You are on page 1of 36

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ماجستير دراسات إسالمية معاصرة‬

‫بحث بعنوان‬
‫(النوع االجتماعي) الجندر‬

‫إعداد‬
‫سيما عدنان أبو رموز‬

‫إشراف‬
‫الدكتور مصطفى أبو صوي‬

‫القدس‪ -‬فلسطين‬
‫‪1426‬هـ ‪ 2005-‬م‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫المقدمة‬

‫‪1‬‬
‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ‪ ،‬ونتوب إليه‪ ،‬و نعوذ باهلل من شرور‬
‫أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪.‬واشهدـ أن ال اله‬
‫إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬واشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪-‬صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه و‬
‫سلم‪-‬تسليما كثيرا‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ق تُقَاتِ ِه َوالَ تَ ُموتُ َّ‬ ‫ِ‬


‫ن ِإالَّ َوَأنتُم مُّ ْسل ُم َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ون {‬ ‫آمنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ َح َّ‬
‫ين َ‬ ‫قال تعالى‪َ } :‬يا َأيُّ َها الَّذ َ‬
‫س َوا ِحدَ ٍة َوخَلَ َق ِم ْن َها َز ْو َج َها‬ ‫كم مِّن نَّفْ ٍ‬ ‫ك ُم الَّ ِذي خَلَقَ ُ‬ ‫قال تعالى‪َ {:‬يا َأيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس اتَّقُواْ َربَّ ُ‬
‫ك ْم َرقِيباً}‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِم ْن ُه َما رِجاالً َ ِ‬
‫ون بِه َو ْ‬
‫اَألر َحامَ ِإ َّ‬ ‫كثيراً َون َساء َواتَّقُواْ اللّهَ الَّذي تَ َساءلُ َ‬
‫(‬
‫ان عَلَ ْي ُ‬‫ك َ‬ ‫ن اللّهَ َ‬ ‫َ‬ ‫َوبَ َّ‬
‫‪)2‬‬

‫ك ْم‬
‫َأع َمالَ ُ‬ ‫صلِ ْح لَ ُ‬
‫ك ْم ْ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا اتَّقُوا اللَّهَ َوقُولُوا قَ ْوالً َسديداً {‪ }70‬يُ ْ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬
‫قال تعالى‪َ }:‬يا َأيُّ َها الَّذ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫از فَ ْوزاً عَ ِظيماً {‬ ‫ِ‬
‫ك ْم َو َمن يُط ْع اللَّهَ َو َر ُسولَهُ فَقَ ْد َف َ‬ ‫َويَ ْغفِ ْر لَ ُ‬
‫ك ْم ذُنُوبَ ُ‬

‫من أعظم ما شغل البشر عبر القرون قضية المرأة‪ ،‬والحديث عنها اآلن زاد وانتشر‪ ،‬فُأنشأت‬
‫(‪)4‬‬
‫التي تطالب بمساواة المرأة مع الرجل في كافة ميادين الحياة‪ ،‬وأصبحواـ‬ ‫الجمعيات النسوية‬
‫ينادون بالتماثل التام مع الرجل‪ ،‬ورفعوا شعارات ما يسمى بالنوع االجتماعي ( الجندر)‪.‬‬
‫إن المرأة تستطيعـ أن تقوم بكل ما يقوم به الرجل؛ وكذلك العكس‪ .‬والهوية الجنسوية لكل‬
‫فقالوا ّ‬
‫من الرجل والمرأة تقوم على أسس اجتماعية وثقافية وحضارية‪.‬‬
‫ومما نادوا إليه‪:‬‬
‫" ‪The language adopted should be gender sensitive for instance avoid the‬‬
‫)‪exclusive use of the pronoun " he " in job descriptions." (1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سورة آل عمران‪ ،‬آية رقم ‪.102‬‬
‫(‪ )2‬سورة النساء‪ ،‬آية رقم ‪. 1‬‬
‫(‪ )3‬سورة األحزاب‪ ،‬آية رقم ‪.71-70‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬جاميل‪ ،‬سارة‪ ،‬النسوية وما بعد النسوية‪ ،‬ترجمة أحمد الشامي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪،‬‬
‫‪ 1422‬هـ ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫(‪.Gender Audit, unicef, August, 1998 )5‬‬

‫ومن أبرز مالمح الخطاب النسوي المعاصرـ هو ازدراؤه لكل ما هو ثابت ومتفق عليه بحكم‬
‫أن تعدد الزوجات ونصيب المرأة في الميراث‪ ،...‬أمور تكشف عن‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فيرىـ ّ‬
‫انحياز اإلسالم للرجل وانتقاصه من حقوق المرأة‪ ،‬وفيـ أحسن األحوال فإنها أمور لم تعد تتمشى‬
‫مع عصرنا الحاضر!‬

‫‪2‬‬
‫كرمت المرأة وانصفتها غير اإلسالم‪ ،‬لو طبق حق تطبيق‬
‫ولكن ما من شريعة ّ‬

‫ولو تركت العولمة الفكرية التي يستعملهاـ الغرب في التأثير على النساء دون مكافحة لزاد الفساد‪.‬‬
‫ثم محاولة الرد‬
‫أردت أن أكتب في موضوعـ النوع االجتماعي (الجندر) لفهم هذا الموضوع أوالً‪ً ،‬‬
‫عليه إسالمياً من خالل بيان ما قدمت الشريعة اإلسالمية للمرأة من تكريمـ وحماية‪.‬‬

‫ولكن لألسف لم أجد كتابات كثيرة؛ من قبل مفكرين وفقهاء للرد بقوة على كثرة المؤلفات التي‬
‫يؤلفها الغربيين لنشر هذا الموضوع‪ ،‬فالطريق خالية أمامهم دون عقبات تُذكر‪.‬‬
‫وللحصول على معلومات عن موضوع الجندر استفدت من مركز شؤون المرأة في منطقة رام‬
‫اهلل‪ ،‬ومركز دراسات المرأة في جامعة بيرزيت‪ ،‬حيث يروجون له‪.‬‬

‫وقد كان منهجي في البحث‪:‬‬

‫‪ )1‬عزوت اآليات القرآنية إلى مواطنهاـ من كتاب اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪.-‬‬


‫خرجت األحاديث الواردة في البحث‪.‬‬
‫‪ّ )2‬‬
‫‪ )3‬الرجوع إلى الكتب التي تعنى بشؤون المرأة إسالمياً‬
‫‪ )4‬الرجوع إلى اإلنترنت‪.‬‬
‫‪ )5‬أرفقت البحث بالفهارس العلمية التالية‪:‬‬
‫‪ . 1‬فهرس اآليات القرآنية الواردة في البحث‪.‬‬
‫‪ . 2‬فهرس األحاديث النبوية الواردة في البحث‪.‬‬
‫‪ . 3‬فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪ . 4‬فهرس المحتويات‪.‬‬

‫وقسمت البحث إلى ثالثة فصول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬فلسفة النوع االجتماعي‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم النوع االجتماعي (الجندر ‪)Gender ،‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية إدراج مفهوم النوع االجتماعي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية إدراج مفهوم النوع االجتماعي‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مرتكزات مفهوم النوع االجتماعي‬

‫‪3‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬الفرق بين الجنس والنوع‬
‫المبحث السادس‪ :‬تحديد النوع االجتماعي لألدوارـ‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ليس الذكر كاألنثى‬

‫المبحث األول‪ :‬في بنيان الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجي‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نوع الجنين ‪ :‬ذكر أم أنثى‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في البلوغ وتغيراته‪:‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في الحساسية البدنية‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في تكوين الحوض وفي أعضاء التناسل‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في طبيعة الشهوة الجنسية‬
‫المطلب السادس‪ :‬ليس الذكر كاألنثى – الحمل‬
‫المطلب السابع‪ :‬وليس الذكر كاألنثى ‪ -‬الحيض‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االختالف بين الذكر واألنثىـ من حيث جنس الدماغ أصالً‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬ليس الذكر كاألنثى في السمات النفسية والعقلية ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬سمات األنثى النفسية والعقلية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سمات الذكر النفسية والعقلية‬

‫الفصل الثالث‪ :‬األمور التي ساوى وفرق بها اإلسالم بين الذكر واألنثى‬

‫المبحث األول‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في اإلسالم‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬القيمة اإلنسانية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في المسؤولية الخاصة والعامة وفيـ الثواب والعقاب‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المساواة بين الجنسين في العقوبات ال مفاضلة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في الحقوق المدنية‬
‫المطلب الخامس‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في حق إبداء الرأي‬
‫المطلب السادس‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في حق التعلم والتعليمـ‬

‫‪4‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في حق االنفصال‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األمور التي فرق اإلسالم فيها بين الذكر واألنثى‬
‫المطلب األول‪ :‬بعض التكاليف التعبدية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في بعض األحكام الشرعية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في النفقة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في الميراث‬
‫المطلب الخامس‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في أداء الشهادة‬
‫المطلب السادس‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في حق التعدد‬
‫المطلب السابع‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في حق القوامة‬

‫أخيراً فهذا جهدي المتواضعـ الذي أتمنى من اهلل أن يكون نور لي وهداية‪ ،‬ورحمه من‬
‫اهلل‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬إلكمال المسيرة العلمية في سبيل اهلل‪ ،‬فأي تقصير في هذا‬
‫‪-‬‬ ‫البحث هو من عندي‪ ،‬واهلل يعلم أنه من غير قصد مني‪ ،‬واهلل الموفق‬
‫وصلى اهلل عليه وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين‪.-‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الفصل األول‪ :‬فلسفة النوع االجتماعي‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم النوع االجتماعي (الجندر ‪)Gender ،‬‬

‫لقد استخدمت كلمة " جندر " منذ أكثر من عشر سنوات وأصبح استعمالهاـ يتزايد في جميع‬
‫القطاعات وقد اتفقت مجموعة الخبراء في مركز المرأة للتدريب والبحوث ( كوثرـ ) على تعريف‬
‫النوع االجتماعي (الجندر) على أنه ‪:‬‬
‫" اختالف األدوارـ ( الحقوق والواجبات وااللتزاماتـ ) والعالقات والمسؤوليات والصور ومكانة‬
‫المرأة والرجل والتي يتم تحديدها اجتماعياً وثقافياً عبر التطور التاريخيـ لمجتمع ما وكلها قابلة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫للتغيير"‬

‫‪5‬‬
‫وجاء تعريفـ صندوقـ األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة ( ‪ ) UNIFEM‬للنوع اإلجتماعي‬
‫( الجندر ) ‪:‬‬
‫" األدوارـ المحددة اجتماعياً لكل من الذكر واألنثى‪ ،‬وهذه األدوارـ التي تحتسب بالتعليم تتغير‬
‫بمرور الزمن وتتباين تبايناً شاسعاً داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى‪.‬‬
‫ويشير هذا المصطلح إلى األدوات والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للمرأة والرجل‪.‬‬
‫ويعني الجندر الصورة التي ينظر لها المجتمع إلينا كنساء ورجال‪ ،‬واألسلوب الذي يتوقعه في‬
‫تفكيرنا‪ /‬تصرفاتنا ويرجعـ ذلك إلى أسلوب تنظيمـ المجتمع‪ ،‬وليس إلى االختالفات البيولوجية‬
‫( الجنسية ) بين الرجل والمرأة (‪.)2‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬مفهوم النوع االجتماعي‪ ،‬الوحدة األولى‪ ،‬ص‪ ،6-5‬صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة‪ ،‬المكتب اإلقليمي‬
‫للدول العربية‪ ،‬ط‪2001 ،4‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬مسرد مفاهيم ومصطلحات النوع االجتماعي‪ ،‬ص‪ ،4‬صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة‪ ،‬المكتب‬
‫اإلقليمي للدول العربية‪ ،‬ط‪2001 ،4‬م‪.‬‬
‫انظر‪ :‬أبو دحو‪ ،‬جميلة‪ ،‬المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر‪ ،‬مشروع مشترك ما بين مركز بيسان‬
‫للبحوث واإلنماء والمؤسسة الكندية للتضامن والتنمية‪،‬ـ ‪.Oxfam-Quebec/OCSD‬‬
‫انظر‪ :‬معهد الشؤون الثقافية (الشرق األوسط وشمال إفريقيا)‪ ،‬مقال بعنوان نحو مساواة النوع االجتماعي‪،‬مجلة‬
‫رؤية‪ ،‬ص‪ ،2‬العدد ‪ ،17‬ربيع ‪2002‬م‪.‬‬

‫وبالتالي نرى أن فلسفة النوع االجتماعي تؤكد على " ان كل شيء غير الحمل والوالدة للمرأة‬
‫(‪)1‬‬
‫والتخصيب للذكر يحدده المجتمع وليس فطري "‬
‫الفطرية في تحديد أدوار الرجال‬
‫ّ‬ ‫البيولوجية‬
‫ّ‬ ‫أن فلسفة الجندر تتن ّكر لتأثير الفروق‬
‫‪ "  ‬هذا يعني ّ‬
‫والنساء‪ ،‬وتُنكرـ أن تكون فكرة الرجل عن نفسه تستند إلى واقع بيولوجي وهرموني‪ .‬وهي تنكر‬
‫البيولوجية في سلوك ٍّ‬
‫كل من الذكر واألنثى‪ .‬وتتمادى هذه الفلسفة إلى حد الزعم‬ ‫ّ‬ ‫أي تأثير للفروق‬
‫بأن الذكورة واألنوثة هي ما يشعر به الذكر واألنثى‪ ،‬وما يريده ك ّل منهما لنفسه‪ ،‬ولو كان ذلك‬
‫ّ‬
‫مناقضاً لواقعه البيولوجي‪ .‬وهذا يجعل من حق الذكر أن يتصرف كأنثى‪ ،‬بما فيه الزواج من ذكر‬
‫آخر‪ .‬ومن حق األنثى أن تتصرف كذلك‪ ،‬حتى في إنشاء أسرة قوامهاـ امرأة واحدة تنجب ممن‬
‫النمطية لألسرة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الجندرية تسعى إلى الخروج على الصيغة‬
‫ّ‬ ‫أن السياسات‬
‫تشاء‪ .‬من هنا نجد ّ‬
‫أن بعض‬
‫وتريد أن تفرض ذلك على كل المجتمعات البشرية بالترغيب أو الترهيب‪ .‬لذلك وجدنا ّ‬
‫النسوية قد طالبت بتعدد صورـ وأنماط األسرة؛ فيمكن أن تتش ّكل األسرة في نظرهم‬
‫ّ‬ ‫المؤتمرات‬
‫بالتبني‪ ،‬أو من امرأة وأوالدـ جاءوا‬
‫من رجلين أو من امرأتين‪ ،‬ويمكن أن تتألف من رجل وأوالدـ ّ‬

