You are on page 1of 73

‫ععصَرر ْالععقَلل ْ‬

‫تحقَيقق ْفي ْاللهاويت ْالحقَيقَيي ْو ْالساطوريي‬


‫الرجزُرء ْالول‬

‫توماس ْباين‬
‫‪1794‬‬
‫ترجمة‪ :‬محمد موسى‬
‫تمت ْالترجمة ْبواساطة‪:‬‬
‫محمد ْ ْموساى‬
‫‪McMoses@yandex.com‬‬
‫هاذا ْالرمصَننفَّ ْمرخص ْبموجب‬

‫ ْ ْرخصَة ْالمشاع ْالبداعي ْعنسب ْالرمصَننفَّ ْ‪ْ -‬غير ْتجاري ْ‪ْ -‬الترخيص ْبالمثل ْ ْ‪ْ 4.0‬دولي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عن الكتاب‬

‫ععصَرر ْالعقَل‪) ْ :‬بالنكليزُية‪ْ (The ْ Age ْ of ْ Reason ْ :‬كتاقب ْألفقه ْتوماس ْباين ْفي ْالقَرين‬
‫الثامين ْعشر ْإنعتعقَعد ْفيقيه ْألقديعن ْالرمهُيكقعل ْوعتحقدى ْيعصَقمعة ْاليكتقايب ْالمقَقديس‪ْ .‬رطيبقعع ْفقي ْثالثاقية‬
‫أجزُاء ْفي ْ‪ ْ 1794‬و ‪ ْ 1795‬و ‪ ْ 1807‬وأصبعح ْفي ْقائمية ْأفضيل ْالمبيعايت ْفي ْأمريكا ْحيرث ْنساققعب ع‬
‫ب‬
‫إحياءء ْلمذهايب ْالربوبية‪ْ .‬‬

‫ريقَدرم ْالكتارب ْأدلة ْالربوبيعة ْمثل ْانحرايف ْالكنيسققية ْالمسققيحيية ْوانتقَققاعد ْمحاوليتهُققا ْللحصَققويل‬
‫على ْالسلطية ْالسياساية‪ْ .‬يؤيرد ْالكتارب ْالعقَعل ْوالمنطعق ْعوضءا ْ ععن ْالوحي ْويررفرض ْالمعجققزُايت‬
‫ب ْالقمقَدساعة ْيقطعءا ْأدبيءة ْ ْوليست ْوحيءا ْإلهُيءا‪ْ .‬ل ْعيررفرض ْيفكعرعة ْالريب ْبل ْهاو ْربققوبقي‬
‫ويعتبر ْالركرت ع‬
‫يدعرم ْالديعن ْالطبيعي ْويؤمن ْبخالق‪.‬‬

‫كانت ْرمعظرم ْالدلة ْالتي ْإساتخعدعمهُا ْالكاترب ْمعروفءة ْللرنخبققية ْالمثقَفققية‪ْ ِ،‬لكنققره ْققققعدعمهُا ْبأساققلوبب‬
‫شيبق ْزاد ْيمن ْجاذبييتهُققا ْوشققعبييتهُا ْلجمهُققوبر ْعريققبض‪ْ .‬و ْقققد ْ ْألعهُعمققت ْأفكققارا ْالكتققاب ْقمفكريققعن‬
‫آخرين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفهرس‬

‫كلمرة ْالمؤلفَّ ‪5..............................................................................................................‬‬


‫الفصَل ْالول‪ْ :‬الممارساة ْاليمانية ْللمؤلفَّ ‪6...........................................................................‬‬
‫الفصَل ْالثاني‪ْ :‬المهُمات ْو ْالوحي ‪8.....................................................................................‬‬
‫الفصَل ْالثالث‪ْ :‬يسوع ْالمسيح ْو ْتاريرخره ‪11............................................................................‬‬
‫الفصَل ْالرابع‪ْ :‬ا ل‬
‫لساس ْالمسيحية ‪14....................................................................................‬‬
‫الفصَل ْالخامس‪ْ :‬تفحقص ْلتفاصييل ْا ل‬
‫لساس ْألسابقَة ‪16..............................................................‬‬
‫الفصَل ْالسادس‪ْ :‬عن ْاللهاوت ْالحقَيقَي ‪18............................................................................‬‬
‫الفصَل ْالسابع‪ْ :‬عن ْالعهُد ْالقَديم ‪19.....................................................................................‬‬
‫الفصَل ْالثامن‪ْ :‬عن ْالعهُد ْالجديد ‪26....................................................................................‬‬
‫الفصَل ْالتاساع‪ْ :‬عن ْما ْيحتويه ْالوحي ْالحق ‪32......................................................................‬‬
‫الفصَل ْالعاشر‪ْ :‬عن ْالرب ْوساماته ْفي ْالكتاب ْالمقَدس ‪34...........................................................‬‬
‫الفصَل ْالحادي ْعشر‪ْ :‬عن ْاللهاوت ْالمسيحي ْو ْاللهاوت ْالحقَيقَي ‪38............................................‬‬
‫الفصَل ْالثاني ْعشر‪ْ :‬آثاار ْالمسيحية ْعلى ْالتعليم ْو ْالصلحات ْالمقَترحة ‪43....................................‬‬
‫الفصَل ْالثالث ْعشر‪ْ :‬مقَارنة ْبين ْالمسيحية ْو ْأفكار ْدينية ْمستوحاة ْمن ْالطبيعة‪49..........................‬‬
‫الفصَل ْالرابع ْعشر‪ْ :‬نظام ْالكون ‪55......................................................................................‬‬
‫الفصَل ْالخامس ْعشر ْ‪:‬مزُايا ْوجود ْعوالم ْكثيرة ْفي ْالنظام ْالشمسي ‪58.........................................‬‬
‫الفصَل ْالسادس ْعشر‪ْ :‬تطبيق ْما ْسابق ْعلى ْالنظام ْالمسيحي ‪60...................................................‬‬
‫الفصَل ْالسابع ْعشر‪ْ :‬من ْالوساائل ْالمستخدمة ْعلى ْالصَعيد ْالعالمي‪ْ ِ،‬لخداع ْالشعوب‪62......................‬‬
‫رخلصة ‪71..................................................................................................................‬‬

‫‪4‬‬
‫كلمةة المؤلف‬

‫إلى ْزرملئي ْيمن ْمواطني ْالوليايت ْالمتحدية ْالمريكية‪:‬‬

‫ت ْيحمايتكم‪ْ .‬أنره ْعيحتوي ْعلى ْآرائي ْعن ْالدين‪ْ .‬سارتنصَفوعنعني ْبتذركركم‬ ‫أعضرع ْالعععمعل ْالتالعي ْعتح ع‬
‫بأنني ْقد ْأعيدرت ْبقَوءة ْقحعق ْككعل ْإنسابن ْإمتلك عره ْرأعيره ْالخاص‪ْ ِ،‬مهُما ْكان ْرمخعتيلفءا ْععن ْرأيي ْ‪ْ .‬‬

‫عمن ْيعتعنكلر ْهاذا ْالحرق ْللخير ْ‪ْ ِ،‬عيجععرل ْيملن ْعنفيسيه ْعبدءا ْلرأييه ْالحالي ْلنره ْعيحورل ْدوعن ْنحيقَيه ْفي‬
‫تغييريه‪.‬‬

‫إن ْأكثعر ْالسالحعة ْفاعليءة ْضضعد ْك رعل ْنوبع ْمن ْالخطاء ْهاو ْالعقَل‪ْ ْ .‬لم ْأرقلم ْبأساتخدام ْأي ْأدابة‬
‫لاخرى ْوأنا ْواثاقق ْبأنني ْلن ْأاقوعم ْبذلعك ْأابدءا‪.‬‬

‫صديقق ْحنورن ْوزميرل ْمواطن‬


‫توماس ْباين ْ‬
‫لوكسمبورغ‪ْ ِ،‬الثامن ْمن ْبلوفويزُ‪ْ ِ،‬‬
‫العام ْالثاني ْلقَيام ْالجمهُورية ْالفرنسية‪.‬‬
‫‪ْ 27‬كانون ْالثاني ْ‪ْ .1794‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل الوال‪ :‬الممارسة اليامانية للمؤلف‬

‫لقَد ْكان ْفي ْنيتي‪ْ ِ،‬منرذ ْسانوابت ْمضلت‪ْ ِ،‬نشعر ْأفكاري ْععلن ْالديين‪ْ .‬مدركءا ْجيدءا ْحجعم ْالصَعوبات‬
‫المتعلقَية ْبالمر‪ْ ِ،‬من ْهاذا ْالمنطلق‪ْ ِ،‬احعتعفظرت ْيبهُا ْلفتربة ْلحقَققبة‪ْ .‬قصَققدرت ْبهُققا ْأن ْتكققوعن ْالهُديققعة‬
‫الخيرعة ْالتي ْلاقيدقمهُا ْلزُملئعي ْمن ْمواطني ْجمييع ْالميم‪ْ ِ،‬في ْالوقيت ْالذي ْل ْتكورن ْفيه ْنيققتي‬
‫محعط ْشكوبك‪ْ ِ،‬حتى ْمن ْقبعل ْالرافضين ْللعمل ْالذي ْأقدرمره‪ْ .‬‬

‫إن ْما ْحدعث ْاﻵن ْفي ْفرنسا ْيمن ْالغابء ْللنظايم ْالكهُنوتيي ْأجمعققه ْبركققيل ْمققا ْيتععلققرق ْبققه ْمققن ْنظققبم‬
‫دينيبة ْ ْوبنوبد ْعقَائديبة ْقهُريبة‪ْ ِ،‬لم ْيعزُلد ْمققن ْدافعققي ْفحسققب‪ْ ِ،‬بققل ْعجععققعل ْأيضققءا ْهاققذا ْالنققوعع ْيمققن‬
‫العمل ْضروريءا ْللغايية‪ْ ِ،‬ففي ْالحطايم ْالعققايم ْللخرافققايت‪ْ ِ،‬والنظققيم ْالحاكمققية ْالكاذبققية‪ْ ِ،‬واللهاققويت‬
‫المزُييفَّ‪ْ ْ ِ،‬رتنسى ْالبصَيرعة‪ْ ِ،‬والخلعق‪ْ ِ،‬والنسانيعة‪ْ ِ،‬واللهاو ع‬
‫ت ْالحعق‪ْ .‬‬

‫وكما ْعقعدعم ْلي ْالعديرد ْمن ْزملئي ْوغييرهالم ْمن ْمواطني ْفرنسا ْمثا ء‬
‫ل ْلبنققايء ْنظققايمهُلم ْالعقَايئققدي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الطققويعي ْو ْالشخيصَققي‪ْ ِ،‬عساققأقورم ْانققا ْايضققءا ْببنققايء ْنظققامي‪ْ .‬وأنققا ْأفعققرل ْذلققعك ْيبركققيل ْالخليص‬
‫والصَراحية ْالتاين ْيتصَرل ْيبيهُما ْعقَرل ْالنساين ْعمعع ْنفسيه‪ْ .‬‬

‫أؤمن ْبربب ْواحبد ْفقَلط‪ْ ِ،‬ل ْأكثر؛ ْوآمرل ْفي ْساعادبة ْبععد ْهاذيه ْالحياية‪ْ .‬‬

‫اؤمرن ْبألمساواية ْبيعن ْالبشير‪ْ .‬وأؤمرن ْبأعن ْالواجبات ْالدينية ْتتمثرل ْفي ْعتحقَييق ْالعدالية ْوالمحبية‬
‫و ْالرحمية‪ْ ِ،‬والسعي ْلسعادية ْالمخلوقايت ْا ل‬
‫لخرى‪ْ .‬‬ ‫ي‬

‫الى ْجانب ْذلك ْأؤمرن ْبأموبر ْأخرى ْكثيربة‪ْ ِ،‬لذلعك ْساأقدرم ْفي ْهاذا ْالكتايب‪ْ ِ،‬المور ْالتي ْل ْاؤمرن‬
‫بهُا‪ْ ِ،‬وأساباعب ْعدعم ْايماني ْبهُا‪ْ .‬‬

‫‪6‬‬
‫أنا ْل ْاؤمرن ْبالعقَيدية ْالمعلنية ْمن ْقبيل ْالكنيسققية ْاليهُوديققة‪ْ ِ،‬الرومانيققة‪ْ ِ،‬اليونانيققة‪ْ ْ ِ،‬التركيققة‪ْ ِ،‬أو‬
‫الكنيسية ْالبروتستانتية‪ْ ِ،‬ول ْأي ْكنيسبة ْاخرى ْأعيرقفهُا‪ْ ِ،‬عقَلي ْهاو ْكنيستي‪.‬‬

‫جميع ْالمؤساسات ْوالكنائس‪ْ ِ،‬ساواءء ْكانت ْيهُوديءة‪ْ ِ،‬ام ْمسيحيءة ْأم ْتركيقءة‪ْ ِ،‬ل ْتبقدو ْلقي ْساقوى‬
‫اختراعابت ْبشريبة‪ْ ِ،‬لانشألت ْلتخوييفَّ ْواساتعبايد ْالنساين‪ْ ِ،‬واحتكاير ْالرسلطية ْو ْالربايح‪ْ .‬‬

‫ول ْأقصَرد ْبهُذا ْالعلين ْإدانعة ْمن ْيؤمنون ْخلءف ْلذلءك؛ ْفلهُم ْنفرس ْالحق ْفققي ْاعتقَققادهام ْكمققا‬
‫هاو ْلي‪ْ .‬ولقكعن ْمن ْالضروري ْلسعادية ْالنساين ْألن ْيكوعن ْمخيلصَءا ْعقَليءا ْلنفيسيه‪ْ ِ،‬فققالكفرر ْل ْيعتععلعققرق‬
‫باليماين ْيمن ْعدميه‪ْ .‬بل ْانه ْاعتنارق ْالشخيص ْلعقَيدبة ْل ْيؤيمرن ْبهُا‪ْ .‬‬

‫إن ْمن ْالمستحييل ْحسارب ْالذى ْالخلقي ْ‪-‬ان ْكان ْلقعي ْالتعققبيرر ْعنقره ْبهُقذيه ْالطريقَقة‪ْ -‬عنققدما‬
‫رينعترج ْالعكيذرب ْالعقَلري ْو ْعينعتشرر ْفي ْالمجتمع‪ْ .‬فعنققدما ْريفرسققرد ْالنسققارن ْو ْعييغققرش ْععقَرلققره‪ْ ِ،‬وريققذيعرنره‬
‫للعتقَايد ْبأشيابء ْل ْيؤمرن ْبهُققا‪ْ ِ،‬فققأنرعه ْريرعققرد ْعنفعسققره ْلرتكققايب ْأي ْجريمققبة ْلاخققرى‪ْ .‬وعيأرخققرذ ْبيتجققارية‬
‫العكعهُنويت ْلكسيب ْالمايل‪ْ ِ،‬ومن ْأجل ْتأهاييل ْعنفيسيه ْلهُذيه ْالتجارية ْيبدلا ْبشهُادية ْالققزُوير‪ْ .‬هاققل ْريلميكننققا‬
‫ي ْشيبء ْأكثرر ْعتدميرءا ْللخليق ْيملن ْهاذا؟ ْ‬
‫عتصَورر ْأ ع‬

‫ل ْكبيرءا ْبأن ْثاققورءة‬


‫بعد ْفتربة ْوجيزُبة ْمن ْنشير ْك رعتييب ْ“اليحرس ْالعسلييم“‪ْ ِ،‬في ْأمريكا‪ْ ِ،‬رأيرت ْاحتما ء‬
‫في ْنظام ْالحكيم ْساتتبرعهُا ْثاورقة ْفي ْنظام ْالدين‪ْ .‬إن ْالرتباعط ْالخادعع ْبيققعن ْالكنيسققية ْوالدولققية‪ِ،‬‬
‫أينما ْعحعل ْساواء ْكاعن ْيهُوديءا ْأم ْمسيحيءا ْأم ْتركيءا‪ْ ِ،‬يمنرع ْك رعل ْنقَابش ْعققن ْالمققذاهايب ْالراساققخية‪ْ ِ،‬و‬
‫عن ْمبادئ ْالدين ْالولى‪ْ ِ،‬لذلك ْل ْريمكرن ْأن ْيتعم ْعررض ْهاذيه ْا ل‬
‫لمور ْعلى ْنحققبو ْعققادبل ْوصققريبح‬
‫أمام ْالعاليم ْإل ْبتغييير ْنظايم ْالرحكيم‪.‬‬

‫وقلكن ْحينما ْعيترم ْالقَياعم ْبذلعك‪ْ ِ،‬عساريتعبرع ْبثوربة ْفي ْنظايم ْالديين‪ْ .‬وعيرتعم ْالكشرفَّ ْعققن ْالختراعققايت‬
‫البشريية ْوخدايع ْالكهُنويت‪ْ .‬وعيعوقد ْالنساقن ْليماين ْنقَققيي‪ْ ِ،‬غيققر ْمخلققوبط ْأو ْمزُيققبفَّ‪ْ ِ،‬أي ْاليمققارن‬
‫بألبه ْواحبد‪ْ ِ،‬ل ْأكثلر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المهمات وا الوحي‬

‫ك رعل ْكنيسبة ْأو ْديبن ْقد ْوضعع ْ ْيلعنفيسيه ْاسااساءا ْبإدعايء ْحميل ْرمهُمققءة ْخاصققبة ْمققن ْعربب ْيتواصقرل ْعمقعع‬
‫بعققض ْالفققرايد‪ْ .‬اليهُققورد ْلققديهُلم ْموساققى‪ْ .‬المسققيحيون ْلعققديهُلم ْعيسققوع ْورررساققيلهُلم ْوالقَديسققيعن؛‬
‫والترارك ْلععدليهُلم ْرمعحقملد‪ْ ِ،‬كما ْلو ْإعن ْالطريعق ْإلى ْالعرعب ْلعققم ْعيكققن ْمفتوحققءا ْلكققل ْأنسققابن ْعلققى ْحققبد‬
‫عساوالء‪.‬‬

‫ك رقل ْمن ْهاذيه ْالكنققائيس ْرتظيهُققرر ْبعققعض ْالركرتققيب‪ْ ِ،‬الققتي ْريعسققموعنهُا ْالققوحعي‪ْ ِ،‬أو ْكلعمققعة ْالققعرب‪ْ ِ،‬فيقَققورل‬
‫اليهُورد ْأعن ْعكلعمعة ْالعريب ْقد ْلاععطيلت ْلموساققى ْعوجهُققءا ْلققوجه‪ْ .‬ويقَققورل ْالمسققيحيوعن ْكققذلك ْجققاعءلت‬
‫كلمرة ْالعرب ْمن ْالوحيي ْاللهُي‪ْ :‬ويقَورل ْالتققرارك‪ْ ِ،‬أعن ْكلمققعة ْالققعرب ْ)القَققرآن( ْققد ْرجيلعبققلت ْيمقلن ْيقعبقيل‬
‫ملبك ْيمعن ْالسماء‪ْ .‬ك رقل ْيمن ْتلعك ْالكنايئيس ْعتعتيهُرم ْاﻵخرى ْبالكفير‪ْ ِ،‬و ْانا ْبدوري ْأاركفرر ْيبيهُلم ْجميعءا‪.‬‬

‫أنره ْليمعن ْالضروريي ْإالصَارق ْالفكققاير ْو ْالمعققانعي ْإلققى ْرمفعردايتهُققا ْالصَققحيحية‪ْ ِ،‬لققعذلعك ْساققأقورم ْيبققذكير‬
‫بعيض ْالملحظايت ْعحوعل ْعكلمة ْالوحي ْقبل ْالرمضيي ْرقدمءا ْفي ْالموضوع‪ْ ِ،‬فالعوحري‪ْ ِ،‬يعنعدما ْريذكرر‬
‫في ْسايايق ْالديين‪ْ ِ،‬فأنره ْعيعني ْنقَعل ْشيلء ْفورءا ْمن ْالعريب ْإلى ْالنساين‪ْ .‬ل ْأحققعد ْرينيكققرر ْأو ْريعققاررض‬
‫رسالعطعة ْالقَديير ْأن ْعيصَنعع ْمثل ْهاكذا ْرساالة‪ْ ِ،‬إذا ْكاعن ْيرغب‪.‬‬

‫ل‪ْ ِ،‬أان ْشيئءا ْقد ْك ريشعفَّ ْلشققخبص ْمعيققبن‪ْ ِ،‬دوعن ْأي ْشققخبص ْآخققر‪ْ ِ،‬هاققو ْوحققي‬
‫ولقكعن ْالعتراعف‪ْ ِ،‬جد ء‬
‫لهُذا ْالشخص ْفعقَلط‪ْ .‬فحين ْيقَورم ْبعنقَيليه ْلشخبص ْثاابن‪ْ ِ،‬و ْمن ْثاابن ْ ْلثالبث ْوثاالبث ْلراببع‪ْ ِ،‬ومققا ْإلققى‬
‫ذلك‪ْ ِ،‬فإنره ْعلم ْعيعلد ْوحيءا ْلجمييع ْهاؤلء ْالشخاص‪ْ .‬إعنره ْوحقي ْلويل ْشخبص ْفقَط‪ْ ِ،‬وإشاعبة ْالققى‬
‫الخريعن‪ْ ِ،‬وبالتالي ْهام ْليسوا ْرملعزُميعن ْيبتصَدييقَهُا‪.‬‬

‫إنره ْلعتناققض ْفي ْالرمصَطلحايت ْوالفكاير‪ْ ِ،‬تسميرة ْأي ْشيبء ْيأتي ْإلينا ْمن ْجهُبة ْأخرى ْوحيءا‪ْ ِ،‬إما‬
‫لفظيءا ْأو ْكتابءة‪ْ .‬الوحي ْعيقَعتصَرر ْبالضرورية ْعلى ْالتواصل ْالول‪ْ ِ،‬بعد ْذلققك‪ْ ِ،‬هاققو ْمجققررد ْتسققليبم‬
‫بأعن ْما ْيقَوله ْهاذا ْالعشخرص ْهاو ْوحقي ْرمنعزُقل‪ْ ِ،‬وعلققى ْالرغققم ْمققن ْانققره ْعقققد ْعييجققرد ْعنعفعسققره ْمضققطرءا‬

‫‪8‬‬
‫لليمان ْبه‪ْ ِ،‬فإنه ْل ْريمكرن ْأن ْأكوعن ْرملزُمءا ْباليماين ْبهُا ْبنفيس ْالطريقَية؛ ْلنه ْلم ْيكن ْوحيا ْرمنزُلء‬
‫ي ْيساوى ْك عيلمعتره ْبأن ْعوحيءا ْقد ْأانيزُعل ْالييه‪.‬‬
‫الي‪ْ ِ،‬وليس ْلد ع‬

‫عندما ْقاعل ْموساى ْلبني ْإسارائيعل ْأنه ْعققد ْعتعلقَقى ْلقوحي ْالوصقايا ْمقن ْيقدي ْالققرب‪ْ ِ،‬لققم ْيكونقوا‬
‫رملزُميعن ْبتصَدييقَيه ْلنه ْلم ْعيركن ْلديهُم ْأي ْسالطة ْأخرى ْلذلعك ْساوى ْعقويليه ْلعهُققم؛ ْوليققس ْلققدي ْأ ع‬
‫ي‬
‫رسالطبة ْأخرى ْساوى ْك عيلعمعة ْمؤربخ ْما ْريخيبررني ْيبذلعك‪.‬‬

‫ول ْتحمرل ْالوصققايا ْفققي ْدايخيلهُققا ْدلي ء‬


‫ل ْعلققى ْاللوهايققة ْ؛ ْبققل ْتحتققوي ْعلققى ْبعققيض ْالخلقيققايت‬
‫الجيدية* ْالتي ْممكرن ْأن ْعييتعم ْوضرعهُا ْمن ْيقبل ْأي ْرجبل ْمؤهابل ْليكوعن ْرمحاميءا‪ْ ِ،‬أو ْمشرعءا‪ْ ِ،‬دوعن‬
‫اللجويء ْإلى ْعتعدقخبل ْخاربق ْللطبيعية‪.‬‬

‫*ومع ْذلك‪ْ ِ،‬فمن ْالضروريي ْأان ْريسعتثنى ْعمن ْذلعك ْالعلرن ْالذي ْيقَققورل ْأن ْالققعرعب ْريحمققرل ْخطايققا‬
‫اﻵباء ْعلى ْالطفايل‪ْ .‬إن ْهاذا ْرمخالقفَّ ْلكيل ْمبدإا ْمن ْمباديئ ْالعدالية ْالخلقيية‪.‬‬

‫يعنعدما ْقيل ْلي ْأان ْالرقَرآعن ْعقد ْك ريتعب ْفي ْالسققمايء ْورجيلقق ع‬
‫ب ْإلققى ْرمحمققبد ْيمققن ْيقبققيل ْملبك‪ْ ِ،‬فالدعققارء‬
‫ينعديررج ْأيضءا ْتحت ْنفس ْالنوع ْمن ْالشاعة ْك عسققايبيقَيه ْوالدلققة ْالغيققير ْمباشققربة ْأيضققءا ْوالسققلطية‬
‫ي ْالحرق ْفققي ْععققديم ْاليمققاين‬
‫المستخدمية ْكالسلطية ْالسابقَية‪ْ .‬فلم ْأعر ْالملعك ْبعنفسي‪ْ ِ،‬وبالتالي‪ْ ِ،‬لعد ع‬
‫به‪.‬‬

‫ل ْدوعن‬ ‫يععندما ْيقيققعل ْلققي ْأيضققءا ْإعن ْرهانققاعك ْامققرأءة ْرتققدعى ْعمريققم ْالعققذراء‪ْ ِ،‬وانهُققا ْقققد ْلاعطعيققلت ْيطف ء‬
‫معاشرية ْ ْعررجبل ْو ْأن ْعخطيبهُا‪ْ ِ،‬يوسافَّ‪ْ ِ،‬قد ْققاعل ْأان ْملكققءا ْققد ْأاخققبعرره ْيبقذلعك‪ْ ِ،‬فلققدي ْالحققرق ْفققي‬
‫التصَدييق ْمن ْعدميه؛ ْفمثرل ْهاكذا ْظربف ْعيعتطلرب ْأادلءة ْأقوى ْبكثيبر ْمن ْمجريد ْكليميهُققلم؛ ْلكننققا ْل‬
‫عنملرك ْذلعك ْحتى‪ْ ِ،‬لنه ْلم ْعيرقَقم ْريوساقعفَّ ْول ْمريقعم ْبكتابقية ْأي ْشقيبء ْمقن ْهاقذا ْالقَبيقيل‪ْ ِ،‬بقل ْأنهُقا‬
‫رذكرلت ْيمن ْقبيل ْاﻵخرين ْفانهُا ْاذءا ْإاشاعقة ْعمبنيقة ْعلققى ْإاشققاعبة ْلققعذلعك ْأختققارر ْأن ْل ْأجععققعل ْهاكققذا‬
‫ادلءة ْاسااساءا ْليماني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ومعع ْذلعك‪ْ ِ،‬فإنره ْليعس ْيمن ْالصَعيب ْحسارب ْمصَداقيية ْقصَية ْيسققوع ْالمسققيح ْبكققونيه ْابققن ْالققعرعب‪ِ،‬‬
‫لقَد ْكان ْولدءا ْعندما ْكانلت ْالسااطيرر ْالوثانيية ْل ْتزُارل ْعتحعتيفققرظ ْبريادتهُققا ْورساققمعيتهُا ْفققي ْالعققالم‪ِ،‬‬
‫وأن ْالسااطيعر ْأععدت ْالناعس ْلليمان ْبهُكققذا ْقصَققة‪ْ ِ،‬تقَريبققا ْجميققرع ْالرجققايل ْذوي ْساققمعبة ْطيبققبة‬
‫الذيعن ْعاشوا ْفي ْعصَير ْالسااطيير ْالوثانية ْعادة ْما ْريععتعقَرد ْكوينهُلم ْابناءء ْلبعيض ْاﻵلهُة‪.‬‬

‫ب ْيمققن ْالسققمايء؛ ْلقَققد ْكققان‬ ‫ل ْما ْقققد ْلانيجقق ع‬


‫لم ْعيركلن ْيمعن ْالعجدييد ْفي ْذلك ْالوقيت‪ْ ِ،‬العتقَارد ْبأعن ْرج ء‬
‫جمارع ْ ْاﻵلهُية ْمع ْالنسايء ْحينذاك ْمسققألعة ْرأبي ْمققألوبف‪ْ .‬اللققه ْالمشققتري‪ْ ِ،‬وفقَققءا ْيلحسققابايتهُم‪ْ ِ،‬قققد‬
‫عاعشعر ْالمئات ْلذلك ْل ْشيعء ْجديبد ْفي ْالقَصَية ْساواعء ْكاعن‪ْ ِ،‬رائعءا‪ْ ِ،‬أم ْفاحشءا‪ْ .‬عفعقَلد ْكانلت ْمطابعقَءة‬
‫للرايء ْالتي ْساادلت ْآنذاك ْبيعن ْالنايس ْالذيعن ْريطلعرق ْعليهُم ْوثانيوعن ْأو ْاساطوريوعن‪ْ ِ،‬وكاعن ْهاؤليء‬
‫فقَط ْعمن ْيؤمرن ْبذلعك‪ْ .‬اليهُققورد ْالققذين ْإحتفظققوا ْباليمققاين ْبققإلبه ْواحققبد‪ْ ِ،‬ل ْأكققثر‪ْ ِ،‬عرعفضققوا ْدائمققءا‬
‫السااطيعر ْالوثانيعة‪ْ ِ،‬ولعلم ْريعطوا ْابدءا ْأ ع‬
‫ي ْمصَداقيبة ْللقَصَة‪.‬‬

‫ويمعن ْالغرييب ْأن ْرنلحعظ ْأنبثاعق ْنظرية ْما ْريسمى ْبالكنيسققية ْالمسققيحيية ْمققن ْذيققيل ْالساققاطيير ْ‪.‬‬
‫فإن ْالندماعج ْالمباشعر ْعحعدعث ْفي ْالمقَايم ْالويل ْمن ْخليل ْعجعقيل ْالمؤساققيس ْذو ْالرسقمعية ْالطيبقية‬
‫ساماوي ْالموليد‪ْ .‬‬

‫ثاالوث ْاﻵلهُة ْو ْما ْتلره ْعبعععد ْذلعك ْليس ْيساققوى ْتقَليققبل ْلعققدد ْاﻵلهُققة ْالسققابقَة ْالققذي ْكققاعن ْحققوالي‬
‫عشروعن ْأو ْثالثاوعن ْألفقءا‪ْ ْ ِ،‬فتمثقارل ْمريقعم ْعنعجقعح ْبإساقتبدايل ْتمثقاعل ْديانقا ْأفسقس‪ْ .‬البطقارل ْتقم‬
‫تغييررهالم ْإلى ْقديسيعن‪ْ .‬لعقَد ْكان ْللسااطير ْآلهُة ْلركعل ْشققىبء ْوللساققاطيير ْالمسققيحيية ْقديسققون‬
‫لكعل ْشيبء؛ ْأاصعبعحت ْالكنيسرة ْرمزُدحعمءة‪ْ ِ،‬كما ْكانت ْالمعابد ْالوثانية‪ْ ِ،‬وكانت ْروما ْمكانءا ْلكلييهُما‪.‬‬

‫ ْ‬

‫النظريققرة ْالمسققيحيرة ْليسققت ْشققيئءا ْاخققرءا ْساققوى ْوثانيققبة ْيمققن ْالساققاطيير ْالقَديمققية‪ْ ِ،‬وتققم ْتبنيهُققا‬
‫لغققرايض ْالسققلطية ْواليققرادايت؛ ْو ْاﻵن ْل ْيققزُال ْدور ْالعقَققل ْوالفلسققفية ْقائمققءا ْلبطققايل ْهاققذا‬
‫الحتيال‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ياسوع المسيح وا تارياةخةه‬

‫ل ْشيعء ْمما ْرذكعر ْهانا ْريمكرن ْأن ْريععتعبر ْاسااءءة ْبأقل ْدرجايتهُا ْللطابيع ْالحقَيقَققيي ْليسققوع ْالمسققيح‪.‬‬
‫ل ْوديءا‪ْ ِ،‬كانت ْالخلرق ْالقتي ْعبعشققعر ْيبهُققا ْومارعساقهُا ْمقن ْالنققويع ْالكقثرر ْخيقرءا؛‬
‫ل ْفاض ء‬
‫لقَد ْكان ْرج ء‬
‫وعلى ْالرغيم ْمن ْوجويد ْرنرظققبم ْمماثالققبة ْمققن ْالخليق ْقققد ْعبعشققعر ْبهُققا ْكونفوشققيوس‪ْ ِ،‬وبعققض ْمققن‬
‫الفلساف ية ْالغريق‪ْ ِ،‬قبل ْسانوات ْعديدة؛ ْو ْمن ْقبل ْالكويكرز ْمنققذ ْذلققك ْالحيققن؛ ْوالكققثير ْمققن‬
‫الشخايص ْالجيدين ْفي ْجمييع ْالعصَوير‪ْ ِ،‬لكن ْلم ْيتفوق ْعليهُا ْمن ْقبل ْأي ْمنهُم‪.‬‬

‫ي ْشققيبء ْآخققر؛ ْول ْحققتى‬ ‫لم ْيكتب ْيسوع ْالمسيح ْأي ْبيابن ْععن ْنفيسيه‪ْ ِ،‬عن ْولديتيه‪ْ ِ،‬عنعسققيبيه‪ْ ِ،‬أو ْأ ع‬
‫خطءا ْواحدءا ْمما ْريسمى ْبالعهُيد ْالجدييد ْفهُو ْليققس ْمققن ْكتابققايتيه‪ْ .‬تققاريرخره ْرهاققعو ْتمامققءا ْيمققن ْرصققنيع‬
‫ي ْلقَصَققة‬
‫أشخابص ْآخريعن؛ ْوعن ْالبياين ْالمعطى ْلقَيامتيه ْوصعوده‪ْ ِ،‬كان ْذلققعك ْالنظيققعر ْالضققرور ع‬
‫ولديته‪.‬‬

‫فبعدما ْعجلععبره ْالمؤرخون ْإلى ْالعاليم ْبطريقَبة ْخارقبة ْللطبيعية‪ْ ِ،‬اضطروا ْإلى ْإخراجققه ْمنققه ْمققرة‬
‫أخرى ْبنفس ْالطريقَية‪ْ ِ،‬وأل ْبطل ْالعشطرر ْالول ْمن ْالقَصَية ْو ْلاطيعح ْبيه ْالى ْالرض‪.‬‬

‫الخترارع ْالبائرس ْالذي ْيتمثرل ْفي ْادعايء ْالشطر ْالخيققر ْيتجققاورز ْك رققعل ْشققيبء ْمضققى ْمققن ْقبققل‬
‫ذلك‪ْ .‬إعن ْالشققطعر ْالوعل ْهاققو ْتصَققوقر ْخققارقق‪ْ ِ،‬ولققم ْيكققن ْشققيئءا ْممكنققءا ْللتأكيققيد ْمققن ْقبققيل ْالعامققية‪.‬‬
‫وبالتالي ْكان ْلرواية ْهاذا ْالشطير ْيمعن ْالقَصَية ْهاذه ْالفائدة‪ْ ِ،‬فعلى ْالرغققيم ْمققن ْأنهُققا ْقققد ْل ْرتصَققدق‪ِ،‬‬
‫فل ْيمكن ْالكشفَّ ْعن ْزييفهُققا‪ْ .‬إذ ْل ْيمكققن ْأن ْيتوققرع ْمقن ْاحققيدهالم ْإثابققاعت ْذلققك‪ْ ِ،‬لنقه ْلققم ْيكققن‬
‫احدى ْالشياء ْالقَابلة ْللثابات‪ْ ِ،‬وكان ْمن ْالمستحيل ْلشخص ْقد ْلاخبعر ْبذلك ْأن ْريثبعته ْبنفيسيه‪.‬‬

