You are on page 1of 139

‫جامعة سيدي محمد بن عبد ﷲ‬

‫كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‬


‫فاس‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة‬


‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة )‪(3‬‬
‫قسم القانون بالفرنسية‬
‫من إعداد مو ى ولحسن ميموني‬
‫مدخل عام‬
‫الزواج‬
‫انحالل ميثاق الزواج‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪/‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني‪ /‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫بسم ﷲ الرحمن الرحيم‬
‫والصالة والسالم ع ى موالنا رسول ﷲ وع ى آله وصحبه أجمعن‪.‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫أ ا الطلبة والطالبات السالم عليكم ورحمة ﷲ تعاى وبركاته‪.‬‬
‫كما تعرفون‪ ،‬فإن »مادة قانون ٔالاسرة« ي مادة مقررة بالنسبة لطلبة الحقوق‪ ،‬جذع مش ﺮك‪ ،‬ي‬
‫السداسية الثالثة من السنة الثانية لإلجازة ٔالاساسية‪ ،‬و ي مادة تدرس بالنسبة لطلبة القانون ي القسم‬
‫الفرنﺴ باللغة العربية‪ ،‬ولذلك ما يﺮرﻩ‪ ،‬ومنه ما ي ي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن قانون ٔالاسرة هو قانون مغربي أصيل )أي أنه غﺮ مقتبس من أي قانون آخر كما هو الشأن‬
‫بالنسبة لبعض القوانن ٔالاخرى(‪ .‬وقد وضع أو صيغ ابتداء من لدن املشرع املغربي باللغة العربية عن طريق‬
‫لجنة فقهية وعلمية عينت لهذا الغرض‪ ،‬كما سﺮى بالتفصيل فيما بعد‪ ،‬إذ تم استمدادﻩ من أحكام الشريعة‬
‫ٕالاسالمية وفق املذهب املالكي إال ي بعض الاستثناءات ال أخذت من املذاهب الفقهية ٔالاخرى؛‬
‫‪ -2‬إن قانون ٔالاسرة يعد من املواد القانونية املرتبطة باملجتمع بشكل وثيق‪ ،‬وواسع‪ ،‬ومكثف ألنه يتعلق‬
‫باألسرة‪ ،‬و ي املنبت الطبي ي والشر ي والقانوني الذي ينشأ فيه كل إنسان‪ ،‬لذلك فإن أحكام قانون ٔالاسرة‬
‫تشمل جميع أفراد املجتمع بدون استثناء سواء ي الزواج أوالطالق أوالنسب أوالحضانة أوالنفقة أو الوصية‬
‫أوامل ﺮاث‪...‬؛‬
‫‪ -3‬إن »مادة قانون ٔالاسرة« تشكل فرصة حقيقة‪ ،‬فعلية‪ ،‬ومناسبة لطلبة القسم الفرنﺴ لالستفادة‬
‫من التناوب اللغوي ي التدريس‪ ،‬و ي فرصة لهم كذلك للقراءة القانونية باللغـة العربية‪.‬‬
‫نعم إن اختيارالطالب إتمام دراساته الجامعية ي شعبة القانون باللغة الفرنسية‪ ،‬أمر ي غاية ٔالاهمية‪،‬‬
‫ملا تتمع به املدرسة القانونية الفرنسية‪ ،‬ي املجال القانوني بشكل عام‪ ،‬من عمق تاري ي وفلسفي وقانوني‬
‫كبﺮ‪ ،‬ومهم‪ ،‬وملهم لعدد من القوانن املقارنة ع ى الصعيد العاملي‪ ،‬وخاصة مدونة القانون املدني‪ ،1‬وهو ما‬
‫سيمكنه ‪ -‬أي الطالب‪ -‬من الاستفادة من هذﻩ اللغة ي دراسة عدد من القوانن املقارنة‪ ،‬خاصة من تابع‬
‫دراسته العليا ي املاسﺮ أو الدكتوراﻩ‪ .‬ولكن للغة الغربية كذلك أهمي ا ي التكوين القانوني‪ ،‬أل ا ي اللغة‬
‫الرسمية للبالد بحكم الدستور‪ ،2‬و ي لغة معتمدة ي مباريات املهن القانونيـة أو مهن العدالة‪ ،‬كما أن اللغة‬
‫العربية ي لغة التقا ‪ ،‬ولغة ال ﺮافع‪ ،‬ولغة تحريرٔالاحكام القضائية‪ .‬لذلك فإن دراسة قانون ٔالاسرة باللغة‬

‫‪-1‬تشمل مدونة القانون املدني قانون ٕالاسرة إى جانب الال امات والعقود‪.‬‬
‫‪ -2‬نص الفصل )‪ (5‬من الدستور املغربي لسنة ‪ 2011‬ع ى أن‪» :‬تظل العربية اللغة الرسمية للدولة‪ .‬وتعمل الدولة ع ى حماي ا وتطويرها‪ ،‬وتنمية‬
‫استعمالها«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪1‬‬
‫العربية هو فرصة لالحتكاك باللغة القانونية العربية‪ ،‬وكذلك لتشجيع الطلبة ي القسم الفرنﺴ ع ى القراءة‬
‫باللغة العربية والاستئناس ا ي مختلف املواد القانونية ٔالاخرى‪ ،‬كما أنه يتعن ع ى طلبة القانون ي القسم‬
‫العربي أن يتعودوا ع ى القراءة باللغات ٔالاجنبية‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪2‬‬
‫مدخل عام‪:‬‬
‫سوف نتناول ي هذا املدخل العام السياق التاري ي للقانون املغربي لألسرة )‪ (I‬ثم نتكلم بعد ذلك عن‬
‫مسارالانتقال من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة )‪.(II‬‬
‫‪-I‬السياق التاري ي لقانون ٔالاسرة املغربي‪:‬‬
‫لم يكن املغرب‪ ،‬ي مرحلة ما قبل الاستقالل‪ ،‬يتوفرع ى مدونة ٔالاحوال الشخصيـة أو مدونة ٔالاسرة‪،3‬‬
‫إذ إن ٔالاسرة املغربية كانت تخضع ألحكام الشريعة ٕالاسالمية وفق املذهب املالكي من جهة‪ ،‬ؤالاعراف املحلية‬
‫من جهة أخرى‪ .4‬كما أن مجال ٔالاسرة بقي بعيدا عن التقنن الذي باشرته سلطات الحماية الفرنسية‬
‫باملغرب ي ميادين قانونية أخرى‪ .5‬بيد أن منهجية التقنن الجديدة ال أدخلها املشرع ي عهد الحماية إى‬
‫البالد‪ ،‬وما أفرزته من فوائد عملية سواء ع ى الصعيد القانوني أو ع ى الصعيد القضائي‪ ،‬جعل املشرع‬
‫املغربي يلتفت مباشرة بعد الاستقالل إى أهمية تقعيد ٔالاحكام الفقهية والقضائية ي مدونات قانونية‬
‫عصرية‪ ،‬دف تحقيق الوحدة القانونية من ناحية‪ ،‬وتوحيد العمل القضائي وتيسﺮﻩ من ناحية ثانية‪ ،‬وتجاوز‬
‫بعض ٔالاحكام الفقهية والعرفية ال لم تعد تتما مع متطلبات العصرالحاضرمن ناحية ثالثة‪.‬‬
‫ولتحقيق هذﻩ ٔالاهداف ي مرحلة ما بعد الاستقالل تم إحداث لجنة لوضع مدونـة ألحكام الفقه‬
‫ٕالاسالمي بموجب الظهﺮ الشريف رقم ‪ 1.57.190‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬محــرم ‪ 19/1377‬غشت ‪ .61957‬وقد‬

‫‪-3‬املقصود بقانون ٔالاسرة ي هذا السياق هومدونة القانون وفق منهج التشريع الحديث املقتبس من القوانن ٔالاجنبية ٔالاوربية‪.‬‬
‫‪-4‬كان ميدان املعامالت يخضع ي مغرب ما قبل الحماية‪ ،‬كما يجسد أستاذنا محمد شيلح‪» :‬لنمطن من أنماط القانون‪ :‬الفقه املالكي الجاري به‬
‫العمل من حيث املبدإ ي املدن العتيقة ع ى وجه الخصوص‪ ،‬والعرف الجاري به العمل من حيث املبدإ ي البوادي«‪.‬محمد شيلح‪» ،‬القانون املدني‪:‬‬
‫خالصة املحاضرات الخاصة باملدخل العام للنظرية العامة لالل ام ي ضوء القانون املغربي«‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2004/2003‬ص‪ .3 :‬وملزيد من‬
‫الاطالع ع ى بعض ٔالاعراف السائدة ي مجال ٔالاسرة يمكن الرجوع‪ ،‬ع ى سبيل املثال فقط‪ ،‬إى كتاب روبﺮأسبينون‪» ،‬أعراف قبائل زيان‪:‬مساهمة‬
‫ي دراسة القانون العري ٔالامازي ي املغربي«‪ ،‬ترجمة محمد أوراغ‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة الرباط‪ ،2007 ،‬ص‪ 77:‬وما بعدها‪.‬ويمكن الرجوع كذلك‬
‫ي شأن ازدواجية القانون والفقه والعرف‪ ،‬إى كتاب ٔالاستاذ محمد جالل السعيد‪» ،‬مدخل لدراسة القانون«‪ ،‬مكتبة دارٔالامان ‪ 4‬زنقة املامونيـة‪،‬‬
‫الربـاط‪ ،1993 ،‬ص‪ 108 :‬وما بعدها‪ .‬وكذلك عمر بن عبد الكريم الجيدي‪» ،‬العرف والعمل ي املذهب املالكي ومفهومهما لدى علماء املغرب«‪،‬‬
‫مطبعة فضالة‪ ،‬املحمدية )املغرب(‪ ،1982،‬ص‪ 214:‬وما يل ا‪.‬‬
‫‪ -5‬أصدراملشرع ي بداية عهد الحماية ي منطقة الحماية الفرنسية عددا من النصوص القانونية م ا‪ :‬قانون الال امات والعقود )ظهﺮ‪ 12‬غشت‬
‫‪-(2013‬القانون التجاري )ظهﺮ‪ 12‬غشت ‪-(2013‬قانون التحفيظ العقاري )ظهﺮ‪ 12‬غشت ‪-(2013‬قانون الوضعية املدنية للفرنسي ن ؤالاجانب‬
‫باملغرب )ظهﺮ ‪ 12‬غشت ‪ -(2013‬قانون بيع ورهن ٔالاصول التجارية )ظهﺮ ‪ 31‬دجنﺮ ‪ -(2014‬القانون الخاص بالتشريع املطبق ع ى العقارات‬
‫املحفظة )‪ 2‬يونيو‪.(1915‬‬
‫‪-6‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2341‬بتاريخ ‪.1957/9/6‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪3‬‬
‫تضمن هذا الظهﺮ ي ديباجته ما ي ي‪» :‬وحيث إن مادة الفقه ٕالاسالمي بغزار ا ودق ا وتشع ا يمكن أن يؤدي‬
‫النظرف ا إى تأويالت عديدة؛‬
‫وحيث إنه أصبح من الضروري ٔالاكيد جمع أحكام الفقه ٕالاسالمي ي مدونة تيســرتعليمه وتسهل إجراء‬
‫العمل به وتطبيق مقتضياته؛‬
‫ورعيا ملا ي ذلك من الفائدة للمتحاكمن والنتيجة الحسنة لضمان سﺮ القضاء‪ ،‬فقـد أصدرنا أمرنا‬
‫الشريف بما يأتي‪:‬‬
‫الفصل ٔالاول‪» :‬تحدث تحت رعاية جنابنا الشريف لجنة مختصة تقوم بوضع مدونـة ألحكام الفقه‬
‫ٕالاسالمي تكون بمثابة قانون موحد يصبح بمقت ظهﺮشريف يصدرﻩ جنابنا العاي باهلل معموال به ي سائر‬
‫محاكم مملكتنا املغربية«‪.‬‬
‫وقد عﺮامللك محمد الخامس رحمه ﷲ عن ٔالاهداف املنتظرة من إحداث اللجنــة املذكورة ي الخطاب‬
‫الذي ألقاﻩ ي حفل تدشن أعمالها بقوله ‪ ...»:‬وال يخفى أننا أمة عريقة ي ميدان الدراسات الفقهية والتشريع‬
‫نملك من ذلك ثروة تغنينا عن اتخاذ قوانن موضوعة لدول أخرى غﺮ أن كل ما ينقص هذﻩ الﺮوة هو‬
‫إظهارها باملظهرالحقيقي لها بعيدة عما علق ا من تأويالت عقيمة وعادات فاسدة أصبحت بحكم تداولها‬
‫مع تقادم العهد من مضافات الشريعة ٕالاسالمية ومعدودة م ا وقد أخر بعض تلك املضافات تطور البالد‬
‫ورق ا فواجبنا إذن هوأن نعود إى ثروتنا الفقهية ونعمل ع ى إحيا ا وذلك بتأليفها ي مواد منسقة مضبوطة‬
‫ع ى شكل ‪-‬مدونة‪ -‬وهو عمل جليل سبقتنا إليه بعض البالد ٕالاسالمية مقــدرة فائدته ونفعه وهذا ما نريد أن‬
‫يضطلع به فقهاؤنا‪.7 « ....‬‬
‫وقد انكبت اللجنة ال أحدثت لتدوين أحكام الفقه ٕالاسالمي ي بداية عملها ع ى وضـع مدونة لألحوال‬
‫الشخصية‪ .8‬فشرعت‪ ،‬بدون تأخﺮ‪ ،‬ي دراسة مشروع املدونة الذي أعدتـه وزارة العدل وتمكنت من إتمام‬
‫مناقشة وإعداد الكتاب ٔالاول املتعلق بالزواج والكتاب الثاني املتعلق بانحالل ميثاقه )الوفاة والطالق‬
‫بمختلف أنواعه( فتم إصدارهما بمقت الظهﺮالشريـف رقم ‪1.57.343‬بتاريخ ‪ 28‬ربيع الثاني ‪ 22/1377‬نونﺮ‬
‫‪.91957‬‬
‫ثم إن اللجنة واصلت عملها بشكل مسﺮسل وبدون توقف إى أن تم إصدارالظهائرالشريفة ٓالاتية‪:‬‬

‫‪-7‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،5‬يناير‪ ،1958‬ص‪.434:‬‬


‫‪ -8‬نص الفصل ٔالاول من الظهﺮالشريف رقم ‪ 1.57.343‬الصادربتاريخ ‪ 28‬ربيع الثاني ‪ 22/1377‬تونبـر‪ 1957‬علـى أنه‪» :‬ستنشرسلسلة كتب ي‬
‫موضوع أحكام ٔالاحوال الشخصية‪ ،‬ويتألف من مجموعها مدونة تحمل اسم مدونة ٔالاحوال الشخصية«‪.‬‬
‫‪-9‬منشور ي الجريدة الرسميةعدد ‪ 2354‬الصادرة بتاريخ ‪ 13‬جمادى ٔالاوى ‪ 6/1377‬دجنﺮ‪ 1957‬ودخلح التنفيذ بموجب الفصل)‪(2‬منه ابتداء‬
‫من ‪ 1‬يناير‪.1958‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬الظهﺮ الشريف رقم ‪ 1.57.379‬الصادر ي ‪ 25‬جمادى ٔالاوى ‪ 18/1377‬دجنﺮ ‪ 1957‬يتضمن الكتاب‬
‫الثالث املتعلق بالوالدة ونتائجها‪10‬؛‬
‫‪ -‬الظهﺮالشريف رقم ‪ 1.58.019‬الصادر ي ‪ 4‬رجب ‪ 25/1377‬يناير‪ 1958‬يتضمن الكتاب الرابع املتعلق‬
‫باألهلية والنيابة الشرعية‪11‬؛‬
‫‪ -‬الظهﺮ الشريف رقم ‪ 1.57.073‬الصادر ي ‪ 30‬رجب ‪ 20/1377‬ف ﺮاير ‪ 1958‬يتضمن الكتاب الخامس‬
‫املتعلق بالوصية‪12‬؛‬
‫‪ -‬الظهﺮ الشريف رقم ‪ 1.57.379‬الصادر ي ‪ 13‬رجب ‪ 3/1377‬أبريل ‪ 1958‬يتضمن الكتاب السادس‬
‫املتعلق بامل ﺮاث‪.13‬‬
‫ومع إصدارهذا الظهﺮالشريف ٔالاخﺮاملتعلق بامل ﺮاث اكتملـت مدونــة ٔالاحـوال الشخصية املغربية‪ .‬فما‬
‫ي مم ات هذﻩ املدونة؟ وما ي النتائج ال تحققت بإصدارها؟ وما ي ٕالاصالحات ال أدخلت عل ا؟ وملاذا‬
‫عوضت بمدونة ٔالاسرة؟‬
‫‪ -II‬مسارمدونة ٔالاحوال الشخصية من مفهوم قانوني جديد إى إلغاء قانوني بديل‪:‬‬
‫يجب أن نتعرض ي البداية إى مفهوم ٔالاحوال الشخصية باعتبارﻩ مفهوما قانونيا ولــج إى القانون‬
‫املغربي لألسرة بسن مدونة ٔالاحوال الشخصية )‪ (1‬ثم نردفه بالكالم عن جسرالانتقال من مدونة ٔالاحوال‬
‫الشخصية إى مدونة ٔالاسرة )‪.(2‬‬
‫‪ -1‬مفهوم ٔالاحوال الشخصية‪:‬‬
‫لم يكن مصطلح »ٔالاحوال الشخصية« موجودا ي املؤلفات الفقهية ال كانت معتمدة ي املذهب‬
‫املالكي املطبق ي املغرب‪ .‬كما أن هذا املصطلح لم يكن متداوال ي مؤلفات مختلف املذاهب الفقهية‬
‫ٔالاخرى‪ .14‬وقد اعتمدﻩ املشرع املغربي لتسمية املدونة ال وضعها لتنظيم ٔالاسرة ي عهد الاستقالل لكن دون‬
‫أن يعطي أي تعريف »لألحوال الشخصية«‪ .‬غﺮ أن املذكرة ٕالايضاحية ال أعد ا وزارة العدل لتقديم‬

‫‪-10‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2358‬بتاريخ ‪ 11‬جمادى الثانية ‪ 3/1377‬يناير‪.1958‬‬


‫‪-11‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2363‬بتاريخ ‪ 17‬رجب ‪ 7/1377‬فﺮاير‪.1958‬‬
‫‪-12‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2367‬بتاريخ ‪ 16‬شعبان ‪ 7/1377‬مارس ‪.1958‬‬
‫‪-13‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2371‬بتاريخ ‪ 14‬رمضان ‪ 4/1377‬أبريل ‪.1958‬‬
‫‪ -14‬تقول بعض املصادرإن محمد قدري باشا هو أول من استعمل مصطلح ٔالاحوال الشخصية ي بعض كتاباته‪ ،‬ومن ذلك كتابه املسمى‪:‬‬
‫»ٔالاحكام الشرعية ي ٔالاحوال الشخصية ع ى مذهب أبي حنيفة النعمان«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪5‬‬
‫مشروع مدونة ٔالاحوال الشخصية للجنة املحدثة لتدوين أحكام الفقه املالكي ورد ف ا‪» :‬اعتنت الشريعة‬
‫ٕالاسالمية بنظام ٔالاسرة وعالقـة أعضا ا بعضهم ببعض وهوما يسمى اليوم باألحوال الشخصية«‪.15‬‬
‫ونعتقد أن مفهوم ٔالاحوال الشخصية ترسخ ي املغــرب مثل غﺮﻩ من الدول ذات املرجعية ٕالاسالمية‪،‬‬
‫بالدرجة ٔالاوى‪ ،‬بمقت آليات القانون الدوي الخاص ال دخلـت إى هذﻩ الدول ي مرحلة الاستعمار‪ .‬وقد‬
‫ترسب هذا املفهوم ي الدول املذكورة بسبب استبــاق جمع وتدوين ٔالاحكام املتعلقة باألسرة ي مدونات‬
‫قانونية عصرية لتثبيت محفوظية التشـريع ي مجال ٔالاسرة للشرع ٕالاسالمي‪ ،‬ملا لهذا املجال من ارتباط وثيق‬
‫بالدين‪ .‬وإن كانت الاعتبارات السياسيــة وٕالايديولوجية غﺮغائبة عنه خاصة بالنسبة لألنظمـة السياسية ال‬
‫جــددت مشروعي ا السياسية ي عهد ما بعد الاستعمارع ى املشروعية الدينية‪.‬‬
‫وقد عرفت محكمة النقض املصرية ٔالاحوال الشخصية ي قرارأصدرته بتاريخ ‪ 21‬يونيـو ‪ 1934‬بقولها‪:‬‬
‫»ٔالاحوال الشخصية ي مجموع ما يتم به ٕالانسان عن غﺮﻩ من الصفات الطبيعية والعائلية ال رتب‬
‫القانون عل ا أثرا قانونيا ي حياته الاجتماعية ككون ٕالانسان ذكرا أو أن وكونه زوجا أو أرمال أو مطلقا أو ابنا‬
‫شرعيا أو كونه تام ٔالاهلية أو ناقصها لصغـرالسن أو عته أو جنون أو كونه مطلق ٔالاهلية أو مقيدها بسبب‬
‫من أسبا ا القانونية‪.‬‬
‫أما ٔالامور املالية فكلها بحسب ٔالاصل من ٔالاحوال العينية‪ .‬وإذن فالوقف والهبة والوصية والنفقات‬
‫ع ى اختالف أنواعها ومناش ا من ٔالاحوال العينية‪ .‬غﺮأن املشرع املصري وجد أن الوقف والهبة والوصيـة‬
‫‪-‬وكلها من عقود التﺮعات‪ -‬تقوم غالبا ي فكرة التصدق املندوب إليه ديانة فألجأﻩ هذا إى اعتبارها من قبيل‬
‫مسائل ٔالاحوال الشخصية ٔالامرالذي يخرجها من اختصاص املحاكم املدنية ال ليس من نظامها النظر ي‬
‫املسائل ال تحتوي عنصرا دينيا ذا أثر ي تقرير حكمها‪ .‬ع ى أن أية جهة من جهات ٔالاحوال الشخصية إذا‬
‫نظرت ي ء مما تختص به من تلك العقود‪ ،‬فإن نظرها فيه بالبداهة مشروط باتباع ٔالانظمة املقررة‬
‫قانونا لطبيعة ٔالاموال املوقوفة املو ا«‪.‬‬
‫وقد عرف ٔالاستاذ موحاند إسعاد ٔالاحوال الشخصية بقوله‪ٔ» :‬الاحوال الشخصية ي مجمل العالقات‬
‫ؤالاوضاع القانونية املتصلة بذاتية الشخص وبعالقاته العائلية«‪ .16‬وذكر ٔالاستاذ مﺮوك بنموﺳ أن وزارة‬
‫العدل التونسية أجابت ع ى أحد أسئلة مجلس النواب بمناسبة مناقشة مشروع قانون املجلة التونسية‬

‫‪ -15‬عالل الفاﺳ ‪»:‬التقريب‪ :‬شرح مدونة ٔالاحوال الشخصيــة الكتابان ٔالاول والثاني«‪ ،‬نشرمؤسسة عالل الفاﺳ ‪ ،‬إعداد وتصحيح عبد الرحمن‬
‫بن العربي الحري ‪ ،1986 ،‬ص‪.7:‬‬
‫‪-16‬مﺮوك بنموﺳ ‪» ،‬شرح املجلة التونسية للقانون الدوي الخاص«‪ ،‬املطابع املغاربية للطباعة والنشروٕالاشهار‪ ،‬تونس‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،2003 ،‬ص‪.360:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪6‬‬
‫للقانون الدوي الخاص بأن القصد من عبارة ٔالاحوال الشخصية »هو كل ما يتعلق بحياة ٕالانسان‬
‫الشخصية ال لها عالقة باألسرة من يوم الوالدة إى تال ذمته املالية ووفاته وقسمة تركته«‪.17‬‬
‫ولخص ٔالاستاذ عالل الفاﺳ رحمه ﷲ مسألة ٔالاحوال الشخصية ي املغرب وغﺮﻩ بقوله‪» :‬قدمنا‪ ،‬من‬
‫قبل‪ ،‬أن الفقهاء ٔالاقدمن كانوا يضعون مسائل ٔالاحوال الشخصية ي أبواب تحمل اسم النكاح والطالق وما‬
‫إل ما‪ .‬وأطلق املدونون ٔالاولـون من املحدثن ع ى ٔالاحوال قوانن ٔالاسرة والعائلة‪.‬‬
‫أما كلمة ٔالاحوال فﻬ اصطالح كان أول من استعمله الفقه ٕالايطاي ي القرنن الثاني عشر )‪(12‬‬
‫والثالث عشر)‪ ،(13‬إذ كان يقوم ي ايطاليا نظامان قانونيان‪ ،‬أولهما روماني وكــان يعتﺮهو القانون العام‪ ،‬ألنه‬
‫كان يطبق ي سائرايطاليا‪ .‬والثاني اعتﺮنظاما محليا ألنه ال يتجاوز حدود فيودالية من الفيوداليات أو إحدى‬
‫املدن‪ .‬فكان تنازع القوانن‪ ،‬يقع كث ﺮا بن الراغبن ي تطبيق القانون العام وبن الراغبن ي تطبيق القوانن‬
‫املحلية‪ .‬فأطلقوا ع ى الفقه الروماني كلمة قانون‪ ،‬وأطلقوا ع ى القوانن املحلية اسم الحال الذي يجمع ع ى‬
‫أحوال‪ ،‬وعنوا باإلطالق ٔالاول القانون الذي يصحب ٕالانسان حيثما كان وبالثاني ما يطبق ي مكان معن‪.‬‬
‫ومع قيام الوحدات القومية لم يعد هناك قانون عام وخاص‪ ،‬بل أصبح القانون يطبق ع ى أرا‬
‫الدولة كلها‪ ،‬فاصطلح ٕالايطاليون واقتفى أثرهم ٓالاخرون وأصبح القانون املدني املقارن يقسم إى نوعن من‬
‫القواعد‪ ،‬ما يرجع للروابط الشخصية أي ما يتعلق باألشخاص من جهة حال م وأهلي م وجنسي م ويسمى‬
‫باألحوال الشخصية‪.‬‬
‫وما يتعلق بالروابط املالية أو باملال ي تصرفاته ويسمى بأحوال ٔالاموال ثم اختصـر املضاف فقيل‬
‫)ٔالاموال( مقابل ٔالاحوال‪ ،‬وربما أطلق ع ى الثانية ٔالاحوال الشخصية ؤالاوى ٔالاحوال العينية‪.‬‬
‫ووصف ٔالاحوال الشخصية ال يع أن هناك مجموعة من الروابط تسمى ٔالاحـوال الشخصية وإنما‬
‫يع أن هناك مسائل يحكمها القانون الشخ للمتقاضن أوألحدهما‪ .‬فاتصالها بشخص ٕالانسان إنما هو‬
‫مناسبة لت ﺮيرسريان القانون الشخ عل ا‪ .‬فاألحوال الشخصية ال تعرف طائفة من الروابط ولكن تبحث‬
‫ي مسائل يحكمها القانون الشخ ‪.‬‬
‫واملقصود بالقانون الشخ ما يعتﺮﻩ النظام الشر ي املغربي كذلك فاألحوال الشخصية إذن ي‬
‫مسائل يحكمها القانون الشخ ع ى أساس أنه النظام الوط ‪.‬‬
‫ولم تم املدونة بتعريف ٔالاحوال الشخصية مكتفية بعد مسائلها ال جمع ا ي ستة كتب‪ ،‬الزواج وما‬
‫والنيابة الشرعية‪ .‬والوصية وامل ﺮاث‪ .‬وقد اعﺮف الكثﺮ‬
‫ـ‬ ‫إليه‪ ،‬وانحالل ميثاق الزواج‪ ،‬والوالدة ونتائجها‪ ،‬ؤالاهلية‬
‫من الفقهاء املعاصرين بصعوبة وضع تعريف لألحوال الشخصية أل ا قوانن خاصة فلكل بلد قانو ا‬

‫‪-17‬مﺮوك بنموﺳ ‪» ،‬شرح املجلة التونسية للقانون الدوي الخاص«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.361/360:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪7‬‬
‫الشخ الذي يختلف ي بعض جزئياته عن غﺮها من البلدان‪ .‬وهناك سؤال يعرض هنا‪ ،‬هل هذا التعداد‬
‫قصد به الحصر أم هـو مجرد سرد ملسائل يمكن أن يضاف إل ا غﺮها‪ ،‬وال شك أن هيئة تشريع املدونة‬
‫قصدت حصركل ما يدخل ي ٔالاحوال الشخصية بالنسبة للمسلمن املغاربة‪ .‬فالقانون شخ ودي معا‪.‬‬
‫فﻬ لم تعتﺮﻩ بمثابة نظام عام يطبق ع ى جميع املغاربة واملقيمن ي املغرب ع ى اختالف ديانا م‬
‫وجنسيا م‪ ،‬وذلك ما اقتضته ظروف ما بعد الاستقالل ال اهتم ف ا املسؤولون بمغربية القضاء دون‬
‫توحيدﻩ‪ .‬فقد أقراملشرع تعدد جهات القضاء وتعدد التشريع‪ ،‬وإن نسق املحاكم كلها ي يد وزارة العدل‪ ،‬وهذا‬
‫ما يعتﺮمن بقايا الاستعمارال يجب التحرر م ا‪ .‬ومن املفيد أن ننقل هنا ما كتبناﻩ من تحليل هذﻩ املسألة‬
‫ونشرناﻩ ي مجلة البينة ي ما ي ي‪:‬‬
‫فإذا انتقلنا إى النظام العام فإننا نجد ٔالاحوال الشخصية بالنسبة لألجانب ما تزال طبق ٔالانظمة‬
‫القديمة‪ .‬فقد نصت املادة الثالثة من قانون ٕالاجراءات الطن ي ع ى أن ٔالاجانب يعاملون بمقت قانو م‬
‫الوط فيما يرجع لحال م الخاصة وهذا ما ينطبق بالفعل ع ى الفرنسين وغﺮهم طبقا للمادة ‪ 11‬من ظهﺮ‪7‬‬
‫غشت ‪ 1913‬ال تعط م الحق ي أن ي وجوا طبقا لقانون بالدهم أوللقانون املغربي‪.‬‬
‫وي ﺮتب ع ى هذا البحث لكل مواطن أجن عن قانونه الخاص‪ .‬فإذا كانت بالدﻩ تبيح له الزواج الدي‬
‫صح ذلك ي املغرب وإال أجﺮ ع ى الزواج املدني طبقا للشكل املعتاد ي بالدﻩ أو طبقا للقانون املغربي‬
‫ٕالاسالمي‪ .‬ذلك ما يقتضيه منطوق الظهﺮ‪ .‬ولكن )ايمانويل ديران( يؤيـد ضرورة اعتبارالقانون املدني ي حالة‬
‫اختيارالفرنﺴ الزواج طبقا للنظام املغربي ويقول‪) :‬وهذا القانون املغربي ال يمكن أن يكون إال قانونا عصريا‬
‫بمقت الحالة املدنية املعينة ‪ ،1915‬فالفرنﺴ ال يجد ي قانونه الوط وال ي القانون املغربي ما يسمح له‬
‫بالزواج الدي ي املغرب‪ .‬بينما ٕالايطاي نظرا لالختيار املعطى له يمكن أن ي وج دينيا ي املغرب ألن ذلك‬
‫يسمح به قانونه الوط «‪.18‬‬
‫والسؤال الذي نود طرحه ٓالان هو‪ :‬هل مازال بحث مفهوم ٔالاحوال الشخصية مفيـدا بعد استبدال‬
‫مدونة ٔالاحوال الشخصية باسم مدونة ٔالاسرة؟‬
‫لﺌن كان املشرع املغربي استعاض عن تسمية مدونة ٔالاحوال الشخصية باسم مدونة ٔالاسرة‪ ،19‬فإن‬
‫مصطلح ٔالاحوال الشخصية ما زال معتمدا ي جملة من النصوص القانونية‪ :‬نذكرم ا‪:‬‬
‫‪ -1‬ديباجة مدونة ٔالاسرة ال جاء ف ا‪» :‬وحرصا ع ى حقوق رعايانا ٔالاوفياء املعتنقن للديانة ال ودية‪،‬‬
‫فقد أكدنا ي مدونة ٔالاسرة الجديدة‪ ،‬أن تطبق عل م أحكام قانون ٔالاحوال الشخصية املغربية الع ﺮية«‪.‬‬

‫‪-18‬عالل الفاﺳ ‪» ،‬التقريب‪:‬شرح مدونة ٔالاحوال الشخصيــة الكتابان ٔالاول والثاني«‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.97/96/95:‬‬
‫‪19-Art.1:«LaprésenteloiestdénomméeCodedelafamille.Elleestdésignéedanslasuiteduprésenttexteparlecode».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪8‬‬
‫وقد ترجمت مدونة ٔالاسرة هذا التمي ي القانون املطبق ع ى املغاربة املسلمن واملغاربة ال ود ي املادة‬
‫الثانية عندما نصت ع ى أنه‪» :‬تسري أحكام هذﻩ املدونة ع ى‪:‬‬
‫‪ - 1‬جميع املغاربة ولوكانوا حاملن لجنسية أخرى‪...‬‬
‫أما ال ود املغاربة فتسري عل م قواعد ٔالاحوال الشخصية الع ﺮية املغربية«‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة )‪ (398‬من مدونة ٔالاسرة ورد ف ا أنه‪» :‬تبقى ٕالاجراءات املسطرية املنجزة ي قضايا ٔالاحوال‬
‫الشخصية قبل تاريخ دخول هذﻩ املدونة ح التنفيذ سارية املفعول«‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل )‪ (179‬من قانون املسطرة املدنية نص ع ى أنه‪» :‬تطبق ي قضايا ٔالاحوال الشخصية‬
‫مقتضيات القسم الثالث والبابن ٔالاول والثاني من القسم الرابع إذا لم تكن مخالفة ملقتضيات هذا الباب«؛‬
‫‪ -4‬الفصل )‪ (3‬من قانون الال امات والعقود نص ع ى أن‪ٔ» :‬الاهلية املدنية للفرد تخضع لقانون أحواله‬
‫الشخصية«؛‬
‫‪ -5‬املادة )‪ (2‬من قانون الحالة املدنية نصت أنه‪» :‬تكتﺴ رسوم الحالة املدنية نفس القوة ٕالاثباتية ال‬
‫للوثائق الرسمية‪ ،‬مع اعتبارالشروط الشرعية ي إثبات النسب ؤالاحوال الشخصية«؛‬
‫‪ -6‬الفصل )‪ (2‬من قانون التنظيم القضائي ينص ع ى أنه‪» :‬تنظرأقسام قضاء ٔالاسـرة ي قضايا ٔالاحوال‬
‫الشخصية وامل ﺮاث والحالة املدنية وشؤون التوثيق والقاصرين والكفالة وكل ما له عالقة برعاية وحماية‬
‫ٔالاسرة«‪.‬‬
‫‪ -7‬الفصل )‪ (6‬من قانون التنظيم القضائي ينص ع ى أنه‪» :‬تشتمل محاكم الاستيناف تحت سلطة‬
‫رؤسا ا ٔالاولن وتبعا ألهمي ا ع ى عدد من الغرف املختصة‪ ،‬من بي ا غرفة لألحوال الشخصية وامل ﺮاث‬
‫وغرفة للجنايات‪ .‬غﺮ أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم ي كل القضايا املعروضة ع ى هذﻩ املحكمة أيا‬
‫كان نوعها«‪.‬‬
‫‪ -8‬الفصل )‪ (10‬من قانون التنظيم القضائي ينص ع ى أنه‪» :‬تشتمل محكمـة النقض ع ى رؤساء غرف‬
‫ومستشارين وتشتمل أيضا ع ى كتابة الضبط وع ى كتابة النيابة العامة‪.‬‬
‫تنقسم إى ست غرف‪ :‬غرفة مدنية تسمى الغرفة ٔالاوى وغرفة لألحوال الشخص ـيـة وامل ﺮاث وغرفة‬
‫تجارية وغرفة إدارية وغرفة اجتماعية وغرفة جنائية«‪.‬‬
‫‪ -9‬الفصل )‪ (11‬من قانون الجنسية ينص ع ى أنه‪» :‬ال يؤثرنسب أوبنوة الولد ع ى جنسيته إال إذا ثبت‬
‫هذا النسب أوالبنوة قبل بلوغه سن الرشد‪.‬‬
‫ويثبت النسب أو البنوة طبقا ألحكام قانون ٔالاحوال الشخصية ألحد ٔالابوين املعتــﺮ مصدرا للحق ي‬
‫الجنسية«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪9‬‬
‫وعليه‪ ،‬ال مناص من القول إن »مفهوم ٔالاحوال الشخصية« مازل يحتفظ براهنيته ي القانون‬
‫املغربي‪.‬‬
‫‪ -2‬جسرالانتقال من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة‪:‬‬
‫قد ال يخفى ع ى أحد أن مدونة ٔالاحوال الشخصية كانت انطالقة حقيقية لبناء ٔالاسرة املغربية‬
‫الحديثة‪ .‬بيد أن املمارسة كشفت عن عدم مالئمة عدد من مقتضيا ا للعصر الحاضر‪ ،20‬وقد لوحظ‬
‫بشأ ا تكريس كثﺮ من مظان الحيف تجاﻩ املرأة‪ ،21‬كما أ ـا كانت قاصرة عن توفﺮ حماية كافية لألطفال‪،‬‬
‫لذلك اتسع نطاق املناداة بتعديلها وأحيانا بتغيﺮها تغي ﺮا جذريا ومحوريا‪ ،‬لكن دعوات التعديل أو التغيﺮ‬
‫اصطدمت بمقاومة حقيقيـة من عدة أطراف‪ ،‬كانت ترى ي املدونة قانونا دينيا وشرعيا غﺮقابل للمراجعة‬
‫أو التصحيـح‪ .‬بيد أن امللك الحسن الثاني رحمه ﷲ استجاب لدعوات إصالح املدونة‪ ،22‬وقام بتشكيل لجنــة‬
‫علمية مكونة من بعض رجال الفقه والقانون وتقدمت هذﻩ اللجنة بمقﺮحات ي شكل تعديالت لبعض‬
‫فصول املدونة وصدربشأ ا الظهﺮالشريف رقم ‪ 1.93.347‬بتاريخ ‪ 22‬ربيع ٔالاول ‪ 10 /1414‬شتنﺮ‪.231993‬‬
‫بيد أن التعديالت ال شملت املدونة لم تكن كافية إلرضــاء ٔالاصوات ال كانت تنادي بإصالح مدونة ٔالاحوال‬
‫الشخصية إصالحا جذريا لتحقيق املساواة بن الرجل واملرأة من جهة‪ ،‬وضمان حماية شاملة وفاعلة لحقوق ٔالاطفال من‬
‫جهة ثانية‪ .‬لذلك استمرالجدل املجتم ي بتمظهرات مختلفة حول مدونة ٔالاحـوال الشخصيــة إى أن تفاقم الصراع بشأ ا‬
‫بعد طرح ما عرف بمشروع الخطة الوطنية إلدماج املرأة ي التنمية من طرف كتابة الدولة املكلفة بالرعاية الاجتماعية‬
‫ؤالاسرة والطفولة‪ ،24‬بحيث بلغت درجة التقاطب الايديولو ي والسياﺳ والاجتما ي والثقاي حول هذﻩ الخطة حدا‬
‫أصبحت ـدد معه السلم الاجتما ي‪ ،25‬و دد ٔالامن القانوني والقضائي‪ ،‬لذلك تدخل امللك محمد السادس وقام بتكوين‬
‫لجنة عهد إل ا بمراجعة مدونة ٔالاحوال الشخصية‪ ،‬وتم تنصيب اللجنة املذكورة بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪ . 262001‬وقد كانت‬
‫‪-20‬حول بعض النقاشات ال أثﺮت حول مدونة ٔالاحوال الشخصية يمكن مراجعة مجلة مقدمات‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ 2‬حول »إصالح قانون‬
‫ٔالاسرة حصيلة خمسن سنة من النقاش«‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪.2002 ،‬‬
‫‪-21‬محمد الكشبور‪»،‬شرح مدونة ٔالاسرة‪:‬الزواج«‪ ،‬الجزء‪ ،1‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،2006 ،‬ص‪.6:‬‬
‫‪ -22‬خطاب امللك الحسن الثاني رحمه ﷲ يوم ‪ 29‬شتنﺮ‪ 1992‬بمناسبة استقباله ملمثالت الحركات النسوية املغربية منشور ي مجلة مقدمات‪،‬‬
‫العدد الخاص رقم ‪ 2‬حول »إصالح قانون ٔالاسرة حصيلة خمسن سنة مـنالنقاش«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 259:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-23‬منشور ي الجريدة الرسمية عدد ‪ 4222‬بتاريخ ‪ 12‬ربيع ٓالاخر‪ 29/1414‬شتنﺮ‪.1993‬‬
‫‪-24‬يمكن مراجعة بعض مضامن مشروع الخطة الوطنية من أجل إدماج املرأة ي التنمية ي مجلة مقدمات‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ 2‬حول »إصالح‬
‫قانون ٔالاسرة حصيلة خمسن سنة من النقاش«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 220:‬وما يل ا‪.‬‬
‫‪ -25‬محمد الشاف ي‪» ،‬قانون ٔالاسرة املغربي بن الثبات والتطور«‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،2004 ،‬ص‪ 53 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫وكذلك »من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬منشورات الزمن‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪.2004 ،‬‬
‫‪-26‬خطاب تنصيب امللك محمد السادس للجنة الاستشارية الخاصة بمراجعة مدونة ٔالاحوال الشخصية بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪ 2001‬منشور ي مجلة‬
‫مقدمات‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ 2‬حول »إصالح قانون ٔالاسرة حصيلة خمسن سنةمن النقاش«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 265:‬وما يل ا‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪10‬‬
‫هذﻩ اللجنة متعددة املشارب والاختصاصات حيث تمت ف ا مراعاة الجانب الفقﻬ والقضائي والعلمي ي‬
‫اختيارأعضا ا‪ ،‬كما تمــت مراعاة حضور العنصرالنسوي ف ا‪.‬‬
‫وبعد أن ان ت اللجنة من عملها قدمت املشروع إى الديوان امللكي الذي توى الحسم ي بعض القضايا الخالفية‪.27‬‬
‫وع ى إثرذلك قدم امللك محمد السادس مشروع مدونة ٔالاسرة بمناسبة افتتاح الدورة ال ﺮملانية الخريفية بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر‬
‫‪ 2003‬استعرض فيه أهم مستجدات مشروع مدونة ٔالاسرة‪ .28‬وأمرأن يعرض هذا املشروع الذي أصبح يحمل رقـم ‪70.03‬‬
‫بحكم ما يتضمنه من ال امات مدنية ع ى ال ﺮملان ملناقشته والتصويت عليه‪.‬‬
‫وبالفعـل صادق مجلس النواب ع ى املشروع بتاريخ ‪ 16‬يناير‪ 2004‬ثم صادق عليه مجلس املستشارين‬
‫بتاريخ ‪ 23‬يناير ‪ .2004‬وبعد ذلك صدر الظهﺮ الشريف رقم ‪ 1.04.22‬بتاريخ ‪ 22‬ذي الحجة ‪ 3/1424‬ف ﺮاير‬
‫‪ 2004‬القا بتنفيذ القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة مدونة ٔالاسرة‪ .29‬وهذﻩ املدونة ي ال سوف تكون موضوع‬
‫دراستنا ال سوف تتمحور حول الزواج والطالق بعد أن نمهد لذلك بالحديث عن نطاق تطبيق مدونة‬
‫ٔالاسرة )‪ ،(I‬ثم دور النيابة العامة ي هذﻩ املدونة )‪.(II‬‬
‫‪ -I‬نطاق تطبيق مدونة ٔالاسرة‪:‬‬
‫حدد املشرع املغربي ي املادة )‪ (2‬من مدونة ٔالاسرة نطاق تطبيق هذﻩ املدونة من حيـث ٔالاشخاص ي الحاالت ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬جميع املغاربة ولوكانوا حاملن لجنسية أخرى؛‬
‫‪-2‬الالجئن بمن ف م عديموالجنسية‪ ،‬طبقا التفاقية جنيف املؤرخة بـ ‪ 28‬يوليــوز لسنــة ‪ 1951‬املتعلقة بوضعية الالجئن؛‬
‫‪ -3‬العالقات ال يكون ف ا أحد الطرفن مغربيا؛‬
‫‪ -4‬العالقات بن مغربن أحدهما مسلم‪.‬‬
‫أما ال ود املغاربة فتسري عل م قواعد ٔالاحوال الشخصية الع ﺮية املغربية‪.30‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإننا سنعمد إى دراسة مختلف الحاالت السابقة‪ ،‬من أجل بيان ما تقتضيه كل حالة‪ ،‬بنوع من التفصيل‪.‬‬

‫‪-27‬محمد الكشبور‪» ،‬شرح مدونة ٔالاسرة‪:‬الزواج«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8:‬‬


‫‪-28‬هذﻩ املستجدات كما وردت ي الخطاب امللكي بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر‪ 2001‬مدرجة ي ديباجة مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪ 29‬نشربالجريدة الرسمية عدد ‪ 5184‬بتاريخ ‪ 14‬ذوالحجة ‪ 5/1424‬ف ﺮاير‪.2004‬‬
‫‪30-Art.2:«lesdispositionsduprésentcodes’appliquent:‬‬
‫;‪1)àtouslesmarocains,mêmeceuxportantuneautrenationalité‬‬
‫;‪2)auxréfugiés,ycomprislesapatridesconformémentàlaconventiondeGenèvedu28juillet1951relativeàlasituationdesréfugiés‬‬
‫;‪3)àtouterelationentredeuxpersonneslorsquel’unedesdeux partiesestmarocaine‬‬
‫‪4)àtouterelationentredeuxmarocainslorsquel’und’euxestmusulman.‬‬
‫‪Lesmarocainsdeconfessionjuivesontsoumisauxrèglesdustatutpersonnelhébraïquemarocain».‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -1‬جميع املغاربة ولوكانوا حاملن لجنسية أخرى‪:‬‬
‫من الطبي ي أن يطبق القانون املغربي لألسرة ع ى جميع املغاربة ي املغرب وخارجه‪ ،‬ويرجع ذلك إى‬
‫ٔالاسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إن تطبيق قانون ٔالاسرة املغربي ع ى جميع املغاربة هو مجرد تطبيق لقاعدة قانونية عامة‪ ،‬و ي‬
‫مساواة جميع املواطنن أمام القانون‪ ،‬وهذﻩ القاعدة العامة نابعة من عدة فصول ي الدستور املغربي لسنة‬
‫‪ 2011‬نذكرم ا الفصل )‪ (6‬الذي ينص ع ى أن‪» :‬القانون هو أسمى تعبﺮعن إرادة ٔالامة‪ .‬والجميع‪ ،‬أشخاصا‬
‫ذاتين أواعتبارين‪ ،‬بما ف م السلطات العمومية‪ ،‬متساوون أمامه‪ ،‬وملزمون باالمتثال له«‪ .‬وكذا الفصل )‪(19‬‬
‫من الدستور الذي ينص ع ى أنه‪» :‬يتمتع الرجل واملرأة‪ ،‬ع ى قدم املساواة‪ ،‬بالحقوق والحريات املدنية‬
‫والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬الواردة ي هذا الباب من الدستور‪ ،‬وي مقتضياته‬
‫ٔالاخرى‪ ،‬وكذا ي الاتفاقيات واملواثيق الدولية‪ ،‬كما صادق عل ا املغرب‪ ،‬وكل ذلك ي نطاق أحكام الدستور‬
‫وثوابت اململكة وقواني ا«‪.‬‬
‫‪ -‬إن تطبيق القانون الوط يكون باألولوية ع ى جميع القوانن ٔالاخرى‪ ،‬ثم إنه من املباديء العامة‬
‫املتعارف عل ا ي القانون الدوي الخاص أن قانون جنسية القا يطبق باألولوية ع ى جميع القوانن‬
‫ٔالاخرى‪ ،‬وإذا كانت للقا أكﺮمن جنسية‪ ،‬فإن جنسية الدولة ال يحكم باسمها هو الذي يطبق باألولوية‬
‫ع ى جميع القوانن ٔالاخرى‪ .‬يقول ٔالاستاذان غالب ع ي الداودي وحسن محمد الهداوي‪» :‬فإذا كان الشخص‬
‫من تاب ي دولة املحكمة ال تنظرال اع‪ ،‬تطبق املحكمة ي هذﻩ الحالة قانو ا الوط ع ى أحواله الشخصية‬
‫)‪ (Lex fori‬ألن تحديد الجنسية مسألة تتعلق بالسيادة فال يقبل املشرع الوط الاحتكام بشأ ا لغﺮ قانونه‬
‫الوط ‪ ،‬والقا ال يأتمرإال بأوامرمشرعه الوط ‪ .‬فالغلبة ي ذلك تكون لقانون القا دائما‪ ،‬وقد أخذت‬
‫اتفاقية الهاي لعام ‪ 1930‬ذا املبدإ وهوسائد ي العرف الدوي‪ ،‬وينص عليه الشق ٓالاخﺮمن املادة )‪ (23‬من‬
‫القانون املدني ٔالاردني بقوله‪ ...» :‬ع ى أن ٔالاشخاص الذين تثبت لهم ي وقت واحد الجنسية ٔالاردنية وجنسية‬
‫دولة أجنبية‪ ،‬فإن القانون ٔالاردني هوالذي يجب تطبيقه«‪.31‬‬
‫و ي نفس السياق يقول ٔالاستاذ العيا املسعودي‪» :‬من املباديء الثابتة ي القانون الدوي الخاص‬
‫املقارن أنه حينما تكون جنسية القا طرفا ي ال اع فإن هذا ٔالاخﺮ)أي القا ( يكون مج ﺮا ع ى ترجيح‬
‫قانونه ع ى أي قانون أجن ‪ ،‬فإذا كان الشخص املتنازع ي جنسيته يتوفر ع ى شروط حمل جنسية بلد‬
‫القا )الرابطة الدموية ‪ -‬الرابطة ال ﺮابية ‪ٕ -‬الاقامة ‪ ...‬الخ ( اعﺮف له ا‪ ،‬وإال فإن القا املرفوع أمامه‬
‫ال اع يكون ملزما بالحكم بأنه أجن دون أن يعن جنسيته ٔالاجنبية‪.‬‬

‫‪-31‬غالب ع ي الداودي وحسن محمد الهداوي‪» ،‬القانون الدوي الخاص‪:‬الجنسية‪ ،‬املوطن‪ ،‬مركزٔالاجانب وأحكامه ي القانون العراي«‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬ص‪.89:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪12‬‬
‫مثال‪ :‬إذا عرض ع ى القا املغربي نزاع يتعلق بجنسية شخص والحظ أنه يتمتع بالجنسية املغربية‬
‫ألنه ازداد من أب مغربي وأم فرنسية )الفصل ‪ 6‬من ظهﺮ ‪ 19‬شتنﺮ ‪ (1958‬فإنه )أي القا ( يكون ملزما‬
‫بالحكم بمغربيته ح وإن كان ذلك الشخص فرنسيا بالنظر إى القانون الفرنﺴ نظرا الزديادﻩ من أم‬
‫فرنسية‪.‬‬
‫فكيف يفسرهذا الاختصاص املانع واملطلق لقانون القا ؟‬
‫‪ -‬إن القا ي أي نظام قانوني يعتﺮ ملزما باح ﺮام تصور مشرعه للنظام الدوي‪ ،‬وحيث إنه مجرد‬
‫هيئة داخلية فال يحق له أن يقف موقفا يتعارض مع موقف السلطة التشريعية ال يستمد م ا سلطته‪،‬‬
‫فبإصدارﻩ قانون الجنسية يعﺮ املشرع بما فيه الكفاية من الوضوح عن نظرته إى النظام الدوي وبالتاي ال‬
‫يجوز الحديث ي الحقيقة عن تنازع قوانن ي مادة الجنسية ألن القا الوط يطبق مباشرة وفورا‬
‫وبصفة مانعة لكل منافسة أجنبية قانون البلد الذي يحكم باسمه‪.‬‬
‫فمبدأ أسبقية جنسية القا ع ى الجنسيات ٔالاخرى مبدأ متفق عليه ليس ع ى الصعيد الداخ ي‬
‫فقط ولكن ع ى الصعيد الدوي كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬فع ى الصعيد الداخ ي نالحظ أن جميع ٔالانظمة القانونية تطبق املبدأ تلقائيا من طرف املحاكم‬
‫الوطنية )محكمة النقض الفرنسية الغرفة املدنية قرار ‪ 17‬يونيه ‪ 1968‬املجلة الانتقادية للقانون الدوي‬
‫الخاص سنة ‪ 1969‬ص ‪ - 59‬قرار‪ 7‬نونﺮ‪ -1972‬املجلة الانتقادية ‪ ،1973‬ص ‪.(301‬‬
‫وع ى الصعيد الدوي تنص املادة الثالثة )‪ (3‬من معاهدة الهاي املوقعة يوم ‪ 12‬أبريل ‪ 1930‬حول‬
‫بعض القضايا املتعلقة بتنازع القوانن ي مادة الجنسية ع ى أنه‪» :‬إذا كان شخص يحمل جنسية أو عدة‬
‫جنسيات فإن لكل دولة يحمل جنسي ا الحق ي أن تعتﺮﻩ من وطني ا«‪.‬‬
‫لكن هذﻩ الحرية ال تخولها معاهدة الهاي لهذﻩ الدولة ليست مطلقة ألن الفصل )‪ (4‬من نفس‬
‫املعاهدة يق بأن الدولة ال يحمل الشخص جنسي ا ال يمك ا أن تمارس حماي ا الدبلوماسية ضد دولة‬
‫أخرى إذا كانت تلك الدولة كذلك تعتﺮذلك الشخص من رعاياها«‪.32‬‬
‫وقد عﺮٔالاستاذ محمد ناصرمتيوي مشكوري عن قاعدة أولوية قانون القا عن جميع القوانن‬
‫ٔالاخرى بقوله‪ »: :‬ي حالة مزاحمة جنسية أجنبية يحملها املع لجنسيته املغربية فإن الجنسية املغربية ي‬
‫ال يتعن أخذها بعن الاعتبار لذا ع ى السلطات املغربية أن تطبق قانون الحالة املدنية الخاص باملغاربة‬
‫دون التفات لجنسية املع ٔالاجنبية‪ ،‬وأما بشأن الفصل )‪ (4‬من ظهﺮ ‪ 1913/8/12‬الذي يخول لقا‬

‫‪ -32‬العيا املسعودي‪» ،‬محاضرات ي القانون الدوي الخاص«‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد ﷲ‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1992/1991‬ص‪.128/127:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪13‬‬
‫املطبق فال مجال‬ ‫املوضوع ي حالة تعدد جنسيات املع تحديد الجنسية الفعلية وبالتاي القانون الشخ‬
‫للرجوع إليه إال عند عدم وجود الجنسية املغربية ي ال اع املذكور«‪.33‬‬
‫فالقا املغربي‪ ،‬إذن ملزم وفق النص املذكور )املادة ‪ 2‬من مدونة ٔالاسرة(‪ ،‬باالعتداد فقط بالجنسية‬
‫املغربيــة عند تزاحمها مع غﺮها من الجنسيات ال يتمتع ا الشخص واعتبار القانون املغربي هو القانون‬
‫الواجب تطبيقه ع ى أحواله الشخصية‪.‬‬
‫‪ -2‬الالجئن بمن ف م عديمو الجنسية‪ ،‬طبقا التفاقية جنيف املؤرخة بـ ‪ 28‬يوليـوز لسنــة ‪1951‬‬
‫املتعلقة بوضعية الالجئن‪:‬‬
‫يخضع الالجئون ي املغرب لقانون ٔالاسرة املغربي‪ .‬وال شك أن هذﻩ القاعدة ال أخذت ا املادة )‪(2‬‬
‫من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ترتكز ع ى اتفاقية جنيف الدولية حول وضعية الالجئن املؤرخة ي ‪ 28‬يوليوز لسنة‬
‫‪ .1951‬هذﻩ الاتفاقية تنص ي الفصل )‪ (12‬م ا ع ى أنه تطبق ع ى الال يء مقتضيات قانون ٔالاحوال‬
‫الشخصية للبلد الذي اتخذﻩ موطنا له بعـد مغادرته لوطنه ٔالاص ي‪.34‬‬
‫أما عديموالجنسية الذين تحكمهم معاهدة نيويورك املؤرخة ي ‪ 28‬شتنﺮ‪ ،1954‬فيالحظ أن املشرع‬
‫املغربي جعلهم كذلك مثل الالجئن يخضعون ملدونة ٔالاسرة بنص املادة )‪ (2‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫وبتب هذﻩ املقتضيات‪ ،‬يكون املشرع املغربي قد أل ى ضمنيا الفصل )‪ (5‬من ظهﺮ ‪ 12‬غشت ‪1913‬‬
‫حول الوضعية املدنية للفرنسين ؤالاجانب باملغرب‪ ،‬والذي كان ينص ع ى أنه‪ » :‬ي حالة عدم وجود جنسية‬
‫معروفة‪ ،‬يخضع ٔالاجن ي جميع ٔالامور املتعلقة بحالته وأهليته للقانون الفرنﺴ «‪ .35‬وهو ما كان يشكل‬
‫بدون شك اعتداء صارخا ع ى السيادة القانونية للدولة املغربية‪.‬‬
‫‪ -3‬العالقات ال يكون ف ا أحد الطرفن مغربيا‪:‬‬
‫يقصد املشرع ي هذا البند حالة الزواج املختلط‪ .‬والزواج املختلط هو الذي يكون بن شخصن من‬
‫جنسيتن مختلفتن‪ ،‬مثل الزواج الذي يجمع بن مغربي وسيدة أجنبية‪ ،‬أوبن مغربية ورجل أجن ‪.‬‬
‫ومما يجب التنبيه إليه ي هذا الصدد‪ ،‬هو أن توثيق الزواج كان خاضعا باإلضافة إى أحكام مدونة‬
‫ٔالاحوال الشخصية املغربية ملقتضيات الظهﺮ الشريف رقم ‪ 1.60.020‬بشأن انعقاد ٔالانكحة بن املغاربة‬
‫‪ -33‬محمد ناصرمتيوي مشكوري‪» ،‬إثبات وقائع الحالة املدنية ي إطارالقانون الدوي الخاص املغربي«‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراﻩ الدولة ي القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد ﷲ‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1994/1993‬ص‪.26:‬‬
‫‪ -34‬تمت املصادقة ع ى هذﻩ الاتفاقية من طرف املغرب بظهﺮ ‪ 8‬غشت ‪ 1955‬وظهﺮ ‪ 26‬غشت ‪ .1956‬وقد نص الفصل )‪ (12‬م ا ع ى أن‪:‬‬
‫»ٔالاحوال الشخصية لكل ال يء تنظم من طرف قانون موطنه وعند عدم وجود موطن له من طرف قانون بلد إقامته«‪.‬‬
‫‪35-Art.5:«Adéfautdenationalitéconnue,l'étrangerestsoumisentoutcequiconcernesonétatetsacapacité,àlaloifrançaise».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪14‬‬
‫ؤالاجنبيات أو املغربيات ؤالاجانب ع ى الصيغ املعينة ي الحالة املدنية الصادر بتاريخ ‪ 6‬رمضان ‪4/1379‬‬
‫مارس ‪.361960‬‬
‫ورغم أن املشرع املغربي لم يذكرظهﺮ‪ 4‬مارس ‪ 1960‬ضمن الظهائرامللغاة سواء ي مدونة ٔالاسرة أو ي‬
‫قانون الحالة املدنية‪ ،‬فإنه بالرجوع إى الظهﺮالشريف رقم ‪ 1.02.239‬الصادر ي ‪ 25‬من رجب ‪ 3/1423‬أكتوبر‬
‫‪ 2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 99.37‬املتعلق بالحالة املدنية‪ 37‬نالحظ أن املشرع املغربي قد أل ى بمقت املادة‬
‫‪ 48‬الظهﺮالشريف الصادر ي ‪ 24‬من شوال ‪ 4) 1333‬سبتمﺮ‪ (1915‬املنظم للحالة املدنية والظهﺮالشريف‬
‫املؤرخ ي ‪ 18‬من جمادى ٔالاوى ‪ 8) 1369‬مارس ‪ (1950‬املمدد لنظام الحالة املدنية كما وقع تتميمهمـا أوتعديلهما‪.‬‬
‫كما أنه لم يضمن بالقانون الجديد للحالة املدنية مقتضيات مماثلة لتلك ال كانت مضمنة بظهﺮ ‪ 4‬شتنﺮ‬
‫‪ .1915‬مما يع أن املشرع املغربي سحب من ضباط الحالة املدنية املغاربة اختصاص توثيق عقود الزواج‬
‫املختلط‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن الزواج املختلط ال يمكن إبرامه أمام ضابط الحالة املدنية املغربي‪ .‬ويبقى أمام الزوجن‬
‫الحق ي إبرام هذا الزواج أمام املصالح القنصلية لدولة الزوج ٔالاجن إن كان قانونه الوط يسمح بذلك‪.‬‬

‫‪ -36‬منشور ي الجريدة الرسمية عدد ‪ 2474‬بتاريخ ‪ 27‬رمضان ‪ 25/1379‬مارس ‪ .1960‬فقد نص ي الفصل ٔالاول منه‪» :‬إن ٔالانكحة بن املغاربة‬
‫ؤالاجنبيات من جهة‪ ،‬واملغربيات ؤالاجانب من جهة أخرى ما لم تكن ممنوعة ي قانون ٔالاحوال الشخصية الجاري ع ى الزوج املغربي يجوز أن‬
‫يقوم بمراسم انعقادها بطلب من الزوجن ضابط الحالة املدنية وفقا ملقتضيات الظهﺮ الشريف املشار إليه أعالﻩ املؤرخ ي ‪ 24‬شوال ‪1333‬‬
‫املوافق ل ‪ 4‬شتنﺮ‪.«1915‬‬
‫أما الفصل الثاني فقد نص‪» :‬إن انعقاد النكاح حسب صيغة الحالة املدنية يتوقف مع ذلك كله ع ى سابق ٕالاشهاد به طبق الشروط املنصوص‬
‫عل ا من حيث الجوهروالصيغة ي قانون ٔالاحوال الشخصية الجاري ع ى الزوج املغربي وي هذا الصدد يتعن ع ى الزوج املغربي أن يقدم لضابط‬
‫الحالة املدنية رسم ٕالاشهاد بالنكاح ع ى أن هذا الرسم يجب تسليمه بمجرد تحريرﻩ‪ ،‬وعند الاقتضاء إثرالخطاب عليه لينعقد فورا النكاح حسب‬
‫صيغة الحالة املدنية«‪.‬‬
‫ثم إن الفصل الثالث من الظهﺮاملذكور نص‪» :‬إن ٔالانكحة املشارإل ا ي الفصل ٔالاول ال قام بمراسم انعقادها ضابط الحالة املدنية قبل تاريخ‬
‫نشرظه ﺮنا الشريف هذا تعتﺮصحيحة إن كانت الشروط املنصوص عل ا من حيث الجوهروالصيغة ي قانون ٔالاحوال الشخصية الجاري ع ى‬
‫الزوج املغربي قد روعيت وكانت تلكم ٔالانكحة ال يمنعها القانون املذكور«‪ .‬وبناء ع ى الفصول املذكورة كتب ٔالاستاذ العيا املسعودي‪» :‬إن‬
‫ٔالانكحة بن املغاربة ؤالاجنبيـات من جهة واملغربيات ؤالاجانب من جهة أخرى‪ ،‬ما لم تكن ممنوعة ي قانون ٔالاحوال الشخصية الجاري ع ى الزوج‬
‫املغربي يجوز أن يقوم بمراسم انعقادها بطلب من الزوجن ضابط الحالـة املدنية املغربي‪ ،‬لكن انعقاد الزواج حسب الصيغة املذكورة يتوقف مع‬
‫ذلك ع ى ٕالاشهاد بـه طبق الشروط املنصوص عل ا من حيث الشكل ي قانون ٔالاحوال الشخصيـة الجاري ع ى الزوج املغربي و ذا الصدد يتعن‬
‫ع ى الزوج املغربي أن يقدم لضابط الحالة املدنية رسم ٕالاشهاد ع ى النكاح«‪ .‬العيا املسعودي‪» ،‬محاضرات ي القانون الدوي الخاص«‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.251:‬‬
‫‪-37‬منشور ي الجريدة الرسمية عدد ‪ 5054‬بتاريخ ‪ 2‬رمضان ‪ 7/1423‬نوفمﺮ‪.2002‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪15‬‬
‫ونعتقد أن املادة )‪ (2‬من مدونة ٔالاسرة ال يمك ا أن تستبعد تطبيق القانون ٔالاجن ع ى العالقات‬
‫املختلطة بن املغاربة ؤالاجانب ما لم يوجد ما يﺮر ذلك‪ .38‬والسبب ي ذلك هو أن تطبيق مدونة ٔالاسرة‬
‫بمفردها ع ى العالقات املختلطة يتناى مع عدد من النصوص القانونية ٔالاخرى‪ ،‬ونذكرمن ذلك الفصل )‪(3‬‬
‫من قانون الال امات والعقود الذي ينص ع ى أن‪ٔ» :‬الاهلية املدنيــة للفــرد تخضع لقانون أحواله الشخصية«‪.39‬‬
‫ثم الفصل )‪ (3‬من ظهﺮ ‪ 12‬غشت ‪ 2013‬حول الوضعية املدنية للفرنسين ؤالاجانب ي منطقة الحماية‬
‫الفرنسية باملغرب والذي ينص ع ى أنه‪» :‬تخضع حالة وأهلية الفرنسين ؤالاجانب لقانو م الوط «‪.40‬‬
‫وعليه‪ ،‬نرى أن الشروط املوضوعية للزواج تخضع للقانون الوط للطرف ٔالاجن ي العالقات‬
‫املختلطة بن املغاربة ؤالاجانب‪ .‬وخاصة م ا يتعلق بموانع الزواج‪ ،‬والكفاءة‪ .41‬وهذا التفسﺮللمادة )‪ (3/2‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة هو الذي يتما مع الفصل )‪ (8‬من ظهﺮ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬حول الوضعية املدنية للفرنسين‬
‫ؤالاجانب باملغرب والذي نص ع ى أنه‪» :‬يخضع إبرام عقد الزواج للقانون الوط لكل من الزوجن املستقبلن«‪.42‬‬
‫ونفس ال ء ينطبق ع ى الطالق طبقا للفصل )‪ (9‬من الظهﺮ املذكور قبله والذي نص ع ى أنه‪» :‬يحق‬
‫للفرنسين ؤالاجانب طلب الطالق أوالانفصال الجسماني‪ ،‬وفقا للشروط ال يحددها قانو م الوط «‪.43‬‬
‫ومما يعزز قولنا إن العالقات املختلطة بن املغاربة ؤالاجانب‪ ،‬يجب أن تكون منضبطة لكل من مدونة‬
‫ٔالاسرة املغربية‪ ،‬والقانون الوط للطرف ٔالاجن ‪ ،‬أن املادة )‪ (65‬مدونة ٔالاسرة اشﺮطت ي توثيق عقد الزواج‬

‫‪-38‬من ذلك استبعاد القانون ٔالاجن بسبب مخالفته للنظام العام املغربي‪ ،‬أوبسبب وجود غش أوتحايل نحوالقانون‪.‬‬
‫‪39-Art.3:«Lacapacitéciviledel'individuestrégléeparlaloiquirégitsonstatutpersonnel».‬‬
‫‪40-Art.3:«L'étatetlacapacitédesFrançaisetdesétrangerssontrégisparleurloinationale».‬‬
‫وتجدرٕالاشارة إى أن الشروط الشكلية للزواج طبقا للفصل )‪(10‬من ظهﺮ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬تخضع للقانون الوط للزوجن أوللقانون املح ي‪.‬فقد‬
‫نص الفصل املذكور ع ى أنه‪» :‬تكون التصرفات القانونية ال ينجزها الفرنسيون أؤالاجانب ي منطقة الحماية الفرنسية باملغرب صحيحة‪ ،‬من‬
‫ً‬
‫حيث الشكل‪ ،‬إذا تم إنجازها وفقا لشكليات القانون الوطـ لألطـراف‪ ،‬أوالقانون الفرنﺴ ‪ ،‬أو للقانون املوضوع ملنطقة الحماية الفرنسية‪ ،‬وأخ ﺮا‬
‫للقوانن واملمارسات املحلية«‪.‬‬
‫‪Art.10:«Les actes juridiques passés dans le protectorat français du Maroc par des Français ou des étrangers sont, quant à leur‬‬
‫‪forme, valables, s'ils sontfaits suivantlesprescriptions, soitde laloinationaledesparties, soitde laloifrançaise, soit de lalégislation‬‬
‫‪édictéepourleprotectoratfrançais,soitenfindesloisetusageslocaux».‬‬
‫‪ -41‬نص الفصل )‪ (7‬من الاتفاقية املغربية الفرنسية ع ى أنه‪» :‬ال يعقد العدالن الزواج فوق ال ﺮاب املغربي بن زوج مغربي وزوجة فرنسية إال بعد‬
‫إدالء الزوجة الفرنسية بشهادة الكفاءة ي الزواج املسلمة من طرف املوظفن القنصلين الفرنسين‪ .‬ويعقد العدالن الزواج طبقا للشكليات‬
‫املنصوص عل ا ي قانون ٔالاحوال الشخصية للزوج املغربي فإذا لم تعن الزوجة الفرنسية من يمكنه القيام بمهمة الوي فتسند هذﻩ املهمة إى‬
‫القا الذي يخاطب ع ى العقد‪.‬ويشعرالقا ذا العقد ي جميع ٔالاحوال بدون تأخﺮاملوظفن الفرنسين املختصن«‪.‬‬
‫‪42-Art.8:«Ledroitdecontractermariageestrégléparlaloinationaledechacundesfutursépoux».‬‬
‫‪43-Art.9:«LesFrançaisetlesétrangersontledroitde demander ledivorceoulaséparationde corps, auxconditionsfixéespar leur‬‬
‫‪loinationale».‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪16‬‬
‫جملة من الشروط تخص ٔالاجانب‪ .‬فقد جاء ي املادة املذكورة‪ ...» :‬يحدث ملف لعقد الزواج يحفظ بكتابة‬
‫الضبط لدى قسم قضاء ٔالاسرة ملحل إبرام العقد ويضم الوثائق ٓالاتية؛ و ي‪... :‬‬
‫‪ٕ -‬الاذن بالزواج ي الحاالت ٓالاتية‪ ،‬و ي‪... :‬‬
‫‪ -‬زواج معتنقي ٕالاسالم ؤالاجانب‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة الكفاءة بالنسبة لألجانب أوما يقوم مقامها«‪.‬‬
‫وقد ذكردليل مساطرالقضاء ٔالاسري الذي أعدته وزارة العدل بمناسبة تفسﺮﻩ للمادة املذكورة أن‬
‫املعنين باإلذن املذكور ي البند الخامس‪» :‬هم معتنقوا ٕالاسالم ولو كانوا مغاربة‪ ،‬ؤالاجانب سواء كان‬
‫الراغبان ي الزواج أجنبين‪ ،‬أو كان أحدهما أجنبيا وٓالاخرمغربيا«‪ .‬ثم إن الدليل املذكور عند سردﻩ للوثائق‬
‫الالزمة للحصول ع ى ٕالاذن بزواج معتنقي ٕالاسالم ؤالاجانب‪ ،‬أكد أنه يتعن ٕالادالء بالوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ -‬طلب ي املوضوع يتضمن هوية املع باألمركاملة وموضوع الطلب؛‬
‫‪ -‬نسخة من رسم الوالدة؛‬
‫‪ -‬صورة مصادق عل ا من بطاقة التعريف الوطنية أو ما يقوم مقامها‪ ،‬تضاف إل ا أخرى حسب‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان صاحب الطلب مغربيا اعتنق ٕالاسالم فيجب ٕالادالء بوثيقة اعتناق ٕالاسالم؛‬
‫‪ -‬إذا كان صاحب الطلب أجنبيا‪ ،‬يتعن ٕالادالء باإلضافة إى الوثائق العامة‪ ،‬املومإ إل ا‪ ،‬بالوثائق ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -‬شهادة الكفاءة أوما يقوم مقامها؛‬
‫‪ -‬شهادة ٕالاقامة إذا كان مقيما باملغرب أوببلد غﺮبلدﻩ ٔالاص ي مع مراعاة مدة صالحي ا؛‬
‫‪ -‬صورة من جوازالسفر‪ ،‬وكذا من الصفحة ال تبن تاريخ دخوله إى املغرب؛‬
‫‪ -‬أربع صور فتوغرافية شخصية حديثة؛‬
‫‪ -‬شهادة الجنسية‪ ،‬مع إمكانية الاكتفاء ي الحاالت الصعبة بما يفيد جنسية املع باألمر كشهادة‬
‫الكفاءة ي الزواج وبطاقة التعريف الوطنية؛‬
‫‪ -‬شهادة اعتناق ٕالاسالم إذا تعلق ٔالامربمعتنق له؛‬
‫‪ -‬ي حالة الزواج املختلط‪ ،‬يتعن ع ى الطرف ٔالاجن ٕالادالء‪ ،‬باإلضافة إى الوثائق املذكورة‪ ،‬بما ي ي‪:‬‬
‫‪ -‬شهادة عدم السوابق العدلية‪ ،‬مسلمة له من السلطات الوطنية لبلد إقامته؛‬
‫‪ -‬شهادة من السجل العدي املركزي الخاص باألجانب تسلم له من املصلحة املختصة بوزارة العدل؛‬
‫‪ -‬شهادة تبن مهنته ودخله؛‬
‫بالنسبة للشخص العمانـي أوالقطري الراغب ي‬ ‫ـ‬ ‫‪ٕ -‬الادالء بإذن من وزارة الداخلية العمانية أوالقطرية‬
‫الزواج من مواطنة مغربية يرخص له ا الزواج‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪17‬‬
‫إن اش ﺮاط هذا ٕالاذن ال يقتصرإذن ع ى الدولتن املذكورتن‪ ،‬بل يجب مراعاة ذلك بالنسبة لقوانن‬
‫جميع الدول‪ ،‬وهذا الشرط ليس‪ ،‬ي تقديرنا‪ ،‬إال تأكيدا لوجوب مراعاة الشروط املوضوعية للزواج ال‬
‫يتطل ا القانون ٔالاجن ح وإن كان الزواج املراد إبرامه زواجا مختلطا يتضمن طرفا مغربيا وآخرأجنبيا‪ .‬وإن‬
‫القول بخالف هذا سيجعل القا املغربي‪» :‬يغرق ي ٕالاقليمية الضيقة ال طبعت القانون الدوي الخاص‬
‫الفرنﺴ منــذ عهود بارتان ونيبويه«‪.44‬‬
‫وقد أكدت الاتفاقية املتعلقة بحالة ٔالاشخاص ؤالاسرة والتعاون القضائي بن اململكة املغربية والجمهورية‬
‫الفرنسية املوقعة بتاريخ ‪ 9‬شوال ‪ 10/1401‬غشت ‪ 451981‬ي الفصل )‪ (1‬م ا ع ى أنه‪» :‬تطبق ع ى حالة ٔالاشخاص‬
‫الذاتين وأهلي م مقتضيات قانون إحدى الدولتن ال ينتمون إل ا«‪ .46‬كما نص الفصل )‪ (4‬من هذﻩ الاتفاقية ع ى‬
‫أنه‪» :‬ال يمكن العدول عن تطبيق قانون إحدى الدولتن املحدد بمقت هذﻩ الاتفاقية من طرف محاكم الدولة‬
‫ٔالاخرى إال إذا كان منافيا بصورة واضحة للنظام العام«‪ .47‬ونص الفصل )‪ (5‬من الاتفاقية املذكورة ع ى أنه‪» :‬يطبق‬
‫ع ى كل من الزوجن قانون إحدى الدولتن ال ينتمي لها فيما يخص الشروط الجوهرية للزواج من سن أهلية‬
‫النكاح‪ ،‬وإيجاب وقبول‪ ،‬وموانع‪ ،‬خاصة ما ينتج م ا عن القرابة أواملصاهرة أو الرضاع«‪.48‬‬

‫‪ -44‬العيا املسعودي‪» ،‬طالق ٔالاجانب ي القانون الدوي الخاص املغربي«‪ ،‬مجلة القانون والاقتصاد‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬العدد ‪ ،1986 ،2‬ص‪.112:‬‬
‫‪-45‬منشورة ي الجريدة الرسميةعدد ‪ 3910‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬صفر‪7/1408‬أكتوبر‪ 1981‬ص‪.391:‬‬
‫‪46- Art.1:«L'état et la capacité des personnes physiques sont régis par la loi de celui des deux Etats dont ces personnes ont la‬‬
‫‪nationalité».‬‬
‫‪47-Art.4:«Laloidel'undesdeuxEtatsdésignésparlaprésenteConventionnepeutêtreécartéeparlesjuridictionsdel'autreEtat‬‬
‫‪quesielleestmanifestementincompatibleavecl'ordrepublic».‬‬
‫‪48-Art.5:«Les conditions du fond du mariage tels que l'âge matrimonial et le consentement de même que les empêchements,‬‬
‫‪notammentceuxrésultantdesliensdeparentéoud'alliance, sontrégies pour chacun desfutursépouxpar laloide celuidesdeux‬‬
‫‪Etatsdontilalanationalité».‬‬
‫وقد نص الفصل السادس )‪ (6‬من الاتفاقية ع ى أنه‪» :‬يطبق قانون إحدى الدولتن ال أقيم ا الزواج فيما يخص الشروط الشكلية‪ .‬يمكن لكل‬
‫دولة أن تقرر إقامة عقد الزواج ي الدولة ٔالاخرى بن زوجن ينتميان إل ا أمام موظف ا القنصلين‪ .‬ينعقد الزواج بن مغربي وفرنسية فوق ال ﺮاب‬
‫ً‬
‫الفرنﺴ أمام ضابط الحالة املدنية املختص طبقا للقانون الفرنﺴ ‪ .‬ويسجل إلضفاء الشرعية عليه تجاﻩ القانون املغربي‪ ،‬من طرف املوظفن‬
‫القنصلين املغاربة املختصن بعد التثبت من إقامته«‪.‬‬
‫‪Art.6:«LesconditionsdeformedumariagesontrégiesparlaloideceluidesdeuxEtatsdontl'autoritécélèbrelemariage.ChaqueEtatpeutdéciderque‬‬
‫‪lemariagedansl'autreEtatentredesépouxquipossèdenttousdeuxsanationalitéseracélébréparsesfonctionnairesconsulaires.‬‬
‫‪Le mariage sur le territoire français entre un époux de nationalité marocaine et un époux de nationalité française doit êtrecélébré par un officier de‬‬
‫‪l'état civil compétent selon la loi française. Pour la validité de cette union au regard de la loi marocaine, les fonctionnaires consulaires marocains‬‬
‫‪compétentsprocèdent,aprèsjustificationdelacélébration,àl'enregistrementdecemariage».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪18‬‬
‫ونصت الاتفاقية املغربية املصرية حول التعاون القضائي ي مجال ٔالاحوال الشخصية وحالة‬
‫ٔالاشخاص بن اململكة املغربية وجمهورية مصر العربية املوقعة بتاريخ ‪ 27‬مايو ‪ 491998‬ي املادة )‪ (5‬م ا ع ى‬
‫أنه‪» :‬يطبق ع ى حالة ٔالاشخاص وأهلي م قانون الدولة ال ينتمون إل ا بجنسي م«‪ .‬كما نصت املادة )‪ (6‬من‬
‫هذﻩ الاتفاقية ع ى أنه‪» :‬يطبق ع ى كل من الزوجن قانون الدولة املتعاقدة ال ينتمي إل ا بجنسيته وقت‬
‫الزواج فيما يتعلق بالشروط املوضوعية الالزمة إلتمام ولصحة الزواج«‪.50‬‬
‫فإذا ثبت إذن أن العالقات املختلطة بن املغاربة ؤالاجانب‪ ،‬تخضع للقانون ٔالاسري املغربي من جهة‪،‬‬
‫والقانون الوط للطرف ٔالاجن من جهة أخرى‪ ،‬خاصة ما يتعلق بالشروط املوضوعية للزواج‪ .‬ننتقل لطرح‬
‫السؤال التاي‪ :‬ماهوالقانون الذي يحكم العالقات املختلطة بن ال ود املغاربة ؤالاجانب؟‬
‫إذا وقفنا عند الصياغة اللغوية للمادة )‪ (2‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ال مهرب من القول إن العالقات‬
‫املختلطة بن املغاربة ال ود ؤالاجانب تخضع ملدونة ٔالاسرة‪ .‬ولكن السؤال الذي ال محالة من طرحه هنا هو‪ :‬هل‬
‫يعد وجود طرف أحن ي العالقات املختلطة كافيا لتطبيق مدونة ٔالاسرة املغربية ع ى ال ود املغاربة بدل‬
‫قواعد ٔالاحوال الشخصية الع ﺮية املغربية؟‬
‫إن التمسك بالتفسﺮ الذي بسطناﻩ ي ما يتعلق بالعالقات املختلطة بن املغاربة ؤالاجانب‪ ،‬تدعونا‬
‫للقول إن العالقات املختلطة بن ال ود املغاربة ؤالاجانب تخضع بالنسبة للطرف املغربي ال ودي لقواعد‬
‫ٔالاحوال الشخصية الع ﺮية املغربية وليس ألحكام مدونة ٔالاسرة‪ .‬ولكن ي حالة مخالفة ٔالاحكام الواجب‬
‫تطبيقها ي العالقة املختلطة للنظام العام املغربي‪ ،‬فيجب تطبيق مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪ -4‬العالقات بن مغربين أحدهما مسلم‪:‬‬
‫تخضع العالقات ٔالاسرية بن املغاربة املسلمن وغﺮهم من املغاربة غﺮاملسلمن‪ ،‬ملدونة ٔالاسرة‪ .‬ومع‬
‫هذا أن العالقات بن املغاربة املسلمن واملغاربة ال ود تخضع ملدونة ٔالاسرة‪ ،51‬كما أن العالقات بن املغاربة‬
‫املسلمن واملغاربة غﺮال ود تخضع ملدونة ٔالاسرة‪ .‬لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو‪ :‬ما هو القانون الذي‬
‫يطبق ع ى العالقات بن املغاربة غﺮاملسلمن وغﺮال ود؟‬