‫‪6‬‬
‫طبيعية‪ ،‬وطلبت‬
‫ّ‬ ‫بالتبني‪ .‬كما طالبت هذه المؤتمراتـ باعتبار الشذوذ الجنسي عالقة‬
‫ثمرة للزنا أو ّ‬
‫الجنسية الشاذة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إدانة كل دولة تحظر العالقات‬
‫الجندرية تسعى إلى تماثل كامل بين الذكر واألنثى‪ ،‬وترفضـ‬
‫ّ‬ ‫أن الفلسفة‬
‫‪       ‬خالصة األمر ّ‬
‫االعتراف بوجود الفروقات‪ ،‬وترفضـ التقسيمات‪ ،‬حتى تلك التي يمكن أن تستند إلى أصل الخلق‬
‫والفطرة‪ .‬فهذه الفلسفة ال تقبل بالمساواة التي تراعي الفروقات بين الجنسين‪ ،‬بل تدعو إلى التماثل‬
‫(‪)2‬‬
‫بينهما في كل شيء‪" .‬‬
‫يعرفون األسرة بأنها‪ " :‬مجموعة من الناس يعيشون معاً‪ ،‬يجمعون‬
‫ومن خالل هذه الفلسفة ّ‬
‫أموالهم ويصنعونها لإلنفاق على احتياجاتهم‪ ،‬ويتناولون معاً وجبة واحدة من الطعام على األقل‬
‫(‪)3‬‬
‫يومياً‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬النوع االجتماعي‪ ،‬ص‪ ،4‬طاقم شؤون المرأة‪ ،‬مشروع التعبئة مع النساء في الريف – سنابل‪.‬‬
‫(‪ )2‬بسام جرار‪ ،‬النوع االجتماعي‪ ،‬الفكر‬
‫(‪ )3‬األمم المتحدة‪ ،1989 ،‬استشهد بها غلوي‪-2000 ،‬ص‪ ،135‬بواسطة‪ :‬إليزابيث م‪ .‬كينغ ‪ ،‬وآندرود ‪،‬‬
‫ماسون ‪ ،‬وآخرون‪ ،‬إدماج النوع اإلجتماعي في التنمية من خالل المساواة في الحقوق والموارد والرأي‪ ،‬ص‬
‫‪ ،195‬ترجمة ‪ :‬هشام عبد اهلل‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪ ،‬ط‪.2004 ، 1‬‬
‫في المقابل اهتم اإلسالم باألسرة كل االهتمام وأوالها من العناية والرعاية نا يكفل لها أن تنتج ثمارها المرجوة‪،‬‬
‫فإن صلحت األسرة صلح المجتمع‪ .‬انظر‪ :‬الحفناوي‪ ،‬حسن بن محمد‪ ،‬األسرة المسلمة وتحديات العصر‪ ،‬أبو‬
‫ظبي‪ ،‬المجمع الثقافي‪1421 ،‬هـ ‪2001 -‬م‪ .‬انظر‪ :‬عقلة‪ ،‬د‪.‬محمد‪ ،‬نظام األسرة في اإلسالم‪ ،‬األردن مكتبة‬
‫الرسالة الحديثة‪ ،‬طـ ‪1411 ،2‬هـ ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية إدراج مفهوم; النوع االجتماعي‪:‬‬

‫يروج الغرب أهمية إدراج مفهوم النوع االجتماعي لتحقيق التماثل من الرجل والمرأة كما في‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشكل اآلتي‬
‫زيادة مشاركة المرأة في المجتمع‬
‫والعمل على المساواة مع الرجل‬

‫زيادة مشاركة المرأة في‬ ‫إزالة السيطرة األبوية‬


‫العمل السياسي‬ ‫وجعل األسرة متكافئة‬
‫يسودها العدل واالحترام‬
‫اإلسراع في دفع عجلة دور‬
‫تغيير القوانين والممارسات‬
‫المرأة في التنميةـ والتطور‬
‫المفاهيم الخاطئة‬ ‫تغيير‬
‫مفهوم النوع‬ ‫اإلدارية التي تمارس‬
‫واالقتصادي‬ ‫االجتماعي‬
‫الخاصة بتقليل مشاركة المرأة‬ ‫االجتماعي‬ ‫التمييز ضد المرأة وتعيق‬
‫والعمل على هضم حقوقها‬ ‫تطورها وتهضم حقوقها‬
‫وإ ذاللها عن طريق تعديل‬
‫‪7‬‬
‫المناهج التربوية وصورتها‬
‫في وسائل اإلعالم‬
‫تغيير أساليب التربية‬
‫أثناء فترة الطفولة لتعميم‬
‫المساواة بين الجنسين‬

‫تغيير وإ يقاف الممارسات‬ ‫التوسع في فتح فرص‬ ‫التشجيع على دفع عجلة‬
‫والعادات الضارة بصحة‬ ‫للمرأة على زيادة قدراتها‬ ‫التعليم وفتح جميع فرص‬
‫المرأة‬ ‫في السيطرة على‬ ‫التعليم للفتيات ما بين سن‬
‫الموارد المتاحة‬ ‫‪ 25-7‬عاماً‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬التنمية والنوع االجتماعي‪ ،‬الوحدة الثالثة‪ ،‬ص‪ ،10‬صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة‪ ،‬المكتب اإلقليمي‬
‫للدول العربية‪ ،‬ط‪2001 ،4‬م‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسس مفهوم النوع االجتماعي‪:‬‬

‫‪ .1‬األدوار المنوطة بشكل عام بالرجل والمرأة محددة من قبل عوامل اقتصادية‬
‫واجتماعية وثقافية أكثر منها عواما بيولوجية‬
‫‪ .2‬إعادة توزيعـ األدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع من منطلق مفهوم المشاركة‬
‫يؤدي إلى فائدة أكبر للمجتمع‪.‬‬
‫‪ .3‬إتاحة الفرصة المتكافئة للرجل والمرأة الكتشافـ قدرات كامنة فيهم وتمكينهمـ من‬
‫(‪)1‬‬
‫مهارات تفيدهم في القيام بأدوار جديدة تعود بالنفع على المجتمع‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬مرتكزات مفهوم; النوع االجتماعي‪:‬‬

‫‪ .1‬معرفة وتحليل اختالفات العالقات بين النوعين‪.‬‬


‫‪ .2‬تحديد أسباب وأشكال عدم التوازن في العالقة بين النوعين ومحاولة إيجاد طرقـ‬
‫لمعالجة االختالل‪.‬‬
‫‪ .3‬تعديل وتطوير العالقة بين النوعين حتى يتم توفيرـ العدالة والمساواة بين النوعين‬
‫(‪)2‬‬
‫ليس فقط بين الرجل والمرأة ولكن بين أفراد المجتمع جميعاً‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬الفرق بين الجنس والنوع ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫الجنس‪ " :‬تواجد مجموع المميزات الجنسية األولية والثانوية وكذلك الوظائف بين الذكر‬
‫(‪)3‬‬
‫واألنثى "‬
‫ونساء‪،‬‬
‫ً‬ ‫النوع‪ :‬إنتاج التنظيم االجتماعي للجنسين في فئتين مميزتين مختلفين ورجاالًـ‬
‫فالعالقات بين الرجال والنساء إذاً ليست تلقائية‪ ،‬وإ نما هي منظمة حسب الثقافات المختلفة‪،‬‬
‫وعليه فهي بهذا المعنى قابلة للتغير حسب تغير المفاهيم والثقافة السائدين في زمن معين‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬مفهوم النوع االجتماعي‪ ،‬الوحدة األولى‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.6‬‬

‫وفي بلد معين‪ ،‬هذا النظر للنوع على أنه ليس عملية طبيعية مثل مفهوم الجنس يجعلنا‬
‫نستطيع أن نفكر في التغير الذي يمكن إحداثه من أجل تنمية شاملة في المجتمع للمرأة‬
‫والرجل‪.)1( .‬‬

‫في هذا التعريفـ للنوع يتبين نقطتين مهمتين ‪:‬‬


‫‪ )1‬النوع ليس الجنس ‪Gender isn’t sex‬‬
‫‪ )2‬النوع ليس المرأة )‪Gender isn’t a woman (2‬‬
‫فالتكلم عن النوع ال يعني األنثى ولكن المرأة مقابل الرجل معاً ‪.‬‬

‫الجنس‬ ‫النوع االجتماعي‬


‫ينشأ ويتشكل من المجتمع وال يولد مع اإلنسان‪.‬‬ ‫بيولوجيـ ويولد مع اإلنسان‬
‫قابل للتغيير‬
‫ال يمكن تغييره‬
‫‪ .1‬تستطيعـ المرأة أن تقوم باألعمال التي‬
‫‪ .1‬المرأة فقط تحمل وتلد‬
‫يقوم بها الرجل‬
‫‪ .2‬يستطيعـ الرجل رعاية األطفال‬
‫‪ .2‬الرجل فقط يخصب‬
‫(‪)3‬‬
‫وتنشئتهم‪ ،‬تمتماً كما تفعل المرأة‬

‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬مفهوم النوع االجتماعي‪ ،‬الوحدة األولى‪ ،‬ص‪ .3‬انظر‪ :‬أبو نحلة‪ ،‬لميس‪ ،‬مواد تدريبيةـ قام فريق التخطيط‬
‫المبني على أساس النوع االجتماعي في وحدة التخطيط التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرها لغرض‬
‫التدريب‪ ،‬ص‪.1992-1990 ،74‬‬

‫‪9‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫(‪Baker, A. Rani. Manual Training "Another Point of View": A Manual on Gender )3‬‬
‫‪.Analysis Training for Grassroots, workers 1993. Translated by Lamis & Sama, 1995‬‬
‫دورة تحليل وتخطيط النوع االجتماعي للمرأة المديرة في السلطة الفلسطينية‪ ،‬تنظيم‪ :‬طاقم شؤون المرأة‪ ،‬تدريب‬
‫برنامج دراسات المرأة‪ /‬جامعة بيرزيت‪ ،‬ص ‪ ،20‬المدربات‪ )1 :‬إصالح جاد ‪ )2‬لميس أبو نحلة‪ 1996.‬م‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬تحديد النوع االجتماعي لألدوار‪)Gender Roles Identification ( :‬‬

‫يعتبر التعرف على تقسيم األدوار بين النساء والرجال أول وسيلة إلظهار وتوضيح األعمال‬
‫واألدوارـ التي يؤديهاـ النساء والرجال في مجتمع ما أو في بيئة معينة والتي تحددها ثقافة‬
‫المجتمع وتقاليده وعاداته‪ ،‬على أساس قيم وضوابط وتصورات المجتمع لطبيعة كل من‬
‫(‬
‫الرجل والمرأة‪ ،‬وقدراتهما واستعدادهما وما يليق بكل واحد منهما حسب توقعاتـ المجتمع‪.‬‬
‫‪)1‬‬

‫أدوار المرأة المتعددة‪:‬‬


‫‪ .1‬دور المرأة اإلنتاجي ( ‪)Women's productive role‬‬
‫يمثل هذا الدور األعمال اإلنتاجية المتعددة التي تقوم بها المرأة في محيط األسرة وخارجه‪،‬‬
‫وتشمل األعمال المرتبطة بدورها األسري‪ ،‬وكذلك تلك المرتبطة بمجال الزراعة كالعناية‬
‫أن هذا الصنف من األعمال يتسم باالختفائية‪،‬‬
‫بالمواشي والدواجن وخدمة األرض‪ ،‬والمالحظ ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ويمكن إرجاع ذلك لعدم االعتراف به وعدم تقديره ألنه خارج " الدورـ الرسمي "‪.‬‬

‫‪ .2‬دور المرأة اإلنجابي ‪) )Women's Reproductive Role‬‬


‫يمثل اإلنجاب و" اإلنجابية " الدور الرئيسيـ للغالبية العظمى من النساء العربيات ويشمل بصفة‬
‫عامة ومبسطة الحمل والوالدة وإ رضاعـ األطفال وتربيتهم ورعاية األسرة‪ .‬وعندما نقول الدور‬
‫الرئيسي نعني بأنه الدور الوحيد المعترفـ به للمرأة من طرفـ المجتمع وموقف تقييم تأديتها لهذا‬
‫الدور‪.‬‬
‫وترتكزـ تربية البنت منذ استقبالها عند الوالدة على تحضيرهاـ على تأدية هذا الدور في أوانه على‬
‫(‬ ‫أحسن ما يرام‪ .‬وتهيأ البنت وتشجع امرأة المستقبل على تفهم وضعهاـ االجتماعي‬
‫‪ ) Social Status‬األساسي باعتبارها زوجة وأماً وعلى النظر إلى األطفال باعتبارهم الطريق‬
‫األساسي لضمان احترامها واالعترافـ بها من طرفـ المجتمع ويكون الوسطـ العائلي الممثل‬
‫األفضل للمجتمع‪ ،‬حيث يكون ضغطه شديداً على الفتاة في جميع مراحل حياتها‬

‫‪10‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬مفهوم النوع االجتماعي‪ ،‬الوحدة األولى‪ ،‬ص‪ .8‬انظر‪ :‬أبو نحلة‪ ،‬لميس‪ ،‬مواد تدريبيةـ قام فريق التخطيط‬
‫المبني على أساس النوع االجتماعي في وحدة التخطيط التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرها لغرض‬
‫التدريب‪ ،‬ص ‪.76-75‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫وخاصة عند بلوغها ويتمحور هذا الضغط حول ثالث أسئلة جوهرية‪ " :‬ألم تتزوجي بعد ؟ "‬
‫ثم بعد الزواج " لماذا لم تنجبي بعد ؟ " وإ ذا اكتفت بعدد صغير من األطفال وخاصة بدون ذكورـ‬
‫ّ‬
‫يبقى المجتمع يترقب ويحاول إقناعها لمواصلة مهمتها النبيلة المقدسة " الجنة تحت أقدام األمهات‬
‫(‪)1‬‬
‫"‪.‬‬
‫ومن الدسائس الفكرية التي تُبث كالسم في العقول‪ ،‬ما قالته إصالح جاد وبني جونسون من معهد‬
‫إن ارتفاع نسبة الخصوبة في المجتمع الفلسطيني‪ ،...،‬يرتبط ارتباطاًـ وثيقاً‬
‫دراسات المرأة‪ّ " :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بشعور العائلة بعدم األمان‪ ،‬من الضروري تشجيع خفض نسبة الخصوبة‪" .‬‬