‫ولقكعن ْقيامعة ْشخبص ْميبت ْمن ْالقَبير‪ْ ِ،‬و ْالرصَعورد ْبه ْفي ْالهُوايء‪ْ ِ،‬هاو ْشيقء ْمختلقفَّ ْجدءا ْبالنسبية‬
‫للدلية ْالتي ْيمكرن ْالعترارف ْيبهُا‪ْ ِ،‬مقَارنءة ْمع ْتصَوبر ْغيعر ْمرئبي ْلطفبل ْفي ْداخل ْرحبم‪ْ .‬فالقَيامرة‬
‫والصَعورد‪ْ ِ،‬يفتعررض ْأنهُا ْقد ْإتخعذلت ْمكانءا ْظاهارءا ْلعيققاين ْالعامققية‪ْ ِ،‬كصَققعويد ْالمنطققايد‪ْ ِ،‬أو ْساققطوع‬
‫الشميس ْفي ْظهُيرية ْاليويم‪ْ ِ،‬واضحءا ْلجمييع ْمن ْفي ْالقَديس ْعلى ْالقل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ل ْو ْأن ْعيكوعن ْهاذا ْالققدليرل ْ ْمسققاويءا‬
‫والشيرء ْالذي ْيعتطلرب ْمن ْالجمييع ْإليماعن ْيبيه‪ْ ِ،‬يتطلرب ْدلي ء‬
‫للجميع‪ْ ِ،‬وأن ْيكوعن ْعالميءا؛ ْإن ْالرأي ْالعام ْلهُذا ْالفعل ْالخيققير ْهاقو ْالقدليل ْالوحيقد ْمقن ْالدلقة‬
‫التي ْريمكرن ْأن ْتعطي ْمصَداقيءة ْللشطير ْالويل‪ْ ِ،‬و ْإل ْعبرطلعلت ْالقَصَة ْبأكميلهُا ْوعهاعولت ْإلى ْالرض‪.‬‬

‫ل ْمن ْالشخايص‪ْ ِ،‬ليسوا ْبأكثعر ْمن ْثامانيبة‬‫إن ْهاذيه ْالدلية ْلعلم ْرتعطى ْأبدءا‪ْ .‬في ْحيين ْإن ْعددءا ْقلي ء‬
‫أو ْتسعبة‪ْ ِ،‬رجيعرلوا ْوكلءء ْللعاليم ْبأساريه‪ْ ِ،‬ليقَولوا ْإعنرهُم ْرؤوا ْذلععك‪ْ ِ،‬وجميرع ْمن ْفي ْالعاليم ْمدعويعن‬
‫لتصَديقَه‪.‬‬

‫ولكن ْيبدو ْأان ْتوماس ْلم ْيرؤمن ْبالقَيامية‪ْ ِ،‬وكما ْعيقَولوعن‪ْ ِ،‬علن ْريصَيدعق ْإل ْبوجويد ْدليبل ْواضققبح ْو‬
‫ظاهابر ْلعره‪ْ .‬والعسعبرب ْجيقد ْبما ْفيه ْالكفايية ْلتوماس ْكما ْهاو ْجيقد ْايضءا ْلي ْشخبص ْاخر‪.‬‬

‫ومن ْالعسيير ْمحاولية ْالتخفييفَّ ْعن ْهاذه ْالمسألية ْأو ْتمويرهُهُا‪ْ .‬فالقَصَرة‪ْ ِ،‬بقَدير ْما ْيعتعلرق ْبهُا ْمققن‬
‫جزُبء ْخاربق ْللطبيعية‪ْ ِ،‬عتحيمرل ْفي ْطيايتهُا ْركل ْعلمايت ْالغيش ْو ْالخدايع‪ْ .‬فأيءا ْكان ْمؤلرفَّ ْالكتققايب‬
‫فإنره ْيمعن ْالرمستحيل ْلنا ْاﻵن ْأن ْنعيرعف‪ْ ِ،‬وأن ْنتأكد ْأن ْالكتب ْقققد ْك ريتبققلت ْمققن ْيقبققيل ْالشققخايص‬
‫الذين ْعتحيمرل ْأساماؤهام‪.‬‬

‫أفضرل ْدليبل ْنابج ْلنا ْاﻵن ْمن ْالدلة ْالتي ْريمكرن ْاحترامهُا ْهاو ْاليهُود‪ْ ِ،‬فرهُققم ْينحققدروعن ْبانتظققابم‬
‫يمن ْالنايس ْالذيعن ْعاشوا ْفي ْتلعك ْالوقات ْالتي ْعحدعثالت ْفيهُا ْالقَيامرة ْوالصَعورد‪ْ ِ،‬وهاققم ْيقَولققوعن‬
‫إنهُا ْلم ْتحردث‪.‬‬

‫لقَد ْبدا ْلي ْرمنرذ ْفتربة ْطويلبة ْعدعم ْتناسابق ْغريبب ْفي ْذكير ْاليهُويد ْكدليبل ْعلققى ْحقَيقَققية ْالقَصَققية‪.‬‬
‫انه ْفقَط ْكقَورل ْشخبص ْسالاثابرت ْحقَيقَعة ْما ْأنا ْقائقل ْلك ْمققن ْخليل ْالنققايس ْالققذيعن ْيقَولققون ْإنققره‬
‫غيرر ْصحيح‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫إن ْاحتماليعة ْوجويد ْيمثيل ْهاذا ْالشخيص ْيسوقع ْالمسييح ْو ْإعققدايميه ْبطريقَققة ْالعصَققليب ْالمعروفققية‬
‫آنذاك‪ْ ِ،‬هاي ْعلققة ْتاريخيرة ْعتعقَرع ْبدقبة ْيضمعن ْحققدويد ْالحتمققاليت‪ْ .‬فقَققد ْقيققعل ْإنققره ْبقشققر ْبمكققاريم‬
‫الخليق ْوالمساواية ْبيعن ْالنايس‪ْ .‬لقكنره ْعبقشعر ْأيضءا ْضد ْفسايد ْو ْعجعشققيع ْالعكعهُنققية ْاليهُققويد‪ْ ِ،‬وهاققذا ْمققا‬
‫ب ْلعره ْكراهايعة ْوإنيتقَاعم ْنظاعم ْالكهُنويت ْبأجمعيه‪.‬‬
‫عجلع ع‬

‫التهُارم ْاقلذي ْقوعجعهُره ْهاؤلء ْالكهُنية ْضده ْكان ْاليفتنعة ْوالتآمعر ْضضعد ْالحكومية ْالرومانيية‪ْ ِ،‬التي ْكان‬
‫اليهُورد ْتابعيعن ْوخاضعيعن ْلهُا؛ ْوليعس ْيمعن ْالرمستبعيد ْإمتلرك ْالحكوعمية ْالرومانيية ْمخاوفءا ْساريءة‬
‫من ْآثاار ْعقَيدتيه‪ْ ِ،‬وكذلعك ْالعكعهُنعة ْاليهُورد‪ْ .‬عفليعس ْمن ْالرمسققتحييل ْكققوعن ْيسققوع ْالمسققيح ْمتققأم ء‬
‫ل‬
‫في ْخليص ْالمية ْاليهُوديية ْمن ْعبوديية ْالروماين؛ ْو ْلكن ْبيعن ْهااتين‪ْ ِ،‬عفعقَققعد ْالصققلحري ْالثققورري‬
‫حياته‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ا ل‬
‫لسس المسيحية‬

‫وعلى ْهاذا ْالسريد ْللوقائيع‪ْ ِ،‬جنبءا ْإلى ْجنب ْمعع ْحالبة ْاخرى ْماضيءا ْبذكيرهاا‪ْ ِ،‬أقققام ْالساققطوريوعن‬
‫المسققيحيوعن ْالققذيعن ْعيققدعوعن ْأنرفيسققيهُم ْالكنيسققعة ْالمسققيحيعة‪ْ ِ،‬خرافيتيهُققم ْبسققخافبة ْو ْتهُققوبر ْ ْل‬
‫يعتجاورزره ْأري ْشيبء ْآخر ْريمكرن ْالرعثورر ْعلييه ْفي ْأسااطيير ْالرقَدمايء‪.‬‬

‫روارة ْالساققاطيير ْالقَديمققية ْعيقَولققوعن ْلنققا ْأن ْيعرقققءا ْيمققعن ْالعمالقَققية ْقققد ْأعلعرنققوا ْالعحققرعب ْيضققعد ْاﻵلققه‬
‫ي ْعقققد ْهاعزُعمققره‬
‫الرمشتري‪ْ ِ،‬وأن ْأحدهام ْألقَى ْمئعة ْصققخربة ْعليققيه ْفققي ْرميققبة ْواحققدبة؛ ْوأن ْالمشققتر ع‬
‫ت ْجبيل ْإتنا‪ْ ِ،‬وأنه ْفي ْكل ْمربة ْيستديرر ْفيهُا ْالعملرق ْينرفرث ْعجعبعل‬
‫بالرعيد‪ْ ِ،‬وعحعبعسره ْبععد ْذلعك ْعتح ع‬
‫إثانا ْالناعر ْعلييه‪.‬‬

‫عفيمعن ْالسهُيل ْرهانا ْأان ْعنرى ْأعن ْكوعن ْالجبيل ْبركانءا ْكان ْاسااعس ْيفكققرة ْالخرافققة؛ ْوبققذلقك ْعييتققرم ْصقنع‬
‫قصَبة ْلتجارعي ْهاذا ْالظرف‪.‬‬

‫أصحارب ْالسااطيرر ْالمسيحيوعن ْيقَولققوعن ْلنققا ْأن ْالشققيطاعن ْقققد ْأعلعققعن ْحربققءا ْضققد ْالققرب‪ْ ِ،‬الققذي‬
‫ت ْجببل‪ْ ِ،‬بل ْفي ْحفربة‪ْ .‬فمعن ْالسهُيل ْرهانققا ْأان ْنققرى ْأن ْالخرافققعة‬ ‫هاعزُعمره‪ْ ِ،‬وحاعصررره ْعبععد ْذلك‪ْ ِ،‬ل ْعتح ع‬
‫الولى ْعقد ْاوعقعدلت ْفكرعة ْالثانية‪ْ .‬لن ْخرافعة ْالمشتري ْعساعبقَلت ْخرافعة ْالشيطاين ْبمئابت ْالسنيين‪.‬‬

‫لذلعك ْفألسااطيرر ْالقَديمرة ْوالسااطيرر ْالمسيحيرة ْل ْعتختيلرفَّ ْكقثيرءا ْعقن ْبعضقهُا ْالبعقض‪ْ .‬ولقكقعن‬
‫الخيرعة ْأعخقعذلت ْالمسققألعة ْأبعققعد ْبكققثيبر‪ْ .‬عفعقَققد ْفكققروا ْبربقط ْجققزُبء ْيمقن ْخرافققية ْيسققوع ْالمسقيح‬
‫بخرافبة ْعنعشقألت ْيمقن ْجبقيل ْإتنقا؛ ْومقن ْأجقل ْربققط ْاجققزُايء ْالقَصَققية ْمعققءا‪ْ ِ،‬إعتعخقذوا ْتقَاليقعد ْاليهُققويد‬
‫لمساعديتهُم‪ْ .‬ذلك ْبأن ْالسااطيعر ْالمسيحيعة ْتتكورن ْجزُئيءا ْمن ْالسااطيير ْالقَديمققية ْوجزُئيققءا ْمققن‬
‫التقَالييد ْاليهُوديية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أصحارب ْالسااطيير ْالمسققيحيية‪ْ ِ،‬بعققعد ْأن ْحبسققوا ْالشققيطاعن ْفققي ْحفققربة‪ْ ِ،‬اضققطروا ْللعسققمابح ْلققه‬
‫بالخرويج ْمرءة ْأخرى ْلتكملية ْالخرافققية‪ْ .‬فيتققرم ْعتمققثيرله ْفققي ْجنققية ْعققدبن ْبهُيئققية ْثاعبققابن ْأو ْافعققى‪ِ،‬‬
‫وبهُذا ْالشكل ْيدخرل ْبمحادثابة ْمألوفبة ْعمعع ْحواء‪ْ ِ،‬التي ْلم ْتتفاجأ ْبسمايع ْافعءى ْتتكلم ْورمشكلرة‬
‫هاذا ْالهُراء ْبأنره ْقد ْاقنععهُا ْبأكل ْتفاحبة‪ْ ِ،‬و ْانهُا ْبأكلهُا ْلهُيذه ْالتفاحية ْقد ْلعنققت ْاليجنققعس ْالبشققر ع‬
‫ي‬
‫بأساريه‪.‬‬

‫بععد ْإعطايء ْالشيطاين ْهاذا ْالنصَعر ْعلى ْالخليق ْكليه‪ْ ِ،‬مقن ْالمتوققيع ْان ْيكقوعن ْأصقحارب ْالساقاطيير‬
‫ل ْعليه ْ)كما ْيقَولون‬‫عطوفيعن ْبما ْيكفي ْلعاديته ْالى ْالحفرية‪ْ ِ،‬و ْان ْلم ْيفعلوا ْهاذا ْلوضعوا ْجب ء‬
‫بققأن ْايمققاعنهُم ْريحققيررك ْالجبققال( ْاو ْان ْيضققعوه ْتحققت ْجبققل ْكمققا ْعفععققعل ْأساققلرفهُم ْيمققن ْاصققحايب‬
‫السااطيير‪ْ ِ،‬ليمنعوره ْمن ْالختليط ْبالنسايء‪ْ ِ،‬و ْاسااءية ْالتصَريف‪.‬‬

‫ل ْمن ْذلعك ْفإنهُم ْتركوره ْطليقَءا‪ْ ِ،‬حققتى ْدوعن ْإلزُامققه ْبشققرويط ْالفققرايج ْعنققه‪ْ ِ،‬والسققر ْهاققو‬
‫لكن ْبد ء‬
‫أنهُم ْل ْيستطيعوعن ْالبقَاعء ْبدوينيه‪ْ .‬و ْبععد ْما ْتورطوا ْفي ْعخليقَيه‪ْ ِ،‬ظقلوا ْيرشونه ْللبقَققاء‪ْ ِ،‬فوعققدوه‬
‫بكل ْاليهُويد‪ْ ِ،‬وكقعل ْالترايك ْبالتوقع‪ْ ِ،‬تسعة ْأعشابر ْمن ْالعققاليم ْعلققى ْجققانبب‪ْ ِ،‬ورمعحقمقققد ْكجققزُبء ْمققن‬
‫الصَفقَية‪ْ .‬بعد ْذلك‪ْ ِ،‬من ْيستطيرع ْالتشكيعك ْفي ْعجويد ْالسااطيير ْالمسيحيية‪.‬‬

‫وهاكذا ْجعلوا ْتمردءا ْومعركءة ْفي ْالسمايء‪ْ ِ،‬والتي ْل ْريمكرن ْلبي ْمن ْمقَاتليهُا ْأن ْريقَتعل ْأو ْريصَاعب‪ِ،‬‬
‫فوضعوا ْالشيطاعن ْفي ْحفربة ْكثاعم ْعتعركوره ْعيخققرررج ْمققرءة ْلاخققرى ْ– ْليعطققوره ْإنتصَققارءا ْعلققى ْالخلققق‬
‫بأسايريه ْلعنءا ْالبشريعة ْجمعاعء ْبتناويلهُم ْالتفاح‪.‬‬

‫هاكذا ْرعبعط ْأصققحارب ْالساققاطيير ْالمسققيحيية ْطرفققعي ْالرخرافققية ْمعققءا‪ْ ِ،‬عفرهُققم ْريعمثلققوعن ْهاققذا ْالرجققعل‬
‫الفاضعل ْالققودوعد‪ْ ِ،‬يسققوعع ْالمسققيح‪ْ ِ،‬بكققوينه ْانسققانءا ْتققارءة ْو ْالهُققءا ْتققارءة ْلاخققرى‪ْ ِ،‬وأيضققءا ْإبققعن ْاللققه‬
‫ب ْمن ْالسمايء ْمن ْأجل ْالتضحيية‪ْ ِ،‬لنهُم ْيقَولوعن ْأن ْحواعء ْقد ْأكلت ْتفاحءة‪.‬‬
‫الرمنعج ع‬

‫‪15‬‬
‫ص لتفاصيلل ا ل‬
‫لسس ألسابقة‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬تفح ص‬

‫وضعءا ْجانبءا ْك رعل ْما ْقد ْريثيرر ْالعضيحعك ْبسققبب ْالسققخافية ْأو ْالربغققعض ْبسققبيب ْاليفسققيق‪ْ ِ،‬و ْتكريققعس‬
‫أنفيسنا ْفقَط ْلتفحيص ْالجزُاء‪ْ ِ،‬فققإنره ْليمققعن ْالرمسققتحييل ْعترصَققورر ْقصَققبة ْأكققثرر ْاهاانققبة ْللقَققدير‪ْ ِ،‬أقققرل‬
‫تناساقَءا ْمع ْيحكعمتيه‪ْ ِ،‬أكثرر ْتناقضءا ْمع ْقوتيه‪ْ ِ،‬من ْهاذيه ْالقَصَة‪.‬‬

‫من ْأجيل ْإساتداعميتهُا ْكان ْللرمختيريعيعن ْالحاجية ْلعطايء ْالكيققاين ْالققذي ْريعسققموعنره ْالشققيطاعن‪ْ ِ،‬قققوءة‬
‫مساويءة ْبمقَدابر ْكبيبر‪ْ ِ،‬إن ْلم ْعتركن ْأكبعر ْمما ْنسبوره ْللقَديير‪ْ .‬فلم ْريعطوره ْفقَط ْقوعة ْتحريير ْعنفيسققيه‬
‫يمن ْالرحفرة‪ْ ِ،‬بعد ْما ْعسارموره ْبإلسقَوط‪ْ ِ،‬وقليكعنم ْضاعفوا ْرقدريته ْبععد ْذلك ْإلى ْما ْل ْنهُاية‪.‬‬

‫عقبعل ْهاذا ْالسقَوط ْكانوا ْريمثلونه ْعكملبك ْمحدود ْالوجويد‪ْ ِ،‬كبقَيية ْالملئكة‪ْ .‬لكققن ْبعققد ْساقققَوطيه‪ِ،‬‬
‫ل ْكامعل ْمساحية ْالفضايء ْايضءا‪.‬‬ ‫ب ْإدعايئهُم‪ْ ِ،‬موجودءا ْفي ْكيل ْمكابن‪ْ ِ،‬محت ء‬
‫ريصَيبرح‪ْ ِ،‬عحعس ع‬

‫و ْما ْزالوا ْغيعر ْراضيعن ْبهُذا ْالتألييه ْللشيطاين‪ْ ِ،‬فإنهُم ْريميثلوعنره ْهاازمءا ْبحيليته ْبشكيل ْحيوابن ْمن‬
‫الخليق‪ْ ِ،‬ك رعل ْقوية ْوحكمية ْالقَديير‪ْ ْ ْ ِ،‬ممثلين ْأياره ْعلى ْانه ْعدعفعع ْالقَديعر ْإلى ْضرورية ْتسليعم ْجميققيع‬
‫الخليقَية ْالى ْرحكيم ْو ْسايادية ْالشيطاين‪ْ ِ،‬أو ْالساتسليم ْمن ْ ْأجل ْخلصهُم ْبالنزُويل ْإلققى ْالريض‬
‫للتضحيية ْبنفسيه ْعلى ْالصَلييب ْبهُيئية ْأنسابن‪.‬‬

‫لققو ْأن ْمخققترعي ْهاققذه ْالخرافققية ْكققانوا ْقققد ْعساققعردوهاا ْعلققى ْالعكققس‪ْ ِ،‬ممثليققعن ْالقَققديعر ْمخيققرءا‬
‫الشيطاعن ْبالتضحيعة ْبنفيسيه ْعلى ْالصَليب ْبهُيئية ْثاعبابن ْكعقَاب ْله ْلكانت ْاليقَصَرة ْأقل ْتناقضءا ْو‬
‫ساخفءا‪ْ .‬وقلكنهُم ْبد ء‬
‫ل ْمن ْذلك ْعجععلوا ْللمخالعفَّ ْانتصَارءا‪ْ ِ،‬و ْللقَديير ْساقَوطءا‪.‬‬

‫إن ْالعديعد ْمن ْالرجايل ْالصَالحيعن ْيؤمنوعن ْبهُذه ْالخرافية‪ْ ِ،‬وعاشوا ْحياءة ْجيدة ْجققدءا ْفققي ْظققيل‬
‫هاذا ْالعتقَايد ْ)فالسذاجرة ْليست ْبجريمبة ْ(‪ْ ِ،‬هاذا ْما ْل ْأشققرك ْفيققه‪ْ .‬ففققي ْالمقَققام ْالول‪ْ ِ،‬قققد ْتققم‬
‫تلقَيرنهُم ْبألن ْريؤمنوا ْبهُذا‪ْ ِ،‬وكانوا ْسايؤمنوعن ْبأي ْشيبء ْآخبر ْقد ْرلقَنوا ْبه ْبنفيس ْالطريقَية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وهاناك ْأيضءا ْالعديعد ْيمعمن ْكانوا ْمتحمسيعن ْجدءا ْلتصَوير ْالرحيب ْالل ْمحدويد ْمن ْقبل ْالقَديير ْفي‬
‫التضحيية ْبنفسه‪ْ .‬لكن ْالحظعر ْالفكرعي ْقد ْمنعهُم ْمن ْالنظر ْفي ْعبثيية ْو ْبذائققية ْالقَصَققة‪ْ .‬فكلمققا‬
‫كان ْالشيرء ْغيعر ْطبيعيءا‪ْ ِ،‬قكلما ْكان ْأكعثققعر ْرقققدرءة ْعلققى ْأن ْريصَققيبعح ْموضققوعءا ْللعجققاب ْالكئيققب‬
‫للنسان‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬عن اللهاوت الحقيقي‬

‫لمورر ْالمثيررة ْللعجايب ْو ْالمتنققاين ْهاققي ْغايرتنققا‪ْ ِ،‬ال ْتتمثققرل ْك رققعل ْساققاعبة ْأمققاعم‬ ‫ولكن ْإن ْكانت ْا ل‬
‫ل ْعيحعتوينا ْعلحعظعة ْيولدتنققا‪ْ ِ،‬عالمقءا ْملققئ ْأيقدينا‪ْ ِ،‬ل ْيكلفنققا ْشقيئا؟ ْهاقل‬ ‫أعييننا؟ ْال ْعنعرى ْخلقَءا ْعاد ء‬
‫عنحرن ْعمن ْيضيرء ْالعشمعس‪ْ ِ،‬أو ْعمقعن ْعيرصَققرب ْالعمعطقعر‪ْ ِ،‬ويملقئ ْالرعض ْخيققرءا؟ ْفسقواء ْركنقا ْنيامققءا ْأم‬
‫رمستيقَضيعن‪ْ ِ،‬فإن ْاﻵلعت ْالواساععة ْللكوعن ْل ْتزُال ْعتمضي‪.‬‬

‫هال ْهاذيه ْالشيارء‪ْ ِ،‬وبركايتهُا ْالرمستقَبليعة‪ْ ِ،‬ل ْتعني ْلنققا ْشققيئءا؟ ْأل ْيمكققرن ْلمشققاعيرنا ْالجماليققية ْأن‬
‫ب‬
‫تتحعمعس ْيمن ْيقيبيل ْأيي ْموضوبع ْأخبر ْيساوى ْمواضييع ْالمأساققاية ْوالنتحققاير؟ ْأم ْأعن ْالفخققعر ْالكئيقق ع‬
‫للنساين ْاصعبعح ْل ْيطارق‪ْ ِ،‬لدرجية ْأن ْل ْشيء ْريمكرن ْأان ْريرضعيره ْيساوى ْتضحيية ْالخاليق؟‬

‫أنا ْأعلم ْأن ْهاذا ْالتحقَيعق ْالجريعء ْساوعف ْريفيزُرع ْالعكعثيققر‪ْ ِ،‬وقلكققن ْذلققعك ْيمققن ْعشققأنه ْأن ْريظيهُققر ْقلهُققم‬
‫مدى ْالسذاجية ْالتي ْعيحملونهُا ْعلى ْعايتيقَهُم‪ْ ِ،‬ان ْالزُمعن ْو ْالمعر ْيتطلباين ْذلك‪.‬‬

‫العشرك ْفي ْأان ْنظريعة ْما ْريسمى ْبالكنيسققية ْالمسققيحيية ْكورنهُققا ْخرافققءة ْأصققبح ْواساققعءا ْجققدءا ْفققي‬
‫جمييع ْالبلد؛ ْوسايكوعن ْسالوءى ْللنايس ْالذيعن ْعييشكوعن ْفي ْما ْريعصَيدقونه ْوما ْل ْريعصَدقون‪ْ ِ،‬رؤيققة‬
‫الموضويع ْريختبر ْبحريبة‪ْ .‬ولذلعك‪ْ ِ،‬فإنني ْأاتعقَعدرم ْلدراساية ْالركرتقيب ْاقلقتي ْرتسقمى ْبالعهُقد ْالقَ دييم ْو‬
‫العهُعد ْالجديد‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬عن العهد القديام‬

‫هاذيه ْالكتب‪ْ ِ،‬بدءءا ْمن ْسافير ْالتكوين ْو ْانتهُاءء ْمع ْالرؤيا ْ)جمعءا ْهاي ْكتب ْاللغقاز ْالقتي ْتتطلقب‬
‫وحي ءا ْلشرحهُا(‪ْ ِ،‬هاي ْكما ْيقَال ْلنا ْكلمة ْالرب‪ْ .‬ولذلك‪ْ ِ،‬فمن ْالسليم ْأن ْنعرف ْمن ْقال ْلنققا ْذلققك‪ِ،‬‬
‫لكي ْنقَرعر ْاعطاعء ْمصَداقيية ْلهُذه ْالخبار‪ْ .‬‬

‫الجواب ْعلى ْهاذا ْالسؤال ْهاو ْأن ْل ْأحعد ْيستطيرع ْالقَول‪ْ ِ،‬يساوى ْإننا ْعقد ْاخبرنا ْبعضققنا ْالبعققض‬
‫بذلك‪ْ .‬ومع ْهاذا‪ْ ِ،‬تاريخيءا ْيبدو ْ ْالمققرر ْكمققا ْيلققي‪ْ :‬عنققدما ْأعساققعس ْأصققحاب ْالساققاطير ْالكنسققية‬
‫ينظاعمهُم‪ْ ِ،‬فإنهُم ْجمعوا ْكل ْالكتابايت ْالتي ْاساتطاعوا ْايجاعدهاا ْو ْقاموا ْبإلتصَرف ْبهُا ْكما ْيحلو‬
‫لهُم‪.‬‬

‫ ْإنهُا ْلمسألة ْعدعم ْيقَيقبن ْبالنسققبية ْلنقا ْكققوعن ْهاقذيه ْالكتابققايت ْكمققا ْتظهُققر ْاﻵن ْتحقت ْاساقم ْالعهُققد‬
‫القَديم ْوالجديد ْهاي ْفي ْنفيس ْالحالية ْالتي ْيقَارل ْان ْجامعيهُققا ْقققد ْعجعمعوهاققا‪ْ ْ ِ،‬أو ْمققا ْإذا ْكققانوا‬
‫قد ْاضافوا ْاليهُا‪ْ ِ،‬أو ْغيروهاا‪ْ ِ،‬أو ْلخصَوهاا‪ْ ِ،‬أو ْالبسوهاا‪.‬‬

‫فقَد ْقعرعروا ْبالتصَوييت ْعلى ْأبي ْيمعن ْالكتب ْالققتي ْصققنعوهاا ْتصَققلح ْأن ْتكققون ْكلم ْالققرب‪ْ ِ،‬و ْأءي‬
‫منهُا ْما ْل ْيصَلح‪ْ .‬فعرعفضوا ْعدءة؛ ْوصوتوا ْﻵخرين ْبأن ْيكون ْمشكوكءا ْبيهُم‪ْ ِ،‬مثعل ْالكتاب ْالققذي‬
‫ب ْالصوايت‪ْ ِ،‬رقيرعرت ْأن ْعتكوعن ْكلمعة ْالرب‪.‬‬
‫ريسمى ْأبوكريفا؛ ْالكتب ْالتي ْاخذت ْغال ع‬

‫و ْلو ْإنهُم ْصوتوا ْخلفءا ْلذلعك‪ْ ِ،‬ﻵمققن ْك رققعل ْالنققايس ْالققذيعن ْيطلقَققوعن ْعلققى ْأنرفيسققهُم ْالمسققيحيين‬
‫خلف ْذلك‪ْ ْ .‬ذلعك ْبأعن ْأيماعن ْشخبص ْيأتي ْمن ْتصَويت ْاﻵخر‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أيءا ْ ْكان ْمن ْفععل ْك رعل ْهاذا ْفعنحرن ْل ْعنعيررف ْشيئءا ْعنهُم ْيساوى ْأنهُققم ْأطلقَققوا ْعلققى ْأنرفسققهُم ْاساققم‬
‫الكنيسية‪ْ ِ،‬وهاذا ْكل ْما ْعنعيرعفره ْعن ْهاذه ْالمسألة‪ْ .‬كما ْانه ْليس ْلققدينا ْأي ْدليققبل ْخققارجبي ْآخققر ْأو‬
‫رسالطبة ْلاخرى ْلليمان ْبهُذه ْالركتيب ْعلى ْانهُا ْعكلعمرة ْالريب ْيساوى ْما ْتم ْيذكعرره‪ْ ِ،‬وذلك ْل ْريميثرل ْدلي ء‬
‫ل‬
‫أو ْسالطءة ْعلى ْالطلق‪.‬‬

‫فمضيرت ْفي ْالموضيع ْالتالي‪ْ ِ،‬لتفحيص ْالدلية ْالداخليية ْالواردية ْفي ْالركتيب ْعنفيسهُا‪ْ .‬لقَد ْتحدثات‬
‫عن ْالوحي ْفي ْمكابن ْساابق ْفي ْهاذا ْالكتاب؛ ْأنا ْأمضي ْاﻵن ْبهُذا ْالموضوع‪ْ ِ،‬بغققريض ْتطققبيقَيه‬
‫على ْالكتيب ْالمعنيية‪ْ .‬‬

‫الوحري ْهاو ْتواصقل ْمن ْشيء ْما ْالى ْشخص ْريكعشرفَّ ْله ْعن ْما ْلم ْريععرعف ْمن ْقبل‪ْ .‬إذا ْركنرت ْقد‬
‫عفعلرت ْشيئءا‪ْ ِ،‬أو ْرأيت ْأحدءا ْيقَورم ْبه‪ْ ِ،‬فإنه ْل ْحاجعة ْلققوحبي ْيخققبرني ْأنققي ْقققد ْعفععلققرت ْذلققك‪ْ ِ،‬أو‬
‫رأيرت ْذلك‪ْ ِ،‬ول ْحتى ْلريسعمعح ْلي ْأن ْأقوعل ْاو ْاكتعب ْذلققك‪ْ .‬وبالتققالي‪ْ ِ،‬ل ْريمكققرن ْتطققبيرق ْالققوحي‬
‫على ْأي ْشيء ْقد ْعتم ْالقَيام ْبه ْعلى ْالريض‪ْ ِ،‬حيرث ْيكورن ْفييه ْالنسارن ْهاو ْالفاعرل ْاو ْالشاهاد‪.‬‬

‫وبالتققالي ْكققرل ْالجققزُايء ْالتاريخيققية ْوالقَصَصَققيية ْيمققعن ْالكتققايب ْالرمقَققديس‪ْ ِ،‬الققتي ْتكققاد ْان ْرتشققكعل‬
‫أجعمععره‪ْ ِ،‬ليست ْيضمعن ْالمعنى ْوالبوصلية ْالخاصية ْبكلمية ْالوحي‪ْ ِ،‬وبالتالي‪ْ ِ،‬ليست ْك عيلمعة ْالرب‪ْ .‬‬

‫عندما ْهاعرعب ْساامسون ْمن ْبوابايت ْغزُة‪ْ ِ،‬إذا ْحدعث ْذلققعك ْمنققرذ ْأي ْوقققبت ْمضققى ْ)و ْان ْكققان ْقققد‬
‫فعل ْأم ْلم ْيفعل ْفل ْشأن ْلنا ْبققه(‪ْ ِ،‬أو ْعنققدما ْزار ْدليل‪ْ ِ،‬أو ْامعسققعك ْعثاعققايلعبره‪ْ ِ،‬أو ْعفععققعل ْأي ْشققيبء‬
‫آخر‪ْ ِ،‬ما ْعلقرة ْالوحيي ْبكيل ْهاذا؟ ْإذا ْكانت ْحقَائءق‪ْ ِ،‬لقَال ْذلك ْيبنفيسه‪ْ ِ،‬أو ْلقَاعم ْبذلك ْساققكرتيره‪ِ،‬‬
‫ب ْلعره‪ْ ِ،‬إن ْكققانت ْعتسققعتيحرق ْالخبقاعر ْأو ْالكتابققعة؛ ْوإذا ْكقانت ْمقن‬
‫إن ْكاعن ْلديه ْأعحقد ْيمكرن ْأن ْيكرت ع‬
‫الخيايل‪ْ ِ،‬فالوحري ْل ْيمكرن ْأن ْيجععلهُا ْحقَيقَءة‪ْ .‬وعما ْإذا ْكانت ْحقَيقَءة ْأم ْل‪ْ ِ،‬فنحرن ْلسنا ْبأفضعل‬
‫ل ْول ْاكثعر ْحكمءة ْبمعرعفيتنا ْلهُا‪.‬‬
‫حا ء‬

‫‪20‬‬
‫وعندما ْرنفكرر ْفي ْعظمية ْ ْالققذي ْريققوجيه ْوعيحكققرم ْالكققوعن ْككققبل‪ْ ِ،‬الققذي ْل ْيسققتطيرع ْالعبعصَققعر ْادراعك‬
‫يساوى ْرجزُبء ْضئيبل ْيمنره‪ْ ْ ِ،‬عييجرب ْأن ْعنشرععر ْبالعخعجيل ْيمن ْعتسميية ْيمثل ْهاكذا ْقصَص ْعكلمعة ْالرب‪.‬‬

‫ ْأما ْعن ْحسايب ْالخليق‪ْ ِ،‬الذي ْيفتترح ْبه ْكتارب ْسافير ْالتكوين‪ْ ِ،‬يحتوي ْك رعل ْمظاهاير ْالتقَالييد ْالتي‬
‫عحعمعلهُا ْالسارائيليورن ْبيعنرهُم ْقبعل ْأن ْيأتوا ْإلى ْمصَر‪ْ .‬و ْبععد ْرحييلهُم ْعن ْذلعك ْالبلد ْوضعوره ْفققي‬
‫رمقَدمية ْالتارييخ‪ْ ِ،‬دون ْيذكير ْأاعنرهُم ْعلم ْعيععلموا ْكيعفَّ ْأتوا ْبهُا ْ)على ْالغالب(‪.‬‬

‫ ْطريقَرة ْافتتاحيية ْالبياين ْتبدو ْتقَليديءة‪ْ .‬وتبدلا ْفجأءة؛ ْل ْأحد ْيتحدرث ْو ْل ْأحد ْيسمرع ْو ْليسلت‬
‫موجهُءة ْلحد‪ْ .‬ليققعس ْفيهُققا ْعشققخقص ْاول ْو ْل ْثاققابن ْو ْل ْثاققالث‪ْ .‬إنهُققا ْتحمققرل ْك رققعل ْ ْمعققايير ْكونهُققا‬
‫تقَليدءا؛ ْفل ْيوجرد ْلهُا ْمستنقد‪ْ .‬و ْموساى ْل ْيأخرذ ْعلى ْعاتقَه ْإدخاعلهُا ْبالشكيل ْالققذيي ْيسققتخدمره‬
‫ل ْ"‪.‬‬‫في ْمناسابابت ْلاخرى‪ْ ِ،‬مثل ْأن ْيقَول‪"ْ :‬الرب ْريحدرث ْموساى‪ْ ِ،‬قائ ء‬

