Professional Documents
Culture Documents
توماس ْباين
1794
ترجمة :محمد موسى
تمت ْالترجمة ْبواساطة:
محمد ْ ْموساى
McMoses@yandex.com
هاذا ْالرمصَننفَّ ْمرخص ْبموجب
ْ ْرخصَة ْالمشاع ْالبداعي ْعنسب ْالرمصَننفَّ ْْ -غير ْتجاري ْْ -الترخيص ْبالمثل ْ ْْ 4.0دولي.
2
عن الكتاب
ععصَرر ْالعقَل) ْ :بالنكليزُيةْ (The ْ Age ْ of ْ Reason ْ :كتاقب ْألفقه ْتوماس ْباين ْفي ْالقَرين
الثامين ْعشر ْإنعتعقَعد ْفيقيه ْألقديعن ْالرمهُيكقعل ْوعتحقدى ْيعصَقمعة ْاليكتقايب ْالمقَقديسْ .رطيبقعع ْفقي ْثالثاقية
أجزُاء ْفي ْ ْ 1794و ْ 1795و ْ 1807وأصبعح ْفي ْقائمية ْأفضيل ْالمبيعايت ْفي ْأمريكا ْحيرث ْنساققعب ع
ب
إحياءء ْلمذهايب ْالربوبيةْ .
ريقَدرم ْالكتارب ْأدلة ْالربوبيعة ْمثل ْانحرايف ْالكنيسققية ْالمسققيحيية ْوانتقَققاعد ْمحاوليتهُققا ْللحصَققويل
على ْالسلطية ْالسياسايةْ .يؤيرد ْالكتارب ْالعقَعل ْوالمنطعق ْعوضءا ْ ععن ْالوحي ْويررفرض ْالمعجققزُايت
ب ْالقمقَدساعة ْيقطعءا ْأدبيءة ْ ْوليست ْوحيءا ْإلهُيءاْ .ل ْعيررفرض ْيفكعرعة ْالريب ْبل ْهاو ْربققوبقي
ويعتبر ْالركرت ع
يدعرم ْالديعن ْالطبيعي ْويؤمن ْبخالق.
كانت ْرمعظرم ْالدلة ْالتي ْإساتخعدعمهُا ْالكاترب ْمعروفءة ْللرنخبققية ْالمثقَفققيةْ ِ،لكنققره ْققققعدعمهُا ْبأساققلوبب
شيبق ْزاد ْيمن ْجاذبييتهُققا ْوشققعبييتهُا ْلجمهُققوبر ْعريققبضْ .و ْقققد ْ ْألعهُعمققت ْأفكققارا ْالكتققاب ْقمفكريققعن
آخرين.
3
الفهرس
4
كلمةة المؤلف
ت ْيحمايتكمْ .أنره ْعيحتوي ْعلى ْآرائي ْعن ْالدينْ .سارتنصَفوعنعني ْبتذركركم أعضرع ْالعععمعل ْالتالعي ْعتح ع
بأنني ْقد ْأعيدرت ْبقَوءة ْقحعق ْككعل ْإنسابن ْإمتلك عره ْرأعيره ْالخاصْ ِ،مهُما ْكان ْرمخعتيلفءا ْععن ْرأيي ْْ .
عمن ْيعتعنكلر ْهاذا ْالحرق ْللخير ْْ ِ،عيجععرل ْيملن ْعنفيسيه ْعبدءا ْلرأييه ْالحالي ْلنره ْعيحورل ْدوعن ْنحيقَيه ْفي
تغييريه.
إن ْأكثعر ْالسالحعة ْفاعليءة ْضضعد ْك رعل ْنوبع ْمن ْالخطاء ْهاو ْالعقَلْ ْ .لم ْأرقلم ْبأساتخدام ْأي ْأدابة
لاخرى ْوأنا ْواثاقق ْبأنني ْلن ْأاقوعم ْبذلعك ْأابدءا.
5
الفصل الوال :الممارسة اليامانية للمؤلف
لقَد ْكان ْفي ْنيتيْ ِ،منرذ ْسانوابت ْمضلتْ ِ،نشعر ْأفكاري ْععلن ْالديينْ .مدركءا ْجيدءا ْحجعم ْالصَعوبات
المتعلقَية ْبالمرْ ِ،من ْهاذا ْالمنطلقْ ِ،احعتعفظرت ْيبهُا ْلفتربة ْلحقَققبةْ .قصَققدرت ْبهُققا ْأن ْتكققوعن ْالهُديققعة
الخيرعة ْالتي ْلاقيدقمهُا ْلزُملئعي ْمن ْمواطني ْجمييع ْالميمْ ِ،في ْالوقيت ْالذي ْل ْتكورن ْفيه ْنيققتي
محعط ْشكوبكْ ِ،حتى ْمن ْقبعل ْالرافضين ْللعمل ْالذي ْأقدرمرهْ .
إن ْما ْحدعث ْاﻵن ْفي ْفرنسا ْيمن ْالغابء ْللنظايم ْالكهُنوتيي ْأجمعققه ْبركققيل ْمققا ْيتععلققرق ْبققه ْمققن ْنظققبم
دينيبة ْ ْوبنوبد ْعقَائديبة ْقهُريبةْ ِ،لم ْيعزُلد ْمققن ْدافعققي ْفحسققبْ ِ،بققل ْعجععققعل ْأيضققءا ْهاققذا ْالنققوعع ْيمققن
العمل ْضروريءا ْللغاييةْ ِ،ففي ْالحطايم ْالعققايم ْللخرافققايتْ ِ،والنظققيم ْالحاكمققية ْالكاذبققيةْ ِ،واللهاققويت
المزُييفَّْ ْ ِ،رتنسى ْالبصَيرعةْ ِ،والخلعقْ ِ،والنسانيعةْ ِ،واللهاو ع
ت ْالحعقْ .
وكما ْعقعدعم ْلي ْالعديرد ْمن ْزملئي ْوغييرهالم ْمن ْمواطني ْفرنسا ْمثا ء
ل ْلبنققايء ْنظققايمهُلم ْالعقَايئققدي ي ي
الطققويعي ْو ْالشخيصَققيْ ِ،عساققأقورم ْانققا ْايضققءا ْببنققايء ْنظققاميْ .وأنققا ْأفعققرل ْذلققعك ْيبركققيل ْالخليص
والصَراحية ْالتاين ْيتصَرل ْيبيهُما ْعقَرل ْالنساين ْعمعع ْنفسيهْ .
أؤمن ْبربب ْواحبد ْفقَلطْ ِ،ل ْأكثر؛ ْوآمرل ْفي ْساعادبة ْبععد ْهاذيه ْالحيايةْ .
اؤمرن ْبألمساواية ْبيعن ْالبشيرْ .وأؤمرن ْبأعن ْالواجبات ْالدينية ْتتمثرل ْفي ْعتحقَييق ْالعدالية ْوالمحبية
و ْالرحميةْ ِ،والسعي ْلسعادية ْالمخلوقايت ْا ل
لخرىْ . ي
الى ْجانب ْذلك ْأؤمرن ْبأموبر ْأخرى ْكثيربةْ ِ،لذلعك ْساأقدرم ْفي ْهاذا ْالكتايبْ ِ،المور ْالتي ْل ْاؤمرن
بهُاْ ِ،وأساباعب ْعدعم ْايماني ْبهُاْ .
6
أنا ْل ْاؤمرن ْبالعقَيدية ْالمعلنية ْمن ْقبيل ْالكنيسققية ْاليهُوديققةْ ِ،الرومانيققةْ ِ،اليونانيققةْ ْ ِ،التركيققةْ ِ،أو
الكنيسية ْالبروتستانتيةْ ِ،ول ْأي ْكنيسبة ْاخرى ْأعيرقفهُاْ ِ،عقَلي ْهاو ْكنيستي.
جميع ْالمؤساسات ْوالكنائسْ ِ،ساواءء ْكانت ْيهُوديءةْ ِ،ام ْمسيحيءة ْأم ْتركيقءةْ ِ،ل ْتبقدو ْلقي ْساقوى
اختراعابت ْبشريبةْ ِ،لانشألت ْلتخوييفَّ ْواساتعبايد ْالنساينْ ِ،واحتكاير ْالرسلطية ْو ْالربايحْ .
ول ْأقصَرد ْبهُذا ْالعلين ْإدانعة ْمن ْيؤمنون ْخلءف ْلذلءك؛ ْفلهُم ْنفرس ْالحق ْفققي ْاعتقَققادهام ْكمققا
هاو ْليْ .ولقكعن ْمن ْالضروري ْلسعادية ْالنساين ْألن ْيكوعن ْمخيلصَءا ْعقَليءا ْلنفيسيهْ ِ،فققالكفرر ْل ْيعتععلعققرق
باليماين ْيمن ْعدميهْ .بل ْانه ْاعتنارق ْالشخيص ْلعقَيدبة ْل ْيؤيمرن ْبهُاْ .
إن ْمن ْالمستحييل ْحسارب ْالذى ْالخلقي ْ-ان ْكان ْلقعي ْالتعققبيرر ْعنقره ْبهُقذيه ْالطريقَقةْ -عنققدما
رينعترج ْالعكيذرب ْالعقَلري ْو ْعينعتشرر ْفي ْالمجتمعْ .فعنققدما ْريفرسققرد ْالنسققارن ْو ْعييغققرش ْععقَرلققرهْ ِ،وريققذيعرنره
للعتقَايد ْبأشيابء ْل ْيؤمرن ْبهُققاْ ِ،فققأنرعه ْريرعققرد ْعنفعسققره ْلرتكققايب ْأي ْجريمققبة ْلاخققرىْ .وعيأرخققرذ ْبيتجققارية
العكعهُنويت ْلكسيب ْالمايلْ ِ،ومن ْأجل ْتأهاييل ْعنفيسيه ْلهُذيه ْالتجارية ْيبدلا ْبشهُادية ْالققزُويرْ .هاققل ْريلميكننققا
ي ْشيبء ْأكثرر ْعتدميرءا ْللخليق ْيملن ْهاذا؟ ْ
عتصَورر ْأ ع
وقلكن ْحينما ْعيترم ْالقَياعم ْبذلعكْ ِ،عساريتعبرع ْبثوربة ْفي ْنظايم ْالديينْ .وعيرتعم ْالكشرفَّ ْعققن ْالختراعققايت
البشريية ْوخدايع ْالكهُنويتْ .وعيعوقد ْالنساقن ْليماين ْنقَققييْ ِ،غيققر ْمخلققوبط ْأو ْمزُيققبفَّْ ِ،أي ْاليمققارن
بألبه ْواحبدْ ِ،ل ْأكثلر.
7
الفصل الثاني :المهمات وا الوحي
ك رعل ْكنيسبة ْأو ْديبن ْقد ْوضعع ْ ْيلعنفيسيه ْاسااساءا ْبإدعايء ْحميل ْرمهُمققءة ْخاصققبة ْمققن ْعربب ْيتواصقرل ْعمقعع
بعققض ْالفققرايدْ .اليهُققورد ْلققديهُلم ْموساققىْ .المسققيحيون ْلعققديهُلم ْعيسققوع ْورررساققيلهُلم ْوالقَديسققيعن؛
والترارك ْلععدليهُلم ْرمعحقملدْ ِ،كما ْلو ْإعن ْالطريعق ْإلى ْالعرعب ْلعققم ْعيكققن ْمفتوحققءا ْلكققل ْأنسققابن ْعلققى ْحققبد
عساوالء.
ك رقل ْمن ْهاذيه ْالكنققائيس ْرتظيهُققرر ْبعققعض ْالركرتققيبْ ِ،الققتي ْريعسققموعنهُا ْالققوحعيْ ِ،أو ْكلعمققعة ْالققعربْ ِ،فيقَققورل
اليهُورد ْأعن ْعكلعمعة ْالعريب ْقد ْلاععطيلت ْلموساققى ْعوجهُققءا ْلققوجهْ .ويقَققورل ْالمسققيحيوعن ْكققذلك ْجققاعءلت
كلمرة ْالعرب ْمن ْالوحيي ْاللهُيْ :ويقَورل ْالتققراركْ ِ،أعن ْكلمققعة ْالققعرب ْ)القَققرآن( ْققد ْرجيلعبققلت ْيمقلن ْيقعبقيل
ملبك ْيمعن ْالسماءْ .ك رقل ْيمن ْتلعك ْالكنايئيس ْعتعتيهُرم ْاﻵخرى ْبالكفيرْ ِ،و ْانا ْبدوري ْأاركفرر ْيبيهُلم ْجميعءا.
أنره ْليمعن ْالضروريي ْإالصَارق ْالفكققاير ْو ْالمعققانعي ْإلققى ْرمفعردايتهُققا ْالصَققحيحيةْ ِ،لققعذلعك ْساققأقورم ْيبققذكير
بعيض ْالملحظايت ْعحوعل ْعكلمة ْالوحي ْقبل ْالرمضيي ْرقدمءا ْفي ْالموضوعْ ِ،فالعوحريْ ِ،يعنعدما ْريذكرر
في ْسايايق ْالديينْ ِ،فأنره ْعيعني ْنقَعل ْشيلء ْفورءا ْمن ْالعريب ْإلى ْالنساينْ .ل ْأحققعد ْرينيكققرر ْأو ْريعققاررض
رسالعطعة ْالقَديير ْأن ْعيصَنعع ْمثل ْهاكذا ْرساالةْ ِ،إذا ْكاعن ْيرغب.
لْ ِ،أان ْشيئءا ْقد ْك ريشعفَّ ْلشققخبص ْمعيققبنْ ِ،دوعن ْأي ْشققخبص ْآخققرْ ِ،هاققو ْوحققي
ولقكعن ْالعتراعفْ ِ،جد ء
لهُذا ْالشخص ْفعقَلطْ .فحين ْيقَورم ْبعنقَيليه ْلشخبص ْثاابنْ ِ،و ْمن ْثاابن ْ ْلثالبث ْوثاالبث ْلراببعْ ِ،ومققا ْإلققى
ذلكْ ِ،فإنره ْعلم ْعيعلد ْوحيءا ْلجمييع ْهاؤلء ْالشخاصْ .إعنره ْوحقي ْلويل ْشخبص ْفقَطْ ِ،وإشاعبة ْالققى
الخريعنْ ِ،وبالتالي ْهام ْليسوا ْرملعزُميعن ْيبتصَدييقَهُا.
إنره ْلعتناققض ْفي ْالرمصَطلحايت ْوالفكايرْ ِ،تسميرة ْأي ْشيبء ْيأتي ْإلينا ْمن ْجهُبة ْأخرى ْوحيءاْ ِ،إما
لفظيءا ْأو ْكتابءةْ .الوحي ْعيقَعتصَرر ْبالضرورية ْعلى ْالتواصل ْالولْ ِ،بعد ْذلققكْ ِ،هاققو ْمجققررد ْتسققليبم
بأعن ْما ْيقَوله ْهاذا ْالعشخرص ْهاو ْوحقي ْرمنعزُقلْ ِ،وعلققى ْالرغققم ْمققن ْانققره ْعقققد ْعييجققرد ْعنعفعسققره ْمضققطرءا
8
لليمان ْبهْ ِ،فإنه ْل ْريمكرن ْأن ْأكوعن ْرملزُمءا ْباليماين ْبهُا ْبنفيس ْالطريقَية؛ ْلنه ْلم ْيكن ْوحيا ْرمنزُلء
ي ْيساوى ْك عيلمعتره ْبأن ْعوحيءا ْقد ْأانيزُعل ْالييه.
اليْ ِ،وليس ْلد ع
عندما ْقاعل ْموساى ْلبني ْإسارائيعل ْأنه ْعققد ْعتعلقَقى ْلقوحي ْالوصقايا ْمقن ْيقدي ْالققربْ ِ،لققم ْيكونقوا
رملزُميعن ْبتصَدييقَيه ْلنه ْلم ْعيركن ْلديهُم ْأي ْسالطة ْأخرى ْلذلعك ْساوى ْعقويليه ْلعهُققم؛ ْوليققس ْلققدي ْأ ع
ي
رسالطبة ْأخرى ْساوى ْك عيلعمعة ْمؤربخ ْما ْريخيبررني ْيبذلعك.
*ومع ْذلكْ ِ،فمن ْالضروريي ْأان ْريسعتثنى ْعمن ْذلعك ْالعلرن ْالذي ْيقَققورل ْأن ْالققعرعب ْريحمققرل ْخطايققا
اﻵباء ْعلى ْالطفايلْ .إن ْهاذا ْرمخالقفَّ ْلكيل ْمبدإا ْمن ْمباديئ ْالعدالية ْالخلقيية.
يعنعدما ْقيل ْلي ْأان ْالرقَرآعن ْعقد ْك ريتعب ْفي ْالسققمايء ْورجيلقق ع
ب ْإلققى ْرمحمققبد ْيمققن ْيقبققيل ْملبكْ ِ،فالدعققارء
ينعديررج ْأيضءا ْتحت ْنفس ْالنوع ْمن ْالشاعة ْك عسققايبيقَيه ْوالدلققة ْالغيققير ْمباشققربة ْأيضققءا ْوالسققلطية
ي ْالحرق ْفققي ْععققديم ْاليمققاين
المستخدمية ْكالسلطية ْالسابقَيةْ .فلم ْأعر ْالملعك ْبعنفسيْ ِ،وبالتاليْ ِ،لعد ع
به.
ل ْدوعن يععندما ْيقيققعل ْلققي ْأيضققءا ْإعن ْرهانققاعك ْامققرأءة ْرتققدعى ْعمريققم ْالعققذراءْ ِ،وانهُققا ْقققد ْلاعطعيققلت ْيطف ء
معاشرية ْ ْعررجبل ْو ْأن ْعخطيبهُاْ ِ،يوسافَّْ ِ،قد ْققاعل ْأان ْملكققءا ْققد ْأاخققبعرره ْيبقذلعكْ ِ،فلققدي ْالحققرق ْفققي
التصَدييق ْمن ْعدميه؛ ْفمثرل ْهاكذا ْظربف ْعيعتطلرب ْأادلءة ْأقوى ْبكثيبر ْمن ْمجريد ْكليميهُققلم؛ ْلكننققا ْل
عنملرك ْذلعك ْحتىْ ِ،لنه ْلم ْعيرقَقم ْريوساقعفَّ ْول ْمريقعم ْبكتابقية ْأي ْشقيبء ْمقن ْهاقذا ْالقَبيقيلْ ِ،بقل ْأنهُقا
رذكرلت ْيمن ْقبيل ْاﻵخرين ْفانهُا ْاذءا ْإاشاعقة ْعمبنيقة ْعلققى ْإاشققاعبة ْلققعذلعك ْأختققارر ْأن ْل ْأجععققعل ْهاكققذا
ادلءة ْاسااساءا ْليماني.
9
ومعع ْذلعكْ ِ،فإنره ْليعس ْيمن ْالصَعيب ْحسارب ْمصَداقيية ْقصَية ْيسققوع ْالمسققيح ْبكققونيه ْابققن ْالققعرعبِ،
لقَد ْكان ْولدءا ْعندما ْكانلت ْالسااطيرر ْالوثانيية ْل ْتزُارل ْعتحعتيفققرظ ْبريادتهُققا ْورساققمعيتهُا ْفققي ْالعققالمِ،
وأن ْالسااطيعر ْأععدت ْالناعس ْلليمان ْبهُكققذا ْقصَققةْ ِ،تقَريبققا ْجميققرع ْالرجققايل ْذوي ْساققمعبة ْطيبققبة
الذيعن ْعاشوا ْفي ْعصَير ْالسااطيير ْالوثانية ْعادة ْما ْريععتعقَرد ْكوينهُلم ْابناءء ْلبعيض ْاﻵلهُة.
ويمعن ْالغرييب ْأن ْرنلحعظ ْأنبثاعق ْنظرية ْما ْريسمى ْبالكنيسققية ْالمسققيحيية ْمققن ْذيققيل ْالساققاطيير ْ.
فإن ْالندماعج ْالمباشعر ْعحعدعث ْفي ْالمقَايم ْالويل ْمن ْخليل ْعجعقيل ْالمؤساققيس ْذو ْالرسقمعية ْالطيبقية
ساماوي ْالموليدْ .
ثاالوث ْاﻵلهُة ْو ْما ْتلره ْعبعععد ْذلعك ْليس ْيساققوى ْتقَليققبل ْلعققدد ْاﻵلهُققة ْالسققابقَة ْالققذي ْكققاعن ْحققوالي
عشروعن ْأو ْثالثاوعن ْألفقءاْ ْ ِ،فتمثقارل ْمريقعم ْعنعجقعح ْبإساقتبدايل ْتمثقاعل ْديانقا ْأفسقسْ .البطقارل ْتقم
تغييررهالم ْإلى ْقديسيعنْ .لعقَد ْكان ْللسااطير ْآلهُة ْلركعل ْشققىبء ْوللساققاطيير ْالمسققيحيية ْقديسققون
لكعل ْشيبء؛ ْأاصعبعحت ْالكنيسرة ْرمزُدحعمءةْ ِ،كما ْكانت ْالمعابد ْالوثانيةْ ِ،وكانت ْروما ْمكانءا ْلكلييهُما.
ْ
النظريققرة ْالمسققيحيرة ْليسققت ْشققيئءا ْاخققرءا ْساققوى ْوثانيققبة ْيمققن ْالساققاطيير ْالقَديمققيةْ ِ،وتققم ْتبنيهُققا
لغققرايض ْالسققلطية ْواليققرادايت؛ ْو ْاﻵن ْل ْيققزُال ْدور ْالعقَققل ْوالفلسققفية ْقائمققءا ْلبطققايل ْهاققذا
الحتيال.
10
الفصل الثالث :ياسوع المسيح وا تارياةخةه
ل ْشيعء ْمما ْرذكعر ْهانا ْريمكرن ْأن ْريععتعبر ْاسااءءة ْبأقل ْدرجايتهُا ْللطابيع ْالحقَيقَققيي ْليسققوع ْالمسققيح.
ل ْوديءاْ ِ،كانت ْالخلرق ْالقتي ْعبعشققعر ْيبهُققا ْومارعساقهُا ْمقن ْالنققويع ْالكقثرر ْخيقرءا؛
ل ْفاض ء
لقَد ْكان ْرج ء
وعلى ْالرغيم ْمن ْوجويد ْرنرظققبم ْمماثالققبة ْمققن ْالخليق ْقققد ْعبعشققعر ْبهُققا ْكونفوشققيوسْ ِ،وبعققض ْمققن
الفلساف ية ْالغريقْ ِ،قبل ْسانوات ْعديدة؛ ْو ْمن ْقبل ْالكويكرز ْمنققذ ْذلققك ْالحيققن؛ ْوالكققثير ْمققن
الشخايص ْالجيدين ْفي ْجمييع ْالعصَويرْ ِ،لكن ْلم ْيتفوق ْعليهُا ْمن ْقبل ْأي ْمنهُم.
ي ْشققيبء ْآخققر؛ ْول ْحققتى لم ْيكتب ْيسوع ْالمسيح ْأي ْبيابن ْععن ْنفيسيهْ ِ،عن ْولديتيهْ ِ،عنعسققيبيهْ ِ،أو ْأ ع
خطءا ْواحدءا ْمما ْريسمى ْبالعهُيد ْالجدييد ْفهُو ْليققس ْمققن ْكتابققايتيهْ .تققاريرخره ْرهاققعو ْتمامققءا ْيمققن ْرصققنيع
ي ْلقَصَققة
أشخابص ْآخريعن؛ ْوعن ْالبياين ْالمعطى ْلقَيامتيه ْوصعودهْ ِ،كان ْذلققعك ْالنظيققعر ْالضققرور ع
ولديته.
فبعدما ْعجلععبره ْالمؤرخون ْإلى ْالعاليم ْبطريقَبة ْخارقبة ْللطبيعيةْ ِ،اضطروا ْإلى ْإخراجققه ْمنققه ْمققرة
أخرى ْبنفس ْالطريقَيةْ ِ،وأل ْبطل ْالعشطرر ْالول ْمن ْالقَصَية ْو ْلاطيعح ْبيه ْالى ْالرض.
الخترارع ْالبائرس ْالذي ْيتمثرل ْفي ْادعايء ْالشطر ْالخيققر ْيتجققاورز ْك رققعل ْشققيبء ْمضققى ْمققن ْقبققل
ذلكْ .إعن ْالشققطعر ْالوعل ْهاققو ْتصَققوقر ْخققارققْ ِ،ولققم ْيكققن ْشققيئءا ْممكنققءا ْللتأكيققيد ْمققن ْقبققيل ْالعامققية.
وبالتالي ْكان ْلرواية ْهاذا ْالشطير ْيمعن ْالقَصَية ْهاذه ْالفائدةْ ِ،فعلى ْالرغققيم ْمققن ْأنهُققا ْقققد ْل ْرتصَققدقِ،
فل ْيمكن ْالكشفَّ ْعن ْزييفهُققاْ .إذ ْل ْيمكققن ْأن ْيتوققرع ْمقن ْاحققيدهالم ْإثابققاعت ْذلققكْ ِ،لنقه ْلققم ْيكققن
احدى ْالشياء ْالقَابلة ْللثاباتْ ِ،وكان ْمن ْالمستحيل ْلشخص ْقد ْلاخبعر ْبذلك ْأن ْريثبعته ْبنفيسيه.
ولقكعن ْقيامعة ْشخبص ْميبت ْمن ْالقَبيرْ ِ،و ْالرصَعورد ْبه ْفي ْالهُوايءْ ِ،هاو ْشيقء ْمختلقفَّ ْجدءا ْبالنسبية
للدلية ْالتي ْيمكرن ْالعترارف ْيبهُاْ ِ،مقَارنءة ْمع ْتصَوبر ْغيعر ْمرئبي ْلطفبل ْفي ْداخل ْرحبمْ .فالقَيامرة
والصَعوردْ ِ،يفتعررض ْأنهُا ْقد ْإتخعذلت ْمكانءا ْظاهارءا ْلعيققاين ْالعامققيةْ ِ،كصَققعويد ْالمنطققايدْ ِ،أو ْساققطوع
الشميس ْفي ْظهُيرية ْاليويمْ ِ،واضحءا ْلجمييع ْمن ْفي ْالقَديس ْعلى ْالقل.
11
ل ْو ْأن ْعيكوعن ْهاذا ْالققدليرل ْ ْمسققاويءا
والشيرء ْالذي ْيعتطلرب ْمن ْالجمييع ْإليماعن ْيبيهْ ِ،يتطلرب ْدلي ء
للجميعْ ِ،وأن ْيكوعن ْعالميءا؛ ْإن ْالرأي ْالعام ْلهُذا ْالفعل ْالخيققير ْهاقو ْالقدليل ْالوحيقد ْمقن ْالدلقة
التي ْريمكرن ْأن ْتعطي ْمصَداقيءة ْللشطير ْالويلْ ِ،و ْإل ْعبرطلعلت ْالقَصَة ْبأكميلهُا ْوعهاعولت ْإلى ْالرض.
ل ْمن ْالشخايصْ ِ،ليسوا ْبأكثعر ْمن ْثامانيبةإن ْهاذيه ْالدلية ْلعلم ْرتعطى ْأبدءاْ .في ْحيين ْإن ْعددءا ْقلي ء
أو ْتسعبةْ ِ،رجيعرلوا ْوكلءء ْللعاليم ْبأساريهْ ِ،ليقَولوا ْإعنرهُم ْرؤوا ْذلععكْ ِ،وجميرع ْمن ْفي ْالعاليم ْمدعويعن
لتصَديقَه.
ولكن ْيبدو ْأان ْتوماس ْلم ْيرؤمن ْبالقَياميةْ ِ،وكما ْعيقَولوعنْ ِ،علن ْريصَيدعق ْإل ْبوجويد ْدليبل ْواضققبح ْو
ظاهابر ْلعرهْ .والعسعبرب ْجيقد ْبما ْفيه ْالكفايية ْلتوماس ْكما ْهاو ْجيقد ْايضءا ْلي ْشخبص ْاخر.
ومن ْالعسيير ْمحاولية ْالتخفييفَّ ْعن ْهاذه ْالمسألية ْأو ْتمويرهُهُاْ .فالقَصَرةْ ِ،بقَدير ْما ْيعتعلرق ْبهُا ْمققن
جزُبء ْخاربق ْللطبيعيةْ ِ،عتحيمرل ْفي ْطيايتهُا ْركل ْعلمايت ْالغيش ْو ْالخدايعْ .فأيءا ْكان ْمؤلرفَّ ْالكتققايب
فإنره ْيمعن ْالرمستحيل ْلنا ْاﻵن ْأن ْنعيرعفْ ِ،وأن ْنتأكد ْأن ْالكتب ْقققد ْك ريتبققلت ْمققن ْيقبققيل ْالشققخايص
الذين ْعتحيمرل ْأساماؤهام.
أفضرل ْدليبل ْنابج ْلنا ْاﻵن ْمن ْالدلة ْالتي ْريمكرن ْاحترامهُا ْهاو ْاليهُودْ ِ،فرهُققم ْينحققدروعن ْبانتظققابم
يمن ْالنايس ْالذيعن ْعاشوا ْفي ْتلعك ْالوقات ْالتي ْعحدعثالت ْفيهُا ْالقَيامرة ْوالصَعوردْ ِ،وهاققم ْيقَولققوعن
إنهُا ْلم ْتحردث.