‫‪ .3‬دور المرأة المجتمعي ‪Women Community‬‬


‫‪Management Role‬‬
‫كتقديم بعض الخدمات الجماعية‪ ،‬منها تدبير مواردـ البيئة كالماء والوقودـ واألرض وكذلك‬
‫األعمال التي تقوم بها مع غيرها من النساء والرجال لخدمة المجتمع المحلي‪ ،‬وتتفاوت هذه‬
‫(‪)2‬‬
‫األعمال باختالف ظروفـ األسرة ومستواها االجتماعي واالقتصادي‪.‬ـ‬

‫ولكنهم يحاولون نشره في‬ ‫ِ‬


‫يكتف الغرب بترويج هذا المعتقد (الجندر) في بالدهم‪ّ ،‬‬ ‫لم‬
‫البالد العربية‪ ،‬ففي فلسطين مثالً قاموا بمشاركة بعض النساء الفلسطينيات في ورشات عمل‬
‫وأدوارهن‬
‫ّ‬ ‫أدوارهن االجتماعية في العائلة وصنع القرار العائلي‪ ،‬وتقسيم العمل‬
‫ّ‬ ‫لمعرفة‬
‫االجتماعية على صعيد العمل الزراعي واالقتصاديـ واإلداري‪ ،‬وكذلك السياسي‪-‬‬
‫جدي لمدى إدراك‬
‫االجتماعي‪ ،‬ومدىـ رؤية المجتمع لألدوار المختلفة للمرأة‪ ،‬وإ جراء تقييم ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫النساء لمفهوم الجندر وما هي سمات وصفات هذا المفهوم فلسطينياً‪.‬‬
‫ولكن هل الواقع العلمي يؤيد ما يقولونه ّأنه ال اختالف بين المرأة والرجل‪ ،‬إالّ من ناحية‬
‫الجنس ؟؟‬
‫أبين بعض االختالفات بين الذكر واألنثى‪.‬‬
‫في الفصل القادم‪ ،‬إن شاء اهلل‪ّ ،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬مفهوم النوع االجتماعي‪ ،‬الوحدة األولى‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪11‬‬
‫(‪ )2‬مواد تدريبيةـ صممت لتدريب كوادر في البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة – ‪ – UNDP‬ترجمة لميس‬
‫أبو نحلة‪ ،‬ص‪ ،5‬حزيران – تموز‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬أبو دحو‪ ،‬جميلة‪ ،‬المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫انظر‪ :‬عودة‪ ،‬سهير‪ ،‬التدريب المهني والنوع االجتماعي في المراكز األهلية والخاصة والحكومية في الضفة‬
‫الغربية وقطاع غزة‪ ،‬إدارة تخطيط وتطوير المرأة‪1997 ،‬م‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ليس الذكر كاألنثى‬

‫المبحث األول‪ :‬في بنيان الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجي‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نوع الجنين ‪ :‬ذكر أم أنثى‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ { :‬هلل ملك السماوات واألرض يخلق ما يشاء يهب لمن تشاء إناثاً ويهب لمن يشاء‬
‫(‪)2‬‬
‫الذكور ‪ ،‬أو يزوجهم ذكراناًوإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير } ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬وأنه خلق الزوجين الذكر واألنثى‪ ،‬من نطفة إذا تمنى } ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في البلوغ وتغيراته‪:‬‬


‫" البلوغ يصحبه جملة تغيرات أساسية هامة تكاد تتناول أجهزة الجسم كلها‪ ،‬خاصة الجهاز‬
‫العصبي‪ ،‬والجهاز التناسلي‪ ،‬وتتلخص معظمهاـ في خطوات التحول من دور الطفولة بكل ما لها‬
‫من حقائق ومظاهرـ إلى دور األنوثة الكاملة أو الرجولة التامة‪ ،‬في القوام‪ ،‬والبنيان والمظهر‬
‫والنمو وسائرـ التصرفات العقلية والنفسية والجسمانية‪ .‬وفي مختلف الميول‪ ،‬والرغبات واتجاهات‬
‫التفكير والتطبعـ والخلق‪ ،‬وذلك فضالً على الصفات التناسلية الثانوية الخاصة بكل من الجنسين "‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في الحساسية البدنية‪:‬‬


‫إذا كانت سمة الحساسية تبرز لدى الرجل في فترات من مجرى حياته‪ ،‬باعتباره إنساناً من‬
‫الممكن أن يجرح أو يخدش أو يصاب ‪ ،‬فإن المرأة تمتاز عنه في هذا الصدد من جوانب عديدة‪،‬‬
‫وحساسيتهاـ البدنية تعد إحدى السمات المتوغلة في حياتها‪ ،‬والراسخة في أعماقهاـ في الوقت الذي‬
‫ال وجود لها عند الرجل‪.‬‬
‫وعلّة ذلك أن وظائفـ أعضاء المرأة معرضة لإلصابة بحكم ممارستها الحياتية التي تمتاز بها‬
‫عن الرجل ‪،‬واإلصابات قد تكون من الخارج الى الداخل ‪ ،‬مثل ‪ :‬اختراقـ خلية المنى لجدار‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬

‫‪12‬‬
‫(‪ )1‬انظر‪Carol H. Mcfadden/William T.Keeton, Biology An Explanation Of :‬‬
‫‪Life,p.557, W.W. Norton& Company, Inc., First Edition,1994.‬‬
‫)‪ (2‬سورة الشورى‪ ،‬آية‪50:‬‬
‫(‪ )3‬سورة النجم‪ ،‬آية‪.46-45 :‬‬
‫(‪ )4‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص ‪ ،13‬القاهرة‪ ،‬مكتبة القرآن‪.‬‬

‫البويضة وتمزيقـ العضو الذكري لغشاء البكارة ‪ ،‬وقدـ تكون هذه اإلصابات من الداخل إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫الخارج مثل الحيض والوالدة‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في تكوين الحوض وفي أعضاء التناسل‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في طبيعة الشهوة الجنسية‬

‫وفقا ًلسنة اهلل تعالى في الطبيعة كان ال بد أن يختلف الجنسان في طبائعهماـ ‪ ،‬خاصة في طبيعة‬
‫الشهوة الجنسية ‪ ،‬فشهوة الرجل الجنسية تباين شهوة المرأة ‪ ،‬حيث إنه يتميز بالشهوة الجامحة‬
‫(‪)3‬‬
‫الملحة الجريئة‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬ليس الذكر كاألنثى – الحمل‬

‫الحمل يمثل أحد الفواصل الحديدية بين األنثى والذكرـ‬


‫أمه وهناًعلى وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي‬
‫قال تعالى‪ { :‬ووصينا اإلنسان بوالديه ‪ ،‬حملته ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫إلي المصير}‬
‫ولوالديك ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫أمه كرها ووضعته كرهاً }‬
‫قال تعالى‪ { :‬ووصينا اإلنسان بوالديه إحسانا ‪ ،‬حملته ّ‬
‫ًَ‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬موسى‪ ،‬د‪ .‬رشاد علي عبد العزيز‪ ،‬د‪ .‬مديحة منصور الدسوقي‪ ،‬د‪ .‬أميرة عباس عبد الرازق‪ ،‬علم‬
‫نفس المرأة‪ ،‬ص‪ ،49-46‬القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬طـ‪1424 ،1‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.35-34‬‬
‫انظر‪ :‬كمال‪ ،‬د‪ .‬علي‪ ،‬الجنس والنفس في الحياة اإلنسانية‪ ،‬جـ‪ ،1‬بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪،‬‬
‫طـ‪،3‬‬
‫(‪ )3‬سورة لقمان ‪ ،‬آية‪14:‬‬
‫(‪ )4‬سورة األحقاف‪ ،‬آية‪.15 :‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬وليس الذكر كاألنثى ‪ -‬الحيض‬

‫قال تعالى‪ { :‬ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض وال تقربوهن حتى‬
‫(‪)1‬‬
‫إن اهلل يحب التوابين ويحب المتطهرين}‬
‫يطهرن فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم اهلل ّ‬
‫ومما ال ريب فيه أن الحيص يمثل أيضا أحد الفواصل الجذرية بين األنثى والذكر‪.‬‬
‫وسبب حدوثه عند المرأة البالغة هو بعض التغيرات الدورية التي تطرأ على المبيض والرحم‬
‫تحت تأثير هرمونات الغدة النخامية أو الغدة الرئيسية المنبثقة من الدماغ‪.‬‬

‫المطلب الثامن‪ :‬وليس الذكر كاألنثى في الهرمونات‬

‫إن الدالئل العلمية الحديثة تشير إلى أن اإلنسان عبارة عن معادلة هرمونية ‪ ،‬ذلك ان الهرمونات‬
‫تتحكم في جميع وجوه النشاط الجسماني‪ ،‬فمن ناحية الجنس والحمل والوالدة؛ دور الهرموناتـ‬
‫معروف وبارز‪،‬ـ ومن ناحية الخوف والشجاعة واتخاذ القرارات والسلوك الشخصيـ عامة؛‬
‫دورها أساسي‪.‬‬
‫" هناك أربعة من علماء الفيزيولوجياـ (‪ )Physiology‬هم‪ :‬شارل فينكس‪ ،‬وروبرت غوى‪،‬‬
‫وأرنولدـ جيرال‪ ،‬ووليمـ يونغ‪ ،‬أجروا عام ‪ 1959‬م‪ ،‬دراسة هامة تعتبر إحدى نقاط التحول في هذا‬
‫المضمار؛ إذ حقنوا عدداً من إناث الخنزير الهندي في طورـ الحمل كميات كبيرة من هرمون‬
‫التستوسترون؛ فظهرت لدى المواليد اإلناث أعضاء تناسلية ذكرية إلى جانب المبيض‪ .‬وعندما‬
‫انتزع هؤالء العلماء المبيض‪ ،‬وحقنوا هذه اإلناث الشاذة مزيدا من التستوسترون‪ ،‬أخذت تتصرفـ‬
‫(‪)2‬‬
‫كالذكور حتى أنها أقبلت على مجامعة اإلناث ذات التكوين الطبيعي‪".‬‬

‫(‪)3‬‬
‫من العلماء من يقول ‪ :‬لوال مفهوم الهرمون الجنسي لولدت الكائنات متساوية الجنس‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سورة البقرة‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫(‪ )2‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االختالف بين الذكر واألنثى من حيث جنس الدماغ أصالً‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫البيولوجية على األفكارـ والميول‬
‫ّ‬ ‫كتاب جنس الدماغ ( ‪ ،) Brain Sex‬ناقش أثر الفروقات‬
‫والسلوك‪ ،‬وهو من تأليف ٍّ‬
‫كل من آن مويرـ وهي حاصلة على دكتوراة في علم الوراثة وديفيد‬
‫جيسيل‪.‬‬
‫أن أدمغة الجنسين تختلف عن‬
‫إن هذا الكتاب ليس بالكتاب الوصفي‪ ،‬إنه فقط يوضح كيف ّ‬
‫ّ‬
‫بعضها‪ ،‬ويحاول أن يربط هذه الفروقات مع جوانب السلوك المختلفة التي يمكن مالحظتها في كل‬
‫(‪)1‬‬
‫مجده قوم وندبه آخرون طيلة قرون‪.‬‬
‫من الرجل والمرأة‪ ،‬ذلك السلوك الذي ّ‬

‫مما جاء فيه‪:‬‬

‫" الرجال مختلفون عن النساء‪ ،‬وهم ال يتساوون إالّ في عضويتهمـ المشتركة في الجنس‬
‫البشري‪ ،‬واالدعاء بأنهم متماثلون في القدرات والمهارات أو السلوك تعني بأننا نقوم ببناء مجتمع‬
‫يرتكز على كذبة بيولوجية وعلمية‪.‬‬

‫ألن أدمغتهم تختلف عن بعضها؛ فالدماغ‪ ،‬وهو العضو الذي يضطلع‬


‫فالجنسان مختلفان ّ‬
‫بالمهام اإلدارية والعاطفية في الحياة‪ ،‬قد تم تركيبه بصورة مختلفة في الرجال عنه في النساء‪،‬‬
‫ولهذا فهو يقوم بمعالجة المعلومات بطريقة مختلفة عند كل منهما والذي ينتج عنه في النهاية‬
‫اختالف في المفاهيم واألولويات والسلوك‪.‬‬

‫ولقد شهدت العشر سنين األخيرة زيادة هائلة في البحث العلمي لمعرفة األسباب التي‬
‫تكمن وراء اختالف الجنسين‪ ،‬فخرج األطباء والعلماء وعلماء النفس واالجتماع أثناء عملهم‪،‬‬
‫الذي تم بشكل مستقل‪ ،‬بمجموعة من النتائج التي لو أخذنا بها جميعاً فإنها تعطيناـ صورة متجانسة‬
‫وهي في ذات الوقت صورة مذهلة من عدم التماثل بين الجنسين‪.‬‬

‫وأخيراً تم التوصل إلى جواب عن هذا ُّ‬


‫النواح المزعج والمتمثل في‪" :‬لماذا ال تستطيعـ المرأة أن‬
‫تصبح مثل الرجل؟"‪ .‬ولقد حان الوقت لنسف األسطورة التي تقول بقابلية تبادل األدوارـ بين‬
‫الرجال والنساء إذا ما ُأعطوا فرصاً متساوية إلثبات ذلك‪ ،‬ولكن األمر ليس كذلك ألن كل شيء‬
‫فيهما أبعد ما يكون عن التساوي‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, The Real Difference Between Men and )1‬‬
‫‪.Women, Translated by: Bader Al-manyes, 1993‬‬

‫‪15‬‬
‫وإ لى عهد قريب كان يتم تفسير االختالفات السلوكية بين الجنسين من خالل عملية‬
‫التكيف االجتماعي‪ ،‬مثل توقعات الوالدين اللذين تعكس مواقفهماـ بدورها توقعاتـ المجتمع ككل؛‬
‫ّ‬
‫فيطلب من األوالد الصغار عدم البكاء وإ ن الطريق إلى القمة يعتمد على اإلصرارـ والعدوانية‪،‬‬
‫ُ‬
‫وبهذا لم يعط أي اعتبار لوجهة النظر البيولوجية التي تقول بأننا قد نكون ما نحن عليه بسبب‬
‫الطريقة التي خلقنا عليها‪ ،‬وهناك اليوم الكثير من الدالئل البيولوجية الجديدة التي تُهيئ الطريق‬
‫كي تسودـ فيه حجة التفسير االجتماعي للفروق‪ ،‬ولكن البرهان البيولوجيـ وفر لنا أخيراً إطاراً‬
‫علمياً وشامالً وقابالً لإلثبات بالدليل‪ ،‬والذي من خالله نستطيع أن نبدأ في فهم لماذا نحن على ما‬
‫نحن عليه‪.‬‬

