
وزوجات أفضل ،وأكثر مراعاة لحقوق ومشاعر الطرفـ اآلخر ،كما ّ
والنساء غير قادرين على تبادل أدوار األبوة واألمومة فيما بينهم قد يجعل منا آباء وأمهات
أفضل.
17
وبإمكان الرجال والنساء أن يجعلوا حياتهم أكثر سعادة ،وأن يفهموا ويحبوا فيها بعضهمـ
أكثر ،كما يمكنهم تنظيم عالمهم بشكل أفضل ،إذا ما اعترفواـ بفوارقهم ،ويستطيعون بعد ذلك أن
الجنسانية المميزة .فلقد حان الوقت كي نتوقف عن
ّ يؤسسواـ حياتهم على األعمدة الثنائية لهوياتهم
إن الرجال والنساء خلقوا متساوين ،فهم لم يخلقوا كذلك ولن يستطيع التنازع العقيم حول مقولة ّ
ستؤديـ إلى توترـ
ّ المثالية أو من الخيال الطوبائيـ تغيير هذه الحقيقة ،ولكنها بالتأكيد
ّ أي مقدار من
()1
العالقة بين الجنسين" .
أن:
واستخلص الكاتب والكاتبة في نهاية أبحاثهم على ّ
تعرضن إلى الهرمونات الذكرية داخل الرحم أصبحن أكثر تأكيداً للذات
-الفتيات الالتي َّ
وثقة بالنفس ،وفضلن حين كن طفالت صغيرات صحبة األوالد والمشاركة في األنشطة التي
تدور خارج المنزل ،كما أنهن أقل اهتماماً من أخواتهن بالعرائس واللعب المستغرق في
18
األحالم ورواية القصص والحديث إلى الفتيات األخريات ،ويصل األمر في النهاية إلى أنهن
يصبحن أقل اهتماماً بأمورـ األمومة .أما األوالد الذين تعرضواـ لهرمون األنوثة داخل الرحم،
فقد انتحوا في سلوكهمـ ناحية السلوك األنثوي؛ فأصبحواـ أقل عدوانية وتأكيداً للذات وإ قباالً
الرياضية.
ّ على األلعاب
والنساء يتمتعن بترابطـ أكثر بين شقي الدماغ ،وهذا يعزز لديهن المهارات اليدوية التي
تستخدم اليدين معاً ،وأحياناًـ يكون هذا االتصال بين نصفي الدماغ مصدراًـ لإلرباك ومعرقالً
للكفاءة – كمن يحاول أن يركز انتباهه عندما يكون هناك من يتحدث في الجوار – لكن الفائدة
تكمن في القدرة الزائدة على ربط وفهمـ ونقل المعلومات اللفظية وغير اللفظية وكذلك العاطفة.
أن جنس الدماغ يتحدد وهو في مرحلة التكوين العصبي داخل الرحم فإن اختالف
وحيث ّ
جنس الدماغ ال يظهر بشكل كامل حتى تبدأ هرموناتـ البلوغ في التدفق ،وآنذاك تظهر
االختالفات وتتعززـ حسب ارتفاع وانخفاض تدفقـ الهورمونات ،وهي – إذا اتخذت منحى
المنطقية.
ّ والنفسية غير
ّ التطرف – ستدفعـ بالرجال إلى العنف وبالمرأة إلى التقلبات السلوكية
وفي الغالب فإنها تعطي الرجال قدراً أكبر من الثقة بالنفس والقدرة على التركيزـ والتفرد بالرأي
تنمي الحاجة والرغبة إلى إقامة
والعدوانية المرسومة للحوافزـ والطموح ،بينما هي عند النساء ّ
ّ
وإ دامة عالقات حميمة مع من حولهن من الناس.
19
وفي مرحلة متقدمة من العمر وحين تبدأ ينابيع الهرمونات بالنضوب ،تأخذ هذه
الفروقات العقلية بفقدان طابعها الحاد الذي كانت تستمد عناصر قوتها منه ،فتصبح المرأة أكثر
ألن الهرمونات األنثوية تكون قد فقدت عناصر قوتها
عدوانية ورغبة في تأكيد الذات ،وذلك ّ
ّ
وقدرتهاـ على تحييد الهرمون الذكري والمتواجدـ لدى جميع النساء .فهنالك أساس بيولوجيـ لذلك
النمط الشائع من النساء المتقدمات في العمر ،والمتميز بظهورـ الشعر في وجوههن إلى جانب
بروز بعض النزوات واألطباعـ الغريبة .أما الرجال فإن اتجاهاتهم يظهر عليها الضعف حين
يأخذ مستوى التستوسترون لديهم في الهبوطـ وبالتالي يصبحون أقل قدرة على تحييد الهرموناتـ
األنثوية المتواجدة عندهم بشكل طبيعي ،ولو نظرناـ إليهم وهم يتأملون حديقة المنزل لوجدناهم
يتساءلون عن السبب الذي جعلهم يبددون هذا العمر الطويل في الصراع والكفاح في سبيل
الصعود الوظيفي.