‫‪-49‬منشورة ي الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4718‬بتاريخ ‪ 10‬ربيع ٔالاول ‪ 19/1420‬غشت ‪1999‬‬


‫‪ -50‬نصت املادة )‪ (7‬من الاتفاقية ع ى أنه‪» :‬يطبق قانون الدولة ال تم ف ا الزواج أو تلك ال ينتمي الزوجان بجنسي ا ع ى الشروط الشكلية‬
‫املتعلقة بالزواج«‪.‬‬
‫‪-51‬إن الاختالف ي الدين يعد من موانع الزواج ي قانون ٔالاحوال الشخصية املغربي العﺮي‪ ،‬فقد جاء ي مقال لألستاذة زهور الحرأن‪»:‬الشخص‬
‫العﺮي ال يمكنه الزواج إال من ع ﺮية‪ .‬وإذا كان أحد ٕالاثن ن من غﺮالدين العﺮي لم يجزالعقد بي ما إال إذا رغب الطرف ٓالاخر ي اعتناق الديانة‬
‫ال ودية«‪ .‬زهور الحر‪ٔ» ،‬الاحوال الشخصية للع ﺮين املغاربة«‪ ،‬مجلة امللحق القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،1979 ،2‬ص‪ .21 :‬ولذلك يمكن أن يطرح الزواج بن‬
‫املغاربة املسلمن واملغربيات ال وديات‪ ،‬باعتبارهن كتابيات‪ ،‬طبقا ألحكام مدونة ٔالاسرة بعض املشاكل الاجتماعية والقانونية من زاوية قواعد‬
‫ٔالاحوال الشخصية الع ﺮية املغربية‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪19‬‬
‫إن املغاربة غﺮ املسلمن وغﺮ ال ود يخضعون بموجب املادة )‪ (2‬من مدونة ٔالاسرة ألحكام هذﻩ‬
‫املدونة‪ .‬ومما ينب ي مالحظته ي هذا الشأن أن املشرع املغربي قام بتعديل الفصل )‪ (3‬من الظهﺮالشريف رقم‬
‫‪ 1.58.250‬بسن قانون الجنسية املغربية‪ ،‬وأصبح ينص بصيغته الحالية ع ى أنه‪» :‬يحدد مجال تطبيق مدونة‬
‫ٔالاسرة ي ارتباطها بموضوع الجنسية وفق ما هو منصوص عليه ي املادة الثانية من القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة‬
‫مدونة ٔالاسرة الصادربتنفيذﻩ الظهﺮالشريف رقم ‪ 1.04.22‬بتاريخ ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3) 1424‬ف ﺮاير‪.52«(2004‬‬
‫وتجدر ٕالاشارة إى أن الفصل )‪ (3‬من قانون الجنسية كان ينص ع ى أنه‪» :‬يطبق قانون ٔالاحوال‬
‫الشخصية وامل ﺮاث الخاص باملغاربـة املسلمن ع ى جميع املواطنن باستثناء املغاربة املعتنقن الديانة ال ودية‬
‫فإ م يخضعــون لقانون ٔالاحوال الشخصية املغربي العﺮي‪.‬‬
‫غﺮأن املقتضيات ٓالاتية فيما بعد تطبق ع ى املغاربة الغﺮاملسلمن وغﺮال ود‪:‬‬
‫‪ -1‬يحرم عل م تعدد الزوجات؛‬
‫‪ -2‬ال تطبق عل م القواعد املتعلقة بالرضاع؛‬
‫‪-3‬يجب أن يصرح بتطليقهم‪ ،‬بطريقة قضائية بعد إخفاق محاولة التوفيق بن الزوجــن وإجراء بحث‬
‫حول أسباب طلب الفراق؛‬
‫وي حالة الخالف يرجح قانون الزوج أؤالاب«‪.‬‬
‫وي تقديري‪ ،‬فإن املشرع املغربي وإن كان محقا ي إلغاء البند )‪ (3‬من الفصل )‪ (3‬من قانون الجنسية‪ ،‬ألن الطالق‬
‫ي املغرب بمختلف صيغه أصبح يتم تحت مراقبة القضاء‪ ،‬فإنه كان حريا به أن يحتفظ بباي املقتضيات ٔالاخرى‪ ،‬خاصة‬
‫أن تعديل الفصل )‪ (3‬من قانون الجنسية لم يتم بموازة مع صدور مدونة ٔالاسرة‪ .‬وال شك أن الابقاء ع ى الاستثناءات ال‬
‫كانت مكرسة ي الفصل )‪ (3‬من قانون الجنسية بالنسبة للمغاربة غﺮاملسلمن وغﺮال ود من شأنه أن يعزز حرص الدولة‬
‫املغربية‪ ،‬الثابت عﺮالتاريخ‪ ،‬ع ى حماية وتقديرمختلف الديانات السماوية‪.‬‬
‫بعد هذا‪ ،‬نأتي إى طرح السؤال التاي‪:‬ما هوالقانون الذي يطبق ع ى العالقات بن املغاربة ال ود وباي املغاربة غﺮاملسلمن؟‬
‫‪ -5‬العالقات بن املغاربة ال ود واملغاربة غﺮاملسلمن‪:‬‬
‫لم يتعرض املشرع املغربي لهذﻩ الفرضية ضمن الحاالت ال عالجها ي من مدونة ٔالاسرة‪ .‬لكن بما أن‬
‫املغاربة غﺮاملسلمن وغﺮال ود يخضعون طبقا للمادة )‪ (2‬من مدونة ٔالاسرة ألحكام هذﻩ املدونة‪ ،‬فإننا نرى‬
‫أن العالقات بن املغاربة ال ود واملغاربة غﺮاملسلمن يجب أن تخضع ملدونة ٔالاسرة‪.53‬‬
‫‪ -52‬تم تغيﺮوتتميم الفصل ‪ 3‬أعالﻩ بموجب املادة ٔالاوى من القانون رقم ‪ 62.06‬الصادربتنفيذﻩ الظهﺮالشريف رقم ‪ 1.07.80‬بتاريخ ‪ 3‬ربيع ٔالاول‬
‫‪ 23)1428‬مارس ‪ ،(2007‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5513‬بتاريخ ‪ 13‬ربيع ٔالاول ‪ 2)1428‬أبريل ‪،(2007‬ص‪.1116:‬‬
‫‪ -53‬ذكرنا سابقاأن الاختالف ي الدين يعد من موانع الزواج ي قانون ٔالاحوال الشخصية املغربي العﺮي‪ .‬وعليه يمكن كذلك أن يطرح الزواج بن املغاربة‬
‫ال ود واملغاربة غﺮاملسلمنطبقا ألحكام مدونة ٔالاسرة بعض املشاكل الاجتماعية والقانونية من زاوية قواعد ٔالاحوال الشخصية الع ﺮية املغربية‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ٔ -6‬الاجانب املعتنقن للديانة ٕالاسالمية‪:‬‬
‫لم يتعرض املشرع املغربي لهذﻩ الحالة ي املادة )‪ (2‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬لذلك نطرح هذا السؤال‪ :‬هل‬
‫تخ ى املشرع عن تطبيق ٔالاحكام الشرعية ٔالاسرية ه ى ٔالاجانب املسلمن باملغرب؟‬
‫إن الذي يﺮر طرح هذا السؤال هو أن الغرفة ٕالادارية باملجلس ٔالاع ى ي قرارها رقم ‪ 250‬الصادربتاريخ ‪5‬‬
‫يوليوز ‪ 1974‬ي قضية السيدة كارميلينا راسي ضد الدولة املغربية قضت بأن »اعتناق الديانة ٕالاسالمية ي ﺮتب عنه‬
‫لزوما تطبيق القواعد الشرعية ع ى مسائل ٔالاحوال الشخصية وامل ﺮاث للمعنين باألمرمادام أن ذلك الاعتناق وقع‬
‫بدون تدليس وطبقا للقواعد الشكلية املقررة قانونا«‪ .54‬وهو ما يع أن ٔالاجانب الذين اعتنقوا الديانة ٕالاسالمية‬
‫يخضعون للقانون ٔالاسري املغربي ح وإن كانوا ينتمون قبل هذا الاعتناق إى نظام قانوني علماني كالنظام الفرنﺴ ‪.‬‬
‫وقد كان هذا القرار مناسبة استنتج م ا فقه القانون الدوي الخاص املغربي تغيﺮ ضابط ٕالاسناد‬
‫بقوله‪» :‬وبذلك يكون املجلس ٔالاع ى قد أدخل تعديال مهما ع ى قاعدة ٕالاسناد التقليدية ال كانت تخضع‬
‫ٔالاحوال الشخصية للقانون الوط وجعل من الدين عنصرالارتباط بدل الجنسية«‪.55‬‬
‫ونعتقد أن املشرع املغربي أحسن بسكوته عن النص ع ى وجوب تطبيق مدونة ٔالاسرة املغربية ع ى‬
‫ٔالاجانب املسلمن باملغرب بشكل صريح‪ ،‬ألن من شأن هذا السكوت أن يجنب املشرع مة ٕالاغراق ي تطبيق‬
‫امتيازالديانة ٕالاسالمية ي النظام القانوني املغربي‪ .‬بيد أن القاعدة ال كرسها املجلس ٔالاع ى ي قرارﻩ املذكور‪،‬‬
‫تظل قابلة للتطبيق ي ظل مدونة ٔالاسرة الحالية‪ ،‬وبذلك يصح لنا أن نقول إن العالقات ٔالاسرية بن ٔالاجانب‬
‫املسلمن‪ ،‬والعالقات ٔالاسرية ال يكون ف ا طرف أجن مسلم‪ ،‬تخضع ي املغرب‪ ،‬ألحكام مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪ -7‬ال ود املغاربة تسري عل م قواعد ٔالاحوال الشخصية الع ﺮية املغربية‪:‬‬
‫تخضع العالقات ٔالاسرية بن املغاربة ال ود لقواعد ٔالاحوال الشخصية الع ﺮية املغربية‪.‬‬
‫وقد بررت ديباجة مدونة ٔالاسرة هذا الاستثناء من القواعد العامة بقولها‪» :‬وحرصا ع ى حقوق رعايانا‬
‫ٔالاوفياء املعتنقن للديانة ال ودية‪ ،‬فقد أكدنا ي مدونة ٔالاسرة الجديدة‪ ،‬أن تطبق عل م أحكام قانون ٔالاحوال‬
‫الشخصية املغربية الع ﺮية«‪.56‬‬

‫‪-54‬قرارمنشور ي املجلة املغربية للقانون والسياسيةوالاقتصاد‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬الرباط‪ ،‬العدد املزدوج ‪،14/13‬‬
‫‪ ،1983‬ص‪.135:‬‬
‫‪-55‬العيا املسعودي‪» ،‬طالق ٔالاجانب ي القانون الدوي الخاص املغربي«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107:‬‬
‫‪ -56‬حول قانون ٔالاحوال الشخصية املغربي العﺮي‪ ،‬يمكن مراجعة زهور الحر‪ٔ» ،‬الاحوال الشخصية للع ﺮين املغاربة«‪ ،‬مجلة امللحق القضائي‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1979 ،2‬ص‪ 18 :‬وما بعدها‪ .‬ثم العدد ‪ ،1980 ،3‬ص‪ 29 :‬وما بعدها‪ .‬وقد نصت املادة )‪ (17‬من كتاب ٔالاحكام الشرعية ي ٔالاحوال‬
‫الشخصية لإلسرائلين ع ى أن‪»:‬الدين واملذهب شرط لصحة العقد فإذا كان أحد الاثنن من غﺮالدين أومن مذهب آخرفال يجوز العقد بي ما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وإال كان باطال«‪ .‬ثم نصت املادة ‪ 18‬من نفس الكتاب ع ى أنه‪» :‬يصح أن يعقد بن اثنن كان أحدهما أجنبيا ثم اعتنق الدين أو املذهب اعتناقا‬
‫ً‬
‫شرعيا«‪.‬مسعود حاي بن شمعون‪ٔ» ،‬الاحكام الشرعية ي ٔالاحوال الشخصية لإلسرائلين«‪ ،‬مطبعة كوهن وروزنتال‪ ،‬مصر‪ ،1912 ،‬ص‪.7:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -II‬دور النيابة العامة ي قانون ٔالاسرة‪:‬‬
‫تحدث املشرع عن مركزالنيابة العامة ي مدونة ٔالاسرة ي املادة )‪ (3‬بقوله‪» :‬تعتﺮالنيابة العامة طرفا‬
‫أصليا ي جميع القضايا الرامية إى تطبيق أحكام هذﻩ املدونة«‪.57‬‬
‫وقد تكلف الفصل )‪ (6‬من قانون املسطرة املدنية بتحديد وضعية النيابة العامة ي الدعوى املدنية‪،‬‬
‫بحيث نص ع ى أنه‪» :‬يمكن للنيابة العامة أن تكون طرفا رئيسيا أوأن تتدخل كطرف منضم وتمثل ٔالاغيار ي‬
‫الحالة ال ينص عل ا القانون«‪.58‬‬
‫ويستفاد مـن هذا الفصل أن النيابة العامة إما أن تكون طرفا رئيسيا ي الدعـوى أوأن تكــون طرفــا منضما‪.‬‬
‫ومن املعلوم ي فقه املسطرة أن النيابة العامة تكون طرفا رئيسيا أوأصليا ي الدعوى‪ ،59‬عندما تكون‬
‫مدعية أومد ى عل ا ي الحاالت ال يحددها القانون ع ى سبيل الحصر‪.60‬‬
‫»وتستفيد النيابة العامة ي هذﻩ الحالة من كافة طرق الطعن املتاحة للمتقاضن ما عدا التعرض‪،61‬‬
‫ويتعن‪ ،‬ع ى الرغم من حضورها الجلسات‪ ،‬أن يتم تبليغ ٔالاحكام الصادرة ي الدعوى ال تتدخل ف ا‬
‫كطرف رئيﺴ إل ا‪ ،‬وتبدأ أجل الطعون ي السريان بمجرد القيام ذا ٕالاجراء‪ ،‬كما تسمح هذﻩ الصفة للنيابة‬
‫العامة باإلجابة عن طلبات ٔالاطراف والتعقــيب ع ى مذكرا م‪.‬‬
‫وتل م النيابة العامة ال تتدخل ي الدعوى كطرف رئيﺴ أن تحضرلكافة الجلسـات طبقا ملقتضيات الفصل‬
‫)‪ (10‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،62‬ويتعرض كل حكم صدرمن غﺮاح ﺮام هذﻩ الشكلية الجوهرية للبطالن«‪.63‬‬

‫‪57-Art.3:«Leministèrepublicestpartieprincipaledanstouteslesactionsvisantl’applicationdesdispositionsduprésentcode».‬‬
‫‪58- Art.6:«Le ministère public peut agir comme partie principale ou intervenir comme partie jointe. Il représente autrui dans les‬‬
‫‪casdéterminésparlaloi».‬‬
‫‪-59‬استعملت مدونة ٔالاسرة لفظ الطرف ٔالاص ي‪ ،‬بينما استعمل قانون املسطرة املدنية لفظ الطرف الرئيﺴ ‪.‬‬
‫‪ -60‬أستاذنا عبد الحميد أخريف‪» ،‬محاضرات ي القانون القضائي الخاص«‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد ﷲ‪ ،‬كليـة الحقوق‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،1999/1998‬ص‪.132:‬‬
‫‪ -61‬نص الفصل السابع )‪ (7‬من قانون املسطرة املدنية ع ى أنه‪» :‬يحق للنيابة العامة استعمال طرق الطعن عدا التعرض عندما تتدخل تلقائيا‬
‫مدعيــة أومد ى عل ا ي ٔالاحوال املحددة بمقت القانون«‪.‬‬
‫‪Art.7:«Lorsqueleministèrepublicagitd'officecommedemandeuroudéfendeur,danslescasexpressémentdéterminésparlaloi,‬‬
‫‪ildisposedetouteslesvoiesderecoursàl'exceptiondel’opposition».‬‬
‫‪-62‬نص الفصلالعاشر)‪(10‬من قانون املسطرة املدنية ع ى أنه‪»:‬يعتﺮحضور النيابة العامة ي الجلسة غﺮإلزامي إال إذا كانت طرفا رئيسيا أوكان‬
‫حضورها محتما قانونا‪.‬ويكون حضورها اختياريا ي ٔالاحوال ٔالاخرى«‪.‬‬
‫‪Art.10:«Le ministère public n’est tenu à assister à l'audience que dans les cas où il est partie principale ou lorsque sa présence est‬‬
‫‪rendueobligatoireparlaloi.Danslesautrescas,saprésenceestfacultative».‬‬
‫‪-63‬جواد أمهمول‪» ،‬الوج ي املسطرة املدنية«‪ ،‬دارٓالافاق املغربية للنشروالتوزيع‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬مطبعة ٔالامنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.14:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪22‬‬
‫وقد كان من املمكن أن نفهم املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة ي ضوء القواعد العامة ال تثبت أوصاف‬
‫املركزٔالاص ي أوالرئيﺴ للنيابة العامة‪ ،‬لوال أن الفصل )‪ (9‬من قانـون املسطرة املدنية عند تعديله بموازة مع‬
‫مدونة ٔالاسرة لم يتضمن ما يحول دون ذلك‪ .‬إذ إن الصيغة الجديدة للفصل املذكور بعد تعديله صارت ع ى‬
‫الشكل التاي‪» :‬يجب أن تبلغ إى النيابة العامة الدعاوى ٓالاتية‪:‬‬
‫‪-1‬القضايا املتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية والهبات والوصايا‬
‫لفائدة املؤسسات الخ ﺮية وممتلكات ٔالاحباس ؤالارا الجماعية؛‬
‫‪ -2‬القضايا املتعلقة باألسرة؛‬
‫‪-3‬القضايا املتعلقةبفاقدي ٔالاهلية وبصفة عامة جميع القضايا ال يكون ف ا ممثل قانوني نائبا أومؤازرا ألحد ٔالاطراف؛‬
‫‪ -4‬القضايا ال تتعلق و م ٔالاشخاص املفﺮضة غيب م«‪.64‬‬
‫وإذا استحضرنا أن النيابة العامة تتدخل كطرف منضم ي جميع القضايا ال يأمر القانون بتبليغها‬
‫إل ا‪ ،‬وكذا ي الحاالت ال تطلب النيابة العامة التدخل ف ا بعد اطالعها ع ى امللف‪ ،‬أو عندما تحال عل ا‬
‫القضية تلقائيا من طرف القاضــي أو املحكمة‪ ،‬نخلص إى أن النيابة العامة ي ضوء الفصل )‪ (9‬من قانون‬
‫املسطرة املدنية تعتﺮطرفا منضما فقط ي قضايا ٔالاسرة‪.‬‬
‫وعندما تكون النيابة العامة طرفا منضما يمك ا أن تحضر الجلسة‪ ،‬كما يمك ا أن تكتفي بتقديم‬
‫مستنتجا ا الكتابية دون حضور الجلسـة‪ ،65‬وال يحق لها استعمال طرق الطعن‪ .66‬بينما يكون حضورها‬

‫‪ -64‬تم تغيﺮوتتميم وتعويض الفصل التاسع )‪ (9‬أعالﻩ بموجب القانون رقم ‪ 72.03‬الصادرٔالامربتنفيذﻩ بمقت الظهﺮالشريف رقم ‪1.04.23‬‬
‫بتاريخ ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3)1424‬ف ﺮاير‪(2004‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5184‬بتاريخ ‪ 14‬من ذي الحجة ‪ 5)1424‬ف ﺮاير‪ ،(2004‬ص ‪.453‬‬
‫‪Art.9:«Doiventêtrecommuniquéesauministèrepublic,lescausessuivantes:‬‬
‫‪1- celles concernant l’ordre public, l’Etat, les collectivités locales, les établissements publics, les dons et legs au profit d'institutions‬‬
‫;‪charitables,lesbienshabousetlesterrescollectives‬‬
‫;‪2-cellesconcernantlafamille‬‬
‫‪3-cellesquiconcernentlespersonnesincapablesetd'unefaçongénérale,toutescellesoùl'unedespartiesestdéfendueouassistée‬‬
‫;‪parunreprésentantlégal‬‬
‫‪4-cellesconcernantetintéressantlespersonnesprésuméesabsentes…».‬‬
‫‪-65‬الفصل ‪ 10‬من قانون املسطرة املدنية‪.‬‬
‫‪-66‬نص الفصل ‪ 8‬من قانون املسطرة املدنية ع ى أنه‪»:‬تتدخل النيابة العامة كطرف منضم ي جميع القضايا ال يأمرالقانون بتبليغها إل ا‪ ،‬وكذا‬
‫ي الحاالت ال تطلب النيابة العامة التدخل ف ا بعـد إطالعها ع ى امللـف‪ ،‬أو عندما تحال عل ا القضية تلقائيا من طرف املحكمة‪ .‬وال يحق لها ي‬
‫هذﻩ ٔالاحوال استعمال أي طريق للطعن«‪.‬‬
‫‪Art.8:«Dans toutes les causes dont la loi ordonne communication au ministère public, ainsi que dans celles où il a demandé à‬‬
‫‪interveniraprèscommunicationdudossieroulorsquelaprocédureluiaétécommuniquéesd'officeparlejuge,leministèrepublic‬‬
‫‪agitcommepartiejointeetnedisposedanscescasd'aucunevoiederecours».‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪23‬‬
‫للجلسات إجباريا عندما تكون طرفا أصليا ي الدعوى‪ ،‬ويجوز لها استعمال كل طرق الطعن ما عدا‬
‫التعرض‪ .67‬فكيف نوفق إذن بن مقت املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة والفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية؟‬
‫لقد تنبه كثﺮمن املهتمن بقانون ٔالاسرة إى ما يلتبس باملادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة ي عالق ا بالفصل‬
‫)‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية من غموض‪ .‬فقال ٔالاستاذ محمد ٔالازهر‪»:‬لكن مشرع مدونة ٔالاسرة اعتﺮ‬
‫النيابة العامة طرفا أصليا ي جميع القضايا الرامية إى تطبيق أحكام املدونة )املاة ‪ (3‬وقد حدد ي كثﺮ من‬
‫املواد حاالت تدخل النيابة العامة‪ٔ ،‬الامرالذي يثﺮإشكاال عميقا‪ ،‬إذا رجعنا إى منطوق الفصل )‪ (9‬من قانون‬
‫املسطرة املدنية‪ ،‬الذي يحتم تبليغ النيابة العامة بعض الدعوى من بي ا قضايا ٔالاسرة‪ ،‬حيث تعتﺮ طرفا‬
‫منضما‪ ،‬كما نص ع ى ذلك الفصل )‪ (8‬من قانون املسطرة املدنية‪....‬‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬هل تعتﺮ النيابة العامة طرفا أصليا ي جميع القضايا‪ ،‬أو عندمـا تكون خصما؟‬
‫وهذﻩ مسألة مستبعدة ألنه ال يمكن تصورها ي جميع القضايا‪ ،‬إن ٔالامر يختلف حسب طبيعة القضايا‪،‬‬
‫حيث تكون طرفا أصليا ي البعض ومنضما ي أخرى؟‬
‫ونميل إى الطرح الثاني ألنه ال يمكن تصور ذلك ي الواقع‪ ،‬فتدخل النيابة العامة ي قضايا ٔالاسرة‬
‫يختلف حسب طبيعة القضايا كما سﺮى‪ ،‬إال أنه ال يمكننا تصورها خصما ي كل هذﻩ القضايا«‪.68‬‬
‫وقد ذهب ٔالاستاذ عبد القادر قرموش إى أن النيابة العامة ي ضوء مختلف النصوص ال تنظم‬
‫اختصاصها ي ميدان ٔالاسرة‪ ،‬تكون طرفا أصليا عندما تكون مدعية أومد ى عل ا بموجب نص خاص مثل‬
‫حالة طلب إعفاء أوعزل الو أواملقدم )املادة ‪ 270‬من مدونة ٔالاسرة(‪ ،‬أوعندما تتدخل للمطالبة بتطبيق‬
‫القانون ٔالاسري ي وضعية مرتبطة بالنظام العام مثل طلب التصريح ببطالن الزاواج املنعقد مق ﺮنا بأحد‬
‫موانع الزواج‪ .‬وتكون النيابة العامة طرفا منضما ي غﺮذلك من الحاالت‪ .‬وإن الذي يعزز هذا التفسﺮهو أن‬
‫النيابة العامة تكتفي بتقديم مستنتجا ا كتابة وتعفي نفسها عناء الحضور نظرا للخصاص الذي تعرفه‬
‫املحاكم ي عدد قضا ا‪.69‬‬
‫أما ٔالاستاذ محمد الكشبور فيقول‪» :‬خالفا للفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية الذي يعتﺮالنيابة‬
‫العامة طرفا منضما ي قضايا ٔالاحوال الشخصية‪ ،‬تبلغ إل ا إلزاميا من أجل ٕالادالء بمستتجا ا تحت طائلة‬
‫البطالن‪ ،‬نصت املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة »تعتﺮ النيابة العامة طرفا أصليا ي جميع القضايا الرامية إى‬
‫تطبيق أحكام هذﻩ املدونة«‪.‬‬

‫‪ -67‬نص الفصل )‪ (7‬من قانون املسطرة املدنية ع ى أنه‪» :‬يحق للنيابة العامة استعمال كل طرق الطعن عدا التعرض عندما تتدخل تلقائيا‬
‫مدعية أومد ى عل ا ي ٔالاحوال املحددة بمقت القانون«‪.‬‬
‫‪-68‬محمد ٔالازهر‪» ،‬شرح مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬ص‪.20-19:‬‬
‫‪-69‬عبد القادرقرموش‪»،‬الدور القضائي الجديد ي قانون ٔالاسرة املغربي«‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2013‬ص‪ 205:‬وما بعدها‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪24‬‬
‫وهكذا يكون املشرع عمليا قد عطل الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية عندما جعل النيابة‬
‫العامة طرفا أصليا ي كل قضية ترمي إى تطبيق نصوص مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫فحسب املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة تتدخل النيابة العامة كمدعية وكمد ى عل ا ي كل القضايا‬
‫الرامية إى تطبيق هذﻩ املدونة ٔالاخﺮة‪ ،‬ولها أن تستعمل كل طرق الطعن ال يخولها القانون‪ ،‬باستثناء‬
‫التعرض«‪.70‬‬
‫وي تقديرينا‪ ،‬فإن مختلف ٓالاراء السابقة‪ ،‬متأثرة بالت يل القضائي للمادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة ي‬
‫عالق ا بالفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬ذلك أن النيابة العامة ي مختلف املحاكم استقرت ي مجمل‬
‫رأ ا ع ى أن تقديم النيابة العامة ملستنتجا ا الكتابية ي مختلف قضايا ٔالاسرة كاف لتحقيق الغاية ال‬
‫اس دفها املشرع من املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬إذ إن حضور الجلسة ال يحقق مرادﻩ‪ ،‬إذا لم تبد النيابة‬
‫العامة رأ ا بشكل صريح ي القضية أو ي القضايا ال حضرت لجلس ا‪ ،‬وإن تقديم املستنتجات الكتابية‬
‫يحقق املراد‪ .‬ونعتقد أن هذا التفسﺮ له ما يﺮرﻩ ألن الكتابة تتطلب عمقا معرفيا للقضية سواء ي جان ا‬
‫الواق ي أو ي جان ا القانوني‪ ،‬وقد سايرت املحاكم فهم أو تفسﺮ النيابة العامة للمادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة‬
‫ع ى ضوء الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وذلك مراعاة لإلكراهات املتعددة ال واجه ا النيابة‬
‫العامة ي بداية تطبيق مدونة ٔالاسرة‪ ،‬وعدم قدر ا ع ى تغطية مختلف الجلسات بالحضور دون إرهاق كبﺮ‬
‫لقضا ا‪ ،‬ووضع جدول زم للجلسات ي حدود ما تسمح به ٕالامكانات البشرية املتوفرة للنيابة العامة‪،‬‬
‫لحضور كل الجلسات‪ .‬وبذلك يمكن القول إن املمارسة القضائية لدور النيابة العامة ي تطبيق مدونة ٔالاسرة‬
‫قد رجحت الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية ع ى حساب املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة‪ .‬فهل يستند هذا‬
‫الﺮجيح إى سند أوإى سندات قانونية تﺮرﻩ؟‬
‫قال ٔالاستاذ حسن بيوض‪» :‬وها ي النيابة العامة طرفا رئيسيا ي قضايا ٔالاسرة وامل ﺮاث والحالة‬
‫املدنية والكفالة‪ ،‬وبذلك يكون ال ﺮافع أمام القضاء املدني حق من حقوق النيابة العامة تمارسه كأحد‬
‫الخصوم العادين إذ لها أن تتقدم بطلبا ا ويكون لها حق الرد‪ ،‬وأن تحضرجميع إجراءات البحث والتحقيق‬
‫بموجب الفصل )‪ (55‬من قانون املسطرة املدنية ولها حق الطعن ي ٔالاحكام وفقا ملا بيناﻩ أعالﻩ‪.‬‬
‫إنما نعيب ع ى املشرع ما أقدم عليه حينما أبقى ع ى ترتيب الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية‬
‫وأقحم فيه القضايا املتعلقة باألسرة‪ ،‬وكأنه قد نﺴ أن القضايا املذكورة بالفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة‬
‫املدنية إنما تكون النيابة العامة ف ا طرفا منضما ال طرفا رئسيا أو أصليا‪ ،‬وال يحق لها أن تمارس حق الطعن‬
‫ي ٔالاحكام بموجب صفة ٕالانضمام وكأننا باملشرع يسلب باليد اليسرى ما سبق أن أعطاﻩ للنيابة العامة باليد‬

‫‪-70‬محمد الكشبور‪» ،‬شرح مدونة ٔالاسرة‪:‬الزواج«مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪25‬‬
‫اليم ‪ ،‬فما كان يجب أن يقحم قضايا ٔالاسرة ي الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية وكان عليه أن يكتفي‬
‫بما ورد ي املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة باعتبارها املقت الخاص الواجب التطبيق تماما كما نص ي قضايا‬
‫أخرى تعتﺮ ف ا النيابة العامة طرفا أصليا دون ٕالاشارة إى ذلك ي الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية‬
‫كقضايا الحالة املدنية وإحالة بعض أحكام قضايا الجماعات واملقاطعات وال اعات الحاصلة بسبب صحة‬
‫إجراءات ٕالاكراﻩ البدني وقضايا املحامن بصف م املهنية أوالقرارات ال تصدرها مجالس الهيأة«‪.71‬‬
‫إذا نظرنا إى ٔالامور من زاوية قانونية محضة‪ ،‬يمكن أن نقول إن املشرع املغربي عندما قرر جعل‬
‫النيابة العامة طرفا أصليا ي جميع القضايا الرامية إى تطبيق مدونة ٔالاسرة‪ ،‬لم يس دف خلق مفهوم قانوني‬
‫جديد يجعل الطرف ٔالاص ي للدعوى مندمجا ي التفسﺮ الذي عملت به املحاكم‪ ،‬وسايرته بعض ٓالاراء‬
‫الفقهية‪ ،‬فلوكان املشرع حقيقة يرمي إى ذلك التفسﺮ‪ ،‬لوجب عليه‪ ،‬وهو يعلم حقيقة مع الطرف ٔالاص ي‬
‫ي فقه املسطرة‪ ،‬إعطاء مفهوم إجرائي للفظ الطرف ٔالاص ي ي مدونة ٔالاسرة ح ال يقع الخلط بينه وبن ما‬
‫هومعلوم ي فقه املسطرة بشأنه‪.‬‬
‫إن الذي نظنه هو أن مشرع مدونة ٔالاسرة كان يراهن ع ى جعل هذﻩ املدونة حدثا قانونيا ومجتمعيا‬
‫متم ا وإعطا ا زخما قضائيا من خالل حضور النيابة العامة‪ ،‬ليس كمدعية أو مد ى عل ا ي كل القضايا‬
‫املتعلقة بتطبيق مدونة ٔالاسرة‪ ،‬وإنما كطرف يحضرالجلسات ي كل القضايا ويبدي رأيه ف ا‪ ،‬وذلك لضمان‬
‫فاعلية أكﺮلتطبيقها‪ .72‬ولذلك لم يكتف املشرع باملادة )‪ (3‬من املدونة ال تنص ع ى أن النيابة العامة طرف‬
‫أص ي ي كل القضايا الرامية إى تطبيق املدونة‪ ،‬بل إنه نص ي بعض الفصول ع ى مركز النيابة العامة‬
‫كمدعية أوكمد ى عل ا‪.73‬‬
‫والذي يؤكد هذا التفسﺮ هو ما جاء ي التقرير الختامي عن ٔالايام الدراسية ال نظم ا وزارة العدل‬
‫حول ٕالاشكاليات العملية ي مجال قضاء ٔالاسرة والحلول املالئمة لها وهو‪» :‬تطرح املادة )‪ (3‬من املدونة إشكاال‬
‫عند مقارن ا بالفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية الذي نص ع ى أنه يجب أن تبلغ إى النيابة العامة‬
‫القضايا املتعلقة باألسرة‪ ،‬حيث يطرح التساؤل حول ما إذا كان يكفي التبليغ‪ ،‬أم يتعن الحضور؟‬

‫‪-71‬حسن بيوض‪» ،‬صالحيات النيابة العامة ي تفعيل مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬مجلة القصر‪ ،‬العدد‪ ،2005 ،11‬ص‪.131:‬‬
‫‪ -72‬راجح الظن عندنا أن نية مشرع مدونة ٔالاسرة كانت ي جعل النيابة العامة تقوم ي قضايا ٔالاسرة بدور مماثل لذلك الذي يقوم به املفوض‬
‫امللكي للدفاع عن القانون والحق أمام املحاكم ٕالادارية‪.‬‬
‫‪-73‬من نماذج هذﻩ املواد املادة )‪ (75‬من مدونة ٔالاسرة ال أعطت للنيابة العامة صالحية تقديم طلب إى املحكمة الستصدارقراربكون املفقود‬
‫املحكوم بوفاته مازال حيا‪ .‬ومن ذلك كذلك املادة )‪ (76‬من مدونة ٔالاسرة ال أعطت للنيابة العامة الحق ي أن تتدخل كمدعية الستصدارحكم‬
‫قضائي بإثبات التاريخ الحقيقي للوفاة‪ ،‬إذا تبن لها أن الحكم القضائي السابق املتعلق بوفاة املفقود مخالف للتاريخ الحقيقي للوفاة‪ .‬وهناك كذلك‬
‫املادة )‪(221‬من مدونة ٔالاسرة ال تعطي للنيابة العامة الحق ي أن تتدخل كمدعية لطلب الحكم بالتحجﺮأورفعه‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪26‬‬
‫إن مقتضيات املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى أنه‪» :‬تعتﺮ النيابة العامة طرفا أصليا ي‬
‫جميع القضايا الرامية إى تطبيق أحكام هذﻩ املدونة«‪ ،‬والفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية الذي نص‬
‫ع ى أنه‪» :‬يجب أن تبلغ إى النيابة العامة الدعاوى ٓالاتية‪ :‬القضايا املتعلقة باألسرة«‪ ،‬يوجد بي ما تكامل‪.‬‬
‫والنيابة العامة باعتبارها طرفا أصليا ي القضايا املذكورة فإن حضورها وتتبعها ومناقش ا مفيد ي‬
‫جميع ملفات قضايا ٔالاسرة‪ ،‬إال أنه إذا تعذرحضورها فيكتفى ي هذﻩ الحالة بمستنتجا ا لكون املشرع لم‬
‫يرتب البطالن عن عدم حضورها ي غﺮالجلسات الجنائية‪ ،‬وهذا ما أشارإليه الدليل العم ي ملدونة ٔالاسرة‬
‫ي معرض شرح املادة )‪ (3‬من املدونة الذي ورد فيه‪» :‬جاءت املادة )‪ (3‬بمقت جديد أصبحت معه النيابة‬
‫العامة طرفا أصليا أي رئيسيا ي جميع القضايا‪ ،‬بعد أن لم يكن لها هذا الدور والصفة ي مدونة ٔالاحوال‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ويتعن ع ى النيابة العامة أن تقدم مستنتجا ا ي كل ملف‪ ،‬كلما تعذر حضورها ما دام املشرع لم‬
‫يرتب بطالنا عن عدم حضورها ي غﺮ الجلسات الجنائية‪ ،‬طبقا للمادتن )‪ 74(4‬و )‪ 75(7‬من ظهﺮ التنظيم‬
‫القضائي‪ :‬ص‪.18 :‬‬
‫وبالنسبة لتبليغ ملفات الزواج إى النيابة العامة خلص النقاش إى أن ٔالامر يتعلق بمجرد قواعد‬
‫إجرائية وال حاجة إلحال ا عل اـ ماعدا إذا طلب ذلك‪ ،‬أو إذا رأى قا ٔالاسرة املكلف بالزواج أن هناك ما‬
‫يستوجب ٕالاحالة عل ا قبل البت ي الطلب«‪.76‬‬
‫إن النصوص ال أحال عل ا التقريراملذكور‪ ،‬تفيد ي نظرنا‪ ،‬عكس ما خلص إليه التقريرتماما‪ ،‬بل‬
‫إ ا حجة عليه‪ ،‬ال دليل له‪ .‬والذي يظهر‪ ،‬لنا وﷲ أعلم‪ ،‬أن قانون املسطرة املدنية تم تعديل ألفاظه بسرعة‬
‫لتتالءم مع صيغ مدونة ٔالاسرة دون التفات إى املادة )‪ (3‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ليس من باب عدم العلم ا‪،‬‬
‫ولكن من باب السهو فقط‪ ،‬الذي توقع فيه العجلة أحيانا‪ ،‬وهو ما أدى إى خلق التعارض بن املادة )‪ (3‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة والفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬والشاهد ع ى ذلك أن املشرع احتفظ بمقتضيات‬

‫‪ -74‬نص الفصل )‪ (4‬من قانون التنظيم القضائي ع ى أنه‪» :‬يجب حضور ممثل النيابة العامة ي الجلسات الزجرية تحت طائلة بطالن املسطرة‬
‫والحكم‪ .‬يعتﺮهذا الحضور اختياريا ي جميع القضايا ٔالاخرى‪ ،‬عدا ي ٔالاحوال املحددة بمقت قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وخاصة إذا كانت النيابة‬
‫العامة طرفا رئيسيا وي جميع ٔالاحوال ٔالاخرىاملقررة بمقت نص خاص«‪.‬‬
‫‪-75‬نص الفصل )‪ (7‬من قانون التنظيم القضائي ع ى أنه‪» :‬تعقد محاكم الاستيناف جلسا ا ي جميع القضايا وتصدرقرارا ا من طرف قضاة‬
‫ثالثة وبمساعدة كاتب الضبط تحت طائلة البطالن ما لم ينص القانون ع ى خالف ذلك‪ .‬يعتﺮحضور النيابة العامة ي الجلسة الجنائية إلزاميا‬
‫تحت طائلة البطالن‪ .‬واختياريا ي القضايا ٔالاخرى عدا ي ٔالاحوال املنصوص عل ا ي قانون املسطرة املدنية وخاصة إذا كانت النيابة العامة طرفا‬
‫رئيسيا وي جميع ٔالاحوال ٔالاخرى املقررة بمقت نصخاص«‪.‬‬
‫‪-76‬وزارة العدل املغربية‪» ،‬مجلة قضاء ٔالاسرة«‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،1‬ص‪.30:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪27‬‬
‫السطر)‪ (3‬و)‪ (4‬من الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية رغم أ ا تدخل ي صميم مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ولم ينتبه‬
‫إى أن مقتضيات السطرالثاني)‪ (2‬تغ ع ا‪.‬‬
‫ولكن إذا كان املشرع املغربي يقصد بالطرف ٔالاص ي أن تكون النيابة العامة مدعية أو مد ى عل ا‪ ،‬ي‬
‫جميع القضايا‪ ،‬فلماذا نص ي عدد من املواد ٔالاخرى ع ى صفة النيابة العامة‪ ،‬كمدعية أو مد ى عل ا‪ ،‬رغم‬
‫أن املادة الثالثة )‪ (3‬تغ ع ا؟‬
‫إن ما نرجحه‪ ،‬هو أن نصوص مدونة ٔالاسرة وضعت من لدن لجنة فقهية وعلمية عينت لهذا‬
‫الغرض‪ .‬وقد تطلب عملها مدة زمنية غﺮيسﺮة‪ ،‬وكانت لها رؤية أو أفق لقانون ٔالاسرة الذي وضعته‪ ،‬وغايات‬
‫أو أهداف تصبو إل ا‪ .‬وقد تم التوافق مبدئيا بن أعضا ا ع ى مقتضيات املدونة بعد جلسات ماراطونية‬
‫ومناقشات طويلة‪ .‬بينما عدلت املسطرة املدنية بشكل مستعجل‪ ،‬بناء ع ى اق ﺮاحات من وزارة العدل‪ ،‬ولم‬
‫تكن محل مناقشات دقيقة‪ ،‬وكان هدفها ٕالاسراع بوضع ٔالاطر ٕالاجرائية لتنفيذ مدونة ٔالاسرة تطبيقا‬
‫للتعليمات امللكية ي هذا املجال‪ .‬ولذلك وقع التعارض بن املادة )‪ (3‬من املدونة والفصل )‪ (9‬من قانون‬
‫املسطرة املدنية‪ .‬بيد أن وجه الخالف ي هذا التعارض ال يخرج‪ ،‬من وجهة نظرنا‪ ،‬عن وجوب حضور النيابة‬
‫العامة للجلسات من عدمه‪ ،‬وال نعتقد أن واض ي مدونة ٔالاسرة‪ ،‬كانوا يقصدون من املادة )‪ (3‬من مدونة‬
‫ٔالاسرة جعل النيابة العامة طرفا مدعيا أو مد ى عليه ي كل قضايا ٔالاسرة‪ ،‬لذلك وقع النص صراحة ع ى‬
‫صفة النيابة العامة كمدعية أومد ى عل ا‪ ،‬ي عدد من مواد املدونة‪.‬‬
‫إن الذي فرض‪ ،‬أواستوجب‪ ،‬النص ع ى أن النيابة العامة تعد طرفا أصليا ي كل القضايا الرامية إى‬
‫تطبيق مدونة ٔالاسرة‪ ،‬هوالرغبة الجامحة للجنة املدونة ي تفعيل دور النيابة العامة‪ ،‬ي مواكبة تطبيق مدونة‬
‫ٔالاسرة‪ ،‬بشكل ايجابي ومفيد‪ ،77‬بدل ما كرستة املمارسة القديمة‪ ،‬ي ضوء مدونة ٔالاحوال الشخصية‪،‬‬
‫وقانون املسطرة املدنية‪ ،‬بحيث إن النيابة العامة‪ ،‬كانت تكتفي‪ ،‬ي غالب ٔالاحوال‪ ،‬بطلب تطبيق القانون‪ ،‬وهو‬
‫ملتمس عام‪ ،‬ال يحقق أية فائدة عملية ي قضايا ٔالاسرة‪ ،‬ما دام أن تطبيق القانون هو أمر الزم لكل عمل‬
‫قضائي‪ .‬وقد تقلص دور النيابة العامة ي قضايا ٔالاسرة عندما ذهب املجلس ٔالاع ى ي قرارله‪ ،‬يتعلق بدعوى‬
‫النفقة‪ ،‬تحت رقم ‪ 61‬بتاريخ ‪ 24‬مايو ‪ 1977‬ي امللف الاجتما ي عدد ‪ 1976/57513‬إ ى أنه‪» :‬وفيما يتعلق‬
‫بالوسيلة الثانية املتخذة من خرق الفصل التاسع )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية‪.‬‬

‫‪ -77‬ومن أهم ما يؤكد حرص مشرع مدونة ٔالاسرة ع ى جعل تطبيق هذﻩ املدونة مهمة قضائية هوأن املادة )‪ (54‬من املدونة ال نصت ع ى أن‪:‬‬
‫»لألطفال ع ى أبو م الحقوق التالية‪):‬سردت عدة حقوق(‪.‬‬
‫تعتﺮالدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابﺮالالزمة لحماية ٔالاطفال وضمان حقوقهم ورعاي ا طبقا للقانون‪.‬‬
‫تسهرالنيابة العامة ع ى مراقبة تنفيذ ٔالاحكام السالفة الذكر«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪28‬‬
‫ذلك أن القضية تتعلق باألحوال الشخصية ومع ذلك فإن القراراملطعون فيه ال يشﺮإى تبليغ ملفها‬
‫إى النيابة العامة وال إى ايداع مستنتجات النيابة أو تالو ا بالجلسة فيكون باطال بمقت الفقرة ٔالاخﺮة من‬
‫الفصل املشارإليه‪.‬‬
‫لكن حيث إن املقصود من ٔالاحوال الشخصية املنصوص عل ا ي الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة‬
‫املدنية هوالقضايا ال يوجد ف ا نزاع جوهري ي الحالة الشخصية مثل إنكارالزوجية أوإنكارالنسب‪.‬‬
‫وحيث إن هذﻩ النازلة ال يوجد ف ا نزاع جوهري ي الحالة الشخصية ألحد الطرفن فإن عدم اتخاذ‬
‫ٕالاجراءات املنصوص عل ا ي الفصل )‪ (9‬من قانون املسطرة املدنية بالنسبة لها ال تأثﺮ له ع ى القرار‬
‫املطعون فيه مما تكون معه الوسيلة غﺮمرتكزة ع ى أساس«‪.‬‬
‫وي كل ٔالاحوال‪ ،‬فإن املشرع عندما جعل من النيابة العامة طرفا أصليا ي كل القضايا الرامية إى‬
‫تطبيق مدونة ٔالاسرة‪ ،‬لم يراع إكراهات النيابة العامة‪ ،‬ومدى قدر ا ع ى حضور كل الجلسات بسبب كﺮة‬
‫القضايا املعروضة ع ى املحاكم من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنه إذا كانت النيابة العامة طرفا أصليا ي‬
‫الدعوى‪ ،‬باملفهوم املعروف للطرف ٔالاص ي ي فقه املسطرة‪ ،‬فيجب إدخالها من قبل جميع ٔالاطراف ي كل‬
‫إجراءات الدعوى‪ ،‬وم ا مقال الدعوى‪ ،‬تحت طائلة عدم قبولها‪ ،‬ال ء الذي قد يؤدي إغفاله إى ضياع‬
‫عدد من امللفات ع ى املتقاضن‪ ،‬بسبب هذا ٕالاغفال‪ ،‬مما قد ينجرعنه طول املسطرة‪ ،‬وهوخالف ما س ى‬
‫إليه املشرع‪ ،‬والحال أن الصفة ٕالانضمامية للنيابة العامة قد تحقق املراد‪ ،‬وهو حسن تطبيق مقتضيات‬
‫مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ذلك أن تبليغ قضايا ٔالاسرة إى النيابة العامة عندما ال تكون مدعية أو مد ى عل ا‪ ،‬أمر‬
‫ضروري ح تكون النيابة العامة ع ى علم ذﻩ القضايا وتدي بمستنتجا ا ي املوضوع‪.‬‬
‫والذي يجري به العمل‪ ،‬ي املحاكم منذ مدة‪ ،‬هو أن النيابة العامة تكتفي باإلدالء بمستنتجا ا‬
‫الكتابية ي امللف وال تحضر ي جميع الجلسات‪ .‬ونعتقد من جانبنا أن ي هذا كفاية‪ .‬قد يقال إنه أثناء مناقشة‬
‫القضية ي الجلسة قد تثار بعض املسائل‪ ،‬وتكون النيابة العامة غﺮ حاضرة‪ ،‬مما قد يفوت عل ا الادالء‬
‫بأقوالها ي شأ ا‪ .‬غﺮ أن هذﻩ الثغرة يمكن سدها‪ ،‬ألن النيابة العامة من حقها أن تطلع ع ى امللفات‪ ،‬وع ى‬
‫املحاضر‪ ،‬قبل أن تدي بمستنتجا ا ال ائية‪ ،‬ويستحسن أن تكون هذﻩ املستنجات موثقة ومكتوبة‪ ،‬خاصة‬
‫عندما تكون املسطرة الجارية ي القضية‪ ،‬مسطرة كتابية‪.78‬‬

‫‪ -78‬نص الفصل )‪(45‬من قانون املسطلرة املدنية ع ى أنه‪»:‬تطبق أمام املحاكم الابتدائية وغرف الاستينافات ا قواعد املسطرة الكتابية املطبقة‬
‫أمام محاكم الاستيناف وفقا ألحكام الفصول ‪ 329‬و‪ 331‬و‪ 332‬و‪ 334‬و‪ 335‬و‪ 336‬و‪ 342‬و‪ٓ 344‬الاتية بعدﻩ‪......‬‬
‫غﺮأن املسطرة تكون شفوية ي القضايا التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬القضايا ال تختص املحاكم الابتدائية ف ا ابتدائيا وان ائيا؛‬
‫‪- 2‬قضايا النفقة والطالق والتطليق؛‪- 5....‬قضايا الحالة املدنية«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪29‬‬
‫ثم إن املحكمة‪ ،‬ال تبت ي القضية‪ ،‬تحرص ي نفسها ع ى حسن تطبيق القانون‪ ،‬ويمك ا أن تثﺮ‬
‫تلقائيا ح البطالن عندما يتطلب ٔالامرذلك‪.79‬‬
‫وعليه‪ ،‬نرى أن وضعية النيابة العامة ي مدونة ٔالاسرة‪ ،‬تتحدد بالقواعد التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن اعتبارالنيابة العامة طرفا أصليا ي مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ال يمكن أن يجعل م ا مدعية أو مد ى عل ا‬
‫ي كل قضايا ٕالاسرة‪ ،‬بل إن هذﻩ الصفة ال تكتس ا النيابة العامة إال بموجب نص خاص سواء كان هذا‬
‫النص مدرجا ي مدونة ٔالاسرة أو ي نص قانوني آخر؛‬
‫‪ -2‬إن تضخيم دور النيابة العامة ي قانون ٔالاسرة‪ ،‬بجعلها طرفا أصليا ي كل القضايا الرامية إى‬
‫تطبيق مدونة ٔالاسرة‪ ،‬يتجاوز إمكانات النيابة العامة من ناحية‪ ،‬ويفرض عل ا اختصاصات غﺮ ضرورية ي‬
‫كثﺮمن ٔالاحيان لكو ا تدخل ي إطارالحقوق الخاصة لألفراد الذين يملكون سلطة التقريربشأ ا من ناحية‬
‫ثانية‪ ،‬وبالتاي ال يمكن للنيابة العامة أن تنوب عن كل شخص ي تقديرأسباب الطالق أو النفقة أوالحضانة‬
‫أوامل ﺮاث والادعاء بشا ا من ناحية ثالثة؛‬
‫‪ -3‬إن الشكل الانضمامي للنيابة العامة‪ ،‬كاف ي أغلب ٔالاحوال‪ ،‬لتؤدي النيابة العامة دورها ي السهر‬
‫ع ى حسن تطبيق قانون ٔالاسرة‪ ،‬وإن ايداع مستنتجا ا ي كل ملف مكتوبة أهم من مجرد حضورها‬
‫الشك ي‪ ،‬خاصة عندما تحضروتكتفي بالتماس تطبيق القانون؛‬
‫‪ -4‬إن املشرع املغربي‪ ،‬مدعو مراعاة ملا جرى به العمل‪ ،‬وأظهرته التجربة القضائية ي تطبيق مدونة‬
‫ٔالاسرة من زاوية اختصاص النيابة العامة‪ ،‬إى إلغاء املادة )‪ (3‬من هذﻩ املدونة‪.‬‬
‫بعد‪ ،‬هذا املدخل العام‪ ،‬نصل إى جوهر مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ع ى أن نكتفي‪ ،‬مراعاة للمطلوب‪ ،‬بدراسة‬
‫الزواج )الفصل ٔالاول( وانحالل ميثاقه )الفصل الثاني(‪.‬‬

‫‪-79‬نصت املادة )‪ ،(58‬ع ى سبيل املثال‪ ،‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪»:‬تصرح املحكمة ببطالن الزواج تطبيقا ألحكام املادة ‪ 57‬أعالﻩ بمجرد اطالعها‬
‫عليه‪ ،‬أوبطلب ممن يعنيه ٔالامر«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل ٔالاول‪ :‬الزواج والخطبة‪.‬‬
‫بما أن الزواج ينب ع ى مقدمات تجسدها الخطبة‪ ،‬فإننا سنتناول الخطبة ي )املبحث ٔالاول(‪،‬‬
‫وبعدها نتعرض للزواج ي )املبحث الثاني(‪.‬‬
‫املبحث ٔالاول‪ :‬الخطبة‪.‬‬
‫وف ننطلق من الكالم عن الخطبة وشروطها ي )املطلب ٔالاول(‪ ،‬لنصل إى الكالم عن آثارالخطبة ي‬
‫)املطلب الثاني(‪.‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬الخطبة وشروطها‪.‬‬
‫قبل أن نصل إى الحديث عن شروط الخطبة ي )الفقرة الثانية(‪ ،‬ال بد من الحديث عن مفهوم‬
‫الخطبة ومشروعي ا ي )الفقرة ٔالاوى(‪.‬‬
‫الفقرة ٔالاوى‪ :‬مفهوم الخطبة ومشروعي ا‪.‬‬
‫بعد أن ننﻬ الكالم عن مفهوم الخطبة )أوال( سوف نمرللكالم عن مشروعي ا )ثانيا(‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الخطبة‪ :‬الخطبة ي‪» :‬التماس ال ويج واملحاولة عليه«‪ .80‬و ي كذلك‪» :‬إعالم املرأة أوول ا‬
‫بالرغبة ي زواجها«‪ .81‬وقد عرفها ٔالاستاذ محمد ابن معجوز رحمه ﷲ بقوله‪» :‬يراد بالخطبة طلب الرجل‪ ،‬أومن‬
‫يمثله‪ ،‬املرأة للزواج‪ ،‬وعرضه عل ا أو ع ى أهلها‪ .‬ويسمى الرجل خاطبا‪ ،‬واملرأة مخطوبة‪ ،‬أو خطيبة«‪ .82‬وقال‬
‫ٔالاستاذ صالح الدين زكي‪» :‬تتمخض الخطبة عن طلب ال ويج باملرأة‪ ،‬إما بتوج ه إل ا مباشرة‪ ،‬وإما بالتقدم‬
‫إى بعض ٔالاقربن من أهلها‪ .‬وقد يوجه الخاطب الطلب بنفسه‪ ،‬وقد ينوب عنه ي ذلك بعض ذوي قرباﻩ أوعش ﺮته‪.‬‬
‫وقد تصاح ا قراءة الفاتحة الكريمة‪ ،‬كما أ ا قد يقﺮن ا منذ البداية تقديم الهدايا‪ ،‬أوقد يتم ذلك ي بحرمد ا«‪.83‬‬
‫ومن جهته عرف املشرع املغربي الخطبة ي املادة )‪ (5‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬الخطبة تواعد رجل‬
‫وامرأة ع ى الزواج«‪.84‬‬

‫‪-80‬أبوعبد ﷲ محمد بن عبد ﷲ الخر املالكي‪»،‬شرح مختصرخليل للخر «‪ ،‬الجزء ‪ ،3‬دارالفكر‪،‬بﺮوت‪ ،‬ص‪.166:‬‬
‫‪-81‬محمد بن ابراهيم بن عبد ﷲ التويجري‪» ،‬موسوعة الفقه ٕالاسالمي«‪ ،‬الجزء‪ ،4‬الطبعة ٔالاوى‪ ،2009 ،‬ص‪.43:‬‬
‫‪ -82‬أستاذنا محمد ابن معجوز‪» ،‬أحكام ٔالاسرة ي الشريعة ٕالاسالمية وفق مدونة ٔالاحوال الشخصية«‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬مطبعـة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،1994 ،‬ص‪.24:‬‬
‫‪-83‬صالح الدين زكي‪» ،‬أحكام قانون ٔالاسرة ي الفقه ٕالاسالمي والتشريع املغربي«‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،1985 ،‬ص‪.22:‬‬
‫‪84-Art.5:«Lesfiançaillessontunepromessemutuelledemariageentreunhommeetunefemme».‬‬
‫كان الفصل )‪(2‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية امللغاة ينص ع ى أن‪»:‬الخطبة وعد بالزواج وليست بزواج‪.‬ويدخل ي حكمها قراءة الفاتحة وما جرت‬
‫به العادة والعرف من تبادل الهدايا«‪ .‬وقد عرف قانون‪ 1960/1/1‬بشأن كتاب ٔالاحكام الشرعية ي ٔالاحوال الشخصية للموسوين الخطبة ي املادة‬
‫ً‬
‫)‪(1‬بقوله‪»:‬الخطبة عقد يتفق به الخاطبان ع ى أن ي وجا ببعضهما شرعا ي أجل مسمى بمهرمقدريتفقان عليه«‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪31‬‬
‫بيد أنه‪ ،‬ينب ي التأكيد ع ى‪ ،‬أن مجرد التواعد بن الرجل واملرأة غﺮ كاف بمفردﻩ لتحقق الخطبة‬
‫بمعناها الشر ي والقانوني‪ ،‬وإن الخطبة بمعناها هذا ي ال تكون بن رجل وامرأة تتوفرف ما كل الشروط‬
‫الشرعية والقانونية للزواج‪ ،‬كما يجب أن تتم الخطبة وفق العادات ؤالاعراف الجاري ا العمل لتأكيد النية‬
‫الجازمة‪ ،‬والعزم الحقيقي ع ى الزواج‪ ،‬بعد استكمال ٕالاجراءات والتدابﺮ ال يقتض ا الانتقال من مرحلة‬
‫الخطبة إى مرحلة الزواج‪ .‬وال يكفي أن يقع التواعد الشفوي بن الرجل واملرأة ي مقﻬ أو ي شارع أو ي‬
‫موسسة معينة لكي تتحق الخطبة املقصودة قانونا وشرعا بي ما‪ .‬بل يجب أن يقﺮن التواعد بأوصاف قولية‬
‫أو فعلية تفيد النية الحقيقية للزواج‪ ،‬مما يع أن الخطبة ال يعتد ا إال إذا اتمست باألوصاف التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون الخطبة مقدمة للزواج‪ ،‬أي أن الخطبة تسبق الزواج وال تقع بعدﻩ‪ .‬قال ابن قدامة‬
‫الحنب ي‪» :‬ويستحب أن يخطب العاقد أو غﺮﻩ قبل التواجب‪ ،‬ثم يكون العقد بعدﻩ؛ لقول الن ص ى ﷲ‬
‫عليه وسلم ﴿ كل أمرذي بال ال يبدأ فيه بالحمد هلل‪ ،‬فهو أقطع﴾‪ .‬وقال‪﴿ :‬كل خطبة ليس ف ا شهادة‪ ،‬فﻬ‬
‫كاليد الجذماء﴾‪ .‬رواهما ابن املنذر«‪ .85‬ولذلك جرى العمل ي كل املناسبات املغربية‪ ،‬أن تقﺮن الخطبة بقراءة‬
‫الفاتحة‪ ،‬والدعاء الصالح للمخطوبن‪ ،‬بحضور عائلة وأقارب كل من الخطيبة والخاطب‪ .‬وقد أشار املشرع‬
‫املغربي إى ذلك ي املادة )‪ (5‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬تتحقق الخطبة بتعبﺮطرف ا بأي وسيلة متعارف عل ا‬
‫تفيد التواعد ع ى الزواج‪ ،‬ويدخل ي حكمها قراءة الفاتحة وما جرت به العادة والعرف من تبادل الهدايا«‪.86‬‬
‫‪ -2‬أن تكون الخطبة عبارة عن »اتفاق متبادل« ع ى وجه الوعد بن الرجل )الخاطب( واملرأة‬
‫)املخطوبة( ع ى الزواج‪ ،‬وعليه فإن الخطبة بمفهومها القانوني والشر ي ال تتحقق إال إذا كان هناك وعد‬
‫متبادل بن الخاطب واملخطوبة ع ى الزواج‪ .‬أما إذا وعد أحدهما ٓالاخربالزواج ولم يصدرعن ٓالاخرأي وعد‬
‫مقابل فإن الخطبة تكون غﺮ متحققة‪ .‬وهذا التحديد الجديد الذي اعتمدﻩ املشرع ي تعريف الخطبة فيه‬
‫تحريرملع الخطبة واستيعاب ملاهي ا‪.‬‬
‫‪-3‬أن تكون الخطبة بن الرجل واملرأة‪ ،‬وبذلك فإن املشرع املغربي كرس ما نص عليه ي الفصل )‪(32‬‬
‫من الدستور املغربي لسنة ‪ 2011‬بقوله‪ٔ» :‬الاسرة القائمة ع ى عالقة الزواج الشر ي ي الخلية ٔالاساسية‬
‫للمجتمع«‪ .87‬والزواج الشر ي هو الزواج الذي يكون بن الرجل واملرأة وفقا للشروط الشرعية والقانونية‬

‫‪-85‬موفق الدين أبي محمد عبد ﷲ بن احمد بن محمد بن قدامة الحنب ي‪» ،‬املغ «‪ ،‬الجزء ‪ ،9‬تحقيق عبد ﷲ بن عبد املحسن الﺮكي وعبد‬
‫الفتاح محمد الحلو‪ ،‬دارعالم الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1997 ،‬ص‪.465/464:‬‬
‫‪86-Art.5/2:«Lesfiançaillesseréalisentparl’expressiondesdeuxparties,partoutmoyen communémentadmis,deleurpromesse‬‬
‫‪mutuelledesemarier.IlenestainsidelarécitationdelaFatihaetdespratiquesadmisesparl’usageetlacoutumeenfaitd’échange‬‬
‫‪deprésents».‬‬
‫‪87-Art.32:«Lafamille,fondéesurlelienlégaldumariage,estlacelluledebasedelasociété».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪32‬‬
‫للزواج‪ ،‬وبالتاي ال يمكن اعتبار كل أنواع املعاشرات غﺮ الشرعية ال أصبحت قائمة ي قوانن دول أخرى‬
‫زواجا‪ ،‬مثل »الزواج بن شخصن من نفس الجنس«‪ ،88‬وكذلك ما يعرف ي القانون املدني الفرنﺴ »بالعقد‬
‫املدني للتضامن«‪ ،89‬ثم ما يطلق عليه اسم »املعاشرة الحرة بدون زواج«‪.90‬‬
‫‪ -4‬يجب أن تقﺮن الخطبة بظروف ومالبسات ووقائع تؤكد وجود النية الحقيقية للزواج‪ ،‬ومن ذلك‬
‫اش ارالخطبة بن أسرتي الخطيبن‪ ،‬وكذلك بن غﺮهم من ٔالاقــارب والج ﺮان‪.91‬‬
‫ثانيا‪ -‬مشروعية الخطبة‪ :‬يرى أغلب الفقهاء أن الخطبة مستحبة‪ .92‬غﺮ أن داود الظاهري قال‬
‫إ ا واجبة‪ .‬وقد لخص ابن قدامة الحنب ي ي كتابه املغ هذا الخالف بقوله‪» :‬والخطبة غﺮواجبة عند أحد‬
‫من أهل العلم علمناﻩ‪ ،‬إال داود‪ ،‬فإنه أوج ا«‪ .93‬وفسرﻩ‪ ،‬أي الخالف‪ ،‬ابن رشد القرط بقوله‪» :‬وأما خطبة‬
‫النكاح املروية عن الن ص ى ﷲ عليه وسلم فقال الجمهور إ ا ليست واجبة‪ ،‬وقال داود ي واجبة‪ .‬وسبب‬
‫الخالف هل يحمل فعله ي ذلك عليه الصالة والسالم ع ى الوجوب أوع ى الندب«‪.94‬‬

‫‪-88‬نص الفصل)‪ (143‬من القانون املدني الفرنﺴ ع ى أنه‪»:‬يكون الزواج بن شخصن من جنسن مختلفن أومن نفس الجنس«‪.‬‬
‫‪Art.143:«Lemariageestcontractépardeuxpersonnesdesexedifférentoudemêmesexe».‬‬
‫‪89-Art.515-1:«Un pacte civil de solidarité est un contrat conclu par deux personnes physiques majeures, de sexe différent ou de‬‬
‫‪mêmesexe,pourorganiserleurviecommune».‬‬
‫‪ -90‬محمد الشاف ي‪» ،‬املعاشرة الحرة بدون زواج«‪ ،‬منشور ضمن كتاب »ٔالاسرة ي فرنسا‪ :‬دراسات قانونية وحاالت شاذة«‪ ،‬سلسلة البحوث‬
‫القانونية ‪ ،3‬املطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،2001 ،‬ص‪ 19:‬وما يل ا‪.‬‬
‫‪-91‬قراراملجلس ٔالاع ى رقم ‪ 24‬الصادربتاريخ ‪ 11‬يونيو‪ 2008‬ي امللف عدد ‪ ،2007/1/2/443‬نشرة قرارات املجلس ٔالاع ى‪ ،‬السلسلة ‪ ،1‬الجزء ‪،1‬‬
‫مطبعة ٔالامنية الرباط‪ ،2009 ،‬ص‪.95:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫خط َبة )ب َك ْسرالخاء( و ي ُم ْست ﱠ‬ ‫ْ ْ‬
‫حبة«‪ .‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-92‬قال ابن جزي‪ »ِ :‬ي ال‬
‫املالكية«‪،‬حققه وعلق عليه ماجد الحموي‪،‬دارابن حزم‪،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،2013 ،‬ص‪.327/326:‬‬
‫ْ ْ ُ َ ٌ‬ ‫َُْ ُ ﱠ ُ ْ‬
‫وقال القراي‪» :‬املق ﱠد َمة الثا ِن َية ِ ي ال َج َو ِاه ِر‪ :‬ال ِخط َبة ُم ْست َح ﱠبة«‪ .‬شهاب الدين احمد بن ادريس القراي املالكي‪» ،‬الذخﺮة ي الفقه«‪ ،‬الجزء ‪ ،4‬تحقيق‬
‫محمد ح ي‪ ،‬دارالغرب ٕالاسالمي‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،1994 ،‬ص‪.191:‬‬
‫‪-93‬موفق الدين أبي محمد عبد ﷲ بن احمد بن محمد بن قدامة الحنب ي‪» ،‬املغ «‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.466:‬‬
‫وقال القﺮواني‪»:‬ومن الواضحة قال مالك‪:‬الخطبة ي النكاح مستحبة‪ ،‬و ي من ٔالامرالقديم‪ ،‬وما قل م ا فهوأفضل«‪.‬أبومحمد عبد ﷲ بن عبد‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ﱠ‬
‫مهات«‪ ،‬الجزء‪ ،4‬تحقيق محمد ح ي‪ ،‬دارالغرب‬ ‫الزيادات ع ى ما ي املد ﱠونة من غﺮها من ٔالا ِ‬‫الرحمن بن أبي زيد النفزي القﺮواني املالكي‪» ،‬النوادرو ِ‬
‫ٕالاسالمي‪ ،‬بﺮوت‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،1999 ،‬ص‪.390:‬‬
‫‪ -94‬أبوالوليد محمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬املجلد ‪ ،3‬شرح وتحقيق وتخريج عبد ﷲ العبادي‪ ،‬دارالسالم‬
‫للطباعة والنشروالتوزيع والﺮجمة‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،1995 ،‬ص‪.1236:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪33‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط الخطبة‪.‬‬
‫تتمثل أهم شروط الخطبة ي الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون املرأة )الخطيبة( والرجل )الخاطـب( خالين من املوانع الشرعية للزواج‪ :‬إن‬
‫املرأة ال يجوز خطب ا ي املرأة ال يمكن الزواج م ا ي الحال‪ .‬وبعبارة أخرى فإن املرأة ال يجوز خطب ا‬
‫ي املرأة الخالية من موانع الزواج‪ .95‬سواء كانت هذﻩ املوانع مؤبدة‪ ،‬أو موقتة‪ .‬ولذلك يشمل هذا املنع جميع‬
‫النساء املحرمات ع ى الرجل بالقرابة‪ ،‬واملصاهرة‪ ،‬والرضاع‪ ،‬كما يشمل املرأة امل وجة‪ ،‬واملرأة املوجودة ي‬
‫عــدة أو است ﺮاء‪ .‬وتدخل املرأة املطلقة أثناء عد ا ي املنع‪ ،‬لكن الفقهاء قالوا إن املعتدة من طالق بائن أو من وفاة‪،‬‬
‫ْ‬ ‫الت ْ‬ ‫َ ﱠ‬
‫ص ِر ُيح ِب ِخط َب ِة‬ ‫يجوز للرجل أن يلمح لها برغبته ي الزواج م ا‪ ،‬ولكنه ال يجوز له أن يصرح لها بذلك‪ .‬قال القراي‪» :‬و‬
‫ﱠ‬ ‫وذ م ْن َع ْ‬ ‫َْ ُ ٌ‬ ‫ﱠ ْ ْ َْ َْ‬ ‫ْ ُ ْ َ ﱠ َ َ ٌ َ ﱠ ْ ُ َ ٌ َ ُ َ ْ َ ْ ُل ْ ُ‬
‫امل ْفه ُم َمل ْق ُ‬
‫ض ال ْ ِء‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫أ‬‫م‬ ‫يص‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ص‬ ‫ن‬‫ت‬ ‫ﺮ‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫ء‬ ‫ال‬ ‫ود‬‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ِ ِ‬ ‫املعتد ِة حرام والتع ِريض جا ِئز وهو القو‬
‫ض ُت ْم به منْ‬ ‫اح َع َل ْي ُك ْم ف َيما َع ﱠر ْ‬ ‫الن َكاح م ْن َغ ْﺮ ُه ُجوم َع َل ْيه ل َق ْوله َت َعا َى‪َ ﴿ :‬وال ُج َن َ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ ُ َﱠ ُ َ ْ ٌ َ َ ّ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ٍ ِ ِ ِِ‬ ‫وهو ن ِاحيته ِ َألنهَ تح ِريم َع ى ِ ِ ِ َ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ ﱠ‬ ‫ْ َُْ ُْ ُ‬ ‫ْ ّ‬
‫ِخط َب ِة ِالن َس ِاء أ ْوأكننت ْم ِ ي أنف ِسك ْم َع ِل َم الل ُه أنك ْم َستذك ُرو ُ ﱠن َول ِك ْن ال ت َو ِاع ُد ُوه ﱠن ِس ًّرا ِإال أن تقولوا ق ْوال َم ْع ُروفا َوال‬
‫ُْ َ‬
‫يض َوت ْح ِر ِيم امل َو َاعد ِة«‪.97‬‬
‫َ‬
‫ر‬ ‫احة ْٕالا ْك َنان َو ﱠالت ْ‬
‫ع‬ ‫اب َأ َج َل ُه﴾‪َ 96‬ف َد ﱠل َع َ ى إ َب َ‬‫َت ْعز ُموا ُع ْق َد َة ّالن َكاح َح ﱠ َي ْب ُل َغ ْالك َت ُ‬
‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وقد اختلف الفقهاء حول حكم خطبة املرأة املعتدة‪ .‬قال القراي‪ِ » :‬إن َواعد ِ ي ال ِعد ِة أ ْو عقد ب ْعدها ق َال ِ ي‬
‫صودﻩ م َن ْالع ﱠدة َو َق َال َأ ْش َهبُ‬ ‫ْالك َتاب ُي ْف َس ُخ ب َط ْل َقة َأ َح ﱡب إ َ ﱠي َد َخ َل َأ ْم َال ل ﱠلنﻬْ ُث ﱠم َي ْخط ُب َب ْع َد َذل َك الْنت َفاء ْال َع ْقد َو َم ْق ُ‬
‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ِْ‬ ‫َِ ٍ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ُيف َسخ َوت ْح ُر ُم أ َب ًدا َو ِط َئ أ ْم ال ِأل ﱠن َما َوق َع َب ْعد ال ِع ﱠد ِة َس َب ُب ُه امل َو َاعدة ِ ي ال ِع ﱠد ِة َو ِ َي َح َر ٌام َوامل ْب ِ ﱡ َع ى ال َح َر ِام َح َر ٌام«‪.98‬‬

‫‪-95‬نظم املشرع املغربي موانع الزواج ي املواد‪ 35):‬و‪ 36‬و‪ 37‬و‪ 38‬و‪ 39‬و‪(40‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫ْ َ‬
‫‪ -96‬سورة ال َبق َرة‪ٓ ،‬الاية ‪.135‬‬
‫ََْ َ ً َ َ‬ ‫َ ُ َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ ُ َ َ‬
‫‪ -97‬قال القراي ي تتمة النص‪ِ َ » :‬و َ ذا ق َال ٔالاِئ ﱠمة غ ْ َﺮأ ﱠن الشاف ي َو ْابن َحن َبل منعا من الت ْع ِريض للرجعية ِأل ﱠ َ ا ز ْو َجة َول ْست أنق ُل ِف ِيه ِعندنا ش ْيئا غ ْ َﺮأ ﱠن‬
‫َُْ َ ََ ُ َ‬ ‫َْ َُ َ ّ‬ ‫اب َأ ْط َل ُقوا ْٕالاَب َاح َة م ْن َغ ْﺮ َت ْخصيص َو ي ْال َج َواهر َق َال ْال َقا َأ ُبو َب ْكر َو ﱠالذي َم َال إ َل ْيه َمال ٌك ي ﱠالت ْ‬ ‫ص َح َ‬ ‫َْ‬
‫ٔالا ْ‬
‫يك‬ ‫يض أن يقول ِإ ِني ِب ِك ملعج ٌب ول ِك م ِح ﱞب و ِف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ ل َ َ ﱠ َ َ َ َ َ ٌ َ ْ َ ًْ ََْ َ َ ٌ َ ْ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ََ ْ َ ُ َ ﱠ ْ َ َ َ ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َى ﱠ‬
‫يض وأقرب ِإ ى التص ِر ِيح قال وال ِذي أر أن يقو ِإن شاء الله تعا ى سا ِئق ِإلي ِك خ ﺮا فأن ِت نا ِفعة ف ِإن زاد فهو تص ِريح«‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ر ِاغب قال وهذا ِعن ِدي أقو التع ِر ِ‬
‫شهاب الدين احمد بن ادريس القراي املالكي‪» ،‬الذخﺮة ي الفقه«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.192/191:‬‬
‫ْ َْ‬ ‫ََ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ ُْْ‬ ‫خط َبة ا ْ ُمل ْع َت ﱠدة َ‬ ‫ْ‬ ‫وقال ابن جزي‪َ » :‬و ﱠالت ْ‬
‫حرام والتعريض َجا ِئز َو ُه َوالق ْول املفهم للمقصود من غﺮتنصيص والهدية من الت ْع ِريض وال تجوز الخطبة ع ى‬ ‫ص ِريح ِب‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫صالح ع ى فاسق َومن خطب ع ى خط َبة أ ِخيه أدب ف ِإن عقد‬ ‫خط َبة َ‬ ‫خط َبة آخربعد ِٕالا َج َابة أوالركون أوالتقارب ق َال ْابن الق ِاسم َهذا ِ ي املتشاكلن َوالتحرم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ْ ْ َْ َ َ ْ َ ْ َ َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫دهما أوخالفا لهما فنع الشا ِف ِ ي َوأبا حنيفة( َوقيل يفسخ وفاقا للظاهرية‬ ‫لم يفسخ عقدﻩ وفاقا لهما )تنبيه من ابن جزي‪ِ َ :‬وإذا ذكرنا ضمﺮ ِٕالاثن ِن كق ِولنا ِعن‬
‫ﱡ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫الدخول البعدﻩ«‪.‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.338:‬‬ ‫َوقيل يفسخ قبل‬
‫َ‬ ‫َ َ ﱠ ْ ﱡ ﱠ ْ ﱠ ُ ََ َ ﱠ ُ ْ ﱠ َ َ َْ ُ َ َ ْ ُ َ ْ ﱠ َ َ ْ َ ﱠ ْ َ ْ َُ َ َ َ َ ٌ َ ﱡ ﱠ ُ َ َ ُ‬
‫الر ْج َعة َوال َيطؤ َها َح ﱠ َي ْست ْ ِ َﺮ َ ا‬ ‫‪-98‬وأضاف القراي‪»:‬قال اللخ ِمي الرج ِعية ت وج ِ ي ال ِعد ِة ف ﺮت ِجعها زوجها ِ ي ال ِعد ِة وقبل التف ِر ِيق بي ما قال م ِالك ت ِصح‬
‫اب ْام َ َرأ َت ُه َو َك َذل َك ا ْ َمل ْن ﱡي َل َها َز ْو ُج َها َف َي ْق ُد ُم َف ُي َف ﱠر ُق َب ْي َ اَ‬ ‫ص َ‬ ‫صا َ َ ا ي ع ﱠد َ ا م َن ﱠالثاني َل ْم َت ْح ُر ْم َألﱠن ُه َأ َ‬
‫م َن ا ْ َملاء ْال َفاسد ب َث َالث ح َي ْ َ َ َ ﱠ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِإن دخ َل ِ ا الثا ِني ِوإن أ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ض ِاء ع ﱠدة ﱠالثاني َو َك َذل َك ﱠال َت ْزني َف ُيصي ُ َ ا َز ْو ُج َها َق ْب َل ِالا ْست ْ َﺮ ِاء بخ َالف ْال َبائن َت َ َ ﱠو ُج ي ْالع ﱠدة َال َي ُج ُوز ل ْ َأل ﱠول ْال َع ْق ُد َع َل ْ اَ‬ ‫َ َ ْ َ ﱠ َ ُ ُ َ ْ َ ﱠ ُل َ ْ َ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫وب ن الثا ِني في ِصي ا ٔالاو قبل ان ِق ِ ِ ِ‬
‫َ َ ﱠ ُْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ﱡ ُ َ َ ْ َ ُ َ ﱠ ْ َ َ َ ْ َ ﱠ ٌ َ ﱠ ْ ﱠ َ َ ْ َ ٌ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ ﱠ ْ ُ َ ْ َ ﱠ‬
‫و ِ ي ِ ي ِعد ٍة ِم ما ف ِإن فعل ف ِسخ قبل الدخو ِل وبعدﻩ ِألن البا ِئن أجن ِبية والرج ِعية زوجة وتحرم علي ِه ِإن دخل ِ ا ِ ي ال ِعد ِة ِمنه أو ِمن الثا ِني«‪ .‬شهاب‬
‫الدين احمد بن ادريس القراي املالكي‪» ،‬الذخﺮة ي الفقه«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.196:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪34‬‬
‫وقال ٕالامام اللخمي ي حكم املواعدة أو النكاح أثناء العدة‪» :‬النكاح واملواعدة ي العـدة ممنوعان‪،‬‬
‫ْ َْ ّ َ َ ْ َُْ‬ ‫َ ُ َ َ ََْ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ‬
‫الن َس ِاء أ ْو أكننت ْم‬
‫والتعريض جائز‪ ،‬ؤالاصل ي ذلك قوله تعاى‪﴿ :‬وال جناح عليكم ِفيما ع ﱠرضتم ِب ِه ِمن ِخطب ِة ِ‬
‫ََْ‬ ‫ً َ‬ ‫َْ َُ ُ َ‬ ‫ي َأ ْن ُفس ُك ْم َعل َم ﱠالل ُه َأ ﱠن ُك ْم َس َت ْذ ُك ُرو َ ُ ﱠن َوَلك ْن َال ُت َواع ُد ُ‬
‫وه ﱠن ِس ًّرا ِإال أن تقولوا ق ْوال َم ْع ُروفا َوال ت ْع ِز ُموا ُعقدة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َ ُ ‪99‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ّ َ َ ﱠ َْ َ‬
‫النك ِاح ح يبلغ ال ِكتاب أجله﴾ وقد تضمنت هذﻩ ٓالاية إباحة وجهن؛ وهما‪ :‬التعريض‪ ،‬وما يضمر ي النفس‬ ‫ِ‬
‫‪100‬‬
‫من غﺮ نطق‪ .‬ومنع وجهن هما أشد من ٔالاولن‪ :‬املواعدة والعقد« ‪ .‬ثم قال‪» :‬واختلف إذا وعد ي العدة‬
‫ونكح بعد‪ -‬ي فسخ النكاح ‪ -‬وي التحريم فيما بعد‪ .‬فقال مالك ي املدونة‪ :‬فراقها أحب إي‪ ،‬دخل ا أولم يدخل‬
‫وتكون طلقة ثم يخط ا بعد أن تحل‪ .‬فجعل الفراق ع ى وجه الاستحسان‪ ،‬ولم يحرمها«‪.101‬‬
‫واملعول عليه من أقوال الفقهاء هو أن خطبة املرأة ي العدة‪ ،‬ال ي ﺮتب عنه بطالن الزواج أو فسادﻩ‪،‬‬
‫ألن املشرع لم يصنف هذا الزواج ال ي خانة الزواج الباطل‪ ،102‬وال ي خانة الزواج الفاسد‪ .103‬أما إذا انعقد‬
‫العقد أثناء العدة‪ ،‬وهذا أمرمستبعد جدا‪ ،‬بحكم ما فرضته املادة )‪ (65‬من مدونة ٔالاسرة من الوثائق املكونة‬
‫مللف عقد الزواج‪ ،‬وكذلك املادة )‪ (67‬من مدونة ٔالاسرة ال تلزم العدلن بتضمن العقد الوضعية القانونية‬
‫ملن سبق زواجه من الزوجن‪ .104‬فإن الزواج يكون باطال‪ ،105‬ألن العدة تعتﺮ من موانع الزواج املؤقتة‪،106‬‬
‫ويتعن ع ى املحكمة أن تصرح ببطالنه‪ ،‬طبقا ملقتضيات املادة )‪ (58‬من مدونة ٔالاسرة‪.107‬‬
‫‪ -2‬أن تكون املرأة غﺮمخطولة‪ :‬قرر الفقهاء أن املرأة املخطوبة ال تجوز خطب ا‪ .‬وقد روي عن الن‬
‫)ص( أنه نﻬ عن الخطبة عل الخطبة‪ .‬قال ابن رشد الجد‪» :‬ويكرﻩ أن يخطب الرجل املرأة ع ى خطبة أخيه‬