‫وإ ذا كان التفسير االجتماعي قاصراً‪ ،‬فإن الحجة البيوكيميائية (‪ )biochemical‬تبدو‬


‫بأن الهرمونات هي التي تجعلنا نتصرفـ بطريقة معينة ونمطية –‬
‫وكأنها أكثر معقولية ‪ّ -‬‬
‫أن الذي يؤديـ‬
‫أن الهرموناتـ وحدها ال تزودنا باإلجابة الشاملة عن السؤال‪ ،‬حيث ّ‬
‫ولكن‪ ،...،‬نجد ّ‬
‫إلى هذا االختالف هو التفاعل بين تلك الهرموناتـ وأدمغة الذكورـ أو اإلناث التي أعدت سلفاً من‬
‫أجل أن تتفاعل معها بطرق خاصة‪.‬‬

‫االختالفات بين الرجال والنساء قد ُيغضب كال الجنسين أو يجعلهما يشعران بالرضا‪،‬‬
‫ولكن كال هذين الموقفين على خطأ‪ ،‬فلو كان للمرأة من األسباب ما يدفعها للغضب‪ ،‬فإن ذلك ليس‬
‫ألن العلم قد قلل من قيمة المعركة التي كسبتها المرأة بعد كفاحها المرير من أجل المساواة‪ ،‬ولكن‬
‫ّ‬
‫الغضب يجب أن يوجه أساساً إلى أولئك الذين يسعون إلى إساءة توجيه المرأة وإ لى الذين ينكرون‬
‫ليؤمن‬
‫ّ‬ ‫عليها جوهر تكوينها‪ .‬فلقد نشأت العديد من النساء في الثالثين أو األربعين سنة الماضية‬
‫تحملن اآلالم الشديدة‬
‫بأنهن أو أن عليهن أن يكن "مثل زمالئهن الرجال"‪ ،‬وفي غمرة هذا كله ّ‬
‫الضرورية واإلحباط وخيبة األمل‪ ،‬ولقد حملن على االعتقاد أنه وبمجرد أن يقمن بتحطيمـ‬
‫ّ‬ ‫وغير‬
‫قيود تحيزات واضطهاد الرجال‪ -‬السبب المزعوم في منزلتهن المتدنية – فإن أبواب الجنة‬
‫الموعودة من المساواة سوف تفتح على مصراعيها‪ ،‬وستكون النساء‪ ،‬وبعد طول انتظار‪ُ ،‬ح ّرات‬
‫في تسلق وانتزاع أعلى مراتب المهن والحرف من الرجال‪.‬‬

‫وبدالً من ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من القدر الكبير من الحرية التي حصلت عليها المرأة في‬
‫أن النساء لم يحققن تقدماً مهماً‬
‫التعليم والفرص في الحياة وفيـ عدم خضوعها لقيود المجتمع‪ ،‬إال ّ‬
‫بالمقارنة مع ما كان عليه وضعهن قبل ثالثين سنة‪ .‬والسيدة تاتشر ما زالت االستثناء الذي يثبت‬
‫القاعدة‪ .‬ولقد كانت هناك نساء أكثر في الوزارة البريطانية في سنوات الثالثينيات من هذا القرن‬
‫مما هن عليه في الوقت الحاضر‪ .‬كما أنه لم تحصل زيادة تذكر في عضوات البرلمان البريطانيـ‬

‫‪16‬‬
‫خالل الثالثين سنة الماضية‪ ،‬وبعض النساء‪ ،‬ومن منطلق إحساسهن بالقصور في الوصولـ‬
‫أنهن فشلن فقط في‬
‫بأنهن قد فشلن‪ ،‬ولكن الحقيقة هي ّ‬
‫ّ‬ ‫واالقتسامـ المزعوم للسلطة والقوة‪ ،‬يشعرن‬
‫أن يصبحن مثل الرجال‪.‬‬

‫ومن الناحية األخرى يتعين أال يكون هذا دافعاً للرجال للشعور بالفرح والسرور‪،‬ـ على‬
‫أن معظم النساء ال‬
‫أن بعضهم سوفـ يجد في ذلك سالحاً من أجل زيادة التعصب‪ ،‬فمع ّ‬
‫الرغم من ّ‬
‫أنهن أفضل في قراءة شخصية اإلنسان‪ ،‬والناس كما نعلم‪،‬‬
‫يحسن قراءة الخرائط مثل الرجال‪ ،‬إال ّ‬
‫ّ‬
‫أهم من الخرائط‪" .‬سيحاول عقل الذكر‪ ،‬في هذه اللحظة‪ ،‬البحث عن استثناءات لهذه القاعدة"‪.‬‬

‫وقدـ شعر بعض العلماء بالقلق حول مصيرـ كشوفاتهم‪ ،‬فالبعض من هذه النتائج إما أن‬
‫تكون قد طمست أو أنها وضعت بهدوء على األرففـ‪  ‬وذلك بسبب ردود الفعل االجتماعية التي قد‬
‫تثيرها‪ ،‬ولكنه من األفضل عادة أن يتصرفـ اإلنسان على ضوء ما هو حقيقي بدالً من مواصلة‬
‫بأن ما هو حقيقي يجب أن ال يسود‪.‬‬
‫الزعم ّ‬

‫المكملة لبعضها وأن نستثمرها‪،‬ـ‬


‫ّ‬ ‫واألفضلـ من هذا كله هو في أن نرحب بهذه االختالفات‬
‫فالواجب على النساء في هذه المرحلة أن يساهمن بمواهبهن األنثوية الخاصة بدالً من تبديد‬
‫طاقتهن في البحث عن بديل ذكوريـ ألنفسهن‪ ،‬فيستطيعـ خيال المرأة الخصب مثالً أن يجد الحلول‬
‫حدسية واحدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مهنية كانت أو منزلية – بضربة‬
‫ألصعب المشكالت – ّ‬

‫إن أكبر مبرر يمكن أن يسوقه اإلنسان للدفاع عن فكرة وجوب االعتراف بالفوارقـ بين‬
‫ّ‬
‫بأن‬
‫أن االعتراف بهذه الفوارق قد يجعلنا أكثر سعادة‪ ،‬فإدراكنا‪ ،‬على سبيل المثال‪ّ ،‬‬ ‫الجنسين هو ّ‬
‫للجنس مصادرـ ودوافعـ وأهمية مختلفة في أدمغة الذكورـ واإلناث‪ ،...،‬قد يجعل منا أزواجاً‬
‫بأن الرجال‬
‫أن اإلدراك ّ‬
‫وزوجات أفضل‪ ،‬وأكثر مراعاة لحقوق ومشاعر الطرفـ اآلخر‪ ،‬كما ّ‬
‫والنساء غير قادرين على تبادل أدوار األبوة واألمومة فيما بينهم قد يجعل منا آباء وأمهات‬
‫أفضل‪.‬‬

‫ولكن االختالف السلوكي األكبر بين الرجال والنساء هو في عدوانية (‪)aggression‬‬


‫الرجال الطبيعية والمتأصلة فيهم والتي تفسر إلى حد بعيد هيمنتهم التاريخية على بقية األجناس‬
‫األخرى‪ ،‬والرجال لم يتعلموا هذه العدوانية من أجل استخدامهاـ في الحرب الدائرة بين الجنسين‪،‬‬
‫ونحن بدورناـ ال نعلم أطفالنا كي يصبحواـ عدوانيين‪ ،‬مع أننا في الواقع نحاول عبثاً أن ننزع منهم‬
‫يقرون بأن العدوانية‬
‫عدوانيتهم‪ ،‬وحتى أكثر الباحثين معارضة لالعتراف بالفوارق بين الجنسين ّ‬
‫هي ميزة ذكورية‪ ،‬وأنه ال يمكن تفسير وجودهاـ من خالل عملية التكيف االجتماعي‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وبإمكان الرجال والنساء أن يجعلوا حياتهم أكثر سعادة‪ ،‬وأن يفهموا ويحبوا فيها بعضهمـ‬
‫أكثر‪ ،‬كما يمكنهم تنظيم عالمهم بشكل أفضل‪ ،‬إذا ما اعترفواـ بفوارقهم‪ ،‬ويستطيعون بعد ذلك أن‬
‫الجنسانية المميزة‪ .‬فلقد حان الوقت كي نتوقف عن‬
‫ّ‬ ‫يؤسسواـ حياتهم على األعمدة الثنائية لهوياتهم‬
‫إن الرجال والنساء خلقوا متساوين‪ ،‬فهم لم يخلقوا كذلك ولن يستطيع‬ ‫التنازع العقيم حول مقولة ّ‬
‫ستؤديـ إلى توترـ‬
‫ّ‬ ‫المثالية أو من الخيال الطوبائيـ تغيير هذه الحقيقة‪ ،‬ولكنها بالتأكيد‬
‫ّ‬ ‫أي مقدار من‬
‫(‪)1‬‬
‫العالقة بين الجنسين‪" .‬‬

‫أن‪:‬‬
‫واستخلص الكاتب والكاتبة في نهاية أبحاثهم على ّ‬

‫لديهن رغبة في فعل ما يفعله الرجال‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬النساء ليست‬
‫‪ -‬إن طفلة بعمر ساعة واحدة تتصرف بطريقة تختلف عن تصرفات طفل ذكر من العمر نفسه‪.‬‬
‫المجتمع ال يحدث أثره بهذه السرعة؟‬
‫‪ -‬في األسبوع األول من والدتهن فإن البنات‪ ،‬وليس األوالد‪ ،‬هن اللواتي يستطعن التمييز بين‬
‫أصوات صراخ طفل وضجيج عادي من نفس حدة النبرات‪ .‬المجتمع لم يكن راقداً بجوارـ مهد‬
‫الطفل يعلمه التمييز بين األصوات؟‬
‫حساسية للصوت والرائحة والتذوقـ واللمس من الرجال‪ .‬والنساء يمتلكن القدرة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬النساء أكثر‬
‫على تمييز الفوارق الدقيقة في الصوت والموسيقىـ بسهولة أكبر‪ ،‬والفتيات يكتسبن المهارات‬
‫حساسية للمضامين الشخصية‬
‫ّ‬ ‫أن اإلناث أكثر‬
‫اللغوية وطالقة اللسان والحفظ قبل األوالد‪ ،‬كما ّ‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وأكثرـ مهارة في فهم التلميحات التي تحويهاـ التعبيرات اللفظية واإليماءات‪ ،‬وهن‬
‫ألنهن يعتمدن بشكل أكبر على‬
‫ّ‬ ‫الحسية والشفهية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أسرع من الرجال في عمليات تحليل المعلومات‬
‫إحساسهن الداخلي‪.‬‬
‫ّ‬
‫لكن الرجال هم األفضل في المهارات التي تتطلب قدرات مكانية‪ ،‬وهم أكثر عدوانية وحباً في‬
‫‪ّ -‬‬
‫تأكيد الذات‬
‫‪ -‬هناك فروق بدنية (حجم الجسم والتقاطيع الجسدية‪ ،‬والهيكل العظمي‪ ،‬واألسنان‪ ،‬وفترة البلوغ‬
‫‪ ...‬الخ) فإن هناك اختالفات جوهرية موازية في الوظائفـ الدماغية‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــ‬
‫(‪.Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, p.15-20 )1‬‬

‫تعرضن إلى الهرمونات الذكرية داخل الرحم أصبحن أكثر تأكيداً للذات‬
‫‪ -‬الفتيات الالتي َّ‬
‫وثقة بالنفس‪ ،‬وفضلن حين كن طفالت صغيرات صحبة األوالد والمشاركة في األنشطة التي‬
‫تدور خارج المنزل‪ ،‬كما أنهن أقل اهتماماً من أخواتهن بالعرائس واللعب المستغرق في‬

‫‪18‬‬
‫األحالم ورواية القصص والحديث إلى الفتيات األخريات‪ ،‬ويصل األمر في النهاية إلى أنهن‬
‫يصبحن أقل اهتماماً بأمورـ األمومة‪ .‬أما األوالد الذين تعرضواـ لهرمون األنوثة داخل الرحم‪،‬‬
‫فقد انتحوا في سلوكهمـ ناحية السلوك األنثوي؛ فأصبحواـ أقل عدوانية وتأكيداً للذات وإ قباالً‬
‫الرياضية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على األلعاب‬

‫أن هناك اختالفاً‬


‫وهنالك أيضاً فروق مورفولوجية بين أدمغة الرجال والنساء – بمعنى ّ‬
‫وفعال يمكنه من تحليل‬
‫في التركيب أو الشكل‪ .‬ففي الرجال يكون الدماغ مركباً بشكل ُمحكم ّ‬
‫أن الرجال يتفوقون في هذا المجال‬
‫والمكانية والتفكير الرياضي‪ ،‬وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫البصرية‬
‫ّ‬ ‫المعلومات‬
‫فإنهم يستدعون بصورة أكثر هذه اإلمكانات في طريقة تعاملهم مع الحياة – بالتحليل وإ طالقـ‬
‫فإن عقل المرأة مصمم لمهارات تتطلب الدقة والتتابع والطالقة‬
‫النظريات‪ .‬وبنفس الطريقة ّ‬
‫التجريدية الصريحة للرجل‪ ،‬ولكنها أشبه‬
‫ّ‬ ‫اللغوية‪ .‬وبناء على ذلك فإن خلفية عالمهن ليست كتلك‬
‫ما تكون بصورة مصغرة أحكمت تفاصيلها‪.‬‬

‫والنساء يتمتعن بترابطـ أكثر بين شقي الدماغ‪ ،‬وهذا يعزز لديهن المهارات اليدوية التي‬
‫تستخدم اليدين معاً‪ ،‬وأحياناًـ يكون هذا االتصال بين نصفي الدماغ مصدراًـ لإلرباك ومعرقالً‬
‫للكفاءة – كمن يحاول أن يركز انتباهه عندما يكون هناك من يتحدث في الجوار – لكن الفائدة‬
‫تكمن في القدرة الزائدة على ربط وفهمـ ونقل المعلومات اللفظية وغير اللفظية وكذلك العاطفة‪.‬‬