لقَد ْبدا ْلي ْرمنرذ ْفتربة ْطويلبة ْعدعم ْتناسابق ْغريبب ْفي ْذكير ْاليهُويد ْكدليبل ْعلققى ْحقَيقَققية ْالقَصَققية.
انه ْفقَط ْكقَورل ْشخبص ْسالاثابرت ْحقَيقَعة ْما ْأنا ْقائقل ْلك ْمققن ْخليل ْالنققايس ْالققذيعن ْيقَولققون ْإنققره
غيرر ْصحيح.
12
إن ْاحتماليعة ْوجويد ْيمثيل ْهاذا ْالشخيص ْيسوقع ْالمسييح ْو ْإعققدايميه ْبطريقَققة ْالعصَققليب ْالمعروفققية
آنذاكْ ِ،هاي ْعلققة ْتاريخيرة ْعتعقَرع ْبدقبة ْيضمعن ْحققدويد ْالحتمققاليتْ .فقَققد ْقيققعل ْإنققره ْبقشققر ْبمكققاريم
الخليق ْوالمساواية ْبيعن ْالنايسْ .لقكنره ْعبقشعر ْأيضءا ْضد ْفسايد ْو ْعجعشققيع ْالعكعهُنققية ْاليهُققويدْ ِ،وهاققذا ْمققا
ب ْلعره ْكراهايعة ْوإنيتقَاعم ْنظاعم ْالكهُنويت ْبأجمعيه.
عجلع ع
التهُارم ْاقلذي ْقوعجعهُره ْهاؤلء ْالكهُنية ْضده ْكان ْاليفتنعة ْوالتآمعر ْضضعد ْالحكومية ْالرومانييةْ ِ،التي ْكان
اليهُورد ْتابعيعن ْوخاضعيعن ْلهُا؛ ْوليعس ْيمعن ْالرمستبعيد ْإمتلرك ْالحكوعمية ْالرومانيية ْمخاوفءا ْساريءة
من ْآثاار ْعقَيدتيهْ ِ،وكذلعك ْالعكعهُنعة ْاليهُوردْ .عفليعس ْمن ْالرمسققتحييل ْكققوعن ْيسققوع ْالمسققيح ْمتققأم ء
ل
في ْخليص ْالمية ْاليهُوديية ْمن ْعبوديية ْالروماين؛ ْو ْلكن ْبيعن ْهااتينْ ِ،عفعقَققعد ْالصققلحري ْالثققورري
حياته.
13
الفصل الرابع :ا ل
لسس المسيحية
وعلى ْهاذا ْالسريد ْللوقائيعْ ِ،جنبءا ْإلى ْجنب ْمعع ْحالبة ْاخرى ْماضيءا ْبذكيرهااْ ِ،أقققام ْالساققطوريوعن
المسققيحيوعن ْالققذيعن ْعيققدعوعن ْأنرفيسققيهُم ْالكنيسققعة ْالمسققيحيعةْ ِ،خرافيتيهُققم ْبسققخافبة ْو ْتهُققوبر ْ ْل
يعتجاورزره ْأري ْشيبء ْآخر ْريمكرن ْالرعثورر ْعلييه ْفي ْأسااطيير ْالرقَدمايء.
روارة ْالساققاطيير ْالقَديمققية ْعيقَولققوعن ْلنققا ْأن ْيعرقققءا ْيمققعن ْالعمالقَققية ْقققد ْأعلعرنققوا ْالعحققرعب ْيضققعد ْاﻵلققه
ي ْعقققد ْهاعزُعمققره
الرمشتريْ ِ،وأن ْأحدهام ْألقَى ْمئعة ْصققخربة ْعليققيه ْفققي ْرميققبة ْواحققدبة؛ ْوأن ْالمشققتر ع
ت ْجبيل ْإتناْ ِ،وأنه ْفي ْكل ْمربة ْيستديرر ْفيهُا ْالعملرق ْينرفرث ْعجعبعل
بالرعيدْ ِ،وعحعبعسره ْبععد ْذلعك ْعتح ع
إثانا ْالناعر ْعلييه.
عفيمعن ْالسهُيل ْرهانا ْأان ْعنرى ْأعن ْكوعن ْالجبيل ْبركانءا ْكان ْاسااعس ْيفكققرة ْالخرافققة؛ ْوبققذلقك ْعييتققرم ْصقنع
قصَبة ْلتجارعي ْهاذا ْالظرف.
أصحارب ْالسااطيرر ْالمسيحيوعن ْيقَولققوعن ْلنققا ْأن ْالشققيطاعن ْقققد ْأعلعققعن ْحربققءا ْضققد ْالققربْ ِ،الققذي
ت ْجببلْ ِ،بل ْفي ْحفربةْ .فمعن ْالسهُيل ْرهانققا ْأان ْنققرى ْأن ْالخرافققعة هاعزُعمرهْ ِ،وحاعصررره ْعبععد ْذلكْ ِ،ل ْعتح ع
الولى ْعقد ْاوعقعدلت ْفكرعة ْالثانيةْ .لن ْخرافعة ْالمشتري ْعساعبقَلت ْخرافعة ْالشيطاين ْبمئابت ْالسنيين.
لذلعك ْفألسااطيرر ْالقَديمرة ْوالسااطيرر ْالمسيحيرة ْل ْعتختيلرفَّ ْكقثيرءا ْعقن ْبعضقهُا ْالبعقضْ .ولقكقعن
الخيرعة ْأعخقعذلت ْالمسققألعة ْأبعققعد ْبكققثيبرْ .عفعقَققد ْفكققروا ْبربقط ْجققزُبء ْيمقن ْخرافققية ْيسققوع ْالمسقيح
بخرافبة ْعنعشقألت ْيمقن ْجبقيل ْإتنقا؛ ْومقن ْأجقل ْربققط ْاجققزُايء ْالقَصَققية ْمعققءاْ ِ،إعتعخقذوا ْتقَاليقعد ْاليهُققويد
لمساعديتهُمْ .ذلك ْبأن ْالسااطيعر ْالمسيحيعة ْتتكورن ْجزُئيءا ْمن ْالسااطيير ْالقَديمققية ْوجزُئيققءا ْمققن
التقَالييد ْاليهُوديية.
14
أصحارب ْالسااطيير ْالمسققيحييةْ ِ،بعققعد ْأن ْحبسققوا ْالشققيطاعن ْفققي ْحفققربةْ ِ،اضققطروا ْللعسققمابح ْلققه
بالخرويج ْمرءة ْأخرى ْلتكملية ْالخرافققيةْ .فيتققرم ْعتمققثيرله ْفققي ْجنققية ْعققدبن ْبهُيئققية ْثاعبققابن ْأو ْافعققىِ،
وبهُذا ْالشكل ْيدخرل ْبمحادثابة ْمألوفبة ْعمعع ْحواءْ ِ،التي ْلم ْتتفاجأ ْبسمايع ْافعءى ْتتكلم ْورمشكلرة
هاذا ْالهُراء ْبأنره ْقد ْاقنععهُا ْبأكل ْتفاحبةْ ِ،و ْانهُا ْبأكلهُا ْلهُيذه ْالتفاحية ْقد ْلعنققت ْاليجنققعس ْالبشققر ع
ي
بأساريه.
بععد ْإعطايء ْالشيطاين ْهاذا ْالنصَعر ْعلى ْالخليق ْكليهْ ِ،مقن ْالمتوققيع ْان ْيكقوعن ْأصقحارب ْالساقاطيير
ل ْعليه ْ)كما ْيقَولونعطوفيعن ْبما ْيكفي ْلعاديته ْالى ْالحفريةْ ِ،و ْان ْلم ْيفعلوا ْهاذا ْلوضعوا ْجب ء
بققأن ْايمققاعنهُم ْريحققيررك ْالجبققال( ْاو ْان ْيضققعوه ْتحققت ْجبققل ْكمققا ْعفععققعل ْأساققلرفهُم ْيمققن ْاصققحايب
السااطييرْ ِ،ليمنعوره ْمن ْالختليط ْبالنسايءْ ِ،و ْاسااءية ْالتصَريف.
ل ْمن ْذلعك ْفإنهُم ْتركوره ْطليقَءاْ ِ،حققتى ْدوعن ْإلزُامققه ْبشققرويط ْالفققرايج ْعنققهْ ِ،والسققر ْهاققو
لكن ْبد ء
أنهُم ْل ْيستطيعوعن ْالبقَاعء ْبدوينيهْ .و ْبععد ْما ْتورطوا ْفي ْعخليقَيهْ ِ،ظقلوا ْيرشونه ْللبقَققاءْ ِ،فوعققدوه
بكل ْاليهُويدْ ِ،وكقعل ْالترايك ْبالتوقعْ ِ،تسعة ْأعشابر ْمن ْالعققاليم ْعلققى ْجققانببْ ِ،ورمعحقمقققد ْكجققزُبء ْمققن
الصَفقَيةْ .بعد ْذلكْ ِ،من ْيستطيرع ْالتشكيعك ْفي ْعجويد ْالسااطيير ْالمسيحيية.
وهاكذا ْجعلوا ْتمردءا ْومعركءة ْفي ْالسمايءْ ِ،والتي ْل ْريمكرن ْلبي ْمن ْمقَاتليهُا ْأن ْريقَتعل ْأو ْريصَاعبِ،
فوضعوا ْالشيطاعن ْفي ْحفربة ْكثاعم ْعتعركوره ْعيخققرررج ْمققرءة ْلاخققرى ْ– ْليعطققوره ْإنتصَققارءا ْعلققى ْالخلققق
بأسايريه ْلعنءا ْالبشريعة ْجمعاعء ْبتناويلهُم ْالتفاح.
هاكذا ْرعبعط ْأصققحارب ْالساققاطيير ْالمسققيحيية ْطرفققعي ْالرخرافققية ْمعققءاْ ِ،عفرهُققم ْريعمثلققوعن ْهاققذا ْالرجققعل
الفاضعل ْالققودوعدْ ِ،يسققوعع ْالمسققيحْ ِ،بكققوينه ْانسققانءا ْتققارءة ْو ْالهُققءا ْتققارءة ْلاخققرىْ ِ،وأيضققءا ْإبققعن ْاللققه
ب ْمن ْالسمايء ْمن ْأجل ْالتضحييةْ ِ،لنهُم ْيقَولوعن ْأن ْحواعء ْقد ْأكلت ْتفاحءة.
الرمنعج ع
15
ص لتفاصيلل ا ل
لسس ألسابقة الفصل الخامس :تفح ص
وضعءا ْجانبءا ْك رعل ْما ْقد ْريثيرر ْالعضيحعك ْبسققبب ْالسققخافية ْأو ْالربغققعض ْبسققبيب ْاليفسققيقْ ِ،و ْتكريققعس
أنفيسنا ْفقَط ْلتفحيص ْالجزُاءْ ِ،فققإنره ْليمققعن ْالرمسققتحييل ْعترصَققورر ْقصَققبة ْأكققثرر ْاهاانققبة ْللقَققديرْ ِ،أقققرل
تناساقَءا ْمع ْيحكعمتيهْ ِ،أكثرر ْتناقضءا ْمع ْقوتيهْ ِ،من ْهاذيه ْالقَصَة.
من ْأجيل ْإساتداعميتهُا ْكان ْللرمختيريعيعن ْالحاجية ْلعطايء ْالكيققاين ْالققذي ْريعسققموعنره ْالشققيطاعنْ ِ،قققوءة
مساويءة ْبمقَدابر ْكبيبرْ ِ،إن ْلم ْعتركن ْأكبعر ْمما ْنسبوره ْللقَدييرْ .فلم ْريعطوره ْفقَط ْقوعة ْتحريير ْعنفيسققيه
يمن ْالرحفرةْ ِ،بعد ْما ْعسارموره ْبإلسقَوطْ ِ،وقليكعنم ْضاعفوا ْرقدريته ْبععد ْذلك ْإلى ْما ْل ْنهُاية.
عقبعل ْهاذا ْالسقَوط ْكانوا ْريمثلونه ْعكملبك ْمحدود ْالوجويدْ ِ،كبقَيية ْالملئكةْ .لكققن ْبعققد ْساقققَوطيهِ،
ل ْكامعل ْمساحية ْالفضايء ْايضءا. ب ْإدعايئهُمْ ِ،موجودءا ْفي ْكيل ْمكابنْ ِ،محت ء
ريصَيبرحْ ِ،عحعس ع
و ْما ْزالوا ْغيعر ْراضيعن ْبهُذا ْالتألييه ْللشيطاينْ ِ،فإنهُم ْريميثلوعنره ْهاازمءا ْبحيليته ْبشكيل ْحيوابن ْمن
الخليقْ ِ،ك رعل ْقوية ْوحكمية ْالقَدييرْ ْ ْ ِ،ممثلين ْأياره ْعلى ْانه ْعدعفعع ْالقَديعر ْإلى ْضرورية ْتسليعم ْجميققيع
الخليقَية ْالى ْرحكيم ْو ْسايادية ْالشيطاينْ ِ،أو ْالساتسليم ْمن ْ ْأجل ْخلصهُم ْبالنزُويل ْإلققى ْالريض
للتضحيية ْبنفسيه ْعلى ْالصَلييب ْبهُيئية ْأنسابن.
لققو ْأن ْمخققترعي ْهاققذه ْالخرافققية ْكققانوا ْقققد ْعساققعردوهاا ْعلققى ْالعكققسْ ِ،ممثليققعن ْالقَققديعر ْمخيققرءا
الشيطاعن ْبالتضحيعة ْبنفيسيه ْعلى ْالصَليب ْبهُيئية ْثاعبابن ْكعقَاب ْله ْلكانت ْاليقَصَرة ْأقل ْتناقضءا ْو
ساخفءاْ .وقلكنهُم ْبد ء
ل ْمن ْذلك ْعجععلوا ْللمخالعفَّ ْانتصَارءاْ ِ،و ْللقَديير ْساقَوطءا.
إن ْالعديعد ْمن ْالرجايل ْالصَالحيعن ْيؤمنوعن ْبهُذه ْالخرافيةْ ِ،وعاشوا ْحياءة ْجيدة ْجققدءا ْفققي ْظققيل
هاذا ْالعتقَايد ْ)فالسذاجرة ْليست ْبجريمبة ْ(ْ ِ،هاذا ْما ْل ْأشققرك ْفيققهْ .ففققي ْالمقَققام ْالولْ ِ،قققد ْتققم
تلقَيرنهُم ْبألن ْريؤمنوا ْبهُذاْ ِ،وكانوا ْسايؤمنوعن ْبأي ْشيبء ْآخبر ْقد ْرلقَنوا ْبه ْبنفيس ْالطريقَية.
16
وهاناك ْأيضءا ْالعديعد ْيمعمن ْكانوا ْمتحمسيعن ْجدءا ْلتصَوير ْالرحيب ْالل ْمحدويد ْمن ْقبل ْالقَديير ْفي
التضحيية ْبنفسهْ .لكن ْالحظعر ْالفكرعي ْقد ْمنعهُم ْمن ْالنظر ْفي ْعبثيية ْو ْبذائققية ْالقَصَققةْ .فكلمققا
كان ْالشيرء ْغيعر ْطبيعيءاْ ِ،قكلما ْكان ْأكعثققعر ْرقققدرءة ْعلققى ْأن ْريصَققيبعح ْموضققوعءا ْللعجققاب ْالكئيققب
للنسان.
17
الفصل السادس :عن اللهاوت الحقيقي
لمورر ْالمثيررة ْللعجايب ْو ْالمتنققاين ْهاققي ْغايرتنققاْ ِ،ال ْتتمثققرل ْك رققعل ْساققاعبة ْأمققاعم ولكن ْإن ْكانت ْا ل
ل ْعيحعتوينا ْعلحعظعة ْيولدتنققاْ ِ،عالمقءا ْملققئ ْأيقديناْ ِ،ل ْيكلفنققا ْشقيئا؟ ْهاقل أعييننا؟ ْال ْعنعرى ْخلقَءا ْعاد ء
عنحرن ْعمن ْيضيرء ْالعشمعسْ ِ،أو ْعمقعن ْعيرصَققرب ْالعمعطقعرْ ِ،ويملقئ ْالرعض ْخيققرءا؟ ْفسقواء ْركنقا ْنيامققءا ْأم
رمستيقَضيعنْ ِ،فإن ْاﻵلعت ْالواساععة ْللكوعن ْل ْتزُال ْعتمضي.
هال ْهاذيه ْالشيارءْ ِ،وبركايتهُا ْالرمستقَبليعةْ ِ،ل ْتعني ْلنققا ْشققيئءا؟ ْأل ْيمكققرن ْلمشققاعيرنا ْالجماليققية ْأن
ب
تتحعمعس ْيمن ْيقيبيل ْأيي ْموضوبع ْأخبر ْيساوى ْمواضييع ْالمأساققاية ْوالنتحققاير؟ ْأم ْأعن ْالفخققعر ْالكئيقق ع
للنساين ْاصعبعح ْل ْيطارقْ ِ،لدرجية ْأن ْل ْشيء ْريمكرن ْأان ْريرضعيره ْيساوى ْتضحيية ْالخاليق؟
أنا ْأعلم ْأن ْهاذا ْالتحقَيعق ْالجريعء ْساوعف ْريفيزُرع ْالعكعثيققرْ ِ،وقلكققن ْذلققعك ْيمققن ْعشققأنه ْأن ْريظيهُققر ْقلهُققم
مدى ْالسذاجية ْالتي ْعيحملونهُا ْعلى ْعايتيقَهُمْ ِ،ان ْالزُمعن ْو ْالمعر ْيتطلباين ْذلك.
العشرك ْفي ْأان ْنظريعة ْما ْريسمى ْبالكنيسققية ْالمسققيحيية ْكورنهُققا ْخرافققءة ْأصققبح ْواساققعءا ْجققدءا ْفققي
جمييع ْالبلد؛ ْوسايكوعن ْسالوءى ْللنايس ْالذيعن ْعييشكوعن ْفي ْما ْريعصَيدقونه ْوما ْل ْريعصَدقونْ ِ،رؤيققة
الموضويع ْريختبر ْبحريبةْ .ولذلعكْ ِ،فإنني ْأاتعقَعدرم ْلدراساية ْالركرتقيب ْاقلقتي ْرتسقمى ْبالعهُقد ْالقَ دييم ْو
العهُعد ْالجديد.
18
الفصل السابع :عن العهد القديام
هاذيه ْالكتبْ ِ،بدءءا ْمن ْسافير ْالتكوين ْو ْانتهُاءء ْمع ْالرؤيا ْ)جمعءا ْهاي ْكتب ْاللغقاز ْالقتي ْتتطلقب
وحي ءا ْلشرحهُا(ْ ِ،هاي ْكما ْيقَال ْلنا ْكلمة ْالربْ .ولذلكْ ِ،فمن ْالسليم ْأن ْنعرف ْمن ْقال ْلنققا ْذلققكِ،
لكي ْنقَرعر ْاعطاعء ْمصَداقيية ْلهُذه ْالخبارْ .
الجواب ْعلى ْهاذا ْالسؤال ْهاو ْأن ْل ْأحعد ْيستطيرع ْالقَولْ ِ،يساوى ْإننا ْعقد ْاخبرنا ْبعضققنا ْالبعققض
بذلكْ .ومع ْهاذاْ ِ،تاريخيءا ْيبدو ْ ْالمققرر ْكمققا ْيلققيْ :عنققدما ْأعساققعس ْأصققحاب ْالساققاطير ْالكنسققية
ينظاعمهُمْ ِ،فإنهُم ْجمعوا ْكل ْالكتابايت ْالتي ْاساتطاعوا ْايجاعدهاا ْو ْقاموا ْبإلتصَرف ْبهُا ْكما ْيحلو
لهُم.
ْإنهُا ْلمسألة ْعدعم ْيقَيقبن ْبالنسققبية ْلنقا ْكققوعن ْهاقذيه ْالكتابققايت ْكمققا ْتظهُققر ْاﻵن ْتحقت ْاساقم ْالعهُققد
القَديم ْوالجديد ْهاي ْفي ْنفيس ْالحالية ْالتي ْيقَارل ْان ْجامعيهُققا ْقققد ْعجعمعوهاققاْ ْ ِ،أو ْمققا ْإذا ْكققانوا
قد ْاضافوا ْاليهُاْ ِ،أو ْغيروهااْ ِ،أو ْلخصَوهااْ ِ،أو ْالبسوهاا.
فقَد ْقعرعروا ْبالتصَوييت ْعلى ْأبي ْيمعن ْالكتب ْالققتي ْصققنعوهاا ْتصَققلح ْأن ْتكققون ْكلم ْالققربْ ِ،و ْأءي
منهُا ْما ْل ْيصَلحْ .فعرعفضوا ْعدءة؛ ْوصوتوا ْﻵخرين ْبأن ْيكون ْمشكوكءا ْبيهُمْ ِ،مثعل ْالكتاب ْالققذي
ب ْالصوايتْ ِ،رقيرعرت ْأن ْعتكوعن ْكلمعة ْالرب.
ريسمى ْأبوكريفا؛ ْالكتب ْالتي ْاخذت ْغال ع
و ْلو ْإنهُم ْصوتوا ْخلفءا ْلذلعكْ ِ،ﻵمققن ْك رققعل ْالنققايس ْالققذيعن ْيطلقَققوعن ْعلققى ْأنرفيسققهُم ْالمسققيحيين
خلف ْذلكْ ْ .ذلعك ْبأعن ْأيماعن ْشخبص ْيأتي ْمن ْتصَويت ْاﻵخر.
19
أيءا ْ ْكان ْمن ْفععل ْك رعل ْهاذا ْفعنحرن ْل ْعنعيررف ْشيئءا ْعنهُم ْيساوى ْأنهُققم ْأطلقَققوا ْعلققى ْأنرفسققهُم ْاساققم
الكنيسيةْ ِ،وهاذا ْكل ْما ْعنعيرعفره ْعن ْهاذه ْالمسألةْ .كما ْانه ْليس ْلققدينا ْأي ْدليققبل ْخققارجبي ْآخققر ْأو
رسالطبة ْلاخرى ْلليمان ْبهُذه ْالركتيب ْعلى ْانهُا ْعكلعمرة ْالريب ْيساوى ْما ْتم ْيذكعررهْ ِ،وذلك ْل ْريميثرل ْدلي ء
ل
أو ْسالطءة ْعلى ْالطلق.
فمضيرت ْفي ْالموضيع ْالتاليْ ِ،لتفحيص ْالدلية ْالداخليية ْالواردية ْفي ْالركتيب ْعنفيسهُاْ .لقَد ْتحدثات
عن ْالوحي ْفي ْمكابن ْساابق ْفي ْهاذا ْالكتاب؛ ْأنا ْأمضي ْاﻵن ْبهُذا ْالموضوعْ ِ،بغققريض ْتطققبيقَيه
على ْالكتيب ْالمعنييةْ .
الوحري ْهاو ْتواصقل ْمن ْشيء ْما ْالى ْشخص ْريكعشرفَّ ْله ْعن ْما ْلم ْريععرعف ْمن ْقبلْ .إذا ْركنرت ْقد
عفعلرت ْشيئءاْ ِ،أو ْرأيت ْأحدءا ْيقَورم ْبهْ ِ،فإنه ْل ْحاجعة ْلققوحبي ْيخققبرني ْأنققي ْقققد ْعفععلققرت ْذلققكْ ِ،أو
رأيرت ْذلكْ ِ،ول ْحتى ْلريسعمعح ْلي ْأن ْأقوعل ْاو ْاكتعب ْذلققكْ .وبالتققاليْ ِ،ل ْريمكققرن ْتطققبيرق ْالققوحي
على ْأي ْشيء ْقد ْعتم ْالقَيام ْبه ْعلى ْالريضْ ِ،حيرث ْيكورن ْفييه ْالنسارن ْهاو ْالفاعرل ْاو ْالشاهاد.
وبالتققالي ْكققرل ْالجققزُايء ْالتاريخيققية ْوالقَصَصَققيية ْيمققعن ْالكتققايب ْالرمقَققديسْ ِ،الققتي ْتكققاد ْان ْرتشققكعل
أجعمععرهْ ِ،ليست ْيضمعن ْالمعنى ْوالبوصلية ْالخاصية ْبكلمية ْالوحيْ ِ،وبالتاليْ ِ،ليست ْك عيلمعة ْالربْ .
عندما ْهاعرعب ْساامسون ْمن ْبوابايت ْغزُةْ ِ،إذا ْحدعث ْذلققعك ْمنققرذ ْأي ْوقققبت ْمضققى ْ)و ْان ْكققان ْقققد
فعل ْأم ْلم ْيفعل ْفل ْشأن ْلنا ْبققه(ْ ِ،أو ْعنققدما ْزار ْدليلْ ِ،أو ْامعسققعك ْعثاعققايلعبرهْ ِ،أو ْعفععققعل ْأي ْشققيبء
آخرْ ِ،ما ْعلقرة ْالوحيي ْبكيل ْهاذا؟ ْإذا ْكانت ْحقَائءقْ ِ،لقَال ْذلك ْيبنفيسهْ ِ،أو ْلقَاعم ْبذلك ْساققكرتيرهِ،
ب ْلعرهْ ِ،إن ْكققانت ْعتسققعتيحرق ْالخبقاعر ْأو ْالكتابققعة؛ ْوإذا ْكقانت ْمقن
إن ْكاعن ْلديه ْأعحقد ْيمكرن ْأن ْيكرت ع
الخيايلْ ِ،فالوحري ْل ْيمكرن ْأن ْيجععلهُا ْحقَيقَءةْ .وعما ْإذا ْكانت ْحقَيقَءة ْأم ْلْ ِ،فنحرن ْلسنا ْبأفضعل
ل ْول ْاكثعر ْحكمءة ْبمعرعفيتنا ْلهُا.
حا ء
20
وعندما ْرنفكرر ْفي ْعظمية ْ ْالققذي ْريققوجيه ْوعيحكققرم ْالكققوعن ْككققبلْ ِ،الققذي ْل ْيسققتطيرع ْالعبعصَققعر ْادراعك
يساوى ْرجزُبء ْضئيبل ْيمنرهْ ْ ِ،عييجرب ْأن ْعنشرععر ْبالعخعجيل ْيمن ْعتسميية ْيمثل ْهاكذا ْقصَص ْعكلمعة ْالرب.
ْأما ْعن ْحسايب ْالخليقْ ِ،الذي ْيفتترح ْبه ْكتارب ْسافير ْالتكوينْ ِ،يحتوي ْك رعل ْمظاهاير ْالتقَالييد ْالتي
عحعمعلهُا ْالسارائيليورن ْبيعنرهُم ْقبعل ْأن ْيأتوا ْإلى ْمصَرْ .و ْبععد ْرحييلهُم ْعن ْذلعك ْالبلد ْوضعوره ْفققي
رمقَدمية ْالتارييخْ ِ،دون ْيذكير ْأاعنرهُم ْعلم ْعيععلموا ْكيعفَّ ْأتوا ْبهُا ْ)على ْالغالب(.
ْطريقَرة ْافتتاحيية ْالبياين ْتبدو ْتقَليديءةْ .وتبدلا ْفجأءة؛ ْل ْأحد ْيتحدرث ْو ْل ْأحد ْيسمرع ْو ْليسلت
موجهُءة ْلحدْ .ليققعس ْفيهُققا ْعشققخقص ْاول ْو ْل ْثاققابن ْو ْل ْثاققالثْ .إنهُققا ْتحمققرل ْك رققعل ْ ْمعققايير ْكونهُققا
تقَليدءا؛ ْفل ْيوجرد ْلهُا ْمستنقدْ .و ْموساى ْل ْيأخرذ ْعلى ْعاتقَه ْإدخاعلهُا ْبالشكيل ْالققذيي ْيسققتخدمره
ل ْ".في ْمناسابابت ْلاخرىْ ِ،مثل ْأن ْيقَول"ْ :الرب ْريحدرث ْموساىْ ِ،قائ ء
ْأني ْلفي ْحيربة ْلعم ْرسامعي ْهاذا ْبمبدأ ْالخليقَية ْلموساىْ ْ ِ،أعتقَرد ْان ْموساى ْكان ْأكقثر ْحكمقءة ْفقي
هاذا ْالموضوع ْمن ْان ْيعضعع ْإساعمره ْعلييهْ .فعقَد ْعتعلقَقى ْتعليعمقره ْبي عن ْالمصَقريين ْالقذيعن ْكقانوا ْمقن
ذوي ْالمهُارية ْفي ْالعلويمْ ِ،وخاصة ْفي ْعلم ْالفلكْ ِ،يمثعل ْأيي ْشعبب ْآخر ْفققي ْعزمققاينيهُم؛ ْو ْالصَققمرت
والعحعذرر ْالذي ْاخذره ْموساى ْفي ْعديم ْالرمصَادقية ْعلى ْهاذا ْالبيان ْهاو ْدليقل ْسالبقي ْجيد ْعلى ْإنره
لم ْعيرقَل ْذلععك ْولم ْيؤمن ْبه.