‫‪-99‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.135‬‬


‫‪-100‬أبوالحسن ع ي بن محمد اللخمي‪» ،‬التبصرة«‪ ،‬الجزء‪ ،4‬تحقيق أحمد بن عبد الكريم نجيب‪ ،‬مركزنجيبويات للمخطوطات وخدمة ال ﺮاث‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،2012 ،‬ص‪.2222:‬‬
‫‪-101‬أبوالحسن ع ي بن محمد اللخمي‪» ،‬التبصرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2226:‬‬
‫‪-102‬املادتن )‪ (57‬و)‪ (58‬من مدونة ٔالاسرة‬
‫‪-103‬املواد )‪ (64/63/62/61/60‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪ -104‬نصت املادة )‪ (67‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬أوال‪ :‬يحدث ملف لعقد الزواج يحفظ بكتابة الضبط لدى قسم قضاء ٔالاسرة ملحل إبرام‬
‫العقد ويضم الوثائق ٓالاتية؛ و ي‪.....:‬‬
‫رابعا‪ :‬يضمن العدالن ي عقد الزواج‪ ،‬تصريح كل واحد من الخطيبن هل سبق أن تزوج أم ال؟ وي حالة وجود زواج سابق‪ ،‬يرفق التصريح بما‬
‫يثبت الوضعية القانونية إزاء العقد املزمع إبرامه«‪.‬‬
‫‪-105‬نصت املادة )‪ (57‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪»:‬يكون الزواج باطال‪:‬‬
‫‪-2‬إذا وجد بن الزوجن أحد موانع الزواج املنصوص عل ا ي املواد ‪ 35‬إى ‪ 39‬أعالﻩ«‪.‬‬
‫‪-106‬نصت املادة من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪»:‬موانع الزواج املؤقتة ي‪-5:‬وجـود املرأة ي عالقـة زواج أو ي عـدة أواست ﺮاء«‪.‬‬
‫‪ -107‬نصت املادة )‪ (58‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تصرح املحكمة ببطالن الزواج تطبيقا ألحكام املادة ‪ 57‬أعالﻩ بمجرد اطالعها عليه‪ ،‬أوبطلب‬
‫ممن يعنيه ٔالامر‪.‬ي ﺮتب ع ى هذا الزواج بعد البناء الصداق والاست ﺮاء‪ ،‬كما ي ﺮتب عليه عند حسن النية لحوق النسب وحرمة املصاهرة«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪35‬‬
‫ﱠ‬ ‫َﱠ ﱠ َ‬
‫ص ى الل ُه َعل ْي ِه َو َسل َم‪ ،‬وذلك إذا ركنا وتقاربا وإن لم يتفقا ع ى صداق مسمى‪.‬‬ ‫للنﻬ الوارد ي ذلك عن الن‬
‫وقيل‪ :‬ذلك جائز ما لم يسميا الصداق‪ .‬ؤالاول أصح وأكﺮ ألن النكاح ينعقد ويتم دون تسمية صداق‪ ،‬فإن‬
‫فعل لم يفسخ نكاحه ووجب عليه أن يستغفر ﷲ تعاى ويتحلل صاحبه فيما فعل‪ ،‬فإن لم يحله فليخل‬
‫سبيلها إذ كان أفسدها عليه بعد أن كانت رضيت به فإن تزوجها ٔالاول وإال راجعها هو إن شاء وبدا له بنكاح‬
‫جديد‪ ،‬وليس يق عليه بذلك وإنما هو ع ى وجه الت ﻩ والﺮوالخوف هلل تعاى‪ .‬وقيل‪ :‬إن النكاح يفسخ قبل‬
‫الدخول وبعدﻩ إذا علم ذلك وثبت‪ ،‬وهوقول ابن نافع وروايته عن مالك‪.‬‬
‫وأما قبل أن يركنا ويتقارب ٔالامر بي ما فال بأس بالخطبة‪ ،‬وال بأس أن يجتمع الاثنان والثالثة ؤالاكﺮ‬
‫ﱠ ْ‬
‫ع ى خطبة املرأة‪ .‬وقد روي أن جريربن عبد ﷲ البج ي سأل عمربن الخطاب َر ِ َ الل ُه َعن ُه أن يخطب عليه‬
‫امرأة من دوس‪ ،‬ثم سأله مروان بن الحكم بعد ذلك أن يخط ا عليه‪ ،‬ثم سأله بعد ذلك ابنه عبد ﷲ أن‬
‫يخط ا عليه‪ ،‬فدخل ع ى أهلها واملرأة جالسة ي قب ا عل ا سﺮها‪ ،‬فسلم عمر فردوا السالم وهشوا له‬
‫ﱠ‬ ‫َﱠ ﱠ َ‬
‫ص ى الل ُه َعل ْي ِه َو َسل َم‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن جرير بن عبد ﷲ‬ ‫وأجلسوﻩ‪ ،‬فحمد ﷲ تعاى وأث عليه وص ى ع ى نبيه‬
‫البج ي يخطب فالنة‪ ،‬وهو سيد أهل املشرق‪ ،‬ومروان بن الحكم يخط ا‪ ،‬وهو سيد شباب قريش‪ ،‬وعبد ﷲ‬
‫بن عمريخط ا‪ ،‬وهو من قد علمتم‪ ،‬وعمربن الخطاب يخط ا‪ ،‬فكشفت املرأة عن سﺮها وقالت أجاد أمﺮ‬
‫املؤمنن؟ قال نعم‪ .‬قالت‪ :‬قد زوجت يا أمﺮاملؤمنن‪ ،‬زوجوﻩ‪ ،‬فزوجوﻩ إياها فولدت له ولدين وباهلل سبحانه‬
‫وتعاى التوفيق«‪.108‬‬
‫وقد ناقش الفقهاء حكم الزواج باملرأة املخطوبة‪ .‬ولخص ابن رشد الحفيد أقوالهم بقوله‪» :‬فأما‬
‫الخطبة ع ى الخطبة‪ ،‬فإن النﻬ ي ذلك ثابت عن الن عليه الصالة والسالم‪ .‬واختلفوا هل يدل ذلك ع ى‬
‫فساد املنﻬ عنه أو ال يدل‪ ،‬وإن كان يدل ففي أي حالة يدل؟ فقال داود )الظاهري( يفسخ؛ وقال الشاف ي‬
‫وأبو حنيفة ال يفسخ‪ ،‬وعن مالك القوالن جميعا )أي ي قول يفسخ و ي قول آخرال يفسخ(‪ ،‬وثالث وهو أن‬
‫يفسخ قبل الدخول وال يفسخ بعدﻩ‪ ،‬وقال ابن القاسم‪ :‬إنما مع النﻬ إذا خطب رجل صالح ع ى خطبة‬
‫رجل صالح‪ ،‬وأما إن كان ٔالاول غﺮصالح والثاني صالح جاز‪ .‬وأما الوقت عند ٔالاكﺮفهو إذا ركن بعضهم إى‬
‫بعض ال ي أول الخطبة‪ ،‬بدليل حديث فاطمة بنت قيس‪ ،‬حديث‪» ،‬حيث جاءت إى الن ص ى ﷲ عليه‬
‫وسلم فذكرت له أن أبا جهم بن حذيفة ومعاوية بن أبي سفيان خطباها‪ ،‬فقال‪ :‬أما أبو جهم فرجل ال يرفع‬
‫عصاﻩ عن النساء‪ ،‬وأما معاوية فصعلوك ال مال له‪ ،‬ولكن انك ي أسامة«‪.109‬‬

‫‪-108‬أبو الوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط ‪» ،‬املقدمات املمهدات لبيان ما اقتضته رسوم املدونة من ٔالاحكام الشرعيات والتحصيالت‬
‫املحكمات ألمهات مسائلها املشكالت«‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬تحقيق محمد ح ي‪ ،‬دارالغرب ٕالاسالمي‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،1988 ،‬ص‪.482/481:‬‬
‫‪-109‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1237/1236:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪36‬‬
‫واملعول عليه‪ ،‬أن خطبة املرأة املخطوبة والزواج م ا‪ ،‬ال ي ﺮتب عنه بطالن الزواج‪ ،‬كما أن خطبة املرأة‬
‫املخطوبة والزواج م ا ال يعتﺮ سببا لطلب فسخ الزواج‪ ،‬ألن قبول املرأة خطبة رجل آخر بعد خطب ا من‬
‫رجل أول‪ ،‬معناﻩ فسخ خطبة الخاطب ٔالاول‪ ،‬وفسخ الخطبة ال ت ﺮتب عنه أية مسؤولية‪ .‬قال الاستاذ ابراهيم‬
‫بحماني‪» :‬ولكن إذا وقع الزواج فإنه ال يبطل بسبب وجود خطيب سابق«‪.110‬‬
‫‪ -3‬أهلية الخاطب واملخطوبة‪ :‬لم ينظم املشرع املغربي سن الخطبة‪ ،‬بل إنه حدد فقط سن‬
‫الزواج‪ .111‬ولهذا يمكن أن نقول إن الخطبة يشﺮط ف ا أهلية الخاطــب واملخطوبة للزواج‪ .‬لكن ال مانع‬
‫استثناء من قبول الخطبة قبل السن القانونية للزواج‪ ،‬إذا كان سن كل من الخاطب واملخطوبة قريبا من‬
‫سن الزواج‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬آثارالخطبة‪.‬‬
‫نصت املادة )‪ (6‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬يعتﺮ الطرفان ي فﺮة خطبة إى حن ٕالاشهاد ع ى عقد‬
‫الزواج‪ ،‬ولكل من الطرفن حق العدول ع ا«‪.112‬‬
‫و ذا يتبن أن ٕالاشهاد ع ى الزواج )توثيق عقد الزواج( هوالذي ينقل املخطوبن من فﺮة الخطبة إى‬
‫مرحلة الزواج‪ .‬وقد أجازاملشرع ي املادة املذكورة العدول عن الخطبة‪.‬‬
‫وقد يكون هذا العدول إما باتفاق الطرفن‪ ،‬أو بقرارمن أحدهما‪ .‬وهذا العدول عن الخطبة ال ت ﺮتب‬
‫عنه أية مسؤولية سواء كان العدول من الخاطب أو املخطوبة‪ .‬وقد أكد املشرع املغربي ي املادة )‪ (7‬من‬
‫املدونة ذلك بقوله‪» :‬مجرد العدول عن الخطبة ال ي ﺮتب عنه تعويض«‪.113‬‬
‫فالقاعدة العامة‪ ،‬إذن أن فسخ الخطبة أو العدول ع ا ال ت ﺮتب عنه أية مسؤولية‪ .‬وهذا نابع من‬
‫التكييف القانوني للخطبة ال تعتﺮ مجرد تواعد بن الرجل واملرأة ع ى الزواج‪ .114‬بيد أن املشرع أورد ع ى‬

‫‪-110‬ابراهيم بحماني‪» ،‬من أهم قرارات املجلس ٔالاع ى ي تطبيق مدونة ٔالاسرة بشأن الخطبة والنسب«‪ ،‬مجلة قضاء ٔالاسرة‪ ،‬العدد املزدوج ‪،5/4‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.182:‬‬
‫‪-111‬نصت املادة ‪ 19‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪»:‬تكتمل أهلية الزواج بإتمام الف والفتاة املتمتعن بقواهما العقلية ثمان عشرة سنة شمسية«‪.‬‬
‫‪112-Art.6: «Les deux parties sont considérées en période de fiançailles jusqu’à la conclusion de l’acte de mariage dûment‬‬
‫‪constatée.Chacunedesdeuxpartiesaledroit de romprelesfiançailles».‬‬
‫وقد كان الفصل )‪ (3‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية امللغاة ينص ع ى أنه‪» :‬لكل من الخاطب واملخطوبة العدول عن الخطبة‪ .‬للخاطب أن يسﺮد‬
‫الهدايا إالإذا كان العدول عن الخطبة من قبله«‪.‬‬
‫‪113-Art.7:«Lasimplerenonciationauxfiançaillesn’ouvrepasdroitaudédommagement».‬‬
‫‪-114‬نص الفصل ‪ 14‬من قانون الال امات والعقود ع ى أن‪»:‬مجرد الوعد الين ﺊ ال اما«‪.‬واملقصود هنا إنما هوالوعد املجرد عن شروطه‪.‬‬
‫‪Art.14:«Lasimplepromessenecréepointd'obligation».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪37‬‬
‫هذﻩ القاعدة العامة ال قررها ي املادة )‪ (7‬من مدونة ٔالاسرة استثناء بقوله‪» :‬غﺮ أنه إذا صدر عن أحد‬
‫املخطوبن فعل سبب لآلخرضررا‪ ،‬فإنه يجوز للمتضرر أن يطالب بالتعويض«‪.115‬‬
‫وعليه‪ ،‬سنتناول ي البداية حكم الهدايا ي حالة العدول عن الخطبة )الفقرة ٔالاوى(‪ ،‬ثم حكم‬
‫الصداق كذلك ي حالة العدول عن الخطبة )الفقرة الثانية(‪ ،‬ثم ننتﻬ إى الضرر القابل للتعويض بسبب‬
‫العدول عن الخطبة )الفقرة الثالثة(‪ ،‬وحق املخطوبن ي التعويض عن الضرر غﺮاملباشر)الفقرة الرابعة(‪.‬‬
‫الفقرة ٔالاوى‪ :‬حكم الهدايا ي حالة العدول عن الخطبة‪.‬‬
‫أفرد املشرع حكما للهدايا املتبادلة بن املخطوبن ي املادة )‪ (8‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬لكل من‬
‫الخاطب واملخطوبة أن يسﺮد ما قدمه من هدايا‪ ،‬ما لم يكن العدول عن الخطبة من قبله‪.‬‬
‫ترد الهدايا بعي ا‪ ،‬أوبقيم ا حسب ٔالاحوال«‪.116‬‬
‫إن هذﻩ املادة‪ ،‬تضع ي الحقيقة ثالثة أحكام‪ ،‬يمكن تفصيلها ي النقط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يحق للطرف الذي عدل عن الخطبة اسﺮجاع الهدايا ال قدمها للطرف ٓالاخر بمناسبة‬
‫الخطبة‪ ،‬وبمع آخر يحق للطرف الذي لم يعدل عن الخطبة أن يحتفظ بالهدايا ال قدمت له بمناسبة‬
‫الخطبة؛‬
‫‪ -2‬يحق للطرف الذي لم يعدل عن الخطبة أن يسﺮجع الهدايا ال قدمها هو للطرف العادل عن‬
‫الخطبة بمناسبة الخطبة؛‬
‫‪ -3‬ترد الهدايا عينا‪ ،‬أوبقيم ا حسب ٔالاحوال‪.‬‬
‫ومع هذا أن الطرف العادل عن الخطبة يجب عليه أن يرد الهدايا ال قدمت له من الطرف ٓالاخر‬
‫بذا ا‪ ،‬إذا كانت هذﻩ الهدايا محفوظة لديه كما ي بعي ا‪ .‬أما إذا فقد هذﻩ الهدايا أو تصرف ف ا بأي شكل‬
‫من ٔالاشكال‪ ،‬فيتعن عليه أن يرجع تلك الهدايا إما بمثلها إن كانت مثلية‪ ،‬أو أن يدفع قيم ا‪ ،‬إن كانت الهدايا‬
‫مما ال يوجد مثلها ي السوق‪ .‬ونرى أي يطبق هذا الحكم كذلك إذا نتج عن استعمال الهدايا أوالتصرف ف ا‪،‬‬
‫نقص محسوس ي قيم ا‪.‬‬

‫‪115-«Toutefoissi l’unedesdeuxpartiescauseunpréjudiceàl’autre,lapartieléséepeutréclamerréparation».‬‬
‫‪116-Art8:Chacun desdeuxfiancéspeutdemanderlarestitutiondesprésentsofferts,àmoinsquelarenonciation auxfiançailles‬‬
‫‪nesoitdesonfait.‬‬
‫‪Lesprésentssontrestituésennatureouàleur valeurselonlescas».‬‬
‫وكان الفصل )‪ (3‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية امللغاة ينص ع ى أنه‪»:‬لكل من الخاطب واملخطوبة العدول عن الخطبة‪ ،‬للخاطب أن يسﺮد الهدايا‬
‫إالإذا كان العدول عن الخطبة من قبله«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪38‬‬
‫وتجدر ٕالاشارة إى أن محكمة الاستئناف بمكناس سبق لها أن قضت بالتشطيب ع ى الهدية ال‬
‫قدمها خاطب إى خطيبته‪ ،‬و ي عبارة عن قطعة أرضية تبلغ مساح ا ‪ 10‬هكتارات‪ ،‬من السجل العقاري‪،‬‬
‫وأكدت أحقية الخاطب ي اسﺮجاع هديته عندما تبن لها أن ما قامت به املخطوبة هو عمل مشوب بسوء‬
‫النية واستخلصت من ذلك أن العدول عن الخطبة كان من جان ا وليس من جانب خطي ا‪.117‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حكم الصداق ي حالة العدول عن الخطبة‪.‬‬
‫حدد املشرع حكم الصداق ي حالة العدول عن الخطبة ي املادة )‪ (9‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬إذا‬
‫قدم الخاطب الصداق أو جزءا منه‪ ،‬وحدث عدول عن الخطبة أو مات أحد الطرف ن أثناءها‪ ،‬فللخاطب أو لورثته‬
‫اسﺮداد ما سلم بعينه إن كان قائما‪ ،‬وإال فمثله أوقيمته يوم تسلمه‪.‬‬
‫إذا لم ترغب املخطوبة ي أداء املبلغ الذي حول إى جهاز‪ ،‬تحمل املتسبب ي العدول ما قد ينتج عن‬
‫ذلك من خسارة بن قيمة الجهازواملبلغ املؤدى فيه«‪.118‬‬
‫ويفهم من هذﻩ املادة أن املشرع املغربي أعطى للرجل الخاطب الحق ي اسﺮجاع ما قدمه من‬
‫الصداق إى خطيبته ي مرحلة الخطبة‪ ،‬سواء كان هو العادل عن الخطبــة‪ ،‬أو كان العدول عن الخطبة من‬
‫طرف الخطيبة‪ .‬كما أن املشرع أعطى لورثة الخاطب كذلك ي حالة وفاته الحق ي اسﺮداد معجل الصداق‬
‫إما بعينه إن كان قائما‪ ،‬أوبمثله أوقيمته وقت تسلمه‪.‬‬
‫وبحكم ما ينب ي أن يطبع الزواج‪ ،‬سواء ي مقدمته )الخطبة(‪ ،‬أو ي سﺮورته‪ ،‬من جد ومسؤلية‪ ،‬وهما‬
‫عكس كل هزل أو اس تار‪ ،‬نعيب ع ى املشرع املغربي ما قررﻩ من أحكام للصداق ي حالة العدول عن‬
‫الخطبة أو وفاة الخاطب‪ ،‬ونرى أنه كان يجب عليه أن يحرم الخاطب من حق اسﺮداد الصداق املعجل ي‬
‫حالة عدوله عن الخطبة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للهدايا‪ ،‬أو أن يجعل‪ ،‬ع ى ٔالاقل‪ ،‬حق اسﺮجاع معجل‬
‫الصداق‪ ،‬مقرونا بوجود سبب جدي ومعقول ومفيد للعدول عن الخطبة من جانبه‪ .‬كما نرى أنه كان من‬
‫ٔالانسب أن يﺮك املشرع الصـداق املعجل للمخطوبة ي حالة وفاة الخاطب‪ ،‬بدل إعطاء ورثته الحق ي‬
‫اسﺮدادﻩ‪ ،‬إذ إن ذلك قد يؤدي إى نشوب ال اع والخصام سواء بن الخطيبة وورثة الخاطب‪ ،‬أو بن ورثة‬
‫الخاطب أنفسهم‪.‬‬

‫‪-117‬قرارمحكمة الاستئناف بمكناس عدد بتاريخ ‪ 1980/10/7‬ي امللف رقم‪ ،‬مجلة رابطة القضاة‪ ،‬العددان‪.9/8 ،‬‬
‫‪118-Art.9:«Lorsquelefiancés’acquittedusadaq(ladot)entotalitéouenpartie,etqu’ilyaeurenonciationauxfiançaillesoudécès‬‬
‫‪de l’un des fiancés, le fiancé ou ses héritiers peuvent demander la restitution, le cas échéant, des présents offerts, ou à défaut, leur‬‬
‫‪équivalentouleurvaleuraujourdeleurremise.‬‬
‫‪Silafiancéerefusederestituerlemontantquiaserviàl’acquisitionduJihaz(ameublementettrousseaudemariage),lapartiequia‬‬
‫‪renoncéauxfiançaillessupportelapertequipeutrésulterentrelavaleurduJihazetsonprixd’acquisition».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪39‬‬
‫ويبقى أن ننبه إى أنه طبقا للفقرة الثانية من املادة )‪ (9‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬فإن الخطيبة ال تتحمل‬
‫املسؤولية عن النقص الواقع ي مبلغ الصداق إذا حول إى جهازإال إذا كان العدول عن الخطبة قد حصل‬
‫من لد ا‪ ،‬أما إذا كان العدول عن الخطبة قد تم من طرف الخاطب‪ ،‬فإن الخسارة الناجمة عن تحويل مبلغ‬
‫الصداق أوبعضه إى جهاز يتحملها الخاطب بعد تقويم الجهازأوبيعه‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الضرر القابل للتعويض ي حالة العدول الخطبة‪.‬‬
‫إن مجرد العدول عن الخطبة ي حد ذاته‪ ،‬ال ي ﺮتب عنه أي تعويض‪ ،‬ألن القانون نفسه هو الذي‬
‫أعطى لكل من الخاطب واملخطوبة حق العدول عن الخطبة‪» .119‬كما أن املتفق عليه كذلك‪ ،‬استحقاق‬
‫التعويض عن التصرفات الضارة ٔالاجنبية عن الخطبة‪ ،‬ؤالاعمال التمهيدية لعقد الزواج‪ ،‬كأن ينسب أحد‬
‫الطرفن إى ٓالاخروقائع تعتﺮقذفا أويف سرا من أسرارﻩ«‪.120‬‬
‫لكن هل يستحق كل من الخاطب أواملخطوبة التعويض عن الضرر املنجرعن فعل مرتبط بالخطبة؟‬
‫يرى بعض الفقهاء أن العدول عن الخطبة ال ي ﺮتب عنه التعويض ي كل ٔالاحوال‪ ،121‬ويرى آخرون أن‬
‫التعويض عن الضرر املنجرعن العدول عن الخطبة يكون له ما يﺮرﻩ ي بعض ٔالاحيان‪ ،‬وإن هذا التعويض‬

‫‪ -119‬املادة )‪ (7‬من مدونة ٔالاسرة‪ .‬وقد جاء ي حكم صادر عن املحكمة الابتدائية بالحسيمة‪» :‬وحيث إن ال ﺮاجع عن الخطبة ال يرتب الحق ي‬
‫التعويض‪ ،‬وإن لم يكن له مﺮر ظاهر‪ ،‬إال عند صدور فعل من امل ﺮاجع عن الخطبة ألحق ضررا باملخطوبة‪ ،‬كحملها ع ى الانقطاع عن الدراسة‪ ،‬أوالاستقالة‬
‫من الوظيفة‪ ،‬أوتحملها نفقات معينة‪...‬‬
‫وحيث إنه لم يثبت للمحكمة من خالل اطالعها ع ى مستندات امللف ووثائقه‪ ،‬صدور أي فعل سبب ضررا للمدعية‪ ،‬ما عدا العدول عن‬
‫الخطبة‪ ،‬الذي ال يكفي وحدﻩ لثبوت الحق ي التعويض ما لم يكن مصحوبا بفعل آخرألحق ضررا باملدعية من قبيل ما ذكرسلفا«‪ .‬حكم عدد‬
‫‪ 503‬بتاريخ ‪ 7‬يوليوز ‪ 2008‬ي امللف رقم ‪ 2007/651‬أوردﻩ ادريس الفاخوري ي كتابه »قانون ٔالاسرة املغربي‪ :‬أحكام الزواج«‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬دارنشر‬
‫املعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2016‬ص‪.110:‬‬
‫‪-120‬أحمد الخملي ‪» ،‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2012‬ص‪.92:‬‬
‫‪ -121‬أجمل ٔالاستاذ محمد أبو زهرة هذا الرأي بقوله‪» :‬لقد أجاب عن ذلك بعض رجال الفقه بأنه ال يسوغ‪ ،‬وليس لقاض أن يحكم به‪ ،‬ألن‬
‫العدول حق للخاطب واملخطوبة بال قيد وال شرط‪ ،‬وألن العادل بحكم الفقه والقانون يسﺮد هداياﻩ فكيف يغرم ماال‪ ،‬وألن املقرر فقها وقانونا أنه ال‬
‫ضمان ي استعمال الحق‪ ،‬وألن الذي وقع ي الضرر من الطرفن يعلم أن الطرف ٓالاخرله العدول ي أي وقت شاء‪ ،‬فإن أقدم ع ى عمل بناء ع ى‬
‫الخطبة‪ ،‬ثم حصل عدول‪ ،‬فالضرر نتيجة الغ ﺮارﻩ‪ .‬ولم يغرر به أحد‪ ،‬والضمان عند التغرير‪ ،‬ال عند الاغ ﺮار‪ ،‬وألنه لو حمل العادل عن الخطبة‬
‫مغارم لكان ي ذلك بعض ٕالاكراﻩ ع ى الزواج‪ .‬ويجب أن يتوافر ي عقد الزواج كامل الرضا‪ ،‬وكامل الحرية‪ ،‬وأنه كان ع ى من وقع به الضرر بسبب‬
‫العدول أن يطلب قبل الدخول فيما يسبب الضرر‪-‬البت بقطع الخطبة أو إمضاء الزواج‪ -‬وأنه إذا لم يفعل فليتحمل مغبة تقصﺮﻩ من غﺮأن‬
‫يشركه أحد‪ .‬و ذا الرأي أخذت محكمة الاستئناف الوطنية ي كثﺮمما عرض لها من خصومات ي هذا املوضوع«‪ .‬محمد أبو زهرة‪ٔ» ،‬الاحوال‬
‫الشخصية«‪ ،‬دارالفكرالعربي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ص‪.36/35:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪40‬‬
‫يجد سندﻩ إما ي مبدإ »منع إساءة استعمال الحق« املعمول به خاصة لدى الحنفية‪ ،‬أو ي مبدإ »منع‬
‫التسبب ي الضرر« املعمول به خاصة لدى املالكية‪.122‬‬
‫وقد حاول ٔالاستاذ محمد أبو زهرة أن يوفق بن الرأي ٔالاول والرأي الثاني فقال‪» :‬وي الحق أننا ال‬
‫نستطيع أن نقرالرأي ٔالاول الذي يمنع كل تعويض عن الضرر بإطالق‪ .‬كما ال نستطيع أن نقرالرأي الثاني‪ .‬بل‬
‫نقول قوال وسطا فنقرر أن العدول عن الخطبة ي ذاته ال يكون سببا للتعويض‪ ،‬ألنه حق‪ .‬والحق ال ي ﺮتب‬
‫عليه تعويض قط‪ ،‬ولكن ربما يكون الخاطب قد تسبب ي أضرار نزلت باملخطوبة‪ ،‬ال ملجرد الخطبة‬
‫والعدول‪ ،‬كأن يطلب نوعا من الجهاز أو تطلب ي إعداد املسكن‪ ،‬ثم يكون العدول والضرر‪ ،‬فالضرر نزل‬
‫بسبب عمل كان من الطرف الذي عدل غﺮمجرد الخطبة‪ ،‬فيعوض‪ ،‬وإن لم يكن كذلك فال يعوض‪.‬‬
‫وع ى هذا يكون الضرر قسمن‪ :‬ضرر ينشأ‪ ،‬وللخاطب دخل فيه غﺮمجرد الخطبة والعدول‪ .‬كاملثالن‬
‫السابقن‪ ،‬وضرر ينشأ عن مجرد الخطبة والعدول من غﺮعمل من جانب العادل‪ ،‬فاألول يعوض والثاني ال‬
‫يعوض‪ ،‬إذ ٔالاول كان تغريرا‪ ،‬والتغرير يوجب الضمان‪ ،‬كما هو مقرر ي قواعد الفقه الحنفي وغﺮﻩ‪ ،‬و ي‬
‫قضايا العقل واملنطق‪ ،‬وقد أخذت ذا النظرمحكمة النقض )نقض مدني ‪ 14‬ديسمﺮ‪.123«(1939‬‬
‫وي تقديرنا‪ ،‬فإن ٔالاستاذ محمد أبوزهرة‪ ،‬لم يدل ي محل الخالف برأي وسط‪ ،‬بل إن قوله ال يخرج ‪-‬حسب‬
‫قراءاتنا‪ -‬عن ترجيح الرأي الثاني ع ى حساب الرأي ٔالاول‪ ،‬ألنه لم يقل أحد بأن مجرد العدول عن الخطبة‬
‫ي ﺮتب عنه التعويض‪ .‬لذلك نرى أن منشأ الخالف بخصوص الحق ي التعويض عن الضرر الناجم عن‬
‫العدول عن الخطبة يعود إى استعصاء تموقع هذا الضرر لدى بعض الفقهاء بن قواعد املسؤولية العقدية‬
‫وقواعد املسؤولية التقص ﺮية‪ ،‬ذلك أن التكييف الفقﻬ والقانوني للخطبة ع ى أ ا مجرد وعد بالزواج‪ ،‬ربط‬
‫أذهان البعض إى القاعدة املعروفة من أن مجرد الوعد ال ينشأ عنه ال ام‪ ،‬والحال أن التعويض الذي وقع‬
‫الخالف بشأنه‪ ،‬إنما يعود إى بعض ٔالافعال ال ما كانت لتقع من أي أحد من الطرفن‪ ،‬لوال وجودهما ي‬

‫‪ -122‬محمد الشاف ي‪»،‬الزواج وانحالله ي مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬ص‪ .31/30 :‬وقد فصل ٔالاستاذ محمد أبو زهرة الكالم ي هذا الرأي بقوله‪» :‬ويميل‬
‫بعض املحدثن ممن كتبوا ي الفقه إى الحكم بالتعويض إذا نال أحد الفريقن بسبب عدول ٓالاخرعن الزواج ضرر‪ ،‬ألنه من املقرر ي الشريعة أن‬
‫»ال ضرر وال ضرار«‪ ،‬كما ورد ي الحديث الصحيح‪ ،‬الضرر يزال وطريق إزالته هوالتعويض‪ ،‬وألن الخطبة وإن لم تكن عقدا ي ارتباط قد ينشأ‬
‫عنه تصرفات يتحمل أحدهما بسببه مغارم مالية‪ ،‬وقد تكون قد تمت بمعرفة العادل أوبرأيه‪ ،‬أوتحت سمعه وبصرﻩ‪ .‬فالعدول بعد ذلك ال يخلو‬
‫من تغرير‪ ،‬وال تعارض عند صاحب هذا الرأي بن كون العدول حقا‪ ،‬وبن تعويض الضرر ألن التعويض ليس عن العدول املجرد‪ ،‬ولكنه تعويض‬
‫لضرر ناش ﺊ عن العدول بعد أخذ ٔالاهبة والسﺮ ي ٔالاسباب‪ ،‬وتفتح أبواب النفقات‪ ،‬فاألحوال ال أحاطت بالعدول‪ ،‬وللخاطب العادل دخل ي‬
‫وجودها ي ال أوجدت الضرر ويزال الضرر بالتعويض‪ ،‬فليس التعويض ألنه استعمل حقا‪ ،‬ولكن ألنه استعمل ي وقت ي ل فيه الضرر بغﺮﻩ‪،‬‬
‫ولكل حق ميقات معلوم ي حكم العقل وٕالانصاف‪ .‬وقد أخذت ذا الرأي محاكم ابتدائية‪ ،‬وقد أيدت بعضها محكمة الاستئناف فيما ارتأت«‪.‬‬
‫محمد أبوزهرة‪ٔ» ،‬الاحوال الشخصية«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36:‬‬
‫‪-123‬محمد أبوزهرة‪ٔ» ،‬الاحوال الشخصية«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪41‬‬
‫وضعية الخطبة‪ ،‬لذلك ينجرعن العدول عن الخطبة‪ ،‬بعد حصول هذﻩ ٔالافعال‪ ،‬ضرر محقق يلحق عادة بالطرف‬
‫غﺮالعادل عن الخطبة‪ .‬وعليه‪ ،‬نرى أن الفقيه املصري الكب ﺮعبد الرزاق أحمد الس وري رحمه ﷲ‪ ،‬قد حرر محل‬
‫الخالف بقوله‪» :‬والخطبة‪ ،‬أوالوعد بالزواج‪ ،‬ليست عقدا ملزما‪ ،‬ألنه ال يجوز أن يتقيد شخص بعقد أن ي وج‪ ،‬ومن‬
‫باب أوى أن ي وج من شخص معن‪ ،‬فمثل هذا التقيد يكون مخالفا للنظام العام‪ .‬ولكن فسخ الخطبة أو ٕالاخالل‬
‫بالوعد بالزواج‪ ،‬إذ لم يكن خطأ عقديا‪ ،‬قد يكون خطأ تقص ﺮيا يوجب التعويض«‪.124‬‬
‫ونعتقد أن املشرع املغربي عندما تصدى ملعالجة املوضوع ي املادة )‪ (7‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬قد تفادى‬
‫ٕالاحالة ع ى قانون ٕالال امات والعقود‪ .125‬بيد أن اصطالحات املادة املذكورة ال تدع مجاال للشك ي أن التعويض‬

‫‪ -124‬عبد الرزاق أحمد الس وري‪» ،‬الوسيط ي شرح القانون املدني«‪ ،‬الجزء ‪» ،1‬نظرية الال لم بوجه عام‪ :‬مصادر الال ام«‪ ،‬دارإحياء ال ﺮاث‬
‫العربي‪ ،‬بﺮوت‪ ،‬ص‪ .827:‬وقد أضاف ٔالاستاذ أحمد عبد الرزاق الس وري رحمه ﷲ‪»:‬ومعيارالخطإ هنا هواملعياراملعروف‪ ،‬فإذا انحرف الخطيب‬
‫وهو يفسخ الخطبة عن السلوك املألوف للشخص العادي ي مثل الظروف الخارجية ال أحاطت بالخطيب‪ ،‬كان فسخ الخطبة خطأ يوجب‬
‫املسؤولية التقص ﺮية‪ .‬ؤالاصل أن فسخ الخطبة ال يجعل حقا ي التعويض إال عن الضرر املادي‪.‬ولكن إذا سبقه استغواء فإنه يلزم بالتعويض عن‬
‫الضرر ٔالادبي‪ .‬ع ى أنه إذا استسلم الخطيبان للضعف الجنﺴ ‪ ،‬فال تعويض ال لضرر مادي وال لضرر أدبي‪ ،‬ح لوكان هناك مشروع للزواج لم‬
‫يتم‪.‬وإذا كان فسخ الخطبة بن خطيبن أحدهما قاصر‪ ،‬فوالد الخطيبة هواملسؤول إذا كان هوالسبب ي الفسخ‪.‬‬
‫هذﻩ املباديء الواضحة‪ ،‬ع ى وضوحها‪ ،‬لم تستقر ي القضاء املصري إال بعد اضطراب وتأرجح‪ .‬فقد صدرت أحكام‪ ،‬من القضاء الوط بنوع‬
‫خاص‪ ،‬تق بأن فسخ الخطبة ال يوجب التعويض إذ هوأمرمباح فال سبيل إى تحميل الخاطب الذي يعدل مسؤولية عمل مشروع‪ ،‬والقضاء‬
‫ممنوع من تقييد املباحات العامة‪ ،‬كما أن تحري العوامل ال دعت ع ى فسخ الخطبة والظروف ال البست هذا الفسخ يقت التدخل ي أدق‬
‫الشؤون الشخصية والاعتبارات اللصيقة بحرمات الناس‪ ،‬هذا إى أن الشريعة لم تحمل الزوج الذي يطلق قبل الدخول إال خسارة نصف املهر‬
‫الذي دفعه‪ ،‬فكيف يصح إلزام الخاطب بتعويض قد يربوع ى ذلك إن هوعدل عن الخطبة‪ .‬وي الوقت ذاته صدرت أحكام أخرى‪ ،‬من القضاء‬
‫الوط والقضاء املختلط‪ ،‬تق بجوازالتعويض عن فسخ الخطبة‪ ،‬وبخاصة إذا سبق الفسخ اس واء أوسببت الخطبة مصروفات أوأخذت‬
‫صورة واضحة من العالنية‪.‬ذلك أن الحكمة ي جوازالعدول عن الخطبة ي تمكن طرف ا من تفادي الارتباط بزواج ال يحقق الغاية املرجوة منه‪،‬‬
‫فال تحمي الشرائع عدوال طائشا ال يﺮرﻩ مسوغ يقتضيه‪ ،‬وخسارة نصف املهر ي حالة الطالق قبل الدخول ليست إال مقابال للطالق ي ذاته مجردا‬
‫عن كل ظرف آخريجعل منه فعال ضارا موجبا للمسؤولية املدنية‪ ،‬وال يستطيع القضاء أن يتخ ى عن سلطته ي تقديرٔالافعال ال ي ﺮتب عل ا‬
‫إضرارأحد الخطيبن باآلخر‪ ،‬سواء كان ذلك بسلوكه أثناء الخطبة أوبعدوله ع ا بكيفية ضارة‪ ،‬احتجاجا بدقة تقديرمثل هذﻩ ٔالامور الشخصية‬
‫اللصيقة بالحرمات‪.‬فما كانت دقة ال اع لتصلح دفعا بعدم اختصاص القضاء بنظرﻩ‪ ،‬وليس أحق برعاية القضاء وإشرافه ء أكﺮمن ٔالاعراض‬
‫والحرمات ملساسها بذات ٕالانسان‪.‬ثم إن ٔالاحكام ال قضت بجوازالتعويض ذهب بعضها إى أن الخطبة عقد ملزم‪ ،‬والعدول عن الوفاء به يوجب‬
‫التعويض‪ .‬ولكن الكﺮة الغالبة ذهبت إى أن التعويض إنما يعطى ع ى أساس املسؤولية التقص ﺮية ال املسؤولية العقدية«‪ .‬عبد الرزاق أحمد‬
‫الس وري‪» ،‬الوسيط ي شرح القانون املدني«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.829/828/827:‬‬
‫‪ -125‬وضع املشرع املغربي ٔالاحكام العامة للمسؤولية التقص ﺮية ي الباب الثالث من الكتاب ٔالاول من قانون الال امات والعقود‪ ،‬ومن أهم هذﻩ‬
‫ٔالاحكام ما تضمنه الفصل )‪ (77‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬م الذي نص ع ى أن‪» :‬كل فعل ارتكبه ٕالانسان عن بينة واختيار‪ ،‬ومن غﺮأن يسمح له به القانون‪،‬‬
‫فأحدث ضررا ماديا أومعنويا للغﺮ‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر‪ ،‬إذا ثبت أن ذلك الفعل هوالسبب املباشر ي حصول الضرر‪ .‬وكل شرط‬
‫مخالف لذلك يكون عديم ٔالاثر«‪.‬وكذا الفصل )‪(78‬الذي نص ع ى أن‪»:‬كل شخص مسؤول عن الضرر املعنوي أواملادي الذي أحدثه‪ ،‬ال بفعله‬
‫فقط ولكن بخطئه أيضا‪ ،‬وذلك عندما يثبت أن هذا الخطأ هوالسبب املباشر ي ذلك الضرر‪.‬وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم ٔالاثر‪.‬والخطأ‬
‫هوترك ما كان يجب فعله‪ ،‬أوفعل ما كان يجب ٕالامساك عنه‪ ،‬وذلك من غﺮقصد إلحداث الضرر«‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪42‬‬
‫عن الضرر املنجرعن فعل مرتبط بالخطبة بعد العدول ع ا‪ ،126‬إنما يخضع لقواعد املسؤولية التقص ﺮية‪ ،127‬ألن أركان‬
‫هذﻩ املسؤولية‪ ،‬املعروفة فقها وقضاء‪ ،‬مجتمعة كلها بذكرالفعل‪ ،128‬والضرر‪ ،‬والعالقة السببية بي ما‪ ،‬ثم الجزاء الذي‬
‫هو التعويض‪ .‬وهذا ما استخلصه املرحوم عبد الرزاق أحمد الس وري من دراسة تطور العمل القضائي ي مصر إذ‬
‫قال‪»:‬والذي يمكن تقريرﻩ ي هذا الشأن‪ ،‬باعتبارأن القضاء قد استقرعليه‪ ،‬هوما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الخطبة ليست بعقد ملزم‪.‬‬
‫‪ -2‬مجرد العدول عن الخطبة ال يكون سببا موجبا للتعويض‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا اقﺮن بالعدول عن الخطبة أفعال أخرى ألحقت ضررا بأحد الخطيبن‪ ،‬جازالحكم بالتعويض‬
‫ع ى أساس املسؤولية التقص ﺮية‪ .‬وقد قررت محكمة النقض أخ ﺮا هذﻩ املبادي ي حكم لها جاء فيه‪» :‬إن‬
‫الخطبة ليست إال تمهيدا لعقد الزواج‪ .‬وهذا الوعد بالزواج ال يقيد أحدا من املتواعدين‪ .‬فلكل م ما أن‬
‫يعدل عنه ي أي وقت شاء‪ .‬خصوصا وأنه يجب ي هذا العقد أن يتوافرللمتعاقدين كامل الحرية ي مباشرته‬
‫ملا للزواج من الخطر ي شؤون املجتمع‪ ،‬وهذا ال يكون إذا كان أحد الطرفن مهددا بالتعويض‪ .‬ولكن إذا كان‬
‫الوعد بالزواج والعدول عنه‪ ،‬باعتبار أ ما مجرد وعد فعدول‪ ،‬قد الزم ما أفعال أخرى مستقلة ع ما‬
‫استقالال تاما‪ ،‬وكانت هذﻩ ٔالافعال قد ألحقت ضررا ماديا أو أدبيا بأحد املتواعدين‪ ،‬فإ ا تكون مستوجبة‬
‫التضمن ع ى من وقعت منه‪ ،‬وذلك ع ى أساس أ ا ي ي حد ذا ا ‪-‬بغض النظرعن العدول املجرد‪ -‬أفعال‬
‫ضارة موجبة للتعويض«‪.129‬‬
‫وإذا كان عدد من املهتمن بقانون ٔالاسرة ي املغرب قد تحاشوا الحديث بشكل مباشر عن السند‬
‫القانوني للحق ي التعويض عن الضرر الناجم عن فعل مرتبط بالخطبة بعد العدول ع ا‪ ،‬ربما العتقادهم بأنه‬
‫ال يجوز ٕالاحالة ي شأن مسألة داخلة ي نطاق قانون ٔالاسرة ع ى قانون الال مات والعقود‪ ،130‬فإن ٔالاستاذ‬

‫‪-126‬نصت املادة السابعة )‪(7‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪»:‬مجرد العدول عن الخطبة ال ي ﺮتب عنه تعويض‪.‬غﺮأنه إذا صدرعن أحد الطرفن فعل‬
‫سبب ضررا لآلخر‪ ،‬يمكن للمتضرر املطالبة بالتعويض«‪.‬‬
‫‪ -127‬قال ٔالاستاذ ادريس الفاخوري‪» :‬إذا كان للعادل عن الخطبة دخل ي الضرر الذي أصاب الطرف ٓالاخر بسبب العدول أمكن للمتضرر‬
‫املطالبة بالتعويض طبقا للقواعد العامة«‪.‬ادريس الفاخوري‪»،‬قانون ٔالاسرة املغربي‪:‬أحكام الزواج«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109:‬‬
‫‪ -128‬إن الحق ي التعويض عن الضرر إما أن ينتج عن الفعل الضاروهو ما يسمى بالجرم‪ ،‬وإما أن ينتج عن الخطإ وهو ما يسمى بشبه الجرم‪.‬‬
‫فالجرم‪»:‬هوكل واقعة إيجابية )فعل(أوسلبية )ترك(تحصل عن قصد )عمد(من صاح ا ألجل إلحاق ضرر بالغﺮأوبماله«‪.‬أما شبه الجرم‪»:‬فهوكل‬
‫واقعة إيجابية )فعل( أو سلبية )ترك( تحصل من غﺮ قصد من صاح ا وتلحق ضررا بالغﺮ أو بماله«‪ .‬محمد شيلح‪» ،‬القانون املدني‪ :‬خالصة‬
‫املحاضرات الخاصة باملدخل العام للنظرية العامة لالل ام ي ضوء قانون الال امات والعقود املغربي«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109:‬‬
‫‪-129‬عبدالرزاقأحمد الس وري‪» ،‬الوسيط ي شرح القانون املدني«‪ ،‬الجزء‪» ،1‬نظرية الال لم بوجه عام‪:‬مصادرالال ام«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.830:‬‬
‫‪-130‬محمد ابن معجوز‪» ،‬أحكام ٔالاسرة ي الشريعة ٕالاسالمية وفق مدونة ٔالاحوال الشخصية«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪43‬‬
‫أحمد الخملي قد أشار صراحة إى أن الحق ي التعويض ي هذﻩ الحالة ينب ع ى قواعد املسؤولية‬
‫التقص ﺮية وهوما أخذت به مدونة ٔالاسرة‪ .131‬ثم أضاف‪» :‬ولت ﺮيرالحكم بالتعويض يتعن أن يتوفرشرطان‪:‬‬
‫‪-1‬أن ال يكون للعادل عن الخطبة مﺮر ظاهرإل اء الخطبة‪ ،‬بل يفعل ذلك ملجرد ال ور والطيش أو لتحقيق‬
‫مصالح مادية من وراء عدوله‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون له دور ي إنجاز التصرف الضار بالطرف ٓالاخر‪ ،‬كما إذا استعجلت الخطيبة الزفاف‪،‬‬
‫وعندما هيأ لها الخاطب أعلنت عن ان اء الخطبة‪ ،‬وكأن يطلب الخاطب من خطيبته الانقطاع عن الدراسة‬
‫أوالتخ ي عن وظيف ا‪ ،‬فتفعل استجابة لرغبته ثم ي ﺮاجع عن الخطبة بدون سبب معقول‪.‬‬
‫أما إذا تخلف أحد الشرطن فال يكون هنالك محل للتعويض ولو تحقق الضرر‪ ،‬إذا فقد الشرط‬
‫ٔالاول تعذرمطالبة العادل بالتعويض‪ ،‬ألنه استعمل حقه ي العدول ي الحدود املألوفة الستعماله‪.‬‬
‫وي حالة تخلف الشرط الثاني يكون من لحقه الضرر هوالذي لم يستعمل الحيطة والحذرفال يحق‬
‫له طلب التعويض‪ ،‬كالخطيبة ال تتخ ى تلقائيا عن الدراسة أو العمل دون طلب من الخاطب‪ ،‬تكون‬
‫متسرعة أل ا تعلم أن الخطبة غﺮملزمة ال لها وال لخطي ا‪ ،‬وإقدامها والحالة هذﻩ ع ى الانقطاع عن الدراسة‬
‫أوعن العمل يعتﺮمخاطرة بمصالحها ي سبيل ء غﺮمحقق‪ ،‬فتتحمل نتائج مخاطر ا ورعون ا‪.‬‬
‫ومن البديﻬ أن ال يقبل طلب التعويض إذا كان سببه مخالفا للقانون«‪.132‬‬

‫‪-131‬أحمد الخملي ‪» ،‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93:‬‬
‫‪-132‬أحمد الخملي ‪» ،‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .93 :‬وقد استدل ٔالاستاذ أحمد الخملي ع ى‬
‫مخالفة القانون بحكم صادرعن املحكمة الابتدائية بالحسيمة‪ ،‬ومما ورد ي هذا الحكم‪»:‬وحيث تبن للمحكمة من خالل اطالعها ع ى وثائق امللف‬
‫أن املدعية تطالب بالتعويض عن فعل التغريرالذي ارتكبه املد ى عليه الذي مارس الجنس معها بم لها كما هوثابت بإقرارها‪.‬‬
‫وحيث إن القول بتغريراملد ى عليه للمدعية قصد ممارسة الجنس معها ال يمكن الاستكانة إليه‪ ،‬ع ى اعتبارأن املدعية تبلغ من السن ما‬
‫يسمح معه بتدبﺮأمرها جيدا‪ ،‬وتقريرأفعالها بكل دقة‪ ،‬خصوصا وأ ا متعلمة ومربية أطفال‪ ،‬ت ي جيدا أن ٔالافعال ال قامت ا مخالفة للشرع‬
‫وللعرف والتقاليد والقانون الذي ال يبيح العالقة الجنسية بن الطرفن إال ي نطاقها الشر ي‪ ،‬خصوصا وأن الخطبة وعد بالزواج وليست بزواج‪،‬‬
‫وبالتاي يكون الخطيبان قد استسلما معا للرغبة الجنسية ورضيت املدعية بذلك بدون إكراﻩ فإنه ال موجب ألي تعويض ال لضرر مادي أومعنوي«‪.‬‬
‫حكم بتاريخ ‪ 22‬مارس ‪ 2007‬ي امللف ‪.2006/536‬وبخصوص هذﻩ املسألة قال املرحوم عبد الرزاق أحمد الس وري‪»:‬أما ٕالاغواء )‪(seduction‬فال‬
‫يكون سببا ي التعويض إال إذا اصطحب بالخديعة والغش أواقﺮن بضغط أدبي‪.‬فإذا كانت ضحية ٕالاغواء ي سن تسمح بتدبﺮالعواقب‪ .‬كان هذا‬
‫سببا ي تخفيف التعويض‪ .‬وإذا كانت العالقة الجنسية نتيجة استسالم متبادل سكن إليه الطرفان‪ ،‬ورضيت املرأة أن تكون خليلة ع ى علم من‬
‫أقار ا فال تعويض‪.‬فإذا وعد الخليل خليلته بعد هجرها بالتعويض كان هذا قياما بال ام طبي ي‪ ،‬بخالف ما إذا كان هذا الوعد سابقا ع ى املعاشرة‬
‫وقد قصد منه ٕالاغراء فيكون باطال لعدم مشروعية السبب‪ ،‬وقد تقدم بيان ذلك‪ ،‬وقد يكون ٕالاغواء سببا للتعويض‪ ،‬ح لوكان لشاب قاصر‪ .‬فإن‬
‫املسؤولية هنا تقص ﺮية ال عقدية‪ ،‬والقاصرتجوز مساءلته تقص ﺮيا«‪ .‬عبد الرزاق أحمد الس وري‪» ،‬الوسيط ي شرح القانون املدني«‪ ،‬الجزء ‪،1‬‬
‫»نظرية الال لم بوجه عام‪:‬مصادرالال ام«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.831/830:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪44‬‬
‫أما بخصوص مصاريف الخطبة‪ ،‬فﺮى ٔالاستاذ أحمد الخملي أن املدونة لم تتعرض لحكم‬
‫املصاريف والنفقات ال قد تنفق قبل العدول عن الخطبة‪ ،‬ويقول إنه ال مجال السﺮجاعها سواء من جانب‬
‫الخاطــب أواملخطوبة‪ ،‬ويستند ي ذلك إى ٔالاسباب التالية‪:‬‬
‫» ‪-‬انعدام النص التشري ي القا باالسﺮداد‪.‬‬
‫‪-‬تعذرتأسيس طلب الاسﺮداد ع ى قواعد املسؤولية التقص ﺮية‪ ،‬ألن العدول عن الخطبة عمل مباح‬
‫ولوكان السبب غﺮظاهرفال يمكن أن يعتﺮخطأ ت ﺮتب عنه مسؤولية تقص ﺮية«‪ .133‬ثم إن عدم الاسﺮداد ي‬
‫نظرﻩ يؤدي إى تقليل املصارف ممن يدفعها‪.134‬‬
‫ونحن نرى أن مصاريف الخطبة قد تكون ي بعض ٔالاحيان‪ ،‬استجابة من أحد الطرفن‪ ،‬للرغبة‬
‫امللحة من الطرف ٓالاخر‪ ،‬ي إنشاء خطبة معتﺮة‪ ،‬تؤكد وجود نية حقيقية‪ ،‬وعزم قوي‪ ،‬ع ى الزواج‪ ،‬وإشهار‬
‫ذلك أمام ٔالاقارب ؤالاصدقاء‪ ،‬طبقا للعادات والطقوس ال ال تخلو من املباهاة‪ ،‬أو املزايدات املعروفة بن‬
‫ٔالاقارب والج ﺮان ي مثل هذﻩ املناسبات‪ ،‬ولذلك فإ ا تخضع ملقتضيات الفقرة الثانية من املادة )‪ (7‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ع ى أن املحكمة‪ ،‬تكون دائما وكما هو معلوم‪ ،‬مستقلة بتقدير مبلغ هذﻩ املصاريف وما‬
‫يستحق م ا ٕالانفاق من عدمه‪ ،‬مراعاة للعادات املحلية‪ ،‬وما جرى به العمل بن الناس ي كل منطقة من‬
‫املناطق‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬التعويض عن الضرر غ ﺮاملباشر ي حالة الخطبة‪.‬‬
‫هل تستحق الخطيبة أوالخاطب التعويض عن الضرر املمتد أوالضرر غﺮاملباشر؟‬
‫ي فرنسا‪ ،‬كانت محكمة النقض الفرنسية منقسمة ع ى نفسها بخصوص هذﻩ املسألة‪ ،‬فالغرفة‬
‫الجنائية كانت تعتﺮ منذ سنة ‪ 1863‬أن الفصل ‪ 1382‬من القانون املدني الفرنﺴ ال يحدد طبيعة العالقة‬
‫ال ينب ي أن تكون قائمة بن املتوى والطرف املدني‪ ،‬ومن ثم كانت تعﺮف بالحق ي التعويض للخطيبة‪ .135‬أما‬
‫الغرفة املدنية فإ ا كانت تنكرع ى الخطيبة حق التعويض‪ ،‬وذلك بدعوى أن هذﻩ ٔالاخﺮة ال تربطها باملتضرر‬
‫ٔالاص ي )املتوى( رابطة قانونية وشرعية‪ ،‬وإن قبول دعوى التعويض يقت وجود حق وليس فقط مجرد‬
‫مصلحة مشروعة‪ .136‬بيد أن الغرفة الجنائية تراجعت عن موقفها السابق وأضحت تتبع موقف الغرفة‬
‫املدنية‪ ،‬بحيث إ ا ذهبت ي قرارصادرع ا بتاريخ ‪ 2‬ماي ‪ 1952‬إى أن استحقاق التعويض يتوقف ع ى‪» :‬وجود‬

‫‪-133‬أحمد الخملي ‪» ،‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪87:‬‬
‫‪-134‬أحمد الخملي ‪» ،‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88/87:‬‬
‫‪135-Cass.crim.20Févr.1863,DallozPériodique,64.1.99,S63.1.321,rap.Nouguier.‬‬
‫‪136-ChantalISSELIN-PONTEL,«Lafamilleexiste-t-elleencore?»,www.yorku.ma,p19.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪45‬‬
‫صلة قرابة أو مصاهرة مع الضحية«‪ ،137‬إال أن هذا التوجه لم يدم طويال‪ ،‬بحيث إن املحكمة املذكورة أصبحت‬
‫تعﺮف للخطيبة بالحق ي التعويض عن الضرر املعنوي باألساس معتﺮة أن وجود القرابة أو املصاهرة ليس‬
‫ضروريا الستحقاق التعويض‪.138‬‬
‫أما ي املغرب‪ ،‬فيقول أستاذنا أحمد اجوييد جوابا عن السؤال السابق‪» :‬ال يجوز للخطيبة أن تتقدم‬
‫بدعوى طلب تعويض بدعوى أن خطي ا الذي كان سي وجها قد فقدته‪ ،‬فإذا كان موضوع مثل هذﻩ‬
‫الدعوى يقبل بالنسبة للزوجة ي حال فقد زوجها نتيجة جريمة قتل‪ ،‬فإن الخطيبة ال يجوز لها ذلك ألن‬
‫الخطبة ليست زواجا وإنما ي وعد بالزواج‪ ،‬ثم إن املعاشرة غﺮالشرعية ال يجوز أن تكون موضوعا لطلب‬
‫تعويض أل ا منافية لقواعد ٔالاخالق‪ .‬وال نقر ما يراﻩ البعض من أن الخطيب إذا تضرر أدبيا من موت‬
‫الخطيبة له أن يتقدم بدعوى طلب التعويض إذا تحققت املحكمة من ثبوت الضرر‪ .‬فالخطبة ي طلب يد‬
‫املخطوبة فقط فأين الضرر إذا مات أحدهما من جراء جريمة قتل؟ فالخطبة ال تع عندنا املعاشرة‬
‫واملخالطة‪ ،‬ح تتوثق العالقة بن الخاطب واملخطوبة إى حد أن يتعلق أحدهما باآلخر«‪ .139‬ورغم ما يم‬
‫هذا املوقف من وضوح سواء من مضمونه‪ ،‬أو من حيث مرجعيته الدينية والقانونية‪ ،‬فإن ٔالاستاذ أحمد‬
‫اجوييد عاد ليؤكد من جديد أن‪» :‬الخطيبة تتضرر معنويا حقيقة بفقد خطي ا جراء جريمة القتل مثال ‪...‬‬
‫ولكن نحن املسلمن ال نرى بالخطبة إى درجة املخالطة والعشرة‪ ،‬فهذا ء عندنا محرم‪ ...‬فكيف يصح‬
‫املطالبة بتعويض الخطيبة عندما تفقد خطي ا من جراء جريمة قتل«‪.140‬‬
‫وبخالف رأي أستاذنا أحمد اجوييد‪ ،‬يقول ٔالاستاذ محمد عياط‪» :‬أما فيما يتعلق بالخطيبة ال‬
‫تطالب بالتعويض عن وفاة خطي ا فإنه يحسن التمي ي نطاق القانون املغربي بن الضرر املادي والضرر‬
‫املعنوي‪ .‬الضرر املادي الذي تد ي به الخطيبة ذﻩ الصفة هو ضرر احتماي غﺮمحقق ألن الخطبة حسب‬
‫قانون مدونة ٔالاحوال الشخصية )الفصل ‪ (2‬وعد بزواج وليست زواج والنفقة ال تجب ع ى الرجل إال‬
‫بالزواج )حسب تفصيالت الفصل ‪ 107‬أ‪ .‬ش(‪ .‬أما الضرر املعنوي فال مانع من التعويض عنه شرط أن‬
‫يكون محققا‪ .‬وللمحكمة واسع النظر للتأكد من وجودﻩ أو انعدامه‪ ،‬وال دا ي هنا أيضا إى إضافة شرط‬

‫‪137-Crim.2mars1952,JCP,1953,2,7354. V.PierreFAIVRE,«Actioncivil(Recueil,V°Actioncivil)»,RépertoirePénal,Août1985,p23.‬‬
‫‪138-Cass.crim. 5 janv. 1956, Droit, 1956, 216. V. Janine REVEL, « Parenté-Alliance (Recueil V° parenté alliance)», Répertoire civil,‬‬
‫‪Dalloz,Avril1994,p4.FrançoisTERRE,PhilipeSIMILER,YvesLEQUETTE,«DroitCivil:LesObligations»,Dalloz,8eEdition,2002,p689.‬‬
‫‪-139‬أحمد اجوييد‪»،‬شرح قانون املسطرة الجنائية الجديد«‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬مكتبة املعارف الجامعية‪ ،‬فاس‪ ،2003 ،‬ص‪.156/155:‬‬
‫‪-140‬أحمد اجوييد‪» ،‬شرح قانون املسطرة الجنائية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،155:‬هامش ‪.3‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪46‬‬
‫خاص كما يفعل بعض الفقهاء يتعلق بجدية الضرر الالحق بالخطيبة ألن الشرط التقليدي املتعلق بضرورة‬
‫تحقق الضرر يجبه ويغ عنه«‪.141‬‬
‫والظاهرأن رأي ٔالاستاذ أحمد الخملي يتفق مع رأي ٔالاستاذ محمد عياط‪ ،‬فقد ذهب هوٓالاخرأثناء‬
‫حديثه عن حق الخطيبة ي التعويض إى التمي بن الضرر املادي والضرر املعنوي‪ .‬ففيما يتعلق بالضرر‬
‫املادي يقول إن‪» :‬دعوى الخطيبة أو القريب بالتعويض عن الحرمان من النفقة ال مجال لقبولها ما دام‬
‫الضرر احتماليا وليس محققا‪ ،‬فاستحقاق النفقة متوقف ع ى عقد الزواج الذي لم يتم بعد بالنسبة‬
‫للخطيبة‪ ،‬واستمرار النفقة احتماي بالنسبة للقريب ما دام القانون ال يفرضها واملتو ى لم يل م ا«‪ .142‬أما‬
‫بالنسبة للضرر املعنوي فإن‪» :‬جرح الشعور وإصابة العاطفة فعال‪ ،‬يكونان ضررا معنويا يتعن التعويض‬
‫ع ما‪ ،‬وإن قتل أحد الخطيبن يخول ٓالاخر حق طلب التعويض عن الضرر املعنوي الذي تحقق ي جرح‬
‫عاطفته شريطة إثبات حدوث هذا الضرر فعال‪ ،‬وإن املحكمة ال يحق لها أن تل ي طلب التعويض إال إذا‬
‫عللت حكمها بعجزاملد ي عن إثبات تحقق الضرر‪ ،‬وال يعتﺮتعليال مقبوال لهذا ٕالالغاء ي ظل القانون املغربي‬
‫القول بأن الخطبة ليست بعقد زواج وإن ال ﺮاجع ع ا ممكن«‪.143‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فبعد تأمل ٓالاراء الفقهية السابقة‪ ،‬يمكن أن نبدي بشأ ا املالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن قول ٔالاستاذ أحمد اجوييد إن الخطيبة يلحقها الضرر املعنوي من فقدان خطي ا ومع ذلك ال‬
‫تستحق التعويض ال يتما مع قواعد املسؤولية املدنية من جهة‪ ،‬ويجاي الواقع من جهة ثانية‪ ،‬ألن‬
‫الخطبة لم يعد ينظر إل ا ع ى أ ا مجرد وعد بالزواج ال تنتج عنه الصالت بن املخطوبن‪ ،‬وإنما تطور‬
‫مفهومها نحوبلورة جديدة جعلت بعض الفقه ينظرإل ا )الخطبة( باعتبارها عقدا تمهيديا للزواج‪.144‬‬
‫‪ -2‬إن الاستناد إى أن الخطبة وعد بالزواج وليست بزواج للقول بعدم استحقاق الخطيبة للتعويض‬
‫عن الضرر املعنوي ال يستقيم‪ ،‬ألن ٔالالفة واملحبة بن الخطيبن يمكن أن تنشأ قبل الزواج‪ ،‬كما أن التعاون‬
‫والتكافل املادي بي ما يبدأ ي عدد من ٔالاحيان قبل الزواج‪.145‬‬
‫‪ -3‬إن القول بأن استحقاق النفقة متوقف ع ى عقد الزواج ال يتطابق مع مقتضيات قانون ٔالاسرة‬
‫املغربي‪ ،‬ذلك أن الزوجة ال تستحق النفقة إال بعـد البنـاء أو الدعوة للبناء‪ ،146‬وهذا يع أن الزوجة ال‬

‫‪-141‬محمد عياط‪» ،‬دراسة ي املسطرة الجنائية املغربية«‪ ،‬الجزء‪ ،1‬شركة بابل للطباعة والنشروالتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،1991 ،‬ص‪.156/155:‬‬
‫‪-142‬أحمد الخملي ‪» ،‬شرح قانون املسطرة الجنائية«‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬مكتبة املعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1982 ،‬ص‪.122:‬‬
‫‪-143‬أحمد الخملي ‪» ،‬شرح قانون املسطرة الجنائية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124:‬‬
‫‪-144‬عبد الرزاق الشيخ نجيب‪» ،‬طبيعة الخطبة ي رؤية فقهية جديدة«‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،2001 ،1‬ص‪.358:‬‬
‫‪ -145‬يجب التنبيه إى أن مدونة ٔالاسرة استبدلت تعبﺮالخطبة وعد بالزواج )الفصل ‪ 2‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية( بتعبﺮالخطبة تواعد رجل‬
‫وامرأة ع ى الزواج )املادة ‪ ،(4‬وذلك سعيا لتكريس مزيد من املساواة بن الرجل واملرأة‪.‬‬
‫‪-146‬املادة ‪ 194‬من مدونة ٔالاسرة )الفصل ‪ 117‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية(‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪47‬‬
‫تستحق التعويض عن الضرر املمتد الناجم عن فقدان النفقة بمجرد العقد‪ ،‬بل يجب عل ا أن تثبت أن‬
‫الزوج قد دخل ا أودعته للدخول قبل حصول الضرر‪ .‬وهذا الحكم يجب تطبيقه باألولوية ع ى الخطيبة‪.‬‬
‫وينب ع ى املالحظات السابقة‪ ،‬أنه إذا أقامت الزوجة )قبل الدخول أو الدعوة للدخول( أو الخطيبة‬
‫دعوى التعويض عن الضرر املادي الناجم عن فقدان النفقة‪ ،‬فإن املحكمة يجوز لها أن تحكم لها‬
‫بالتعويض‪ ،‬إذا أثبتت أن الزوج أو الخطيب كان ينفق عل ا‪ ،‬والسبب ي ذلك هو أن عقد الزواج )قبل‬
‫الدخول أو الدعوة للدخول( أو الخطبة ال يقوم أي م ما ي حد ذاته قرينة ع ى أن الزوج أو الخطيب كان‬
‫ينفق ع ى زوجتـه أو خطيبته‪ .‬بيد أن هذﻩ القرينة ليست سوى مجرد قرينة بسيطة ويجوز ألي م ما )الزوجة‬
‫أوالخطيبة( إثبات ما يخالفها بكافة وسائل ٕالاثبات‪.‬‬
‫وع ى كل حال فالتطور املتسارع لألمور جعل مفهوم الضرر يتشعب ي مختلف صورﻩ ومظاهرﻩ‪ ،‬وبالتاي‬
‫أض ى من الالزم النظرإى طبيعة ٔالاشياء والوقائع بمنظور مختلف‪ ،‬وهذا ما يع أن الخاطـب أواملخطوبـة يلحقهما‬
‫ـبدون شك ضرر قابل للتعويض‪.147‬‬

‫‪-147‬حساين عبود‪» ،‬بعض مشكالت ان اء الخطبة بدون زواج«‪ ،‬مجلة القصر‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،19‬ص‪ 110:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Abdelkarim BENJELLOUN, «La Réparation de préjudice corporel en droit commun marocai», Diplôme des études supérieures en‬‬
‫‪sciencesjuridiques,UniversitéMohamedV,FacultédessciencesjuridiqueséconomiquesetsocialesdeRabat,1978, p96.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪48‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الزواج‪.‬‬
‫يتناول مبحث الزواج عدة محاور م ا ما يتعلق بمفهوم الزواج وحكمه ومشروعيته وأركانه وشروطه‬
‫)املطلب ٔالاول(‪ ،‬وم ا ما يتعلق بأنواع الزواج وآثارﻩ )املطلب الثاني(‪.‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬مفهوم الزواج وحكمه ومشروعيته وأركانه وشروطه ‪.‬‬
‫سوف نتكلم ي البداية عن مفهوم الزواج وحكمه ومشروعيته )الفقرة ٔالاوى(‪ ،‬ثم نتفرغ بعدذلك‬
‫للكالم عن أركان الزواج وشروطه )الفقرة الثانية(‪.‬‬
‫الفقرة ٔالاوى مفهوم الزواج وحكمه ومشروعيته‪.‬‬
‫يجب أن نتطرق إى مفهوم الزواج )أوال(‪ ،‬ثم نتعرض لحكمه )ثانيا(‪ ،‬لنصل إى مشروعيته )ثالثا(‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مفهوم الزواج‪:‬‬
‫اعتمد املشرع املغربي »لفظ الزواج« بدل »لفظ النكاح« الذي جرى العمل ع ى استعماله ي املؤلفات‬
‫الفقهية‪ ،‬سواء ي مدونة ٔالاحوال الشخصية أو ي مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ويرجع ذلك إى رغبته ي تجاوز ما يتضمنه‬
‫لفظ النكاح من خدش للحياء‪ ،‬وإهانة للمرأة‪ ،‬ألن النكاح عند إطالقه ينصرف معناﻩ عادة إى الوطء‪ .‬قال‬
‫ٕالامام التسوي ي حد النكاح وهو‪» :‬لغة الضم والتداخل‪ ،‬ويطلق ع ى الوطء والعقد وأكﺮ استعماله ي‬
‫ً‬
‫الوطء‪ ،‬ويسمى به العقد لكونه سببا فيه‪ ،‬وهل هو حقيقة ي الوطء مجاز ي العقد أو العكس أو حقيقة؟‬
‫ف ما أقوال«‪ .148‬وقد أحسن املشرع باستعمال لفظ »الزواج« بدل لفظ »النكاح« ألن الزواج ي ظل‬
‫مفهومه وظروفه وأحواله‪ ،‬سواء ي الزمن املا أو ي الوقت الحاضر‪ ،‬أسمى بكثﺮمن أن يخندق ي الوطء‬
‫وإن كان ذلك من موجباته‪.149‬‬

‫‪ -148‬أبو الحسن ع ي بن عبد السالم التسوي‪» ،‬البهجة ي شرح التحفة«‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬ضبطه وصححه محمد عبد القادرشاهن‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بﺮوت‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪ ،1998 ،‬ص‪.374:‬‬
‫وقال ابن قدامة‪» :‬النكاح ي الشرع‪ :‬هو عقد ال ويج‪ ،‬فعند إطالق لفظه ينصرف إليه‪ ،‬ما لم يصرفه عنه دليل‪ .‬وقال القا ‪ٔ :‬الاشبه بأصلنا أنه‬
‫ََ َ ْ ُ َ َ َ َ ََ ُ ُ ْ َ ّ‬
‫الن َس ِاء( )سورة‬ ‫حقيقة ي العقد والوطء جميعا؛ لقولنا بتحريم موطوءة ٔالاب من غﺮتزويج‪ ،‬لدخوله ي قوله تعاى‪) :‬وال تن ِكحوا ما نكح آباؤكم ِمن ِ‬
‫النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.(22‬وقيل‪:‬بل هوحقيقة ي الوطء‪ ،‬مجاز ي العقد«‪.‬موفق الدين أبي محمد عبد ﷲ بن احمد بن محمد بن قدامة الحنب ي‪» ،‬املغ «‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.339:‬‬
‫اخ ٌل َف ُس ّم َي ن َك ً‬
‫احا َ ُوي ْط َلقُ‬ ‫َْ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ﱠ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ََُ ﱡَ‬
‫ِ ِ‬ ‫‪-149‬قال ٕالامام القراي‪»:‬النكاح وهو ِ ي اللغ ِة التداخل تقول أنكحت ٔالارض البذرونكح ِت الحصاة خف الب ِع ِﺮوالوطء تد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ﱠ َ َ َ‬ ‫َ ﱠ َ َ َ ُْ‬ ‫َْ ْ ُ َ ﱠ َ َ ﱠ َ َ ُ َ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫اب الل ِه ت َعا ى فامل َر ُاد ِب ِه ال َعق ُد ِإال ق ْوله ت َعا ى‪َ ):‬ح ﱠ تن ِك َح ز ْو ًجا غ ْ َﺮُﻩ()سورة‬ ‫ِ‬ ‫ال ك ﱡل ِنك ٍاح ِ ي ِكت‬ ‫اب ِإطال ِق املسب ِب ع ى السب ِب ويق‬ ‫ِ‬ ‫َع ى ال َعق ِد َم َج ًازا ِم ْن َب‬
‫َْ ََ ً‬ ‫ﱡ‬ ‫الص َداق َألﱠن ُه َس َب ٌب َك ْال َع ْقد َن ْح َو َق ْوله َت َعا َى‪َ ) :‬وْل َي ْس َت ْعفف ﱠالذ َين َال َيج ُدو َن ن َك ً‬
‫ْال َب َق َرة‪ٓ ،‬الاية ‪ُ َ (330‬وي ْط َل ُق َع َ ى ﱠ‬
‫صداقا‬ ‫احا( )سورة النور‪ٓ ،‬الاية ‪ (32‬أي‬ ‫ِ‬ ‫ُِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صو ِل«‪ .‬شهاب الدين احمد بن ادريس القراي‬ ‫َ ُوي ْح َت َم ُل َأ ْن َي ُكو َن م ْن َب ْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ﱠ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ‬
‫ض َمار َع َ ى َما َت َق ﱠرَر ي ْٔالا ُ‬
‫ِ‬ ‫اب ِٕالاضم ِارأي سبب ِنك ٍاح ل ِكن املجازأوى ِمن ِٕالا ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫املالكي‪» ،‬الذخﺮة ي الفقه«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.188:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪49‬‬
‫وقد عرف املشرع املغربي الزواج ي املادة )‪ (4‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬الزواج ميثـاق تراض وترابط‬
‫شر ي بن رجل وامرأة ع ى وجه الدوام‪ ،‬غايته ٕالاحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة‪ ،‬برعاية الزوجن‬
‫طبقا ألحكام هذﻩ املدونة«‪.150‬‬
‫‪ -1‬الزواج ميثاق‪ :‬امليثاق ي اللغة العربية مشتق من الفعل وثق‪ ،‬وهــو بمع ثبــت وأحكم‪ .‬وامليثاق هو‬
‫العهد القوي الذي ال يمكن ألحد أن يفكه ملا فيه من ٕالاحكام والشد املتقن‪ .‬واملقصود به العقد املحكم‪،‬‬
‫ويطلق امليثاق ع ى الزواج لكونه يحكم الثقة ع ى وجه التمام بن الرجل واملرأة ليكون كل واحد م ما مرتبطا‬
‫باآلخربشكل محكم ودائم وغﺮقابل لإلنفصال إال بوجه شر ي‪.‬‬
‫‪-2‬الزواج ترابط شر ي بن رجل وامرأة‪ :‬ويع أن الزواج يتعن أن يكون منضبطا ألحكام الشرع غﺮ‬
‫منفصم ع ا‪ ،‬ولكي يكون الزواج كذلك يجب أن تكون نية الزوجن مستقرة ع ى أن يكون كل واحد م ما‬
‫مق ﺮنا باآلخر بشكل مستمر ودائم‪ .‬وكل اق ﺮان بدون نية الدوام ال يسمى زواجا باملع الشر ي للزواج‪ .‬ثم إن‬
‫الزواج الشر ي ال يكون إال بن الرجل واملرأة الخالين من املوانع الشرعية للزواج‪ ،‬وأي اق ﺮان آخر يخالف‬
‫هذﻩ القاعدة ال يسمى زواجا شرعيا‪.‬‬
‫‪ -3‬غاية الزواج ي ٕالاحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة‪ :‬تتمثل غاية الزواج ي ٕالاحصان والعفاف‬
‫وإنشاء أسرة مستقرة‪ .‬والشاهد ع ى ذلك أن الزواج لدى كثﺮ من ٔالامم ؤالاجناس ؤالاشخاص يحصن‬
‫الرجل واملرأة من الفســاد‪ ،‬ويمك ما من تلبية حاج ما الطبيعية البيولوجية والنفسية ي نطاق شر ي‪ .‬قال‬
‫ٕالامام اللخمي‪» :‬فالنكاح يتضمن خمس خصال‪ :‬يعف الطرف‪ ،‬ويحصن الفرج‪ ،‬ويكﺮالنسل‪ ،‬ويبقي الذكر‪ ،‬ويجلب‬
‫ٔالاجر«‪.151‬وقال ابن رشد الجد‪» :‬فالنكاح الذي هوالغشيــان جبل ﷲ الخلق عليه بما ركب ف م من الشهوات ليكون‬
‫م النسل ح يكمل ما قدرﻩ من الخلق‪ .‬وأباحه ي الشرع ع ى وجهن‪ :‬أحدهما‪ :‬عقد النكاح‪ ،‬والثاني‪ :‬ملك‬
‫اليمن‪ ،‬فال يحل استباحة الفرج بما عدا هذين الوجهن«‪ .152‬ولكن ال مجال للحديث عن ملك اليمن ي‬
‫الوقت الراهن بسبب إلغاء الرق والاستعباد‪.‬‬

‫‪150-«Lemariageestunpactefondésur leconsentementmutueletuneunion légaleetdurable,entreunhommeetunefemme.‬‬


‫‪Ila pourfinlaviedanslafidélité,lapuretéetlafondationd’unefamillestablesousladirectiondesdeuxépouxconformémentaux‬‬
‫‪dispositionsduprésentcode».‬‬
‫وقد عرف الفصل )‪ (1‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية الزواج بقوله‪» :‬الزواج ميثاق ترابط وتماسك شر ي بن رجل وامرأة ع ى وجه البقاء غايته‬
‫ٕالاحصان والعفاف‪ ،‬مع تكثﺮسواد ٔالامة‪ ،‬بإنشاء أسرة تحت رعاية الزوج ع ى أسس مستقرة تكفل للمتعاقدين تحمل أعبا ما ي طمأنينة وسالم‬
‫وود واح ﺮام«‪.‬‬
‫‪-151‬أبوالحسن ع ي بن محمد اللخمي‪»،‬التبصرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1777/1776:‬‬
‫‪-152‬أبو الوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط ‪» ،‬املقدمات املمهدات لبيان ما اقتضته رسوم املدونة من ٔالاحكام الشرعيات والتحصيالت‬
‫املحكمات ألمهات مسائلها املشكالت«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.452/451:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪50‬‬
‫وعموما‪ ،‬فإن الغاية املث ى للزواج ي تكوين أسرة مستقرة‪ ،‬ؤالاسرة تضم الزوج والزوجة‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن تضم ٔالاوالد وبعض ٔالاقارب أيضا‪ ،‬لكن املشرع اكتفى بالنص ع ى إنشاء ٔالاسرة كغاية من غايات الزواج‪،‬‬
‫دون ذكر»تكثﺮسواد ٔالامة«‪ ،‬مثلما كان عليه الحال ي الفصل )‪ (1‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية‪ .‬وقد ذكر‬
‫ٔالاستاذ أحمد الخملي أنه كان من بن أعضاء »لجنة مدونة ٔالاسرة« من تمسك باإلبقاء ع ى عبارة »تكثﺮ‬
‫سواد ٔالامة«‪» .‬لكن بعد مناقشات تم التوصل إى استبعادها‪ .‬بناء ع ى أن ابتغاء الولد غريزة جبل ٕالانسان‬
‫عل ا تسخ ﺮا له للقيام بتجديد الحياة وحفظ النوع من الفناء«‪.153‬‬
‫ثانيا‪ -‬حكم الزواج‪:‬‬
‫يرى جهمور الفقهاء أن‪» :‬الزواج )النكاح( مع قطع النظرعن أحوال ٔالازواج مندوب إليه«‪ .154‬بيد أن‬
‫الزواج ي نظربعض الفقهاء قد تع ﺮيه ٔالاحكام الخمسة‪ ،‬أي أنه قد يكون واجبا أومندوبا أوحراما أومكروها‬
‫أومباحا‪ .155‬ويرى البعض أن الزواج إما أن يكون واجبا أومندوبا أومباحا‪.156‬‬
‫ثالثا‪ -‬مشروعية الزواج‪ :‬ذكر الفقهاء جملة من النصوص الشرعية ي مشروعية الزواج‪ .‬ومن‬
‫َ ْ ََ َُ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫ﱠ ََ‬
‫ذلك قوله تعاى‪َ ﴿:‬و ُه َوال ِذي خل َق ِم َن امل ِاء َبش ًرا ف َج َعل ُه ن َس ًبا َو ِص ْه ًرا﴾‪ .157‬وقال تعاى‪َ ﴿ :‬و ِم ْن َآيا ِت ِه أن خل َق لك ْم‬
‫َ َﱡَ ﱠ ُ ﱠ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َُ‬ ‫ْ َْ ُ ُ ْ َ ْ َ ً َ ُ ُ َ‬
‫اس ِإنا خلقناك ْم‬ ‫اجا ِلت ْسكنوا ِإل ْ َ ا َو َج َع َل َب ْينك ْم َم َو ﱠدة َو َر ْح َمة﴾‪ .158‬وقال عزوجل‪﴿ :‬يا أ ا الن‬ ‫ِمن أنف ِسكم أزو‬
‫َ ﱡ ََ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ َْ ﱠ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ُ‬ ‫َ َ ُْ َ‬
‫ِم ْن ذك ٍر َوأن َو َج َعلناك ْم ش ُعوًبا َوق َب ِائ َل ِلت َعا َرفوا ِإ ﱠن أك َر َمك ْم ِعند الل ِه أتقاك ْم﴾‪ .159‬وقال سبحانه‪﴿ :‬يا أ ا‬