‫ ْأني ْلفي ْحيربة ْلعم ْرسامعي ْهاذا ْبمبدأ ْالخليقَية ْلموساى‪ْ ْ ِ،‬أعتقَرد ْان ْموساى ْكان ْأكقثر ْحكمقءة ْفقي‬
‫هاذا ْالموضوع ْمن ْان ْيعضعع ْإساعمره ْعلييه‪ْ .‬فعقَد ْعتعلقَقى ْتعليعمقره ْبي عن ْالمصَقريين ْالقذيعن ْكقانوا ْمقن‬
‫ذوي ْالمهُارية ْفي ْالعلويم‪ْ ِ،‬وخاصة ْفي ْعلم ْالفلك‪ْ ِ،‬يمثعل ْأيي ْشعبب ْآخر ْفققي ْعزمققاينيهُم؛ ْو ْالصَققمرت‬
‫والعحعذرر ْالذي ْاخذره ْموساى ْفي ْعديم ْالرمصَادقية ْعلى ْهاذا ْالبيان ْهاو ْدليقل ْسالبقي ْجيد ْعلى ْإنره‬
‫لم ْعيرقَل ْذلععك ْولم ْيؤمن ْبه‪.‬‬

‫ ْأن ْالقَضيعة ْهاعي ْإن ْك رعل ْأمبة ْيمعن ْالنايس ْكانوا ْصناعءا ْللعالم ْوك ذلعك ْك ان ْلسا رائيرل ْالح رق ْف ي‬
‫إقامققية ْ ْممارساققية ْذلققعك ْكالبقَيققة‪ْ .‬و ْبمققا ْأعن ْموساققى ْلققم ْيركققن ْإساققرائيليءا‪ْ ِ،‬فأختققاعر ْأن ْل ْيناقض‬
‫التقَليد‪ْ .‬ومع ْذلك‪ْ ِ،‬فإن ْالبي اعن ْغي عر ْم ؤذبي‪ْ .‬وها ذا ْها و ْأك ثرر ْمم ا ْيمك رن ْأان ْيقَ اعل ْعل ى ْأج زُابء‬
‫لاخرى ْكثيربة ْمن ْالكتايب ْالمقَديس‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫كلما ْقرأن ا ْالقَصَ عص ْالفاحش عة‪ْ ِ،‬والفس وعق ْالش هُواني‪ْ ِ،‬وح اليت ْالع دايم ْالقَاسا يية ْوالتع ذييب‪ِ،‬‬
‫ئ ْأكثعر ْيمن ْنصَيفَّ ْالكتايب ْالمقَديس‪ْ ِ،‬فإنره ْلققن ْتكققوعن ْتسققميتهُا ْك عيلعمققعة‬
‫والنتقَايم ْالصَاريم ْالذي ْيمل ر‬
‫شيطابن ْأقعل ْتناساقَءا ْععوضءا ْععن ْكلمعة ْالرب‪.‬‬

‫ ْإنره ْتاريرخ ْالشير‪ْ ِ،‬الذي ْأدى ْإلى ْفسايد ْووحشيية ْالبشريية؛ ْو ْانا ْبدوري ْأبغرضره ْبصَققدبق‪ْ ِ،‬و ْأكققرره‬
‫ك رعل ْم ا ْها و ْق ابس‪ْ .‬فنح رن ْن ادرءا ْم ا ْنج رد ْش يء ْيس تحق ْإلهاان ة ْاو ْالزدراء‪ْ ِ،‬ال ْعن د ْتناويلن ا‬
‫للكتايب ْالمقَديس‪ْ ِ،‬عدا ْبعض ْالعبارات ْمنه‪ْ .‬‬

‫ففي ْالمنشورات ْالمجهُولة‪ْ ِ،‬والمزُامير‪ْ ِ،‬وكتاب ْالعمل‪ْ ِ،‬وعلى ْالخص ْفققي ْهاققذا ْالخيققر‪ْ ِ،‬نجققد‬
‫الكثير ْمن ْالمشاعر ْالمرتفعة ْالرمعبرر ْعنهُا ْبصَوربة ْتعبيريبة ْعن ْالقَوية ْوالحماساية ْاﻵلهُية‪ْ ْ .‬لكنهُققا‬
‫ل ْتيقَرفَّ ْفي ْمنزُلبة ْأعلى ْمن ْالعديد ْمن ْالتراكيب ْالخرى‪ْ ِ،‬في ْمواقفَّ ْو ْمواضيع ْمماثالة‪ْ ِ،‬قققد‬
‫سابقَتهُا ْمنذ ْذلك ْالحين‪.‬‬

‫المثارل ْالتي ْيقَارل ْأن ْساليماعن ْقد ْألفهُا‪ْ ِ،‬على ْالرغيم ْيمن ْأنه ْتعم ْتجميرعهُققا ْعلققى ْالرجققح ْ)لنهُققا‬
‫تكشفَّ ْمعارءف ْعن ْالحياية ْل ْريمكرن ْله ْمعرفتهُا( ْهاي ْقائمقة ْمن ْاليعازايت ْالخلقيية ْالتي ْهاي‬
‫اقرل ْيفطنءة ْمن ْأمثال ْالسابان‪ْ ِ،‬وليست ْبأكثعر ْيحكمبة ْأو ْانفعع ْاقتصَاديبة ْمن ْتلعك ْالتي ْاتققى ْبهُققا‬
‫فرانكلين‪.‬‬

‫جميرع ْما ْعتبققَى ْمن ْالكتايب ْالمقَديس‪ْ ِ،‬والمعروفية ْعمومءا ْباسامايء ْالنبياء‪ْ ِ،‬هاققي ْأعمققارل ْالشققعرايء‬
‫اليهُويد ْوالدعارة ْالمتجوليعن‪ْ ِ،‬الذيعن ْعخعلطوا ْاليشععر‪ْ ِ،‬والحكاياعت‪ْ ِ،‬والتفانعي ْمعءا‪ْ ِ،‬وهاذه ْالعمارل ْل‬
‫تزُارل ْتحتفرظ ْبهُوى ْونمبط ْشعربي‪ْ ِ،‬وإن ْكانت ْفي ْالترجمة‪.‬‬

‫"اسامعي ْيا ْساماء‪ْ ِ،‬و ْأنصَتي ْيا ْأرض"‬

‫"هانا ْالرب ْبنفسه ْيطلب ْالنتباه"‬

‫مثال ْآخر ْأقتبسه ْمن ْإرميا ْالحزُن‪ْ ِ،‬و ْععلييه ْأضيرفَّ ْعساطريين ْآخريين‪ْ ِ،‬لتبيين ْنية ْالشاعر‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ ْ"يا‪ْ ِ،‬لرأساي ْمن ْالمياه ْو ْيا ْلعيني"‬

‫"كالينابيع ْالتي ْكسائل ْالسماء ْتجري"‬

‫"و ْبعدهاا ْساأفرج ْبقَوة ْعن ْالفيضان"‬

‫"و ْأبكي ْعلى ْطوفان ْعرق ْالنسان"‬

‫ي ْعكلمققبة ْعتيصَقققفَّ ْلنققا ْمققا ْرنسققمييه‬


‫ليعس ْرهاناعك‪ْ ِ،‬في ْجميع ْأنحايء ْالكتايب ْالققذي ْريقدعى ْبالمقَققديس‪ْ ِ،‬أ ع‬
‫ي ْك عيلمبة ْعتيصَرفَّ ْما ْرنعسمييه ْاليشععر‪ْ .‬والقَضيرة ْهاعي‪ْ ِ،‬أن ْكلمعة ْالنبي‪ْ ِ،‬والتي ْقد ْاضافت‬ ‫الشاعر‪ْ ِ،‬ول ْأ ع‬
‫يفكرءة ْجديدءة ْفي ْوقبت ْلحق ْ‪ْ ِ،‬كانت ْوصعفَّ ْالكتايب ْالمقَديس ْللشاعر‪ْ ِ،‬وعكلمعة ْالتنبؤ ْتعني ْعفققن‬
‫رصنيع ْالشعير‪ْ .‬كما ْأنهُا ْتعني ْفن ْإلقَايء ْالشعير ْعلى ْلحين ْأيي ْادابة ْمن ْادوايت ْالموسايقَى‪.‬‬

‫لقَد ْقرأنا ْعن ْالتنبؤ ْبالمزُمايير‪ْ ِ،‬بالطبويل‪ْ ِ،‬و ْبالبوايق‪ْ ِ،‬و ْعن ْالتنبؤ ْبالقَيثارية‪ْ ِ،‬بالربايب‪ْ ِ،‬بالصَققنيج‪ِ،‬‬
‫و ْكل ْالدوايت ْالموسايقَيية ْالخرى ْالمتعققاريف ْعليهُققا ْآنققذاك‪ْ .‬لققو ْكرنققا ْعنعتحققعدرث ْاﻵن ْعققن ْالتنبققيؤ‬
‫بأساتخدايم ْالكماين‪ْ ِ،‬او ْالطبيل ْو ْالعصَا‪ْ ِ،‬لعظعهُعر ْالتعبيرر ْبل ْمعنققبى‪ْ ِ،‬او ْلبققدى ْساققخيفءا‪ْ ِ،‬بققل ْساققيبدو‬
‫ازدراءء ْلبعيض ْالنايس‪ْ ِ،‬ذلعك ْبأننا ْقد ْغيرنا ْمعنى ْالكلمة‪.‬‬

‫قد ْقيعل ْلنا ْأن ْشاؤول ْكان ْيمن ْالنبيايء‪ْ ِ،‬وأيضا ْأنره ْقد ْتنبأ‪ْ .‬ولكننققا ْلعققم ْرنخققبر ْبمققا ْتنبققأ‪ْ ِ،‬ول ْمققا‬
‫تنبققؤوا ْهاققم ْبققه‪ْ .‬القَضققيرة ْهاققعي ْأعنققره ْلعققم ْيكققلن ْهانققاك ْمققا ْيقَققال ْلن ْهاققؤليء ْالنبيققايء ْكققانوا ْمققن‬
‫الموسايقَييعن ْوالشعرايء‪ْ ِ،‬وإنضم ْشاؤورل ْالى ْالحفيل‪ْ ِ،‬وكان ْذلك ْريسمى ْالنبوؤة‪.‬‬

‫البيارن ْالمعطى ْلهُذيه ْالقَضيية ْفي ْكتققاب ْريققدعى ْصققموئيل‪ْ ِ،‬أن ْشققاؤول ْالتقَققى ْبمجموعققبة ْمققن‬
‫ل‪ْ ِ،‬ومزُمققارءا‪ْ ِ،‬وقيثقارءة‪ْ ِ،‬وأنهُققم ْتنبققأوا‪ِ،‬‬
‫النبيايء‪ْ .‬مجموعبة ْبأكملهُا ْيمنهُم! ْحاملوعن ْسانطورءا‪ْ ِ،‬وطب ء‬
‫وأنه ْقد ْتنبأا ْمععرهُم‪ْ .‬‬

‫‪23‬‬
‫ولقكن ْيبدو ْبععد ْذلك‪ْ ِ،‬أن ْشاؤوعل ْعقد ْتنبأا ْبصَوربة ْسايئبة‪ْ ِ،‬و ْكان ْيؤدي ْدورره ْبصَوربة ْسايئبة‪ْ .‬لنره‬
‫يقَارل ْبأن ْ"روحءا ْشريرءة ْمن ْالريب ْقد ْحقلت ْعلى ْشاؤول‪ْ ِ،‬وقد ْتنبأ"‪.‬‬

‫اﻵن‪ْ ِ،‬ل ْيوجرد ْأي ْمقَطبع ْآخبر ْفي ْالكتايب ْالمسمى ْبالمقَدس‪ْ ِ،‬لثابايت ْلنا ْأننا ْقد ْفقَققدنا ْالمعنققى‬
‫الصلعي ْلكلمية ْالنبوؤية‪ْ ِ،‬واساتبدلناهاا ْبمعنءى ْآخر‪ْ ِ،‬لكان ْهاذا ْعوحرده ْكافيءا؛ ْلنه ْمققن ْالمسققتحييل‬
‫اساتخدايم ْوتطبييق ْكلمعة ْالنبوؤة ْفي ْالمكاين ْالرمستخديم ْهانا ْوتطبيقَهُا ْبالمعنى ْال ذي ْالصَققَناره‬
‫بهُا ْفي ْوقبت ْلحبق‪.‬‬

‫ل ْقققد ْ ْيكققورن ْنبيققءا‪ْ ِ،‬أو‬


‫ ْالطريقَرة ْالتي ْتعم ْإساتخدارمهُا ْهانا ْعتنعسيلرخ ْعن ْك ريل ْمعنبى ْديني‪ْ ِ،‬بققأعن ْرج ء‬
‫ب‬
‫قققد ْيتنبققأ‪ْ ِ،‬لنققه ْقققد ْيكققورن ْاﻵن ْشققاعرءا ْأو ْموساققيقَءا‪ْ ِ،‬دوعن ْأي ْاعتبققالر ْلخليق ْأو ْعققديم ْاخليق‬
‫شخصَيتيه‪ْ .‬ولقكعن ْالكلمعة ْفي ْالصيل ْرمصَطلقح ْعلمقي‪ْ ِ،‬وتم ْتطبيرقَهُا ْيبشكبل ْمشققوبش ْفققي ْالشققعير‬
‫والموسايقَى‪ْ ِ،‬وليست ْمقَيدءة ْبأي ْنوبع ْمن ْالشعير ْاو ْالموسايقَى ْالتي ْتمارس‪.‬‬

‫لقَد ْرساميوا ْديبورا ْوباراك ْأنبياءء‪ْ ِ،‬ليس ْلنهُم ْتنبأوا ْبأي ْشيبء‪ْ ِ،‬ولكن ْلنهُققم ْقققد ْالفققوا ْقصَققيدءة‬
‫أو ْأغنيققءة ْ ْتحمققرل ْاساققماعئهُم‪ْ ِ،‬احتفققا ء‬
‫ل ْبعمققبل ْقققد ْلانجققعزُ‪ْ ْ .‬يعتققبر ْداود ْمققن ْالنبيققايء‪ْ ِ،‬لنققره ْكققان‬
‫موسايقَيءا‪ْ ِ،‬وكانت ْله ْرسامعءة ْ)على ْالرغم ْمن ْمدى ْعدم ْصققحتهُا( ْبققأنه ْمؤلققرفَّ ْالمزُاميققير‪ْ ْ .‬لقكققن‬
‫إبراهايم‪ْ ِ،‬إساحاعق‪ْ ِ،‬ويعقَوعب ْل ْيسموعن ْأنبياءء‪ْ .‬فإنه ْل ْيظهُققر ْمققن ْأي ْالبيانققات ْلققدينا‪ْ ِ،‬أنهُققم ْقققد‬
‫غنوا ْاو ْعزُفوا ْالموسايقَى‪ْ ِ،‬أو ْالفوا ْالشعر‪.‬‬

‫لقَد ْلاخبرنا ْععن ْالنبياء ْالعظم ْشققأنءا ْو ْالدنققى‪ْ .‬لققذلك ْقققد ْيخبروننققا ْعققن ْالربققايب ْالعظققرم ْو‬
‫الدنى ْشأنءا‪ْ .‬لنره ْل ْريمكرن ْأن ْعتكققوعن ْرهانققاعك ْدرجققاقت ْفققي ْالتنبققؤ ْبأساققتمرار ْبققالمعنى ْالمعاصققر‪.‬‬
‫ولكن ْهاناك ْدرجات ْفي ْالشعر‪ْ ِ،‬وبالتالي ْفإن ْالعبارة ْقابلة ْللتوفيق ْمع ْالقَضية‪ْ ِ،‬عنققدما ْنفهُققم‬
‫بهُا ْالشعراء ْالعظرم ْو ْالدنى‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ومققن ْغيققر ْالضققروريي ْتمامققءا‪ْ ِ،‬بعققد ْذلققعك‪ْ ِ،‬تقَققديرم ْأي ْملحظققابت ْعققن ْمققا ْكتعبققره ْهاققؤلء ْالرجققايل‬
‫النبيايء ْ‪ْ .‬فالفأرس ْعيذعهارب ْمرءة ْواحدءة ْإلى ْالجذير‪ْ ِ،‬من ْخليل ْإظهُاير ْأن ْالمعنى ْالصققلي ْللكلمققة‬
‫كان ْرمخطئءا‪ْ ِ،‬وبالتالي ْفركل ْالساتدلليت ْال تي ْتقم ْاساتخلرصقهُا ْمقن ْيتلقعك ْالركتقب‪ْ ِ،‬والحقترارم‬
‫التعبدري ْالذي ْتم ْدفعهُا ْلهُم‪ْ ِ،‬والتعليقَايت ْالشققاقية ْالققتي ْقققد ْركتبققلت ْععنرهُققم ْتحققت ْهاققذا ْالمعنققى‬
‫الخايطئ ْل ْتستحرق ْالجدال‪ْ .‬وعمعع ْذلعك‪ْ ِ،‬في ْمناسابابت ْكثيربة ْ ْتستحرق ْكتابارت ْالشعرايء ْاليهُود‬
‫مصَيرءا ْأفض ء‬
‫ل ْيمن ْكونهُا ْملزُمءة‪ْ ِ،‬كما ْهاققي ْاﻵن‪ْ ِ،‬مقع ْالقَمامقة ْالقتي ْترافقَهُققا‪ْ ِ،‬تحقق ع‬
‫ت ْأساققم ْكلمقة‬
‫الريب ْالمسارء ْالييهُا‪.‬‬

‫وإذا ْسامحنا ْلنرفيسنا ْبأان ْعنعتصَوعر ْأفكارءا ْصققحيحءة ْللشققياء‪ْ ِ،‬عييجققرب ْأن ْنعضققعع ْبالضققرورية ْفكققرءة‬
‫غيرر ْ ْقابلية ْالتغييير‪ْ ِ،‬و ْمن ْالمستحييل ْمطلقَءا ْلي ْتغييبر ْأن ْيحدث ْلهُا ْبققأي ْوساققيلبة ْأو ْحققادبث‬
‫مهُما ْكان‪ْ ِ،‬فرنعكيررمهُا ْبعتسمييتهُا ْك عيلمعة ْالرب‪ْ .‬وبالتالي ْفإن ْكلمعة ْالرب ْل ْيمكققرن ْأان ْتوجققد ْفققي ْأي‬
‫رلغبة ْمكتوببة ْأو ْإنسانيبة‪.‬‬

‫إن ْالتغييعر ْالتدريجعي ْالرمستمعر ْالذي ْتخضرع ْلعره ْمعاني ْالكلمات‪ْ ِ،‬وضرورية ْوجققويد ْلغققبة ْعالميققبة‬
‫تجعرل ْالترجمعة ْضروريءة‪ْ ِ،‬والخطارء ْالتي ْتخضرع ْلهُا ْالترجمارت ْمققرة ْأخققرى‪ْ ِ،‬وأخطققارء ْالنسققيخ‬
‫والمطابيع‪ْ ِ،‬إلى ْجاينيب ْإمكانيية ْالتغيير ْالمتعميد‪ْ ْ ِ،‬رتثبققرت ْأان ْرلغققعة ْالنسقاين‪ْ ِ،‬ساققواءء ْفقي ْالكلم ْأو‬
‫في ْالطباعية‪ْ ِ،‬ل ْريمكرن ْأن ْعتكوعن ْعوسايلءة ْلكلمية ْالريب‪ْ .‬كلمرة ْالريب ْموجودءة ْفي ْشيبء ْآخر‪.‬‬

‫و ْحتى ْلو ْكاعن ْالكتققارب ْالمسققى ْبالمقَققدس ْ ْمتفوقققءا ْفققي ْنقَققايء ْالفكققاير ْوالتعققابيير ْعقن ْالركرتققيب‬
‫الموجودية ْاﻵن ْفي ْالعالم‪ْ ْ ِ،‬علن ْلاسالعم ْبكوينيه ْكلمة ْالريب‪ْ .‬لن ْالحتماعل ْلن ْيكوعن ْأبققدءا ْأقققل ْمققن‬
‫فرضيبة‪ْ .‬ولكن ْيعندما ْأرى ْفي ْالرجزُيء ْالكبير ْيمن ْهاذا ْالكتايب ْتاريخءا ْمن ْالرذائيل ْالكققثعر ْرجققرأءة‪ِ،‬‬
‫ومجموعققءة ْمققن ْالحكايققايت ْالكققثعر ْيتكققرارءا ْوازدراءء‪ْ ِ،‬فل ْريمكققرن ْأان ْلاقلققعل ْيمققن ْشققأين ْخققالقَي‬
‫بتسعميتي ْهاذا ْبإساميه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬عن العهد الجدياد‬

‫ساأتطررق ْاﻵن ْإلى ْالكتايب ْالققذي ْريسققمى ْبالعهُققيد ْالجديققيد‪ْ .‬العهُققد ْالجديققد! ْهاققذا ْكققل ْمققا ْهانققاعك‪ِ،‬‬
‫الرادرة ْالجديدرة‪ْ ِ،‬كمققا ْلققو ْكققان ْهانققاعك ْارادتققاين ْاثانتققاين ْللخققاليق‪ْ .‬لققو ْكققان ْهاققعدعف ْأو ْنيققعة ْيسققوعع‬
‫المسيعح ْإقامءة ْديبن ْجديبد‪ْ ِ،‬فإنره ْبل ْشك ْكاعن ْسايكرترب ْالنظققاعم ْبنفيسققيه‪ْ ِ،‬أو ْيجعلققه ْريكعتققرب ْفققي‬
‫حيايتيه‪ْ .‬ولكن ْل ْيوجرد ْمنشور ْموثاقق ْمصَحوقب ْبإساققميه‪ْ .‬عفعقَققد ْك رعتعبققلت ْك رققرل ْالركرتققيب ْالققتي ْرتسققمى‬
‫العهُعد ْالجديد ْبععد ْوفايته‪ْ .‬كان ْيهُوديءا ْبالولدية ْوالمهُنية؛ ْوكان ْإبققن ْالققريب ْبالطريقَققية ْالققتي ْك رققرل‬
‫شخبص ْآخر ْكذلك؛ ْلن ْالخالعق ْهاو ْأرب ْالجميع‪.‬‬

‫الركرترب ْالربعة ْالولى‪ْ ْ ِ،‬مقتى‪ْ ِ،‬رمررقص‪ْ ِ،‬لوققا‪ْ ِ،‬ويوحنقا‪ْ ِ،‬ل ْتقروي ْحيقاعة ْيسقوع ْالمسقيح‪ْ ِ،‬ولكقن‬
‫ت ْكله ْمن ْكققوينه ْواعظققءا ْلققم ْعيركققن‬
‫فقَط ْحكايابت ْرمعنعفيصَلبة ْععنره‪ْ .‬ويبدو ْمن ْهايذه ْالركتيب ْأن ْالوق ع‬
‫أاكعثعر ْمن ْثامانيعة ْعشر ْشهُرءا‪ْ .‬ولم ْعيركن ْلهُؤليء ْالرجايل ْيعلقم ْبه ْإال ْخلل ْهاذيه ْالفترية ْالقَصَيرية‪.‬‬

‫عيقَولوعن ْأنه ْكان ْيجلس ْبين ْالطباء ْاليهُود‪ْ ِ،‬في ْسان ْاثاني ْعشققر ْعامققءا‪ْ ِ،‬يسققأرل ْو ْيجيققرب ْعققن‬
‫أسائليتهُم‪ْ .‬كان ْذلعك ْعقبعل ْعدية ْسانوابت ْيمن ْبدأ ْمعرفيتهُم ْبه‪ْ ِ،‬فيمعن ْالكثعر ْأنهُققم ْقققد ْعساققيمرعوا ْهاققذه‬
‫الحكايعة ْمن ْوالدييه‪ْ ِ،‬ومنرذ ْذلعك ْالحيين ْل ْيوجرد ْأري ْبيابن ْعنه ْلمدية ْسات ْعشر ْعامءا‪.‬‬

‫ب ْعيشققره ْخلل ْتلققك ْالفقترية ْرهامققا ْأمققراين ْغيققير ْمعروفيققن‪ْ .‬علققى‬ ‫أيعن ْكاعن ْيسكرن‪ْ ِ،‬أو ْكيفَّ ْك ععسقق ع‬
‫الرجح ْكاعن ْيعمرل ْفي ْمهُنية ْوالققيده‪ْ ِ،‬وكققانت ْتلعققعك ْالنجققارعة‪ْ .‬ل ْيبققدو ْأنققره ْكققان ْلققدييه ْأري ْتعليققبم‬
‫مدرساي‪ْ ِ،‬و ْالغالرب ْأانه ْل ْيستطيرع ْالكتابعة‪ْ ِ،‬لن ْوالديه ْكانوا ْفقَراءء ْللغايية‪ْ ِ،‬كما ْيبدو ْمن ْعققديم‬
‫اساتطاععيتهُم ْدعفعع ْثامعن ْالسريير ْعند ْولعديته‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ومعن ْالغرييب ْإلى ْحبد ْما ْأن ْالشخاعص ْالثلثاعة ْالذيعن ْأشتعهُرت ْأساقماؤرهام ْعلقى ْنطقابق ْعقالمبي‬
‫هام ْمن ْلابوبة ْغامضبة ْجدءا‪ْ .‬كان ْموساى ْلقَيطءا‪ْ ِ،‬ورويلعد ْيسوع ْفي ْحظيربة‪ْ ِ،‬و ْكققان ْرمحمقققد ْساققائقَءا‬
‫للبغايل‪ْ .‬كان ْاورلهُم ْو ْارخرهام ْمؤساسيعن ْلنظمبة ْمختلفبة ْمن ْالديين‪ْ ِ،‬لقكعن ْيسوعع ْلم ْيأيت ْبنظققابم‬
‫جديبد‪ْ ِ،‬لقَد ْدعا ْالى ْمكاريم ْالخليق‪ْ ِ،‬و ْاليماين ْبربب ْواحبد‪ْ ِ،‬ما ْعمعيعزُره ْهاعي ْشخصَيرته ْالنسانية‪.‬‬

‫وتبيعن ْيمعن ْالطريقَية ْاقلقتي ْلالقَققعي ْالقَبقرض ْعليققه ْأانققه ْلقم ْعيركقن ْمعروفققءا ْآنقذاك؛ ْوريظيهُققرر ْأيضققءا ْأن‬
‫الجتماعات ْالتي ْعقَدهاا ْمعع ْأتبايعه ْكانلت ْساريءة؛ ْوإنره ْأمعتعنققعع ْأو ْعقلققعق ْالققوعظ ْعلنققءا‪ْ .‬لققم ْيكققن‬
‫ل ْالضققباعط ْالققذيعن ْعذعهابققوا‬
‫ليهُققوذا ْأن ْيخققوعنره ْإل ْيمققن ْخليل ْإعطققايء ْمعلومققابت ْععققن ْمكققانيه ْدا ء‬
‫ب ْتوظييفَّ ْودفيع ْيهُوذا ْللقَيام ْبذلك ْيمكرن ْأن ْعينعشققأا ْفقَققط ْمققن ْالساققباب ْالققتي‬ ‫لعتقَاله؛ ْوساعب ع‬
‫عساعبعق ْيذكررهاا‪ْ ِ،‬أنه ْلم ْيكن ْمعروفءا ْكثيرءا‪ْ ِ،‬و ْكاعن ْيعيش ْفي ْتخفبي‪.‬‬

‫إن ْفكرعة ْإخفائيه ْل ْتتناقرض ْفقَط ْمع ْألوهاييتيه‪ْ ِ،‬ولكن ْيرتبرط ْبهُا ْشققيئءا ْمققن ْالجبققين ْأو ْالخيانققية‬
‫بعبارة ْأخرى‪ْ ِ،‬فالقَارء ْالقَبيض ْعلييه ْبناءء ْعلى ْمعلومايت ْأحد ْأتباعه ْيدل ْعلى ْإنه ْلم ْيكن ْينوي‬
‫ب ْكمققا ْريخربرنققا ْاصققحارب ْالساققاطير‬ ‫ان ْعييتققعم ْالعقَبققرض ْعليققيه‪ْ ِ،‬وبالتققالي ْفققأعنره ْلققم ْينققيو ْأن ْريصَققلع ع‬
‫ت ْبسققبيب ْخطايققا ْالعققالم‪ْ ِ،‬وأنققره ْجققاعء ْبغققرض ْالمققويت‪ْ .‬ألققم ْيكققن‬ ‫المسيحيية ْبأن ْالمسيح ْقد ْما ع‬
‫عندئبذ ْنفس ْالشيء ْلو ْانه ْقد ْما ع‬
‫ت ْيمعن ْالرحمى ْأو ْالجدري ْأو ْالشيخوخية ْأو ْأي ْشيبء ْآخر؟‬

‫إن ْالرحكعم ْالذي ْلاطلق ْعلى ْادم ْبأكله ْالتفققاح‪ْ ِ،‬كققان ْالمققوت ْو ْلكققن ْلققم ْتكققن ْالعصَققلعب ْبالتأكيققد‪ِ،‬‬
‫فكان ْالحكرم ْهاو ْالمورت ْو ْليس ْطريقَرة ْالمويت‪ْ ِ،‬وبالتالي ْالصَلرب‪ْ ِ،‬أو ْأي ْطريقَبة ْأخققرى ْمعينققبة‬
‫من ْالموت‪ْ ِ،‬لم ْتكن ْجزُءء ْمن ْالحكيم ْالذي ْيعانيه ْآدم ْوبالتالي‪ْ ِ،‬حققتى ْعلققى ْترتيبهُققم ْالخققاص‪ِ،‬‬
‫ل ْلعقَوبية ْآدم‪ْ .‬فقَد ْتفعرل ْالرحمققى ْمققا ْيفعرلققه ْالعصَققلرب‪ِ،‬‬
‫فإنه ْل ْرييمكرن ْأن ْعتيحعل ْمعانارة ْالمسييح ْبد ء‬
‫إذا ْكان ْهاناك ْمن ْدابع ْلبي ْمنهُما‪.‬‬

‫ت‬‫عقَوبرة ْالمويت ْهايذه‪ْ ِ،‬التي‪ْ ِ،‬كما ْيقَولون ْلنا‪ْ ِ،‬قد ْتم ْتمريررهاا ْعلى ْآدم‪ْ ِ،‬ل ْربد ْان ْتعني ْامققا ْالمققو ع‬
‫بشكبل ْطبيعي‪ْ ِ،‬الذي ْهاو‪ْ ِ،‬التورققفَّ ْععلن ْالعييش‪ْ ِ،‬أو ْيعني ْما ْيسمييه ْاصحارب ْالسااطيير ْبالدانة؛‬

‫‪27‬‬
‫ت ْيمن ْجانب ْيسوع ْالمسققيح‪ْ ِ،‬يجققرب‪ْ ِ،‬وفقَققا ْلنظققامهُم‪ْ ِ،‬أن ْينطبققعق ْكوقايققبة‬
‫وبالتالي‪ْ ِ،‬فإن ْالمو ع‬
‫لحد ْهاذيين ْالمرين ْالتي ْتحدث ْﻵدم ْولنا‪ْ .‬‬

‫أن ْعدم ْمنعه ْللموت ْهاو ْامقر ْواضقح‪ْ ِ،‬لننا ْجميعا ْنمقوت‪ْ .‬وإذا ْكققانت ْحسقاباتهُم ْلطقول ْالعمقير‬
‫صحيحءة‪ْ ِ،‬فإن ْالشخاعص ْالذيعن ْيموتوعن ْبشكبل ْأسارع ْرمنرذ ْالصَلب ْعن ْما ْقبله؛ ْوفيما ْيتعلققق‬
‫بالتفسير ْالثاني‪ )ْ ِ،‬بما ْفي ْذلك ْالموت ْالطبيعي ْليسوع ْالمسيح ْكبديل ْعن ْالمقوت ْالبقدي ْأو‬
‫أدانة ْالخليقَققة ْبأجمعهُققا(‪ْ ِ،‬فهُققو ْيمثققرل ْالخققالعق ْبشققكبل ْقققاطع ْعلققى ْإنققه ْيخققرج ْعققن‪ْ ِ،‬أو ْريلغققعي‬
‫العقَوبعة‪ْ ِ،‬عن ْطريق ْالتلعيب ْبكلمية ْالمويت‪ْ .‬‬

‫ب ْالققتي ْعتحيمققرل ْإساققمه‬‫ب ْالقكتقق ع‬‫صانرع ْهاذا ْالتلعب ْالكلمي‪ْ ِ،‬القَديرس ْبققولس‪ْ ِ،‬إن ْكققان ْقققد ْك ععتقق ع‬
‫ل‪ْ ِ،‬قد ْسااعد ْهاذا ْالتلعب ْعن ْطرييق ْتلعبب ْآخققر ْبكلمققة ْآدم‪ْ .‬انققه ْيجعققرل ْاثانيققين ْيمققن ْآدم‪.‬‬ ‫فع ء‬
‫ئ ْبالوكالققية‪ْ ِ،‬ويعققاني ْفققي‬ ‫الول ْالذي ْريخطئ ْفي ْالواقع‪ْ ِ،‬ويعاني ْبالوكالة؛ ْواﻵخرر ْالذي ْيخط ر‬
‫الواقع‪ْ .‬وهاكذا ْفإن ْالدين ْالذي ْيتداخل ْمعع ْالخدايع ْوالحيلية ْو ْالحققاجي ْيميققرل ْإلققى ْتققوجييه‬
‫أسااتذتيه ْفي ْممارساية ْهاذيه ْالفنون‪ْ .‬إعنرهُم ْعيكعتسبوعن ْهاذيه ْالعادعة ْدون ْأان ْيكونوا ْعلى ْبينققبة ْمققن‬
‫السبب‪.‬‬

‫إذا ْكان ْيسوع ْالمسيح ْهاو ْالكائرن ْالذي ْريخيبررنا ْععنره ْأصحارب ْالساققاطير‪ْ ِ،‬وأنقه ْجقاعء ْإلقى ْهاقذا‬
‫ل ْعن ْالموت‪ْ ِ،‬فإن ْالمعاناية ْالحقَيقَيية‬‫العالم ْليعاني‪ْ ِ،‬وهاي ْالكلمة ْالتي ْيستخدمونهُا ْأحيانءا ْبد ء‬
‫الوحيدية ْالتي ْكان ْقد ْتحعمعلهُا ْهاي ْالعيش‪ْ .‬وكان ْوجوده ْهانا ْحالءة ْمققن ْالمنفققى ْأو ْالنقَققل ْمققن‬
‫السماء‪ْ ِ،‬وكاعن ْالطريرق ْإلى ْوطنيه ْالصلري ْهاو ْالموت‪ْ .‬في ْالنهُاية‪ْ ِ،‬ركل ْشققيبء ْفققي ْهاققذا ْالنظققايم‬
‫الغرييب ْهاو ْعكرس ْما ْيدعي ْأن ْيكوعن ْعلييه‪ْ .‬إنره ْعكرس ْالحقَيقَققية‪ْ ِ،‬وأصققبحرت ْرمتعبققءا ْجققدءا ْمققن‬
‫النظر ْفي ْتناقضايتهُا ْوساخافايتهُا‪ْ ِ،‬وأنني ْساأسااررع ْإلى ْاختتامهُا‪ْ ِ،‬من ْأجيل ْالمضققي ْرقققدمءا ْنحققعو‬
‫شيبء ْأفضل‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ل ْمن ْقبققل‬‫كم‪ْ ِ،‬أو ْأي ْجزُء ْمن ْأجزُاء ْالكتب ْالتي ْتسمى ْبالعهُد ْالجديد‪ْ ِ،‬ان ْكانت ْمكتوبءة ْفع ء‬
‫الشخاص ْالذين ْتحمرل ْأساماؤهام‪ْ ِ،‬هاو ْما ْل ْيمكرننا ْاﻵن ْمعرفتره‪ْ ِ،‬ولسققنا ْمتأكققديعن ْمققن ْاللغققة‬
‫ل‪ْ .‬وريمكققرن ْأن ْرتعصَققعنعفَّ ْالمسققائرل ْالققتي ْتحتققوي ْعليهُققا ْاﻵن ْفققي ْصققنفيين‪:‬‬
‫التي ْك ريتعبققت ْبهُققا ْاصقق ء‬
‫الحكايات‪ْ ِ،‬والمراسالت ْالمسرحية‪.‬‬

