Professional Documents
Culture Documents
إﻋداد
د /رﺑﯾﻊ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن
ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣ ّﯾﺔ ﺑﺎﻟﻛﻠ ّﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ّﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣ ّﯾﺔ ﺑﺑﮭﺎﻧﺞ
اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﺷﺎه ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ
)(Kuipsas
rabie@kuipsas.edu.my
- ١٤٠٠ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
ﺍﳌﻘﺪﻣــــــــﺔ
رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗم اﻷﻧﺑﯾﺎء واﻟﻣرﺳﻠﯾن ﺳﯾدﻧﺎ اﻟﺣﻣد
ود،،، ﻣﺣﻣد وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وﺻﺣﺑﮫ أﺟﻣﻌﯾن
ﻓﻠﻠﻣُﺷﻛِل أﺛر ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء وﺗﻛوﯾن اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻧﺷﺄة اﻟﻣدارس
اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ﺑﻣرﺟﻌﯾﺗﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ؛ ﻟذا ﻛﺎن ﻣن ﺗﻌرﺑﻔﺎت اﻷﺻوﻟﯾﯾن ﻟﻠﻔﻘﮫ اﺳﺗﻧﺑﺎط ﺣﻛم
١
اﻟﻣﺷﻛل ﻣن اﻟواﺿﺢ ،واﻟﺗﻔ ﱡﻘﮫ اﺳﺗﻧﺑﺎط ﻋﻠم اﻷﺣﻛﺎم وﺗﺗﺑﻌﮭﺎ ﻣن طرﯾق اﻻﺳﺗدﻻل.
وﻟوﺟود ْاﻟﻣُﺷﻛِل ﻓﻲ اﻟﻧص أو ﻓﻲ ذھن اﻟﻣﺟﺗﮭد ﻧﺗﺞ اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﻲ ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺑﺎط اﻟﺣﻛم؛
ﻓﺎﺧﺗرت أن أﻛﺗب ﻓﻲ )أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ(
ﺳﺎﺋﻼ ﷲ ﻓﺗﺣﮫ؛ ﻷنّ ﻣﻌرﻓﺔً ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺻرّح ﺑﺎﻹﺷﻛﺎل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺻ ﱢﻧﻔون،
٢
اﻹﺷﻛﺎل ﻋﻠم ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ وﻓﺗﺢ ﻣن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ
-١ﻣﻧﺻور اﻟﻣروزي ﻗواطﻊ اﻷدﻟﺔ ٢٠/١دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ١٩٩٩م ١٤١٨/ھـ(
ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰَ } :ﻓﻠَ ْوﻻ َﻧ َﻔ َر ِﻣنْ ُﻛ ﱢل ِﻓرْ َﻗ ٍﺔ ِﻣ ْﻧ ُﮭ ْم َطﺎ ِﺋ َﻔﺔ{ )ﺳورة اﻟﺗوﺑﺔ آﯾﺔ (١٢٢
وﯾدل ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﺗﻔﻘﮫ أﺻل اﻻﺳﺗﻧﺑﺎط واﻻﺳﺗدﻻل ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﺑﻐﯾره ،ﻣﺎ روي ﻣن ﻗول اﻟﻧﺑﻲ ﻟزﯾﺎد ﺑن
ﻟﺑﯾد ﺣﯾن ﻗﺎل زﯾﺎد ﺑن ﻟﺑﯾد اﻷﻧﺻﺎري :ﻛﯾف ﯾﺧﺗﻠس ﻣﻧﺎ وﻗد ﻗرأﻧﺎ اﻟﻘرآن ﻓوﷲ ﻟﻧﻘرأﻧﮫ وﻟﻧﻘرﺋﻧﮫ ﻧﺳﺎءﻧﺎ
وأﺑﻧﺎءﻧﺎ ،ﻓﻘﺎل» :ﺛﻛﻠﺗك أﻣك ﯾﺎ زﯾﺎد ،إن ﻛﻧت ﻷﻋدك ﻣن ﻓﻘﮭﺎء أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ھذه اﻟﺗوراة واﻹﻧﺟﯾل ﻋﻧد
اﻟﯾﮭود واﻟﻧﺻﺎرى ﻓﻣﺎذا ﺗﻐﻧﻲ ﻋﻧﮭم؟« ) ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﯾﺳﻰ اﻟﺗرﻣذي ﺳﻧن اﻟﺗرﻣذي )(١٩٩٨ ٣١ /٥
أﺑواب اﻟﻌﻠم ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ذھﺎب اﻟﻌﻠم ،ﻗﺎل اﻟﺗرﻣذي ﺣﺳن ﻏرﯾب ،وﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن
اﻟدارﻣﻲ -وﺳﻧن اﻟدارﻣﻲ ،٣٣٣/١ﻗﺎل اﻟدراﻣﻲ :ﻓﯾﮫ ﺳﻌد ﺑن ﺳﻧﺎن ،وﻗد ﺿﻌﻔﮫ اﻟﺑﺧﺎري وﯾﺣﯾﻰ ﺑن
ﻣﻌﯾن وﺟﻣﺎﻋﺔ ،إﻻ أنّ أﺑﺎ ﻣﺳﮭر ﻗﺎل :ﺣدﺛﻧﺎ ﺻدﻗﺔ ﺑن ﺧﺎﻟد ،ﻗﺎل :ﺣدﺛﻧﻲ أﺑو ﻣﮭدي ﺳﻌﯾد ﺑن ﺳﻧﺎن ﻣؤذن
أھل ﺣﻣص ،وﻛﺎن ﺛﻘﺔ ﻣرﺿﯾًﺎ -دار اﻟﻣﻐﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳﻌودﯾﺔ ١٤١٢/٢٠٠٠ه( ).أﺑو اﻟﺣﺳن ﻧور اﻟدﯾن اﻟﮭﯾﺛﻣﻲ
ﻣﺟﻣﻊ اﻟزواﺋد وﻣﻧﺑﻊ اﻟﻔواﺋد) (٢٠٠ /١ﺑﺎب ذھﺎب اﻟﻌﻠم .ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘدﺳﻲ ﺑﺎﻟﻘﺎھرة ( ١٤١٤/١٩٩٤
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :دل ﻗوﻟﮫ" :أن ﻛﻧت أ ُﻋ ُدك ﻣن ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻣدﯾﻧﺔ" ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗﻧﺑط ﻋﻠم ﻣﺎ أﺷﻛل ﻋﻠﯾﮫ ﻣن
ذھﺎب اﻟﻌﻠم ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻛﺗﺎب ﺑﻣﺎ ﺷﺎھده ﻣن زوال اﻟﻌﻠم ﻋن اﻟﯾﮭود واﻟﻧﺻﺎرى ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﺗوراة واﻹﻧﺟﯾل
ﻋﻧدھم ﺣرج ﻋن اﻟﻔﻘﮫ ،ﻓﮭذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﻔﻘﮫ ھو اﺳﺗﻧﺑﺎط ﺣﻛم اﻟﻣﺷﻛل ﻣن اﻟواﺿﺢ وﻋﻠﻰ ھذا ﻗوﻟﮫ
ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم" :رب ﺣﺎﻣل ﻓﻘﮫ ﻏﯾر ﻓﻘﯾﮫ" )أﺑو ﻋﺑد ﷲ أﺣﻣد ﺑن ﺣﻧﺑل ھـ ﻣﺳﻧد أﺣﻣد٤٦٧/٣٥
ﺣدﯾث زﯾد ﺑن ﺛﺎﺑت ،اﻟرﺳﺎﻟﺔ ٢٠٠١م (١٤٢١/أي ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻧﺑط وﻣﻌﻧﺎه أﻧﮫ ﯾﺣﻣل اﻟرواﯾﺔ ﻣن ﻏﯾر أن
ﯾﻛون ﻟﮫ اﺳﺗدﻻل وﻻ اﺳﺗﻧﺑﺎط ﻓﯾﮭﺎ ).ﻗواطﻊ اﻷدﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺻول )(٢٠ /١
-٢أﺑو اﻟﻌﺑﺎس ﺷﮭﺎب اﻟدﯾن اﻟﻘراﻓﻲ ،اﻟﻔروق ﻟﻠﻘراﻓﻲ ) (١٢١ /١ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ.
ﻗﺎل اﻟﻣواق اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ -:اﻻﺳﺗﺷﻛﺎل ﻋﻠم) .أﺑو ﻋﺑد ﷲ اﻟﻣواق اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﺗﺎج واﻹﻛﻠﯾل ) (٢٦١ /٦دار اﻟﻛﺗب
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ١٩٩٤م١٤١٦/ه(
- ١٤٠١ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
١
ﺳﺑب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺑﺣث :ﺑﯾﺎن ﺣﻘﯾﻘﺔ ْاﻟﻣُﺷﻛِل وأﺛره ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﻲ.
ﻣﻧﮭﺞ اﻟﺑﺣث :اﻻﺳﺗﻘراء واﻟﺗﺣﻠﯾل.
ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣث :ﻛﯾﻔﯾﺔ رﻓﻊ اﻹﺷﻛﺎل واﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﯾن اﻷﻗوال.
وﺧطﺔ اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ :ﻣﻘدﻣﺔ وﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺧطﺔ اﻟﺑﺣث ﺛم اﻟﺗﻣﮭﯾد
وﯾﺷﻣل ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﺷﻛل وأﻗﺳﺎﻣﮫ وطرق رﻓﻌﮫ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :أﺳﺑﺎب اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻔروع اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺳﺑب اﻹﺷﻛﺎل.
اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ) :أﺛرْ -اﻹﺷﻛﺎل -اﺧﺗﻼف-اﻟﻔﻘﮭﺎء-دراﺳﺔ(
-١ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻷﻣﺔ اﻵن ﻣن اﻟﻣﺗﺟرﺋﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوﺣﻲ ﺑﻧوﻋﯾْﮫ ﻓﻣﻧﮭم ﻣُدﻋﻲ اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ ،وﻟﻛن
ﺑﻔﮭﻣﮫ اﻟﻌﺎري ﻋن اﻟﺿواﺑط واﻟﻘواﻋد اﻟذي ﯾﻧﺻب ﻧﻔﺳﮫ ﺣﺎﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص وﻗﺎﺿﯾًﺎ ،وﻣﻧﮭم ﻣن
ﯾﺳﻌﻰ؛ ﻷن ﯾﻛون اﻟﻧص ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻟﻘراءات ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﺗﻌددة ،ﯾﺄﺧذ ﻛل ﻗﺎرىء ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﻔﮭﻣﮫ ﻣﻧﮫ ،دون ﺗﺧطﺋﺔ
ﻷي ﻗﺎرىء آﺧر وﺧطورة ھذا اﻟﻔﻛر ﻣﻧﮭﺎ ﻧزع ﺻﻔﺔ ﻗدﺳﯾﺔ اﻟﻧﺻوص وﻗطﻌﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔت ﻓﯾﮫ
ﻋﻘوﻟﮭم؛ ﺑل وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻛﺎﻓر أن ﯾﺟد ﻣن ﺧﻼل ﻗراءﺗﮫ ﻟﻠﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ ﻣﺑررا ﻟﻛﻔره إذا أراد أن ﯾﻔﮭﻣﮫ
ﺑطرﯾﻘﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وھذا ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ طﻼب اﻟﻌﻠم أن ﯾﻌوا أن اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻔﻛر اﻟﺣر اﻟﻣﺿﺑوط
ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻷﺻوﻟﯾﺔ واﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﻣﺣﻘق ﻟﻠﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﻋﯾﺔ.
ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
ُ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌــﺸﻜِﻞ ﻭﺃﻗﺴﺎﻣﻪ
واﺻطﻼﺣﺎ
ً أوﻻ :ﺣﻘﯾﻘﺔ ا ْﻟ ُﻣﺷﻛِل ﻟﻐﺔ
ً
ا ْﻟ ُﻣﺷﻛِل ﻟﻐﺔ :ﻣﺎدة أﺷﻛل أي ﺻﺎر ذا ﺷﻛل ،واﻟﺟﻣﻊ ﻣُﺷﻛﻼت واﻟﻣـُﺷﻛِل ھواﻟداﺧل
ﻓﻲ أﻣﺛﺎﻟﮫ وأﺷﺑﺎھﮫْ ،
واﻟﻣُﺷﻛِل ﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﺎل اﻟﻣراد ﻣﻧﮫ إﻻ ﺑﺗﺄﻣل ﺑﻌد اﻟطﻠب ،واﻹﺷﻛﺎل ﯾوﺟب
١
اﻟﺗﺑﺎﺳًﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﮭم.
اﺻطﻼﺣﺎ :ھو ﻣﺎ ازداد ﺧﻔﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻔﻲ ﻛﺄﻧﮫ ﺑﻌدﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻣﻊ
ً ا ْﻟ ُﻣﺷﻛِل
ﺣﻘﯾﻘﺔ دﺧل ﻓﻲ أﺷﻛﺎﻟﮫ وأﻣﺛﺎﻟﮫ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﺎل اﻟﻣراد إﻻ ﺑﺎﻟطﻠب ﺛم ﺑﺎﻟﺗﺄﻣل ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن
٢
أﻣﺛﺎﻟﮫ.
ّ
وﺑﯾّن اﻟﺷﯾﺦ ﺧﻼف أنّ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻧﺻوص ﻣُﺷﻛِل أو ﺧﻔﻲ ﻓﮭو ﻏﯾر واﺿﺢ
اﻟدﻻﻟﺔ ،ﻓﻼ ﯾُﺳﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣراد ﻣﻧﮫ ﺑﻧﻔس ﺻﯾﻐﺗﮫ؛ ﺑل ﯾﺗوﻗف ﻓﮭم اﻟﻣراد ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ أﻣر
٣
ﺧﺎرﺟﻲ ،وﻻ ﯾزال ﺧﻔﺎؤه إﻻ ﺑﺎﻟﺑﺣث واﻻﺟﺗﮭﺎد.
-١ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟزﺑﯾدي ﺗﺎج اﻟﻌروس ٢٧٦/٢٩دار اﻟﮭداﯾﺔ( وﻟﺟﻧﺔ ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺟم
اﻟوﺳﯾط ٤٩١/ ١اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟدﻋوة (
ﻣﺎدة أﺷﻛل.
-٢ﻧظﺎم اﻟدﯾن اﻟﺷﺎﺷﻲ -أﺻول اﻟﺷﺎﺷﻲ ص ٨١ :دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﯾروت ﻟﯾس ﺑﮫ ﺗﺎرﯾﺦ( وﻋﺑد
اﻟوھﺎب ﺧﻼف -ﻋﻠم أﺻول اﻟﻔﻘﮫ وﺧﻼﺻﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ط اﻟﻣدﻧﻲ )ص (١٦١ :ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣدﻧﻲ
ﺑﺎﻟﺳﻌودﯾﺔ(
ﺗﺧﻠﯾط اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ھو اﻹﺷﻛﺎل ﻧﻔﺳﮫ) .أﺑو ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ ﺑن ﺣزم اﻹﺣﻛﺎم ﻓﻲ أﺻول اﻷﺣﻛﺎم -٣/ ٣اﻟﻧﺎﺷر دار
اﻵﻓﺎق اﻟﺟدﯾدة ﺑﯾروت(
-٣ﻋﻠم أﺻول اﻟﻔﻘﮫ وﺧﻼﺻﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ط اﻟﻣدﻧﻲ )ص(١٦٠ :
وذﻛر اﻟﺷﯾﺦ أﺑو زھرة ﻣﻘﺻود اﻟﻣﺷﻛل ْ -:اﻟﻣُﺷﻛِل ﺧﻔﻲ ﻣﻌﻧﺎه ﺑﺳﺑب ﻓﻲ ذات اﻟﻠﻔظ وﻻ ﯾُﻔﮭم اﻟﻣراد ﻣﻧﮫ
إﻻ ﺑدﻟﯾل ﻣن اﻟﺧﺎرج وﻟﯾس ﻣﻌﻧﺎه اﻹﯾﮭﺎم اﻟﻛﺎﻣل اﻟذي ﻻ ﯾﻔﮭم ﻣﻧﮫ اﻟﺣﻛم ﺑل ھو اﺣﺗﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻠﻔظ أو ﻓﻲ
اﻷﺳﻠوب ﯾﺣﻣل ﻣﻌﻧﻰ ﻻ ﯾُﻔﮭم إﻻ ﺑﻌد ﺗﺄﻣل وﺗرﺟﯾﺢ
أﺻول اﻟﻔﻘﮫ ﻷﺑﻲ زھرة ص ١٢٨وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ اﻟﻧﺎﺷر دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،واﻟوﺟﯾز ﻓﻲ أﺻول اﻟﻔﻘﮫ ص
٣٥١ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم زﯾدان.
ﻗﺎل اﻟﺳرﺧﺳﻲْ :اﻟﻣُﺷﻛِل ﻗرﯾب ﻣن اﻟﻣﺟﻣل وﻟﮭذا ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻘﺎﻟوا :اﻟﻣﺷﻛل واﻟﻣﺟﻣل
ﺳواء وﻟﻛن ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓرق ،ﻓﺎﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻹﺷﻛﺎل ﻟﯾوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣراد ﻗد ﯾﻛون ﺑدﻟﯾل آﺧر وﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻣل ﺣﺗﻰ ﯾظﮭر ﺑﮫ اﻟراﺟﺢ ،ﻓﯾﺗﺑﯾن ﺑﮫ اﻟﻣراد ،ﻓﮭو ﻣن ھذا اﻟوﺟﮫ ﻗرﯾب ﻣن اﻟﺧﻔﻲ وﻟﻛﻧﮫ ﻓوﻗﮫ،
ﻓﮭﻧﺎك اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﺻﯾﻐﺔ وﻓﻲ أﺷﻛﺎﻟﮭﺎ ،وﺣﻛﻣﮫ اﻋﺗﻘﺎد اﻟﺣﻘﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ھو اﻟﻣراد ،ﺛم اﻻﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ
اﻟطﻠب واﻟﺗﺄﻣل ﻓﯾﮫ إﻟﻰ أن ﯾﺗﺑﯾن اﻟﻣراد ﻓﯾﻌﻣل ﺑﮫ) .ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﺳرﺧﺳﻲ -أﺻول اﻟﺳرﺧﺳﻲ )/١
(١٦٨دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾروت(
- ١٤٠٣ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
-٣دور اﻟﻣﺟﺗﮭد ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﺣﻛم ا ْﻟ ُﻣﺷﻛل :ﻻ ﯾﻌرف اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻣــُﺷﻛل إﻻ ﺑﺎﻟﺗﺄوﯾل
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺟﺗﮭد اﻟﻧﻘل ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛل ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ؛ واﻟﻌﻠﺔ ھﻲ أنّ اﻟﺗﺄوﯾل ﯾﻛون
ﺑﻧوع ﻣن اﻟرأي ﻛﺎﻟﻘﯾﺎس ﻓﻼ ﯾﻛون ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾره ،ﻓﯾﺟب اﻟطﻠب واﻟﺗﺄﻣل أي اﻟﻧظر ﻓﻲ
-١ﻣﺣﻣد إﺑراھﯾم اﻟﺣﻔﻧﺎوﯾد-راﺳﺎت أﺻوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم د /اﻟﺣﻔﻧﺎوي )ص (٢٧٦ :ﻹﺷﻌﺎع اﻟﻔﻧﯾﺔ
– اﻟﻘﺎھرة(
-٢ﺳورة اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ آﯾﺔ . ١٩
-٣ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺑﺈﺷراف ﻣﺟﻣﻊ اﻟﺑﺣوث اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻷزھر -اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟوﺳﯾط -ﻣﺟﻣﻊ اﻟﺑﺣوث
) (١٦٨٧ /١٠اﻟﻧﺎﺷر :اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺷﺋون اﻟﻣطﺎﺑﻊ اﻷﻣﯾرﯾﺔ
-٤ﺳورة اﻟﺣﺞ آﯾﺔ . ٥٤
-٥ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻛﻲ اﻟﻧﺎﺻري -اﻟﺗﯾﺳﯾر ﻓﻲ أﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻔﺳﯾر ) (١٨٥ /٤اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤٠٥ ،ھـ ١٩٨٥ -م
-٦ﺳورة اﻟرﻋد آﯾﺔ ١٧
-٧أﺣﻣد ﺑن ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻣراﻏﻲ -ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣراﻏﻲ ) (٨٩ /١٣اﻟﻧﺎﺷر:ﻣطﺑﻌﺔ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑﺎﺑﻰ اﻟﺣﻠﺑﻲ
وأوﻻده ﺑﻣﺻر ط اﻷوﻟﻰ ١٣٦٥ ،ھـ ١٩٤٦ -م
- ١٤٠٤ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
١
ﻣﺣﺎﻣل اﻟﻣــُﺷﻛل ﺛم اﻟﺗﻛﻠﯾف ﻓﻲ اﻟﻔﻛر ﻟﯾُﻣﯾز ﻣراده اﻟداﺧل ﻓﻲ أﺷﻛﺎﻟﮫ.
-١أﺻول اﻟﺳرﺧﺳﻲ (٣٥٧ /١وﻋﻼء اﻟدﯾن اﻟﺑﺧﺎري اﻟﺣﻧﻔﻲ ﻛﺷف اﻷﺳرار ٥٨/٣اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗﺎب
اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟطﺑﻌﺔ :ﺑدون طﺑﻌﺔ وﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ
وﺷﻣس اﻟدﯾن اﻟﻔﻧﺎري -ﻓﺻول اﻟﺑداﺋﻊ ﻓﻲ أﺻول اﻟﺷراﺋﻊ ) (١٠٤ /٢اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت
– ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ٢٠٠٦ ،م ١٤٢٧ -ھـ
ذﻛر اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﺷﻲ أنّ اﻟﻣﺷﻛل ﺧﻼف اﻟﻧص ،واﻟﻧص ﻣﺎ ﺳﯾق اﻟﻛﻼم ﻷﺟﻠﮫ وﻣﺛﺎﻟﮫ ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ
َ
اﻟر َﺑﺎ{ ﻓﺎﻵﯾﺔ ﺳﯾﻘت ﻟﺑﯾﺎن اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﯾﻊ واﻟرﺑﺎ ردا ﻟﻣﺎ ادﻋﺎه اﻟﻛﻔﺎر ﻣن اﻟﺗﺳوﯾﺔ } َوأ َﺣ ﱠل ﷲ ُ ْاﻟ َﺑﯾ َْﻊ َو َﺣرﱠ َم ِ
ْ ْ
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺣﯾث ﻗﺎﻟوا }إ ﱠﻧ َﻣﺎ اﻟ َﺑ ْﯾ ُﻊ ﻣِﺛ ُل اﻟرﱢ َﺑﺎ{ وﻗد ﻋُﻠم ﺣل اﻟﺑﯾﻊ وﺣرﻣﺔ اﻟرﺑﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﺳﻣﺎع ﻓﺻﺎر ذﻟك ﻧﺻً ﺎ
ﻓﻲ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ظﺎھرً ا ﻓﻲ ﺣل اﻟﺑﯾﻊ وﺣرﻣﺔ اﻟرﺑﺎ) .أﺻول اﻟﺷﺎﺷﻲ ص(٦٨
-٢ﺳورة اﻟﺑﻘرة آﯾﺔ ٢٢٨
-٣ﻋﻠم أﺻول اﻟﻔﻘﮫ وﺧﻼﺻﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ط اﻟﻣدﻧﻲ )ص(١٦٢ :
-٤ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء آﯾﺔ ٧٨
-٥ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء آﯾﺔ ٧٩
ﻻ ﯾوﺟد ﺗﻌﺎرض ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ؛ ﻷنّ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﻔس ﻓﻰ اﻵﯾﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻣراد ﺑﮭﺎ اﻟﺗﺳﺑب واﻟﻛﺳب ﺑﺳﺑب
ﷲ" )ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء آﯾﺔ ( ٧٨ﻓﮭو ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أى ﺧﻠ ًﻘﺎ اﻟذﻧوب ،وأﻣﺎ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻗُ ْل ُﻛ ﱞل ِﻣنْ ﻋِ ْﻧ ِد ﱠ ِ
وإﯾﺟﺎدا) .دراﺳﺎت أﺻوﻟﯾﺔ )ص(٢٧٥ : ً
-٦ﻋﺑد اﻟوھﺎب ﻋﺑد اﻟﺳﻼم طوﯾﻠﺔ -أﺛر اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺟﺗﮭدﯾن ص ٤٨٢وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ اﻟﻧﺎﺷر دار
اﻟﺳﻼم اﻟﻘﺎھرة ط٢٠٠٠/١٤٢٠ ٢م.
- ١٤٠٥ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
-١اﻟﺗﺻوّ ر :ﻣﺎدة ﺗﺻوّ ر ﺗﺻورً ا ،واﻟﺗﺻوّ ر إدراك اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻣﺟردة ﻋن اﻷﺣﻛﺎم ،وﻗﯾل :ﺣﺻول ﺻورة اﻟﺷﻲء
ﻓﻲ اﻟﻌﻘل ،وﺳﻣﻲ اﻟﺗﺻور ﺗﺻورا ﻷﺧذه ﻣن اﻟﺻورة ،واﻟﻌﻠم ﺑﺣﺻول ﺻورة اﻟﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻌﻘل) .ﻋﻼء اﻟدﯾن
اﻟﻣرداوي اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ -اﻟﺗﺣﺑﯾر ) ٢١٦ /١اﻟﻧﺎﺷر :ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟرﺷد -اﻟﺳﻌودﯾﺔ /اﻟرﯾﺎض اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ١٤٢١ ،ھـ -
٢٠٠٠م ،وﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطوﻓﻲ -ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر اﻟروﺿﺔ ) ١٧١ /١اﻟﻧﺎﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ١٤٠٧ھـ ١٩٨٧ /م
واﻟﻛﻣﺎل ﺑن اﻟﮭﻣﺎم -ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر (٤٠٥/ ٨اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻔﻛر اﻟطﺑﻌﺔ :ﺑدون طﺑﻌﺔ وﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ.
-٢ﻣﺣﻣد ﯾﺳري إﺑراھﯾم ﻓﻘﮫ اﻟﻧوازل ﻟﻸﻗﻠﯾﺎت اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ « ٧١٧/ ٢رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣن ﻛﻠﯾﺔ
اﻟ ﱠﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزھر اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﯾﺳر ،اﻟﻘﺎھرة -ﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ١٤٣٤ ،
ھـ ٢٠١٣ -م.