‫‪-153‬أحمد الخملي ‪» ،‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75:‬‬
‫‪-154‬شهابالديناحمد بن ادريس القراي املالكي‪» ،‬الذخﺮة ي الفقه«‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.190:‬‬
‫وقالابن رشد الجد‪»:‬فأما النكاح فإنه ي الجملة مرغب فيه ومندوب إليه‪ ،‬خالفا ألهل الظاهر ي قولهم إنه واجب«‪.‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن‬
‫رشد القرط ‪» ،‬املقدمات املمهدات لبيان ما اقتضته رسوم املدونة من ٔالاحكام الشرعيات والتحصيالت املحكمات ألمهات مسائلها املشكالت«‪،‬‬
‫مرجع سابق‪،‬ص‪.352:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫احة فرج إال بنكاح أو ملك َيم ن‪ .‬والنكاح ع ى ال ُج ْملة َمندوب وأوجبه الظاه ﱠرية َ‬ ‫است َب َ‬ ‫َ‬
‫وع ى التف ِصيل َينق ِسم خ ْم َسة‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ْ‬
‫‪-155‬قال ابن جزي‪» :‬ال يحل ِ‬
‫حرام َو ُه َوملن لم يقدر َولم‬‫الزنى ومستحب َو ُه َوملن قدر َع َل ْي ِه َولم يخف ع ى َنفسه ال ّ َزنى َو َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََْ َْ َ َ َ‬ ‫ََُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫أقسام و ِاجب وهوملن قدرعلي ِه ِبامل ِال وخاف َعَ ى َنفسه ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫الزنى َوخاف أن ال يقوم بحقوقه ومباح َو ُه َو َما عدا ذ ِلك َوأما ملك ال َيمن فمباح«‪ .‬محمد بن احمد بن جزي‬ ‫ََُ‬
‫يخف ومكروﻩ وهو ملن لم يخف ِ‬
‫الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.326:‬‬
‫‪-156‬قال ٕالامام اللخمي‪» :‬النكاح ع ى أربعة أقسام‪ :‬مباح‪ ،‬ومندوب إليه‪ ،‬وواجب وجوبا غﺮموسع‪ ،‬وواجب وجوبا موسعا«‪ .‬أبو الحسن ع ي بن‬
‫محمد اللخمي‪»،‬التبصرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1777:‬‬
‫‪-157‬سورة الفرقان‪ٓ ،‬الاية ‪.54‬‬
‫‪-158‬سورة الروم‪ٓ ،‬الاية ‪.21‬‬
‫‪-159‬سورة الحجرات‪ٓ ،‬الاية ‪.13‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪51‬‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َََ ُ ْ ْ َْ‬ ‫ﱠ ُ ﱠ ُ َﱠ ُ ُ ﱠ‬
‫س َو ِاحد ٍة َوخل َق ِم ْ َ ا ز ْو َج َها َ َوبث ِم ْ ُ َما ِر َجاال ك ِث ًﺮا َ ِون َس ًاء﴾‪ .160‬وقال‬ ‫الناس اتقوا ربكم ال ِذي خلقكم ِمن ن ٍ‬
‫ف‬
‫ُ َ ََ َ َ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ﱠ َََ ُ ْ ْ َْ‬
‫س َو ِاحد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َ ا ز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْ َ ا فل ﱠما تغش َاها﴾‪.161‬‬
‫تعاى‪﴿ :‬هوال ِذي خلقكم ِمن ن ٍ‬
‫ف‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أركان الزواج وشروطه‪.‬‬
‫يفرق الفقهاء بن ٔالاركان والشروط‪ .‬و ي هذا الصدد قال ٔالاستاذ عالل الفاﺳ رحمه ﷲ‪» :‬والفرق بن‬
‫ركن ال ء وشرطه أن الركن جزء من ماهية ال ء والشرط خارج ع ا‪ ،‬وإن كان كالهما يتوقف وجود‬
‫الحكم ع ى وجودﻩ‪ ،‬فصيغة العقد ومحل العقد والعاقدان أركان أل ا أجزاؤﻩ‪ ،‬وحضور الشاهدين ي الزواج‪،‬‬
‫وحيازة املوهوب ي الهبة شرطان ال ركنان«‪ .162‬وقال ٔالاستاذ محمد ابن معجوز رحمه ﷲ‪» :‬ؤالاركان جمع‬
‫ركن‪ .‬وهو ما ال يوجد العقد إال بتوفرﻩ‪ .‬وي ﺮتب ع ى تخلفه عدم وجود العقد‪ .‬ويعرف الركن بأنه ما كان داخال‬
‫ي املاهية‪ ،‬بحيث ال يتصور العقد إال إذا توفرت أركانه‪.‬‬
‫أما الشرط فهو ما تتوقف صحة العقد ع ى وجودﻩ‪ ،‬وي ﺮتب ع ى تخلفه فساد العقد‪ .‬ويعرف أيضا‪،‬‬
‫بأنه ما كان خارجا عن املاهية‪ ،‬بحيث يتصور العقد بدونه‪ ،‬ولكنه مع ذلك تتوقف صحته ع ى توفرﻩ«‪.163‬‬
‫وقد تحدث ابن عاصم ي تحفته عن أركان الزواج بقوله‪:‬‬
‫البيت ‪» :333‬واملهروالصيغة والزوجان ‪ #‬ثم الوي جملة ٔالاركان«‪.‬‬
‫ْ‬
‫َ َ ْ َ ﱠ ْو َ ﱠ ْو َ َ َ ّ َ ﱠ َ‬
‫الصداق والصيغة«‪ .164‬غﺮ أن‬ ‫وقال ابن جزي ي أركان النكاح‪» :‬و ِ ي خمسة الز ج والز جة والوِ ي و‬
‫الفقهاء اختلفوا ي الخمسة املذكورة قبله ب ن ما يعد م ا من ٔالاركان وما يعد من الشروط‪ .165‬وقد فسر‬

‫‪ -160‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.1‬‬


‫‪-161‬سورة ٔالاعراف‪ٓ ،‬الاية ‪.189‬‬
‫‪ -162‬عالل الفاﺳ ‪» ،‬مدخل ي النظرية العامة لدراسة الفقه ٕالاسالمي ومقارنته بالفقه ٔالاجن «‪ ،‬إعداد ومراجعة عبد الرحمن بن العربي‬
‫الحري ‪ ،‬منشورات مؤسسة عالل الفاﺳ ‪ ،‬مطبعة الرسالة‪ ،1985 ،‬ص‪.24:‬‬
‫‪-163‬محمد ابن معجوز‪» ،‬أحكام ٔالاسرة ي الشريعة ٕالاسالمية وفق مدونة ٔالاحوال الشخصية«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33:‬‬
‫‪-164‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.340:‬‬
‫‪-165‬قال ٕالامام التسوي ي تفسﺮﻩ للتحفة‪»:‬ومرادﻩ كابن الحاجب و)خ(بالركن ما ال توجد الحقيقة الشرعية إال به فتدخل الخمسة ال ي النظم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألن العقد ال يتصور إال من عاقدين وهما شرعا الوي والزوج‪ ،‬ومن معقود عليه و ي الزوجة والصداق نصا كما ي نكاح التسمية أو حكما ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التفويض إذ الصداق فيه موجود حكما أل ما لم يدخال ع ى إسقاطه ولودخال ع ى إسقاطه لم يصح‪ .‬كما يأتي وال يتصور أيضا إال بصيغة‪ ،‬وقد‬
‫ً‬
‫خصها الشرع بما يأتي ي قوله فالصيغة النطق الخ‪ .‬وقد عد ي الشامل هذﻩ ٔالاركان شروطا ألن النكاح الذي هوالعقد مع من املعاني والزوجان‬
‫والوي والصداق ذوات فال يصح تفسﺮﻩ ا‪ ،‬وأركان ال ء أجزاؤﻩ‪ ،‬وهذﻩ خارجة عنه‪ .‬وكذا الصيغة خارجة عنه إذ ا يوجد العقد الذي هوالربط‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وجعل ابن محرز الوي والصداق والشهود شروطا والزوجن ركنا وهوأظهروال يعكرعليه ما مرألن املقصود من الزوجن رضاهما والرضا مع‬
‫يصح تفسﺮالنكاح به‪ ،‬ولذا قال )ح(‪:‬الظاهرأن الزوج والزوجة ركنان والوي والصيغة شرطان‪ ،‬وأما الصداق والشهود فليسا بركنن وال شرطن ألن‬
‫الشهادة شرط ي الدخول ال ي العقد والصداق ال يشﺮط التعرض له‪ ،‬وإنما يشﺮط أن ال يدخال ع ى إسقاطه )اﻩ(باختصارفقوله ‪:‬والوي الخ يريد‬
‫ﱠ‬
‫إن كان غﺮمجﺮوإالفرضاﻩ ركن ال شرط تأمل«‪.‬أبوالحسن ع ي بن عبد السالم التسوي‪»،‬البهجة ي شرح التحفة«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.377:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪52‬‬
‫ٕالامام التسوي هذا الاختالف ي تكييف أركان الزواج أوشروطه بقوله‪» :‬وقد علمت أن من نظرإى أن العقد‬
‫ً‬
‫الشر ي ال يوجد إال ا عدها أركانا‪ ،‬ومن نظر إى كو ا خارجة عنه وأ ا غﺮﻩ لم يصح تفسﺮﻩ ا عدها‬
‫ً‬
‫شروطا‪ ،‬ومن نظر إى أن العقد لغة يوجد ي نفسه من عاقد وهو الزوج والزوجة‪ ،‬لكن يشﺮط ي صحته‬
‫ً‬
‫شرعا الوي والصيغة جعل ٔالاولن ركنن والثانين شرطن‪ ،‬والكل صحيح مع وﷲ أعلم«‪.166‬‬
‫وعليه‪ ،‬سنجمل الحديث عن أركان الزواج وشروطه مجتمعة‪ ،‬فنبدأ بالكالم عن العاقدين )أوال( ثم‬
‫نتبعه بالكالم عن الصيغة )ثانيا( ثم الصداق )ثالثا( ثم الوالية )رابعا( ونختم باإلشهاد )خامسا(‪.‬‬
‫أوال‪ -‬العاقدان )الزوج والزوجة(‪:‬‬
‫العاقدان‪ :‬هما الزوج والزوجة‪ ،‬ألن الزواج الشر ي ال يكون إال بن الرجل واملرأة‪ .‬وقدد حدد املشرع‬
‫الشروط املتطلبة ي كل واحد م ما ي املادة )‪ (13‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬يجب أن تتوفر ي عقد الزواج‬
‫الشروط ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬أهلية الزوج والزوجة؛‬
‫‪ - 2‬عدم الاتفاق ع ى إسقاط الصداق؛‬
‫‪ -3‬وي الزواج عند الاقتضاء؛‬
‫‪ -4‬سماع العدلن التصريح باإليجاب والقبول من الزوجن وتوثيقه؛‬
‫‪ -5‬انتفاء املوانع الشرعية«‪.‬‬
‫وبما أن بعض الشروط ال تحدث ع ا املشرع ي املادة )‪ (13‬أعالﻩ ترتبط ببعض أركان أو شروط‬
‫الزواج ٔالاخرى‪ ،‬فإننا سنتحدث ي ركن العاقدان فقط عن ٔالاهلية )‪ (I‬واملوانع الشرعية للزواح )‪.(II‬‬
‫‪ -I‬أهلية الزوج والزوجة‪ٔ :‬الاهلية طبقا للمادة )‪ (206‬من مدونة ٔالاسرة نوعان‪» :‬أهلية وجوب وأهلية أداء«‪.‬‬
‫أما أهلية الوجوب فقد عرفها املشرع ي املادة )‪ (207‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬صالحية الشخص‬
‫الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات ال يحددها القانون‪ ،‬و ي مالزمة له طـول حياته وال يمكن حرمانه م ا«‪.‬‬
‫وأما أهلية ٔالاداء فقد عرفها املشرع ي املادة )‪ (208‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪ » :‬ي صالحية الشخص ملمارسة‬
‫حقوقه الشخصية واملالية ونفاذ تصرفاته‪ ،‬ويحدد القانون شروط اكتسا ا وأسباب نقصا ا أوانعدامها«‪.‬‬
‫فأهلية الوجوب إذن تثبت لكل إنسان بغض النظرعن سنه أوعقله‪ ،‬بخالف أهلية ٔالاداء فإ ا ترتبط‬
‫بسن الرشد‪ ،‬لذلك حدد املشرع سن الرشد القانوني ي املادة )‪ (209‬مـن مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬سن الرشد‬
‫القانوني ‪ 18‬سنة شمسية كاملة«‪.‬‬

‫‪-166‬أبوالحسن ع ي بن عبد السالم التسوي‪»،‬البهجة ي شرح التحفة«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.377:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪53‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن ٔالاصل ي كل شخص بلغ سن الرشد القانوني أن يكون كامل ٔالاهلية ما لم يثبت وجود‬
‫سبب من أسباب نقصان ٔالاهلية أوانعدامها فيه‪ ،‬وهذا ما أشارإليه املشرع ي املادة )‪ (210‬من مدونة ٔالاسرة‬
‫بقوله‪» :‬كل شخص بلغ سن الرشد ولم يثبت سبب من أسباب نقصان أهليته أوانعدامها يكون كامل ٔالاهلية‬
‫ملباشرة حقوقه وتحمل ال اماته«‪.‬‬
‫ورغم أن املشرع حدد سن الرشد القانوني ي املادة )‪ (209‬من مدونة ٔالاسرة‪ .‬بيد أنه وجد من املناسب‬
‫أن ينص ع ى أهلية الزواج ي املادة )‪ (19‬من املدونة بقوله‪» :‬تكتمل أهلية الزواج بإتمام الف والفتاة‬
‫املتمتعن بقواهما العقلية ثمان عشرة سنة شمسية«‪.‬‬
‫وبالرغم من أهمية هذﻩ املادة ي الحد من زواج القاصرات والقاصرين‪ ،‬بسبب ما ي ﺮتب عن ذلك ي‬
‫الغالب من مآﺳ اجتماعية‪ ،‬إال أنه استدرك ع ى هذﻩ التحديد‪ ،‬مراعاة للحاالت الاجتماعية الصعبة‪،‬‬
‫ومخافة وقوع الزواج بدون توثيق‪ ،‬فنص ي املادة )‪ (20‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬لقا ٔالاسرة املكلف‬
‫بالزواج‪ ،‬أن يأذن بزواج الف والفتاة دون سن ٔالاهلية املنصوص عليه ي املادة )‪ (19‬أعالﻩ‪ ،‬بمقرر معلل يبن فيه‬
‫املصلحة ؤالاسباب املﺮرة لذلك‪ ،‬بعد الاستماع ألبوي القاصر أو نائبه الشر ي والاستعانة بخﺮة طبية أو إجراء‬
‫بحث اجتما ي‪ .‬مقرر الاستجابة لطلب ٕالاذن بزواج القاصرغﺮقابل ألي طعن«‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن زواج القاصريخضع للشروط ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬استصدار إذن من قا ٔالاسرة املكلف بالزواج‪ .‬وهذا ٕالاذن يكون بمقرر معلل يبن املصلحة‬
‫ؤالاسباب ال جعلت القا يأذن بالزواج؛‬
‫‪ -2‬ال يصدرمقرر ٕالاذن بالزواج إال بعد الاستماع إى أبوي القاصر‪ ،‬أي والديه معا‪ ،‬وهما ٔالام ؤالاب‪.‬‬
‫وقد أغفل املشرع ٕالاشارة إى ضرورة الاستماع إى القاصر‪ ،‬ألنه هو املع بالزواج‪ .‬كما أنه لم ينص ع ى‬
‫مسطرة الاستماع‪ ،‬لذلك نرى أن يستمع القا بشكل منفرد‪ ،‬ي غرفة املشورة‪ ،‬إى القاصر‪ ،‬ثم إى والدته‪،‬‬
‫وبعد ذلك إى والدﻩ‪ ،‬ثم يستمع للجميع ي جلسة مشﺮكة‪ ،‬بعد أن يقيد مالحظاته‪ ،‬واستنتجاته ي كل استماع‪.‬‬
‫‪ -3‬يستعن القا ‪ ،‬قبل البت ي طلب ٕالاذن بزواج القاصر‪ ،‬بالخﺮة الطبية‪ ،‬كما يمكنه أن يقوم‬
‫بإجراء بحث اجتما ي حول الظروف ؤالاحوال الاجتماعية واملادية للقاصر وألسرته‪ ،‬وال مانع من أن يجري‬
‫كذلك البحث الاجتما ي عن الطرف ٓالاخرللزواج‪ ،‬وعن وضعيته املادية ؤالاسرية‪.‬‬
‫ولم يكتف املشرع ي زواج القاصربالنص ع ى إذن القا ‪ ،‬بل إنه أضاف شرطا آخر ي املادة )‪(20‬‬
‫من مدونة ٔالاسرة وذلك بقوله‪» :‬زواج القاصرمتوقف ع ى موافقة نائبه الشر ي‪.‬‬
‫تتم موافقة النائب الشر ي بتوقيعه مع القاصرع ى طلب ٕالاذن بالزواج وحضورﻩ إبرام العقد‪.‬‬
‫إذا امتنع النائب الشر ي للقاصرعن املوافقة بت قا ٔالاسرة املكلف بالزواج ي املوضوع«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪54‬‬
‫وال شك أن اش ﺮاط موافقة النائب الشر ي لإلذن بزواج القاصر‪ ،‬يدخل ي إطارحرص املشرع ع ى‬
‫إحاطة هذا الزواج ببعض الضمانات ال من شأ ا حماية القاصرمن مخاطرالزواج املبكر‪ .‬وتتحقق هذﻩ‬
‫املوافقة بتوقيع النائب الشر ي مع القاصر ع ى طلب ٕالاذن بالزواج وحضورﻩ إبرام العقد‪ .‬فماذا يقصد‬
‫بالحضور هنا؟ هل يكفي أن يشﺮ العدالن أثناء توقيع عقد الزواج إى هوية النائب الشر ي وحضورﻩ‪ ،‬أم‬
‫يتعن أن يقوم بالتوقيع مع الزوجن ع ى عقد الزواج؟‬
‫إن ذكرحضور النائب الشر ي وموافقته ع ى الزواج من قبل العدلن أثناء توثيق عقد الزواج كاف‪،‬‬
‫ي نظرنا‪ ،‬لصحة عقد الزواج‪ .‬غﺮ أنه يستحسن أن يوقع النائب الشر ي للقــاصر ع ى عقد الزواج بعد‬
‫توقيعه من طرف القاصروزوجه‪ .‬فما الحكم إذا حضرالنائب الشر ي ورفض التوقيع ع ى عقد الزواج؟‬
‫يستفاد حكم هذﻩ الحالة من الفقرة الثانية من املادة )‪ (19‬من مدونة ٔالاسرة ال تضمنت أن‪» :‬مقرر‬
‫الاستجابة لطلب ٕالاذن بزواج القاصر غﺮ قابل ألي طعن«‪ .‬ويكتمل حكمها بقول املشرع ي املادة )‪ (20‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة‪» :‬إذا امتنع النائب الشر ي للقاصرعن املوافقة بت قا ٔالاسرة املكلف بالزواج ي املوضوع«‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإذا رفض النائب الشر ي التوقيع ع ى طلب ٕالاذن بالزواج مع القاصر‪ ،‬فإن قا ٔالاسرة‬
‫املكلف بالزواج يقوم باستدعائه لالستماع إليه حول أسباب الامتناع‪ ،‬فإذا تمسك باالمتناع عن املوافقه ع ى‬
‫الزواج بعد حضورﻩ‪ ،‬أو امتنع عن الحضور‪ ،‬يبت القا ي الطلب بإعطاء ٕالاذن أو برفض إعطائه‪ .‬فهل‬
‫يحق للنائب الشر ي أن يطعن ي مقرر القا القا بإعطاء ٕالاذن بزواج القاصررغم عدم موافقة نائبه‬
‫الشر ي؟‬
‫ال يحق للنائب الشر ي أن يطعن ي مقرر قا ٔالاسرة املكلف بالزواج القا باإلذن بزواج‬
‫القاصر‪ ،‬وذلك طبقا للمادة )‪ (19‬من مدونة ٔالاسرة ال قالت‪» :‬مقرر الاستجابة لطلب ٕالاذن بزواج القاصر‬
‫غ ﺮقابل ألي طعن«‪.‬‬
‫وبإعمال مفهوم املخالفة‪ ،‬نستنتج أنه إذا كان مقرر ٕالاستجابة لطلب ٕالاذن بزواج القاصر غﺮ قابل‬
‫ألي طعن‪ ،‬فإن مقرر قا ٔالاسرة املكلف بالزواج القا برفض ٕالاذن بزواج القاصر يقبل الطعن‬
‫باالستئناف‪ .‬كما أن رفض طلب ٕالاذن بزواج القاصرال يمنع من إعادة تقديم طلب ٕالاذن من جديد ي حالة‬
‫وجود أسباب تﺮر ذلك‪.‬‬
‫ويقصد بالنائب الشر ي طبقا للمادة )‪ (230‬من مدونة ٔالاسرة‪:‬‬
‫»‪ -1‬الوي وهؤالاب ؤالام والقا ؛‬
‫‪ -2‬الو وهوو ٔالاب أوو ٔالام؛‬
‫‪- 3‬املقدم وهوالذي يعينه القضاء«‪.‬‬
‫وقد فصلت املادة )‪ (231‬من مدونة ٔالاسرة النواب الشرعين بقولها‪» :‬صاحب النيابة الشرعية‪:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ٔ -‬الاب الراشد؛‬
‫‪ٔ-‬الام الراشدة عند عدم وجود ٔالاب أوفقد أهليته؛‬
‫‪ -‬و ٔالاب؛‬
‫‪ -‬و ٔالام؛‬
‫‪ -‬القا ؛‬
‫‪ -‬مقدم القا «‪.‬‬
‫بيد أن املشرع وجد أنه من املناسب أن يؤكد مرة أخرى ي املادة )‪ (238‬أنه‪» :‬يشﺮط لوالية ٔالام ع ى أوالدها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون راشدة؛‬
‫‪ -2‬عدم وجود ٔالاب بسبب وفاة أوغياب أوفقدان لألهلية‪ ،‬أوبغﺮذلك«‪.‬‬
‫و ذا يتأكد أن النيابة الشرعية ٔالاصلية ال تكون إال لألب‪ ،‬بينما ال تكون النيابة الشرعية لألم إال نيابة‬
‫احتياطية‪ .‬وهذﻩ النيابة الشرعية الاحتياطية لألم ع ى أوالدها تتحقق ي حالتن‪:‬‬
‫الحالة ٔالاوى‪ :‬حالة عدم وجود ٔالاب‪ :‬تكون ٔالام نائبا شرعيا عن أوالدها ي حالة عدم وجود ٔالاب‪.‬‬
‫فلماذا قال املشرع ي حالة عدم وجود ٔالاب؟‬
‫قال املشرع تكون ٔالام نائبا شرعيا عن أبنا ا ي حالة عدم وجود ٔالاب‪ ،‬ألن عدم وجود ٔالاب يتحقق ي‬
‫عدة مظان م ا‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون متو ى؛‬
‫‪ -2‬أن يكون مفقودا‪ .‬واملفقود هو‪» :‬الذي يغيب فينقطع أثرﻩ وال يعلم خﺮﻩ«‪167‬؛‬
‫‪ -3‬أن يكون ٔالاب غائبا ملدة زمنية طويلة تجعل انتظارقدومه مضرا بمصلحة القاصر‪168‬؛‬
‫‪ -4‬أن يكون عدم وجود ٔالاب‪ ،‬راجعا إى نسب الطفل إى أمه‪ .‬كما لو قضت املحكمة بعدم ثبوت‬
‫الزواج‪ ،‬وانتفاء نسب الطفل إى الزوج أوالخاطب‪ ،‬أوكما لوأقام ٔالاب دعوى نفي النسب‪ ،‬وثبت ذلك وصدر‬
‫به حكم قضائي ائي‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬حالة فقدان ٔالاب لألهلية أو ما ي حكمها‪ :‬تكون ٔالام كذلك نائبا شرعيا عن أبنا ا ي‬
‫حالة فقدان ٔالاب ألهليته‪ .‬وفقدان ٔالاهلية قد يكون بسبب من أسباب نقصان ٔالاهلية و ي الصغر‪،169‬‬

‫‪ -167‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.372:‬‬
‫‪ -168‬نصت املادة )‪ (236‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪ٔ» :‬الاب هوالوي ع ى أوالدﻩ بحكم الشرع‪ ،‬ما لم يجرد من واليته بحكم قضائي‪ ،‬ولألم أن تقوم‬
‫باملصالح املستعجلة ألوالدها ي حالة حصول مانع لألب«‪.‬‬
‫‪-169‬نصت املادة )‪ (213‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يعتﺮناقص أهلية ٔالاداء‪-1 :‬الصغﺮالذي بلغ سن التمي ولم يبلغ سن الرشد؛ ‪-2‬السفيه؛ ‪-3‬املعتوﻩ«‪.‬‬
‫ونصت املادة )‪(214‬من مدونة الاسرة ع ى أن‪»:‬الصغﺮاملم هوالذي أتم اثن عشرة سنة شمسية كاملة«‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪56‬‬
‫والسفه‪ ،170‬والعته‪ .171‬كما أنه قد يكون بسبب من أسباب انعدام ٔالاهلية و ي الصغر والجنون وفقدان‬
‫العقل‪ .172‬وال تكون ٔالام نائبا شرعيا عن أوالدها ي حاالت السفه والعته والجنون وفقدان العقل‪ 173‬إال بعد‬
‫استصدارحكم قضائي يق بفقدان ٔالاب لألهلية بسبب من ٔالاسباب املذكورة‪ .174‬كما أن ٔالاب قد يفقد‬
‫واليته الشرعية ع ى أبنائه بسبب الحكم القضائي الصادر ضدﻩ ي قضية جرمية‪ ،175‬فتنتقل الوالية‬
‫الشرعية منه إى ٔالام‪ .‬ثم إن ٔالاب قد يفقد كذلك واليته الشرعية املالية ع ى أبنائه إذا حكم عليه القضاء‬
‫بعقوبة جنائية‪ ،176‬فتنتقل النيابة الشرعية ع ى ٔالاوالد ي هذﻩ الحالة إى ٔالام‪ ،‬وذلك تطبيقا ملقتضيات املادة‬
‫)‪ (238‬من مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى أنه‪ » :‬ي حالة وجود و ٔالاب مع ٔالام‪ ،‬فإن مهمة الو تقتصر‬
‫ع ى تتبع تسيﺮٔالام لشؤون املو عليه ورفع ٔالامرإى القضاء عند الحاجة«‪.‬‬

‫‪-170‬نصت املادة )‪ (215‬من مدونة الاسرة ع ى أن‪» :‬السفيه هواملبذرالذي يصرف ماله فيما ال فائدة فيه‪ ،‬وفيما يعدﻩ العقالء عبثا‪ ،‬بشكل يضر‬
‫به أوبأسرته«‪.‬‬
‫‪-171‬نصت املادة )‪(216‬من مدونة الاسرة ع ى أن‪»:‬املعتوﻩ هوالشخص املصاب بإعاقة ذهنية ال يستطيع معها التحكم ي تفكﺮﻩ وتصرفاته«‪.‬‬
‫‪-172‬نصت املادة )‪(217‬من مدونة الاسرة ع ى أن‪»:‬يعتﺮعديم أهلية ٔالاداء‪:‬أوال‪:‬الصغﺮالذي لم يبلغ سن التمي ؛ ثانيا‪:‬املجنون وفاقد العقل‪.‬يعتﺮ‬
‫الشخص املصاب بحالة فقدان العقل بكيفية متقطعة‪ ،‬كامل ٔالاهلية خالل الف ﺮات ال يؤوب إليه عقله ف ا‪.‬الفقدان ٕالارادي للعقل ال يعفي من‬
‫املسؤولية«‪.‬‬
‫‪-173‬ي ﺮتب فقدان العقل عادة عن مرض خطﺮأوحادث قوي ومؤثرقد يؤدي إى غيبوبة دائمة أومتقطعة‪ ،‬ويجعل إرادة املريض منعدمة اوناقصة‬
‫بشكل كبﺮمما يجعل كل تصرفاته مضرة به أومضرة به وبأسرته‪.‬‬
‫‪-174‬نصت املادة )‪(220‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن »فاقد العقل والسفيه واملعتوﻩ تحجرعل م املحكمة بحكم من وقت ثبوت حال م بذلك‪ ،‬ويرفع‬
‫ع م الحجرابتداء من تاريخ زوال هذﻩ ٔالاسباب حسب القواعد الواردة ي هذﻩ املدونة«‪ .‬ونصت املادة )‪ (221‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يصدر‬
‫الحكم بالتحجﺮأوبرفعه بناء ع ى طلب من املع باألمر‪ ،‬أومن النيابة العامة‪ ،‬أوممن له مصلحة ي ذلك«‪.‬‬
‫‪ -175‬نصت املادة )‪ (61‬من مجموعة القانون الجنائي ع ى أن‪» :‬التدابﺮالوقائية الشخصية ي‪ - 9 :‬سقوط الحق ي الوالية الشرعية ع ى ٔالابناء«‪.‬‬
‫ونصت املادة )‪ (88‬من مجموعة القانون الجنائي ع ى أنه‪» :‬يتعن ع ى املحكمة أن تحكم بسقوط الوالية الشرعية ع ى ٔالاوالد عندما تصدرحكما‬
‫من أجل جناية أو جنحة معاقب عل ا قانونا بالحبس ارتك ا أحد ٔالاصول ع ى شخص أحد أطفاله القاصرين‪ ،‬إذا ثبت لد ا وصرحت بمقت‬
‫نص خاص بالحكم أن السلوك العادي للمحكوم عليه يعرض أوالدﻩ القاصرين لخطربدني أوخلقي‪ .‬وهذا السقوط يمكن أن يشمل جميع حقوق‬
‫الوالية أوبعضها‪ ،‬كما يسوغ أن يكون مقصورا ع ى بعض ٔالاوالد أوع ى واحد فقط‪.‬‬
‫ويجوز أن يتضمن الحكم باملؤاخذة ٔالامربتنفيذ هذا التدبﺮمؤقتا‪ ،‬ع ى الرغم من استعمال أية طريق من طرق الطعن‪ ،‬عادية كانت أوغﺮعادية«‪.‬‬
‫أما التجريد من الحقوق الوطنية طبقا للفصل )‪(26‬من مجموعة القانون الجنائي فيشمل بالنسبة للوالية الشرعية فقط‪-4»:‬عدم أهلية املحكوم‬
‫عليه ألن يكون وصيا أومشرفا ع ى غﺮأوالدﻩ«‪.‬‬
‫‪ -176‬طبقا للفصل )‪ (37‬من القانون الجنائي‪» :‬الحجرالقانوني والتجريد من الحقوق الوطنية‪ ،‬كعقوبة تبعية‪ ،‬ينتجان عن العقوبات الجنائية‬
‫وحدها‪.‬ويتعن تطبيقهما بحكم القانوندون حاجة إى النطق ما ي الحكم«‪.‬وطبقا للمادة )‪(38‬من القانون الجنائي‪»:‬الحجرالقانوني يحرم املحكوم‬
‫عليه من مباشرة حقوقه املالية طوال مدة تنفيذ العقوبة ٔالاصلية‪.‬وله ي جميع ٔالاحوال أن يختاروكيال ينوب عنه ي مباشرة تلك الحقوق تحت إشراف‬
‫الو القضائي املعن ي أحكام الفصل التاي«‪ .‬وحسب الفصل )‪ (16‬من مجموعة القانون الجنائي فإن العقوبات الجنائية ٔالاصلية ي‪» :‬العقوبات‬
‫الجنائية ٔالاصلية ي‪ٕ -1 :‬الاعدام؛ ‪ - 2‬السجن املؤبد؛ ‪ -3‬السجن املؤقت من خمس سنوات إى ثالثن سنة؛ ‪ٕ -4‬الاقامة ٕالاجبارية؛ ‪ -5‬التجريد من‬
‫الحقوق الوطنية«‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪57‬‬
‫والذي يظهر بعد استعراض أحكام النيابة الشرعية ي مدونة ٔالاسرة‪ ،‬أن الاستماع إى ٔالام طبقا‬
‫ملقتضيات املادة )‪ (19‬من مدونة ٔالاسرة هو مجرد استماع لالستئناس فقط‪ ،‬ألن النائب الشر ي ٔالاص ي‬
‫للقاصرهؤالاب‪ ،‬كما أن املشرع اشﺮط موافقة النائب الشر ي‪ ،‬ولم يشﺮط موافقة الوالدين‪ .‬ولذلك نرى أن‬
‫يقوم املشرع املغربي عند تعديل مدونة ٔالاسرة‪ ،‬بالنص ع ى أن النائب الشر ي للقاصر ي حالة الزواج هما‬
‫والديه معا كما هو الشأن بالنسبة لعدد من القوانن املقارنة‪ ،177‬وذلك لرفع الحيف عن ٔالام وإلغاء هذا‬
‫التمي ي حقها إزاء ولدها القاصر‪.‬‬
‫وقد نص املشرع ع ى أن القاصريكتسب ٔالاهلية املدنية ي ممارسة حق التقا ي كل ما يتعلق بآثار‬
‫عقد الزواج من حقوق وال امات‪ ،‬وذلك ي املادة )‪ (22‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬يكتسب امل وجان طبقا‬
‫للمادة )‪ (20‬أعالﻩ‪ٔ ،‬الاهلية املدنية ي ممارسة حق التقا ي كل ما يتعلق بآثار عقد الزواج من حقوق‬
‫وال امات‪.‬‬
‫يمكن للمحكمة بطلب من أحد الزوجن أو نائبه الشر ي‪ ،‬أن تحدد التكاليف املالية للزوج املع‬
‫وطريقة أدا ا«‪.‬‬
‫وقد حصر املشرع أهلية القاصر بعد الزواج ي آثار الزواج‪ .‬وكان عليه أن ينص ع ى أن القاصر‬
‫يكتسب أهلية كاملة بعد الزواج‪ ،‬ال أن يكتفي بإعطاء املحكمة الصالحية لتحديد التكاليف املالية للزوج‬
‫وطريقة أدا ا بناء ع ى طلب من أحد الزوجن )أي الزواج والزوجة( أوالنائب الشر ي للزوج‪.‬‬
‫وقبل أن نكمل الحديث عن ٔالاهلية ي الزواج‪ ،‬نرى أن نتحدث عن زواج املصاب بإعاقة ذهنية‪ .‬فقد‬
‫نص املشرع ع ى حكمه ي املادة )‪ (23‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬يأذن قا ٔالاسرة املكلف بالزواج بزواج‬
‫ً‬
‫الشخص املصاب بإعاقة ذهنية ذكرا كان أم أن ‪ ،‬بعد تقديم تقريرحول حالة ٕالاعاقة من طرف طبيب خبﺮ‬
‫أوأكﺮ‪.‬‬
‫يطلع القا الطرف ٓالاخرع ى التقريروينص ع ى ذلك ي محضر‪.‬‬
‫يجب أن يكون الطرف ٓالاخرراشدا وير صراحة ي تعهد رسمي بعقد الزواج مع املصاب باإلعاقة«‪.‬‬
‫ومع هذا أن املشرع وضع لزواج املصاب بإعاقة ذهنية شروطا ي‪:‬‬

‫‪177-Art.371-1:«L'autorité parentaleestunensemblededroitsetdedevoirsayantpourfinalitél'intérêtdel'enfant.Elleappartient‬‬
‫‪auxparentsjusqu'àlamajoritéoul'émancipationdel'enfantpour leprotégerdanssasécurité,sasantéetsamoralité,pourassurer‬‬
‫‪son éducation et permettre son développement, dans le respect dû à sa personne. L'autorité parentale s'exerce sans violences‬‬
‫‪physiques ou psychologiques. Les parents associent l'enfant aux décisions qui le concernent, selon son âge et son degré de‬‬
‫‪maturité».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يكون الزواج بعد إذن قا ٔالاسرة املكلف بالزواج‪ ،‬وهذا ٕالاذن يصدر بموجب مقرر‬
‫معلل بعد إنجازتقريرط حول حالة ٕالاعاقة الذهنية من طرف طبيب خبﺮأوأكﺮ؛‬
‫‪ -2‬يتعن ع ى قا ٔالاسرة املكلف بالزواج أن يطلع الطرف ٓالاخرع ى تقريرالخﺮة‪ ،‬وينص ع ى ذلك‬
‫ي محضر‪ ،‬والاطالع معناﻩ أن يضع القا ‪ ،‬بن يدي الطرف ٓالاخر التقرير‪ ،‬لالطالع عليه‪ ،‬وأن يشرح له‬
‫مضمون التقرير‪ ،‬وال بأس من استدعاء الخبﺮ أو الخ ﺮاء الذين أنجزوا التقرير لالستماع إل م حول حالة‬
‫الطرف املصاب باإلعاقة الذهنية‪ ،‬وتقديم جميع الشروح الضرورية للطرف ٓالاخرحول ٕالاعاقة؛‬
‫‪-3‬يجب أن يكون الطرف ٓالاخرراشدا‪ ،‬أي أنه ال يجوز الزواج بن شخصن مصابن معا بإعاقة ذهنية؛‬
‫‪ -4‬يجب أن ير الطرف الراشد بالزواج مع املصاب بإإلعاقة الذهنية‪ ،‬ويعﺮ عن ذلك صراحة ي‬
‫تعهد رسمي‪ .‬فماذا يقصد بالتعهد الرسمي؟‬
‫إن املراد بالتعهد الرسمي املنصوص عليه ي املادة )‪ (23‬من مدونة ٔالاسرة هوالعقد الرسمي‪.‬‬
‫وقد عرف املشرع الفرنﺴ ي الفصل )‪ (1369‬من القانـون املدني العـقد الرسمـي بقوله‪» :‬العقد‬
‫الرسمي هو العقد الذي يتم تلقيه‪ ،‬وفق الشكليات املرعية‪ ،‬من طرف ضابط عمومي يتمتع باألهلية والاختصاص‬
‫للتوثيق«‪ .178‬أما املادة )‪ (10‬من قانون ٕالاثبات املصري فقد عرفت املحررات الرسمية بقولها‪» :‬املحررات الرسمية‬
‫ي ال يثبت ف ا موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم ع ى يديه‪ ،‬أو ما تلقاﻩ من ذوي الشأن‪،‬‬
‫وذلك طبقا لألوضاع القانونية‪ ،‬و ي حدود سلطته واختصاصه«‪.‬‬
‫ورغم أن املشرع املغربي لم يعرف العقود الرسمية باستعمال لفظ العقود أو السندات الرسمية‪ ،‬غﺮ‬
‫أن مفهوم هذﻩ العقود أو السندات منطوي ي نطاق الفصل )‪ (418‬من قانون الال امات والعقود الذي نص‬
‫ع ى أن‪» :‬الورقة الرسمية ي ال يتلقاها املوظفون العموميون الذين لهم صالحية التوثيق ي مكان تحرير‬
‫العقد‪ ،‬وذلك ي الشكل الذي يحددﻩ القانون‪ .‬وتكون رسمية أيضا‪:‬‬
‫‪ٔ -‬الاوراق املخاطب عل ا من القضاة ي محاكمهم؛‬
‫‪ٔ -‬الاحكام الصادرة من املحاكم املغربية ؤالاجنبية‪ ،‬بمع أن هذﻩ ٔالاحكام يمك ا ح قبل ص ﺮور ا‬

‫‪178-Art.1369:«L'acte authentique estceluiquiaété reçu, avec lessolennitésrequises, par un officier publicayant compétence et‬‬
‫‪qualitépourinstrumenter.‬‬
‫‪Ilpeutêtredressésursupportélectroniques'ilestétablietconservédansdesconditionsfixéespardécretenConseild'État.‬‬
‫‪Lorsqu'ilestreçuparunnotaire,ilestdispensédetoutementionmanuscriteexigéeparlaloi».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪59‬‬
‫واجبة التنفيذ أن تكون حجة ع ى الوقائع ال تثب ا«‪.179‬‬
‫ويفهم من مختلف النصوص القانونية السابقة‪ ،‬أن العقود الرسمية ي العقود ال يتم تحريرها‬
‫)تلق ا( من لدن موظف عام أو أي شخص آخر مكلف بخدمة عامة‪ ،‬ويضم ا وقائع أو تصرفات قانونية‬
‫عاي ا بنفسه أو تلقاها من ذوي الشأن‪ ،‬وذلك طبقا للقواعد والضوابط القانونية املعمول ا‪ ،‬و ي حدود‬
‫سلطته واختصاصه‪.180‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن التعهد الرسمي بقبول الزواج من شخص مصاب بإعاقة ذهنية هوعقد يجب أن يحررﻩ‬
‫العدول‪ ،‬ألن العدول هم وحدهم املختصن ي إبرام عقود الزواج‪ ،‬وبالتاي ال يمكن أن ينجزهذا العقد سواء‬
‫من لدن املوثق‪ ،‬كما ال يمكن أن يكون تعهدا عرفيا‪.‬‬

‫‪179-Art.418:«L’acteauthentiqueestceluiquiaétéreçuaveclessolennitésrequisespardesofficierspublicsayantledroitd'instru-‬‬
‫‪menterdanslelieuoùl'acteaétérédigé.‬‬
‫‪Sontégalementauthentiques:‬‬
‫;‪1-LesactesreçusofficiellementparlesCadisenleurtribunal‬‬
‫‪2- Les jugements rendus par les tribunaux marocains et étrangers, en ce sens que ces derniers peuvent faire foi des faits qu'ils‬‬
‫‪constatent,mêmeavantd'avoirétérendusexécutoires».‬‬
‫‪-180‬يقول ٔالاستاذ محمد جميل بن مبارك‪» :‬للمحرر الرسمي ثالثة شروط ليكون صالحا لإلثبات به‪ ،‬و ي‪:‬‬
‫الشرط ٔالاول‪ :‬صدور املحرر من موظف عام أوشخص مكلف بخدمة عامة‪ ،‬ويتم ذلك بكتابته إياﻩ بنفسه‪ ،‬أوبكتابة شخص آخرنيابة عنه‪ ،‬مع‬
‫توقيع املوظف عليه بإمضائه بحكم وظيفته‪.‬‬
‫ويراد باملوظف العمومي‪ :‬من تعينه السلطة الحاكمة للقيام بعمل من ٔالاعمال‪ ،‬ولو كان ال يأخذ ع ى ذلك أجرا‪ ،‬فكل موظف له صالحية كتابة‬
‫ورقة ما تصبح الورقة ال توى تحريرها ورقة رسمية كيفما كان نوعها‪ ،‬ما دام تحريرها داخال ي دائرة عمله‪ .‬وال تدخل ي ذلك الجدل حول ما إذا‬
‫كان املوثق موظفا عموميا أومجرد مأمور رسمي إذا وسعت دائرة التوثيق‪....‬‬
‫الشرط الثاني للمحرر الرسمي‪ :‬أن يكون ما يحررﻩ مطابقا لألوضاع القانونية‪ ،‬وهذﻩ ٔالاوضاع ال يجب ع ى املوظف العمومي مراعا ا عند القيام‬
‫بمهمته ال بي ا قانون التوثيق وتم الحديث عنه ي الفصل ٔالاول‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪:‬أن يقوم بتحريرالورقة الرسمية ي حدود سلطته‪ ،‬وأن يكون تحريرها من اختصاصه‪.‬‬
‫واملقصود بحدود سلطة املوثق‪-‬ع ى ما نرجح‪ :-‬الحدود املكانية‪ ،‬فإذا كان موظفا عاما ي بلدة ما فليس له أن يمارس مهنته خارج حدود تلك البلدة‪،‬‬
‫كما نصت ع ى ذلك املادة ‪ 4‬من قانون التوثيق املصري‪ ،‬والفصل الثاني من ظهﺮ‪ 4‬ماي ‪.1925‬‬
‫أما الاختصاص املقصود به الاختصاص املوضو ي‪ ،‬أي إن املوظف العام ال يحرر إال الوثائق املسموح له بتحريرها‪ ،‬فكتابة ٔالاحكام من اختصاص‬
‫القضاة أوكتا م‪ ،‬وكتابة املحاضريتوى تحريرها كتاب الجلسات‪ ،‬ومحاضرالتنفيذ يكت ا املحضرون‪ ،‬وعقود الزواج والطالق والرجعة يكت ا املأذون‬
‫)العدول( وهكذا‪ .«...‬التوثيق وٕالاثبات بالكتابة ي الفقه ٕالاسالمي والقانون الوض ي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.302/300 :‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪60‬‬
‫ونشﺮ ي ٔالاخﺮ إى أن زواج املعتوﻩ يخضع للمادة )‪ (23‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،181‬ألن املادة )‪ (216‬من‬
‫املدونة نصت ع ى أن‪» :‬املعتوﻩ هو الشخص املصاب بإعاقة ذهنية ال يستطيع معها التحكم ي تفكﺮﻩ‬
‫وتصرفاته«‪ .182‬أما السفيه‪ 183‬فإنه ال يخضع ملقتضيات املادة )‪ (23‬أعالﻩ‪ ،‬ألن السفه ال يدخل ي حكم‬
‫ٕالاعاقة الذهنية‪ .‬هذا من جهة ٕالاذن القضائي‪ .‬أما من جهة موافقة نائبه الشر ي ع ى زواجه فإن مدونة‬
‫ٔالاسرة يكتنفها بعض التناقض‪ ،‬إذ إ ا نصت ي املادة )‪ (228‬م ا ع ى أنه‪» :‬تخضع تصرفات السفيه واملعتوﻩ‬
‫ألحكام املادة ‪ 225‬أعالﻩ«‪ .‬ويفهم من املادة )‪ (225‬من مدونة ٔالاسرة أن زواج السفيه يجب أن يخضع ملوافقة‬
‫نائبه الشر ي‪ ،‬ألن املادة املذكورة نصت ع ى أنه‪» :‬تخضع تصرفات الصغﺮاملم لألحكام التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تكون نافذة إذا كانت نافعة له نفعا محضا؛‬
‫‪ -2‬تكون باطلة إذا كانت مضرة به؛‬
‫‪ -3‬يتوقف نفاذها إذا كانت دائرة بن النفع والضرر ع ى إجازة نائبه الشر ي حسب املصلحة الراجحة‬
‫للمحجور‪ ،‬و ي الحدود املخولة الختصاصات كل نائب شر ي«‪.‬‬
‫لكن املادة )‪ (233‬من مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أنه‪» :‬للنائب الشر ي الوالية ع ى شخص القاصروع ى‬
‫أمواله إى بلوغه سن الرشد القانوني‪ .‬وع ى فاقد العقل إى أن يرفع الحجرعنه بحكم قضائي‪ .‬وتكون النيابة‬
‫الشرعية ع ى السفيه واملعتوﻩ مقصورة ع ى أموالهما إى أن يرفع الحجر ع ما بحكم قضائي«‪ .‬فهذﻩ املادة‬
‫جعلت النيابة الشرعية ع ى املعتوﻩ والسفيه مقصورة ع ى أموالهما وال تشمل الوالية ع ى شخصهما‪ ،‬لذلك‬
‫قال ٔالاستاذ أحمد الخملي ‪» :‬والسفيه تحجر عليه تصرفاته املالية وحدها‪ ،‬أما حقوقه الشخصية فله‬
‫كامل ٔالاهلية ملارس ا دون تدخل من حاجرﻩ‪ .‬هذا ما أكدته املادة ‪ .233‬وهو سليم ملكة العقل ولذلك ال‬
‫يتوقف زواجه ع ى إذن املحكمة«‪.184‬‬
‫وبالتاي فإن زواج املعتوﻩ يخضع إلذن قا ٔالاسرة املكلف بالزواج املنصوص عليه ي املادة )‪(23‬‬
‫من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ولكنه ال يتوقف ع ى موافقة نائبه الشر ي‪.‬‬

‫‪ 181‬كان الفصل )‪ (7‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية امللغاة ينص ع ى أنه‪» :‬للقا أن يأذن ي زواج املجنون أواملعتوﻩ إذا ثبت بتقريرهيأة من‬
‫أطباء ٔالامراض العقلية أن زواجه يفيد ي عالجه وأطلع الطرف ٓالاخرع ى ذلك ور به«‪.‬‬
‫»‪182-Art.216:«Lefaibled’espritestceluiquiestatteintd’unhandicapmentall’empêchantdemaîtrisersapenséeetsesactes‬‬
‫‪183- Art.215: « Le prodigue est celui qui dilapide ses biens par des dépenses sans utilité ou considérées comme futiles par les‬‬
‫‪personnesraisonnables,d’unemanièrequiportepréjudiceàlui-mêmeouàsafamille».‬‬
‫‪-184‬أحمد الخملي ‪» ،‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.185:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -II‬املوانع الشرعية للزواج‪ :‬يعد انتفاء املوانع الشرعية من الشروط ٔالاساسية للزواج‪ .‬وقد حدد‬
‫املشرع املغربي هذﻩ املوانع ي املادة )‪ (35‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬موانع الزواج قسمان‪ :‬مؤبدة ومؤقتة«‪.185‬‬
‫فاملوانع املؤبدة ي املوانع ال ال تزول لوجود صفة ي املمنوع ال تزول عنه أبدا‪ .‬أما املوانع املؤقتة‪،‬‬
‫فﻬ املوانع ال تزول بزوال صفة ي املمنوع من الزواج‪ ،‬كزوال صفة الكفرعن الرجل باإلسالم فيحق له أن‬
‫ي وج من املسلمة‪ ،‬أو زوال صفة زوج ٔالاخت من الرجل بالطالق‪ ،‬أو الوفاة‪ ،‬فيصبح من حق أخت املطلقة‬
‫أواملتوفاة أن ت وج من زوجها املطلق أواملتوى‪.‬‬
‫ولتقديم فكرة موجزة عن موانع الزواج سنتكلم عن موانع الزواج املؤبدة )‪ (1‬ثم بعد ذلك عن موانع‬
‫الزواج املؤقتة )‪.(2‬‬
‫‪ -1‬موانع الزواج املؤبدة‪ :‬و ي القرابة )النسب( واملصاهرة )القرابة الناشئة عن الزواج( والرضاع‪.‬‬
‫وقد تحدث املشرع املغربي عن هذﻩ املوانع املؤبدة ي املواد )‪ (36‬و)‪ (37‬و)‪ (38‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫أ‪ -‬املحرمات بالقرابة أو النسب‪ :‬املحرمات بالقرابة أو النسب هن النساء ال ذكرهن ﷲ عزوجل‬
‫‪186‬‬ ‫ُ َّ ْ ََْ ُ ْ ُ ﱠ َ ُ ُ ْ َََ ُ ُ ْ ََ َ َ ُ ُ ْ َ َ ﱠ ُ ُ ْ َ َ َ ُ ُ ْ َََ ُ َْ َََ ُ ُْْ‬
‫ي قوله‪﴿ :‬ح ِرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخاالتكم وبنات ٔالا ِخ وبنات ٔالاخ ِت﴾ ‪ .‬وقد‬
‫ترجم املشرع املغربي مع هذﻩ ٓالاية الكريمة ي املادة )‪ (36‬من مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى أن‪» :‬املحرمات‬
‫بالقرابة أصول الرجل وفصوله وفصول أول أصوله وأول فصل من كل أصل وإن عال«‪.187‬‬
‫فاألصول‪ :‬هن ٔالامهات وإن علون‪ ،‬ويدخل ف ن أمهات ٓالاب وأمهات ٔالام‪.‬‬

‫‪ -185‬قال ابن رشد الحفيد‪ » :‬ي معرفة محل العقد وكل امرأة فإ ا تحل ي الشرع بوجهن‪ :‬إما بنكاح‪ ،‬أو بملك يمن‪ .‬واملوانع الشرعية بالجملة‬
‫تنقسم أوال إى قسمن‪ :‬موانع مؤبدة‪ ،‬وموانع غﺮمؤبدة‪ .‬واملوانع املؤبدة تنقسم إى متفق عل ا‪ ،‬ومختلف ف ا‪ .‬فاملتفق عل ا ثالث‪ :‬نسب‪ ،‬وصهر‪،‬‬
‫ورضاع‪ .‬واملختلف ف ا الزنا‪ ،‬واللعان‪ .‬والغﺮمؤبدة تنقسم إى تسعة‪ :‬أحدها مانع العدد‪ .‬والثاني‪ :‬مانع الجمع‪ .‬والثالث‪ :‬مانع الرق‪ .‬والرابع‪ :‬مانع الكفر‪.‬‬
‫والخامس‪ :‬مانع ٕالاحرام‪ .‬والسادس‪ :‬مانع املرض‪ .‬والسابع‪ :‬مانع العدة ع ى اختالف ي عدم تأبيدﻩ‪ .‬والثامن‪ :‬مانع التطليق ثالثا للمطلق‪ .‬والتاسع‪ :‬مانع‬
‫الزوجية‪ .‬فاملوانع الشرعية بالجملة أربعة عشرمانعا‪ ،‬ففي هذا الباب أربعة عشرفصال«‪ .‬أبو الوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪،‬‬
‫»بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1301/1300:‬‬
‫‪-186‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.23‬‬
‫‪ -187‬قال ابن رشد ي مانع النسب‪» :‬واتفقوا ع ى أن النساء الالئي يحرمن من قبل النسب السبع املذكورات ي القرآن‪ٔ :‬الامهات والبنات ؤالاخوات‬
‫والعمات والخاالت وبنات ٔالاخ وبنات ٔالاخت‪،‬واتفقوا ع ى أن ٔالام ههنا‪:‬اسم لكل أن لها عليك والدة من جهة ٔالام أومن جهة ٔالاب‪ ،‬والبنت‪:‬اسم لكل‬
‫أن لك عل ا والدة من قبل الابن أومن قبل البنت أومباشرة‪ ،‬وأما ٔالاخت‪ :‬فﻬ اسم لكل أن شاركتك ي أحد أصليك أومجموع ما أع ٔالاب أو‬
‫ٔالام أوكل ما‪ ،‬والعمة‪ :‬اسم لكل أن ي أخت ألبيك أولكل ذكرله عليك والدة؛ وأما الخالة‪ :‬فﻬ اسم ألخت أمك أوأخت كل أن لها عليك والدة؛‬
‫وبنات ٔالاخ‪:‬اسم لكل أن ألخيك عل ا والدة من قبل أمها أومـن قبل أب ـا أومباشرة؛ وبنات ٔالاخت‪:‬اسم لكل أن ألختك عل ا والدة مباشرة أومن قبل‬
‫ْ َ ُ ُ ُُ َُُ‬
‫أمها أو من قبل أب ا‪ .‬فهؤالء ٔالاعيان السبع محرمات‪ ،‬وال خالف أعلمه ي هذﻩ الجملة‪ .‬ؤالاصل ف ا قوله تعاى ) ُح ِّر َمت َعل ْيك ْم أ ﱠم َهاتك ْم َ َوبناتك ْم‬
‫ُُ َ َ ُُ َ ُ َْ َ ُ ُْْ‬ ‫َ َ ُُ‬
‫َوأخ َواتك ْم َو َع ﱠماتك ْم َوخاالتك ْم َ َوبنات ٔالا ِخ َ َوبنات ٔالاخ ِت(إى آخرٓالاية‪.‬وأجمعوا ع ى أن النسب الذي يحرم الوطء بنكاح يحرم الوطء بملك اليمن«‪.‬‬
‫أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1302:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪62‬‬
‫والفصول‪ :‬هن البنات وإن سفلن‪ ،‬ويدخل ف ن بنات ٕالابن وبنات البنت وما تنسل م ن‪.‬‬
‫وفصول أول ٔالاصول‪ :‬هن ٔالاخوات ويدخل ف ن ٔالاخوات الشقيقات ؤالاخوات لألب ؤالاخوات لألم‬
‫وبنا ن وبنات أبنا ن وبنات بنا ن‪ .‬وبنات ٔالاخ الشقيق أؤالاخ لألب أؤالاخ لألم وبنات أبنا م وبنات بنا م‪.‬‬
‫وأول فصل من كل أصل‪ :‬هن العمات والخاالت وإن علون أي عمة العمة وخالة الخالة‪.‬‬
‫فالجميع إذا هن‪ٔ :‬الامهات )ٔالامهات والجدات( والبنات )البنات وبنات ٔالابناء وبنات البنات وبنات أبناء‬
‫ٕالابن وبنات بنات ٔالابن وبنات أبناء البنت وبنات بنات البنت( ؤالاخوات )ٔالاخوات وبنات أبنا ن وبنات بنا ن(‬
‫والعمات )العمات وعما ن( والخاالت )الخاالت وخال ن( وبنات ٔالاخ )بنات ٔالاخ وبنات أبنائه وبنات بناته(‬
‫وبنات ٔالاخت )بنات ٔالاخت وبنات أبنا ا وبنات بنا ا(‪.‬‬
‫ب‪ -‬املحرمات باملصاهرة‪ :‬نصت املادة )‪ (37‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬املحرمات باملصاهرة‪،‬‬
‫أصول الزوجات بمجرد العقد‪ ،‬وفصولهن بشرط البناء باألم‪ ،‬وزوجات ٓالاباء وإن علوا‪ ،‬وزوجات ٔالاوالد وإن‬
‫سفلوا بمجرد العقد«‪.188‬‬
‫‪ -1‬أصول الزوجات‪ :‬وهن أمهات الزوجات أو النساء بمجرد العقد ع ى البنات‪ .‬ودليل تحريمهن هو‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫قول ﷲ تعاى‪َ ﴿ :‬وأ ﱠم َهات ِن َسا ِئك ْم﴾‪.189‬‬
‫‪-2‬فصول الزوجات‪ :‬وهن بنات الزوجات وإن سفلن بشرط البناء باألم‪ .‬ودليل تحريمهن قول ﷲ عز‬
‫وجل‪َ ﴿ :‬و َر َبائ ُب ُك ُم ﱠالالتي ي ُح ُجور ُك ْم م ْن ن َسائ ُك ُم ﱠالالتي َد َخ ْل ُت ْم ﱠن َفإ ْن َل ْم َت ُكوُنوا َد َخ ْل ُت ْم ﱠن َف َال ُج َن َ‬
‫اح‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫َعل ْيك ْم﴾‪.190‬‬
‫ََ َ ُُ‬ ‫َ َْ‬
‫‪ -3‬زوجات ٓالاباء‪ :‬وإن علوا بمجرد العقد‪ .‬ودليل تحريمهن قوله تعاى‪َ ﴿:‬وال تن ِك ُحوا َما نك َح آ َباؤك ْم ِم َن‬
‫ً‬ ‫ّ ﱠ َ َ َ ﱠ َ َ َ َ ً ًْ‬
‫الن َس ِاء ِإال َما ق ْد َسلف ِإن ُه كان ف ِاحشة َو َمقتا َو َس َاء َس ِبيال﴾‪.191‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -188‬قال ان رشد ي مانع املصاهرة‪» :‬وأما املحرمات باملصاهرة فإ ن أربع‪ :‬زوجات ٓالاباء‪ ،‬ؤالاصل فيه قوله تعاى‪) :‬وال تنكحوا ما نكح آباؤكم من‬
‫النساء( ٓالاية‪ ،‬وزوجات ٔالابناء‪ .‬ؤالاصل ي ذلك أيضا قوله تعاى‪) :‬وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم( وأمهات النساء أيضا‪ ،‬ؤالاصل ي ذلك قوله‬
‫تعاى )وأمهات نسائكم(‪ .‬وبنات الزوجات‪ ،‬ؤالاصل فيه قوله تعاى‪) :‬وربائبكم الالتي ي جحوركم من نسائكم الالتي دخلتم ن( فهؤالء ٔالاربع اتفق‬
‫املسلمون ع ى تحريم اثنن م ن بنفس العقد‪ ،‬وهو تحريم زوجات ٓالاباء ؤالابناء‪ ،‬وواحدة بالدخول و ي ابنة الزوجة‪ .‬واختلفوا م ا ي موضعن‪:‬‬
‫أحدهما هل من شرطها أن تكون ي حجرالزوج والثانية هل تحرم باملباشرة لألم للذة أوبالوطء؟وأما أم الزوجة فإ م اختلفوا هل تحرم بالوطء أو‬
‫بالعقد ع ى البنت فقط؟ واختلفوا أيضا من هذا الباب ي مسألة رابعة‪ ،‬و ي هل يوجب الزنا من هذا التحريم ما يوجبه النكاح الصحيح أوالنكاح‬
‫بش ة« أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪»،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1303:‬‬
‫‪-189‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.23‬‬
‫‪-190‬سورة النساء‪ٓ،‬الاية ‪.23‬‬
‫‪-191‬سورة النساء‪ٓ،‬الاية ‪.22‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪63‬‬
‫َ ََ ُ ﱠ‬
‫‪ -4‬زوجات ٔالابناء‪ :‬وإن سفلوا بمجرد العقد‪ .‬ودليل تحريمهن قول ﷲ تعاى‪َ ﴿ :‬و َحالِئ ُل أ ْبنا ِئك ُم ال ِذ َين‬
‫ْ َ َْ ُ‬
‫صالِبك ْم﴾‪.192‬‬‫ِمن أ‬
‫ُ ُُ ﱠ‬
‫ج‪ -‬املحرمات بالرضاع‪ :‬ذكر ﷲ عز وجل النساء املحرمات من الرضاع ي قوله‪َ ﴿ :‬وأ ﱠم َهاتك ُم الال ِتي‬
‫ض َ‬‫َْ َ َْ ُ ْ ََ َ َ ُ ُ ْ َ ﱠ َ‬
‫اع ِة﴾‪ .193‬وروى ٕالامام ع ي ر ﷲ عنه قال‪ :‬قال رسول ﷲ )ص(‪﴿ :‬إن ﷲ‬ ‫أرضعنكم وأخواتكم ِمن الر‬
‫حرم من الرضاع ما حرم من النسب﴾‪ .194‬وقد جمعت املادة )‪ (38‬من مدونة ٔالاسرة املحرمات بالرضاع‬
‫ونصت ع ى أنه‪» :‬يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب واملصاهرة‪.‬‬
‫يعد الطفل الرضيع خاصة‪ ،‬دون إخوته وأخواته ولدا للمرضعة وزوجها‪.‬‬
‫ال يمنع الرضاع من الزواج‪ ،‬إال إذا حصل داخل الحولن ٔالاولن قبل الفطام«‪.195‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن النساء املحرمات ع ى الرجل من الرضاع هن‪:‬‬
‫‪ٔ -1‬الام من الرضاع؛‬
‫‪ -2‬البنت من الرضاع؛‬
‫‪ٔ -3‬الاخت من الرضاع؛‬
‫‪ -4‬العمة من الرضاع؛‬
‫‪ -5‬الخالة من الرضاع؛‬
‫‪ -6‬بنت ٔالاخ من الرضاع؛‬
‫‪ -7‬بنت ٔالاخت من الرضاع؛‬
‫‪ -8‬أم ٔالام )الجدة( من الرضاع؛‬
‫‪ -9‬زوجة ٔالاب من الرضاع ألن الرضيع ابن لزوج املرضعة؛‬
‫‪ -10‬زوجة ٕالابن من الرضاع ألن زوج املرضعة أب للرضيع؛‬
‫أما الشروط ال يحرم ا الرضاع فﻬ ‪:‬‬

‫‪-192‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.23‬‬


‫‪-193‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.23‬‬
‫‪-194‬رواﻩ أحمد‪ ،‬والﺮمذي وصححه‬
‫‪-195‬قال ابن رشد ي مانع الرضاع‪» :‬واتفقوا ع ى أنالرضاع بالجملة يحرم منه ما يحرم من النسب‪ :‬أع أن املرضعة ت ل م لة ٔالام‪ ،‬فتحرم ع ى‬
‫املرضع ي وكل من يحرم ع ى الابن من قبل أم النسب‪ .‬واختلفوا من ذلك ي مسائل كثﺮة‪ ،‬والقواعد م ا تسع‪ :‬إحداها‪ :‬ي مقداراملحرم من اللن‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬ي سن الرضاع‪ .‬والثالثة‪ :‬ي حال املرضع ي ذلك الوقت عند من يشﺮط للرضاع املحرم وقتا خاصا‪ .‬والرابعة‪ :‬هل يعتﺮفيه وصوله برضاع‬
‫والتقام الثدي أوال يعتﺮ‪ .‬والخامسة‪ :‬هل يعتﺮفيه املخالطة أم ال يعتﺮ‪ .‬والسادسة‪ :‬هل يعتﺮفيه الوصول من الحلق أوال يعتﺮوالسابعة‪ :‬هل ي ل‬
‫صاحب اللن‪ :‬أع الزوج من املرضع م لة ٔالاب‪ ،‬وهو الذي يسمونه لن الفحل أم ليس ي ل منه بم لة أب‪ .‬والثامنة‪ :‬الشهادة ع ى الرضاع‪.‬‬
‫والتاسعة‪:‬صفة املرضعة«‪.‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪»،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1309:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -1‬أن يقع الرضاع عندما يكون الرضيع ي الحولن ٔالاولن من عمرﻩ‪ .‬وقد علل الفقهاء هذﻩ املدة‬
‫َ ْ َ َ ُ ُ ْ ْ َ َ َْ َ ُ ﱠ ْ َْ َ َْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ﱠ ﱠ َ َ َ‬
‫اعة﴾‪.196‬‬ ‫بقول ﷲ تعاى قال‪﴿ :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حول ِن ك ِامل ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرض‬
‫‪»-2‬أن يصل اللن إى الحلق أوالجوف من الفم برضاع الطفل من الثدي مباشرة‪ ،‬ع ى الطريقة ال‬
‫تسمى بالرضاع‪ .‬أما إذا وصل عن طريق آخر‪ ،‬كأن يصب لن املرأة ي وسط فم الطفل »وتسمى هذﻩ العملية‬
‫بالوجور« أو بصبه بجانب فمه‪» ،‬ويسمى ذلك اللدود« فإن املالكية يرون أنه يحرم أيضا‪ ،‬ألن املعتﺮ هو‬
‫وصول اللن إى الجوف‪ .‬وقال داود الظاهري‪ :‬ال يحرم‪ ،‬ألنه ال يطلق عليه اسم الرضاع«‪.197‬‬
‫أما قدر اللن الذي يتحقق به التحريم‪ ،‬فقد وقع الخالف بشأنه‪ .198‬وقد كانت الفقرة الثالثة من‬
‫الفصل )‪ (8‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية تنص ع ى أنه‪» :‬ال يمنع الرضاع مــن الزواج إال إذا حصل ي‬
‫الحولن ٔالاولن خمس مرات يقينا‪ .‬والرضعة ال تحسب إال إذا عدت ي العرف رضعة كاملة«‪ .‬بيد أن مدونة‬
‫ٔالاسرة لم تتضمن مقتضا مماثال للمقت املذكور‪ .‬لذلك قال ٔالاستاذ أحمد الخملي ‪» :‬اقﺮح ي اللجنة‬
‫الاستشارية ٕالابقاء ع ى نفس صياغة مدونة ٔالاحوال الشخصية ي مانع الرضاع‪ .‬ولكن أغلبية ٔالاعضاء‬
‫طلبت الرجوع إى مذهب مالك بالنسبة لتحديد الرضاع الذي ينشأ عنه مانع الزواج‪.‬‬
‫وبعد مناقشات عدلت الفقرة الثالثة بالصيغة ال صدرت ا مع ايراد كلمة »الرضاع« دون إشارة إى‬
‫كميته أو عدد الرضعات‪ ،‬وترك ذلك للقضاء الذي يستأنس بالداللة العرفية للكلمة دون أن يكون مقيدا‬

‫‪-196‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.233‬‬


‫‪ -197‬محمد ابن معجوز‪» ،‬أحكام ٔالاسرة ي الشريعة ٕالاسالمية وفق مدونة ٔالاحوال الشخصية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64/63:‬‬
‫‪-198‬قالابن رشد الحفيد‪)»:‬املسألة ٔالاوى(‪ :‬أما مقداراملحرم من اللن فإن قوما قالوا فيه بعدم التحديد وهومذهب مالك وأصحابه؛ وروى عن‬
‫ع ي وابن مسعود وهوقول ابن عمروابن عباس‪ ،‬وهؤالء يحرم عندهم أي قدركان‪ ،‬وبه قال أبوحنيفة وأصحابه والثوري ؤالاوزا ي؛ وقالت طائفة‪:‬‬
‫بتحديد القدراملحرم‪ ،‬وهؤالء انقسموا إى ثالث فرق‪ ،‬فقالت طائفة‪:‬ال تحرم املصة وال املصتان وتحرم الثالث رضعات فما فوقها‪ ،‬وبه قال أبوعبيد‬
‫وأبوثور‪ ،‬وقالت طائفة‪:‬املحرم خمس رضعات‪ ،‬وبه قال الشاف ي‪ ،‬وقالت طائفة‪:‬عشررضعات‪.‬والسبب ي اختالفهم ي هذﻩ املسألة معارضة عموم‬
‫الكتاب لألحاديث الواردة ي التحديد ومعارضة ٔالاحاديث ي ذلك بعضها بعضا‪ .‬فأما عموم الكتاب فقوله تعاى‪) :‬وأمهاتكم الالتي أرضعنكم( ٓالاية‪،‬‬
‫وهذا يقت ما ينطلق عليه اسم ٕالارضاع‪ ،‬ؤالاحاديث املتعارضة ي ذلك راجعة إى حديثن ي املع ‪ :‬أحدهما حديث عائشة وما ي معناﻩ أنه قال‬
‫عليه الصالة والسالم‪»:‬ال تحرم املصة وال املصتان أوالرضعة والرضعتان«خرجه مسلم من طريق عائشة ومن طريق أم الفضل ومن طريق ثالث‪،‬‬
‫وفيه قال‪:‬قال رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم‪»:‬ال تحرم ٕالامالجة وال ٕالامالجتان«والحديث الثاني حديث سهلة ي سالم أنه قال لها الن ص ى ﷲ‬
‫عليه وسلم‪» :‬أرضعيه خمس رضعات«‪ .‬وحديث عائشة ي هذا املع أيضا قالت‪» :‬كان فيما نزل من القرآن عشررضعات معلومات ثم نسخن‬
‫بخمس معلومات‪ ،‬فتوي رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن« فمن رجح ظاهرالقرآن ع ى هذﻩ ٔالاحاديث قال‪ :‬تحرم املصة‬
‫واملصتان‪ ،‬ومن جعل ٔالاحاديث مفسرة لآلية وجمع بي ا وبن ٓالاية ورجح مفهوم دليل الخطاب ي قوله عليه الصالة والسالم‪»:‬ال تحرم املصة وال‬
‫املصتان« ع ى مفهوم دليل الخطاب ي حديث سالم قال‪ :‬الثالثة فما فوقها ي ال تحرم‪ ،‬وذلك أن دليل الخطاب ي قوله‪» :‬ال تحرم املصة وال‬
‫املصتان« يقت أن ما فوقها يحرم‪ ،‬ودليل الخطاب ي قوله‪» :‬أرضعيه خمس رضعات« يقت أن ما دو ا ال يحرم والنظر ي ترجيح أحد دلي ي‬
‫الخطاب«‪.‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 1309:‬إى ‪.1311‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪65‬‬
‫بعدد الرضعات الذي تقول به آراء فقهية‪ ،‬وال بحرفية املذهب املالكي الذي تشدد ي التحريم بالرضاع داخل‬
‫الحولن وقبل الفطام‪ ،‬وجردﻩ من كل أثربعد الفطام وبعد الحولن«‪.199‬‬
‫‪ -2‬موانع الزواج املؤقتة‪:‬‬
‫فصل املشرع املوانع املؤقتة ي املادة )‪ (39‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬موانع الزواج املؤقتة ي‪:‬‬
‫‪ - 1‬الجمع بن أختن‪ ،‬أوب ن امرأة وعم ا أوخال ا من نسب أورضاع؛‬
‫‪ - 2‬الزيادة ي الزوجات ع ى العدد املسموح به شرعا؛‬
‫‪ - 3‬حدوث الطالق بن الزوجن ثالث مرات‪ ،‬إى أن تنق عدة املرأة من زوج آخر دخل ا دخوال‬
‫يعتد به شرعا؛‬
‫زواج املطلقة من آخريبطل الثالث السابقة‪ ،‬فإذا عادت إى مطلقها يملك عل ا ثالثا جديدة؛‬
‫‪ -‬زواج املسلمة بغﺮاملسلم‪ ،‬واملسلم بغﺮاملسلمة ما لم تكن كتابية؛‬
‫‪ -‬وجود املرأة ي عالقة زواج أو ي عدة أواست ﺮاء«‪.‬‬
‫وسنحاول الحديث عن كل واحد من املوانع املذكورة بنوع من التفصيل‪:‬‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫‪ -1‬مانع الجمع‪ :‬اتفق الفقهاء ع ى أنه ال يجمع بن ٔالاختن بعقد نكاح لقوله تعاى‪َ ﴿ :‬وأن ت ْج َم ُعوا َب ْن‬
‫ﱠَ َ َ َُ‬ ‫َُْْ ﱠ َ َ َ‬
‫ٔالاخت ْ ِن ِإال َما ق ْد َسلف ِإ ﱠن الله كان غفو ًرا َر ِح ًيما﴾‪ .200‬وكذلك اتفقوا ع ى تحريم الجمع بن املرأة وعم ا وبن‬
‫املرأة وخال ا من نسب أو رضاع لثبوت ذلك عن الن )ص( من حديث أبي هريرة وتواترﻩ عنه عليه الصالة‬
‫والسالم من أنه قال‪﴿ :‬ال يجمع بن املرأة وعم ا وال بن املرأة وخال ا﴾‪ .‬ويشمل التحريم كذلك الجمع بن كل‬
‫امرأتن بي ما قرابة محرمة‪ ،‬بمع لو كانت إحداهما ذكرا ؤالاخرى أن حرم الزواج بي ما‪ .‬ويجب أن يكون‬
‫هذا الشرط متحققا ي الطرفن معا‪ ،‬أي إذا جعل كل واحد م ما ذكرا وٓالاخرأن ع ى وجه التبادل لم يجز‬
‫الزواج بي ما‪» .‬وأما إن جعل ي أحد الطرفن ذكريحرم ال ويج ولم يحرم من الطرف ٓالاخرفإن الجمع يجوز‬
‫كالحال ي الجمع بن امرأة الرجل وابنته من غﺮها‪ ،‬فإنه إن وضعنا البنت ذكرا لم يحل نكاح املرأة منه أل ا‬
‫زوجة أبيه‪ ،‬وإن جعلنا املرأة ذكرا حل لها نكاح ابنة الزوج أل ا تكون ابنة ألجن ‪ ،‬وهذا القانون هو الذي‬
‫اختارﻩ أصحاب مالك«‪.201‬‬
‫‪ -2‬مانع العدد‪ :‬قال ابن رشد ي مانع العدد‪» :‬واتفق املسلمون ع ى جوازنكاح أربعة من النساء معا‪...‬‬
‫َْ ُ َ َ َ َُْ َ ّ‬
‫الن َس ِاء‬
‫وأما ما فوق ٔالاربع فإن الجمهور ع ى أنه ال تجوز الخامسة لقوله تعاى‪﴿ :‬فان ِكحوا ما طاب لكم ِمن ِ‬
‫‪-199‬أحمد الخملي ‪» ،‬من مدونة ٔالاحوال الشخصية إى مدونة ٔالاسرة«‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151:‬‬
‫‪-200‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.23‬‬
‫‪-201‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1327:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪66‬‬
‫ْ َ َُ َ‬
‫َمث َوثالث﴾‪ .202‬وملا روي عنه عليه الصالة والسالم أنه قال لغيالن ملا أسلم وتحته عشر نسوة‪﴿ :‬أمسك‬
‫أربعا وفارق سائرهن﴾‪ .‬وقالت فرقة‪ :‬يجوز تسع‪ ،‬ويشبه أن يكون من أجازالتسع ذهب مذهب الجمع ي ٓالاية‬
‫َ َ ْ ْ ُ َﱠ َ ُ َ َ ً‬ ‫ْ َ َُ َ‬
‫املذكورة‪ ،‬أع جمع ٔالاعداد ي قوله تعاى‪َ ﴿ :‬مث َوثالث َو ُر َباع ف ِإن ِخفت ْم أال ت ْع ِدلوا ف َو ِاحدة﴾«‪. 203‬‬
‫ورغم أن املشرع اكتفى بالقول إن من موانع الزواج املؤقتة‪ -2» :‬الزيادة ي الزوجات ع ى العدد‬
‫املسموح به شرعا«‪ ،‬فإنه قد عﺮ عن رؤيته لتعدد الزوجات من خالل ما جاء ي ديباجة مدونة ٔالاسرة ال‬
‫ذكرت أنه‪» :‬فيما يخص التعدد‪ ،‬فقد راعينا ي شأنه الال ام بمقاصد ٕالاسالم السمحة ي الحرص ع ى العدل‪،‬‬
‫َ ْ ْ ُ َﱠ َ ُ َ َ ً‬
‫الذي جعل الحق سبحانه يقيد إمكان التعدد بتوفﺮﻩ‪ ،‬ي قوله تعاى‪﴿ :‬ف ِإن ِخفت ْم أال ت ْع ِدلوا ف َو ِاحدة﴾‪،204‬‬
‫ََ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َْ َ ّ َ ََ ْ َ َ ْ ُ‬
‫صت ْم﴾‪ ،205‬فقد جعله‬ ‫النس ِاء ولو حر‬‫وحيث إنه تعاى نفى هذا العدل بقوله‪﴿ :‬ولن تست ِطيعوا أن تع ِدلوا ب ن ِ‬
‫شبه ممتنع شرعا‪ ،‬كما تشبعنا بحكمة ٕالاسالم املتم ة‪ ،‬بالﺮخيص بزواج الرجل بامرأة ثانية‪ ،‬بصفة شرعية‬
‫لضرورات قاهرة وضوابط صارمة‪ ،‬وبإذن من القا ‪ ،‬بدل اللجوء للتعدد الفع ي غﺮالشر ي‪ ،‬ي حالة منع‬
‫التعدد بصفة قطعية«‪.‬‬
‫إن تصور املشرع إذن للتعدد تمخض عن قناعة تامة بما ي ﺮتب عن تعدد الزوجات من مشاكل‬
‫اجتماعية وقانونية ومادية من جهة‪ ،‬وما يمكن أن ينجم أيضا عن منعه منعا مطلقا من مشاكل اجتماعية‬
‫وقانونية قد تتخبط ف ا فئات اجتماعية واسعة تعتقد أن الشرع ٕالاسالمي هو ما تظنه ي كذلك‪ ،‬وتعتﺮأن‬
‫من حقها أن تمارس الحقوق الشرعية ال تقدر أ ا حقوق ال تل ى بالقانون من جهة ثانية‪ .‬لذلك عمل‬
‫املشرع ع ى تقييد التعدد بأحكام خاصة سوف نتطرق لها من خالل دراسة شروط التعدد من ناحية )أ(‬
‫ومسطرته من ناحية أخرى )ب(‪.‬‬
‫أ(‪ -‬شروط التعدد ي ظل مدونة ٔالاسرة‪:‬‬
‫نصت املادة )‪ (40‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يمنع التعدد إذا خيف عدم العدل بن الزوجات‪ ،‬كما‬
‫يمنع ي حالة وجود شرط من الزوجة بعدم ال وج عل ا«‪ .‬ثم أضافــت املادة )‪ (41‬من مدونة ٔالاسرة أنه‪» :‬ال‬
‫تأذن املحكمة بالتعدد‪:‬‬
‫‪ -‬إذا لم يثبت لها املﺮر املوضو ي الاستثنائي؛‬
‫‪ -‬إذا لم تكن لطالبه املوارد الكافية إلعالة ٔالاسرتن‪ ،‬وضمان جميع الحقوق من نفقة وإسكان‬
‫ومساواة ي جميع أوجه الحياة«‪.‬‬

‫‪-202‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.3‬‬


‫‪-203‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 1322:‬إى ‪.1323‬‬
‫‪-204‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.3‬‬
‫‪-205‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.129‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪67‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن أحكام التعدد ال تستفاد من املادتن )‪ (40‬و)‪ (41‬من مدونة ٔالاسرة مجتمعة ي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن الزواج بزوجة ثانية ممنوع منعا مطلقا ما لم تأذن به املحكمة؛‬
‫‪ -2‬إن املحكمة ال تأذن بالتعدد إال إذا تأكدت‪ ،‬بكل ما تتوفرعليه من وسائل قانونية‪ ،‬أن التعدد لن‬
‫ي ﺮتب عنه عدم العدل بن الزوجات؛‬
‫‪ -3‬يمنع التعدد إذا اشﺮطت املرأة ي عقد الزواج أو ي عقد ملحق به ع ى زوجها أن ال ي وج عل ا؛‬
‫‪ -4‬يجب أن يكون طلب ٕالاذن بالتعدد معلال بمﺮر موضو ي استثنائي‪ ،‬أي أن يكون هناك سبب‬
‫جدي ومعقول ومقبول هو الذي دفع الزوج إى طلب ٕالاذن بالتعدد‪ .‬ويعود للمحكمة أن تقدر وجود املﺮر‬
‫املوضو ي الاستثنائي أوعدم وجودﻩ بحسب كل حالة ع ى حدة؛‬
‫‪ -5‬يجب أن يكون طالب التعدد متوفرا ع ى املوارد املالية الكافية إلعالة ٔالاسرتن‪ ،‬وضمان جميع‬
‫الحقوق من نفقة وإسكان ومساواة ي جميع أوجه الحياة؛‬
‫‪ -6‬ي حالة ٕالاذن بالتعدد‪ ،‬ال يتم العقد مع املراد ال وج ا إال بعد إشعارها من طرف املحكمة بأن‬
‫مريد الزواج ا م وج بغﺮها ورضاها بذلك‪ .‬ع ى أن يتم تضمن هذا ٕالاشعاروالتعبﺮعن الر ي محضر‬
‫رسمي‪ ،‬وذلك تطبيقا للمادة )‪ (46‬من مدونة ٔالاسرة‪.206‬‬
‫ب( مسطرة التعدد‪:‬‬
‫إذا لم تش ﺮط الزوجة السابقة ع ى زوجها أن ال ي وج عل ا‪ ،‬يمكن للراغب ي التعدد طبقا للمادة‬
‫)‪ (42‬من مدونة ٔالاسرة أن يتقدم بطلب ٕالاذن بالتعدد إى املحكمة‪ .‬وهذا الطلب يجب أن يتضمن بيان‬
‫ٔالاسباب املوضوعية الاستثنائية املﺮرة له‪ ،‬وأن يكون مرفقا بإقرارعن وضعية طالب التعدد املادية‪.‬‬
‫وهكذا فبعد تقييد طلب التعدد ي املحكمة وأداء الوجيبة القضائية عليه‪ ،‬تقوم املحكمة طبقا‬
‫للمادة )‪ (43‬من مدونة ٔالاسرة باستدعاء الزوجة املراد ال وج عل ا للحضور‪ .‬فإذا توصلت شخصيا ولم‬
‫ً‬
‫تحضرأوامتنعت من تسلم الاستدعاء‪ ،‬توجه إل ا املحكمة عن طريق عون كتابة الضبط إنذارا تشعرها فيه‬
‫بأ ا إذا لم تحضر ي الجلسة املحدد تاريخها ي ٕالانذارفسيبت ي طلب الزوج ي غيا ا‪.‬‬
‫وقد أجازت املادة )‪ (43‬من مدونة ٔالاسرة للمحكمة أن تبت ي الطلب ي غيبة الزوجة املراد ال وج‬
‫عل ا إذا أفادت النيابة العامة تعذرالحصول ع ى موطن أومحل إقامة يمكن استدعاؤها فيه‪ .‬بيد أنه إذا كان‬
‫سبب عدم توصل الزوجة باالستدعاء ناتجا عن تقديم الزوج بسوء نية لعنوان غﺮ صحيح أو تحريف ي‬