ْأن ْالقَضيعة ْهاعي ْإن ْك رعل ْأمبة ْيمعن ْالنايس ْكانوا ْصناعءا ْللعالم ْوك ذلعك ْك ان ْلسا رائيرل ْالح رق ْف ي
إقامققية ْ ْممارساققية ْذلققعك ْكالبقَيققةْ .و ْبمققا ْأعن ْموساققى ْلققم ْيركققن ْإساققرائيليءاْ ِ،فأختققاعر ْأن ْل ْيناقض
التقَليدْ .ومع ْذلكْ ِ،فإن ْالبي اعن ْغي عر ْم ؤذبيْ .وها ذا ْها و ْأك ثرر ْمم ا ْيمك رن ْأان ْيقَ اعل ْعل ى ْأج زُابء
لاخرى ْكثيربة ْمن ْالكتايب ْالمقَديس.
21
كلما ْقرأن ا ْالقَصَ عص ْالفاحش عةْ ِ،والفس وعق ْالش هُوانيْ ِ،وح اليت ْالع دايم ْالقَاسا يية ْوالتع ذييبِ،
ئ ْأكثعر ْيمن ْنصَيفَّ ْالكتايب ْالمقَديسْ ِ،فإنره ْلققن ْتكققوعن ْتسققميتهُا ْك عيلعمققعة
والنتقَايم ْالصَاريم ْالذي ْيمل ر
شيطابن ْأقعل ْتناساقَءا ْععوضءا ْععن ْكلمعة ْالرب.
ْإنره ْتاريرخ ْالشيرْ ِ،الذي ْأدى ْإلى ْفسايد ْووحشيية ْالبشريية؛ ْو ْانا ْبدوري ْأبغرضره ْبصَققدبقْ ِ،و ْأكققرره
ك رعل ْم ا ْها و ْق ابسْ .فنح رن ْن ادرءا ْم ا ْنج رد ْش يء ْيس تحق ْإلهاان ة ْاو ْالزدراءْ ِ،ال ْعن د ْتناويلن ا
للكتايب ْالمقَديسْ ِ،عدا ْبعض ْالعبارات ْمنهْ .
ففي ْالمنشورات ْالمجهُولةْ ِ،والمزُاميرْ ِ،وكتاب ْالعملْ ِ،وعلى ْالخص ْفققي ْهاققذا ْالخيققرْ ِ،نجققد
الكثير ْمن ْالمشاعر ْالمرتفعة ْالرمعبرر ْعنهُا ْبصَوربة ْتعبيريبة ْعن ْالقَوية ْوالحماساية ْاﻵلهُيةْ ْ .لكنهُققا
ل ْتيقَرفَّ ْفي ْمنزُلبة ْأعلى ْمن ْالعديد ْمن ْالتراكيب ْالخرىْ ِ،في ْمواقفَّ ْو ْمواضيع ْمماثالةْ ِ،قققد
سابقَتهُا ْمنذ ْذلك ْالحين.
المثارل ْالتي ْيقَارل ْأن ْساليماعن ْقد ْألفهُاْ ِ،على ْالرغيم ْيمن ْأنه ْتعم ْتجميرعهُققا ْعلققى ْالرجققح ْ)لنهُققا
تكشفَّ ْمعارءف ْعن ْالحياية ْل ْريمكرن ْله ْمعرفتهُا( ْهاي ْقائمقة ْمن ْاليعازايت ْالخلقيية ْالتي ْهاي
اقرل ْيفطنءة ْمن ْأمثال ْالسابانْ ِ،وليست ْبأكثعر ْيحكمبة ْأو ْانفعع ْاقتصَاديبة ْمن ْتلعك ْالتي ْاتققى ْبهُققا
فرانكلين.
جميرع ْما ْعتبققَى ْمن ْالكتايب ْالمقَديسْ ِ،والمعروفية ْعمومءا ْباسامايء ْالنبياءْ ِ،هاققي ْأعمققارل ْالشققعرايء
اليهُويد ْوالدعارة ْالمتجوليعنْ ِ،الذيعن ْعخعلطوا ْاليشععرْ ِ،والحكاياعتْ ِ،والتفانعي ْمعءاْ ِ،وهاذه ْالعمارل ْل
تزُارل ْتحتفرظ ْبهُوى ْونمبط ْشعربيْ ِ،وإن ْكانت ْفي ْالترجمة.
مثال ْآخر ْأقتبسه ْمن ْإرميا ْالحزُنْ ِ،و ْععلييه ْأضيرفَّ ْعساطريين ْآخريينْ ِ،لتبيين ْنية ْالشاعر.
22
ْ"ياْ ِ،لرأساي ْمن ْالمياه ْو ْيا ْلعيني"
لقَد ْقرأنا ْعن ْالتنبؤ ْبالمزُماييرْ ِ،بالطبويلْ ِ،و ْبالبوايقْ ِ،و ْعن ْالتنبؤ ْبالقَيثاريةْ ِ،بالربايبْ ِ،بالصَققنيجِ،
و ْكل ْالدوايت ْالموسايقَيية ْالخرى ْالمتعققاريف ْعليهُققا ْآنققذاكْ .لققو ْكرنققا ْعنعتحققعدرث ْاﻵن ْعققن ْالتنبققيؤ
بأساتخدايم ْالكماينْ ِ،او ْالطبيل ْو ْالعصَاْ ِ،لعظعهُعر ْالتعبيرر ْبل ْمعنققبىْ ِ،او ْلبققدى ْساققخيفءاْ ِ،بققل ْساققيبدو
ازدراءء ْلبعيض ْالنايسْ ِ،ذلعك ْبأننا ْقد ْغيرنا ْمعنى ْالكلمة.
قد ْقيعل ْلنا ْأن ْشاؤول ْكان ْيمن ْالنبيايءْ ِ،وأيضا ْأنره ْقد ْتنبأْ .ولكننققا ْلعققم ْرنخققبر ْبمققا ْتنبققأْ ِ،ول ْمققا
تنبققؤوا ْهاققم ْبققهْ .القَضققيرة ْهاققعي ْأعنققره ْلعققم ْيكققلن ْهانققاك ْمققا ْيقَققال ْلن ْهاققؤليء ْالنبيققايء ْكققانوا ْمققن
الموسايقَييعن ْوالشعرايءْ ِ،وإنضم ْشاؤورل ْالى ْالحفيلْ ِ،وكان ْذلك ْريسمى ْالنبوؤة.
البيارن ْالمعطى ْلهُذيه ْالقَضيية ْفي ْكتققاب ْريققدعى ْصققموئيلْ ِ،أن ْشققاؤول ْالتقَققى ْبمجموعققبة ْمققن
لْ ِ،ومزُمققارءاْ ِ،وقيثقارءةْ ِ،وأنهُققم ْتنبققأواِ،
النبيايءْ .مجموعبة ْبأكملهُا ْيمنهُم! ْحاملوعن ْسانطورءاْ ِ،وطب ء
وأنه ْقد ْتنبأا ْمععرهُمْ .
23
ولقكن ْيبدو ْبععد ْذلكْ ِ،أن ْشاؤوعل ْعقد ْتنبأا ْبصَوربة ْسايئبةْ ِ،و ْكان ْيؤدي ْدورره ْبصَوربة ْسايئبةْ .لنره
يقَارل ْبأن ْ"روحءا ْشريرءة ْمن ْالريب ْقد ْحقلت ْعلى ْشاؤولْ ِ،وقد ْتنبأ".
اﻵنْ ِ،ل ْيوجرد ْأي ْمقَطبع ْآخبر ْفي ْالكتايب ْالمسمى ْبالمقَدسْ ِ،لثابايت ْلنا ْأننا ْقد ْفقَققدنا ْالمعنققى
الصلعي ْلكلمية ْالنبوؤيةْ ِ،واساتبدلناهاا ْبمعنءى ْآخرْ ِ،لكان ْهاذا ْعوحرده ْكافيءا؛ ْلنه ْمققن ْالمسققتحييل
اساتخدايم ْوتطبييق ْكلمعة ْالنبوؤة ْفي ْالمكاين ْالرمستخديم ْهانا ْوتطبيقَهُا ْبالمعنى ْال ذي ْالصَققَناره
بهُا ْفي ْوقبت ْلحبق.
لقَد ْرساميوا ْديبورا ْوباراك ْأنبياءءْ ِ،ليس ْلنهُم ْتنبأوا ْبأي ْشيبءْ ِ،ولكن ْلنهُققم ْقققد ْالفققوا ْقصَققيدءة
أو ْأغنيققءة ْ ْتحمققرل ْاساققماعئهُمْ ِ،احتفققا ء
ل ْبعمققبل ْقققد ْلانجققعزُْ ْ .يعتققبر ْداود ْمققن ْالنبيققايءْ ِ،لنققره ْكققان
موسايقَيءاْ ِ،وكانت ْله ْرسامعءة ْ)على ْالرغم ْمن ْمدى ْعدم ْصققحتهُا( ْبققأنه ْمؤلققرفَّ ْالمزُاميققيرْ ْ .لقكققن
إبراهايمْ ِ،إساحاعقْ ِ،ويعقَوعب ْل ْيسموعن ْأنبياءءْ .فإنه ْل ْيظهُققر ْمققن ْأي ْالبيانققات ْلققديناْ ِ،أنهُققم ْقققد
غنوا ْاو ْعزُفوا ْالموسايقَىْ ِ،أو ْالفوا ْالشعر.
لقَد ْلاخبرنا ْععن ْالنبياء ْالعظم ْشققأنءا ْو ْالدنققىْ .لققذلك ْقققد ْيخبروننققا ْعققن ْالربققايب ْالعظققرم ْو
الدنى ْشأنءاْ .لنره ْل ْريمكرن ْأن ْعتكققوعن ْرهانققاعك ْدرجققاقت ْفققي ْالتنبققؤ ْبأساققتمرار ْبققالمعنى ْالمعاصققر.
ولكن ْهاناك ْدرجات ْفي ْالشعرْ ِ،وبالتالي ْفإن ْالعبارة ْقابلة ْللتوفيق ْمع ْالقَضيةْ ِ،عنققدما ْنفهُققم
بهُا ْالشعراء ْالعظرم ْو ْالدنى.
24
ومققن ْغيققر ْالضققروريي ْتمامققءاْ ِ،بعققد ْذلققعكْ ِ،تقَققديرم ْأي ْملحظققابت ْعققن ْمققا ْكتعبققره ْهاققؤلء ْالرجققايل
النبيايء ْْ .فالفأرس ْعيذعهارب ْمرءة ْواحدءة ْإلى ْالجذيرْ ِ،من ْخليل ْإظهُاير ْأن ْالمعنى ْالصققلي ْللكلمققة
كان ْرمخطئءاْ ِ،وبالتالي ْفركل ْالساتدلليت ْال تي ْتقم ْاساتخلرصقهُا ْمقن ْيتلقعك ْالركتقبْ ِ،والحقترارم
التعبدري ْالذي ْتم ْدفعهُا ْلهُمْ ِ،والتعليقَايت ْالشققاقية ْالققتي ْقققد ْركتبققلت ْععنرهُققم ْتحققت ْهاققذا ْالمعنققى
الخايطئ ْل ْتستحرق ْالجدالْ .وعمعع ْذلعكْ ِ،في ْمناسابابت ْكثيربة ْ ْتستحرق ْكتابارت ْالشعرايء ْاليهُود
مصَيرءا ْأفض ء
ل ْيمن ْكونهُا ْملزُمءةْ ِ،كما ْهاققي ْاﻵنْ ِ،مقع ْالقَمامقة ْالقتي ْترافقَهُققاْ ِ،تحقق ع
ت ْأساققم ْكلمقة
الريب ْالمسارء ْالييهُا.
وإذا ْسامحنا ْلنرفيسنا ْبأان ْعنعتصَوعر ْأفكارءا ْصققحيحءة ْللشققياءْ ِ،عييجققرب ْأن ْنعضققعع ْبالضققرورية ْفكققرءة
غيرر ْ ْقابلية ْالتغيييرْ ِ،و ْمن ْالمستحييل ْمطلقَءا ْلي ْتغييبر ْأن ْيحدث ْلهُا ْبققأي ْوساققيلبة ْأو ْحققادبث
مهُما ْكانْ ِ،فرنعكيررمهُا ْبعتسمييتهُا ْك عيلمعة ْالربْ .وبالتالي ْفإن ْكلمعة ْالرب ْل ْيمكققرن ْأان ْتوجققد ْفققي ْأي
رلغبة ْمكتوببة ْأو ْإنسانيبة.
إن ْالتغييعر ْالتدريجعي ْالرمستمعر ْالذي ْتخضرع ْلعره ْمعاني ْالكلماتْ ِ،وضرورية ْوجققويد ْلغققبة ْعالميققبة
تجعرل ْالترجمعة ْضروريءةْ ِ،والخطارء ْالتي ْتخضرع ْلهُا ْالترجمارت ْمققرة ْأخققرىْ ِ،وأخطققارء ْالنسققيخ
والمطابيعْ ِ،إلى ْجاينيب ْإمكانيية ْالتغيير ْالمتعميدْ ْ ِ،رتثبققرت ْأان ْرلغققعة ْالنسقاينْ ِ،ساققواءء ْفقي ْالكلم ْأو
في ْالطباعيةْ ِ،ل ْريمكرن ْأن ْعتكوعن ْعوسايلءة ْلكلمية ْالريبْ .كلمرة ْالريب ْموجودءة ْفي ْشيبء ْآخر.
و ْحتى ْلو ْكاعن ْالكتققارب ْالمسققى ْبالمقَققدس ْ ْمتفوقققءا ْفققي ْنقَققايء ْالفكققاير ْوالتعققابيير ْعقن ْالركرتققيب
الموجودية ْاﻵن ْفي ْالعالمْ ْ ِ،علن ْلاسالعم ْبكوينيه ْكلمة ْالريبْ .لن ْالحتماعل ْلن ْيكوعن ْأبققدءا ْأقققل ْمققن
فرضيبةْ .ولكن ْيعندما ْأرى ْفي ْالرجزُيء ْالكبير ْيمن ْهاذا ْالكتايب ْتاريخءا ْمن ْالرذائيل ْالكققثعر ْرجققرأءةِ،
ومجموعققءة ْمققن ْالحكايققايت ْالكققثعر ْيتكققرارءا ْوازدراءءْ ِ،فل ْريمكققرن ْأان ْلاقلققعل ْيمققن ْشققأين ْخققالقَي
بتسعميتي ْهاذا ْبإساميه.
25
الفصل الثامن :عن العهد الجدياد
ساأتطررق ْاﻵن ْإلى ْالكتايب ْالققذي ْريسققمى ْبالعهُققيد ْالجديققيدْ .العهُققد ْالجديققد! ْهاققذا ْكققل ْمققا ْهانققاعكِ،
الرادرة ْالجديدرةْ ِ،كمققا ْلققو ْكققان ْهانققاعك ْارادتققاين ْاثانتققاين ْللخققاليقْ .لققو ْكققان ْهاققعدعف ْأو ْنيققعة ْيسققوعع
المسيعح ْإقامءة ْديبن ْجديبدْ ِ،فإنره ْبل ْشك ْكاعن ْسايكرترب ْالنظققاعم ْبنفيسققيهْ ِ،أو ْيجعلققه ْريكعتققرب ْفققي
حيايتيهْ .ولكن ْل ْيوجرد ْمنشور ْموثاقق ْمصَحوقب ْبإساققميهْ .عفعقَققد ْك رعتعبققلت ْك رققرل ْالركرتققيب ْالققتي ْرتسققمى
العهُعد ْالجديد ْبععد ْوفايتهْ .كان ْيهُوديءا ْبالولدية ْوالمهُنية؛ ْوكان ْإبققن ْالققريب ْبالطريقَققية ْالققتي ْك رققرل
شخبص ْآخر ْكذلك؛ ْلن ْالخالعق ْهاو ْأرب ْالجميع.
الركرترب ْالربعة ْالولىْ ْ ِ،مقتىْ ِ،رمررقصْ ِ،لوققاْ ِ،ويوحنقاْ ِ،ل ْتقروي ْحيقاعة ْيسقوع ْالمسقيحْ ِ،ولكقن
ت ْكله ْمن ْكققوينه ْواعظققءا ْلققم ْعيركققن
فقَط ْحكايابت ْرمعنعفيصَلبة ْععنرهْ .ويبدو ْمن ْهايذه ْالركتيب ْأن ْالوق ع
أاكعثعر ْمن ْثامانيعة ْعشر ْشهُرءاْ .ولم ْعيركن ْلهُؤليء ْالرجايل ْيعلقم ْبه ْإال ْخلل ْهاذيه ْالفترية ْالقَصَيرية.
عيقَولوعن ْأنه ْكان ْيجلس ْبين ْالطباء ْاليهُودْ ِ،في ْسان ْاثاني ْعشققر ْعامققءاْ ِ،يسققأرل ْو ْيجيققرب ْعققن
أسائليتهُمْ .كان ْذلعك ْعقبعل ْعدية ْسانوابت ْيمن ْبدأ ْمعرفيتهُم ْبهْ ِ،فيمعن ْالكثعر ْأنهُققم ْقققد ْعساققيمرعوا ْهاققذه
الحكايعة ْمن ْوالدييهْ ِ،ومنرذ ْذلعك ْالحيين ْل ْيوجرد ْأري ْبيابن ْعنه ْلمدية ْسات ْعشر ْعامءا.
ب ْعيشققره ْخلل ْتلققك ْالفقترية ْرهامققا ْأمققراين ْغيققير ْمعروفيققنْ .علققى أيعن ْكاعن ْيسكرنْ ِ،أو ْكيفَّ ْك ععسقق ع
الرجح ْكاعن ْيعمرل ْفي ْمهُنية ْوالققيدهْ ِ،وكققانت ْتلعققعك ْالنجققارعةْ .ل ْيبققدو ْأنققره ْكققان ْلققدييه ْأري ْتعليققبم
مدرسايْ ِ،و ْالغالرب ْأانه ْل ْيستطيرع ْالكتابعةْ ِ،لن ْوالديه ْكانوا ْفقَراءء ْللغاييةْ ِ،كما ْيبدو ْمن ْعققديم
اساتطاععيتهُم ْدعفعع ْثامعن ْالسريير ْعند ْولعديته.
26
ومعن ْالغرييب ْإلى ْحبد ْما ْأن ْالشخاعص ْالثلثاعة ْالذيعن ْأشتعهُرت ْأساقماؤرهام ْعلقى ْنطقابق ْعقالمبي
هام ْمن ْلابوبة ْغامضبة ْجدءاْ .كان ْموساى ْلقَيطءاْ ِ،ورويلعد ْيسوع ْفي ْحظيربةْ ِ،و ْكققان ْرمحمقققد ْساققائقَءا
للبغايلْ .كان ْاورلهُم ْو ْارخرهام ْمؤساسيعن ْلنظمبة ْمختلفبة ْمن ْالديينْ ِ،لقكعن ْيسوعع ْلم ْيأيت ْبنظققابم
جديبدْ ِ،لقَد ْدعا ْالى ْمكاريم ْالخليقْ ِ،و ْاليماين ْبربب ْواحبدْ ِ،ما ْعمعيعزُره ْهاعي ْشخصَيرته ْالنسانية.
وتبيعن ْيمعن ْالطريقَية ْاقلقتي ْلالقَققعي ْالقَبقرض ْعليققه ْأانققه ْلقم ْعيركقن ْمعروفققءا ْآنقذاك؛ ْوريظيهُققرر ْأيضققءا ْأن
الجتماعات ْالتي ْعقَدهاا ْمعع ْأتبايعه ْكانلت ْساريءة؛ ْوإنره ْأمعتعنققعع ْأو ْعقلققعق ْالققوعظ ْعلنققءاْ .لققم ْيكققن
ل ْالضققباعط ْالققذيعن ْعذعهابققوا
ليهُققوذا ْأن ْيخققوعنره ْإل ْيمققن ْخليل ْإعطققايء ْمعلومققابت ْععققن ْمكققانيه ْدا ء
ب ْتوظييفَّ ْودفيع ْيهُوذا ْللقَيام ْبذلك ْيمكرن ْأن ْعينعشققأا ْفقَققط ْمققن ْالساققباب ْالققتي لعتقَاله؛ ْوساعب ع
عساعبعق ْيذكررهااْ ِ،أنه ْلم ْيكن ْمعروفءا ْكثيرءاْ ِ،و ْكاعن ْيعيش ْفي ْتخفبي.
إن ْفكرعة ْإخفائيه ْل ْتتناقرض ْفقَط ْمع ْألوهاييتيهْ ِ،ولكن ْيرتبرط ْبهُا ْشققيئءا ْمققن ْالجبققين ْأو ْالخيانققية
بعبارة ْأخرىْ ِ،فالقَارء ْالقَبيض ْعلييه ْبناءء ْعلى ْمعلومايت ْأحد ْأتباعه ْيدل ْعلى ْإنه ْلم ْيكن ْينوي
ب ْكمققا ْريخربرنققا ْاصققحارب ْالساققاطير ان ْعييتققعم ْالعقَبققرض ْعليققيهْ ِ،وبالتققالي ْفققأعنره ْلققم ْينققيو ْأن ْريصَققلع ع
ت ْبسققبيب ْخطايققا ْالعققالمْ ِ،وأنققره ْجققاعء ْبغققرض ْالمققويتْ .ألققم ْيكققن المسيحيية ْبأن ْالمسيح ْقد ْما ع
عندئبذ ْنفس ْالشيء ْلو ْانه ْقد ْما ع
ت ْيمعن ْالرحمى ْأو ْالجدري ْأو ْالشيخوخية ْأو ْأي ْشيبء ْآخر؟
إن ْالرحكعم ْالذي ْلاطلق ْعلى ْادم ْبأكله ْالتفققاحْ ِ،كققان ْالمققوت ْو ْلكققن ْلققم ْتكققن ْالعصَققلعب ْبالتأكيققدِ،
فكان ْالحكرم ْهاو ْالمورت ْو ْليس ْطريقَرة ْالمويتْ ِ،وبالتالي ْالصَلربْ ِ،أو ْأي ْطريقَبة ْأخققرى ْمعينققبة
من ْالموتْ ِ،لم ْتكن ْجزُءء ْمن ْالحكيم ْالذي ْيعانيه ْآدم ْوبالتاليْ ِ،حققتى ْعلققى ْترتيبهُققم ْالخققاصِ،
ل ْلعقَوبية ْآدمْ .فقَد ْتفعرل ْالرحمققى ْمققا ْيفعرلققه ْالعصَققلربِ،
فإنه ْل ْرييمكرن ْأن ْعتيحعل ْمعانارة ْالمسييح ْبد ء
إذا ْكان ْهاناك ْمن ْدابع ْلبي ْمنهُما.
تعقَوبرة ْالمويت ْهايذهْ ِ،التيْ ِ،كما ْيقَولون ْلناْ ِ،قد ْتم ْتمريررهاا ْعلى ْآدمْ ِ،ل ْربد ْان ْتعني ْامققا ْالمققو ع
بشكبل ْطبيعيْ ِ،الذي ْهاوْ ِ،التورققفَّ ْععلن ْالعييشْ ِ،أو ْيعني ْما ْيسمييه ْاصحارب ْالسااطيير ْبالدانة؛
27
ت ْيمن ْجانب ْيسوع ْالمسققيحْ ِ،يجققربْ ِ،وفقَققا ْلنظققامهُمْ ِ،أن ْينطبققعق ْكوقايققبة
وبالتاليْ ِ،فإن ْالمو ع
لحد ْهاذيين ْالمرين ْالتي ْتحدث ْﻵدم ْولناْ .
أن ْعدم ْمنعه ْللموت ْهاو ْامقر ْواضقحْ ِ،لننا ْجميعا ْنمقوتْ .وإذا ْكققانت ْحسقاباتهُم ْلطقول ْالعمقير
صحيحءةْ ِ،فإن ْالشخاعص ْالذيعن ْيموتوعن ْبشكبل ْأسارع ْرمنرذ ْالصَلب ْعن ْما ْقبله؛ ْوفيما ْيتعلققق
بالتفسير ْالثاني )ْ ِ،بما ْفي ْذلك ْالموت ْالطبيعي ْليسوع ْالمسيح ْكبديل ْعن ْالمقوت ْالبقدي ْأو
أدانة ْالخليقَققة ْبأجمعهُققا(ْ ِ،فهُققو ْيمثققرل ْالخققالعق ْبشققكبل ْقققاطع ْعلققى ْإنققه ْيخققرج ْعققنْ ِ،أو ْريلغققعي
العقَوبعةْ ِ،عن ْطريق ْالتلعيب ْبكلمية ْالمويتْ .
ب ْالققتي ْعتحيمققرل ْإساققمهب ْالقكتقق عصانرع ْهاذا ْالتلعب ْالكلميْ ِ،القَديرس ْبققولسْ ِ،إن ْكققان ْقققد ْك ععتقق ع
لْ ِ،قد ْسااعد ْهاذا ْالتلعب ْعن ْطرييق ْتلعبب ْآخققر ْبكلمققة ْآدمْ .انققه ْيجعققرل ْاثانيققين ْيمققن ْآدم. فع ء
ئ ْبالوكالققيةْ ِ،ويعققاني ْفققي الول ْالذي ْريخطئ ْفي ْالواقعْ ِ،ويعاني ْبالوكالة؛ ْواﻵخرر ْالذي ْيخط ر
الواقعْ .وهاكذا ْفإن ْالدين ْالذي ْيتداخل ْمعع ْالخدايع ْوالحيلية ْو ْالحققاجي ْيميققرل ْإلققى ْتققوجييه
أسااتذتيه ْفي ْممارساية ْهاذيه ْالفنونْ .إعنرهُم ْعيكعتسبوعن ْهاذيه ْالعادعة ْدون ْأان ْيكونوا ْعلى ْبينققبة ْمققن
السبب.
إذا ْكان ْيسوع ْالمسيح ْهاو ْالكائرن ْالذي ْريخيبررنا ْععنره ْأصحارب ْالساققاطيرْ ِ،وأنقه ْجقاعء ْإلقى ْهاقذا
ل ْعن ْالموتْ ِ،فإن ْالمعاناية ْالحقَيقَييةالعالم ْليعانيْ ِ،وهاي ْالكلمة ْالتي ْيستخدمونهُا ْأحيانءا ْبد ء
الوحيدية ْالتي ْكان ْقد ْتحعمعلهُا ْهاي ْالعيشْ .وكان ْوجوده ْهانا ْحالءة ْمققن ْالمنفققى ْأو ْالنقَققل ْمققن
السماءْ ِ،وكاعن ْالطريرق ْإلى ْوطنيه ْالصلري ْهاو ْالموتْ .في ْالنهُايةْ ِ،ركل ْشققيبء ْفققي ْهاققذا ْالنظققايم
الغرييب ْهاو ْعكرس ْما ْيدعي ْأن ْيكوعن ْعلييهْ .إنره ْعكرس ْالحقَيقَققيةْ ِ،وأصققبحرت ْرمتعبققءا ْجققدءا ْمققن
النظر ْفي ْتناقضايتهُا ْوساخافايتهُاْ ِ،وأنني ْساأسااررع ْإلى ْاختتامهُاْ ِ،من ْأجيل ْالمضققي ْرقققدمءا ْنحققعو
شيبء ْأفضل.
28
ل ْمن ْقبققلكمْ ِ،أو ْأي ْجزُء ْمن ْأجزُاء ْالكتب ْالتي ْتسمى ْبالعهُد ْالجديدْ ِ،ان ْكانت ْمكتوبءة ْفع ء
الشخاص ْالذين ْتحمرل ْأساماؤهامْ ِ،هاو ْما ْل ْيمكرننا ْاﻵن ْمعرفترهْ ِ،ولسققنا ْمتأكققديعن ْمققن ْاللغققة
لْ .وريمكققرن ْأن ْرتعصَققعنعفَّ ْالمسققائرل ْالققتي ْتحتققوي ْعليهُققا ْاﻵن ْفققي ْصققنفيين:
التي ْك ريتعبققت ْبهُققا ْاصقق ء
الحكاياتْ ِ،والمراسالت ْالمسرحية.
الركرترب ْالربعرة ْالتي ْرسايبعق ْيذكررهااْ ِ،مقتققىْ ِ،رمررقققصْ ِ،لوقققاْ ِ،ويوحنققاْ ِ،هاققي ْقصَصَققيقة ْتمامققءاْ .وهاققي
تتصَل ْبالحدايث ْبعد ْوقويعهُاْ .يقَولون ْما ْعفععلعره ْيسورع ْالمسيرح ْوما ْقالعرهْ ِ،وما ْفعلققه ْاﻵخققرون
وقالوره؛ ْوفي ْحالبت ْعديدبة ْتصَققفَّ ْالحققدث ْنفسققره ْبشققكبل ْمختلققبفَّْ .الققوحري ْل ْربققعد ْأن ْيكققوعن
خارعج ْالعتباير ْمن ْالمسألية ْفيما ْيتعلرق ْبتلك ْالكتيب؛ ْليعس ْفقَط ْبسبب ْاختلفايتهُاْ ِ،ولقكققن ْلن
الوحي ْل ْريمكرن ْأان ْريطعبعق ْعلققى ْالوقققائيع ْالمتعلقَققية ْبالشققخايص ْالققذيعن ْرأوا ْهاققذيه ْالوقققائعْ ِ،ول
على ْصلبة ْأو ْتسجيبل ْلي ْخطابب ْأو ْمحادثابة ْمن ْيقبيل ْأولئك ْالذين ْسامعوهااْ .الكتارب ْالمسمى
أعمال ْالرسال ْ)عمقل ْمجهُول( ْينتمي ْأيضا ْإلى ْالجزُء ْالقَصَصَيي.