فالعلم ،بناء على ذلك يستطيع أن يقدم لنا تفسيراً للطريقة التي أصبح فيها الرجال والنساء
مختلفين عن بعضهم ،ولكن بعض السياسيين ،المنادين بمساواة المرأة بالرجل ،سوف ينكرون
بأن اآلراء السياسية المطالبة بالمساواة
صدق العلم .وفيـ الحقيقة فإن قلة من العلماء يجادلون ّ
قادرة على أن تبطل سالمة العلم نفسه ،فأحد الكتّاب يقول بأننا خاضعون بقوة لفكرة تساوي
أن الباحثين وبحوثهمـ – إرادياً أو ال إرادياً – تكون
الجنسين وإ ّن الجو الجنساني مشحون لدرجة ّ
التركيبية ليست
ّ وأن الفروق
اإلكلينيكية تخلو من أي معنىّ ،
ّ وبأن آالف الدراسات
متحيزةّ ،
عادة ّ
األكاديمية التي ال حصر لها إنما ذهبت أدراج الرياح وهي تحاول أن تدعم
ّ ذات أهمية ،والمقاالت
علمية.
مغالطة ّ
بأنه حتى لو كان العلم مصيباً فإنه ال حق ألحد في أن يستمع إلى هذا
ويعتقد آخرون ّ
ويعبرـ أحد علماء وظائف
العلمية الحقاًّ .
ّ الصدق بسبب التخوفـ من إساءة استخدام هذه الحقيقة
الجسم النرويجيين عن ألمه فيقول:
" ...الناس المثقفين ،ومن بينهم أولئك الذين وصلوا أعلى المراتب بين جمهرة العلماءُ ،يظهرونـ
األولية ،أو أنهم ببساطة ينكرونها ،والبعض ...يتمسك بالرأي
ّ البيولوجية
ّ الجهل نحو الحقائق
القائل بأنه حتى لو كانت الفوارق في السلوك بين الجنسين ترجع في جزء منها إلى فوارق
أن المناقشات في هذا المجال يجب أال تجري حتى ال ُنخاطر بمنح أنصارـ
بيولوجية بينهما ،إال ّ
ّ
الديموقراطية مبرراً للتمسك بآرائهم".
ّ العنصرية والعناصرـ غير
ّ
20
بأن من واجب العلم أن يتصدىـ لهذا الرأي؛ أوالً ألنه رأي غير
إن كاتب المقالة السابقة يعتقد ّ
ّ
علمي ،وثانياً ألنه يشوش إحساسنا بالعدالة ،والتي لن نستطيع الكفاح من أجل تحقيقها إال من
البيولوجية.
ّ خالل معرفة حدود وإ مكانات طبيعتنا
البشرية يكون في أقل االحتماالت في مستوى خطورة
ّ األساسية للطبيعة
ّ إن إهمال الحقائق
ّ
إساءة تفسير تلك الحقائق.
إن الرأي ،والذي نحن من أنصاره ،يجادل بأننا نستطيع االستفادة أكثر من هذا العالم متى
ّ
كيفية تركيبه وصنعه أكثر مما لو كنا نحاول أن نبني العالم الذي نريد من مواد ولوازمـ ال
ما فهمنا ّ
نعرف عنها شيئاً.
فالجهل أو اإلنكار للفروق لم يجعال العالم مكاناً طيباً للعيش بالنسبة للمرأة .والعالم
إن المفاهيم
األنثروبولوجيـ األمريكي ليونيل تايجر Lionel Tigerيقول في هذا الصددّ ،
المتداولة اآلن في العالم حول المساواة بين الرجل والمرأة قد أدت في واقع األمر إلى مزيد من
تغير
عدم المساواة بينهم .وإ ذا كنت ممن يرفضون األدلة حول الفوارق الجنسانية فإنك بهذا ال ّ
بتسوية هذه الفروق .ولذلك " ،ففي هذا الوقت يتعين
ّ مؤسسات وبناءات المجتمع بطريقة تسمح
على النساء أن يقمن بتسوية الخالف مع أنفسهن ،وهن الالئي ُيطلب منهن أن ينافسن الرجال في
النهائية لذلك هي في حرمانهن المتواصل،
ّ مؤسسات يقوم الرجال بتوجيهها ،وتكون النتيجة
والمزيد من التذمر والقلق الذي نشهده حالياً".
ويسرد البروفيسور تايجر مثاالً معبراً لذلك :إن أداء الفتيات المتحان كتابي يهبط بمعدل
األنثوية الممتازة يحكم عليها
ّ الشهرية ،والبعض من العقليات
ّ %14استناداً إلى وقت الدورة
البيولوجية ومجرد مصادفة التقويم (
ّ بالحصول على نتائج من الدرجة الثانية بحكم األمورـ
فإن العديد من النساء
، )Calendarوهذا ال يمكن اعتباره عدالً بأي شكل من األشكال ،ومع ذلك ّ
ويدخل في اعتباره هذه اإلعاقة
يفضلن القبول بهذا اإلجحاف على أن يطالبن بنظام لالختبار يقر ُ
أن نسبة مماثلة من الرجال عانت من إعاقة مشابهة لتلك التي للنساء،البيولوجية .ولو ّ
ّ األنثوية
ّ
بأن تشريعاًـ سيوضعـ للتخفيف من آثارها.