‫بأن‬ ‫‪-206‬نصت املادة )‪(46‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪ »:‬يحالة ٕالاذن بالتعدد‪ ،‬ال يتم العقد مع املراد ال وج ا إال بعد إشعارها من طرف القا‬
‫مريد الزواج ا م وج بغﺮها ورضاها بذلك‪.‬يضمن هذا ٕالاشعاروالتعبﺮعن الر ي محضررسمي«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪68‬‬
‫اسم الزوجة‪ ،‬تطبق ع ى الزوج العقوبة املنصوص عل ا ي الفصل )‪ (361‬من القانون الجنائي بطلب من‬
‫الزوجة املتضررة‪.207‬‬
‫ويتعن ع ى املحكمة طبقا للمادة )‪ (44‬من مدونة ٔالاسرة أن تجري املناقشة ي غرفة املشورة بحضور‬
‫الطرفن‪ ،‬وأن تستمع إل ما ملحاولة التوفيق وٕالاصالح بي ما‪ ،‬بعد استقصاء الوقائع وتقديم البيانات‬
‫املطلوبة‪.208‬‬
‫ويجوز للمحكمة بعد ان اء املناقشة‪ ،‬إما أن تحكم برفض طلب التعدد‪ ،‬أو أن تأذن بالتعدد بمقرر‬
‫معلل غﺮ قابل ألي طعن‪ ،‬إذا ثبت لها مﺮرﻩ املوضو ي الاستثنائي‪ ،‬وتوفرت شروطه الشرعية‪ ،‬مع تقييدﻩ‬
‫بشروط لفائدة امل وج عل ا وأطفالهما‪.‬‬
‫ويمكن للمحكمة إذا ثبت لها من خالل املناقشات تعذر استمرار العالقة الزوجية‪ ،‬وإصرار الزوجة‬
‫املراد ال وج عل ا ع ى املطالبة بالتطليق‪ ،‬أن تحدد بناء ع ى مقتضيات املادة )‪ (45‬من مدونة ٔالاسرة مبلغا‬
‫الستيفاء كافة حقوق الزوجة وأوالدهما امللزم الزوج باإلنفاق عل م‪ .‬و ي هذﻩ الحالة يتعن ع ى الزوج إيداع‬
‫املبلغ املحدد داخل أجل ال يتعدى سبعة أيام‪ .‬وبمجرد إيداع املبلغ املحدد تصدر املحكمة حكما بالتطليق‬
‫ويكون هذا الحكم غﺮقابل ألي طعن ي جزئه القا بإ اء العالقة الزوجية‪.‬‬
‫أما إذا لم يقم الزوج بإيداع املبلغ املذكور داخل ٔالاجل املحدد‪ ،‬فإن ذلك يعد تراجعا منه عن طلب‬
‫ٕالاذن بالتعدد‪.‬‬
‫وقد يقع أن يتمسك الزوج بطلب ٕالاذن بالتعدد‪ ،‬وأن ال توافق الزوجة املراد ال وج عل ا ع ى طلبه‪،‬‬
‫دون أن تطلب التطليق‪ .‬وي هذﻩ الحالة تطبق املحكمة تلقائيا مسطرة الشقاق املنصوص عل ا ي املواد )‪(94‬‬
‫إى )‪ (97‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬

‫‪-207‬نص الفصل )‪(361‬من القانون الجنائي ع ى أنه‪»:‬من توصل‪ ،‬بغﺮحق‪ ،‬إى تسلم إحدى الوثائق املشارإل ا ي الفصل السابق‪ ،‬أوحاول ذلك‪،‬‬
‫إما عن طريق ٕالادالء ببيانات غﺮصحيحة‪ ،‬وإما عن طريق انتحال اسم كاذب أو صفة كاذبة‪ ،‬وإما بتقديم معلومات أو شهادات أو إقرارات غ ﺮ‬
‫صحيحة‪ ،‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهرإى ثالث سنوات وغرامة من مائتن إى ثالثمائة درهم‪ .‬أما املوظف الذي يسلم أو يأمربتسليم إحدى‬
‫الوثائق املشارإل ا ي الفصل ‪ 360‬لشخص يعلم أنه ال حق له ف ا‪ ،‬فإنه يعاقب بالحبس من سنة إى أربع سنوات وغرامة من مائتن وخمسن إى‬
‫ألفن وخمسمائة درهم‪ ،‬ما لم يكون فعله إحدى الجرائم ٔالاشد املعاقب عل ا بالفصل ‪ 248‬وما بعدﻩ؛ كما يجوز الحكم عليه‪ ،‬عالوة ع ى ذلك‪،‬‬
‫بالحرمان من واحد أو أكﺮمن الحقوق املشارإل ا ي الفصل ‪ 40‬من خمس سنوات إى عشر‪ .‬وتطبق العقوبات املقررة ي الفقرة ٔالاوى ع ى من‬
‫يستعمل وثيقة حصل عل ا ي الظروف املشارإل ا فيما سبق أوكانت تحمل اسما غﺮاسمه«‪.‬‬
‫‪ -208‬نصت املادة )‪ (44‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تجري املناقشة ي غرفة املشورة )‪ (chambre du conseil‬بحضور الطرفن‪ .‬ويستمع إل ما‬
‫ملحاولة التوفيق وٕالاصالح‪ ،‬بعد استقصاء الوقائع وتقديم البيانات املطلوبة‪.‬‬
‫للمحكمة أن تأذن بالتعدد بمقرر معلل غﺮقابل ألي طعن‪ ،‬إذا ثبت لها مﺮرﻩ املوضو ي الاستثنائي‪ ،‬وتوفرت شروطه الشرعية‪ ،‬مع تقييدﻩ بشروط‬
‫لفائدة امل وج عل ا وأطفالهما«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -3‬مانع الطالق الثالث‪ :‬إذا طلق الرجل زوجته للمرة الثالثة‪ ،‬فإنه ال يحل له أن ي وجها مرة أخرى‪،‬‬
‫إال إذا تزوجت زوجا آخرودخل ا دخوال يعتد به شرعا‪ .209‬والدخول الذي يعتد به شرعا هو الدخول الذي‬
‫يقع فيه الوطء‪ .‬فإذا طلقها هذا الزوج الثاني‪ ،‬أومات ع ا‪ ،‬وانقضت عد ا‪ ،‬فيجوز لزوجها ٔالاول أن ي وجها‬
‫من جديد‪ ،‬ويعتﺮ وكأنه تزوجها ألول مرة‪ .‬وقد بن ﷲ تعاى الطالق الذي يحق فيه للرجل أن يراجع منه‬
‫َ ْ َﱠ َ ََ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الط َال ُق َم ﱠ َرتان َفإ ْم َس ٌ‬
‫ﱠ‬
‫اك ِب َم ْع ُرو ٍف أ ْوت ْس ِر ٌيح ِب ِإ ْح َس ٍان﴾‪ .210‬ثم قال‪﴿:‬ف ِإن طلق َها فال ت ِح ﱡل ل ُه ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زوجته بقوله‪﴿ :‬‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ ُ َ ﱠ َ ْ َ َ ْو ً َ ْ َ ُ َ ْ َ ﱠ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ﱠ ْ‬
‫اج َعا ِإن ظنا أن ُي ِق َيما ُح ُد َود الل ِه َ ِوتل َك ُح ُد ُود الل ِه‬
‫بعد ح تن ِكح ز جا غ ﺮﻩ ف ِإن طلقها فال جناح عل ِ ما أن ي ﺮ‬
‫َُ َ َ َ َ‬
‫ُيب ِّي َ ا ِلق ْوٍم ي ْعل ُمون﴾‪.211‬‬

‫‪-209‬قال ابن رشد‪»:‬وأما البائنة بالثالث‪ ،‬فإن العلماء كلهم ع ى أن املطلقة ثالثا ال تحل لزوجها ٔالاول إالبعد الوطء لحديث رفاعة بن سموءل »أنه‬
‫طلق امرأته تميمة بنت وهب ي عهد رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم ثالثا فنكحت عبد الرحمن بن الزبﺮ‪ ،‬فاعﺮض ع ا فلم يستطع أن يمسها‬
‫ففارقها‪ ،‬فأراد رفاعة زوجها ٔالاول أن ينكحها‪ ،‬فذكر ذلك لرسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم ف اﻩ عن تزويجها وقال‪» :‬ال تحل لك ح تذوق‬
‫العسيلة«‪ .‬وشذ سعيد بن املسيب فقال‪ :‬إنه جائزأن ترجع إى زوجها ٔالاول بنفس العقد لعموم قوله تعاى‪) :‬ح تنكح زوجا غﺮﻩ( والنكاح ينطلق‬
‫ع ى العقد‪ ،‬وكلهم قال‪ :‬التقاء الختانن يحلها‪ ،‬إال الحسن البصري فقال‪ :‬ال تحل إال بوطء بإنزال‪ .‬وجمهور العلماء ع ى أن الوطء الذي يوجب الحد‬
‫ويفسد الصوم والحج ويحل املطلقة ويحصن الزوجن ويوجب الصداق هوالتقاء الختانن‪ .‬وقال مالك وابن القاسم‪ :‬ال يحل املطلقة إال الوطء‬
‫املباح الذي يكون ي العقد الصحيح ي غﺮصوم أوحج أوحيض أواعتكاف‪ ،‬وال يحل الذمية عندهما وطء زوج ذمي ملسلم‪ ،‬وال وطء من لم يكن‬
‫بالغا‪ ،‬وخالفهما ي ذلك كله الشاف ي وأبو حنيفة والثوري ؤالاوزا ي فقالوا‪ :‬يحل الوطء وإن وقع ي عقد فاسد أو وقت غﺮمباح‪ .‬وكذلك وطء‬
‫املراهق عندهم يحل‪ ،‬ويحل وطء الذمي الذمية للمسلم‪ ،‬وكذلك املجنون عندهم‪ ،‬والخ الذي يبقى له ما يغيبه ي فرج‪ ،‬والخالف ي هذا كله آيل‬
‫إى هل يتناول اسم النكاح أصناف الوطء الناقص أم ال يتناوله؟ واختلفوا من هذا الباب ي نكاح املحلل‪ :‬أع إذا تزوجها ع ى شرط أن يحللها‬
‫لزوجها ٔالاول‪ ،‬فقال مالك‪:‬النكاح فاسد يفسخ قبل الدخول وبعدﻩ‪ ،‬والشرط فاسد ال تحل به‪ ،‬واليعتﺮ ي ذلك عندﻩ إرادة املرأة التحليل‪ ،‬وإنما يعتﺮ‬
‫عندﻩ إرادة الرجل‪ ،‬وقال الشاف ي وأبوحنيفة النكاح جائز‪ ،‬وال تؤثرالنية ي ذلك‪ ،‬وبه قال داود وجماعة وقالوا‪ :‬هومحلل للزوج املطلق ثالثا‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم‪:‬النكاح جائزوالشرط باطل‪:‬أي ليس يحللها‪ ،‬هوقول ابن أبي لي ى‪ ،‬وروي عن الثوري؛ واستدل مالك وأصحابه بما روي عن الن ص ى ﷲ‬
‫عليه وسلم من حديث ع ي بن أبي طالب وابن مسعود وأبي هريرة وعقبة بن عامرأنه قال ص ى ﷲ عليه وسلم‪»:‬لعن ﷲ املحلل واملحلل له«فلعنه‬
‫إياﻩ كلعنه آكل الربا وشارب الخمر‪ ،‬وذلك يدل ع ى النﻬ ‪ ،‬والنﻬ يدل ع ى فساد املنﻬ عنه‪ ،‬واسم النكاح الشر ي ال ينطلق ع ى النكاح املنﻬ عنه‪.‬‬
‫وأما الفريق ٓالاخرفتعلق بعموم قوله تعاى‪) :‬ح تنكح زوجا غﺮﻩ( وهذا ناكح‪ ،‬وقالوا‪:‬وليس ي تحريم قصد التحليل ما يدل ع ى أن عدمه شرط ي‬
‫صحة النكاح‪ ،‬كما أنه ليس النﻬ عن الصالة ي الداراملغصوبة‪ ،‬مما يدل ع ى أن من شرط صحة الصالة صحة ملك البقعة أوٕالاذن من مالكها‬
‫ي ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬وإذا لم يدل النﻬ ع ى فساد عقد النكاح فأحرى أن ال يدل ع ى بطالن التحليل‪ ،‬وإنما لم يعتﺮمالك قصد املرأة ألنه إذا لم يوافقها‬
‫ع ى قصدها لم يكن لقصدها مع مع أن الطالق ليس بيدها‪ .‬واختلفوا ي هل دم الزوج ما دون الثالث؟ فقال أبو حنيفة دم‪ ،‬وقال مالك‬
‫والشاف ي ال دم‪ :‬أع إذا تزوجت قبل الطلقة الثالثة غﺮالزوج ٔالاول ثم راجعها هل يعتد بالطالق ٔالاول أم ال؟ فمن رأى أن هذا ء يخص‬
‫الثالثة بالشرع قال‪ :‬ال دم ما دون الثالثة عندﻩ؛ ومن رأى أنه إذا هدم الثالثة فهوأحرى أن دم ما دو ا قال‪ :‬دم ما دون الثالث‪ ،‬وﷲ أعلم«‪ .‬أبو‬
‫الوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 1451:‬إى ‪.1458‬‬
‫‪-210‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.229‬‬
‫‪-211‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.230‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -4‬مانع الكفر أو الاختالف ي الدين‪ :‬قررت مدونة ٔالاسرة أنه ال يجوز للمسلمة أن ت وج بغﺮ‬
‫املسلم‪ ،‬كما قررت أنه ال يجوز للمسلم أن ي وج بغﺮاملسلمة ما لم تكن كتابية )أي ودية أو نصرانية(‪.212‬‬
‫ْ ََ ٌ ْ ٌَ َ‬ ‫ََ َ ْ ُ ُْ ْ َ‬
‫ات َح ﱠ ُيؤ ِم ﱠن َوأل َمة ُمؤ ِمنة خ ْ ٌﺮ‬
‫ويرى الفقهاء أن الاصل ي هذا التحريم هو قول ﷲ تعاى‪﴿ :‬وال تن ِكحوا املش ِرك ِ‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ُْ ْ َ ﱠ ْ ُ َ ٌ ْ َ ْ ْ‬ ‫ْ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ُْ‬
‫ِمن ُمش ِرك ٍة َول ْوأ ْعج َبتك ْم َوال تن ِك ُحوا املش ِر ِك ن َح ُيؤ ِمنوا َول َع ْبد ُمؤ ِم ٌن خ ْ ٌﺮ ِمن ُمش ِر ٍك َول ْوأ ْعج َبك ْم﴾‪.213‬‬
‫‪ -5‬مانع الزوجية أو العدة أو الاست ﺮاء‪ :‬اتفق الفقهاء ع ى أن املرأة امل وجة ال يمكن الزواج م ا‪،‬‬
‫أل ا مرتبطة بحق زوجها‪ .‬كما اتفقوا ع ى أن الزواج ال يجوز ي العدة سواء كانت العدة عدة طالق أو عدة‬
‫وفاة‪ ،214‬كما اتفقوا ع ى أن الزواج ال يجوز من املرأة املوجودة ي است ﺮاء‪ .‬والاست ﺮاء ي ﺮتب عن زنا املرأة طائعـة أومكرهة‪،‬‬
‫وعن الوطء بش ة‪ ،‬كمن جامع امرأة يعتقد أ ا زوجته‪.‬‬

‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صاف‪ٔ) :‬الاول(‪ْٕ :‬الا ْس َالم‪َ :‬و َيت َ‬‫يع َت ﺮف َما َس ْب َعة َأ ْو َ‬‫الزْو َجان‪َ :‬ف ْ‬
‫‪ -212‬قال ابن جزي‪َ » :‬وأما ﱠ‬
‫ص ﱠور ِف ِيه أربع صور‪ِ :‬نكاح ُمسلم مسلمة‪ِ َ ،‬ونكاح كا ِفركا ِف َرة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ﱠ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫النك ِاح َوامللك‪َ ،‬وال يحل غ َﺮها من الكفار ِب ِنكاح َوال‬
‫فهما جائزان‪ِ .‬ونكاح كا ِفرمسلمة يحرم ع ى الاطالق ِب ِإجماع‪ِ ،‬ونكاح مسلم كا ِف َرة‪ ،‬فتجوز ال ِكت ِابية ِب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ملك‪َ .‬وكرﻩ َمالك الحربية َلبقاء ال َولد بدارال َح ْرب‪َ .‬ومنع ْابن عمر َو ْابن َع ﱠباس كل كا ِف َرة«‪.‬‬
‫‪-213‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.221‬‬
‫‪-214‬قال ابن رشد ي مانع العدة‪»:‬واتفقوا ع ى أن النكاح ال يجوز ي العدة كانت عدة حيض أوعدة حمل أوعدة أشهر‪.‬واختلفوا فيمن تزوج امرأة‬
‫ي عد ا ودخل ا‪ ،‬فقال مالك ؤالاوزا ي والليث‪ :‬يفرق بي ما وال تحل له أبدا؛ وقال أبوحنيفة والشاف ي والثوري‪ :‬يفرق بي ما‪ ،‬وإذا انقضت العدة‬
‫بي ما فال بأس ي تزويجه إياها مرة ثانية‪.‬وسبب اختالفهم هل قول الصحابي حجة أم ليس بحجة؟ وذلك أن مالكا روى عن ابن شهاب عن سعيد‬
‫بن املسيب وسليمان بن يسارأن عمرابن الخطاب فرق بن طليحة ٔالاسدية وبن زوجها راشدا الثقفي ملا تزوجها ي العدة من زوج ثان وقال‪ :‬أيما‬
‫امرأة نكحت ي عد ا فإن كان زوجها الذي تزوجها لم يدخل ا فرق بي ما‪ ،‬ثم اعتدت بقية عد ا من ٔالاول‪ ،‬ثم كان ٓالاخرخاطبا من الخطاب؛ وإن‬
‫كان دخل ا فرق بي ما‪ ،‬ثم اعتدت بقية عد ا من ٔالاول‪ ،‬ثم اعتدت من ٓالاخر‪ ،‬ثم ال يجتمعان أبدا‪ .‬قال سعيد‪ :‬ولها مهرها بما استحل م ا‪ .‬وربما‬
‫عضدوا هذا القياس بقياس شبه ضعيف مختلف ي أصله‪ ،‬وهوأنه أدخل ي النسب ش ة فأشبه املالعن‪ .‬وروي عن ع ي وابن مسعود مخالفة‬
‫عمر ي هذا‪ .‬ؤالاصل أ ا ال تحرم إال أن يقوم ع ى ذلك دليل من كتاب أوسنة أوإجماع من ٔالامة‪ .‬وي بعض الروايات أن عمركان ق بتحريمها‪،‬‬
‫وكون املهر ي بيت املال‪ ،‬فلما بلغ ذلك عليا أنكرﻩ فرجع عن ذلك عمر‪ ،‬وجعل الصداق ع ى الزوج ولم يقض بتحريمها عليه‪ ،‬رواﻩ الثوري عن‬
‫أشعث عن الشع عن مسروق‪.‬وأما من قال بتحريمها بالعقد فهوضعيف‪.‬وأجمعوا ع ى أنه ال توطأ حامل مسبية ح تضع‪ ،‬لتواترٔالاخباربذلك‬
‫عن رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم‪.‬واختلفوا إن وطيء هل يعتق عليه الولد أوال يعتق‪ ،‬والجمهور ع ى أنه ال يعتق‪.‬وسبب اختالفهم هل ماؤﻩ مؤثر‬
‫ي خلقته أو غﺮمؤثر؟ فإن قلنا أنه مؤثركان له ابنا بجهة ما‪ ،‬وإن قلنا أنه ليس بمؤثرلم يكن ذلك‪ .‬وروي عن الن عليه الصالة والسالم أنه قال‬
‫)كيف يستعبدﻩ وقد غذاﻩ ي سمعه وبصرﻩ(«‪ .‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ 1338:‬إى ‪.1339‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪71‬‬
‫ثانيا‪ -‬الصيغة‪ :‬الصيغة وصف يطلق ع ى »اللحمة ال تجمع بن ٕالايجاب والقبول«‪ ،‬بمع أن‬
‫الصيغة ي الدعامة أو الحامل الذي‪» :‬يتجسم فيه ال ﺮا ع ى الزواج بن الرجل واملرأة«‪ ،‬وال ﺮا ع ى‬
‫الزواج يتحقق عند اق ﺮان ٕالايجاب بالقبول ي مجلس العقد‪.215‬‬
‫وقد نص املشرع املغربي ع ى صيغة الزواج ي املادة )‪ (10‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬ينعقد الزواج‬
‫بإيجاب من أحد املتعاقدين وقبول من ٓالاخر‪ ،‬بألفاظ تفيد مع الزواج لغة أوعرفا‪.‬‬
‫يصح ٕالايجاب والقبول من العاجز عن النطق بالكتابة إن كان يكتب‪ ،‬وإال فبإشارته املفهومة من‬
‫الطرف ٓالاخرومن الشاهدين«‪.216‬‬
‫فاملشرع إذن لم يشﺮط استعمال ألفاظ مخصوصة للتعبﺮ عن ٕالايجاب والقبول ي الزواج‪ ،‬لذلك‬
‫فإن كل لفظ يفيد الزواج لغة أو عرفا يصح التعبﺮ به عن ٕالايجاب والقبول ي الزواج‪ .‬أما الفقهاء‪» .‬فقد‬
‫اتفقوا ع ى أن انعقاد النكاح بلفظ النكاح ممن إذنه اللفظ‪ ،‬وكذلك بلفظ ال ويج‪ .‬واختلفوا ي انعقادﻩ بلفظ‬
‫الهبة أو بلفظ البيع أو بلفظ الصدقة‪ ،‬فأجازﻩ قوم‪ ،‬وبه قال مالك وأبو حنيفة‪ .‬وقال الشاف ي‪ :‬ال ينعقد إال‬
‫بلفظ النكاح أو ال ويج‪ .‬وسبب اختالفهم هل هو عقد يعتﺮ فيه مع النية اللفظ الخاص به؟ أم ليس من‬
‫صحته اعتبار اللفظ؟ فمن ألحقه بالعقود ال يعت ﺮ ف ا ٔالامران قال‪ :‬ال نكاح منعقد إال بلفظ النكاح أو‬
‫ال ويج‪ ،‬ومن قال‪ :‬إن اللفظ ليس من شرطه اعتبارا بما ليس من شرطه اللفظ أجازالنكاح بأي لفظ اتفق‬
‫إذا فهم املع الشر ي من ذلك‪ ،‬أع أنه إذا كان بينه وبن املع الشر ي مشاركة«‪.217‬‬
‫ونحن نرى أن هذا الشنآن بن الفقهاء ي ٔالالفاظ ال ينعقد ا الزواج ال مجال له ي الوقت الراهن‪،‬‬
‫ألن الزواج أر ى من أن يوصف بالبيع أوالهبة أوالعطية أوما إى ذلك‪ .‬وبالتاي فإنه ال يجوز التعبﺮعن الزواج‬
‫ي ضوء أحكام مدونــة ٔالاسرة إال بلفــظ »الزواج« أو ما يقوم مقامه ي املع من ٔالالفاظ املتداولة ي مختلف‬
‫التعب ﺮات اللغوية املغربية املحلية سواء كانت أمازيغية أو عربية‪ .‬علما أن لفظ »الزواج« هو اللفظ العام‬
‫املعتمد ي مختلف املناطق املغربية‪ .‬لذلك يتعن ع ى العدلن أثناء توثيق الزواج أن يحرصا طبقا ملقتضيات‬
‫ً ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ُ ََ ْ ﱠْ َ ﱠ‬
‫الت ْمليك(‪َ ،‬و ْ‬ ‫ّ َ َ َ ََْ‬
‫يج ِري مجراهما البيع َوال ِه َبة خالفا للش ِاف ِ ّي‪.‬‬ ‫الصيغة‪ :‬ف ِﻬ َ ما يقت ِ ِٕالايجاب والقبول )كلف ِظ ال ِويج و ِ‬ ‫‪-215‬قال ابن جزي‪»:‬فأما ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ً َ َّ‬
‫النكاح عقد الزم ال يجوز ِف ِيه ال ِخ َيارخالفا ألبي ث ْور‪َ .‬ويلزم ِف ِيه الف ْور من الطرف ِن‪ ،‬ف ِإن َترا ى ِف ِيه القبول عن ِٕالايجاب‬‫والهزل ِف ِيه كالجد ِاتفاقا‪ .‬و ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ً ََ َ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ ﱠ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ال الشا ِف ِ ي‪ :‬ال يجوز مطلقا وأجازﻩ أبو حنيفة مطلقا«‪ .‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص‬ ‫َي ِس ﺮا جاز‪ .‬وق‬
‫مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.340:‬‬
‫‪216- Art.10: «Le mariage est conclu par l’offre de l’un des deux contractants et l’acceptation de l’autre, exprimées en termes‬‬
‫‪désignantlemariage,consacrésparlalangueoul’usage.‬‬
‫‪Pour toute personne se trouvant dans l’incapacité de s’exprimer, l’offre et l’acceptation résultent valablement d’un écrit si‬‬
‫‪l’intéressépeut écrire,sinond’unsignecompréhensibleparl’autrepartieetparlesdeux témoins».‬‬
‫‪-217‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1240:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪72‬‬
‫املادة )‪ (13‬من مدونة ٔالاسرة ع ى سماع ٕالايجاب والقبول من الزوجن باستعمال لفظ »الزواج« مق ﺮنا بما‬
‫يدل عليه من التعب ﺮات اللغوية املحلية املغربية أو ٔالاجنبية عند الاقتضاء‪ ،‬وذلك ألن عقود الزواج‪ ،‬ي‬
‫املغرب‪ ،‬تحرر ي الوقت الحاضرع ى ٔالاقل‪ ،‬باللغــة العربية‪.‬‬
‫وإذا كان ٔالاصل ي استعمال لفظ »الزواج« أو ما يقوم مقامه لغة أو عرفا للتعبﺮعن ٕالايجاب والقبول‬
‫أن يكون باللغة الشفوية أو اللغة املنطوقة‪ ،‬أي أن ٕالايجاب والقبول يكونان مشافهة بن الطرفن والشهود‪ ،‬إال‬
‫أن املشرع جعل ذلك ضروريا عند الاستطاعة‪ ،‬ولم يفته أن ينتبه إى بعض الحاالت ال قد يتعذرف ا الكالم‬
‫الشفوي ع ى الزوجن معا أوع ى أي واحد م ما‪ ،‬لذلك أجازالتعبﺮسواء عن ٕالايجاب أوالقبول إما بالكتابة إن‬
‫كان العاجزعن الكالم يكتب‪ ،‬أو باإلشارة إذا تعذرت عليه الكتابة‪ ،‬شريطة أن تكون لغة ٕالاشارة املستعملة من‬
‫قبله مفهومة من لدن الطرف ٓالاخر )أي من قبل قرينه( وكذلك من طرف الشهود‪ .‬ولكن هل يفهم من هذﻩ‬
‫املقتضيات أن لغة الكتابة أولغة ٕالاشارة ال تجوز ممن يستطيع الكالم وتعذرعليه ذلك لسبب من ٔالاسباب؟‬
‫إن العجزعن الكالم يكون مرتبطا ي أغلب ٔالاحوال بأسباب عضوية أو نفسية‪ ،‬غﺮأن عدم القدرة‬
‫ع ى الكالم يرجع ي بعض ٔالاحوال إى الحياء الذي رسخته بعض ٔالاعراف والعادات أو التقاليد املحلية‪،‬‬
‫خاصة بالنسبة للمرأة‪ ،‬لذلك يمكن ي مثل هذﻩ ٔالاحوال الاكتفاء بما يدل ع ى الر بالزواج وإن لم يتم‬
‫النطق به مباشرة‪ .‬وقد أجازالفقهاء ذلك‪ .‬قال ابن رشد‪ٕ» :‬الاذن ي النكاح ع ى ضربن‪ :‬فهوواقع ي حق الرجال‬
‫والثيب من النساء باأللفاظ‪ .‬وهو ي حق ٔالابكاراملستأذنات واقع بالسكوت‪ :‬أع الرضا‪ .‬وأما الرد فباللفظ وال‬
‫خالف ي هذﻩ الجملة إال ما حكي عن أصحاب الشاف ي أن إذن البكرإذا كان املنكح غﺮأب وال جد بالنطق‪،‬‬
‫وإنما صارالجمهور إى أن إذ ا بالصمت للثابت من قوله عليه الصالة والسالم‪ٔ﴿ :‬الايم أحق بنفسها من ول ا‪.‬‬
‫والبكرتستأمر ي نفسها وإذ ا صما ا﴾«‪.218‬‬
‫وقد اشﺮط املشرع ي ٕالايجاب والقبول اللذين تتحقق ما صيغة الزواج جملة من الشروط ي املادة‬
‫)‪ (11‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬يشﺮط ي ٕالايجاب والقبول أن يكونا‪:‬‬
‫‪ -1‬شفوين عند الاستطاعة‪ ،‬وإال فبالكتابة أوٕالاشارة املفهومة؛‬
‫‪ -2‬متطابقن وي مجلس واحد؛‬
‫‪ -3‬باتن غﺮمقيدين بأجل أوشرط واقف أوفاسخ«‪.219‬‬

‫‪-218‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪»،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1239:‬‬
‫‪219-Art.11: «L’offreetl’acceptationdesdeuxpartiesdoiventêtre:‬‬
‫;‪1)expriméesoralement,sipossible,sinon parécritoupartoutsignecompréhensible‬‬
‫;‪2)concordantesetexpriméesséancetenante‬‬
‫‪3)Décisivesetnonsubordonnéesàundélaiouàuneconditionsuspensiveourésolutoire».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪73‬‬
‫فأما الشفوية والكتابة وٕالاشارة‪ ،‬فﻬ مجرد تأكيد من املشرع ملا ضمنه ي املادة )‪ (10‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫وأما التطابق بن ٕالايجاب والقبول ي مجلس واحد‪ ،‬ف ﺮاد به أن يكون ٕالايجاب والقبول ي مجلس‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫النكاح عقد الزم ال يجوز ِف ِيه ال ِخ َيار‬ ‫واحد وبال فاصل بي ما‪ ،‬وهو ما يسمى بمجلس العقد‪ .‬قال ابن جزي‪» :‬و ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ ﱠ‬
‫ال الشا ِف ِ ي ال‬
‫َ‬ ‫الطر َف ْن َفإن َترا ى فيه ْال ُ‬
‫قبول َعن ْٕالا َ‬
‫يجاب َي ِس ﺮا جازوق‬
‫ﱠ‬
‫من‬ ‫ر‬‫و‬‫خالفا ألبي َث ْور َو ْيلزم فيه ْال َف ْ‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ً ‪220‬‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ‬
‫يجوز ُمطلقا َوأ َجا َز ُﻩ أ ُبوحنيفة ُمطلقا« ‪.‬‬
‫ويدخل ي مع التطابق كذلك أن يكون القبول محتويا لإليجاب بدون زيادة وال نقصان‪ .‬أما إذا‬
‫اختلف ٕالايجاب مع القبول‪ ،‬فإن الزواج ال ينعقد‪ ،‬كما إذا اقﺮن القبول برفض شرط تضمنه ٕالايجاب كأن‬
‫تبدي املرأة قبولها للزواج مع رفضها للشرط الليصق باإليجاب والرامي إى تخل ا عن عملها ي إدارة أو شركة‬
‫معينة‪ .‬أوكأن يكون ٕالايجاب ناجزا غﺮمقيد بشرط من لدن الرجل فﺮد القبول مقرونا بشرط من لدن املرأة‬
‫مؤداﻩ أن يكون املسكن املعد للزوجية هومؤخرالصداق‪.‬‬
‫كما أنه يدخل ي مع التطابق بن ٕالايجاب والقبول أيضا ورودهما باتن غﺮ مقيدين بأجل‪ 221‬أو شرط‬
‫واقف أوشرط فاسخ‪ .222‬والسبب ي ذلك هوأن الزواج يعد من العقود الناجزة ال يجب أن يقﺮن ف ا ٕالايجاب‬
‫والقبول ي مجلس العقد‪ ،‬لكن ٔالاجل والشرط الواقف أوالفاسخ يحوالن دون ذلك‪ ،‬فاألجل يجعل الزواج مجرد‬
‫وعد معلق ع ى أمرمستقبل محقق الوقوع‪ ،‬لكن املشرع استبعدﻩ ألنه يجعل الزواج ال ينعقد ي الحال‪.‬‬
‫أما الشرط الواقف فقد منعه املشرع ألنه يجعل الزواج غﺮمنعقد ي انتظارأمرمستقب ي غﺮمحقق‬
‫الوقوع‪ .‬بينما حظر املشرع الشرط الفاسخ ألنه يتناقض مع مبدإ استمرارية أو دوام الزواج الذي ينب ي أن‬
‫تنصرف إليه نية كل واحد من الزوجن ي عقد الزواج منذ البداية وإال خرج من خانة الزواج الشر ي‪ .‬هذا‬
‫من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن الشرط الفاسخ يتنا ي مع طبيعة الزواج إذ يتعذرمعه إرجاع املتعاقدين إى‬
‫الحالة ال كانا عل ا قبل الزواج دون ضرر عل ما معا أوع ى أحدهما أوع ى أطفالهما‪.‬‬

‫‪ -220‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.340:‬‬
‫‪» -221‬يشﺮك ٔالاجل مع الشرط من حيث إن كال م ما ينصب ع ى أمرمستقبل‪ .‬ولك ما يختلفان عن بعضهما اختالفا جوهريا من حيث إن‬
‫الشرط أمرغﺮمحقق الوقوع فقد يتحقق وقد ال يتحقق‪ ،‬ي حن أن ٔالاجل أمرمحقق الوقوع فهو آت دون ما ريب«‪ .‬مامون الكزبري‪» ،‬نظرية‬
‫الال امات ي ضوء قانون الال امات والعقود املغربي«‪،‬الجزء ‪ ،2‬مطابع دارالقلم‪ ،‬بﺮوت‪ ،‬الطبعة ٔالاوى‪1970 ،‬م‪ ،‬ص‪.65:‬‬
‫‪-222‬نص الفصل )‪(107‬من قانون الال امات والعقود ع ى أن‪»:‬الشرط تعبﺮعن ٕالارادة يعلق ع ى أمرمستقبل وغﺮمحقق الوقوع‪ ،‬إما وجود الال ام‬
‫أوزواله‪ .‬ؤالامرالذي وقع ي املا أوالواقع حاال ال يصلح أن يكون شرطا‪ ،‬وإن كان مجهوالمنالطرفن«‪.‬فالشرط الواقف هوإرادة معﺮة عن تعليق‬
‫وجود ٕالال ام ع ى أمرمستقبل وغﺮمحقق الوقوع‪ .‬أما الشرط الفاسخ فهوإرادة معﺮة عن تعليق زوال ٕالال ام ع ى أمرمستقبل وغﺮمحقق الوقوع‪.‬‬
‫‪Art.107: «La condition est une déclaration de volonté, qui fait dépendre d'un événement futur et incertain, soit l'existence de‬‬
‫‪l'obligation,soitsonextinction.L'événementpasséouprésent,maisencoreinconnudesparties,neconstituepascondition».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪74‬‬
‫ويجب التنبيه ي هذا الصدد إى أن اش ﺮاط كون ٕالايجاب والقبول‪» :‬باتن غﺮمقيدين بأجل أوشرط واقف‬
‫أوفاسخ« ي املادة )‪ (11‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬إنما يرجع إى ٔالاجل أوالشروط ال تتصل بتكوين عقد الزواج ي ذاته‪.‬‬
‫أما الشروط ٔالاخرى ال تس دف حماية حقوق الطرفن إزاء بعضهما البعض‪ ،‬فإ ا تخضع ألحكام املادة )‪ (47‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى أن‪» :‬الشروط كلها ملزمة‪ ،‬إال ما خالف م ا أحكام العقد ومقاصدﻩ وما خالف‬
‫القواعد ٓالامرة للقانون فيعتﺮ باطال والعقد صحيحا«‪ .223‬وكذلك ألحكام املادة )‪ (48‬من مدونة ٔالاسرة ال نصت‬
‫ع ى أن‪» :‬الشروط ال تحقق فائدة مشروعة ملشﺮطها تكون صحيحة وملزمة ملن ال م ا من الزوجن‪.‬‬
‫إذا طرأت ظروف أو وقائع أصبح معها التنفيذ العي للشرط مرهقا‪ ،‬أمكن للمل م به أن يطلب من‬
‫املحكمة إعفاءﻩ منه أوتعديله ما دامت تلك الظروف أوالوقائع قائمة‪ ،‬مع مراعاة أحكام املادة ‪ 40‬أعالﻩ«‪.224‬‬
‫ولم يكتف املشرع بما سلف من ٔالاحكام لتحرير ر الزوجن من كل العوائق والش ات‪ ،‬وجعله‬
‫ناضا ال مطعن فيه‪ ،‬بل إنه أعطى لكل واحد من الزوجن الحق ي طلب فسخ الزواج م كان مشوبا بعيب‬
‫من عيوب الر كاإلكراﻩ أو التدليس‪ .225‬وهكذا فقد نصت املادة )‪ (12‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تطبق‬
‫ع ى عقد الزواج املشوب بإكراﻩ أوتدليس ٔالاحكام املنصوص عل ا ي املادتن ‪ 63‬و‪ 66‬بعدﻩ«‪.226‬‬
‫وبالرجوع إى املادة )‪ (63‬من مدونة ٔالاسرة نجد أ ا تنص ع ى أنه‪» :‬يمكن للمكرﻩ أو املدلس عليه من‬
‫الزوجن بوقائع كان التدليس ا هو الدافع إى قبـول الزواج أو اشﺮطها صراحة ي العقد‪ ،‬أن يطلب فسخ‬

‫‪-223‬قال ابن رشد‪)» :‬وأما املوضع الثالث( وهوهل يجوز عقد النكاح ع ى الخيار‪ ،‬فإن الجمهور ع ى أنه ال يجوز‪ ،‬وقال أبوثور يجوز‪ .‬السبب ي‬
‫اختالفهم تردد النكاح بن البيوع ال ال يجوز ف ا الخيار‪ ،‬والبيوع ال يجوز ف ا الخيار‪ ،‬أو نقول إن ٔالاصل ي العقود أن ال خيارإال ما وقع عليه‬
‫النص وع ى املثبت الخيارالدليل‪ ،‬أونقول إن أصل منع الخيار)هكذا هذﻩ العبارة باألصول‪ ،‬وليس لها مع واضح( ي البيوع هوالغرر ؤالانكحة ال‬
‫غرر ف ا‪ ،‬ألن املقصود ا املكارمة ال املكايسة‪ ،‬وألن الحاجة إى الخياروالرؤية ي النكاح أشد منه ي البيوع‪ .‬وأما ترا ي القبول من أحد الطرفن عن‬
‫العقد‪ ،‬فأجازمالك من ذلك ال ﺮا ي اليسﺮ‪ ،‬ومنعه قوم‪ ،‬وأجازﻩ قوم‪ ،‬وذلك مثل أن ينكح الوي امرأة بغﺮإذ ا‪ ،‬فيبلغها النكاح فتج ﻩ‪ ،‬وممن منعه‬
‫مطلقا الشاف ي‪ ،‬وممن أجازﻩ مطلقا أبوحنيفة وأصحابه‪ ،‬والتفرقة بن ٔالامرالطويل والقصﺮملالك‪ .‬وسبب الخالف هل من شرط الانعقاد وجود‬
‫القبول من املتعاقدين ي وقت واحد معا‪ ،‬أم ليس ذلك شرطه؟ ومثل هذا الخالف عرض ي البيع«‪ .‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط‬
‫الحفيد‪»،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1247:‬‬
‫‪ -224‬نصت املادة )‪ (40‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬يمنع التعدد إذا خيف عدم العدل بن الزوجات‪ ،‬كما يمنع ي حالة وجود شرط من الزوجة‬
‫بعدم ال وج عل ا«‪.‬‬
‫‪-225‬قال ابن جزي‪»:‬إذا أكرﻩ أحد الزوجن أوالوي ع ى النكاح لم يلزم‪ ،‬وليس للمكرﻩ أن يج ﻩ ألنه غﺮمنعقد«‪ .‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي‬
‫املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344:‬‬
‫‪226- Art.12: «Sont applicables à l’acte de mariage vicié par la contrainte ou par le dol les dispositions des articles 63 et 66 ci-‬‬
‫‪dessous».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪75‬‬
‫الزواج قبل البناء وبعدﻩ خالل أجل ال يتعدى شهرين من يوم زوال ٕالاكراﻩ‪ ،‬ومن تاريخ العلم بالتدليس مع‬
‫حقه ي طلب التعويض«‪.227‬‬
‫وقد عرف املشرع املغربي ٕالاكراﻩ ي الفصل )‪ (46‬من قانون الال امات والعقود بقوله‪ٕ» :‬الاكراﻩ إجبار‬
‫يباشر من غﺮ أن يسمح به القانون يحمل بواسطته شخص شخصا آخر ع ى أن يعمل عمال بدون‬
‫رضاﻩ«‪ .228‬ثم أضاف ي الفصل )‪ (47‬من نفس القانون أن‪ٕ» :‬الاكراﻩ ال يخول إبطال الال ام إال‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان هوالسبب الدافع إليه‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا قام ع ى وقـائع من طبيع ا أن تحدث ملن وقعت عليه إما أملا جسميا أو اضطرابا نفسيا‪ .‬أو الخوف من‬
‫تعريض نفسه أوشرفه أوأمواله لضرر كبﺮمع مراعاة السن والذكورة ؤالانوثة وحالة ٔالاشخاص ودرجةتأثرهم«‪.229‬‬
‫ونعتقد أن ٔالاكراﻩ يخول الحق للمكرﻩ ي طلب فسخ عقد الزواج مع التعويض داخل أجل شهرين‬
‫من يوم زوال ٕالاكراﻩ سواء قبل البناء أو بعدﻩ‪ ،‬وال يشﺮط ي ذلك أن يقﺮن ٕالاكراﻩ بوقائع كانت ي السبب‬
‫الدافع إى التعاقد مثل التدليس‪ ،‬ألن املشرع لم يشﺮط وجود الاق ﺮان بالوقائع الدافعة إى قبول الزواج أو بعض‬
‫شروطه إال بالنسبـة للتدليس‪.‬‬
‫وال يشﺮط طبقا للفصل )‪ (50‬من قانون ىاالل امات والعقود أن يقع ٕالاكراﻩ ع ى املتعاقد نفسه بل‬
‫إن‪ٕ» :‬الاكراﻩ يخول ٕالابطـال‪ ،‬ولو وقع ع ى شخص يرتبط عن قرب مع املتعاقد بعالقة الدم«‪ .230‬كما أن‬
‫الفصل )‪ (49‬من قانون الال امات والعقود نص ع ى أن‪ٕ» :‬الاكراﻩ يخول إبطال الال ام وإن لم يباشرﻩ‬

‫‪227-Art.63: «Le conjoint qui a fait l’objet de contrainte ou de faits dolosifs qui l’ont amené à accepter le mariage, ou de faits‬‬
‫‪expressément stipulés comme condition dans l’acte de mariage, peut demander la résiliation du mariage soit avant, soit après sa‬‬
‫‪consommation dans un délai maximum de deux mois, à compter du jour de la levée de la contrainte ou de la date de la‬‬
‫‪connaissancedudol,etce,avecledroitderéclamerundédommagement.‬‬
‫‪228-Art.46:«Laviolenceestlacontrainteexercéesansl'autoritédelaloi,etmoyennantlaquelleonamèneunepersonneàaccom-‬‬
‫‪plirunactequ'ellen'apasconsenti».‬‬
‫‪229-Art.47:«Laviolencenedonneouvertureàlarescisiondel'obligationque:‬‬
‫;‪1-Lorsqu'elleenaétélacausedéterminante‬‬
‫‪2- Lorsqu'elle est constituée de faits de nature à produire chez celui qui en est l'objet, soit une souffrance physique, soit un trouble‬‬
‫‪moralprofond,soitlacrainted'exposersapersonne,sonhonneur ousesbiensàunpréjudicenotable,euégardàl'âge,ausexe,àla‬‬
‫‪conditiondespersonnesetàleurdegréd'impressionnabilité».‬‬
‫‪230-Art.50:«LaLaviolencedonneouvertureàlarescision,mêmelorsqu'elleaétéexercéesurunepersonneaveclaquellelapartie‬‬
‫‪contractanteestétroitementliéeparlesang».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪76‬‬
‫املتعاقد الذي وقع الاتفاق ملنفعته«‪ .231‬وهذا املقت ينب ي‪ ،‬فيما نظن‪ ،‬أن ال يؤخذ ع ى إطالقه‪ ،‬وأن‬
‫ينحصرمعناﻩ ي أن ٕالاكراﻩ يخول ٕالابطال إذا كان بإيعازمن املتعاقد ٓالاخرأوبعلمه‪.‬كما أن الفصل )‪ (48‬من‬
‫قانون الال امات والعقود نص ع ى أن‪» :‬الخوف الناتج عن ال ديد باملطالبة القضائية أو عن ٕالاجراءات‬
‫القانونية ٔالاخرى ال يخول ٕالابطال‪ ،‬إال إذا استغلت حالة املتعاقد املهدد بحيث تن ع منه فوائد مفرطة أو غﺮ‬
‫مستحقة وذلك ما لم يكن ال ديد مصحوبا بوقائع تكون ٕالاكراﻩ باملع الذي يقتضيه الفصل السابق«‪.232‬‬
‫أما التدليس فإنه ال يخول طلب فسخ عقد الزواج مع التعويض داخل أجل شهرين من يوم العلم‬
‫به‪ ،‬سواء قبل البناء أوبعدﻩ‪ ،‬إال إذا كان هوالدافع إى الزواج‪ ،‬أوإى قبول شروط أوتحمالت ي عقد الزواج ما‬
‫كان امل وج ليقبل ا لو لم يقع ضحية للتدليس‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة )‪ (63‬من مدونة ٔالاسرة بقولها‪» :‬يمكن‬
‫للمكرﻩ أواملدلس عليه من الزوجن بوقائع كان التدليس ا هوالدافع إى قبول الزواج أواشﺮطها صراحة ي‬
‫العقد«‪ .‬وهذا ما أكدﻩ كذلك الفصل )‪ (52‬من قانون الال امات والعقود‪ .233‬أما إذا لم يكن التدليس هو‬
‫الدافع ٔالاساﺳ إى قبول الزواج أو الشروط املدرجة فيه‪ ،‬فإنه يخضع ملقتضيات الفصل )‪ (53‬من قانون‬
‫الال امات والعقود الذي نص ع ى أن‪» :‬التدليس الذي يقع ع ى توابع الال ام من غﺮ أن يدفع إى التحمل به ال‬
‫يمنح إال الحق ي التعويض«‪.234‬‬

‫‪231- Art.49: «La violence donne ouverture à la rescision de l'obligation, même si elle n'a pas été exercée par celui des contractant‬‬
‫‪auprofitduquellaconventionaétéfaite».‬‬
‫‪232 -Art.52:«Lacrainteinspiréeparlamenaced'exercerdespoursuitesoud'autresvoiesdedroitnepeutdonnerouvertureàla‬‬
‫‪rescisionquesionaabusédelapositiondelapartiemenacéepourluiextorquerdesavantagesexcessifsouindus,àmoinsqueces‬‬
‫‪menacesnesoientaccompagnéesdefaitsconstituantuneviolenceausensdel'articleprécédent».‬‬
‫‪-233‬نص الفصل )‪(52‬من قانون الال امات والعقود ع ى أن‪»:‬التدليس يخول ٕالابطال‪ ،‬إذا كان ما لجأ إليه من الحيل أوالكتمان أحد املتعاقدين‬
‫أونائبه أوشخص آخريعمل بالتواطؤمعه قد بلغت ي طبيع ا حدا بحيث لوالها ملا تعاقد الطرف ٓالاخر‪ .‬ويكون للتدليس الذي يباشرﻩالغﺮنفس‬
‫الحكم إذا كان الطرف الذي يستفيد منه عاملا به«‪.‬‬
‫‪Art.52: «Le dol donne ouverture à la rescision, lorsque les manœuvres ou les réticences de l'une des parties, de celui qui la‬‬
‫‪représenteouquiestdecomplicitéavecelle,sontdetellenatureque,sanscesmanœuvresoucesréticences,l’autrepartien’aurait‬‬
‫‪pascontracté.Ledolpratiquéparuntiersalemêmeeffet,lorsquelapartiequienprofiteenavaitconnaissance».‬‬
‫‪234- Art.53: «Le dol qui porte sur les accessoires de l'obligation et qui ne l'a pas déterminée ne peut donner lieu qu'à des‬‬
‫‪dommagesintérêts».‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪77‬‬
‫أما املادة )‪ (66‬من مدونة ٔالاسرة فقد نصت ع ى أن‪» :‬التدليس ي الحصول ع ى ٕالاذن أو شهادة‬
‫الكفاءة املنصوص عل ما ي البندين ‪ 5‬و‪ 6‬من املادة السابقة‪ 235‬أو التملص م ما‪ ،‬تطبق ع ى فاعله واملشاركن‬
‫معه أحكام الفصل )‪ 236(366‬من القانون الجنائي بطلب من املتضرر‪.‬‬
‫يخول للمدلسعليه منالزوجنحق طلب الفسخ مع ما ي ﺮتب عن ذلك من التعويضات عن الضرر«‪.237‬‬
‫والخالصة ال ننتﻬ إل ا بعد قراءة املواد )‪ (12‬و)‪ (63‬و)‪ (66‬من مدونة ٔالاسرة مجتمعة ي أن ٕالاكراﻩ أوالتدليس‪،‬‬
‫يعطي للزوج املتضرر الحق ي طلب فسخ الزواج‪ ،‬وكذلك ي طلب التعويض عن الضرر الذي مسه نتيجة ٕالاكراﻩ أوالتدليس‪،‬‬
‫كما أنه يمكنه أن يطلب فقط فسخ الزواج دون طلب التعويض‪ ،‬أوأن يطلب التعويض دون طلب فسخ الزواج‪.‬‬
‫وللمزيــد من ٕالامعان ي حماية الر ي الزواج وتحريرﻩ من أي إكراﻩ أو تدليس أو غلط‪ ،‬نص املشرع ي املادة‬
‫)‪ (13‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن من شروط الزواج‪ -4» :‬سماع العدلن التصريح باإليجاب والقبول من الزوجن وتوثيقه«‪.‬‬
‫وال شك أن التأكيد ع ى ضرورة سماع العدلن ٕالايجاب والقبول من الزوجن ي مجلس العقد‪ ،‬يعد‬
‫إضافة أساسية‪ ،‬تجعلهما يسهران ع ى حماية ر الطرفن ي الزواج‪ ،‬وهذﻩ الحماية تكون عن طريق‬
‫استماع العدلن إى كل واحد من الزوجن‪ ،‬وتعبﺮﻩ بشكل واضح وصريح‪ ،‬وغﺮ مقيد‪ ،‬ومفهوم عن قبوله‬
‫الزواج من الطرف ٓالاخر‪ ،‬ثم توثيق هذا ال ﺮا أوهذا الر املتبادل ي عقد الزواج‪.‬‬

‫‪-235‬نصت املادة )‪(65‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪...»:‬يحدث ملف لعقد الزواج يحفظ بكتابة الضبط لدى قسم قضاء ٔالاسرة ملحل إبرام العقد‬
‫ويضم الوثائق ٓالاتية؛و ي‪...:‬‬
‫‪ٕ- 5‬الاذن بالزواج ي الحاالت ٓالاتية‪ ،‬و ي‪:‬‬
‫‪-‬الزواج دون سن ٔالاهلية؛‬
‫‪-‬التعدد ي حالة توفرشروطهاملنصوص عل ا ي هذﻩ املدونة؛‬
‫‪-‬زواج الشخص املصاب بإعاقة ذهنية؛‬
‫‪-‬زواج معتنقي ٕالاسالم ؤالاجانب‪.‬‬
‫‪- 6‬شهادة الكفاءة بالنسبة لألجانب أوما يقوم مقامها«‬
‫‪-236‬نصالفصل )‪(366‬من القانون ىالجنائي ع ى أنه‪»:‬يعاقب بالحبس من ستة أشهرإى سنتن وغرامة من مائتن إى ألف درهم أوبإحدى هاتن‬
‫العقوبتن فقط‪ ،‬ما لم يكون الفعل جريمة أشد‪ ،‬من‪:‬‬
‫‪- 1‬صنع عن علم إقرارا أوشهادة تتضمن وقائع غﺮصحيحة؛‬
‫‪- 2‬زورأوعدل‪ ،‬بأية وسيلة كانت‪ ،‬إقرارا أوشهادة صحيحة ٔالاصل؛‬
‫‪- 3‬استعمل عن علم إقرارا أوشهادة غﺮصحيحة أومزورة«‪.‬‬
‫‪237-Art.66: «En cas de manœuvres dolosives en vue d’obtenir l'autorisation ou le certificat d'aptitude visés aux alinéas 5 et 6 de‬‬
‫‪l'articleprécédentoudesedéroberàcesformalitésilestfaitapplicationàl’encontredesonauteuretsescomplicesdesdispositions‬‬
‫‪del’article366ducodepénal,etceàlademandedelapartielésée.‬‬
‫‪Le conjoint victime des manœuvres dolosives a le droit de demander la résiliation du mariage et de réclamer la réparation du‬‬
‫»‪préjudicesubi‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪78‬‬
‫ثالثا‪ -‬الوالية ي الزواج‪:‬‬
‫كانت الوالية ي الزواج مثار خالفات مجتمعية حادة‪ ،‬بسبب ما كان ينجر عن تطبيقا ا‪ ،‬ي بعض‬
‫ٔالاحيان‪ ،‬من مشاكل اجتماعية وقانونية كبﺮة‪ ،‬إما بسبب أقوال بعض الفقهاء الذين بج ون للوي إجبار‬
‫املرأة ع ى الزواج أو منعها من ذلك‪ ،238‬وإما نتيجة انتشار بعض العادات والتقاليد ال تخول للرجل ي‬
‫ٔالاسرة أن يزوج قريبته م شاء وبمن شاء‪ ،‬ال ء الذي كان يضع املرأة ي موضع القاصرغﺮاملؤهل التخاذ‬

‫‪ -238‬لخص ابن شد أقوال الفقهاء ي مسألة إجباراملرأة ع ى الزواج بقوله‪»:‬وأما النساء الالتي يعتﺮرضاهن ي النكاح‪ ،‬فاتفقوا ع ىاعتباررضا الثيب البالغ‬
‫لقوله عليه الصالة والسالم‪) :‬والثيب تعرب عن نفسها( إال ما حكى عن الحسن البصري‪ .‬واختلفوا ي البكرالبالغ وي الثيب الغﺮالبالغ ما لم يكن ظهرم ا‬
‫الفساد‪.‬فأما البكرالبالغ فقال مالك والشاف ي وابن أبي لي ى‪:‬لألب فقط أن يجﺮها ع ى النكاح‪ ،‬وقال أبوحنيفة والثوري ؤالاوزا ي وأبوثور وجماعة‪:‬ال بد من‬
‫اعتباررضاها‪ ،‬ووافقهم مالك ي البكراملعنسة ع ى أحد القولن عنه‪ .‬وسبب اختالفهم معارضة دليل الخطاب ي هذا للعموم‪ ،‬وذلك أن ما روي عنه عليه‬
‫الصالة والسالم من قوله‪) :‬ال تنكح اليتيمة إال بإذ ا( وقوله‪) :‬تستأمراليتيمة ي نفسها( أخرجه أبو داود‪ ،‬واملفهوم منه بدليل الخطاب أن ذات ٔالاب بخالف‬
‫اليتيمة‪ ،‬وقوله عليه الصالة والسالم ي حديث ابن عباس املشهور )والبكرتستأمر(يوجب بعمومه استئماركل بكر‪.‬والعموم أقوى من دليل الخطاب‪،‬مع أنه‬
‫أخرج مسلم ي حديث ابن عباس زيادة‪ ،‬وهوأنه قال عليه الصالة والسالم‪) :‬والبكريستأذ ا أبوها( وهونص ي موضع الخالف‪ .‬وأما الثيب الغﺮالبالغ‪ ،‬فإن‬
‫مالكا وأبا حنيفة قاال‪ :‬يجﺮها ٔالاب ع ى النكاح‪ .‬وقال الشاف ي‪ :‬ال يجﺮها‪ ،‬وقال املتأخرون‪ :‬إن ي املذهب ف ا ثالثة أقوال‪ :‬قول إن ٔالاب يجﺮها ما لم تبلغ بعد‬
‫الطالق‪ ،‬وهوقول أشهب‪ ،‬وقول إنه يجﺮها وإن بلغت‪ ،‬وهوقول سحنون‪ ،‬وقوله إنه ال يجﺮها وإن لم تبلغ‪ ،‬وهوقول أبي تمام‪ .‬والذي حكيناﻩ عن مالك هو‬
‫الذي حكاﻩ أهل مسائل الخالف كابن القصاروغﺮﻩ عنه‪ .‬وسبب اختالفهم معارضة دليل الخطاب للعموم‪ ،‬وذلك أن قوله عليه الصالة والسالم‪) :‬تستأمر‬
‫اليتيمة ي نفسها وال تنكح اليتيمة إال بإذ ا( يفهم منه أن ذات ٔالاب ال تستأمرإال ما أجمع عليه الجمهور من استئمارالثيب البالغ‪ ،‬وعموم قوله عليه الصالة‬
‫والسالم‪) :‬الثيب أحق بنفسها من ول ا( يتناول البالغ وغﺮالبالغ‪ ،‬وكذلك قوله‪) :‬ال تنكح ٔالايم ح تستأمروال تنكح ح تستأذن( يدل بعمومه ع ى ما قاله‬
‫الشاف ي‪.‬والختالفهم ي هاتن املسألتن سبب آخر‪ ،‬وهواستنباط القياس من موضع ٕالاجماع‪ ،‬وذلك أ م ملا أجمعوا ع ى أن ٔالاب يجﺮالبكرغﺮالبالغ‪ ،‬وأنه ال‬
‫يجﺮالثيب البالغ إال خالفا شاذا ف ما جميعا كما قلنا اختلفوا ي موجب ٕالاجبارهل هوالبكارة أوالصغر؟ فمن قال الصغرقال‪:‬ال تجﺮالبكرالبالغ‪ ،‬ومن قال‬
‫البكارة قال‪ :‬تجﺮالبكرالبالغ وال تجﺮالثيب الصغﺮة‪ ،‬ومن قال كل واحد م ما يوجب ٕالاجبارإذا انفرد قال‪ :‬تجﺮالبكرالبالغ والثيب غﺮالبالغ‪ ،‬والتعليل ٔالاول‬
‫تعليل أبي حنيفة‪ ،‬والثاني تعليل الشاف ي‪ ،‬والثالث تعليل مالك‪ ،‬ؤالاصول أكﺮشهادة لتعليل أبي حنيفة‪ .‬واختلفوا ي الثيوبة ال ترفع ٕالاجباروتوجب النطق‬
‫بالرضا أوالرد‪ ،‬فذهب مالك وأبوحنيفة إى أ ا الثيوبة ال تكون بنكاح صحيح أوش ة نكاح أوملك‪ ،‬وأ ا ال تكون بزنى وال بغصب‪ .‬وقال الشاف ي‪ :‬كل ثيوبة‬
‫ترفع ٕالاجبار‪.‬وسبب اختالفهم هل يتعلق الحكم بقوله عليه الصالة والسالم‪):‬الثيب أحق بنفسها من ول ا(بالثيوبة الشرعية أم بالثيوبة اللغوية؟‬
‫واتفقوا ع ى أن ٔالاب يجﺮابنه الصغﺮع ى النكاح‪ ،‬وكذلك ابنته الصغﺮة البكر‪ ،‬وال يستأمرها ملا ثبت »أن رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم تزوج عائشة ر‬
‫ﷲ ع ا بنت ست أوسبع وب ا بنت تسع بإنكاح أبي بكرأب ا ر ﷲ عنه«إالما روي من الخالف عن ابن شﺮمة‪.‬واختلفوا من ذلك ي مسألتن‪:‬إحداهما‬
‫هل يزوج الصغﺮة غﺮٔالاب؟ والثانية هل يزوج الصغﺮغﺮٔالاب؟ فأما هل يزوج الصغﺮة غﺮٔالاب أم ال؟ فقال الشاف ي‪ :‬يزوجها الجد أبؤالاب ؤالاب فقط‪.‬‬
‫وقال مالك‪:‬ال يزوجها إال ٔالاب فقط‪ ،‬أومن جعل ٔالاب له ذلك إذا عن الزوج إال أن يخاف عل ا الضيعة والفساد‪ .‬وقال أبوحنيفة‪:‬يزوج الصغﺮة كل من له‬
‫عل ا والية من أب وقريب وغﺮذلك‪ ،‬ولها الخيارإذا بلغت‪ ،‬وسبب اختالفهم معارضة العموم للقياس‪ ،‬وذلك أن قوله عليه الصالة والسالم )والبكرتستأمر‬
‫وإذ ا صما ا( يقت العموم ي كل بكرإال ذات ٔالاب ال خصصها ٕالاجماع‪ ،‬إال الخالف الذي ذكرناﻩ‪ ،‬وكون سائرٔالاولياء معلوما م م النظرواملصلحة‬
‫لولي م يوجب أن يلحقوا باألب ي هذا املع ‪ ،‬فم م من ألحق به جميعٔالاولياء وم م من ألحق به الجد فقط‪ ،‬ألنه ي مع ٔالاب إذ كان أبا أع ى‪ ،‬وهوالشاف ي‪.‬‬
‫ومن قصرذلك ع ى ٔالاب رأى أن ما لألب ي ذلك غﺮموجود لغﺮﻩ‪ ،‬إما من قبل أن الشرع خصه بذلك‪ ،‬وإما من قبل أن ما يوجد فيه من الرأفة والرحمة ال‬
‫يوجد ي غﺮﻩ‪ ،‬وهو الذي ذهب إليه مالك ر ﷲ عنه‪ ،‬وما ذهب إليه أظهر‪ .‬وﷲ أعلم«‪ .‬أبو الوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية‬
‫املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 1241:‬إى ‪.1247‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪79‬‬
‫القرارات املتعلقة بشخصه‪ ،‬رغم ما بلغته ي املغرب‪ ،‬خاصة ي مرحلة ما بعد الاستقالل‪ ،‬من ر ي علمي‬
‫واجتما ي وقانوني ومادي وإداري وسياﺳ جديربالتقدير‪ .‬مما كان يطرح أكﺮمن عالمــة استفهام عن أسباب‬
‫استمرار التحجﺮ ع ى شخص املرأة فيما يتعلق بحيا ا الخاصة‪ ،‬واستعصاء قبول خروجها عن وصاية‬
‫الرجل لدى عدد من ٔالاطياف ي املجتمع ح وإن تعلق ٔالامربالزواج الذي حررته مختلف املواثيق الدولية‬
‫من قيود املا وأغالله وجعلته يدخل ي إطارحقوق الشخصية ٕالانسانية‪.‬‬
‫إن كث ﺮا من الفقهاء كانوا يعتﺮون املرأة ي عقد الزواج مجرد معقود عل ا‪ .‬قال ٕالامام التسوي‪» :‬ومرادﻩ‬
‫كابن الحاجب و)خ( بالركن ما ال توجد الحقيقة الشرعية إال به فتدخل الخمسة ال ي النظم ألن العقد ال‬
‫ً‬
‫يتصور إال من عاقدين وهما شرعا الوي والزوج‪ ،‬ومن معقود عليه و ي الزوجة والصداق نصا كما ي نكاح‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التسمية أو حكما ي التفويض إذ الصداق فيه موجود حكما أل ما لم يدخال ع ى إسقاطه ولو دخال ع ى‬
‫إسقاطه لم يصح«‪ .239‬أما ٕالامام القرا ي فقد أجمل الحديث عن الوالية ي الزواج بقوله‪ »:‬ي أقطاب العقد‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ ْ َْ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ٌ ْ ُ ْ ُ ْ َﱠ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ﱠ َ ْ‬
‫الز ْو ُج أ ِو ال َوِ ﱡي‪َ ،‬وال َي ُجوز َعق ُد امل ْرأ ِة َع ى نف ِس َها َوال َع ى غ ْ ِﺮ َها ِبك ًرا‬ ‫و ِ ي خمسة‪ :‬القطب ٔالاول‪ :‬العا ِقد‪ ،‬وهو‬
‫ﱠ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ ْ‬ ‫ًََ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫الر ِشيد ِة لق ْوله‬ ‫كانت أ ْوث ِّي ًبا‪َ ،‬ر ِشيدة أ ْو َس ِف َ ة‪ ،‬أ ِذن ال َوِ ﱡي أ ْم ال‪َ ،‬وقال ُه الشاف ي َو ْاب ُن َحن َب ٍل‪َ ،‬و َج ﱠوز ُﻩ الحنفية ِ ي‬
‫اض ْوا َب ْي َ ُ مْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ﱠ ْ ُ ُ ّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ﱠ َ َ َ ْ ُ ُ ُ ﱠ َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َو َ ُ ﱠ َ َ َ َ‬
‫النساء فبلغن أجلهن فال تعضلوهن أن ين ِكحن أز اجهن إذا تر‬ ‫تعا ى‪﴿ :‬وإذا طلقتم ِ‬
‫ْ َ ْ ُ ِ ‪ َ ْ َ 240‬ﱠ َ َ َ َ َ ﱡ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ﱠ َ ْ َ َ ْ ً َ ْ َ ُ ‪ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ِ َ َ َ َ 241‬ﱠ ََ‬
‫ِباملعرو ِف﴾ ﴿ف ِإن طلقها فال ت ِحل له ِمن بعد ح تن ِكح زوجا غ ﺮﻩ﴾ فأضاف العقد ِإل ا‪ِ ،‬وأل ا‬
‫َْ ْ َ َْ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َْ َ َ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َُ َ ٌَ‬
‫ص ُل‪ِ :‬مل ُك‬ ‫ص ّ ِرفة ِ ي َم ِال َها ف ِفي نف ِس َها ِبط ِر ِيق ٔالا ْو ى‪ِ ،‬أل ﱠن الح ْج َر َع ى ال َب ِال ِغ ال َعا ِق ِل َع ى ِخال ِف ٔالاص ِل‪ ،‬ؤالا‬ ‫مت‬
‫َ َ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ٌَ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ َ ُ َ ْ ﱠل ﱠ ّ‬
‫الن َك َ‬ ‫ْ ْ َ َ َ َْ‬
‫اح َح ِقيقة ِ ي ال َوط ِء َو ُه َو ُمت َع ِذ ٌر ِم َن امل ْرأ ِة‪ِ َ ،‬وإذا ت َعذ َر ِت‬ ‫ِٕالانس ِان ِملص ِال ِح نف ِس ِه‪ ،‬والجواب ع ِن ٔالاو ِ ‪ :‬أن ِ‬
‫ْ ُ َ ْ َ َﱠ ُ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ّ َ َ َ َ ْ‬ ‫ْ َ َ ُ َ َ ُْ ُ ََ ﱠ‬
‫ض ُح ُه ق ْوله ت َعا ى‪َ ﴿ :‬وأن ِك ُحوا‬ ‫ِ‬ ‫و‬‫ي‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ِ‬ ‫يق‬‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫ز‬ ‫ا‬‫ج‬ ‫امل‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫ق‬‫أ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫أل‬‫ِ‬ ‫‪،‬‬‫ى‬ ‫و‬‫أ‬ ‫ه‬‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ك‬
‫ِ‬
‫الت ْ‬
‫م‬ ‫الح ِقيقة فحمله ع ى‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصالح َن م ْن ع َبادك ْم َوإ َمائك ْم﴾‪ 242‬ف َخاط َب ٔالا ْول َي َاء ُدون الن َس ِاء‪َ ،‬وق ْول ُه َعل ْيه ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ٔالاَي َامى م ْن ُك ْم َو ﱠ‬
‫السال ُم ِعند‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱠ َ ُ ْ ّ َ ُ َ ّ ُ ْ َ َْ ُ ْ َ َْ َ َ َ ْ َ َْ ُ َ ْ َ َ َ ﱠ ﱠ َ َ َ ﱠ ُ َ ّ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ٌ‬
‫الدارقط ِ ِ‪﴿ :‬ال تز ِوج املرأة املرأة‪ ،‬وال املرأة نفسها‪ ،‬ف ِإن الزا ِنية ِ ي ال ِ تز ِوج نفسها﴾‪ .‬وقال‪ :‬هذا ح ِديث‬
‫ْ َ ْ ُ َ ﱠ َ َ ﱡَ َ َ ْ َ َ َ َََ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ ََ‬ ‫ﱠ‬
‫َ‬
‫يح‪َ ،‬و َع ِن الثا ِني‪ :‬الفرق ِبأن تصرفها ِ ي نف ِسها مع غلب ِة شه ِو ا يخ ِمنه العار عل ا وع ى أوليا ا‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫صح ٌ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ٔالاﱠيام‪ ،‬بخ َالف ْاملَال َف َي ُكو ُن ْال َح ْج ُر َع َل ْ َ ا َأ ْو َى م َن ْال َح ْجر َع َ ى ﱠ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ٌ َ ُ ُ ََ َْ‬ ‫َي ْأ ُخ َ‬
‫الس ِف ِيه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫وم‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ة‬‫د‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫كفؤ‬ ‫غﺮ‬ ‫ا‬ ‫ذه‬
‫ْ َ َْ ّ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ً‬ ‫ي َماله«‪ .243‬وقال ابن جزي ي حكم الوي‪َ » :‬و ُه َو َشرط َ‬
‫النكاح ع ى‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫أ‬ ‫ر‬ ‫امل‬ ‫تعقد‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬‫ة‬ ‫يف‬ ‫حن‬ ‫ألبي‬ ‫ا‬‫خالف‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫اج‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ ِ‬
‫‪-239‬أبوالحسن ع ي بن عبد السالم التسوي‪» ،‬البهجة ي شرح التحفة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.377:‬‬
‫‪-240‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.232‬‬
‫‪-241‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.230‬‬
‫‪-242‬سورة النور‪ٔ ،‬الاية ‪.32‬‬
‫‪-243‬شهاب الدين احمد بن ادريس القراي املالكي‪» ،‬الذخﺮة ي الفقه«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202/201:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪80‬‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫حرة أوأمة‪ ،‬أذن ل َها َول َ ا أولم َيأذن‪.‬‬ ‫فسها َوال ع ى غ َﺮها‪ ،‬بكرا كانـت أوث ِّي ًبا‪ ،‬شريفة أودنية‪َ ،‬ر ِشيدة أو َس ِف َ ة‪،‬‬ ‫ن‬
‫َ َ ُْ‬ ‫ﱡ‬ ‫ﱡ ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ ُ‬ ‫َ‬
‫الصداق امل َس ّمى«‪.244‬‬ ‫الدخول للش ْ َ ة‪َ ،‬و ِفيه‬ ‫الدخول َوبعدﻩ َ ِوإن أط َال َوولدت ٔالا ْوالد‪َ .‬وال حد ِ ي‬ ‫ف ِإن َوقع‪ :‬فسخ قبل‬
‫وقد فصل ابن رشد أقوال الفقهاء ي شأن الوالية‪ ،‬وبن أسباب الخالف ف ا‪ ،‬ثم رجح ما تبن له م ا‬
‫أنه الصواب‪ .‬ونظرا ألهمية ما حررﻩ ي هذا الشان نورد كالمه كامال إذ قال‪» :‬اختلف العلماء هل الوالية شرط‬
‫من شروط صحة النكاح أم ليست بشرط؟ ذهب مالك إى أنه ال يكون نكاح إال بوي‪ ،‬وأ ا شرط ي الصحة‬
‫ي رواية أشهب عنه‪ ،‬وبه قال الشاف ي‪ ،‬وقال أبو حنيفة وزفروالشع والزهري‪ :‬إذا عقدت املرأة نكاحها بغﺮ‬
‫وي وكان كفؤا جاز‪ .‬وفرق داود بن البكروالثيب فقال باش ﺮاط الوي ي البكروعدم اش ﺮاطه ي الثيب‪ .‬ويتخرج‬
‫ع ى رواية ابن القاسم عن مالك ي الوالية قول رابع أن اش ﺮاطها سنة ال فرض‪ ،‬وذلك أنه روى عنه أنه كان‬
‫يرى امل ﺮاث بن الزوجن بغﺮ وي‪ ،‬وأنه يجوز للمرأة غﺮ الشريفة أن تستخلف رجال من الناس ع ى إنكاحها‪،‬‬
‫وكان يستحب أن تقدم الثيب ول ا ليعقد عل ا‪ ،‬فكأنه عندﻩ من شروط التمام ال من شروط الصحة‪،‬‬
‫بخالف عبارة البغدادين من أصحاب مالك‪ ،‬أع أ م يقولون إ ا من شروط الصحة ال من شروط التمام‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم أنه لم تأت آية وال سنة ي ظاهرة ي اش ﺮاط الوالية ي النكاح فضال عن أن يكون ي ذلك‬
‫نص‪ ،‬بل ٓالايات والسن ال جرت العادة باالحتجاج ا عند من يشﺮطها ي كلها محتملة‪ ،‬وكذلك ٓالايات‬
‫والسن ال يحتج ا من يشﺮط إسقاطها ي أيضا محتملة ي ذلك‪ ،‬ؤالاحاديث مع كو ا محتملة ي ألفاظها‬
‫مختلف ي صح ا إال حديث ابن عباس وإن كان املسقط لها ليس عليه دليل‪ ،‬ألن ٔالاصل براءة الذمة‪ ،‬ونحن‬
‫نورد مشهور ما احتج به الفريقان ونبن وجه الاحتمال ي ذلك‪ ،‬فمن أظهرما يحتج به من الكتاب من اشﺮط‬
‫اج ُه ﱠن﴾‪ 245‬قالوا‪ :‬وهذا‬ ‫وه ﱠن َأ ْن َي ْنك ْح َن َأ ْز َو َ‬‫ض ُل ُ‬‫الن َس َاء َف َب َل ْغ َن َأ َج َل ُه ﱠن َف َال َت ْع ُ‬
‫َ َ َﱠ ْ ُ ُ ّ‬
‫ِ‬ ‫الوالية قوله تعاى‪ِ ﴿ :‬وإذا طلقتم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫خطاب لألولياء‪ ،‬ولو لم يكن لهم حق ي الوالية ملا وا عن العضل‪ ،‬وقوله تعاى‪َ ﴿ :‬وال ُت ْنك ُحوا املُ ْشرك َن َح ﱠ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ‬
‫ُيؤ ِمنوا﴾‪ 246‬قالوا‪ :‬وهذا خطاب لألولياء أيضا‪ ،‬ومن أشهرما احتج به هؤالء من ٔالاحاديث ما رواﻩ الزهري عن‬
‫عروة عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم‪﴿ :‬أيما امرأة نكحت بغﺮإذن ول ا فنكاحها باطل‬
‫ثالث مرات‪ ،‬وإن دخل ا فاملهر لها بما أصاب م ا‪ ،‬فإن اشتجروا فالسلطان وي من ال وي له﴾ أخرجه‬
‫ََ‬
‫الﺮمذي وقال فيه‪ :‬حديث حسن وأما ما احتج به من لم يشﺮط الوالية من الكتاب والسنة‪ ،‬فقوله تعاى‪﴿:‬فال‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬ ‫َُ َ َ ُ‬
‫اح َعل ْيك ْم ِف َيما ف َعل َن ِ ي أنف ِس ِه ﱠن ِبامل ْع ُرو ِف﴾‪ 247‬قالوا‪ :‬وهذا دليل ع ى جوازتصرفها ي العقد ع ى نفسها‪.‬‬ ‫جن‬

‫‪-244‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344:‬‬
‫‪-245‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.232‬‬
‫‪-246‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.221‬‬
‫‪-247‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.234‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪81‬‬
‫َ‬ ‫وه ﱠن َأ ْن َي ْنك ْح َن َأ ْز َو َ‬
‫اج ُه ﱠن ِإذا‬ ‫وقالوا‪ :‬وقد أضاف إل ن ي غﺮ ما آية من الكتاب الفعل فقال‪َ ﴿ :‬ف َال َت ْع ُ‬
‫ض ُل ُ‬
‫ِ‬
‫َ ْ َ ﱠ َ َ َ َ َ ﱡ َ ُ ْ َ ْ ُ َ ﱠ َ ْ َ َ ْ ً َ ْ َ ُ ‪249‬‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫ت َراض ْوا َب ْي َ ُ ْم ِبامل ْع ُرو ِف﴾‪248‬وقال‪﴿ :‬ف ِإن طلقها فال ت ِحل له ِمن بعد ح تن ِكح زوجا غ ﺮﻩ﴾ ‪.‬‬
‫وأما من السنة فاحتجوا بحديث ابن عباس املتفق ع ى صحته‪ ،‬وهو قوله عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫﴿ٔالايم أحق بنفسها من ول ا‪ ،‬والبكر تستأمر ي نفسها وإذ ا صما ا﴾ و ذا الحديث احتج داود ي الفرق‬
‫َ‬
‫عندﻩ بن الثيب والبكر ي هذا املع ‪ ،‬فهذا مشهور ما احتج به الفريقان من السماع‪ .‬فأما قوله تعاى‪ِ َ ﴿ :‬وإذا‬
‫‪250‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َﱠ ْ ُ ُ ّ َ َ َ ََ ْ َ َ َ َ ُ ﱠ ََ َ ْ ُ ُ ُ ﱠ َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ ﱠ َ َ َ َ ْ َ َُْ ْ ْ َ‬
‫النساء فبلغن أجلهن فال تعضلوهن أن ين ِكحن أزواجهن ِإذا تراضوا بي م ِباملعرو ِف﴾ فليس فيه‬ ‫طلقتم ِ‬
‫أكﺮمن نﻬ قرابة املرأة وعصب ا من أن يمنعوها النكاح‪ ،‬وليس م عن العضل مما يفهم منه اش ﺮاط إذ م‬
‫ي صحة العقد ال حقيقة وال مجازا‪ ،‬أع بوجه من وجوﻩ أدلة الخطاب الظاهرة أو النص بل قد يمكن أن‬
‫ُْ ْ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫يفهم منه ضد هذا‪ ،‬وهوأن ٔالاولياء ليس لهم سبيل ع ى من يلو م‪ ،‬وكذلك قوله تعاى‪َ ﴿ :‬وال تن ِك ُحوا املش ِر ِك ن‬
‫ْ ُ‬
‫َح ﱠ ُيؤ ِمنوا﴾‪ 251‬هو أن يكون خطابا ألوي ٔالامر من املسلمن أو لجميع املسلمن أحرى منه أن يكون خطابا‬
‫لألولياء‪ ،‬وبالجملة فهومﺮدد بن أن يكون خطابا لألولياء‪ .‬أوألوي ٔالامر‪ ،‬فمن احتج ذﻩ ٓالاية فعليه البيان أنه‬
‫أظهر ي خطاب ٔالاولياء منه ي أوي ٔالامر‪ ،‬فإن قيل إن هذا عام والعام يشمل ذوي ٔالامرؤالاولياء قيل إن هذا‬
‫الخطاب إنما هو خطاب باملنع واملنع بالشرع‪ ،‬فيستوي فيه ٔالاولياء وغﺮهم‪ ،‬وكون الوي مأمورا باملنع بالشرع‬
‫ال يوجب له والية خاصة ي ٕالاذن أصله ٔالاجن ‪ ،‬ولو قلنا أنه خطاب لألولياء يوجب اش ﺮاط إذ م ي صحة‬
‫النكاح لكان مجمال ال يصح به عمل‪ ،‬ألنه ليس فيه ذكرأصناف ٔالاولياء وال صفا م ومرات م‪ ،‬والبيان ال يجوز‬
‫تأخ ﺮﻩ عن وقت الحاجة‪ ،‬ولو كان ي هذا كله شرع معروف لنقل تواترا أو قريبا من التواتر‪ ،‬ألن هذا مما تعم‬
‫به البلوى‪ ،‬ومعلوم أنه كان ي املدينة من ال وي له‪ ،‬ولم ينقل عنه ص ى ﷲ عليه وسلم أنه كان يعقد أنكح م‬
‫وال ينصب لذلك من يعقدها‪ ،‬وأيضا فإن املقصود من ٓالاية ليس هو حكم الوالية وإنما املقصود م ا تحريم‬
‫نكاح املشركن واملشركات وهذا ظاهر‪ ،‬وﷲ أعلم‪ .‬وأما حديث عائشة فهو حديث مختلف ي وجوب العمل‬
‫به‪ ،‬ؤالاظهرأن ما ال يتفق ع ى صحته أنه ليس يجب العمل به‪ .‬وأيضا فإن سلمنا صحة الحديث فليس فيه‬
‫إال اش ﺮاط إذن الوي ملن لها و ي‪ :‬أع املوى عل ا‪ ،‬وإن سلمنا أنه عام ي كل امرأة فليس فيه أن املرأة ال تعقد‬
‫ع ى نفسها‪ ،‬أع أن ال تكون ي ال ت ى العقد بل ٔالاظهرمنه إنه إذا أذن الوي لها جازأن تعقد ع ى نفسها‬
‫دون أن تشﺮط ي صحة النكاح إشهاد الوي معها‪.‬‬