-٣أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻧﺻﺎر -اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻔﻘﮭﻲ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺟدة وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻣﺎذج اﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻌﺎﺻرة ٣/١اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷردﻧﻲ ﻟطﺑﻌﺔ :-ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر٢٠٠٥ /٢٠٠٤:
-٤أﺑو اﻟﺣﺎرث اﻟﻐزي -اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ إﯾﺿﺎح ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ )ص(٧١ :اﻟﻧﺎﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ﺑﯾروت –
ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟراﺑﻌﺔ ١٤١٦ ،ھـ ١٩٩٦ -م
-٥أﺑو اﻟوﻟﯾد ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن رﺷد اﻟﻘرطﺑﻲ اﻟﺑﯾﺎن واﻟﺗﺣﺻﯾل ))((1/ 47ﺣﻘﻘﮫ :د ﻣﺣﻣد ﺣﺟﻲ وآﺧرون
اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٨ ،ھـ ١٩٨٨ -م ،و)ﻋﻠﻲ ﺑن ﯾوﺳف
اﻟﺷﯾرازي -اﻟﻠﻣﻊ ﻓﻲ أﺻول اﻟﻔﻘﮫ ﻟﻠﺷﯾرازي )ص (١٢٣ :اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
٢٠٠٣م – (١٤٢٤
-٦زﯾن اﻟدﯾن ﺑن إﺑراھﯾم اﺑن ﻧﺟﯾم اﻟﻣﺻري )اﻟﻣﺗوﻓﻰ٩٧٠ :ھـ( اﻟﺑﺣر اﻟراﺋق ) (٤٣ /٦اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗﺎب
اﻹﺳﻼﻣﻲ
- ١٤٠٦ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
وﻣن طرق رﻓﻊ اﻹﺷﻛﺎل رد اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إﻟﻰ ﺑﺎﺑﮭﺎ وأﺻﻠﮭﺎ واﺳﺗﺻﺣﺎب اﻟﻘواﻋد
اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﻟﮭﺎ.
وﻣن طرق إزاﻟﺔ اﻹﺷﻛﺎل اﻟﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص ﻟﻣﻌرﻓﺔ دﻻﻟﺗﮭﺎ ،وﻣﻌرﻓﺔ اﻷدﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﻧﺻﺑﮭﺎ اﻟﺷﺎرع إﻟﻰ إزاﻟﺔ إﺷﻛﺎﻟﮫ وﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣراد ﻣﻧﮫ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻣن اﺟﺗﮭﺎد اﻟﻣﺟﺗﮭدﯾن
ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣراد ﺑﻠﻔظ اﻟﻘرء ﻓﻲ اﻵﯾﺔ.
وﻣن طرق إزاﻟﺔ اﻹﺷﻛﺎل دﻓﻊ اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن اﻟﻧﺻوص ،ﻓﺈذا وردت ﻧﺻوص
ظﺎھرھﺎ اﻟﺗﺧﺎﻟف واﻟﺗﻌﺎرض ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﮭد رﻓﻊ اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﻧﺻوص أﺧرى ،أو ﻗواﻋد
١
اﻟﺷرع اﻷﺻوﻟﯾﺔ واﻟﻔﻘﮭﯾﺔ أو ﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ.
ﺣﻛم ا ْﻟ ُﻣﺷﻛِل :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﮭد اﻟﺑﺣث واﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘراﺋن واﻟدﻻﺋل اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ
٢
اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣراد ﻣن اﻟﻠﻔظ اﻟﻣﺷﻛل؛ ﻟﯾُﻣﯾز ﻣراده ﻣن اﻟداﺧل ﻓﻲ أﺷﻛﺎﻟﮫ.
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣُﺷﻛِل واﻟﻣﺟﻣل
ْاﻟﻣُﺟﻣل ھو ﻣﺎ ﻟﮫ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺣد أﻣرﯾن ﻻ ﻣزﯾﺔ ﻷﺣدھﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
إﻟﯾﮫ ،وﻗﯾلْ :اﻟﻣُﺟﻣل ھو اﻟﻠﻔظ اﻟذي ﻻ ﯾﻔﮭم ﻣﻧﮫ ﺷﻲء ﻋﻧد إطﻼﻗﮫ ،ﺛم ﻋدم اﻟﻔﮭم ﯾﻛون
٣
ﻟﻐراﺑﺔ اﻟﻠﻔظ ،أو ﻟﺗﻘﺎﺑل اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت.
ﺛم وﻓق اﻟﻣﺷﻛل اﻟﻣﺟﻣل وھو ﻣﺎ اﺣﺗﻣل وﺟوھﺎ ﻓﺻﺎر ﺑﺣﺎل ﻻ ﯾوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣراد
٤
ﺑﮫ إﻻ ﺑﺑﯾﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻛﻠم.
-١ﻋﻼء اﻟدﯾن اﻟﺑﺧﺎري اﻟﺣﻧﻔﻲ )اﻟﻣﺗوﻓﻰ٧٣٠ :ھـ( أﺻول اﻟﺑزدوي )ص (٩ :اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗﺎب
اﻹﺳﻼﻣﻲ
وﻋﻠم أﺻول اﻟﻔﻘﮫ وﺧﻼﺻﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ط اﻟﻣدﻧﻲ )ص ،(١٦٣ :واﺑن ﻋﻘﯾل اﻟﺑﻐدادي اﻟظﻔري
اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ أﺻول اﻟﻔﻘﮫ( (٢٤/ ٤اﻟﻧﺎﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن
اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤٢٠ ،ھـ ١٩٩٩ -م ،وﻓﺻول اﻟﺑداﺋﻊ )(١٠٤ /٢
ﻗﺎل أﺑو ﺟﻌﻔر :وإﻧﻲ ﻧظرت ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﻣروﯾﺔ ﻋﻧﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﯾد اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻘﻠﮭﺎ
ذوو اﻟﺗﺛﺑت ﻓﯾﮭﺎ واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﺣﺳن اﻷداء ﻟﮭﺎ ،ﻓوﺟدت ﻓﯾﮭﺎ أﺷﯾﺎء ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻘط ﻣﻌرﻓﺗﮭﺎ ،واﻟﻌﻠم ﺑﻣﺎ
ﻓﯾﮭﺎ ﻋن أﻛﺛر اﻟﻧﺎس ﻓﻣﺎل ﻗﻠﺑﻲ إﻟﻰ ﺗﺄﻣﻠﮭﺎ وﺗﺑﯾﺎن ﻣﺎ ﻗدرت ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣﺷﻛﻠﮭﺎ وﻣن اﺳﺗﺧراج اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ
ﻓﯾﮭﺎ وﻣن ﻧﻔﻲ اﻹﺣﺎﻻت ﻋﻧﮭﺎ ،وأن أﺟﻌل ذﻟك أﺑواﺑﺎ أذﻛر ﻓﻲ ﻛل ﺑﺎب ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﮭب ﷲ ﻋز وﺟل ﻟﻲ ﻣن
ذﻟك ﻣﻧﮭﺎ) .أﺑو ﺟﻌﻔر اﻟطﺣﺎوي ﺷرح ﻣﺷﻛل اﻵﺛﺎر ( ٦/١اﻟﻧﺎﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ -
١٤١٥ھـ ١٤٩٤ ،م
-٢د /ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم زﯾدان -اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻷﺻول ص ،٣٥١وأﺻول اﻟﺳرﺧﺳﻲ ٣٥٧ /١وﻛﺷف اﻷﺳرار
٥٨/٣وﻓﺻول اﻟﺑداﺋﻊ (١٠٤ /٢
-٣اﻹﺣﻛﺎم ﻟﻶﻣدي )(٩/٣وﻓﺧر اﻟدﯾن ﺑن اﻟدھﺎن ﺗﻘوﯾم اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﺧﻼﻓﯾﺔ ذاﺋﻌﺔ( / ١
)٩٤ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟرﺷد – اﻟﺳﻌودﯾﺔ٢٠٠١م
-ﻗﺎل ﺷﮭﺎب اﻟدﯾن اﻟزﻧﺟﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺟﻣل ھو اﻟﻠﻔظ اﻟذي ﯾﺗﻧﺎول ﻣﺳﻣﯾﺎت ،ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﺎ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون
ﺻﺎ ِد ِه{ ﯾﺷﻣل اﻟﻌﺷر وﻧﺻف اﻟﻌﺷر وﻏﯾرھﻣﺎ ﻓﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﺎ ﻣرادا ﻟﻠﻣﺗﻛﻠم ﻛﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ } َوآ ُﺗو ْا َﺣ ﱠﻘ ُﮫ َﯾ ْو َم َﺣ َ
ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟﻣراد) .ﺗﺧرﯾﺞ اﻟﻔروع ﻋﻠﻰ اﻷﺻول )ص(١١٨ :
اﻟﻧﺎﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ – ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ١٣٩٨ ،
-٤أﺻول اﻟﺷﺎﺷﻲ )ص(٨١ :
- ١٤٠٧ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء
ﻣﺟﻣل أﺳﺑﺎب اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺗﻌود إﻟﻰ ﻓﮭم اﻟﻧص ،وﺗﻔﺎوت ﻋﻘول اﻟﻣﺟﺗﮭدﯾن ﻓﻲ
ذﻟك ،وأھ ّم ﻣﺎ ﯾﻧدرج ﺗﺣت ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺳﺑﺎب - .:اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺟﺗﮭدﯾن ﻓﻲ ﻓﮭم
اﻟﻧﺻوص ،واﺧﺗﻼﻓﮭم ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺑﺎط اﻷﺣﻛﺎم ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﻧصّ ﻓﯾﮫ ،واﺧﺗﻼﻓﮭم ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻊ
واﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﯾن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ ،واﺧﺗﻼﻓﮭم ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻷﺻوﻟﯾّﺔ.
ً
أوﻻ :ﺳﺑب اﺧﺗﻼف اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ
-ﺗﻔﺎوت اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻓﮭم ﻣﺎ أﺟﻣل ﻣن اﻟﻘرآن ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك:
ً
أ -ﺗردد اﻟﻠﻔظ ﺑﯾن ﻣﻌﻧﯾﯾن؛ وذﻟك ﻣﺛل ﻛﻠﻣﺔ "ﻗرء" اﻟواردة ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎ ﻟﻌدة
ﱬ ﱠ ١ﻓﻘول ﻋﻣر
ﱭ اﻟﻣطﻠﻘﺎت ذوات اﻟﺣﯾض ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ
وﻋﻠﻲ واﺑن ﻣﺳﻌود وأﺑﻲ ﻣوﺳﻰ )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم أﺟﻣﻌﯾن( اﻟﻘرء اﻟﺣﯾض ،وﻗول ﻋﺎﺋﺷﺔ
وزﯾد واﺑن ﻋﻣر )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم أﺟﻣﻌﯾن( اﻟﻘرء ھو اﻟطﮭر ،٢وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﻛﻠﻣﺔ اﻟﻘرء
ﻣﺷﻛﻠﺔ وﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﯾض واﻟطﮭر ،وﺳﯾﺄﺗﻲ اﻟﺧﻼف اﻟﻔﻘﮭﻲ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت.
ب -اﺣﺗﻣﺎل اﻟﺗرﺗﯾب ﻟوﺟﮭﯾن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ آﯾﺔ اﻹﯾﻼء ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰﱡ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ
١
اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺣدﯾث أو اﻟﺷك ﻓﻲ ﺛﺑوﺗﮫ. ّ -ﻋدم
-اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن ﻓﺗوى اﻟﺻﺣﺎﺑﻲ ورواﯾﺗﮫ اﻟﺗﻲ اﻧﻔرد ﺑﮭﺎ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮫ ﻟرواﯾﺗﮫ وﻣﺛﺎﻟﮫ
ﺛﺑوت ﺣﻛم اﻻﺳﺗﺋذان ﻋﻧد أﺑﻲ ﻣوﺳﻰ وﺟﮭﻠﮫ ﻋﻣر) ٢رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ( ،وﻛﺎن ﺣﻛم اﻟﺟدة
ﻋﻧد اﻟﻣﻐﯾرة وﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺳﻠﻣﺔ وﺟﮭﻠﮫ أﺑو ﺑﻛر وﻋﻣر) ٣رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم أﺟﻣﻌﯾن( وﻛﺎن
ﺣﻛم أﺧذ اﻟﺟزﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺟوس ﻋﻧد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋوف وﺟﮭﻠﮫ ﺟﻣﮭور ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ
٤
)رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم أﺟﻣﻌﯾن(.
-اﺧﺗﻼف اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﻠﮭم ﻓﻌل اﻟﻧﺑﻲ ﻛﺎﻟرﻣل ﻓﻲ اﻟطواف ،رأى اﺑن ﻋﺑﺎس
أﻧﮫ ﻟﯾس ﺳﻧﺔ؛ ﻷنّ اﻟﻧﺑﻲ )ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم( ﻓﻌﻠﮫ ﻟﺳﺑب ،وھو ﻗول اﻟﻣﺷرﻛﯾن ﻋن
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن :أوھﻧﺗﮭم ﺣﻣﻰ ﯾﺛرب ،وﻗﯾل :ﺳﻧﺔ.
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم ﷲ َ ﱠ
ﷲُ َﻋ ْﻧ ُﮭ َﻣﺎ َﻗﺎ َلَ :ﻗ ِد َم َرﺳُو ُل ِ ﱠﺎس َرﺿِ َﻲ ﱠ ْن َﻋﺑ ٍ روي َﻋ ِن اﺑ ِ
ﺻﻠﱠﻰ َ
بَ ،ﻓﺄ َﻣ َر ُھ ُم اﻟ ﱠﻧ ِﺑﻲﱡ َ ْ َوأَﺻْ َﺣﺎ ُﺑﮫَُ ،ﻓ َﻘﺎ َل اﻟ ُﻣ ْﺷ ِر ُﻛ َ
ون :إِ ﱠﻧ ُﮫ َﯾ ْﻘدَ ُم َﻋﻠَ ْﯾ ُﻛ ْم َو َﻗ ْد َو َھ َﻧ ُﮭ ْم ﺣُ ﻣﱠﻰ َﯾﺛ ِر َ
ْنَ ،وﻟَ ْم َﯾ ْﻣ َﻧﻌْ ُﮫ أَنْ
ﺷوا َﻣﺎ َﺑﯾ َْن اﻟرﱡ ْﻛ َﻧﯾ ِاﻟﺛﻼَ َﺛ َﺔَ ،وأَنْ َﯾﻣْ ُ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم »أَنْ َﯾرْ ُﻣﻠُوا اﻷَ ْﺷ َوا َط ﱠ
٥
اط ُﻛﻠﱠ َﮭﺎ إِ ﱠﻻ اﻹِ ْﺑ َﻘﺎ ُء َﻋﻠَﯾ ِْﮭ ْم« َﯾﺄْﻣ َُر ُھ ْم أَنْ َﯾرْ ُﻣﻠُوا اﻷَ ْﺷ َو َ
٦
-أن ﯾﺟﺗﮭد أﺣدھم ﺣﯾن ﻻ ﯾﺟد ﻧﺻً ﺎ ،ﺛم ﯾظﮭر اﻟﻧص ﺑﺧﻼف ﻣﺎ رأى.
١
-ﻋن ﻋﺑﯾد ﺑن ﻋﻣﯾر ،ﻗﺎل :اﺳﺗﺄذن أﺑو ﻣوﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻣر ﻓﻛﺄﻧﮫ وﺟده ﻣﺷﻐوﻻ ﻓرﺟﻊ ،ﻓﻘﺎل ﻋﻣر :أﻟم أﺳﻣﻊ
ﺻوت ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻗﯾس ،اﺋذﻧوا ﻟﮫ ،ﻓدﻋﻲ ﻟﮫ ،ﻓﻘﺎل :ﻣﺎ ﺣﻣﻠك ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻧﻌت؟ ﻓﻘﺎل» :إﻧﺎ ﻛﻧﺎ ﻧؤﻣر ﺑﮭذا« ،ﻗﺎل:
ﻓﺄﺗﻧﻲ ﻋﻠﻰ ھذا ﺑﺑﯾﻧﺔ أو ﻷﻓﻌﻠن ﺑك ،ﻓﺎﻧطﻠق إﻟﻰ ﻣﺟﻠس ﻣن اﻷﻧﺻﺎر ،ﻓﻘﺎﻟوا :ﻻ ﯾﺷﮭد إﻻ أﺻﺎﻏرﻧﺎ ،ﻓﻘﺎم أﺑو ﺳﻌﯾد
اﻟﺧدري ﻓﻘﺎل» :ﻗد ﻛﻧﺎ ﻧؤﻣر ﺑﮭذا« ،ﻓﻘﺎل ﻋﻣر ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻲ ھذا ﻣن أﻣر اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،أﻟﮭﺎﻧﻲ اﻟﺻﻔق
ﺑﺎﻷﺳواق )ﻣﺣﻣد ﺑن إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺑﺧﺎري -ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري( )١٠٨/ ٩ﺑﺎب اﻟﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻗﺎل :إن أﺣﻛﺎم اﻟﻧﺑﻲ
ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻛﺎﻧت ظﺎھرة ،اﻟﻧﺎﺷر دار طوق اﻟﻧﺟﺎة( وﻣﺳﻠم ﺑن اﻟﺣﺟﺎج اﻟﻧﯾﺳﺎﺑوري -ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم
١٦٩٥/٣ﻛﺗﺎب اﻵداب ﺑﺎب اﻻﺳﺗﺋذان ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ( ،وأﺑو اﻟﻘﺎﺳم اﻟﻌﺎﻓﻘﻲ -ﻣﺳﻧد اﻟﻣوطﺄ ﻟﻠﺟوھري
٦٢٧/١ﺑﺎب :اﻟﻛﻧﻰ ،اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾروت ط :اﻷوﻟﻰ ١٩٩٧ ،م ( وﻣﺣﻣد اﺑن ﺣﺑﺎن -ﺻﺣﯾﺢ
اﺑن ﺣﺑﺎن ١٢٣/١٣ذﻛر اﻟﺑﯾﺎن ﺑﺄنّ ﺑﻌض اﻟﺳﻧن ﻗد ﺗﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم وﻗد ﯾﺣﻔظﮭﺎ ﻣن ھو دوﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم واﻟدﯾن- ،
ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤٠٨ ،ھـ ١٩٨٨ -م
-٢ﺳﺑق ﺗﺧرﯾﺟﮫ.
-٣ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ٩٦/٤ﻛﺗﺎب اﻟﺟزﯾﺔ ﺑﺎب اﻟﺟزﯾﺔ واﻟﻣوادﻋﺔ ﻣﻊ أھل اﻟﺣرب ،وﺻﺣﯾﺢ اﺑن ﺣﺑﺎن ٣٩١/١٣
ﻛﺗﺎب اﻟﻔراﺋض ذﻛر وﺻف ﻣﺎ ﺗﻌطﻰ اﻟﺟدة ﻣن اﻟﻣﯾراث ،وﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﮫ ٢٦/٤أﺑواب اﻟﻔراﺋض ﺑﺎب ﻣﯾراث
اﻟﺟدة ،وﺳﻧن اﻟﺗرﻣذي ٤٩٠/٣ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﯾراث اﻟﺟدة ،وأﺑو داود ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑن اﻷﺷﻌس-ﺳﻧن أﺑﻲ داود
٦٥٠/٤ﺑﺎب ﻓﻲ أﺣد اﻟﺟزﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺟوس اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤٣٠ ،ھـ ٢٠٠٩ -م
٤
-ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ٩٤/٤ﻛﺗﺎب اﻟﺟزﯾﺔ ﺑﺎب اﻟﺟزﯾﺔ واﻟﻣوادﻋﺔ ﻣﻊ أھل اﻟﺣرب ،وﻟﻔظﮫ ﻋن َﻋ ْﺑ ُد اﻟ ﱠرﺣْ ﻣ ِ
َن ﺑْنُ
ُوس ھَﺟَ رَ "وﺳﻧن أﺑﻲ داود ١٦٨/٣ﺑﺎب ﻓﻲ أﺧذ اﻟﺟزﯾﺔ ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم أَ َﺧ َذھَﺎ ﻣِنْ َﻣﺟ ِ ف أَنﱠ رَ ﺳُو َل ﱠ
ﷲِ َ َﻋ ْو ٍ
ﻣن اﻟﻣﺟوس ،وﻣﺣﻣد ﺑن إدرﯾس -ﻣﺳﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ١٣٠/٢ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺟزﯾﺔ ،اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،
ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن
-٥ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ١٥٠/٢ﻛﺗﺎب اﻟﺣﺞ ﺑﺎب :ﻛﯾف ﻛﺎن ﺑدء اﻟرﻣل ،وﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم - ٣٩ ٩٢١/٢ﺑﺎب اﺳﺗﺣﺑﺎب
اﻟرﻣل ﻓﻲ اﻟطواف واﻟﻌﻣرة ،وﻓﻲ اﻟطواف اﻷول ﻓﻲ اﻟﺣﺞ ،وﺳﻧن اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ ٢٣٠/٥اﻟﻌﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن أﺟﻠﮭﺎ ﺳﻌﻰ
اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﺎﻟﺑﯾت ،واﻟﺳﻧن اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺑﯾﮭﻘﻲ ١٣٣/٥ﺑﺎب :ﻛﯾف ﻛﺎن ﺑدو اﻟرﻣل؟
-٦ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ )ص(٢٢١ :
- ١٤٠٩ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
رُ ٍوي أنّ اﺑن ﻋﻣر )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ( :ﻛﺎن ﯾﺄﻣر اﻟﻧﺳﺎء إذا اﻏﺗﺳﻠن أن ﯾﻧﻘﺿن
ْن َﻋﻣْ ٍرو َھ َذا َﯾﺄْ ُﻣ ُر
رؤوﺳﮭنّ ،ﻓﺳﻣﻌت ﻋﺎﺋﺷﺔ )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ( ﺑذﻟك ﻓﻘﺎﻟتَ ":ﯾﺎ َﻋ َﺟﺑًﺎ ِﻻﺑ ِ
ت ْ ُ َ
ُوﺳﮭُنﱠ » ،ﻟ َﻘ ْد ﻛﻧ ُ ُوﺳﮭُنﱠ .أَ َﻓ َﻼ َﯾﺄْ ُﻣ ُرھُنﱠ أَنْ َﯾﺣْ ﻠِ ْﻘ َن رُ ء َ
اﻏ َﺗ َﺳ ْﻠ َن أَنْ َﯾ ْﻧﻘُﺿْ َن رُ ء َ
اﻟ ﱢﻧ َﺳﺎ َء إِ َذا ْ
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم ﻣِنْ إِ َﻧﺎ ٍء َوا ِﺣ ٍدَ .و َﻻ أَ ِزﯾ ُد َﻋﻠَﻰ أَنْ أ ُ ْﻓ ِر َغ َﻋﻠَﻰ
أَ ْﻏ َﺗﺳِ ُل أَ َﻧﺎ َو َرﺳُو ُل ﷲِ َ
١
ت". ث إِ ْﻓ َر َ
اﻏﺎ ٍ َر ْأﺳِ ﻲ َﺛ َﻼ َ
-اﺟﺗﮭﺎد اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم أﺟﻣﻌﯾن( ﻓﻲ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ ﻟﻣﻌﻧﻰ
ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻗول ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ 8 7 :ﱡ ﱹ ٢
ﻣﻌﺗﺑر ﻛﺎﻟﻣﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾراث
ﲇﲉ
ﲈ ﱺ ﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄ ﲅﲆ
٣
ﲑﱠ
ﲒ ﲊ ﲋ ﲌﲍ ﲎﲏﲐ
ﺛﺎﻧ ًﯾﺎ :أﺳﺑﺎب اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن ﻏﯾر اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ-:
ﺗرﺟﻊ أﺳﺑﺎب اﺧﺗﻼف اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﮭﺎ إﻟﻰ ﻋواﻣل أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ --:اﺧﺗﻼف
اﻟﻣﺟﺗﮭدﯾن ﻓﻲ ﻓﮭم اﻟﻧﺻوص ،أو ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺑﺎط اﻷﺣﻛﺎم ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﻧصّ ﻓﯾﮫ ،أو ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻊ
واﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﯾن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ.
وﻛﺎﻟﺗﻌﺎرض ﻓﻲ اﻹﻗرارات ،أو اﻟﻘﯾﺎﺳﺎت ،أو اﻟﺗﻌﺎرض اﻟذي ﯾﺗرﻛب ﻣن ھذه
اﻷﺻﻧﺎف اﻟﺛﻼﺛﺔ :أﻋﻧﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻘول ﻟﻠﻔﻌل أو ﻟﻺﻗرار أو ﻟﻠﻘﯾﺎس ،وﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻔﻌل
٤
ﻟﻺﻗرار أو ﻟﻠﻘﯾﺎس ،وﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻹﻗرار ﻟﻠﻘﯾﺎس.
٥
-اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺟﺗﮭدﯾن ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻷﺻوﻟﯾّﺔ.
-ﺧﻔﺎء اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﯾﮫ وﻋﻠم اﻵﺧر ﺑﮫ ،وھذا ﻻ ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻘرآن ،إﻧﻣﺎ
اﺧﺗﻼﻓﮭم ﻓﻲ اﻟﻘرآن إن وﻗﻊ ﻓﺑﺳﺑب اﻟدﻻﻟﺔ ﻻ اﻟرواﯾﺔ.
-١ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ٢٦٠/١ﻛﺗﺎب اﻟﺣﯾض ﺑﺎب ﺣﻛم ﺿﻔﺎﺋر اﻟﻣﻐﺗﺳﻠﺔ ،وﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﮫ ٣٨١/١ﺑﺎب ﻣﺎ
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻏﺳل اﻟﻧﺳﺎء ﻣن اﻟﺟﻧﺎﺑﺔ ،وﻣﺻﻧف اﺑن أﺑﻲ ﺷﯾﺑﺔ ٧٣/١ﻓﻲ اﻟﻣرأة ﺗﻐﺗﺳل أﺗﻧﻘض ﺷﻌرھﺎ ،وأﺑو
ﺑﻛر ﺑن ﺧزﯾﻣﺔ –وأﺑو ﺑﻛر اﺑن ﺧزﯾﻣﺔ -ﺻﺣﯾﺢ اﺑن ﺧزﯾﻣﺔ ١٢٣/١ﺑﺎب اﻟرﺧﺻﺔ ﻓﻲ ﺗرك اﻟﻣرأة ﻧﻘض
ﺿﻔﺎﺋر رأﺳﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺳل ﻣن اﻟﺟﻧﺎﺑﺔ اﻟﻧﺎﺷر :اﻟﻣﻛﺗب اﻹﺳﻼﻣﻲ – ﺑﯾروت(
-٢ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ )ص (٢٢١ :واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺻورﺗﮭﺎ -:ﻣﺎﺗت وﺗرﻛت زوﺟً ﺎ وأ ُ ًّﻣﺎ
وإﺧوة ﻷُم وأخ ﺷﻘﯾق أو أﻛﺛر.