لكان ذلك رهاناً رابحاً ّ
ومع ذلك يظل ذووـ النوايا الحسنة من الساسة والمربين على إصرارهم،ـ وإ ن كان بوسائل أقل
التقدمية يقرأ األطفال عن
ّ الجنسانية الشائعة؛ ففي فصولـ المدارس
ّ تعسفاً ،في رسم نهاية للفوارق
إطفائيات ومن
ّ األميرة التي تنتصر على التنين وتُنقذ األمير .وترسم لنا الكتب صور نساء
سائقات الشاحنات .أما المعلم المعادي لمبدأ اختالف الجنسين فيقترح على طلبته أن يكتبوا
أن
موضوعـ إنشاء يبدأ بالكلمات التالية" :لبست نادية قفازات المالكمة ودخلت إلى الحلبة" .كما ّ
الفتيات يجب أن ال يسمعن المديح بسبب تفوقهن في النظافة والهندام ،وال ينبغي للطالب دون
الفتيات أن يسمعواـ التقريع بسبب سلوكهم المشاغب – "ما لم يتمادواـ في سلوكهم هذا" .وإ ّن
21
كلية يجب أن تشمل كل جوانب بيئة
عملية التعليم التي تقوم على المساواة بين الجنسين عملية ّ
الفصل الدراسي".
ولكن ثمة مشكلتان هنا:
حتمية الكذب باسم التعليم – واألسوأـ من ذلك هو أنه كذب ال يخفى حتى على
-األولى وهي ّ
األطفال.
أن هذه الطريقة الكلية لن تترك سوى القليل من الوقت لتعلم أي شيء آخر ،وربماـ
-والثانية ّ
المحو الجنسانيـ) هو نظام إدخال المعلومات الذي يدرج
يكون من أكثر األمثلة سذاجة على ( َ
أوتوماتيكياً كلمة أو (هي) بعد كل كلمة (هو) يقوم الطابع بإدخالها ،فهذا يضمن التخلص
األوتوماتيكي من الكتابة المتحيزة جنسانياً وبهذا نحصل على قمة مكننة اللغة في هذه المسالة.
إن الشعارات ال تغير من الحقيقة شيئاً ،علينا أن نضع نهاية لتلك االهتمامات العقيمة المرتكزة
ّ
على المساواة االصطناعية ،والتخلي عن عمليات اإلنكار المضنية وغير الطبيعية ،وأن نحقق
()1
بدالً من ذلك االستمتاع بذواتنا ،وأن نغرس عالقة جديدة بين الرجال والنساء.
22
تشير البحوث العلمية إلى ّأن العاطفة هي السمة األساسية التي تتسم بها نفس حواء.
من سمات األنثى النفسية والعقلية:
-1القدرة على التأثير باإليحاء.
-2سرعة االستجابة للدوافع.
والدافع مؤشرـ قوي يدفع الكائن الحي إلى القيام بسلوك يرمي إلى تحقيق غرض محدد.
-3سرعة التأثر العاطفي.
-4الرغبة في التنوع.
-5الحساسية والمرونة.
تنتابهن مشاعر
ّ تظهر على كثير من بنات حواء مظاهر النشاط والصحة والمرح واالبتهاج ،ولكن
الضيق واالنقباض في أثناء فترة الحيض مثل العصبية وعدم االنسجام وسرعة التهيج والحساسية
المرهفة وكثرة تقلب المزاج.
-6التماس حواء لعون الرجل وحمايته.
-7سمة التقبلية.
من الناحية الوجدانية تميل المرأة إلى أن تكون الموضوعـ المعشوق الذي يحظى باإلعجاب فلها
الميل الفطري للتزين وأن تكون على أجمل صورة وأبهى منظر لتعشق وتُحب.
)8سمة الحدس واإللهام.
)9سمة االحتواء والرعاية.
وتظهر سمة االحتواء عند المرأة فسيولوجياًـ في عملية الحمل ،ثم في احتضان الطفل.
)10األمومة:
هي الغريزة الفطرية المحورية التي تتمركز حولها حياة األنثى منذ الصبا إلى الشيخوخة)1( .
ـــــــــــــــــــــــ
( )1انظر :الخشت ،محمد عثمان ،وليس الذكر كاألنثى ،ص .70-59
صديق
خرج أحاديثة محمد ّ
وانظر :وصفي ،د .محمد ،الرجل والمرأة في اإلسالم ،تقديم محمد عبد اهلل السمانّ ،
المنشاوي الوهاجي ،ص ،58-44القاهرة ،دار الفضيلة.
يكمن شيء من الطموح عادة ًفي تفكير الرجل وسلوكياته وتتجلىـ هذه السمة عنده في الرغبة
المتزايدة في القوة والسيطرة والكمال بوجه عام.
23
يتميز عقل الرجال بصفة عامة بالسمات التالية:
)1التفكير المنطقي المنظم في حل المشاكل.
)2التفكير اإلبداعي االبتكاري.
)3القدرة على التركيزـ العقلي ومواصلته اتجاه هدف محدد.
إن اهلل -سبحانه وتعالى -خلق الجنسين الذكر واألنثىـ يكمل أحدهما اآلخر ،لكل منهما وظيفته
()1
التي تتفق مع الفطرة اإلنسانية التي أودعها اهلل بهما.
إن اهلل تعالى خلق الجنس البشري من نوعين ،يكمل أحدهما اآلخر ،وأن كالً منهما يتجه في
ّ
الحياء=ة اتجاهاً يسير جنباً إلى جنب مع اتجاه الجنس المقابل ،ليؤديـ كل واحد منهما الوظيفة
أن رقي اإلنسانية الحقيقي ال
التي تؤهله صفاته للقيام بها نحو المجتمع اإلنساني ،...،وال شك ّ
يكون إالّ بتوزيعـ األعمال ،ومالئمة كل جنس للوظيفة التي يقوم بتأديتهاـ في هذه الحياة،
فالرجل ،...،مستعد بطبيعته وقواه الجسمية إلى الزعامة والقيادة ،لقدرته على التصرفـ عند
المواقف الحرجة ،وعلى االبتكار للخروج من المآزق بسرعة ،أما المرأة فليس لها هذا االستعداد،
ولكنها تفوق الرجل في الصبر والجلد والقدرة على المقاومة والسرعة في التنفيذ ،ولذلك كان
الرجل أكثر استعداداً للتنفيذ ،ولما تمتاز به المرأة من الصبر وقوة الوجدان والحنوـ والشفقة،
أماً وممرضة ،وسلوة للرجل إذا حلت به النكبات ،أو استولت عليه الهموم،
تستطيع أن تكون ّ
فترى المرأة بذلك عوناً للرجل ،وترى الرجل عوناً للمرأة كذلك.