‫‪-248‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.232‬‬


‫‪-249‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.230‬‬
‫‪-250‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.232‬‬
‫‪ -251‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.232‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪82‬‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬ ‫ََ ُ َ َ َ ُ‬
‫‪252‬‬
‫اح َعل ْيك ْم ِف َيما ف َعل َن ِ ي أنف ِس ِه ﱠن ِبامل ْع ُرو ِف﴾‬ ‫وأما ما احتج به الفريق ٓالاخرمن قوله تعاى‪﴿ :‬فال جن‬
‫فإن املفهوم منه النﻬ عن الت ﺮيب عل ن فيما استبددن بفعله دون أوليا ن‪ ،‬وليس ههنا ء يمكن أن‬
‫تستبد به املرأة دون الوي إال عقد النكاح‪ ،‬فظاهر هذﻩ ٓالاية )وﷲ أعلم( أن لها أن تعقد النكاح ولألولياء‬
‫الفسخ إذا لم يكن باملعروف وهو الظاهرمن الشرع إال أن هذا لم يقل به أحد‪ ،‬وأن يحتج ببعض ظاهرٓالاية‬
‫ع ى رأ م وال يحتج ببعضها فيه ضعف‪ .‬وأما إضافة النكاح إل ن فليس فيه دليل ع ى اختصاصهن بالعقد‪،‬‬
‫لكن ٔالاصل هوالاختصاص إال أن يقوم الدليل ع ى خالف ذلك‪ .‬وأما حديث ابن عباس فهولعمري ظاهر ي‬
‫الفرق بن الثيب والبكر‪ ،‬ألنه إذا كان كل واحد م ما يستأذن ويتوى العقد عل ما الوي فبماذا ليت شعري‬
‫تكون ٔالايم أحق بنفسها من ول ا؟ وحديث الزهري هو أن يكون موافقا هذا الحديث أحرى من أن يكون‬
‫معارضا له‪ ،‬ويحتمل أن تكون التفرقة بي ما ي السكوت والنطق فقط‪ ،‬ويكون السكوت كافيا ي العقد‬
‫َْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ ُ َ َ َ ُ‬
‫اح َعل ْيك ْم ِف َيما ف َعل َن ِ ي أنف ِس ِه ﱠن ِبامل ْع ُرو ِف﴾‪ 253‬هو أظهر ي أن املرأة ت ي‬ ‫والاحتجاج بقوله تعاى‪﴿ :‬فال جن‬
‫ْ ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ‬
‫العقد من الاحتجاج بقوله‪َ ﴿ :‬وال تن ِك ُحوا املش ِر ِك ن َح ﱠ ُيؤ ِمنوا﴾‪ 254‬ع ى أن الوي هو الذي ي ي العقد‪ .‬وقد‬
‫ضعفت الحنفية حديث عائشة‪ ،‬وذلك أنه حديث رواﻩ جماعة عن ابن جريج عن الزهري‪ ،‬وحكى ابن علية‬
‫عن ابن جريج أنه سأل الزهري عنه فلم يعرفه‪ ،‬قالوا‪ :‬والدليل ع ى ذلك أن الزهري لم يشﺮط الوالية وال‬
‫الوالية من مذهب عائشة‪ .‬وقد احتجوا أيضا بحديث ابن عباس أنه قال‪﴿ :‬ال نكاح إال بوي وشاهدي عدل﴾‬
‫ولكنه مختلف ي رفعه‪ .‬وكذلك اختلفوا أيضا ي صحة الحديث الوارد » ي نكاح الن عليه الصالة والسالم أم‬
‫سلمة وأمرﻩ الب ا أن ينكحها إياﻩ«‪.‬‬
‫وأما احتجاج الفريقن من جهة املعاني فمحتمل‪ ،‬وذلك أنه يمكن أن يقال إن الرشد إذا وجد ي املرأة‬
‫اكتفى به ي عقد النكاح كما يكتفي به ي التصرف ي املال‪ ،‬ويشبه أن يقال إن املرأة مائلة بالطبع إى الرجال‬
‫أكﺮ من ميلها إى تبذير ٔالاموال‪ ،‬فاحتاط الشرع بأن جعلها محجورة ي هذا املع ع ى التأبيد‪ ،‬مع أن ما‬
‫يلحقها من العار ي إلقاء نفسها ي غﺮموضع كفاءة إى أوليا ا‪ ،‬لكن يكفي ي ذلك أن يكون لألولياء الفسخ أو‬
‫الحسبة‪ ،‬واملسألة محتملة كما ترى‪ ،‬لكن الذي يغلب ع ى الظن أنه لو قصد الشارع اش ﺮاط الوالية لبن‬
‫جنس ٔالاولياء وأصنافهم ومرات م‪ ،‬فإن تأخرالبيان عن وقت الحاجة ال يجوز‪ ،‬فإذا كان ال يجوز عليه‪ ،‬عليه‬
‫الصالة والسالم تأخﺮ البيان عن وقت الحاجة وكان عموم البلوى ي هذﻩ املسألة يقت أن تنقل اش ﺮاط‬
‫الوالية عنه ص ى ﷲ عليه وسلم تواترا أو قريبا من التواترثم لم ينقل‪ ،‬فقد يجب أن يعتقد أحد أمرين‪ :‬إما‬

‫‪-252‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.232‬‬


‫‪-253‬سورة البقرة‪ٔ ،‬الاية ‪.234‬‬
‫‪ -254‬سورة البقرة‪ٓ ،‬الاية ‪.232‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪83‬‬
‫أنه ليست الوالية شرطا ي صحة النكاح وإنما لألولياء الحسبة ي ذلك‪ ،‬وأما إن كان شرطا فليس من صح ا‬
‫تمي صفات الوي وأصنافهم ومرات م‪ ،‬ولذلك يضعف قول من يبطل عقد الوي ٔالابعد مع وجود ٔالاقرب«‪.255‬‬
‫إن التحجرالذي ساد الفكرالفقﻬ ملدة زمنية طويلة ي مسألة والية املرأة‪ ،‬رغم وجود رأي مخالف ي‬
‫هذﻩ املسألة للفقه نفسه‪ ،‬وهورأي الحنفية‪ ،‬هوالذي يدفعنا إى القول إن تعديل أحكام الوالية ي الزواج هو‬
‫أظهروأقوى ٕالاصالحات القانونية ال مست ٔالاحكام الفقهية ال كانت مسطرة ي مدونة ٔالاحوال الشخصية‪.‬‬
‫وقد كان املشرع موفقا للغاية عندما نص ي املادة )‪ (24‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬الوالية حق للمرأة‪ ،‬تمارسه‬
‫الراشدة حسب اختيارها ومصلح ا«‪ .‬قبل أن يضيف ي املادة )‪ (25‬من نفس املدونة أن‪» :‬للراشدة أن تعقد‬
‫زواجها بنفسها‪ ،‬أوتفوض ذلك ألب ا أوألحد أقار ا«‪.‬‬
‫إن هذﻩ ٔالاحكام الجديدة ي الوالية تكتﺴ أهمية خاصة‪ ،‬رغم أ ا ليست إال بدايــة جريئة وعملية‬
‫ومعللة من الناحية الشرعية والفقهية‪ ،‬لرفع أكوام ثقيلة من الحيــف الفقﻬ والعر ي واملجتم ي عن املرأة‪.‬‬
‫وحسب املقتضيات القانونية الجديدة املنظمة للوالية ي الزواج‪ ،‬فإن املرأة ي ال تتوى بنفسها إبرام‬
‫عقد الزواج‪ ،‬ويمك ا أن تفوض لول ا حسب اختيارها أن يوقع معها ع ى العقد‪ ،‬كما يمك ا الاستغناء عن‬
‫ذلك‪ .‬ثم إنه لم يعد هناك أي ترتيب لألولياء تلزم به املرأة‪ ،‬وإنما أصبح بمقدورها أن تفوض ذلك ألب ا أوألحد‬
‫أقار ا‪ ،‬وهذﻩ املسألة وإن كانت مسألة شكلية فقط‪ ،‬غﺮأنه ال يكاد يخلو م ا أي عقد من عقود الزواج‪ ،‬ملا‬
‫ي هذﻩ الشكلية‪ ،‬املجردة من كل سلطة للتعسف‪ ،‬من تكريم رمزي لألقارب من لدن املرأة العاقدة‪ ،‬خاصة‬
‫عندما يتعلق ٔالامرباألب‪ ،‬الذي عادة ما تتعلق به الفتاة‪ ،‬ويكون ي الغالب قدو ا املثالية ي الحياة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن الوالية ي الزواج ع ى ضوء مدونة ٔالاسرة‪ ،‬أصبحت تخضع للقواعد ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يكفي توقيع الوي ع ى عقد الزواج بل ال بد من توقيع الزوجة ي ٔالاخرى ع ى هذا العقد ما لم‬
‫تكن بيد الوي وكالة طبقا ألحكام الوكالة ي الزواج املنصوص عل ا ي املادة )‪ (17‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يمكن للو ي أن يجﺮ املرأة ع ى الزواج‪ ،‬كما أنه ال يمكنه أن يمنعها من الزواج‪ ،‬وبذلك لم يعد‬
‫هناك داع لدراسة ما يتعلق بحق ٕالاجبارع ى الزواج‪ ،‬أوالعضل من الزواج‪ ،‬مع ما يطرحة ذلك من تعقيدات‬
‫قانونية وقضائية‪ ،‬تم اخ الها بمنح املرأة حق الزواج بحضور الوي أوبدونه‪.‬‬
‫أما املرأة غﺮالرشيدة‪ ،‬فتطبق عل ا ٔالاحكام املتعلقة بزواج القاصر‪ ،‬واملشرع ي هذﻩ الحالة لم يفرق‬
‫بن الرجل واملرأة وقال ي املادة )‪ (13‬من مدونة ٔالاسرة‪» :‬يجب أن تتوفر ي عقد الزواج الشروط ٓالاتية‪-3 :‬وي‬
‫الزواج عند الاقتضاء«‪.‬‬

‫‪-255‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 1248:‬إى ‪.1266‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪84‬‬
‫رابعا‪ -‬الصداق‪:‬‬
‫من أجل تفصيل أحكام الصداق سوف نتكلم عن مفهوم الصداق )‪ (1‬وحكم الصداق )‪ (2‬وشروط‬
‫الصداق )‪ (3‬وأنواع الصداق )‪ (4‬وملكية الصداق )‪ (5‬ثم عن استحقاق الصداق )‪.(6‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الصداق‪ :‬الصداق هوما يقدمه الرجل للمرأة من املال‪ ،‬بغض النظرعن جنسه أو قيمته‪،‬‬
‫كعربون منه ع ى رغبته امللحة ي الزواج وإنشاء ٔالاسرة‪ .‬ويسمى املهر‪ ،‬والنحلة‪ ،‬والفريضة‪ .‬وقد عرف املشرع‬
‫املغربي الصداق ي املادة )‪ (26‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬الصداق هوما يقدمه الزوج لزوجته إشعارا بالرغبة‬
‫ي عقد الزواج وإنشاء أسرة مستقرة‪ ،‬وتثبيت أسس املودة والعشرة بن الزوجن‪ ،‬وأساسه الشر ي هوقيمته‬
‫املعنوية والرمزية‪ ،‬وليس قيمته املادية«‪.‬‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -2‬حكم الصداق‪ :‬قال ابن جزي ي حكم الصداق‪َ » :‬و ُه َو شرط ِب ِإ ْج َماع‪َ .‬وال يجوز ال َﺮا ِ ع ى‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِإ ْسقاطه َوال اش ِ َﺮاط ُسقوطه«‪ .256‬وقال ابن رشد‪» :‬أما حكمه فإ م اتفقوا ع ى أنه شرط من شروط‬
‫َ‬ ‫ًَ َ ْ َ َُ‬ ‫ََُ ّ َ َ َ َ‬
‫ص ُدقا ِ ِ ﱠن ِن ْحلة ف ِإن ِط ْن لك ْم َع ْن ْ ٍء‬ ‫الصحة وأنه ال يجوز التواطؤ ع ى تركه لقوله تعاى‪﴿ :‬وآتوا ِ‬
‫النساء‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وه ﱠن بإ ْذن أ ْهله ﱠن َوآ ُت ُ‬ ‫وﻩ َهن ًيئا َمر ًيئا﴾‪ 257‬وقوله تعاى‪َ ﴿ :‬ف ْانك ُح ُ‬
‫م ْن ُه َن ْف ًسا َف ُك ُل ُ‬
‫وه ﱠن أ ُجو َر ُه ﱠن ِبامل ْع ُرو ِف﴾‪.259«258‬‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وقد أوضحت املادة )‪ (13‬من مدونة ٔالاسرة حكم الصداق بقولها‪» :‬يجب أن تتوفر ي عقد الزواج‬
‫الشروط ٓالاتية‪-2 :‬عدم الاتفاق ع ى إسقاط الصداق«‪ .‬وهذا يع أنه ال يجوز أن يقع الاتفاق ع ى أن يكون‬
‫الزواج بدون صداق‪ ،‬كما يع أن الزواج يكون صحيحا ح ولولم يتم التعرض فيه لذكرالصداق ي عقد‬
‫الزواج‪ ،‬فاملحظور فقط هو التصريح بإسقاط الصداق‪ .‬كما يمنع كذلك ما يعرف بزواج الشغار‪ .‬قال ابن‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ َْ‬ ‫َْ ً َ‬ ‫َََُ‬
‫النكاح‬ ‫جزي‪» :‬وهو ب ِاطل ِإجماعا‪ .‬وصفته‪ :‬أن يزوج ابنته ع ى أن يز جه ٓالاخرابنته من غﺮصداق‪ .‬ف ِإن وقع‪ :‬فسخ ِ‬
‫و‬
‫َ ْ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ﱡ ُ‬
‫الدخول َوبعدﻩ‪ ،‬ي املش ُهور‪َ .‬و ْيدفع ملن دخل َ ا صداق املثل‪َ ،‬وتقع ِب ِه ال ُح ْر َمة‪ ،‬والوراثة‪ِ ،‬إ ْج َم ًاعا«‪.260‬‬ ‫قبل‬
‫وإذا كان ٔالاصل هوأن يتفق الزوج والزوجة ع ى تحديد مقدارالصداق قبل توثيق عقد الزواج‪ ،‬وأن‬
‫يضمن هذا املقدار ي العقد‪ ،‬فإن ما يشﺮط ي الصداق فقط هو أن ال يكون هناك اتفاق بن الزوجن ع ى‬
‫إسقاطه‪ .‬و ي حالة عدم تسمية الصداق‪ ،‬فإن هذا الزواج يسمى زواج التفويض‪ ،‬أي أن الزوجن يبقى لهما‬
‫الخيار ي تحديد أو تسمية الصداق بعد الزواج‪ ،‬فإذا وقع الخالف بي ما ي شأن ذلك‪ ،‬فإن املحكمة ي ال‬
‫تقوم بتحديد مقدار الصداق‪ ،‬معتمدة ي ذلك ع ى الوسط الاجتما ي للزوجن‪ .‬وقد جمعت مدونة ٔالاسرة‬

‫‪-256‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.348:‬‬
‫‪-257‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.4‬‬
‫‪-258‬سورة النساء‪ٓ ،‬الاية ‪.25‬‬
‫‪-259‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1270:‬‬
‫‪ -260‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.353:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪85‬‬
‫هذﻩ ٔالاحكام ي املادة )‪ (27‬بقولها‪» :‬يحدد الصداق وقت إبرام العقد‪ ،‬و ي حالة السكوت عن تحديدﻩ‪ ،‬يعتﺮ‬
‫العقد زواج تفويض‪.‬‬
‫إذا لم ي ﺮاض الزوجان بعد البناء ع ى قدرالصداق ي زواج التفويض‪ ،‬فإن املحكمة تحددﻩ مراعية‬
‫الوسط الاجتما ي للزوجن«‪.‬‬
‫‪ -3‬شروط الصداق‪:‬‬
‫ََ َ‬ ‫ُ‬
‫حدد ابن جزي شروط الصداق بقوله‪ ِ» :‬ي ش ُروطه َو ِ ي ثالثة‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫)ٔالاول(‪ :‬أن يكو ِمما يجو تملكه‪ ،‬وبيعه‪ ،‬من العن )الذهب والفضة(‪ ،‬والعر ض )غﺮ النقد(‪،‬‬
‫و‬ ‫ز‬ ‫ن‬
‫َ َ ﱠ‬ ‫الرقيق‪َ ،‬وغﺮ َذلك‪َ َ .‬وال يجوز ب َخ ْمر‪ ،‬وخ ير‪َ ،‬و َغ َ‬ ‫صول‪َ ،‬‬ ‫َ ُْ‬
‫ٔالا ُ‬
‫ﺮهما‪ِ ،‬م ﱠما ال يت َملك‪.‬‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠ‬ ‫و‬ ‫و‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫الت ْفويض‪َ .‬وال يجب وصف ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ َ ﱠ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫عروض‪ ،‬خالفا‬ ‫يجوز ِبمجهول‪ِ ،‬إال ِ ي ِنكاح ِ‬ ‫)الث ِاني(‪ :‬أن يكون َم ْعلوما‪ ،‬فال‬
‫َ ْ‬ ‫ﱠ‬
‫فلها الوسط‪.‬‬ ‫للشا ِف ِ ّي‪ِ َ .‬وإن َوقع ع ى غﺮوصف‬
‫َ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫غرر‪ ،‬فال يجوز ِف ِيه عبد آبق‪َ ،‬وال بعﺮشارد‪ ،‬وش هما«‪.261‬‬ ‫)الث ِالث(‪ :‬أن يسلم من ال‬
‫أما املشرع فقد حدد شروط الصداق بصيغة مجملة ضم ا ي املادة )‪ (28‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪:‬‬
‫»كل ما صح ال امه شرعا‪ ،‬صلح أن يكون صداقا‪ ،‬واملطلوب شرعا تخفيف الصداق«‪.‬‬
‫و ذا نالحظ أن املشرع جمع الحكم بن محل الصداق‪ ،‬ومقدارﻩ ي مادة واحدة‪.‬‬
‫فأما محل الصداق‪ ،‬فقد جعله املشرع منضبطا بكل ما يصح ال امه شرعا‪ .‬بمع أن محل الصداق‬
‫يمكن أن يكون نقدا أوعينا‪ ،‬كما أنه يمكن أن يكون حقا ماليا قابال للتملك‪.‬‬
‫أما محل الصداق ي أقوال الفقهاء فقد أجمله ابن رشد بقوله‪» :‬أما جنسه فكل ما جازأن يتملك وأن‬
‫يكون عوضا‪ .‬واختلفوا من ذلك ي مكانن‪ :‬ي النكاح باإلجارة )املقصود هنا هو إجارة الخدمة أو العمل(‪ ،‬و ي‬
‫جعل عتق أمته صداقها‪ .‬أما النكاح ع ى ٕالاجارة ففي املذهب فيه ثالثة أقوال‪ :‬قول باإلجازة‪ ،‬وقول باملنع‪،‬‬
‫وقول بالكراهة‪ :‬واملشهور عن مالك الكراهة‪ ،‬ولذلك رأى فسخه قبل الدخول‪ ،‬وأجازﻩ من أصحابه أصبغ‬
‫وسحنون‪ ،‬وهو قول الشاف ي‪ ،‬ومنعه ابن القاسم وأبو حنيفة إال ي العبد فإن أبا حنيفة أجازﻩ‪ .‬وسبب‬
‫اختالفهم سببان‪ :‬أحدهما هل شرع من قبلنا الزم لنا ح يدل الدليل ع ى ارتفاعه أم ٔالامر بالعكس؟ فمن‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ ُ َ ْ ُْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َْ‬
‫ال ِإ ِني أ ِر ُيد أن أن ِك َحك ِإ ْحدى ْابن ﱠ َهات ْ ِن َع ى أن تأ ُج َ ِرني ث َم ِان َي ِح َج ٍج ف ِإن‬ ‫قال هو الزم أجازﻩ لقوله تعاى‪﴿ :‬ق‬
‫َْ َ ْ َ َ ْ ً َ ْ ْ َ َ َ ُ ُ ْ ُ ﱠ ََ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ﱠ ُ َ ﱠ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الص ِال ِح ن﴾‪ ،262‬ومن قال ليس‬ ‫أتممت عشرا ف ِمن ِعن ِدك وما أ ِريد أن أشق عليك ست ِجد ِني ِإن شاء الله ِمن‬
‫بالزم قال‪ :‬ال يجوز النكاح باإلجارة‪ .‬والسبب الثاني هل يجوز أن يقاس النكاح ي ذلك ع ى ٕالاجارة؟ وذلك أن‬

‫‪ -261‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.349/348:‬‬
‫‪-262‬سورة القصص‪ٓ ،‬الاية ‪.27‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪86‬‬
‫ٕالاجارة ي مستثناة من بيوع الغرر املجهول‪ ،‬ولذلك خالف ف ا ٔالاصم وابن علية‪ ،‬وذلك أن أصل التعامل‬
‫إنما هو ع ى عن معروفة ثابتة ي عن معروفة ثابتة‪ ،‬وٕالاجارة ي عن ثابتة ي مقابل ا حركات وأفعال غﺮ‬
‫ثابتة وال مقدرة بنفسها‪ .‬ولذلك اختلف الفقهاء م تجب ٔالاجرة ع ى املستأجر‪ ،‬وأما كون العتق صداقا فإنه‬
‫َّ‬ ‫‪263‬‬
‫النكاح ع ى‬ ‫منعه فقهاء ٔالامصار ما عدا داود وأحمد« ‪ .‬وقد أجمل ابن جزي ما فصله ابن رشد بقوله‪ِ » :‬‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬
‫إجارة‪ :‬كالخدمة‪َ ،‬وت ْع ِليم الق ْرآن‪ ،‬ال يجوز‪ ِ ،‬ي املش ُهور‪ ،‬وفاقا ألبي حنيفة‪َ ،‬وقيل‪ :‬يجوز وفاقا للشا ِف ِ ّي‪َ ،‬و ْابن‬
‫َ َ ُ ‪265‬‬ ‫ً ْ َْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َحن َبل«‪ .264‬ثم أضاف‪» :‬ال يجوز أن يعتق أمته ويجعل عتقها صداقها‪ ،‬خالفا ِالب ِن حنبل‪ ،‬وداود« ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وعموما‪ ،‬فإن كل ما ال يجوز تملكه شرعا من ٔالاموال أو الحقوق‪ ،‬ال يجوز أن يكون محال للصداق‪.‬‬
‫أصدقها َما َال يجوز َففيه ر َو َاي َتان‪َ ،‬أ َ‬
‫حدهما‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وقد ذكرابن جزي حكم الصداق بما ال يجوز شرعا بقوله‪» :‬إن‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫الد ُخول‪َ ،‬ويثبت بعدﻩ‪َ ،‬ويكون‬ ‫الثانية‪َ :‬أنه ْيفسخ قبل ﱡ‬ ‫َ ﱠ‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫عبيد‬ ‫ألبي‬ ‫اقا‬
‫َ‬
‫وف‬ ‫‪،‬‬ ‫بعدﻩ‬ ‫يثبت‬‫و‬‫الد ُخول َ‬ ‫َأنه ْيفسخ قبل ﱡ‬
‫ِ‬ ‫َ ْ ََ ََ‬
‫َ َ ْ‬ ‫ﱡ ُ‬ ‫َ‬
‫الدخول َوبعدﻩ‪ ،‬ويرجع ِإ ى صداق املثل‪ ،‬وقيل يثبت مطلقا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ال أ ُبوحنيفة‪ :‬يثبت قبل‬ ‫ِف ِيه صداق املثل‪ .‬وق‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ ُ‬ ‫ْ‬
‫أصدقها َمغ ُ‬
‫صداق املثل َوقيل يثبت ُمطلقا«‪.266‬‬ ‫الدخول َوثبت بعدﻩ ِب‬ ‫ص ًوبا فسخ قبل‬ ‫َ‬ ‫َ ِوإن‬
‫وقد أخذ املشرع بالراوية الثانية ي املادة )‪ (60‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬يفسخ الزواج الفاسد قبل‬
‫البناء وال صداق فيه إذا لم تتوفر ي الصداق شروطه الشرعية‪ ،‬ويصحح بعد البناء بصداق املثل‪ ،‬وترا ي‬
‫املحكمة ي تحديدﻩ الوسط الاجتما ي للزوجن«‪.‬‬
‫ﱠ َ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الصداق‪َ ،‬وأقله ربع ِدينارمن الذهب‪ ،‬أو ثالثة‬ ‫أما مقدارالصداق فقد قال ابن جزي بشأنه‪َ » :‬وال حد ألك ﺮ‬
‫َ ََ ََ َ ﱠ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ْ ﱠ َ َ ُ َ َ َ ََ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ال الشا ِف ِ ي‪َ ،‬وأحمد‪،‬‬ ‫ال أ ُبو حنيفة‪ :‬أقله عشرة در ِاهم‪ ،‬وق‬ ‫َد َر ِاهم من الفضة شر ِعية‪ ،‬أو ما يس ِاوي أحدهما‪ ،‬وق‬
‫الح ِديث«‪ .267‬وقال ابن رشد‪» :‬وأما‬ ‫َوإ ْس َحاق‪َ ،‬و َغ ﺮهم َال حد ألقله‪ ،‬بل يجوز َوَلو ب َخاتم من َحديد‪َ ،‬ك َما َج َاء ي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قدرﻩ فإ م اتفقوا ع ى أنه ليس ألكﺮﻩ حد‪ .‬واختلفوا ي أقله‪ ،‬فقال الشاف ي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وفقهاء‬
‫املدينة من التابعن‪ :‬ليس ألقله حد‪ ،‬وكل ما جازأن يكون ثمنا وقيمة ل ء جازأن يكون صداقا‪ ،‬وبه قال ابن‬
‫وهب من أصحاب مالك‪ ،‬وقال طائفة بوجوب تحديد أقله‪ ،‬وهؤالء اختلفوا‪ ،‬فاملشهور ي ذلك مذهبان‪:‬‬
‫أولهما مذهب مالك وأصحابه‪ ،‬والثاني مذهب أبي حنيفة وأصحابه‪ .‬فأما مالك فقال‪ :‬أقله ربع دينار من‬
‫الذهب أوثالثة دراهم كيال من فضة‪ ،‬أوما ساوى الدراهم الثالثة‪ ،‬أع دراهم الكيل فقط ي املشهور‪ ،‬وقيل‬
‫أو ما يساوي أحدهما‪ ،‬وقال أبو حنيفة‪ :‬عشرة دراهم أقله‪ ،‬وقيل خمسة دراهم‪ ،‬وقيل أربعون درهما‪ .‬وسبب‬

‫‪-263‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 1275:‬إى ‪.1277‬‬
‫‪-264‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.349:‬‬
‫‪ -265‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.349 :‬‬
‫‪-266‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.350/349:‬‬
‫‪ -267‬محمد بن احمد بن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.350 :‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪87‬‬
‫اختالفهم ي التقديرسببان‪ :‬أحدهما ترددﻩ بن أن يكون عوضا من ٔالاعواض يعتﺮفيه ال ﺮا بالقليل كان‬
‫أو بالكثﺮكالحال ي البيوعات‪ ،‬وبن أن يكون عبادة فيكون مؤقتا‪ ،‬وذلك أنه من جهة أنه يملك به ع ى املرأة‬
‫منافعها ع ى الدوام يشبه العوض‪ ،‬ومن جهة أنه ال يجوز ال ﺮا ع ى إسقاطه يشبه العبادة‪ .‬والسبب الثاني‬
‫معارضة هذا القياس فاملقت التحديد ملفهوم ٔالاثر الذي ال يقت التحديد‪ .‬أما القياس الذي يقت‬
‫التحديد فهو كما قلنا إنه عبادة والعبادات مؤقتة‪ .‬وأما ٔالاثر الذي يقت مفهومه عدم التحديد فحديث‬
‫سهل بن سعد الساعدي املتفق ع ى صحته‪ ،‬وفيه »أن رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم جاءته امرأة فقالت‪:‬‬
‫يا رسول ﷲ إني قد وهبت نفﺴ لك‪ ،‬فقامت قياما طويال‪ ،‬فقام رجل فقال‪ :‬يا رسول ﷲ زوجن ا إن لم يكن‬
‫لك حاجة ا‪ ،‬فقال رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم‪ :‬هل معك من ء تصدقها إياﻩ؟ فقال‪ :‬ما عندي إال‬
‫إزاري‪ ،‬فقال رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم‪ :‬إن أعطي ا إياﻩ جلست ال إزارلك فالتمس شيئا‪ ،‬فقال‪ :‬ال أجد‬
‫شيئا‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم‪ :‬التمس ولو خاتما من حديد‪ ،‬فالتمس فلم يجد شيئا‪ ،‬فقال رسول ﷲ‬
‫ص ى ﷲ عليه وسلم‪ :‬هل معك ء من القرآن؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬سورة كذا وسورة كذا ‪ -‬لسور سماها ‪ -‬فقال‬
‫رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم‪ :‬قد أنكحتكها بما معك من القرآن« قالوا‪ :‬فقوله عليه الصالة والسالم‬
‫»التمس ولو خاتما من حديد« دليل ع ى أنه ال قدرألقله ألنه لوكان له قدرلبينه إذ ال يجوز تأخﺮالبيان عن‬
‫وقت الحاجة‪ ،‬وهذا الاستدالل بن كما ترى مع أن القياس الذي اعتمدﻩ القائلون بالتحديد ليس تسلم‬
‫مقدماته‪ ،‬وذلك أنه انب ع ى مقدمتن‪ :‬إحداهما أن الصداق عبادة‪ ،‬والثانية أن العبادة مؤقتة‪ ،‬وي كل ما‬
‫نزاع للخصم‪ ،‬وذلك أنه قد يلفى ي الشرع من العبادات ما ليست مؤقتة‪ ،‬بل الواجب ف ا هو أقل ما ينطلق‬
‫عليه الاسم‪ .‬وأيضا فإنه ليس فيه شبه العبادات خالصا‪ ،‬وإنما صاراملرجحون لهذا القياس ع ى مفهوم ٔالاثر‬
‫الحتمال أن يكون ذلك ٔالاثرخاصا بذاك الرجل لقوله فيه »قد أنكحتكها بما معك من القرآن« وهذا خالف‬
‫لألصول‪ ،‬وإن كان قد جاء ي بعض رواياته أنه قال‪» :‬قم فعلمها« ملا ذكرأنه معه من القرآن‪ ،‬فقام فعلمها‪،‬‬
‫فجاء نكاحا بإجارة‪ ،‬لكن ملا التمسوا أصال يقيسون عليه قدر الصداق لم يجدوا شيئا أقرب ش ا به من‬
‫نصاب القطع ع ى بعد ما بي ما‪.‬‬
‫وذلك أن القياس الذي استعملوﻩ ي ذلك هوأ م قالوا‪ :‬عضومستباح بمال‪ ،‬فوجب أن يكون مقدرا‬
‫أصله القطع‪ ،‬وضعف هذا القياس هومن قبل الاستباحة ف ما ي مقولة باش ﺮاك الاسم‪ ،‬وذلك أن القطع‬
‫غﺮ الوطء‪ ،‬وأيضا فإن القطع استباحة ع ى جهة العقوبة ؤالاذى ونقص خلقه‪ ،‬وهذا استباحة ع ى جهة‬
‫اللذة واملودة‪ ،‬ومن شأنه قياس الشبه ع ى ضعفه أن يكون الذي به تشابه الفرع ؤالاصل شيئا واحدا ال‬
‫باللفظ بل باملع ‪ ،‬وأن يكون الحكم إنما وجد لألصل من جهة الشبه‪ ،‬وهذا كله معدوم ي هذا القياس‪ ،‬ومع‬
‫هذا فإنه من الشبه الذي لم ينبه عليه اللفظ‪ ،‬وهذا النوع من القياس مردود عند املحققن‪ ،‬لكن لم‬
‫يستعملوا هذا القياس ي إثبات التحديد املقابل ملفهوم الحديث إذ هو ي غاية الضعف‪ ،‬وإنما استعملوﻩ ي‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪88‬‬
‫تعين قدر التحديد‪ .‬وأما القياس الذي استعملوﻩ ي معارضة مفهوم الحديث فهو أقوى من هذا‪ ،‬ويشهد‬
‫لعدم التحديد ما خرجه الﺮمذي »أن امرأة تزوجت ع ى نعلن‪ ،‬فقال لها رسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم‪:‬‬
‫أرضيت من نفسك ومالك بنعلن؟ فقالت‪ :‬نعم‪ ،‬فجوز نكاحها« وقال هو حديث حسن صحيح‪ .‬وملا اتفق‬
‫القائلون بالتحديد ع ى قياسه ع ى نصاب السرقة اختلفوا ي ذلك بحسب اختالفهم ي نصاب السرقة‪،‬‬
‫فقال مالك‪ :‬هوربع دينارأوثالثة دراهم‪ ،‬ألنه النصاب ي السرقة عندﻩ‪ ،‬وقال أبوحنيفة‪ :‬هوعشرة دراهم‪ ،‬ألنه‬
‫النصاب ي السرقة عندﻩ‪ ،‬وقال ابن شﺮمة‪ :‬هوخمسة دراهم‪ ،‬ألنه النصاب عندﻩ أيضا ي السرقة‪.‬‬
‫وقد احتجت الحنفية لكون الصداق محددا ذا القدر بحديث يروونه عن جابر عن الن عليه‬
‫الصالة والسالم أنه قال‪»:‬ال مهربأقل من عشرة دراهم« ولوكان هذا ثابتا لكان رافعا ملوضع الخالف ألنه كان‬
‫يجب ملوضع هذا الحديث أن يحمل حديث سهل بن سعد ع ى الخصوص‪ ،‬لكن حديث جابرهذا ضعيف‬
‫عند أهل الحديث فإنه يرويه‪ ،‬قالوا مبشر بن عبيد عن الحجاج بن أرطأة عن عطاء عن جابر‪ ،‬ومبشر‬
‫والحجاج ضعيفان‪ ،‬وعطاء أيضا لم يلق جابرا‪ ،‬ولذلك ال يمكن أن يقال إن هذا الحديث معارض لحديث‬
‫سهل بن سعد«‪.268‬‬
‫وحسب ما يفهم من املادة )‪ (28‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬فإن املشرع قد نأى بنفسه عن دخول متاهات‬
‫تحديد مقدارالصداق سواء من حيث حدﻩ ٔالاق ‪ ،‬أو من حيث حدﻩ ٔالادنى‪ ،‬ألن تحديد مقدارالصداق‬
‫يخضع إلرادة الطرفن‪ ،‬كما أن تحديدﻩ ال يخلوأحيانا من بعض املزايدات الاجتماعية والعائلية‪ ،‬لذلك اكتفى‬
‫املشرع بالتنبيه إى أن‪» :‬املطلوب شرعا تخفيف الصداق« ي املادة )‪ ،(28‬وكذلك قوله‪» :‬وأساسه الشر ي هو‬
‫قيمته املعنوية والرمزية‪ ،‬وليس قيمته املادية« ي املادة )‪ (26‬متخليا بذلك عن صيغة الفصل )‪ (7‬من مدونة‬
‫ٔالاحوال الشخصية ال كانت تنص صراحة ع ى أنه‪» :‬ال حد ألقل املهروال ألكﺮﻩ«‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع الصداق‪:‬‬
‫ينقسم الصداق من حيث وقت أدائه إى نوعن هما‪ :‬الصداق املعجل ويعرف عند الفقهاء بالنقد‪،‬‬
‫ن ََ َْ‬ ‫َ‬
‫والصداق املؤجل ويعرف عند الفقهاء بالكايء‪ .‬قال ابن جزي ي أنواع الصداق‪» :‬يجوز أن يكو الصداق نقدا‬
‫َ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫)معجال(‪ ،‬وكالئا )أي مؤجال( إ َى أجل َم ْع ُلوم تبلغه َأعمار ﱠ‬
‫يستحب‬ ‫الز ْو َج ْ ِن َع َادة‪َ ،‬وقيل‪ :‬أبعد أجله أ ْ َرب ُعون سنة‪ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ﱠْ‬ ‫ْ‬
‫الجمع َب ن النقد والكايء‪َ ،‬وتق ِديم ربع ِدينارقبل الدخول‪ .‬ومنع قوم الكايء‪ ،‬وأجازﻩ ٔالاوزا ِ ّي ملوت أو ِف َراق« ‪.‬‬
‫‪269‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أما املشرع املغربي فقد نص ي املادة )‪ (30‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يجوز الاتفاق ع ى تعجيل‬
‫الصداق أوتأجيله إى أجل مسمى كال أوبعضا«‪.‬‬

‫‪-268‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 1270:‬إى ‪.1278‬‬
‫‪-269‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.349:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪89‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن الصداق قد ينقسم بحسب اتفاق الزوجن إى نوعن هما‪ :‬الصداق املعجل والصداق املؤجل‪.‬‬
‫فالصداق املعجل‪ :‬هو الصداق‪» :‬الذي اتفق الطرفان ع ى أدائه عند العقد أو عند الدخول«‪.270‬‬
‫ويتعن ع ى الزوج أن يدفعه إى الزوجة قبل بداية املعاشرة الزوجية‪.‬‬
‫أما الصداق املؤجل فهو الصداق‪» :‬الذي اتفق الطرفان ع ى أدائه بعد الدخول«‪ .271‬ويسمى الزواج‬
‫الذي يكون فيه الصداق موجال عند الفقهاء نكاح التفويض‪ .‬قال ابن جزي ي نكاح التفويض‪َ » :‬و ُه َو َجا ِئز‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ ﱠَ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ً َُ َ َ‬
‫ِاتفاقا‪ .‬وهو‪ :‬أن يسكتا عن تعين الصداق ِح ن العقد‪ ،‬ويفوض ذ ِلك ِإ ى أحدهما‪ ،‬أو ِإ ى غ ﺮهما‪ ،‬ثم ال يدخل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ ا َح ﱠ َيت َع ﱠن‪َ .‬فإن َف ْرضه َأ َ‬
‫لزمه‪ِ َ .‬وإن لم ترض امل ْرأة ف ِإن فرض ل َها صداق‬ ‫حدهما بعد ذلك فرضيه ٓالاخر‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ﱠ ْ َ َ ُ َ ّ َ ََ َ َ ْ َ ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫املثل أوأكﺮل ِز َم َها‪ِ ،‬ب ِخالف ٔالاقل‪ِ ،‬إال أن ْتر ِب ِه‪ِ ،‬وإن لم يرض الزوج كان مخ ﺮا ب ن ثالثة أشياء‪ِ ،‬إما أن يبذل‬
‫ً‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ﱡ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫الدخول َوقبل الف ْرض فال صداق ل َها‪ ،‬خالفا ألبي‬ ‫صداق املثل‪ ،‬أو ير بفرضها‪ ،‬أو ُيطلق‪ ،‬ف ِإن َمات قبل‬
‫َ‬ ‫َ ﱠ َ َ‬ ‫ﱡ ُ ََ‬
‫الدخول‪ ،‬فال نصف ل َها‪ِ ،‬إال ِإن كان قد فرض ل َها«‪.272‬‬ ‫حنيفة‪َ .‬ولها ْ ِامل َﺮاث ِّات َف ًاقا‪َ .‬وإن َط َ‬
‫لقها قبل‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ويجب إن كان الصداق كله أو بعضه مؤجال‪ ،‬أن يكون ٔالاجل معلوما‪ .‬وهو ما عناﻩ املشرع بقوله ي‬
‫املادة )‪ (30‬من مدونة ٔالاسرة‪» :‬تأجيله إى أجل مسمى«‪ ،‬ؤالاجل املسمى‪ :‬هو ٔالاجل املحدد ع ى وجه الضبظ‬
‫واليقن‪ .‬كأن يتفق الرجل واملرأة ع ى أن يؤدي الزوج الصداق املؤجل بعد سنة من تاريخ العقد‪ ،‬أو ي سنة‬
‫مقبلة محددة كسنــة كــذا‪ ،‬أو ي مناسبة دينية أو وطنية مقبلة تتجدد كل سنة‪ .‬والظاهر من قول املشرع‬
‫»تأجيله إى أجل مسمى«‪ ،‬أنه ال يكفي أن يكون الصداق املؤجل قابال للتعين كأن يتفق الرجل واملرأة ع ى أن‬
‫يدفع لها مؤجل الصداق بمجرد ازدياد مولودهما ٔالاول ملا ي ذلك من الغرر الذي يتناى مع طبيعة عقد الزواج‪.‬‬
‫وقد أكد ٔالاستاذ محمد ابن معجوز رحمه ﷲ أنه‪» :‬إذا كان أجل الكالــيء مجهـوال‪ ،‬أو وقع السكوت‬
‫ع ى تعين أجله‪ ،‬فإن الزواج يكون فاسدا‪ ،‬يفسخ قبل الدخول‪ ،‬ولور الزوج بتعجيله‪ ،‬أورضيت الزوجة‬
‫بإسقاط الصداق املؤجل بأجل مجهول‪ .‬وذلك نظرا للغرر الذي يشتمل عليه هذا الزواج‪ ،‬فإن لم يطلع عليه‬
‫إال بعد الدخول لم يفسخ‪،‬‬
‫ويجب أن يؤدي الزوج للزوجة صداق أمثالها‪ ،‬إال أن يكون ما سمي لها أكﺮ من ذلك‪ ،‬فيجب عليه‬
‫ذلك املسمى«‪.273‬‬
‫ثم إن املشرع أضاف ي املادة )‪ (31‬من مدونة ٔالاسرة بأنه‪» :‬يؤدى الصداق عند حلول ٔالاجل املتفق‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪-270‬محمد ابن معجوز‪» ،‬أحكام ٔالاسرة ي الشريعة ٕالاسالمية وفق مدونة ٔالاحوال الشخصية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118:‬‬
‫‪-271‬محمد ابن معجوز‪» ،‬أحكام ٔالاسرة ي الشريعة ٕالاسالمية وفق مدونة ٔالاحوال الشخصية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118:‬‬
‫‪-272‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.352:‬‬
‫‪-273‬محمد ابن معجوز‪» ،‬أحكام ٔالاسرة ي الشريعة ٕالاسالمية وفق مدونة ٔالاحوال الشخصية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪90‬‬
‫للزوجة املطالبة بأداء الحال من الصداق قبل بداية املعاشرة الزوجية‪.‬‬
‫إذا وقعت املعاشرة الزوجية قبل ٔالاداء‪ ،‬أصبح الصداق دينا ي ذمة الزوج«‪.‬‬
‫وهكذا فإذا وقع الاتفاق بن الزوجن ع ى زمن محدد ألداء الصداق‪ ،‬فيجب ع ى الزوج أداءﻩ عند‬
‫حلول ٔالاجل املتفق عليه‪ .‬أما إذا لم يقع الاتفاق بن الزوجن ع ى أجل معن ألداء الصداق‪ ،‬فإن املشرع‬
‫ْ َ‬
‫أعطى للمرأة الحق ي املطالبة بأداء الحال من الصداق قبل بداية املعاشرة الزوجية‪ .‬قال ابن جزي‪» :‬لل َم ْرأة‬
‫ﱠ‬ ‫َ َ َ ََْ َ َ َ‬ ‫منع َن َ‬
‫س ل َها ذ ِلك بعد طوعها ِبالت ْس ِل ِيم«‪ .274‬أمإذا تأخرأداء الصداق املعجل‬ ‫فسها َح ﱠ تقبض صداقها‪ ،‬ولي‬
‫إى ما بعد بداية املعاشرة الزوجية‪ ،‬فإن الصداق يصبح دينا ي ذمة الزوج‪.‬‬
‫‪ -5‬ملكية الصداق‪:‬‬
‫حسم املشرع ملكية الصداق ي املادة )‪ (29‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬الصداق ملك للمرأة تتصرف‬
‫فيه كيف شاءت‪ ،‬وال حق للزوج ي أن يطال ا بأثاث أو غﺮﻩ‪ ،‬مقابل الصداق الذي أصدقها إياﻩ«‪ .‬ثم أضاف‬
‫ي املادة )‪ (34‬من املدونة‪» :‬كل ما أتت به الزوجة من جهازوشواريعتﺮملكا لها«‪ .‬لكن إذا وقع الخالف حول‬
‫ٔالامتعة بن الزوجن‪ ،‬فإن املشرع قد جعل الاحتكام ي ذلك إى القواعد العامة لإلثبات بقوله ي املادة‬
‫املذكورة قبله‪» :‬إذا وقع نزاع ي با ي ٔالامتعة‪ ،‬فالفصل فيه يخضع للقواعد العامة لإلثبات«‪.‬‬
‫وي حالة تعذر الفصل ي ال اع بن الزوجن حول ٔالامتعة بسبب عدم توفر أي م ما ع ى سند‬
‫لإلثبات‪ ،‬فإن املشرع وضع لذلك حال بقوله ي نفس املادة )‪» :(34‬غﺮ أنه إذا لم يكن لدى أي م ما بينة‪،‬‬
‫فالقول للزوج بيمينه ي املعتاد للرجال‪ ،‬وللزوجة بيمي ا ي املعتاد للنساء‪ .‬أما املعتاد للرجال والنساء معا‬
‫فيحلف كل م ما ويقتسمانه ما لم يرفض أحدهما اليمن ويحلف ٓالاخرفيحكم له«‪.‬‬
‫أما إذا وقع الخالف حول قبض الصداق‪ ،‬فإن ابن جزي قد ذكر أقوال الفقهاء بشأن هذا التنازع‬
‫ﱡ ُ ل‪ ،‬إ ﱠال إن َك َان ُه َن َ‬
‫اك‬ ‫و‬‫خ‬ ‫الد‬ ‫بعد‬ ‫له‬‫و‬ ‫اختلف ي ْال َق ْبض‪َ ،‬ف ْال َق ْول َق ْو َلها قبل ﱡ‬
‫الد ُخول‪َ ،‬و ْال َق ْول َق ْ‬ ‫َ ْ‬
‫بقوله‪ِ » :‬وإن‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ َ ﱠ‬ ‫َ‬
‫ال الشا ِف ِ ي‪َ ،‬وأحمد‪ :‬الق ْول ق ْوله ُمطلقا«‪.275‬‬ ‫عرف ف ﺮجع ِإلي ِه‪ ،‬وق‬
‫أما ٔالاحكام ال وضعها املشرع املغربي للتنازع حول قبض الصداق‪ ،‬فقد أفردت لها املادة )‪ (33‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى أنه‪» :‬إذا اختلف ي قبض حال الصداق قبل البناء‪ ،‬فالقول قول الزوجة‪ ،‬أما‬
‫بعدﻩ فالقول قول الزوج‪.‬‬
‫إذا اختلف الزوجان ي قبض الصداق املؤجل‪ ،‬فع ى الزوج إثبات أدائه‪.‬‬
‫ال يخضع الصداق ألي تقادم«‪.‬‬

‫‪-274‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.352:‬‬
‫‪ -275‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.353:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪91‬‬
‫ويظهر من قراءة أحكام املادة )‪ (33‬من مدونة ٔالاسرة أن املشرع قد أخذ‪ ،‬فيما يتعلق بالصداق‬
‫ﱡ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ﱡ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫الدخول‪ ،‬لكنه لم يحل‬ ‫الدخول‪َ ،‬والق ْول ق ْول الزوج بعد‬ ‫املعجل‪ ،‬بالرأي القائل بأن الق ْول ق ْول الزوجة قبل‬
‫ع ى العرف ي هذا ٔالامر‪ .‬أما بالنسبة للصداق املؤجل‪ ،‬فإن عبء إثبات أدائه يقع ع ى الزوج م وقع‬
‫الاختالف بن الزوجن حول القبض‪.‬‬
‫أما إذا وقع الاختالف حول مقدار الصداق‪ ،‬فقد أتى ابن جزي ع ى ذكر هذﻩ الحالة بقوله‪ِ » :‬إن‬
‫ْ‬
‫تحالفا وتفاسخا‪ ،‬وبدئت ِبال َي ِم ِن‪َ ،‬ومن نكل ِم ْ ُ َما ق‬ ‫الص َداق‪َ ،‬فإن َك َان قبل ﱡ‬
‫الد ُخول‪َ :‬‬ ‫اختلف ي م ْق َدار َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ ﱠ‬ ‫َ َْ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َعل ْي ِه َم َع ي ِم ن صاحبه‪ِ .‬وإن اختلفا بعد الدخول‪ ،‬فالقول قول الزوج مع ي ِمينه‪ ،‬وقال الشا ِف ِ ي‪ :‬يرجعان ِإ ى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬
‫صداق املثل دون فسخ«‪.276‬‬
‫أما مدونة ٔالاسرة فقد عالجت الاختالف حول مقدار الصداق ي املادة )‪ (27‬م ا بقولها‪» :‬يحدد‬
‫الصداق وقت إبرام العقد‪ ،‬و ي حالة السكوت عن تحديدﻩ‪ ،‬يعتﺮالعقد زواج تفويض‪.‬‬
‫إذا لم ي ﺮاض الزوجان بعد البناء ع ى قدرالصداق ي زواج التفويض‪ ،‬فإن املحكمة تحددﻩ مراعية‬
‫الوسط الاجتما ي للزوجن«‪.‬‬
‫و ذا يتبن أن املشرع قد أخذ بالرأي الذي ال يجعل عدم الاتفاق ع ى مقدارالصداق موجبا للحلف‬
‫والفسخ‪ ،‬وأسند مهمة تحديد الصداق إى املحكمة‪ ،‬ال يتعن عل ا ي تحديد الصداق أن ترا ي الوسط‬
‫الاجتما ي للزوجن‪ .277‬علما أن هذا الحكم لن يجد طريقه للتطبيق إال إذا لم يكن هناك ما يفيد تحديد‬
‫مقدار الصداق‪ .‬أما إذا كان مقدار الصداق متفقا عليه بن الزوجن ي عقد الزواج‪ ،‬أو ي عقد ملحق به‪،‬‬
‫ونازع أحد الزوجن ي املقداراملضمن ي العقد‪ ،‬مدعيا ع ى سبيل املثال‪ ،‬أن املقدارالحقيقي للصداق أقل‬
‫بكثﺮمن ذلك املحرر ي العقد‪ ،‬وإن ذلك كان فقط ع ى وجه املباهاة واملبالغة‪ ،‬فإن املحكمة يجب عل ا ي‬
‫تقديرنا‪ ،‬أن تأخذ باملبلغ املحدد ي عقد الزواج‪ ،‬ما لم يكن هذا املبلغ راجعا إى خطأ مادي ي العقد‪ ،‬أو إى‬
‫تزويرفيه ثبت بحكم قضائي‪ .‬كما نرى أنه ال مجال للتمسك بالصورية ي عقود الزواج‪.‬‬
‫ومما يسﺮ ي الانتباﻩ أن املشرع اعتﺮ ي املادة )‪ (33‬من مدونة ٔالاسرة أن‪» :‬الصداق ال يخضع ألي‬
‫تقادم«‪ ،‬وهو ما يع أن الصداق املعجل الذي لم يؤديه الزوج قبل بداية املعاشرة الزوجية يبقى دينا مؤبدا‬
‫ي ذمته إى أن يؤديه‪ ،‬كما أن الصداق املؤجل الذي حل أجله املسمى‪ ،‬ولم يدفعه الزوج يبقى دينا مؤبدا ي‬
‫ذمته إى أن يؤديه‪ .‬وإذا توي الزوج دون أن يؤدي الصداق‪ ،‬فإنه يصﺮدينا ي تركته‪.‬‬

‫‪-276‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.353:‬‬
‫َْ َ َ‬
‫صداق عصب ا«‪ .‬محمد ابن جزي الغرناطي‬
‫ََ َ ﱠ‬
‫ال الشا ِف ِ ي‪ :‬يعت ﺮ ِب‬ ‫صداق ا ْملثل ُم ْع َت ﺮب َحال ﱠ‬
‫الزْو َجة ي حس ا َو َم َ‬
‫الها وجمالها‪ .‬وق‬
‫ي َ‬
‫‪-277‬قال ابن جز ‪» :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.353:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪92‬‬
‫ﱠَ‬ ‫ﱡ ُ َ َْْ ّ َ ً‬
‫‪-6‬استحقاق الصداق‪ :‬قال ابن جزي‪َ » :‬ويجب َج ِميعه ِبالدخو ِل‪ ،‬أو ِباملو ِت‪ِ ،‬اتفاقا‪ ،‬ونصفه ِبالطالق‬
‫َ‬
‫يسقط‬ ‫يعا ب ْالعقد‪ ،‬ﱠثم ْ‬ ‫اختلف‪َ :‬هل َوجب َل َها َجم ً‬ ‫َ ْ‬
‫قد‬‫و‬ ‫(‪.‬‬ ‫يض‬ ‫و‬ ‫ف‬
‫َ َ َ ﱠْ‬ ‫َّ ً ﱠ‬
‫الدخول‪ِ ،‬اتفاقا‪ِ ) .‬إال إن طلقها ِ ي ِنكاح الت‬
‫ﱡ ُ‬
‫قبل‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ ُ‬ ‫ﱠَ‬
‫الدخو ِل‪ ،‬أو ِبامل ْو ِت؟ َو ُه َو اخ ِتالف‬ ‫عقد‪َ ،‬والنصف ال َباِ ي ِب‬ ‫نصفه ِبالطالق قبل الدخول‪ ،‬أو وجب ل َها نصفه ِبال ِ‬
‫ً‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ ُ ُْ‬
‫الصداق ُه َو‪ :‬ال َوطء‪ ،‬ال ُم َج ّرد الخل َوة وإرخاء الستور‪ ،‬خالفا‬ ‫الدخول املوجب لك َمال‬ ‫عبا َرة«‪ .278‬ثم زاد قائال‪» :‬‬
‫تلفا ي ْاملَسيس‪َ :‬ف ْال َق ْول َق ْو َلها‪َ .‬وإن خال َ ا من غﺮب َناء‪َ :‬ف ْال َق ْول َأ ْيضا َق ْو َلها‪َ .‬و َق َ‬
‫ال‬
‫َ َ ْ َ‬
‫اخ‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف‬
‫ألبي حنيفة‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َْ‬
‫ْابن الق ِاسم‪ِ :‬إن خال َ ا ِ ي َبيته فالق ْول ق ْو َلها‪ِ َ ،‬وإن كان ِ ي َبي َ ا لم تصدق َعل ْي ِه‪ِ َ .‬وإن ب ا وطال ٔالامرسنة‪:‬‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫املسيس َوَل ْي َ‬ ‫َ َ َ ﱠ َ َْ‬ ‫َ َ‬
‫الصداق‪،‬‬ ‫س َبي َما خل َوة‪ :‬لزمته ال َيمن‪ ،‬وبريء من نصف‬ ‫وجب ل َها ج ِميع الصداق‪ِ ،‬وإن ادعت ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ ْل َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اختلف‪َ :‬هل تصدق َم َع َي ِمي َ ا أو دون‬ ‫ف ِإن نكل‪َ :‬حلفت واستوجبت َج ِميعه‪ .‬وحيث قلنا‪ :‬القو قولها‪ ،‬ف‬
‫َي ِم ن؟«‪.279‬‬
‫وقد سطراملشرع أحكام استحقاق الصــداق ي املادة )‪ (32‬من مدو ـنـة ٔالاســرة بقوله‪» :‬تستحق الزوجة‬
‫الصداق كله بالبناء أواملوت قبله‪.280‬‬
‫تستحق الزوجة نصف الصداق املسمى إذا وقع الطالق قبل البناء‪.‬‬
‫ال تستحق الزوجة الصداق قبل البناء‪:‬‬
‫‪ - 1‬إذا وقع فسخ عقد الزواج‪281‬؛‬
‫‪ - 2‬إذا وقع رد عقد الزواج بسبب عيب ي الزوجة‪ ،‬أوكان الرد من الزوجة بسبب عيب ي الزوج؛‬
‫‪ - 3‬إذا حدث الطالق ي زواج التفويض«‪.‬‬
‫ولتقديم بعض التوضيحات حول هذﻩ املادة نعيد صياغة أحكامها ي النقط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تستحق الزوجة جميع الصداق ي كل ٔالاحوال بعد البناء؛‬
‫‪ -2‬تستحق الزوجة جميع الصداق ي كل ٔالاحوال ي حالة وفاة الزوج قبل البناء؛‬
‫‪ -3‬تستحق الزوجة نصف الصداق »املسمى« ي حالة وقوع الطالق أوالتطليق قبل البناء؛‬

‫‪-278‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪350:‬‬
‫‪-279‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.351/350:‬‬
‫نصف‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫ال الشاف ي‪ :‬يرجع َعل ْ َ ا ب ْ‬
‫ِِ‬ ‫لقها قبل ْالبناء‪ :‬لم يرجع َع َل ْ َ ا ب َ ْ ء‪َ ،‬و َق َ‬ ‫اقها‪ ،‬ﱠثم َط َ‬
‫ص َد َ‬ ‫‪ -280‬قال ابن جزي‪» ،‬إذا وهبت ْ َامل ْ َرأة َلز َ‬
‫وجها َجميع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬
‫الصداق«‪.‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.352:‬‬
‫َ‬
‫الزْو َجة‪ ،‬لم يجب ل َها‬ ‫الن َكاح‪َ ،‬أوردﻩ ﱠ‬
‫الزْوج ب َع ْيب ي ﱠ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫الص َداق إن َط َ‬
‫‪ -281‬قال ابن جزي‪»:‬إ ﱠن َما يجب َل َها نصف َ‬
‫ِ ِ‬ ‫لقها قبل البناء اخ ِتيارا ِمنه‪ ،‬ف ِإن فسخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ ء‪َ .‬واختلف‪َ :‬هل يجب ِإذا ردته ِ ي ِبعيب ِف ِيه؟« محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص‪.351:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -4‬ال تستحق الزوجة الصداق كله أو بعضه إذا وقع التطليق قبل البناء بسبب عيب ي الزوجة‪ ،‬أو بسبب‬
‫عيب ي الزوج‪ .‬لكن املشرع أشار ي املادة )‪ (109‬من مدونة ٔالاسرة إى أنه‪» :‬ال صداق ي حالة التطليق للعيب‬
‫عن طريق القضاء قبل البناء ويحق للزوج بعد البناء أن يرجع بقدر الصداق ع ى من غرر به‪ ،‬أو كتم عنه‬
‫العيب قصدا«‪.‬‬
‫‪ -5‬ال تستحق الزوجة الصداق كله أوبعضه إذا وقع فسخ الزواج قبل البناء‪ ،‬وينتج الفسخ عن فساد‬
‫الزواج‪ ،‬أوعن اق ﺮانه بعيب من عيوب الر املوجبة للفسخ و ي أساسا ٕالاكراﻩ والتدليس‪.‬‬
‫‪ -6‬ال تستحق الزوجة الصداق كله أو بعضه إذا وقع الطالق قبل البناء ي زواج التفوض‪ ،‬وقد مربنا‬
‫أن زواج التفويض هوالذي يتفق فيه الزوجان ع ى ترك تسمية الصداق إى ما بعد الزواج‪.‬‬
‫خامسا‪ٕ -‬الاشهاد ع ى الزواج‪:‬‬
‫ﱡ ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫ﱠ َ‬
‫الدخول‪َ .‬و ِ ي‬ ‫النكاح‪َ :‬وال تجب ِ ي العقد‪َ ،‬وتجب ِ ي‬ ‫قال ابن جزي ي القوانن الفقهية‪ ِ»:‬ي الش َهادة ع ى ِ‬
‫َ‬ ‫الشا ِف ِ ي‪ :‬تجب ف َما‪َ .‬و َق َ‬
‫ﱡ ُ ل ََ َ ﱠ‬ ‫َ َ‬
‫ال قوم ال تجب ف َما‪.‬‬ ‫شرط ك َمال ِ ي العقد‪َ ،‬وشرط َج َواز ِ ي الدخو ‪ .‬وقال‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ﱠ‬ ‫َْ‬
‫َويش ﺮط َعدالة الش ِاهدين ِف ِيه خالفا ألبي حنيفة‪َ .‬وال تجوز ِف ِيه ش َه َادة رجل وامرأت ِن خالفا ألبي حنيفة‪.‬‬
‫ْ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫يستحب ٕالاعالن‪ ،‬وأوجبه ْابن َحن َبل‪ِ َ .‬وإذا شهد ش ِاهد ِان ووصيا‬
‫َ َْ‬
‫الس ّرغﺮ َج ِائز‪ ،‬إن َوقع فسخ‪ .‬و‬‫َون َكاح ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪282‬‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ َُ‬
‫ِبال ِكتم ِان فهوسر؛ خالفا لهما« ‪.‬‬
‫وقال ٕالامام اللخمي‪» :‬النكاح يصح بثالثة شروط‪ :‬وي‪ ،‬وصداق‪ ،‬وشاهدي عدل‪.‬‬
‫فأما الوي فمن شرطه أن يكون ي أصل العقد‪ ،‬فإن عري العقد من وي‪ ،‬وباشرت العقد بنفسها كان‬
‫فاسدا‪ ،‬ولم يصح بإجازة الوي‪.‬‬
‫وأما الصداق فال بأس أن يفرض بعد العقد إذا نكحها ع ى تفويض‪ ،‬وإنما يفسد إذا شرط إسقاطه‪.‬‬
‫وأما الشاهدان‪ ،‬فمن شروطهما أن يشهدا قبل الدخول‪ ،‬فإن عقدا بغﺮ بينة‪ ،‬ثم أشهدا بعد ذلك‬
‫وقبل الدخول جاز‪ ،‬فإن وقع الدخول قبل ٕالاشهاد‪ ،‬ثم ادعيا ملا ظهرعل ا أن ذلك عن نكاح لم يصدقا وفسخ‬
‫وحدا‪ ،‬إال أن يأتيا ع ى ذلك بش ة«‪.283‬‬
‫وقال ابن رشد الحفيد‪»:‬واتفق أبو حنيفة والشاف ي ومالك ع ى أن الشهادة من شرط النكاح‪،‬‬
‫واختلفوا هل ي شرط تمام يؤمر به عند الدخول أو شرط صحة يؤمر به عند العقد‪ ،‬واتفقوا ع ى أنه ال‬
‫يجوز نكاح السر‪ .‬واختلفوا إذا أشهد شاهدين ووصيا بالكتمان هل هو سرأو ليس سر؟ فقال مالك‪ :‬هو سر‬
‫ويفسخ‪ ،‬وقال أبو حنيفة والشاف ي‪ :‬ليس بسر‪ .‬وسبب اختالفهم هل الشهادة ي ذلك حكم شر ي أم إنما‬

‫‪-282‬محمد ابن جزي الغرناطي املالكي‪» ،‬القوانن الفقهية ي تلخيص مذهب املالكية«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.340/339:‬‬
‫‪-283‬أبوالحسن ع ي بن محمد اللخمي‪» ،‬التبصرة«‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1779:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪94‬‬
‫املقصود م ا سد ذريعة الاختالف أوٕالانكار؟ فمن قال حكم شر ي قال‪ :‬ي شرط من شروط الصحة‪ ،‬ومن‬
‫قال توثق قال‪ :‬من شروط التمام«‪.284‬‬
‫وبغض النظر عن أقوال الفقهاء بشأن ٕالاشهاد ع ى الزواج‪ ،‬نرى أن املشرع تب مقتضيات قانونية‬
‫حازمة ي شأن توثيق عقود الزواج‪ .‬وعليه سوف نتعرض لتوثيق عقود الزواج باملغرب )أ( وبعد ذلك لتوثيق‬
‫عقود الزواج من طرف املغاربة املقيمن بالخارج )ب(‪.‬‬
‫‪ -1‬توثيق عقود الزواج باملغرب‪:‬‬
‫بسبب أهمية الكتابة ي الوقت الراهن ي حماية حقوق الزوجن ؤالاطفال‪ ،‬نص املشرع املغربي ي‬
‫املادة )‪ (16‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تعتﺮوثيقة عقد الزواج الوسيلة املقبولة إلثبات الزواج«‪.‬‬
‫ويجب قبل كتابة عقد الزواج تكوين ملف للزواج طبقا للمادة )‪ (65‬من مدونة الاسرة يحفظ بكتابة‬
‫الضبط لدى قسم قضاء ٔالاسرة ملحل إبرام العقد ويضم الوثائق ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬مطبوع خاص بطلب ٕالاذن بتوثيق الزواج يحدد شكله ومضمونه بقرارمن وزيرالعدل‪285‬؛‬
‫‪ -2‬نسخة من رسم الوالدة ويشﺮ ضابط الحالة املدنية ي هامش العقد بسجل الحالة املدنية‪ ،‬إى‬
‫تاريخ منح هذﻩ النسخة ومن أجل الزواج؛‬
‫‪ -3‬شهادة إدارية لكل واحد من الخطيبن تحدد بيانا ا بقرارمشﺮك لوزيري العدل والداخلية‪286‬؛‬
‫‪ -4‬شهادة طبية لكل واحد من الخطيبن يحدد مضمو ا وطريقة إصدارها بقرار مشﺮك لوزيري‬
‫العدل والصحة‪287‬؛‬
‫‪ٕ -5‬الاذن بالزواج ي الحاالت ٓالاتية‪ ،‬و ي‪:‬‬
‫‪ -‬الزواج دون سن ٔالاهلية؛‬
‫‪ -‬التعدد ي حالة توفرشروطه املنصوص عل ا ي هذﻩ املدونة؛‬
‫‪ -‬زواج الشخص املصاب بإعاقة ذهنية؛‬
‫‪ -‬زواج معتنقي ٕالاسالم ؤالاجانب‪.‬‬

‫‪-284‬أبوالوليد محمد بن احمد ابن رشد القرط الحفيد‪» ،‬بداية املج د و اية املقتصد«‪،‬مرجع سابق‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1268/1267:‬‬
‫‪-285‬قرارلوزيرالعدل رقم ‪ 269.04‬صادر ي ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3)1424‬ف ﺮاير‪(2004‬بتحديد شكل ومضمون املطبوع الخاصبطلبٕالاذن بتوثيق‬
‫الزواج؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5186‬بتاريخ ‪ 21‬ذوالحجة ‪ 12)1424‬ف ﺮاير‪ ،(2004‬ص‪.520:‬‬
‫‪ -286‬قرارمشﺮك لوزيرالعدل ووزيرالداخلية رقم ‪ 321.04‬صادر ي ‪ 10‬محرم ‪ 2 ) 1425‬مارس ‪ ( 2004‬بتحديد بيانات الشهادة ٕالادارية املتعلقة‬
‫بالخطيبن‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5192‬بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 4)1425‬مارس ‪ ،(2004‬ص‪.974:‬‬
‫‪ -287‬قرارمشﺮك لوزيرالعدل ووزيرالصحة رقم ‪ 347.04‬صادر ي ‪ 10‬محرم ‪ 2) 1425‬مارس ‪ ( 2004‬بتحديد مضمون وطريقة إصدارالشهادة‬
‫الطبية الخاصة بإبرام عقد الزواج‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5192‬بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 4)1425‬مارس ‪ ،(2004‬ص‪.975:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -‬شهادة الكفاءة بالنسبة لألجانب أوما يقوم مقامها؛‬
‫ثانيا‪ :‬يؤشرقا ٔالاسرة املكلف بالزواج قبل ٕالاذن ع ى ملف املستندات املشارإليه أعالﻩ‪ ،‬ويحفظ‬
‫برقمه ال ﺮتي ي كتابة الضبط‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يأذن هذا ٔالاخﺮللعدلن بتوثيق عقد الزواج‪.‬‬
‫وبعد أن يأذن قا ٔالاسرة املكلف بالزواج للعدلن بتوثيق عقد الزواج‪ ،‬يجب عل ما أن يحرصا ع ى‬
‫أن يتضمن العقد البيانات ٓالاتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تصريح كل واحد من الخطيبن هل سبق أن تزوج أم ال؟ و ي حالة وجود زواج سابق‪ ،‬يرفق التصريح‬
‫بما يثبت الوضعية القانونية إزاء العقد املزمع إبرامه«‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 65‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫ب‪-‬مختلف البيانات املنصوص عل ا ي املادة )‪ (67‬من مدونة ٔالاسرة و ي‪:‬‬
‫‪ٕ-1‬الاشارة إى إذن القا )بتوثيق عقد الزواج( ورقمه وتاريخ صدورﻩ ورقم ملف مستندات الزواج‬
‫واملحكمة املودع ا؛‬
‫‪ -2‬اسم الزوجن ونس ما‪ ،‬وموطن أو محل إقامة كل واحد م ما‪ ،‬ومكان ميالدﻩ وسنه‪ ،‬ورقم بطاقته‬
‫الوطنية أوما يقوم مقامها‪ ،‬وجنسيته؛‬
‫‪ -3‬اسم الوي عند الاقتضاء؛‬
‫‪ -4‬صدور ٕالايجاب والقبول من املتعاقدين وهما متمتعان باألهلية والتمي والاختيار؛‬
‫‪ -5‬ي حالة التوكيل ع ى العقد‪ ،‬اسم الوكيل ورقم بطاقته الوطنية‪ ،‬وتاريخ ومكان صدور الوكالة ي الزواج؛‬
‫‪ٕ -6‬الاشارة إى الوضعية القانونية ملن سبق زواجه من الزوجن؛‬
‫‪ -7‬مقدارالصداق ي حال تسميته مع بيان املعجل منه واملؤجل‪ ،‬وهل قبض عيانـا أواع ﺮافا؛‬
‫‪ -8‬الشروط املتفق عل ا بن الطرفن؛‬
‫‪ -9‬توقيع الزوجن والوي عند الاقتضاء؛‬
‫‪ -10‬اسم العدلن وتوقيع كل واحد م ما بعالمته وتاريخ ٕالاشهاد ع ى العقد؛‬
‫‪ -11‬خطاب القا ع ى رسم الزواج مع طابعه‪.‬‬
‫يمكن بقرارلوزيرالعدل‪ 288‬تغيﺮوتتميم الئحة املستندات ال يتكون م ا ملف عقد الزواج وكذا محتوياته‪.‬‬

‫‪-288‬قرارلوزيرالعدل رقم ‪ 270.04‬صادر ي ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3 ) 1424‬ف ﺮاير‪(2004‬بتتميم الئحة املستندات ال يتكون م ا ملف عقد الزواج‬
‫وكذا محتوياته‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5186‬بتاريخ ‪ 21‬ذوالحجة ‪ 12)1424‬ف ﺮاير‪ ،(2004‬ص‪.520:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪96‬‬
‫ويتعن طبقا للمادة )‪ (17‬من مدونة ٔالاسرة أن‪» :‬يتم عقد الزواج بحضور أطرافه«‪ .‬غﺮ أنه إذا تعذر‬
‫ذلك‪ ،‬يمكن للمع باألمر)الزوج أوالزوجة( أن يوكل عنه أحدا من ٔالاغيارإلبرام عقد الزواج‪ ،‬بعد استصدار‬
‫إذن من قا ٔالاسرة املكلف بالزواج‪ ،‬وفق الشروط ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود ظروف خاصة‪ ،‬ال يتأتى معها للموكل أن يقوم بإبرام عقد الزواج بنفسه؛‬
‫‪ -2‬تحريروكالة عقد الزواج ي ورقة رسمية أوعرفية‪ ،‬مصادق ع ى توقيع املوكل ف ا؛‬
‫‪ -3‬أن يكون الوكيل راشدا متمتعا بكامل أهليته املدنية‪ ،‬و ي حالة توكيله من الوي يجب أن تتوفرفيه‬
‫شروط الوالية؛‬
‫‪-4‬أن يعن املوكل ي الوكالة اسم الزوج ٓالاخرومواصفاته‪ ،‬واملعلومات املتعلقة ويته‪ ،‬وكل املعلومات‬
‫ال يرى فائدة ي ذكرها؛‬
‫‪ -5‬أن تتضمن الوكالة قدرالصداق‪ ،‬وعند الاقتضاء املعجل منه واملؤجل‪ .‬وللموكل أن يحدد الشروط‬
‫ال يريد إدراجها ي العقد والشروط ال يقبلها من الطرف ٓالاخر؛‬
‫‪-6‬أن يؤشرالقا املذكور ع ى الوكالة بعد التأكد من توفرها ع ى الشروط املطلوبة‪.‬‬
‫كما يجب طبقا للمادة )‪ (69‬من مدونة ٔالاسرة أن‪» :‬يسلم أصل رسم الزواج للزوجة‪ ،‬ونظﺮمنه للزوج‬
‫فور الخطاب عليه«‪ .‬كما يجب كذلك طبقا للمادة )‪ (68‬من مدونة ٔالاسرة أن‪» :‬يسجل نص العقد ي السجل‬
‫املعد لذلك لدى قسم قضاء ٔالاسرة‪ ،‬ويوجه ملخصه‪ 289‬إى ضابط الحالة املدنية ملحل والدة الزوجن‪ ،‬مرفقا‬
‫بشهادة التسليم داخل أجل خمسة عشريوما من تاريخ الخطاب عليه‪.‬‬
‫غﺮ أنه إذا لم يكن للزوجن أو ألحدهما محل والدة باملغرب‪ ،‬يوجه امللخص إى وكيل امللك باملحكمة‬
‫الابتدائية بالرباط‪.‬‬
‫ع ى ضابط الحالة املدنية تضمن بيانات امللخص امش رسم والدة الزوجن‪.‬‬
‫يحدد شكل السجل املشار إليه ي الفقرة ٔالاوى أعالﻩ ومضمونه وكذا املعلومات املذكورة‪ ،‬بقرار لوزير‬
‫العدل«‪.290‬‬
‫وتجدر ٕالاشارة إى أن املشرع املغربي كان قد نص ي املادة )‪ (16‬من مدونة ٔالاسرة عند دخولها ح‬
‫التنفيذ ع ى أنه‪» :‬إذا حالت أسباب قاهرة دون توثيق العقد ي وقته‪ ،‬تعتمد املحكمة ي سماع دعوى الزوجية‬
‫سائروسائل ٕالاثبات وكذا الخﺮة‪.‬‬

‫‪-289‬قرارلوزيرالعدل رقم ‪ 271.04‬صادر ي ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3)1424‬ف ﺮاير‪(2004‬بتحديد املعلومات الواجب تضمي ا ي ملخص عقد الزواج‪،‬‬
‫الجريدة الرسميةعدد ‪ 5186‬بتاريخ ‪ 21‬ذوالحجة ‪ 12)1424‬ف ﺮاير‪ ،(2004‬ص‪.521:‬‬
‫‪-290‬قرارلوزيرالعدل رقم ‪ 272.04‬صادر ي ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3)1424‬ف ﺮاير‪(2004‬بتحديدشكل ومضمون السجل الخاص بتضمن نصوص‬
‫عقود الزواج‪ ،‬الجريدة الرسميةعدد ‪ 5186‬بتاريخ ‪ 21‬ذوالحجة ‪ 12)1424‬ف ﺮاير‪ ،(2004‬ص‪.521:‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪97‬‬
‫تأخذ املحكمة بعن الاعتبار و ي تنظر ي دعوى الزوجية وجود أطفال أو حمل ناتج عن العالقة‬
‫الزوجية‪ ،‬وما إذا رفعت الدعوى ي حياة الزوجن‪.‬‬
‫يعمل بسماع دعوى الزوجية ي فﺮة انتقالية ال تتعدى خمس سنوات ابتداء من تاريخ دخول هذا‬
‫القانون ح التنفيذ«‪.‬‬
‫ثم إن املشرع قام بتمديد املدة املعتﺮة من قبله لسماع دعوى ثبوت الزوجية مرتن ليصبح مجموع‬
‫املدة ‪ 15‬سنة من تاريخ دخول املدونة ح التنفيذ‪ .‬فأصبحت صياغة الفقرة ٔالاخﺮة من املادة )‪ (16‬من مدونة‬
‫ٔالاسرة بالصيغة التالية‪» :‬يعمل بسماع دعوى الزوجية ي فﺮة انتقالية ال تتعدى خمسة عشرسنة ابتداء من‬
‫تاريخ دخول هذا القانون ح التنفيذ«‪ .‬وبعد ان اء هذﻩ املدة‪ ،291‬لم يبادراملشرع‪ ،‬ع ى عكس ما كان متوقعا‪،‬‬
‫إى تمديدها‪ ،‬ولذلك لم يعد للمحاكم مفرمن القضاء برفض سماع دعاوى ثبوت الزوجية‪.‬‬
‫‪ -2‬توثيق عقود الزواج من قبل املغاربة املقيمن ي الخارج‪:‬‬
‫نصت املادة )‪ (14‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه »يمكن للمغاربة املقيمن ي الخارج‪ ،‬أن يﺮموا عقود‬
‫زواجهم وفقا لإلجراءات ٕالادارية املحلية لبلد إقام م‪ ،‬إذا توفر ٕالايجاب والقبول ؤالاهلية والوي عند‬
‫الاقتضاء‪ ،‬وانتفت املوانع ولم ينص ع ى إسقاط الصداق‪ ،‬وحضرﻩ شاهدان مسلمان‪ ،‬مع مراعاة أحكام‬
‫املادة ‪ 21‬بعدﻩ«‪.‬‬
‫وبناء ع ى هذﻩ املادة‪ ،‬فإن زواج املغاربة ي الخارج يكون صحيحا إذا أبرم وفقا ملحل بلد ٕالاقامة‪،‬‬
‫وتوفرت فيه الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الايجاب والقبول‪ :‬إن ٕالامضاء ع ى عقد الزواج من طرف الزوجن يتحقق بـه ٕالايجاب والقبول ما‬
‫لم يثبت العكس؛‬
‫‪ٔ -2‬الاهلية‪ٔ :‬الاهلية بالنسبة للزواج مشﺮطة ي مختلف القوانن املقارنة‪ ،‬وبذلك فﻬ ال تثﺮ مشكالت‬
‫كبﺮة سواء من الناحية القانونية أو من الناحية العملية‪ .‬و ي جميع ٔالاحوال يمكن التأكد من توفر ٔالاهلية‬
‫للزواح طبقا للقانون املغربي من خالل البيانات الشخصية للزوجن املضمنة ي عقد الزواج‪ ،‬وكذا بناء ع ى‬
‫وثائقهما الشخصية؛‬
‫‪ -3‬الوي عند الاقتضاء‪ :‬من املعلوم أن املشرع عدل أحكام الوالية ي الزواج بشكل أصبح معه من حق‬
‫املرأة أن تﺮم عقد زواجها بدون إذن من ول ا‪ .‬وبالتاي ال يمكن أن تثارمسألة الوالية ي الزواج عند الاقتضاء‬
‫إال إذا كانت الزوجة املغربية قاصرة عن سن الزواج‪ .‬وبما أن أغلبية القوانن املقارنة تشﺮط موافقة الوي‬

‫‪ -291‬نشرت مدونة ٔالاسرة ي الجريدة الرسمية عدد ‪ 5184‬بتاريخ ‪ 14‬ذي الحجة ‪ 5/1424‬ف ﺮاير ‪.2004‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪98‬‬
‫ع ى زواج القاصر‪ ،‬فإن الصعوبات املتوقعة من هذﻩ الناحية ضعيفة‪ ،‬ويجب‪ ،‬ي نظرنا‪ ،‬اعتبارالوي موافقا‬
‫ع ى الزواج عند الاقتضاء سواء ضمن ذلك ي عقد الزواج أولم يضمن ما لم يقم الدليل ع ى خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬انتفاء املوانع‪ :‬املوانع الشرعية محددة بدقة ي مدونة ٔالاسرة‪ ،‬لذلك يجب املغاربة املقيمن بالخارج‬
‫اح ﺮامها ي الزواج تحت طائلة بطالن الزواج‪.‬‬
‫‪ -5‬الصداق‪ :‬إن الزوجن غﺮ ملزمن بتضمن الصداق ومقدارﻩ ي عقد الزواج‪ ،‬ويكفي فقط عدم‬
‫الاتفاق ع ى إسقاطه؛‬
‫‪ -6‬حضور شاهدين مسلمن إجراءات توثيق الزواج‪ :‬هذا الشرط هو أكﺮ الشروط إثارة للجدل ي‬
‫مسألة توثيق عقود زواج املغاربة املقيمن ي الخارج‪ .‬فهل املقصود بحضور الشاهدين املسلمن إجراءات‬
‫توقيق عقد الزواج أن يذكر محرر عقد الزواج ٔالاجن ) ي أغلب ٔالانظمة القانونية ضابط الحالة املدنية(‬
‫اسمي الشاهدين املسلمن ي عقد الزواج؟ أم إن الحضور يمكن إثباته بكل وسائل ٕالاثبات؟‬
‫ليس ي وسع أي مشرع ي العالم أن يفرض ع ى أي محرر أو موثق غﺮمحررﻩ الوط نظامه القانوني‬
‫لتوثيق العقود‪ ،‬وكل ما يمكن تصورﻩ ي هذا املجال هونظام الاتفاقيات الدولية‪ ،‬لذلك نرى أنه إذا كان قانون‬
‫بلد ٕالاقامة ينص ع ى شكلية حضور الشاهدين إبراع عقد الزواج‪ ،‬فإن املغاربة املقيمن بالخارج يجب عل م‬
‫أن يحرصوا ع ى حضورالشاهدين املسلمن إبرام عقود الزواج‪ ،‬إلعطاء أثر قانوني لزواجهم‪ .‬أما إذا كان‬
‫قانون بلد ٕالاقامة ال يقربذلك‪ ،‬فإن املغربي املسلم يفﺮض فيه أنه قد أحضرشاهدين مسلمن أثناء توثيق‬
‫زواجه تطبيقا لقاعدة أن املسلم يفﺮض فيه أنه يحﺮم دينه وقانونه ما لم يثبت العكس‪ ،‬ع ى أن يعمل بدون‬
‫تأخﺮع ى إبرام عقد ملحق لعقد الزواج إما ي املغرب أولدى أحد املصالح املغربية املختصة ي الخارج‪ ،‬وفق‬
‫الصيغة القانونية املرعية لتجميع كل الشروط الالزمة لصحة الزواج‪.‬‬
‫وبما أن املشرع املغربي لم يشﺮط ع ى املغاربة املقيمن بالخارج توثيق الزواج وٕالاشهاد عليه من قبل‬
‫العدلن‪ ،‬بل اكتفى بحضور شاهدين مسلمن‪ ،‬لذلك ال بد أن نتساءل عن ما هو املقصود بالشاهدين‬
‫املسلمن ي مفهوم املادة )‪ (14‬من مدونة ٔالاسرة؟‬
‫قالت محكمة الاستئناف بالرباط ي قرارها عدد ‪ 10‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬يناير ‪ 2007‬ي امللف رقم‬
‫‪»: 2006/10/194‬لكن حيث إنه بالرجوع إى العقد املطلوب تنفيذﻩ بالصيغة التنفيذية‪ ،‬يتبن أنه يشﺮ إى‬
‫حضور السيد ‪ ...‬والسيدة ‪ ...‬كشاهدين‪ ،‬والحال أن املرأة ال تشكل منفردة شاهدا‪ ،‬بل البد من امرأة أخرى‪،‬‬
‫ال ء الذي يبقى معه حضور الشاهدين غﺮمتوفر«‪.292‬‬