‫أن جنس الدماغ يتحدد وهو في مرحلة التكوين العصبي داخل الرحم فإن اختالف‬
‫وحيث ّ‬
‫جنس الدماغ ال يظهر بشكل كامل حتى تبدأ هرموناتـ البلوغ في التدفق‪ ،‬وآنذاك تظهر‬
‫االختالفات وتتعززـ حسب ارتفاع وانخفاض تدفقـ الهورمونات‪ ،‬وهي – إذا اتخذت منحى‬
‫المنطقية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والنفسية غير‬
‫ّ‬ ‫التطرف – ستدفعـ بالرجال إلى العنف وبالمرأة إلى التقلبات السلوكية‬
‫وفي الغالب فإنها تعطي الرجال قدراً أكبر من الثقة بالنفس والقدرة على التركيزـ والتفرد بالرأي‬
‫تنمي الحاجة والرغبة إلى إقامة‬
‫والعدوانية المرسومة للحوافزـ والطموح‪ ،‬بينما هي عند النساء ّ‬
‫ّ‬
‫وإ دامة عالقات حميمة مع من حولهن من الناس‪.‬‬

‫العقلية عند الرجال‪،‬‬


‫ّ‬ ‫ويؤثرـ مستوى الهرمون الذكري عند سن البلوغ على مستوىـ الكفاءة‬
‫المكانية‬
‫ّ‬ ‫الرياضية والقدرات‬
‫ّ‬ ‫المتدنية جداً تكبح المهارات‬
‫ّ‬ ‫الهرمونية المرتفعة جداً أو‬
‫ّ‬ ‫فالمستوياتـ‬
‫عملية مزج الوقودـ بالنسبة للسيارة – حين يكون هذا المزج كثيراً جداً‬
‫بالطريقة نفسها التي تتركهاـ ّ‬
‫أو قليالً جداً بمادة األوكتين – من ضعف في كفاءة أداء محركها‪ .‬والعبقرية الرياضية ربما يكون‬
‫لها ذلك المستوى المتوسطـ من الهرومون الذكري‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وفي مرحلة متقدمة من العمر وحين تبدأ ينابيع الهرمونات بالنضوب‪ ،‬تأخذ هذه‬
‫الفروقات العقلية بفقدان طابعها الحاد الذي كانت تستمد عناصر قوتها منه‪ ،‬فتصبح المرأة أكثر‬
‫ألن الهرمونات األنثوية تكون قد فقدت عناصر قوتها‬
‫عدوانية ورغبة في تأكيد الذات‪ ،‬وذلك ّ‬
‫ّ‬
‫وقدرتهاـ على تحييد الهرمون الذكري والمتواجدـ لدى جميع النساء‪ .‬فهنالك أساس بيولوجيـ لذلك‬
‫النمط الشائع من النساء المتقدمات في العمر‪ ،‬والمتميز بظهورـ الشعر في وجوههن إلى جانب‬
‫بروز بعض النزوات واألطباعـ الغريبة‪ .‬أما الرجال فإن اتجاهاتهم يظهر عليها الضعف حين‬
‫يأخذ مستوى التستوسترون لديهم في الهبوطـ وبالتالي يصبحون أقل قدرة على تحييد الهرموناتـ‬
‫األنثوية المتواجدة عندهم بشكل طبيعي‪ ،‬ولو نظرناـ إليهم وهم يتأملون حديقة المنزل لوجدناهم‬
‫يتساءلون عن السبب الذي جعلهم يبددون هذا العمر الطويل في الصراع والكفاح في سبيل‬
‫الصعود الوظيفي‪.‬‬

‫فالعلم‪ ،‬بناء على ذلك يستطيع أن يقدم لنا تفسيراً للطريقة التي أصبح فيها الرجال والنساء‬
‫مختلفين عن بعضهم‪ ،‬ولكن بعض السياسيين‪ ،‬المنادين بمساواة المرأة بالرجل‪ ،‬سوف ينكرون‬
‫بأن اآلراء السياسية المطالبة بالمساواة‬
‫صدق العلم‪ .‬وفيـ الحقيقة فإن قلة من العلماء يجادلون ّ‬
‫قادرة على أن تبطل سالمة العلم نفسه‪ ،‬فأحد الكتّاب يقول بأننا خاضعون بقوة لفكرة تساوي‬
‫أن الباحثين وبحوثهمـ – إرادياً أو ال إرادياً – تكون‬
‫الجنسين وإ ّن الجو الجنساني مشحون لدرجة ّ‬
‫التركيبية ليست‬
‫ّ‬ ‫وأن الفروق‬
‫اإلكلينيكية تخلو من أي معنى‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وبأن آالف الدراسات‬
‫متحيزة‪ّ ،‬‬
‫عادة ّ‬
‫األكاديمية التي ال حصر لها إنما ذهبت أدراج الرياح وهي تحاول أن تدعم‬
‫ّ‬ ‫ذات أهمية‪ ،‬والمقاالت‬
‫علمية‪.‬‬
‫مغالطة ّ‬

‫بأنه حتى لو كان العلم مصيباً فإنه ال حق ألحد في أن يستمع إلى هذا‬
‫‪       ‬ويعتقد آخرون ّ‬
‫ويعبرـ أحد علماء وظائف‬
‫العلمية الحقاً‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫الصدق بسبب التخوفـ من إساءة استخدام هذه الحقيقة‬
‫الجسم النرويجيين عن ألمه فيقول‪:‬‬
‫"‪ ...‬الناس المثقفين‪ ،‬ومن بينهم أولئك الذين وصلوا أعلى المراتب بين جمهرة العلماء‪ُ ،‬يظهرونـ‬
‫األولية‪ ،‬أو أنهم ببساطة ينكرونها‪ ،‬والبعض ‪ ...‬يتمسك بالرأي‬
‫ّ‬ ‫البيولوجية‬
‫ّ‬ ‫الجهل نحو الحقائق‬
‫القائل بأنه حتى لو كانت الفوارق في السلوك بين الجنسين ترجع في جزء منها إلى فوارق‬
‫أن المناقشات في هذا المجال يجب أال تجري حتى ال ُنخاطر بمنح أنصارـ‬
‫بيولوجية بينهما‪ ،‬إال ّ‬
‫ّ‬
‫الديموقراطية مبرراً للتمسك بآرائهم"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العنصرية والعناصرـ غير‬
‫ّ‬

‫‪20‬‬
‫بأن من واجب العلم أن يتصدىـ لهذا الرأي؛ أوالً ألنه رأي غير‬
‫إن كاتب المقالة السابقة يعتقد ّ‬
‫‪ّ       ‬‬
‫علمي‪ ،‬وثانياً ألنه يشوش إحساسنا بالعدالة‪ ،‬والتي لن نستطيع الكفاح من أجل تحقيقها إال من‬
‫البيولوجية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خالل معرفة حدود وإ مكانات طبيعتنا‬
‫البشرية يكون في أقل االحتماالت في مستوى خطورة‬
‫ّ‬ ‫األساسية للطبيعة‬
‫ّ‬ ‫إن إهمال الحقائق‬
‫‪ّ       ‬‬
‫إساءة تفسير تلك الحقائق‪.‬‬
‫إن الرأي‪ ،‬والذي نحن من أنصاره‪ ،‬يجادل بأننا نستطيع االستفادة أكثر من هذا العالم متى‬
‫‪ّ       ‬‬
‫كيفية تركيبه وصنعه أكثر مما لو كنا نحاول أن نبني العالم الذي نريد من مواد ولوازمـ ال‬
‫ما فهمنا ّ‬
‫نعرف عنها شيئاً‪.‬‬
‫‪       ‬فالجهل أو اإلنكار للفروق لم يجعال العالم مكاناً طيباً للعيش بالنسبة للمرأة‪ .‬والعالم‬
‫إن المفاهيم‬
‫األنثروبولوجيـ األمريكي ليونيل تايجر ‪  Lionel Tiger‬يقول في هذا الصدد‪ّ ،‬‬
‫المتداولة اآلن في العالم حول المساواة بين الرجل والمرأة قد أدت في واقع األمر إلى مزيد من‬
‫تغير‬
‫عدم المساواة بينهم‪ .‬وإ ذا كنت ممن يرفضون األدلة حول الفوارق الجنسانية فإنك بهذا ال ّ‬
‫بتسوية هذه الفروق‪ .‬ولذلك‪ "   ،‬ففي هذا الوقت يتعين‬
‫ّ‬ ‫مؤسسات وبناءات المجتمع بطريقة تسمح‬
‫على النساء أن يقمن بتسوية الخالف مع أنفسهن‪ ،‬وهن الالئي ُيطلب منهن أن ينافسن الرجال في‬
‫النهائية لذلك هي في حرمانهن المتواصل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مؤسسات يقوم الرجال بتوجيهها‪ ،‬وتكون النتيجة‬
‫والمزيد من التذمر والقلق الذي نشهده حالياً"‪.‬‬
‫‪       ‬ويسرد البروفيسور تايجر مثاالً معبراً لذلك‪ :‬إن أداء الفتيات المتحان كتابي يهبط بمعدل‬
‫األنثوية الممتازة يحكم عليها‬
‫ّ‬ ‫الشهرية‪ ،‬والبعض من العقليات‬
‫ّ‬ ‫‪ %14‬استناداً إلى وقت الدورة‬
‫البيولوجية ومجرد مصادفة التقويم (‬
‫ّ‬ ‫بالحصول على نتائج من الدرجة الثانية بحكم األمورـ‬
‫فإن العديد من النساء‬
‫‪ ، )Calendar‬وهذا ال يمكن اعتباره عدالً بأي شكل من األشكال‪ ،‬ومع ذلك ّ‬
‫ويدخل في اعتباره هذه اإلعاقة‬
‫يفضلن القبول بهذا اإلجحاف على أن يطالبن بنظام لالختبار يقر ُ‬
‫أن نسبة مماثلة من الرجال عانت من إعاقة مشابهة لتلك التي للنساء‪،‬‬‫البيولوجية‪ .‬ولو ّ‬
‫ّ‬ ‫األنثوية‬
‫ّ‬
‫بأن تشريعاًـ سيوضعـ للتخفيف من آثارها‪.‬‬
‫لكان ذلك رهاناً رابحاً ّ‬
‫ومع ذلك يظل ذووـ النوايا الحسنة من الساسة والمربين على إصرارهم‪،‬ـ وإ ن كان بوسائل أقل‬
‫التقدمية يقرأ األطفال عن‬
‫ّ‬ ‫الجنسانية الشائعة؛ ففي فصولـ المدارس‬
‫ّ‬ ‫تعسفاً‪ ،‬في رسم نهاية للفوارق‬
‫إطفائيات ومن‬
‫ّ‬ ‫األميرة التي تنتصر على التنين وتُنقذ األمير‪ .‬وترسم لنا الكتب صور نساء‬
‫سائقات الشاحنات‪ .‬أما المعلم المعادي لمبدأ اختالف الجنسين فيقترح على طلبته أن يكتبوا‬
‫أن‬
‫موضوعـ إنشاء يبدأ بالكلمات التالية‪" :‬لبست نادية قفازات المالكمة ودخلت إلى الحلبة"‪ .‬كما ّ‬
‫الفتيات يجب أن ال يسمعن المديح بسبب تفوقهن في النظافة والهندام‪ ،‬وال ينبغي للطالب دون‬
‫الفتيات أن يسمعواـ التقريع بسبب سلوكهم المشاغب – "ما لم يتمادواـ في سلوكهم هذا" ‪ .‬وإ ّن‬

‫‪21‬‬
‫كلية يجب أن تشمل كل جوانب بيئة‬
‫عملية التعليم التي تقوم على المساواة بين الجنسين عملية ّ‬
‫الفصل الدراسي"‪.‬‬
‫ولكن ثمة مشكلتان هنا‪:‬‬
‫حتمية الكذب باسم التعليم – واألسوأـ من ذلك هو أنه كذب ال يخفى حتى على‬
‫‪ -‬األولى وهي ّ‬
‫األطفال‪.‬‬
‫أن هذه الطريقة الكلية لن تترك سوى القليل من الوقت لتعلم أي شيء آخر‪ ،‬وربماـ‬
‫‪ -‬والثانية ّ‬
‫المحو الجنسانيـ) هو نظام إدخال المعلومات الذي يدرج‬
‫يكون من أكثر األمثلة سذاجة على ( َ‬
‫أوتوماتيكياً كلمة أو (هي) بعد كل كلمة (هو) يقوم الطابع بإدخالها‪ ،‬فهذا يضمن التخلص‬
‫األوتوماتيكي من الكتابة المتحيزة جنسانياً وبهذا نحصل على قمة مكننة اللغة في هذه المسالة‪.‬‬

‫إن الشعارات ال تغير من الحقيقة شيئاً‪ ،‬علينا أن نضع نهاية لتلك االهتمامات العقيمة المرتكزة‬
‫ّ‬
‫على المساواة االصطناعية‪ ،‬والتخلي عن عمليات اإلنكار المضنية وغير الطبيعية‪ ،‬وأن نحقق‬
‫(‪)1‬‬
‫بدالً من ذلك االستمتاع بذواتنا‪ ،‬وأن نغرس عالقة جديدة بين الرجال والنساء‪.‬‬

‫دماغ الرجل يحتوي ‪ 22.8‬مليار خلية مقابل ‪ 19.3‬ملياراً عند المرأة‪:‬‬


‫أجرى الباحثان الدكتورة بنت باكنبرغـ والبروفيسور جورغر غوندرس تحليالً ل ‪ 94‬دماغاً سليماً‬
‫لدنماركيين فارقوا الحياة تتراوح أعمارهم بين ‪20‬و ‪ 90‬سنة ونشرا أبحاثهما في جورنالـ اوف‬
‫كومباراتيف نورولوجي‪.‬ـ‬
‫أن أدمغة الرجال تحتويـ على ما معدله ‪ 22.8‬مليار خلية مقابل ‪19.3‬‬
‫وخلص الباحثان إلى ّ‬
‫مليار خلية في أدمغة النساء‪.‬‬
‫وأعلنت الدكتورة باكنبرغ لوكالة فرانس برس‪ :‬لقد فوجئناـ بهذا الفارق ولم نكن نعتقد بأنه كبير‬
‫إلى هذه الدرجة؛ حتى وإ ن كان وزن دماغ الرجل يفوق وزن دماغ المرأة ( يزيد وزن دماغ‬
‫الرجل عن دماغ المرأة ‪ 150‬غراماً )‪.‬‬
‫وأضافت باكنبرغـ " من الممكن في هذه االختباراـت أن يكون الرجال أفضل من النساء في بعض‬
‫(‪)2‬‬
‫ذكاء "‬
‫المجاالت ولكنهمـ ليسوا بشكل عام أكثر ً‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪.Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, p. 215-234 )1‬‬
‫(‪ )2‬النوع االجتماعي‪ ،‬طاقم شؤون المرأة‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬ليس الذكر كاألنثى في السمات النفسية والعقلية ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سمات األنثى النفسية والعقلية‬