‫الركرترب ْالربعرة ْالتي ْرسايبعق ْيذكررهاا‪ْ ِ،‬مقتققى‪ْ ِ،‬رمررقققص‪ْ ِ،‬لوقققا‪ْ ِ،‬ويوحنققا‪ْ ِ،‬هاققي ْقصَصَققيقة ْتمامققءا‪ْ .‬وهاققي‬
‫تتصَل ْبالحدايث ْبعد ْوقويعهُا‪ْ .‬يقَولون ْما ْعفععلعره ْيسورع ْالمسيرح ْوما ْقالعره‪ْ ِ،‬وما ْفعلققه ْاﻵخققرون‬
‫وقالوره؛ ْوفي ْحالبت ْعديدبة ْتصَققفَّ ْالحققدث ْنفسققره ْبشققكبل ْمختلققبفَّ‪ْ .‬الققوحري ْل ْربققعد ْأن ْيكققوعن‬
‫خارعج ْالعتباير ْمن ْالمسألية ْفيما ْيتعلرق ْبتلك ْالكتيب؛ ْليعس ْفقَط ْبسبب ْاختلفايتهُا‪ْ ِ،‬ولقكققن ْلن‬
‫الوحي ْل ْريمكرن ْأان ْريطعبعق ْعلققى ْالوقققائيع ْالمتعلقَققية ْبالشققخايص ْالققذيعن ْرأوا ْهاققذيه ْالوقققائع‪ْ ِ،‬ول‬
‫على ْصلبة ْأو ْتسجيبل ْلي ْخطابب ْأو ْمحادثابة ْمن ْيقبيل ْأولئك ْالذين ْسامعوهاا‪ْ .‬الكتارب ْالمسمى‬
‫أعمال ْالرسال ْ)عمقل ْمجهُول( ْينتمي ْأيضا ْإلى ْالجزُء ْالقَصَصَيي‪.‬‬

‫لخرى ْعمعن ْالعهُعد ْالجدييد‪ْ ِ،‬باساتثنايء ْكتايب ْاللغايز‪ْ ِ،‬المسمى ْالوحي‪ْ ِ،‬هاي ْعبققارقة‬
‫جميع ْالجزُايء ْا ل‬
‫عن ْمجموعبة ْمققن ْالرساققائيل ْتحققت ْأساققيم ْالمراساققليت‪ْ .‬وتزُويققرر ْالرساققائيل ْكققاعن ْيمقعن ْالممارساققايت‬
‫الشائعية ْفي ْالعالم‪ْ ِ،‬إعن ْاحتمالي ْكوينهُا ْحقَيقَيءة ْأم ْمزُورءة ْ ْهاما ْمتساوياين ْعلققى ْالقققل ْ‪ْ .‬إل ْأن‬
‫هاناك ْشيئءا ْواحدا ْأعقعل ْمساوابة‪ْ ِ،‬أي ْأنه ْمن ْبين ْالمسائل ْالواردة ْفققي ْتلققك ْالكتققيب‪ْ ِ،‬جنبققءا ْإلققى‬
‫جنققب ْمققع ْبعققض ْالقَصَققص ْالقَديمققة‪ْ ِ،‬قققد ْأنشققأت ْالكنيسققرة ْنظامققءا ْدينيققءا ْمتناقضققءا ْجققدءا ْمققع‬
‫شخصَيية ْالشخيص ْالذي ْيحمرل ْإسامه‪ْ .‬فقَد ْأنشأت ْدينءا ْمن ْالرباح ْو ْاليققرادايت ْفققي ْالتقَليققيد‬
‫المزُعويم ْلشخبص ْكانت ْحيارته ْالتواضرع ْوالفقَر‪ْ .‬‬

‫اخترارع ْالعذايب‪ْ ِ،‬وتخليرص ْالنفويس ْيمنره ْعن ْطريققق ْالصَققلوات ْأشققرترعي ْمققن ْالكنيسققة ْبالمققال‪.‬‬
‫وتم ْبيع ْالعفيو‪ْ ِ،‬والتسققويايت‪ْ ِ،‬والتسققامح‪ْ ِ،‬هاققذه ْهاققي ْقققوانين ْاليققرادات‪ْ ِ،‬دون ْان ْتحمققعل ْهاققذا‬
‫الساعم ْأو ْتحمعل ْهاذا ْالمظهُر‪ْ .‬ولكعن ْالقَضية ْأن ْتلك ْالشياء ْتستمد ْأصلهُا ْمققن ْفكققرة ْالعصَققللب‪ِ،‬‬

‫‪29‬‬
‫والنظرية ْالتي ْعنعتجققلت ْمنهُققا ْهاققي ْأن ْشخصَققءا ْيمكققن ْأن ْعيحققعل ْمحققعل ْآخققر‪ْ ِ،‬ويمكققرن ْأن ْيققؤد ع‬
‫ي‬
‫خدمابت ْجديربة ْله‪.‬‬

‫وبالتالي‪ْ ِ،‬فإن ْإحتماعل ْكوعن ْنظرية ْأو ْمذهاب ْما ْيسمى ْالفداء ْ)الذي ْيقَال ْأنه ْقد ْتم ْإنجققازه‬
‫من ْقبل ْشخص ْفي ْمحل ْشخص ْآخر( ْكان ْفي ْالصل ْملفقَءا ْعمدءا ْمققن ْأجققل ْالمضققي ْرقققدمءا‬
‫لبنايء ْجمييع ْتلعك ْاليرادايت ْالماليية؛ ْوإن ْالمقَاطعع ْفي ْالكتب ْالققتي ْربنعيققت ْعليهُققا ْيفكققرة ْنظريققة‬
‫الخلص‪ْ ِ،‬تم ْتصَنيرعهُا ْلهُذا ْالغرض‪.‬‬

‫ ْولماذا ْنعطي ْهاذا ْالئتمان ْللكنيسة ْعندما ْتخبرنا ْأن ْهاذه ْالكتب ْحقَيقَية ْفي ْكل ْجزُبء ْجنبءا‬
‫الى ْجنب ْمع ْأي ْشيبء ْاخر ْأخبرتنا ْبه؛ ْأو ْللمعجزُات ْالتي ْتقَول ْأنهُققا ْقققد ْحصَققلت؟ ْأمكانيققة‬
‫ب ْريمكرن ْأن ْرتكعتققعب‪ْ .‬و ْالكتابققات ْالمعنيققرة ْمققن ْهاققذا ْالنققوع‬
‫تلفيقَهُا ْللكتب ْشيقء ْمؤكقد ْلن ْالركرت ع‬
‫ريمكن ْلي ْشخبص ْكتاعبرتهُا؛ ْو ْاحتمارل ْصنعهُا ْلهُققذيه ْالكتققيب ْليققس ْاقققل ْأنسققجامءا ْمققع ْأدعاءهاققا‬
‫بأنهُا ْقد ْصنعت ْالمعجزُات‪.‬‬

‫ومنذ ْذلعك ْالحيين‪ْ ِ،‬ل ْريمكرن ْأن ْرتنترج ْأي ْأدلبة ْخارجيبة‪ْ ِ،‬عبر ْهاققذه ْالمسققافات ْالزُمنيققية ْالطويلققية‬
‫لثابات ْما ْإذا ْكانت ْالكنيسة ْقد ْعخلععقَلت ْالمذهاب ْالمسققمى ْبالفققدايء ْأم ْل‪)ْ ِ،‬لهُققذه ْالدلققة‪ْ ِ،‬ساققواء‬
‫مع ْأم ْضد‪ْ ِ،‬ساوف ْتخضع ْلنفس ْالشكوك ْفي ْكونهُا ْملفقَة( ْل ْيمكن ْإل ْأن ْتشير ْالقَضية ْإلققى‬
‫الدلية ْالداخليية ْالتي ْيحملهُا ْالشيرء ْنفسره؛ ْوهاذا ْريعطي ْافتراضءا ْقويءا ْجدءا ْفي ْكونه ْتلفيقَققءا‪.‬‬
‫فالدلة ْالداخلية ْلنظرية ْأو ْمبدأ ْالخلص ْعتسعتينرد ْإلى ْأسااس ْالعدالة ْالمالية ْوليسقت ْالعدالقرة‬
‫الخلقيرة‪.‬‬

‫إذا ْكنرت ْمدينءا ْلشخبص ْمبلغءا ْمن ْالمايل‪ْ ِ،‬ول ْيمكرنني ْدفعققه ْلقه‪ْ ِ،‬وقهاقعدعد ْبوضقعي ْفقي ْالسقجن‪ِ،‬‬
‫يمكرن ْلشققخبص ْآخققبر ْقأن ْيأرخققعذ ْالققدين ْعلققى ْنفسققيه‪ْ ِ،‬ويققدفرعه ْبالنسققبة ْلققي‪ْ .‬ولكققن ْإذا ْلارتكبققت‬
‫جريمقة‪ْ ِ،‬يتم ْتغيير ْكل ْظرف ْمقن ْالظققروف‪ْ .‬إن ْالعدالقعة ْالخلقيققة ْل ْريمكققن ْأن ْتأخققذ ْبأدانققة‬

‫‪30‬‬
‫البريايء ْومحاسابتهُم ْحتى ْلو ْكان ْالبريارء ْيقَدموعن ْأنفسهُم ْلذلعك‪ْ .‬إن ْافتراض ْقيققاعم ْالعدالققية‬
‫بذلك‪ْ ِ،‬هاو ْتدميقر ْلمبدأ ْوجويدهاا‪ْ .‬ومن ْثام ْلم ْتعد ْعد ء‬
‫ل‪ْ .‬إنه ْانتقَاقم ْعشوائقي‪.‬‬

‫وسايظيهُرر ْهاذا ْالتفكيرر ْالفردري ْأن ْمبدأ ْالفدايء ْيقَوم ْعلى ْفكربة ْماليققبة ْمقَابلققبة ْلفكققرية ْعديققبن ْقققد‬
‫يسددقه ْشخقص ْآخر؛ ْوبما ْأعن ْهاذيه ْالفكققرعة ْالماليققعة ْتتوافققرق ْمققرة ْأخققرى ْمققع ْنظققام ْالساققترداد‬
‫الثاني‪ْ ِ،‬الذي ْعيترم ْالحصَورل ْعليه ْمن ْخليل ْوساائيل ْجمع ْالمايل ْالققتي ْتعطققى ْللكنيسققية ْبغققريض‬
‫العفيو‪ْ ِ،‬والحتمققال ْهاققو ْأن ْنفققس ْالشققخاص ْالققذين ْلفقَققوا ْواحققدءا ْقققد ْلفقَققوا ْاﻵخققر ْمققن ْتلققك‬
‫النظريات‪ْ .‬وأنه‪ْ ِ،‬في ْالحقَيقَية‪ْ ِ،‬ليس ْهاناعك ْشيقء ْيسمى ْبالخلص‪ْ .‬أنه ْخرافة‪ْ .‬والنسان ْيقَفَّ‬
‫في ْمنزُلة ْمن ْخالقَيه ْكأي ْوقت ْمضى ْمنقذ ْوجقوديه‪ْ .‬دعقه ْيصَقدق ْهاقذا‪ْ ِ،‬وانقه ْساقيعيش ْأكقثر‬
‫اتساقا ْوخلقَءا‪ْ ِ،‬من ْأي ْنظام ْآخر‪.‬‬

‫اما ْأن ْينظر ْإلى ْنفسه ْكخاربج ْعن ْالقَانون‪ْ ِ،‬منبوبذ‪ْ ِ،‬او ْمتسوبل‪ْ ِ،‬كما ْانه ْقد ْالقَعي ْمن ْعلى ْتققبل‪ِ،‬‬
‫ل ْإلققى ْالكائنقايت ْالوساقيطية‪ِ،‬‬ ‫على ْبعبد ْهاائبل ْمن ْخالقَيه‪ْ ِ،‬ويجرب ْان ْعيعتيخعذ ْالعزُحعفَّ ْنهُجققءا‪ْ ِ،‬متوساق ء‬
‫ل ْمزُدريءا ْلكعل ْشيبء ْتحت ْاسام ْالدين‪ْ ِ،‬أو ْيصَبعح ْغير ْمبابل‪ْ ِ،‬أو ْيتحققول‬ ‫فأنه ْساينتج ْاما ْتجاها ء‬
‫الى ْما ْيسمونه ْورعءا‪ْ .‬في ْهاذه ْالحالة ْالخيرة‪ْ ِ،‬عيسعتهُيلرك ْحيققاعتره ْفققي ْالحققزُين‪ْ ِ،‬أو ْالتظققاهاير ْبققه‪.‬‬
‫صلرته ْهاي ْاللوم‪ْ .‬تواضرعه ْهاو ْعدم ْالمتنان‪ْ .‬ويدعو ْنفسققه ْدودءة‪ْ ِ،‬والرض ْالخصَققبة ْت ء‬
‫ل‪ْ .‬انققه‬
‫يحتقَر ْخيعر ْهاديءة ْمقن ْالقريب ْالققى ْالنسققان‪ْ ِ،‬هاديققة ْالعقَقيل‪ْ .‬وبعققد ْأن ْساققعى ْإلقى ْإجبقاير ْنفسقيه‬
‫لليمان ْالنظام ْالذي ْيثور ْعقَلره ْيضعدره ْ‪ْ ِ،‬فيسميه ْبالعقَل ْالبشري ْباط ء‬
‫ل‪ْ ِ،‬وكأن ْالرجل ْيمكققرن ْأن‬
‫يعطعي ْلنفسيه ْعقَ ء‬
‫ل‪.‬‬

‫ومعع ْذلعك‪ْ ِ،‬مع ْك رققيل ْهاققذا ْالمظهُققير ْالغريققيب ْمققن ْالتواضققع‪ْ ِ،‬وهاققذا ْالزدراء ْللعقَققل ْالبشققري‪ْ ِ،‬فققانه‬
‫يخورض ْفي ْافتراضابت ْجريئبة‪ْ .‬انه ْيجرد ْخطأا ْفي ْكيل ْشييبء‪ْ .‬أنانيته ْغير ْراضققيبة ْأبققدءا‪ْ .‬يأرخققرذ‬
‫على ْعايتيقَيه ْتوجيعه ْالريب ْالى ْمققا ْيجققب ْالقَيققام ْبققه‪ْ ِ،‬حققتى ْفققي ْرحكققيم ْالكققون‪ْ .‬ريصَققلعي ْبطريقَققبة‬
‫ديكتاتوريبة‪ْ .‬عندما ْيكون ْالجرو ْرمشمسءا ْفإنه ْيصَلي ْللمطر‪ْ ِ،‬وعندما ْيكورن ْرممطرءا ْفأنه ْيصَلي‬

‫‪31‬‬
‫من ْاجل ْالشمس‪ْ .‬ويتبع ْنفس ْالفكرة ْفي ْكل ْما ْيصَققلي ْلجلققيه‪ْ .‬فققي ْكققل ْمققدى ْصققلتيه‪ْ ِ،‬لكققن‬
‫محاولعة ْجعل ْالريب ْتغييعر ْرأييه‪ْ ِ،‬والتصَرف ْخلفءا ْللطريقَة ْالتي ْيتصَرف ْبهُا؛ ْكما ْلو ْانه ْيقَول‬
‫له ْانك ْل ْعتعلرم ْكما ْاعلرم ْانا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬عن ما ياحتوياه الوحي الحق‬

‫ولكن ْالبعض ْربما ْيقَول ْ‪ْ -‬أليس ْلدينا ْأي ْكلمبة ْمن ْالرب ْ– ْال ْيوجد ْوحققي؟ ْأنققا ْأجيقب ْنعقم‪.‬‬
‫هاناعك ْكلمة ْمن ْالرب‪ْ .‬هاناك ْوحقي‪ْ .‬كلمرة ْالريب ْهاي ْالخلق ْالذي ْنراره؛ ْهاذه ْالكلمة ْالتي ْل ْيمكققن‬
‫لختراع ْبشري ْتزُويرهاا ْأو ْتغييرهاا‪ْ ِ،‬أن ْالرعب ْيتكلرم ْعالميءا ْللنساين‪.‬‬

‫فاللغة ْالبشريرة ْمحليقة ْوقابلقة ْللتغييير‪ْ ِ،‬وبالتالي ْفهُي ْغير ْقابلققبة ْللساققتخدايم ْكوساققيلبة ْلطققريح‬
‫المعلومايت ْالعالميية ْالغير ْقابلة ْللتغيير‪ْ .‬الفكررة ْالقَائلرة ْبأعن ْالرعب ْأرساعل ْيسقوعع ْالمس يعح ْلنشقير‬
‫‪-‬كما ْيقَولون‪ْ -‬البشرى ْالسعيدة ْلجميع ْالميم‪ْ ِ،‬من ْنهُاية ْالرض ْالى ْنهُايققة ْلاخققرى‪ْ ِ،‬ل ْعتعتيفققق ْإل‬
‫مع ْجهُيل ْأولئعك ْالذيعن ْل ْيعرفوعن ْشيئءا ْعن ْمدى ْالعالم‪ْ ِ،‬و ْالذيعن ْيعتقَدوعن‪ْ ِ،‬كما ْيعتقَققرد ْهاققؤلرء‬
‫منقَذي ْالعالم‪ْ ِ،‬و ْاساتمروا ْفي ْالعتقَاد ْلعدة ْقققرون‪ْ )ْ ِ،‬فقي ْتنقاقبض ْمققع ْاكتشققافات ْالفلساققفة‬
‫وتجارب ْالملحين( ْأن ْالرعض ْكانت ْمسطحءة ْكالخندق‪ْ .‬وأن ْالرجل ْقد ْيسير ْليصَل ْنهُايتهُا‪.‬‬

‫ي ْشيبء ْمعروفءا ْلجميع ْالميم؟ ْكان ْبأمكققانه ْالتكلققم‬ ‫ولكن ْكيعفَّ ْريمكرن ْليسوعع ْالمسيعح ْجععل ْأ ع‬
‫بلغة ْواحدبة‪ْ ِ،‬وكانت ْهاي ْالعبرية‪ْ .‬وهاناعك ْفي ْالعالم ْعدعة ْمئابت ْمن ْاللغققات‪ْ .‬ونققادرءا ْمققا ْتتكلققم‬
‫دولتيين ْبنفس ْاللغية‪ْ ِ،‬أو ْيفهُعم ْكل ْمنهُما ْاﻵخر؛ ْأما ْبالنسبية ْللترجمية‪ْ ِ،‬فركرل ْرجققبل ْيعققررف ْشققيئءا‬
‫من ْاللغايت‪ْ ِ،‬يعلعرم ْأنره ْيمعن ْالمستحييل ْالترجمة ْمن ْلغبة ْالى ْاخرى ْدون ْفقَققداين ْجققزُبء ْكققبيبر ْمققن‬
‫الصيل‪ْ ِ،‬ولكن ْفقَدارن ْالمعنى ْفي ْكثيبر ْمن ْالحياين‪.‬‬

‫ل ْتمامءا ْفي ْالقوقيت ْالقذي ْعقاعش ْفيقيه ْالمسقيح‪.‬‬ ‫ ْوإلى ْجانيب ْكيل ْذلك‪ْ ِ،‬فن ْالطباعية ْكان ْمجهُو ء‬
‫ومن ْالضروريي ْدائمءا ْتوفرر ْالوساائيل ْالمناسابية ْلنجايز ْهاذيه ْالغايية‪ْ ِ،‬وال ْفل ْيمكن ْتحقَيقَهُا‪ْ .‬هاذا‬
‫يبين ْالفرعق ْبيعن ْالقَوية ْو ْالحكمية ْالمحدودية ْو ْالل ْمحدودية‪ْ .‬فكققثيرءا ْمققا ْيفشققرل ْالنسققارن ْفققي‬
‫تحقَيق ْغايتيه‪ْ ِ،‬بسبب ْنقَبص ْطبيعبي ْفي ْالقَوة ْاللزمية ْلتحقَيققيق ْهاققذا ْالغققرض؛ ْوالحاجققة ْالققى‬
‫الحكمة ْلساتخدام ْهاذه ْالقَقوية ْبالشقكل ْالصَقحييح‪ْ .‬ولكقن ْمقن ْالمسقتحيل ْأن ْتفشقعل ْالقَقوة ْو‬
‫السلطة ْاللمحدودية ْكمققا ْيفشققرل ْالنسققان‪ْ .‬فالوساققائل ْالققتي ْتسققتخدرمهُا ْهاققي ْدائمققءا ْمسققاويقة‬

‫‪33‬‬
‫للغاية‪ْ :‬ولكن ْاللغعة ْالبشريعة‪ْ ِ،‬وعلى ْوجيه ْالخصَويص ْععدعم ْوجققويد ْلغققبة ْعالميققبة ْقققادربة ْعلققى ْان‬
‫رتستعخعدم ْكوسايلة ْعالميبة ْللمعلومات ْغير ْالمتغيرة ْوالموحدية؛ ْوبالتالي ْفهُي ْليست ْالوسايلعة‬
‫التي ْيستخدرمهُا ْالررب ْفي ْإظهُار ْنفسه ْعالميءا ْللنسان‪.‬‬

‫فقَط ْفي ْالخلق ْيمكن ْلجميع ْأفكارنا ْومفاهايمنا ْلكلمة ْاللققه ْأن ْتتحققد‪ْ .‬يتحققدث ْالخلققق ْلغققءة‬
‫عالميءة‪ْ ِ،‬مستقَلءة ْعن ْخطاب ْالنسققاين ْأو ْلغققية ْالنسققان‪ْ .‬وهاققو ْالصقرل ْالموجققورد ْمقن ْأي ْوقققبت‬
‫مضى‪ْ ِ،‬والتي ْيمكن ْلكل ْرجل ْقراءتره‪ْ .‬ل ْيمكن ْان ْيزُور‪ْ .‬و ْل ْأن ْيزُيفَّ‪ْ ِ،‬يضيرع‪ْ .‬او ْريغير‪ْ .‬‬

‫و ْل ْيمكن ْعقمرعه‪ْ .‬فهُو ْل ْيعتيمرد ْعلى ْإرادة ْالنسان ْساواء ْرنشعره ْأم ْلم ْعينرشره؛ ْفإنه ْينرشرر ْنفسه‬
‫من ْطرف ْالرض ْإلى ْاﻵخر‪ْ .‬وهاو ْريعبشرر ْجميع ْالمققم ْو ْجميققع ْالعققالمين؛ ْوهاكققذا ْكلمققة ْالققرب‬
‫تكشفَّ ْللنسان ْما ْيحتارج ْمعرعفعتره ْعنه‪.‬‬

‫هال ْنريد ْأن ْنتأمل ْفي ْقدرته؟ ْ ْفنرى ْضخامعة ْالخليق‪ْ .‬هال ْنريد ْأن ْنتأمل ْفي ْيحكعميتيه؟ ْفنحن‬
‫نرى ْذلك ْفي ْالنظام ْالغير ْالقَابل ْللتغيير ْالذي ْل ْيمكننا ْاساققتيعاربه‪ْ .‬هاققل ْنريققد ْأن ْنتأمققل ْفققي‬
‫ل ْالرعض‪ْ .‬هال ْنريد ْأن ْنتأمل ْفي ْرحمتيه؟ ْفنققرى ْعققعدعم ْمنيعققيه‬
‫ذهانه؟ ْفنراه ْفي ْالخيير ْالذي ْيم ل‬
‫هاذا ْالخير ْ ْحتى ْعن ْغير ْالشكورين‪.‬‬

‫في ْالنهُاية‪ْ ِ،‬هال ْنريد ْأن ْنعرف ْمقا ْهاقو ْالقرب؟ ْعلينقا ْان ْل ْعنبعحقعث ْفقي ْالكتقاب ْالقذي ْريسقمى‬
‫الرمقَدس‪ْ ِ،‬ألذي ْيمكرن ْلي ْانسابن ْكتابعتره‪ْ ِ،‬بل ْفي ْالكتاب ْالذي ْيسمى ْالخلق‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬عن الرب واسماته في الكتاب المقدس‬

‫الفكررة ْالوحيدرة ْالتي ْيمكرن ْأن ْيربطهُا ْالنسققارن ْباساققيم ْالققرب‪ْ ِ،‬هاققي ْالسققبرب ْالورل‪ْ ِ،‬ساققب ع‬
‫ب ْكرققل‬
‫شيء‪ْ ْ .‬من ْالصَعيب ْعلى ْنحو ْغير ْمفهُوبم ْ ْبالنسبة ْللنساين ْتصَور ْما ْهاو ْالعسربرب ْالورل‪ْ ِ،‬ولكنره‬
‫وصولره ْلليمان ْبه‪ْ ِ،‬اقل ْصعوبة ْمققن ْإنكققاره ْ ْبأضققعاف ْمضققاعفة‪ْ .‬مققن ْالصَققعيب ْوصققرفَّ ْكققوين‬
‫الفضايء ْبل ْ ْنهُاية؛ ْولكن ْمن ْالصعب ْتصَققور ْنهُايققبة ْلققه‪ْ .‬فمققن ْالصَققعب ْلنسققابن ْ ْتصَققورر ْالمققدية‬
‫البديية ْلما ْنسمييه ْالوقرت؛ ْولكن ْمن ْالمستحيل ْتصَورر ْوقت ْل ْيكون ْفييه ْوق ق‬
‫ت‪.‬‬

‫في ْمثل ْالتفكير ْالمنطقَي‪ْ ِ،‬كل ْما ْنملك ْيحمل ْفي ْطياته ْأدلءة ْداخليءة ْبأنه ْلققم ْيخلققرق ْعنفعسققره‪.‬‬
‫كل ْرجل ْهاو ْدليل ْعلى ْنفسيه‪ْ ِ،‬بأنه ْلم ْعيخرلق ْعنفعسره‪ْ .‬ل ْريمكرن ْلبيه ْأن ْعيخلرعق ْعنعفعسره‪ْ ِ،‬ول ْلجققده‪ِ،‬‬
‫ول ْلي ْمن ْعرقه‪ْ .‬ل ْريمكرن ْلي ْشجربة ْأو ْنبابت ْأو ْحيوابن ْخلعق ْنفسهُا؛ ْوهاو ْالقتنققارع ْالنققاجرم‬
‫عن ْهاذه ْالدلية‪ْ ِ،‬التي ْتحملنا‪ْ ِ،‬كما ْكانت‪ْ ِ،‬بحكم ْالضققرورية‪ْ ِ،‬إلققى ْالعتقَققايد ْبوجققويد ْمسققببب ْأوبل‬
‫ل‪ْ ِ،‬ذو ْطبيعققبة ْمختلفققبة ْتمامققءا ْعققن ْأي ْوجققوبد ْمققادبي ْنعرفققره‪ْ ِ،‬وبقَققوتيه ْكرققل ْشققيبء‬
‫موجققوبد ْأصقق ء‬
‫موجوبد؛ ْوهاذا ْالمسبرب ْالول‪ْ ِ،‬يسميه ْالنسان ْالرب‪.‬‬

‫انهُا ْفقَط ْمن ْخلل ْممارساة ْالعقَل‪ْ ْ ِ،‬يمكن ْللنساين ْاكتشارف ْالققرب‪ْ .‬فعنققد ْساققلب ْهاققذا ْالعقَققل‪ِ،‬‬
‫لن ْيكون ْقادرءا ْعلى ْيفهُققيم ْأي ْشققيبء‪ْ .‬وفققي ْهاققذيه ْالحالققية ْتكققورن ْقققراءرة ْ ْالكتققايب ْالققذي ْيسققمى‬
‫الكتاعب ْالمقَدعس ْإلى ْحصَابن ْكقَراءتيه ْلنسابن‪ْ .‬فكيفَّ ْيتظاهار ْهاؤلء ْالناس ْبرفض ْالعقَل؟‬

‫تقَريبا ْالجزُاء ْالوحيدة ْفي ْالكتاب ْالمسمى ْالكتاب ْالمقَققدس‪ْ ِ،‬الققتي ْتنقَقل ْلنققا ْأي ْفكققرة ْعقن‬
‫الرب‪ْ ِ،‬هاي ْبعض ْالفصَول ْفي ْالعمل‪ْ ِ،‬والمزُمور ْالتاساع ْعشر؛ ْأنا ْل ْأذكر ْأي ْشققيء ْآخققر‪ْ ْ .‬هاققذه‬
‫ت ْربوبيقة ْحقَيقَيقة؛ ْلنهُم ْيتناولون ْاللعه ْمن ْخلل ْأعمايله‪ْ .‬يأخذوعن ْكتاعب‬ ‫الجزُاء ْهاي ْتركيبا ق‬
‫الخليق ْكلمة ْالريب‪ْ .‬فإنهُا ْل ْتشير ْإلى ْأي ْكتاب ْآخر؛ ْوجميع ْالساتنتاجايت ْالتي ْيستخلصَوعنهُا‬
‫مستمدقة ْمن ْذلك ْالرمجلد‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وأدر رج ْفي ْهاذا ْالمكان ْالمزُمور ْالتاساع ْعشر‪ْ ِ،‬كما ْأعيدت ْصياغته ْفي ْاﻵية ْالنجليزُية ْالققتي‬
‫كتبهُا ْأديسون‪ْ .‬ل ْأتذكرر ْالنثعر‪ْ ِ،‬وليس ْلدي ْفرصقة ْلرؤيتيه ْمن ْحيرث ْاكتب‪:‬‬

‫ ْيوم ْإلى ْيوم ْيذيع ْكلما‪ْ ِ،‬وليل ْإلى ْليل ْيبدي ْعلما ْ‬

‫ ْل ْقول ْول ْكلم‪ْ .‬ل ْيسمع ْصوتهُم ْ‬

‫في ْكل ْالرض ْخرج ْمنطقَهُم‪ْ ِ،‬وإلى ْأقصَى ْالمسكونة ْكلماتهُم‪ْ .‬جعل ْللشمس ْمسكنا ْفيهُا ْ‬

‫وهاي ْمثل ْالعروس ْالخارج ْمن ْحجلته‪ْ .‬يبتهُج ْمثل ْالجبار ْللسباق ْفي ْالطريق ْ‬

‫من ْأقصَى ْالسماوات ْخروجهُا‪ْ ِ،‬ومدارهاا ْإلى ْأقاصيهُا‪ْ ِ،‬ول ْشيء ْيختفي ْمن ْحرهاا ْ‬

‫ ْناموس ْالرب ْكامل ْيرد ْالنفس‪ْ .‬شهُادات ْالرب ْصادقة ْتصَير ْالجاهال ْحكيما‬

‫وصايا ْالرب ْمستقَيمة ْتفرح ْالقَلب‪ْ .‬أمر ْالرب ْطاهار ْينير ْالعينين ْ‬

‫ ْخوف ْالرب ْنقَي ْثاابت ْإلى ْالبد‪ْ .‬أحكام ْالرب ْحق ْعادلة ْكلهُا ْ‬

‫أشهُى ْمن ْالذهاب ْوالبريزُ ْالكثير‪ْ ِ،‬وأحلى ْمن ْالعسل ْوقطر ْالشهُاد ْ‬

‫ ْأيضا ْعبدك ْيحذر ْبهُا ْ‪ْ ِ،‬وفي ْحفظهُا ْثاواب ْعظيم ْ‬

‫ ْالسهُوات ْمن ْيشعر ْبهُا ْ؟ ْمن ْالخطايا ْالمستترة ْأبرئني ْ‬

‫ ْأيضا ْمن ْالمتكبرين ْاحفظ ْعبدك ْفل ْيتسلطوا ْعلققي‪ْ .‬حينئققذ ْأكققون ْكققامل ْوأتققبرأ ْمققن ْذنققب‬
‫عظيم ْ‬

‫ ْلتكن ْأقوال ْفمي ْوفكر ْقلبي ْمرضية ْأمامك ْيارب‪ْ ِ،‬صخرتي ْووليي ْ‬

‫ما ْهاو ْأكثر ْما ْيريد ْالنسارن ْأن ْيعرعفره‪ْ ِ،‬من ْأن ْاليققد ْأو ْالقَققوة ْالققتي ْعجععلعققت ْهاققذه ْالمققور ْهاققي‬
‫الهُيقة ْقدير قة؟ ْدعققه ْيققؤمن ْبهُققذا‪ْ ِ،‬بقَوتهُققا ْفمققن ْالمسققتحيل ْان ْيرفققض ْإذا ْكققان ْيسققمح ْلعقَلققه‬
‫بالعمل‪ْ ِ،‬وحكمقة ْمن ْالحياة ْالخلقية ْساوف ْتتبع ْبالطبع‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اليحاءات ْفي ْسافر ْالعمل ْلهُا ْنفرس ْالتجاه ْمع ْهاذا ْالمزُمور‪ْ .‬أي ْاساتنتارج ْأو ْإثابات ْالحقَيقَققة‬
‫التي ْمن ْشأنهُا ْأن ْتكوعن ْغيعر ْمعروفبة ْخلءف ْلذلعك‪ْ ِ،‬من ْالحقَائيق ْالمعروفة ْبالفعل‪.‬‬

‫ ْل ْأذكر ْما ْيكفي ْمن ْالمقَاطع ْمن ْسافر ْالعمل ْلدراجهُا ْبشققكل ْصققحيح‪ْ .‬لكنققي ْاتققذكرر ْواحققدءا‬
‫ينطبق ْعلى ْهاذا ْالموضوع‪"ْ .‬ال ْيمكنك ْمققن ْخلل ْالبحققث ْمعرفققة ْالققرب‪ْ ِ،‬أل ْريميكرنققعك ْمعرفققرة‬
‫كمال ْالرب"‬

‫أنا ْل ْأعرف ْكيفَّ ْأشارت ْالطابعات ْلهُذا ْالمقَطع‪ْ ِ،‬لننقي ْل ْاحتفققرظ ْبالكتقاب ْالمقَقديس‪ْ .‬ولكنققه‬
‫يحتوي ْساؤاليين ْمتميزُيين ْبإجابابت ْمتميزُبة‪.‬‬

‫أو ء‬
‫ل‪ْ ْ ِ،‬ال ْريمكرنعك ْمعرفة ْالرب ْمن ْخليل ْالبحيث؟ ْنعم ْفع ء‬
‫ل‪ْ .‬لنققه‪ْ ِ،‬فققي ْالمقَققايم ْالويل‪ْ ِ،‬أنققا ْأعلققم‬
‫أنني ْلم ْاخلرق ْنفسي‪ْ ِ،‬ولكنني ْموجوقد؛ ْومن ْخلل ْالبحث ْفي ْطبيعة ْأموبر ْلاخرى‪ْ ِ،‬أاجققرد ْأن ْل‬
‫شيعء ْآخعر ْريمكرن ْأن ْعيخلرعق ْعنفعسره‪ْ .‬ومع ْذلققك ْتوجققد ْملييقققن ْمققن ْالشققيايء ْالخققرى؛ ْلققذلك‪ْ ِ،‬أنققا‬
‫أعلم‪ْ ِ،‬من ْخلل ْالنتيجية ْاليجابيية ْالناتجة ْعن ْهاذا ْالبحث‪ْ ِ،‬أن ْهاناعك ْقوقة ْمتفوققققة ْعلققى ْك قققل‬
‫يتلعك ْالشيايء‪ْ ِ،‬وأن ْالقَدرعة ْهاي ْالرب‪.‬‬