()2
والمرأة أقرب ما يكون إلى المزاج االنفعالي وهي عملية أكثر منها فلسفية.
ونستطيع القول أن المرأة تحمل لواء العاطفية والرجل يحمل لواء العقل.
ــــــــــــــــــــــ
( )1انظر :الخشت ،محمد عثمان ،وليس الذكر كاألنثى ،ص .75-71
وانظر :وصفي ،د .محمد ،الرجل والمرأة في اإلسالم ،ص 58-44
( )2وصفي ،د .محمد ،الرجل والمرأة في اإلسالم ،ص .58-57
الفصل الثالث :األمور التي ساوى وفرق بها اإلسالم بين الذكر واألنثى
24
يسوي اإلسالم بين الرجل والمرأة في القيمة اإلنسانية اإلنطولوجية ( الوجودية ) ،حيث خلق اهلل
األثنين من طينه واحدة ومن معين واحد ،فال فرق بينهما في األصل والفطرة ،وال في القيمة
واألهمية .والمرأة هي نفس خلقت لتنسجم مع نفس ،وروح خلقت لتتكامل مع روح وشطرـ مساو
لشطر.
قال تعالى { :واهلل خلقكم من تراب ،ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجاً } (.)1
واإلسالم يقرر أن قيمة أحد الجنسين ال ترجع كون أحدهما ذكراً واآلخرـ أنثى بل ترجع إلى العمل
()2
الصالح والتقوى.
قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباًوقبائل لتعارفوا ،
()3
إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم ،إن اهلل عليم خبير }
المطلب الثاني :المساواة بين الذكر واألنثى في المسؤولية الخاصة والعامة وفي الثواب
والعقاب.
كل إنسان في ميزان اهلل مسؤولـ عن عمله
()4
قال تعالى { :كل إمرٍئ بما كسب رهين }
ـــــــــــــــــــــــ
( )1سورة فاطر ،آية11:
( )2الخشت ،محمد عثمان ،وليس الذكر كاألنثى ،ص.85
انظر :الحسيني ،سهيلة ،المرأة في منهج اإلمام الغزالي ،تقديم :د .محمد عمارة ،ص ،164القاهرة ،دار
الرشاد ،ط1419 ،1هـ 1998 -م .انظر :أبو شقة ،عبد الحليم محمد ،تحرير المرأة في عصر الرسالة ،جـ
،1/71معالم شخصية المرأة المسلمة ،الكويت ،دار القلم .طـ1420 ،5هـ 1999 -م.
انظر :الغزالي ،محمد ،قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة ،ص ،35بيروت ،دار الشروق ،طـ،3
1412هـ 1991 -م .انظر :العك ،خالد عبد الرحمن ،بناء األسرة المسلمة في ضوء القرآن والسنة ،ص
،206-203بيروت ،دار المعرفة ،طـ1423 ،5هـ 2003 -م.
( )3سورة الحجرات ،آية.13:
( )4سورة الطور ،آية21:
25
المطلب الثالث :المساواة بين الجنسين في العقوبات ال مفاضلة
قال تعالى { :والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكاالً من اهلل }( )4المائدة 38:
قال تعالى { :الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلده }( )5النور 2:
أما العامة منهم أيضا ًمتساووين فيها؛ ك ٌل
هذه المساواة بين الجنسين في المسؤولية الخاصةّ ،
حسب ميدانه ليكونا مجتماً مستقيماً دعائمه إيمانية.
قال تعالى { :والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
(
ويقيمون الصالة ويؤتون الزكاة ويطيعون اهلل ورسوله أولئك سيرحمهم اهلل إن اهلل عزيز حكيم}
)6
ـــــــــــــــــــــــ
( )1سورة فاطر ،آية.18:
( )2سورة النجم ،آية .39
( )3سورة النساء ،آية .124
( )4سورة المائدة ،آية .38
( )5سورة النور ،آية .2
( )6سورة التوبة :آية.71
( )7انظر :موسى ،د .رشاد علي عبد العزيز ،د .مديحة منصور الدسوقي ،د .أميرة عباس عبد الرازق ،علم
نفس المرأة ،ص 35
انظر :حوى ،سعيد ،اإلسالم ،راجعه األستاذ وهبي سليمان الفاوجي ،233 ،ط 1401 ،3هـ 1981 -م.
26
المطلب السادس :المساواة بين الذكر واألنثى في حق التعلم والتعليم
()3
قال تعالى { :قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون إنما يتذكر أولوا األلباب }
العلم ال يستويـ مع الجهل ،فاإلنسان ال يمارس الصواب ويحيد عن الخطأ؛ إالّ إذا اكتسب علماً
()4
أهله لذلك.