لخرى ْعمعن ْالعهُعد ْالجدييدْ ِ،باساتثنايء ْكتايب ْاللغايزْ ِ،المسمى ْالوحيْ ِ،هاي ْعبققارقة
جميع ْالجزُايء ْا ل
عن ْمجموعبة ْمققن ْالرساققائيل ْتحققت ْأساققيم ْالمراساققليتْ .وتزُويققرر ْالرساققائيل ْكققاعن ْيمقعن ْالممارساققايت
الشائعية ْفي ْالعالمْ ِ،إعن ْاحتمالي ْكوينهُا ْحقَيقَيءة ْأم ْمزُورءة ْ ْهاما ْمتساوياين ْعلققى ْالقققل ْْ .إل ْأن
هاناك ْشيئءا ْواحدا ْأعقعل ْمساوابةْ ِ،أي ْأنه ْمن ْبين ْالمسائل ْالواردة ْفققي ْتلققك ْالكتققيبْ ِ،جنبققءا ْإلققى
جنققب ْمققع ْبعققض ْالقَصَققص ْالقَديمققةْ ِ،قققد ْأنشققأت ْالكنيسققرة ْنظامققءا ْدينيققءا ْمتناقضققءا ْجققدءا ْمققع
شخصَيية ْالشخيص ْالذي ْيحمرل ْإسامهْ .فقَد ْأنشأت ْدينءا ْمن ْالرباح ْو ْاليققرادايت ْفققي ْالتقَليققيد
المزُعويم ْلشخبص ْكانت ْحيارته ْالتواضرع ْوالفقَرْ .
اخترارع ْالعذايبْ ِ،وتخليرص ْالنفويس ْيمنره ْعن ْطريققق ْالصَققلوات ْأشققرترعي ْمققن ْالكنيسققة ْبالمققال.
وتم ْبيع ْالعفيوْ ِ،والتسققويايتْ ِ،والتسققامحْ ِ،هاققذه ْهاققي ْقققوانين ْاليققراداتْ ِ،دون ْان ْتحمققعل ْهاققذا
الساعم ْأو ْتحمعل ْهاذا ْالمظهُرْ .ولكعن ْالقَضية ْأن ْتلك ْالشياء ْتستمد ْأصلهُا ْمققن ْفكققرة ْالعصَققللبِ،
29
والنظرية ْالتي ْعنعتجققلت ْمنهُققا ْهاققي ْأن ْشخصَققءا ْيمكققن ْأن ْعيحققعل ْمحققعل ْآخققرْ ِ،ويمكققرن ْأن ْيققؤد ع
ي
خدمابت ْجديربة ْله.
وبالتاليْ ِ،فإن ْإحتماعل ْكوعن ْنظرية ْأو ْمذهاب ْما ْيسمى ْالفداء ْ)الذي ْيقَال ْأنه ْقد ْتم ْإنجققازه
من ْقبل ْشخص ْفي ْمحل ْشخص ْآخر( ْكان ْفي ْالصل ْملفقَءا ْعمدءا ْمققن ْأجققل ْالمضققي ْرقققدمءا
لبنايء ْجمييع ْتلعك ْاليرادايت ْالماليية؛ ْوإن ْالمقَاطعع ْفي ْالكتب ْالققتي ْربنعيققت ْعليهُققا ْيفكققرة ْنظريققة
الخلصْ ِ،تم ْتصَنيرعهُا ْلهُذا ْالغرض.
ْولماذا ْنعطي ْهاذا ْالئتمان ْللكنيسة ْعندما ْتخبرنا ْأن ْهاذه ْالكتب ْحقَيقَية ْفي ْكل ْجزُبء ْجنبءا
الى ْجنب ْمع ْأي ْشيبء ْاخر ْأخبرتنا ْبه؛ ْأو ْللمعجزُات ْالتي ْتقَول ْأنهُققا ْقققد ْحصَققلت؟ ْأمكانيققة
ب ْريمكرن ْأن ْرتكعتققعبْ .و ْالكتابققات ْالمعنيققرة ْمققن ْهاققذا ْالنققوع
تلفيقَهُا ْللكتب ْشيقء ْمؤكقد ْلن ْالركرت ع
ريمكن ْلي ْشخبص ْكتاعبرتهُا؛ ْو ْاحتمارل ْصنعهُا ْلهُققذيه ْالكتققيب ْليققس ْاقققل ْأنسققجامءا ْمققع ْأدعاءهاققا
بأنهُا ْقد ْصنعت ْالمعجزُات.
ومنذ ْذلعك ْالحيينْ ِ،ل ْريمكرن ْأن ْرتنترج ْأي ْأدلبة ْخارجيبةْ ِ،عبر ْهاققذه ْالمسققافات ْالزُمنيققية ْالطويلققية
لثابات ْما ْإذا ْكانت ْالكنيسة ْقد ْعخلععقَلت ْالمذهاب ْالمسققمى ْبالفققدايء ْأم ْل)ْ ِ،لهُققذه ْالدلققةْ ِ،ساققواء
مع ْأم ْضدْ ِ،ساوف ْتخضع ْلنفس ْالشكوك ْفي ْكونهُا ْملفقَة( ْل ْيمكن ْإل ْأن ْتشير ْالقَضية ْإلققى
الدلية ْالداخليية ْالتي ْيحملهُا ْالشيرء ْنفسره؛ ْوهاذا ْريعطي ْافتراضءا ْقويءا ْجدءا ْفي ْكونه ْتلفيقَققءا.
فالدلة ْالداخلية ْلنظرية ْأو ْمبدأ ْالخلص ْعتسعتينرد ْإلى ْأسااس ْالعدالة ْالمالية ْوليسقت ْالعدالقرة
الخلقيرة.
إذا ْكنرت ْمدينءا ْلشخبص ْمبلغءا ْمن ْالمايلْ ِ،ول ْيمكرنني ْدفعققه ْلقهْ ِ،وقهاقعدعد ْبوضقعي ْفقي ْالسقجنِ،
يمكرن ْلشققخبص ْآخققبر ْقأن ْيأرخققعذ ْالققدين ْعلققى ْنفسققيهْ ِ،ويققدفرعه ْبالنسققبة ْلققيْ .ولكققن ْإذا ْلارتكبققت
جريمقةْ ِ،يتم ْتغيير ْكل ْظرف ْمقن ْالظققروفْ .إن ْالعدالقعة ْالخلقيققة ْل ْريمكققن ْأن ْتأخققذ ْبأدانققة
30
البريايء ْومحاسابتهُم ْحتى ْلو ْكان ْالبريارء ْيقَدموعن ْأنفسهُم ْلذلعكْ .إن ْافتراض ْقيققاعم ْالعدالققية
بذلكْ ِ،هاو ْتدميقر ْلمبدأ ْوجويدهااْ .ومن ْثام ْلم ْتعد ْعد ء
لْ .إنه ْانتقَاقم ْعشوائقي.
وسايظيهُرر ْهاذا ْالتفكيرر ْالفردري ْأن ْمبدأ ْالفدايء ْيقَوم ْعلى ْفكربة ْماليققبة ْمقَابلققبة ْلفكققرية ْعديققبن ْقققد
يسددقه ْشخقص ْآخر؛ ْوبما ْأعن ْهاذيه ْالفكققرعة ْالماليققعة ْتتوافققرق ْمققرة ْأخققرى ْمققع ْنظققام ْالساققترداد
الثانيْ ِ،الذي ْعيترم ْالحصَورل ْعليه ْمن ْخليل ْوساائيل ْجمع ْالمايل ْالققتي ْتعطققى ْللكنيسققية ْبغققريض
العفيوْ ِ،والحتمققال ْهاققو ْأن ْنفققس ْالشققخاص ْالققذين ْلفقَققوا ْواحققدءا ْقققد ْلفقَققوا ْاﻵخققر ْمققن ْتلققك
النظرياتْ .وأنهْ ِ،في ْالحقَيقَيةْ ِ،ليس ْهاناعك ْشيقء ْيسمى ْبالخلصْ .أنه ْخرافةْ .والنسان ْيقَفَّ
في ْمنزُلة ْمن ْخالقَيه ْكأي ْوقت ْمضى ْمنقذ ْوجقوديهْ .دعقه ْيصَقدق ْهاقذاْ ِ،وانقه ْساقيعيش ْأكقثر
اتساقا ْوخلقَءاْ ِ،من ْأي ْنظام ْآخر.
اما ْأن ْينظر ْإلى ْنفسه ْكخاربج ْعن ْالقَانونْ ِ،منبوبذْ ِ،او ْمتسوبلْ ِ،كما ْانه ْقد ْالقَعي ْمن ْعلى ْتققبلِ،
ل ْإلققى ْالكائنقايت ْالوساقيطيةِ، على ْبعبد ْهاائبل ْمن ْخالقَيهْ ِ،ويجرب ْان ْعيعتيخعذ ْالعزُحعفَّ ْنهُجققءاْ ِ،متوساق ء
ل ْمزُدريءا ْلكعل ْشيبء ْتحت ْاسام ْالدينْ ِ،أو ْيصَبعح ْغير ْمبابلْ ِ،أو ْيتحققول فأنه ْساينتج ْاما ْتجاها ء
الى ْما ْيسمونه ْورعءاْ .في ْهاذه ْالحالة ْالخيرةْ ِ،عيسعتهُيلرك ْحيققاعتره ْفققي ْالحققزُينْ ِ،أو ْالتظققاهاير ْبققه.
صلرته ْهاي ْاللومْ .تواضرعه ْهاو ْعدم ْالمتنانْ .ويدعو ْنفسققه ْدودءةْ ِ،والرض ْالخصَققبة ْت ء
لْ .انققه
يحتقَر ْخيعر ْهاديءة ْمقن ْالقريب ْالققى ْالنسققانْ ِ،هاديققة ْالعقَقيلْ .وبعققد ْأن ْساققعى ْإلقى ْإجبقاير ْنفسقيه
لليمان ْالنظام ْالذي ْيثور ْعقَلره ْيضعدره ْْ ِ،فيسميه ْبالعقَل ْالبشري ْباط ء
لْ ِ،وكأن ْالرجل ْيمكققرن ْأن
يعطعي ْلنفسيه ْعقَ ء
ل.
ومعع ْذلعكْ ِ،مع ْك رققيل ْهاققذا ْالمظهُققير ْالغريققيب ْمققن ْالتواضققعْ ِ،وهاققذا ْالزدراء ْللعقَققل ْالبشققريْ ِ،فققانه
يخورض ْفي ْافتراضابت ْجريئبةْ .انه ْيجرد ْخطأا ْفي ْكيل ْشييبءْ .أنانيته ْغير ْراضققيبة ْأبققدءاْ .يأرخققرذ
على ْعايتيقَيه ْتوجيعه ْالريب ْالى ْمققا ْيجققب ْالقَيققام ْبققهْ ِ،حققتى ْفققي ْرحكققيم ْالكققونْ .ريصَققلعي ْبطريقَققبة
ديكتاتوريبةْ .عندما ْيكون ْالجرو ْرمشمسءا ْفإنه ْيصَلي ْللمطرْ ِ،وعندما ْيكورن ْرممطرءا ْفأنه ْيصَلي
31
من ْاجل ْالشمسْ .ويتبع ْنفس ْالفكرة ْفي ْكل ْما ْيصَققلي ْلجلققيهْ .فققي ْكققل ْمققدى ْصققلتيهْ ِ،لكققن
محاولعة ْجعل ْالريب ْتغييعر ْرأييهْ ِ،والتصَرف ْخلفءا ْللطريقَة ْالتي ْيتصَرف ْبهُا؛ ْكما ْلو ْانه ْيقَول
له ْانك ْل ْعتعلرم ْكما ْاعلرم ْانا.
32
الفصل التاسع :عن ما ياحتوياه الوحي الحق
ولكن ْالبعض ْربما ْيقَول ْْ -أليس ْلدينا ْأي ْكلمبة ْمن ْالرب ْ– ْال ْيوجد ْوحققي؟ ْأنققا ْأجيقب ْنعقم.
هاناعك ْكلمة ْمن ْالربْ .هاناك ْوحقيْ .كلمرة ْالريب ْهاي ْالخلق ْالذي ْنراره؛ ْهاذه ْالكلمة ْالتي ْل ْيمكققن
لختراع ْبشري ْتزُويرهاا ْأو ْتغييرهااْ ِ،أن ْالرعب ْيتكلرم ْعالميءا ْللنساين.
فاللغة ْالبشريرة ْمحليقة ْوقابلقة ْللتغيييرْ ِ،وبالتالي ْفهُي ْغير ْقابلققبة ْللساققتخدايم ْكوساققيلبة ْلطققريح
المعلومايت ْالعالميية ْالغير ْقابلة ْللتغييرْ .الفكررة ْالقَائلرة ْبأعن ْالرعب ْأرساعل ْيسقوعع ْالمس يعح ْلنشقير
-كما ْيقَولونْ -البشرى ْالسعيدة ْلجميع ْالميمْ ِ،من ْنهُاية ْالرض ْالى ْنهُايققة ْلاخققرىْ ِ،ل ْعتعتيفققق ْإل
مع ْجهُيل ْأولئعك ْالذيعن ْل ْيعرفوعن ْشيئءا ْعن ْمدى ْالعالمْ ِ،و ْالذيعن ْيعتقَدوعنْ ِ،كما ْيعتقَققرد ْهاققؤلرء
منقَذي ْالعالمْ ِ،و ْاساتمروا ْفي ْالعتقَاد ْلعدة ْقققرونْ )ْ ِ،فقي ْتنقاقبض ْمققع ْاكتشققافات ْالفلساققفة
وتجارب ْالملحين( ْأن ْالرعض ْكانت ْمسطحءة ْكالخندقْ .وأن ْالرجل ْقد ْيسير ْليصَل ْنهُايتهُا.
ي ْشيبء ْمعروفءا ْلجميع ْالميم؟ ْكان ْبأمكققانه ْالتكلققم ولكن ْكيعفَّ ْريمكرن ْليسوعع ْالمسيعح ْجععل ْأ ع
بلغة ْواحدبةْ ِ،وكانت ْهاي ْالعبريةْ .وهاناعك ْفي ْالعالم ْعدعة ْمئابت ْمن ْاللغققاتْ .ونققادرءا ْمققا ْتتكلققم
دولتيين ْبنفس ْاللغيةْ ِ،أو ْيفهُعم ْكل ْمنهُما ْاﻵخر؛ ْأما ْبالنسبية ْللترجميةْ ِ،فركرل ْرجققبل ْيعققررف ْشققيئءا
من ْاللغايتْ ِ،يعلعرم ْأنره ْيمعن ْالمستحييل ْالترجمة ْمن ْلغبة ْالى ْاخرى ْدون ْفقَققداين ْجققزُبء ْكققبيبر ْمققن
الصيلْ ِ،ولكن ْفقَدارن ْالمعنى ْفي ْكثيبر ْمن ْالحياين.
ل ْتمامءا ْفي ْالقوقيت ْالقذي ْعقاعش ْفيقيه ْالمسقيح. ْوإلى ْجانيب ْكيل ْذلكْ ِ،فن ْالطباعية ْكان ْمجهُو ء
ومن ْالضروريي ْدائمءا ْتوفرر ْالوساائيل ْالمناسابية ْلنجايز ْهاذيه ْالغاييةْ ِ،وال ْفل ْيمكن ْتحقَيقَهُاْ .هاذا
يبين ْالفرعق ْبيعن ْالقَوية ْو ْالحكمية ْالمحدودية ْو ْالل ْمحدوديةْ .فكققثيرءا ْمققا ْيفشققرل ْالنسققارن ْفققي
تحقَيق ْغايتيهْ ِ،بسبب ْنقَبص ْطبيعبي ْفي ْالقَوة ْاللزمية ْلتحقَيققيق ْهاققذا ْالغققرض؛ ْوالحاجققة ْالققى
الحكمة ْلساتخدام ْهاذه ْالقَقوية ْبالشقكل ْالصَقحييحْ .ولكقن ْمقن ْالمسقتحيل ْأن ْتفشقعل ْالقَقوة ْو
السلطة ْاللمحدودية ْكمققا ْيفشققرل ْالنسققانْ .فالوساققائل ْالققتي ْتسققتخدرمهُا ْهاققي ْدائمققءا ْمسققاويقة
33
للغايةْ :ولكن ْاللغعة ْالبشريعةْ ِ،وعلى ْوجيه ْالخصَويص ْععدعم ْوجققويد ْلغققبة ْعالميققبة ْقققادربة ْعلققى ْان
رتستعخعدم ْكوسايلة ْعالميبة ْللمعلومات ْغير ْالمتغيرة ْوالموحدية؛ ْوبالتالي ْفهُي ْليست ْالوسايلعة
التي ْيستخدرمهُا ْالررب ْفي ْإظهُار ْنفسه ْعالميءا ْللنسان.
فقَط ْفي ْالخلق ْيمكن ْلجميع ْأفكارنا ْومفاهايمنا ْلكلمة ْاللققه ْأن ْتتحققدْ .يتحققدث ْالخلققق ْلغققءة
عالميءةْ ِ،مستقَلءة ْعن ْخطاب ْالنسققاين ْأو ْلغققية ْالنسققانْ .وهاققو ْالصقرل ْالموجققورد ْمقن ْأي ْوقققبت
مضىْ ِ،والتي ْيمكن ْلكل ْرجل ْقراءترهْ .ل ْيمكن ْان ْيزُورْ .و ْل ْأن ْيزُيفَّْ ِ،يضيرعْ .او ْريغيرْ .
و ْل ْيمكن ْعقمرعهْ .فهُو ْل ْيعتيمرد ْعلى ْإرادة ْالنسان ْساواء ْرنشعره ْأم ْلم ْعينرشره؛ ْفإنه ْينرشرر ْنفسه
من ْطرف ْالرض ْإلى ْاﻵخرْ .وهاو ْريعبشرر ْجميع ْالمققم ْو ْجميققع ْالعققالمين؛ ْوهاكققذا ْكلمققة ْالققرب
تكشفَّ ْللنسان ْما ْيحتارج ْمعرعفعتره ْعنه.
هال ْنريد ْأن ْنتأمل ْفي ْقدرته؟ ْ ْفنرى ْضخامعة ْالخليقْ .هال ْنريد ْأن ْنتأمل ْفي ْيحكعميتيه؟ ْفنحن
نرى ْذلك ْفي ْالنظام ْالغير ْالقَابل ْللتغيير ْالذي ْل ْيمكننا ْاساققتيعاربهْ .هاققل ْنريققد ْأن ْنتأمققل ْفققي
ل ْالرعضْ .هال ْنريد ْأن ْنتأمل ْفي ْرحمتيه؟ ْفنققرى ْعققعدعم ْمنيعققيه
ذهانه؟ ْفنراه ْفي ْالخيير ْالذي ْيم ل
هاذا ْالخير ْ ْحتى ْعن ْغير ْالشكورين.
في ْالنهُايةْ ِ،هال ْنريد ْأن ْنعرف ْمقا ْهاقو ْالقرب؟ ْعلينقا ْان ْل ْعنبعحقعث ْفقي ْالكتقاب ْالقذي ْريسقمى
الرمقَدسْ ِ،ألذي ْيمكرن ْلي ْانسابن ْكتابعترهْ ِ،بل ْفي ْالكتاب ْالذي ْيسمى ْالخلق.
34
الفصل العاشر :عن الرب واسماته في الكتاب المقدس
الفكررة ْالوحيدرة ْالتي ْيمكرن ْأن ْيربطهُا ْالنسققارن ْباساققيم ْالققربْ ِ،هاققي ْالسققبرب ْالورلْ ِ،ساققب ع
ب ْكرققل
شيءْ ْ .من ْالصَعيب ْعلى ْنحو ْغير ْمفهُوبم ْ ْبالنسبة ْللنساين ْتصَور ْما ْهاو ْالعسربرب ْالورلْ ِ،ولكنره
وصولره ْلليمان ْبهْ ِ،اقل ْصعوبة ْمققن ْإنكققاره ْ ْبأضققعاف ْمضققاعفةْ .مققن ْالصَققعيب ْوصققرفَّ ْكققوين
الفضايء ْبل ْ ْنهُاية؛ ْولكن ْمن ْالصعب ْتصَققور ْنهُايققبة ْلققهْ .فمققن ْالصَققعب ْلنسققابن ْ ْتصَققورر ْالمققدية
البديية ْلما ْنسمييه ْالوقرت؛ ْولكن ْمن ْالمستحيل ْتصَورر ْوقت ْل ْيكون ْفييه ْوق ق
ت.
في ْمثل ْالتفكير ْالمنطقَيْ ِ،كل ْما ْنملك ْيحمل ْفي ْطياته ْأدلءة ْداخليءة ْبأنه ْلققم ْيخلققرق ْعنفعسققره.
كل ْرجل ْهاو ْدليل ْعلى ْنفسيهْ ِ،بأنه ْلم ْعيخرلق ْعنفعسرهْ .ل ْريمكرن ْلبيه ْأن ْعيخلرعق ْعنعفعسرهْ ِ،ول ْلجققدهِ،
ول ْلي ْمن ْعرقهْ .ل ْريمكرن ْلي ْشجربة ْأو ْنبابت ْأو ْحيوابن ْخلعق ْنفسهُا؛ ْوهاو ْالقتنققارع ْالنققاجرم
عن ْهاذه ْالدليةْ ِ،التي ْتحملناْ ِ،كما ْكانتْ ِ،بحكم ْالضققروريةْ ِ،إلققى ْالعتقَققايد ْبوجققويد ْمسققببب ْأوبل
لْ ِ،ذو ْطبيعققبة ْمختلفققبة ْتمامققءا ْعققن ْأي ْوجققوبد ْمققادبي ْنعرفققرهْ ِ،وبقَققوتيه ْكرققل ْشققيبء
موجققوبد ْأصقق ء
موجوبد؛ ْوهاذا ْالمسبرب ْالولْ ِ،يسميه ْالنسان ْالرب.
انهُا ْفقَط ْمن ْخلل ْممارساة ْالعقَلْ ْ ِ،يمكن ْللنساين ْاكتشارف ْالققربْ .فعنققد ْساققلب ْهاققذا ْالعقَققلِ،
لن ْيكون ْقادرءا ْعلى ْيفهُققيم ْأي ْشققيبءْ .وفققي ْهاققذيه ْالحالققية ْتكققورن ْقققراءرة ْ ْالكتققايب ْالققذي ْيسققمى
الكتاعب ْالمقَدعس ْإلى ْحصَابن ْكقَراءتيه ْلنسابنْ .فكيفَّ ْيتظاهار ْهاؤلء ْالناس ْبرفض ْالعقَل؟
تقَريبا ْالجزُاء ْالوحيدة ْفي ْالكتاب ْالمسمى ْالكتاب ْالمقَققدسْ ِ،الققتي ْتنقَقل ْلنققا ْأي ْفكققرة ْعقن
الربْ ِ،هاي ْبعض ْالفصَول ْفي ْالعملْ ِ،والمزُمور ْالتاساع ْعشر؛ ْأنا ْل ْأذكر ْأي ْشققيء ْآخققرْ ْ .هاققذه
ت ْربوبيقة ْحقَيقَيقة؛ ْلنهُم ْيتناولون ْاللعه ْمن ْخلل ْأعمايلهْ .يأخذوعن ْكتاعب الجزُاء ْهاي ْتركيبا ق
الخليق ْكلمة ْالريبْ .فإنهُا ْل ْتشير ْإلى ْأي ْكتاب ْآخر؛ ْوجميع ْالساتنتاجايت ْالتي ْيستخلصَوعنهُا
مستمدقة ْمن ْذلك ْالرمجلد.
35
وأدر رج ْفي ْهاذا ْالمكان ْالمزُمور ْالتاساع ْعشرْ ِ،كما ْأعيدت ْصياغته ْفي ْاﻵية ْالنجليزُية ْالققتي
كتبهُا ْأديسونْ .ل ْأتذكرر ْالنثعرْ ِ،وليس ْلدي ْفرصقة ْلرؤيتيه ْمن ْحيرث ْاكتب:
ْيوم ْإلى ْيوم ْيذيع ْكلماْ ِ،وليل ْإلى ْليل ْيبدي ْعلما ْ
في ْكل ْالرض ْخرج ْمنطقَهُمْ ِ،وإلى ْأقصَى ْالمسكونة ْكلماتهُمْ .جعل ْللشمس ْمسكنا ْفيهُا ْ
وهاي ْمثل ْالعروس ْالخارج ْمن ْحجلتهْ .يبتهُج ْمثل ْالجبار ْللسباق ْفي ْالطريق ْ
من ْأقصَى ْالسماوات ْخروجهُاْ ِ،ومدارهاا ْإلى ْأقاصيهُاْ ِ،ول ْشيء ْيختفي ْمن ْحرهاا ْ
ْناموس ْالرب ْكامل ْيرد ْالنفسْ .شهُادات ْالرب ْصادقة ْتصَير ْالجاهال ْحكيما
وصايا ْالرب ْمستقَيمة ْتفرح ْالقَلبْ .أمر ْالرب ْطاهار ْينير ْالعينين ْ
ْخوف ْالرب ْنقَي ْثاابت ْإلى ْالبدْ .أحكام ْالرب ْحق ْعادلة ْكلهُا ْ
أشهُى ْمن ْالذهاب ْوالبريزُ ْالكثيرْ ِ،وأحلى ْمن ْالعسل ْوقطر ْالشهُاد ْ
ْأيضا ْمن ْالمتكبرين ْاحفظ ْعبدك ْفل ْيتسلطوا ْعلققيْ .حينئققذ ْأكققون ْكققامل ْوأتققبرأ ْمققن ْذنققب
عظيم ْ
ْلتكن ْأقوال ْفمي ْوفكر ْقلبي ْمرضية ْأمامك ْياربْ ِ،صخرتي ْووليي ْ
ما ْهاو ْأكثر ْما ْيريد ْالنسارن ْأن ْيعرعفرهْ ِ،من ْأن ْاليققد ْأو ْالقَققوة ْالققتي ْعجععلعققت ْهاققذه ْالمققور ْهاققي
الهُيقة ْقدير قة؟ ْدعققه ْيققؤمن ْبهُققذاْ ِ،بقَوتهُققا ْفمققن ْالمسققتحيل ْان ْيرفققض ْإذا ْكققان ْيسققمح ْلعقَلققه
بالعملْ ِ،وحكمقة ْمن ْالحياة ْالخلقية ْساوف ْتتبع ْبالطبع.
36
اليحاءات ْفي ْسافر ْالعمل ْلهُا ْنفرس ْالتجاه ْمع ْهاذا ْالمزُمورْ .أي ْاساتنتارج ْأو ْإثابات ْالحقَيقَققة
التي ْمن ْشأنهُا ْأن ْتكوعن ْغيعر ْمعروفبة ْخلءف ْلذلعكْ ِ،من ْالحقَائيق ْالمعروفة ْبالفعل.
ْل ْأذكر ْما ْيكفي ْمن ْالمقَاطع ْمن ْسافر ْالعمل ْلدراجهُا ْبشققكل ْصققحيحْ .لكنققي ْاتققذكرر ْواحققدءا
ينطبق ْعلى ْهاذا ْالموضوع"ْ .ال ْيمكنك ْمققن ْخلل ْالبحققث ْمعرفققة ْالققربْ ِ،أل ْريميكرنققعك ْمعرفققرة
كمال ْالرب"
أنا ْل ْأعرف ْكيفَّ ْأشارت ْالطابعات ْلهُذا ْالمقَطعْ ِ،لننقي ْل ْاحتفققرظ ْبالكتقاب ْالمقَقديسْ .ولكنققه
يحتوي ْساؤاليين ْمتميزُيين ْبإجابابت ْمتميزُبة.
أو ء
لْ ْ ِ،ال ْريمكرنعك ْمعرفة ْالرب ْمن ْخليل ْالبحيث؟ ْنعم ْفع ء
لْ .لنققهْ ِ،فققي ْالمقَققايم ْالويلْ ِ،أنققا ْأعلققم
أنني ْلم ْاخلرق ْنفسيْ ِ،ولكنني ْموجوقد؛ ْومن ْخلل ْالبحث ْفي ْطبيعة ْأموبر ْلاخرىْ ِ،أاجققرد ْأن ْل
شيعء ْآخعر ْريمكرن ْأن ْعيخلرعق ْعنفعسرهْ .ومع ْذلققك ْتوجققد ْملييقققن ْمققن ْالشققيايء ْالخققرى؛ ْلققذلكْ ِ،أنققا
أعلمْ ِ،من ْخلل ْالنتيجية ْاليجابيية ْالناتجة ْعن ْهاذا ْالبحثْ ِ،أن ْهاناعك ْقوقة ْمتفوققققة ْعلققى ْك قققل
يتلعك ْالشيايءْ ِ،وأن ْالقَدرعة ْهاي ْالرب.
ثاانيءاْ ِ،أل ْريميكرنعك ْمعرفرة ْكمال ْالرب؟ ْ ْليس ْفقَط ْلن ْالقَدرعة ْوالحكمعة ْالتي ْتتجلى ْفي ْهايكيل
الخليق ْالذي ْ ْهاو ْبالنسبية ْلي ْغير ْمفهُوبم؛ ْولكن ْلنه ْحتى ْهاذا ْالظهُورْ ِ،على ْعظميتيهْ ِ،ربما ْهاققو
عرقض ْصغيقر ْمن ْتلك ْالقَوية ْوالحكميةْ ِ،التي ْمن ْخليلهُا ْالمليين ْمن ْعوالم ْأخرىْ ِ،بالنسبة ْلي
غيرر ْمرئيبةْ ِ،قد ْتم ْإنشاؤهاا ْول ْتزُارل ْموجودءة.