‫ثاانيءا‪ْ ِ،‬أل ْريميكرنعك ْمعرفرة ْكمال ْالرب؟ ْ ْليس ْفقَط ْلن ْالقَدرعة ْوالحكمعة ْالتي ْتتجلى ْفي ْهايكيل‬
‫الخليق ْالذي ْ ْهاو ْبالنسبية ْلي ْغير ْمفهُوبم؛ ْولكن ْلنه ْحتى ْهاذا ْالظهُور‪ْ ِ،‬على ْعظميتيه‪ْ ِ،‬ربما ْهاققو‬
‫عرقض ْصغيقر ْمن ْتلك ْالقَوية ْوالحكمية‪ْ ِ،‬التي ْمن ْخليلهُا ْالمليين ْمن ْعوالم ْأخرى‪ْ ِ،‬بالنسبة ْلي‬
‫غيرر ْمرئيبة‪ْ ِ،‬قد ْتم ْإنشاؤهاا ْول ْتزُارل ْموجودءة‪.‬‬

‫ومن ْالواضيح ْأن ْهاذين ْالسؤاليين ْقد ْرطيرحا ْعلى ْعقَل ْالشخص ْالذي ْكققان ْمققن ْالمفققترض ْأن‬
‫يعالجهُما؛ ْوبأنه ْفقَط ْمن ْخلل ْقبول ْالسؤايل ْالويل ْالذي ْيجب ْالجابة ْعليه ْباليجاب‪ْ ِ،‬فإن‬

‫‪37‬‬
‫ل ْثاانيققءا‪ِ،‬‬
‫الثاني ْيمكن ْأن ْيتبرعره‪ْ .‬و ْال ْفمققن ْغيققر ْالضققروري‪ْ ِ،‬بققل ْومققن ْالعبققث‪ْ ِ،‬أن ْنطققرعح ْساققؤا ء‬
‫ي‬
‫أصععب ْمن ْالول ْإذا ْكان ْقد ْتققم ْالققرد ْعلققى ْالول ْساققلبءا‪ْ .‬السققؤاليين ْلهُمققا ْغرضققيين ْمختلفيقين‪.‬‬
‫الورل ْيشيرر ْإلى ْوجويد ْالرب‪ْ ِ،‬والثاني ْإلى ْصفايته‪ْ .‬العقَل ْيمكنه ْاكتشارف ْواحققد‪ْ ِ،‬لكنققه ْيفشققل‬
‫بل ْحدود ْفي ْاكتشاف ْاﻵخر‪.‬‬

‫أنا ْل ْأتققذكر ْحققتى ْمقَطعققءا ْواحققدءا ْفققي ْكققل ْالكتابققات ْالمنسققوبية ْإلققى ْالرجققايل ْالققذين ْريقدععوعن‬
‫ي ْفكققربة ْعققن ْمققا ْهاققو ْالققرب‪ْ .‬هاققذه ْالكتابققارت ْمققثيرقة ْللجققدل ْأسااساققءا؛ ْو ْكآبققة‬
‫بالرساققل‪ْ ْ ِ،‬ينرقَققل ْأ ع‬
‫الموضوع‪ْ ِ،‬أي ْموت ْالرجل ْبعذاب ْعلى ْالصَليب‪ْ ِ،‬هاو ْأكثر ْملءمبة ْلعبقَريبة ْقاتمقبة ْم ن ْراهاقبب‬
‫ل ْمن ْكتابيتهُا ْمن ْقبل ْإنسققابن‬‫في ْزنزُانبة‪ْ ِ،‬فمن ْغير ْالمستحيل ْأنهُا ْقد ْك ريتعبلت ْهاناك ْاسااساءا‪ْ ْ ِ،‬بد ء‬
‫يتنفرس ْالهُواء ْالطلق‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الحادي عشر‪ :‬عن اللهاوت المسيحي وا اللهاوت الحقيقي‬

‫أما ْبالنسبية ْللنظايم ْالمسيحيي ْلليمان‪ْ ِ،‬فإنه ْعيبدو ْلي ْكنوبع ْمن ْاللحاد‪ْ ِ،‬نوبع ْمققن ْإنكققابر ْدينققي‬
‫ب ْيتكورن ْأسااساا ْمن ْرجققل ْمققع ْالقَليققل‬ ‫للرب‪ْ .‬مبنبي ْعلى ْاليماين ْبرجبل ْوليس ْبربب‪ْ .‬وهاو ْمرك ق‬
‫من ْالربوبية‪ْ ِ،‬وهاو ْقريقب ْمن ْاللحاد ْكما ْهاققعو ْالشققفرق ْيمققعن ْالظليم‪ْ .‬فهُققو ْعيققدرخرل ْبيققعن ْالنسققاين‬
‫وخالقَيه ْجسقم ْمبهُقم‪ْ ِ،‬ما ْيطلرق ْعليه ْالرمخلص‪ْ ِ،‬كما ْيدخل ْالقَمرر ْبيعن ْالريض ْوالشمس‪ْ ِ،‬وعينرتققرج‬
‫عن ْطريق ْهاذا ْ ْكسوقف ْدينقي ْأو ْكسوقف ْل ْديني‪ْ ِ،‬واضعءا ْالعقَعل ْكلعره ْفي ْالظيل‪.‬‬

‫وكققان ْتققأثايعر ْهاققذا ْالغمققوض ْهاققو ْتحققول ْكققل ْشققيء ْرأساققا ْعلققى ْعقَققلب‪ْ ِ،‬وتمققثيله ْفققي ْالتجققاه‬
‫المعاكس؛ ْومن ْبين ْالثورات ْالتي ْانتجهُا‪ْ ِ،‬كانت ْثاورقة ْفي ْاللهاوت‪.‬‬

‫ان ْما ْيسمى ْاﻵن ْالفلسفة ْالطبيعيعة‪ْ ِ،‬والتي ْتشمرل ْدائرعة ْالعلققيم ْركلهُققا‪ْ ِ،‬الققتي ْيحتققرل ْفيهُققا ْعلققرم‬
‫الفلققيك ْالمكققان ْالرئيسققي‪ْ ِ،‬هاققو ْدراساققة ْأعمققارل ْالققريب‪ْ ِ،‬وقققورة ْوحكمققرة ْاللققيه ْفققي ْأعمققايله‪ْ ِ،‬وهاققو‬
‫اللهاوت ْالحقَيقَي‪.‬‬

‫أما ْاللهاوت ْالذي ْريدعررس ْاﻵن ْفي ْمكانيه ْفهُققو ْدراساققرة ْاﻵرايء ْالنسققانيية ْوالخيققاليت ْالبشققريية‬
‫عن ْالرب‪ْ .‬ليست ْدراساعة ْالرب ْنفسره ْفي ْالعمال ْالتي ْقام ْبهُا‪ْ ِ،‬بققل ْفققي ْالعمققال ْأو ْالكتابققات‬
‫التي ْصعنععهُا ْالنسان؛ ْوهاي ْليست ْمن ْبين ْأقل ْما ْيسيرء ْإليه ْالنظارم ْالمسيحري ْللعققالم‪ْ ِ،‬وأنققه‬
‫قد ْتخلى ْعن ْنظايم ْاللهاويت ْالصليي ْوالجميل‪ْ ِ،‬و ْقام ْبالتضييق ْوالوعيظ‪ْ ْ ِ،‬من ْاجققل ْافسققايح‬
‫المجايل ْأمام ْالخرافات ْ‪.‬‬

‫يسافرر ْالعمل ْو ْالمزُمور ْالتاساع ْعشر‪ْ ِ،‬الققذي ْعتععتققيررف ْالكنيسققرة ْبكققونيه ْأكققثعر ْرقققدمءا ْمققن ْالققترتييب‬
‫ب ْمطابقَقققة ْللنظققام ْالصققلي‬ ‫الزُمنيي ْالذي ْوضع ْله ْفي ْالكتايب ْالمسمى ْبالمقَديس‪ْ ِ،‬هاققي ْرواساقق ق‬
‫من ْاللهاوت‪ْ .‬إن ْالدلة ْالداخليية ْلتلعك ْالروايايت ْرتثيبققرت ْوجققوعد ْدليققبل ْعلققى ْأن ْدراساققءة ْوتأمققل‬

‫‪39‬‬
‫أعمال ْالخليق‪ْ ِ،‬وقوة ْوحكمة ْالليه ْك ررشفلت ْوعتعتجلى ْفي ْتلعك ْالعمال‪ْ ِ،‬عجععلعققلت ْرجققزُءء ْكققبيرءا ْمققن‬
‫التفاني ْالديني ْفي ْالوقات ْالتي ْك ريتعبت ْبهُا‪.‬‬

‫وكانت ْهاذيه ْالدراساة ْالتعبدية ْوالتفكير ْالققتي ْأدت ْإلققى ْاكتشققايف ْالمبققاديئ ْالققتي ْتسققمى ْاﻵن‬
‫العلوم؛ ْإن ْجميع ْالفنون ْالتي ْتساهام ْفي ْراحة ْحياة ْالنسان ْمدينقة ْلكتشايف ْهاذيه ْالمباديئ‪.‬‬
‫كل ْفبن ْرئيسبي ْلديبه ْبعض ْالرتباط ْبعلبم ْاصققلبي‪ْ ِ،‬علققى ْالرغققم ْمققن ْأعن ْالشققخعص ْالققذي ْيققؤدي‬
‫العمعل ْ ْنادرءا ْما ْريديررك ْهاذا ْالرتباط‪.‬‬

‫إنه ْاحتياقل ْفي ْالنظايم ْالمسيحيي ْان ْريعسمعي ْالرعلورم ْبالختراعايت ْالبشريية؛ ْإن ْتطبيقَهُققا ْفقَققط‬
‫ي‪ْ .‬لركيل ْعلبم ْ ْأسااساه ْمققن ْنظققبم ْو ْمبققادبئ ْثاابتققبة ْل ْتتغيققر ْكتلققعك ْالققتي ْرتعنيظققرم ْو ْعتحكققرم‬
‫هاو ْبشر ق‬
‫الكوعن‪ْ .‬النسارن ْل ْيمكرنره ْعخلرق ْالمبادئ‪ْ ِ،‬يمكرنره ْفقَط ْاكتشارفهُا‪.‬‬

‫على ْسابيل ْالمثال‪ْ :‬كرل ْشخبص ْعينرظرر ْإلى ْالتقَوييم ْالفلكيي ْعيعرى ْمويععد ْحدويث ْالكسوف‪ْ ِ،‬ويرى‬
‫أيضءا ْانه ْل ْيفشرل ْفي ْالحدوث ْحينهُا‪ْ .‬وهاذا ْيدرل ْعلى ْإن ْالنساعن ْعلى ْعلبم ْبققالقَوانين ْالققتي‬
‫تتحررك ْبهُا ْالجسارم ْالسماويرة‪ْ .‬ولكن ْسايكورن ْشيئءا ْأساقوأ ْمقن ْالجهُقل‪ْ ِ،‬قققورل ْاي ْكنيسقبة ْعلققى‬
‫الرض ْأن ْتلعك ْالقَوانيعن ْهاي ْاختراع ْبشري‪.‬‬

‫كما ْسايكورن ْمن ْالجهُيل‪ْ ِ،‬أو ْما ْهاعو ْأساولا ْيمن ْعذلععك‪ْ ِ،‬القَورل ْبأن ْالمباد ع‬
‫ئ ْالعلميعة‪ْ ِ،‬التي ْمن ْخليلهُققا‬
‫اساتطاعع ْالنسققارن ْحسققاعب ْموعققد ْحققدويث ْالكسققوف‪ْ ِ،‬هاققي ْاخققترارع ْالنسققان‪ْ .‬فليققس ْبامكققان‬
‫ئ ْالعلميرة ْالققتي ْيسققتخيدرمهُا ْلهُققذا‬
‫ي ْشيبء ْأبدبي ْوغيعر ْقاببل ْللتغييير‪ْ .‬والمباد ر‬‫النساين ْاخترارع ْأ ع‬
‫الغرض ْيجب‪ْ ِ،‬بل ْهاي ْبالضرورة‪ْ ِ،‬أبديقة ْو ْغيعر ْقابلبة ْللتغيير ْمثعل ْالقَوانين ْالققتي ْتتحققعررك ْبهُققا‬
‫الجسارم ْالسماوية‪ْ ِ،‬و ْأل ْفل ْيمكرن ْأساتخدارمهُا ْللتأكد ْمن ْالوقيت ْو ْالطريقَية‪ْ ِ،‬التي ْيحدث ْبهُا‬
‫الركسوف‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ئ ْالعلميعة ْالتي ْيستخيدرمهُا ْالنسارن ْللحصَويل ْعلققى ْالمعرفققية ْالمسققبقَية ْللكسققويف‪ْ ِ،‬أو‬ ‫إن ْالمباد ع‬
‫أي ْشيبء ْآخعر ْيعتعلرق ْبحريكية ْالجسايم ْالسماويية‪ْ ِ،‬عتيررد ْأسااساءا ْفي ْذلقك ْالجقزُيء ْمقن ْالعلقيم ْالقذي‬
‫ريسمى ْيعلعم ْالمثلثايت‪ْ ِ،‬أو ْخصَائعص ْالمثلث‪ْ ِ،‬فعنققد ْتطبييقَهُققا ْعلققى ْدراساققية ْالهُيئققايت ْالسققماويية‪ِ،‬‬
‫ريسمى ْحينئءذ ْعلعم ْالفلققيك‪ْ ْ .‬يعنقعد ْتطبيقَهُقا ْلتقوجييه ْمسققاير ْالسقفين ْفققي ْالمحيقيط‪ْ ِ،‬ريعسقمى ْذلققك‬
‫الملحة؛ ْوعند ْتطبييقَهُا ْعلى ْبنايء ْالشكايل‪ْ ِ،‬تسمى ْالهُندساة؛ ْعند ْتطبييقَهُا ْعلى ْبناء ْ ْالصَروح‪ِ،‬‬
‫تسمى ْالهُندساعة ْالمعماريعة؛ ْعند ْتطبييقَهُا ْعلى ْقيايس ْأي ْجزُبء ْمن ْساطيح ْالرض‪ْ ِ،‬يسققمى ْذلققك‬
‫مسحءا ْأرضيءا‪ْ .‬في ْالنهُايققة‪ْ ِ،‬هاققو ْرورح ْالعلققيم‪ْ .‬إنهُققا ْحقَيقَقققة ْأبديقققة‪ْ :‬إنهُققا ْتحتققوي ْعلققى ْالتمثيققيل‬
‫الرياضيي ْالذي ْيتحدرث ْبققه ْالنسققان‪ْ ِ،‬ومققدى ْاساققتخداماتيه ْغيققر ْمعققروبف‪ْ .‬ويمكققرن ْالقَققوعل‪ْ ِ،‬أن‬
‫ي‪.‬‬‫العررجعل ْريمكرن ْأن ْعيصَعنعع ْأو ْعيررساعم ْمثلثءا‪ْ ِ،‬وبالتالي ْالمثلرث ْهاو ْاختراقع ْبشر ق‬

‫ث‪ْ ِ،‬عند ْعرسايميه‪ْ ِ،‬ليس ْيساوى ْصورية ْالمبدأ‪ْ :‬إنه ْترسايقم ْللعيققين‪ْ ِ،‬ومققن ْرثاققعم ْإلققى ْالعقَققيل‪ِ،‬‬
‫ولكن ْالمثل ع‬
‫لمبدإا ْمن ْشأينيه ْأن ْيكوعن ْغير ْمحسوبس‪ْ .‬الرمعثلعرث ْل ْيخلرق ْالمبدأ‪ْ ِ،‬شأنه ْشأن ْشمعبة ْتؤخرذ ْفققي‬
‫غرفبة ْمظلمبة‪ْ ِ،‬فل ْتخلق ْالشمعرة ْالكراساعي ْوالطاولعت ْالتي ْكانت ْقبعل ْذلعك ْغيعر ْمرئيبة‪ْ .‬جميرع‬
‫خصَائيص ْالمثليث ْموجودة ْبشكبل ْمستقَبل ْعن ْالشكل‪ْ ِ،‬وكانت ْموجودءة ْقبعل ْ ْرساققيم ْاي ْمثلققبث‬
‫أو ْتفكير ْبشربي ْبه‪ْ .‬لم ْيكن ْللنساين ْأي ْيد ْفي ْتشكييل ْتلك ْالخوايص ْأو ْالمبققاديئ‪ْ ِ،‬و ْليققس ْبققه‬
‫يد ْفي ْصنع ْالقَوانين ْالتي ْتتحرك ْبهُا ْالجسام ْالسماوية؛ ْوبالتالي ْيجب ْان ْيكون ْلققه ْنفققس‬
‫الصل ْاللهُي ْكما ْللخر‪.‬‬

‫بنفس ْالطريقَية‪ْ ِ،‬يمكرن ْللرجيل ْأن ْيصَققعنعع ْمثلثققءا‪ْ ِ،‬لققذلك ْأيضققءا‪ْ ِ،‬يسققتطيع ْرصقنعع ْأداة ْميكانيكيقة‬
‫تسمى ْذرا ءع‪ْ .‬ولكن ْالمبدأ ْالذي ْيعمل ْبه ْالذراع‪ْ ِ،‬هاو ْشيء ْمختلققفَّ ْعقن ْالداة‪ْ ِ،‬وهاققو ْموجقوقد‬
‫ان ْلم ْتوجد ْالدارة ْأص ء‬
‫ل؛ ْفإنه ْيتصَل ْبالداية ْبععد ْأن ْرتصَققعنعع؛ ْوبالتققالي ْفققإن ْالداة ْل ْريمكققرن ْأن‬
‫تععمعل ْبخلف ْالمبدأ؛ ْل ْيمكرن ْلجمييع ْالجهُويد ْالبشريية ْجعلهُا ْعتعتصَررف ْخلفءا ْلذلك‪ْ .‬‬

‫‪41‬‬
‫ل ْيمكن ْللنسان ْقصنعع ْالمباديئ‪ْ ِ،‬لكن ْمن ْاين ْله ْالقَدررة ْعلى ْتطبييقَهُا‪ْ ِ،‬ليعس ْفقَلط ْعلققى ْمققا ْهاققو‬
‫على ْالريض‪ْ ِ،‬بل ْللتأكيد ْمن ْحركية ْالهُيئايت ْالسماويية ْالبعيدية ْجدءا ْعنققره؟ ْأساققأل ْمققن ْأيققعن‪ْ ِ،‬هاققل‬
‫ريمكرن ْله ْأن ْعيكتيسعب ْتلك ْالمعرفة‪ْ ِ،‬ال ْمن ْخليل ْدراساية ْاللهاويت ْالحقَيقَي؟ ْإن ْهايعكعل ْالكققوعن‬
‫هاو ْالذي ْعلم ْالنسان ْهاذه ْالمعرفة‪ْ .‬هاذا ْالهُيكل ْهاو ْمعرقض ْقائقم ْمنرذ ْأي ْوقبت ْمضى ْمكققوقن‬
‫من ْالمباديئ ْالتي ْتم ْتأسايرس ْك ريل ْجزُبء ْمن ْالعلويم ْالرياضيية ْعليهُا‪.‬‬

‫ ْذريرة ْهاذا ْالعليم ْهاو ْالميكانيكا ْفهُي ْليسققت ْيساققوى ْمبققادئ ْالعلققم ْبعققد ْأن ْتققم ْتطبريقَهُققا ْعمليققءا‪.‬‬
‫الرجل ْالذي ْيتعامرل ْمع ْأجزُابء ْعديدبة ْمن ْمطحنبة ْيستخدرم ْنفعس ْالمبادئ ْالعلميية ْالتي ْربينققعي‬
‫عليهُا ْالكون‪ْ ِ،‬ولكنه ْل ْيصَنرع ْتلعك ْالمادعة ْالخفيعة ْالتي ْتتصَققرل ْمققن ْخليلهُققا ْجميققرع ْأجققزُاء ْاﻵلققة‬
‫الهُائلة ْمن ْالكون ْوتؤثارر ْعلققى ْبعيضققهُا ْالبعقض‪ْ ِ،‬وعتععمقرل ْفققي ْانسققجابم ْمتحققربك ْمعققءا‪ْ ِ،‬بققدون ْأي‬
‫اتصَابل ْواضبح‪ْ ِ،‬والتي ْأعطاهاا ْالنسارن ْإساققم ْالجاذبيققة‪ْ ِ،‬والتنققافر‪ْ ِ،‬ويصَققفهُا ْالنسققان ْبتواضققع‬
‫مشبهُءا ْاياهاا ْبالتروس‪ْ .‬في ْعالم ْالنسان ْالمصَققغر ْيجققب ْأن ْتتلمققعس ْجميققرع ْالجققزُايء ْلتعمققعل‬
‫معققءا‪ْ .‬ولكققن ْهاققل ْيمكققرن ْأن ْيكعتيسققعب ْمعرفققة ْتلققك ْالمققادة‪ْ ِ،‬و ْيكققوعن ْقققادرءا ْعلققى ْتطبييقَهُققا ْفققي‬
‫الممارساايت ْالعمليية‪ْ ِ،‬فنقَول ْحينهُا ْانه ْتم ْاكتشارف ْكتابب ْآخرءا ْمن ْكلمة ْالرب ْالسااساية‪.‬‬

‫إذا ْكان ْللرجل ْأن ْريغيعر ْعخصَققايئعص ْالققذرايع‪ْ ِ،‬فريميكرنققره ْايضققءا ْ ْتغييققرر ْخصَققائيص ْالرمثلققيث‪ْ :‬الققذراع‬
‫)الميزُان ْالقَباني ْعلى ْسابيل ْالمثال(ريشكرل ْمثلثءا ْيعنعد ْالحركققية‪ْ .‬فققالخطورط ْالمققاررة ْمققن ْنقَطققية‬
‫الرتكايز ْ ْإلى ْنهُايية ْالذرايع‪ْ ِ،‬و ْمنهُا ْالى ْوتر ْالقَويس‪ْ ِ،‬تشكل ْجوانب ْالرمثلث‪.‬‬

‫ ْالذراع ْالخر ْللميزُان ْيمثقل ْمثلثققءا ْأيضققا‪ْ .‬والجانبققان ْالمقَققابلين ْلهُققذيين ْالمثلققثيين ْمحسققوباين‬
‫علميءا‪ْ ِ،‬و ْمقَاساان ْهاندساي ءا ْوكذلك ْالجيب ْوالممققاس ْو ْالزُوايققا ْوقياساققاتهُا ْ ْلهُققا ْنفققس ْالنسققب‬
‫لكل ْمنهُا ْالخرى؛ ْكذلك ْالوزان ْالمختلفة ْالققتي ْتققوازن ْبعضققهُا ْالبعققض ْعلققى ْالققذراع‪ْ ِ،‬تاركققءة‬
‫وزن ْالذراع ْخارج ْالحسبان‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ويمكن ْأيضا ْأن ْريقَاعل‪ْ ِ،‬أن ْالرجعل ْبإمكانيه ْرصنعع ْعجلبة ْو ْمحوبر‪ْ .‬أنه ْيمكققن ْوضققع ْعجلبت ْمققن‬
‫مختلفَّ ْالحجام ْمعءا‪ْ ِ،‬وإنتاج ْمطحنبة‪ْ .‬ل ْتزُال ْالقَضققيرة ْتعقورد ْإلقى ْنفقس ْالنقَطقية‪ْ ِ،‬أي ْأنقه ْلقم‬
‫يخرلق ْالمبدأا ْالذي ْريعطعي ْالعجلت ْتلعك ْالقَوى‪ْ .‬هاذا ْالمبدأ ْل ْيمكن ْتغييققرره ْكمققا ْفققي ْالحققالت‬
‫السابقَية‪ْ ِ،‬أو ْبالحرى ْهاققو ْنفقس ْالمبقدأ ْتحققت ْمظهُققبر ْمختلققبفَّ ْللعيققين‪ْ .‬ومقن ْدراساققية ْاللهاققويت‬
‫الحقَيقَي ْإسارتيمدت ْكل ْالعلورم‪ْ .‬ومن ْهاذه ْالمعرفية ْنشألت ْجميرع ْالفنوين‪.‬‬

‫المحاضرر ْالقَديرر‪ْ ِ،‬من ْخليل ْعرضيه ْلمباديئ ْالعليم ْفي ْهايكل ْالكوين‪ْ ِ،‬دعا ْالنساعن ْإلققى ْالدراساققة‬
‫والتقَلييد‪ْ .‬وكأنه ْقد ْقال ْلسكان ْهاققذا ْالعققالم ْ"لقَققد ْخلقَققت ْللنسققان ْالرعض ْليسققكعن‪ْ ِ،‬و ْجعلققرت‬
‫نجققوعم ْالسققمابء ْظققاهارءة ْلتعلييمققيه ْالعيلققعم ْو ْالفققعن‪ْ ِ،‬وريمكرنققه ْاﻵن ْتققوفيعر ْراحتققيه ْالخاصققية‪ْ ِ،‬وتعلققيم‬
‫العطيفَّ ْتجاعه ْالخريعن"‬

‫فما ْنفعهُا ْاذءا ْان ْلم ْتكن ْلتعلييم ْالنساين ْشيئءا‪ْ ِ،‬فعيرنره ْرتبصَقرر ْقققوعة ْالقرب ْفقي ْمسقافة ْل ْيمكقن‬
‫أساتيعاربهُا‪ْ ِ،‬فما ْفائدرة ْالعواليم ْالهُائلية ْفي ْالفضايء؟ ْو ْما ْجدوى ْجعيل ْهاذيه ْالكثافية ْمن ْالعققوايليم‬
‫مرئيبة ْللنساين؟ ْما ْهاو ْدخرل ْالنساين ْبحزُمية ْنجويم ْالثريا‪ْ ِ،‬او ْأوريون‪ْ ِ،‬او ْسايريوس‪ْ ْ ْ ِ،‬بالنجم‬
‫الشمالي‪ْ ِ،‬بالكواكيب ْالتي ْريطلعرق ْعليهُا ْرزحلل‪ْ ِ،‬المشتري‪ْ ِ،‬العمريخ‪ْ ِ،‬الرزُهارة‪ْ ِ،‬وعطققايرد‪ْ ِ،‬إذا ْلققم ْيكققن‬
‫هاناعك ْاساتخداماقت ْلمتابعتهُم ْبكونهُم ْمرئية؟ ْلعطعيت ْرؤية ْأققل ْللنسققاين‪ْ ِ،‬إن ْكققان ْل ْفائققدة‬
‫منهُا‪.‬‬

‫عندما ْيتأمرل ْالنسارن ْمققا ْريسققمييه ْالسققماعء ْالرمعرعصققعععة ْبققالنجويم‪ْ ِ،‬كمققا ْريققذك عرر ْفققي ْكتققب ْالعلققويم‪ِ،‬‬
‫عيكعتيشرفَّ ْفوائعد ْرؤيتيه ْلهُا‪ْ ِ،‬أو ْميزُة ْرؤيته ْالقَوية‪ْ ْ .‬عندما ْينظرر ْفي ْالموضويع ْفي ْضويء ْذلققعك‪ِ،‬‬
‫يرى ْدافعءا ْإضافيءا ْللقَويل‪ْ ِ،‬أن ْشيئءا ْلم ْريخللق ْعبثءا؛ ْوان ْرقدعرعتره ْعلى ْالرؤيية ْقد ْععقلعمتره ْشيئءا‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني عشر‪ :‬آثار المسيحية على التعليم وا الصلحات المقترحة‬

‫وبما ْأان ْالينظاعم ْالمسيحعي ْلليماين ْصنع ْثاورءة ْفي ْاللهاوت‪ْ ِ،‬فإنه ْصنع ْأيضققءا ْثاققورءة ْفققي ْحالققة‬
‫التعلم‪ْ .‬ما ْيسمى ْاﻵن ْبالتعلم‪ْ ِ،‬لم ْيكن ْتعلمققءا ْأصق ء‬
‫ل‪ْ .‬التعلققم ْل ْيتكقورن‪ْ ِ،‬كمققا ْجعلتققره ْالمققداررس‬
‫اﻵن‪ْ ِ،‬يمن ْمعرفية ْاللغات‪ْ ِ،‬ولكن ْبمعرفية ْالشيايء ْالتي ْتعطيهُا ْاللغرة ْاساماءء‪.‬‬

‫كان ْالغريرق ْمن ْالنايس ْالمتعلميعن‪ْ ِ،‬ولكن ْتعلعمرهُم ْلم ْعيركققن ْمتعلقَققءا ْباللغققة ْاليونانيققية‪ْ ِ،‬وينطبققق‬
‫الشققيء ْنفسققه ْعلققى ْالرومققانيون ْالققذين ْيتحققدثاون ْاللتينيققة‪ْ ِ،‬أو ْالفرنسققيون ْالمتحققدثاين‬
‫بالفرنسية‪ْ ِ،‬أو ْالنجليزُ ْالناطقَين ْبالنجليزُية‪.‬‬

‫من ْما ْنعرفه ْعن ْالغريق‪ْ ِ،‬فإنه ْل ْيبدو ْانهُم ْقد ْدرساوا ْلغءة ْغير ْلغتهُم‪ْ ِ،‬وكان ْهاققذا ْساققببا ْفققي‬
‫اتاحة ْالمزُيد ْمن ْالوقيت ْلهُم ْلتكريققعس ْأنرفيسققهُلم ْ ْلدراساققابت ْأفضققعل‪ْ .‬مققداررس ْاليونققانيين ْهاققي‬
‫مققدارس ْالعلققوم ْوالفلسققفة‪ْ ِ،‬وليسققت ْمققدارعس ْلغققابت؛ ْالتعلققرم ْيتكققورن ْمققن ْمعرفققية ْالعلققويم ْو‬
‫الفلسفية‪.‬‬

‫تقَريبا ْك ررل ْالتعلرم ْالعلمققري ْالموجققورد ْاﻵن‪ْ ِ،‬جققاء ْإلينققا ْمققن ْالغريققق‪ْ ِ،‬أو ْالنققاس ْالققذين ْتحققدثاوا‬
‫الغريقَية‪ْ .‬لذلك ْأصبح ْمن ْالضروري ْلشعوب ْالدول ْالخققرى ْالققتي ْتتكلققرم ْبلغققبة ْمختلفققبة ْأن‬
‫يتعلم ْبعضهُم ْاللغعة ْالغريقَيعة ْلكققي ْيتعلمققوا ْمققن ْالغريقيق ْعقن ْطريقيق ْترجمققية ْكتقب ْالعلقويم‬
‫والفلسفية ْالغريقَية ْالى ْاللغة ْالم ْلكيل ْأمة‪.‬‬

‫ل ْشاقءا ْمن‬
‫وبالتالي ْفإن ْدراساعة ْاللغعة ْالغريقَعة ْ)وبنفس ْالطريقَة ْلللتينية( ْلم ْيكن ْساوى ْعم ء‬
‫قبل ْمخت بص ْلغققوي؛ ْواللغققة ْالققتي ْتققم ْالحصَققول ْعليهُققا‪ْ ِ،‬ليسققت ْساققوى ْالوساققيلة ْالمسققتخدمة‬
‫للحصَول ْعلى ْعليم ْالغريق‪ْ .‬أنهُا ْلم ْرتقَيدلم ْأي ْجزُبء ْمن ْالتعليم ْنفسيه‪ْ .‬وكان ْمن ْالمحتمقيل ْيجقدءا‬
‫إن ْالشخاعص ْالذيعن ْقد ْعدعرساوا ْاليونانيعة ْبما ْيكفي ْلترجمية ْتلعك ْالعمايل‪ْ ِ،‬على ْساققبيل ْالمثققال‬
‫كتاب ْعناصر ْإقليدس‪ْ ِ،‬لم ْيفهُموا ْأيءا ْمن ْالعمال ْالواردة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وبما ْأنه ْل ْيوجرد ْاﻵن ْشيقء ْجديقد ْيمكرن ْعتععلرعمره ْيمعن ْاللغايت ْالميتية‪ْ ِ،‬لن ْجميع ْالكتب ْالمفيققدة‬
‫قد ْتمققت ْترجمتهُققا ْبالفعققل‪ْ ِ،‬وأصققبحت ْتلققك ْاللغققارت ْغيققعر ْمجديققبة‪ْ ِ،‬والققوقرت ْالققذي ْلانيفققعق ْفققي‬
‫تدريسهُا ْوفي ْتعليمهُا ْيضيع‪.‬‬

‫وعلى ْالرغيم ْمن ْأن ْدراساة ْاللغايت ْقد ْتساهارم ْفي ْتقَدم ْالمعرفة ْوتواصلهُا ْ)لكن ْل ْعلقة ْلهُققا‬
‫بصَنع ْالمعرفة( ْأنه ْريمكرن ْالعثقور ْعلقى ْمعقاربف ْجديقدة ْباللغققايت ْالحيقية ْفقَقط؛ ْوم ن ْالمؤكقد‬
‫بشكل ْعام‪ْ ِ،‬ان ْعتععلرعم ْالشبايب ْأكثر ْمن ْلغبة ْحية ْفي ْسانبة ْواحدبة‪ْ ِ،‬افضققرل ْمققن ْتعلققيم ْلرعغققبة ْميتققبة‬
‫في ْسابع؛ ْوالتي ْنادرءا ْما ْعيعيررف ْالرمعلم ْالكثيعر ْمنهُا ْبنفسيه‪.‬‬

‫صعوبرة ْتعلم ْاللغات ْالميتة ْل ْتنشأ ْمن ْأي ْتفوبق ْفي ْاللغات ْنفسققهُا‪ْ ِ،‬ولكققن ْفققي ْكونهُققا ْميتققءة‪ِ،‬‬
‫والنطق ْبهُا ْقد ْرفقَعد ْتمامءا‪ْ .‬سايكورن ْالشيرء ْعنلفرسره ْمع ْأي ْلغبة ْلاخرى ْعندما ْتصَبح ْميتءة‪ْ .‬أفضقرل‬
‫لغوبي ْاغريقَبي ْموجوبد ْاﻵن ْل ْيفهُم ْالغريقَية‪ْ ِ،‬ونفس ْالشيء ْينطبققق ْعلققى ْاللتينيققة‪ْ .‬وفيمققا‬
‫يتعلق ْبالنطق ْوالتعبير‪ْ ِ،‬لذلك ْمن ْالمفيد ْلحالة ْالتعلققم ْالغققاء ْدراساققة ْاللغققات ْالميتققة‪ْ ِ،‬وجعققرل‬
‫التعليم ْيتكورن‪ْ ِ،‬كما ْكان ْأصل‪ْ ِ،‬في ْالمعرفية ْالعلميية‪.‬‬

‫العذر ْالذي ْيتم ْفي ْبعض ْالحيان ْلمواصلية ْتعلييم ْاللغايت ْالميتية ْهاققو ْأنققه ْيتققم ْتدريرسققهُا ْفققي‬
‫الوقت ْالذي ْيكورن ْالطفل ْفيه ْغيعر ْقادبر ْعلى ْممارساية ْأي ْفعاليبة ْذهانيبة ْأخرى‪ْ .‬ولكن ْهاذا ْأمقر‬
‫ئ ْتمامءا‪ْ .‬العقَرل ْالبشرري ْلدييه ْميوقل ْطبيعقي ْللمعرفية ْالعلميية‪ْ ِ،‬والشيارءالمرتبطرة ْبه‪.‬‬
‫خاط ق‬