‫‪22‬‬
‫تشير البحوث العلمية إلى ّأن العاطفة هي السمة األساسية التي تتسم بها نفس حواء‪.‬‬
‫من سمات األنثى النفسية والعقلية‪:‬‬
‫‪ -1‬القدرة على التأثير باإليحاء‪.‬‬
‫‪ -2‬سرعة االستجابة للدوافع‪.‬‬
‫والدافع مؤشرـ قوي يدفع الكائن الحي إلى القيام بسلوك يرمي إلى تحقيق غرض محدد‪.‬‬
‫‪ -3‬سرعة التأثر العاطفي‪.‬‬
‫‪ -4‬الرغبة في التنوع‪.‬‬
‫‪ -5‬الحساسية والمرونة‪.‬‬
‫تنتابهن مشاعر‬
‫ّ‬ ‫تظهر على كثير من بنات حواء مظاهر النشاط والصحة والمرح واالبتهاج‪ ،‬ولكن‬
‫الضيق واالنقباض في أثناء فترة الحيض مثل العصبية وعدم االنسجام وسرعة التهيج والحساسية‬
‫المرهفة وكثرة تقلب المزاج‪.‬‬
‫‪ -6‬التماس حواء لعون الرجل وحمايته‪.‬‬
‫‪ -7‬سمة التقبلية‪.‬‬
‫من الناحية الوجدانية تميل المرأة إلى أن تكون الموضوعـ المعشوق الذي يحظى باإلعجاب فلها‬
‫الميل الفطري للتزين وأن تكون على أجمل صورة وأبهى منظر لتعشق وتُحب‪.‬‬
‫‪ )8‬سمة الحدس واإللهام‪.‬‬
‫‪ )9‬سمة االحتواء والرعاية‪.‬‬
‫وتظهر سمة االحتواء عند المرأة فسيولوجياًـ في عملية الحمل ‪ ،‬ثم في احتضان الطفل‪.‬‬
‫‪ )10‬األمومة‪:‬‬
‫هي الغريزة الفطرية المحورية التي تتمركز حولها حياة األنثى منذ الصبا إلى الشيخوخة‪)1( .‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص ‪.70-59‬‬
‫صديق‬
‫خرج أحاديثة محمد ّ‬
‫وانظر‪ :‬وصفي‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ ،‬الرجل والمرأة في اإلسالم‪ ،‬تقديم محمد عبد اهلل السمان‪ّ ،‬‬
‫المنشاوي الوهاجي‪ ،‬ص ‪ ،58-44‬القاهرة‪ ،‬دار الفضيلة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سمات الذكر النفسية والعقلية‬

‫يكمن شيء من الطموح عادة ًفي تفكير الرجل وسلوكياته وتتجلىـ هذه السمة عنده في الرغبة‬
‫المتزايدة في القوة والسيطرة والكمال بوجه عام‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫يتميز عقل الرجال بصفة عامة بالسمات التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬التفكير المنطقي المنظم في حل المشاكل‪.‬‬
‫‪ )2‬التفكير اإلبداعي االبتكاري‪.‬‬
‫‪ )3‬القدرة على التركيزـ العقلي ومواصلته اتجاه هدف محدد‪.‬‬
‫إن اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬خلق الجنسين الذكر واألنثىـ يكمل أحدهما اآلخر‪ ،‬لكل منهما وظيفته‬
‫(‪)1‬‬
‫التي تتفق مع الفطرة اإلنسانية التي أودعها اهلل بهما‪.‬‬

‫إن اهلل تعالى خلق الجنس البشري من نوعين‪ ،‬يكمل أحدهما اآلخر‪ ،‬وأن كالً منهما يتجه في‬
‫ّ‬
‫الحياء=ة اتجاهاً يسير جنباً إلى جنب مع اتجاه الجنس المقابل‪ ،‬ليؤديـ كل واحد منهما الوظيفة‬
‫أن رقي اإلنسانية الحقيقي ال‬
‫التي تؤهله صفاته للقيام بها نحو المجتمع اإلنساني‪ ،...،‬وال شك ّ‬
‫يكون إالّ بتوزيعـ األعمال‪ ،‬ومالئمة كل جنس للوظيفة التي يقوم بتأديتهاـ في هذه الحياة‪،‬‬
‫فالرجل‪ ،...،‬مستعد بطبيعته وقواه الجسمية إلى الزعامة والقيادة‪ ،‬لقدرته على التصرفـ عند‬
‫المواقف الحرجة‪ ،‬وعلى االبتكار للخروج من المآزق بسرعة‪ ،‬أما المرأة فليس لها هذا االستعداد‪،‬‬
‫ولكنها تفوق الرجل في الصبر والجلد والقدرة على المقاومة والسرعة في التنفيذ‪ ،‬ولذلك كان‬
‫الرجل أكثر استعداداً للتنفيذ‪ ،‬ولما تمتاز به المرأة من الصبر وقوة الوجدان والحنوـ والشفقة‪،‬‬
‫أماً وممرضة‪ ،‬وسلوة للرجل إذا حلت به النكبات‪ ،‬أو استولت عليه الهموم‪،‬‬
‫تستطيع أن تكون ّ‬
‫فترى المرأة بذلك عوناً للرجل‪ ،‬وترى الرجل عوناً للمرأة كذلك‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والمرأة أقرب ما يكون إلى المزاج االنفعالي وهي عملية أكثر منها فلسفية‪.‬‬
‫ونستطيع القول أن المرأة تحمل لواء العاطفية والرجل يحمل لواء العقل‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص ‪.75-71‬‬
‫وانظر‪ :‬وصفي‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ ،‬الرجل والمرأة في اإلسالم ‪ ،‬ص ‪58-44‬‬
‫(‪ )2‬وصفي‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ ،‬الرجل والمرأة في اإلسالم ‪ ،‬ص ‪.58-57‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬األمور التي ساوى وفرق بها اإلسالم بين الذكر واألنثى‬

‫المبحث األول‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في اإلسالم‬


‫ساوى اإلسالم بين الذكر واألنثىـ في أمور عدة منها ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القيمة اإلنسانية‬

‫‪24‬‬
‫يسوي اإلسالم بين الرجل والمرأة في القيمة اإلنسانية اإلنطولوجية ( الوجودية ) ‪ ،‬حيث خلق اهلل‬
‫األثنين من طينه واحدة ومن معين واحد ‪ ،‬فال فرق بينهما في األصل والفطرة ‪ ،‬وال في القيمة‬
‫واألهمية‪ .‬والمرأة هي نفس خلقت لتنسجم مع نفس‪ ،‬وروح خلقت لتتكامل مع روح وشطرـ مساو‬
‫لشطر‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ { :‬واهلل خلقكم من تراب ‪ ،‬ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجاً } (‪.)1‬‬
‫واإلسالم يقرر أن قيمة أحد الجنسين ال ترجع كون أحدهما ذكراً واآلخرـ أنثى بل ترجع إلى العمل‬
‫(‪)2‬‬
‫الصالح والتقوى‪.‬‬
‫قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباًوقبائل لتعارفوا ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم ‪ ،‬إن اهلل عليم خبير }‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في المسؤولية الخاصة والعامة وفي الثواب‬
‫والعقاب‪.‬‬
‫كل إنسان في ميزان اهلل مسؤولـ عن عمله‬
‫(‪)4‬‬
‫قال تعالى ‪ { :‬كل إمرٍئ بما كسب رهين }‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سورة فاطر‪ ،‬آية‪11:‬‬
‫(‪ )2‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫انظر‪ :‬الحسيني‪ ،‬سهيلة‪ ،‬المرأة في منهج اإلمام الغزالي‪ ،‬تقديم‪ :‬د‪ .‬محمد عمارة‪ ،‬ص ‪ ،164‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫الرشاد‪ ،‬ط‪1419 ،1‬هـ ‪1998 -‬م‪ .‬انظر‪ :‬أبو شقة‪ ،‬عبد الحليم محمد‪ ،‬تحرير المرأة في عصر الرسالة‪ ،‬جـ‬
‫‪ ،1/71‬معالم شخصية المرأة المسلمة‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار القلم‪ .‬طـ‪1420 ،5‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الغزالي‪ ،‬محمد‪ ،‬قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة‪ ،‬ص‪ ،35‬بيروت‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬طـ‪،3‬‬
‫‪1412‬هـ ‪1991 -‬م‪ .‬انظر‪ :‬العك‪ ،‬خالد عبد الرحمن‪ ،‬بناء األسرة المسلمة في ضوء القرآن والسنة‪ ،‬ص‬
‫‪ ،206-203‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬طـ‪1423 ،5‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة الحجرات‪ ،‬آية‪.13:‬‬
‫(‪ )4‬سورة الطور‪ ،‬آية‪21:‬‬

‫قال تعالى ‪ { :‬وال تزر وازرة وزر أخرى } (‪ )1‬فاطرـ ‪18:‬‬


‫قال تعالى ‪ { :‬وأن ليس لإلنسان إال ما سعى }(‪ )2‬النجم ‪39:‬‬
‫فالعمل الصالح سواء عمله الذكر أم األنثى له الثواب واألجر عند رب العالمين ‪-‬عز وجل‪.-‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة وال‬
‫(‪)3‬‬
‫النساء ‪124:‬‬ ‫يظلمون نقيراً }‬

‫‪25‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المساواة بين الجنسين في العقوبات ال مفاضلة‬
‫قال تعالى‪ { :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكاالً من اهلل }(‪ )4‬المائدة ‪38:‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلده }(‪ )5‬النور ‪2:‬‬
‫أما العامة منهم أيضا ًمتساووين فيها؛ ك ٌل‬
‫هذه المساواة بين الجنسين في المسؤولية الخاصة‪ّ ،‬‬
‫حسب ميدانه ليكونا مجتماً مستقيماً دعائمه إيمانية‪.‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‬
‫(‬
‫ويقيمون الصالة ويؤتون الزكاة ويطيعون اهلل ورسوله أولئك سيرحمهم اهلل إن اهلل عزيز حكيم}‬
‫‪)6‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في الحقوق المدنية‬


‫ساوى اإلسالم بين الجنسين في الحقوق المدنية على كافة مستوياتها‪ ،‬من تملك وتعاقدـ وبيع‬
‫وشراء ورهينه وهبه وحق في توكيل الغير أو ضمانه فللمرأة شخصيتهاـ الكاملة مثل الرجل في‬
‫(‬
‫اإلسالم لها حق التصرف في حالها قبل الزواج وبعده كيفما شاءت في إطار الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪)7‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سورة فاطر‪ ،‬آية‪.18:‬‬
‫(‪ )2‬سورة النجم‪ ،‬آية ‪.39‬‬
‫(‪ )3‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪.124‬‬
‫(‪ )4‬سورة المائدة‪ ،‬آية ‪.38‬‬
‫(‪ )5‬سورة النور‪ ،‬آية ‪.2‬‬
‫(‪ )6‬سورة التوبة‪ :‬آية‪.71‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬موسى‪ ،‬د‪ .‬رشاد علي عبد العزيز‪ ،‬د‪ .‬مديحة منصور الدسوقي‪ ،‬د‪ .‬أميرة عباس عبد الرازق‪ ،‬علم‬
‫نفس المرأة‪ ،‬ص ‪35‬‬
‫انظر‪ :‬حوى‪ ،‬سعيد‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬راجعه األستاذ وهبي سليمان الفاوجي‪ ،233 ،‬ط‪ 1401 ،3‬هـ ‪1981 -‬م‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في حق إبداء الرأي‬


‫(‪)1‬‬
‫اإلسالم أعطى المرأة حقها كامالً من حيث الحوار والمجادلة وإ بداء الرأي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬قد سمع اهلل قول التي تجادالك في زوجها وتشتكي إلى اهلل }‬
‫وأيضاً أم سلمه زوج النبي – صلى اهلل عليه وسلم – لما استشارهاـ النبي – صلى اهلل عليه وسلم –‬
‫في أثناء صلح الحديبية أبدت رأيها وكان هو الرأي الذي أخذ به الرسول – صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪.-‬‬

‫‪26‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في حق التعلم والتعليم‬
‫(‪)3‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون إنما يتذكر أولوا األلباب }‬
‫العلم ال يستويـ مع الجهل ‪ ،‬فاإلنسان ال يمارس الصواب ويحيد عن الخطأ؛ إالّ إذا اكتسب علماً‬
‫(‪)4‬‬
‫أهله لذلك‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫قالت عائشة‪ " :‬نعم النساء نساء األنصارـ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين "‬
‫للنبي –صلى اهلل عليه وسلم‪ :-‬غلبنا عليك الرجال‪ ،‬فاجعل لنا‬
‫عن أبي سعيد الخدري قالت النساء ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫وأمرهن‪" .‬‬
‫ّ‬ ‫فوعظهن‬
‫ّ‬ ‫لقيهن فيه‬
‫ّ‬ ‫فوعدهن يوماً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يوماً من نفسك‬
‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬زيدان‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم‪ ،‬حقوق وواجبات المرأة في اإلسالم‪ ،‬ص‪ ،88-74‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫طـ‪ 1425 ،1‬هـ ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة المجادلة‪ ،‬آية‪1:‬‬
‫(‪ )3‬سورة الزمر‪ ،‬آية‪9 :‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬أبو شقرة‪ ،‬عبد الحليم محمد‪ ،‬تحرير المرأة في عصر الرسالة‪ ،‬ص ‪ .117‬انظر‪ :‬محمود‪ ،‬د‪ .‬علي‬
‫عبد الحليم‪ ،‬المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى اهلل‪ ،‬ص ‪ .206-197‬انظر‪ :‬عتر‪ ،‬د‪ .‬نور الدين‪ ،‬ماذا عن المرأة‪،‬‬
‫ص ‪ ،35-28‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ 1399 ،‬هـ ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري في صحيحه‪ ،‬برقم ‪ ،130‬كتاب العلم ‪ ،‬باب الحياء في العلم ‪ ،‬انظر‪ :‬ابن حجر العسقالني ‪،‬‬
‫أحمد بن علي ‪ ،‬فتح الباري شرح البخاري‪ ،‬طبعة جديدة ومنقحة ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق‬
‫أصلها عبد العزيز بن باز‪ ،‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬جـ‪ ،1/335‬دار مصر ‪ ،‬ط‪1421 ، 1‬هـ ‪2001-‬م‪.‬‬
‫(‪ )6‬متفق عليه‪ ،‬رواه البخاري برقم ‪ ،101‬كتاب العلم‪ ،‬باب هل ُيجعل للنساء يوم على حدة في العلم‪ ،‬ومسلم برقم‬
‫‪ ،2633‬في كتاب البر والصلة‪ ،‬باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه‪ .‬انظر‪ :‬ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي‬
‫‪ ،‬فتح الباري شرح البخاري‪ ،‬جـ‪ .1/286‬وانظر‪ :‬النووي ‪ ،‬يحيى بن شرف‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪،‬‬
‫للنيسابوري ‪ ،‬مسلم الحجاج القشيري ‪ ،‬ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬جـ‪ ،16/149‬بيروت دار الكتب العلمية ‪1420 ،‬هـ‪ 2000-‬م‪.‬‬