ومن ْالواضيح ْأن ْهاذين ْالسؤاليين ْقد ْرطيرحا ْعلى ْعقَل ْالشخص ْالذي ْكققان ْمققن ْالمفققترض ْأن
يعالجهُما؛ ْوبأنه ْفقَط ْمن ْخلل ْقبول ْالسؤايل ْالويل ْالذي ْيجب ْالجابة ْعليه ْباليجابْ ِ،فإن
37
ل ْثاانيققءاِ،
الثاني ْيمكن ْأن ْيتبرعرهْ .و ْال ْفمققن ْغيققر ْالضققروريْ ِ،بققل ْومققن ْالعبققثْ ِ،أن ْنطققرعح ْساققؤا ء
ي
أصععب ْمن ْالول ْإذا ْكان ْقد ْتققم ْالققرد ْعلققى ْالول ْساققلبءاْ .السققؤاليين ْلهُمققا ْغرضققيين ْمختلفيقين.
الورل ْيشيرر ْإلى ْوجويد ْالربْ ِ،والثاني ْإلى ْصفايتهْ .العقَل ْيمكنه ْاكتشارف ْواحققدْ ِ،لكنققه ْيفشققل
بل ْحدود ْفي ْاكتشاف ْاﻵخر.
أنا ْل ْأتققذكر ْحققتى ْمقَطعققءا ْواحققدءا ْفققي ْكققل ْالكتابققات ْالمنسققوبية ْإلققى ْالرجققايل ْالققذين ْريقدععوعن
ي ْفكققربة ْعققن ْمققا ْهاققو ْالققربْ .هاققذه ْالكتابققارت ْمققثيرقة ْللجققدل ْأسااساققءا؛ ْو ْكآبققة
بالرساققلْ ْ ِ،ينرقَققل ْأ ع
الموضوعْ ِ،أي ْموت ْالرجل ْبعذاب ْعلى ْالصَليبْ ِ،هاو ْأكثر ْملءمبة ْلعبقَريبة ْقاتمقبة ْم ن ْراهاقبب
ل ْمن ْكتابيتهُا ْمن ْقبل ْإنسققابنفي ْزنزُانبةْ ِ،فمن ْغير ْالمستحيل ْأنهُا ْقد ْك ريتعبلت ْهاناك ْاسااساءاْ ْ ِ،بد ء
يتنفرس ْالهُواء ْالطلق.
38
الفصل الحادي عشر :عن اللهاوت المسيحي وا اللهاوت الحقيقي
أما ْبالنسبية ْللنظايم ْالمسيحيي ْلليمانْ ِ،فإنه ْعيبدو ْلي ْكنوبع ْمن ْاللحادْ ِ،نوبع ْمققن ْإنكققابر ْدينققي
ب ْيتكورن ْأسااساا ْمن ْرجققل ْمققع ْالقَليققل للربْ .مبنبي ْعلى ْاليماين ْبرجبل ْوليس ْبرببْ .وهاو ْمرك ق
من ْالربوبيةْ ِ،وهاو ْقريقب ْمن ْاللحاد ْكما ْهاققعو ْالشققفرق ْيمققعن ْالظليمْ .فهُققو ْعيققدرخرل ْبيققعن ْالنسققاين
وخالقَيه ْجسقم ْمبهُقمْ ِ،ما ْيطلرق ْعليه ْالرمخلصْ ِ،كما ْيدخل ْالقَمرر ْبيعن ْالريض ْوالشمسْ ِ،وعينرتققرج
عن ْطريق ْهاذا ْ ْكسوقف ْدينقي ْأو ْكسوقف ْل ْدينيْ ِ،واضعءا ْالعقَعل ْكلعره ْفي ْالظيل.
وكققان ْتققأثايعر ْهاققذا ْالغمققوض ْهاققو ْتحققول ْكققل ْشققيء ْرأساققا ْعلققى ْعقَققلبْ ِ،وتمققثيله ْفققي ْالتجققاه
المعاكس؛ ْومن ْبين ْالثورات ْالتي ْانتجهُاْ ِ،كانت ْثاورقة ْفي ْاللهاوت.
ان ْما ْيسمى ْاﻵن ْالفلسفة ْالطبيعيعةْ ِ،والتي ْتشمرل ْدائرعة ْالعلققيم ْركلهُققاْ ِ،الققتي ْيحتققرل ْفيهُققا ْعلققرم
الفلققيك ْالمكققان ْالرئيسققيْ ِ،هاققو ْدراساققة ْأعمققارل ْالققريبْ ِ،وقققورة ْوحكمققرة ْاللققيه ْفققي ْأعمققايلهْ ِ،وهاققو
اللهاوت ْالحقَيقَي.
أما ْاللهاوت ْالذي ْريدعررس ْاﻵن ْفي ْمكانيه ْفهُققو ْدراساققرة ْاﻵرايء ْالنسققانيية ْوالخيققاليت ْالبشققريية
عن ْالربْ .ليست ْدراساعة ْالرب ْنفسره ْفي ْالعمال ْالتي ْقام ْبهُاْ ِ،بققل ْفققي ْالعمققال ْأو ْالكتابققات
التي ْصعنععهُا ْالنسان؛ ْوهاي ْليست ْمن ْبين ْأقل ْما ْيسيرء ْإليه ْالنظارم ْالمسيحري ْللعققالمْ ِ،وأنققه
قد ْتخلى ْعن ْنظايم ْاللهاويت ْالصليي ْوالجميلْ ِ،و ْقام ْبالتضييق ْوالوعيظْ ْ ِ،من ْاجققل ْافسققايح
المجايل ْأمام ْالخرافات ْ.
يسافرر ْالعمل ْو ْالمزُمور ْالتاساع ْعشرْ ِ،الققذي ْعتععتققيررف ْالكنيسققرة ْبكققونيه ْأكققثعر ْرقققدمءا ْمققن ْالققترتييب
ب ْمطابقَقققة ْللنظققام ْالصققلي الزُمنيي ْالذي ْوضع ْله ْفي ْالكتايب ْالمسمى ْبالمقَديسْ ِ،هاققي ْرواساقق ق
من ْاللهاوتْ .إن ْالدلة ْالداخليية ْلتلعك ْالروايايت ْرتثيبققرت ْوجققوعد ْدليققبل ْعلققى ْأن ْدراساققءة ْوتأمققل
39
أعمال ْالخليقْ ِ،وقوة ْوحكمة ْالليه ْك ررشفلت ْوعتعتجلى ْفي ْتلعك ْالعمالْ ِ،عجععلعققلت ْرجققزُءء ْكققبيرءا ْمققن
التفاني ْالديني ْفي ْالوقات ْالتي ْك ريتعبت ْبهُا.
وكانت ْهاذيه ْالدراساة ْالتعبدية ْوالتفكير ْالققتي ْأدت ْإلققى ْاكتشققايف ْالمبققاديئ ْالققتي ْتسققمى ْاﻵن
العلوم؛ ْإن ْجميع ْالفنون ْالتي ْتساهام ْفي ْراحة ْحياة ْالنسان ْمدينقة ْلكتشايف ْهاذيه ْالمباديئ.
كل ْفبن ْرئيسبي ْلديبه ْبعض ْالرتباط ْبعلبم ْاصققلبيْ ِ،علققى ْالرغققم ْمققن ْأعن ْالشققخعص ْالققذي ْيققؤدي
العمعل ْ ْنادرءا ْما ْريديررك ْهاذا ْالرتباط.
إنه ْاحتياقل ْفي ْالنظايم ْالمسيحيي ْان ْريعسمعي ْالرعلورم ْبالختراعايت ْالبشريية؛ ْإن ْتطبيقَهُققا ْفقَققط
يْ .لركيل ْعلبم ْ ْأسااساه ْمققن ْنظققبم ْو ْمبققادبئ ْثاابتققبة ْل ْتتغيققر ْكتلققعك ْالققتي ْرتعنيظققرم ْو ْعتحكققرم
هاو ْبشر ق
الكوعنْ .النسارن ْل ْيمكرنره ْعخلرق ْالمبادئْ ِ،يمكرنره ْفقَط ْاكتشارفهُا.
على ْسابيل ْالمثالْ :كرل ْشخبص ْعينرظرر ْإلى ْالتقَوييم ْالفلكيي ْعيعرى ْمويععد ْحدويث ْالكسوفْ ِ،ويرى
أيضءا ْانه ْل ْيفشرل ْفي ْالحدوث ْحينهُاْ .وهاذا ْيدرل ْعلى ْإن ْالنساعن ْعلى ْعلبم ْبققالقَوانين ْالققتي
تتحررك ْبهُا ْالجسارم ْالسماويرةْ .ولكن ْسايكورن ْشيئءا ْأساقوأ ْمقن ْالجهُقلْ ِ،قققورل ْاي ْكنيسقبة ْعلققى
الرض ْأن ْتلعك ْالقَوانيعن ْهاي ْاختراع ْبشري.
كما ْسايكورن ْمن ْالجهُيلْ ِ،أو ْما ْهاعو ْأساولا ْيمن ْعذلععكْ ِ،القَورل ْبأن ْالمباد ع
ئ ْالعلميعةْ ِ،التي ْمن ْخليلهُققا
اساتطاعع ْالنسققارن ْحسققاعب ْموعققد ْحققدويث ْالكسققوفْ ِ،هاققي ْاخققترارع ْالنسققانْ .فليققس ْبامكققان
ئ ْالعلميرة ْالققتي ْيسققتخيدرمهُا ْلهُققذا
ي ْشيبء ْأبدبي ْوغيعر ْقاببل ْللتغيييرْ .والمباد رالنساين ْاخترارع ْأ ع
الغرض ْيجبْ ِ،بل ْهاي ْبالضرورةْ ِ،أبديقة ْو ْغيعر ْقابلبة ْللتغيير ْمثعل ْالقَوانين ْالققتي ْتتحققعررك ْبهُققا
الجسارم ْالسماويةْ ِ،و ْأل ْفل ْيمكرن ْأساتخدارمهُا ْللتأكد ْمن ْالوقيت ْو ْالطريقَيةْ ِ،التي ْيحدث ْبهُا
الركسوف.
40
ئ ْالعلميعة ْالتي ْيستخيدرمهُا ْالنسارن ْللحصَويل ْعلققى ْالمعرفققية ْالمسققبقَية ْللكسققويفْ ِ،أو إن ْالمباد ع
أي ْشيبء ْآخعر ْيعتعلرق ْبحريكية ْالجسايم ْالسماوييةْ ِ،عتيررد ْأسااساءا ْفي ْذلقك ْالجقزُيء ْمقن ْالعلقيم ْالقذي
ريسمى ْيعلعم ْالمثلثايتْ ِ،أو ْخصَائعص ْالمثلثْ ِ،فعنققد ْتطبييقَهُققا ْعلققى ْدراساققية ْالهُيئققايت ْالسققماوييةِ،
ريسمى ْحينئءذ ْعلعم ْالفلققيكْ ْ .يعنقعد ْتطبيقَهُقا ْلتقوجييه ْمسققاير ْالسقفين ْفققي ْالمحيقيطْ ِ،ريعسقمى ْذلققك
الملحة؛ ْوعند ْتطبييقَهُا ْعلى ْبنايء ْالشكايلْ ِ،تسمى ْالهُندساة؛ ْعند ْتطبييقَهُا ْعلى ْبناء ْ ْالصَروحِ،
تسمى ْالهُندساعة ْالمعماريعة؛ ْعند ْتطبييقَهُا ْعلى ْقيايس ْأي ْجزُبء ْمن ْساطيح ْالرضْ ِ،يسققمى ْذلققك
مسحءا ْأرضيءاْ .في ْالنهُايققةْ ِ،هاققو ْرورح ْالعلققيمْ .إنهُققا ْحقَيقَقققة ْأبديقققةْ :إنهُققا ْتحتققوي ْعلققى ْالتمثيققيل
الرياضيي ْالذي ْيتحدرث ْبققه ْالنسققانْ ِ،ومققدى ْاساققتخداماتيه ْغيققر ْمعققروبفْ .ويمكققرن ْالقَققوعلْ ِ،أن
ي.العررجعل ْريمكرن ْأن ْعيصَعنعع ْأو ْعيررساعم ْمثلثءاْ ِ،وبالتالي ْالمثلرث ْهاو ْاختراقع ْبشر ق
ثْ ِ،عند ْعرسايميهْ ِ،ليس ْيساوى ْصورية ْالمبدأْ :إنه ْترسايقم ْللعيققينْ ِ،ومققن ْرثاققعم ْإلققى ْالعقَققيلِ،
ولكن ْالمثل ع
لمبدإا ْمن ْشأينيه ْأن ْيكوعن ْغير ْمحسوبسْ .الرمعثلعرث ْل ْيخلرق ْالمبدأْ ِ،شأنه ْشأن ْشمعبة ْتؤخرذ ْفققي
غرفبة ْمظلمبةْ ِ،فل ْتخلق ْالشمعرة ْالكراساعي ْوالطاولعت ْالتي ْكانت ْقبعل ْذلعك ْغيعر ْمرئيبةْ .جميرع
خصَائيص ْالمثليث ْموجودة ْبشكبل ْمستقَبل ْعن ْالشكلْ ِ،وكانت ْموجودءة ْقبعل ْ ْرساققيم ْاي ْمثلققبث
أو ْتفكير ْبشربي ْبهْ .لم ْيكن ْللنساين ْأي ْيد ْفي ْتشكييل ْتلك ْالخوايص ْأو ْالمبققاديئْ ِ،و ْليققس ْبققه
يد ْفي ْصنع ْالقَوانين ْالتي ْتتحرك ْبهُا ْالجسام ْالسماوية؛ ْوبالتالي ْيجب ْان ْيكون ْلققه ْنفققس
الصل ْاللهُي ْكما ْللخر.
بنفس ْالطريقَيةْ ِ،يمكرن ْللرجيل ْأن ْيصَققعنعع ْمثلثققءاْ ِ،لققذلك ْأيضققءاْ ِ،يسققتطيع ْرصقنعع ْأداة ْميكانيكيقة
تسمى ْذرا ءعْ .ولكن ْالمبدأ ْالذي ْيعمل ْبه ْالذراعْ ِ،هاو ْشيء ْمختلققفَّ ْعقن ْالداةْ ِ،وهاققو ْموجقوقد
ان ْلم ْتوجد ْالدارة ْأص ء
ل؛ ْفإنه ْيتصَل ْبالداية ْبععد ْأن ْرتصَققعنعع؛ ْوبالتققالي ْفققإن ْالداة ْل ْريمكققرن ْأن
تععمعل ْبخلف ْالمبدأ؛ ْل ْيمكرن ْلجمييع ْالجهُويد ْالبشريية ْجعلهُا ْعتعتصَررف ْخلفءا ْلذلكْ .
41
ل ْيمكن ْللنسان ْقصنعع ْالمباديئْ ِ،لكن ْمن ْاين ْله ْالقَدررة ْعلى ْتطبييقَهُاْ ِ،ليعس ْفقَلط ْعلققى ْمققا ْهاققو
على ْالريضْ ِ،بل ْللتأكيد ْمن ْحركية ْالهُيئايت ْالسماويية ْالبعيدية ْجدءا ْعنققره؟ ْأساققأل ْمققن ْأيققعنْ ِ،هاققل
ريمكرن ْله ْأن ْعيكتيسعب ْتلك ْالمعرفةْ ِ،ال ْمن ْخليل ْدراساية ْاللهاويت ْالحقَيقَي؟ ْإن ْهايعكعل ْالكققوعن
هاو ْالذي ْعلم ْالنسان ْهاذه ْالمعرفةْ .هاذا ْالهُيكل ْهاو ْمعرقض ْقائقم ْمنرذ ْأي ْوقبت ْمضى ْمكققوقن
من ْالمباديئ ْالتي ْتم ْتأسايرس ْك ريل ْجزُبء ْمن ْالعلويم ْالرياضيية ْعليهُا.
ْذريرة ْهاذا ْالعليم ْهاو ْالميكانيكا ْفهُي ْليسققت ْيساققوى ْمبققادئ ْالعلققم ْبعققد ْأن ْتققم ْتطبريقَهُققا ْعمليققءا.
الرجل ْالذي ْيتعامرل ْمع ْأجزُابء ْعديدبة ْمن ْمطحنبة ْيستخدرم ْنفعس ْالمبادئ ْالعلميية ْالتي ْربينققعي
عليهُا ْالكونْ ِ،ولكنه ْل ْيصَنرع ْتلعك ْالمادعة ْالخفيعة ْالتي ْتتصَققرل ْمققن ْخليلهُققا ْجميققرع ْأجققزُاء ْاﻵلققة
الهُائلة ْمن ْالكون ْوتؤثارر ْعلققى ْبعيضققهُا ْالبعقضْ ِ،وعتععمقرل ْفققي ْانسققجابم ْمتحققربك ْمعققءاْ ِ،بققدون ْأي
اتصَابل ْواضبحْ ِ،والتي ْأعطاهاا ْالنسارن ْإساققم ْالجاذبيققةْ ِ،والتنققافرْ ِ،ويصَققفهُا ْالنسققان ْبتواضققع
مشبهُءا ْاياهاا ْبالتروسْ .في ْعالم ْالنسان ْالمصَققغر ْيجققب ْأن ْتتلمققعس ْجميققرع ْالجققزُايء ْلتعمققعل
معققءاْ .ولكققن ْهاققل ْيمكققرن ْأن ْيكعتيسققعب ْمعرفققة ْتلققك ْالمققادةْ ِ،و ْيكققوعن ْقققادرءا ْعلققى ْتطبييقَهُققا ْفققي
الممارساايت ْالعملييةْ ِ،فنقَول ْحينهُا ْانه ْتم ْاكتشارف ْكتابب ْآخرءا ْمن ْكلمة ْالرب ْالسااساية.
إذا ْكان ْللرجل ْأن ْريغيعر ْعخصَققايئعص ْالققذرايعْ ِ،فريميكرنققره ْايضققءا ْ ْتغييققرر ْخصَققائيص ْالرمثلققيثْ :الققذراع
)الميزُان ْالقَباني ْعلى ْسابيل ْالمثال(ريشكرل ْمثلثءا ْيعنعد ْالحركققيةْ .فققالخطورط ْالمققاررة ْمققن ْنقَطققية
الرتكايز ْ ْإلى ْنهُايية ْالذرايعْ ِ،و ْمنهُا ْالى ْوتر ْالقَويسْ ِ،تشكل ْجوانب ْالرمثلث.
ْالذراع ْالخر ْللميزُان ْيمثقل ْمثلثققءا ْأيضققاْ .والجانبققان ْالمقَققابلين ْلهُققذيين ْالمثلققثيين ْمحسققوباين
علميءاْ ِ،و ْمقَاساان ْهاندساي ءا ْوكذلك ْالجيب ْوالممققاس ْو ْالزُوايققا ْوقياساققاتهُا ْ ْلهُققا ْنفققس ْالنسققب
لكل ْمنهُا ْالخرى؛ ْكذلك ْالوزان ْالمختلفة ْالققتي ْتققوازن ْبعضققهُا ْالبعققض ْعلققى ْالققذراعْ ِ،تاركققءة
وزن ْالذراع ْخارج ْالحسبان.
42
ويمكن ْأيضا ْأن ْريقَاعلْ ِ،أن ْالرجعل ْبإمكانيه ْرصنعع ْعجلبة ْو ْمحوبرْ .أنه ْيمكققن ْوضققع ْعجلبت ْمققن
مختلفَّ ْالحجام ْمعءاْ ِ،وإنتاج ْمطحنبةْ .ل ْتزُال ْالقَضققيرة ْتعقورد ْإلقى ْنفقس ْالنقَطقيةْ ِ،أي ْأنقه ْلقم
يخرلق ْالمبدأا ْالذي ْريعطعي ْالعجلت ْتلعك ْالقَوىْ .هاذا ْالمبدأ ْل ْيمكن ْتغييققرره ْكمققا ْفققي ْالحققالت
السابقَيةْ ِ،أو ْبالحرى ْهاققو ْنفقس ْالمبقدأ ْتحققت ْمظهُققبر ْمختلققبفَّ ْللعيققينْ .ومقن ْدراساققية ْاللهاققويت
الحقَيقَي ْإسارتيمدت ْكل ْالعلورمْ .ومن ْهاذه ْالمعرفية ْنشألت ْجميرع ْالفنوين.
المحاضرر ْالقَديررْ ِ،من ْخليل ْعرضيه ْلمباديئ ْالعليم ْفي ْهايكل ْالكوينْ ِ،دعا ْالنساعن ْإلققى ْالدراساققة
والتقَلييدْ .وكأنه ْقد ْقال ْلسكان ْهاققذا ْالعققالم ْ"لقَققد ْخلقَققت ْللنسققان ْالرعض ْليسققكعنْ ِ،و ْجعلققرت
نجققوعم ْالسققمابء ْظققاهارءة ْلتعلييمققيه ْالعيلققعم ْو ْالفققعنْ ِ،وريمكرنققه ْاﻵن ْتققوفيعر ْراحتققيه ْالخاصققيةْ ِ،وتعلققيم
العطيفَّ ْتجاعه ْالخريعن"
فما ْنفعهُا ْاذءا ْان ْلم ْتكن ْلتعلييم ْالنساين ْشيئءاْ ِ،فعيرنره ْرتبصَقرر ْقققوعة ْالقرب ْفقي ْمسقافة ْل ْيمكقن
أساتيعاربهُاْ ِ،فما ْفائدرة ْالعواليم ْالهُائلية ْفي ْالفضايء؟ ْو ْما ْجدوى ْجعيل ْهاذيه ْالكثافية ْمن ْالعققوايليم
مرئيبة ْللنساين؟ ْما ْهاو ْدخرل ْالنساين ْبحزُمية ْنجويم ْالثرياْ ِ،او ْأوريونْ ِ،او ْسايريوسْ ْ ْ ِ،بالنجم
الشماليْ ِ،بالكواكيب ْالتي ْريطلعرق ْعليهُا ْرزحللْ ِ،المشتريْ ِ،العمريخْ ِ،الرزُهارةْ ِ،وعطققايردْ ِ،إذا ْلققم ْيكققن
هاناعك ْاساتخداماقت ْلمتابعتهُم ْبكونهُم ْمرئية؟ ْلعطعيت ْرؤية ْأققل ْللنسققاينْ ِ،إن ْكققان ْل ْفائققدة
منهُا.
عندما ْيتأمرل ْالنسارن ْمققا ْريسققمييه ْالسققماعء ْالرمعرعصققعععة ْبققالنجويمْ ِ،كمققا ْريققذك عرر ْفققي ْكتققب ْالعلققويمِ،
عيكعتيشرفَّ ْفوائعد ْرؤيتيه ْلهُاْ ِ،أو ْميزُة ْرؤيته ْالقَويةْ ْ .عندما ْينظرر ْفي ْالموضويع ْفي ْضويء ْذلققعكِ،
يرى ْدافعءا ْإضافيءا ْللقَويلْ ِ،أن ْشيئءا ْلم ْريخللق ْعبثءا؛ ْوان ْرقدعرعتره ْعلى ْالرؤيية ْقد ْععقلعمتره ْشيئءا.
43
الفصل الثاني عشر :آثار المسيحية على التعليم وا الصلحات المقترحة
وبما ْأان ْالينظاعم ْالمسيحعي ْلليماين ْصنع ْثاورءة ْفي ْاللهاوتْ ِ،فإنه ْصنع ْأيضققءا ْثاققورءة ْفققي ْحالققة
التعلمْ .ما ْيسمى ْاﻵن ْبالتعلمْ ِ،لم ْيكن ْتعلمققءا ْأصق ء
لْ .التعلققم ْل ْيتكقورنْ ِ،كمققا ْجعلتققره ْالمققداررس
اﻵنْ ِ،يمن ْمعرفية ْاللغاتْ ِ،ولكن ْبمعرفية ْالشيايء ْالتي ْتعطيهُا ْاللغرة ْاساماءء.
كان ْالغريرق ْمن ْالنايس ْالمتعلميعنْ ِ،ولكن ْتعلعمرهُم ْلم ْعيركققن ْمتعلقَققءا ْباللغققة ْاليونانيققيةْ ِ،وينطبققق
الشققيء ْنفسققه ْعلققى ْالرومققانيون ْالققذين ْيتحققدثاون ْاللتينيققةْ ِ،أو ْالفرنسققيون ْالمتحققدثاين
بالفرنسيةْ ِ،أو ْالنجليزُ ْالناطقَين ْبالنجليزُية.
من ْما ْنعرفه ْعن ْالغريقْ ِ،فإنه ْل ْيبدو ْانهُم ْقد ْدرساوا ْلغءة ْغير ْلغتهُمْ ِ،وكان ْهاققذا ْساققببا ْفققي
اتاحة ْالمزُيد ْمن ْالوقيت ْلهُم ْلتكريققعس ْأنرفيسققهُلم ْ ْلدراساققابت ْأفضققعلْ .مققداررس ْاليونققانيين ْهاققي
مققدارس ْالعلققوم ْوالفلسققفةْ ِ،وليسققت ْمققدارعس ْلغققابت؛ ْالتعلققرم ْيتكققورن ْمققن ْمعرفققية ْالعلققويم ْو
الفلسفية.
تقَريبا ْك ررل ْالتعلرم ْالعلمققري ْالموجققورد ْاﻵنْ ِ،جققاء ْإلينققا ْمققن ْالغريقققْ ِ،أو ْالنققاس ْالققذين ْتحققدثاوا
الغريقَيةْ .لذلك ْأصبح ْمن ْالضروري ْلشعوب ْالدول ْالخققرى ْالققتي ْتتكلققرم ْبلغققبة ْمختلفققبة ْأن
يتعلم ْبعضهُم ْاللغعة ْالغريقَيعة ْلكققي ْيتعلمققوا ْمققن ْالغريقيق ْعقن ْطريقيق ْترجمققية ْكتقب ْالعلقويم
والفلسفية ْالغريقَية ْالى ْاللغة ْالم ْلكيل ْأمة.
ل ْشاقءا ْمن
وبالتالي ْفإن ْدراساعة ْاللغعة ْالغريقَعة ْ)وبنفس ْالطريقَة ْلللتينية( ْلم ْيكن ْساوى ْعم ء
قبل ْمخت بص ْلغققوي؛ ْواللغققة ْالققتي ْتققم ْالحصَققول ْعليهُققاْ ِ،ليسققت ْساققوى ْالوساققيلة ْالمسققتخدمة
للحصَول ْعلى ْعليم ْالغريقْ .أنهُا ْلم ْرتقَيدلم ْأي ْجزُبء ْمن ْالتعليم ْنفسيهْ .وكان ْمن ْالمحتمقيل ْيجقدءا
إن ْالشخاعص ْالذيعن ْقد ْعدعرساوا ْاليونانيعة ْبما ْيكفي ْلترجمية ْتلعك ْالعمايلْ ِ،على ْساققبيل ْالمثققال
كتاب ْعناصر ْإقليدسْ ِ،لم ْيفهُموا ْأيءا ْمن ْالعمال ْالواردة.
44
وبما ْأنه ْل ْيوجرد ْاﻵن ْشيقء ْجديقد ْيمكرن ْعتععلرعمره ْيمعن ْاللغايت ْالميتيةْ ِ،لن ْجميع ْالكتب ْالمفيققدة
قد ْتمققت ْترجمتهُققا ْبالفعققلْ ِ،وأصققبحت ْتلققك ْاللغققارت ْغيققعر ْمجديققبةْ ِ،والققوقرت ْالققذي ْلانيفققعق ْفققي
تدريسهُا ْوفي ْتعليمهُا ْيضيع.
وعلى ْالرغيم ْمن ْأن ْدراساة ْاللغايت ْقد ْتساهارم ْفي ْتقَدم ْالمعرفة ْوتواصلهُا ْ)لكن ْل ْعلقة ْلهُققا
بصَنع ْالمعرفة( ْأنه ْريمكرن ْالعثقور ْعلقى ْمعقاربف ْجديقدة ْباللغققايت ْالحيقية ْفقَقط؛ ْوم ن ْالمؤكقد
بشكل ْعامْ ِ،ان ْعتععلرعم ْالشبايب ْأكثر ْمن ْلغبة ْحية ْفي ْسانبة ْواحدبةْ ِ،افضققرل ْمققن ْتعلققيم ْلرعغققبة ْميتققبة
في ْسابع؛ ْوالتي ْنادرءا ْما ْعيعيررف ْالرمعلم ْالكثيعر ْمنهُا ْبنفسيه.
صعوبرة ْتعلم ْاللغات ْالميتة ْل ْتنشأ ْمن ْأي ْتفوبق ْفي ْاللغات ْنفسققهُاْ ِ،ولكققن ْفققي ْكونهُققا ْميتققءةِ،
والنطق ْبهُا ْقد ْرفقَعد ْتمامءاْ .سايكورن ْالشيرء ْعنلفرسره ْمع ْأي ْلغبة ْلاخرى ْعندما ْتصَبح ْميتءةْ .أفضقرل
لغوبي ْاغريقَبي ْموجوبد ْاﻵن ْل ْيفهُم ْالغريقَيةْ ِ،ونفس ْالشيء ْينطبققق ْعلققى ْاللتينيققةْ .وفيمققا
يتعلق ْبالنطق ْوالتعبيرْ ِ،لذلك ْمن ْالمفيد ْلحالة ْالتعلققم ْالغققاء ْدراساققة ْاللغققات ْالميتققةْ ِ،وجعققرل
التعليم ْيتكورنْ ِ،كما ْكان ْأصلْ ِ،في ْالمعرفية ْالعلميية.