‫‪ -292‬أوردﻩ ٔالاستاذ محمد بادن‪» ،‬عقود الزواج املﺮمة طبقا للمادتن ‪ 14‬و‪ 15‬من مدونة ٔالاسرة«‪ ،‬منشور ضمن أشغال الندوة الدولية‪» :‬تطبيق‬
‫مدونة مدونة ٔالاسرة ي املهجر«‪ ،‬منشورات مختﺮالبحث ي قانون ٔالاسرة والهجرة‪ ،‬دارٓالافاق املغربية للنشروالتوزيع‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬ص‪.158:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪99‬‬
‫وخالفا لهذا التوجه قالت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء ي قرارها عدد ‪ 1041‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 207/4/18‬ي امللف رقم ‪» :2007/494‬حيث تبن للمحكمة من العقد ‪ ...‬وال يعيبه ي ء حضور شاهدة‬
‫مسلمة إلبرامه وال يوجب حضورها ملجلس انعقادﻩ بطالنه‪ ،‬ألن التكليف شرط ٔالامكان وللضرورة أجاز‬
‫الفقهاء املسلمون شهادة النساء وشهادة غﺮ العدول وترجمة الكافر وشهادة الطبيب النصراني لئال تضيع‬
‫الحقوق‪ .‬والعﺮة ي ٕالاسالم ي لعدالة الشاهد وليس لجنسه لقوله تعاى‪) :‬ممن ترضون من الشهداء(‪.‬‬
‫وليست الشهادة ي ٕالاسالم حكرا ع ى الرجال دون النساء‪ ،‬بل إن من ٔالامور ي الفقه ٕالاسالمي ما ال ينظرفيه‬
‫كشاهد إال النساء كما ي العيوب الخاصة بالنساء‪ .‬وفيما يقع ي املآتم ؤالاعراس والحمام والرضاع‪ ،‬وقد‬
‫خص الفقيه محمد بن فرحون املالكي املدني ي كتابه تبصرة الحكام الباب السابع عشرللقضاء بشهادة امرأة‬
‫بانفرادها‪ ،‬والباب الثامن عشرللقضاء بشاهد وامرأة ويمن املد ي ي معرض ذكرﻩ ألنواع البينات‪ .‬وخصص‬
‫باب ي كتابه للقضاء بشهادة غﺮالعدول للضرورة‪ .‬كما أن النكاح ي الفقه ٕالاسالمي يتم انعقادﻩ بشهادة غﺮ‬
‫العدول للضرورة‪ ،‬كما يتم بشهادة ٔالاعمى والفاسق وٕالابن ؤالاب الختالف شروط الانعقاد فيه عن شروط‬
‫إثباته عند ٕالانكار‪ .‬وهذﻩ املباديء ترمي إى تحقيق العدالة ال أضحت ٓالان مفهوما أمميا قوامه املساواة‬
‫والحرية ونبذ التمي ع ى أساس الجنس والعرق أواللون تلك املقومات ال كرس ا الشريعة ٕالاسالمية«‪.293‬‬
‫وعليه نرى أن التوجه الذي يكتفي بالشاهدين املسلمن بغض النظرعن جنسهما جديربالتأييد‪.‬‬
‫وقد نصت املادة )‪ (15‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يجب ع ى املغاربة الذين أبرموا عقد الزواج طبقا‬
‫للقانون املح ي لبلد إقام م‪ ،‬أن يودعوا نسخة منه داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ إبرامه‪ ،‬باملصالح‬
‫القنصلية املغربية التابع لها محل إبرام العقد‪.‬‬
‫إذا لم توجد هذﻩ املصالح‪ ،‬ترسل النسخة داخل نفس ٔالاجل إى الوزارة املكلفة بالشؤون الخارجية‪.‬‬
‫تتوى هذﻩ ٔالاخﺮة إرسال النسخة املذكورة إى ضابط الحالة املدنية وإى قسم قضاء ٔالاسرة ملحل والدة‬
‫كل من الزوجن‪.‬‬
‫إذا لم يكن للزوجن أوألحدهما محل والدة باملغرب‪ ،‬فإن النسخة توجه إى قسم قضاء ٔالاسرة بالرباط‬
‫وإى وكيل امللك باملحكمة الابتدائية بالرباط«‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإنه يتعن ع ى املغربي املقيم بالخارج أن يودع نسخة من عقد الزواج داخل أجل ثالثة أشهر‬
‫من تاريخ إبرامه باملصالح القنصلية املغربية التابع لها محل إبرام العقد‪ .‬بيد أنه إذا لم توجد هذﻩ املصالح‪،‬‬
‫ترسل النسخة داخل نفس ٔالاجل إى الوزارة املكلفة بالشؤون الخارجية‪ .‬ع ى أن تتوى هذﻩ ٔالاخﺮة إرسال‬
‫النسخة املذكورة إى ضابط الحالة املدنية وإى قسم قضاء ٔالاسرة ملحل والدة كل من الزوجن‪ .‬فإذا لم يكن‬

‫‪-293‬مجلة املحاكم املغربية‪ ،‬العدد ‪ ،2007 ،109‬ص‪.137:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪100‬‬
‫للزوجن أو ألحدهما محل والدة باملغرب‪ ،‬فإن النسخة توجه إى قسم قضاء ٔالاسرة بالرباط وإى وكيل امللك‬
‫باملحكمة الابتدائية بالرباط‪.‬‬
‫وقد كان ع ى املشرع املغربي أن يسمح صراحة للزوج أو الزوجة املغربية بإيداع نسخة من عقد الزواج‬
‫إما لدى أي مصلحة من املصالح القنصلية املغربية ي الخارج‪ ،‬أو إيداعه لدى الوزارة املكلفة بالشؤون‬
‫الخارجية سواء ي املغرب‪ .‬كما أن املشرع يتحدث بالنسبة للقنصلية عن ٕالايداع‪ ،‬وبالنسبة للوزارة املكلفة‬
‫سال أو ٕالايداع معا حسب ما تتيح الظروف‬ ‫بالشؤون الخارجية عن ٕالارسال‪ .‬وقد كان عليه أن يجمع بن ٕالار ـ‬
‫للمهاجراملغربي‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪101‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع الزواج وآثارﻩ‪.‬‬
‫بعد أن ننتﻬ من الكالم عن أنواع الزواج )الفقرة ٔالاوى( سوف نتطرق للكالم عن بعض آثارﻩ‪.‬‬
‫الفقرة ٔالاوى‪ :‬أنواع الزواج‪.‬‬
‫يعد عقد الزواج من العقود ال حرص املشرع ع ى إحاط ا بتنظيم تشري ي دقيق‪ ،‬ملا ي ﺮتب عنه من‬
‫آثار دينية واجتماعية ومادية وقانونية‪ ،‬تمس بعض جوان ا نظام املجتمع برمته‪ ،‬لذلك فإن أحكام الزواج‬
‫تدخل كمبدإ عام ي نطاق النظام العام‪ ،‬وتعتﺮالقواعد القانونية املنظمة له قواعد آمرة‪ ،‬إال ما كان من باب‬
‫الاستثناء‪ ،‬ال ء الذي ينجر عنه ي حالة تطبيق هذﻩ القواعد تطبيقا سليما جعل الزواج صحيحا )أوال(‪،‬‬
‫وقد يؤدي إهمال تطبيقها باملرة أوتطبيقها بشكل غﺮسليم إى جعل الزواج غﺮصحيح )ثانيا(‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الزواج الصحيح‪:‬‬
‫حددت املادة )‪ (50‬من مدونة ٔالاسرة أوصاف الزواج الصحيح بقولها‪» :‬إذا توفـرت ي عقد الزواج أركانه‬
‫وشروط صحته‪ ،‬وانتفت املوانع‪ ،‬فيعتﺮصحيحا وينتج جميع آثارﻩ مـن الحقوق والواجبات ال رتب ا الشريعة‬
‫بن الزوجن ؤالابناء ؤالاقارب‪ ،‬املنصـوص عل ـا ي هذﻩ املدونة«‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن الزواج الصحيح هو الزواج الذي استجمع أركانه وشروطه بشكل صحيــح وسليم‪ ،‬وانتفت‬
‫فيه موانع الزواج‪ .‬وقد ذكراملشرع هذﻩ ٔالاركان والشروط مجتمعة ي املادة )‪ (13‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الزواج غﺮالصحيح‪:‬‬
‫نصت املادة )‪ (56‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬الزواج غﺮالصحيح يكون إما باطـال وإما فاسدا«‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإننا سنتعرض للزواج الباطل )‪ (1‬ثم نتبعه بالزواج الفاسد )‪(2‬‬
‫‪-1‬الزواج الباطل‪:‬‬
‫نصت املادة )‪ (57‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يكون الزواج باطال‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا اختل فيه أحد ٔالاركان املنصوص عل ا ي املادة ‪ 10‬أعالﻩ‪294‬؛‬
‫‪ -2‬إذا وجد بن الزوجن أحد موانع الزواج املنصوص عل ا ي املواد ‪ 35‬إى ‪ 39‬أعالﻩ؛‬
‫‪ -3‬إذا انعدم التطابق بن ٕالايجاب والقبول«‪.‬‬
‫وبمراجعة ٔالاركان املنصوص عل ا ي املادة )‪ (10‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬يظهر أن الزواج يكون باطال ي‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة انعدام الايجاب والقبول مطلقا؛‬

‫‪ -294‬نصت املادة )‪(10‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬ينعقد الزواج بإيجاب من أحد املتعاقدين وقبول من ٓالاخر‪ ،‬بألفاظ تفيد مع الزواج‬
‫لغة أوعرفا‪.‬يصح ٕالايجاب والقبول من العاجزعن النطق بالكتابة إن كان يكتب‪ ،‬وإالفبإشارته املفهومة من الطرف ٓالاخرومن الشاهدين«‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -2‬حالة انعدم التطابق ب ن ٕالايجاب والقبول؛‬
‫‪-3‬حالة وجود مانع من املوانع الشرعية للزواج؛‬
‫وقد حدد املشرع مآل الزواج الباطل بسبب من ٔالاسباب املذكورة قبلة ي املادة )‪ (58‬من مدونة ٔالاسرة‬
‫بقوله‪» :‬تصرح املحكمة ببطالن الزواج تطبيقا ألحكام املادة )‪ (57‬أعالﻩ بمجرد اطالعها عليه‪ ،‬أو بطلب ممن‬
‫يعنيه ٔالامر«‪.‬‬
‫ويفهم من هذﻩ املادة أن الزواج الباطل يخضع للقواعد ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن املحكمة تصرح تلقائيا ببطالن الزواج إذا ما تأتى لها الاطالع عليه بمناسبة ما‪ ،‬كما إذا كانت‬
‫املحكمة تنظر ي دعوى النفقة أو الحضانة‪ ،‬ثم ثبت لد ا أن الزواج باطل لوجود سبب من أسباب بطالن‬
‫الزواج؛‬
‫‪ -2‬إن دعوى بطالن الزواج يمكن أن ترفع من لدن من يعنيه ٔالامر‪ ،‬والذي يعنيه ٔالامر قد يكون هما‬
‫الزوجان‪ ،‬أو أحدهما‪ ،‬أو أحد من ٔالاغيار‪ .‬ومثال ذلك بالنسبة للزوجن‪ ،‬أن يثبت لد ما قبل البناء أو بعدﻩ‬
‫أ ما أخوين من الرضاع‪ ،‬ومثال ٔالاغيار‪ ،‬أن يرفع أحد ٔالاقارب دعوى بطالن الزواج‪ ،‬بسبب أن الزوجن‪،‬‬
‫يوجد بي ما مانع من موانع الزواج مثل مانع الاختالف ي الدين؛‬
‫‪ -3‬يجوز للنيابة العامة أن ترفع دعوى بطالن الزواج إذا توفرت ع ى ما يثبت بطالنه‪ ،‬أوإذا تم إخطارها‬
‫بذلك من لدن من يعنيه ٔالامروثبت لد ا صحة ادعائه‪.‬‬
‫وقد أشاراملشرع ي الفقرة الثانية من املادة )‪ (58‬من مدونة ٔالاسرة إى آثارالزواج الباطل بقوله‪» :‬ي ﺮتب ع ى‬
‫هذا الزواج بعد البناء الصداق والاست ﺮاء‪ ،‬كما ي ﺮتب عليه عند حسن النية لحوق النسب وحرمة املصاهرة«‪.‬‬
‫ويمكن أن نسطر آثار الزواج الباطل املستخلصة من الفقرة الثانية للمادة )‪ (58‬من مدونة ٔالاسرة ي‬
‫العرائض التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ي ﺮتب الصداق والاست ﺮاء ع ى الزواج الباطل قبل البناء؛‬
‫‪ -2‬ي ﺮتب ع ى الزواج الباطل بعد البناء الصداق والاست ﺮاء؛‬
‫‪ -3‬ي ﺮتب ع ى الزواج الباطل ثبوت النسب وحرمة املصاهرة ي حالة حسن نية الزوجن‪.‬‬
‫ويقصد بحسن النية‪ ،‬عدم علم الزوجن بأسباب البطالن قبل الزواج من جهة‪ ،‬وكذلك عدم علمهما‬
‫بأسباب البطالن قبل الحمل بالنسبة للنسب من جهة ثانية‪ .‬أما إذا كان لد ما علم بأسباب بطالن الزواج‪،‬‬
‫وثبت ذلك‪ ،‬فإن الزواج الباطل‪ ،‬ال ينتج آثارﻩ بالنسبة للنسب واملصاهرة‪.‬‬
‫ونحن ال نشاطراملشرع املغربي ي ما قررﻩ من أحكام للنسب واملصاهرة ي الزواج الباطل‪ ،‬ألن النسب حق‬
‫للطفل باألولوية عن حق والدية‪ ،‬وإن سوء ني ما ال يتحمل الطفل مسؤوليته‪ ،‬سواء من الناحية الشرعية أومن‬
‫الناحية القانونية‪ ،‬ولذلك كان ع ى املشرع أن يجعل النسب ي الزواج الباطل الحقا ي كل ٔالاحوال‪ .‬أما بالنسبة‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪103‬‬
‫لحرمة املصاهرة‪ ،‬فقد كان ع ى املشرع أن يجعل حرمة املصاهرة متحققة ي الزواج الباطل بعد البناء‪ ،‬وذلك‬
‫أخذا بأقوال الفقهاء الذين يرون أن حرمة النسب واملصاهرة تنتج عن الزنا‪ ،‬فيكون الزواج الباطل أوى ذﻩ‬
‫الحرمة‪.‬‬
‫‪-2‬الزواج الفاسد‪:‬‬
‫نصت املادة )‪ (59‬من مدونة الاسرة ع ى أنه‪» :‬يكون الزواج فاسدا إذا اختل فيـه شرط من شروط‬
‫صحته طبقا للمادتن )‪ (60‬و)‪ (61‬بعدﻩ ومنه ما يفسخ قبل البنـاء ويصحح بعدﻩ‪ ،‬ومنه ما يفسخ قبل البناء‬
‫وبعدﻩ«‪.‬‬
‫والظاهر أن مقصود هذﻩ املادة هو أن الزواج يكون فاسدا إذا فقد شرطا من شروط صحته غﺮ‬
‫املوجبة للبطالن‪ .‬أي أن الزواج يكون فاسدا عندما يفقد شرطا من غﺮالشروط ال ي ﺮتب ع ا البطالن‪.‬‬
‫وينقسم الزواج الفاسد إى نوعن‪ :‬هما الزواج الفاسد لصداقه )أ( والزواج الفاسد لعقدﻩ )ب(‪.‬‬
‫أ‪ -‬الزواج الفاسد لصداقه‪:‬‬
‫يكون الزواج فاسدا لصداقه إذا لم تتوفر ي الصداق شروطه الشرعية‪ .‬وقد بينت املادة )‪ (60‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة مآل الزواج الفاسد لصداقه بقولها‪» :‬يفسخ الزواج الفاسد قبل البناء وال صداق فيه إذا لم‬
‫تتوفر ي الصداق شروطه الشرعية‪ ،‬ويصحح بعد البناء بصداق املثل‪ ،‬وترا ي املحكمة ي تحديدﻩ الوسط‬
‫الاجتما ي للزوجن«‪.‬‬
‫وهذا يع أن هناك حالتن للزواج الفاسد لصداقه‪ ،‬وإن الفاصل بي ما هوالبناء‪.‬‬
‫فالحالة ٔالاوى‪ :‬ي حالة الزواج الفاسد لصداقه قبل البناء‪ :‬إذا ثبت أن الزواج فاسد لصداقه قبل‬
‫البناء‪ ،‬فإن املحكمة تق بفسخه وال صداق فيه‪.‬‬
‫أما الحالة الثانية‪ :‬فﻬ حالة الزواج الفاسد لصداقه بعد البناء‪ :‬إذا لم يثبت أن الزواج فاسد لصداقه‬
‫إال بعد البناء‪ ،‬فإن هذا الزواج يصﺮ صحيحا بصداق املثل‪ ،‬وتقوم املحكمة بتحديدﻩ مراعية الوسط‬
‫الاجتما ي للزوجن‪.‬‬
‫وإذا حصل أن وقع الطالق أوالتطليق بن الزوجن قبل أن يثبت أن الزواج بي ما كان فاسدا لصداقه‪،‬‬
‫فإن هذا الطالق أو التطليق‪ ،‬ي نظرنا‪ ،‬يعتد به كما هو الشأن بالنسبة للزواج الفاسد لعقدﻩ طبقا للمادة‬
‫)‪ (61‬من مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى أنه‪» :‬يعتد بالطالق أو التطليق الواقع ي الحاالت املذكورة أعالﻩ‪ ،‬قبل‬
‫صدور الحكم بالفسخ«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪104‬‬
‫وهذا يع أن دعوى فسخ الزواج لصداقه‪ ،‬بعد وقوع الطالق أو التطليق‪ 295‬يجب أن يكون مآلها هو‬
‫عدم القبول‪ ،‬ألن من شروط البت ي دعوى فسخ الزواج لصداقه‪ ،‬أن يكون عقد الزواج موجودا‪ ،‬وما دام‬
‫أن هذا العقد قد انحل ميثاقه بالطالق أو التطليق‪ ،‬فإنه ال مجال لقبول دعوى فسخ الزواج الفاسد‬
‫لصداقه‪.‬‬
‫أما إذا أثﺮفساد الزواج لصداقه أثناء البت ي دعوى الطالق أو التطليق‪ ،‬فإن املحكمة يجب أن ترا ي‪،‬‬
‫ي نظرنا‪ٔ ،‬الاحوال ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت الدعوى ٔالاصلية ي دعوى الطالق أو التطليق قبل البناء‪ ،‬وأثﺮت مسألة فساد الزواج‬
‫لصداقه‪ ،‬فإن املحكمة تق بفساد الزواج مع ما ي ﺮتب عن ذلك من آثارقانونية‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت الدعوى ٔالاصلية ي دعوى الطالق أو التطليق بعد البناء‪ ،‬وأثﺮت ف ا مسألة فساد الزواج‬
‫لصداقه‪ ،‬فإن املحكمة تبت ي دعوى الطالق أو التطليق‪ .‬وينب ي أن تتعرض ي حكمها إى تحديد الصداق‬
‫إذا ثبت لد ا بالفعل أن الزواج فاسد لصداقه‪.‬‬
‫ب‪ -‬الزواج الفاسد لعقدﻩ‪ :‬الزواج الفاسد لعقدﻩ هو الزواج الذي اختل فيه شرط من شروط‬
‫العقد الصحيح غﺮ املوجبة للبطالن‪ .‬وقد نصت املادة )‪ (61‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬الزواج الفاسد‬
‫لعقدﻩ يفسخ قبل البناء وبعدﻩ ي الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان الزواج ي املرض املخوف ألحد الزوجن‪ ،‬إال أن يشفى املريض بعد الزواج؛‬
‫‪ -2‬إذا قصد الزوج بالزواج تحليل املبثوتة ملن طلقها ثالثا؛‬
‫‪ -3‬إذا كان الزواج بدون وي ي حالة وجوبه«‪.‬‬
‫إن الحاالت ال وضعها املشرع للزواج الفاسد لعقدﻩ‪ ،‬تقت أت نبدي بشأ ا املالحظات ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن البناء ال يصحح الزواج الفاسد لعقدﻩ‪ ،‬بخالف الزواج الفاسد لصداقه؛‬
‫‪ -2‬إن الزواح ي املرض املخوف ألحد الزوجن يمكن أن ينفلت من الفساد‪ ،‬وبالتاي‪ ،‬من الفسخ سواء‬
‫قبل البناء أوبعدﻩ‪ ،‬إذا شفي املريض مرض املوت بعد الزواج؛‬
‫‪ -3‬إن النص ع ى فساد الزواج إذ قصد منه تحليل املبثوتة ملن طلقها ثالثا يطرح أكﺮ من عالمة‬
‫استفهام حول كيفية معرفة هذا القصد‪ ،‬ونظن أن الحكم ع ى نيــة ٔالاشخاص ي مثل هذﻩ الحالة ليس‬
‫سوى مجرد ضرب ع ى وجه التخمن ال اليقن‪ ،‬ألن القرائن الواقعية أو القانونية ال يمكن البناء عل ا‬
‫للقول بوجود نية تحليل املبتوتة ملــن طلقها ثالثا ال تكفي ي غالب ٔالاحيان‪ ،‬ملعرفة النية الحقيقية للم وجن‪،‬‬

‫‪-295‬وقوع دعوى فسخ الزواج الفاسد لصداقه بعد الطالق أوالتطليق مستبعد جدا‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪105‬‬
‫فمهما كـانت مجتمعة‪ ،‬إال أ ا تبقى غﺮكافية للجزم ي وجود النية لتحليل املبثوتة‪ ،‬ما لم تقــﺮن باالع ﺮاف الحر‬
‫غﺮاملشوب بأي إكراﻩ أوتدليس من ناحية‪ ،‬وغﺮاملب ع ى أي رغبــة ي الانتقام من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬بالنسبة لحالة الزواج من غﺮوي ي حالة وجوبه‪ ،‬فإن الوي لم يعد واجبا‪ ،‬إال ي حالة زواج القاصر‪،‬‬
‫وهذا الزواج يخضع ملسطرة خاصة‪ ،‬تجتمع أحكامها ي املــواد )‪ (67/65/22/21/20/13‬من مدونة ٔالاسرة‪،‬‬
‫و ي أحكام ال يتوقع معها زواج القاصردون موافقة من وليه‪ ،‬وإن كان يمكن لقا ٔالاسرة املكلف بالزواج‬
‫أن يستغ عن هذﻩ املوافقة‪ ،‬عند إصدارﻩ ٕالاذن بزواج القاصر‪.‬‬
‫وبالتاي فإن زواج املرأة القاصر‪ ،‬ال يمكن أن يكون دون موافقة ول ا‪ ،‬ودون إذن من قا ٔالاسرة‬
‫املكلف بالزواج‪ ،‬ما لم يقع تزويرسن القاصرقبل الزواج‪ .‬وهذﻩ الحالة وإن كان وقوعها مجرد احتمال بعيد‬
‫سواء من الناحية القانونية أو من الناحية العملية‪ .‬بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو‪ :‬ما ي املصلحة‬
‫الشرعية ال ينب ي أن يفسخ من أجلها هذا الزواج ي حالة وقوعه‪ ،‬خاصة إذا تأخرطلب الفسخ إى ما بعد‬
‫بلوغ القاصرسن الرشد القانوني‪ ،‬ي ضوء ٔالاحكام الجديدة للوالية ي مدونة ٔالاسرة؟‬
‫إن تقريرفساد الزواج بدون وي ي حالة وجوبه وجعله قابال للفسخ سواء قبل البناء أوبعدﻩ‪ ،‬يتناقض‪،‬‬
‫ي نظرنا‪ ،‬مع أحكام الوالية وفق تصورها الجديد ي مدونة ٔالاسرة‪ .‬لذلك فإننا نطالب املشرع عند تعديل‬
‫مدونة ٔالاسرة بحذف هذﻩ الحالة من املادة )‪ (61‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬أو جعل الفساد‪ ،‬ع ى ٔالاقل‪ ،‬مقصورا‬
‫ع ى حالة الزواج بدون وي عند وجوبه ي مرحلة ما قبل البناء‪ ،‬وأن يكون طلب فسخ هذا الزواج ممكنا‬
‫فقط إذا كانت املرأة القاصرلم تبلغ بعد السن الزواج القانوني عند طلب الفسخ‪ .‬كما نرى أن القضاء يمكنه‬
‫أن يأخذ ذا التفسﺮ‪ ،‬وأن يقصر إمكانية طلب الفسخ لوجوب الوي‪ ،‬ع ى الحالة ال تكون ف ا القاصر‬
‫تحت النيابة الشرعية لول ا القانوني‪.‬‬
‫وقد أكد املشرع ي الفقرة الثانية من املادة )‪ (61‬من مدونة ٔالاسرة أنه‪» :‬يعتـد بالطالق والتطليق الواقع‬
‫ي الحاالت املذكورة أعالﻩ‪ ،‬قبل صـدور الحكم بالفسخ «‪.‬‬
‫وقــد يفهم من هذﻩ الفقرة أن الزواج الفاسد لعقدﻩ‪ ،‬يمكن طلب فسخــه‪ ،‬ح بعد وقــوع الطالق أو التطليق‪.‬‬
‫لكننا ال نعتقد أن هذا هو قصد املشرع‪ ،‬ونرى أن دعوى فسخ الزواج الفاسد لعقدﻩ ال تسمع بعد وقوع‬
‫الطالق أو التطليق‪ ،‬أي أن مآلها يكون هو عدم القبول النحالل ميثاق الزواج املطلوب فسخه‪ .‬أما إذا أثﺮت‬
‫مسألة فساد الزواج لعقدﻩ أثناء نظر دعوى الطالق أو التطليق‪ ،‬فإن املحكمة‪ ،‬يجب أن تق بفساد‬
‫الزواج مع ما ي ﺮتب عن ذلك من آثارقانونية‪ ،‬إذا تأكدت من وجود سبب من أسباب الفساد‪.‬‬
‫وقد حددت املادة )‪ (64‬من مدونة ٔالاسرة آثار الزواج الفاسد سواء لصداقه أو لعقدﻩ بقولها‪» :‬الزواج‬
‫الذي يفسخ تطبيقا للمادتن ‪ 60‬و‪ 61‬أعالﻩ‪ ،‬ال ينتج أي أثر قبل البناء‪ ،‬وت ﺮتب عنه بعد البناء آثار العقد‬
‫الصحيح إى أن يصدرالحكم بفسخه«‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪106‬‬
‫ونعتقد أن املشرع لم يكن موفقا إذ جمع ي بيان آثارالزواج الفاسد لصداقة والزواج الفاسد لعقدﻩ‬
‫ي مادة واحدة‪ ،‬وذلك ألن آثارالزواج الفاسد لصداقــه قد ذكرت ي املادة )‪ (60‬من مدونة ٔالاسرة من ناحية‪،‬‬
‫كما أن صيغة املادة )‪ (64‬من مدونــة ٔالاسرة قد يفهم م ا أن الزواج الفاسد لصداقه يمكن فسخه ح بعد‬
‫البناء من ناحية أخرى‪ ،‬والحال أن الزواج الفاسد لصداقة يصﺮصحيحا بعد البناء بصداق املثل‪ ،‬وال يمكن‬
‫فسخه‪ .‬وبالتاي فإن الزواج الذي ت ﺮتب عنه آثارالزواج الصحيح بعد البناء إى حن الحكم بفسخه هوالزواج‬
‫الفاسد لعقدﻩ فقط‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثارالزواج‪.‬‬
‫ي ﺮتب عن الزواج‪ ،‬خاصة عندما يكون صحيحا‪ ،‬جملة من الحقوق م ا ما يتعلق بالحقوق املتبادلة بن‬
‫الزوجن )‪ (1‬وم ا ما يتعلق بحقوق ٔالاطفال )‪ (2‬وم ا ما يتعلق بحقوق ٔالاقارب )‪.(3‬‬
‫‪ -1‬الحقوق املتبادلة ب ن الزوج ن‪:‬‬
‫فصلت املادة )‪ (51‬من مدونة ٔالاسرة الحقوق املتبادلة بن الزوجن بقولها‪» :‬الحقوق والواجبات‬
‫املتبادلة بن الزوجن‪:‬‬
‫‪ -1‬املساكنة الشرعية بما تستوجبه من معاشرة زوجية وعدل وتسوية عند التعدد‪ ،‬وإحصان كل م ما‬
‫وإخالصه لآلخر‪ ،‬بلزوم العفة وصيانة العرض والنسل؛‬
‫‪ -2‬املعاشرة باملعروف‪ ،‬وتبادل الاح ﺮام واملودة والرحمة والحفاظ ع ى مصلحة ٔالاسرة؛‬
‫‪ -3‬تحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيﺮورعاية شؤون البيت ؤالاطفال؛‬
‫‪ -4‬التشاور ي اتخاذ القرارات املتعلقة بتسيﺮشؤون ٔالاسرة ؤالاطفال وتنظيم النسل؛‬
‫‪ -5‬حسن معاملة كل م ما ألبوي ٓالاخرومحارمه واح ﺮامهم وزيار م واس ار م باملعروف؛‬
‫‪ -5‬حق التوارث بي ما«‪.‬‬
‫ولدفع أي تعسف من قبل أحد الزوجن نحوٓالاخر‪ ،‬نصت املادة )‪ (52‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬عند‬
‫إصرارأحد الزوجن ع ى ٕالاخالل بالواجبات املشارإل ا ي املادة السابقة‪ ،‬يمكن للطرف ٓالاخراملطالبة بتنفيذ‬
‫ما هوملزم به‪ ،‬أواللجوء إى مسطرة الشقاق املنصوص عل ا ي املواد من ‪ 94‬إى ‪ 97‬بعدﻩ«‪.‬‬
‫كما أن املادة )‪ (53‬من مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أنه‪» :‬إذا قام أحد الزوجن بإخراج ٓالاخر من بيت‬
‫الزوجية دون مﺮر‪ ،‬تدخلت النيابة العامة من أجل إرجاع املطرود إى بيت الزوجية حاال‪ ،‬مع اتخاذ ٕالاجراءات‬
‫الكفيلة بأمنه وحمايته«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪107‬‬
‫ثم إن املشرع فسح لألزواج إمكانية الاتفاق ع ى تدبﺮ أموالهما املشﺮكة بعد الزواج ي املادة )‪ (49‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬لكل واحد من الزوجن ذمة مالية مستقلة عن ذمة ٓالاخر‪ ،‬غﺮأنه يجوز لهما ي إطار‬
‫تدبﺮٔالاموال ال ستكتسب أثناء قيام الزوجية‪ ،‬الاتفاق ع ى استثمارها وتوزيعها‪.‬‬
‫يضمن هذا الاتفاق ي وثيقة مستقلة عن عقد الزواج‪.‬‬
‫يقوم العدالن بإشعارالطرفن عند زواجهما باألحكام السالفة الذكر‪.‬‬
‫إذا لم يكن هناك اتفاق فﺮجع للقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجن وما‬
‫قدمه من مجهودات وما تحمله من أعباء لتنمية أموال ٔالاسرة«‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق ٔالاطفال‪:‬‬
‫فصلت املادة )‪ (54‬من مدونة ٔالاسرة حقوق ٔالاطفال ع ى الوالدين بقولها‪» :‬لألطفال ع ى أبو م الحقوق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬حماية حيا م وصح م منذ الحمل إى حن بلوغ سن الرشد؛‬
‫‪ -2‬العمل ع ى تثبيت هوي م والحفاظ عل ا خاصة‪ ،‬بالنسبة لالسم والجنسية والتسجيل ي الحالة املدنية؛‬
‫‪ -3‬النسب والحضانة والنفقة طبقا ألحكام الكتاب الثالث من هذﻩ املدونة؛‬
‫‪ -4‬إرضاع ٔالام ألوالدها عند الاستطاعة؛‬
‫‪ -5‬اتخاذ كل التدابﺮ املمكنة للنمو الطبي ي لألطفال بالحفاظ ع ى سالم م الجسدية والنفسية‬
‫والعناية بصح م وقاية وعالجا؛‬
‫‪ -6‬التوجيه الدي وال ﺮبية ع ى السلوك القويم وقيم النبل املؤدية إى الصدق ي القول والعمل‪ ،‬واجتناب‬
‫العنف املف إى ٕالاضرارالجسدي واملعنوي‪ ،‬والحرص ع ى الوقاية من كل استغالل يضربمصالح الطفل؛‬
‫‪ -7‬التعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العملية وللعضوية النافعة ي املجتمع‪ ،‬وع ى ٓالاباء أن يئوا‬
‫ألوالدهم قدراملستطاع الظروف املالئمة ملتابعة دراس م حسب استعدادهم الفكري والبدني‪.‬‬
‫عندما يفﺮق الزوجان‪ ،‬تتوزع هذﻩ الواجبات بي ما بحسب ما هومبن ي أحكام الحضانة‪.‬‬
‫عند وفاة أحد الزوجن أوكل ما تنتقل هذﻩ الواجبات إى الحاضن والنائب الشر ي بحسب مسؤولية كل واحد م ما‪.‬‬
‫يتمتع الطفل املصاب بإعاقة‪ ،‬إضافة إى الحقوق املذكورة أعالﻩ‪ ،‬بالحق ي الرعاية الخاصة بحالته‪،‬‬
‫وال سيما التعليم والتأهيل املناسبان إلعاقته قصد تسهيل إدماجه ي املجتمع‪.‬‬
‫تعتﺮالدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابﺮالالزمة لحماية ٔالاطفال وضمان حقوقهم ورعاي ا طبقا للقانون‪.‬‬
‫تسهرالنيابة العامة ع ى مراقبة تنفيذ ٔالاحكام السالفة الذكر«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪108‬‬
‫ومن أهم املستجدات ال حمل ا مدونة ٔالاسرة بخصوص حقوق ٔالاطفال ما نصت عليه ي املادة‬
‫)‪ (156‬بقولها‪» :‬إذا تمت الخطوبة‪ ،‬وحصل ٕالايجاب والقبول وحالت ظروف قاهرة دون توثيق عقد الزواج‬
‫وظهرحمل باملخطوبة‪ ،‬ينسب للخاطب للش ة إذا توافرت الشروط التالية‪:‬‬
‫أ( إذا اش رت الخطبة بن أسرت ما‪ ،‬ووافق وي الزوجة عل ا عند الاقتضاء؛‬
‫ب( إذا تبن أن املخطوبة حملت أثناء الخطبة؛‬
‫ج( إذا أقرالخطيبان أن الحمل م ما‪.‬‬
‫تتم معاينة هذﻩ الشروط بمقرر قضائي غﺮقابل للطعن‪.‬‬
‫إذا أنكرالخاطب أن يكون ذلك الحمل منه‪ ،‬أمكن اللجوء إى جميع الوسائل الشرعية ي إثبات النسب«‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق ٔالاقارب‪:‬‬
‫لم تغفل مدونة ٔالاسرة حقوق ٔالاقارب‪ ،‬بسبب ما يطبع ٔالاسرة املغربية من امتداد إن ع ى املستوى‬
‫الاجتما ي واملادي‪ ،‬أوع ى املستوى القانوني‪ .‬فقد نصت املادة )‪ (55‬م ا ع ى أنه‪» :‬ين ﺊ عقد الزواج آثارا تمتد‬
‫إى أقارب الزوجن كموانع الزواج الراجعة إى املصاهرة‪ ،‬والرضاع‪ ،‬والجمع«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪109‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬انحالل ميثاق الزواج‪.‬‬
‫بعد دراسة أسباب انحالل ميثاق الزوجية باقتضاب شديد )املطلب ٔالاول(‪ ،‬ســوف نتطرق إى آثار‬
‫انحالل ميثاق الزوجية )املطلب الثاني(‪.‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬أسباب انحالل ميثاق الزوجية‪.‬‬
‫ذكراملشرع املغربي أسباب انحالل ميثاق الزوجية ي املادة )‪ (71‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬ينحل عقد‬
‫الزواج بالوفاة أوالفسخ أوالطالق أوالتطليق أوالخلع«‪.‬‬
‫ولعل أول مالحظة يمكن أن يو ي ا النص املذكور ي أن املشرع لم يتحدث عن اللعان كسبب من‬
‫أسباب انحالل ميثاق الزوجية‪ ،‬وقد أحسن صنعا بذلك‪ ،‬ألن العمل جرى ع ى تعطيل اللعان‪.‬‬
‫ولإلحاطة بمختلف أسباب انحالل ميثاق الزوجية سنتعرض ي البداية للوفاة والفسخ )الفقرة ٔالاوى(‬
‫ثم نم بعد ذلك للكالم عن الطالق والتطليق والخلع )الفقرة الثانية(‪ ،‬ثم نختم بالحديث عن أنواع‬
‫الطالق )الفقرة الثالثة(‪.‬‬
‫الفقرة ٔالاوى‪ :‬انحالل ميثاق الزوجية بالوفاة أو الفسخ‪.‬‬
‫بعد أن ننتﻬ من الكالم عن الوفاة )أوال( سننتقل للكالم عن الفسخ )ثاثيا(‬
‫أوال‪ -‬انحالل ميثاق الزوجية بالوفاة‪:‬‬
‫ي ﺮتب عن وفاة الزوج أو الزوجة انحالل ميثاق الزوجية‪ .‬وقد بسط املشرع املغربي أحكام التصريح‬
‫بالوفاة ي الظهﺮ الشريف رقم ‪ 1.02.239‬الصادر ي ‪ 25‬من رجـب ‪ 1423‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق‬
‫بالحالة املدنية‪.296‬وكذا ي مرسومــه التطبيقي رقم ‪ 2.99.665‬الصادر ي ‪ 2‬شعبان ‪ 9/1423‬أكتوبر‪.2972002‬‬
‫ويمكن إجمال أهم أحكام الوفاة ي قانون الحالة املدنية ي النقط ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب التصريح بالوفاة لدى ضابط الحالة املدنية ملحل وقوعها‪ ،‬مع مراعاة ال ﺮتيب‪ ،‬من لدن‬
‫ٔالاشخاص املبينون أسفله‪:‬‬
‫‪ -‬الولد؛‬
‫‪ -‬الزوج؛‬
‫‪ٔ -‬الاب أؤالام أوو ٔالاب أواملقدم ع ى الهالك قبل وفاته؛‬
‫‪ -‬الكافل بالنسبة ملكفوله؛‬

‫‪-296‬منشور ي الجريدة الرسمية عدد ‪ 5054‬الصادربتاريخ ‪ 2‬رمضان ‪ 7/1423‬نونﺮ‪ ،2002‬ص‪.3150:‬‬


‫‪-297‬منشور ي الجريدة الرسمية عدد ‪ 5054‬الصادربتاريخ ‪ 2‬رمضان ‪ 7/1423‬نونﺮ‪ ،2002‬ص‪.3156:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ٔ -‬الاخ؛‬
‫‪ -‬الجد؛‬
‫‪ٔ -‬الاقربون بعد ال ﺮتيب‪ .298‬وإذا لم يوجد أي شخص من ٔالاشخاص املشار إل م أعالﻩ‪ ،‬فإن السلطة‬
‫املحلية تشعرضابط الحالة املدنية ذﻩ الوفاة معززة ذلك بالوثائق الالزمة‪299‬؛‬
‫‪-2‬إذا عﺮع ى جثمان شخص يتعن ع ى ضابط الحالة املدنية ملكان الوفاة املحتمل إقامة رسم وفاة له‬
‫بناء ع ى محضر ينجز ذا الشأن من طرف الشرطة القضائية‪ ،‬ومؤشر عليه من طرف وكيل امللك ‪.300‬‬
‫ويضمن بالرسم الهوية الكاملة للهالك عند ٕالامكان‪ ،‬وإال تضمن به أوصافه ع ى الوجه املمكن‪ .‬وإذا ثبتت‬
‫هوية الهالك بعد ذلك‪ ،‬يتم تنقيح الرسم وفق الهوية الثابتة بمقت حكم قضائي‪301‬؛‬

‫‪-298‬يخضع ترتيب ٔالاقارب بالوفاة للمادة )‪ (16‬من قانون الحالة املدنية ال نصت ع ى أنه‪» :‬يقوم بالتصريح بالوالدة لدى ضابط الحالة املدنية‬
‫ملحل وقوعها أقرباء املولود حسب ال ﺮتيب‪ٔ- :‬الاب أؤالام؛ ‪-‬و ٔالاب؛‪ٔ-‬الاخ ؛ابن ٔالاخ‪.‬يقدم ٔالاخ الشقيق ع ى ٔالاخ لألب‪ ،‬ويقدم هذا ٔالاخﺮع ى ٔالاخ‬
‫لألم‪ ،‬كما يقدم ٔالاكﺮسنا ع ى من هوأصغرمنه م كانت له القدرة الكافية ع ى التصريح‪.‬ينتقل واجب التصريح من أحد ٔالاشخاص املذكورين ي‬
‫الفقرة أعالﻩ إى الذي يليه ي املرتبة م تعذرالتصريح من ٔالاول لسبب من ٔالاسباب‪ .‬يقوم الوكيل ي ذلك مقام موكله‪ .‬إذا تعلق ٔالامربمولود من‬
‫أبوين مجهولن‪ ،‬أوبمولود وقع التخ ي عنه بعد الوضع يصرح بوالدته وكيل امللك بصفة تلقائية أوبناء ع ى الطلب من السلطة املحلية‪ ،‬أومن كل‬
‫من يعنيه ٔالامر‪ ،‬معززا تصريحه بمحضرمنجز ي هذا الشأن‪ ،‬وبشهادة طبية تحدد عمراملولود ع ى وجه التقريب‪ ،‬ويختارله إسم شخ إسم‬
‫عائ ي‪ ،‬وأسماء أبوين أوإسم أب إذا كان معروف ٔالام‪ ،‬ويشﺮضابط الحالة املدنية بطرة رسم والدته إى أن أسماء ٔالابوين أؤالاب‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬قد‬
‫اختﺮت له طبقا ألحكام هذا القانون‪ .‬يبلغ ضابط الحالة املدنية وكيل امللك بالوالدة ال سجلت ذﻩ الكيفية داخل آجل ثالثة أيام من تاريخ‬
‫التصريح‪ .‬تصرح باإلبن املجهول ٔالاب أمه أومن يقوم مقامها‪ ،‬كما تختارله إسما شخصيا وإسم أب مشتقا من أسماء العبودية هلل تعاى وإسما‬
‫عائليا خاصا به‪.‬يشاربطرة رسم والدة الطفل املكفول إى الوثيقة ال تم بمقتضاها إسناد الكفالة طبقا للتشريع الجاري به العمل«‪.‬‬
‫‪-299‬املادة )‪(24‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬
‫‪-300‬نصت املادة )‪(77‬من قانون املسطرة الجنائية ع ى أنه‪»:‬يتعنع ىضابطالشرطةالقضائيةالذيأشعربالعثورع ىجثةشخصماتبسبب‬
‫عنفأو غﺮﻩ‪،‬وظلسببموتهغﺮمعروفأو يحيطبهشك‪،‬أنيخﺮ بذلكفوراالنيابة العامة‪،‬وأنينتقل يالحالإىمكان العثور ع ى الجثةويجري‬
‫املعاينات ٔالاوى‪ .‬يمكن ملمثل النيابة العامة أن ينتقل إى مكان العثور ع ى الجثة‪ ،‬إذا رأى ضرورة لذلك‪ ،‬وأن يستعن بأشخاص لهم كفاءة لتحديد‬
‫ظروف الوفاة‪ ،‬أوأن يختارمن بن ضباط الشرطة القضائية من ينوب عنه للقيام بنفس املهمة‪.‬يؤدي ٔالاشخاص الذين تستعن م النيابة العامة‬
‫اليمن كتابة ع ى إبداء رأ م بما يمليه عل م الشرف والضمﺮ‪ ،‬ما لم يكونوا مسجلن ي الئحة الخ ﺮاء املحلفن لدى املحاكم‪.‬يجوز ملمثل النيابة العامة‬
‫أيضا أن ينتدب أهل الخﺮة للكشف عن أسباب الوفاة«‪.‬‬
‫‪-301‬املادة )‪(25‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪111‬‬
‫‪302‬‬
‫‪-3‬إذا توي أحـد فـي املستشفيات أواملؤسسات الصحية املدنية أوالعسكرية أواملؤسسات السجنية‬
‫أو ٕالاصالحيات أو غﺮها من املؤسسات‪ ،‬يجب ع ى املديرين أو املتصرفن ي شؤو ا أو من ينوب ع م أن‬
‫يصرحوا بتلك الوفاة لدى ضابط الحالة املدنية املختص داخل أجل ثالثة أيام من تاريخ الوفاة وال يسجل‬
‫هذا التصريح إال إذا لم يتم التصريح ذﻩ الوفاة من طرف أحد أقارب الهالك املذكورين باملادة )‪ (24‬من‬
‫قانون الحالة املددنية‪ .‬كما ينب ي أن يتخذ ي ٔالاماكن املذكورة أعالﻩ سجل خاص تضمن فيه جميع‬
‫املعلومات والبيانات ال تساعد ع ى التصريح بالوفاة ي الحالة املدنية‪303‬؛‬
‫‪ -4‬إذا حصلت الوفاة ملغربي أثناء سفر بحري أو جوي يجب التصريح ا لدى ضابط الحالة املدنية‬
‫املغربـي الكائن ي أول ميناء أو مطار مغربـي رست به الطائرة أو الباخرة‪ ،‬أو لدى القنصل املغربي أو العون‬
‫الديبلوماﺳ ي جهة الوصول‪ ،‬أو لدى ضابط الحالة املدنية بمحل سكناﻩ ٔالاخﺮباملغرب‪ ،‬وذلك خالل أجل‬
‫ثالثن يوما من تاريخ الوصول‪304‬؛‬
‫‪ -5‬تتوى إدارة الدفاع الوط بالتصريح بوفاة الجنود التابعن للقوات املسلحة امللكية وأفراد القوات‬
‫املساعدة الذين يستشهدون ي عمليات الدفاع عن اململكة‪ ،‬لدى مكتب الحالة املدنية الخـاص املسند له‬
‫هذا الاختصاص بقرارمن وزيرالداخلية‪ ،305‬قصد تسجيلهم بناء ع ى الحجج املدى ا‪ .‬ويتعن ع ى ضابط‬
‫الحالة املدنية املختص بإلغاء رسوم وفاة املستشهدين إذا ما ثبت أ م ما زالوا ع ى قيد الحياة‪ ،‬وبإصالح‬
‫رسوم املستشهدين إذا ثبت خطأ ي أحد بيانا ا مباشرة‪ ،‬بناء ع ى طلب من إدارة الدفاع الوط ؛‬
‫‪ -6‬يجب أن يقع التصريح بكل وفاة داخل أجل ثالثن يوما ابتداء من تاريخ وقوع الوفاة لدى ضابط‬
‫الحالة املدنية املختص الذي يحرر بناء ع ى ذلك رسما لهذﻩ الواقعة‪ .306‬و ي حالة عدم التصريح بالوفاة‬
‫داخل ٔالاجل املذكور‪ ،‬فال يمكن تسجيل الرسم الخاص بالواقعة إال بناء ع ى حكم تصري ي بالوالدة أوالوفاة‬

‫‪ - 302‬نصت املادة )‪ (73‬من القانون رقم ‪ 23.98‬املتعلق بتنظيم وتسيﺮاملؤسسات السجنية الصادربتنفيذﻩ الظهﺮالشريف رقم ‪ 1.99.200‬بتاريخ‬
‫‪ 13‬جمادى ٔالاوى ‪ 25/1420‬أغسطس ‪ 1999‬ع ى أنه‪» :‬يجب ع ى مديراملؤسسة عند وفاة معتقل‪ ،‬أن يشعربذلك فورا‪ ،‬مديرإدارة السجون‪،‬‬
‫ووكيل امللك‪ ،‬والسلطة املحلية وعائلة املعتقل أومن مهم أمرﻩ‪.‬‬
‫تطبق مقتضيات قانون املسطرة الجنائية املتعلقة بالشك ي أسباب الوفاة‪ ،‬ي حالة انتحارأوموت نتيجة حادث‪ ،‬أوإذا كانت أسباب الوفاة مجهولة‬
‫أومشكوكا ف ا‪ .‬يقدم ي جميع ٔالاحوال‪ ،‬تصريح بالوفاة لضابط الحالة املدنية‪ ،‬طبقا ملقتضيات القانون‪ .‬يكتفي باإلشارة ي عقد الحالة املدنية‪ ،‬إى‬
‫الشارع ورقم البناية ال وقعت ا الوفاة‪ ،‬دون إشارة إى املؤسسة السجنية«‪.‬‬
‫‪-303‬املادة )‪(26‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬
‫‪-304‬املادة )‪(27‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬
‫‪-305‬نصت املادة ٔالاوى من قرار وزيرالداخلية رقم ‪ 897.03‬الصادربتاريخ ‪ 21‬صفر‪ 24) 1424‬أبريل ‪ (2003‬ي شأن تطبيق املادة )‪ (29‬من القانون‬
‫رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية ع ى أنه‪»:‬يختص مكتب الحالة املدنية للجماعة الحضرية لتواركة بتسجيل وفاة الجنود التابعن للقوات املسلحة‬
‫امللكية وأفراد القوات املساعدة الذين يستشهدون ي عمليات الدفاع عن اململكة«‪.‬‬
‫‪-306‬املادة )‪(15‬من املرسوم رقم ‪ 2.99.665‬الصادر ي ‪ 2‬شعبان ‪ 9/1423‬أكتوبر‪ 2002‬املتعلق بتطبيق قانون الحالة املدنية رقم ‪.37.99‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪112‬‬
‫تصدرﻩ املحكمة الابتدائية املختصة‪ ،‬ويقدم الطلب بذلك من طرف أي شخص له مصلحة مشروعة أومن‬
‫طرف النيابة العامة‪ .‬ويعود الاختصاص للبت ي طلب تقييد الوفاة خارج أجل )‪ (30‬يوما إى املحكمة‬
‫الابتدائية ملحل سك طالب التسجيل بالنسبة إى الطلبات الرامية إى تسجيل الوالدات والوفيات املتعلقة‬
‫باملغاربة املتوفن خارج املغرب عند عدم وجود محكمـة مختصة‪.307‬‬
‫وقد نصت املادة )املادة )‪ (74‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تثبت الوفاة وتاريخها أمام املحكمة بكل‬
‫الوسائل املقبولة«‪.‬‬
‫‪ -7‬تحرر رسوم الوفيات ي سجالت الحالة املدنية ملكان الوفاة فور التصريح ا ويتم التحرير باللغة‬
‫العربية مع كتابة اسم املع باألمرالشخ واسمه العائ ي بالحروف الالتينية بجانب كتاب ا بالعربية‪.308‬‬
‫‪ -8‬يتعن ع ى املصرح بالوفاة أن يدعم التصريح بالوفاة بشهادة معاينة مسلمة من طرف الطبيب أو املمرض‬
‫التابع للصحة العمومية‪ ،‬وإذا تعذرذلك‪ ،‬بشهادة معاينة مسلمة من طرف ممثل السلطة املختصة‪ .‬بيد أنه إذا‬
‫وقعت الوفاة ي ظروف غﺮعادية كالجريمة أوالحادثة أواشتبه ي كو ا غﺮعادية ال يقبل التصريح ا إال بإذن‬
‫من وكيل امللك املختص‪.309‬‬
‫‪ -9‬يجب ع ى ضابط الحالة املدنية املختص أن يقوم بتحريررسم مستقل لكل واقعة وفاة‪.310‬‬
‫‪ -10‬يجب ع ى ضابط الحالة املدنية أن يحيل ع ى وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية املختصة‬
‫ٕالاعالم بوفاة أحد الزوجن ليضمنه فـي نظﺮالسجل املحفوظ باملحكمة‪311‬؛‬
‫‪ -11‬يعاقب بغرامة مالية من )‪ (300‬إى )‪(1200‬درهم كل من وجب عليه التصريح بوالدة‪ 312‬أو وفاة‬
‫‪313‬‬
‫طبقا ألحكام املادة ‪ 16‬واملادة ‪ 24‬ولم يقم ذا ٕالاجراء‪ ،‬داخل ٔالاجل القانوني ؛‬

‫‪»-12‬يتضمن رسم الوفاة ما ي ي‪:‬‬


‫‪ -‬رقم الرسم؛‬
‫‪ -‬اليوم والشهروالسنة بالهجري وامليالدي والساعة والدقيقة ومكان الوفاة؛‬

‫‪-307‬املادة )‪(30‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬


‫‪-308‬املادة )‪(16‬من املرسوم رقم ‪ 2.99.665‬الصادر ي ‪ 2‬شعبان ‪ 9/1423‬أكتوبر‪ 2002‬املتعلق بتطبيق قانون الحالة املدنية رقم ‪.37.99‬‬
‫‪-309‬املادة )‪(32‬من املرسوم رقم ‪ 2.99.665‬الصادر ي ‪ 2‬شعبان ‪ 9/1423‬أكتوبر‪ 2002‬املتعلق بتطبيق قانون الحالة املدنية رقم ‪.37.99‬‬
‫‪-310‬املادة )‪(1‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬
‫‪-311‬املادة )‪(22‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬
‫‪- 312‬نص الفصل )‪ (468‬من مجموعة القانون الجنائي ع ى أنه‪ٔ» :‬الاب‪ ،‬وعند عدم وجودﻩ‪ ،‬الطبيب أوالجراح أومالحظ الصحة أوالحكيمة أو‬
‫املولدة أوالقابلة أوأي شخص حضرالوالدة أووقعت بمحله‪ ،‬يعاقب بالحبس من شهرإى شهرين وبغرامة من مائة وعشرين إى مائ درهم‪ ،‬إذا لم‬
‫يقم بالتصريح باالزدياد ي ٔالاجل القانوني‪ ،‬وذلك ي الحاالت ال يكون ف ا التصريح واجبا«‪.‬‬
‫‪-313‬املادة )‪(31‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ -‬الاسم الشخ والعائ ي وتاريخ ومكان والدة املتو ى ومحل سكناﻩ؛‬
‫‪ٔ -‬الاسماء الشخصية والعائلية ألصوله من الدرجة ٔالاوى ومكان سكناهما؛‬
‫‪ -‬حالته العائلية‪ ،‬مهنته‪ ،‬جنسيته إذا كان أجنبيا؛‬
‫‪ -‬الاسم الشخ والعائ ي للمصرح وسنه ومهنته ومحل سكناﻩ ودرجة قرابته من الهالك أو صفته‪،‬‬
‫وإذا تعلق ٔالامر بحكم تصري ي بالوفاة‪ ،‬وجبت ٕالاشارة فضال عن هذﻩ املعلومات إى مراجعه واملحكمة ال‬
‫أصدرته وتاريخ تحريرالرسم بالهجري وامليالدي؛‬
‫‪-‬اسم وصفة ضابط الحالة املدنية«‪.314‬‬
‫‪-13‬يتعن ع ى ضابط الحالة املدنية الذي حرر رسم الوفاة وضع بيان ملخص عن ذلك ي طرة رسم‬
‫والدة املتو ى‪ ،‬وطرة رسم والدة زوجه إذا كانت والدته مسجلة لديه‪ ،‬أما إذا كانت الوالدة قد وقعت ي مكان‬
‫آخرفيتعن عليه توجيه إعالم بالوفاة ي ظرف ‪ 3‬أيام إى ضابط الحالة املدنية ملحل والدة املتوى ولضابط‬
‫الحالة املدنية ملحل والدة زوجه ليقوم كل م ما باإلجراءات الالزمة‪.315‬‬
‫‪ -14‬يتعن ع ى ضابط الحالة املدنية بعد كل ‪ 15‬يوما أن يبعث بالئحة املتوفن الراشدين الذين صرح‬
‫بوفا م لديه إى عامل العمالة أو ٕالاقليم‪ ،‬تتضمن أسماء املتوفن وأرقام رسوم وفا م وأرقام بطاقات تعريفهم‬
‫الوطنية وآخرمحل سكناهم مرفقة بنسخة من رسم وفاة كل واحد م م ليقوم بإخباراملصالح املختصة‪.316‬‬
‫وقد أفرد املشرع أحكاما خاصة لوفاة املفقود بحيث نصت املادة )املادة ‪ (74‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪:‬‬
‫»تحكم املحكمة بوفاة املفقود طبقا للمادة ‪ 327‬وما بعدها«‪.‬‬
‫استثنائية يغلب عليه ف ا‬
‫ـ‬ ‫وحسب املادة )‪ (327‬من مدونة ٔالاسرة فإنه‪» :‬يحكم بموت املفقود ي حالة‬
‫الهالك بعد م سنة من تاريخ اليأس من الوقوف ع ى خﺮحياته أومماته‪.‬‬
‫أما ي جميع ٔالاحوال ٔالاخرى‪ ،‬فيفوض أمد املدة ال يحكم بموت املفقود بعدها إى املحكمة‪ ،‬وذلك‬
‫كله بعد التحري والبحث عنه بما أمكن من الوسائل بواسطة الجهات املختصة بالبحث عن املفقودين«‪.317‬‬
‫ومع هذا أنه إذا قضت املحكمة بوفاة املفقود بحكم قضائي ائي‪ ،‬فإنه يدخل ي حكم امليت حكما‬
‫طبقا للمادة )‪ (325‬من مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى أن‪» :‬امليت حكما من انقطع خﺮﻩ وصدرحكم باعتبارﻩ‬
‫ميتا«‪.‬‬

‫‪-314‬املادة )‪(33‬من املرسوم رقم ‪ 2.99.665‬الصادر ي ‪ 2‬شعبان ‪ 9/1423‬أكتوبر‪ 2002‬املتعلق بتطبيق قانون الحالة املدنية رقم ‪.37.99‬‬
‫‪-315‬املادة )‪(34‬من املرسوم رقم ‪ 2.99.665‬الصادر ي ‪ 2‬شعبان ‪ 9/1423‬أكتوبر‪ 2002‬املتعلق بتطبيق قانون الحالة املدنية رقم ‪.37.99‬‬
‫‪-316‬املادة )‪(35‬من املرسوم رقم ‪ 2.99.665‬الصادر ي ‪ 2‬شعبان ‪ 9/1423‬أكتوبر‪ 2002‬املتعلق بتطبيق قانون الحالة املدنية رقم ‪.37.99‬‬
‫‪ -317‬نصت املادة )‪ (326‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬املفقود مستصحب الحياة بالنسبة ملاله‪ ،‬فال يورث وال يقسم بن ورثته‪ ،‬إال بعد الحكم‬
‫بتمويته‪ ،‬ومحتمل الحياة ي حق نفسه وكذلك ي حق غﺮﻩ‪ ،‬فيوقف الحظ املشكوك فيه إى أن يبت ي أمرﻩ«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪114‬‬
‫ويتعن تسجيل وفاة املفقود‪ ،‬بعد صدور حكم قضائي ائي بتمويته‪ ،‬ي املغرب أو خارجه ي سجالت‬
‫الحالة املدنية لدى ضابط الحالة املدنية املختص‪ ،‬بناء ع ى تصريح من ذويه أو من طرف النيابة العامة‬
‫خالل ‪ 15‬يوما من تاريخ تبليغ املقرر القضائي القا بوفاته‪.318‬‬
‫وي ﺮتب عن تمويت املفقود بحكم قضائي ائي انحالل ميثاق زواجه‪ .‬بيد أنه إذا تبن أن املفقود‬
‫املحكوم بوفاته مازال ع ى قيد الحياة‪ ،‬فإن املادة )‪ (75‬من مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أنه‪» :‬إذا ظهرأن املفقود‬
‫املحكوم بوفاته ما زال حيا‪ ،‬تعن ع ى النيابة العامة أو من يعنيه ٔالامر‪ ،‬أن يطلب من املحكمة إصدار قرار‬
‫بإثبات كونه باقيا ع ى قيد الحياة‪.‬‬
‫يبطل الحكم الصادربإثبات حياة املفقود‪ ،‬الحكم بالوفاة بجميع آثارﻩ‪ ،‬ما عدا زواج امرأة املفقود فيبقى‬
‫نافذا إذا وقع البناء ا«‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإذا ثبتت حياة املفقود بحكم قضائي ائي جديد بعد تمويته بحكم قضائي ائي‪ ،‬فإن آثار‬
‫حكم الوفاة تكون باطلة ماعد ما يتعلق بزواج زوجته فيبقى نافذا إذا وقع البناء ا‪ ،‬أما إذا لم يقع البناء ا‪،‬‬
‫فإن زواجها يكون باطال‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن املادة )‪ (76‬من مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أنه‪:‬‬
‫» ي حالة ثبوت التاريخ الحقيقي للوفاة غﺮالذي صدرالحكم به‪ ،‬يتعن ع ى النيابة العامة وكل من يعنيـه ٔالامر‬
‫طلب إصدارالحكم بإثبات ذلك‪ ،‬وببطالن ٓالاثارامل ﺮتبة عن التاريخ غﺮالصحيـح للوفاة ما عدا زواج املرأة«‪.‬‬
‫والنتيجة أن الحكم بوفاة املفقود ال ينتج آثارﻩ ي حالة الحكم بوفاته قبل التاريخ الحقيقي لوفاته إال من‬
‫التاريخ الذي توي فيه فعال‪ .‬وتكون جميع ٓالاثارامل ﺮتبة عن الحكم بوفاته ي تاريخ غﺮصحيح الغية باستثناء‬
‫ما يتعلق م ا بزواج زوجته‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬انحالل ميثاق الزوجية بالفسخ‪:‬‬
‫بناء ع ى املادة )‪ (77‬من مدونة ٔالاسرة فإنه‪» :‬يحكم بفسخ عقد الزواج قبل البناء أو بعدﻩ ي الحاالت‬
‫وطبقا للشروط املنصوص عل ا ي هذﻩ املدونة«‪.‬‬
‫وباستقراء مختلف نصوص مدونة ٔالاسرة‪ ،‬يتبن أن الزواج يمكن أن ينحل ميثاقــه بالفسخ ي الحاالت ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬الزواج الفاسد لصداقه‪319‬؛‬

‫‪-318‬املادة )‪(28‬من القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق بالحالة املدنية‪.‬‬


‫‪ -319‬نصت املادة )‪ (60‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يفسخ الزواج الفاسد قبل البناء وال صداق فيه إذا لم تتوفر ي الصداق شروطه الشرعية‪،‬‬
‫ويصحح بعد البناء بصداق املثل‪ ،‬وترا ي املحكمة ي تحديدﻩ الوسط الاجتما ي للزوجن«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ -2‬الزواج الفاسد لعقدﻩ‪.320‬‬
‫‪ -3‬الزواج املشوب بعيب من عيوب الر ‪.321‬‬
‫وقد سبق أن درسنا هذﻩ الحاالت بنوع من التفصيل أثناء دراستنا ألنواع الزواج غﺮالصحيح‪ ،‬ولذلك‬
‫نكتفي باإلحالة ع ى ذلك‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطالق والتطليق والخلع‪.‬‬
‫روي عن الن )ص( أنه قال‪) :‬أبغض الحالل إى ﷲ الطالق(‪.‬‬
‫وقد ترجم املشرع املغربي هذا الحكم الشر ي ي إطارنص قانوني هواملادة )‪ (70‬من مدونة ٔالاسرة ال‬
‫نصت ع ى أنه‪» :‬ال ينب ي اللجوء إى حل ميثاق الزوجية بالطالق أو بالتطليق إال استثناء‪ ،‬وي حدود ٔالاخذ‬
‫بقاعدة أخف الضررين‪ ،‬ملا ي ذلك من تفكيك ٔالاسـرة وٕالاضرارباألطفال«‪.‬‬
‫ويفهم من كالم املشرع أن الطالق يجب تفاديه ما أمكن‪ ،‬ملا فيه من تفتيــت لألسرة‪ ،‬وإضراربمصالح‬
‫ٔالاطفال‪ ،‬ويجب أن ال يقع حل ميثاق الزوجية بالطالق أو التطليق أو الخلع إال عنـد الضرورة القصوى‪ ،‬ألن‬
‫الطالق مكروﻩ‪ ،‬واملكروﻩ شرعا يستحب دفعه أوردﻩ‪ ،‬وعدم ٔالاخذ به إال عند الاقتضاء‪.‬‬
‫ولتقديم فكرة مختصرة عن انحالل ميثاق الزوجية بالطالق أو التطليق أوالخلع سوف نتحدث بداية‬
‫عن الطالق )أوال( ثم عن التطليق )ثانيا( وعن الطالق الاتفا ي والخلع )ثالثا(‪.‬‬
‫أوال‪ -‬انحالل ميثاق الزوجية بالطالق‪:‬‬
‫عرف املشرع الطالق ي املادة )‪ (78‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬الطالق حل ميثاق الزوجية‪ ،‬يمارسه‬
‫الزوج والزوجة‪ ،‬كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء وطبقا ألحكام هذﻩ املدونة«‪.‬‬

‫‪-320‬نصت املادة )‪(60‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪»:‬الزواج الفاسد لعقدﻩ يفسخ قبل البناء وبعدﻩ ي الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪-1‬إذا كان الزواج ي املرض املخوف ألحد الزوجن‪ ،‬إال أن يشفى املريض بعد الزواج؛‬
‫‪-2‬إذا قصد الزوج بالزواج تحليل املبثوتة ملن طلقها ثالثا؛‬
‫‪-3‬إذا كان الزواج بدون وي ي حالة وجوبه‪.‬‬
‫يعتد بالطالق أوالتطليق الواقع ي الحاالت املذكورة أعالﻩ‪ ،‬قبل صدور الحكم بالفسخ«‪.‬‬
‫‪-321‬نصت املادة )‪ (63‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يمكن للمكرﻩ أواملدلس عليه من الزوجن بوقائع كان التدليس ا هوالدافع إى قبول الزواج أو‬
‫اشﺮطها صراحة ي العقد‪ ،‬أن يطلب فسخ الزواج قبل البناء وبعدﻩ خالل أجل اليتعدى شهرين من يوم زوال ٕالاكراﻩ‪ ،‬ومن تاريخ العلم بالتدليس مع‬
‫حقه ي طلب التعويض«‪ .‬كما نصت املادة )‪ (66‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪»:‬التدليس ي الحصول ع ى ٕالاذن أوشهادة الكفاءة املنصوص عل ما ي‬
‫البندين ‪ 5‬و‪ 6‬من املادة السابقة أو التملص م ما‪ ،‬تطبق ع ى فاعله واملشارك ن معه أحكام الفصل ‪ 366‬من القانون الجنائي بطلب من املتضرر‪.‬‬
‫يخول للمدلس عليه من الزوجن حق طلب الفسخ مع ما ي ﺮتب عن ذلك من التعويضات عن الضرر«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪116‬‬
‫فالطالق إذن هوحل مليثاق الزوجية‪ ،‬تحت مراقبة القضاء‪ ،‬يمكن أن يقع إما بطلب من الزوج‪ ،‬أوبطلب من‬
‫الزوجة طبقا للشروط املتعلقة بكل واحد م ما‪ ،‬ولذلك سوف نتحدث عن الطالق بمبادرة من الزوج )‪ (1‬ثم‬
‫عن الطالق بمبادرة من الزوجة )‪.(2‬‬
‫‪ -1‬الطالق بمبادرة من الزوج‪:‬‬
‫يجب ع ى الزوج الذي يرغب ي حل ميثاق الزوجية بالطالق‪ ،‬أن يطلب من املحكمة الابتدائية ال‬
‫يوجد ا‪ ،‬وفقا لل ﺮتيب املواي‪ ،‬مقرالزوجية‪ ،‬أو موطن الزوجة‪ ،‬أو محل إقام ا‪ ،‬أو محل إبرام عقد الزواج‪،‬‬
‫ٕالاذن له باإلشهاد ع ى الطالق لدى عدلن منتصبن لذلك‪ .‬وقد جمعت املادة )‪ (79‬من مدونة ٔالاسرة هذﻩ‬
‫ٔالاحكام بقولها‪» :‬يجب ع ى من يريد الطالق أن يطلب ٕالاذن من املحكمة باإلشهاد به لدى عدلن منتصبن‬
‫لذلك‪ ،‬بدائرة نفوذ املحكمة ال يوجد ا بيت الزوجية‪ ،‬أو موطن الزوجة‪ ،‬أو محل إقام ا أو ال أبرم ف ا‬
‫عقد الزواج حسب ال ﺮتيب«‪.‬‬
‫وبالتاي يمكن أن نوجزبعض ٔالاحكام ال يخضع لها ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق ي العرائض ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن ٕالاشهاد ع ى الطالق من لدن الزوج لدى عدلن منتصبن لذلك‪ ،‬ال يتم إال بعد استصدارإذن‬
‫بذلك من املحكمة الابتدائية ال يوجد ا مقر الزوجية‪ ،‬أو موطن الزوجـة‪ ،‬أو محل إقام ا‪ ،‬أو محل إبرام‬
‫عقد الزواج؛‬
‫‪ -2‬إن املحكمة الابتدائية املختصة محليا إلصدارٕالاذن باإلشهاد ع ى الزواج ي املحكمة ال يوجد ا‬
‫مقر الزوجية‪ ،‬بيد أنه إذا لم يكن للزوجن مقر للزوجية‪ ،‬كما ي حالة الطالق قبل البناء‪ ،‬فإن الاختصاص‬
‫ينتقل بالتتابع إى املحكمة ال يوجد ا موطن الزوجة‪ ،322‬فإذا لم يكن للزوجة موطن باملغرب أل ا زوجة‬
‫أجنبية مثال‪ ،323‬فإن الاختصاص املح ي لإلذن باإلشهاد ع ى الطالق ينتقل إى املحكمة ال يوجد ا محل‬

‫‪-322‬نص الفصل )‪(519‬من قانون املسطرة املدنية ع ى أنه‪»:‬يكون موطن كل شخص ذاتي هومحل سكناﻩ العادي ومركزأعماله ومصالحه‪.‬إذا‬
‫كان للشخص موطن بمحل ومركزأعماله بمحل آخراعتﺮمستوطنا بالنسبة لحقوقه العائلية وأمواله الشخصية بمحل سكناﻩ العادي وبالنسبة‬
‫لحقوقه الراجعة لنشاطه امل باملحل الذي يوجد به مركزأعماله ومصالحه دون أن يتعرض للبطالن أي إجراء سلم لهذا العنوان أوذلك«‪ .‬كما‬
‫نص الفصل )‪ (521‬من قانون املسطرة املدنية ع ى أنه‪» :‬يكون املوطن القانوني لفاقد ٔالاهلية هوموطن حاجرﻩ‪ .‬يكون املوطن القانوني للموظف‬
‫العمومي هواملحل الذي يمارس به وظيفته«‪.‬‬
‫‪ -323‬نص الفصل )‪ (525‬من قانون املسطرة املدنية ع ى أنه‪» :‬يمكن أن يكون لكل أجن موطن باملغرب مع التقيد بالضوابط الخاصة املتعلقة‬
‫بإقامته باململكة‪.‬تكون القواعد ال تحدد محل موطنه ومحل إقامته ي نفس القواعد ال يخضع لها املواطنون‪.‬يفﺮض ي ٔالاجن الذي تتوفرفيه‬
‫هذﻩ الشروط أن يكون له موطن أومحل إقامة باملغرب ما لم يقم دليل ع ى خالف ذلك‪ .‬ال يطبق هذا الفصل ع ى ٔالاجن الذي يمارس وظيفة‬
‫أسندت له من طرف منظمة وطنية أودولية«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪117‬‬
‫إقامة الزوجة باملغرب‪ ،324‬فإذا لم يوجد للزوجة محل إقامة باملغرب‪ ،‬فإن الاختصاص ينعقد للمحكمة‬
‫الابتدائية ال أبرم ي دائرة نفوذها عقد الزواج؛‬
‫‪ -3‬سكت املشرع ي املادة )‪ (79‬من مدونة ٔالاسرة عن تحديد املحكمة املختصة محليا‪ ،‬ع ى الصعيد‬
‫الوط ‪ ،‬عندما يكون عقد الزواج مﺮما ي الخــارج‪ ،‬وال يوجد مقر الزوجيــة‪ ،‬أو موطن الزوجة‪ ،‬أو محل‬
‫إقام ا‪ ،‬ي املغرب‪ .‬لذلك ينب ي الرجوع ي هذﻩ الحالة إى الفصل )‪ (27‬من قانون املسطرة املدنية الذي نص‬
‫ع ى أنه‪» :‬يكون الاختصاص املح ي ملحكمـة املوطن الحقيقي أواملختارللمد ى عليه‪.‬‬
‫إذا لم يكن لهذا ٔالاخﺮموطن ي املغرب ولكن يتوفرع ى محل إقامة كان الاختصاص ملحكمة هذا املحل‪.‬‬
‫إذا لم يكن للمد ى عليه ال موطن وال محل إقامة باملغرب فيمكن تقديم الدعوى ضدﻩ أمام محكمة‬
‫موطن أوإقامة املد ي أوواحد م م عند تعددهم‪.‬‬
‫إذا تعدد املد ى عل م جازللمد ي أن يختارمحكمة موطن أومحل إقامة أي واحد م م«‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإذا انعدمت كل روابط الاختصاص املح ي املنصوص عل ا ي املادة )‪ (79‬من مدونة ٔالاسرة‪،‬‬
‫فإن الاختصاص املح ي‪ ،‬لإلذن باإلشهاد ع ى طلب الطالق‪ ،‬ينعقد للمحكمة الابتدائية ال يوجد ا موطن‬
‫أومحل إقامة املد ي الذي يطلب ٕالاذن له باإلشهاد ع ى الطالق؛‬
‫‪ -4‬إن ٕالاشهاد ع ى الطالق يجب أن يكون لدى عدلن منتصبن لإلشهاد بدائرة نفوذ املحكمة‬
‫الابتدائية ال أعطت ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق‪ ،‬وذلك طبقا للمادة )‪ (87‬من مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى‬
‫أنه‪» :‬بمجرد إيداع الزوج املبلغ املطلوب منه‪ ،‬تأذن له املحكمة بتوثيق الطالق لدى العدلن داخل دائرة نفوذ‬
‫نفس املحكمة«‪.325‬‬
‫وطبقا للمادة )‪ (80‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬فإن طلب ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق ينب ي أن يتضمن‪ ...» :‬هوية‬
‫الزوجن ومهن ما وعنوا ما‪ ،‬وعدد ٔالاطفال إن وجدوا‪ ،‬وس م ووضعهم الص ي والدراﺳ «‪ .‬كما يلزم طبقا‬
‫لنفس املادة أن‪» :‬يرفق الطلب بمستند الزوجيـة والحجج املثبتة لوضعية الزوج املادية وال اماته املالية«‪.‬‬

‫‪-324‬نص الفصل )‪(520‬من قانون املسطرة املدنية ع ى أنه‪»:‬يكون محل ٕالاقامة هواملحل الذي يوجد به الشخص فعال ي وقت معن«‪.‬‬
‫‪ -325‬نصت املادة )‪ (14‬من الظهﺮالشريف رقم ‪ 1.06.56‬الصادر ي ‪ 15‬من محرم ‪ 14/1427‬ف ﺮاير‪ 2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 16.03‬املتعلق بخطة‬
‫العدالة ع ى أنه‪...» :‬يتقيد العدل ي ممارسة الخطة بحدود دائرة محكمة الاستئناف املنتصب ف ا‪ ،‬ما عدا ٕالاشهاد بالزواج والطالق فيتم وفق‬
‫املادتن ‪ 65‬و‪ 87‬ع ى التواي من مدونة ٔالاسرة‪ .‬يجب ع ى العدل أن يتلقى ٕالاشهاد بمكتبه كلما تعلق ٔالامربشهادات خارجة عن دائرة نفوذ املحكمة‬
‫الابتدائية املحدث مكتبه بدائر ا‪ ،‬وال يجوز له التوجه لتلقي هذﻩ الشهادات ي حدود دائرة محكمة الاستئناف إال بعد إشعار القا املكلف‬
‫بالتوثيق التابع لدائرة نفوذﻩ من طرف طال الشهادات بطلب كتابي يسجل بكتابة ضبط القا بسجل خاص معد لهذﻩ الغاية‪ ،‬ويشاروجوبا ي‬
‫الشهادة إى مراجع تسجيل الطلب‪ .‬يشهد العدل ع ى من هوحال وقت ٕالاشهاد بالدائرة املنتصب ف ا ولوكان يسكن بغﺮها‪ ،‬باستثناء الشهادات‬
‫املتعلقة بالعقاروالﺮكات ف ﺮا ى ف ا حدود دائرة محكمة الاستئناف التابع لها موقع العقارأوموطن املوروث‪.‬غﺮأنه يجوز ي حالة الظرف القاهرتلقي‬
‫الوصية بعقاربمكان وجود املو بإذن من القا «‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪118‬‬
‫ويخضع تقييد طلب ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق للفصل )‪ (32‬من قانون املسطرة املدنية الذي نص ع ى‬
‫أنه‪» :‬ترفع الدعوى إى املحكمة الابتدائية بمقال مكتوب موقع عليه من طرف املد ي أو وكيله أو بتصريح يدي‬
‫به املد ي شخصيا ويحرر به أحد أعوان كتابة الضبط املحلفن محضرا يوقع من طرف املد ي أو يشار ي‬
‫املحضرإى أنه ال يمكن له التوقيع‪.‬‬
‫تقيد القضايا ي سجل معد لذلك حسب ال ﺮتيب التسلس ي لتلق ا وتاريخها مع بيان أسماء ٔالاطراف وكذا تاريخ الاستدعاء‪.‬‬
‫بمجرد تقييد املقال يعن رئيس املحكمة حسب ٔالاحوال قاضيا مقررا أوقاضيا مكلفا بالقضية«‪.‬‬
‫كما أن طلب ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق يخضع للفصل )‪ (33‬من قانون املسطرة املدنية الذي نص‬
‫هوٓالاخرع ى أنه‪» :‬يجب أن يتضمن املقال أواملحضرٔالاسماء العائلية والشخصية وصفة أومهنة وموطن أومحل‬
‫إقامة املد ى عليه واملد ي وكذا عند الاقتضاء أسماء وصفة وموطن وكيل املد ي‪ ،‬وإذا كان أحد ٔالاطراف‬
‫شركة وجب أن يتضمن املقال أواملحضراسمها ونوعها ومركزها‪.‬‬
‫يجب أن يبن بإيجاز ي املقاالت واملحاضرعالوة ع ى ذلك موضوع الدعوى والوقائع والوسائل املثارة‬
‫وترفق بالطلب املستندات ال ينوي املد ي استعمالها عند الاقتضاء مقابل وصل يسلمه كاتب الضبط‬
‫للمد ي يثبت فيه عدد املستندات املرفقة ونوعها‪.‬‬
‫إذا قدم الطلب بمقال مكتوب ضد عدة مد ى عل م وجب ع ى املد ي أن يرفق املقال بعدد من‬
‫النسخ مساولعدد الخصوم‪.‬‬
‫يطلب القا املقرر أو القا املكلف بالقضية عند الاقتضاء تحديد البيانات غﺮ التامة أو ال تم‬
‫إغفالها‪ ،‬كما يطلب ٕالادالء بنسخ املقال الكافية وذلك داخل أجل يحددﻩ‪ ،‬تحت طائلة الحكم بعدم قبول الطلب«‪.‬‬
‫ثم إن طلب ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق يخضع أيضا للفصل )‪ (45‬من قانــون املسطرة املدنية الذي‬
‫نص ع ى أن املسطرة تكون شفوية ي‪ -2...» :‬قضايا النفقة والطـالق والتطليق«‪.326‬‬
‫‪ -326‬نص الفصل )‪ (45‬من قانون املسطلرة املدنية ع ى أنه‪» :‬تطبق أمام املحاكم الابتدائية وغرف الاستينافات ا قواعد املسطرة الكتابية‬
‫املطبقة أمام محاكم الاستيناف وفقا ألحكام الفصول ‪ 329‬و‪ 331‬و‪ 332‬و‪ 334‬و‪ 335‬و‪ 336‬و‪ 342‬و‪ٓ 344‬الاتية بعدﻩ‪.‬‬
‫تمارس املحكمة الابتدائية ورئيسها أو القا املقرر‪ ،‬كل فيما يخصه‪ ،‬الاختصاصات املخولة حسب الفصول املذكورة ملحكمة الاستيناف‬
‫ولرئيسها ٔالاول أوللمستشاراملقرر‪.‬‬
‫غﺮأن املسطرة تكون شفوية ي القضايا التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬القضايا ال تختص املحاكم الابتدائية ف ا ابتدائيا وان ائيا؛‬
‫‪- 2‬قضايا النفقة والطالق والتطليق؛‬
‫‪- 3‬القضايا الاجتماعية؛‬
‫‪- 4‬قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء؛‬
‫‪- 5‬قضايا الحالة املدنية«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪119‬‬
‫ويعتﺮالنظر ي طلب ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق من اختصاص القضاء الجما ي بناء ع ى الفصل )‪ (4‬من‬
‫قانون التنظيم القضائي الذي نص ع ى أنه‪» :‬تعقد املحاكم الابتدائية‪ ،‬بما ف ا املصنفة‪ ،‬جلسا ا مع مراعاة‬
‫املقتضيات املنصوص عل ا ي الفصل )‪ (5‬بعدﻩ‪ ،‬وكذا الاختصاصات املخولة لرئيس املحكمة بمقت نصوص‬
‫خاصة‪ ،‬بقاض منفـرد وبمساعدة كاتب الضبط‪ ،‬ما عدا الدعاوى العقارية العينية واملختلطة وقضايا ٔالاسرة‬
‫وامل ﺮاث‪ ،‬باستثناء النفقة‪ ،‬ال يبت ف ا بحضور ثالثة قضاة بمن ف م الرئيس‪ ،‬وبمساعـدة كاتب الضبط«‪.‬‬
‫ويجب ع ى املحكمة‪ -‬بعد تعين القا املقرر طبقا للفصل )‪ (32‬من قانون املسطرة املدنية‪،‬‬
‫ومراجعته ملقال الدعوى طبقا للفصل )‪ (33‬من قانون املسطرة املدنية‪ -‬أن تقوم بتبليغ مقال الدعوى إى‬
‫الزوجن واستدعا ما طبقا للمادة )‪ (81‬من مدونة ٔالاسرة ملحاولة ٕالاصالح بي ما‪ ،‬فإذا توصل الزوج‬
‫شخصيا باالستدعاء ولم يحضر‪ ،‬اعتﺮذلك تراجعا منــه عن طلب ٕالاذن له باإلشهاد ع ى الطالق‪.‬‬
‫أما إذا توصلت الزوجة شخصيا باالستدعاء ولم تحضر‪ ،‬ولم تقدم مالحظات مكتوبة‪ ،‬فيتعن ع ى‬
‫املحكمة أن تخطرها عن طريق النيابة العامة بأ ا إذا لم تحضرفسيتم البـت ي امللف‪.‬‬
‫وي حالة ما إذا تبن أن عنوان الزوجة مجهول‪ ،‬تستعن املحكمة بالنيابة العامة للوصول إى الحقيقة‪،‬‬
‫فإذا ثبت لها أن الزوج قد لجأ إى التحايل بإدالئه عمدا بعنوان غﺮ صحيح للزوجة قصد حرما ا من‬
‫التوصل بمقال الدعوى وتقديم دفاعها‪ ،‬فإ ا تطبق عليه العقوبة املنصوص عل ا ي املادة )‪327(361‬من‬
‫القانون الجنائي إذاطلبت الزوجة ذلك‪.328‬‬
‫ويتعن ع ى املحكمة طبقا للمادة )‪ (82‬من مدونة ٔالاسرة عند حضور الطرفن أن‪» :‬تجري املناقشات‬
‫فائدة ي الاستماع إليه«‪.‬‬
‫املحكمة‪ -‬ـ‬
‫ـ‬ ‫بغرفة املشورة‪ ،‬بما ي ذلك الاستماع إى الشهود وملن ترى ‪-‬‬