‫أول ْتسلية ْمفضلة ْللطفل‪ْ ِ،‬حتى ْقبل ْأن ْيبدأ ْباللعب‪ْ ِ،‬هاققو ْتقَليققرد ْأعمققال ْالنسققان‪ْ .‬أنققه ْيبنققي‬
‫بيوتءا ْمن ْالبطاقات ْو ْالعصَققي‪ْ .‬و ْيتنقَققل ْفققي ْالمحيققط ْالصَققغير ْبقَققارب ْمققن ْالققورق‪ْ ِ،‬أو ْيبنققي‬
‫السدود ْلتيار ْ ْالمياه‪ْ ِ،‬و ْيصَنع ْشيئءا ْمما ْريطلعرق ْعليه ْمطحنءة‪ْ .‬ثام ْيذهاب ْإلى ْالمدرساققية‪ْ ِ،‬حيققث‬
‫رتقَعترل ْعبقَريتره ْمن ْقبل ْدراساة ْقاحلبة ْللغة ْميتبة‪ْ ِ،‬و ْيضيع ْالفيلسوف ْفي ْلغوي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ولكن ْالعذر ْالن ْلمواصلية ْتعلييم ْاللغققايت ْالميتققة‪ْ ِ،‬ل ْيمكققن ْأن ْيكققون ْساققببءا ْفققي ْحصَققر ْالتعلققم‬
‫بمجال ْضيق ْومتواضع ْمن ْعلم ْاللغة؛ ْولذلك ْيجب ْالتماس ْسابب ْآخر‪ْ .‬في ْجميققع ْالبحققوث‬
‫من ْهاذا ْالنوع‪ْ ِ،‬أفضرل ْدليبل ْيمكققرن ْأن ْرينعتققج‪ْ ِ،‬هاققو ْالدلققة ْالداخليققة ْللشققيء ْالققذي ْيحملققه ْمققع‬
‫نفسققه‪ْ ِ،‬والدلققة ْالققتي ْتتناساققب ْمققع ْالظققروف؛ ْوكلهامققا‪ْ ِ،‬فققي ْهاققذا ْحالققة‪ْ ِ،‬ليققس ْمققن ْالصَققعب‬
‫اكتشافهُا‪.‬‬

‫دعونا ْنضرع ْجانبءا‪ْ ِ،‬كمسألة ْمتميزُية ْللنظر‪ْ ِ،‬الهاانة ْالتي ْتعرضلت ْلهُا ْالعدالرة ْالخلقية ْاللهُية‪ِ،‬‬
‫من ْخلل ْافترايض ْعقَاعبه ْللبريايء ْليعانوا ْمن ْاجل ْالمذنيب‪ْ ِ،‬وأيضءا ْساققوء ْالخلققق ْفققي ْعرضققه‬
‫مغيرءا ْنفسه ْمتلبسءا ْفي ْشكل ْرجل‪ْ ِ،‬من ْأجل ْتقَديم ْعذر ْلنفسه ْلعدم ْتنفيذ ْحكمه ْالمفترض‬
‫على ْآدم‪ْ .‬وأقول‪ْ ِ،‬هاذه ْالشياء ْجانبا ْكمسألة ْذات ْأهاميبة ْخاصبة‪ْ ِ،‬فمن ْالمؤكققيد ْأن ْمققا ْيسققمى‬
‫بالنظام ْالمسيحيي ْلليمان‪ْ ِ،‬بما ْفي ْذلك ْفي ْالمفاهايم ْالغريبة ْعن ْالخليقَة ْمثققل ْقصَققة ْحققواء‬
‫والثعبان ْو ْالفكرة ْالبرمائية ْلله‪-‬إنسان‪ْ ِ،‬و ْالفكرة ْالجسدية ْلوفاة ْإلبه‪ْ ِ،‬و ْالفكققرة ْالساققطورية‬
‫لساربة ْمن ْاﻵلهُة‪ْ ِ،‬والنظام ْالمسيحي ْالغريب ْللحساب‪ْ ِ،‬بأن ْالواحعد ْيسققاوي ْثالثاققءة‪ْ ِ،‬و ْالثلثاققة‬
‫هاي ْواحقد‪ْ ِ،‬كلهُا ْل ْيمكن ْالتوفيق ْبينهُا‪ْ ِ،‬ليس ْفقَط ْبالنسبة ْللهُديققة ْاللهُيققة ْمققن ْالعقَققل‪ْ ِ،‬الققتي‬
‫أعطاهاققا ْالققرب ْللنسققان‪ْ ِ،‬ولكققن ْللمعرفققة ْو ْالحكمققة ْاللهُيققة ْالققتي ْكسققبهُا ْالنسققان ْبمسققاعدة‬
‫العلوم‪ْ ِ،‬ودراساة ْهايكل ْالكون ْالذي ْصنعه ْالرب‪.‬‬

‫وهاكققذا‪ْ ِ،‬فققإن ْواضققعي ْالنظققام ْالمسققيحي ْلليمققان ْل ْيسققتطيعون ْإل ْألتنبققؤ ْبققأن ْالمعرفققة‬
‫التقَدمية ْالمستمرة ْالتي ْسايكتسبهُا ْالنسان ْبمساعدة ْالعلم ْوقوة ْوحكمة ْالله ْالتي ْتتجلى‬
‫في ْبنية ْالكون ْ‪ْ ِ،‬وفي ْجميع ْأعمال ْالخلق‪ْ ِ،‬من ْشأنه ْأن ْيطعققن ْفققي ْنظققام ْإيمققانهُم ْويشققكك‬
‫فيه؛ ْوبالتالي ْأصبح ْمن ْالضروري ْأن ْيكون ْالغرض ْمنهُا ْهاو ْخفض ْالتعلققم ْإلققى ْحجققم ْأقققل‬
‫خطورة ْعلى ْمشروعهُم‪ْ ِ،‬وهاذا ْما ْيحدث ْعن ْطريق ْتقَييد ْفكرة ْالتعلم ْفققي ْدراساققة ْالللغققات‬
‫الميتة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ولم ْيرفضوا ْدراساة ْالعلوم ْفي ْالمدارعس ْالمسيحيعة ْفحسب‪ْ ِ،‬بل ْاضطهُدوهاا ْأيضا؛ ْولم ْيتققم‬
‫إحياء ْهاذه ْالدراساة ْإل ْخلل ْالقَرنين ْالماضيين‪ْ .‬حتى ْوقت ْمتققأخر ْمققن ْعققام ْ‪ْ ِ،1610‬اكتشققفَّ‬
‫غاليليو‪ْ ِ،‬واساتخدم ْالتليسكوبات‪ْ ِ،‬ومققن ْخلل ْتطبيقَهُققا ْلمراقبققة ْحركققات ْومظققاهار ْالجسققام‬
‫السماوية‪ْ ِ،‬وفر ْوساائل ْإضافية ْللتحقَق ْمن ْالهُيكققل ْالحقَيقَققي ْللكققون‪ْ .‬فبققدل ْمققن ْاحققترامهُم‬
‫لهُذه ْالكتشافات‪ْ ِ،‬رحيكعم ْعليه ْبالتخلي ْعنهُا‪ْ ِ،‬ذلك ْبأنهُا ْهارطقَة‪.‬‬

‫وقبل ْذلققك ْالققوقت ْلاديققعن ْفيرجيليققوس ْبققأن ْيحققرق ْلتأكيققده ْأن ْالرض ْكققانت ْكققرة‪ْ ِ،‬وقابلققة‬
‫للسكن ْفي ْكل ْجزُء ْمن ْ ْاليابسة؛ ْولكن ْهاذه ْالحقَيقَة ْمعروفة ْجدا ْو ْل ْداعي ْلقَويلهُا‪.‬‬

‫إذا ْكان ْاليمان ْبالخطاء ْلم ْيسبب ْاذى‪ْ ِ،‬فإنهُا ْلن ْتجعل ْمعارعضيتهُا ْو ْازايلتهُا ْواجبققءا ْأخلقيققءا‪.‬‬
‫لم ْيكن ْهاناك ْأي ْضربر ْأخلقبي ْفي ْاليمان ْبأن ْالرض ْكققانت ْمسققطحة ْمثققل ْالخنققادق‪ْ ِ،‬مثققل‬
‫العتقَاد ْانهُا ْكروية‪.‬‬

‫كما ْانه ْل ْيوجد ْأي ْضرر ْأخلقي ْفي ْالعتقَاد ْبأن ْالخالق ْلم ْيخلق ْعالمءا ْغير ْهاذا‪ْ ِ،‬أكثر ْ ْمن‬
‫العتقَاد ْبأنره ْقد ْخلععق ْالمليين‪ْ ِ،‬وأن ْاللنهُاية ْمن ْالفضاء ْالمليء ْبالعواليم‪ْ .‬ولكن ْعندما ْينمققو‬
‫نظام ْالدين ْعلى ْافتراضابت ْغير ْصحيحبة ْللخليق‪ْ ِ،‬و ْيرربرط ْنفسره ْبه ْفإن ْالقَضيعة ْتأخرذ ْمنحءى‬
‫مختلفءا ْتمامءا‪ْ .‬ومن ْثام ْفإن ْالخطاء‪ْ ِ،‬التي ْليس ْلهُا ْضررءا ْأخلقيققءا‪ْ ْ ِ،‬تعققاقرب ْبنفققس ْالطريقَققة‬
‫كما ْلو ْكانت‪ْ .‬لذلك ْفإن ْالحقَيقَققة‪ْ ِ،‬تصَققبرح ْأسااساققيءة‪ْ ِ،‬بأدلققة ْمطابقَققة‪ْ ِ،‬أو ْينكققر ْبأدلققة ْمناقضققة‪ِ،‬‬
‫حقَيقَة ْالدين ْنفسه‪.‬‬

‫ب ْالخلقعي ْللنسان ْهاو ْالحصَورل ْعلى ْك رققيل ْدليققبل ْرممكققبن‬ ‫ ْومن ْوجهُة ْالنظر ْهاذه‪ْ ِ،‬فإن ْالواج ع‬
‫ي ْرجزُبء ْآخققر ْمققن ْالخلققق‪ْ ْ ِ،‬ولكققن ْأنصَققار ْالنظققاعم ْالمسققيحي ْيقَومققون‬
‫عن ْربنيية ْالسماوات‪ْ ِ،‬أو ْأ ع‬
‫بالمعارضة ْبأساتمرار‪ْ ِ،‬ليس ْفقَط ْبرفض ْالعلقوم‪ْ ِ،‬ولكقن ْباضقطهُاد ْالساقاتذة‪ْ .‬لقو ْأن ْنيقوتن ْأو‬

‫‪47‬‬
‫ديكارت ْقد ْعاشوا ْقبل ْثالث ْأو ْأربع ْمئة ْسانة‪ْ ِ،‬وواصققلوا ْدراساققتهُم ْكمققا ْفعلققوا ْفمققن ْالكققثر‬
‫احتما ء‬
‫ل ْأنهُم ْلما ْكانوا ْليعيشوا ْبما ْفيه ْالكفاية ْلنهُاءهاا‪.‬‬

‫في ْأوقات ْلحقَة ْعوعضععلت ْالكنيسرة ْكل ْاللوم ْعلى ْالقَوطيين ْوالمخربيعن‪ْ ِ،‬ولكن ْانصَار ْالنظام‬
‫المسيحعي ْغير ْراغبين ْباليمان ْأو ْالعتراف ْبه‪ْ ِ،‬على ْالرغم ْمن ْيصعحيتيه‪ْ ِ،‬أن ْععصَعر ْالجهُيل ْبققدأا‬
‫مع ْالنظام ْالمسيحي‪ْ ِ،‬فقَد ْكان ْهاناك ْالمزُيرد ْمن ْالمعرفية ْفي ْالعاليم ْقبل ْتلك ْالفترية‪ْ ِ،‬مما ْكققان‬
‫عليه ْلقَرون ْعديدبة ْبعد ْذلعك؛ ْوفيما ْيتعلرق ْبالمعرفية ْالدينيققية‪ْ ِ،‬والنظققاعم ْالمسققيحعي‪ْ ِ،‬كمققا ْرذيكققعر‬
‫ساابقَءا‪ْ ِ،‬لقم ْيركقلن ْيساقوى ْنوعقءا ْآخقرءا ْم ن ْالساققاطير ْالقتي ْنجحقت ْفقي ْافسقاد ْالنظقيم ْالقَديمقية‬
‫للتوحيد‪.‬‬

‫وبسبب ْهاذه ْالفترية ْالطويلية ْمن ْاضطهُاد ْالعلم‪ْ ِ،‬وليقس ْلي ْساقبب ْآخقر‪ْ ِ،‬علينقا ْاﻵن ْأن ْننرظقعر‬
‫إلققى ْالققوراء ْمققن ْخلل ْهاققوبة ْواساققعبة ْمققن ْمئققايت ْالسققنيين ْإلققى ْشخصَققيابت ْمحترمققبة ْنسققميهُا‬
‫بالقَدماء‪ْ .‬لو ْكان ْتطورر ْالمعرفققية ْقققد ْعذعهاققعب ْعلققى ْنحققبو ْمتناساققبب ْمققع ْالتوجهُققايت ْالققتي ْكققانت‬
‫موجودءة ْقبققل ْذلققك‪ْ ِ،‬لكققانت ْهاققذيه ْالهُققورة ْممتلئققءة ْبشخصَققيابت ْتتفققورق ْفققي ْالمعرفققة‪ْ .‬و ْلبقَققعي‬
‫القَدمارء ْباحترابم ْفي ْخلفية ْالمشهُد‪.‬‬

‫ولكن ْالنظاعم ْالمسيحعي ْاضاع ْكل ْذلك‪ْ .‬وإذا ْاتخذنا ْموقغنا ْمن ْبدايية ْالقَقرين ْالسقاديس ْعشقر‪ِ،‬‬
‫فإننا ْننظرر ْإلى ْالوراء ْمن ْخلل ْتلك ْالهُوية ْالطويلية‪ْ ِ،‬إلى ْزمين ْالقَققدمايء‪ْ ِ،‬كأننققا ْننظققرر ْ ْلصَققحرابء‬
‫رمليبة ْشاساعبة‪ْ ِ،‬ل ْاثار ْفيهُا ْلشجيربة ْعتععتيررض ْرؤيعة ْالتلل ْالخصَبية ْوراءهاا‪.‬‬

‫ولكن ْالحقَيقَة ْالتي ْل ْرتنكر‪ْ .‬بأن ْالعحعدعث ْالققذي ْعخققعدعم ْأكعثققعر ْمققن ْأي ْحققدبث ْاخققبر ْلكسققر ْالرابققط‬
‫الول ْفي ْهاذه ْالسلسلية ْالطويلية ْمن ْالساتبدايد ْو ْالجهُيل ْهاققو ْمققا ْيعققرف ْباساققم ْالصققليح ْمققن‬
‫قبل ْلوثار‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫منذ ْذلك ْالوقت‪ْ ِ،‬على ْالرغم ْمن ْأنه ْل ْيبدو ْأنهُا ْكانت ْأي ْرجزُبء ْمن ْنيية ْلوثار‪ْ ِ،‬أو ْأولئك ْالققذين‬
‫يطلرق ْعليهُم ْالصلحيوعن‪ْ ِ،‬بدأت ْالعلورم ْفي ْإلحياية‪ْ ِ،‬وبدأت ْالحرية ْفي ْالظهُور‪.‬‬

‫كان ْهاذا ْهاو ْالصَالرح ْالعارم ْالوحيرد ْالذي ْعفععلعره ْالصلرح؛ ْلنه‪ْ ِ،‬فيما ْيتعلرق ْبالصَاليح ْالدينيي‪ْ ِ،‬قققد‬
‫ل ْيكون ْكذلك‪ْ .‬السااطيرر ْل ْتزُارل ْرمسعتمعرءة ْبنفس ْالطريقَية؛ ْو ْتعددت ْالبابققاوارت ْمتفرعققءة ْمققن‬
‫البابا ْالمسيحي‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث عشر‪ :‬مقارنة بين المسيحية وا أفكار ديانية مستوحاة من الطبيعة‬

‫ب ْألققذي ْانعتققعج ْتغييققرءا ْفققي ْحالققية ْالتعرلققيم‪ِ،‬‬


‫ ْبعد ْأن ْأظهُررت‪ْ ِ،‬من ْالدلية ْالداخليية ْللشيايء‪ْ ِ،‬السققعب ع‬
‫والدافع ْلساتبدال ْدراساة ْاللغات ْالميتة‪ْ ِ،‬فإنني ْأشققررع‪ْ ِ،‬بالضققافة ْإلققى ْالملحظققات ْالعديققدة‬
‫التي ْسابق ْأن ْلاثايرت ْفي ْالجزُيء ْالسابيق ْمن ْهاذا ْالعمل‪ْ ْ ِ،‬مقَارنعة ْالدلية ْالتي ْتققؤدي ْإليهُققا ْربنيققرة‬
‫الكوين‪ْ ِ،‬مع ْالنظام ْالمسيحيي ْللدين‪ْ ِ،‬أو ْبالحرى ْمواجهُة ْهاذه ْالدلة‪.‬‬

‫ولكن ْبما ْأنني ْل ْأساتطيرع ْأن ْأبدأ ْهاذا ْالجزُعء ْأفضعل ْمن ْالشارية ْإلققى ْالفكققار ْالققتي ْراودتنققي‬
‫في ْوقت ْمبكبر ْمن ْالحياة‪ْ ِ،‬والتي ْأشك ْفي ْأنهُا ْلم ْتحدث ْالى ْحد ْما ْلكل ْشخص ْفي ْوقققبت‬
‫من ْالوقات‪ْ ِ،‬وساوف ْأذك ررر ْ ْيتلعك ْالفكار‪ْ ِ،‬ولاضيرفَّ ْإليهُا ْأي ْمسألة ْأخرى ْتنشلا ْعققن ْالموضققوع‪ِ،‬‬
‫مع ْإعطاء ْمقَدمبة ْعامبة ْموجزُبة‪.‬‬

‫كان ْوالدي ْمن ْالكققويكرز‪ْ ِ،‬كققان ْمققن ْحسققن ْحظققي ْأن ْاحظققى ْبتعليققبم ْأخلقققبي ْجيققبد ْللغايققة‪ِ،‬‬
‫ومخزُون ْ ْمفيبد ْمن ْالتعلم‪ْ .‬على ْالرغم ْمن ْأنني ْذهابقرت ْإلقى ْمدرساقة ْقواعققد ْاللغقية‪ْ ِ،‬لقم ْأكققن‬
‫أتعلم ْاللتينية‪ْ ِ،‬ليس ْفقَط ْلنني ْلم ْيكن ْلققدي ْميققوقل ْلتعلققيم ْاللغققايت‪ْ ِ،‬ولكققن ْبسققبب ْاعققتراض‬
‫الكويكرز ْعلى ْالكتب ْالتي ْيتم ْتدريس ْاللغة ْبهُا‪ْ .‬ولكققن ْهاققذا ْلققم ْيمنعنققي ْمققن ْالتعققرف ْعلققى‬
‫موضوعات ْجميع ْالكتب ْاللتينية ْالمستخدمية ْفي ْالمدرساة‪.‬‬

‫لقَد ْكان ْذهاني ْيميرل ْبصَوربة ْطبيعيبة ْللعلم‪ْ .‬كان ْلي ْبعض ْالمنعطفايت‪ْ ِ،‬وأعتقَرد ْبعض ْمواهاب‬
‫الشعير؛ ْولكني ْقمعته ْلنه ْكثيرا ْما ْيؤدي ْالى ْمجال ْالخيال‪ْ .‬وسارعان ْمققا ْتمكنققت ْمققن ْشققرايء‬
‫زو بج ْمققن ْالكققرات ْالرضققية ْالمصَققغرة‪ْ ِ،‬وحضققور ْالمحاضققرات ْالفلسققفية ْلمققارتن ْفيرغسققون‬
‫ورافقَت ْفيما ْبعد ْ ْالدكتور ْبيفيس ْمن ْالجمعيققة ْالملكيققة‪ْ ِ،‬ثاققم ْيعشقرت ْفقي ْمعبقد‪ْ ِ،‬وأصقبحرت‬
‫ممتازءا ْفي ْعلم ْالفلك‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫لم ْيكن ْلدي ْأي ْدخبل ْبما ْسامي ْبالسياساة‪ْ .‬لقَققد ْكققان ْوقققرع ْ ْالكلمققة ْلققي ْككلمققية ْساققباق ْالخيققل‪.‬‬
‫عندما ْتحولت ْأفكاري ْنحو ْمسائل ْالحكومية‪ْ ِ،‬كان ْعلي ْ ْتشكيرل ْنظامءا ْخاصققءا ْلنفسققي‪ْ ِ،‬الققذي‬
‫يمثرل ْالمباد ع‬
‫ئ ْالمعنويعة ْوالفلسفيعة ْالتي ْكنت ْقد ْتعلمتهُا‪ْ .‬‬

‫رأيت‪ْ ِ،‬أو ْعلى ْالقل ْفكرت ْأنا ْرأى‪ْ ِ،‬مشهُدءا ْواساققعءا ْيفتققح ْنفسققه ْللعققالم ْفققي ْشققؤون ْأمريكققا؛‬
‫وبققدا ْلققي ْأنققه ْمققا ْلققم ْيغيققر ْالمريكيققون ْخطتهُققم‪ْ ِ،‬فيمققا ْيتعلققق ْبحكومققة ْإنجلققترا‪ْ ِ،‬و ْاعلن‬
‫اساتقَللهُم‪ْ ِ،‬فإن ْذلك ْلن ْينطقوعي ْفقَقط ْعلقى ْالعديقد ْم ن ْالصَقعوبايت ْالجديقدة‪ْ ِ،‬ولكقن ْاغلرق‬
‫اﻵفا يق ْالتي ْتقَدم ْنفسهُا ْللبشرية ْمن ْخلل ْامكانياتهُم‪ْ .‬كانت ْهاذه ْمن ْدوافققع ْ ْنشققري ْالعمققل‬
‫المعروف ْباسام ْالحس ْالسليم‪ْ ِ،‬الذي ْهاو ْأول ْعمبل ْرقمرت ْبه‪ْ ِ،‬و ْعلى ْالمدى ْالذي ْيمكننققي ْفيققه‬
‫الحكم ْعلى ْنفسي‪ْ ِ،‬أعتقَد ْأنني ْلم ْينبغي ْأبققدءا ْان ْاكققون ْمعروفققءا ْفققي ْالعققالم ْككققاتب ْعقن ْأي‬
‫موضوع ْ ْكان‪ْ ِ،‬ما ْلم ْيكن ْمتعلقَءا ْبالشؤون ْالمريكية‪.‬‬

‫ ْلقَد ْعكتبرت ْالحقس ْالسقليم ْفقي ْنهُايقة ْ ْعقام ْ‪ْ ِ،1775‬ونشققرته ْفقي ْالول ْمقن ْينققاير ْ‪ْ 1776‬و ْتقم‬
‫أعلن ْالساتقَلل ْفي ْالرابع ْمن ْيوليو ْالذي ْتله‪.‬‬

‫ ْ‬

‫أي ْشخبص‪ْ ِ،‬قد ْقدعم ْملحظايت ْعن ْالدولة ْوالتقَديم ْوالعقَعل ْالبشريي‪ْ ِ،‬مقن ْخلل ْمراقبقية ْبلقديه‪ِ،‬‬
‫ل ْكبعد ْانه ْقد ْلحعظ ْنوعاين ْمتميزُاين ْمن ْما ْيسمى ْبالفكار‪ْ .‬تلك ْالققتي ْ ْعتنتققرج ْفققي ْأنفسققنا ْمققن‬
‫خلل ْالتفكير ْوالعمل‪ْ ِ،‬وتلك ْالراساخة ْفي ْالعقَل ْمن ْتلقَاء ْنفسهُا‪.‬‬

‫ ْلقَققد ْجعلققت ْدائمققا ْقاعققدة ْلمعاملققة ْالفكققار ْبتحضققر‪ْ ِ،‬مققع ْالحققرص ْعلققى ْدراساققتهُا‪ْ ِ،‬قققدر‬
‫اساتطاعتي‪ْ ِ،‬إذا ْكانت ْتستحق ْالهاتمام؛ ْومنهُا ْقد ْاكتسبرت ْتقَريبا ْكل ْالمعرفية ْالتي ْلدي‪ْ .‬أما‬
‫بالنسبة ْللتعلم ْأن ْمقا ْيكسققبه ْأي ْشقخص ْ ْمققن ْالتعليقيم ْالمدرساققيي ْفققأنه ْكققرأس ْمقال ْصققغير‪ِ،‬‬
‫لوضعه ْفي ْطريق ْالبدء ْفي ْالتعلم ْلنفسققه‪ْ .‬فكققرل ْشققخبص ْ ْفققي ْالنهُايققية ْهاققو ْمعلمققره ْالخققاص‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫السبرب ْهاو ْأن ْمبادئ ْالتعلم‪ْ ِ،‬التي ْتتسم ْبجققودبة ْمميققزُبة ْللظققرويف‪ْ ِ،‬ل ْيمكققن ْان ْرتفققعرعض ْعلققى‬
‫الذاكرية‪ْ .‬مكان ْإقاميتهُم ْالعقَلية ْهاو ْالفهُم‪ْ .‬‬

‫منذ ْالوقت ْالذي ْكنت ْقادرءا ْفيه ْعلى ْتصَوير ْالفكر‪ْ ِ،‬والعمققل ْمققن ْخلل ْالتفكيققر‪ْ ِ،‬وأنققا ْلاشققكرك‬
‫في ْحقَيقَية ْالنظام ْالمسيحي‪ْ ِ،‬أو ْأعتقَرد ْأنهُا ْقضيقة ْغريبقة‪.‬‬

‫ ْأتذكر ْأيضا‪ْ ِ،‬عندما ْكنرت ْحوالي ْساببع ْأو ْثاماني ْسانوابت ْمن ْالعمير‪ْ ِ،‬عند ْساماع ْرخطببة ْمن ْيقعبقيل‬
‫قريبب ْلي‪ْ ِ،‬كان ْرمخلصَءا ْعظيمءا ْللكنيسية‪ْ ِ،‬عن ْموضويع ْما ْيسمى ْالخلص ْمن ْقبل ْمققوت ْابققن‬
‫الرب‪ْ .‬‬

‫بعد ْانتهُاء ْالخطبة‪ْ ِ،‬ذهابت ْإلى ْالحديقَية‪ْ ِ،‬وبينما ْركنرت ْأنيزُرل ْمن ْرساققليم ْالحديقَققية ْ)لننققي ْأتققذكرر‬
‫تمامءا ْالمكان( ْلقَد ْثاارت ْفي ْذاكرتي ْما ْعسايمعرت‪ْ ِ،‬وفكققرت ْفققي ْنفسققي ْأن ْذلققك ْيجعققرل ْالقَققديرر‬
‫يتصَرف ْيمثعل ْرجبل ْعاطفبي ْعقعتعل ْإبنره ْعندما ْلم ْيمكنه ْالنتقَام ْبنفسه ْبأي ْطريقَة ْأخرى‪.‬‬

‫لم ْأرى ْأي ْساببب ْللتبشير ْ ْبهُذه ْالرخطيب‪ْ .‬فلم ْتكن ْهاذه ْالفكارر ْمن ْالنققويع ْالققذي ْكققان ْلققه ْوققققع‬
‫جيقد ْعلى ْعقَيل ْطفبل‪ْ .‬كان ْلي ْانطباقع ْأن ْالله ْكان ْخيرءا ْجدءا ْمن ْان ْيقَوم ْبمثل ْهاكققذا ْعمققل‪ِ،‬‬
‫او ْان ْالقَدير ْكان ْمضطرءا ْ ْللقَيام ْبذلك ْاسااساءا‪ْ .‬أعتقَرد ْبنفس ْالطريقَية ْحتى ْهاذه ْاللحظققية‪ْ ِ،‬أن‬
‫أي ْنظابم ْدينبي ْلديه ْأي ْشيء ْيصَدرم ْعقَل ْالطفيل‪ْ ِ،‬ل ْيمكن ْأن ْيكون ْنظامءا ْحقَيقَيءا‪ْ .‬‬

‫ي ْشققيبء ْعققن‬
‫يبدو ْكما ْلو ْكان ْاﻵباء ْمن ْالمسيحيين ْيشعروعن ْبالخجيل ْمن ْإخبققاير ْأطفققالهُم ْأ ع‬
‫مباديئ ْديينهُلم‪ْ .‬إنهُم ْأحيانءا ْيوجهُوعنهُم ْإلى ْالخليق‪ْ ِ،‬ويتحدثاون ْمععرهُلم ْعققن ْخيققر ْمققا ْيسققمونه‬
‫الرعاية؛ ْلن ْالسااطير ْالمسيحية ْلديهُا ْخمسقة ْمن ْاﻵلهُة‪ْ :‬هاناك ْ ْاﻵب‪ْ ْ ِ،‬البن‪ْ ْ ِ،‬الروح ْالقَدس‪ِ،‬‬
‫الرعاية ْاللهُية‪ْ ِ،‬والطبيعة‪ْ .‬ولكن ْالقَصَققة ْالمسققيحية ْمققن ْوضققع ْاﻵب ْلبنققه ْتحققت ْالمققوت‪ْ ِ،‬أو‬
‫توظيرفَّ ْالناس ْللقَيام ْبذلك‪ْ ْ ِ،‬ل ْريمكرن ْأن ْريقَاعل ْمن ْقعبيل ْأحد ْالوالدين ْلطفلهُمققا‪ْ .‬وأن ْيقَققال ْلققه‬

‫‪52‬‬
‫أن ْذلك ْلجعل ْالبشرية ْأفضعل ْو ْأكثعر ْساعادءة ْ‪ْ ِ،‬هاو ْما ْيجعل ْالقَصَة ْأساوأ؛ ْكما ْلققو ْأن ْالبشققرية‬
‫يمكن ْتحسينهُا ْبقَدوية ْالقَتققيل؛ ْوألقَققول ْلققه ْأن ْكققل ْهاققذا ْالغمققوض‪ْ ِ،‬هاققو ْذريعققة ْلعققدم ْعقَلنيقة‬
‫المبدأ‪.‬‬

‫كم ْيختلفَّ ْهاذا ْعن ْاليمان ْالنقَي ْو ْالبسيط ْمن ْالربوبية! ْالربوبي ْالحقَيقَي ْلديه ْإلقه ْواحقققد‪.‬‬
‫ويتكون ْدينره ْمن ْالتأميل ْفي ْقوية‪ْ ِ،‬و ْحكمية‪ْ ِ،‬الليه ْفي ْأعماله‪ْ ِ،‬وفي ْالسققعي ْلتقَليققديه ْفققي ْكققل‬
‫شيبء ْأخلقبي‪ْ ِ،‬علمبي‪ْ ِ،‬وميكانيكي‪.‬‬

‫الدين ْالذي ْعيقَتيررب ْمن ْ ْالربوبيية ْالصَحيحية‪ْ ِ،‬في ْالرجزُيء ْالخلقيي ْو ْالحميد ْمنهُا‪ْ ِ،‬هاو ْالمعلققن‬
‫من ْقبل ْالكويكرز؛ ْولكنهُم ْانكمشققوا ْعلققى ْنفسققهُم ْكققثيرءا ْمققن ْخلل ْتققرك ْأعمققال ْاﻵلققه‪ْ .‬علققى‬
‫الرغم ْمن ْأنني ْأشعر ْبالحساس ْبأعمالهُم ْالخيرية‪ْ ِ،‬ل ْيسعني ْإل ْأن ْأبتسققعم ْ ْبغققروبر‪ْ ِ،‬أنققه ْإذا‬
‫ما ْتم ْاساتشارة ْالكويكر ْعند ْالخلق‪ْ ِ،‬فما ْالخلقق ْالصَقامت ْال ذي ْكقان ْساقيكون! ْفل ْزهاقرة ْققد‬
‫تزُهار‪ْ ِ،‬ول ْطير ْقد ْيسمح ْله ْبالغناء‪.‬‬

‫وإنهُاقء ْلهُذه ْالفكار‪ْ ِ،‬لاشررع ْفي ْمسائبل ْأخرى‪ْ .‬بعد ْأن ْأصبحرت ْماهارءا ْفققي ْاساققتخدام ْالكققرات‬
‫)الكرات ْالرضية ْالمصَغرة(‪ْ ِ،‬وتصَقورر ْفكقرية ْالفضقايء ْاللمحقدويد‪ْ ِ،‬و ْالتقَسقيرم ْالب دري ْللمقادية‪ِ،‬‬
‫والحصَورل‪ْ ِ،‬على ْالقل‪ْ ِ،‬على ْمعرفبة ْعامبة ْلما ْكان ْريسقمى ْبالفلسفة ْالطبيعيقية‪ْ ِ،‬بقدأت ْبمقَارنقة‬
‫او ْبمواجهُة ْالنظام ْالمسيحي ْلليمان ْمن ْخلل ْالدلية ْالداخليية ْالتي ْتحمرلهُا ْتلعك ْالمور‪.‬‬

‫على ْالرغم ْمن ْأنه ْلم ْيكن ْطرحءا ْمباشرءا ْمن ْالنظام ْالمسيحي ْكون ْهاذا ْالعالم ْالققذي ْنسققكنه‬
‫هاو ْالوحيد ْالذي ْرخلعق‪ْ ِ،‬ولكن ْمن ْخلل ْالعمل ْبما ْيسمى ْقصَة ْالخلق‪ْ ِ،‬قصَة ْحققواء ْو ْالتفققاح‪ِ،‬‬
‫ونقَيض ْتلك ْالقَصَة‪ْ ِ،‬موت ْابن ْالريب‪ْ .‬ايماننءا ْخلفءا ْلذلك‪ْ ِ،‬اي ْ ْاليمان ْبأن ْاﻵله ْقد ْخلق ْعددءا‬
‫وافرءا ْمن ْالعوالم‪ْ ِ،‬على ْالقل ْالعديد ْمن ْما ْنسميه ْالنجوم‪ْ ْ ِ،‬يجعرل ْالنظاعم ْالمسيحعي ْصققغيرءا‬
‫و ْمثيرءا ْللسخريية‪ْ .‬متناثارءا ْفي ْالعقَيل ْكما ْيتناثارر ْالريرش ْفي ْالهُواء‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫على ْالرغيم ْمن ْكو ين ْاليمان ْبعدد ْوفير ْمن ْالعوالم ْمألوفا ْلدى ْالقَ دماء‪ْ ِ،‬إل ْأنقه ْفقي ْغضقون‬
‫الثلثاة ْقرون ْالماضية ْتم ْالتأكد ْمن ْمدى ْوأبعاد ْالعالم ْالذي ْنعيش ْفيققه‪ْ .‬فقَققد ْأبحققرت ْعققدة‬
‫سافن‪ْ ِ،‬في ْالمحيط ْحول ْالعالم‪ْ ِ،‬حيرث ْريمكرن ْللرجل ْأن ْيسيعر ْفققي ْدائققربة‪ْ ِ،‬ويققأتي ْبجولققة ْمققن‬
‫الجانب ْاﻵخر ْمن ْالدائرية ْإلى ْالمكان ْنفسققه ْالققذي ْأنطلققعق ْيمنققره‪ْ .‬إن ْأبعققاد ْعالمنققا‪ْ ِ،‬فققي ْأوساققع‬
‫جزُء‪ْ ِ،‬كرجل ْيقَيس ْأوساع ْمحيط ْلتفاحبة‪ْ ِ،‬أو ْكربة‪ْ ِ،‬هاو ْفقَط ْخمسة ْوعشققرون ْألفققءا ْوعشققرون‬
‫ميل‪ْ ِ،‬ويمكن ْان ْريبعحعر ْفي ْحوالي ْثالث ْسانوات‪.‬‬

‫عالرم ْيمن ْهاذا ْالمدى ْعقد ْيبدو ْلنا ْكبيرءا ْلوعل ْعوهالبة‪ْ .‬لكن ْإذا ْقارناهاا ْمع ْمسققاحية ْالفضققايء ْالققتي‬
‫رعلعقَلت ْفيهُا‪ْ ِ،‬مثل ْفقَاعبة ْأو ْبالوبن ْفي ْالهُوايء‪ْ ِ،‬فإنهُا ْصغيرقة ْمثل ْحبة ْالرمال ْمن ْحجم ْالعالم‪ِ،‬‬
‫أو ْأرقى ْالجسيمات ْمن ْالندى ْإلى ْالمحيط ْكله‪ْ ِ،‬وبالتالي ْفهُي ْصغيرة‪ْ .‬وكما ْهاو ْمققبين ْفيمققا‬
‫بعد‪ْ ِ،‬ليست ْساوى ْواحدة ْمن ْنظام ْالعوالم‪ْ .‬‬