()5
قالت عائشة " :نعم النساء نساء األنصارـ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين "
للنبي –صلى اهلل عليه وسلم :-غلبنا عليك الرجال ،فاجعل لنا
عن أبي سعيد الخدري قالت النساء ّ
()6
وأمرهن" .
ّ فوعظهن
ّ لقيهن فيه
ّ فوعدهن يوماً،
ّ يوماً من نفسك
ــــــــــــــــــــــ
( )1انظر :زيدان ،د .عبد الكريم ،حقوق وواجبات المرأة في اإلسالم ،ص ،88-74بيروت ،مؤسسة الرسالة،
طـ 1425 ،1هـ 2004 -م.
( )2سورة المجادلة ،آية1:
( )3سورة الزمر ،آية9 :
( )4انظر :أبو شقرة ،عبد الحليم محمد ،تحرير المرأة في عصر الرسالة ،ص .117انظر :محمود ،د .علي
عبد الحليم ،المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى اهلل ،ص .206-197انظر :عتر ،د .نور الدين ،ماذا عن المرأة،
ص ،35-28بيروت ،دار الفكر 1399 ،هـ 1979 -م.
( )5رواه البخاري في صحيحه ،برقم ،130كتاب العلم ،باب الحياء في العلم ،انظر :ابن حجر العسقالني ،
أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،طبعة جديدة ومنقحة ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق
أصلها عبد العزيز بن باز ،محمد فؤاد عبد الباقي ،جـ ،1/335دار مصر ،ط1421 ، 1هـ 2001-م.
( )6متفق عليه ،رواه البخاري برقم ،101كتاب العلم ،باب هل ُيجعل للنساء يوم على حدة في العلم ،ومسلم برقم
،2633في كتاب البر والصلة ،باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه .انظر :ابن حجر العسقالني ،أحمد بن علي
،فتح الباري شرح البخاري ،جـ .1/286وانظر :النووي ،يحيى بن شرف ،صحيح مسلم بشرح النووي ،
للنيسابوري ،مسلم الحجاج القشيري ،ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها
محمد فؤاد عبد الباقي ،جـ ،16/149بيروت دار الكتب العلمية 1420 ،هـ 2000-م.
المبحث الثاني :األمور التي فرق اإلسالم فيها بين الذكر واألنثى:
27
إن اهلل الذي خلق الرجل واألنثىـ يعلم كل ما يصلح ويالئمـ طبيعتهما في كل ميادين الحياة
وبالتالي اإلسالم يبني على أساس " االختالفاتـ الطبيعية القائمة بينهما تفرقة في بعض التكاليف
التعبدية تهدف في المقام األول واألخيرـ مراعاة المرأة وصيانتهاـ والتخفيف عنها ،رحمة بها
()2
وتقديراً لظروفها.ـ
فمثالً اإلسالم يسقط عن المرأة الصالة والصيام أثناء الحيض والنفاس دفعا ًللمشقة وألمور أخرى
اهلل أعلم بها.
28
بالنسبة لمسألة الميراث ،فللذكر مثل حظ األنثيين ،ليست فيها أي محاباة ألحد الجنسين على اآلخر
وما هي إالّ مالحظة الحاجة ،ال إقالالً من قيمة المرأة.
فالرجل هو المكلف باإلنفاق في األسرة مهما كانت المرأة غنية فعلى المعيل اإلنفاق عليها.
فمراعاة التوازن بين أعباء الذكر واألنثىـ هي التي جعلت الذكر يأخذ ضعف األنثى فالمساواة
()6
العادلة فهي التوريث حسب مقدار الحاجة.
ـــــــــــــــــــــــ
( )1سورة البقرة ،آية.233 :
( )2انظر :زيدان ،د .عبد الكريم ،المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة اإلسالمية ،جـ-7/152
،223بيروت ،مؤسسة الرسالة ،طـ1420 ،3هـ 2000 -م .انظر :الخشت ،محمد عثمان ،وليس الذكر كاألنثى،
ص .107-105
( )3سورة الطالق ،آية.7:
( )4رواه البخاري برقم ،2211 ،كتاب البيوع ،باب من أجرى أمر األمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع
واإلجارة والمكيال والوزن وسنتهم على نياتهم ومذاهبهم المشهورة .انظر :ابن حجر العسقالني ،أحمد ابن علي
،فتح الباري شرح البخاري ،جـ.4/578
( )5سورة النساء ،آية.11:
( )6انظر :الحسيني ،سهيلة ،المرأة في منهج اإلمام الغزالي ،ص .171-167انظر :الخشت ،محمد عثمان،
وليس الذكر كاألنثى ،ص .109-108انظر :بلتاجي ،د .محمد ،مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة
الصحيحة ،الحقوق السياسية واالجتماعية والشخصية للمرأة في المجتمع اإلسالمي ،ص ،151-143القاهرة،
دار السالم ،طـ1420 ،1هـ 2000 -م.
قال تعالى { :واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن
()1
البقرة 282 ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما األخرى }
في الشهادة؛ شهادة امرأتين تعادل شهادة الرجل.
من طبيعة المرأة النفسي وجد ان القدرة العاطفية هي المحور األساسيـ الذي يوجه نفس حواء
وتفكيرها .وبالتاليـ " وجودـ امرأة أخرى كفيل بالقضاء على أي لون من ألوان الخضوع ألي
()2
انفعال أو تأثير أو إيحاء "
قال تعالى { :أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما األخرى } (.)3
فهذا األمر ال يعدو أن يكون من قبيل الحيطة واالستيثاق والضمان ،وليس فيه مطلقاً ما يخدش
كرامة المرأة أو يقلل من إنسانيتها وقدرها.