‫‪-327‬نص الفصل )‪(361‬من القانون الجنائي ع ى أنه‪»:‬من توصل‪ ،‬بغﺮحق‪ ،‬إى تسلم إحدى الوثائق املشارإل ا ي الفصل السابق‪ ،‬أوحاول ذلك‪،‬‬
‫إما عن طريق ٕالادالء ببيانات غﺮ صحيحة‪ ،‬وإما عن طريق انتحال اسم كاذب أو صفة كاذبة‪ ،‬وإما بتقديم معلومات أو شهادات أو إقرارات غ ﺮ‬
‫صحيحة‪ ،‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهرإى ثالث سنوات وغرامة من مائتنإى ثالثمائة درهم‪.‬أما املوظف الذي يسلم أويأمربتسليم إحدى الوثائق‬
‫املشارإل ا ي الفصل ‪ 360‬لشخص يعلم أنه ال حق له ف ا‪ ،‬فإنه يعاقب بالحبس من سنة إى أربع سنوات وغرامة من مائتن وخمسن إى ألفن‬
‫وخمسمائة درهم‪ ،‬ما لم يكون فعله إحدى الجرائم ٔالاشد املعاقب عل ا بالفصل ‪ 248‬وما بعدﻩ؛ كما يجوز الحكم عليه‪ ،‬عالوة ع ى ذلك‪ ،‬بالحرمان‬
‫من واحد أوأكﺮمن الحقوق املشارإل ا ي الفصل ‪ 40‬من خمس سنوات إى عشر‪.‬وتطبق العقوبات املقررة ي الفقرة ٔالاوى ع ى من يستعمل وثيقة‬
‫حصل عل ا ي الظروف املشارإل ا فيما سبق أوكانت تحمل اسما غﺮاسمه«‪.‬‬
‫‪-328‬املادة )‪(81‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪120‬‬
‫كما يجوز للمحكمة طبقا للمادة املذكورة قبله أن‪» :‬تقوم بكل ٕالاجراءات‪ ،‬بما ف ا انتداب حكمن أو مجلس‬
‫العائلة‪ ،329‬أو من تراﻩ مؤهال إلصالح ذات البن«‪ .‬و ي حالة وجود أطفال »تقوم املحكمة بمحاولتن للصلح‬
‫تفصل بي ما مدة ال تقل عن ثالثن يوما«‪.330‬‬
‫فإذا تكلل عمل املحكمة بالنجاح وأسفرعن ٕالاصالح بن الزوجن‪ ،‬فإ ا تقوم بتحريرمحضربذلك‪ ،‬ثم‬
‫تقوم باإلشهاد عليه ي الحكم الذي تصدرﻩ ي القضية‪.331‬‬
‫أما إذا تعذر عل ا ٕالاصالح بن الزوجن‪ ،‬فإ ا تقوم تنفيذا ملقتضيات املادة )‪ (83‬من مدونة ٔالاسرة‬
‫بتحديد مبلغ يودعه الزوج بكتابة الضبط داخل أجل أقصاﻩ ثالثون يوما ألداء مستحقات الزوجة ؤالاطفال‬
‫امللزم باإلنفاق عل م‪.‬‬
‫وقد حددت املادة )‪ (84‬من مدونة ٔالاسرة مستحقات الزوجة ال ينب ي للمحكمــة إلزام الزوج بإيداعها‬
‫لدى صندوق املحكمة قبل ٕالاذن له باإلشهاد ع ى الطالق بقولها‪» :‬تشمل مستحقات الزوجة‪ :‬الصداق‬
‫املؤخر إن وجد‪ ،‬ونفقة العدة‪ ،‬واملتعة ال يرا ى ي تقديرها فﺮة الزواج والوضعية املالية للزوج‪ ،‬وأسباب‬
‫الطالق‪ ،‬ومدى تعسف الزوج ي توقيعه«‪.‬‬
‫للضرورة ي مسكن‬ ‫كما نصت املادة ذا ا ع ى أنه‪» :‬تسكن الزوجة خالل العدة ي بيت الزوجية‪ ،‬أو ـ‬
‫مالئم لها وللوضعية املادية للزوج‪ ،‬وإذا تعذر ذلك حددت املحكمة تكاليف السكن ي مبلغ يودع كذلك‬
‫ضمن املستحقات بكتابة ضبط املحكمة«‪.‬‬
‫أما مستحقات ٔالاطفال فقد تكلفت املادة )‪ (85‬من مدونة ٔالاسرة بتحديدها بقولها‪» :‬تحدد مستحقات‬
‫ٔالاطفال امللزم بنفق م طبقا للمادتن ‪ 168‬و‪ 190‬بعدﻩ‪ ،‬مع مراعاة الوضعيـة املعيشية والتعليمية ال كانوا‬
‫عل ا قبل الطالق«‪.‬‬
‫فاملادة )‪ (168‬من مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أنه‪» :‬تعتﺮتكاليف سك املحضون مستقلة ي تقديرها عن‬
‫النفقة وأجرة الحضانة وغﺮهما‪.‬‬
‫املحكمة لكرائه‪ ،‬مراعية‬
‫ـ‬ ‫يجب ع ى ٔالاب أن ي ﺊ ألوالدﻩ محال لسكناهم‪ ،‬أو أن يؤدي املبلغ الذي تقدرﻩ‬
‫ي ذلك أحكام املادة )‪ 332(191‬بعدﻩ‪.‬‬

‫‪-329‬نظم املشرع املغربي مجلس العائلة بموجب املرسوم رقم ‪ 2.04.88‬الصادربتاريخ ‪ 25‬من ربيع ٓالاخر‪ 14/1425‬يونيو‪ 2004‬بشأن تكوين مجلس‬
‫العائلة وتحديد مهامه‪ ،‬منشور ي الجريدة الرسمية عدد ‪ 5223‬الصادربتاريخ ‪ 3‬جمادى ٔالاوى ‪ 21/1425‬يونيو‪ ،2004‬ص‪.2671:‬‬
‫‪-330‬املادة )‪(81‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪-331‬املادة )‪(81‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪ -332‬نصت املادة )‪ (191‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تحدد املحكمة وسائل تنفيذ الحكم بالنفقة‪ ،‬وتكاليف السكن ع ى أموال املحكوم عليه‪ ،‬أو‬
‫اقتطاع النفقة من منبع الريع أؤالاجرالذي يتقاضاﻩ‪ ،‬وتقرر عند الاقتضاء الضمانات الكفيلة باستمرارأداء النفقة‪ .‬الحكم الصادربتقديرالنفقة‪،‬‬
‫يبقى ساري املفعول إى أن يصدرحكم آخريحل محله‪ ،‬أويسقط حق املحكوم له ي النفقة«‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪121‬‬
‫ال يفرغ املحضون من بيت الزوجية‪ ،‬إال بعد تنفيذ ٔالاب للحكم الخاص بسك املحضون‪.‬‬
‫ع ى املحكمة أن تحدد ي حكمها ٕالاجراءات الكفيلة بضمان استمرارتنفيذ هذا الحكم من قبل ٔالاب‬
‫املحكوم عليه«‪.‬‬
‫أما املادة )‪ (190‬من مدونة ٔالاسرة فقد نصت ع ى أنه‪» :‬تعتمد املحكمة ي تقديرالنفقة ع ى تصريحات‬
‫الطرفن وحججهما‪ ،‬مراعية أحكام املادتن )‪333(85‬و)‪ 334(189‬أعـالﻩ‪ ،‬ولها أن تستعن بالخ ﺮاء ي ذلك‪.‬‬
‫يتعن البت ي القضايا املتعلقة بالنفقة ي أجل أقصاﻩ شهرواحد«‪.‬‬
‫وقد فصلت مدونة ٔالاسرة احتماالت ايداع املبلغ املحدد من لدن املحكمة إليداعه ي صندوق املحكمة‬
‫من لدن الزوج قبل ٕالاذن له باإلشهاد ع ى الطالق ي املادتن )‪ (86‬و)‪ (87‬م ا‪ .‬فاملادة )‪ (86‬نصت ع ى أنه‪» :‬إذا لم‬
‫يودع الزوج املبلغ املنصوص عليه ي املادة ‪ 83‬أعالﻩ‪ ،‬داخل ٔالاجل املحدد له‪ ،‬اعتﺮم ﺮاجعا عن رغبته ي الطالق‪،‬‬
‫ويتم ٕالاشهاد ع ى ذلك من طرف املحكمة«‪.‬‬
‫أما املادة )‪ (87‬فقد نصت ع ى أنه‪» :‬بمجرد إيداع الزوج املبلغ املطلوب منه‪ ،‬تأذن له املحكمة بتوثيق‬
‫الطالق لدى العدلن داخل دائرة نفوذ نفس املحكمة«‪.‬‬
‫وإذا كان ٕالامساك من لدن الزوج عن ايداع املبلغ املحدد له من قبل املحكمة داخل ٔالاجل املضروب‬
‫له لذلك قد حمل قانونا ع ى أنه تراجع منه عن طلب الطالق‪ ،‬فإن أداء هذا املبلغ داخل نفس ٔالاجل يعد‬
‫إصرارا منه ع ى مواصلة مسطرة الطالق‪ ،‬لذلك يتعن ع ى املحكمة ي هذﻩ الحالة ٕالاذن له بتوثيق الزواج‬
‫لدى العدلن داخل دائرة نفوذ نفس املحكمة‪ .‬وينب ي لقا التوثيق أن يقوم طبقا للمادة )‪ (87‬من مدونة‬
‫بمجرد خطابه ع ى وثيقة الطالق بتوجيه نسخة م ا إى املحكمة ال أصدرت ٕالاذن بالطالق«‪.‬‬ ‫ٔالاسرة‪ » :‬ـ‬
‫كما أنه يتعن ع ى املحكمة طبقا للمادة )‪ (88‬من مدونة ٔالاسرة بعد أن تتوصل بالنسخــة السالفة‬
‫الذكرأن تقوم بإصدارقرارمعلل يتضمن البيانات ٓالاتية‪:‬‬
‫»‪ - 1‬أسماء الزوجن وتاريخ ومكان والد ما وزواجهما وموط ما أومحل إقام ما؛‬
‫‪ - 2‬ملخص ادعاء الطرفن وطلبا ما‪ ،‬وما قدماﻩ من حجج ودفوع‪ ،‬وٕالاجراءات املنجزة ي امللف‪ ،‬ومستنتجات‬
‫النيابة العامة؛‬
‫‪ - 3‬تاريخ ٕالاشهاد بالطالق؛‬

‫‪ -333‬نصت املادة )‪ (85‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تحدد مستحقات ٔالاطفال امللزم بنفق م طبقا للمادتن ‪ 168‬و‪ 190‬بعدﻩ‪ ،‬مع مراعاة الوضعية‬
‫املعيشية والتعليمية ال كانوا عل ا قبل الطالق«‪.‬‬
‫‪ -334‬نصت املادة )‪ (189‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تشمل النفقة الغذاء والكسوة والعالج‪ ،‬وما يعتﺮمن الضروريات والتعليم لألوالد‪ ،‬مع مراعاة‬
‫أحكام املادة ‪ 168‬أعالﻩ‪ .‬يرا ى ي تقديركل ذلك‪ ،‬التوسط ودخل امللزم بالنفقة‪ ،‬وحال مستحقها‪ ،‬ومستوى ٔالاسعارؤالاعراف والعادات السائدة ي‬
‫الوسط الذي تفرض فيه النفقة«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ - 4‬ما إذا كانت الزوجة حامال أم ال؛‬
‫‪ - 5‬أسماء ٔالاطفال وس م ومن أسندت إليه حضان م وتنظيم حق الزيارة؛‬
‫‪ - 6‬تحديد املستحقات املنصوص عل ا ي املادتن ‪ 84‬و‪ 85‬أعالﻩ وأجرة الحضانة بعد العدة«‪.‬‬
‫وقبل أن نختم الكالم عن الطالق بمبادرة من الزوج‪ ،‬نشﺮإى أن حكم املحكمــة القا باإلشهاد ع ى‬
‫الطالق قابل للطعن طبقا للمادة )‪ (88‬من مدونة ٔالاسرة ال نصــت ع ى أن‪» :‬قراراملحكمة قابل للطعن طبقا‬
‫لإلجراءات العادية«‪.‬‬
‫‪ -2‬الطالق بمبادرة من الزوجة‪:‬‬
‫يمكن للزوجة أن تباشرمسطرة الطالق ضد الزوج طبقا للمادة )‪ (89‬من مدونــة الاسرة ال نصت ع ى أنه‪:‬‬
‫»إذا ملك الزوج زوجته حق إيقاع الطالق‪ ،‬كان لها أن تستعمل هذا الحق عن طريق تقديم طلب إى املحكمة طبقا‬
‫ألحكام املادتن ‪ 79‬و‪ 80‬أعالﻩ«‪.‬‬
‫ويتعن ع ى املحكمة أن تطبق ي دعوى الطالق اململك املرفوعة إل ا من لدن الزوجة جميع ٕالاجراءات ال‬
‫يخضع لها طلب ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق من لدن الزوج‪ .‬كما يجب عل ا أن‪» :‬تتأكد ‪-‬املحكمة‪-‬من توفرشروط‬
‫التمليك املتفق عل ا بن الزوجن‪ ،‬وتحـاول ٕالاصالح بي ما طبقا ألحكام املادتن ‪ 33581‬و‪ «33682‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫وإذا تعذرٕالاصالح بن الزوجن بسبب استحكام الخالف بي ما وتمسكهما أوتمســك أحدهما بالطالق‪،‬‬
‫فإن املحكمة تأذن للزوجة باإلشهاد ع ى الطالق‪ ،‬وتبت ي مستحقـات الزوجة ؤالاطفال عند الاقتضاء‪،‬‬
‫تطبيقا ألحكام املادتن )‪337(84‬و)‪338(85‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬

‫‪-335‬نصت املادة )‪(81‬من مدونة الاسرة ع ى أنه‪»:‬تستد ي املحكمة الزوجن ملحاولة ٕالاصالح‪.‬إذا توصل الزوج شخصيا باالستدعاء ولم يحضر‪،‬‬
‫اعتﺮذلك منه تراجعا عن طلبه‪ .‬إذا توصلت الزوجة شخصيا باالستدعاء ولم تحضر‪ ،‬ولم تقدم مالحظات مكتوبة‪ ،‬أخطر ا املحكمة عن طريق‬
‫النيابة العامة بأ ا إذا لم تحضرفسيتم البت ي امللف‪ .‬إذا تبن أن عنوان الزوجة مجهول‪ ،‬استعانت املحكمة بالنيابة العامة للوصول إى الحقيقة‪،‬‬
‫وإذا ثبت تحايل الزوج‪ ،‬طبقت عليه العقوبة املنصوص عل ا ي املادة ‪ 361‬من القانون الجنائي بطلب من الزوجة«‪.‬‬
‫‪ -336‬نصت املادة )‪ (82‬من مدونة الاسرة ع ى أنه‪» :‬عند حضور الطرفن‪ ،‬تجري املناقشات بغرفة املشورة‪ ،‬بما ي ذلك الاستماع إى الشهود وملن‬
‫ترى املحكمة فائدة ي الاستماع إليه‪ .‬للمحكمة أن تقوم بكل ٕالاجراءات‪ ،‬بما ف ا انتداب حكمن أومجلس العائلة‪ ،‬أومن تراﻩ مؤهال إلصالح ذات‬
‫البن‪ .‬وي حالة وجود أطفال تقوم املحكمة بمحاولت ن للصلح تفصل بي ما مدة ال تقل عن ثالثن يوما‪ .‬إذا تم ٕالاصالح بن الزوجن حرر به محضر‬
‫وتم ٕالاشهاد به من طرف املحكمة«‪.‬‬
‫‪ -337‬نصت املادة )‪(84‬من مدونة الاسرة ع ى أنه‪»:‬تشمل مستحقات الزوجة‪:‬الصداق املؤخرإن وجد‪ ،‬ونفقة العدة‪ ،‬واملتعة ال يرا ى ي تقديرها‬
‫فﺮة الزواج والوضعية املالية للزوج‪ ،‬وأسباب الطالق‪ ،‬ومدى تعسف الزوج ي توقيعه‪ .‬تسكن الزوجة خالل العدة ي بيت الزوجية‪ ،‬أوللضرورة ي‬
‫مسكن مالئم لها وللوضعية املادية للزوج‪ ،‬وإذا تعذرذلك حددت املحكمة تكاليف السكن ي مبلغ يودع كذلك ضمن املستحقات بكتابة ضبط‬
‫املحكمة«‪.‬‬
‫‪ -338‬نصت املادة )‪ (85‬من مدونة الاسرة ع ى أنه‪» :‬تحدد مستحقات ٔالاطفال امللزم بنفق م طبقا للمادتن ‪ 168‬و‪ 190‬بعدﻩ‪ ،‬مع مراعاة الوضعية‬
‫املعيشية والتعليمية ال كانوا عل ا قبل الطالق«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪123‬‬
‫وقد أكدت املادة )‪ (89‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬ال يمكن للزوج أن يعزل زوجته من ممارسة حقها ي‬
‫التمليك الذي ملكها إياﻩ«‪.‬‬
‫وقبل أن ننتﻬ من الكالم ع ى الطالق بمختلف أنواعه‪ ،‬نشﺮإى أن املشرع سطربعض ٔالاحكام العامة‬
‫للطالق لدفع جملة من الاعتقادات الخاطئة ال تنجم عن بعض املناقشات ال تجري أحيانا بن عامة‬
‫الناس من ناحية‪ ،‬وبن عدد من املتفقهن ي الدين من ناحية أخرى‪ ،‬وال تف عادة إى تكريس الازدواجية‬
‫بن القانون والشرع ي اعتقاد الناس‪ ،‬مع ما لذلك من آثارسلبية ع ى تصور الناس للقانون وعالقته بأحكام‬
‫الشريعة ٕالاسالمية الغراء‪.‬‬
‫وهكذا فقد نصت املادة )‪ (90‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬ال يقبل طلب ٕالاذن بطالق السكران الطافح‬
‫واملكرﻩ وكذا الغضبان إذا كان مطبقا«‪ .‬ثم إن املادة )‪ (91‬من مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أن‪» :‬الحلف باليمن أوالحرام‬
‫ال يقع به طالق«‪ .‬ونصت املادة )‪ (92‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬الطالق املقﺮن بعدد لفظا أوإشارة أوكتابة ال‬
‫يقع إال واحدا«‪ .‬وختمت املادة )‪ (93‬من مدونة ٔالاسرة ٔالاحكام العامة للطالق بالنص ع ى أن‪» :‬الطالق املعلق‬
‫ع ى فعل ء أوتركه ال يقع«‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬انحالل ميثاق الزوجية بالتطليق‪:‬‬
‫م املشرع املغربي ي ظل مدونة ٔالاسرة بن ما سماﻩ بالتطليق للشقاق وبن التطليق ألسباب أخرى‪،‬‬
‫لذلك سنبدأ بالكالم عن التطليق للشقاق )‪ (1‬ثم ننتقل للكالم عــن التطليق ألسباب أخرى )‪.(2‬‬
‫‪ -1‬التطليق للشقاق‪:‬‬
‫التطليق للشقاق مسطرة قانونية جديدة متاحة للزوجن أوجدها املشرع ي مدونة ٔالاسرة كمحاولة منه‬
‫لجعل القضاء يعمل مستعينا بالحكمن غﺮ املنتمن إى جهاز القضاء إلصالح أي نزاع بن الزوجن يخاف‬
‫منه اتساع الخصومة بي ما وتزايدها ي حالة عدم التدخل للتوفيق بي ما إى أن يصال إى حل ميثاق‬
‫الزوجية‪.‬‬
‫وقد بينت املادة )‪ (94‬من مدونة ٔالاسرة تصور املشرع ملسطرة التطليق للشقــاق بقولها‪» :‬إذا طلب‬
‫الزوجان أو أحدهما من املحكمة حل نزاع بي ما يخاف منه الشقاق‪ ،‬وجب عل ا أن تقوم بكل املحاوالت‬
‫إلصالح ذات البن طبقا ألحكام املادة ‪ 82‬أعالﻩ«‪.339‬‬

‫‪ -339‬نصت املادة )‪ (82‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬عند حضور الطرفن‪ ،‬تجري املناقشات بغرفة املشورة‪ ،‬بما ي ذلك الاستماع إى الشهود وملن‬
‫ترى املحكمة فائدة ي الاستماع إليه‪ .‬للمحكمة أن تقوم بكل ٕالاجراءات‪ ،‬بما ف ا انتداب حكمن أو مجلس العائلة‪ ،‬أو من تراﻩ مؤهال إلصالح ذات‬
‫البن‪ .‬وي حالة وجود أطفال تقوم املحكمة بمحاولتن للصلح تفصل بي ما مدة ال تقل عن ثالثن يوما‪ .‬إذا تم ٕالاصالح بن الزوجن حرر به محضر‬
‫وتم ٕالاشهاد به من طرف املحكمة«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪124‬‬
‫والظاهرأن ما يم مسطرة التطليق للشقاق عن مسطرة الطالق سواء بمبادرة من الزوج أوبمبادرة من‬
‫الزوجة‪ ،‬هو أن التطليق للشقاق ال تعﺮ فيه الزوجة أو الزوج املد ي منذ البداية عن رغبته ي حل ميثاق‬
‫الزوجية‪ ،‬بل إن نيته تكون متجهة إ ى طلب مساعدة القضاء لحل نزاع مع القرين ٓالاخرقد يؤدي استمرارﻩ‬
‫إى تفاقم الخالف وبالتاي إى إ اء العالقة الزوجية‪ .‬لذلك وضعت املادة )‪ (94‬من مدونة ٔالاسرة بصيغة لغوية‬
‫تفيد إلحاح املشرع ومبالغته ي حث املحكمة ع ى بذل كل الجهود املمكنة ل ع فتيل الشقاق بن الزوجن‬
‫والتوفيق ب نما‪ ،‬ملا يو ي به اختيارمسطرة الشقاق بدل مسطرة الطالق‪ ،‬مـن وجود رغبة قوية لدى املد ي‬
‫من الزوجن ي رفع أسباب الشقاق للحفاظ ع ى العالقة الزوجية‪.‬‬
‫ولتقوية عزيمة املحكمة من طرف املشرع ي رفع أسباب الشقاق بن الزوجن عند سلوك مسطرة‬
‫الشقاق نص ي املادة )‪ (95‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يقوم الحكمان أو من ي حكمهما باستقصاء أسباب‬
‫الخالف بن الزوجن وببذل جهدهما إل اء ال اع«‪.‬‬
‫وهكذا نالحظ أن املشرع لم يكتف بحث الحكمن ع ى محاولة إ اء الخالف بن الزوجن بشكل‬
‫صوري ومتسرع‪ ،‬بل إنه شدد ع ى ضرورة استقصاء أسباب الخالف بي ما‪ .‬والاستقصاء ال يتحقق إال بالتحري‬
‫الدقيق عن أسباب الخالف‪ ،‬ألن الزوجن قد يعمدان العتبارات دينية أو أخالقية أواجتماعية أو نفسية إى تغطية‬
‫ٔالاسباب الحقيقية لل اع‪ ،‬بأسباب أخرى تبدوتافهة وغﺮمقنعة لطرق باب املحكمة طلبا للمساعدة ي ايجاد‬
‫الحلول املناسبة لها‪ ،‬مما يع أن تق أسباب الخالف يجب أن يكون معمقا ودقيقا للغاية‪ ،‬مع تجريب كل‬
‫الطرق املتاحة للحصول عن املعلومات الكافية من كل واحد من الزوجن‪ ،‬وذلك ال يحصل إال بالتقرب منه‬
‫ومنحه الثقة الكاملة للبوح الصريح بأسباب الشقاق‪ ،‬ورؤيته الشخصية للحلول املتوقعة من لدن الحكمن‬
‫للتغلب الفع ي ع ى ال اع‪ ،‬وكذا تشخيص انتظاراته من الطرف ٓالاخر‪ ،‬وذلك لتنمية إحساسه بقابيلة العالقة‬
‫الزوجية لالستمرار بعد تفعيل الحلول املتفق عل ا لرفع أسباب الشقاق‪.‬‬
‫ولهذا فقد نصت املادة )‪ (95‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬إذا توصل الحكمان إى ٕالاصالح بن الزوجن‪،‬‬
‫حررا مضمونه ي تقريرمن ثالث نسخ يوقعها الحكمان والزوجان ويرفعا ا إى املحكمة ال تسلم لكل واحد‬
‫من الزوجن نسخة منه‪ ،‬وتحفظ الثالثة بامللف ويتم ٕالاشهاد ع ى ذلك من طرف املحكمة«‪.‬‬
‫أما إذا وقع الاختالف بن الحكمن ي مضمون التقرير املنجز من قبلهما‪ ،‬أو ي تحديد املسؤولية عن‬
‫تفاقم الشقاق بن الزوجن‪ ،‬أولم يقدما تقريرهما داخل ٔالاجل املضروب لهما من لدن املحكمة‪ ،‬فإن املشرع‬
‫أعطى للمحكمة صالحية إجراء بحث إضاي بمختلف الوسائل ال تراها مناسبة‪ .‬وقد جمع كل هذﻩ ٔالاحكام‬
‫ي املادة )‪ (96‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬إذا اختلف الحكمان ي مضمون التقريرأو ي تحديد املسؤولية‪ ،‬أولم‬
‫يقدماﻩ خالل ٔالاجل املحدد لهما‪ ،‬أمكن للمحكمة أن تجري بحثا إضافيا بالوسيلة ال تراها مالئمة«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪125‬‬
‫إن بصيص ٔالامل الذي يبعث عليه اختيارالزوج املد ي ملسطرة الشقاق ي إمكانية تفادي حل ميثاق‬
‫الزوجية‪ ،‬دفع املشرع إى حث املحكمة ع ى استنفاذ كل الوسائل املتاحة لتصفية الشقاق بن الزوجن‪،‬‬
‫ووضع العالقة الزوجية ي طريقها الصحيح‪ .‬بيد أن قوة التدخل القضائي ملعالجة أسباب الشقاق بن‬
‫الزوجن قد ال يتيسر معه ي كل ٔالاحوال رفع هذﻩ ٔالاسباب‪ ،‬أو ايجاد الحلول الكفيلة بالتغلب عل ا‪ ،‬بل إن‬
‫املواجهة ي املحاكم‪ ،‬ي بعض ٕالاحيان‪ ،‬تقوي ٕالارادة لدى الطرفن أو أحدهما ي إ اء العالقة الزوجية‪ .‬وهذا‬
‫ما توقعه املشرع فنص ي املادة )‪ (97‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪ » :‬ي حالة تعذر ٕالاصالح واستمرار الشقاق‪،‬‬
‫تثبت املحكمة ذلك ي محضر‪ ،‬وتحكم بالتطليق وباملستحقات طبقـا للمواد ‪ 83‬و‪ 84‬و‪ 85‬أعالﻩ‪ ،‬مراعية مسؤولية‬
‫كل من الزوجن عن سبب الفراق ي تقديرما يمكن أن تحكم به ع ى املسؤول لفائدة الزوج ٓالاخر«‪ .‬ثم إن املشرع‬
‫حرصا منه ع ى عدم إطالة آمد الدعوى بسبب الشقاق أكد ي املادة السابقة ع ى أنه‪» :‬يفصل ي دعوى‬
‫الشقاق ي أجل ال يتجاوز ستة أشهرمن تاريخ تقديم الطلب«‪.‬‬
‫‪ -2‬التطليق ألسباب أخرى‪:‬‬
‫يمكن للزوجة أن تطلب التطليق من الزوج معتمدة ي ذلك ع ى أحد ٔالاسباب ال تختص ا من دون‬
‫الزوج‪ .‬وقد جمع املشرع هذﻩ ٔالاسباب ي املادة )‪ (98‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬للزوجة طلب التطليق بناء ع ى‬
‫أحد ٔالاسباب ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬إخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج؛‬
‫‪ – 2‬الضرر؛‬
‫‪ - 3‬عدم ٕالانفاق؛‬
‫‪ - 4‬الغيبة؛‬
‫‪ - 5‬العيب؛‬
‫‪ٕ - 6‬الايالء والهجر«‪.‬‬
‫وسنعمد إى إعطاء نظرة موجزة عن كل سبب من أسباب التطليق ال قد تنفرد ا الزوجة و ي‪:‬‬
‫‪ -1‬التطليق بسبب ٕالاخالل بشرط ي عقد الزواج‪:‬‬
‫أجاز املشرع للزوجن تضمن عقد الزواج كل الشروط ال قد تبدو لهما ضرورية لضمان عالقة‬
‫زوجية متكافئة وسليمة ومفيدة بي ما بحيث نص ي املادة )‪ (47‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬الشروط كلها‬
‫ملزمة‪ ،‬إال ما خالف م ا أحكام العقد ومقاصدﻩ وما خالف القواعد ٓالامرة للقانون فيعتﺮباطال والعقد صحيحا«‪.‬‬
‫ومع هذا أن الوفاء بالشروط املدرجة ي العقد يعد مسألة ي غاية ٔالاهمية‪ ،‬وما م فقط هو أن‬
‫يكون الشرط غﺮ مخالف ألحكام العقد ومقاصدﻩ‪ ،‬أو مخالفا للقواعد القانونية ٓالامرة‪ ،‬كما لو اشﺮطت‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪126‬‬
‫الزوجة ع ى الزوج أن ال يقع البناء ا أبدا‪ ،‬فهذا الشرط مخالف ملقت عقد الزواج وملقصد من مقاصدﻩ‬
‫ٔالاساسية وهو املساكنة الشرعية بن الزوجن‪ .‬أو كما لو اشﺮط الزوج ع ى زوجته أن تنفق عليه وأن يكون‬
‫من حقه أن يطلب الطالق كلما تخلفت الزوجة عن ٕالانفاق بشكل يرضيه أو يستجيب ملتطلباته‪ ،‬ألن مثل‬
‫هذا الشرط يخالف قاعدة قانونية آمرة ي املنصوص عل ا ي املادة )‪ (194‬من مدونة ٔالاسرة بقولها‪» :‬تجب‬
‫نفقة الزوجة ع ى زوجها بمجرد البناء‪ ،‬وكذا إذا دعته للبناء بعد أن يكون قد عقد عل ا«‪.‬‬
‫ومما يدل ع ى أن املشرع اعتﺮ الوفاء بشروط عقد الزواج ضروريا‪ ،‬هو أنه أعطى للزوجة الحق ي‬
‫طلب التطليق ي حالة إخالل الزوج بشرط من شروط العقد‪ .‬وقد عﺮ عن ذلك ي املادة )‪ (99‬من مدونة‬
‫ٔالاسرة بقوله‪» :‬يعتﺮكل إخالل بشرط ي عقد الزواج ضررا مﺮرا لطلب التطليق«‪.‬‬
‫‪ -2‬التطليق بسبب الضرر‪:‬‬
‫أعطى املشرع للزوجة الحق ي طلب التطليق بموجب املادة )‪ (99‬من مدونة ٔالاسرة إذا صدرعن الزوج‬
‫أي تصرف أو سلوك مشن أو مخل باألخالق الحميدة‪ .‬وقد عﺮ عن ذلك بقوله‪» :‬يعتﺮ ضررا مﺮرا لطلب‬
‫التطليق‪ ،‬كل تصرف من الزوج أو سلوك مشن أو مخل باألخالق الحميدة يلحق بالزوجة إساءة مادية أو معنوية‬
‫تجعلها غﺮقادرة ع ى الاستمرار ي العالقة الزوجية«‪.‬‬
‫تثبت وقائع الضرر‬‫وامللفت للنظر أن املشرع نص صراحة ي املادة )‪ (100‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪ » :‬ـ‬
‫بكل وسائل ٕالاثبات بما ف ا شهادة الشهود‪ ،‬الذين تستمع إل م املحكمة ي غرفة املشورة«‪ .‬وم تعذر ع ى‬
‫الزوجة إثبات الضرر بكل وسائل ٕالاثبات املتاحة‪ ،‬يمك ا إن ي أصرت ع ى طلب التطليق‪ ،‬أن تلجأ إى‬
‫مسطرة الشقاق طبقا للمادة )‪ (100‬من مدونة ٔالاسرة ال أضافت‪ ،‬بعد ذكر حق الزوجة ي اعتماد كل‬
‫وسائل ٕالاثبات إلقناع املحكمة بوجود الضرر الذي تتشبت به لطلب التطليق‪ ،‬أنه‪»:‬إذا لم تثبت الزوجة‬
‫الضرر‪ ،‬وأصرت ع ى طلب التطليق‪ ،‬يمك ا اللجوء إى مسطرة الشقاق«‪.‬‬
‫وال بد من ٕالاشارة إى أن الضرر ال يخول للزوجة الحق ي طلب التطليق فقط‪ ،‬بل إنه يخول لها أيضا‬
‫أن تطالب بالتعويض عن الضرر املادي أو املعنوي الذي أصا ا من جراء ذلك‪ ،‬وهذا ما أوضحته املادة‬
‫)‪ (101‬من مدونة ٔالاسرة ال نصت ع ى أنه‪ » :‬ي حالة الحكم بالتطليق للضرر‪ ،‬للمحكمة أن تحدد ي نفس‬
‫الحكم مبلغ التعويض املستحق عن الضرر«‪.‬‬
‫‪ -3‬التطليق بسبب عدم ٕالانفاق‪:‬‬
‫نصت املادة )‪ (194‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تجب نفقة الزوجة ع ى زوجها بمجرد البناء‪ ،‬وكذا إذا‬
‫دعته للبناء بعد أن يكون قد عقد عل ا«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪127‬‬
‫إن الزوج إذن يصبح ملزما بالنفقة ع ى زوجته بمجرد البناء‪ ،‬كما أنه يصبح ملزما بالنفقة عل ا إذا‬
‫دعته للبناء بعد إبرام عقد الزواج بي ما ولولم يقع البناء فعال‪.‬‬
‫وبما أن امتناع الزوج عن النفقة ع ى زوجته عند وجوب النفقة عليه يلحق ا الضرر فقد نصت‬
‫املادة )‪ (102‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬للزوجة طلب التطليق بسبب إخالل الزوج بالنفقة الحالة الواجبة‬
‫عليه‪ ،‬وفق الحاالت ؤالاحكام ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬إذا كان للزوج مال يمكن أخذ النفقة منه‪ ،‬قررت املحكمة طريقة تنفيذ نفقـة الزوجة عليه وال‬
‫تستجيب لطلب التطليق؛‬
‫‪ - 2‬ي حالة ثبوت العجز‪ ،‬تحدد املحكمة حسب الظروف‪ ،‬أجال للزوج ال يتعدى ثالثن يوما لينفق‬
‫خالله وإال طلقت عليه‪ ،‬إال ي حالة ظرف قاهرأواستثنائي؛‬
‫‪ - 3‬تطلق املحكمة الزوجة حاال‪ ،‬إذا امتنع الزوج عن ٕالانفاق ولم يثبت العجز«‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإذا كان سبب طلب التطليق من قبل الزوجة هوامتناع الزوج عن ٕالانفاق عل ا‪ ،‬فإن املحكمة‬
‫ال تستجيب لطلب التطليق إال إذا تعذرعل ا ايجاد صيغة قانونية مناسبة الستيفاء نفقة الزوجة من الزوج‪.‬‬
‫أما إذا كان بإمكان املحكمة ايجاد مصدر القتطاع النفقة من أموال الزوج وتمكن الزوجة م ا ولو بدون‬
‫قبول من الزوج‪ ،‬كما لوكان الزوج موظفا عموميا وله رقم تأجﺮقار‪ ،‬فإ ا ال تستجيب لطلب التطليق‪ ،‬وإنما‬
‫تقوم بتحديد طريقة تنفيذ النفقة ع ى أموال الزوج‪ ،‬كما تقوم بتحديد مقدار هذﻩ النفقة لقطع دابر كل‬
‫خالف قد ينجرعن ترك ذلك لتقديرالزوجة وحاج ا حسب ٔالاحوال‪.‬‬
‫غﺮ أنه إذا ثبت أن الزوج عاجز عن ٕالانفاق فعال بسبب من ٔالاسباب‪ ،‬كما لو أنه فقد عمله‪ ،‬بسب‬
‫إفالس املقاولة ال كان يشتغل ا وعدم قدرته ع ى ايجاد الشغل رغم ما بذله من جهد ي سبيل ذلك‪ ،‬فإن‬
‫املحكمة تضرب له أجال لإلنفاق ع ى زوجته ع ى أن ال يتعدى هذا ٔالاجل ثالثن يوما وإال طلقت عليه‪.‬‬
‫ويجوزللمحكمة أن تمنح للزوج أجال يتعدى ثالثن يوما لإلنفاق إذا ثبت لد ا‪ ،‬من خالل ما قدمه‬
‫الزوج من وثائق ومستندات مقبولة‪ ،‬أن توقفه عن ٕالانفاق يرجع إى ظرف قاهر أو استثنائي‪ ،‬كما لو أنه‬
‫توقف عن العمل‪ ،‬وبالتاي عن ٕالانفاق‪ ،‬بسبب قرارط يق بمنعه من العمل ملدة محددة يعتﺮالرجوع‬
‫ف ا إى عمله خطرا محققا ع ى صحته‪.‬‬
‫أما إذا ثبت للمحكمة أثناء تحقيق الدعوى امتناع الزوج عن ٕالانفاق دون أن يتمكن من إثبات العجز‬
‫عن ذلك‪ ،‬فإ ا تطلق الزوجة عليه حاال‪ .‬ويقع إثبات العجزع ى ٕالانفاق ع ى عاتق الزوج ألن املادة )‪ (188‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أنه‪» :‬تفﺮض املالءة إى أن يثبت العكس«‪ ،‬أي أن القدرة ع ى النفقة مفﺮضة ي‬
‫الزوج ما لم يثبت العكس‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪128‬‬
‫وبموجب املادة )‪ (103‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬فإن أحكام املادة )‪ (102‬من نفس املدونة تطبق ع ى الزوج‬
‫الغائب ي مكان معلوم بعد توصله بمقال الدعوى‪ .‬و ي املقابل إذا كان محل غيبة الزوج مجهوال‪ ،‬فإن‬
‫املحكمة تتأكد من ذلك بمساعدة النيابة العامة‪ ،‬كما أ ا تتأكد من صحة دعوى الزوجة‪ ،‬ثم تبت ي الدعوى‬
‫ع ى ضوء نتيجة البحث ومستـندات امللف‪.340‬‬
‫وخالصة الكالم أن املحكمة ال تستجيب لطلب تطليق الزوجة بسبب عدم ٕالانفاق عدا إذا تأكدت من‬
‫امتناع الزوج عن ٕالانفاق بسبب العجز‪ ،‬أو الغيبة‪ ،‬أو التعنت فقط‪ ،‬دون أن تجد طريقة الستخالص نفقة‬
‫الزوجة من أمواله‪.‬‬
‫‪ -4‬التطليق بسبب الغيبة‪:‬‬
‫عندما يغيب الزوج عن بيت الزوجة ملدة زمنية طويلة بدون علم من الزوجة‪،‬أو بدون سبب مشروع‪،‬‬
‫يكون ذلك سببا لإلضراربالزوجة‪ ،‬لذلك نصت املادة )‪ (104‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬إذا غاب الزوج عن‬
‫زوجته مدة تزيد عن سنة‪ ،‬أمكن للزوجة طلب التطليق«‪.‬‬
‫يشﺮط إذن لقبول طلب الزوجة الرامي إى تطليقها من زوجها بسبب الغيبة أن تزيد مدة الغيبة عن‬
‫السنة‪ ،‬أما إذا قلت مدة الغيبة عن سنة كاملة‪ ،‬فإن املحكمة ال يمك ا أن تستجيب لطلب التطليق املرفوع‬
‫إل ا من لدن الزوجة‪ .‬ولذلك نصت املادة )‪ (104‬املذكورة قبله ع ى أنه‪ » :‬تتأكد املحكمة من هذﻩ الغيبة‬
‫ومد ا ومكا ا بكل الوسائل«‪.‬‬
‫فإذا كان الغائب املطلوب ي دعوى التطليق للغيبة معروف العنوان‪ ،‬فإن املحكمة تبلغه مقال الدعوى‬
‫للجواب عنه‪ ،‬مع إشعارﻩ ي حالة ثبوت غيبته‪ ،‬بأ ا ستحكم بالتطليق لفائدة زوجته إذا لم يحضر لإلقامة‬
‫معها أولم ينقلها لإلقامة معه حيث يقيم هو‪.341‬‬
‫أما إذا كان الغائب املطلوب ي دعوى التطليق للغيبة مجهول العنوان‪ ،‬فإن املادة )‪ (105‬من مدونة‬
‫ٔالاسرة توجب ع ى املحكمة ال تنظر ي دعوى التطليق أن تتخذ‪ ...» :‬ـ‬
‫بمساعدة النيابة العامة‪ ،‬ما تراﻩ من‬
‫ذلك تعين قيم عنه«‪ ،‬فإذا تعذر تبليغه رغم كل‬ ‫إجراءات تساعد ع ى تبليغ دعوى الزوجة إليه‪ ،‬بما ي ـ‬
‫ٕالاجراءات املتخذة للبحث عنه‪ ،‬أو توصل بعد العثور عليه أو ع ى عنوانه ولم يحضر‪ ،‬فإن املحكمة تصدر‬
‫حكما بتطليق الزوجة منه‪.‬‬

‫‪-340‬املادة )‪(103‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬


‫‪-341‬املادة )‪(104‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪129‬‬
‫وقد تعرض املشرع للتطليق بسبب السجن أو الحبس ي املادة )‪ (106‬من مدونــة ٔالاسرة بقوله‪» :‬إذا‬
‫حكم ع ى الزوج املسجون بأكﺮمن ثالث سنوات سجنا أو حبسا‪ ،‬جازللزوجة أن تطلب التطليق بعد مرور‬
‫سنة من اعتقاله‪ ،‬وي جميع ٔالاحوال يمك ا أن تطلب التطليق بعد سنتن من اعتقاله«‪.‬‬
‫وإذا كان املشرع قد سمح للزوجة بطلب التطليق ي حالة الحكم ع ى الزوج بعقوبة تتعدى مد ا ثالث‬
‫)‪ (3‬سنوات‪ ،‬فإن السؤال الذي يطرح هنا‪ :‬ملاذا لم يسمح املشرع للزوجة برفع دعوى التطليق ي هذﻩ الحالة‬
‫إال بعد مرورسنة من اعتقال الزوج؟‬
‫إن املقصود بالزوج املسجون ي املادة )‪ (106‬من مدونة ٔالاسرة هو الزوج املعتقل اعتقاال احتياطيا‬
‫فقط‪ ،‬ولذلك لم يسمح املشرع لزوجته بطلب التطليق بســبب الحبــس أو السجن إال إذا كانت مدة العقوبة‬
‫ال صدرت ي حقه تفوق ثالث )‪ (3‬سنوات‪ .‬و ي جميع ٔالاحوال يجوز للزوجة أن تطلب التطليق من الزوج‬
‫بسبب السجن أوالحبس إذا تجاوزت مدة اعتقاله سنتن ح ولولم يصدرالحكم بعد ي حقه‪.‬‬
‫ويبقى أن نشﺮ إى أنه قد يؤاخذ ع ى املشرع أنه جعل بحكم املادة )‪ (98‬من مدونة ٔالاسرة حق طلب‬
‫التطليق بسبب ٕالاخالل بشرط من شروط الزواج‪ ،‬أو بسبب الضرر‪ ،‬أو بسبب الغيبــة أو السجن‪ ،‬مقصورا‬
‫ع ى الزوجة دون الزوج‪ ،‬مع أن ٔالاسباب املذكورة أعالﻩ قد تتحقق من جهة الزوجة ي حق الزوج‪ .‬بيد أننا‬
‫نعتقد أن هذا يعود إى اكتفاء املشرع بتنظيم الغالب بحكــم العادة‪ ،‬ال إى رغبة منه ي منع الزوج من املطالبة‬
‫بالطالق ي حالة توفرأي سبب من ٔالاسباب املذكورة ي املادة )‪ (98‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬ولذلك يمكن القول‬
‫إن الزوج يجوز له أن يسلك مسطرة طلب ٕالاذن باإلشهاد ع ى الطالق‪ ،‬كما يجوز له أن يسلك مسطرة‬
‫الشقاق بناء ع ى أي سبب قد يكون مطابقا لذلك الذي حعلته املادة )‪ (98‬من مدونة ٔالاسرة ي متناول‬
‫الزوجة دون الزوج‪.‬‬
‫‪ -5‬التطليق للعيب‪:‬‬
‫لﺌن كان املشرع قد نص ي املادة )‪ (98‬من مدونة ٔالاسرة ع ى حق الزوجة ي طلب التطليق لعدة أسباب‬
‫تكلف بذكرها‪ ،‬فإنه لم يجعل حق طلب التطليق مقصورا ع ى الزوجة دون الزوج عندما تطرق للعيوب ال‬
‫يمكن أن تﺮر طلب التطليق ألي واحد من الزوجن‪ .‬وهكذا فقد نصت املادة )‪ (107‬من مدونة ٔالاسرة ع ى‬
‫أنه‪» :‬تعتﺮعيوبا مؤثرة ع ى استقرارالحياة الزوجية وتخول طلب إ ا ا‪:‬‬
‫‪ - 1‬العيوب املانعة من املعاشرة الزوجية؛‬
‫‪ٔ - 2‬الامراض الخطﺮة ع ى حياة الزوج ٓالاخرأوع ى صحته‪ ،‬ال ال ير ى الشفاء م ا داخل سنة«‪.‬‬
‫وبالرغم من خطورة العيوب ال تحدث ع ا املشرع وجعلها مقبولة لطلب التطليق بمقت املادة‬
‫)‪ (107‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬غﺮأنه لم يكتف بوجود هذﻩ العيوب لتمكن الزوج أو الزوجة من طلب التطليق‪،‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪130‬‬
‫بل إنه قيد ذلك ي املادة )‪ (108‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬يشﺮط لقبول طلب أحد الزوجن إ اء عالقة‬
‫الزوجية للعيب‪:‬‬
‫‪ - 1‬أال يكون الطالب عاملا بالعيب حن العقد؛‬
‫‪ - 2‬أال يصدرمن الطالب ما يدل ع ى الر بالعيب بعد العلم بتعذرالشفاء«‪.‬‬
‫وعليه فإذا توفرت ي طلب التطليق للعيب كل الشروط ال سطرها املشرع ي املادتن )‪ (107‬و)‪(108‬‬
‫من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬فإن املحكمة تق باالستجابة لطلب التطليق للمد ي من الزوجن‪ ،‬وتطبق ع ى‬
‫الصداق ٔالاحكام ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬طبقا للمادة )‪ (109‬من مدونة ٔالاسرة‪» :‬ال صداق للمرأة ي حالة التطليق للعيب عن طريق القضاء‬
‫قبل البناء‪ ،‬ويحق للزوج بعد البناء أن يرجع بقدرالصداق ع ى من غرر به‪ ،‬أوكتم عنه العيب قصدا«‪.‬‬
‫‪ -2‬طبقا للمادة )‪ (110‬من مدونة ٔالاسرة‪» :‬إذا علم الزوج بالعيب قبل العقد‪ ،‬وطلق قبل البناء‪ ،‬لزمه‬
‫نصف الصداق«‪.‬‬
‫ويجب ع ى املحكمة بمقت املادة )‪ (111‬من مدونة ٔالاسرة أن تستعن قبل البت ي طلب التطليق‬
‫للعيب‪ ...» :‬بأهل الخﺮة من ٔالاخصائين ي معرفة العيب أواملرض«‪.‬‬
‫‪ -6‬التطليق بسبب ٕالايالء والهجر‪:‬‬
‫نصت املادة )‪ (112‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬إذا آى الزوج من زوجته أو هجرها‪ ،‬فللزوجة أن ترفع‬
‫أمرها إى املحكمة ال تؤجله أربعة أشهر‪ ،‬فإن لم يفئ بعد ٔالاجل طلق ا عليه املحكمة«‪.‬‬
‫ويقصد باإليالء أو الهجر ي اللغة‪ :‬الحلف‪ .‬وي الاصطالح الشر ي‪» :‬أن يحلف الرجل ع ى أن يع ل‬
‫امرأته‪ ،‬فال يقر ا‪ ،‬وال يعاملها معاملة ٔالازواج أكﺮمن أربعة أشهر«‪.‬‬
‫أما الفيء ف ﺮاد به ي اللغة‪ :‬الرجوع‪ ،‬يقال‪ :‬فاء إى رشدﻩ‪ ،‬أي عاد إى جادة الحق والصواب‪ .‬و ي الاصطالح‬
‫الشر ي هو‪» :‬الرجوع عما حلف عليه الزوج من عدم قربان زوجته«‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويستنذ حكم ٕالايالء أو الهجرإى ما جاء ي قول ﷲ تعاى‪﴿ :‬ل ﱠلذ َين ُي ْؤُلو َن م ْن ن َسا ْم َت َ ﱡرب ُ‬
‫ص أ ْ َرب َع ِة أش ُه ٍر‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ﱠَ َ َ ﱠ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ ﱠَ َُ‬
‫ف ِإن ف ُاءوا ف ِإ ﱠن الله غفو ٌر َر ِح ٌيم )‪ِ َ (226‬وإن َع َز ُموا الطالق ف ِإ ﱠن الله َس ِم ٌيع َع ِل ٌيم﴾‪.342‬‬
‫ويجب التنبيه إى أن التطليق بناء ع ى أحد ٔالاسباب املذكورة ي املادة )‪ (98‬من مدونة ٔالاسرة‪ ،‬يخضع‪،‬‬
‫حسب ٔالاحوال‪ ،‬باإلضافة إى ما فصله املشرع من أحكام متعلقــة بكل سبــب من ٔالاسبــاب ع ى حــدة‪،‬‬
‫‪-342‬سورة‪ٓ ،‬الايتان ‪.227/226‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪131‬‬
‫ملقتضيــات املــواد )‪343(81‬و)‪ 344(82‬و)‪345(83‬و)‪ 346(84‬و)‪ 347(85‬مــن مدونة ٔالاسرة‪ .‬وقد بن املشرع ذلك ي‬
‫املادة )‪ (113‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬يبت ي دعاوى التطليق املؤسسة ع ى أحد ٔالاسباب املنصوص عل ا‬
‫ي املادة ‪ 98‬أعالﻩ‪ ،‬بعد القيام بمحاولة ٕالاصالح‪ ،‬باستثناء حالة الغيبة‪ ،‬و ي أجل أقصاﻩ ستة أشهر‪ ،‬ما لم‬
‫توجد ظروف خاصة‪.‬‬
‫تبت املحكمة أيضا عند الاقتضاء ي مستحقات الزوجة ؤالاطفال املحددة ي املادتن ‪ 84‬و‪ 85‬أعالﻩ«‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬انحالل ميثاق الزوجية بالطالق الاتفا ي أوبالخلع‪:‬‬
‫بعد إ اء الكالم عن الطالق الاتفا ي )‪ (1‬سننتقل للكالم عن الخلع )‪.(2‬‬
‫‪ -1‬انحالل ميثاق الزوجية بالطالق الاتفا ي‪:‬‬
‫تعرضت املادة )‪ (114‬من مدونة ٔالاسرة النحالل ميثاق الزوجية بواسطة الطالق الاتفا ي بقولها‪» :‬يمكن‬
‫للزوجن أن يتفقا ع ى مبدإ إ اء العالقة الزوجية دون شروط‪ ،‬أو بشروط ال تتناى مع أحكام هذﻩ املدونة‪،‬‬
‫وال تضربمصالح ٔالاطفال‪.‬‬

‫‪-343‬نصت املادة )‪(81‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪»:‬تستد ي املحكمة الزوجن ملحاولة ٕالاصالح‪.‬إذا توصل الزوج شخصيا باالستدعاء ولم يحضر‪،‬‬
‫اعتﺮذلك منه تراجعا عن طلبه‪ .‬إذا توصلت الزوجة شخصيا باالستدعاء ولم تحضر‪ ،‬ولم تقدم مالحظات مكتوبة‪ ،‬أخطر ا املحكمة عن طريق‬
‫النيابة العامة بأ ا إذا لم تحضرفسيتم البت ي امللف‪ .‬إذا تبن أن عنوان الزوجة مجهول‪ ،‬استعانت املحكمة بالنيابة العامة للوصول إى الحقيقة‪،‬‬
‫وإذا ثبت تحايل الزوج‪ ،‬طبقت عليه العقوبة املنصوص عل ا ي املادة ‪ 361‬من القانون الجنائي بطلب من الزوجة«‪ .‬ويجب التنبيه إى أن تطبيق هذﻩ‬
‫املادة بناء ع ى املادة )‪(98‬من مدونة ٔالاسرة يقتصرع ى الحالة ال يطلب ف ا الزوج التطليق بسبب عيب ي الزوجة‪.‬‬
‫‪ -344‬نصت املادة )‪ (82‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬عند حضور الطرفن‪ ،‬تجري املناقشات بغرفة املشورة‪ ،‬بما ي ذلك الاستماع إى الشهود وملن‬
‫ترى املحكمة فائدة ي الاستماع إليه‪ .‬للمحكمة أن تقوم بكل ٕالاجراءات‪ ،‬بما ف ا انتداب حكمن أو مجلس العائلة‪ ،‬أو من تراﻩ مؤهال إلصالح ذات‬
‫البن‪ .‬وي حالة وجود أطفال تقوم املحكمة بمحاولتن للصلح تفصل بي ما مدة ال تقل عن ثالثن يوما‪ .‬إذا تم ٕالاصالح بن الزوجن حرر به محضر‬
‫وتم ٕالاشهاد به من طرف املحكمة«‪.‬‬
‫‪ -345‬نصت املادة )‪ (83‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬إذا تعذرٕالاصالح بن الزوجن‪ ،‬حددت املحكمة مبلغا يودعه الزوج بكتابة الضبط باملحكمة‬
‫داخل أجل أقصاﻩ ثالثون يوما ألداء مستحقات الزوجة ؤالاطفال امللزم باإلنفاق عل م املنصوص عل ا ي املادتن املواليتن«‪ .‬ويجب التنبيه إى أن‬
‫تطبيق هذﻩ املادة بناء ع ى املادة )‪(98‬من مدونة ٔالاسرة يقتصرع ى الحالة ال يطلب ف ا الزوج التطليق بسبب عيب ي الزوجة‪ .‬وينب ع ى ذلك أن‬
‫تطبيق املادة )‪ (83‬من مدونة ٔالاسرة ي حالة طلب التطليق للعيب من لدن الزوج يستوجب تطبيق املادة )‪(86‬من املدونة كذلك عند الاقتضاء‪.‬‬
‫‪-346‬نصت املادة )‪(84‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪»:‬تشمل مستحقات الزوجة‪:‬الصداق املؤخرإن وجد‪ ،‬ونفقة العدة‪ ،‬واملتعة ال يرا ى ي تقديرها‬
‫فﺮة الزواج والوضعية املالية للزوج‪ ،‬وأسباب الطالق‪ ،‬ومدى تعسف الزوج ي توقيعه‪ .‬تسكن الزوجة خالل العدة ي بيت الزوجية‪ ،‬أوللضرورة ي‬
‫مسكن مالئم لها وللوضعية املادية للزوج‪ ،‬وإذا تعذرذلك حددت املحكمة تكاليف السكن ي مبلغ يودع كذلك ضمن املستحقات بكتابة ضبط‬
‫املحكمة«‪.‬‬
‫‪-347‬نصت املادة )‪ (85‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬تحدد مستحقات ٔالاطفال امللزم بنفق م طبقا للمادتن ‪ 168‬و‪ 190‬بعدﻩ‪ ،‬مع مراعاة الوضعية‬
‫املعيشية والتعليمية ال كانوا عل ا قبل الطالق«‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪132‬‬
‫عند وقوع هذا الاتفاق‪ ،‬يقدم الطرفان أوأحدهما طلب التطليق للمحكمة مرفقا به لإلذن بتوثيقه‪.‬‬
‫تحاول املحكمة ٕالاصالح بي ما ما أمكن‪ ،‬فإذا تعذرٕالاصالح‪ ،‬أذنت باإلشهاد ع ى الطالق وتوثيقه«‪.‬‬
‫ويمكن أن نستخلص من املادة )‪ (114‬السالفة الذكرٔالاحكام ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬يجوز للزوجن الاتفاق ع ى حل ميثاق الزوجية بي ما بشروط أوبدون شروط؛‬
‫‪ -2‬يجب أن ال تكون الشروط ال املتفق عل ا من الزوجن مضرة بمصالح ٔالاطفال؛‬
‫‪ -3‬يمكن رفع دعوى الطالق الاتفا ي إى املحكمة إما بمقال مشﺮك للزوجن‪ ،‬أو بواسطة مقال‬
‫ألحدهما مرفقا باالتفاق ع ى الطالق؛‬
‫‪ -4‬تجري املحكمة محاولة لإلصالح بن الزوجن طبقا ألحكام الصلح املضمنة ي املادتن )‪ (81‬و)‪ (82‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة‪ ،‬فإذا تعذر ٕالاصالح‪ ،‬تأذن باإلشهاد ع ى الطالق الاتفا ي وتوثيقه‪.‬‬
‫‪ -2‬انحالل ميثاق الزوجية عن طريق الخلع‪:‬‬
‫الخلع هواتفاق بن الزوجن ع ى حل ميثاق الزوجية مقابل مبلغ من املال تدفعه الزوجة للزوج‪ ،‬أومقابل‬
‫حق تتخ ى عنه الزوجة لفائدة الزوج‪ .‬وقد نصت املادة )‪ (115‬من مدونة ٔالاسرة ع ى جواز الخلع بقولها‪:‬‬
‫»للزوجن أن ي ﺮاضيا ع ى الطالق بالخلع طبقا ألحكام املادة ‪ 114‬أعالﻩ«‪.‬‬
‫ومب املادة )‪ (115‬من مدونة ٔالاسرة أن الخلع يخضع ملسطرة الطالق الاتفا ي املنصوص عل ا ي املادة‬
‫)‪ (114‬من مدونة ٔالاسرة‪ .‬بيد أن الخلع يخضع إضافة إى ذلك إى بعض ٔالاحكام الخاصة به‪ ،‬و ي ٔالاحكام ال‬
‫سنعمل ع ى بسطها ي العرائض ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬طبقا للمادة )‪ (116‬من مدونة ٔالاسرة‪» :‬تخالع الراشدة عن نفسها‪ ،‬وال دون سن الرشد القانوني إذا‬
‫خولعت وقع الطالق‪ ،‬وال تلزم ببذل الخلع إال بموافقة النائب الشر ي«؛‬
‫‪ -2‬يحق للزوجة طبقا للمادة )‪ (117‬من مدونة ٔالاسرة اسﺮجاع ما خالعت به‪ ،‬مـ أثبتت أن خلعها كان‬
‫نتيجة إكراﻩ أوإضرارالزوج ا‪ ،‬وينفذ الطالق ي جميع ٔالاحوال؛‬
‫‪ -3‬يمكن أن يكون كمقابل للخلع وفقا للمادة )‪ (118‬من مدونة ٔالاسرة كل ما صح الال ام به شرعا دون‬
‫تعسف وال مغاالة‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يجوز طبقا للمادة )‪ (119‬من مدونة ٔالاسرة‪...» :‬الخلع ب ء تعلق به حق ٔالاطفال أو بنفق م إذا‬
‫كانت ٔالام معسرة«‪ .‬وإذا حصل أن اختلعت ٔالام بنفقة أطفالها ثم أعسرت وجبت النفقة ع ى ٔالاب‪ ،‬لكن مع‬
‫حفظ حقه ي الرجوع ع ى ٔالام م ارتفع ع ا العسر‪.348‬‬

‫‪-348‬املادة )‪(119‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪133‬‬
‫‪-5‬إذا اتفق الزوجان ع ى مبدإ الخلع‪ ،‬واختلفا ي مقابله‪ ،‬يرفع ٔالامرإى املحكمة ملحاولة الصلح بي ما‪،‬‬
‫وإذا تعذر الصلح‪ ،‬تحكم املحكمة بنفاذ الخلع بعد تقدير مقابله‪ ،‬ع ى ان ترا ي ي ذلك مبلغ الصداق‪ ،‬وفﺮة‬
‫الزواج‪ ،‬وأسباب طلب الخلع‪ ،‬والحالة املادية للزوجة‪.349‬‬
‫‪-6‬إذا أصرت الزوجة ع ى طلب الخلع‪ ،‬ولم يستجب لها الزوج‪ ،‬يمك ا اللجوء إى مسطرة الشقاق‪.350‬‬
‫وقبل أن ننتﻬ من الكالم عن أسباب انحالل ميثاق الزوجية‪ ،‬يتعن أن نذكر ببعض ٔالاحكام العامة‬
‫ال ترتبط ذﻩ ٔالاسباب ي النقط املوالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ي حالة وجود نزاع بن الزوجن معروض ع ى القضاء‪ ،‬وتعــذراملســاكنة بي ما‪ ،‬يجوز‪...» :‬للمحكمة أن‬
‫تتخذ التدابﺮ املؤقتة ال تراها مناسبة بالنسبة للزوجة ؤالاطفال تلقائيا أو بناء ع ى طلب‪ ،‬وذلك ي انتظار‬
‫صدور الحكم ي املوضوع‪ ،‬بما ف ا اختيار السكن مع أحد أقار ا‪ ،‬أو أقارب الزوج‪ ،‬وتنفذ تلك التدابﺮ فورا‬
‫ع ى ٔالاصل عن طريق النيابة العامة«‪.351‬‬
‫‪ -2‬إن املقررات القضائية الصادرة بالتطليق أو بالخلع أو بالفسخ طبقا ألحكام مدونة ٔالاسرة‪ ،‬تكون غﺮ‬
‫قابلة ألي طعن ي جز ا القا بإ اء العالقة الزوجية‪.352‬‬
‫‪ -3‬إن ٔالاحكام الصادرة عن املحاكم ٔالاجنبية بالطالق أو بالتطليق أو بالخلع أو بالفسخ‪ ،‬تكون قابلة‬
‫للتنفيذ إذا صدرت عن محكمة مختصة وأسست ع ى أسباب ال تتناى مع ال قرر ا مدونة ٔالاسرة‪ ،‬إل اء‬
‫العالقة الزوجية‪ ،‬وكذا العقود املﺮمة بالخارج أمام الضباط واملوظفن العمومين املختصن‪ ،‬بعد استيفاء‬
‫ٕالاجراءات القانونية بالتذييل بالصيغـة التنفيذية‪ ،‬طبقا ألحكام املواد ‪ 430‬و‪ 431‬و‪ 432‬من قانون املسطرة‬
‫املدنية‪.353‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬أنواع الطالق‪.‬‬
‫نصت املادة )‪ (122‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أن‪» :‬كل طالق قضت به املحكمة فهو بائن‪ ،‬إال ي حال‬
‫التطليق لإليالء وعدم ٕالانفاق«‪ .‬ثم نصت املادة )‪ (122‬من نفس املدونة ع ى أن‪» :‬كل طالق أوقعه الزوج فهو‬
‫رج ي‪ ،‬إال املكمل للثالث والطالق قبل البناء والطالق باالتفاق والخلع واململك«‪.‬‬

‫‪-349‬املادة )‪(120‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬


‫‪ -350‬نصت املادة )‪ (120‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬إذا اتفق الزوجان ع ى مبدإ الخلع‪ ،‬واختلفا ي املقابل‪ ،‬رفع ٔالامرإى املحكمة ملحاولة الصلح‬
‫بي ما‪ ،‬وإذا تعذرالصلح‪ ،‬حكمت املحكمة بنفاذ الخلع بعد تقديرمقابله‪ ،‬مراعية ي ذلك مبلغ الصداق‪ ،‬وفﺮة الزواج‪ ،‬وأسباب طلب الخلع‪ ،‬والحالة‬
‫املادية للزوجة‪.‬إذا أصرت الزوجة ع ى طلب الخلع‪ ،‬ولم يستجب لها الزوج‪ ،‬يمك ا اللجوء إى مسطرة الشقاق«‪.‬‬
‫‪-351‬املادة )‪(121‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪-352‬املادة )‪(128‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪-353‬املادة )‪(128‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪134‬‬
‫وبتحليل أحكام املادتن )‪ (122‬و)‪ (123‬من مدونة ٔالاسرة مجتمعة‪ ،‬يتبن أن الطالق ينقسم إى نوعن‬
‫هما‪ :‬الطالق البائن والطالق الرج ي‪.‬‬
‫فالطالق البائن‪ :‬هو الطالق الذي ال يحق فيه للزوج أن يراجع زوجته إال بموجب عقد زواج جديد‬
‫تتوفر فيه كل ٔالاركان والشروط الشرعية للزوج‪ .‬ويشمل الطالق البائن كل طالق قضت به املحكمة ماعدا‬
‫التطليق لإليالء أو الهجر‪ ،‬والتطليق لعدم ٕالانفاق‪ ،‬كما يشمل الطالق البائن كذلك الطالق املكمل للثالث‪،‬‬
‫والطالق قبل البناء‪ ،‬والطالق باالتفاق‪ ،‬والخلع‪ ،‬واململك‪.‬‬
‫أما الطالق الرج ي‪ :‬فهوالطالق الذي يجوز فيه للزوج أن يراجع زوجته دون حاجة إى عقد جديد ومهر‬
‫جديد‪ .‬ويشمل الطالق الرج ي كل طالق أوقعه الزوج ماعدا الطالق املكمل للثالث‪ ،‬والطالق قبل البناء‪،‬‬
‫والطالق باالتفاق‪ ،‬والخلع‪ ،‬واململك‪ ،‬كما يشمل الطالق الرج ي التطليق لإليالء والهجر‪ ،‬والتطليق لعدم‬
‫ٕالانفاق‪.‬‬
‫وحسب املادة )‪ (124‬من مدونة ٔالاسرة فإنه يحق‪» :‬للزوج أن يراجع زوجته أثناء العدة«‪ .‬لكن يتعن‬
‫املطلقة طالقا رجعيا‪،‬أن يشهد ع ى ذلك عدلن اللذين‬ ‫ـ‬ ‫عليه ي هذﻩ الحالة‪ ،‬أي إذا رغب ي إرجاع زوجته‬
‫يتعن عل ما بدورهما أن يخ ﺮا القا بالرجعة فورا‪.‬‬
‫ولضمان عدم إرجاع الزوجة بدون رغبة م ا يجب ع ى القا قبل الخطاب ع ى وثيقة الرجعة‪،‬‬
‫استدعاء الزوجة إلخبارها بذلك‪ ،‬فإذا امتنعت ورفضت الرجوع‪ ،‬يمك ا اللجوء إ ى مسطرة الشقاق‬
‫املنصوص عل ا ي املادة ‪ 94‬من مدونة ٔالاسرة‪.354‬‬
‫وقبل أن نختم الحديث عن الطالق الرج ي والطالق البائن‪ ،‬ينب ي ٕالاشارة إى بعض أحكامهما ال‬
‫سطرها املشرع ي مدونة ٔالاسرة‪ ،‬بحكم أهمي ا‪ ،‬وانبناء عدد من ٔالاحكام الشرعية عل ا‪ ،‬وهذﻩ ٔالاحكام ي‪:‬‬
‫‪» -1‬تبن املرأة بانقضاء عدة الطالق الرج ي«‪ .355‬بمع أنه إذا انقضت عدة الطالق الرج ي‪ ،‬فإن‬
‫الزوج ال يحق له أن يراجع زوجته إال بناء ع ى عقد زواج جديد تتوفر فيه كل ٔالاركان والشروط الشرعية‬
‫للزواج؛‬
‫‪ -2‬إن الطالق البائن دون الثالث يزيل الزوجية حاال‪ ،‬وال يمنع من تجديد عقد الزواج‪.356‬‬
‫‪ -3‬إن الطالق املكمل للثالث يزيل الزوجية حاال‪ ،‬ويمنع من تجديد العقد مع املطلقـة إال بعد انقضاء‬
‫عد ا من زوج آخرب ا فعال بناء شرعيا‪.357‬‬

‫‪-354‬املادة )‪(124‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬


‫‪-355‬املادة )‪(125‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪-356‬املادة )‪(126‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪-357‬املادة )‪(127‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪135‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬آثارانحالل ميثاق الزوجية‪.‬‬
‫نصت املادة )‪ (72‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬ت ﺮتب ع ى انحالل عقد الزواج آثارﻩ املنصوص عل ا ي‬
‫هذﻩ املدونة‪ ،‬وذلك من تاريخ‪:‬‬
‫‪ - 1‬وفاة أحد الزوجن أوالحكم بوفاته؛‬
‫‪ - 2‬الفسخ أوالطالق أوالتطليق أوالخلع«‪.‬‬
‫وإذا كانت املادة املذكورة قد تطرقت إى تاريخ سريان انحالق ميثاق الزوجية إما بالوفاة‪ ،‬أوالفسخ‪ ،‬أوالطالق‬
‫أوالتطليق أوالخلع‪ ،‬فإن املنطق يقت منا أن نتعرض لبعض ٓالاثارال ت ﺮتب عن انحالل ميثاق الزوجية‪ .‬ولذلك‬
‫سوف نتطرق إى أحكام العدة )الفقرة ٔالاوى( ثم نمربعد ذلك للكالم عن ٕالاشهاد ع ى الطالق أوالتطليق أوالخلع‪.‬‬
‫الفقرة ٔالاوى‪ :‬العدة‪.‬‬
‫قدما للكالم عن أنواع العدة‬ ‫سنتحدث ي البداية عن مفهوم العدة وأحكامها العامة )أوال(‪ ،‬ثم نم‬
‫)ثانيا(‪ ،‬ثم نخلص للحديث عن تداخل العدد )ثالثا(‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مفهوم العدة وأحكامها العامة‪:‬‬
‫العدة ي املدة الزمنية ال يجب ع ى املرأة أن تقض ا بســبب الوفاة أو الطالق قبل أن ت وج من‬
‫جديد‪ ،‬وال يع هذا أن العدة ال تلزم املرأة إال إذا كانت ست وج مرة أخرى‪ ،‬بل إن العدة تجب ع ى املرأة بعد‬
‫وفاة الزوج ع اـ أوبعد وقوع الطالق بمختلف أنواعه بي ا وبن زوجها‪ ،‬ي جميع ٔالاحوال‪.‬‬
‫وتخضع العدة‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬لألحكام ٓالاتية‪:‬‬
‫‪-1‬تبتدئ العدة من تاريخ الطالق أوالتطليق أوالفسخ أوالوفاة‪.358‬‬
‫‪-2‬ال تلزم العدة قبل البناء والخلوة الصحيحة إال للوفاة‪.359‬‬
‫‪-3‬تعتد املطلقة واملتو ى ع ا زوجها ي م ل الزوجية‪ ،‬أو ي م ل آخريخصص لها‪.360‬‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع العدة‪:‬‬
‫‪ -1‬عدة املتو ي ع ا غﺮالحامل‪:‬‬
‫‪361‬‬
‫عدة املتوى ع ا غﺮالحامل أربعة أشهروعشرة أيام كاملة‬

‫‪-358‬املادة )‪(129‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬


‫‪-359‬املادة )‪(130‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪-360‬املادة )‪(131‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫‪-361‬املادة )‪(132‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -2‬عدة الحامل املتو ى ع ا أواملطلقة‪:‬‬
‫تنتﻬ عدة الحامل بوضع حملها أوسقوطه‪.362‬‬
‫و ي حالة ادعاء املعتدة الريبة ي الحمل‪ ،‬وحصول املنازعة ي ذلك‪ ،‬يرفع ٔالامرإى املحكمة ال تستعن‬
‫بذوي الاختصاص من الخ ﺮاء للتأكد من وجود الحمل وفﺮة نشوئه لتقرر استمرارالعدة أوان اءها‪.363‬‬
‫وقد حدد املشرع أق آمد الحمل ي املادة )‪ (135‬من مدونة ٔالاسرة بقوله‪» :‬أق آمد الحمل سنة‬
‫من تاريخ الطالق أوالوفاة«‪.‬‬
‫‪ -3‬عدة املطلقة غﺮالحامل‪:‬‬
‫فصلت املادة )‪ (136‬من مدونة ٔالاسرة عدة املطلقة غﺮالحامل بقولها‪» :‬تعتد غﺮالحامل بما ي ي‪:‬‬
‫‪ -1‬ثالثة أطهاركاملة لذوات الحيض؛‬
‫‪ -2‬ثالثة أشهر ملن لم تحض أصال‪ ،‬أو ال يئست من املحيض فإن حاضت قبل انقضا ا استأنفت‬
‫العدة بثالثة أطهار؛‬
‫‪ -3‬ت ﺮبص متأخرة الحيض أوال لم تم ﻩ من غﺮﻩ‪ ،‬تسعة أشهرثم تعتد بثالثة أطهار«‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تداخل العدد‪:‬‬
‫تكلمت املادة )‪ (137‬من مدونة ٔالاسرة عن تداخل العدد بقولها‪» :‬إذا توي زوج املطلقة طالقا رجعيا و ي‬
‫ي العدة‪ ،‬انتقلت من عدة الطالق إى عدة الوفاة«‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات ومضمون ٕالاشهاد ع ى الطالق‪.‬‬
‫نصت املادة )‪ (138‬من مدونة ٔالاسرة ع ى أنه‪» :‬يجب ٕالاشهاد بالطالق لدى عدلن منتصبن لإلشهاد‪،‬‬
‫بعد إذن املحكمة به‪ ،‬وٕالادالء بمستند الزوجية«‪.‬‬
‫وحسب املادة )‪ (73‬من مدونة ٔالاسرة فإنه‪» :‬يقع التعبﺮ عن الطالق باللفظ املفهم له وبالكتابة‪ ،‬ويقع‬
‫من العاجز ع ما بإشارته الدالة ع ى قصدﻩ«‪ .‬وبالرغم من أهمية هذﻩ املادة ال ينب ي الالتفات إل ا من‬
‫طرف العدول عند تحرير عقد الطالق‪ ،‬فإن إخضاع الطالق بمختلف أنواعه ملراقبة القضاء‪ ،‬قد نزع عن‬
‫صيغة الطالق املذكورة ي املادة )‪ (73‬من مدونة ٔالاسرة قيم ا القانونية‪ ،‬لذلك فإن إدراجها ي مدونة ٔالاسرة‬
‫يندرج فقط ي توثيق بعض ٔالاحكام الفقهية ال تحكم صيغة الطالق‪.‬‬
‫وقد حددت املادة )‪ (139‬من مدونة ٔالاسرة البيانات ال يجب أن يحتوي عل ا رسم الطالق بقولها‪:‬‬
‫»يجب النص ي رسم الطالق ع ى ما ي ي‪:‬‬

‫‪-362‬املادة )‪(133‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬


‫‪-363‬املادة )‪(134‬من مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ - 1‬تاريخ ٕالاذن بالطالق ورقمه؛‬
‫‪ - 2‬هوية كل من املتفارقن ومحل سكناهما‪ ،‬وبطاقة تعريفهما‪ ،‬أوما يقوم مقامها؛‬
‫‪ٕ - 3‬الاشارة إى تاريخ عقد الزواج‪ ،‬وعددﻩ‪ ،‬وصحيفته‪ ،‬بالسجل املشارإليه ي املادة ‪ 68‬أعالﻩ؛‬
‫‪ - 4‬نوع الطلقة والعدد الذي بلغت إليه«‪.‬‬
‫وتجدرٕالاشارة إى أن املادة )‪ (140‬من مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أن‪» :‬وثيقة الطالق حق للزوجة‪ ،‬يجب‬
‫أن تحوزها خالل خمسة عشريوما املوالية لتاريخ ٕالاشهاد ع ى الطالق‪ ،‬وللزوج الحق ي حيازة نظﺮم ا«‪.‬‬
‫كما أن املادة )‪ (141‬من مدونة ٔالاسرة نصت ع ى أنه‪» :‬توجه املحكمة ملخص وثيقة الطالق‪ ،‬أو‬
‫الرجعة‪ ،‬أو الحكم بالتطليق‪ ،‬أو بفسخ عقد الزواج‪ ،‬أو ببطالنه‪ ،‬إى ضابط الحالة املدنية ملحل والدة‬
‫الزوجن‪ ،‬مرفقا بشهادة التسليم داخل خمسة عشريوما من تاريخ ٕالاشهاد به‪ ،‬أومن صدور الحكم بالتطليق‬
‫أوالفسخ أوالبطالن‪.‬‬
‫يجب ع ى ضابط الحالة املدنية تضمن بيانات امللخص امش رسم والدة الزوجن‪.‬‬
‫إذا لم يكن للزوجن أو أحدهما محل والدة باملغرب‪ ،‬فيوجه امللخص إى وكيل امللك لدى املحكمة‬
‫الابتدائية بالرباط‪.‬‬
‫تحدد املعلومات الواجب تضمي ا ي امللخص املشار إليه ي الفقرة ٔالاوى أعالﻩ‪ ،‬بقرار من وزير‬
‫العدل«‪.364‬‬

‫‪-364‬قرارلوزيرالعدل رقم ‪ 273.04‬صادر ي ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3)1424‬ف ﺮاير‪(2004‬بتحديد املعلومات الواجب تضمي ا ي ملخص وثيقة الطالق‬
‫أوملخص الحكم بالتطليق أوبفسخ عقد الزواج أوبطالنه‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5186‬بتاريخ ‪ 21‬ذوالحجة ‪ 12) 1424‬ف ﺮاير‪ ،(2004‬ص‪.522 :‬‬
‫وقرارلوزيرالعدل رقم ‪ 274.04‬صادر ي ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3 ) 1424‬ف ﺮاير‪ (2004‬بتحديد املعلومات الواجب تضمي ا ي ملخص وثيقة الرجعة‪،‬‬
‫الجريدة الرسميةعدد ‪ 5186‬بتاريخ ‪ 21‬ذوالحجة ‪ 12)1424‬ف ﺮاير‪ ،(2004‬ص‪.522:‬‬

‫محاضرات ي قانون ٔالاسرة املغربي‪ /‬من إعداد مو ى ولحسن ميموني ‪/‬كلية الحقوق فاس‬
‫أعدت لطلبة السنة الثانية حقوق السداسية الثالثة قسم القانون باللغة الفرنسية‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬

‫‪138‬‬

You might also like