‫المطلب السابع‪ :‬المساواة بين الذكر واألنثى في حق االنفصال‬


‫اإلسالم كما أعطى للرجل حق االنفصال عن زوجته أعطى للمرأة هذا الحق‪ ،‬ولكن يفرق بينهما‬
‫في كيفية وأسلوب هذا االنفصال " فهوـ يسوي بينهما في الحق‪ ،‬ويفرق بينهما في كيفية استخدامـ‬
‫(‪)1‬‬
‫هذا الحق‪ ،‬حيث يعطي الرجل حق الطالق ويعطي المرأة حق الخلع"‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األمور التي فرق اإلسالم فيها بين الذكر واألنثى‪:‬‬

‫ليس الذكر كاألنثى في‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬بعض التكاليف التعبدية‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫إن اهلل الذي خلق الرجل واألنثىـ يعلم كل ما يصلح ويالئمـ طبيعتهما في كل ميادين الحياة‬
‫وبالتالي اإلسالم يبني على أساس " االختالفاتـ الطبيعية القائمة بينهما تفرقة في بعض التكاليف‬
‫التعبدية تهدف في المقام األول واألخيرـ مراعاة المرأة وصيانتهاـ والتخفيف عنها ‪ ،‬رحمة بها‬
‫(‪)2‬‬
‫وتقديراً لظروفها‪.‬ـ‬
‫فمثالً اإلسالم يسقط عن المرأة الصالة والصيام أثناء الحيض والنفاس دفعا ًللمشقة وألمور أخرى‬
‫اهلل أعلم بها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في بعض األحكام الشرعية‬


‫ومن هذه األحكام الشرعية ‪:‬‬
‫‪ -‬عورتها تخالف عورة الرجل‪ ،‬حيث أن بدنها كله عورة أمام األجانب إالّ وجهها وكفيها‪.‬‬
‫‪ - -‬ال تجب عليها صالة الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تسافر إالّ مع زوجهاـ أو محرم‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم على الرجال في الحضانة والنفقة‪.‬‬
‫‪ -‬ال جهاد عليها‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫(‪ )2‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫انظر‪ :‬محمود‪ ،‬د‪ .‬علي عبد الحليم‪ ،‬المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى اهلل‪ ،‬ص‪ ،333‬المنصورة‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬ط‬
‫‪1413 ،3‬هـ ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في النفقة‬
‫(‪)1‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف }‬
‫اإلسالم أعفى المرأة من جميع أعباء الحياة المعيشية والرجل هو المكلف بذلك ‪ ،‬فما تحتاج‬
‫إليه المرأة من طعام وشراب وكساء ومسكن‪ ...،‬إن كانت متزوجة فنفقتها واجبة على زوجها؛‬
‫(‪)2‬‬
‫وإ ن كانت غنية‪ .‬وإ ن كانت ليست متزوجة أو معتدة ‪ ،‬فنفقتها واجبة على أوليائها‪.‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬لينفق ذو سعة من سعته ‪ ،‬ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه اهلل ال يكلف اهلل‬
‫(‪)3‬‬
‫نفساًإالّ ما آتاها }‬
‫(‪)4‬‬
‫قال النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬لهند‪ ( :‬خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )‬

‫المطلب الرابع‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في الميراث‬


‫(‪)5‬‬
‫قال تعالى‪ { :‬يوصيكم اهلل في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين }‬

‫‪28‬‬
‫بالنسبة لمسألة الميراث‪ ،‬فللذكر مثل حظ األنثيين‪ ،‬ليست فيها أي محاباة ألحد الجنسين على اآلخر‬
‫وما هي إالّ مالحظة الحاجة‪ ،‬ال إقالالً من قيمة المرأة‪.‬‬
‫فالرجل هو المكلف باإلنفاق في األسرة مهما كانت المرأة غنية فعلى المعيل اإلنفاق عليها‪.‬‬
‫فمراعاة التوازن بين أعباء الذكر واألنثىـ هي التي جعلت الذكر يأخذ ضعف األنثى فالمساواة‬
‫(‪)6‬‬
‫العادلة فهي التوريث حسب مقدار الحاجة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سورة البقرة‪ ،‬آية‪.233 :‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬زيدان‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم‪ ،‬المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬جـ‪-7/152‬‬
‫‪ ،223‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬طـ‪1420 ،3‬هـ ‪2000 -‬م‪ .‬انظر‪ :‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪،‬‬
‫ص ‪.107-105‬‬
‫(‪ )3‬سورة الطالق‪ ،‬آية‪.7:‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري برقم‪ ،2211 ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب من أجرى أمر األمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع‬
‫واإلجارة والمكيال والوزن وسنتهم على نياتهم ومذاهبهم المشهورة‪ .‬انظر‪ :‬ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد ابن علي‬
‫‪ ،‬فتح الباري شرح البخاري‪ ،‬جـ‪.4/578‬‬
‫(‪ )5‬سورة النساء‪ ،‬آية‪.11:‬‬
‫(‪ )6‬انظر‪ :‬الحسيني‪ ،‬سهيلة‪ ،‬المرأة في منهج اإلمام الغزالي‪ ،‬ص ‪ .171-167‬انظر‪ :‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪،‬‬
‫وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص ‪ .109-108‬انظر‪ :‬بلتاجي‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ ،‬مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة‬
‫الصحيحة‪ ،‬الحقوق السياسية واالجتماعية والشخصية للمرأة في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬ص‪ ،151-143‬القاهرة‪،‬‬
‫دار السالم‪ ،‬طـ‪1420 ،1‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في أداء الشهادة‬

‫قال تعالى‪ { :‬واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن‬
‫(‪)1‬‬
‫البقرة ‪282‬‬ ‫ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما األخرى }‬
‫في الشهادة؛ شهادة امرأتين تعادل شهادة الرجل‪.‬‬
‫من طبيعة المرأة النفسي وجد ان القدرة العاطفية هي المحور األساسيـ الذي يوجه نفس حواء‬
‫وتفكيرها‪ .‬وبالتاليـ " وجودـ امرأة أخرى كفيل بالقضاء على أي لون من ألوان الخضوع ألي‬
‫(‪)2‬‬
‫انفعال أو تأثير أو إيحاء "‬
‫قال تعالى‪ { :‬أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما األخرى } (‪.)3‬‬
‫فهذا األمر ال يعدو أن يكون من قبيل الحيطة واالستيثاق والضمان‪ ،‬وليس فيه مطلقاً ما يخدش‬
‫كرامة المرأة أو يقلل من إنسانيتها وقدرها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في حق التعدد‬
‫تعدد الزوجات كان سائداً قبل اإلسالم واإلسالم لم يبتكره ولكنه قيده‪ ،‬فاإلسالم أباح للرجل أن‬
‫بينهن وهذا من رحمة اإلسالم بالمرأة‪ ،‬فالمرأة يمكن أن‬
‫ّ‬ ‫يجمع بين أربع نساء‪ ،‬واشترطـ العدل‬
‫إما أن تتطلق أو يتزوج عليها زوجهاـ‬
‫تكون عقيم أو مريضة مرض مزمن أو غير ذلك‪ ،‬وبالتاليـ ّ‬
‫زوجه أخرى وتبقى في بيت زوجهاـ معززة مكرمة بتكريم اهلل تعالى لها‪ ،‬لكن العكس لو أن المرأة‬
‫تزوجت أكثر من شخص في نفس الوقت فهذا يؤديـ إلى اختالط األنساب فهي إن حملت؛ َمن‬
‫(‪)4‬‬
‫صاحب الطفل؟‬
‫والمرأة بطبيعتهاـ تحن ألن تكون مع رجل واحد دون غيره‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سورة البقرة‪ ،‬آية‪282 :‬‬
‫(‪ )2‬الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬ص ‪ .111-110‬انظر‪ :‬أبو شقة‪ ،‬عبد الحليم محمد‪ ،‬تحرير‬
‫المرأة في عصر الرسالة‪ ،‬جـ‪ .1/91‬انظر‪ :‬شلتوت‪ ،‬محمود‪ ،‬اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬ص ‪ ،196-179‬بيروت‪،‬‬
‫دار الشروق‪ ،‬طـ‪1395 ،8‬هـ ‪1975 -‬م‪ .‬انظر‪ :‬الحسيني‪ ،‬سهيلة‪ ،‬المرأة في منهج اإلمام الغزالي‪ ،‬ص ‪-195‬‬
‫قدم له‪ ،‬علي‬
‫‪.205‬انظر‪ :‬العظم‪ ،‬عابدة المؤيد‪ ،‬سنة التفاضل‪ ،‬وما فضل الهه به النساء على الرجال‪ّ ،‬‬
‫الطنطاوي‪ ،‬ص ‪ ،141-133‬بيروت‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة البقرة‪ ،‬آية‪282 :‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬محمود‪ ،‬د‪ .‬علي عبد الحليم‪ ،‬المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى اهلل‪ .396-392 ،‬انظر‪ :‬بلتاجي‪ ،‬د‪.‬‬
‫محمد‪ ،‬مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫من أسباب إباحة تعدد الزوجات‪:‬‬
‫‪ -1‬قد يزيد عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال لظروفـ حرب أو غيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬قد تكون رغبة الرجل في التعبير ممن طاقته الجنسية ملحة‪.‬‬
‫أن فترة اإلخصاب عند الرجل تمتد إلى سبعين عاماً أو ما فوقها‪ ،‬بينما هي عند‬
‫‪ -3‬من المعروفـ ّ‬
‫المرأة في غالب األحيان تقف عند سن الخمسين أو قريباًـ منها وتلك فطرة اهلل التي فطر عليها كالً‬
‫من الذكر واألنثى‪.‬‬
‫‪ -4‬قد تكون الزوجة األولى غير مهيأة للحمل والوالدة أصالً‪.‬‬
‫‪ -5‬قد يكون في التعدد كفالة المرأة صالحة ال كافل لها‪ ،‬وحماية لها من ضغوطـ الحاجة‪.‬‬
‫‪ -6‬قد يكون في التعدد صيانة لزوجة شهيد من شهداء اإلسالم ورعاية ألبنائه وكفالة لهم‪.‬‬
‫‪ -7‬قد يكون في التعدد رعاية ليتامى‪.‬‬
‫فإن اإلسالم وهو يبيح تعدد الزوجات إنما يتجاوب مع الواقع الذي يعيشه الناس في الحياة‬
‫(‪)1‬‬
‫ويواجهه بالحلول الواقعية كذلك‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬ليس الذكر كاألنثى في حق القوامة‬
‫قال تعالى‪ { :‬الرجال قوامون على النساء بما فضل اهلل بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}‬
‫(‪)2‬‬

‫من أولى بالقوامة ‪ :‬المرأة أم الرجل ؟ العاطفة أم الفكر‪.‬‬


‫درجة القوامة ما هي إالّ درجة مسؤولية وتكليف وليست درجة تشريف‪.‬‬
‫أن له بحكم أعبائه األساسية‪،‬‬
‫إن القوامة للرجل ال تزيد عن ّ‬
‫يقول األستاذ أحمد موسى سالم ‪ّ " :‬‬
‫وبحكم تفرغه للسعي على أسرته والدفاعـ عنها ومشاركته في كل ما يصلحها‪ ،‬أن تكون له‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬محمود ‪،‬د‪ .‬علي عبد الحليم ‪ ،‬المرأة المسلمة وفقة الدعوة الى اهلل‪ ،‬ص‪ ,396-395‬انظر‪ :‬عتر‪ ،‬د‪ .‬نور‬
‫الدين‪،‬ـ ماذا عن المرأة‪ ،‬ص ‪ .155-143‬انظر‪ :‬بلتاجي‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ ،‬مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة‬
‫الصحيحة‪ ،‬ص ‪ .240-155‬انظر‪ :‬زيدان‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم‪ ،‬المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬جـ‪.293-6/286‬‬
‫(‪ )2‬سورة النساء‪ ،‬آية‪34:‬‬

‫الكلمة األخيرة بعد المشورة ما لم يخالف بها شرعاً أو ينكر لها معروفاً أو يجحد بها حقاً‪ ،‬أو‬
‫يجنح إلى سفه أو إسراف‪ ،‬من حق الزوجة إذا انحراف أن تراجعه وأالّ تأخذ برأيه‪ ،‬وأن تحتكم‬
‫في اعتراضهاـ عليه بالحق إلى أهلها وأهله أو إلى سلطة المجتمع الذي له وعليه أن يقيم حدود اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫"‬
‫القوامة لم تظلم المرأة‪ ،‬وإ نما الفهم الخاطئ هي الذي ظلمها وأساء إليها‪ ،‬والقوامة تحمل في‬
‫وتحمل الرجل مهام عظيمة‪ ،‬ومسؤوليات كبيرة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫طياتها تكاليف متعددة‪ ،‬وتشيرـ إلى ٍ‬
‫معان عميقة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وتلزمه بواجبات كثيرة داخل البيت وخارجه‪.‬‬