العذر ْالذي ْيتم ْفي ْبعض ْالحيان ْلمواصلية ْتعلييم ْاللغايت ْالميتية ْهاققو ْأنققه ْيتققم ْتدريرسققهُا ْفققي
الوقت ْالذي ْيكورن ْالطفل ْفيه ْغيعر ْقادبر ْعلى ْممارساية ْأي ْفعاليبة ْذهانيبة ْأخرىْ .ولكن ْهاذا ْأمقر
ئ ْتمامءاْ .العقَرل ْالبشرري ْلدييه ْميوقل ْطبيعقي ْللمعرفية ْالعلمييةْ ِ،والشيارءالمرتبطرة ْبه.
خاط ق
أول ْتسلية ْمفضلة ْللطفلْ ِ،حتى ْقبل ْأن ْيبدأ ْباللعبْ ِ،هاققو ْتقَليققرد ْأعمققال ْالنسققانْ .أنققه ْيبنققي
بيوتءا ْمن ْالبطاقات ْو ْالعصَققيْ .و ْيتنقَققل ْفققي ْالمحيققط ْالصَققغير ْبقَققارب ْمققن ْالققورقْ ِ،أو ْيبنققي
السدود ْلتيار ْ ْالمياهْ ِ،و ْيصَنع ْشيئءا ْمما ْريطلعرق ْعليه ْمطحنءةْ .ثام ْيذهاب ْإلى ْالمدرساققيةْ ِ،حيققث
رتقَعترل ْعبقَريتره ْمن ْقبل ْدراساة ْقاحلبة ْللغة ْميتبةْ ِ،و ْيضيع ْالفيلسوف ْفي ْلغوي.
45
ولكن ْالعذر ْالن ْلمواصلية ْتعلييم ْاللغققايت ْالميتققةْ ِ،ل ْيمكققن ْأن ْيكققون ْساققببءا ْفققي ْحصَققر ْالتعلققم
بمجال ْضيق ْومتواضع ْمن ْعلم ْاللغة؛ ْولذلك ْيجب ْالتماس ْسابب ْآخرْ .في ْجميققع ْالبحققوث
من ْهاذا ْالنوعْ ِ،أفضرل ْدليبل ْيمكققرن ْأن ْرينعتققجْ ِ،هاققو ْالدلققة ْالداخليققة ْللشققيء ْالققذي ْيحملققه ْمققع
نفسققهْ ِ،والدلققة ْالققتي ْتتناساققب ْمققع ْالظققروف؛ ْوكلهامققاْ ِ،فققي ْهاققذا ْحالققةْ ِ،ليققس ْمققن ْالصَققعب
اكتشافهُا.
دعونا ْنضرع ْجانبءاْ ِ،كمسألة ْمتميزُية ْللنظرْ ِ،الهاانة ْالتي ْتعرضلت ْلهُا ْالعدالرة ْالخلقية ْاللهُيةِ،
من ْخلل ْافترايض ْعقَاعبه ْللبريايء ْليعانوا ْمن ْاجل ْالمذنيبْ ِ،وأيضءا ْساققوء ْالخلققق ْفققي ْعرضققه
مغيرءا ْنفسه ْمتلبسءا ْفي ْشكل ْرجلْ ِ،من ْأجل ْتقَديم ْعذر ْلنفسه ْلعدم ْتنفيذ ْحكمه ْالمفترض
على ْآدمْ .وأقولْ ِ،هاذه ْالشياء ْجانبا ْكمسألة ْذات ْأهاميبة ْخاصبةْ ِ،فمن ْالمؤكققيد ْأن ْمققا ْيسققمى
بالنظام ْالمسيحيي ْلليمانْ ِ،بما ْفي ْذلك ْفي ْالمفاهايم ْالغريبة ْعن ْالخليقَة ْمثققل ْقصَققة ْحققواء
والثعبان ْو ْالفكرة ْالبرمائية ْلله-إنسانْ ِ،و ْالفكرة ْالجسدية ْلوفاة ْإلبهْ ِ،و ْالفكققرة ْالساققطورية
لساربة ْمن ْاﻵلهُةْ ِ،والنظام ْالمسيحي ْالغريب ْللحسابْ ِ،بأن ْالواحعد ْيسققاوي ْثالثاققءةْ ِ،و ْالثلثاققة
هاي ْواحقدْ ِ،كلهُا ْل ْيمكن ْالتوفيق ْبينهُاْ ِ،ليس ْفقَط ْبالنسبة ْللهُديققة ْاللهُيققة ْمققن ْالعقَققلْ ِ،الققتي
أعطاهاققا ْالققرب ْللنسققانْ ِ،ولكققن ْللمعرفققة ْو ْالحكمققة ْاللهُيققة ْالققتي ْكسققبهُا ْالنسققان ْبمسققاعدة
العلومْ ِ،ودراساة ْهايكل ْالكون ْالذي ْصنعه ْالرب.
وهاكققذاْ ِ،فققإن ْواضققعي ْالنظققام ْالمسققيحي ْلليمققان ْل ْيسققتطيعون ْإل ْألتنبققؤ ْبققأن ْالمعرفققة
التقَدمية ْالمستمرة ْالتي ْسايكتسبهُا ْالنسان ْبمساعدة ْالعلم ْوقوة ْوحكمة ْالله ْالتي ْتتجلى
في ْبنية ْالكون ْْ ِ،وفي ْجميع ْأعمال ْالخلقْ ِ،من ْشأنه ْأن ْيطعققن ْفققي ْنظققام ْإيمققانهُم ْويشققكك
فيه؛ ْوبالتالي ْأصبح ْمن ْالضروري ْأن ْيكون ْالغرض ْمنهُا ْهاو ْخفض ْالتعلققم ْإلققى ْحجققم ْأقققل
خطورة ْعلى ْمشروعهُمْ ِ،وهاذا ْما ْيحدث ْعن ْطريق ْتقَييد ْفكرة ْالتعلم ْفققي ْدراساققة ْالللغققات
الميتة.
46
ولم ْيرفضوا ْدراساة ْالعلوم ْفي ْالمدارعس ْالمسيحيعة ْفحسبْ ِ،بل ْاضطهُدوهاا ْأيضا؛ ْولم ْيتققم
إحياء ْهاذه ْالدراساة ْإل ْخلل ْالقَرنين ْالماضيينْ .حتى ْوقت ْمتققأخر ْمققن ْعققام ْْ ِ،1610اكتشققفَّ
غاليليوْ ِ،واساتخدم ْالتليسكوباتْ ِ،ومققن ْخلل ْتطبيقَهُققا ْلمراقبققة ْحركققات ْومظققاهار ْالجسققام
السماويةْ ِ،وفر ْوساائل ْإضافية ْللتحقَق ْمن ْالهُيكققل ْالحقَيقَققي ْللكققونْ .فبققدل ْمققن ْاحققترامهُم
لهُذه ْالكتشافاتْ ِ،رحيكعم ْعليه ْبالتخلي ْعنهُاْ ِ،ذلك ْبأنهُا ْهارطقَة.
وقبل ْذلققك ْالققوقت ْلاديققعن ْفيرجيليققوس ْبققأن ْيحققرق ْلتأكيققده ْأن ْالرض ْكققانت ْكققرةْ ِ،وقابلققة
للسكن ْفي ْكل ْجزُء ْمن ْ ْاليابسة؛ ْولكن ْهاذه ْالحقَيقَة ْمعروفة ْجدا ْو ْل ْداعي ْلقَويلهُا.
إذا ْكان ْاليمان ْبالخطاء ْلم ْيسبب ْاذىْ ِ،فإنهُا ْلن ْتجعل ْمعارعضيتهُا ْو ْازايلتهُا ْواجبققءا ْأخلقيققءا.
لم ْيكن ْهاناك ْأي ْضربر ْأخلقبي ْفي ْاليمان ْبأن ْالرض ْكققانت ْمسققطحة ْمثققل ْالخنققادقْ ِ،مثققل
العتقَاد ْانهُا ْكروية.
كما ْانه ْل ْيوجد ْأي ْضرر ْأخلقي ْفي ْالعتقَاد ْبأن ْالخالق ْلم ْيخلق ْعالمءا ْغير ْهاذاْ ِ،أكثر ْ ْمن
العتقَاد ْبأنره ْقد ْخلععق ْالمليينْ ِ،وأن ْاللنهُاية ْمن ْالفضاء ْالمليء ْبالعواليمْ .ولكن ْعندما ْينمققو
نظام ْالدين ْعلى ْافتراضابت ْغير ْصحيحبة ْللخليقْ ِ،و ْيرربرط ْنفسره ْبه ْفإن ْالقَضيعة ْتأخرذ ْمنحءى
مختلفءا ْتمامءاْ .ومن ْثام ْفإن ْالخطاءْ ِ،التي ْليس ْلهُا ْضررءا ْأخلقيققءاْ ْ ِ،تعققاقرب ْبنفققس ْالطريقَققة
كما ْلو ْكانتْ .لذلك ْفإن ْالحقَيقَققةْ ِ،تصَققبرح ْأسااساققيءةْ ِ،بأدلققة ْمطابقَققةْ ِ،أو ْينكققر ْبأدلققة ْمناقضققةِ،
حقَيقَة ْالدين ْنفسه.
ب ْالخلقعي ْللنسان ْهاو ْالحصَورل ْعلى ْك رققيل ْدليققبل ْرممكققبن ْومن ْوجهُة ْالنظر ْهاذهْ ِ،فإن ْالواج ع
ي ْرجزُبء ْآخققر ْمققن ْالخلقققْ ْ ِ،ولكققن ْأنصَققار ْالنظققاعم ْالمسققيحي ْيقَومققون
عن ْربنيية ْالسماواتْ ِ،أو ْأ ع
بالمعارضة ْبأساتمرارْ ِ،ليس ْفقَط ْبرفض ْالعلقومْ ِ،ولكقن ْباضقطهُاد ْالساقاتذةْ .لقو ْأن ْنيقوتن ْأو
47
ديكارت ْقد ْعاشوا ْقبل ْثالث ْأو ْأربع ْمئة ْسانةْ ِ،وواصققلوا ْدراساققتهُم ْكمققا ْفعلققوا ْفمققن ْالكققثر
احتما ء
ل ْأنهُم ْلما ْكانوا ْليعيشوا ْبما ْفيه ْالكفاية ْلنهُاءهاا.
في ْأوقات ْلحقَة ْعوعضععلت ْالكنيسرة ْكل ْاللوم ْعلى ْالقَوطيين ْوالمخربيعنْ ِ،ولكن ْانصَار ْالنظام
المسيحعي ْغير ْراغبين ْباليمان ْأو ْالعتراف ْبهْ ِ،على ْالرغم ْمن ْيصعحيتيهْ ِ،أن ْععصَعر ْالجهُيل ْبققدأا
مع ْالنظام ْالمسيحيْ ِ،فقَد ْكان ْهاناك ْالمزُيرد ْمن ْالمعرفية ْفي ْالعاليم ْقبل ْتلك ْالفتريةْ ِ،مما ْكققان
عليه ْلقَرون ْعديدبة ْبعد ْذلعك؛ ْوفيما ْيتعلرق ْبالمعرفية ْالدينيققيةْ ِ،والنظققاعم ْالمسققيحعيْ ِ،كمققا ْرذيكققعر
ساابقَءاْ ِ،لقم ْيركقلن ْيساقوى ْنوعقءا ْآخقرءا ْم ن ْالساققاطير ْالقتي ْنجحقت ْفقي ْافسقاد ْالنظقيم ْالقَديمقية
للتوحيد.
وبسبب ْهاذه ْالفترية ْالطويلية ْمن ْاضطهُاد ْالعلمْ ِ،وليقس ْلي ْساقبب ْآخقرْ ِ،علينقا ْاﻵن ْأن ْننرظقعر
إلققى ْالققوراء ْمققن ْخلل ْهاققوبة ْواساققعبة ْمققن ْمئققايت ْالسققنيين ْإلققى ْشخصَققيابت ْمحترمققبة ْنسققميهُا
بالقَدماءْ .لو ْكان ْتطورر ْالمعرفققية ْقققد ْعذعهاققعب ْعلققى ْنحققبو ْمتناساققبب ْمققع ْالتوجهُققايت ْالققتي ْكققانت
موجودءة ْقبققل ْذلققكْ ِ،لكققانت ْهاققذيه ْالهُققورة ْممتلئققءة ْبشخصَققيابت ْتتفققورق ْفققي ْالمعرفققةْ .و ْلبقَققعي
القَدمارء ْباحترابم ْفي ْخلفية ْالمشهُد.
ولكن ْالنظاعم ْالمسيحعي ْاضاع ْكل ْذلكْ .وإذا ْاتخذنا ْموقغنا ْمن ْبدايية ْالقَقرين ْالسقاديس ْعشقرِ،
فإننا ْننظرر ْإلى ْالوراء ْمن ْخلل ْتلك ْالهُوية ْالطويليةْ ِ،إلى ْزمين ْالقَققدمايءْ ِ،كأننققا ْننظققرر ْ ْلصَققحرابء
رمليبة ْشاساعبةْ ِ،ل ْاثار ْفيهُا ْلشجيربة ْعتععتيررض ْرؤيعة ْالتلل ْالخصَبية ْوراءهاا.
ولكن ْالحقَيقَة ْالتي ْل ْرتنكرْ .بأن ْالعحعدعث ْالققذي ْعخققعدعم ْأكعثققعر ْمققن ْأي ْحققدبث ْاخققبر ْلكسققر ْالرابققط
الول ْفي ْهاذه ْالسلسلية ْالطويلية ْمن ْالساتبدايد ْو ْالجهُيل ْهاققو ْمققا ْيعققرف ْباساققم ْالصققليح ْمققن
قبل ْلوثار.
48
منذ ْذلك ْالوقتْ ِ،على ْالرغم ْمن ْأنه ْل ْيبدو ْأنهُا ْكانت ْأي ْرجزُبء ْمن ْنيية ْلوثارْ ِ،أو ْأولئك ْالققذين
يطلرق ْعليهُم ْالصلحيوعنْ ِ،بدأت ْالعلورم ْفي ْإلحيايةْ ِ،وبدأت ْالحرية ْفي ْالظهُور.
كان ْهاذا ْهاو ْالصَالرح ْالعارم ْالوحيرد ْالذي ْعفععلعره ْالصلرح؛ ْلنهْ ِ،فيما ْيتعلرق ْبالصَاليح ْالدينييْ ِ،قققد
ل ْيكون ْكذلكْ .السااطيرر ْل ْتزُارل ْرمسعتمعرءة ْبنفس ْالطريقَية؛ ْو ْتعددت ْالبابققاوارت ْمتفرعققءة ْمققن
البابا ْالمسيحي.
49
الفصل الثالث عشر :مقارنة بين المسيحية وا أفكار ديانية مستوحاة من الطبيعة
ولكن ْبما ْأنني ْل ْأساتطيرع ْأن ْأبدأ ْهاذا ْالجزُعء ْأفضعل ْمن ْالشارية ْإلققى ْالفكققار ْالققتي ْراودتنققي
في ْوقت ْمبكبر ْمن ْالحياةْ ِ،والتي ْأشك ْفي ْأنهُا ْلم ْتحدث ْالى ْحد ْما ْلكل ْشخص ْفي ْوقققبت
من ْالوقاتْ ِ،وساوف ْأذك ررر ْ ْيتلعك ْالفكارْ ِ،ولاضيرفَّ ْإليهُا ْأي ْمسألة ْأخرى ْتنشلا ْعققن ْالموضققوعِ،
مع ْإعطاء ْمقَدمبة ْعامبة ْموجزُبة.
كان ْوالدي ْمن ْالكققويكرزْ ِ،كققان ْمققن ْحسققن ْحظققي ْأن ْاحظققى ْبتعليققبم ْأخلقققبي ْجيققبد ْللغايققةِ،
ومخزُون ْ ْمفيبد ْمن ْالتعلمْ .على ْالرغم ْمن ْأنني ْذهابقرت ْإلقى ْمدرساقة ْقواعققد ْاللغقيةْ ِ،لقم ْأكققن
أتعلم ْاللتينيةْ ِ،ليس ْفقَط ْلنني ْلم ْيكن ْلققدي ْميققوقل ْلتعلققيم ْاللغققايتْ ِ،ولكققن ْبسققبب ْاعققتراض
الكويكرز ْعلى ْالكتب ْالتي ْيتم ْتدريس ْاللغة ْبهُاْ .ولكققن ْهاققذا ْلققم ْيمنعنققي ْمققن ْالتعققرف ْعلققى
موضوعات ْجميع ْالكتب ْاللتينية ْالمستخدمية ْفي ْالمدرساة.
لقَد ْكان ْذهاني ْيميرل ْبصَوربة ْطبيعيبة ْللعلمْ .كان ْلي ْبعض ْالمنعطفايتْ ِ،وأعتقَرد ْبعض ْمواهاب
الشعير؛ ْولكني ْقمعته ْلنه ْكثيرا ْما ْيؤدي ْالى ْمجال ْالخيالْ .وسارعان ْمققا ْتمكنققت ْمققن ْشققرايء
زو بج ْمققن ْالكققرات ْالرضققية ْالمصَققغرةْ ِ،وحضققور ْالمحاضققرات ْالفلسققفية ْلمققارتن ْفيرغسققون
ورافقَت ْفيما ْبعد ْ ْالدكتور ْبيفيس ْمن ْالجمعيققة ْالملكيققةْ ِ،ثاققم ْيعشقرت ْفقي ْمعبقدْ ِ،وأصقبحرت
ممتازءا ْفي ْعلم ْالفلك.
50
لم ْيكن ْلدي ْأي ْدخبل ْبما ْسامي ْبالسياساةْ .لقَققد ْكققان ْوقققرع ْ ْالكلمققة ْلققي ْككلمققية ْساققباق ْالخيققل.
عندما ْتحولت ْأفكاري ْنحو ْمسائل ْالحكوميةْ ِ،كان ْعلي ْ ْتشكيرل ْنظامءا ْخاصققءا ْلنفسققيْ ِ،الققذي
يمثرل ْالمباد ع
ئ ْالمعنويعة ْوالفلسفيعة ْالتي ْكنت ْقد ْتعلمتهُاْ .
رأيتْ ِ،أو ْعلى ْالقل ْفكرت ْأنا ْرأىْ ِ،مشهُدءا ْواساققعءا ْيفتققح ْنفسققه ْللعققالم ْفققي ْشققؤون ْأمريكققا؛
وبققدا ْلققي ْأنققه ْمققا ْلققم ْيغيققر ْالمريكيققون ْخطتهُققمْ ِ،فيمققا ْيتعلققق ْبحكومققة ْإنجلققتراْ ِ،و ْاعلن
اساتقَللهُمْ ِ،فإن ْذلك ْلن ْينطقوعي ْفقَقط ْعلقى ْالعديقد ْم ن ْالصَقعوبايت ْالجديقدةْ ِ،ولكقن ْاغلرق
اﻵفا يق ْالتي ْتقَدم ْنفسهُا ْللبشرية ْمن ْخلل ْامكانياتهُمْ .كانت ْهاذه ْمن ْدوافققع ْ ْنشققري ْالعمققل
المعروف ْباسام ْالحس ْالسليمْ ِ،الذي ْهاو ْأول ْعمبل ْرقمرت ْبهْ ِ،و ْعلى ْالمدى ْالذي ْيمكننققي ْفيققه
الحكم ْعلى ْنفسيْ ِ،أعتقَد ْأنني ْلم ْينبغي ْأبققدءا ْان ْاكققون ْمعروفققءا ْفققي ْالعققالم ْككققاتب ْعقن ْأي
موضوع ْ ْكانْ ِ،ما ْلم ْيكن ْمتعلقَءا ْبالشؤون ْالمريكية.
ْلقَد ْعكتبرت ْالحقس ْالسقليم ْفقي ْنهُايقة ْ ْعقام ْْ ِ،1775ونشققرته ْفقي ْالول ْمقن ْينققاير ْْ 1776و ْتقم
أعلن ْالساتقَلل ْفي ْالرابع ْمن ْيوليو ْالذي ْتله.
ْ
أي ْشخبصْ ِ،قد ْقدعم ْملحظايت ْعن ْالدولة ْوالتقَديم ْوالعقَعل ْالبشرييْ ِ،مقن ْخلل ْمراقبقية ْبلقديهِ،
ل ْكبعد ْانه ْقد ْلحعظ ْنوعاين ْمتميزُاين ْمن ْما ْيسمى ْبالفكارْ .تلك ْالققتي ْ ْعتنتققرج ْفققي ْأنفسققنا ْمققن
خلل ْالتفكير ْوالعملْ ِ،وتلك ْالراساخة ْفي ْالعقَل ْمن ْتلقَاء ْنفسهُا.
ْلقَققد ْجعلققت ْدائمققا ْقاعققدة ْلمعاملققة ْالفكققار ْبتحضققرْ ِ،مققع ْالحققرص ْعلققى ْدراساققتهُاْ ِ،قققدر
اساتطاعتيْ ِ،إذا ْكانت ْتستحق ْالهاتمام؛ ْومنهُا ْقد ْاكتسبرت ْتقَريبا ْكل ْالمعرفية ْالتي ْلديْ .أما
بالنسبة ْللتعلم ْأن ْمقا ْيكسققبه ْأي ْشقخص ْ ْمققن ْالتعليقيم ْالمدرساققيي ْفققأنه ْكققرأس ْمقال ْصققغيرِ،
لوضعه ْفي ْطريق ْالبدء ْفي ْالتعلم ْلنفسققهْ .فكققرل ْشققخبص ْ ْفققي ْالنهُايققية ْهاققو ْمعلمققره ْالخققاص.
51
السبرب ْهاو ْأن ْمبادئ ْالتعلمْ ِ،التي ْتتسم ْبجققودبة ْمميققزُبة ْللظققرويفْ ِ،ل ْيمكققن ْان ْرتفققعرعض ْعلققى
الذاكريةْ .مكان ْإقاميتهُم ْالعقَلية ْهاو ْالفهُمْ .
منذ ْالوقت ْالذي ْكنت ْقادرءا ْفيه ْعلى ْتصَوير ْالفكرْ ِ،والعمققل ْمققن ْخلل ْالتفكيققرْ ِ،وأنققا ْلاشققكرك
في ْحقَيقَية ْالنظام ْالمسيحيْ ِ،أو ْأعتقَرد ْأنهُا ْقضيقة ْغريبقة.
ْأتذكر ْأيضاْ ِ،عندما ْكنرت ْحوالي ْساببع ْأو ْثاماني ْسانوابت ْمن ْالعميرْ ِ،عند ْساماع ْرخطببة ْمن ْيقعبقيل
قريبب ْليْ ِ،كان ْرمخلصَءا ْعظيمءا ْللكنيسيةْ ِ،عن ْموضويع ْما ْيسمى ْالخلص ْمن ْقبل ْمققوت ْابققن
الربْ .
بعد ْانتهُاء ْالخطبةْ ِ،ذهابت ْإلى ْالحديقَيةْ ِ،وبينما ْركنرت ْأنيزُرل ْمن ْرساققليم ْالحديقَققية ْ)لننققي ْأتققذكرر
تمامءا ْالمكان( ْلقَد ْثاارت ْفي ْذاكرتي ْما ْعسايمعرتْ ِ،وفكققرت ْفققي ْنفسققي ْأن ْذلققك ْيجعققرل ْالقَققديرر
يتصَرف ْيمثعل ْرجبل ْعاطفبي ْعقعتعل ْإبنره ْعندما ْلم ْيمكنه ْالنتقَام ْبنفسه ْبأي ْطريقَة ْأخرى.
لم ْأرى ْأي ْساببب ْللتبشير ْ ْبهُذه ْالرخطيبْ .فلم ْتكن ْهاذه ْالفكارر ْمن ْالنققويع ْالققذي ْكققان ْلققه ْوققققع
جيقد ْعلى ْعقَيل ْطفبلْ .كان ْلي ْانطباقع ْأن ْالله ْكان ْخيرءا ْجدءا ْمن ْان ْيقَوم ْبمثل ْهاكققذا ْعمققلِ،
او ْان ْالقَدير ْكان ْمضطرءا ْ ْللقَيام ْبذلك ْاسااساءاْ .أعتقَرد ْبنفس ْالطريقَية ْحتى ْهاذه ْاللحظققيةْ ِ،أن
أي ْنظابم ْدينبي ْلديه ْأي ْشيء ْيصَدرم ْعقَل ْالطفيلْ ِ،ل ْيمكن ْأن ْيكون ْنظامءا ْحقَيقَيءاْ .
ي ْشققيبء ْعققن
يبدو ْكما ْلو ْكان ْاﻵباء ْمن ْالمسيحيين ْيشعروعن ْبالخجيل ْمن ْإخبققاير ْأطفققالهُم ْأ ع
مباديئ ْديينهُلمْ .إنهُم ْأحيانءا ْيوجهُوعنهُم ْإلى ْالخليقْ ِ،ويتحدثاون ْمععرهُلم ْعققن ْخيققر ْمققا ْيسققمونه
الرعاية؛ ْلن ْالسااطير ْالمسيحية ْلديهُا ْخمسقة ْمن ْاﻵلهُةْ :هاناك ْ ْاﻵبْ ْ ِ،البنْ ْ ِ،الروح ْالقَدسِ،
الرعاية ْاللهُيةْ ِ،والطبيعةْ .ولكن ْالقَصَققة ْالمسققيحية ْمققن ْوضققع ْاﻵب ْلبنققه ْتحققت ْالمققوتْ ِ،أو
توظيرفَّ ْالناس ْللقَيام ْبذلكْ ْ ِ،ل ْريمكرن ْأن ْريقَاعل ْمن ْقعبيل ْأحد ْالوالدين ْلطفلهُمققاْ .وأن ْيقَققال ْلققه
52
أن ْذلك ْلجعل ْالبشرية ْأفضعل ْو ْأكثعر ْساعادءة ْْ ِ،هاو ْما ْيجعل ْالقَصَة ْأساوأ؛ ْكما ْلققو ْأن ْالبشققرية
يمكن ْتحسينهُا ْبقَدوية ْالقَتققيل؛ ْوألقَققول ْلققه ْأن ْكققل ْهاققذا ْالغمققوضْ ِ،هاققو ْذريعققة ْلعققدم ْعقَلنيقة
المبدأ.
كم ْيختلفَّ ْهاذا ْعن ْاليمان ْالنقَي ْو ْالبسيط ْمن ْالربوبية! ْالربوبي ْالحقَيقَي ْلديه ْإلقه ْواحقققد.
ويتكون ْدينره ْمن ْالتأميل ْفي ْقويةْ ِ،و ْحكميةْ ِ،الليه ْفي ْأعمالهْ ِ،وفي ْالسققعي ْلتقَليققديه ْفققي ْكققل
شيبء ْأخلقبيْ ِ،علمبيْ ِ،وميكانيكي.
الدين ْالذي ْعيقَتيررب ْمن ْ ْالربوبيية ْالصَحيحيةْ ِ،في ْالرجزُيء ْالخلقيي ْو ْالحميد ْمنهُاْ ِ،هاو ْالمعلققن
من ْقبل ْالكويكرز؛ ْولكنهُم ْانكمشققوا ْعلققى ْنفسققهُم ْكققثيرءا ْمققن ْخلل ْتققرك ْأعمققال ْاﻵلققهْ .علققى
الرغم ْمن ْأنني ْأشعر ْبالحساس ْبأعمالهُم ْالخيريةْ ِ،ل ْيسعني ْإل ْأن ْأبتسققعم ْ ْبغققروبرْ ِ،أنققه ْإذا
ما ْتم ْاساتشارة ْالكويكر ْعند ْالخلقْ ِ،فما ْالخلقق ْالصَقامت ْال ذي ْكقان ْساقيكون! ْفل ْزهاقرة ْققد
تزُهارْ ِ،ول ْطير ْقد ْيسمح ْله ْبالغناء.
وإنهُاقء ْلهُذه ْالفكارْ ِ،لاشررع ْفي ْمسائبل ْأخرىْ .بعد ْأن ْأصبحرت ْماهارءا ْفققي ْاساققتخدام ْالكققرات
)الكرات ْالرضية ْالمصَغرة(ْ ِ،وتصَقورر ْفكقرية ْالفضقايء ْاللمحقدويدْ ِ،و ْالتقَسقيرم ْالب دري ْللمقاديةِ،
والحصَورلْ ِ،على ْالقلْ ِ،على ْمعرفبة ْعامبة ْلما ْكان ْريسقمى ْبالفلسفة ْالطبيعيقيةْ ِ،بقدأت ْبمقَارنقة
او ْبمواجهُة ْالنظام ْالمسيحي ْلليمان ْمن ْخلل ْالدلية ْالداخليية ْالتي ْتحمرلهُا ْتلعك ْالمور.