29
المطلب السادس :ليس الذكر كاألنثى في حق التعدد
تعدد الزوجات كان سائداً قبل اإلسالم واإلسالم لم يبتكره ولكنه قيده ،فاإلسالم أباح للرجل أن
بينهن وهذا من رحمة اإلسالم بالمرأة ،فالمرأة يمكن أن
ّ يجمع بين أربع نساء ،واشترطـ العدل
إما أن تتطلق أو يتزوج عليها زوجهاـ
تكون عقيم أو مريضة مرض مزمن أو غير ذلك ،وبالتاليـ ّ
زوجه أخرى وتبقى في بيت زوجهاـ معززة مكرمة بتكريم اهلل تعالى لها ،لكن العكس لو أن المرأة
تزوجت أكثر من شخص في نفس الوقت فهذا يؤديـ إلى اختالط األنساب فهي إن حملت؛ َمن
()4
صاحب الطفل؟
والمرأة بطبيعتهاـ تحن ألن تكون مع رجل واحد دون غيره.
ـــــــــــــــــــــــ
( )1سورة البقرة ،آية282 :
( )2الخشت ،محمد عثمان ،وليس الذكر كاألنثى ،ص .111-110انظر :أبو شقة ،عبد الحليم محمد ،تحرير
المرأة في عصر الرسالة ،جـ .1/91انظر :شلتوت ،محمود ،اإلسالم عقيدة وشريعة ،ص ،196-179بيروت،
دار الشروق ،طـ1395 ،8هـ 1975 -م .انظر :الحسيني ،سهيلة ،المرأة في منهج اإلمام الغزالي ،ص -195
قدم له ،علي
.205انظر :العظم ،عابدة المؤيد ،سنة التفاضل ،وما فضل الهه به النساء على الرجالّ ،
الطنطاوي ،ص ،141-133بيروت ،دار ابن حزم ،ط1421 ،1هـ 2000 -م.
( )3سورة البقرة ،آية282 :
( )4انظر :محمود ،د .علي عبد الحليم ،المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى اهلل .396-392 ،انظر :بلتاجي ،د.
محمد ،مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة ،ص .155
من أسباب إباحة تعدد الزوجات:
-1قد يزيد عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال لظروفـ حرب أو غيرها.
-2قد تكون رغبة الرجل في التعبير ممن طاقته الجنسية ملحة.
أن فترة اإلخصاب عند الرجل تمتد إلى سبعين عاماً أو ما فوقها ،بينما هي عند
-3من المعروفـ ّ
المرأة في غالب األحيان تقف عند سن الخمسين أو قريباًـ منها وتلك فطرة اهلل التي فطر عليها كالً
من الذكر واألنثى.
-4قد تكون الزوجة األولى غير مهيأة للحمل والوالدة أصالً.
-5قد يكون في التعدد كفالة المرأة صالحة ال كافل لها ،وحماية لها من ضغوطـ الحاجة.
-6قد يكون في التعدد صيانة لزوجة شهيد من شهداء اإلسالم ورعاية ألبنائه وكفالة لهم.
-7قد يكون في التعدد رعاية ليتامى.
فإن اإلسالم وهو يبيح تعدد الزوجات إنما يتجاوب مع الواقع الذي يعيشه الناس في الحياة
()1
ويواجهه بالحلول الواقعية كذلك.
30
المطلب السابع :ليس الذكر كاألنثى في حق القوامة
قال تعالى { :الرجال قوامون على النساء بما فضل اهلل بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}
()2
الكلمة األخيرة بعد المشورة ما لم يخالف بها شرعاً أو ينكر لها معروفاً أو يجحد بها حقاً ،أو
يجنح إلى سفه أو إسراف ،من حق الزوجة إذا انحراف أن تراجعه وأالّ تأخذ برأيه ،وأن تحتكم
في اعتراضهاـ عليه بالحق إلى أهلها وأهله أو إلى سلطة المجتمع الذي له وعليه أن يقيم حدود اهلل
()1
"
القوامة لم تظلم المرأة ،وإ نما الفهم الخاطئ هي الذي ظلمها وأساء إليها ،والقوامة تحمل في
وتحمل الرجل مهام عظيمة ،ومسؤوليات كبيرة،
ِّ طياتها تكاليف متعددة ،وتشيرـ إلى ٍ
معان عميقة،
()2
وتلزمه بواجبات كثيرة داخل البيت وخارجه.
ويتبع مسألة القوامة مسألة كيفية معالجة النشوز بالطريقة التي أخبرنا اهلل تعالى بها في القرآن
()3
الكريم.
قال تعال { :والالتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم
()4
علياً كبيرا }
إن اهلل كان ّ
فال تبغوا عليهن سبيال ّ
ثم بالهجران ،فإن لم ينجعا
قال القرطبي { " :واضربوهن } أمر اهلل أن يبدأ النساء بالموعظة أوالً ّ
فالضرب ،فإنه هو الذي يصلحها له ويحملها على توفيه حقه ،والضربـ في هذه اآلية هو الضرب
()5
غير المبرح ،...،المقصود منه الصالح ال غير".
31
قال رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم ( : -فاتقوا اهلل في النساء فإنكمـ أخذتموهن بأمان اهلل
واستحللتم فروجهن بكلمة اهلل ،ولكم عليهن أن ال يوطئن فرشكمـ أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك
()6
فاضربوهن ضرباً غير مبرح).