-٣ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء أﯾﺔ ١٢
-٤أﺑو اﻟوﻟﯾد ﻣﺣﻣد ﺑن رﺷد -ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﮭد وﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ) (١٢ /١اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﺣدﯾث – اﻟﻘﺎھرة
اﻟطﺑﻌﺔ :ﺑدون طﺑﻌﺔ
-٥ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﮭد وﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ) (١٢ /١وﻋﺑد ﷲ اﻟﺟدﯾﻊ -ﺗﯾﺳﯾر ﻋﻠم أﺻول اﻟﻔﻘﮫ ص- ١٤٥ :
(٣٠٤اﻟﻧﺎﺷر :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﯾﺎن ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤١٨ ،ھـ -
١٩٩٧م
- ١٤١٠ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
-اﻟﻘواﻋد اﻟﻣذھﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﻣذھب دون ﻣذھب أو ﯾﻌﻣل ﺑﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ ﺑﻌض
اﻟﻔﻘﮭﺎء دون اﻵﺧرﯾن ﻣﻊ ﺷﻣوﻟﮭﺎ وﺳﻌﺔ اﺳﺗﯾﻌﺎﺑﮭﺎ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺳﺎﺋل اﻟﻔﻘﮫ ﻣن أﺑواب
١
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
٢
-أﺳﺑﺎب ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ ،وأھم ﻣﺎ ﯾﻧدرج ﺗﺣت ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺳﺑﺎب:
-اﻻﺷﺗراك اﻟﻠﻔظﻲ ودوران اﻟﻠﻔظ ﺑﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﻣﺟﺎز واﻹﺟﻣﺎل واﻻﺷﺗراك
واﻟﺗﻘﯾﯾد واﻹطﻼق )إطﻼق اﻟﻠﻔظ ﺗﺎرة ،وﺗﻘﯾﯾده ﺗﺎرة ،ﻣﺛل إطﻼق اﻟرﻗﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺗق ﺗﺎرة،
وﺗﻘﯾﯾدھﺎ ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ﺗﺎرة( واﺧﺗﻼف اﻟﻘراءات.
واﻹﻋراب وﻣﻣﺎ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮫ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻟﻔظ اﻷﻣر :ھل ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟوﺟوب أو ﻋﻠﻰ
٣
اﻟﻧدب ،وﻟﻔظ اﻟﻧﮭﻲ :ھل ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣرﯾم أو اﻟﻛراھﯾﺔ؟
-ﺗﻔﺎوت اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻌﻘول اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﮭم اﻟﻧﺻوص واﺳﺗﻧﺑﺎط اﻷﺣﻛﺎم ،وإدراك
٤
أﺳرار اﻟﺗﺷرﯾﻊ وﻋﻠل اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ.
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ.
اطب اول
اروع ا ا اف اء ب ال ب ادات
ً
أوﻻ :اﻟطﮭﺎرة
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ -:ذﻛر اﻹﻣﺎم اﻟﺳﯾوطﻲ أنّ ﻣن ا ْﻟ ُﻣﺷﻛِل ﺗﻘدﯾر اﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾﺷﺗري
١
ﺑﮫ اﻟﻣﺎء ﻟﻠطﮭﺎرة.
اﺗﻔق اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﻣﺳﻠم اﻟذي ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ ﺷراء اﻟﻣﺎء ﻟﻠطﮭﺎرة ؛ﻷ ّﻧﮫ
٢
ﻣُﺧﯾّر ﺑﯾن ﺷراء اﻟﻣﺎء ﻟﻠطﮭﺎرة وﺑﯾن اﻟﺻﻼة ﺑﺎﻟﺗﯾﻣم.
واﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﺷراء اﻟﻣﺎء ﺑﻣﺎ زاد ﻋن ﺛﻣن اﻟﻣﺛل واﻟﺗﯾﻣم ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ-:
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺟﻣﮭور ﻣن اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ أنّ َﻣنْ ﻓﻘد
٣
ﻣﺎء اﻟوﺿوء ﯾﺷﺗري ﻣﺎء اﻟوﺿوء ﺑﺛﻣن اﻟﻣﺛل إنْ أﺑﻰ ﻣﺎﻟﻛﮫ إﻋطﺎﺋﮫ إﻻ ﺑﺑﯾﻌﮫ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺣﺳن اﻟﺑﺻري واﺑن ﺣزم )رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ( :أنّ طﺎﻟب
اﻟﻣﺎء ﻟﻠوﺿوء ﻻ ﯾﺗﯾﻣم وﯾﺷﺗري ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎﻟﮫ إن أﺑﻰ ﻣﺎﻟك اﻟﻣﺎء أن ﯾﺑﯾﻌﮫ ﺑﺛﻣن اﻟﻣﺛل ،وﻻ
٤
ﯾﺗﯾﻣم إﻻ ﻟﻠﻌﺟز ﻋن دﻓﻊ اﻟﺛﻣن.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول )ﻟﺟﻣﮭور( :طﺎﻟب اﻟﻣﺎء ﻟﻠطﮭﺎرة إن ﻟم ﯾﺟده إﻻ ﺑﺎﻟﺛﻣن وﺟب
ﺷراؤه ﺑﺛﻣن اﻟﻣﺛل إن ﻛﺎن اﻟﺛﻣن ﻓﺎﺿﻼ ﻋن ﺣﺎﺟﺗﮫ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،وﺣرﻣﺔ ﻣﺎل اﻟﻣﺳﻠم ﻛﺣرﻣﺔ
ﺣﺎﻻ أو ﻧﺳﯾﺋﺔ ﺑﺷرط أﻻ وﻻ ﯾزﯾد ﻋن ﺛﻣن اﻟﻣﺛل ﯾﻠﺣﻘﮫ ﺧﺳران ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﺷﺗري ً
٥
ﻓﻔرﺿﮫ اﻟﺗﯾﻣم ،واﻟﻐﺑن اﻟﻔﺎﺣش ﺧﺳران.
-١ﺟﻼل اﻟدﯾن اﻟﺳﯾوطﻲ اﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر )ص (٨١ :اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ،
١٤١١ھـ ١٩٩٠ -م
-٢ﻋز اﻟدﯾن ﺑن ﻋﺑد اﻟﺳﻼم -ﻗواﻋد اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻧﺎم ) (٢٤٢ /١اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ -
ﺑﯾروت ١٤١٤ھـ ١٩٩١ -م( واﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ) ١١٥ /١واﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠدردﯾر ١٥٣/١وأﺑو
اﻟﺣﺳن اﻟﻣﺎوردي -اﻟﺣﺎوي ٢٨٨/١دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ١٩٩٩م( وﺷﻣﻲ اﻟدﯾن اﻟرﻣﻠﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺣﺗﺎج ٢٧٣/١اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻔﻛر ،ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ :ط أﺧﯾرة ١٤٠٤ -ھـ١٩٨٤/م ( واﻟﻣﻐﻧﻲ (١٧٧/١
-٣اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ) ١١٥ /١واﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠدردﯾر ١٥٣/١واﻟﺣﺎوي ٢٨٨/١وﻧﮭﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺣﺗﺎج ٢٧٣/١واﻟﻣﻐﻧﻲ (١٧٧/١
-٤اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ) (١١٥ /١وﻋﻠﻰ ﺑن ﺣزم -اﻟﻣﺣﻠﻰ ﺑﺎﻵﺛﺎر ) ٣٦١ /١دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت ﺑدون
ﺗﺎرﯾﺦ.
-٥اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ) ( ١١٥ /١ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن داﻣﺎد أﻓﻧدي -ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻧﮭر ) ٤٣ /١دار إﺣﯾﺎء
اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ( وﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج )(٢٧٣ /١
- ١٤١٢ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ رأي اﻟﺟﻣﮭور -:ﻗﺎل اﺑن ﺣزم )رﺣﻣﮫ ﷲ( إن ﻛﺎن واﺟده ﺑﺎﻟﺛﻣن -واﺟدا
ﻟﻠﻣﺎء -ﻓﺎﻟﺣﻛم ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺣﺳن)رﺣﻣﮫ ﷲ( ،وإن ﻛﺎن ﻏﯾر واﺟد ﻓﺎﻟﻘول ﻗوﻟﻧﺎ ،وأﻣﺎ اﻟﺗﻘﺳﯾم
ﻓﻲ اﺑﺗﯾﺎﻋﮫ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻐل ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﮫ ،وﺗرﻛﮫ إن ﻏوﻟﻲ ﺑﮫ ،ﻓﻼ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ھذا اﻟﻘول ،وﻛل
ً ١
ﻣﺎ دﻋت إﻟﯾﮫ ﺿرورة ﻓﻠﯾس ﻏﺎﻟﯾًﺎ ﺑﺷﻲء أﺻﻼ.
ً
ﺟواب اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺣرﻣﺔ ﻣﺎل اﻟﻣﺳﻠم ﻛﺣرﻣﺔ ﻧﻔﺳﮫ؛ وﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ
٢
اﻟﺷراء ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺛﻣن اﻟﻣﺛل.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗﺎل اﻟﺣﺳن اﻟﺑﺻري)رﺣﻣﮫ ﷲ( :ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺷراء ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎﻟﮫ؛
٣
ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺧﺳر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﻊ ﷲ واھﺑﮫ ھذا اﻟﻣﺎل.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷرﯾﻌﺔ وﻣﻘﺎﺻدھﺎ رﻓﻊ اﻟﺣرج واﻟﺣﻔﺎظ
٤
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ﻓﻼ ﯾﻠزﻣﮫ أن ﯾدﻓﻊ أﻛﺛر ﻣن ﺛﻣن اﻟﻣﺛل.
ارأي ارا اﻟرأي اﻷول وھو أ ّﻧﮫ ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺷراء ﺑﻣﺎ زاد ﻋن ﺛﻣن اﻟﻣﺛل ﻷ ّﻧﮫ
ﯾﻧﺎﺳب اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻛﻠﯾف واﻟﺗﺧﻔﯾف ورﻓﻊ اﻟﺣرج ،وﻣﺎ ﺷرع ﷲ اﻟﺗﯾﻣم إﻻ ﻟرﻓﻊ
اﻟﺣرج.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ -:ﺣﻛم اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﻓﻲ اﻟوﺿوء واﻟﻐﺳل ﻣن
٥
اﻟﻣﺷﻛل.
ﻣﻣﺎ أﺷﻛل ﺣﻛﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺣﻛم اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﺑﺳﺑب ﻋﻣوم ﻗوﻟﮫ
ﻓﺎﻟﻧص ﻣُﺷﻛِل ﻓﻲ ﺣق اﻟﻔم واﻷﻧف؛ ٦
ﱖﱠ
ﱗ ﺗﻌﺎﻟﻰ 8 7،ﱡ ﱓ ﱔ ﱕ
ﻷﻧﮫ أﻣر ﺑﻐﺳل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑدن واﻟﺑﺎطن ﺧﺎرج ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ﻟﻠﺗﻌذر ﻓﺑﻘﻲ اﻟظﺎھر ﻣرا ًدا وﻟﻠﻔم
واﻷﻧف ﺷﺑﮫ ﺑﺎﻟظﺎھر ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺣﻛﻣﺎ وﺷﺑﮫ ﺑﺎﻟﺑﺎطن ﻛذﻟك ،ﻓﺄﺷﻛل أﻣرھﻣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ھذﯾن
١
اﻟﺷﺑﮭﯾن.
وﻣن أﺳﺑﺎب اﺧﺗﻼف اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﻛوﻧﮭﻣﺎ ﻓرﺿﺎ أو ﺳﻧﺔ :اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺗﺻوّ ر
ھل ﯾﺄﺧذان ﺣﻛم اﻟوﺟﮫ أم ﻻ؟ واﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ اﻟواردة ،ھل ھﻲ زﯾﺎدة ﺗﻘﺗﺿﻲ
٢
ﻣﻌﺎرﺿﺔ آﯾﺔ اﻟوﺿوء أو ﻻ ﺗﻘﺗﺿﻲ ذﻟك؟
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ أنّ اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﻓﻲ
٣
اﻟوﺿوء ﺳﻧﺗﺎن.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﮭور أنّ اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق واﺟﺑﺎن ﻓﻲ
اﻟوﺿوء ،وﺑﮫ ﻗﺎل اﺑن اﻟﻣﺑﺎرك واﺑن أﺑﻲ ﻟﯾﻠﻰ وإﺳﺣﺎق وﻋطﺎء ﻣن أھل اﻟﺑﯾت اﻟﮭﺎدي
٤
واﻟﻘﺎﺳم واﻟﻣؤﯾد ﺑﺎ ،
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث:ﻣذھب ﻋطﺎء واﺑن أﺑﻲ ﻟﯾﻠﻰ وإﺳﺣﺎق أﻧﮭﻣﺎ واﺟﺑﺗﺎن ﻓﻲ اﻟطﮭﺎرة
٥
اﻟﻛﺑرى واﻟﺻﻐرى ﻣﻌﺎ.
٦
اﻟرأي اﻟراﺑﻊ :روي ﻋن أﺣﻣد رواﯾﺔ أﺧرى ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق وﺣده أﻧﮫ واﺟب.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﺳﻧﺗﺎن؛ ﻷنّ اﻟﻧﺑﻲ -ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم -
واظب ﻋﻠﯾﮫ.
َ ُ
ب َﻋﻠَﻰ َﯾﻣِﯾﻧِ ِﮫ َﻓ َﻐ َﺳﻠَ َﮭﺎ ،ﺛ ﱠم أ ْد َﺧ َل ْ
انَ ،ﻗﺎ َل:دَ َﻋﺎ ﻋُﺛ َﻣﺎنُ ِﺑ َﻣﺎ ٍء َوھ َُو َﻋﻠَﻰ ْاﻟ َﻣ َﻘﺎﻋِ دَِ ،ﻓ َﺳ َﻛ َ َﻋنْ ﺣُ ﻣْ َر َ
ض َواﺳْ َﺗ ْﻧ َﺛ َر ، ارَ ،و َﻣﺿْ َﻣ َ ُ ً
َﯾﻣِﯾ َﻧ ُﮫ ﻓِﻲ ْاﻹِ َﻧﺎ ِء َﻓ َﻐ َﺳ َل َﻛ ﱠﻔ ْﯾ ِﮫ َﺛﻼﺛﺎ ،ﺛ ﱠم َﻏ َﺳ َل َوﺟْ َﮭ ُﮫ َﺛ َ
ﻼث ﻣ َِر ٍ
ْ
ْنارُ ،ﺛ ﱠم َﻣ َﺳ َﺢ ِﺑ َرأﺳِ ﮫِ ،ﺛ ﱠم َﻏ َﺳ َل ِرﺟْ ﻠَ ْﯾ ِﮫ إِﻟَﻰ ْاﻟ َﻛﻌْ َﺑﯾ ِ
ُ ﻼث َﻣرﱠ ٍ ْن َﺛ َ اﻋ ْﯾ ِﮫ إِﻟَﻰ ْاﻟﻣِرْ َﻓ َﻘﯾ ِ
َو َﻏ َﺳ َل ذ َِر َ
َ
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َﯾﻘُو ُلَ " :ﻣنْ َﺗ َوﺿﱠﺄ َﻧﺣْ َو ﷲ َ ت َرﺳُو َل ِ ار ،ﺛ ﱠم َﻗﺎ َلَ :ﺳﻣِﻌْ ُ ُ ﻼث ﻣ َِر ٍَﺛ َ
٧
ِﯾﮭ َﻣﺎَ ،ﻏ َﻔ َر ﷲ ﻟَ ُﮫ َﻣﺎ َﺗ َﻘ ﱠد َم ﻣِنْ َذ ْﻧ ِﺑ ِﮫ ""...ث َﻧ ْﻔ َﺳ ُﮫ ﻓ ِ ْن َﻻ ﯾ َُﺣ ﱢد ُ
ﺻﻠﱠﻰ َر ْﻛ َﻌ َﺗﯾ ِ ُ
وُ ﺿُوﺋِﻲ َھ َذا ،ﺛ ﱠم َ
-١ﻛﺷف اﻷﺳرار ﺷرح أﺻول اﻟﺑزدوي ٥٢/ ١وﺳﻌد اﻟدﯾن اﻟﺗﻔﺗﺎزاﻧﻲ -ﺷرح اﻟﺗﻠوﯾﺢ ٢٤٢/١اﻟﻧﺎﺷر :ﻣﻛﺗﺑﺔ
ﺻﺑﯾﺢ ﺑﻣﺻر اﻟطﺑﻌﺔ :ﺑدون طﺑﻌﺔ وﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ(.
-٢ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﮭد وﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ١٧/ ١
-٣اﻟﺑداﺋﻊ ، ٢١/١واﻟﻣوﺻﻠﻲ -اﻻﺧﺗﯾﺎر ٨/١اﻟﻧﺎﺷر :ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺣﻠﺑﻲ -اﻟﻘﺎھرة ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﺷر ١٣٥٦ :ھـ -
١٩٣٧م
وأﺑو اﻟﻌﺑﺎس اﻟﻘراﻓﻲ -اﻟذﺧﯾرة ٢٧٤/١اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ -ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٩٩٤ ،م( ،وأﺑو
زﻛرﯾﺎ اﻟﻧووي روﺿﺔ اﻟطﺎﻟﺑﯾن ٤٧/١اﻟﻧﺎﺷر :اﻟﻣﻛﺗب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾروت -اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ١٤١٢ ،ھـ ١٩٩١ /م ،
وزﻛرﯾﺎ اﻷﻧﺻﺎري -أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ٣٨/١اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟطﺑﻌﺔ :ﺑدون طﺑﻌﺔ وﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ
-٤اﻟﻣﻐﻧﻲ ) ( ٨٨/١واﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ -ﻧﯾل اﻷوطﺎر ١٧٧/١اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﺣدﯾث ،ﻣﺻر اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ١٤١٣ ،ھـ -
١٩٩٣م
-٥اﻟﺣﺎوي اﻟﻛﺑﯾر )(١٠٣ /١
-٦اﻟﻣﻐﻧﻲ ) ( ٨٨/١واﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ -ﻧﯾل اﻷوطﺎر .١٧٧/١
-٧ﻣﺳﻧد أﺣﻣد ٤٧٧/١ﻣﺳﻧد ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﻋﻔﺎن )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ( وﺳﻧن أﺑﻲ داود ٧٧/١ﺑﺎب ﺻﻔﺔ وﺿوء اﻟﻧﺑﻲ.
اﻟﺣدﯾث ﺻﺣﯾﺢ أﺧرﺟﮫ ﻣﺳﻠم ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺣﮫ ٢٠٥/١ﻛﺗﺎب اﻟطﮭﺎرة ﺑﺎب ﺻﻔﺔ اﻟوﺿوء وﻛﻣﺎﻟﮫ.
- ١٤١٤ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
وﻟم ﯾذﻛر أﯾﺿًﺎ ﻓﻲ ﺣدﯾث اﻷﻋراﺑﻲ اﻟذي ﻋﻠﻣﮫ رﺳول ﷲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم
– اﻟواﺟﺑﺎت.
ﱠ
ﺻﻠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠ َم ﻣِنْ ﱠ ﷲ َ ﱠ
ُول ِ ﷲَ ،ﻗﺎ َلَ :ﺟﺎ َء َرﺟُ ٌل إِﻟَﻰ َرﺳ ِ ﱠ ْ َ
وﻋن طﻠ َﺣ َﺔ ﺑ َْن ُﻋ َﺑ ْﯾ ِد ِ
َ ْ
َ
ﺻ ْو ِﺗ ِﮫ َوﻻَ ُﯾ ْﻔ َﻘ ُﮫ َﻣﺎ َﯾﻘُولَُ ،ﺣ ﱠﺗﻰ دَ َﻧﺎَ ،ﻓﺈِذا ھ َُو َﯾﺳْ ﺄ ُل َﻋ ِندَويﱡ َس ،ﯾُﺳْ َﻣ ُﻊ ِ أَھْ ِل َﻧﺟْ ٍد َﺛﺎﺋ َِر اﻟرﱠ أ ِ
ت ﻓِﻲ اﻟ َﯾ ْو ِم َواﻟﻠﱠ ْﯾﻠَ ِﺔ«َ .ﻓ َﻘﺎ َل: ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َمَ » :ﺧﻣْسُ َ
ﺻﻠَ َوا ٍ ﷲ َ اﻹﺳْ ﻼَ ِمَ ،ﻓ َﻘﺎ َل َرﺳُو ُل ﱠ ِ ِ
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم: ﷲ َ َھ ْل َﻋﻠَﻲﱠ َﻏﯾْرُ َھﺎ؟ َﻗﺎ َل» :ﻻَ ،إِ ﱠﻻ أَنْ َﺗ َطوﱠ َع«َ .ﻗﺎ َل َرﺳُو ُل ﱠ ِ
ﺎن«َ .ﻗﺎ َلَ :ھ ْل َﻋﻠَﻲﱠ َﻏﯾْرُ هُ؟ َﻗﺎ َل» :ﻻَ ،إِ ﱠﻻ أَنْ َﺗ َط ﱠو َع«َ .ﻗﺎ َلَ :و َذ َﻛ َر ﺿ َ» َوﺻِ َﯾﺎ ُم َر َﻣ َ
اﻟز َﻛﺎ َةَ ،ﻗﺎ َلَ :ھ ْل َﻋﻠَﻲﱠ َﻏﯾْرُ َھﺎ؟ َﻗﺎ َل» :ﻻَ ،إِ ﱠﻻ أنَْ ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم ﱠ ﷲ َ ﻟَ ُﮫ َرﺳُو ُل ﱠ ِ
ﷲِ ﷲ ﻻَ أَ ِزﯾ ُد َﻋﻠَﻰ َھ َذا َوﻻَ أَ ْﻧﻘُصُ َ ،ﻗﺎ َل َرﺳُو ُل ﱠ َﺗ َطوﱠ َع«َ .ﻗﺎ َلَ :ﻓﺄ َ ْد َﺑ َر اﻟرﱠ ﺟُ ُل َوھ َُو َﯾﻘُو ُلَ :و ﱠ ِ
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم» :أَ ْﻓﻠَ َﺢ إِنْ َ
١
ﺻ َ
دَق" َ
وﻛﺎن اﻟﻧﺑﻲ ﯾواظب ﻓﻲ اﻟﻌﺑﺎدات ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻛﻣﺎل ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﯾواظب
ﻋﻠﻰ اﻷذﻛﺎر ،وﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻣر ﺑﺗطﮭﯾر أﻋﺿﺎء ﻣﺧﺻوﺻﺔ ،واﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻧص
ﻻ ﺗﺟوز إﻻ ﺑﻣﺎ ﺛﺑت اﻟﻧﺳﺦ ،وﻋﻠم رﺳول ﷲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم -اﻷﻋراﺑﻲ اﻟوﺿوء،
٢
وﻟم ﯾذﻛرھﻣﺎ ﻓﯾﮫ.
واﻷﻣر اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص ﻟﻠﻧدب؛ ﻟﻘرﯾﻧﺔ ﻣﺎ ﺳﻠف ﻣن ﺣدﯾث " رﻓﺎﻋﺔ ﺑن راﻓﻊ
" ﻓﻲ أﻣره -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم -ﻟﻸﻋراﺑﻲ ﺑﺻﻔﺔ اﻟوﺿوء اﻟذي ﻻ ﺗﺟزئ اﻟﺻﻼة إﻻ
٣
ﺑﮫ ،وﻟم ﯾذﻛر ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻗد ورد اﻷﻣر ﻣن اﻟﻧﺑﻲ ﺑﺎﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق واﻷﻣر ﻟﻠوﺟوب
وﯾؤﻛد ذﻟك أﻣر ﷲ ﺑطﺎﻋﺔ رﺳوﻟﮫ واﻟﻧﮭﻲ ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮫ.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋن أﺑﻲ ھرﯾرة ﻗﺎل اﻟﻧﺑﻲ - :ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠمَ -ﻋنْ أَ ِﺑﻲ
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َﻗﺎ َل» :إِ َذا َﺗ َوﺿﱠﺄ َ أَ َﺣ ُد ُﻛ ْم َﻓ ْﻠ َﯾﺟْ َﻌ ْل ﻓِﻲ أَ ْﻧﻔِ ِﮫُ ،ﺛ ﱠم ھ َُرﯾ َْر َة أَنﱠ َرﺳُو َل ﱠ ِ
ﷲ َ
-١ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري) (1/ 18ﻛﺗﺎب اﻟزﻛﺎة ﺑﺎب اﻟزﻛﺎة ﻣن اﻹﺳﻼم ،وﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ٤٠/١ﻛﺗﺎب
اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎب ﺑﯾﺎن اﻟﺻﻠوات اﻟﺗﻲ ھﻲ أﺣد أرﻛﺎن اﻹﺳﻼم.
-٢ﺑدر اﻟدﯾن اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ) ٢٠٨ /١دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ -ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤٢٠ ،ھـ -
٢٠٠٠م( واﻟزﯾﻠﻌﻲ -ﺗﺑﯾﯾن اﻟﺣﻘﺎﺋق ) (٤ /١اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻛﺑرى اﻷﻣﯾرﯾﺔ -ﺑوﻻق ،اﻟﻘﺎھرة اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ،
١٣١٣ھـ(
وﻧﻘل اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻋن اﺑن اﻟﻣﻧذر أنّ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻟم ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﻰ ﻋدم وﺟوب اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﻣﻊ ﺻﺣﺔ اﻷﻣر ﺑﮫ إﻻ
ﺑﻛوﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﻠم ﺧﻼﻓﺎ ﻓﻲ أن ﺗﺎرﻛﮫ ﻻ ﯾﻌﯾد ،وھذا دﻟﯾل ﻓﻘﮭﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﻔظ ذﻟك ﻋن أﺣد ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ
واﻟﺗﺎﺑﻌﯾن إﻻ ﻋن ﻋطﺎء) .ﻧﯾل اﻷوطﺎر ( ١٧٩/١
-٣اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ -ﺳﺑل اﻟﺳﻼم ٦٧/ ١دار اﻟﺣدﯾث-ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ.
وﻗﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻋدم وﺟوب اﻻﺳﺗﻧﺛﺎر ﻋﻧد اﻻﺳﺗﯾﻘﺎظ وﻟم ﯾذھب إﻟﻰ وﺟوﺑﮫ أﺣد ،وإﻧﻣﺎ ﺷرع ﻷﻧﮫ
ﯾذھب ﻣﺎ ﯾﻠﺻق ﺑﻣﺟرى اﻟﻧﻔس ﻣن اﻷوﺳﺎخ وﯾﻧظﻔﮫ ﻓﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻘﺎرئ وطرد اﻟﺷﯾطﺎن،
واﻟﺧﯾﺷوم أﻋﻠﻰ اﻷﻧف) .ﻧﯾل اﻷوطﺎر )(١٧٦ /١
- ١٤١٥ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
ﻟِ َﯾ ْﻧ ُﺛرْ َ ،و َﻣ ِن اﺳْ َﺗﺟْ َﻣ َر َﻓ ْﻠﯾُوﺗِرْ َ ،وإِ َذا اﺳْ َﺗ ْﯾ َﻘ َظ أَ َﺣ ُد ُﻛ ْم ﻣِنْ َﻧ ْو ِﻣ ِﮫ َﻓ ْﻠ َﯾ ْﻐﺳِ ْل َﯾدَ هُ َﻗ ْﺑ َل أَنْ ﯾ ُْد ِﺧﻠَ َﮭﺎ ﻓِﻲ
١
ت َﯾ ُدهُ« َوﺿُو ِﺋﮫَِ ،ﻓﺈِنﱠ أَ َﺣدَ ُﻛ ْم ﻻَ َﯾ ْد ِري أَﯾ َْن َﺑﺎ َﺗ ْ
واﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﺟزء ﻣن اﻟوﺟﮫ ﻓﮭﻣﺎ ﻣن ﺗﻣﺎم ﻏﺳﻠﮫ ﻓﺎﻷﻣر ﺑﻐﺳﻠﮫ أﻣر ﺑﮭﻣﺎ،
واﻷﻣر ﺑﮭﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﺟوب وھوﺛﺎﺑت ﺑﺄﻣر رﺳول ﷲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،-واﻷﻣر
ﻣﻧﮫ أﻣر ﺑدﻟﯾل ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱠ ٢وﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﱞ ﱟ ﱠ
-١ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ٤٣/١ﻛﺗﺎب اﻟوﺿوء ﺑﺎب اﻻﺳﺗﺟﻣﺎر وﺗرا» ،ﻣن ﺗوﺿﺄ ﻓﻠﯾﺳﺗﻧﺷق« ،وﺻﺣﯾﺢ
ﻣﺳﻠم ٢١٢/١ﻛﺗﺎب اﻟطﮭﺎرة ﺑﺎب اﻹﯾﺗﺎر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻧﺛﺎر واﻻﺳﺗﺟﻣﺎر(
-٢اﻟﺣﺷر٧ :
-٣آل ﻋﻣران٣١ :
-٤اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ) (٨٨ /١وﻧﯾل اﻷوطﺎر )( ١٨٠/١
-٥ﻧﯾل اﻷوطﺎر )(١٧٨ /١
-٦ﺑدر اﻟدﯾن اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ) ٢٠٨ /١دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ -ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤٢٠ ،ھـ -
٢٠٠٠م( واﻟزﯾﻠﻌﻲ -ﺗﺑﯾﯾن اﻟﺣﻘﺎﺋق ) (٤ /١اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻛﺑرى اﻷﻣﯾرﯾﺔ -ﺑوﻻق ،اﻟﻘﺎھرة اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ،
١٣١٣ھـ(
وﻧﻘل اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻋن اﺑن اﻟﻣﻧذر أنّ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻟم ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﻰ ﻋدم وﺟوب اﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﻣﻊ ﺻﺣﺔ اﻷﻣر ﺑﮫ إﻻ
ﺑﻛوﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﻠم ﺧﻼﻓﺎ ﻓﻲ أن ﺗﺎرﻛﮫ ﻻ ﯾﻌﯾد ،وھذا دﻟﯾل ﻓﻘﮭﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﻔظ ذﻟك ﻋن أﺣد ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ
واﻟﺗﺎﺑﻌﯾن إﻻ ﻋن ﻋطﺎء) .ﻧﯾل اﻷوطﺎر ( ١٧٩/١
-٧ﻧﯾل اﻷوطﺎر )(١٧٨ /١
- ١٤١٦ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
٢
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث :اﻷﻣر ﺑﮭﻣﺎ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ١واﻷﻣر ﻟﻠوﺟوب.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟراﺑﻊ :ﯾﺟب ﻏﺳل اﻷﻧف واﻟﻔم ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻋﺿوان ﺳن ﻏﺳﻠﮫ ﻓﻲ
اﻟطﮭﺎرة اﻟﺻﻐرى ﻓﺎﻗﺗﺿﻰ أن ﯾﺟب ﻏﺳﻠﮫ ﻓﻲ اﻟطﮭﺎرة اﻟﻛﺑرى ﻛﺎﻷذﻧﯾن ،وﻷن ﻛل ﻣﺣل
ﻣن اﻟﺑدن وﺟب ﺗطﮭﯾره ﻣن اﻟﻧﺟﺎﺳﺔ وﺟب ﺗطﮭﯾره ﻣن اﻟﺟﻧﺎﺑﺔ ﻛﺎﻟﺑﺷرة اﻟﺗﻲ ﺗﺣت ﺷﻌر
اﻟوﺟﮫ ،ﻗﺎل وﻷن اﻟﻔم واﻷﻧف ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ ظﺎھر اﻟﺑدن ﻓﺈﯾﺻﺎل اﻟﻣﺎء إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻻ ﯾﺷق ،ﻋﻠﯾﮫ
وﺣﺻول اﻟطﻌﺎم ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻻ ﯾﻔطر ﻓوﺟب أن ﯾﻛوﻧﺎ ﻓﻲ إﯾﺻﺎل اﻟﻣﺎء إﻟﯾﮭﻣﺎ واﺟﺑﺎ ﻛظﺎھر
٣
اﻟﺑدن.
ارأي ارا اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﺳﻧﺔ ﻣن ﺳﻧن اﻟوﺿوء وﻣواظﺑﺔ اﻟﻧﺑﻲ
ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﺗﻔﯾد اﻟﺳﻧﯾﺔ.
ﺛﺎﻧ ًﯾﺎ :ﺣﻛم اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﻓﻲ اﻟطﮭﺎرة ﻣن اﻟﺣدث اﻷﻛﺑر
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ أنّ اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﻓرﺿﺎن ﻓﻲ اﻟطﮭﺎرة ﻣن
٤
اﻟﺣدث اﻷﻛﺑر.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ أنّ اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﺳﻧﺗﺎن ﻓﻲ
٥
اﻟﻐﺳل.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :ﯾﺟب ﻏﺳل اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ﻓﻲ اﻟ ُﻐﺳل؛ ﻷنّ إﯾﺻﺎل
اﻟﻣﺎء إﻟﻰ داﺧل اﻟﻔم ،واﻷﻧف ﻣﻣﻛن ﺑﻼ ﺣرج ،وإﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺟﺑﺎن ﻓﻲ اﻟوﺿوء ﻻ ،ﻷﻧﮫ ﻻ
ﯾﻣﻛن إﯾﺻﺎل اﻟﻣﺎء إﻟﯾﮫ ﺑل؛ ﻷنّ اﻟواﺟب ھﻧﺎك ﻏﺳل اﻟوﺟﮫ ،وﻻ ﺗﻘﻊ اﻟﻣواﺟﮭﺔ إﻟﻰ ذﻟك
٦
رأﺳً ﺎ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ رأي اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ :ﺗﻌﻣﯾم اﻟﺑدن ﺑﺎﻟﻣﺎء رﻛن اﻟوﺿوء اﻷﻋظم وﯾﺷﻣل اﻷﻧف
واﻟﻔم ﻓﺗﺧﺻﯾﺻﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐﺳل ﺳﻧﺔ.
٧
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣدﯾث ﺳﯾدﻧﺎ ﻋﺛﻣﺎن –رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ -وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻠو ﺗرك
اﻟﻣﻐﺗﺳل اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق ،أو اﻟوﺿوء ،ﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ واﻷﺻﺣﺎب -رﺣﻣﮭم ﷲ :-
٨
ﻓﻘد أﺳﺎء ،وﯾﺳﺗﺣب ﺗدارك ذﻟك.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻻ ﺣرج ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣﺿﺔ واﻻﺳﺗﻧﺷﺎق واﻟﺟﻧﺎﺑﺔ ﺗﻌم اﻟﺑدن وھﻣﺎ ﻣن اﻟﺑدن
ﻓﻐﺳﻠﮭﻣﺎ واﺟب.
-١در اﻟدﯾن اﻟزرﻛﺷﻲ اﻟﻣﻧﺛور ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد ١٧٣/٣وزارة اﻷوﻗﺎف اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ ،١٩٨٥واﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر
ص٨١
-٢أﺑو ﺑﻛر ﺑن ﻣﺳﻌود اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ -ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ٤٨ / ١اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
١٤٠٦ھـ ١٩٨٦ -م ،واﻟﻣﻘدﻣﺎت اﻟﻣﻣﮭدات ) ٧٢ /١ﻣﺣﻣد ﺑن إدرﯾس اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ -اﻷم ) ٥٨ /١دار
اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾروت واﻟﺣﺎوي اﻟﻛﺑﯾر ) ٢٧٠ /١واﻟﻣﻐﻧﻲ ١٩٠/١
-٣ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ) (٤٨ /١وﻣﺟﻣﻊ اﻷﻧﮭر ﻓﻲ ﺷرح ﻣﻠﺗﻘﻰ اﻷﺑﺣر )٢٤٨ /١
-٤اﻟﻣﻘدﻣﺎت ٧٢ /١واﻷم ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﻲ ٥٨ /١واﻟﺣﺎوي اﻟﻛﺑﯾر ) ٢٧٠ /١واﻟﻣﻐﻧﻲ ( ١٩٠/١وأﺑو اﻟﺣﺳن
اﻟﻌدوي -ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌدوي ) ٢٢٣ /١دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت ،وﺷﻣس اﻟدﯾن اﻟﺣطﺎب -ﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل )(٤٤٨ /٢
دار اﻟﻔﻛر ١٩٩٢م ،واﻟﺑﮭوﺗﻲ -ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ﻋن ﻣﺗن اﻹﻗﻧﺎع ) (٤٩٥ /١دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت.
-٥ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻧﮭر ﻓﻲ ﺷرح ﻣﻠﺗﻘﻰ اﻷﺑﺣر ) ٢٤٨ /١واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ) (٣٥٠ /٢وﺑدر اﻟدﯾن اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ/٤
(٧٦اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ -ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤٢٠ ،ھـ ٢٠٠٠ -م
-٦ﺳورة اﻟﻣﺎﺋدة آﯾﺔ . ٦
-٧ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ )(٤٨ /١
- ١٤١٨ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
ﺎب
ﺻ َ وﻣن اﻟﺳﻧﺔ ﻣﺎ روي َﻋنْ َﺟ ِﺎﺑ ٍر )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ( َﻗﺎ َلَ :ﺧ َرﺟْ َﻧﺎ ﻓِﻲ َﺳ َﻔ ٍر َﻓﺄ َ َ
ﺻ ًﺔ ﻓِﻲ ون ﻟِﻲ رُ ْﺧ َ ﺟُﻼ ِﻣ ﱠﻧﺎ َﺣ َﺟرٌ َﻓ َﺷﺟﱠ ُﮫ ﻓِﻲ َر ْأﺳِ ﮫُِ ،ﺛ ﱠم اﺣْ َﺗﻠَ َم َﻓ َﺳﺄ َ َل أَﺻْ َﺣﺎ َﺑ ُﮫ َﻓ َﻘﺎ َلَ :ھ ْل َﺗ ِﺟ ُد َ َر ً
ﺎتَ ،ﻓﻠَﻣﱠﺎ َﻗدِﻣْ َﻧﺎ َﻋﻠَﻰ ت َﺗ ْﻘدِرُ َﻋﻠَﻰ ْاﻟ َﻣﺎ ِء َﻓ ْ
ﺎﻏ َﺗ َﺳ َل َﻓ َﻣ َ ﺻ ًﺔ َوأَ ْﻧ َ اﻟ ﱠﺗ َﯾﻣ ِﱡم؟ َﻓ َﻘﺎﻟُواَ :ﻣﺎ َﻧ ِﺟ ُد ﻟَ َك ر ُْﺧ َ
ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم أ ُ ْﺧ ِﺑ َر ِﺑ َذﻟ َِك َﻓ َﻘﺎ َلَ » :ﻗ َﺗﻠُوهُ َﻗ َﺗﻠَ ُﮭ ُم ﱠ
ﷲ ُ أَ َﻻ َﺳﺄَﻟُوا إِ ْذ ﻟَ ْم َﯾﻌْ ﻠَﻣُوا َﻓﺈِ ﱠﻧ َﻣﺎ اﻟ ﱠﻧ ِﺑﻲﱢ َ
ُوﺳﻰ َ -ﻋﻠَﻰ كﻣ َ ب » َﺷ ﱠ َ َ
ﺎن َﯾ ْﻛﻔِﯾ ِﮫ أنْ َﯾ َﺗ َﯾ ﱠﻣ َم َو َﯾﻌْ ﺻِ َر -أ ْو« َﯾﻌْ ﺻِ َ ﺷِ َﻔﺎ ُء ْاﻟﻌِﻲﱢ اﻟﺳ َﱡؤا ُل ،إِ ﱠﻧ َﻣﺎ َﻛ َ
١
ﺟُ رْ ِﺣ ِﮫ ﺧِرْ َﻗ ًﺔُ ،ﺛ ﱠم َﯾﻣْ َﺳ َﺢ َﻋﻠَ ْﯾ َﮭﺎ َو َﯾ ْﻐﺳِ َل َﺳﺎﺋ َِر َﺟ َﺳ ِد ِه««
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :د ّل اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺗﯾﻣم ﻣطﻠﻘﺎ وﻟم ﯾﻔرق ﺑﯾن ﻣرض
٢
وﻣرض ﻟﺗﺣﻘق اﻟﻣﺷﻘﺔ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺷرع ﷲ اﻟرﺧﺻﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻣرض واﻟﺧوف ﻣﻧﮫ ﻟﺗﺣﻘق اﻟﻣﺷﻘﺔ وھذا
ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻌﻠق اﻟرﺧﺻﺔ ﺑﮭﻣﺎ.
ﺣﺟﺔ اﻟﺟﻣﮭور :ﯾرى ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء أنّ اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣرض أو ﻣظﻧﺗﮫ ﻣن
اﻷﻋذار اﻟﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻠرﺧص اﻟﻣرض أو ﺧوف ﺣدوﺛﮫ أو ﺧوف زﯾﺎدﺗﮫ أو ﺗﺑﺎطؤ ﺷﻔﺎﺋﮫ،
ﷲُ اﺳﺗدﻻﻻ ﺑﻣﺎ روي َﻋ ِن اﻷَﺳْ َودَِ ،ﻗﺎ َلُ :ﻛ ﱠﻧﺎ ﻋِ ْﻧدَ َﻋﺎ ِﺋ َﺷ َﺔ َرﺿِ َﻲ ﱠ ً دون اﻟرﺟوع ﻷﻣر طﺑﯾب،
ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ ﷲ َ ض َرﺳُو ُل ﱠ ِ ت :ﻟَﻣﱠﺎ َﻣ ِر َ ﺻﻼَ ِة َواﻟ ﱠﺗﻌْ ظِ ﯾ َم ﻟَ َﮭﺎَ ،ﻗﺎﻟَ ْ اظ َﺑ َﺔ َﻋﻠَﻰ اﻟ ﱠ َﻋ ْﻧ َﮭﺎَ ،ﻓ َذ َﻛرْ َﻧﺎ اﻟﻣ َُو َ
ﺻﻼَةَُ ،ﻓﺄ ُ ﱢذ َن َﻓ َﻘﺎ َل» :ﻣُرُ وا أ َﺑﺎَ ت اﻟ ﱠ ﺿ َر ِ ﺎت ﻓِﯾ ِﮫ ]صَ ،[١٣٤:ﻓ َﺣ َ ﺿ ُﮫ اﻟﱠذِي َﻣ َ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َﻣ َر َ
ِك ﻟَ ْم َﯾﺳْ َﺗطِ ﻊْ أنَْ َ َ
ﺎس« َﻓﻘِﯾ َل ﻟَ ُﮫ :إِنﱠ أ َﺑﺎ َﺑ ْﻛ ٍر َرﺟُ ٌل أﺳِ ﯾفٌ إِ َذا َﻗﺎ َم ﻓِﻲ َﻣ َﻘﺎﻣ َ ُﺻ ﱢل ِﺑﺎﻟ ﱠﻧ ِ َﺑ ْﻛ ٍر َﻓ ْﻠﯾ َ
ُف ُﻣرُوا أَ َﺑﺎ ﺻ َواﺣِبُ ﯾُوﺳ َ اﻟﺛﺎ ِﻟ َﺛ َﺔَ ،ﻓ َﻘﺎ َل» :إِ ﱠﻧ ُﻛنﱠ َﺎسَ ،وأَ َﻋﺎ َد َﻓﺄ َ َﻋﺎ ُدوا ﻟَﮫَُ ،ﻓﺄ َ َﻋﺎدَ ﱠ ُﺻﻠﱢ َﻲ ِﺑﺎﻟ ﱠﻧ ِﯾ َ
َﺑ ْﻛ ٍر َﻓ ْﻠﯾ َ
٣
ﺎس«( ُﺻ ﱢل ِﺑﺎﻟ ﱠﻧ ِ
وإﺑﺎﺣﺔ اﻟﺗﯾﯾم ﻟﻠﻣرﯾض ﻟﻠﺣوق اﻟﻣﺷﻘﺔ واﻷذى وﺧوف اﻟﺗﻠف ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎء
ﻓﺈذا أﻣن ﻣن اﻟﺧوف ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎء ارﺗﻔﻌت اﻹﺑﺎﺣﺔ ،وﻋﺎد إﻟﻰ ﺣﻛم اﻷﺻل ﻓﻲ
وﺟوب اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎء؛ وﻷﻧﮫ واﺟد ﻟﻠﻣﺎء ﻻ ﯾﺳﺗﺿر ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ،ﻓﻠم ﯾﺟز أن ﯾﺗﯾﻣم
٤
ﻛﺎﻟﺻﺣﯾﺢ.
-١ﺳﻧن أﺑﻲ داود ٩٣/١ﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﻣﺟروح ﯾﺗﯾﻣم ،وﺻﺣﯾﺢ اﺑن ﺣﺑﺎن ١٤١/٤ذﻛر إﺑﺎﺣﺔ اﻟﺗﯾﻣم ﻟﻠﻌﻠﯾل
اﻟواﺟد اﻟﻣﺎء إذا ﺧﺎف اﻟﺗﻠف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ اﻟﻣﺎء ،وﺳﻧن اﻟدارﻗطﻧﻲ ٣٥١/١ﺑﺎب ﺟواز اﻟﺗﯾﻣم
ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺟراح ﻣﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎء وﺗﻌﺻﯾب اﻟﺟرح ،ﻗﺎل اﻟﻧووي :ﺿﻌﻔﮫ اﻟﺑﯾﮭﻘﻲ ﺧﻼﺻﺔ اﻷﺣﻛﺎم
) ٢٢٣/١ﻗﺎل اﻟذھﺑﻲ اﻟزﺑﯾر ﺑن ﺧرﯾق ﻓﯾﮫ ﺿﻌف) .ﺷﻣس اﻟدﯾن اﻟذھﺑﻲ ﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ أﺣﺎدﯾث
اﻟﺗﻌﻠﯾق (٨٣/١
-٢ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ )(٤٨ /١
-٣ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ١٣٣/١أﺑواب ﺻﻼة اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﺎب :أھل اﻟﻌﻠم واﻟﻔﺿل أﺣق ﺑﺎﻹﻣﺎﻣﺔ،
وﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ٣١٣/١ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻼة ﺑﺎب اﺳﺗﺧﻼف اﻹﻣﺎم إذا ﻋرض ﻟﮫ ﻋذر ﻣن ﻣرض وﺳﻔر،
وﻏﯾرھﻣﺎ ﻣن ﯾﺻﻠﻲ ﺑﺎﻟﻧﺎس(
-٤اﻟﻣﻘدﻣﺎت اﻟﻣﻣﮭدات ) ٧٢ /١وﻣﺣﻣد ﺑن إدرﯾس -اﻷم ) ٥٨ /١اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ – ﺑﯾروت
اﻟطﺑﻌﺔ :ﺑدون طﺑﻌﺔ ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر١٤١٠ :ھـ١٩٩٠/م( واﻟﺣﺎوي اﻟﻛﺑﯾر ) ٢٧٠ /١واﻟﻣﻐﻧﻲ ( ١٩٠/١
- ١٤١٩ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
وﻟﻣﺎ روى أﺑو داود ﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ( »أنّ اﻟﻧﺑﻲ -ﺻﻠﻰ ﷲ
ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم -ﻓﺳّر اﻟﻌذر ﺑﺎﻟﺧوف واﻟﻣرض " ١وذﻛر اﻟﺣطﺎب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ أنّ ﺑﻌض اﻟﺳﻠف
ﯾرى أنّ ﻣطﻠق اﻟﻣرض وﻟو ﻗ ّل ﯾﺑﯾﺢ اﻟﻔطر ،وإن ﻛﺎن ﯾﺗﺄﻟم ﻓﻘط وﻻ ﯾﺧﺎف اﻟﻣرض وﻻ
٢
زﯾﺎدﺗﮫ وﻻ ﺗﺑﺎطؤ اﻟﺑرء ﻓﻠﯾس اﻟﻣرض ﻋذرً ا ﯾوﺟب اﻟﺗرﺧص.
٣
رﺧص اﻟﻣرض ﺗﺳﺗﺑﺎح ﺑﻠﺣوق اﻟﻣﺷﻘﺔ ﻻ ﻟﺣوق اﻟﺗﻠف
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻟﺧوف وﻣظﻧﺗﮫ ﻟﯾﺳﺎ ﻣﻧﺎط اﻟرﺧﺻﺔ ﻓﻠرﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﺧوف اﻟوھم ﻟذا
ﺗﺗﻌﻠق اﻟرﺧﺻﺔ ﺑﺗﺣﻘق اﻟﻣرض أو ﺧﺷﯾﺔ زﯾﺎدﺗﮫ ﻋﻧد وﺟوده.
ارأي ارا رأي اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ وھو ﺗﻌﻠق رﺧﺻﺔ اﻟﺗﯾﻣم واﻟﻔطر ﺑﺎﻟﻣرض وﺑﺧوف
زﯾﺎدﺗﮫ وﻟﯾس ﺧوف ﺣدوﺛﮫ ﻓﻠﯾس ﻛل اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻓﻘﮫ ﻋﻣرو ﺑن اﻟﻌﺎص وﻟﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺗوى ﺑﮫ
ﻣن ﻓﺗﺢ ﺑﺎب اﻻﺳﺗﮭﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟطﮭﺎرة.
ُ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ْن ْاﻟ َﻌ ِ
ت اﻟﺳﱡﻼﺳِ ِل ﻓﺄﺷﻔﻘت إِ ِن ﺎردَ ٍة ﻓِﻲ َﻏز َو ِة ذا ِ ﺎص َﻗﺎ َل :اﺣْ ﺗﻠﻣْت ﻓِﻲ ﻟ ْﯾﻠ ٍﺔ َﺑ ِ
َ ﻓﻌنْ َﻋﻣْ ِرو ﺑ ِ َ
َ
ﺻﻠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠ ْﯾ ِﮫ ﱠ ﱠ َ
ﺻﺑ َْﺢ ﻓذﻛرُ وا ذﻟ َِك ﻟِﻠﻧ ِﺑﻲﱢ ََ َ َ َ ُ
ﺻﻠﯾْت ِﺑﺄﺻْ َﺣ ِﺎﺑﻲ اﻟ ﱡ ﱠ ُ ُ َ َ َ َ
اﻏﺗ َﺳﻠت أنْ أھْ ﻠ َِك ﻓﺗ َﯾﻣﱠﻣْت ،ﺛ ﱠم َ ُ ْ َ ْ
َ ﱠ ُ ْ
ت ُﺟﻧبٌ ؟« ﻓﺄﺧ َﺑرْ ﺗ ُﮫ ِﺑﺎﻟذِي َﻣﻧ َﻌﻧِﻲ ﻣ َِن َ َ ُ ْ َ َ
ْت ِﺑﺄﺻْ َﺣ ِﺎﺑ َك َوأﻧ َ ﺻﻠﱠﯾ َ
َو َﺳﻠﱠ َم َﻓ َﻘﺎ َلَ » :ﯾﺎ َﻋﻣْ رُو َ
ﱫ ﱭﱮﱯﱰ ﱬ ﷲ َﯾﻘُو ُل :ﱡ ﱩ ﱪ ت ﱠَ ت إِ ﱢﻧﻲ َﺳﻣِﻌْ ُ ﺎل َوﻗُ ْﻠ ُِاﻻ ْﻏﺗ َِﺳ ِ
ِك َرﺳُو ُل ﱠ ِ ﱱﱠ َﻓ َ
٥ ٤
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َوﻟَ ْم َﯾﻘُ ْل َﺷ ْﯾ ًﺋﺎ".
ﷲ َ ﺿﺣ َ
-١ﺳﻧن أﺑﻲ داود ٤١٣/١ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻼة ﺑﺎب اﻟﺗﺷدﯾد ﻓﻲ ﺗرك اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،وﺳﻧن اﻟدارﻗطﻧﻲ ٢٩٤/٢ﺑﺎب
اﻟﺣث ﻟﺟﺎر اﻟﻣﺳﺟد ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼة ﻓﯾﮫ إﻻ ﻣن ﻋذر ،ﻗﺎل اﺑن ﺣﺟر أﺑو ﺟﻧﺎب ﺿﻌﯾف وﻗد ﻋﻧﻌن).
اﻟﺗﻠﺧﯾص اﻟﺣﺑﯾر( ٦٥/٢
-٢ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌدوي ) ٢٢٣ /١وﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل ﻓﻲ ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ) (٤٤٨ /٢وﻣﺣﻣد ﺑن ﻋرﻓﺔ-
ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻲ ) ٣٨٩ /١دار اﻟﻔﻛر( ،وﻣرﻋﻲ ﺑن ﯾوﺳف -ﻧﯾل اﻟﻣﺂرب ) ١٨٣ /١دار طﯾﺔ ،٢٠٠٤
وﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ﻋن ﻣﺗن اﻹﻗﻧﺎع )(٤٩٥ /١
-٣اﻟﺣﺎوي اﻟﻛﺑﯾر )(٢٧١ /١
-٤اﻟﻧﺳﺎء ٢٩
-٥ﺳﻧن أﺑﻲ داود ) (٢٤٩ /١ﻛﺗﺎب اﻟطﮭﺎرة ﺑﺎب إذا ﺧﺎف اﻟﺟﻧب اﻟﺑرد ،أﯾﺗﯾﻣم؟ ﻗﺎل اﻷرﻧؤوط :ﺣدﯾث
ﺻﺣﯾﺢ ،وھذا إﺳﻧﺎد رﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت ﻏﯾر ﯾﺣﯾﻲ ﺑن أﯾوب -وھو اﻟﻐﺎﻓﻘﻲ اﻟﻣﺻري -ﻓﺻدوق ﺣﺳن اﻟﺣدﯾث،
وﻗد ﺗوﺑﻊ .وﻗد اﺧﺗﻠف ﻓﻲ إﺳﻧﺎده ﻋﻠﻰ ﯾزﯾد ﺑن أي ﺣﺑﯾب( واﻟﻣﺳﺗدرك ٢٨٥/١
- ١٤٢٠ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
ﺛﺎﻧ ًﯾﺎ :اﻟﻔروع اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺳﺑب اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ ﺑﺎب
اﻟﺻﻼة
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ -:ذﻛر اﻹﻣﺎم اﻟﺳﯾوطﻲ أنّ ﻣن ْاﻟﻣُﺷﻛل ﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺄﻣوم
اﻟﻣﺳﺑوق ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺟﻣﻌﺔ إذا دﺧل ﺑﻌد اﻟرﻛوع ﻓﻲ اﻟرﻛﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﻧوي ظﮭرً ا أم
١
ﺟﻣﻌﺔ.