على ْالرغم ْمن ْأنه ْلم ْيكن ْطرحءا ْمباشرءا ْمن ْالنظام ْالمسيحي ْكون ْهاذا ْالعالم ْالققذي ْنسققكنه
هاو ْالوحيد ْالذي ْرخلعقْ ِ،ولكن ْمن ْخلل ْالعمل ْبما ْيسمى ْقصَة ْالخلقْ ِ،قصَة ْحققواء ْو ْالتفققاحِ،
ونقَيض ْتلك ْالقَصَةْ ِ،موت ْابن ْالريبْ .ايماننءا ْخلفءا ْلذلكْ ِ،اي ْ ْاليمان ْبأن ْاﻵله ْقد ْخلق ْعددءا
وافرءا ْمن ْالعوالمْ ِ،على ْالقل ْالعديد ْمن ْما ْنسميه ْالنجومْ ْ ِ،يجعرل ْالنظاعم ْالمسيحعي ْصققغيرءا
و ْمثيرءا ْللسخرييةْ .متناثارءا ْفي ْالعقَيل ْكما ْيتناثارر ْالريرش ْفي ْالهُواء.
53
على ْالرغيم ْمن ْكو ين ْاليمان ْبعدد ْوفير ْمن ْالعوالم ْمألوفا ْلدى ْالقَ دماءْ ِ،إل ْأنقه ْفقي ْغضقون
الثلثاة ْقرون ْالماضية ْتم ْالتأكد ْمن ْمدى ْوأبعاد ْالعالم ْالذي ْنعيش ْفيققهْ .فقَققد ْأبحققرت ْعققدة
سافنْ ِ،في ْالمحيط ْحول ْالعالمْ ِ،حيرث ْريمكرن ْللرجل ْأن ْيسيعر ْفققي ْدائققربةْ ِ،ويققأتي ْبجولققة ْمققن
الجانب ْاﻵخر ْمن ْالدائرية ْإلى ْالمكان ْنفسققه ْالققذي ْأنطلققعق ْيمنققرهْ .إن ْأبعققاد ْعالمنققاْ ِ،فققي ْأوساققع
جزُءْ ِ،كرجل ْيقَيس ْأوساع ْمحيط ْلتفاحبةْ ِ،أو ْكربةْ ِ،هاو ْفقَط ْخمسة ْوعشققرون ْألفققءا ْوعشققرون
ميلْ ِ،ويمكن ْان ْريبعحعر ْفي ْحوالي ْثالث ْسانوات.
عالرم ْيمن ْهاذا ْالمدى ْعقد ْيبدو ْلنا ْكبيرءا ْلوعل ْعوهالبةْ .لكن ْإذا ْقارناهاا ْمع ْمسققاحية ْالفضققايء ْالققتي
رعلعقَلت ْفيهُاْ ِ،مثل ْفقَاعبة ْأو ْبالوبن ْفي ْالهُوايءْ ِ،فإنهُا ْصغيرقة ْمثل ْحبة ْالرمال ْمن ْحجم ْالعالمِ،
أو ْأرقى ْالجسيمات ْمن ْالندى ْإلى ْالمحيط ْكلهْ ِ،وبالتالي ْفهُي ْصغيرةْ .وكما ْهاو ْمققبين ْفيمققا
بعدْ ِ،ليست ْساوى ْواحدة ْمن ْنظام ْالعوالمْ .
ليس ْمن ْالصَعيب ْالحصَورل ْعلى ْفكربة ْبسيطبة ْعن ْمساحية ْالفضايء ْالتي ْيترم ْفيهُا ْتعليرق ْهاققذا
لخرىْ ِ،إذا ْتتبعنا ْالفكاعرْ .فعندما ْرنعفيكرر ْفي ْحجققيم ْأو ْأبعققادْ ِ،غرفققبةْ ِ،أفكاررنققا
العالم ْو ْالعوالم ْا ل
تقَتيصَرر ْعلى ْالجدرانْ ِ،وهاناك ْتتوقفَّْ .ولكن ْعندما ْتكون ْاعيرنناْ ِ،أو ْخيالنا ْساهُامءا ْفي ْالفضاءِ،
ي ْجققدرابن ْأووهاكذاْ ِ،عندما ْنبدأ ْصققعودءا ْإلققى ْمققا ْنسققميه ْالهُققواء ْالطلقققْ ِ،فل ْيمكننققا ْتصَققورر ْأ ع
حدوبدْ .وإذا ْافترضنا ْحدودءاْ ِ،فإعن ْالسؤاعل ْريجيدرد ْعنفعسره ْفورءاْ ِ،ويسأرلْ ِ،مققا ْهاققو ْأبعققد ْمققن ْذلققك
الحد؟ ْوبنفس ْالطريقَةْ ِ،ما ْهاو ْأبعرد ْمن ْالحدود ْالتاليية؟ ْوما ْإلققى ْذلققك ْحققتى ْيعققورد ْالخيققارل
المرهاق ْويقَولْ :ليس ْهاناعك ْنهُايقةْ .ومن ْالمؤكد ْأن ْالخالق ْلم ْيكققن ْمقَيققدءا ْبغرفققبة ْعنققد ْخلقَققيه
لهُذا ْالعالم؛ ْوعلينا ْأن ْنبحعث ْفي ْشيء ْآخر.
إذا ْأخذنا ْدراساءة ْاساتقَصَائيءة ْلعالمناْ ِ،بالحرى ْقد ْأعطانا ْالخالق ْهاذا ْالساققتخداعم ْكجققزُبء ْفققي
نظام ْالخلق ْالهُائققيلْ ِ،عنجققرد ْكرققل ْجققزُبء ْمنققهْ ِ،الرعضْ ِ،الميققاعهْ ِ،والهُققواء ْالققتي ْتحيققط ْبهُققاْ ِ،مليئققءةِ،
54
ومرصوف ءة ْبالحياةْ ِ،من ْأكبر ْالحيوانات ْالققتي ْنعرفهُققا ْلصققغر ْالحشققرات ْالققتي ْنراهاققا ْبققالعين
المجردةْ ِ،واخرى ْاصغرْ ِ،ل ْرترى ْإل ْبمساعدية ْالمجهُيرْ .كل ْشجربةْ ِ،كل ْنبابتْ ِ،كل ْورقققبةْ ِ،تخققدم
ليس ْفقَط ْكمسكبنْ ِ،بل ْكعالبم ْلبعض ْالنوايع ْالعديديةْ ِ،حيرث ْيكققورن ْجققزُءءا ْمقن ْالعشقب ْغقذاءء
ﻵلبفْ .
رمنرذ ْعذلععك ْالحيين ْلقم ْريقترلك ْأري ْجققزُبء ْمقن ْأرضقنا ْغيقعر ْمشقغوبلْ ِ،لمقاذا ْاذءا ْنفقتررض ْأن ْمسقاحة
الفضاعء ْهاي ْفراقغ ْمتروقك؟ ْهاناك ْمجاقل ْلمليين ْالعوايلم ْالكققبيرية ْأو ْالكققبرر ْمققن ْعالمنققاْ ِ،ولكققل
ب يمنهُم ْمليين ْالميال ْعن ْبعضهُا ْالبعضْ .بعد ْأن ْوصلنا ْاﻵن ْلهُققذه ْالنقَطققةْ ِ،قققد ْنققرى ْالسققعب ع
الحقَيقَعيْ ِ،أو ْعلى ْالقلْ ِ،سابب ْوجيه ْجقدا ْلسقعادتناْ ِ،لقم ْجعقعل ْالخققالرق ْعقالءم ْواحقدءا ْ ْهاقائ ء
لِ،
بِ، يمترد ْعلى ْمساحبة ْهاائلبة ْمن ْالفضايءْ ِ،رتعقَعسقرم ْفيقيه ْالمقادرة ْلعققوالم ْمنفصَققلة ْنسققميهُا ْالكقواك ع
والتي ْأرضنا ْهاي ْاحردهااْ .ولكن ْقبل ْأن ْأطعرعح ْأفكاري ْحوعل ْهاذا ْالمرْ ِ،مققن ْالضققروري ْ)ليققس
من ْأجل ْالذين ْيعلمون ْبالفعل ْْ ِ،ولكن ْبالنسبة ْلولئك ْالذين ْل ْيعلمون( ْإظهُارر ْنظارم ْالكوين.
55
الفصل الرابع عشر :نظام الكون
هاذا ْالجزُرء ْمن ْالكون ْالذي ْيسققمى ْبالنظققاعم ْالشمسققعي ْ)بمعنققى ْإن ْالشققمعس ْهاققي ْمركققرزُ ْنظققام
العوالم ْالتي ْتنتمققي ْإليهُققا ْأررضققنا( ْيتكققورنْ ِ،إلققى ْجققانيب ْالشققميسْ ِ،يمققن ْساققتية ْأجققرابم ْساققماويبة
متميزُبة ْْ ِ،أو ْكواكببْ ِ،أو ْعوالبمْ ِ،إلى ْجانب ْالهُيئايت ْالثانوييةْ ِ،التي ْرتسمى ْأقمارءاْ ِ،والققتي ْيققدورر
احققردهاا ْحققول ْالرضْ ِ،كمققا ْتققدور ْاقمققاقر ْلاخققرى ْحققوعل ْكواكبهُققاْ ِ،كمققا ْيتضققرح ْلنققا ْبمسققاعدة
التليسكوب.
الشمرس ْهاي ْالمركزُ ْالقذي ْيقدورر ْحورلهُققا ْكققل ْيمقعن ْالعققوالم ْأو ْالكققواكب ْالسققتية ْعلققى ْمسققافابت
مختلفبة ْيمنهُاْ ِ،وفي ْدوائبر ْمتحدية ْالمركيزُْ .كرل ْعالبم ْعيبقَى ْباساتمرابر ْفققي ْنفققيس ْالمسققاير ْتقَريبققءا
حول ْ ْالشمسْ ِ،ويستمرر ْفي ْنفس ْالوقت ْبالدوراين ْحققوعل ْنفيسققهْ ِ،كمققا ْيققدورر ْاليمصَققرارع ْحققول
نفيسه ْلكن ْبميلبن ْقليبل.
تميقرل ْالررض ْ)ْ 23.5درج ءة( ْو ْذلقك ْمقا ْريسقبرب ْالفصَقوعل ْو ْإختلعف ْطقوعل ْالنهُقاير ْوالليقلْ .إذا
تحولت ْالرض ْلتدوعر ْحوعل ْنفسهُا ْعموديءا ْ ْكما ْيتحول ْالمصَققرع ْعنققدما ْيقَققفَّ ْرمنتصَققبءا ْعلققى
الرضْ ِ،فإن ْالياعم ْوالليالي ْتكورن ْدائما ْبنفيس ْالطولْ ِ،اثاني ْعشرة ْساققاعءة ْنهُققارءا ْويمثرلهُققا ْلي ء
لِ،
ويكون ْالموسام ْنفسه ْواحدءا ْعلى ْمدار ْالسنة.
في ْكل ْمرة ْريكيمرل ْفيهُا ْكوكقب ْ)أرضنا ْعلى ْسابيل ْالمثال( ْدورءة ْحوعل ْنفيسيهْ ِ،فإنه ْيجعققل ْمققا
نسميه ْالنهُار ْوالليلْ .وفي ْكل ْمربة ْريكيمرل ْجولءة ْحول ْالشمسْ ِ،فإنه ْيجعققرل ْمققا ْنسققميه ْساققنءةِ،
وبالتققالي ْعالرمنققا ْيققدورر ْحققوعل ْنفسققه ْثالثامئققة ْوخمققس ْوساققتون ْمققرةْ ِ،بجولققة ْواحققدبة ْحققول
الشمس.
56
الساماء ْالتي ْققعد عمهُا ْالقَققدماء ْلتلققك ْالعققوالم ْالسققتْ ِ،ومققا ْزالققت ْتسققمى ْبنفققس ْالساققماءْ ِ،هاققي
عطاردْ ِ،الرزُهارة ِْ،عالمناْ ِ،المريخْ ْ ِ،المشتريْ ِ،ورزحلْ .أنهُا ْتبدو ْأكققبر ْللعيققن ْمققن ْالنجققومْ ِ،و ْهاققي
أقرب ْبمليين ْالميال ْإلى ْأرضنا ْمن ْأبي ْيمعن ْالرنجولم.
ْكوكرب ْالزُهارة ْ ْالذي ْيسمى ْنجم ْالمساءْ ِ،وأحيانا ْنجم ْالصَباحْ ِ،الذي ْيغققرربْ ِ،أو ْيشققررق ْقبققل
الشمسْ ِ،بفترة ْل ْتزُيد ْعن ْثالث ْسااعات.
الشمس ْكما ْرذيكعر ْيملن ْقبرل ْهاي ْالمركققزُْ ِ،الكققوكب ْأو ْالعققالم ْالقققررب ْالققى ْالشققميس ْهاققو ْعطققارد.
مسافرة ْربعيديه ْعن ْالشمس ْهاي ْأربعقة ْوثالثاون ْمليوعن ْميبلْ ِ،وعيعتحررك ْ ْفي ْمققدابر ْدائققريب ْدائمققبي
على ْتلك ْالمسافة ْمن ْالشمسْ ِ،كما ْيدورر ْالحصَارن ْفي ْمطحنةْ .
إن ْالفضاعء ْالذي ْيشعغلره ْالنظارم ْالشمسري ْالذي ْيحتوي ْعدة ْعوالبم ْتدورر ْحوعل ْالشميسْ ِ،رقطقررره
مسابو ْلرقَطير ْالدائرية ْالتي ْيدورر ْفيهُا ْرزحل ْحوعل ْالشمسْ ِ،والتي ْتساوي ْضققععفَّ ْمسققافية ْربعققيديه
عن ْالشمسْ ِ،هاي ْخمسعة ْعشعر ْمائة ْو ْساتة ْوعشرون ْمليون ْميلْ .ومحيرط ْدائرتهُا ْما ْيقَققاررب
خمسة ْآلف ْمليون ْميل.
57
ولكن ْهاذا ْالفضاء ْالهُائل ْهاو ْنظاقم ْواحقد ْفقَط ْمن ْالعواليمْ .أبعد ْمنره ْفي ْمسققافبة ْواساققعبة ْمققن
الفضاءْ ِ،رهاناعك ْما ْيتجاورز ْالرحسبانْ ِ،و ْهاي ْالنجوم ْالتي ْرتدعى ْالنجوعم ْالثابتةْ .وتسمى ْثاابتققءةِ،
لنهُا ْل ْعتدولرْ ِ،كما ْتدورر ْالعوالم ْأو ْالكواكرب ْاليسرت ْالتي ْرقمققرت ْبوصققفهُاْ .تلققك ْالنجققورم ْالثابتققة
تبعرد ْدائمءا ْعن ْبعيضهُا ْالبعض ْبنفس ْالمسافيةْ ِ،و ْعتعقَرع ْدائمءا ْفي ْنفيس ْالمكاين ْمققن ْنظامهُققاْ ِ،كمققا
عتفعرل ْالشمرس ْفي ْنظامناْ .وبالتاليْ ِ،فإن ْالحتمقال ْهاققو ْأن ْك ء
ل ْمقن ْتلققك ْالنجققوم ْالثابتققة ْهاققو
أيضا ْكالشمسْ ِ،يدور ْحولهُا ْنظاقم ْآخقر ْمن ْالعواليم ْأو ْالكواكلب.
وبهُذا ْالتقَدم ْالسهُل ْللفكارْ ِ،عتظعهُرر ْمساحرة ْالفضايء ْلنا ْمليئءة ْبأنظمققية ْالعققواليم؛ ْوأنققه ْل ْيوجققد
جزُقء ْمن ْالفضايء ْبل ْفائدةْ .و ْبذلعك ْانتقَرلْ ِ،بطريقَبة ْمألوفبة ْوساهُلبةْ ِ،بعد ْعريض ْيفكربة ْعن ْبنيققية
الكوينْ ْ ِ،إلى ْشرح ْما ْسابق ْأن ْألعمحرت ْإلييهْ ِ،وهاي ْالفوائرد ْالعظيمرة ْللنساين ْالناتجة ْيمققن ْجعققيل
الخالق ْعددءا ْوافرءا ْمن ْالعوالمْ ِ،مثققل ْعالمنققاْ ِ،الققذي ْيتكققورن ْمققن ْالشققميس ْفققي ْالمركققزُ ْوساققتعة
عوالبمْ ِ،إلى ْجانيب ْالقمايرْ ِ،بد ء
ل ْمن ْخليق ْعالبم ْكبيبر ْواحبد.
58
الفصل الخامس عشر :مزاياا واجود عوالم كثيرة في النظام الشمسي
إنهُا ْفكرقة ْلم ْأفقَدهاا ْأبداْ ِ،بأن ْكل ْمعرفتنا ْبالعلم ْرمسعتمدقة ْمن ْالجققوليت ْ)الققتي ْتظهُققر ْلعيننققا
ومن ْثام ْإلى ْفهُمنا( ْالتي ْتقَورم ْبهُا ْالكواكرب ْأو ْالعققوالرم ْالمتعققددة ْالقتي ْيتكققورن ْمنهُققا ْنظارمنققا
الشمسي.
إذا ْكانت ْكميرة ْالمادية ْالتي ْتحتوي ْعليهُا ْهاذيه ْالعوالرم ْالست ْعقد ْقتعم ْعمزُرجهُققا ْفققي ْعققالبم ْواحققبد
منفربدْ ِ،لكانت ْالنتيجرة ْبالنسبة ْلناْ ِ،إمققا ْععققعدعم ْورجققوعد ْحركققية ْدورابنْ ِ،أو ْانهُققا ْلققن ْتكققوعن ْكافيققءة
لعطائنا ْالفكاعر ْوالمعرفقق عة ْالققتي ْلققدينا ْاﻵن ْمققن ْالعلققوم ْو ْجميققع ْالفنققون ْالميكانيكيققة ْالققتي
تساهارم ْكثيرءا ْفي ْالراحية ْعلى ْالرض.
ويمن ْرثام ْفققإن ْالخققالعق ْلققم ْيفعققل ْشققيئءا ْعبثققءاْ ِ،فققإنه ْقنعظققعم ْهايكققل ْالكققون ْ ْبققأكثير ْالرطققرريق ْفائققدءة
للنسانْ .وكما ْنرىْ ِ،الفوائعد ْالتي ْنستيمردهاا ْمن ْهايكل ْالكققونْ ْ ِ،كمققا ْهاققوْ ِ،و ْال ْ ْلمققا ْكققان ْلققدينا
رفرعصرة ْالعتعمرتيع ْلو ْكاعن ْالهُيكققعل ْعالمققءا ْانفراديققءاْ ِ،يمكننققا ْأذءا ْأساققتدلعل ْساققببب ْواحققبد ْعلققى ْالقققل
لوجويد ْعدبد ْوافبر ْمن ْالعوالمْ ِ،وهاذا ْالسبب ْيدعو ْالنسان ْللمتناين ْو ْالعجايب.
وقلكعن ْليس ْلناْ ِ،رساققكارن ْهاققذا ْالعققاليمْ ِ،فقَققطْ ِ،هاققذه ْالفوائققعد ْالناشققئعة ْيمققن ْوجققويد ْعققدبد ْوافققبر ْمققن
العواليمْ .إعن ْرساكاعن ْك رعل ْالعواليم ْالتي ْيتألرفَّ ْيمنهُا ْينظارمناْ ِ،يعتعمعتعوعن ْبنفققس ْفققرص ْالمعرفققية ْكمققا
عنفععققلْ .إنهُققم ْيعلعمققوعن ْعحعركققعة ْدوراين ْأريضققناْ ِ،و ْكققعل ْالكققواكيب ْالخققرىْ .وبالتققاليْ ِ،فققإن ْنفققس
المدرساققية ْالعالميققية ْللعلققويم ْرتقَققيدرم ْعنفعسققهُا ْللجميققيعْ .ول ْتتوقققرفَّ ْالمعرفققرة ْهانققا ْفينظققارم ْالعققوالم
المجاورية ْلناْ ِ،في ْدوراتهُققاْ ِ،لهُققا ْنفققرس ْالمبققاديئ ْالعلميققةْ ِ،وبطريقَققة ْمماثالققبة ْفققي ْجميققع ْأنحققايء
الفضاء.
59
إن ْأفكارناْ ِ،ليست ْفقَط ْحول ْرقدرة ْالخاليقْ ِ،بل ْحكميتيه ْوإثارائيهْ ِ،تتسرع ْبما ْيتناسارب ْمع ْحجققيم
الكوين ْوبنيتيهْ .إن ْفكرعة ْالعالعم ْالرمفرعد ْفي ْالمحيط ْالهُائيل ْيمعن ْالفضاءْ ِ،رتسعتبعدرل ْبفكربة ْمبهُجققبة
لمجتمبع ْمن ْالعواليمْ ْ ِ،إننا ْنققرى ْأرعضقنا ْمليئققءة ْبققالوفرية؛ ْولكننقا ْننسقى ْأن ْننرظقعر ْ ْكققم ْمقن ْتلققعك
الوفرية ْيرجرع ْإلى ْالمعرفية ْالعلميية ْالتي ْعتكيشرفهُا ْلنا ْآلرت ْالكوين ْالواساعة.
60
الفصل السادس عشر :تطبيق ما سبق على النظام المسيحي
ولكنْ ِ،في ْخضيم ْتلك ْالفكارْ ِ،ما ْالذي ْنراره ْفي ْنظام ْاليمان ْالمسققيحي ْالققذي ْريعشققيكرل ْعنفعسققره
على ْفكرية ْعالبم ْواحبد ْفقَطْ ِ،ليققعس ْبققأكبر ْمققن ْخمسققة ْوعشققرين ْألققفَّ ْميققلْ .حيققث ْيسققتطيع
النسارن ْمشيه ْبمعديل ْثالثاة ْأميابل ْفي ْالساعة ْلمدة ْاثانتي ْعشرة ْسااعة ْفي ْاليومْ ِ،لقيل ْمققن
عامينْ ِ،بمسار ْدائربيْ .واحسرتاه! ْما ْ ْهاذا ْالمحيرط ْالعظيرم ْمن ْالفضايءْ ِ،وقوة ْيمن ْالخالق!
من ْهاناك ْتنشلا ْفكرقة ْغريبقة ْبأعن ْالخالعق ْالذي ْعتععتيمرد ْالملييرن ْيمعن ْالعواليم ْعلققى ْرعققاييتهْ ِ،عليققه
ل ْوامرأءة ْقققد ْأكلققوا ْالتفققاح! عتررك ْركل ْما ْتبقَىْ ِ،ويأتعي ْللمويت ْفي ْعالمناْ ِ،لنهُم ْيقَولوعنْ ِ،أن ْرج ء
ل ْيمقعن ْالعققواليم ْفيهُققا ْحققواقءْ ِ،تفاحقققةْ ِ،ثاعبققاقنِ،
ومن ْناحيققبة ْلاخققرىْ ِ،هاققل ْعلينققا ْأن ْنفققترعض ْأن ْك ر ء
ومخلقص؟ ْفي ْهاذه ْالحالةْ ِ،فإن ْالشخص ْالذي ْل ْيرقى ْالقى ْاساقيم ْابققن ْالقربْ ِ،وأحيانققءا ْالققرعب
نفسهْ ِ،لن ْيكون ْله ْأري ْشيبء ْآخعر ْ ْساوى ْالسفعر ْمن ْعالبم ْإلى ْآخرْ ِ،والمو ع
ت ْبتتاببعْ ِ،مع ْما ْيكققارد
لحظءة ْفاصلءة ْللحياة.
انره ْيمن ْخليل ْرفيض ْالدلية ْحوعل ْكلمية ْأو ْأعمايل ْالريب ْفي ْالخلقْ ِ،تم ْتأسايرس ْنظمققءا ْغريبققءة ْ ْو
اديانءا ْملفقَءةْ ِ،قد ْيكون ْ ْالعديد ْمنهُا ْسايئءا ْأخلقيءا ْفي ْنوابح ْو ْجيدءا ْفي ْنوابح ْاخققرى؛ ْ ْولكققن
يمكن ْأن ْيكون ْهاناك ْواحقد ْصحيقح ْفقَطْ .يتفرق ْبالضرورية ْفي ْجمييع ْالموير ْبما ْيتناسارب ْمققع
ب ْللنظققام كلمية ْالريب ْالقَائمية ْرمنرذ ْأي ْوقققبت ْمضققى ْالمتمثلققية ْفققي ْأعمققاليهْ .ولكققعن ْالبنققاعء ْالغريقق ع
المسيحيي ْلليمققانْ ِ،رتنايقرضققره ْككققعل ْالدلققية ْالققتي ْتمنحهُققا ْالسققماوات ْللنسققانْ ِ،أو ْتجعلققه ْيبققدو
ساخيفءا.
فمن ْالممكن ْأن ْنؤمنْ ِ،وأنا ْدائما ْأشجع ْنفسي ْعلى ْذلكْ ِ،أن ْهانققاك ْرجققال ْفققي ْالعققالم ْالققذين
أقنعوا ْبأن ْما ْيسمى ْغش ْالتقَيةْ ِ،على ْالقل ْفي ْظل ْظقروف ْمعينقةْ ِ،تكقون ْمنتجققة ْلبعققض
61
الخيرْ .غير ْأن ْالغش ْالذي ْتم ْإنشاؤه ْفي ْوقت ْماْ ِ،ل ْيمكن ْتبريره ْبعققد ْذلقك؛ ْلنقه ْمقع ْغقش
التقَية ْكما ْهاو ْالحال ْمع ْالعمل ْسايءْ ِ،فإنه ْيبعث ْعلى ْضرورة ْمن ْالساتمرار.
ل ْبالنظايم ْالمسيحيي ْلليمانْ ِ،وفي ْبعض ْالحيان ْجنبءا ْإلى ْجنققب الشخارص ْالذيعن ْعبعشروا ْأو ء
مع ْالخليق ْالتي ْقبعشعر ْبهُا ْيسوع ْالمسيحْ ِ،قد ْريقَنعوعن ْأنفسهُم ْأنه ْكان ْأفعضقعل ْمقن ْالساققاطيير
الوثانيية ْالتي ْساادت ْقبل ْذلك.
من ْالواعظ ْالول ْإنتقَعل ْالحتيارل ْإلى ْالثانيْ ِ،والثالثْ ِ،حققتى ْأن ْفكققرعة ْكققونه ْغشققءا ْتقَيققءا ْقققد
رفيقَعدلت ْو ْإخرتيلعطلت ْبإعتقَايد ْكونهُا ْحقَيقَءةْ .و ْيشرجع ْهاذا ْالعتقَارد ْمققرءة ْأرخققرى ْمصَققلحرة ْالققذيعن
ك ععسبوا ْيرزعقهُم ْبالوعظ.
ولكن ْعلى ْالرغيم ْمقن ْأن ْمثقل ْهاققذا ْالعتقَققاد ْيمكققن ْلققره ْبهُققذيه ْالوساققائيلْ ِ،أن ْعيكعققعم ْتقَريبققا ْبيققن
الدنيويينْ ِ،فمن ْالمستحييل ْمقَارنيته ْمققع ْالضققطهُايد ْالرمسقتمير ْالققذي ْماعرساققتره ْالكنيسققةْ ِ،لعققدة
مئابت ْمن ْالسنينْ ِ،ضضعد ْالعلويمْ ِ،وضد ْأسااتذتيهْ ِ،ما ْلم ْتكققن ْللكنيسققرة ْبعققض ْاليسققجليت ْبكونهُققا
غشءا ْتقَيءاْ ِ،أو ْتوقيعهُا ْعدعم ْالصَمويد ْاماعم ْالدلية ْالتي ْيويفررهاا ْهايكرل ْالكون.
62
الفصل السابع عشر :من الوسائل المستخدمة على الصعيد العالمي ،لخداع الشعوب
بعد ْأن ْأظهُررت ْالتناقضايت ْالتي ْل ْيمكن ْتوفيقَهُا ْبين ْالحقَيقَققي ْمققن ْكلمققية ْالققريب ْالموجققودية
في ْالكونْ ِ،والتي ْرتسقمى ْكلمة ْالربْ ِ،في ْكتابب ْمطبوع ْريميكرن ْلي ْإنسققابن ْرصققنعرهْ ِ،اتكلققرم ْاﻵعن
عن ْالوساائيل ْالرئيسيية ْالثلث ْالتي ْأاسارتخيدعملت ْفي ْجمييع ْالعصَويرْ ِ،وربما ْفي ْجمييع ْالبلققداينِ،
لفريضهُا ْعلى ْالبشريية.
هاققذيه ْالوساققائرل ْالثلعث ْهاققي ْالغمققوضْ ِ،المعجققزُةْ ِ،والنبققوءةْ .أوعل ْإثانيققين ْل ْيتفقَققاين ْمققع ْالققدين
الحقَيقَييْ ِ،والثالرث ْيجب ْأن ْريشكعك ْبه ْدائمءاْ .