‫ويتبع مسألة القوامة مسألة كيفية معالجة النشوز بالطريقة التي أخبرنا اهلل تعالى بها في القرآن‬
‫(‪)3‬‬
‫الكريم‪.‬‬
‫قال تعال‪ { :‬والالتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم‬
‫(‪)4‬‬
‫علياً كبيرا }‬
‫إن اهلل كان ّ‬
‫فال تبغوا عليهن سبيال ّ‬
‫ثم بالهجران‪ ،‬فإن لم ينجعا‬
‫قال القرطبي‪ { " :‬واضربوهن } أمر اهلل أن يبدأ النساء بالموعظة أوالً ّ‬
‫فالضرب‪ ،‬فإنه هو الذي يصلحها له ويحملها على توفيه حقه‪ ،‬والضربـ في هذه اآلية هو الضرب‬
‫(‪)5‬‬
‫غير المبرح‪ ،...،‬المقصود منه الصالح ال غير‪".‬‬

‫‪31‬‬
‫قال رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪ ( : -‬فاتقوا اهلل في النساء فإنكمـ أخذتموهن بأمان اهلل‬
‫واستحللتم فروجهن بكلمة اهلل‪ ،‬ولكم عليهن أن ال يوطئن فرشكمـ أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك‬
‫(‪)6‬‬
‫فاضربوهن ضرباً غير مبرح‪).‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الغزاوي‪ ،‬محمد‪ ،‬قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط‪1412 ،3‬هـ‪-‬‬
‫‪1991‬م‪ .‬انظر‪ :‬عتر‪ ،‬د‪ .‬نور الدين‪،‬ـ ماذا عن المرأة‪ ،‬ص ‪117-112‬‬
‫(‪ )2‬العظم‪ ،‬عابدة المؤيد‪،‬ـ سنة التفاضل‪ ،‬وما فضل الهه به النساء على الرجال‪ ،‬ص ‪.99-82‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬زيدان‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم‪ ،‬المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬جـ‪-7/309‬‬
‫‪.319‬‬
‫(‪ )4‬سورة النساء‪ ،‬آية‪.34 :‬‬
‫(‪ )5‬القرطبي ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري ‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬راجعه و ضبطه و علق عليه‪ ،‬د‬
‫‪.‬محمد إبراهيم الحفناوي ‪ ،‬خرج أحاديثه د ‪ .‬محمود حامد عثمان‪ ،‬جـ‪ ،3/156‬القاهرة ‪ ،‬دار الحديث‪ 1423 ،‬هـ ـ‬
‫‪ 2002‬م ‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه مسلم‪ ،‬برقم‪ ،1218 :‬كتاب الحج‪ ،‬باب حجة النبي –صلى اله عليه وسلم‪ .-‬انظر‪ :‬النووي ‪ ،‬يحيى بن‬
‫شرف‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬جـ‪.8/148‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫في نهاية هذا البحث –نفعني اهلل جل وعال‪ -‬واألمة به –إن شاء اهلل‪ ،-‬أريد أن أعرض دراسة‬
‫أن‪:‬‬
‫علمية حصلت في أمريكا‪ ،‬وجد فيها ّ‬
‫‪ 80% )1‬من األمريكياتـ يعتقدن أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خالل الثالثين عاماً‬
‫الماضية هي سبب االنحالل والعنف في الوقت الراهن‪.‬‬
‫‪ 75% )2‬يشعرن بالقلق النهيار القيم والتفسخ العائلي‪.‬‬
‫‪ 80% )3‬يجدن صعوبة بالغة في التوفيقـ بين مسؤولياتهنـ تجاه العمل ومسؤولياتهنـ تجاه الزوج‬
‫واألوالد‪.‬‬
‫‪ 87% )4‬يقلن‪ :‬لو عادة عجلة التاريخ للوراء العتبرن المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد‬
‫الواليات المتحدة األمريكية وقاومن اللواتي يرفعن شعاراتها‪.‬‬
‫هذا ما يقوله الغربيين‪ ،‬فماذا نقول نحن المسلمات؟ اللواتي أمنا أم المؤمنين عائشة –رضيـ اهلل‬
‫عنها‪.-‬‬

‫المرأة في نظر اإلسالم‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وقد عرض القرآن لكثير من شؤون المرأة في اكثر من منها سورتان عرفت إحداهما بسورة‬
‫النساء الكبرى وعرفت األخرى بسورة النساء الصغرى ‪ ،‬وهما سورة النساء والطالق‪.‬‬
‫دلت العاية على المكانة التي ينبغي أن توضع فيها المرأة في نظر اإلسالم ‪.‬ص ‪218‬‬
‫شلتوت ‪ ،‬محمودـ ‪ ،‬اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬ط‪ 1395 ، 8‬هـ ‪1975‬م‪.‬‬
‫دار الشروقـ ‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫المرأة هي أم المسلم وأخيه ثم هي زوجته وابنه فإذا جمعت المرأة بين جناحيها كل هؤالء فمن‬
‫يكون أعز منها ؟ ص ‪ 30:‬المرأة جـ‪.1‬‬

‫‪ .1‬ابن حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي ‪ ،‬فتح الباري شرح البخاري‪ ،‬طبعة جديدة ومنقحة‬
‫ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق أصلها عبد العزيز بن باز‪ ،‬محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي‪ ،‬دار مصر ‪ ،‬ط‪1421 ، 1‬هـ ‪2001-‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو دحو‪ ،‬جميلة‪ ،‬المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر‪ ،‬مشروعـ مشترك ما‬
‫بين مركز بيسان للبحوث واإلنماء والمؤسسة الكندية للتضامن والتنمية‪Oxfam- ،‬‬
‫‪.Quebec/OCSD‬‬
‫‪ .3‬أبو نحلة‪ ،‬لميس‪ ،‬مواد تدريبية قام فريق التخطيطـ المبني على أساس النوع االجتماعي‬
‫في وحدة التخطيطـ التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرهاـ لغرض التدريب‪،‬‬
‫‪.1992-1990‬‬
‫‪ .4‬أبو شقة‪ ،‬عبد الحليم محمد‪ ،‬تحرير المرأة في عصر الرسالة‪ ،‬معالم شخصية المرأة‬
‫المسلمة‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار القلم‪ .‬طـ‪1420 ،5‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬إليزابيث م‪ .‬كينغ ‪ ،‬وآندرود ‪ ،‬ماسون ‪ ،‬وآخرون‪ ،‬إدماج النوع اإلجتماعي في التنمية‬
‫من خالل المساواة في الحقوق والموارد والرأي‪ ،‬ترجمة ‪ :‬هشام عبد اهلل‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنشرـ ‪ ،‬ط‪.2004 ، 1‬‬
‫‪ .6‬بلتاجي‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ ،‬مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة‪ ،‬الحقوق السياسية‬
‫واالجتماعية والشخصية للمرأة في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار السالم‪ ،‬طـ‪،1‬‬
‫‪1420‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ .7‬التنمية والنوع االجتماعي‪ ،‬الوحدة الثالثة‪ ،‬صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة‪،‬‬
‫المكتب اإلقليميـ للدول العربية‪ ،‬ط‪2001 ،4‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬جاميل‪ ،‬سارة‪ ،‬النسوية وما بعد النسوية‪ ،‬ترجمة أحمد الشامي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلس األعلى‬
‫للثقافة‪ 1422 ،‬هـ ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬الحسيني‪ ،‬سهيلة‪ ،‬المرأة في منهج اإلمام الغزالي‪ ،‬تقديم‪ :‬د‪ .‬محمد عمارة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫الرشاد‪ ،‬ط‪1419 ،1‬هـ ‪1998 -‬م‪.‬‬
‫الحفناوي‪ ،‬حسن بن محمد‪ ،‬األسرة المسلمة وتحديات العصر‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬المجمع‬ ‫‪.10‬‬
‫الثقافي‪1421 ،‬هـ ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫حوى‪ ،‬سعيد‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬راجعه األستاذ وهبي سليمان الفاوجي‪ ،‬ط‪ 1401 ،3‬هـ ‪-‬‬ ‫‪.11‬‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫الخشت‪ ،‬محمد عثمان‪ ،‬وليس الذكر كاألنثى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة القرآن‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫زيدان‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم‪ ،‬المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة‬ ‫‪.13‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬طـ‪1420 ،3‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫زيدان‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم‪ ،‬حقوق وواجبات المرأة في اإلسالم‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪.14‬‬
‫الرسالة‪ ،‬طـ‪ 1425 ،1‬هـ ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫شلتوت‪ ،‬محمود‪ ،‬اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬طـ‪1395 ،8‬هـ‬ ‫‪.15‬‬
‫‪1975 -‬م‪.‬‬
‫عتر‪ ،‬د‪ .‬نور الدين‪ ،‬ماذا عن المرأة‪ ،‬ص ‪ ،35-28‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪1399 ،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫هـ ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫قدم‬
‫العظم‪ ،‬عابدة المؤيد‪ ،‬سنة التفاضل‪ ،‬وما فضل الهه به النساء على الرجال‪ّ ،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫له‪ ،‬علي الطنطاوي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫العك‪ ،‬خالد عبد الرحمن‪ ،‬بناء األسرة المسلمة في ضوء القرآن والسنة‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬طـ‪1423 ،5‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬

‫عقلة‪ ،‬د‪.‬محمد‪ ،‬نظام األسرة في اإلسالم‪ ،‬األردن مكتبة الرسالة الحديثة‪ ،‬طـ ‪،2‬‬ ‫‪.19‬‬
‫‪1411‬هـ ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫عودة‪ ،‬سهير‪ ،‬التدريب المهني والنوعـ االجتماعي في المراكز األهلية والخاصة‬ ‫‪.20‬‬
‫والحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬إدارة تخطيطـ وتطويرـ المرأة‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫الغزالي‪ ،‬محمد‪ ،‬قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬ ‫‪.21‬‬
‫الشروق‪ ،‬طـ‪1412 ،3‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫القرطبي ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاريـ ‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫راجعه و ضبطه و علق عليه‪ ،‬د ‪.‬محمد إبراهيم الحفناوي ‪ ،‬خرج أحاديثه د ‪ .‬محمودـ‬
‫حامد عثمان‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الحديث‪ 1423 ،‬هـ ـ ‪ 2002‬م ‪.‬‬
‫كمال‪ ،‬د‪ .‬علي‪ ،‬الجنس والنفس في الحياة اإلنسانية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية‬ ‫‪.23‬‬
‫للدراسات والنشر‪ ،‬طـ‪.3‬‬
‫مجلة البيان‪ ،‬ربيع اآلخر‪ 1420 ،‬هـ ‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫محمود‪ ،‬د‪ .‬علي عبد الحليم‪ ،‬المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى اهلل‪ ،‬المنصورة‪،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫دار الوفاء‪ ،‬ط‪1413 ،3‬هـ ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫مسرد مفاهيم ومصطلحات النوع االجتماعي‪ ،‬صندوق األمم المتحدة اإلنمائي‬ ‫‪.26‬‬
‫للمرأة‪ ،‬المكتب اإلقليميـ للدول العربية‪ ،‬ط‪2001 ،4‬م‪.‬‬
‫معهد الشؤون الثقافية (الشرق األوسطـ وشمال إفريقيا)‪ ،‬مقال بعنوان نحو‬ ‫‪.27‬‬
‫مساواة النوع االجتماعي‪،‬مجلة رؤية‪ ،‬العدد ‪ ،17‬ربيع ‪2002‬م‪.‬‬
‫مفهوم النوع االجتماعي‪ ،‬الوحدة األولى‪ ،‬صندوقـ األمم المتحدة اإلنمائي‬ ‫‪.28‬‬
‫للمرأة‪ ،‬المكتب اإلقليميـ للدول العربية‪ ،‬ط‪2001 ،4‬م‪.‬‬
‫مواد تدريبية صممت لتدريب كوادرـ في البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة –‬ ‫‪.29‬‬
‫‪ – UNDP‬ترجمة لميس أبو نحلة‪ ،‬حزيران – تموز‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫موسى‪ ،‬د‪ .‬رشاد علي عبد العزيز‪ ،‬د‪ .‬مديحة منصورـ الدسوقي‪ ،‬د‪ .‬أميرة عباس‬ ‫‪.30‬‬
‫عبد الرازق‪ ،‬علم نفس المرأة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬طـ‪1424 ،1‬هـ ‪-‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫النوع االجتماعي‪ ،‬ص‪ ،4‬طاقمـ شؤون المرأة‪ ،‬مشروع التعبئة مع النساء في‬ ‫‪.31‬‬
‫الريف – سنابل‪.‬‬
‫النووي ‪ ،‬يحيى بن شرف‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ،‬للنيسابوري ‪ ،‬مسلم‬ ‫‪.32‬‬
‫الحجاج القشيري ‪ ،‬ضبط نص الصحيح ورقمتـ كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي‬
‫حققها محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬بيروت دار الكتب العلمية ‪1420 ،‬هـ‪ 2000-‬م‪.‬‬
‫وصفي‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ ،‬الرجل والمرأة في اإلسالم‪ ،‬تقديم محمد عبد اهلل السمان‪،‬‬ ‫‪.33‬‬
‫صديق المنشاويـ الوهاجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفضيلة‪.‬‬
‫خرج أحاديثة محمد ّ‬
‫ّ‬
‫‪Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, The Real‬‬ ‫‪.34‬‬
‫‪Difference Between Men and Women, Translated by: Bader Al-‬‬
‫‪.manyes, 1993‬‬

‫‪35‬‬
Carol H. Mcfadden/William T.Keeton, Biology An .35
Explanation Of Life,p.557, W.W. Norton& Company, Inc., First
.Edition,1994
Baker, A. Rani. Manual Training "Another Point of View": .36
A Manual on Gender Analysis Training for Grassroots, workers
.1993. Translated by Lamis & Sama, 1995
،‫دورة تحليل وتخطيطـ النوع االجتماعي للمرأة المديرة في السلطة الفلسطينية‬ .37
:‫ المدربات‬،‫ جامعة بيرزيت‬/‫ تدريب برنامج دراسات المرأة‬،‫ طاقمـ شؤون المرأة‬:‫تنظيم‬
.‫ م‬1996.‫) لميس أبو نحلة‬2 ‫) إصالح جاد‬1
‫ مقالة بعنوان النوع االجتماعي‬،‫بسام جرار‬ .38
http://www.islamnoon.com/Motafrkat/gender.htm
http://www.elazayem.com/new_page_95.htm .39
.Gender Audit, unicef, August, 1998 .40

36

You might also like