٢
ﺗﺣرﯾر ﻣﺣل اﻟﻧزاع :اﺗﻔق اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ أنّ ﻣن أدرك اﻟﺟﻣﻌﺔ ﻗﺑل رﻛوع اﻹﻣﺎم
ﻟﻠرﻛﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘد أدرك اﻟﺻﻼة واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﯾﻣن أدرك اﻟﺗﺷﮭد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ-:
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑو ﯾوﺳف أنّ ﻣن أدرك اﻹﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﺗﺷﮭد ﻓﻲ
اﻟﺟﻣﻌﺔ أو ﻓﻲ ﺳﺟدﺗﻲ اﻟﺳﮭو ﻓﺎﻗﺗدى ﺑﮫ ﻓﻘد أدرﻛﮭﺎ وﯾﺻﻠﯾﮭﺎ رﻛﻌﺗﯾن ﻓﻲ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
٣
وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳن واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ أ ّﻧﮫ إذا ﻟم
ﯾدرك اﻟﻣﺳﺑوق رﻛوع اﻟرﻛﻌﺔ اﻷﺧﯾرة ﻓدﺧل ﻓﻲ اﻟﺳﺟود أو اﻟﺟﻠوس ﻓﻘد ﻓﺎﺗﺗﮫ اﻟﺻﻼة ﻛﻠﮭﺎ
٤
ﻓﯾﻘوم ﻓﯾﺻﻠﯾﮭﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﺈن ﺟرى ﻟﮫ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻌﺔ ﺻﻼھﺎ ظﮭرا أرﺑﻌًﺎ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث :ﻋن ﻋطﺎء وطﺎوس وﻣﺟﺎھد وﻣﻛﺣول أﻧﮫ ﻻ ﯾﻛون ﻣدرﻛﺎ ﻟﻠﺟﻣﻌﺔ
٥
إﻻ ﺑﺈدراك اﻟﺧطﺑﺔ واﻟﺻﻼة
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َمَ -ﻗﺎ َل» :إِ َذا َ
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷولَ :ﻋنْ أ ِﺑﻲ ھ َُرﯾ َْر َة َﻋ ِن اﻟ ﱠﻧ ِﺑﻲﱢ َ -
َ
ﺎرَ ،وﻻَ ُﺗﺳْ ِرﻋُواَ ،ﻓ َﻣﺎ أ ْد َر ْﻛ ُﺗ ْم ﺻﻼَ ِة َو َﻋﻠَ ْﯾ ُﻛ ْم ِﺑﺎﻟ ﱠﺳﻛِﯾ َﻧ ِﺔ َو َﺷوا إِﻟَﻰ اﻟ ﱠاﻹ َﻗﺎ َﻣ َﺔَ ،ﻓﺎﻣْ ُ
اﻟو َﻗ ِ َﺳﻣِﻌْ ُﺗ ُم ِ
٦ َ
ﺻﻠﱡواَ ،و َﻣﺎ َﻓﺎ َﺗ ُﻛ ْم َﻓﺄ ِﺗﻣﱡوا« َﻓ َ
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :دل ﻋﻣوم اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ أنّ إدراك اﻟﺻﻼة ﯾﻛون ﺑﺈدراك اﻹﻣﺎم ﻗﺑل
اﻟﺗﺳﻠﯾم ،وﺑﺈدراك اﻟﻣﺻﻠﻲ اﻟﺗﺷﮭد إدراك ﻟﻠﺟﻣﻌﺔ ﺑدﻟﯾل أﻧﮫ ﯾﻧوﯾﮭﺎ دون اﻟظﮭر ﺣﺗﻰ ﻟو ﻧوى
اﻟظﮭر ﻟم ﯾﺻﺢ اﻗﺗداؤه ﺑﮫ ،ﺛم اﻟﻔرض ﺑﺎﻻﻗﺗداء ﺗﺎرة ﯾﺗﻌﯾن إﻟﻰ اﻟزﯾﺎدة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣق
اﻟﻣﺳﺎﻓر ﯾﻘﺗدي ﺑﺎﻟﻣﻘﯾم وﺗﺎرة إﻟﻰ اﻟﻧﻘﺻﺎن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣق اﻟﺟﻣﻌﺔ وﺗﺄوﯾل اﻟﺣدﯾث وإذا
٧
أدرﻛﮭم ﺟﻠوﺳﺎ ﻗد ﺳﻠﻣوا واﻟﻘﯾﺎس ﻣﺎ ﻗﺎﻻ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻣن أدرك اﻹﻣﺎم ﺑﻌد رﻓﻌﮫ ﻣن اﻟرﻛوع ﻟم ﯾدرك ﻣن اﻟﺟﻣﻌﺔ ﻣﺎ ﯾﻌﺗد ﺑﮫ،
١
ﻓﻠﯾس ﻣدر ًﻛﺎ ﻟﻠﺟﻣﻌﺔ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺟﻣﮭور أنّ اﻟﻣﺳﺑوق ﯾدرك اﻟﺟﻣﻌﺔ ﺑﺈدراك رﻛوع اﻟرﻛﻌﺔ
اﻷﺧﯾرة ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾدرك اﻟﻣﺳﺑوق رﻛوع اﻟرﻛﻌﺔ اﻷﺧﯾرة ﻓدﺧل ﻓﻲ اﻟﺳﺟود أو اﻟﺟﻠوس ﻓﻘد
ﻓﺎﺗﺗﮫ اﻟﺻﻼة ﻛﻠﮭﺎ ﻓﯾﻘوم ﻓﯾﺻﻠﯾﮭﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﺈن ﺟرى ﻟﮫ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻌﺔ ﺻﻼھﺎ ظﮭرً ا أرﺑﻌًﺎ
ً ٢
اﺣﺗﯾﺎطﺎ ،وﺑدﻟﯾل ﻣﺎ روي َﻋنْ َﺳﺎﻟ ٍِمَ ،ﻋنْ أَ ِﺑﯾﮫَِ ،ﻋ ِن اﻟ ﱠﻧ ِﺑﻲﱢ َ
ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َﻗﺎ َلَ » :ﻣنْ
٣
ﺻ َﻼ ُﺗ ُﮫ« «ﱠت َ أَ ْد َر َك َر ْﻛ َﻌ ًﺔ ﻣ َِن ْاﻟﺟُ ﻣ َُﻌ ِﺔ أَ ْو َﻏﯾ ِْر َھﺎ َﻓ َﻘ ْد َﺗﻣ ْ
ﻗﺎل اﻟﺧطﺎﺑﻲ :اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﺳﺟدة اﻟرﻛﻌﺔ ﺑرﻛوﻋﮭﺎ وﺳﺟودھﺎ ،واﻟرﻛﻌﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﻛون
ﺗﻣﺎﻣﮭﺎ ﺳﺟودھﺎ ﻓﺳﻣﯾت ﻋﻠﻰ ھذا ﺳﺟدة ،واﻟﺣدﯾث ﯾدل ﺑﻣﻧطوﻗﮫ ﻋﻠﻰ أنّ ﺣﻛم ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺻﻠوات ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ذﻟك ،واﻟﻣﻧطوق أرﺟﺢ ﻣن اﻟﻣﻔﮭوم ﻓﯾﺗﻌﯾن اﻟﻣﺻﯾر إﻟﯾﮫ وﻻﺷﺗﻣﺎﻟﮫ
٤
ﻋﻠﻰ اﻟزﯾﺎدة اﻟﺗﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣزﯾد.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻟﺣدﯾث اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ ﻣرﺳل ﻻ ﯾﻘوى ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻣن دﻟﯾل
اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺧطﺑﺔ ﺟزء ﻣن اﻟﺻﻼة ﻓﻣن ﻓﺎﺗﺗﮫ اﻟﺧطﺑﺔ واﻟرﻛﻌﺗﯾن ﻟم
ﯾدرك اﻟﺟﻣﻌﺔ ﻓﯾﻧوي ظﮭرً ا.
اﻟرأي اﻟراﺟﺢ :ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﻟﺟﻣﮭور وھو أنّ اﻟﺟﻣﻌﺔ ﻻ ًﺗدرك إﻻ ﺑﺈدراك رﻛوع
اﻟرﻛﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻘوة دﻟﯾﻠﮫ ﻟﺑﯾﺎﻧﮫ ﻣﺎ ﺑﮫ إدراك ﺻﻼة اﻟﺟﻣﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
وﯾﺣﺻل ﻓﺿل اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﻟو ﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﺻف اﺧﺗﯾﺎرً ا ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻔوﺗﮫ ﺛواب
اﻟﺻﻼة ﻓﻲ اﻟﺻف ﺣﯾث ﺗرك اﻟدﺧول ﻓﯾﮫ اﺧﺗﯾﺎرً ا ﻻ ﻟﺿرورة ﻓﯾﺣﺻل ﻟﮫ ﺛواﺑﮫ ﻟﻧﯾﺔ
١
اﻟدﺧول ﻓﯾﮫ ﻟوﻻ اﻟﻣﺎﻧﻊ.
واﻟﺣﺎﻟﺔ داﻋﯾﺔ إﻟﯾﮫ ،ﻓﺟﺎز ،ﻛﺎﻟﺳﺟود ﻋﻠﻰ ظﮭره أو ﻗدﻣﮫ ﺣﺎل اﻟزﺣﺎم وﻟﯾس ھذا
ﺗﺻرﻓﺎ ﻓﯾﮫ ،إﻧﻣﺎ ھو ﺗﻧﺑﯾﮫ ﻟﮫ ﻟﯾﺧرج ﻣﻌﮫ ،ﻓﺟرى ﻣﺟرى ﻣﺳﺄﻟﺗﮫ أن ﯾﺻﻠﻲ ﻣﻌﮫ؛ وھذا
٢
اﻟﻣﻔﮭوم ﻣن ﻗول اﻟﻧﺑﻲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم َ » :-وﻟِﯾ ُﻧوا ﻓِﻲ أَ ْﯾدِي إِ ْﺧ َوا ِﻧ ُﻛ ْم «
٣
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻻ ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟواز واﻟﺣدﯾث اﻟﻣﺳﺗدل ﺑﮫ ﻋﺎم وﯾُﺣﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ اﻟﻛﻣﺎل.
رﺟﻼ ﻣن اﻟﺻف ً ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻻ ﯾﺟذب ﻣن ﻟم ﯾﺟد ﻓرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺻف
٤
اﻷﻣﺎﻣﻲ ؛ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺑﻐﯾر إذﻧﮫ.
ْن َﻣﺎﻟِكٍس ﺑ ِ َ
ﯾدل ﻟﺻﺣﺔ ﺻﻼة اﻟﻣﻧﻔرد ﺧﻠف اﻟﺻف وﻋد ﺟذﺑﮫ ﻵﺧر َﻋنْ أ َﻧ ِ
ت أ ُ ﱢم ُﺳﻠَﯾ ٍْمَ ،ﻓﻘُ ُ
ﻣْت َو َﯾﺗِﯾ ٌم ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم ﻓِﻲ َﺑ ْﯾ ِ ﺻﻠﱠﻰ اﻟ ﱠﻧ ِﺑﻲﱡ َ ﷲ ُ َﻋ ْﻧﮫَُ ،ﻗﺎ َلَ » : َرﺿِ َﻲ ﱠ
٥
َﺧ ْﻠ َﻔ ُﮫ َوأ ُ ّم ُﺳﻠَﯾ ٍْم َﺧ ْﻠ َﻔ َﻧﺎ"
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :ﻗد ﺟوز اﻗﺗداءھﺎ وھﻲ ﻣﻧﻔردة ﺧﻠف اﻟﺻف ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺣدﯾث دﻟﯾل
ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﻔﺳد ﺻﻼة اﻟرﺟل؛ ﻷﻧﮫ أﻗﺎﻣﮭﺎ ﺧﻠﻔﮭﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﻧﮭﻲ ﻋن اﻻﻧﻔراد ،ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك إﻻ
ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َوھ َُو َراﻛِﻊٌ، ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻟﺻﻼﺗﮭﻣﺎ َﻋنْ أَ ِﺑﻲ َﺑ ْﻛ َر َة ،أَ ﱠﻧ ُﮫ ا ْﻧ َﺗ َﮭﻰ إِﻟَﻰ اﻟ ﱠﻧ ِﺑﻲﱢ َ
ﷲُ ادَك ﱠ ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َﻓ َﻘﺎ َلَ » :ز َ َﻓ َر َﻛ َﻊ َﻗ ْﺑ َل أَنْ ﯾَﺻِ َل إِﻟَﻰ اﻟﺻﱠفﱢ َ ،ﻓ َذ َﻛ َر َذﻟ َِك ﻟِﻠ ﱠﻧ ِﺑﻲﱢ َ
٧
ﺣِرْ ﺻً ﺎ َوﻻَ َﺗﻌ ُْد" ٦وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :ﺟوّ ز اﻟﻧﺑﻲ اﻗﺗداء أﺑﻲ ﺑﻛرة ﺑﮫ وھو ﺧﻠف اﻟﺻف.
واﺣدا ﻓﺟﺎز ،ﻛﺎﻟﺳﺟود ﻋﻠﻰ ظﮭره أو ً ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻟﺣﺎﺟﺔ داﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﻔرد أن ﯾﺟذب
٨
ﻗدﻣﮫ ﺣﺎل اﻟزﺣﺎم وﻟﯾس ھذا ﺗﺻرﻓﺎ ﻓﯾﮫ
اﻟرأي اﻟراﺟﺢ :ﺟواز اﻟﻔﻌل واﻟﺗرك وﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗرك أو اﻟﻔﻌل ﻛراھﺔ ،واﻟﺣﺎﻟﺔ
داﻋﯾﺔ إﻟﯾﮫ.
-١رد اﻟﻣﺣﺗﺎر( ) (٥٦٨ /١ودرر اﻟﺣﻛﺎم ) (٩٠ /١واﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ) ٣٤٢ /٢واﻟﻔواﻛﮫ اﻟدواﻧﻲ )(٢١١ /١
وﻋﻣدة اﻟﺳﺎﻟك )ص(٧٢ :
-٢ﺳﺑق ﺗﺧرﯾﺟﮫ.
-٣اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ )(١٩٢ /١
-٤اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ )(١٥٩ /٢
-٥ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ١٧٣/١ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻼة ﺑﺎب ﺻﻼة اﻟﻧﺳﺎء ﺧﻠف اﻟرﺟﺎل ،وأو ﺑﻛر اﻟﺑزار ﻓﻲ ﻣﺳﻧد
اﻟﺑزار ٨٩/١٣ﻣﺳﻧد أﺑﻲ ﺣﻣزة.
-٦ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ١٥٦/١ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻼة ﺑﺎب إذا رﻛﻊ دون اﻟﺻف ،وﺳﻧن أﺑﻲ داود ١٨٢/١ﺑﺎب
اﻟرﺟل ﯾرﻛﻊ دون اﻟﺻف.
-٧اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ )(١٩٢ /١
-٨ااﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق
- ١٤٢٤ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
ﺣﺟﺔ اﻟظﺎھرﯾﺔ :١اﺳﺗدل اﻟظﺎھرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﮭم ﺑﻘطﻊ اﻟﺻﻼة ﺑﻣرور اﻟﻣرأة أو
ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ ﷲ َ اﻟﻛﻠب أو اﻟﺣﻣﺎر ﺑﯾن ﯾدي اﻟﻣﺻﻠﻲ ﺑﻣﺎ روي َﻋنْ أَ ِﺑﻲ َذرﱟ َ ،ﻗﺎ َلَ :ﻗﺎ َل َرﺳُو ُل ِ
ﺎن َﺑﯾ َْن َﯾ َد ْﯾ ِﮫ ﻣ ِْﺛ ُل آﺧ َِر ِة اﻟرﱠ ﺣْ ِلَ ،ﻓﺈِ َذا ﻟَ ْم َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم» :إِ َذا َﻗﺎ َم أَ َﺣ ُد ُﻛ ْم ﯾ َ
ُﺻﻠﱢﻲَ ،ﻓﺈِ ﱠﻧ ُﮫ َﯾﺳْ ُﺗرُ هُ إِ َذا َﻛ َ
ﺻ َﻼ َﺗ ُﮫ ْاﻟ ِﺣ َﻣﺎرَُ ،و ْاﻟ َﻣرْ أَةَُ ،و ْاﻟ َﻛ ْﻠبُ ْاﻷَﺳْ َو ُد« َﯾ ُﻛنْ َﺑﯾ َْن َﯾدَ ْﯾ ِﮫ ﻣ ِْﺛ ُل آﺧ َِر ِة اﻟرﱠ ﺣْ ِلَ ،ﻓﺈِ ﱠﻧ ُﮫ َﯾ ْﻘ َطﻊُ َ
ب ْاﻷَﺻْ َﻔ ِر؟ َﻗﺎ َلَ :ﯾﺎ اﺑ َْن ب ْاﻷَﺣْ َﻣ ِر ﻣ َِن ْاﻟ َﻛ ْﻠ ِ ب ْاﻷَﺳْ َو ِد ﻣ َِن ْاﻟ َﻛ ْﻠ ِتَ :ﯾﺎ أَ َﺑﺎ َذرﱟ َ ،ﻣﺎ َﺑﺎ ُل ْاﻟ َﻛ ْﻠ ِ ﻗُ ْﻠ ُ
٢
ْطﺎنٌ « ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َﻛ َﻣﺎ َﺳﺄ َ ْﻟ َﺗﻧِﻲ َﻓ َﻘﺎ َلْ » :اﻟ َﻛ ْﻠبُ ْاﻷَﺳْ َو ُد َﺷﯾ َ ﷲ َ ت َرﺳُو َل ِ أَﺧِﻲَ ،ﺳﺄ َ ْﻟ ُ
٢
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :رواﯾﺔ اﻟﺳﯾدة ﻋﺎﺋﺷﺔ وﺻف ﻟﺣﺎﻟﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻋﺗراﺿﮭﺎ رﺳول ﷲ وھو
ﯾﺻﻠﻲ وﻟﯾس ﻣرورھﺎ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ.
ارأي ارا ﻻ ﯾﻘطﻊ ﺻﻼة اﻟﻣﺻﻠﻲ ﻣرور ﺷﯾﺊ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ ،وﻻ ﯾﻔﺳدھﺎ ﻣرور
ﺷﯾﺊ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ -:ذﻛر اﻹﻣﺎم اﻟﺳﯾوطﻲ ﻣن ا ْﻟ ُﻣﺷﻛل اﻟ ُﻣﻌﯾد ﻟﻠﺻﻼة ھل
٣
ﯾﻧوي اﻟﻔرض أم ﯾﻧوي اﻟﺟﺑر ،واﻟذي ﺗﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻘواﻋد واﻷدﻟﺔ أن ﯾﻧوي اﻟﻔرﯾﺿﺔ.
٣
اﻟﻔرﯾﺿﺔ.
٤
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ أنّ اﻟﺻﻼة اﻟﻣﻌﺎدة ﯾﻧوي ﺑﮭﺎ ﺟﺑر اﻟﻔرﯾﺿﺔ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺟﻣﮭور أنّ اﻟﺻﻼة اﻟﻣﻌﺎدة ﯾﻧوي ﺑﮭﺎ اﻟﻔرﯾﺿﺔ وإن ﻧوى
٥
اﻟﻧﻔل ﻻ ﯾﺟزﺋﮫ.
٦
ّ
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث :ﯾرى اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻧﻔل واﻟﻣﻌﺎدة اﻟﻧﯾﺔ.
دﻟﯾل اﻟرأي اﻷول )اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ( :اﻟﻣﺧﺗﺎر أنّ اﻟﺻﻼة اﻟﻣﻌﺎدة ﻟﺗرك واﺟب ﻧﻔل ﺟﺎﺑر
واﻟﻔرض ﺳﻘط ﺑﺎﻷوﻟﻰ؛ ﻷنّ اﻟﻔرض ﻻ ﯾﺗﻛرر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدر وﻏﯾره وﯾﻧدب إﻋﺎدﺗﮭﺎ ﻟﺗرك
اﻟﺳﻧﺔ ،واﻟﻣﻌﺎدة ﻟﺗرك واﺟب ﺟﺎﺑرة ﻻ ﻓرض ،ﻓﻌﻠﯾﮫ ﯾﻧوي ﻛوﻧﮭﺎ ﺟﺎﺑرة .وأﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘول
٧
ﺑﺄنّ اﻟﻔرض ﻻ ﯾﺳﻘط إﻻ ﺑﮭﺎ ﻓﻼ ﺧﻔﺎء ﻓﻲ اﺷﺗراط ﻧﯾﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺔ.
-١اﻟﻣﺣﻠﻰ ٣٢٠/٢
-٢ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ٣٦٥/١ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻼة ﺑﺎب ﻗدر ﻣﺎ ﯾﺳﺗر اﻟﻣﺻﻠﻲ ،وﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﮫ ٣٠٦/١ﺑﺎب ﻣﺎ
ﯾﻘطﻊ اﻟﺻﻼة.
-٣اﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﯾوطﻲ )ص (١٩ :ﻗﺎل اﻟﺳﺑﻛﻲ :ﻟﻌل ﻣراد اﻷﻛﺛرﯾن أﻧﮫ ﯾﻧوي إﻋﺎدة اﻟﺻﻼة
اﻟﻣﻔروﺿﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛون ﻧﻔﻼً ﻣﺑﺗدأ.
-٤اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر وﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن )رد اﻟﻣﺣﺗﺎر( ) ٤١٨ /١وﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟطﺣطﺎوي )ص(٢٤٨ :
-٥اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر وﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻲ ) (٣٢٣ /١واﻟﻐرر اﻟﺑﮭﯾﺔ ٤٠٣– ٣٠٠ /١وﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﻧﮭﺎج ( ٨/٢
-٦اﻟروض اﻟﻣرﺑﻊ ص( ٨٤
-٧اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر وﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن )رد اﻟﻣﺣﺗﺎر( ) ٤١٨ /١وﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟطﺣطﺎوي )ص(٢٤٨ :
- ١٤٢٦ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻟﻘول ﺑﺄنّ اﻟوﺟوب ﺳﻘط ﺑﻔﻌل اﻟﺻﻼة ﻧﺎﻗﺻﺔ واﺟب ﻣﻧﮭﺎ وإﻋﺎدة
اﻟﺻﻼة ﻧﻔﻼ ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ﻓﻠو ﻛﺎﻧت اﻹﻋﺎدة ﻧﻔﻼ ﻣﺎ وﺟﺑت.
دﻟﯾل اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ )اﻟﺟﻣﮭور( :ﯾﻧوي اﻟﻣﺻﻠﻲ ﻓﻲ اﻹﻋﺎدة اﻟﻔرﯾﺿﺔ؛ ﻟﺗﻌﯾﯾن ﻧﯾﺔ
اﻟﻔرض ﻟﻠﺻﻼة اﻷﺻﻠﯾﺔ؛ وﻷنّ اﻟﻔرض ﺣﺻول ﺛواب اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرض ،وإن ﺗﺑﯾن
ﻟﻠﻣﻌﯾد ﻋدم اﻟﺻﻼة اﻷوﻟﻰ ﺑﺄن ظنّ أﻧﮫ ﺻﻼھﺎ ﻓﺗﺑﯾن ﻟﮫ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﺻﻼھﺎ أﺻﻼ أو ﺗﺑﯾن
ﻟﮫ ﻓﺳﺎدھﺎ ﻟﻔﻘد ﺷرط أو رﻛن أﺟزأت اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎدة إن ﻧوى اﻟﻔرض ﻣﻊ اﻟﺗﻔوﯾض أو ﻧوى
ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﺟﻌل أﯾﮭﻣﺎ ﻓرﺿﮫ ،وﻟو ﻗﺻد ﺑﺎﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﻔل ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺟزﺋﮫ ،ﻓﻼﺑد
١
ﻣن ﻧﯾﺔ اﻟﻔرض ﻟﻠﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق اﻷداء إﻻ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن .
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث )اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﻗول( :ﻻ ﯾُﺷﺗرط ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻼة اﻟﻣﻌﺎدة
واﻟﺗﻌﯾﯾن ﯾﻐﻧﻲ ﻋﻧﮭﺎ؛ ﻟﻛون اﻟظﮭر ﻣﺛﻼ ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﻓرﺿﺎ ﻣن اﻟﻣﻛﻠف ،واﻟﺻﺑﻲ ﻣﺗﻧﻔل ﻓﻲ
اﻟظﮭر وﻻ ﺗﺷﺗرط ﻧﯾﺗﮫ اﻟﺗﻧﻔل ،وﻛذﻟك ﻻ ﯾﻧوي اﻟظﮭر ﻣن أﻋﺎدھﺎ وﻣن ﻋﻠﯾﮫ ظﮭر إن ﻋﯾن
٢
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷﺟل اﻟﺗرﺗﯾب.
ارأي ارا -ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﻟﺟﻣﮭور وھو أنّ اﻟﺻﻼة اﻟﻣﻌﺎدة ﯾﻧوي ﺑﮭﺎ
اﻟﻔرﯾﺿﺔ ﻟﺗﻌﻠق اﻟﻔرﯾﺿﺔ ﺑذﻣﺗﮫ.
ﺑﺎﺑﻲ
ْ ﺛﺎﻟ ًﺛﺎ :اﻟﻔروع اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺳﺑب اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ
اﻟﺻوم واﻟﺣﺞ
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ -:ذﻛر اﻹﻣﺎم اﻟﺳﯾوطﻲ ﻣن اﻟﻣﺷﻛل :اﻟﺻﺎﺋم إذا اﺣﺗﺟم وظنّ أﻧﮫ
٣
أﻓطر ﺑﺳﺑب اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ،ﻓﺄﻛل أو ﺷرب ھل ﯾﻔطر أم ﻻ؟
ﺗﺣرﯾر ﻣﺣل اﻟﻧزاع :اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﺻﺎﺋم ﻟﻠﻔرﯾﺿﺔ إن ﻧﺳﻲ ﻓﺄﻛل أو
٤
ﺷرب ﻓﻠﯾﺗم ﺻوﻣﮫ وﺻوﻣﮫ ﺻﺣﯾﺢ.
ً
ﺟﺎھﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ: واﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﯾﻣن أﻓطر
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﮭور واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ وﺟوب اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ
ً
ﻣﺗﻌﻣدا ﺑﻌد اﻟﻧﺳﯾﺎن ﻟظﻧﮫ ً
ﻋﺎﻣدا ﺟﺎھﻼ ﺑﺄنّ اﻟﻧﺳﯾﺎن ﻻ ﯾﻔطر اﻟﺻﺎﺋم ﻓﺄﻓطر ﻣن أﻓطر
١
ﺑطﻼن اﻟﺻﯾﺎم.