‫ليس ْمن ْالصَعيب ْالحصَورل ْعلى ْفكربة ْبسيطبة ْعن ْمساحية ْالفضايء ْالتي ْيترم ْفيهُا ْتعليرق ْهاققذا‬
‫لخرى‪ْ ِ،‬إذا ْتتبعنا ْالفكاعر‪ْ .‬فعندما ْرنعفيكرر ْفي ْحجققيم ْأو ْأبعققاد‪ْ ِ،‬غرفققبة‪ْ ِ،‬أفكاررنققا‬
‫العالم ْو ْالعوالم ْا ل‬
‫تقَتيصَرر ْعلى ْالجدران‪ْ ِ،‬وهاناك ْتتوقفَّ‪ْ .‬ولكن ْعندما ْتكون ْاعيرننا‪ْ ِ،‬أو ْخيالنا ْساهُامءا ْفي ْالفضاء‪ِ،‬‬
‫ي ْجققدرابن ْأو‬‫وهاكذا‪ْ ِ،‬عندما ْنبدأ ْصققعودءا ْإلققى ْمققا ْنسققميه ْالهُققواء ْالطلققق‪ْ ِ،‬فل ْيمكننققا ْتصَققورر ْأ ع‬
‫حدوبد‪ْ .‬وإذا ْافترضنا ْحدودءا‪ْ ِ،‬فإعن ْالسؤاعل ْريجيدرد ْعنفعسره ْفورءا‪ْ ِ،‬ويسأرل‪ْ ِ،‬مققا ْهاققو ْأبعققد ْمققن ْذلققك‬
‫الحد؟ ْوبنفس ْالطريقَة‪ْ ِ،‬ما ْهاو ْأبعرد ْمن ْالحدود ْالتاليية؟ ْوما ْإلققى ْذلققك ْحققتى ْيعققورد ْالخيققارل‬
‫المرهاق ْويقَول‪ْ :‬ليس ْهاناعك ْنهُايقة‪ْ .‬ومن ْالمؤكد ْأن ْالخالق ْلم ْيكققن ْمقَيققدءا ْبغرفققبة ْعنققد ْخلقَققيه‬
‫لهُذا ْالعالم؛ ْوعلينا ْأن ْنبحعث ْفي ْشيء ْآخر‪.‬‬

‫إذا ْأخذنا ْدراساءة ْاساتقَصَائيءة ْلعالمنا‪ْ ِ،‬بالحرى ْقد ْأعطانا ْالخالق ْهاذا ْالساققتخداعم ْكجققزُبء ْفققي‬
‫نظام ْالخلق ْالهُائققيل‪ْ ِ،‬عنجققرد ْكرققل ْجققزُبء ْمنققه‪ْ ِ،‬الرعض‪ْ ِ،‬الميققاعه‪ْ ِ،‬والهُققواء ْالققتي ْتحيققط ْبهُققا‪ْ ِ،‬مليئققءة‪ِ،‬‬

‫‪54‬‬
‫ومرصوف ءة ْبالحياة‪ْ ِ،‬من ْأكبر ْالحيوانات ْالققتي ْنعرفهُققا ْلصققغر ْالحشققرات ْالققتي ْنراهاققا ْبققالعين‬
‫المجردة‪ْ ِ،‬واخرى ْاصغر‪ْ ِ،‬ل ْرترى ْإل ْبمساعدية ْالمجهُير‪ْ .‬كل ْشجربة‪ْ ِ،‬كل ْنبابت‪ْ ِ،‬كل ْورقققبة‪ْ ِ،‬تخققدم‬
‫ليس ْفقَط ْكمسكبن‪ْ ِ،‬بل ْكعالبم ْلبعض ْالنوايع ْالعديدية‪ْ ِ،‬حيرث ْيكققورن ْجققزُءءا ْمقن ْالعشقب ْغقذاءء‬
‫ﻵلبف‪ْ .‬‬

‫رمنرذ ْعذلععك ْالحيين ْلقم ْريقترلك ْأري ْجققزُبء ْمقن ْأرضقنا ْغيقعر ْمشقغوبل‪ْ ِ،‬لمقاذا ْاذءا ْنفقتررض ْأن ْمسقاحة‬
‫الفضاعء ْهاي ْفراقغ ْمتروقك؟ ْهاناك ْمجاقل ْلمليين ْالعوايلم ْالكققبيرية ْأو ْالكققبرر ْمققن ْعالمنققا‪ْ ِ،‬ولكققل‬
‫ب‬ ‫يمنهُم ْمليين ْالميال ْعن ْبعضهُا ْالبعض‪ْ .‬بعد ْأن ْوصلنا ْاﻵن ْلهُققذه ْالنقَطققة‪ْ ِ،‬قققد ْنققرى ْالسققعب ع‬
‫الحقَيقَعي‪ْ ِ،‬أو ْعلى ْالقل‪ْ ِ،‬سابب ْوجيه ْجقدا ْلسقعادتنا‪ْ ِ،‬لقم ْجعقعل ْالخققالرق ْعقالءم ْواحقدءا ْ ْهاقائ ء‬
‫ل‪ِ،‬‬
‫ب‪ِ،‬‬ ‫يمترد ْعلى ْمساحبة ْهاائلبة ْمن ْالفضايء‪ْ ِ،‬رتعقَعسقرم ْفيقيه ْالمقادرة ْلعققوالم ْمنفصَققلة ْنسققميهُا ْالكقواك ع‬
‫والتي ْأرضنا ْهاي ْاحردهاا‪ْ .‬ولكن ْقبل ْأن ْأطعرعح ْأفكاري ْحوعل ْهاذا ْالمر‪ْ ِ،‬مققن ْالضققروري ْ)ليققس‬
‫من ْأجل ْالذين ْيعلمون ْبالفعل ْ‪ْ ِ،‬ولكن ْبالنسبة ْلولئك ْالذين ْل ْيعلمون( ْإظهُارر ْنظارم ْالكوين‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الرابع عشر‪ :‬نظام الكون‬

‫هاذا ْالجزُرء ْمن ْالكون ْالذي ْيسققمى ْبالنظققاعم ْالشمسققعي ْ)بمعنققى ْإن ْالشققمعس ْهاققي ْمركققرزُ ْنظققام‬
‫العوالم ْالتي ْتنتمققي ْإليهُققا ْأررضققنا( ْيتكققورن‪ْ ِ،‬إلققى ْجققانيب ْالشققميس‪ْ ِ،‬يمققن ْساققتية ْأجققرابم ْساققماويبة‬
‫متميزُبة ْ‪ْ ِ،‬أو ْكواكبب‪ْ ِ،‬أو ْعوالبم‪ْ ِ،‬إلى ْجانب ْالهُيئايت ْالثانويية‪ْ ِ،‬التي ْرتسمى ْأقمارءا‪ْ ِ،‬والققتي ْيققدورر‬
‫احققردهاا ْحققول ْالرض‪ْ ِ،‬كمققا ْتققدور ْاقمققاقر ْلاخققرى ْحققوعل ْكواكبهُققا‪ْ ِ،‬كمققا ْيتضققرح ْلنققا ْبمسققاعدة‬
‫التليسكوب‪.‬‬

‫الشمرس ْهاي ْالمركزُ ْالقذي ْيقدورر ْحورلهُققا ْكققل ْيمقعن ْالعققوالم ْأو ْالكققواكب ْالسققتية ْعلققى ْمسققافابت‬
‫مختلفبة ْيمنهُا‪ْ ِ،‬وفي ْدوائبر ْمتحدية ْالمركيزُ‪ْ .‬كرل ْعالبم ْعيبقَى ْباساتمرابر ْفققي ْنفققيس ْالمسققاير ْتقَريبققءا‬
‫حول ْ ْالشمس‪ْ ِ،‬ويستمرر ْفي ْنفس ْالوقت ْبالدوراين ْحققوعل ْنفيسققه‪ْ ِ،‬كمققا ْيققدورر ْاليمصَققرارع ْحققول‬
‫نفيسه ْلكن ْبميلبن ْقليبل‪.‬‬

‫تميقرل ْالررض ْ)‪ْ 23.5‬درج ءة( ْو ْذلقك ْمقا ْريسقبرب ْالفصَقوعل ْو ْإختلعف ْطقوعل ْالنهُقاير ْوالليقل‪ْ .‬إذا‬
‫تحولت ْالرض ْلتدوعر ْحوعل ْنفسهُا ْعموديءا ْ ْكما ْيتحول ْالمصَققرع ْعنققدما ْيقَققفَّ ْرمنتصَققبءا ْعلققى‬
‫الرض‪ْ ِ،‬فإن ْالياعم ْوالليالي ْتكورن ْدائما ْبنفيس ْالطول‪ْ ِ،‬اثاني ْعشرة ْساققاعءة ْنهُققارءا ْويمثرلهُققا ْلي ء‬
‫ل‪ِ،‬‬
‫ويكون ْالموسام ْنفسه ْواحدءا ْعلى ْمدار ْالسنة‪.‬‬

‫في ْكل ْمرة ْريكيمرل ْفيهُا ْكوكقب ْ)أرضنا ْعلى ْسابيل ْالمثال( ْدورءة ْحوعل ْنفيسيه‪ْ ِ،‬فإنه ْيجعققل ْمققا‬
‫نسميه ْالنهُار ْوالليل‪ْ .‬وفي ْكل ْمربة ْريكيمرل ْجولءة ْحول ْالشمس‪ْ ِ،‬فإنه ْيجعققرل ْمققا ْنسققميه ْساققنءة‪ِ،‬‬
‫وبالتققالي ْعالرمنققا ْيققدورر ْحققوعل ْنفسققه ْثالثامئققة ْوخمققس ْوساققتون ْمققرة‪ْ ِ،‬بجولققة ْواحققدبة ْحققول‬
‫الشمس‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الساماء ْالتي ْققعد عمهُا ْالقَققدماء ْلتلققك ْالعققوالم ْالسققت‪ْ ِ،‬ومققا ْزالققت ْتسققمى ْبنفققس ْالساققماء‪ْ ِ،‬هاققي‬
‫عطارد‪ْ ِ،‬الرزُهارة ْ‪ِ،‬عالمنا‪ْ ِ،‬المريخ‪ْ ْ ِ،‬المشتري‪ْ ِ،‬ورزحل‪ْ .‬أنهُا ْتبدو ْأكققبر ْللعيققن ْمققن ْالنجققوم‪ْ ِ،‬و ْهاققي‬
‫أقرب ْبمليين ْالميال ْإلى ْأرضنا ْمن ْأبي ْيمعن ْالرنجولم‪.‬‬

‫ ْكوكرب ْالزُهارة ْ ْالذي ْيسمى ْنجم ْالمساء‪ْ ِ،‬وأحيانا ْنجم ْالصَباح‪ْ ِ،‬الذي ْيغققررب‪ْ ِ،‬أو ْيشققررق ْقبققل‬
‫الشمس‪ْ ِ،‬بفترة ْل ْتزُيد ْعن ْثالث ْسااعات‪.‬‬

‫الشمس ْكما ْرذيكعر ْيملن ْقبرل ْهاي ْالمركققزُ‪ْ ِ،‬الكققوكب ْأو ْالعققالم ْالقققررب ْالققى ْالشققميس ْهاققو ْعطققارد‪.‬‬
‫مسافرة ْربعيديه ْعن ْالشمس ْهاي ْأربعقة ْوثالثاون ْمليوعن ْميبل‪ْ ِ،‬وعيعتحررك ْ ْفي ْمققدابر ْدائققريب ْدائمققبي‬
‫على ْتلك ْالمسافة ْمن ْالشمس‪ْ ِ،‬كما ْيدورر ْالحصَارن ْفي ْمطحنة‪ْ .‬‬

‫العالم ْالثاني ْهاو ْالرزُهارة‪ْ .‬عيبرعرد ْسابعءة ْوخمسيعن ْمليوعن ْمي ء‬


‫ل ْعن ْالشميس‪ْ ِ،‬وبالتققالي ْيققدور ْفققي‬
‫دائرة ْأكبر ْمن ْتلك ْلعطارد‪ْ .‬العققالرم ْالثققالرث ْهاققو ْهاققذا ْالققذي ْنعيققرش ْفيققه‪ْ ِ،‬والققذي ْعيبعققرد ْثامانيققة‬
‫وثامانون ْمليون ْميبل ْعن ْالشمس‪ْ ِ،‬وبالتالي ْيدورر ْفي ْدائربة ْأكبعر ْمن ْالرزُهارة‪ْ .‬العالرم ْالرابرع ْهاققو‬
‫اليمريخ؛ ْويبعرد ْعن ْالشميس ْمائءة ْوأربعءة ْوثالثاوعن ْمليوعن ْميبل‪ْ ِ،‬وبالتالي ْعيدورر ْفي ْدائربة ْأكققبرر‬
‫من ْيتلعك ْالتي ْللرض‪ْ .‬والخامرس ْهاو ْكوكرب ْالمشتري؛ ْانره ْيبعرد ْعن ْالشميس ْرخمسمائة ْو ْسابقع‬
‫وخمسون ْمليوعن ْميبل‪ْ ِ،‬وبالتالي ْيدورر ْفي ْدائربة ْأكبعر ْيمعن ْالمريخ‪ْ .‬العالرم ْالسققادرس ْهاققو ْرزحققل‪.‬‬
‫انه ْعيبرعد ْعن ْالشميس ْسابعمائعة ْوثالثاعة ْوساتون ْمليوعن ْميبل‪ْ ِ،‬وبالتالي ْعيدورر ْفي ْدائققربة ْتحيققرط‬
‫مدارايت ْجمييع ْالعوالم ْأو ْالكواكيب ْالخرى‪.‬‬

‫إن ْالفضاعء ْالذي ْيشعغلره ْالنظارم ْالشمسري ْالذي ْيحتوي ْعدة ْعوالبم ْتدورر ْحوعل ْالشميس‪ْ ِ،‬رقطقررره‬
‫مسابو ْلرقَطير ْالدائرية ْالتي ْيدورر ْفيهُا ْرزحل ْحوعل ْالشمس‪ْ ِ،‬والتي ْتساوي ْضققععفَّ ْمسققافية ْربعققيديه‬
‫عن ْالشمس‪ْ ِ،‬هاي ْخمسعة ْعشعر ْمائة ْو ْساتة ْوعشرون ْمليون ْميل‪ْ .‬ومحيرط ْدائرتهُا ْما ْيقَققاررب‬
‫خمسة ْآلف ْمليون ْميل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ولكن ْهاذا ْالفضاء ْالهُائل ْهاو ْنظاقم ْواحقد ْفقَط ْمن ْالعواليم‪ْ .‬أبعد ْمنره ْفي ْمسققافبة ْواساققعبة ْمققن‬
‫الفضاء‪ْ ِ،‬رهاناعك ْما ْيتجاورز ْالرحسبان‪ْ ِ،‬و ْهاي ْالنجوم ْالتي ْرتدعى ْالنجوعم ْالثابتة‪ْ .‬وتسمى ْثاابتققءة‪ِ،‬‬
‫لنهُا ْل ْعتدولر‪ْ ِ،‬كما ْتدورر ْالعوالم ْأو ْالكواكرب ْاليسرت ْالتي ْرقمققرت ْبوصققفهُا‪ْ .‬تلققك ْالنجققورم ْالثابتققة‬
‫تبعرد ْدائمءا ْعن ْبعيضهُا ْالبعض ْبنفس ْالمسافية‪ْ ِ،‬و ْعتعقَرع ْدائمءا ْفي ْنفيس ْالمكاين ْمققن ْنظامهُققا‪ْ ِ،‬كمققا‬
‫عتفعرل ْالشمرس ْفي ْنظامنا‪ْ .‬وبالتالي‪ْ ِ،‬فإن ْالحتمقال ْهاققو ْأن ْك ء‬
‫ل ْمقن ْتلققك ْالنجققوم ْالثابتققة ْهاققو‬
‫أيضا ْكالشمس‪ْ ِ،‬يدور ْحولهُا ْنظاقم ْآخقر ْمن ْالعواليم ْأو ْالكواكلب‪.‬‬

‫وبهُذا ْالتقَدم ْالسهُل ْللفكار‪ْ ِ،‬عتظعهُرر ْمساحرة ْالفضايء ْلنا ْمليئءة ْبأنظمققية ْالعققواليم؛ ْوأنققه ْل ْيوجققد‬
‫جزُقء ْمن ْالفضايء ْبل ْفائدة‪ْ .‬و ْبذلعك ْانتقَرل‪ْ ِ،‬بطريقَبة ْمألوفبة ْوساهُلبة‪ْ ِ،‬بعد ْعريض ْيفكربة ْعن ْبنيققية‬
‫الكوين‪ْ ْ ِ،‬إلى ْشرح ْما ْسابق ْأن ْألعمحرت ْإلييه‪ْ ِ،‬وهاي ْالفوائرد ْالعظيمرة ْللنساين ْالناتجة ْيمققن ْجعققيل‬
‫الخالق ْعددءا ْوافرءا ْمن ْالعوالم‪ْ ِ،‬مثققل ْعالمنققا‪ْ ِ،‬الققذي ْيتكققورن ْمققن ْالشققميس ْفققي ْالمركققزُ ْوساققتعة‬
‫عوالبم‪ْ ِ،‬إلى ْجانيب ْالقماير‪ْ ِ،‬بد ء‬
‫ل ْمن ْخليق ْعالبم ْكبيبر ْواحبد‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الخامس عشر ‪:‬مزاياا واجود عوالم كثيرة في النظام الشمسي‬

‫إنهُا ْفكرقة ْلم ْأفقَدهاا ْأبدا‪ْ ِ،‬بأن ْكل ْمعرفتنا ْبالعلم ْرمسعتمدقة ْمن ْالجققوليت ْ)الققتي ْتظهُققر ْلعيننققا‬
‫ومن ْثام ْإلى ْفهُمنا( ْالتي ْتقَورم ْبهُا ْالكواكرب ْأو ْالعققوالرم ْالمتعققددة ْالقتي ْيتكققورن ْمنهُققا ْنظارمنققا‬
‫الشمسي‪.‬‬

‫إذا ْكانت ْكميرة ْالمادية ْالتي ْتحتوي ْعليهُا ْهاذيه ْالعوالرم ْالست ْعقد ْقتعم ْعمزُرجهُققا ْفققي ْعققالبم ْواحققبد‬
‫منفربد‪ْ ِ،‬لكانت ْالنتيجرة ْبالنسبة ْلنا‪ْ ِ،‬إمققا ْععققعدعم ْورجققوعد ْحركققية ْدورابن‪ْ ِ،‬أو ْانهُققا ْلققن ْتكققوعن ْكافيققءة‬
‫لعطائنا ْالفكاعر ْوالمعرفقق عة ْالققتي ْلققدينا ْاﻵن ْمققن ْالعلققوم ْو ْجميققع ْالفنققون ْالميكانيكيققة ْالققتي‬
‫تساهارم ْكثيرءا ْفي ْالراحية ْعلى ْالرض‪.‬‬

‫ويمن ْرثام ْفققإن ْالخققالعق ْلققم ْيفعققل ْشققيئءا ْعبثققءا‪ْ ِ،‬فققإنه ْقنعظققعم ْهايكققل ْالكققون ْ ْبققأكثير ْالرطققرريق ْفائققدءة‬
‫للنسان‪ْ .‬وكما ْنرى‪ْ ِ،‬الفوائعد ْالتي ْنستيمردهاا ْمن ْهايكل ْالكققون‪ْ ْ ِ،‬كمققا ْهاققو‪ْ ِ،‬و ْال ْ ْلمققا ْكققان ْلققدينا‬
‫رفرعصرة ْالعتعمرتيع ْلو ْكاعن ْالهُيكققعل ْعالمققءا ْانفراديققءا‪ْ ِ،‬يمكننققا ْأذءا ْأساققتدلعل ْساققببب ْواحققبد ْعلققى ْالقققل‬
‫لوجويد ْعدبد ْوافبر ْمن ْالعوالم‪ْ ِ،‬وهاذا ْالسبب ْيدعو ْالنسان ْللمتناين ْو ْالعجايب‪.‬‬

‫وقلكعن ْليس ْلنا‪ْ ِ،‬رساققكارن ْهاققذا ْالعققاليم‪ْ ِ،‬فقَققط‪ْ ِ،‬هاققذه ْالفوائققعد ْالناشققئعة ْيمققن ْوجققويد ْعققدبد ْوافققبر ْمققن‬
‫العواليم‪ْ .‬إعن ْرساكاعن ْك رعل ْالعواليم ْالتي ْيتألرفَّ ْيمنهُا ْينظارمنا‪ْ ِ،‬يعتعمعتعوعن ْبنفققس ْفققرص ْالمعرفققية ْكمققا‬
‫عنفععققل‪ْ .‬إنهُققم ْيعلعمققوعن ْعحعركققعة ْدوراين ْأريضققنا‪ْ ِ،‬و ْكققعل ْالكققواكيب ْالخققرى‪ْ .‬وبالتققالي‪ْ ِ،‬فققإن ْنفققس‬
‫المدرساققية ْالعالميققية ْللعلققويم ْرتقَققيدرم ْعنفعسققهُا ْللجميققيع‪ْ .‬ول ْتتوقققرفَّ ْالمعرفققرة ْهانققا ْفينظققارم ْالعققوالم‬
‫المجاورية ْلنا‪ْ ِ،‬في ْدوراتهُققا‪ْ ِ،‬لهُققا ْنفققرس ْالمبققاديئ ْالعلميققة‪ْ ِ،‬وبطريقَققة ْمماثالققبة ْفققي ْجميققع ْأنحققايء‬
‫الفضاء‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫إن ْأفكارنا‪ْ ِ،‬ليست ْفقَط ْحول ْرقدرة ْالخاليق‪ْ ِ،‬بل ْحكميتيه ْوإثارائيه‪ْ ِ،‬تتسرع ْبما ْيتناسارب ْمع ْحجققيم‬
‫الكوين ْوبنيتيه‪ْ .‬إن ْفكرعة ْالعالعم ْالرمفرعد ْفي ْالمحيط ْالهُائيل ْيمعن ْالفضاء‪ْ ِ،‬رتسعتبعدرل ْبفكربة ْمبهُجققبة‬
‫لمجتمبع ْمن ْالعواليم‪ْ ْ ِ،‬إننا ْنققرى ْأرعضقنا ْمليئققءة ْبققالوفرية؛ ْولكننقا ْننسقى ْأن ْننرظقعر ْ ْكققم ْمقن ْتلققعك‬
‫الوفرية ْيرجرع ْإلى ْالمعرفية ْالعلميية ْالتي ْعتكيشرفهُا ْلنا ْآلرت ْالكوين ْالواساعة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل السادس عشر‪ :‬تطبيق ما سبق على النظام المسيحي‬

‫ولكن‪ْ ِ،‬في ْخضيم ْتلك ْالفكار‪ْ ِ،‬ما ْالذي ْنراره ْفي ْنظام ْاليمان ْالمسققيحي ْالققذي ْريعشققيكرل ْعنفعسققره‬
‫على ْفكرية ْعالبم ْواحبد ْفقَط‪ْ ِ،‬ليققعس ْبققأكبر ْمققن ْخمسققة ْوعشققرين ْألققفَّ ْميققل‪ْ .‬حيققث ْيسققتطيع‬
‫النسارن ْمشيه ْبمعديل ْثالثاة ْأميابل ْفي ْالساعة ْلمدة ْاثانتي ْعشرة ْسااعة ْفي ْاليوم‪ْ ِ،‬لقيل ْمققن‬
‫عامين‪ْ ِ،‬بمسار ْدائربي‪ْ .‬واحسرتاه! ْما ْ ْهاذا ْالمحيرط ْالعظيرم ْمن ْالفضايء‪ْ ِ،‬وقوة ْيمن ْالخالق!‬

‫من ْهاناك ْتنشلا ْفكرقة ْغريبقة ْبأعن ْالخالعق ْالذي ْعتععتيمرد ْالملييرن ْيمعن ْالعواليم ْعلققى ْرعققاييته‪ْ ِ،‬عليققه‬
‫ل ْوامرأءة ْقققد ْأكلققوا ْالتفققاح!‬ ‫عتررك ْركل ْما ْتبقَى‪ْ ِ،‬ويأتعي ْللمويت ْفي ْعالمنا‪ْ ِ،‬لنهُم ْيقَولوعن‪ْ ِ،‬أن ْرج ء‬
‫ل ْيمقعن ْالعققواليم ْفيهُققا ْحققواقء‪ْ ِ،‬تفاحقققة‪ْ ِ،‬ثاعبققاقن‪ِ،‬‬
‫ومن ْناحيققبة ْلاخققرى‪ْ ِ،‬هاققل ْعلينققا ْأن ْنفققترعض ْأن ْك ر ء‬
‫ومخلقص؟ ْفي ْهاذه ْالحالة‪ْ ِ،‬فإن ْالشخص ْالذي ْل ْيرقى ْالقى ْاساقيم ْابققن ْالقرب‪ْ ِ،‬وأحيانققءا ْالققرعب‬
‫نفسه‪ْ ِ،‬لن ْيكون ْله ْأري ْشيبء ْآخعر ْ ْساوى ْالسفعر ْمن ْعالبم ْإلى ْآخر‪ْ ِ،‬والمو ع‬
‫ت ْبتتاببع‪ْ ِ،‬مع ْما ْيكققارد‬
‫لحظءة ْفاصلءة ْللحياة‪.‬‬

‫انره ْيمن ْخليل ْرفيض ْالدلية ْحوعل ْكلمية ْأو ْأعمايل ْالريب ْفي ْالخلق‪ْ ِ،‬تم ْتأسايرس ْنظمققءا ْغريبققءة ْ ْو‬
‫اديانءا ْملفقَءة‪ْ ِ،‬قد ْيكون ْ ْالعديد ْمنهُا ْسايئءا ْأخلقيءا ْفي ْنوابح ْو ْجيدءا ْفي ْنوابح ْاخققرى؛ ْ ْولكققن‬
‫يمكن ْأن ْيكون ْهاناك ْواحقد ْصحيقح ْفقَط‪ْ .‬يتفرق ْبالضرورية ْفي ْجمييع ْالموير ْبما ْيتناسارب ْمققع‬
‫ب ْللنظققام‬ ‫كلمية ْالريب ْالقَائمية ْرمنرذ ْأي ْوقققبت ْمضققى ْالمتمثلققية ْفققي ْأعمققاليه‪ْ .‬ولكققعن ْالبنققاعء ْالغريقق ع‬
‫المسيحيي ْلليمققان‪ْ ِ،‬رتنايقرضققره ْككققعل ْالدلققية ْالققتي ْتمنحهُققا ْالسققماوات ْللنسققان‪ْ ِ،‬أو ْتجعلققه ْيبققدو‬
‫ساخيفءا‪.‬‬

‫فمن ْالممكن ْأن ْنؤمن‪ْ ِ،‬وأنا ْدائما ْأشجع ْنفسي ْعلى ْذلك‪ْ ِ،‬أن ْهانققاك ْرجققال ْفققي ْالعققالم ْالققذين‬
‫أقنعوا ْبأن ْما ْيسمى ْغش ْالتقَية‪ْ ِ،‬على ْالقل ْفي ْظل ْظقروف ْمعينقة‪ْ ِ،‬تكقون ْمنتجققة ْلبعققض‬

‫‪61‬‬
‫الخير‪ْ .‬غير ْأن ْالغش ْالذي ْتم ْإنشاؤه ْفي ْوقت ْما‪ْ ِ،‬ل ْيمكن ْتبريره ْبعققد ْذلقك؛ ْلنقه ْمقع ْغقش‬
‫التقَية ْكما ْهاو ْالحال ْمع ْالعمل ْسايء‪ْ ِ،‬فإنه ْيبعث ْعلى ْضرورة ْمن ْالساتمرار‪.‬‬

‫ل ْبالنظايم ْالمسيحيي ْلليمان‪ْ ِ،‬وفي ْبعض ْالحيان ْجنبءا ْإلى ْجنققب‬ ‫الشخارص ْالذيعن ْعبعشروا ْأو ء‬
‫مع ْالخليق ْالتي ْقبعشعر ْبهُا ْيسوع ْالمسيح‪ْ ِ،‬قد ْريقَنعوعن ْأنفسهُم ْأنه ْكان ْأفعضقعل ْمقن ْالساققاطيير‬
‫الوثانيية ْالتي ْساادت ْقبل ْذلك‪.‬‬

‫من ْالواعظ ْالول ْإنتقَعل ْالحتيارل ْإلى ْالثاني‪ْ ِ،‬والثالث‪ْ ِ،‬حققتى ْأن ْفكققرعة ْكققونه ْغشققءا ْتقَيققءا ْقققد‬
‫رفيقَعدلت ْو ْإخرتيلعطلت ْبإعتقَايد ْكونهُا ْحقَيقَءة‪ْ .‬و ْيشرجع ْهاذا ْالعتقَارد ْمققرءة ْأرخققرى ْمصَققلحرة ْالققذيعن‬
‫ك ععسبوا ْيرزعقهُم ْبالوعظ‪.‬‬

‫ولكن ْعلى ْالرغيم ْمقن ْأن ْمثقل ْهاققذا ْالعتقَققاد ْيمكققن ْلققره ْبهُققذيه ْالوساققائيل‪ْ ِ،‬أن ْعيكعققعم ْتقَريبققا ْبيققن‬
‫الدنيويين‪ْ ِ،‬فمن ْالمستحييل ْمقَارنيته ْمققع ْالضققطهُايد ْالرمسقتمير ْالققذي ْماعرساققتره ْالكنيسققة‪ْ ِ،‬لعققدة‬
‫مئابت ْمن ْالسنين‪ْ ِ،‬ضضعد ْالعلويم‪ْ ِ،‬وضد ْأسااتذتيه‪ْ ِ،‬ما ْلم ْتكققن ْللكنيسققرة ْبعققض ْاليسققجليت ْبكونهُققا‬
‫غشءا ْتقَيءا‪ْ ِ،‬أو ْتوقيعهُا ْعدعم ْالصَمويد ْاماعم ْالدلية ْالتي ْيويفررهاا ْهايكرل ْالكون‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل السابع عشر‪ :‬من الوسائل المستخدمة على الصعيد العالمي‪ ،‬لخداع الشعوب‬

‫بعد ْأن ْأظهُررت ْالتناقضايت ْالتي ْل ْيمكن ْتوفيقَهُا ْبين ْالحقَيقَققي ْمققن ْكلمققية ْالققريب ْالموجققودية‬
‫في ْالكون‪ْ ِ،‬والتي ْرتسقمى ْكلمة ْالرب‪ْ ِ،‬في ْكتابب ْمطبوع ْريميكرن ْلي ْإنسققابن ْرصققنعره‪ْ ِ،‬اتكلققرم ْاﻵعن‬
‫عن ْالوساائيل ْالرئيسيية ْالثلث ْالتي ْأاسارتخيدعملت ْفي ْجمييع ْالعصَوير‪ْ ِ،‬وربما ْفي ْجمييع ْالبلققداين‪ِ،‬‬
‫لفريضهُا ْعلى ْالبشريية‪.‬‬

‫هاققذيه ْالوساققائرل ْالثلعث ْهاققي ْالغمققوض‪ْ ِ،‬المعجققزُة‪ْ ِ،‬والنبققوءة‪ْ .‬أوعل ْإثانيققين ْل ْيتفقَققاين ْمققع ْالققدين‬
‫الحقَيقَيي‪ْ ِ،‬والثالرث ْيجب ْأن ْريشكعك ْبه ْدائمءا‪ْ .‬‬

‫وفيما ْيتعلرق ْبالغمويض ْفهُو ْكالتالي‪ْ ِ،‬إعن ْركل ْمققا ْلققدينا ْهاققو ْلغقققزُ؛ ْالرخضققارر ْهاقو ْلغقزُ‪ْ .‬فل ْريمكرننققا‬
‫معرفعة ْكيفَّ ْأعن ْالبلوعط‪ْ ِ،‬عندما ْيوضرع ْفي ْالرض‪ْ ِ،‬ينمو ْوريصَبعح ْشجرعة ْبلوط‪ْ .‬نحرن ْل ْنعققررف‬
‫كيعفَّ ْأن ْالبذوعر ْالتي ْعنزُرعهُا ْتنمققو ْوتضققاعرفَّ ْنفسققهُا‪ْ ِ،‬و ْتعققود ْلنققا ْبفائققدبة ْوفيققربة ْلققرأيس ْمققابل‬
‫صغيبر ْجدءا‪ْ .‬لكننا ْعنعيررف ْ ْالوساائعل ْالقتي ْعنسقعتخيدرمهُا‪ْ ِ،‬وال تي ْليسقت ْيساقوى ْوضقع ْالبقذوير ْفقي‬
‫الريض ْ ْفنعررف ْفقَط ْبقَدير ْما ْهاو ْضرورقي ْبالنسبة ْلنا ْأن ْنعرف؛ ْوجزُرء ْالعمليية ْالذي ْل ْنعررفه‬
‫او ْحتى ْاذا ْعرفناه‪ْ ِ،‬فلن ْنتمكن ْمن ْأدايءه‪ْ ِ،‬فالخققالق ْعيفععقرل ْذلقك ْبنفسقيه‪ْ .‬لقذلك‪ْ ِ،‬نحقن ْأفضقل‬
‫ل ْبتركهُا ْسارءا ْو ْعدعم ْالضطراير ْلفعيلهُا ْبأنرفيسنا‪.‬‬
‫حا ء‬

‫ولكن ْعلى ْالرغم ْمن ْأعن ْركل ْشيبء ْمخلوبق ْهاو ْغققامقض ْلنققا ْبهُققذا ْالمعنققى‪ْ ِ،‬فكلمققرة ْالغمققورض ْل‬
‫يمكرن ْتطبيرقَهُا ْعلى ْالحقَيقَية ْالخلقيية‪ْ ِ،‬كمققا ْل ْريمكققرن ْتطققبيرق ْالغمققويض ْعلققى ْالضققوء‪ْ .‬الققرب‬
‫الققذي ْنققؤمرن ْبققيه ْهاققو ْإلققره ْالحقَيقَققية ْالخلقيققية‪ْ ِ،‬وليققس ْإلققه ْالغمققوض‪ْ .‬الغمققورض ْهاققو ْاختصَققاقر‬
‫للحقَيقَية‪ْ .‬إنره ْضباقب ْيمن ْاخترايع ْالنساين ْالذي ْعيحيجرب ْالحقَيقَعة‪ْ ِ،‬وريعمثلهُققا ْبتشققويبه‪ْ .‬الحقَيقَققرة‬
‫ل ْرتعغيلرفَّ ْعنفعسهُا ْأبدءا ْبالغمولض‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ ْوبالتققالي‪ْ ِ،‬فققإن ْاليمققاعن ْبققالريب‪ْ ِ،‬وممارساققية ْالخليق ْالحقَيقَققية‪ْ ِ،‬ل ْريميكققرن ْأن ْعيكققوعن ْرمرعتيبطققءا‬
‫بالغموض‪ْ .‬اليمارن ْبربب ْفييه ْأري ْشيبء ْمن ْالغموض ْهاعو ْيمققعن ْالمعتقَققدايت ْالكققثير ْساققهُولءة ْالققتي‬
‫رتثيررنا ْو ْعتظعهُرر ْلنا ْكضققرورة‪ْ .‬قلكققن ْالرممارساققعة ْالخلقيققة ْالحقَيقَققعة‪ْ ِ،‬أو‪ْ ِ،‬وبعبققارة ْأخققرى‪ْ ِ،‬تقَليقققد‬
‫عملقي ْللخلقيية ْالخيرية ْللرب ْليست ْساوى ْأن ْعنعتعصَعرعف ْتجاعه ْبعيضققنا ْالبعققض ْكمققا ْهاققو ْعيفععققرل‬
‫يتجاعه ْالجميع‪ْ .‬‬