ـــــــــــــــــــــــ
( )1الغزاوي ،محمد ،قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة ،بيروت ،دار الشروق ،ط1412 ،3هـ-
1991م .انظر :عتر ،د .نور الدين،ـ ماذا عن المرأة ،ص 117-112
( )2العظم ،عابدة المؤيد،ـ سنة التفاضل ،وما فضل الهه به النساء على الرجال ،ص .99-82
( )3انظر :زيدان ،د .عبد الكريم ،المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة اإلسالمية ،جـ-7/309
.319
( )4سورة النساء ،آية.34 :
( )5القرطبي ،أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري ،الجامع ألحكام القرآن ،راجعه و ضبطه و علق عليه ،د
.محمد إبراهيم الحفناوي ،خرج أحاديثه د .محمود حامد عثمان ،جـ ،3/156القاهرة ،دار الحديث 1423 ،هـ ـ
2002م .
( )6رواه مسلم ،برقم ،1218 :كتاب الحج ،باب حجة النبي –صلى اله عليه وسلم .-انظر :النووي ،يحيى بن
شرف ،صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ.8/148
الخاتمة:
في نهاية هذا البحث –نفعني اهلل جل وعال -واألمة به –إن شاء اهلل ،-أريد أن أعرض دراسة
أن:
علمية حصلت في أمريكا ،وجد فيها ّ
80% )1من األمريكياتـ يعتقدن أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خالل الثالثين عاماً
الماضية هي سبب االنحالل والعنف في الوقت الراهن.
75% )2يشعرن بالقلق النهيار القيم والتفسخ العائلي.
80% )3يجدن صعوبة بالغة في التوفيقـ بين مسؤولياتهنـ تجاه العمل ومسؤولياتهنـ تجاه الزوج
واألوالد.
87% )4يقلن :لو عادة عجلة التاريخ للوراء العتبرن المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد
الواليات المتحدة األمريكية وقاومن اللواتي يرفعن شعاراتها.
هذا ما يقوله الغربيين ،فماذا نقول نحن المسلمات؟ اللواتي أمنا أم المؤمنين عائشة –رضيـ اهلل
عنها.-
32
وقد عرض القرآن لكثير من شؤون المرأة في اكثر من منها سورتان عرفت إحداهما بسورة
النساء الكبرى وعرفت األخرى بسورة النساء الصغرى ،وهما سورة النساء والطالق.
دلت العاية على المكانة التي ينبغي أن توضع فيها المرأة في نظر اإلسالم .ص 218
شلتوت ،محمودـ ،اإلسالم عقيدة وشريعة ،ط 1395 ، 8هـ 1975م.
دار الشروقـ ،بيروت.
المرأة هي أم المسلم وأخيه ثم هي زوجته وابنه فإذا جمعت المرأة بين جناحيها كل هؤالء فمن
يكون أعز منها ؟ ص 30:المرأة جـ.1
.1ابن حجر العسقالني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،طبعة جديدة ومنقحة
ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق أصلها عبد العزيز بن باز ،محمد فؤاد عبد
الباقي ،دار مصر ،ط1421 ، 1هـ 2001-م.
.2أبو دحو ،جميلة ،المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر ،مشروعـ مشترك ما
بين مركز بيسان للبحوث واإلنماء والمؤسسة الكندية للتضامن والتنميةOxfam- ،
.Quebec/OCSD
.3أبو نحلة ،لميس ،مواد تدريبية قام فريق التخطيطـ المبني على أساس النوع االجتماعي
في وحدة التخطيطـ التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرهاـ لغرض التدريب،
.1992-1990
.4أبو شقة ،عبد الحليم محمد ،تحرير المرأة في عصر الرسالة ،معالم شخصية المرأة
المسلمة ،الكويت ،دار القلم .طـ1420 ،5هـ 1999 -م.
.5إليزابيث م .كينغ ،وآندرود ،ماسون ،وآخرون ،إدماج النوع اإلجتماعي في التنمية
من خالل المساواة في الحقوق والموارد والرأي ،ترجمة :هشام عبد اهلل ،بيروت ،
المؤسسة العربية للدراسات والنشرـ ،ط.2004 ، 1
.6بلتاجي ،د .محمد ،مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة ،الحقوق السياسية
واالجتماعية والشخصية للمرأة في المجتمع اإلسالمي ،القاهرة ،دار السالم ،طـ،1
1420هـ 2000 -م.
33
.7التنمية والنوع االجتماعي ،الوحدة الثالثة ،صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة،
المكتب اإلقليميـ للدول العربية ،ط2001 ،4م.
.8جاميل ،سارة ،النسوية وما بعد النسوية ،ترجمة أحمد الشامي ،القاهرة ،المجلس األعلى
للثقافة 1422 ،هـ 2002 -م.
.9الحسيني ،سهيلة ،المرأة في منهج اإلمام الغزالي ،تقديم :د .محمد عمارة ،القاهرة ،دار
الرشاد ،ط1419 ،1هـ 1998 -م.
الحفناوي ،حسن بن محمد ،األسرة المسلمة وتحديات العصر ،أبو ظبي ،المجمع .10
الثقافي1421 ،هـ 2001 -م.
حوى ،سعيد ،اإلسالم ،راجعه األستاذ وهبي سليمان الفاوجي ،ط 1401 ،3هـ - .11
1981م.