-١اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر واﻟدﺳوﻗﻲ ) (٣٢٣ /١وزﻛرﯾﺎ اﻹﻧﺻﺎري اﻟﻐرر اﻟﺑﮭﯾﺔ ) ٤٠٣– ٣٠٠ /١اﻟﻣطﺑﻌﺔ
اﻟﻣﯾﻣﻧﯾﺔ( واﺑن اﻟﻣﻠﻘن ﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﻧﮭﺎج ٨/٢دار ﺣراء اﻟﺳﻌودﯾﺔ( وﻋﻼء اﻟدﯾن اﻟﻣرداوي -اﻹﻧﺻﺎف ﻓﻲ
ﻣﻌرﻓﺔ اﻟراﺟﺢ ﻣن اﻟﺧﻼف ) ٢٢ /٢دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ(
-٢اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ) (٣٣٦ /١واﻟروض اﻟﻣرﺑﻊ ﺷرح زاد اﻟﻣﺳﺗﻘﻧﻊ )ص(٨٤ :
-٣اﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﯾوطﻲ )ص(١٩١ :
-٤اﻟﺑداﺋﻊ ٥٠/٥وﺑرھﺎن اﻟدﯾن اﻟﺑﺧﺎري اﻟﺣﻧﻔﻲ -اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺑرھﺎﻧﻲ ٣٨٨/٢دار اﻟﻛت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ (٢٠٠٤و
وﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل ٤٣٧/٢واﻟﻣﺟﻣوع ٣٢٣ /٦وأﺑو ﺣﺎﻣد اﻟﻐزاﻟﻲ -اﻟوﺳﯾط ٥٤٧ /٢دار اﻟﺳﻼم اﻟﻘﺎھرة
١٤١٧ه(وروﺿﺔ اﻟطﺎﻟﺑﯾن ) (٣٦٣ /٢واﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ )(١٣١ /٣
- ١٤٢٧ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ إن ﻛﺎن ﻗرﯾب ﻋﮭد ﺑﺎﻹﺳﻼم اﻟﺻوم
ً ٢
ﺻﺣﯾﺢ إن أﻓطر ﺟﺎھﻼً ﺻوﻣﮫ ﺻﺣﯾﺢ وﻻ ﯾﺟب ﺷﯾﺋﺎ.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :ﯾﺟب اﻟﻘﺿﺎء ﻟوﺻول اﻟﻣﻔطر وﻻ ﺗﺟب اﻟﻛﻔﺎرة؛ ﻷنّ ﺻوﻣﮫ
٣
ﻓﺳد ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻓﺻﺎر ذﻟك ﺷﺑﮭﺔ.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ذﻛر أﺑو اﻟﺧطﺎب أنّ ﻣن ﻓﻌل ﻣن اﻟﻣﻔطرات ﺷﯾﺋﺎ ﺟﺎھﻼً
اﻟﺣ َﺳ ِن »أَ ْﻓ َط َر َ
٤
اﻟﺣﺎ ِﺟ ُم َواﻟ َﻣﺣْ ﺟُ و ُم« رُوي َﻋ ِن َ
ﺑﺗﺣرﯾﻣﮫ ،ﻟم ﯾﻔطرِ ،
ﻗول اﻟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﺣق اﻟرﺟﻠﯾن اﻟﻠذﯾن رآھﻣﺎ ﯾﺣﺟم أﺣدھﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﮫ ،ﻣﻊ ﺟﮭﻠﮭﻣﺎ
ﺑﺗﺣرﯾﻣﮫ ،ﯾدل ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﺟﮭل ﻻ ﯾﻌذر ﺑﮫ ،وﻷﻧﮫ ﻧوع ﺟﮭل ،ﻓﻠم ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻔطر ،ﻛﺎﻟﺟﮭل
٥
ﺑﺎﻟوﻗت ﻓﻲ ﺣق ﻣن ﯾﺄﻛل ﯾظن أنّ اﻟﻔﺟر ﻟم ﯾطﻠﻊ ،وﻗد ﻛﺎن طﻠﻊ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺣدﯾث أﻓطر اﻟﺣﺎﺟم واﻟﻣﺣﺟوم ﻟﮫ ﺳﺑب ﯾﺟﻌﻠﮫ ﺧﺎﺻﺔ وھو اﻟﻐﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ
وﻗﻌﺎ ﻓﯾﮭﺎ وﯾﻛون اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻘﺻود؛ أذھﺑت ﺛواب ﺻوﻣﮭﻣﺎ اﻟﻐﯾﺑﺔ ،أي ﻓطره ﺑﻣﺎ ﺻﻧﻊ ﺑﮫ
ﻓوﻗﻊ ﻋﻧد اﻟراوي أﻧﮫ ﻗﺎل :أﻓطر اﻟﺣﺎﺟم واﻟﻣﺣﺟوم ﺛم ﺧروج اﻟدم ﻣن اﻟﺑدن ﻻ ﯾﻔوت رﻛن
اﻟﺻوم وﻻ ﯾﺣﺻل ﺑﮫ اﻗﺗﺿﺎء اﻟﺷﮭوة وﺑﻘﺎء اﻟﻌﺑﺎدة ﺑﺑﻘﺎء رﻛﻧﮭﺎ.
ﻗﺎل اﻟﻣﺎوردي :اﻟﺣدﯾث اﻟوارد ﻓﻲ إﻓطﺎر اﻟﺣﺎﺟم واﻟﻣﺣﺟوم ورد ﻋﻠﻰ طرﯾق
٦
اﻟﺗﻐﻠﯾظ واﻟزﺟر.
ﺟﺎھﻼ ﻟﻔﺳﺎد ﺻوﻣﮫ وﻟﻌدم ورود ﻣﺎ ً ارأي ارا وﺟوب اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻣن أﻓطر
ﯾﻔﯾد ﻋدم ﻗﺿﺎﺋﮫ.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ -:ذﻛر اﻟﻌز ﺑن ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أنّ ﻣن ا ْﻟ ُﻣﺷﻛِل اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺣﺞ
٧
واﻟﻌﻣرة ﺑﻣﺟرد ﻧﯾﺔ اﻹﺣرام أم ﻻﺑد ﻣن اﻗﺗران اﻟﻧﯾﺔ ﺑﻔﻌل.
اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ اﻧﻌﻘﺎد اﻹﺣرام إذا اﻗﺗرﻧت ﻧﯾﺔ اﻹﺣرام ﺑﻔﻌل ١واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ
اﻧﻌﻘﺎداه إذا ﻟم ﺗﻘﺗرن اﻟﻧﯾﺔ ﺑﻔﻌل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ-:
-١اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺑرھﺎﻧﻲ ) ٣٨٨ /٢وﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل ٤٣٧/٢واﻟﻣﺟﻣوع ٣٢٣ /٦و اﻟوﺳﯾط ٥٤٧ /٢
وروﺿﺔ اﻟطﺎﻟﺑﯾن )(٣٦٣ /٢
-٢روﺿﺔ اﻟطﺎﻟﺑﯾن ) ٣٦٣ /٢واﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ )(١٣١ /٣
-٣ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻧﮭر٢٤٣ /١
-٤ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ٣٣/٣ﻛﺗﺎب اﻟﺻوم ﺑﺎب اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ واﻟﻘﻲء ﻟﻠﺻﺎﺋم ،وﻗﺎل روي ﻋن اﻟﺣدﯾث ﻣرﻓوﻋً ﺎ
ﻋن ﻏﯾر واﺣد ،وﺻﺣﯾﺢ اﺑن ﺧزﯾﻣﺔ ٩٤٤/٢ﺑﺎب ذﻛر اﻟﺑﯾﺎن أنّ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﺗﻔطر اﻟﺣﺎﺟم واﻟﻣﺣﺟوم
ﷲُ ،وﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ٥٣٧/١ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﺟﺎﻣﺔ ﺟﻣﯾﻌً ﺎ ،وﻣﺳﻧد أﺑﻲ داود َ ٣٣٠/٢و َﺛ ْو َﺑﺎنُ َر ِﺣ َﻣ ُﮫ ﱠ
ﻟﻠﺻﺎﺋم.
-٥اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ )(١٣١ /٣
-٦اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ) (٥٧ /٣واﻟﺣﺎوي اﻟﻛﺑﯾر )(٤٣٩ /٣
-٧ﻗواﻋد اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻧﺎم ) (٢١٧ /١وﻛﺷف اﻷﺳرار )(٢٤٨ /١
- ١٤٢٨ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
آراء اء
-١ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ أنّ اﻹﺣرام ﻻ ﯾﺛﺑت ﺑﻣﺟرد اﻟﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺗرن ﺑﮭﺎ ﻗول
٢
وﻓﻌل ھو ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻹﺣرام أو دﻻﺋﻠﮫ.
-٢ﯾرى أﺑوﯾوﺳف واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻗول واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ أنّ اﻟﻣﺣرم ﯾﺻﯾر
٣
ﻣﺣرﻣﺎ ﺑﻣﺟرد اﻟﻧﯾﺔ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻘدﯾم ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﻲ أنّ اﻟﻣﺣرم ﻻ ﯾﻧﻌﻘد إﺣراﻣﮫ ﺑﻣﺟرد
٤
اﻟﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻠﺑس ﺑﺎﻹﺣرام.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺣرم ﻻ ﯾﺻﯾر ﻣﺣرﻣًﺎ ﺑﻣﺟرد اﻟﻧﯾﺔ ،ﻓﺈذا أدرك اﻟﮭدي
وﺳﺎﻗﮫ ،ﻓﻘد اﻗﺗرﻧت ﻧﯾﺗﮫ ﺑﻌﻣل ھو ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻹﺣرام ﻓﯾﺻﯾر ﻣﺣرﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﻟو ﺳﺎﻗﮭﺎ ﻓﻲ
٥
اﻻﺑﺗداء.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻹﺣرام رﻛن؛ ﻷﻧﮫ ﺟﻌل ﻧﯾﺔ اﻹﺣرام إﺣراﻣًﺎ ،واﻟﻧﯾﺔ
ﺷرط؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻋزم ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل ،واﻟﻌزم ﻋﻠﻰ ﻓﻌل ﻟﯾس ذﻟك اﻟﻔﻌل ،ﺑل ھو ﻋﻘد ﻋﻠﻰ أداﺋﮫ،
٦
وھو أن ﺗﻌﻘد ﻗﻠﺑك ﻋﻠﯾﮫ أﻧك ﻓﺎﻋﻠﮫ ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ.
ارأي ارا ﻣﺎ ذھب إﻟﯾﮫ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺑدﻟﯾل أنّ اﻟﺻﻼة ﻻ ﺗﻧﻌﻘد وﻻ ﯾدﺧل
ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺗﻌﺑد إﻻ ﺑﺗﻛﺑﯾرة اﻹﺣرام وﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎم إﻻ ﺑدﺧول وﻗت اﻟﺻﺑﺢ.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ -:ذﻛر اﻹﻣﺎم اﻟﺑزدوي أنّ ﻣن ا ْﻟ ُﻣﺷﻛِل وﻗت اﻟﺣﺞ وأﺷﮭره
ﺑﯾﺎن اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ وﻗت اﻟﺣﺞ ھل اﻟﺣﺞ ﻋﺑﺎدة ﺗﺷﺑﮫ اﻟﺻﻼة ﺑﻛوﻧﮭﺎ وﺟﺑﺎ ﻣوﺻﻌًﺎ
ﻷن ﻣﻧﺎﺳﻛﮫ ﻻ ﺗﺳﺗﻐرق ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﻗت ،أو ﯾﺷﺑﮫ اﻟﺻوم ﻻ ﯾﺗﺻور ﻓﻲ ﺳﻧﺔ واﺣدة إﻻ أداء
ﺣﺟﺔ واﺣدة ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺳﻧﻲ اﻟﻌﻣر ﻓﺈنّ اﻟﺣﺞ ﻓرض اﻟﻌﻣر ووﻗﺗﮫ أﺷﮭر اﻟﺣﺞ
وھﻲ ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻻ ﯾﻔﺿل ﻋن اﻷداء وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﺷﮭر اﻟﺣﺞ ﻣن
٧
اﻟﺳﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﯾﻔﺿل اﻟوﻗت ﻋن اﻷداء وذﻟك ﻣﺣﺗﻣل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻛﺎن ﻣﺷﺗﺑﮭًﺎ.
١
وﻋﻠﯾﮫ اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ وﺟوب اﻟﺣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور أم ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻲ.؟
اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻟﺣﺞ ٢وﻣﺗﻰ أداه اﻟﻣﺳﻠم ﺑﺄرﻛﺎﻧﮫ وﺷروطﮫ ﺳﻘط ﻋﻧﮫ
اﻟﻔرض
واﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ وﺟوب اﻟﺣﺞ ھل ھو ﻋﻠﻰ اﻟﻔور أم اﻟﺗراﺧﻲ ﻟﻣن ﻟم ﯾﺧف
٣
اﻟﻔوات.
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى أﺑوﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑو ﯾوﺳف واﻟﻛرﺧﻲ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ وﻗول
٤
ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﯾﺔ اﻟﺣﺞ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻔور إنْ ﺧﺷﻲ اﻟﻌﺿب.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى ﻣﺣﻣد واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ وﻗول ﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أنّ وﺟوب اﻟﺣﺞ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗراﺧﻲ ،وﺑﮫ ﻗﺎل ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﺟﺎﺑر واﺑن ﻋﺑﺎس وأﻧس رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم وﻣن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن
٥
ﻋطﺎء وطﺎوس ،وﻣن اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻷوزاﻋﻲ واﻟﺛوري.
ﲥ ﲧ ﲨﲩ ﲪ
ﲦ ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﲝﲞﲟﲠﲡ ﲢﲣﲤ
٧
ﲣﱠ
ﲫﲬﲭ ﱠ .٦وﻗوﻟﮫ :ﱡ ﲠﲡﲢ ﲤ
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :أﻣر ﷲ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺞ ﺑﺎﻟﺣﺞ واﻷﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﻔور .وروي ﻋن
٨
اﻟﻧﺑﻲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم -أﻧﮫ ﻗﺎلَ » :ﻣنْ أَ َرادَ ْاﻟ َﺣ ﱠﺞ َﻓ ْﻠ َﯾ َﺗ َﻌﺟﱠ َل« .
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :د ّل اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻷﺣوط وھو ﺗﻌﺟﯾل اﻟﺣﺞ؛ ﻻﺣﺗﻣﺎل اﻟﻣوت
واﻟﺣﺞ ﯾﺧﺗص ﺑوﻗت ﺧﺎص واﻟﻣوت ﻓﻲ ﺳﻧﺔ واﺣدة ﻏﯾر ﻧﺎدر ،وذﻛر اﻟﻛرﺧﻲ أ ّﻧﮫ ﯾﺄﺛم
١
ﺑﺎﻟﺗﺄﺧﯾر؛ ﺑﺧﻼف وﻗت اﻟﺻﻼة.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻟو ﻛﺎن اﻟﺣﺞ واﺟﺑًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﻣﺎ ﺣﺞ رﺳول ﷲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻌﺎﺷرة.
٢
رد اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺗﺄﺧﯾر اﻟﻧﺑﻲ ﻛﺎن ﺑﻌذر اﻻﻧﺷﻐﺎل اﻟدﻋوة.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻓرض اﻟﺣﺞ ﷲ ﻓرﺿًﺎ ﻣطﻠﻘﺎً؛ ﻷنّ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﲝﲞﲟﲠﲡ
٣
ﲥ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬﲭ ﱠ
ﲦ ﲢﲣ ﲤ
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :ذﻛر ﷲ ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﺣﺞ وأطﻠق اﻟوﻗت ﺛم ﺑﯾّن وﻗت اﻟﺣﺞ ﺑﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﱁ
٤
ﱃﱠ
ﱄ ﱂ
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :دل اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد وﻗت اﻟﺣﺞ ﻓﻲ أﺷﮭر ﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﺑﻘﻲ اﻟﻌﺎم
ﻣطﻠﻘﺎ ً ﻓﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟﻔور ﺗﻘﯾﯾد اﻟﻣطﻠق ،وﻻ ﯾﺟوز إﻻ ﺑدﻟﯾل ،واﺣﺗﺞ ﻣﺣﻣد ﺑﺗﺄﺧﯾر رﺳول ﷲ
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم اﻟﺣﺞ ﻣن ﻏﯾر ﻋذر ،ﺣﯾث رﺳول ﷲ ﺣﺞ ﺳﻧﺔ ﻋﺷر ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﮫ
٥
ﻋذر.
ووﺟوب اﻟﺣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﻘوة واﻟﺿﻌف وﻛﺛرة
اﻷﻣراض وﻗﻠﺗﮭﺎ وأﻣن اﻟطرﯾق وﺧوﻓﮭﺎ ،وﻣن أدﻟﺔ اﻟﺗراﺧﻲ ﻓﻌل اﻟﻧﺑﻲ )ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ
وﺳﻠم( ﺣﯾث ﻓرض ﺳﻧﺔ ﺧﻣس أو ﺳﻧﺔ ﺳت وأﺧره -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم -إﻟﻰ ﺳﻧﺔ
٦
ﻋﺷر.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻷﻣر اﻟﻣطﻠق ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻔورﯾﺔ ﻟﻌدم ورود ﻣﺎ ﯾﻘﯾده.
ﻗﺎل اﻟرﺑﺎﻋﻲ اﻟﺻﻧﻌﻧﺎﻧﻲ :ﻓﻲ إﺳﻧﺎده إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻌﺑﺳﻲ وھو ﺻدوق ﺿﻌﯾف اﻟﺣﻔظ ،ﻗﺎل اﺑن
ﻋدي :ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﯾروﯾﮫ ﯾﺧﺎﻟﻔﮫ ﻓﯾﮫ اﻟﺛﻘﺎت ،وﻗﺎل ﻓﻲ "اﻟﻛﺎﺷف" :ﺿﻌﯾف) .اﻟﺣﺳن اﻟرﺑﺎﻋﻲ -ﻓﺗﺢ اﻟﻐﻔﺎر
اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣﻛﺎم ﺳﻧﺔ ﻧﺑﯾﻧﺎ اﻟﻣﺧﺗﺎر ) ٩٤٢ /٢دار ﻋﺎﻟم اﻟﻔواﺋد ١٤٢٧ه(
-١اﻟﻣﯾرﻏﯾﻧﺎﻧﻲ-اﻟﮭداﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرح ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺑﺗدي )١٣٢ /١دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﯾروت( وﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر
ﻟﻠﻛﻣﺎل اﺑن اﻟﮭﻣﺎم ) (٤١٢ /٢و ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ) (١١٩ /٢واﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ (3/
)232
-٢ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ( ٢٤/٤
-٣آل ﻋﻣران٩٧ :
-٤اﻟﺑﻘرة١٩٧ :
-٥ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ٢٨ /١ﻛﺗﺎب اﻟﻌﻠم ﺑﺎب اﻟﻔﺗﯾﺎ وھو واﻗف ﻋﻠﻰ اﻟداﺑﺔ وﻏﯾرھﺎ ،ﺻﺣﯾﺢ اﺑن ﺧزﯾﻣﺔ
١٦٦/٤ﺑﺎب أﻣر اﻟﻣﮭل ﺑﺎﻟﻌﻣرة اﻟذي ﻣﻌﮫ اﻟﮭدي ﺑﺎﻹھﻼل ﺑﺎﻟﺣﺞ ﻣﻊ اﻟﻌﻣرة ﻟﯾﺻﯾر ﻗﺎرﻧﺎ
اﻟﮭداﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرح ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺑﺗدي ) (١٣٢ /١واﻟﺑداﺋﻊ ( ١١٩/٢واﻟﻣﺣﯾط اﻟﺑرھﺎﻧﻲ )(٤٢٠ /٢
-٦ﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل ﻓﻲ ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ) (٤٧١ /٢واﻟﺣﺎوي اﻟﻛﺑﯾر ) (٢٦ /٤وأﺳﻧﻰ
اﻟﻣطﺎﻟب ٤٥٦/١واﻹﻧﺻﺎف ٤٠٤/٣
- ١٤٣١ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
اﻟﺟواب :ﻓﻌل اﻟﻧﺑﻲ ﯾدل ﻋﻠﻰ أنّ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻲ ﻟﻠﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻣن
اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم.
ارأي ارا وﺟوب اﻟﺣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻲ ﻟﻘوة اﻷدﻟﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﻧﮭﺎ ﺣﺞ اﻟﻧﺑﻲ ﻓﻲ
آﺧر ﻋﻣره.
راﺑ ًﻌﺎ -:اﻟﻔروع اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺳﺑب اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ -:ذﻛر اﻹﻣﺎم اﻟﺑزدوي أنّ ﻣن اﻟﻣﺷﻛل واﻟﻣﺷﺗرك ﺣﻛم ﺧﯾﺎر
ﻣْرو )رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ( ،أَنﱠ َرﺳُو َل ِ ْن َﻋِ اﻟﻣﺟﻠس ١وأﺳﺎس اﻹﺷﻛﺎل اﻟﻣﻔﮭوم ﻣن رواﯾﺔ اﺑ
ﺎر َﻣﺎ ﻟَ ْم َﯾ ْﻔ َﺗ ِر َﻗﺎ « ٢ﻓﺈنّ اﻟﺗﻔرق اﺳم ﻣﺷﺗرك ﺎن ِﺑ ْﺎﻟ ِ
ﺧ َﯾ ِ ﺻﻠﱠﻰ ﷲُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َم َﻗﺎ َلْ » :اﻟ ُﻣ َﺗ َﺑ ِﺎﯾ َﻌ ِ ﱠِ
ﷲ َ
ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺗﻔرق ﻓﻲ اﻟﻘول واﻟﺑدن.
٣
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺧﯾﺎر اﻟﻣﺟﻠس.
٤
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺧﯾﺎر اﻟﻣﺟﻠس.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :ﺧﯾﺎر اﻟﻣﺟﻠس ﻟﯾس ﺑﺛﺎﺑت ،ودﻟﯾﻠﮫ إطﻼق ﻗوﻟﮫ ﻋز وﺟلﱡ ﱙ ﱚ
ﱧﱠ
٥
ﱨ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :أﺑﺎح ﷲ اﻷﻛل ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻋن ﺗراض ﻣطﻠ ًﻘﺎ ﻋن ﻗﯾد اﻟﺗﻔرق ﻋن ﻣﻛﺎن
اﻟﻌﻘد.
ً
اﻟﻣﻌﻘول :ﻻ ﯾﺟوز ﻓﺳﺦ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻌﺎﻗدﯾن ﺻدورا ﻣطﻠﻘﺎ ﻋن اﻟﺷرط؛
ﻷنّ اﻟﻌﻘد اﻟﻣطﻠق ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺛﺑوت اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﻌوﺿﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ،واﻟﻔﺳﺦ ﻣن أﺣد اﻟﻌﺎﻗدﯾن
ﯾﻛون ﺗﺻرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﺛﺎﺑت ﺑﺗراﺿﯾﮭﻣﺎ أو ﻓﻲ ﺣﻛﻣﮫ ﺑﺎﻟرﻓﻊ واﻹﺑطﺎل ﻣن ﻏﯾر رﺿﺎ
٦
اﻵﺧر ،وﻻ ﺧﯾﺎر ﻟواﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ إﻻ ﻣن ﻋﯾب أو ﻋدم رؤﯾﺔ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺣﻣل اﻟﻧﺻوص ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎر اﻟﻘﺑول وأنّ اﻟﺗﻔرق ﺑﺎﻷﻗوال ﻻ دﻟﯾل ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﺎﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻌﺎن ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﻌد اﻻﺧﺗﻼف ﻓﯾﮫ .اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وإﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﺣدﯾث١؛
٢
إذ ﻗد ﻋﻠم أﻧﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ﻓﻲ إﻧﺷﺎﺋﮫ وإﺗﻣﺎﻣﮫ ،أو ﺗرﻛﮫ.
رد اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺣﻣْ ل اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔرق ﺑﺎﻷﻗوال ﻟﻠﺗوﻓﯾق واﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻷدﻟﺔ ﺑﻘدر
٣
اﻹﻣﻛﺎن.
ْن ُﻋ َﻣ َر –رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎَ -ﻗﺎ َل: ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ )اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ(َ :ﻋنْ اﺑ ِ
ْ َ َﻗﺎ َل َرﺳُو ُل ﱠ ِ
ﺎر َﻣﺎ ﻟَ ْم َﯾ ْﻔ َﺗ ِر َﻗﺎ ،إِ ﱠﻻ أنْ َﯾ ُﻛ َ
ون اﻟ َﺑ ْﯾ ُﻊ ﺎن ِﺑ ْﺎﻟ ِﺧ َﯾ ِ٤ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َمْ " :اﻟ ُﻣ َﺗ َﺑ ِﺎﯾ َﻌ ِ ﷲ َ
ب ْاﻟ َﺑ ْﯾ ُﻊ "
ﺎر َﻓ َﻘ ْد َو َﺟ َ ﺎن ْاﻟ َﺑﯾْﻊُ َﻋنْ ِ
ﺧ َﯾ ٍ ﺎرَ ،ﻓﺈِنْ َﻛ َ َﻛ َ
ﺎن َﻋنْ ِﺧ َﯾ ٍ
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ دل اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺧﯾﺎر اﻟﻣﺟﻠس ﻣﺎﻟم ﯾﺗﻔرق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان
٥
ﺑﺎﻷﺑدان.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﺳﺗدﻻل اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :اﻟﺣدﯾث آﺣﺎد وھو ﻣﺧﺎﻟف ﻟظﺎھر اﻟﻛﺗﺎب،
ْن ُﻋ َﻣ َر واﻟﺧﯾﺎر اﻟﻣذﻛور ﻓﯾﮫ ﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎر اﻟرﺟوع واﻟﻘﺑول ﻣﺎ داﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﺎﯾﻊ َﻋنْ اﺑ ِ
ﺎر َﻣﺎ ﻟَ ْم ﺎن ِﺑْ ٧ﺎﻟ ِﺧ َﯾ ِ ﺻﻠﱠﻰ ﷲ ُ َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ َو َﺳﻠﱠ َمْ » :اﻟ ُﻣ َﺗ َﺑ ِﺎﯾ َﻌ ِ ﷲ َ – رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎَ -ﻗﺎ َلَ :ﻗﺎ َل َرﺳُو ُل ﱠ ِ
َﯾ ْﻔ َﺗ ِر َﻗﺎ ٦ﻓﺣﻣل اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔرق ﺑﺎﻷﻗوال ﺗوﻓﯾﻘﺎ ً ﺑﯾن اﻟدﻻﺋل ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن.
اﻟرأي اﻟراﺟﺢ :ﺛﺑوت ﺧﯾﺎر اﻟﻣﺟﻠس وﯾؤﻛد ﺛﺑوﺗﮫ ﻣﺎ ورد ﻣن ﻓﮭم اﺑن ﻋﻣر
وﻟﺣدﯾث رواﯾﺗﮫ.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ -:ذﻛر اﻹﻣﺎم اﻟﺳﯾوطﻲ أنّ اﻟﺣﯾوان اﻟﻣﺷﻛل أﻣره ﻛﺎﻟزراﻓﺔ
واﻟﻔﯾل ﻣﺛﻼً ﻓﯾﮭﻣﺎ وﺟﮭﺎن ،أﺻﺣﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟزراﻓﺔ اﻟﺣل ،واﻟﻧﺑﺎت اﻟﻣﺟﮭول ﺳ ﱢﻣﯾﺗﮫ
٨
ﻓﯾﮫ ﺧﻼف اﻷظﮭر اﻟﺣل.
ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻷﺻل ﻓﻲ اﻷﺷﯾﺎء ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣﯾوان اﻟذي ﻟم
١
ﯾرد ﻓﯾﮫ ﻧص وﻛذﻟك اﻟﻧﺑﺎت ﻣﺟﮭول اﻟﺳُﻣﯾﺔ.
-١ﺳﺑق ﺗﺧرﯾﺟﮫ.