‫ل ْريميكرننا ْأن ْعنخردعم ْالقرعب ْكأنه ْبحاجبة ْماسابة ْلتليك ْالخدمققية؛ ْوبالتققالي‪ْ ِ،‬الفكققررة ْالوحيققدرة ْالققتي‬
‫ريمكرن ْأن ْعتكوعن ْيخدعمءة ْللريب‪ْ ِ،‬هاعي ْالرمساهامرة ْفقي ْساقعادية ْالخلقيق ْالحقيي ْالقذي ْعصقعنععره ْالقرب‪ْ .‬ل‬
‫ريميكرن ْالقَيارم ْبذيلعك ْعن ْطريق ْالتقَوقع ْعلى ْأنرفيسنا ْوإنفققارق ْحيقابة ْراكققدبة ْبتكريقبس ْانقانبي‪ْ .‬إعن‬
‫طبيععة ْالديين ْوتصَميمره‪ْ ِ،‬إذا ْكان ْلعي ْأن ْلاعيبعر ْععنره ْهاكذا ْقييجرب ْأن ْيكققوعن ْخاليققءا ْيمققلن ْأي ْشققيبء‬
‫من ْالغمويض ْحتى ْفي ْمظاهاريه‪.‬‬

‫ب ْعلى ْك ريل ْروبح ْحيبة ْعلى ْحبد ْساواء‪ْ ِ،‬يجرب ْأن ْيكوعن ْعلى ْمستوى‬ ‫ ْالديرن‪ْ ِ،‬كواجبب‪ْ ِ،‬هاو ْواج ق‬
‫يفهُيم ْالجمييع‪ْ .‬الرجرل ْل ْيتعلرم ْالقديعن ْبتعلمققيه ْأساقراعر ْالتجقارية‪ْ .‬لكنققه ْيتعلقرم ْنظريقعة ْالقديين ْمقن‬
‫خلل ْالتفكيير‪ْ .‬وينشلا ْمما ْيسمرع ْو ْيقَرأ‪ْ ِ،‬والممارسارة ْعتنعضرم ْإلى ْذلعك‪.‬‬

‫ئ ْالنسارن ْدينءا ْيتعاررض ْمع ْكلمية ْأو ْأعمايل ْالريب ْفي ْالخليق‪ْ ِ،‬خارجققءا ْعققن ْالفهُققيم‬ ‫ويعندما ْرينش ر‬
‫البشريي‪ْ ِ،‬فهُو ْرمضعطقر ْلخترايع ْأو ْاعتمققايد ْكلمققءة ْرتعميثققرل ْحققدءا ْلكققيل ْالساققئلية‪ْ ِ،‬و ْالساتفسققارايت ْو‬
‫التناقضات‪.‬‬

‫كما ْخدعم ْالغمورض ْجميع ْالغراض ْالعامققعة‪ْ ِ،‬أعقَبتققره ْالمعجققزُرة ْكمسققاعبد ْفققي ْبعققيض ْالحيققاين‪.‬‬
‫الول ْاشققار ْإلققى ْحيققرية ْالعقَققيل‪ْ ِ،‬والثققاني ْإلققى ْلغققيزُ ْالحققوايس‪ْ .‬وكققان ْاحققردهام ْكلميققءا‪ْ ِ،‬واﻵخققرر‬
‫شعوريءا‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫لكن ْقبعل ْالرمضققي ْرقققدمءا ْفققي ْهاققذا ْالموضققويع‪ْ ِ،‬ساققيكورن ْمققن ْالمناساققيب ْالساتفسققارر ْعقن ْمعنقى‬
‫المعجزُة‪ْ .‬بنفيس ْالمعنى ْالذي ْريمكرن ْأن ْريقَال ْفيه ْأعن ْك رعل ْشيبء ْهاو ْلغزُ‪ْ ِ،‬‬

‫يمكرن ْأن ْيقَاعل ْأيضءا ْأن ْك رعل ْشيبء ْهاو ْمعجزُة‪ْ ِ،‬وأنه ْل ْمعجزُعة ْأكبرر ْمن ْآخرى‪ْ .‬الفيل‪ْ ِ،‬وإن ْكان‬
‫أكبر‪ْ ِ،‬ليس ْبمعجزُة ْاكبر ْمن ْساوس‪ْ ِ،‬و ْليس ْالعجعبرل ْبأكبعر ْمعجققزُءة ْمققن ْالققذرة‪ْ .‬فققإنه ْليققس ْمققن‬
‫الصَعب ْلقَدرية ْالريب ْجععل ْواحدءا ْمن ْاﻵخر‪ْ ِ،‬وليس ْأكثر ْصعوبءة ْمن ْخليق ْمليونءا ْمن ْالعالمين‬
‫بخلق ْواحد ْفقَط‪.‬‬

‫ك رعل ْشيبء‪ْ ِ،‬إاذءا‪ْ ِ،‬هاو ْمعجققزُقة‪ْ ِ،‬بمعنقءى ْواحقءد؛ ْبينمقا‪ْ ِ،‬فقي ْالجققانيب ْاﻵخقير ْل ْيوج رد ْشقيقء ْأساقمره‬
‫معجزُة‪ْ .‬إنهُا ْمعجزُقة ْعنعد ْمقَارنتيه ْمع ْرقققردرايتنا‪ْ ِ،‬ويفهُيمنققا‪ْ .‬وليسققت ْمعجققزُءة ْمقَارنققءة ْمققع ْالقَققدرية‬
‫التي ْتؤديهُا‪ْ .‬فأذءا ْل ْشققيء ْيمققن ْهاققذا ْالوصققيفَّ ْعينرقَققرل ْالفكققرة ْالملصَقققَة ْبكلمققية ْالمعجققزُة‪ْ ِ،‬فيمققعن‬
‫الضروريي ْعتعفرحرص ْالساتفساير ْأكثر‪.‬‬

‫تتصَورر ْالبشققريرة ْلنفسققهُا ْقوانينققءا ْمعينققءة‪ْ ِ،‬يققدعونهُا ْبالطبيعققة ْرتعفيسققرر ْكيققعفَّ ْمققن ْالمفققتريض ْأن‬
‫تتصَرعف‪ْ .‬وأعن ْالمعجزُعة ْهاعي ْشيقء ْيخدرع ْاو ْيخررج ْعن ْتلعك ْالقَوانين‪ْ .‬ولكن ْما ْلم ْعنكن ْنعققررف‬
‫مدى ْهاذه ْالقَوانين‪ْ ِ،‬وما ْيطلرق ْعلييه ْعادءة ْالطبيععة‪ْ ِ،‬فنحرن ْلسققنا ْقققادريعن ْعلققى ْالحكققيم ْمققا ْإذا‬
‫كان ْأري ْشيبء ْ ْيبدو ْلنا ْرائعءا ْأو ْخارقءا‪ْ ِ،‬قد ْيكورن ْمخالفءا ْللطبيعة‪.‬‬

‫صعورد ْرجبل ْيعدعة ْأميابل ْعاليبة ْفي ْالهُوايء ْيشكل ْفكربة ْلمعجزُة‪ْ ِ،‬إذا ْلم ْيكن ْمعروفءا ْأن ْأنواعققءا‬
‫من ْالغازايت ْيمكرن ْأن ْتكوعن ْأاخعفَّ ْوزنءا ْيمعن ْالهُوايء ْالجوي‪ْ ِ،‬ومرنءة ْبصَورة ْكافيبة ْلنفققيخ ْالبققالوين‬
‫الذي ْيكون ْفيه ْالغاز ْمغلقَءا‪.‬‬

‫بهُذه ْالطريقَية‪ْ ِ،‬إاسايتخرارج ْومضابت ْأو ْشرارابت ْمن ْالنققار ْمققن ْجسققيم ْالنسققاين‪ْ ِ،‬كمققا ْيبققدو ْعنققد‬
‫طريق ْالحديد‪ْ ِ،‬وتسبب ْالحدييد ْأو ْالصَليب ْبالتحريك ْدوعن ْأي ْعامبل ْمرئبي‪ْ ِ،‬ريعطققي ْأيضققءا ْيفكققرة‬

‫‪65‬‬
‫معجزُة‪ْ ِ،‬إذا ْلم ْنكن ْعلى ْدرايبة ْبالكهُربايء ْوالمغناطيسيية ْكما ْللعديد ْمن ْالتجاريب ْالخرى ْفي‬
‫الفلسفة ْالطبيعية‪ْ ِ،‬لولئعك ْالذين ْليسوا ْعلى ْدرايبة ْبهُذا ْالمر‪.‬‬

‫ ْإساتعادرة ْالشخايص ْإلى ْالحياة ْبعد ْالمويت ْكما ْريماعررس ْيعند ْغريق ْالشخايص‪ْ ِ،‬سايكورن ْأيضققءا‬
‫معجزُءة‪ْ ِ،‬إذا ْلم ْعيكن ْمن ْالمعرويف ْأعن ْالحياعة ْقد ْتكورن ْرمععلقَءة ْدوعن ْأن ْتنتهُي‪.‬‬

‫وبالضافية ْالى ْهاذه‪ْ ِ،‬رهاناعك ْعروقض ْلخفة ْاليد ْ ْلهُا ْمظقاهاقر ْخارقققة‪ْ ِ،‬و ْالخقدارع ْالبصَقرري‪ْ .‬هانقاك‬
‫اﻵن ْمعرقض ْفي ْباريس ْريظيهُرر ْشبحءا‪ْ ِ،‬على ْالرغم ْيمن ْأنه ْل ْريطعررح ْعلى ْالمتفرجيين ْكحقَيقَققبة‪ِ،‬‬
‫لكن ْلدييه ْمظهُققر ْرمقذهال‪ْ .‬ولقذلك‪ْ ِ،‬فإننقا ْل ْنعققررف ْمقدى ْالطبيعققية ْاو ْالفققين‪ْ ِ،‬ليقس ْرهانققاعك ْمعيققاقر‬
‫لتحدييد ْما ْهاو ْمعجزُقة؛ ْوفكررة ْتسميية ْالمظاهاير ْبالمعجزُايت ْيمن ْيقبيل ْالبشريية‪ْ ِ،‬عتخعضققرع ْلتغييققبر‬
‫مستمبر‪.‬‬

‫لذلعك ْالمظاهارر ْهاي ْقادرقة ْجدءا ْعلى ْالخدايع‪ْ ِ،‬وأشياقء ْليسققت ْحقَيقَيققة ْلققديهُا ْتشققابقه ْقققو ق‬
‫ي ْمققع‬
‫الشيايء ْالحقَيقَية‪ْ ِ،‬لذلعك ْل ْشيعء ْريمكرن ْأن ْعيكوعن ْأكثرر ْتناقضءا ْيمققن ْإساققتخدايم ْالقَققديير ْ ْأساققاليبءا‬
‫تسققمى ْالرمعجققزُات‪ْ ِ،‬الققتي ْمققن ْشققأينهُا ْأن ْعتخعضققعع ْللشققتباه ْبالكققذيب ْاو ْالحتيققال‪ْ ِ،‬والمققذهارب‬
‫المدعورم ْبذلك ْريشعتعبره ْبكونيه ْاختراعءا ْخرافيءا‪.‬‬

‫إن ْمن ْجميع ْوساائيل ْالدلة ْالتي ْتم ْإخترارعهُا ْمنرذ ْأي ْوقبت ْعمضى ْللحصَويل ْعلى ْالمصَداقيية‬
‫لي ْنظابم ْأو ْرأبي ْأعطعي ْله ْاسارم ْالدين‪ْ ِ،‬هاو ْالمعجزُة‪ْ ِ،‬وعلى ْفريض ْكوينهُققا ْناجحققءة ْفإنهُققا ْاكققثرر‬
‫تناقضءا‪ْ .‬لنه‪ْ ِ،‬في ْالمقَايم ْالول‪ْ ِ،‬كلما ْكان ْاللجورء ْلعربض ْمن ْاجيل ْدعيم ْفكربة ْ ْ)فالمعجزُرة ْهاققي‬
‫عرقض( ْ ْيدرل ْذلعك ْعلى ْضعبفَّ ْفي ْالمذهاب ْالذي ْريعبشرر ْبه‪ْ .‬وفي ْالمقَام ْالثاني‪ْ ِ،‬هاو ْريحققيط ْمققن‬
‫ل ْإيققاه ْشخصَققيءة ْعتعققيررض ْرلعقق ع‬
‫ب ْالحيققيل ْلتسققليية ْالنققاس ْمققن ْأجققيل ْالتحققدييق‬ ‫قيمققية ْالققريب ْممث ء‬
‫والعجيب ْ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ ْبل ْيمعن ْالكثرر ْغموضءا ْمن ْالدلية؛ ْهاو ْ ْعدرم ْالعتمايد ْعلى ْما ْيسمى ْمعجزُءة‪ْ ِ،‬بل ْعلققى ْائتمققان‬
‫المراسايل‪ْ ِ،‬الذي ْيقَورل ْأنه ْرآهاا؛ ْعلى ْفرض ْانهُققا ْكققانت ْصققحيحءا‪ْ ِ،‬فققإن ْأحتمققاعل ْعتصَققدييقَهُا ْ ْلققن‬
‫يكوعن ْ ْأفضعل ْمن ْإحتمايل ْتكذييبهُا‪.‬‬

‫لنفتررض ْأنني ْرقلرت‪ْ ِ،‬أنه ْعندما ْجلست ْلكتابية ْهاذا ْالكتاب‪ْ ِ،‬قد ْنقعدعملت ْيدءا ْعنفعسققهُا ْفققي ْالهُققواء‪ِ،‬‬
‫وأاخذلت ْالعقَلعم ْوك ععتعبلت ْك عرعل ْكلمبة ْمكتوببة؛ ْهال ْساريعصَدرقني ْأاحققد؟ ْبالتأكيققد ْل‪ْ .‬هاققل ْساريعصَققردرقني‬
‫احقد ْ ْأكثر ْلو ْكان ْذلعك ْالمرر ْحقَيقَءة؟ ْبالتاكيققيد ْل‪ْ .‬يلققذلعك ْفققإعن ْأي ْمعجققزُبة ْحقَيقَيققة‪ْ ِ،‬ان ْكققانت‬
‫لتحدث‪ْ ِ،‬ساعتخعضرع ْلنفقيس ْمصَقيير ْالربطلين؛ ْو ْالتنققاقرض ْيزُيققرد ْيعنقعد ْإفققترايض ْاساقتخدايم ْالققرب‬
‫لوساائعل ْل ْتؤدي ْالغرعض ْالمقَصَوعد ْيمنهُا‪ْ ِ،‬حتى ْإذا ْكانت ْحقَيقَيءة‪.‬‬

‫إذا ْكاعن ْلنا ْأن ْنفترعض ْرمعيجزُءة ْخارجءة ْتمامءا ْعن ْما ْريعسمى ْبالطبيعققية‪ْ ِ،‬وإنهُققا ْعييجققرب ْأن ْعتخققررعج‬
‫عنهُا ْ ْبالطبع ْلكي ْرنكمل‪ْ ِ،‬ونحرن ْعنرى ْحساءب ْمعينءا ْلهُذه ْالمعجققزُة ْمققن ْقققويل ْشققخبص ْمققا ْ ْإنققه‬
‫ل ْ؟ ْأن‬ ‫ل ْفي ْالعقَيل ْيجققارب ْبسققهُولبة ْجققدءا‪ْ ِ،‬أيهُمققا ْأكققثرر ْإحتمققا ء‬
‫رآهاا ْتحدث‪ْ ِ،‬فإن ْذلعك ْريثيرر ْساؤا ء‬
‫عتخررعج ْالطبيعرة ْعن ْمسايرهاا‪ْ ِ،‬أو ْأعن ْالعررجعل ْعيكرذب؟ ْلم ْنعر ْقط‪ْ ِ،‬في ْعصَرنا‪ْ ِ،‬الطبيععة ْتخررج ْعققن‬
‫ب ْوجيققه ْللعتقَقايد ْبقأن ْمليينقءا ْمقن ْالكققاذييب ْققد ْقيلقلت؛ ْيلقذلك ْإن‬
‫مسايرهاا‪ْ .‬ولكن ْلدينا ْساب ق‬
‫إحتماعل ْروايية ْ ْالرمراساعل ْلكذببة ْهاو ْمليون ْالى ْواحد ْعلى ْالقل‪.‬‬

‫ت ْضخقم ْبما ْيكفي ْليفععل ْذلعك‪ْ ِ،‬هاي ْرائعقققة‬


‫قصَة ْبلع ْالحوت ْليونس‪ْ ِ،‬على ْالرغم ْمن ْأن ْالحو ع‬
‫الى ْحبد ْكبيبر‪ْ .‬ولكن ْساتكورن ْأقرعب ْإلى ْفكرية ْمعجزُبة‪ْ ِ،‬لو ْكاعن ْيونرس ْقد ْابتلقعع ْالحقوعت‪ْ .‬فهُقذه‬
‫تستوفي ْجميعع ْشرويط ْالمعجزُات‪ْ ِ،‬وهاذه ْالمسألرة ْرتجيرب ْعنفعسهُا ْكمققا ْرذك عققعر ْيمققن ْقبققل‪ْ ِ،‬أي‪ْ ِ،‬هاققل‬
‫ل ْقد ْابتلعع ْحوتءا‪ْ ِ،‬أو ْإنه ْعيكرذلب؟‬
‫من ْالمحتميل ْأن ْرج ء‬

‫ت ْحقَءا‪ْ ِ،‬وعحعمعلقره ْعمععقره ْفقي ْبطنقه ْإلقى ْنينقوى‪ْ ِ،‬وأقنقعع‬


‫ ْولكن ْلنفترض ْأن ْيونس ْعقد ْإبتلعع ْالحو ع‬
‫الناعس ْأن ْذلعك ْصحيقح ْبالقَاءه ْاياه ْاماعم ْأعينهُم‪ْ ِ،‬بكاميل ْطوليه ْو ْحجميه‪ْ ِ،‬ألن ْيعتقَدوا ْأنه ْكان‬

‫‪67‬‬
‫شيطانءا ْبد ء‬
‫ل ْمن ْنققبي؟ ْأو ْإذا ْكققاعن ْالحققورت ْقققد ْحمققعل ْيققونعس ْإلققى ْنينققوى‪ْ ِ،‬وألقَققى ْبققه ْبنفققيس‬
‫الطريقَية‪ْ ِ،‬ألن ْيعتقَدوا ْأعن ْالحو ع‬
‫ت ْشيطاقن‪ْ ِ،‬ويونعس ْهاو ْواحقد ْمن ْعفاريتيه؟‬

‫الكثرر ْاساتثنائيءة ْمن ْجمييع ْالشيايء ْالتي ْرتعسمى ْالمعجزُات‪ْ ِ،‬المرتبطية ْبالعهُيد ْالجديققيد‪ْ ِ،‬هاققو ْأن‬
‫الشيطاعن ْقد ْعحنلعق ْبعيدءا ْمع ْيسوع ْالمسيح‪ْ ِ،‬وعحعملره ْإلققى ْقمققية ْجبققبل ْعققابل؛ ْوإلققى ْأعلققى ْذروية‬
‫المعبيد‪ْ ِ،‬ووعدره ْكل ْمماليك ْالعاليم‪ْ .‬كيفَّ ْحدث ْأنه ْلم ْيكتشفَّ ْأمريكا؟ ْ ْ‬

‫ي ْاحقتراقم ْللطققابع ْالخلقققي ْللمسقييح ْأكققثر ْمقن ْأن ْلاصقدق ْأنققره ْقققد ْروى ْرمعجققزُعة ْالحقويت‬
‫لد ع‬
‫بنفسيه؛ ْليعس ْيمعن ْالسهُيل ْحسارب ْغريض ْتلفييقَهُا‪ْ ِ،‬إل ْإذا ْكاعن ْلطرحهُققا ْعلققى ْخققبرايء ْالمعجققزُات‪ِ،‬‬
‫كمققا ْريمققاعررس ْأحيانققءا ْمققعع ْرخققبراء ْالملكققية ْآن‪ْ ِ،‬وجققامعي ْالقَطققيع ْالثاريققية‪ْ ِ،‬أو ْلتسققخيفَّ ْفكققرية‬
‫المعجزُايت‪ْ ِ،‬من ْخلل ْجعل ْرقدريتهُا ْمشكوكءا ْيبهُا‪ْ ْ ِ،‬أهاعي ْيمعن ْاقلريب ْأم ْيمعن ْالشيطاين‪ْ ِ،‬أليمارن ْبققأي‬
‫معجزُبة ْيعتطلرب ْقدرءا ْكبيرءا ْمن ْاليماين ْ ْبالشيطان‪.‬‬

‫المعجزُارت ْفي ْأي ْ ْوجهُية ْنظر ْريمكرن ْوضرعهُا ْواعيتباررهاا‪ْ ِ،‬فوقورعهُا ْأمقر ْغيققرر ْرمحعتمققبل‪ْ ِ،‬و ْل ْدابع‬
‫ئ ْاليهُا ْالخالرق‪ْ ِ،‬كما ْرذكعر ْيملن ْقبل‪ْ ِ،‬حتى ْو ْإن ْكانت ْصحيحءة؛ ْفاليمارن ْبمعجققزُبة‪ِ،‬‬ ‫لهُا‪ْ .‬ولن ْيلج ع‬
‫اصعرب ْمن ْاليماين ْبمبدإا ْأخلقبي ْواضبح‪ْ ِ،‬دوعن ْأي ْمعجزُة‪.‬‬

‫المبدلا ْالخلقري ْيعتعحدرث ْ ْعن ْنفسه ْعالميءا‪ْ .‬الرمعيجزُرة ْريميكرن ْأن ْتكققوعن ْشققيئءا ْلحظيققءا‪ْ ِ،‬ورتشققاهارد‬
‫من ْيقعبيل ْعدبد ْقليبل؛ ْبعد ْهاذا ْفالتصَديرق ْبمعجزُبة ْبنققاءء ْعلققى ْكليم ْأنسققابن ْيحققورل ْاليمققان ْمققن‬
‫إيماعن ْبقالرب ْليمققابن ْبإنسققان ْ‪ْ .‬وبالتققالي‪ْ ْ ِ،‬العقترارف ْبققالمعجزُايت ْكقدليبل ْعلقى ْأي ْنظققابم ْمقن‬
‫الدين‪ْ ْ ِ،‬يجب ْأن ْرتععتعبعر ْيمن ْأعراعض ْكوينيه ْخرافءة‪ْ .‬فيمققعن ْالضققروريي ْأن ْيررفققعض ْالطققابرع ْالكامققرل‬
‫والمستقَيرم ْللحقَيقَية ْالرتكاعز ْإلى ْالخراعفية ْو ْالغمويض ْوالمعجزُات‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫كمققا ْتققولى ْالغمققورض ْوالمعجققزُرة ْمسققؤوليعة ْالماضققي ْوالحاضققر‪ْ ِ،‬تققوللت ْالنبققوءرة ْمسققؤوليعة‬
‫المستقَبيل‪ْ ِ،‬فلعلم ْيكن ْكافيءا ْللنساين ْمعرفرة ْما ْتم ْالقَيارم ْيبيه‪ْ ِ،‬ولكن ْما ْعساعييترم ْيفعلرره‪ْ .‬وكققان ْالنققبري‬
‫مؤرخءا ْلما ْسايأتي؛ ْفالتصَويرب ْمن ْبعبد ْعلى ْمدى ْألعفَّ ْسانبة ْوإصابة ْاميال ْبعيدة ْعن ْالهُققديف‬
‫عيجععرل ْالمعر ْيبل ْمعنى‪ْ .‬وإن ْعحعدعث ْو ْكانلت ْالنبوءرة ْخطأا ْرمباشرءا‪ْ ِ،‬يجققرب ْعلينققا ْأن ْعنفعتققيرعض ْأعن‬
‫القرعب ْقد ْغقيعر ْرأيره‪ْ .‬ما ْأحمعق ْالنساعن ْالذي ْعتصَعنرعره ْالرخرافات‪.‬‬

‫في ْرجزُبء ْسااببق ْيملن ْهاذا ْالعمل‪ْ ِ،‬رذيكعر ْأن ْأصعل ْمعنى ْكلمايت ْالنبي ْوالتنبؤ ْقد ْعتعغعيعر‪ْ ِ،‬وإن ْالنققبعي‪ِ،‬‬
‫ث؛ ْويرجرع ْذلعك ْالتغييرر ْفي ْمعنققى ْالكلمققايت‪ْ ِ،‬الققى‬ ‫بالمعنى ْالرمستخديم ْاﻵعن‪ْ ِ،‬هاو ْ ْاختراقع ْحدي ق‬
‫أن ْالرحليت ْوالساتعارايت ْوالعبارات ْوالتعابير ْالشعريية ْاليهُودية‪ْ ِ،‬قد ْأصعبحلت ْاﻵن ْغامضققءة‬
‫لنا ْو ْل ْعنعققيررف ْالرظققروعف ْالمحليققعة ْالققتي ْنطبقَوهاققا ْفققي ْوقققيت ْاساققتخدايمهُا‪ْ ِ،‬فرسققميلت ْنبققوءابت‪ِ،‬‬
‫ورجيععل ْ ْككرل ْشيبء ْغيير ْمفهُوبم ْنبوءءة‪ْ ِ،‬كان ْاليخدارع ْلريسمى ْنبوءءة‪.‬‬

‫أذا ْكان ْلنا ْأن ْنفعترعض ْأن ْالقرعب ْقد ْعحندعث ْوتواصعل ْمع ْإنسابن ْليعحدعثاره ْعققن ْالمسققتقَبل‪ْ ِ،‬ساققواعء‬
‫كان ْرهاناعك ْمثرل ْهاكذا ْإنسابن‪ْ ِ،‬أو ْلم ْعيكلن‪ْ .‬فإن ْكان ْرهاناعك‪ْ ِ،‬فمن ْالسلييم ْأن ْنعتقَققعد ْأن ْعيقتققعم ْإبلرغ‬
‫ي ْظققربف‬ ‫ب ْقا ع‬
‫العحعديث ْبمصَطلحابت ْمفهُومبة ْبعيدبة ْعن ْالغمويض‪ْ ِ،‬وبطريقَبة ْل ْيلبعس ْفيهُا ْلرتناساقق ع‬
‫عيحردرث ْبععد ْذلك‪ْ .‬‬

‫ت ْهاققذا‬‫ولكن ْكرققل ْالشققيايء ْالققتي ْرتسققمى ْنبققوءابت ْفققي ْالكتققايب ْالمسققمى ْبالمقَققديس ْتققأتي ْتحقق ع‬
‫الوصفَّ‪ْ .‬ولكن ْحال ْالنبوءية ْكحارل ْالرمعجزُية‪ْ .‬فلن ْنستطيعع ْالقققراعر ْحققتى ْلققو ْكققانت ْحقَيقَيققءة‪.‬‬
‫أولئك ْالذيعن ْيجرب ْأن ْريخعبروا ْبالنبوعءية ْل ْريمكرن ْلهُلم ْأن ْيعيرفوا ْما ْإذا ْكاعن ْالعررجققرل ْقققد ْتنبققأا ْأو‬
‫ك عيذعب‪ْ ِ،‬أو ْما ْإذا ْكان ْققد ْك ريشقعفَّ ْلققه ْشقيقء‪ْ ِ،‬أو ْتقوقععه ْبنفسققيه؛ ْواذا ْكققان ْالشققيرء ْالقذي ْيسقمى‬
‫النبوءرة ْيجب ْان ْعيحردعث ْبالتحديد ْام ْشيقء ْيشبرهُره ْمن ْبيين ْالعدييد ْمقن ْالمققوير ْالققتي ْعتحققردرث‬
‫يوميءا‪ْ ِ،‬ل ْريمكرن ْان ْريععرعف ْما ْاذا ْكان ْقققد ْتنبققأ ْبهُققا‪ْ ِ،‬أم ْخقمعنهُققا‪ْ ِ،‬أو ْمققا ْإذا ْكققان ْذلققك ْقققد ْحققدعث‬

‫‪69‬‬
‫عرضيءا‪ْ .‬النققبري‪ْ ِ،‬لققذلك‪ْ ِ،‬هاققو ْشخصَققيقة ْعديمققرة ْالفائققدية ْوغيققرر ْضققروريبة‪ْ .‬والجققانرب ْاﻵمققرن ْيمققعن‬
‫القَضيية ْهاو ْالحذرر ْمن ْافتراضهُا‪ْ ِ،‬من ْخلل ْعديم ْإعطايء ْائتمابن ْلهُذه ْالعلقات‪.‬‬

‫على ْالعموم‪ْ ِ،‬الغمورض‪ِ،‬والمعجزُرة‪ْ ِ،‬والنبوءرة‪ْ ِ،‬هاي ْالزُوائرد ْالتي ْتنتمي ْإلى ْخرافبة ْوليققس ْدينققءا‬
‫حقَيقَيءا‪ْ .‬فهُي ْالوسايلرة ْالتي ْإنعتعشرلت ْيملن ْخليلهُا ْالكثيرر ْمققن ْالقاويققيل ْحققول ْالعققالم‪ْ ِ،‬و ْالققديرن‬
‫اصبعح ْتجارءة‪ْ .‬وأدى ْنجارح ْأحيد ْالرمنعتيحليعن‪ْ ِ،‬لتشجييع ْاﻵخر‪ْ ِ،‬و ْاساتمروا ْبالقَيقايم ْببعققيض ْالخيققير‬
‫ومواكبية ْالحتيايل ْتقَية ْلحماييتهُم ْمن ْالندلم‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ةخلصة‬

‫وبعققعد ْأن ْعمققعددرت ْالموضققوعع ْاﻵن ْلطققوعل ْممققا ْركنققرت ْأقصَققد ْفققي ْالمقَققايم ْالول‪ْ ِ،‬ساققأختتمره‬
‫باساتخلبص ْملخبص ْمن ْرمجعميليه‪.‬‬

‫ل‪ْ ِ،‬إعن ْيفكرعة ْأو ْرمعتعقَعد ْأن ْكلمعة ْالرب ْموجودقة ْفي ْالطباعية‪ْ ِ،‬أو ْالكتابية‪ْ ِ،‬أو ْفققي ْالكليم‪ْ ِ،‬غيققر‬ ‫أو ء‬
‫رمتناعساقَبة ْفي ْحد ْذاتهُا ْللسابايب ْالتي ْرسايبعق ْعشررحهُا‪ْ .‬وهاذه ْالساباب‪ْ ِ،‬من ْبيققين ْأساققبابب ْلاخققرى‪ِ،‬‬
‫هاي ْالحاجرة ْلوجققويد ْلغققبة ْعالميققبة؛ ْ ْعتغيققير ْاللغققات ْ‪ْ ِ،‬وأخطققارء ْالترجمققالت‪ْ ِ،‬وإمكانيققرة ْقمققيع ْهاققذه‬
‫الكلمية ْتمامءا؛ ْوإحتمارل ْتغييرهاا‪ْ ِ،‬أو ْتلفييقَهُا ْك ريلهُا‪ْ ِ،‬وعفريضهُا ْعلى ْالعالم‪.‬‬

‫ثاانيءا‪ْ ِ،‬أن ْالخلق ْالذي ْنراره ْهاو ْالكلمرة ْالحقَيقَيرة ْوالبديرة ْللخققالق‪ْ ِ،‬والققتي ْل ْريمكرننققا ْأن ْرنخققعدعع‬
‫بهُا‪ْ .‬و ْرترينا ْرقدعرعتره‪ْ ِ،‬وعتردرل ْعلى ْيحكعميتيه‪ْ ِ،‬وعلى ْعخييريه ْوإثارائيه‪.‬‬

‫ب ْالخلقعي ْللنسقاين ْعيعتعمثقرل ْبتقَليقيد ْالخيقير ْالخلقققيي ْوإحسقاين ْالققريب ْالقذي‬ ‫ثاالثءا‪ْ ِ،‬إن ْالواج ع‬
‫تجلى ْفي ْالخليقَية ْنحو ْجمييع ْمخلوقايته‪ْ .‬أن ْعنفععرل ْيوميءا ْخيعر ْالققرب ْلجميققيع ْالنققاس‪ْ ِ،‬بققل ْهاققو‬
‫رقدوقة ْلجميققيع ْالنققايس ْلممارساققية ْالحسققان ْتجققاه ْكققل ْمنهُمققا ْاﻵخققر؛ ْوبالتققالي‪ْ ِ،‬ك رققعل ْشققيبء ْيمققعن‬
‫الضطهُايد ْوالنتقَايم ْبيعن ْالنايس‪ْ ِ،‬وك رقل ْشيبء ْمن ْالقَسوية ْعلى ْالحيوانات‪ْ ِ،‬هاو ْانتهُاقك ْللققواجيب‬
‫الخلقي‪.‬‬

‫أنا ْل ْلازعرج ْنفسعي ْبالنظير ْالى ْالمستقَبل‪ْ .‬أنا ْساعيقد ْباليماين‪ْ ِ،‬حتى ْبقَناعبة ْإيجابيبة‪ْ ِ،‬أن ْالقَققدرعة‬
‫التي ْأعطتنعي ْالوجوعد ْقادرقة ْعلى ْمواصلية ْذلققعك‪ْ ِ،‬فققي ْأي ْشققكبل ْوطريقَققبة ْعترغققرب‪ْ ِ،‬إمققا ْمققع ْأو‬
‫ل ْإنني ْساأظرل ْموجققودءا ْفيمققا ْبعققد ْكمققا ْانققا ْاﻵن‪ْ ِ،‬و ْكمققا‬‫يبدوين ْهاذه ْالجسد؛ ْوعيبدو ْأكثعر ْاحتما ء‬
‫ركنرت ْقبل ْأن ْيبدأ ْهاذا ْالوجود‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ومن ْالمؤكيد ْأنه‪ْ ِ،‬في ْمرحلبة ْما‪ْ ِ،‬تتفرق ْجميرع ْدول ْالرض ْوجميع ْالديان ْعلى ْشققيء‪ْ .‬فكرلهُققم‬
‫يؤيمنوعن ْبالريب‪ْ ِ،‬الشيايء ْالتي ْعيخعتيلفوعن ْفيهُا ْهاي ْالزُوائد ْالملحقَة ْبهُذا ْالعتقَاد؛ ْويمن ْرثاققم‪ْ ِ،‬أاي‬
‫ديبن ْجديبد ْيجرب ْأالن ْيسوعد‪ْ ِ،‬فإنه ْلن ْيأتعي ْبأي ْشققيبء ْجديققبد‪ْ ِ،‬ولكنققره ْيتخلققرص ْيمققعن ْالزُوائققيد‪ْ ِ،‬و‬
‫ريبقَي ْعلى ْاليماين ْكما ْآمن ْالنسارن ْفي ْالبدء‪ْ ِ،‬فآدم‪ْ ِ،‬إن ْكان ْ ْهاناك ْهاكذا ْرجل‪ْ ِ،‬رخيلققعق ْربوبيققءا‪.‬‬
‫لكن ْفي ْالوقت ْالحالي‪ْ ِ،‬لندع ْركل ْإنسابن ْريمايررس ْحقَره ْبإتبايع ْالديين ْوالعبادية ْالتي ْريعفيضلل‬

‫‪72‬‬
‫ ْ‬

‫توماس بايان‬

‫توماس ْباين)‪ْ (1809ْ – ْ 1737‬ثاوري ْإنكليزُي ْومخترع ْومفكر ْولد ْفي ْبريطانيققا ْوهاققاجر ْإلققى‬
‫أمريكا ْعام ْ‪ْ .1774‬كان ْلمقؤلفه ْ"الحقس ْالسقليم" ْساققنة ْ‪ْ 1776‬أثاقققر ْكقبير ْفقي ْالتعجيققل ْبققإعلن‬
‫الساتقَلل‪ْ ِ،‬وكذلك ْعفعععل ْععملرره ْاﻵخر ْ“الزمنة ْالمركية“‪.‬‬

You might also like