الخشت ،محمد عثمان ،وليس الذكر كاألنثى ،القاهرة ،مكتبة القرآن. .12
زيدان ،د .عبد الكريم ،المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة .13
اإلسالمية ،بيروت ،مؤسسة الرسالة ،طـ1420 ،3هـ 2000 -م.
زيدان ،د .عبد الكريم ،حقوق وواجبات المرأة في اإلسالم ،بيروت ،مؤسسة .14
الرسالة ،طـ 1425 ،1هـ 2004 -م.
شلتوت ،محمود ،اإلسالم عقيدة وشريعة ،بيروت ،دار الشروق ،طـ1395 ،8هـ .15
1975 -م.
عتر ،د .نور الدين ،ماذا عن المرأة ،ص ،35-28بيروت ،دار الفكر1399 ، .16
هـ 1979 -م.
قدم
العظم ،عابدة المؤيد ،سنة التفاضل ،وما فضل الهه به النساء على الرجالّ ، .17
له ،علي الطنطاوي ،بيروت ،دار ابن حزم ،ط1421 ،1هـ 2000 -م.
العك ،خالد عبد الرحمن ،بناء األسرة المسلمة في ضوء القرآن والسنة، .18
بيروت ،دار المعرفة ،طـ1423 ،5هـ 2003 -م.
عقلة ،د.محمد ،نظام األسرة في اإلسالم ،األردن مكتبة الرسالة الحديثة ،طـ ،2 .19
1411هـ 1990 -م.
عودة ،سهير ،التدريب المهني والنوعـ االجتماعي في المراكز األهلية والخاصة .20
والحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة ،إدارة تخطيطـ وتطويرـ المرأة1997 ،م.
الغزالي ،محمد ،قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة ،بيروت ،دار .21
الشروق ،طـ1412 ،3هـ 1991 -م.
34
القرطبي ،أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاريـ ،الجامع ألحكام القرآن ، .22
راجعه و ضبطه و علق عليه ،د .محمد إبراهيم الحفناوي ،خرج أحاديثه د .محمودـ
حامد عثمان ،القاهرة ،دار الحديث 1423 ،هـ ـ 2002م .
كمال ،د .علي ،الجنس والنفس في الحياة اإلنسانية ،بيروت ،المؤسسة العربية .23
للدراسات والنشر ،طـ.3
مجلة البيان ،ربيع اآلخر 1420 ،هـ . .24
محمود ،د .علي عبد الحليم ،المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى اهلل ،المنصورة، .25
دار الوفاء ،ط1413 ،3هـ 1992 -م.
مسرد مفاهيم ومصطلحات النوع االجتماعي ،صندوق األمم المتحدة اإلنمائي .26
للمرأة ،المكتب اإلقليميـ للدول العربية ،ط2001 ،4م.
معهد الشؤون الثقافية (الشرق األوسطـ وشمال إفريقيا) ،مقال بعنوان نحو .27
مساواة النوع االجتماعي،مجلة رؤية ،العدد ،17ربيع 2002م.
مفهوم النوع االجتماعي ،الوحدة األولى ،صندوقـ األمم المتحدة اإلنمائي .28
للمرأة ،المكتب اإلقليميـ للدول العربية ،ط2001 ،4م.
مواد تدريبية صممت لتدريب كوادرـ في البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة – .29
– UNDPترجمة لميس أبو نحلة ،حزيران – تموز2000 ،م.
موسى ،د .رشاد علي عبد العزيز ،د .مديحة منصورـ الدسوقي ،د .أميرة عباس .30
عبد الرازق ،علم نفس المرأة ،القاهرة ،مكتبة األنجلو المصرية ،طـ1424 ،1هـ -
2003م.
النوع االجتماعي ،ص ،4طاقمـ شؤون المرأة ،مشروع التعبئة مع النساء في .31
الريف – سنابل.
النووي ،يحيى بن شرف ،صحيح مسلم بشرح النووي ،للنيسابوري ،مسلم .32
الحجاج القشيري ،ضبط نص الصحيح ورقمتـ كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي
حققها محمد فؤاد عبد الباقي ،بيروت دار الكتب العلمية 1420 ،هـ 2000-م.
وصفي ،د .محمد ،الرجل والمرأة في اإلسالم ،تقديم محمد عبد اهلل السمان، .33
صديق المنشاويـ الوهاجي ،القاهرة ،دار الفضيلة.
خرج أحاديثة محمد ّ
ّ
Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, The Real .34
Difference Between Men and Women, Translated by: Bader Al-
.manyes, 1993
35
Carol H. Mcfadden/William T.Keeton, Biology An .35
Explanation Of Life,p.557, W.W. Norton& Company, Inc., First
.Edition,1994
Baker, A. Rani. Manual Training "Another Point of View": .36
A Manual on Gender Analysis Training for Grassroots, workers
.1993. Translated by Lamis & Sama, 1995
،دورة تحليل وتخطيطـ النوع االجتماعي للمرأة المديرة في السلطة الفلسطينية .37
: المدربات، جامعة بيرزيت/ تدريب برنامج دراسات المرأة، طاقمـ شؤون المرأة:تنظيم
. م1996.) لميس أبو نحلة2 ) إصالح جاد1
مقالة بعنوان النوع االجتماعي،بسام جرار .38
http://www.islamnoon.com/Motafrkat/gender.htm
http://www.elazayem.com/new_page_95.htm .39
.Gender Audit, unicef, August, 1998 .40
36