-٢اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ )(٤٨٣ /٣
-٣ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ )(٢٢٨ /٥
-٤ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ٦٤/٣ﻛﺗﺎب اﻟﺑﯾوع ﺑﺎب :إذا ﺧﯾر أﺣدھﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻘد وﺟب اﻟﺑﯾﻊ،
وﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ١١٦٣/٣ﻛﺗﺎب اﻟﺑﯾوع ﺑﺎب ﺛﺑوت ﺧﯾﺎر اﻟﻣﺟﻠس ﻟﻠﻣﺗﺑﺎﯾﻌﯾن ،وﺳﻧن اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ ٢٤٨/٧ذﻛر
اﻻﺧﺗﻼف ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﻟﻔظ ﺣدﯾﺛﮫ
-٥اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ )(٤٨٣ /٣
-٦ﺳﺑق ﺗﺧرﯾﺟﮫ
-٧ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ )(٢٢٨ /٥
-٨اﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﯾوطﻲ )ص (٦٠ :واﻟوﺟﯾز ﻓﻲ إﯾﺿﺎح ﻗواﻋد اﻟﻔﻘﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ )ص(١٩٧ :
- ١٤٣٣ -
أﺛر اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﮭﺎء دراﺳﺔ ﻓﻘﮭﯾﺔ
٢
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ أنّ اﻟزراﻓﺔ ﺣرام ﻟﺣﻣﮭﺎ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ واﺑن اﻟﻘطﺎن
٣
واﺑن ﻛﺞ واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﺳﯾن أنّ اﻟزراﻓﺔ ﻣن اﻟﻣﺄﻛوﻻت.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :اﻟزراﻓﺔ ﺣرام ﺑﻼ ﺧﻼف ،وأنّ ﺑﻌﺿﮭم ﻋدھﺎ ﻣن اﻟﻣﺗوﻟد ﺑﯾن
٤
اﻟﻣﺄﻛول وﻏﯾره.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻟﻣﺣرﻣﺎت ﻗطﻌﯾﺔ وﻻ ﺗﺛﺑت إﻻ ﺑدﻟﯾل ﻗطﻌﻲ.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟزراﻓﺔ ﻣﺗوﻟدة ﺑﯾن ﻣﺄﻛوﻟﯾن ﻓﻼ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﺗﺣرﯾم ،وﻗواﻋد
اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ :ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺣﻠﮭﺎ.
وھﻲ ﻣﺑﺎﺣﺔ ﻟﻌﻣوم اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺑﯾﺣﺔ وﻷﻧﮭﺎ ﻣﺳﺗطﺎﺑﺔ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻧﺎب وﻻ ھﻲ ﻣن
٥
اﻟﻣﺳﺗﺧﺑﺛﺎت أﺷﺑﮭت اﻹﺑل وﺣرﻣﮭﺎ أﺑو اﻟﺧطﺎب واﻷول أﺻﺢ.
ارأي ارا ﺣل ﻟﺣم اﻟزراﻓﺔ ﻷ ّﻧﮭﺎ ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺣرﻣﺎت ﻧﺻًﺎ وﻻ ﻗﯾﺎﺳًﺎ.
٦
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ -:ﻣن اﻟﻣـُﺷﻛِل ﺗﻌزﯾر اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﺣﺎﻛم.
٧
ﺗﺣرﯾر ﻣﺣل اﻟﻧزاع :اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺟر ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ ﺣﻛم
ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﮫ ﻟﻠﺳﻌر اﻟذي ﯾﺿﻌﮫ اﻟﺣﺎﻛم ھل ﯾﺻﺢ اﻟﺑﯾﻊ أم ﻻ ﯾﺻﺢ ،وﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗﻌزﯾر أم ﻻ؟
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻗول واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﺻﺣﺔ اﻟﺑﯾﻊ
٨
ﻟﻣﺧﺎﻟف اﻟﺳﻌر اﻟذي ﻗدره اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻌﯾر .
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﻣﺎﻟﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻗول ووﺟﮫ ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﺑن اﻟﻣﺳﯾب وﯾﺣﯾﻰ ﺑن
ﺳﻌﯾد ورﺑﯾﻌﺔ إﻟﻰ ﺗﻣﻛﯾن اﻹِﻣﺎم ﻣن اﻟﺗﺳﻌﯾر إذا رآه ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وإذا ﺳﻌر اﻻﻣﺎم ﻋﻠﯾﮫ
١
ﻓﺧﺎﻟف اﺳﺗﺣق اﻟﺗﻌزﯾر.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :ﺻﺣﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻌدم ﺻﺣﺔ اﻟﺣﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﺣر ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻠو
ﺧﺎﻟف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺎ ﺳﻌر ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺑﯾﻌﮫ ﺻﺣﯾﺢ ،واﻟﺗﺳﻌﯾر ﺳﺑب اﻟﻐﻼء؛ ﺣﯾث ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﻼك
ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛون ﻣن ﺳﻠﻊ وﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟﺟﺎﻟﺑون ﻣن دﺧول اﻟﺳوق ﻟﺗﻘﯾد ﺣرﯾﺗﮭم اﻟﺣﺎدث ﺑﺳﺑب
٢
اﻟﺗﺳﻌﯾر.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺣﻣل اﻟﺗﺟﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺣﺎﻛم واﻟﻔوﺿﻰ
ﻓﻲ اﻷﺳواق.
اﻹﻣﺎم ﻣن ھذا إذا رآه ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ؛ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ٣:ﺗﻣﻛﯾن ِ
اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﻣن ﺟﺷﻊ اﻟﺗﺟﺎر.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻻ ﯾﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﻣر اﻟﺣﺎﻛم وﻻ ﯾﺑطل إﻻ ﺑﻧﻘﺻﺎن رﻛن أو ﺷرط
ﺻﺣﺔ.
ارأي ارا ﺗﻌزﯾر اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﺳﻌر اﻟذي وﺿﻌﮫ اﻟﺣﺎﻛم ﻟﺣﻔظ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻧﺎس
وﻟﻣﻧﻊ ﺟﺷﻊ اﻟﺗﺟﺎر.
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ - :ﻣن اﻟﻣـُﺷﻛِل اﻟﺿرر اﻟﻔﺎﺣش اﻟﻣﻘﺗﺿﻲ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺟﺎر ﻣن
ﺣﻔر ﺑﺋر ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮫ ﻟﻣﻧﻊ ﺿرر ﺟﺎره.
ﺗﺣرﯾر ﻣﺣل اﻟﻧزاع -:اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾم إﺣداث اﻟﺿرر ﻓﻲ ﻣﻠك اﻟﻐﯾر ﺟﺎر
أو ﻏﯾره ٤واﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ إﺣداث ﺷﻲء ﻓﻲ ﻣﻠك ﻧﻔﺳﮫ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﺿرر ﻓﻲ ﻣﻠك ﺟﺎره
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ-:
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﻘﻔﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :ﻣﻧﻊ اﻟﺟﺎر ﻣن
٥
إﺿرار ﺟﺎره ﻣطﻠﻘﺎ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ أنّ اﻟﻣﺎﻟك ﯾﺟوز ﻟﮫ أي ﺗﺻرّ ف ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ،وﯾﺗﺻرف
٦
ﻛل واﺣد ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدة ﺧﻼﻓﺎ ً ﻟﻠﻘﻔﺎل
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول:ﻟﯾس ﻟﻠﺟﺎر اﻟﻣﺷﺗرك ﻣﻊ ﺟﺎره ﻓﻲ اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ
ﻋﻠوا أو ﺳﻔﻼ ﻓﻠو ﺣﻔر اﻟﺑﺋر ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﻔل ﺣﻔرً ا ﯾُوھن اﻟﺑﻧﺎء ﻓﯾﺷﺗرط ﺑﻣﺎ ﯾﺿر ﺟﺎره ً
رﺿﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻠو ،وﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺻرف اﻟذي ﯾﺿر ﺑﺻﺎﺣﺑﮫ ،وﻟﻛل
واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ اﻟﺧﺎﻟص ،وإن أدى إﻟﻰ اﻹﺿرار ﺑﺻﺎﺣﺑﮫ ﻛﺎﻟﺟﺎرﯾن،
وﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﺿر اﻟﺟﺎر ﯾﺟب ﻗطﻌﮫ إﻻ رﻓﻊ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻟرﯾﺢ وﺿوء اﻟﺷﻣس وﻣﺎ ﻓﻲ
ﻣﻌﻧﺎھﻣﺎ ﻓﻼ ﯾﻘطﻊ ﻋﻠﻰ ﻣذھب اﺑن اﻟﻘﺎﺳم إﻻ أن ﯾﺛﺑت ﻗﺻد ﻣﺣدﺛﮫ ﺿرر ﺟﺎره وﻛذا ﻛل
ﺿرر ﯾﺋول ﻟﻠﻔﺳﺎد ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺿرر ﺟﺎره ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ھذا ﺿررا ﻣﻧﻊ ﻣن ذﻟك.١.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣﺟﺔ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ :ﻟﻛل ﻣﺎﻟك أن ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ؛ ﻟﺗﺻرﻓﮫ ﻓﻲ
ﻣﻠﻛﮫ ﻣﺎﻟم ﯾﺗﻌدى ﻣﻠﻛﮫ ،وﻟو أدى إﻟﻰ ﺿرر ﺟﺎره أو أدى إﻟﻰ ﺗﻠف ﻛﻣﺎ إذا ﺣﻔر ﺑﺋرً ا ﻓﻲ
داره ﻓﺗﻠف ﺑﮭﺎ ﺑﺋر ﺟﺎره ،وﻟو ﻋﻣل ﺑﺋر ﺣش أو ﺑﺎﻟوﻋﺔ ..ﻓﺈن ﺗﻌدى ﺿﻣن٢؛ ﻟﻘوﻟﮫ ﺻﻠﻰ
٣
ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم" :ﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار ﻓﻲ اﻹﺳﻼم".
ً
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻗﺎﻋدة رﻓﻊ اﻟﺿرر ﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎر أﻻ ﯾﺗﺻرف ﺗﺻرﻓﺎ ﯾﺿر ﺟﺎره.
اﻟرأي اﻟراﺟﺢ :ﻣﻧﻊ اﻟﺟﺎر ﻣن ﺗﺻرف ﯾﺿرﱡ ﺟﺎره ﺗﻣﺷﯾًﺎ ﻣﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻋدم اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق ،ﺧﺻوﺻًﺎ اﻟﺟﺎر اﻟﻣﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء.
ﺳﺎ -:اﻟﻔروع اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺳﺑب اﻹﺷﻛﺎل ﻓﻲ
ﺧﺎﻣ ً
أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ -:ﻣن اﻟﻣـُﺷﻛل ﺟﻌل ﺗﻌﻠّم اﻟﺳورة ﻣن اﻟﻘرآن ﺻدا ًﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﻣﻊ
أنّ اﻟﺳورة اﻟواﺣدة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻵﯾﺎت ،ﻓﻲ اﻟطول ،واﻟﻘﺻر ،واﻟﺻﻌوﺑﺔ ،واﻟﺳﮭوﻟﺔ ،ﻓﺗﻌﯾن
٤
اﻟﺑدل
ً ٥
ﺗﺣرﯾر ﻣﺣل اﻟﻧزاع -:اﺗﻔق اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﺟواز أن ﯾﻛون اﻟﻣﮭر ﻣﺎﻻ واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ
اﻟﻣﮭر إذا ﻛﺎن ﺗﻌﻠﯾم ﺳورة ﻣن اﻟﻘرآن ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ-:
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ورواﯾﺔ ﻷﺣﻣد أنّ ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻘرآن ﻻ ﯾﻛون
٦
ﻣﮭرً ا.
-١درر اﻟﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﺷرح ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم ) (٢١١ /٣و اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ) (١٦٦ /١٧واﻟﻣدوﻧﺔ )/٤
(٣١٤وﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل٣٢٧/٦
-٢اﻟﻧﺟم اﻟوھﺎج ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻣﻧﮭﺎج ) (٤١٤ /٥وﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺟﻣل )(3/ 565
-٣اﻟﻣوطﺄ ٧٤٥/٢ﺑﺎب اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق ،وﻣﺳﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ٢٢٤/١وﻣن ﻛﺗﺎب ﻣﺎﻟك واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،وﺳﻧن
اﺑن ﻣﺎﺟﮫ ٧٨٤/٢ﻛﺗﺎب اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺎب ﻣن ﺑﻧﻰ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻣﺎ ﯾﺿر ﺑﺟﺎره ،ﺗﻌﻠﯾق ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ-:
ﻓﻲ اﻟزواﺋد ﻓﻲ ﺣدﯾث ﻋﺑﺎدة ﺑن اﻟﺻﺎﻣت ﺛذا إﺳﻧﺎد رﺟﺎﻟﮫ ﺛﻘﺎت إﻻ أﻧﮫ ﻣﻧﻘطﻊ .ﻷن إﺳﺣﺎق ﺑن اﻟوﻟﯾد ﻗﺎل
اﻟﺗرﻣذي واﺑن ﻋدي ﻟم ﯾدرك ﻋﺑﺎدة ﺑن اﻟﺻﺎﻣت .وﻗﺎل اﻟﺑﺧﺎري ﻟم ﯾﻠق ﻋﺑﺎدة.
ﻗﺎل اﺑن ﻋﺳﺎﻛر ﻓﻲ أطراﻓﮫ :وأظن إﺳﺣﺎق ﻟم ﯾدرك ﺟده) .ﻧﺻب اﻟراﯾﺔ ) ( /٤ﺑﺎب ﻣﺎ ﯾﺣدﺛﮫ اﻟرﺟل ﻓﻲ
اﻟطرﯾق(.
-٤اﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﯾوطﻲ )ص(٨٨ :
-٥اﻟﻣﺑﺳوط ١٠٦/٥واﻟذﺧﯾرة ٣٩٠/٤واﻷم ٦٤/٥واﻟﻛﺎﻓﻲ ٦١/٣واﻟﻣﻐﻧﻲ ٢١٤/٧واﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر
ص(٨٨
-٦اﻟﻣﺑﺳوط ١٠٦/٥واﻟذﺧﯾرة ٣٩٠/٤واﻟﻣﻐﻧﻲ ٢١٤/٧واﻟﻛﺎﻓﻲ (٦١/٣
- ١٤٣٦ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ورواﯾﺔ ﻷﺣﻣد :ﺻﺣﺔ أن ﯾﻛون اﻟﺻداق اﻟﻣﺳﻣﻰ
١
ﺗﻌﻠﯾم ﺳورة ﻣن اﻟﻘرآن.
ً ُ
وﺟﮫ اﻟرأي اﻷول:ﻻ ﯾﻛون ﺗﻌﻠم اﻟﻘرآن ﺻداﻗﺎ؛ ﻷنّ ﻣن ﺷروط ﺻﺣﺔ اﻟﺻداق أن ﯾﻛون
ﻣﺎﻻً ،اﺷﺗراط ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻداق ﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﻧص وھو ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﱓ ﱔ
وﺗﺄوﯾل اﻟﺣدﯾث ﺑﺣرﻣﺔ ﻣﺎ ﻣﻌك ﻣن اﻟﻘرآن ،ﻣﻌﻧﺎه ﺑﺑرﻛﺔ ﻣﺎ ﻣﻌك ﻣن ٢
ﱕﱠ
اﻟﻘرآن أو ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﻣﻌك ﻣن اﻟﻘرآن أو ﻣن أﺟل أﻧك ﻣن أھل اﻟﻘرآن ،وﻟﯾس ﻓﯾﮫ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ
٣
أﻧﮫ ﺟﻌﻠﮫ ﻣﮭرً ا؛ وﻷنّ ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻘرآن ﻻ ﯾﻘﻊ إﻻ ﻗرﺑﺔ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻟﻘول ﺑﺄنّ اﻟﻣﮭر ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺎﻻ ﻣﺧﺎﻟ ًﻔﺎ ﻟﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ،واﺷﺗراط
٤
ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻداق ﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﻧص وھو ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﱓﱔﱕﱠ
وﺟﮫ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻘدﯾر ﻗوﻟﮫ زوﺟﺗﻛﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﻣﻌك ﻣن اﻟﻘرآن ،أيْ زوﺟﺗﻛﮭﺎ
ﺑﺗﻌﻠﯾﻣﮭﺎ ﻣﺎ ﻣﻌك ﻣن اﻟﻘرآن ﻷنّ ﻧﻔس اﻟﻘرآن ﻻ ﯾﻛون ﻣﮭراً وﻷنّ ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻘرآن ﻣﻧﻔﻌﺔ ﯾﺟوز
٥
اﻟﺗطوع ﺑﮭﺎ ﻓﺟﺎز أن ﯾﻛون ﻣﮭراً ﻛﺎﻟﺧدﻣﺔ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺣﻣل اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ،وﺗﺄوﯾل اﻟﺣدﯾث ﺑﺣرﻣﺔ ﻣﺎ ﻣﻌك ﻣن
٦
اﻟﻘرآن.
ارأي ارا -ﺟواز أن ﺗﻛون اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﺻدا ًﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﻟﻌدم ورود ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ
اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ،وﺗﻛون اﻟﻘدر اﻟﻣطﻠوب ﺗﻌﻠﯾﻣﮫ ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ اﻟطرﻓﺎن.
ﺑﻣﻌﻧﻰ أﯾن ﻓﻌرف ﺑﻌد اﻟطﻠب واﻟﺗﺄﻣل أﻧﮫ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻛﯾف ﺑﻘرﯾﻧﺔ اﻟﺣرث وﺑدﻻﻟﺔ ﺣرﻣﺔ
١
اﻟﻘرﺑﺎن ﻓﻲ اﻷذى اﻟﻌﺎرض ،وھو اﻟﺣﯾض ﻓﻔﻲ اﻷذى اﻟﻼزم أوﻟﻰ.
٢
ﺗﺣرﯾر ﻣﺣل اﻟﻧزاع -:اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ ﺣل اﺳﺗﻣﺗﺎع اﻟزوﺟﯾن واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ
ﺣﻛم اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﻓﻲ اﻟدﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ-:
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﺗﺣرﯾم إﺗﯾﺎن اﻟﻣرأة ﻓﻲ
٣
دﺑرھﺎ.
ّ
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﺑن ﻋﻣر ،وزﯾد ﺑن أﺳﻠم ،وﻧﺎﻓﻊ أﻧﮫ ﯾﺣل ﻟﻠزوج أن ﯾﺄﺗﻲ
٤
زوﺟﺗﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء.
ﲵ ﱠ ٥ﻋﻠﻰ أنّ اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع
ﲶ ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :دل ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﲲ ﲳ ﲴ
ﻛﯾف ﺷﺋﺗم وﻣﺗﻰ ﺷﺋﺗم ﻣﻘﺑﻼت وﻣدﺑرات وﻣﺳﺗﻘﻠﺑﺎت وﺑﺎرﻛﺎت ﺑﻌد أن ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻔرج،
وﻣﺎ أُطﻠق ﻟﻠﻧﺎس ھو اﻟﻔرج ﻻ ﻏﯾر وﺻﺎر اﻟوطء ﻓﻲ اﻟدﺑر ﻣﺣظورُا ،وﻗﯾل ﻓﻲ ﺳﺑب
ﻧزوﻟﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﺎ ذﻛر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ روى ﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس أﻧﮫ ﻗﺎل ﺟﺎء ﻋﻣر إﻟﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ
ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻘﺎل :ﯾﺎ رﺳول ﷲ ھﻠﻛت ﻗﺎل" :وﻣﺎ أھﻠﻛك؟ " ﻗﺎل :ﺣوﻟت رﺣﻠﻲ اﻟﺑﺎرﺣﺔ ﻓﻠم
٦
ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺄوﺣﻰ ﷲ إﻟﯾﮫ ھذه اﻵﯾﺔ }أَ ﱠﻧﻰ ﺷِ ْﺋ ُﺗ ْم{ "أﻗﺑل وأدﺑر واﺗق اﻟدﺑر واﻟﺣﯾﺿﺔ".
وﺗﺷﺑﯾﮫ اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟﺣرث ﯾﻌﻧﻲ أ ّﻧﮭﺎ ﻟﻠوﻟد ﻛﺎﻷرض ﻟﻠزرع؛ ﺑﻣﻌﻧﻰ أنّ اﻟوطء ﻻ
ﯾﻛون إﻻ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟوﻟد ،ﻛﺎﻟزرع ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﺣرث ،ﻣﻊ ﺟواز اﻟﺗﻠذذ ﺑﻐﯾر إﯾﻼج ﻓﺈن
٧
ﻓﻌﻠﮫ ﻓرﻓﻌت اﻷﻣر ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻋزره.
َ َ ْ ٌ
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻹطﻼق ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ }:ﻧ َِﺳﺎؤُ ُﻛ ْم َﺣرْ ث ﻟَ ُﻛ ْم َﻓﺄ ُﺗوا َﺣرْ ﺛ ُﻛ ْم أ ﱠﻧﻰ
٨
ﺷِ ْﺋ ُﺗ ْم {
-١ﻛﺷف اﻷﺳرار ) (٨٤ /١وأﺻول اﻟﻔﻘﮫ اﻟذي ﻻ ﯾﺳﻊ اﻟﻔﻘﯾﮫ ﺟﮭﻠﮫ )ص(٤٠٤ :
-٢اﻟﺟوھرة اﻟﻧﯾرة ٣٠/١وﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ١٦٦/٣واﻟﻣدﺧل ١٩٢/٢واﻟذﺧﯾرة ٤١٧/٤وﻣﺧﺗﺻر
اﻟﻣزﻧﻲ ٢٧٦/٨واﻟﻛﺎﻓﻲ (٨٣/٣اﻟﻣﻐﻧﻲ ٢٩٦/٧واﻷم ( ١٨٦/٥
-٣اﻟﺟوھرة اﻟﻧﯾرة ٣٠/١وﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ١٦٦/٣واﻟﻣدﺧل ١٩٢/٢واﻟذﺧﯾرة ٤١٧/٤وﻣﺧﺗﺻر
اﻟﻣزﻧﻲ ٢٧٦/٨واﻟﻛﺎﻓﻲ (٨٣/٣
-٤اﻟﻣﻐﻧﻲ ٢٩٦/٧واﻷم ( ١٨٦/٥
-٥ﺳورة اﻟﺑﻘرة آﯾﺔ ٢٢٣
-٦ﺳﻧن اﻟﺗرﻣذي ٦٦/٥ﺑﺎب :وﻣن ﺳورة اﻟﺑﻘرة ﻗﺎل اﻟﺗرﻣذي :ھذا ﺣدﯾث ﺣﺳن ﻏرﯾب ،وﯾﻌﻘوب ﺑن
ﻋﺑد ﷲ اﻷﺷﻌري ھو :ﯾﻌﻘوب اﻟ ُﻘﻣﱢﻲ ،واﻟﻣﻌﺗﺻر ﻣن اﻟﻣﺧﺗﺻر ﻣن ﻣﺷﻛل اﻵﺛﺎر ) (٣٠٢ /١ﻗﺎل اﻟﺑزار:
ﻻ ﻧﻌﻠﻣﮫ ﯾروى ﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس ﺑﺈﺳﻧﺎد أﺣﺳن ﻣن ھذا اﻹﺳﻧﺎد ).اﻟﺑدر اﻟﻣﻧﯾر )(٦٥٧ /٧
-٧اﻟﺟوھرة اﻟﻧﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﺻر اﻟﻘدوري ) (٣٠ /١و ﻣﺧﺗﺻر اﻟﻣزﻧﻲ ) ٢٧٦ /٨واﻟﻣﮭذب ٤٨١/٢
واﻟﻣﻐﻧﻲ (٢٩٧/٧
-٨اﻟﺑﻘرة٢٢٣ :
- ١٤٣٨ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
ﯾﻌﻧﻲ إن ﺷﺋﺗم ﻓﺎﻋزﻟوا ،وإن ﺷﺋﺗم ﻓﻼ ﺗﻌزﻟوا .وﻗﯾل ﻣﻌﻧﻰ أﻧﻰ ﺷﺋﺗم ﺣﯾث ﺷﺋﺗم إن
ﺷﺋﺗم ﻓﻲ اﻟﻘﺑل وإن ﺷﺋﺗم ﻓﻲ اﻟدﺑر ،وﻗﯾل :ﻣﻘﺻود اﻵﯾﺔ ﺟواز اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﻣﺗﻰ ﺷﺋﺗم ﻣن ﻟﯾل
١
أو ﻧﮭﺎر.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﺣل اﺳﺗﻣﺗﺎع اﻟزوج ﺑزوﺟﺗﮫ ﻣﻘﯾد ﺑﺿواﺑط اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ واﻟﻧص ﯾدل
ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾم اﻟوطء ﻓﻲ اﻟدﺑر.
ارأي ارا ﺗﺣرﯾم إﺗﯾﺎن اﻟﻣرأة ﻓﻲ دﺑرھﺎ ﻣﻊ ﺣل اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑﻣﺎ ھو دون
اﻟﺟﻣﺎع ﻹطﻼق اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺑﯾﺣﺔ.
وﻣﺿﻲ ﻣدة
ّ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ -:ﻣن اﻟﻣﺷﻛل -:اﺣﺗﻣﺎل اﻟﺗرﺗﯾب ﺑﯾن وﻗوع اﻟطﻼق
اﻹﯾﻼء ﻛﻣﺎ ﻓﻲ آﯾﺔ اﻹﯾﻼء ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ 8 7 :ﱡ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ
ﱢﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱠ
٢
اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ أنّ اﻟطﻼق ﻻ ﯾﻘﻊ ﻟﻠﻣوﻟِﻲ ﻓﻲ ﻣدة اﻹﯾﻼء ﻣﺎ ﻟم ﺗﻧﺗﮫ اﻟﻣدة
ً ٣
واﻹﯾﻼء ﻟﯾس طﻼﻗﺎ.
واﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب وﻗوع اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻧﺗﮭﺎء ﻣدة اﻹﯾﻼء ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ-:
٤
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ وﻗوع اﻟطﻼق ﺑﺎﻧﺗﮭﺎء اﻟﻣدة.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى ﺟﻣﮭور اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻣن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ اﻟﺗرﺗﯾب ﺑﯾن
ﻣﺿﻲ اﻟﻣدة واﻟطﻼق إﻻ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗطﻠق ﺑﻣﺿﻲ اﻟﻣدة ﺑل ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﻔﯾﺋﺔ أو ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ
٥
اﻟﻘﺎﺿﻲ.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :ﻟﺗﺧﻠﯾص اﻟزوﺟﺔ ﻣن ظﻠم اﻟزوج وإﯾﻔﺎﺋﮭﺎ ﺣﻘﮭﺎ؛ ﻷنّ اﻟزوج
ﻋزم ﺑﺈﯾﻼﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ ﻧﻔﺳﮫ ﻣن إﯾﻔﺎﺋﮭﺎ ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎع ﻓﻲ اﻟﻣدة ،وأﻛد اﻟﻌزم ﺑﺎﻟﯾﻣﯾن ﻓﺈذا
ﻣﺿت اﻟﻣدة وﻟم ﯾﻔﺊ إﻟﯾﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻲء ،ﻓﻘد ﺣﻘق اﻟﻌزم اﻟﻣؤﻛد ﺑﺎﻟﯾﻣﯾن ﺑﺎﻟﻔﻌل
٦
ﻓﺗﺄﻛد اﻟظﻠم ﻓﻲ ﺣﻘﮭﺎ ﻓﺗﺑﯾن ﻣﻧﮫ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﯾﮫ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻋﻠّق اﻟﻧص اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ ﻋزم اﻟﻣــُوﻟﻲ وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻣﺿﻲ اﻟﻣدة؛ ﻷنّ ﻣدة
١
اﻹﯾﻼء ﻛﺳﺎﺋر اﻵﺟﺎل ،وﻷنّ ھذه ﻣدة ﻟم ﯾﺗﻘدﻣﮭﺎ إﯾﻘﺎع ،ﻓﻼ ﯾﺗﻘدﻣﮭﺎ وﻗوع ،ﻛﻣدة اﻟﻌﻧﺔ.
ﱗﱙﱚ
ﱘ ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ
٢
ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱠ
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ :اﻟﺗﻌﻘﯾب ﺑﯾن اﻟﻣدة واﻟﻔﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﻔﺎء د ّل ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﻔﯾﺋﺔ ﺑﻌد أرﺑﻌﺔ أﺷﮭر؛ وﻻ ﯾﻘﻊ
ﺑﺎﻧﺗﮭﺎء اﻟﻣدة ﻟم ﯾﺣﺗﺞ إﻟﻰ ﻋزم ﻋﻠﯾﮫ ﱡ ﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱠ ٣وﻗوﻟﮫﱡ ﱥ
ﱦ ﱠ ﯾﻘﺗﺿﻲ أنّ اﻟطﻼق ﻣﺳﻣوع ،وﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﺳﻣوع إﻻ ﻛﻼﻣﺎ ،وﻷﻧﮭﺎ ﻣدة ﺿرﺑت ﻟﮫ
ﺗﺄﺟﯾﻼ ،ﻓﻠم ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،ﻛﺳﺎﺋر اﻵﺟﺎل ،وﻷنّ ھذه ﻣدة ﻟم ﯾﺗﻘدﻣﮭﺎ إﯾﻘﺎع ،ﻓﻼ
٤
ﯾﺗﻘدﻣﮭﺎ وﻗوع ،ﻛﻣدة اﻟﻌﻧﺔ.
وﻟﻘد ﺣ ﱠد ﷲ ﻟﻠﻣوﻟِﻲ ﻣن اﻣرأﺗﮫ ً
ﺣدا ﻻ ﯾﺗﺟﺎوزه ،وﺧﯾّره ﺑﯾن أن ﯾﻔﻲء ﻓﯾرﺟﻊ إﻟﻰ وطء
ﱗ ﱙﱚ
ﱘ اﻣرأﺗﮫ أو ﯾﻌزم ﻋﻠﻰ طﻼﻗﮭﺎ ﻓﻘﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﱑﱒ ﱓﱔﱕ ﱖ
٥
ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱠ
وﺟﮫ اﻟدﻻﻟﺔ ذﻛر ﷲ اﻟﻔﯾﺋﺔ ﺑﻌد اﻟﻣدة ﺑﻔﺎء اﻟﺗﻌﻘﯾب ﻓوﺟب أن ﯾﺳﺗﺣق ﺑﻌدھﺎ ،ﻓﺈذا
٦
ﻣﺿت أرﺑﻌﺔ أﺷﮭر وﻗف اﻟﻣوﻟﻲ ،ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻔﻲء ،وإﻣﺎ أن ﯾطﻠق.
ارا -اﻟﺗرﺗﯾب ﺑﯾن اﻧﺗﮭﺎء ﻣدة اﻹﯾﻼء واﻟطﻼق ﻓﺑﺎﻧﺗﮭﺎء ﻣدة اﻹﯾﻼء ﯾﺧﯾر
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟزوج ﺑﯾن اﻟطﻼق واﻟﻔﯾﺋﺔ؛ ﻟﻘوة اﻷدﻟﺔ.
-١اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ) (٥٥٣ /٧واﻟﻣﻘﺻود ﻣدة اﻟﻌﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﻘدرھﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗﺑل أن ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ إذا
طﻠﺑت زوﺟﺗﮫ اﻟطﻼق ﻟﻌﻧﺗﮫ.
-٢اﻟﺑﻘرة آﯾﺔ ٢٢٦
-٣اﻟﺑﻘرة[٢٢٧ :
-٤اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ) (٥٥٣ /٧واﻟﻣﻘﺻود ﻣدة اﻟﻌﻧﯾن اﻟت ﯾﻘدرھﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗﺑل أن ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ إذا
طﻠﺑت زوﺟﺗﮫ اﻟطﻼق ﻟﻌﻧﺗﮫ.
-٥اﻟﺑﻘرة آﯾﺔ ٢٢٦
-٦اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ) ٢١ /٧واﻟﺑداﺋﻊ ١٦١/٣واﻟﻣﻘدﻣﺎت اﻟﻣﻣﮭدات ٦١٦/١واﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﻲ )/١
٥٧٧واﻟﺣﺎوي اﻟﻛﺑﯾر ) ٣٤١ /١٠واﻟﻣﻐﻧﻲ (٥٥٣/٧
- ١٤٤٠ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
وروي أنّ ﺳﺑﯾﻌﺔ اﻷﺳﻠﻣﯾﺔ أنّ اﻟﻧﺑﻲ -ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم -أﻓﺗﺎھﺎ ﺑﺄن ﻗد ﺣﻠت
١
ﺣﯾن وﺿﻌت وأﻣرھﺎ ﺑﺎﻟﺗزوج إن ﺑدا ﻟﮭﺎ ،وﻛﺎن ﻗد ﻣﺎت ﻋﻧﮭﺎ زوﺟﮭﺎ«
وﻗﺎل ﻋﻣر -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ -ﻟو وﺿﻌت وزوﺟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳرﯾره ﻻﻧﻘﺿت ﻋدﺗﮭﺎ،
٢
وﺣ ّل ﻟﮭﺎ أن ﺗﺗزوج.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋدة اﻟﺣﺎﻣل أﺑﻌد اﻷﺟﻠﯾن؛ ﻷنّ اﻟﻧﺻوص ﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ ﻓﺑﻌﺿﮭﺎ
ﯾوﺟب ﺗرﺑص ﺛﻼﺛﺔ ﻗروء ،وﺑﻌﺿﮭﺎ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭر وﻋﺷرً ا وﺑﻌﺿﮭﺎ وﺿﻊ اﻟﺣﻣل ﻓﺎﻟﻘول
ً ٣
ﺑوﺟوب اﻷﺑﻌد اﺣﺗﯾﺎطﺎ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻻﺣﺗﯾﺎط ﯾُﻌﻣل ﺑﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾرد ﻓﯾﮫ ﻧص وﻗد اﺳﺗدل ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺎﻧﺗﮭﺎء
اﻟﻌدة ﺑوﺿﻊ اﻟﺣﻣل.
٤
وآﯾﺔ اﻟﺣﻣل ﻣﺗﺄﺧرة ﻓﯾﻛون ﻏﯾرھﺎ ﻣﻧﺳوﺧﺎ ﺑﮭﺎ أو ﻣﺧﺻوﺻﺎ.
ارأي ارا اﻟرأي اﻷول رأي اﻟﺟﻣﮭور ﻹطﻼق ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﱡ ﲹﲺ
٥
ﲾﱠ
ﲿ ﲻ ﲼﲽ
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول) :اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ( ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰَ } :ﺛﻼَ َﺛ َﺔ ﻗُرُ َو ٍء { اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺣﻛم ﻣﻘطوع ﺑﮫ
١
ﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﻧص ،وﻋطف ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎ ھو ﻣﺟﺗﮭد ﻓﯾﮫ ﻓﻘﺎل اﻟﻘرء وھو اﻟﺣﯾض.
وﻟو ﺣُ ﻣل اﻟﻘرء ﻋﻠﻰ اﻟطﮭر ﻟﻛﺎن اﻻﻋﺗداد ﺑطﮭرﯾن ،وﺑﻌض اﻟﺛﺎﻟث؛ ﻷنّ ﺑﻘﯾﺔ
اﻟطﮭر اﻟذي ﺻﺎدﻓﮫ اﻟطﻼق ﻣﺣﺳوب ﻣن اﻷﻗراء ﻋﻧده ،واﻟﺛﻼﺛﺔ اﺳم ﻟﻌدد ﻣﺧﺻوص،
واﻻﺳم اﻟﻣوﺿوع ﻟﻌدد ﻻ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ دوﻧﮫ ﻓﯾﻛون ﺗرك اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب وﻟو ﺣﻣﻠﻧﺎه ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﯾض ﯾﻛون اﻻﻋﺗداد ﺑﺛﻼث ﺣﯾض ﻛواﻣل؛ ﻷنّ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣن اﻟطﮭر ﻏﯾر ﻣﺣﺳوب ﻣن
٢
اﻟﻌدة ﻋﻧدﻧﺎ ﻓﯾﻛون ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ﻓﻛﺎن اﻟﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾض أوﻟﻰ.
ﱃ ﱠ ٣وأﻧﮫ ذﻛر اﻷﺷﮭر ،واﻟﻣراد ﻣﻧﮫ ﺷﮭران،
ﱄ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ:ﱡ ﱁ ﱂ
٤
ﺷﮭران ،وﺑﻌض اﻟﺛﺎﻟث ،ﻓﻛذا اﻟﻘروء ﺟﺎﺋز أن ﯾراد ﺑﮭﺎ اﻟﻘرءان.
وﺟﮫ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻌﺗدة ﻏﯾر ﺣﺎﻣل ﻓﺈن ﻛﺎﻧت ﻣﻣن ﺗﺣﯾض اﻋﺗدت ﺑﺛﻼﺛﺔ
ﻘﺎت َﯾ َﺗ َرﺑﱠﺻْ َن ِﺑﺄ َ ْﻧﻔُﺳِ ِﮭنﱠ َﺛﻼ َﺛ َﺔ ﻗُرُ و ٍء( واﻻﻗراء ھﻲ اﻻطﮭﺎر، أﻗراء؛ ﻟﻘوﻟﮫ ﻋز وﺟل ) َو ْاﻟﻣ َ
ُطﻠﱠ ُ
٥
واﻟدﻟﯾل ﻋﻠﯾﮫ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) َﻓ َطﻠِﻘُوھُنﱠ ﻟِ ِﻌ ﱠدﺗ ِِﮭنﱠ ( واﻟﻣراد ﺑﮫ ﻓﻲ وﻗت ﻋدﺗﮭنّ .
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌدة ﺑﻘرأﯾن وﺑﻌض اﻟﺛﺎﻟث وھذا ﯾﺳﺗﻘﯾم ﻓﻲ ﺟﻣﻊ ﻏﯾر ﻣﻘرون
ﱃ ﱠ ٦ﻓﺄﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ ﻣﻘرون ﺑﺎﻟﻌدد ﻓﻼ ﺑد ﻣن
ﱄ ﺑﺎﻟﻌدد ﻟﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﱡ ﱁ ﱂ
اﻟﻛواﻣل وإﻧﻣﺎ ﯾﺣﺻل ذﻟك إذا ﺣﻣل اﻟﻘرء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾض ﻓﯾﻛون اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌدة ﺑﺛﻼث ﺣﯾض
٧
ﻛواﻣل.
ارأي ارا ﻋدة اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﺣﺎﺋل اﻟﻣدﺧول ﺑﮭﺎ ﺛﻼث ﺣﯾﺿﺎت؛ ﻷنّ اﺳم اﻟﺛﻼﺛﺔ
ظﺎھر ﻓﻲ ﻛﻣﺎل ﻛل ﻗرء ﻣﻧﮭﺎ ،وذﻟك ﻻ ﯾﺗﻔق إﻻ ﺑﺄن ﺗﻛون اﻷﻗراء ھﻲ اﻟﺣﯾض وﻷنّ
٨
اﻹﺟﻣﺎع ﻣﻧﻌﻘد ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ إن طﻠﻘت ﻓﻲ ﺣﯾﺿﺔ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌﺗد ﺑﮭﺎ.
ارأي ارا اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﺻف اﻟﻣﮭر ﺑﺎﻟﻔرﻗﺔ ﻗﺑل اﻟدﺧول إن ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﻣن ﺟﮭﺔ
اﻟزوج أﻣﺎ إن ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟﮭﺎ ﻟﺗدﻟﯾﺳﮭﺎ.
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻣﻘﺻود اﻹدام ﯾُﻌرف ﺑﺎﻟﻌرف وﻻ ﺣﺟﺔ ﻟﻠﻘول ﺑﺎﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن أﻧواع
اﻟطﻌﺎم.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :رأي اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ :ﯾﺣﻧث اﻟﺣﺎﻟف أﻻ ﯾﺄﻛل إداﻣًﺎ ﺑﺄﻛل ﺑﻛل ﻣﺎ
ﯾؤﺗدم ﺑﮫ ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻣﺎ ﯾﺻطﺑﻎ ﺑﮫ ،ﻛﺎﻟﺧل واﻟزﯾت واﻟﺳﻣن واﻟﻣرﺑﻰ ،أو ﻻ ﯾﺻطﺑﻎ ﺑﮫ
ﻛﺎﻟﻠﺣم واﻟﺟﺑن واﻟﺑﻘل واﻟﺑﺻل واﻟﻔﺟل واﻟﺛﻣﺎر ،وﻛذا اﻟﺗﻣر واﻟﻣﻠﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻓﯾﮭﻣﺎ.
واﻹدام ﻣن اﻻﺋﺗدام وھو اﻟﻣواﻓﻘﺔ ،ﻗﺎل اﻟﻧﺑﻲ -ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم -ﻟﻠﻣﻐﯾرة
١
ﺣﯾن أراد أن ﯾﺗزوج اﻣرأة» :ﻟو ﻧظرت إﻟﯾﮭﺎ ﻟﻛﺎن أﺣرى أن ﯾؤدم ﺑﯾﻧﻛﻣﺎ«
أي ﯾﻛون ﺑﯾﻧﻛﻣﺎ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ،وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﺧﺑز وﺑﯾن ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﻓﻲ اﻷﻛل
٢
ظﺎھر ﻓﻛﺎﻧت إداﻣﺎ ،وﻷنّ اﻟﻧﺎس ﯾﺄﺗدﻣون ﺑﮭﺎ ﻋرﻓﺎ وﻋﺎدة.
ً ٣ ً
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث) :اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ( اﻟﺣﺎﻟف ﻻ ﯾﺄﻛل إداﻣﺎ ﯾﺣﻧث ﺑﺎﻹدام ﻋرﻓﺎ.
ارأي ارا اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث وھو اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻌرف ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹدام
ﻟﺗﻐﯾر اﻟﻌرف ﺑﺗﻐﯾر اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن.
٤
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ -:ﻣن اﻟﻣﺷﻛل :ذﺑﯾﺣﺔ اﻷﺧرس
٥
اﺗﻔق اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋﻠﻰ ﺣل ذﺑﯾﺣﺔ اﻟﻣﺳﻠم اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻗل اﻟﻧﺎطق واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ ذﺑﯾﺣﺔ
اﻷﺧرس ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ-:
اﻟرأي اﻷول :ﯾرى اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ اﻟﻘطﻊ ﺑﺣل ذﺑﯾﺣﺗﮫ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻟﮫ
٦
إﺷﺎرة ﻣﻔﮭﻣﺔ أم ﻻ؛ إذ ﻻ ﻣدﺧل ﻟذﻟك ﻓﻲ ﻗطﻊ اﻟﺣﻠﻘوم واﻟﻣريء.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾرى اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ورأي ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﺣل ذﺑﯾﺣﺔ اﻷﺧرس ﺑﺎﻹﺷﺎرة
اﻟﻣﻔﮭوﻣﺔ ،إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء؛ ﻷنّ إﺷﺎرﺗﮫ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم ﻧطق اﻟﻧﺎطق ،وإﺷﺎرﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ﺗدل ﻋﻠﻰ
٧
ﻗﺻده ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟذي ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء.
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻷول :ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻋﻠﻰ اﻷﺧرس رﻓﻊ ﯾدﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء وإﺷﺎرﺗﮫ
وﺗﺣرﯾﻛﮫ اﻟﺷﻔﺗﯾن ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺎطق ،أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﺑﮫ ﺷﺎرﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻼة،
ﻛﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻧﺎطق ﺷﺎرﻋﺎ ﺑﺎﻟﺗﻛﺑﯾر ،ﺛم اﻷھﻠﯾﺔ ﻟﻠذﺑﺢ ﯾﻛون ﻟﻠذاﺑﺢ ﻣن أھل ﺗﺳﻣﯾﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ
٨
ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻠوص ،وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﻘﺎده اﻟﺗوﺣﯾد ،واﻷﺧرس ﻣﻌﺗﻘد ﻟذﻟك.
-١ﺳﻧن اﻟﺗرﻣذي ٣٨٨/٢أﺑواب اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺧطوﺑﺔ وﻗﺎل ﺣدﯾث ﺣﺳن ،وﺳﻧن
اﺑن ﻣﺎﺟﮫ ٦٨/٣اﺑواب اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎب اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣرأة إذا أراد أن ﯾﺗزوﺟﮭﺎ ،واﻟﺳﻧن اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺑﯾﮭﻘﻲ
١٣٦/٧ﺑﺎب ﻧظر اﻟرﺟل إﻟﻰ اﻟﻣرأة ﯾرﯾد أن ﯾﺗزوﺟﮭﺎ
-٢روﺿﺔ اﻟطﺎﻟﺑﯾن ) ٤٤ /١١واﻟﻣﺣﻠﻰ ( ٣١٧/٦
-٣اﻟذﺧﯾرة ﻟﻠﻘراﻓﻲ ) ٤٧ /٤واﻟﻘواﻧﯾن ص ١٠٩واﻟﻣﻐﻧﻲ ٦٠١/٩واﻹﻧﺻﺎف ( ٧٥/١١
-٤اﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﯾوطﻲ )ص (٣١٣ :واﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﺑﻛﻲ ٨٥/١
-٥اﻟﻣﺑﺳوط ٢٢٧/١١واﻟﺟوھرة اﻟﻧﯾرة ١٨٠/٢واﻟذﺧﯾرة ١٢٣/٤وﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل ٢٠٩/٣واﻷﺷﺑﺎه
واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﯾوطﻲ )ص (٣١٣ :واﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﺑﻛﻲ (٨٥/١واﻟﻣﻐﻧﻲ ٤٠٤/٩واﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر
( ٥٧/١١
-٦اﻟﻣﺑﺳوط ٢٢٧/١١واﻟﺟوھرة اﻟﻧﯾرة ١٨٠/٢واﻟذﺧﯾرة ١٢٣/٤وﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل ٢٠٩/٣واﻷﺷﺑﺎه
واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﯾوطﻲ )ص (٣١٣ :واﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﺑﻛﻲ (٨٥/١
-٧واﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﯾوطﻲ )ص (٣١٣ :واﻷﺷﺑﺎه واﻟﻧظﺎﺋر ﻟﻠﺳﺑﻛﻲ ٨٥/١واﻟﻣﻐﻧﻲ ٤٠٤/٩
واﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ( ٥٧/١١
-٨اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ )(٢٢٧ /١١
- ١٤٤٦ -
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻌﺷرون ﻟﺳﻧﺔ ٢٠٢١م اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف -دﻗﮭﻠﯾﺔ
ﺣﺟﺔ اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ﻋﻠم ﻗﺻد ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎري ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ.
١
إﺷﺎرﺗﮫ ﻣﻘﺎم اﻟﻧطق وھذا ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ أﺣﻛﺎم اﻷﺧرس ﻓﻲ اﻟﻌﺑﺎدات.
ارأي ارا -ﺣل ذﺑﯾﺣﺔ اﻷﺧرس ﻣطﻠ ًﻘﺎ ،ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﺳﻠﻣًﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣوم
٢
اﻟﻧﺻوص وﻟم ﯾرد ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ.
اﻟرزاق اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،أﺑو اﻟﻔﯾض ،اﻟﻣﻠ ّﻘب ﺑﻣرﺗﺿﻰ، ّ -ﻣﺣﻣّد ﺑن ﻣﺣﻣّد ﺑن ﻋﺑد
اﻟزﺑﯾدي )اﻟﻣﺗوﻓﻰ١٢٠٥ :ھـ( )ﺗﺎج اﻟﻌروس ﻣن ﺟواھر اﻟﻘﺎﻣوس(اﻟﻣﺣﻘق :ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﱠ
ﻣن اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﮭداﯾﺔ.
ﻛﺗب اﻟﻔﻘﮫً .:
أوﻻ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺣﻧﻔﻲ-:
-أﺑو ﺑﻛر ﺑن ﻣﺳﻌود ﺑن أﺣﻣد اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ اﻟﺣﻧﻔﻲ )اﻟﻣﺗوﻓﻰ587 :ھـ()ﺑداﺋﻊ
اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ(اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ1406 ،ھـ 1986 -م.
-ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻣدﻋو ﺑﺷﯾﺧﻲ زاده ،ﯾﻌرف ﺑداﻣﺎد أﻓﻧدي
)ت1078 :ھـ( )ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻧﮭر( اﻟﻧﺎﺷر :دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ.
-ﻣﺣﻣد أﻣﯾن ﺑن ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺎﺑدﯾن اﻟدﻣﺷﻘﻲ اﻟﺣﻧﻔﻲ )اﻟﻣﺗوﻓﻰ:
1252ھـ( )رد اﻟﻣﺣﺗﺎر( اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻔﻛر-ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ :اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ1412 ،ھـ -
1992م.
-ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣود ،أﻛﻣل اﻟدﯾن أﺑو ﻋﺑد ﷲ اﺑن اﻟﺷﯾﺦ ﺷﻣس اﻟدﯾن اﺑن
اﻟﺷﯾﺦ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن اﻟروﻣﻲ اﻟﺑﺎﺑرﺗﻲ )اﻟﻣﺗوﻓﻰ٧٨٦ :ھـ()اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﮭداﯾﺔ(
اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻔﻛر.
ﺛﺎﻧﯾًﺎ :اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ-:
-ﺷﮭﺎب اﻟدﯾن أﺣﻣد ﺑن إدرﯾس ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﺷﮭﯾر ﺑﺎﻟﻘراﻓﻲ
)اﻟﻣﺗوﻓﻰ684 :ھـ(اﻟذﺧﯾرة( اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ -ﺑﯾروت.
-ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺑﻲ زﯾد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﻧﻔزي ،اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ )اﻟﻣﺗوﻓﻰ٣٨٦ :ھـ() اﻟ ﱠﻧوادر
واﻟزﯾﺎدات ﻋﻠﻰ َﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدَ ﱠوﻧﺔ ﻣن ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷُﻣﮭﺎت( اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻐرب ﱢ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٩٩٩ ،م.
-ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن رﺷد اﻟﻘرطﺑﻲ اﻟﺷﮭﯾر ﺑﺎﺑن رﺷد اﻟﺣﻔﯾد
)اﻟﻣﺗوﻓﻰ595 :ھـ( )ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﮭد( اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﺣدﯾث – اﻟﻘﺎھرة.
-ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟطراﺑﻠﺳﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،اﻟﺣطﺎب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ )ت:
954ھـ( )ﻣواھب اﻟﺟﻠﯾل ﻓﻲ ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل( اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻔﻛر اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
1412ھـ 1992 -م.
ً
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ-:
-ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﺣﺑﯾب اﻟﺑﺻري اﻟﺑﻐدادي ،اﻟﺷﮭﯾر ﺑﺎﻟﻣﺎوردي
)اﻟﻣﺗوﻓﻰ450 :ھـ( )اﻟﺣﺎوي ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ( دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
-ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﺧطﯾب اﻟﺷرﺑﯾﻧﻲ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ )اﻟﻣﺗوﻓﻰ977 :ھـ )ﻣﻐﻧﻲ اﻟﻣﺣﺗﺎج
إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﻧﮭﺎج( اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ،
1415ھـ 1994 -م
-ﻣﺣﻣد ﺑن إدرﯾس ﺑن اﻟﻌﺑﺎس ﺑن ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﺷﺎﻓﻊ ﺑن ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﺑن ﻋﺑد ﻣﻧﺎف
اﻟﻣطﻠﺑﻲ اﻟﻘرﺷﻲ اﻟﻣﻛﻲ )اﻟﻣﺗوﻓﻰ204 :ھـ( )اﻷم( اﻟﻧﺎﺷر :دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ – ﺑﯾروت.
ﻛﺗب ﻋﺎﻣﺔ-:
-أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻧﺻﺎر )اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻔﻘﮭﻲ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺟدة وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﻧﻣﺎذج اﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة( اﻟﻧﺎﺷر :اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷردﻧﻲ ﻟطﺑﻌﺔ-:
ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر.٢٠٠٥ /٢٠٠٤:
ً ً
-ﻣﺣﻣد ﯾﺳري إﺑراھﯾم )ﻓﻘﮫ اﻟﻧوازل ﻟﻸﻗﻠﯾﺎت اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ »ﺗﺄﺻﯾﻼ وﺗطﺑﯾﻘﺎ«رﺳﺎﻟﺔ
دﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣن ﻛﻠﯾﺔ اﻟ ﱠﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزھر اﻟﻧﺎﺷر :دار
اﻟﯾﺳر ،اﻟﻘﺎھرة -ﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ :اﻷوﻟﻰ ١٤٣٤ ،ھـ ٢٠١٣ -م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأﺧﯾرً ا أﺷﻛر ﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻣﺎﺋﮫ وأﺳﺗزﯾده ﻣن ﻓﺿﻠﮫ ،ﺛم اﻟﺷﻛر ﻣوﺻول ﻟﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون )ﺗﻔﮭﻧﺎ اﻷﺷراف دﻗﮭﻠﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزھر( ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻣﺎﺋﮭﺎ اﻷﺳﺗﺎذ
اﻟدﻛﺗور ﻋﻣﯾد اﻟﻛﻠﯾﺔ وﻋﻠﻣﺎء اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻗﺎطﺑﺔ ﻧﻔﻌﻧﺎ ﷲ ﺑﻌﻠوﻣﻛم ﻓﻲ اﻟدارﯾن ،وﻟﻠﺳﺎدة
اﻷﻓﺎﺿل اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ ،ﺛم اﻟﺷﻛر ﻹدارة اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
ﺑﺑﮭﺎﻧﺞ اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﺷﺎه )) KUIPSASﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور رﺋﯾس اﻟﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ وﺳﺎﺋر أﻋﺿﺎء ھﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس.
د /رﺑﯾﻊ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻗﺳم اﻟﺷرﯾﻌﺔ
واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺑﮭﺎﻧﺞ اﻟﺳﻠطﺎن أﺣﻣد ﺷﺎه )(kuipsas
rabie@kuipsas.edu.my