وفيما ْيتعلرق ْبالغمويض ْفهُو ْكالتاليْ ِ،إعن ْركل ْمققا ْلققدينا ْهاققو ْلغقققزُ؛ ْالرخضققارر ْهاقو ْلغقزُْ .فل ْريمكرننققا
معرفعة ْكيفَّ ْأعن ْالبلوعطْ ِ،عندما ْيوضرع ْفي ْالرضْ ِ،ينمو ْوريصَبعح ْشجرعة ْبلوطْ .نحرن ْل ْنعققررف
كيعفَّ ْأن ْالبذوعر ْالتي ْعنزُرعهُا ْتنمققو ْوتضققاعرفَّ ْنفسققهُاْ ِ،و ْتعققود ْلنققا ْبفائققدبة ْوفيققربة ْلققرأيس ْمققابل
صغيبر ْجدءاْ .لكننا ْعنعيررف ْ ْالوساائعل ْالقتي ْعنسقعتخيدرمهُاْ ِ،وال تي ْليسقت ْيساقوى ْوضقع ْالبقذوير ْفقي
الريض ْ ْفنعررف ْفقَط ْبقَدير ْما ْهاو ْضرورقي ْبالنسبة ْلنا ْأن ْنعرف؛ ْوجزُرء ْالعمليية ْالذي ْل ْنعررفه
او ْحتى ْاذا ْعرفناهْ ِ،فلن ْنتمكن ْمن ْأدايءهْ ِ،فالخققالق ْعيفععقرل ْذلقك ْبنفسقيهْ .لقذلكْ ِ،نحقن ْأفضقل
ل ْبتركهُا ْسارءا ْو ْعدعم ْالضطراير ْلفعيلهُا ْبأنرفيسنا.
حا ء
ولكن ْعلى ْالرغم ْمن ْأعن ْركل ْشيبء ْمخلوبق ْهاو ْغققامقض ْلنققا ْبهُققذا ْالمعنققىْ ِ،فكلمققرة ْالغمققورض ْل
يمكرن ْتطبيرقَهُا ْعلى ْالحقَيقَية ْالخلقييةْ ِ،كمققا ْل ْريمكققرن ْتطققبيرق ْالغمققويض ْعلققى ْالضققوءْ .الققرب
الققذي ْنققؤمرن ْبققيه ْهاققو ْإلققره ْالحقَيقَققية ْالخلقيققيةْ ِ،وليققس ْإلققه ْالغمققوضْ .الغمققورض ْهاققو ْاختصَققاقر
للحقَيقَيةْ .إنره ْضباقب ْيمن ْاخترايع ْالنساين ْالذي ْعيحيجرب ْالحقَيقَعةْ ِ،وريعمثلهُققا ْبتشققويبهْ .الحقَيقَققرة
ل ْرتعغيلرفَّ ْعنفعسهُا ْأبدءا ْبالغمولض.
63
ْوبالتققاليْ ِ،فققإن ْاليمققاعن ْبققالريبْ ِ،وممارساققية ْالخليق ْالحقَيقَققيةْ ِ،ل ْريميكققرن ْأن ْعيكققوعن ْرمرعتيبطققءا
بالغموضْ .اليمارن ْبربب ْفييه ْأري ْشيبء ْمن ْالغموض ْهاعو ْيمققعن ْالمعتقَققدايت ْالكققثير ْساققهُولءة ْالققتي
رتثيررنا ْو ْعتظعهُرر ْلنا ْكضققرورةْ .قلكققن ْالرممارساققعة ْالخلقيققة ْالحقَيقَققعةْ ِ،أوْ ِ،وبعبققارة ْأخققرىْ ِ،تقَليقققد
عملقي ْللخلقيية ْالخيرية ْللرب ْليست ْساوى ْأن ْعنعتعصَعرعف ْتجاعه ْبعيضققنا ْالبعققض ْكمققا ْهاققو ْعيفععققرل
يتجاعه ْالجميعْ .
ل ْريميكرننا ْأن ْعنخردعم ْالقرعب ْكأنه ْبحاجبة ْماسابة ْلتليك ْالخدمققية؛ ْوبالتققاليْ ِ،الفكققررة ْالوحيققدرة ْالققتي
ريمكرن ْأن ْعتكوعن ْيخدعمءة ْللريبْ ِ،هاعي ْالرمساهامرة ْفقي ْساقعادية ْالخلقيق ْالحقيي ْالقذي ْعصقعنععره ْالقربْ .ل
ريميكرن ْالقَيارم ْبذيلعك ْعن ْطريق ْالتقَوقع ْعلى ْأنرفيسنا ْوإنفققارق ْحيقابة ْراكققدبة ْبتكريقبس ْانقانبيْ .إعن
طبيععة ْالديين ْوتصَميمرهْ ِ،إذا ْكان ْلعي ْأن ْلاعيبعر ْععنره ْهاكذا ْقييجرب ْأن ْيكققوعن ْخاليققءا ْيمققلن ْأي ْشققيبء
من ْالغمويض ْحتى ْفي ْمظاهاريه.
ب ْعلى ْك ريل ْروبح ْحيبة ْعلى ْحبد ْساواءْ ِ،يجرب ْأن ْيكوعن ْعلى ْمستوى ْالديرنْ ِ،كواجببْ ِ،هاو ْواج ق
يفهُيم ْالجمييعْ .الرجرل ْل ْيتعلرم ْالقديعن ْبتعلمققيه ْأساقراعر ْالتجقاريةْ .لكنققه ْيتعلقرم ْنظريقعة ْالقديين ْمقن
خلل ْالتفكييرْ .وينشلا ْمما ْيسمرع ْو ْيقَرأْ ِ،والممارسارة ْعتنعضرم ْإلى ْذلعك.
ئ ْالنسارن ْدينءا ْيتعاررض ْمع ْكلمية ْأو ْأعمايل ْالريب ْفي ْالخليقْ ِ،خارجققءا ْعققن ْالفهُققيم ويعندما ْرينش ر
البشرييْ ِ،فهُو ْرمضعطقر ْلخترايع ْأو ْاعتمققايد ْكلمققءة ْرتعميثققرل ْحققدءا ْلكققيل ْالساققئليةْ ِ،و ْالساتفسققارايت ْو
التناقضات.
كما ْخدعم ْالغمورض ْجميع ْالغراض ْالعامققعةْ ِ،أعقَبتققره ْالمعجققزُرة ْكمسققاعبد ْفققي ْبعققيض ْالحيققاين.
الول ْاشققار ْإلققى ْحيققرية ْالعقَققيلْ ِ،والثققاني ْإلققى ْلغققيزُ ْالحققوايسْ .وكققان ْاحققردهام ْكلميققءاْ ِ،واﻵخققرر
شعوريءا.
64
لكن ْقبعل ْالرمضققي ْرقققدمءا ْفققي ْهاققذا ْالموضققويعْ ِ،ساققيكورن ْمققن ْالمناساققيب ْالساتفسققارر ْعقن ْمعنقى
المعجزُةْ .بنفيس ْالمعنى ْالذي ْريمكرن ْأن ْريقَال ْفيه ْأعن ْك رعل ْشيبء ْهاو ْلغزُْ ِ،
يمكرن ْأن ْيقَاعل ْأيضءا ْأن ْك رعل ْشيبء ْهاو ْمعجزُةْ ِ،وأنه ْل ْمعجزُعة ْأكبرر ْمن ْآخرىْ .الفيلْ ِ،وإن ْكان
أكبرْ ِ،ليس ْبمعجزُة ْاكبر ْمن ْساوسْ ِ،و ْليس ْالعجعبرل ْبأكبعر ْمعجققزُءة ْمققن ْالققذرةْ .فققإنه ْليققس ْمققن
الصَعب ْلقَدرية ْالريب ْجععل ْواحدءا ْمن ْاﻵخرْ ِ،وليس ْأكثر ْصعوبءة ْمن ْخليق ْمليونءا ْمن ْالعالمين
بخلق ْواحد ْفقَط.
ك رعل ْشيبءْ ِ،إاذءاْ ِ،هاو ْمعجققزُقةْ ِ،بمعنقءى ْواحقءد؛ ْبينمقاْ ِ،فقي ْالجققانيب ْاﻵخقير ْل ْيوج رد ْشقيقء ْأساقمره
معجزُةْ .إنهُا ْمعجزُقة ْعنعد ْمقَارنتيه ْمع ْرقققردرايتناْ ِ،ويفهُيمنققاْ .وليسققت ْمعجققزُءة ْمقَارنققءة ْمققع ْالقَققدرية
التي ْتؤديهُاْ .فأذءا ْل ْشققيء ْيمققن ْهاققذا ْالوصققيفَّ ْعينرقَققرل ْالفكققرة ْالملصَقققَة ْبكلمققية ْالمعجققزُةْ ِ،فيمققعن
الضروريي ْعتعفرحرص ْالساتفساير ْأكثر.
تتصَورر ْالبشققريرة ْلنفسققهُا ْقوانينققءا ْمعينققءةْ ِ،يققدعونهُا ْبالطبيعققة ْرتعفيسققرر ْكيققعفَّ ْمققن ْالمفققتريض ْأن
تتصَرعفْ .وأعن ْالمعجزُعة ْهاعي ْشيقء ْيخدرع ْاو ْيخررج ْعن ْتلعك ْالقَوانينْ .ولكن ْما ْلم ْعنكن ْنعققررف
مدى ْهاذه ْالقَوانينْ ِ،وما ْيطلرق ْعلييه ْعادءة ْالطبيععةْ ِ،فنحرن ْلسققنا ْقققادريعن ْعلققى ْالحكققيم ْمققا ْإذا
كان ْأري ْشيبء ْ ْيبدو ْلنا ْرائعءا ْأو ْخارقءاْ ِ،قد ْيكورن ْمخالفءا ْللطبيعة.
صعورد ْرجبل ْيعدعة ْأميابل ْعاليبة ْفي ْالهُوايء ْيشكل ْفكربة ْلمعجزُةْ ِ،إذا ْلم ْيكن ْمعروفءا ْأن ْأنواعققءا
من ْالغازايت ْيمكرن ْأن ْتكوعن ْأاخعفَّ ْوزنءا ْيمعن ْالهُوايء ْالجويْ ِ،ومرنءة ْبصَورة ْكافيبة ْلنفققيخ ْالبققالوين
الذي ْيكون ْفيه ْالغاز ْمغلقَءا.
بهُذه ْالطريقَيةْ ِ،إاسايتخرارج ْومضابت ْأو ْشرارابت ْمن ْالنققار ْمققن ْجسققيم ْالنسققاينْ ِ،كمققا ْيبققدو ْعنققد
طريق ْالحديدْ ِ،وتسبب ْالحدييد ْأو ْالصَليب ْبالتحريك ْدوعن ْأي ْعامبل ْمرئبيْ ِ،ريعطققي ْأيضققءا ْيفكققرة
65
معجزُةْ ِ،إذا ْلم ْنكن ْعلى ْدرايبة ْبالكهُربايء ْوالمغناطيسيية ْكما ْللعديد ْمن ْالتجاريب ْالخرى ْفي
الفلسفة ْالطبيعيةْ ِ،لولئعك ْالذين ْليسوا ْعلى ْدرايبة ْبهُذا ْالمر.
ْإساتعادرة ْالشخايص ْإلى ْالحياة ْبعد ْالمويت ْكما ْريماعررس ْيعند ْغريق ْالشخايصْ ِ،سايكورن ْأيضققءا
معجزُءةْ ِ،إذا ْلم ْعيكن ْمن ْالمعرويف ْأعن ْالحياعة ْقد ْتكورن ْرمععلقَءة ْدوعن ْأن ْتنتهُي.
وبالضافية ْالى ْهاذهْ ِ،رهاناعك ْعروقض ْلخفة ْاليد ْ ْلهُا ْمظقاهاقر ْخارقققةْ ِ،و ْالخقدارع ْالبصَقرريْ .هانقاك
اﻵن ْمعرقض ْفي ْباريس ْريظيهُرر ْشبحءاْ ِ،على ْالرغم ْيمن ْأنه ْل ْريطعررح ْعلى ْالمتفرجيين ْكحقَيقَققبةِ،
لكن ْلدييه ْمظهُققر ْرمقذهالْ .ولقذلكْ ِ،فإننقا ْل ْنعققررف ْمقدى ْالطبيعققية ْاو ْالفققينْ ِ،ليقس ْرهانققاعك ْمعيققاقر
لتحدييد ْما ْهاو ْمعجزُقة؛ ْوفكررة ْتسميية ْالمظاهاير ْبالمعجزُايت ْيمن ْيقبيل ْالبشرييةْ ِ،عتخعضققرع ْلتغييققبر
مستمبر.
لذلعك ْالمظاهارر ْهاي ْقادرقة ْجدءا ْعلى ْالخدايعْ ِ،وأشياقء ْليسققت ْحقَيقَيققة ْلققديهُا ْتشققابقه ْقققو ق
ي ْمققع
الشيايء ْالحقَيقَيةْ ِ،لذلعك ْل ْشيعء ْريمكرن ْأن ْعيكوعن ْأكثرر ْتناقضءا ْيمققن ْإساققتخدايم ْالقَققديير ْ ْأساققاليبءا
تسققمى ْالرمعجققزُاتْ ِ،الققتي ْمققن ْشققأينهُا ْأن ْعتخعضققعع ْللشققتباه ْبالكققذيب ْاو ْالحتيققالْ ِ،والمققذهارب
المدعورم ْبذلك ْريشعتعبره ْبكونيه ْاختراعءا ْخرافيءا.
إن ْمن ْجميع ْوساائيل ْالدلة ْالتي ْتم ْإخترارعهُا ْمنرذ ْأي ْوقبت ْعمضى ْللحصَويل ْعلى ْالمصَداقيية
لي ْنظابم ْأو ْرأبي ْأعطعي ْله ْاسارم ْالدينْ ِ،هاو ْالمعجزُةْ ِ،وعلى ْفريض ْكوينهُققا ْناجحققءة ْفإنهُققا ْاكققثرر
تناقضءاْ .لنهْ ِ،في ْالمقَايم ْالولْ ِ،كلما ْكان ْاللجورء ْلعربض ْمن ْاجيل ْدعيم ْفكربة ْ ْ)فالمعجزُرة ْهاققي
عرقض( ْ ْيدرل ْذلعك ْعلى ْضعبفَّ ْفي ْالمذهاب ْالذي ْريعبشرر ْبهْ .وفي ْالمقَام ْالثانيْ ِ،هاو ْريحققيط ْمققن
ل ْإيققاه ْشخصَققيءة ْعتعققيررض ْرلعقق ع
ب ْالحيققيل ْلتسققليية ْالنققاس ْمققن ْأجققيل ْالتحققدييق قيمققية ْالققريب ْممث ء
والعجيب ْ.
66
ْبل ْيمعن ْالكثرر ْغموضءا ْمن ْالدلية؛ ْهاو ْ ْعدرم ْالعتمايد ْعلى ْما ْيسمى ْمعجزُءةْ ِ،بل ْعلققى ْائتمققان
المراسايلْ ِ،الذي ْيقَورل ْأنه ْرآهاا؛ ْعلى ْفرض ْانهُققا ْكققانت ْصققحيحءاْ ِ،فققإن ْأحتمققاعل ْعتصَققدييقَهُا ْ ْلققن
يكوعن ْ ْأفضعل ْمن ْإحتمايل ْتكذييبهُا.
لنفتررض ْأنني ْرقلرتْ ِ،أنه ْعندما ْجلست ْلكتابية ْهاذا ْالكتابْ ِ،قد ْنقعدعملت ْيدءا ْعنفعسققهُا ْفققي ْالهُققواءِ،
وأاخذلت ْالعقَلعم ْوك ععتعبلت ْك عرعل ْكلمبة ْمكتوببة؛ ْهال ْساريعصَدرقني ْأاحققد؟ ْبالتأكيققد ْلْ .هاققل ْساريعصَققردرقني
احقد ْ ْأكثر ْلو ْكان ْذلعك ْالمرر ْحقَيقَءة؟ ْبالتاكيققيد ْلْ .يلققذلعك ْفققإعن ْأي ْمعجققزُبة ْحقَيقَيققةْ ِ،ان ْكققانت
لتحدثْ ِ،ساعتخعضرع ْلنفقيس ْمصَقيير ْالربطلين؛ ْو ْالتنققاقرض ْيزُيققرد ْيعنقعد ْإفققترايض ْاساقتخدايم ْالققرب
لوساائعل ْل ْتؤدي ْالغرعض ْالمقَصَوعد ْيمنهُاْ ِ،حتى ْإذا ْكانت ْحقَيقَيءة.
إذا ْكاعن ْلنا ْأن ْنفترعض ْرمعيجزُءة ْخارجءة ْتمامءا ْعن ْما ْريعسمى ْبالطبيعققيةْ ِ،وإنهُققا ْعييجققرب ْأن ْعتخققررعج
عنهُا ْ ْبالطبع ْلكي ْرنكملْ ِ،ونحرن ْعنرى ْحساءب ْمعينءا ْلهُذه ْالمعجققزُة ْمققن ْقققويل ْشققخبص ْمققا ْ ْإنققه
ل ْ؟ ْأن ل ْفي ْالعقَيل ْيجققارب ْبسققهُولبة ْجققدءاْ ِ،أيهُمققا ْأكققثرر ْإحتمققا ء
رآهاا ْتحدثْ ِ،فإن ْذلعك ْريثيرر ْساؤا ء
عتخررعج ْالطبيعرة ْعن ْمسايرهااْ ِ،أو ْأعن ْالعررجعل ْعيكرذب؟ ْلم ْنعر ْقطْ ِ،في ْعصَرناْ ِ،الطبيععة ْتخررج ْعققن
ب ْوجيققه ْللعتقَقايد ْبقأن ْمليينقءا ْمقن ْالكققاذييب ْققد ْقيلقلت؛ ْيلقذلك ْإن
مسايرهااْ .ولكن ْلدينا ْساب ق
إحتماعل ْروايية ْ ْالرمراساعل ْلكذببة ْهاو ْمليون ْالى ْواحد ْعلى ْالقل.
67
شيطانءا ْبد ء
ل ْمن ْنققبي؟ ْأو ْإذا ْكققاعن ْالحققورت ْقققد ْحمققعل ْيققونعس ْإلققى ْنينققوىْ ِ،وألقَققى ْبققه ْبنفققيس
الطريقَيةْ ِ،ألن ْيعتقَدوا ْأعن ْالحو ع
ت ْشيطاقنْ ِ،ويونعس ْهاو ْواحقد ْمن ْعفاريتيه؟
الكثرر ْاساتثنائيءة ْمن ْجمييع ْالشيايء ْالتي ْرتعسمى ْالمعجزُاتْ ِ،المرتبطية ْبالعهُيد ْالجديققيدْ ِ،هاققو ْأن
الشيطاعن ْقد ْعحنلعق ْبعيدءا ْمع ْيسوع ْالمسيحْ ِ،وعحعملره ْإلققى ْقمققية ْجبققبل ْعققابل؛ ْوإلققى ْأعلققى ْذروية
المعبيدْ ِ،ووعدره ْكل ْمماليك ْالعاليمْ .كيفَّ ْحدث ْأنه ْلم ْيكتشفَّ ْأمريكا؟ ْ ْ
ي ْاحقتراقم ْللطققابع ْالخلقققي ْللمسقييح ْأكققثر ْمقن ْأن ْلاصقدق ْأنققره ْقققد ْروى ْرمعجققزُعة ْالحقويت
لد ع
بنفسيه؛ ْليعس ْيمعن ْالسهُيل ْحسارب ْغريض ْتلفييقَهُاْ ِ،إل ْإذا ْكاعن ْلطرحهُققا ْعلققى ْخققبرايء ْالمعجققزُاتِ،
كمققا ْريمققاعررس ْأحيانققءا ْمققعع ْرخققبراء ْالملكققية ْآنْ ِ،وجققامعي ْالقَطققيع ْالثاريققيةْ ِ،أو ْلتسققخيفَّ ْفكققرية
المعجزُايتْ ِ،من ْخلل ْجعل ْرقدريتهُا ْمشكوكءا ْيبهُاْ ْ ِ،أهاعي ْيمعن ْاقلريب ْأم ْيمعن ْالشيطاينْ ِ،أليمارن ْبققأي
معجزُبة ْيعتطلرب ْقدرءا ْكبيرءا ْمن ْاليماين ْ ْبالشيطان.
المعجزُارت ْفي ْأي ْ ْوجهُية ْنظر ْريمكرن ْوضرعهُا ْواعيتباررهااْ ِ،فوقورعهُا ْأمقر ْغيققرر ْرمحعتمققبلْ ِ،و ْل ْدابع
ئ ْاليهُا ْالخالرقْ ِ،كما ْرذكعر ْيملن ْقبلْ ِ،حتى ْو ْإن ْكانت ْصحيحءة؛ ْفاليمارن ْبمعجققزُبةِ، لهُاْ .ولن ْيلج ع
اصعرب ْمن ْاليماين ْبمبدإا ْأخلقبي ْواضبحْ ِ،دوعن ْأي ْمعجزُة.
المبدلا ْالخلقري ْيعتعحدرث ْ ْعن ْنفسه ْعالميءاْ .الرمعيجزُرة ْريميكرن ْأن ْتكققوعن ْشققيئءا ْلحظيققءاْ ِ،ورتشققاهارد
من ْيقعبيل ْعدبد ْقليبل؛ ْبعد ْهاذا ْفالتصَديرق ْبمعجزُبة ْبنققاءء ْعلققى ْكليم ْأنسققابن ْيحققورل ْاليمققان ْمققن
إيماعن ْبقالرب ْليمققابن ْبإنسققان ْْ .وبالتققاليْ ْ ِ،العقترارف ْبققالمعجزُايت ْكقدليبل ْعلقى ْأي ْنظققابم ْمقن
الدينْ ْ ِ،يجب ْأن ْرتععتعبعر ْيمن ْأعراعض ْكوينيه ْخرافءةْ .فيمققعن ْالضققروريي ْأن ْيررفققعض ْالطققابرع ْالكامققرل
والمستقَيرم ْللحقَيقَية ْالرتكاعز ْإلى ْالخراعفية ْو ْالغمويض ْوالمعجزُات.
68
كمققا ْتققولى ْالغمققورض ْوالمعجققزُرة ْمسققؤوليعة ْالماضققي ْوالحاضققرْ ِ،تققوللت ْالنبققوءرة ْمسققؤوليعة
المستقَبيلْ ِ،فلعلم ْيكن ْكافيءا ْللنساين ْمعرفرة ْما ْتم ْالقَيارم ْيبيهْ ِ،ولكن ْما ْعساعييترم ْيفعلررهْ .وكققان ْالنققبري
مؤرخءا ْلما ْسايأتي؛ ْفالتصَويرب ْمن ْبعبد ْعلى ْمدى ْألعفَّ ْسانبة ْوإصابة ْاميال ْبعيدة ْعن ْالهُققديف
عيجععرل ْالمعر ْيبل ْمعنىْ .وإن ْعحعدعث ْو ْكانلت ْالنبوءرة ْخطأا ْرمباشرءاْ ِ،يجققرب ْعلينققا ْأن ْعنفعتققيرعض ْأعن
القرعب ْقد ْغقيعر ْرأيرهْ .ما ْأحمعق ْالنساعن ْالذي ْعتصَعنرعره ْالرخرافات.
في ْرجزُبء ْسااببق ْيملن ْهاذا ْالعملْ ِ،رذيكعر ْأن ْأصعل ْمعنى ْكلمايت ْالنبي ْوالتنبؤ ْقد ْعتعغعيعرْ ِ،وإن ْالنققبعيِ،
ث؛ ْويرجرع ْذلعك ْالتغييرر ْفي ْمعنققى ْالكلمققايتْ ِ،الققى بالمعنى ْالرمستخديم ْاﻵعنْ ِ،هاو ْ ْاختراقع ْحدي ق
أن ْالرحليت ْوالساتعارايت ْوالعبارات ْوالتعابير ْالشعريية ْاليهُوديةْ ِ،قد ْأصعبحلت ْاﻵن ْغامضققءة
لنا ْو ْل ْعنعققيررف ْالرظققروعف ْالمحليققعة ْالققتي ْنطبقَوهاققا ْفققي ْوقققيت ْاساققتخدايمهُاْ ِ،فرسققميلت ْنبققوءابتِ،
ورجيععل ْ ْككرل ْشيبء ْغيير ْمفهُوبم ْنبوءءةْ ِ،كان ْاليخدارع ْلريسمى ْنبوءءة.
أذا ْكان ْلنا ْأن ْنفعترعض ْأن ْالقرعب ْقد ْعحندعث ْوتواصعل ْمع ْإنسابن ْليعحدعثاره ْعققن ْالمسققتقَبلْ ِ،ساققواعء
كان ْرهاناعك ْمثرل ْهاكذا ْإنسابنْ ِ،أو ْلم ْعيكلنْ .فإن ْكان ْرهاناعكْ ِ،فمن ْالسلييم ْأن ْنعتقَققعد ْأن ْعيقتققعم ْإبلرغ
ي ْظققربف ب ْقا ع
العحعديث ْبمصَطلحابت ْمفهُومبة ْبعيدبة ْعن ْالغمويضْ ِ،وبطريقَبة ْل ْيلبعس ْفيهُا ْلرتناساقق ع
عيحردرث ْبععد ْذلكْ .
ت ْهاققذاولكن ْكرققل ْالشققيايء ْالققتي ْرتسققمى ْنبققوءابت ْفققي ْالكتققايب ْالمسققمى ْبالمقَققديس ْتققأتي ْتحقق ع
الوصفَّْ .ولكن ْحال ْالنبوءية ْكحارل ْالرمعجزُيةْ .فلن ْنستطيعع ْالقققراعر ْحققتى ْلققو ْكققانت ْحقَيقَيققءة.
أولئك ْالذيعن ْيجرب ْأن ْريخعبروا ْبالنبوعءية ْل ْريمكرن ْلهُلم ْأن ْيعيرفوا ْما ْإذا ْكاعن ْالعررجققرل ْقققد ْتنبققأا ْأو
ك عيذعبْ ِ،أو ْما ْإذا ْكان ْققد ْك ريشقعفَّ ْلققه ْشقيقءْ ِ،أو ْتقوقععه ْبنفسققيه؛ ْواذا ْكققان ْالشققيرء ْالقذي ْيسقمى
النبوءرة ْيجب ْان ْعيحردعث ْبالتحديد ْام ْشيقء ْيشبرهُره ْمن ْبيين ْالعدييد ْمقن ْالمققوير ْالققتي ْعتحققردرث
يوميءاْ ِ،ل ْريمكرن ْان ْريععرعف ْما ْاذا ْكان ْقققد ْتنبققأ ْبهُققاْ ِ،أم ْخقمعنهُققاْ ِ،أو ْمققا ْإذا ْكققان ْذلققك ْقققد ْحققدعث
69
عرضيءاْ .النققبريْ ِ،لققذلكْ ِ،هاققو ْشخصَققيقة ْعديمققرة ْالفائققدية ْوغيققرر ْضققروريبةْ .والجققانرب ْاﻵمققرن ْيمققعن
القَضيية ْهاو ْالحذرر ْمن ْافتراضهُاْ ِ،من ْخلل ْعديم ْإعطايء ْائتمابن ْلهُذه ْالعلقات.
على ْالعمومْ ِ،الغمورضِ،والمعجزُرةْ ِ،والنبوءرةْ ِ،هاي ْالزُوائرد ْالتي ْتنتمي ْإلى ْخرافبة ْوليققس ْدينققءا
حقَيقَيءاْ .فهُي ْالوسايلرة ْالتي ْإنعتعشرلت ْيملن ْخليلهُا ْالكثيرر ْمققن ْالقاويققيل ْحققول ْالعققالمْ ِ،و ْالققديرن
اصبعح ْتجارءةْ .وأدى ْنجارح ْأحيد ْالرمنعتيحليعنْ ِ،لتشجييع ْاﻵخرْ ِ،و ْاساتمروا ْبالقَيقايم ْببعققيض ْالخيققير
ومواكبية ْالحتيايل ْتقَية ْلحماييتهُم ْمن ْالندلم.
70
ةخلصة
وبعققعد ْأن ْعمققعددرت ْالموضققوعع ْاﻵن ْلطققوعل ْممققا ْركنققرت ْأقصَققد ْفققي ْالمقَققايم ْالولْ ِ،ساققأختتمره
باساتخلبص ْملخبص ْمن ْرمجعميليه.
لْ ِ،إعن ْيفكرعة ْأو ْرمعتعقَعد ْأن ْكلمعة ْالرب ْموجودقة ْفي ْالطباعيةْ ِ،أو ْالكتابيةْ ِ،أو ْفققي ْالكليمْ ِ،غيققر أو ء
رمتناعساقَبة ْفي ْحد ْذاتهُا ْللسابايب ْالتي ْرسايبعق ْعشررحهُاْ .وهاذه ْالسابابْ ِ،من ْبيققين ْأساققبابب ْلاخققرىِ،
هاي ْالحاجرة ْلوجققويد ْلغققبة ْعالميققبة؛ ْ ْعتغيققير ْاللغققات ْْ ِ،وأخطققارء ْالترجمققالتْ ِ،وإمكانيققرة ْقمققيع ْهاققذه
الكلمية ْتمامءا؛ ْوإحتمارل ْتغييرهااْ ِ،أو ْتلفييقَهُا ْك ريلهُاْ ِ،وعفريضهُا ْعلى ْالعالم.
ثاانيءاْ ِ،أن ْالخلق ْالذي ْنراره ْهاو ْالكلمرة ْالحقَيقَيرة ْوالبديرة ْللخققالقْ ِ،والققتي ْل ْريمكرننققا ْأن ْرنخققعدعع
بهُاْ .و ْرترينا ْرقدعرعترهْ ِ،وعتردرل ْعلى ْيحكعميتيهْ ِ،وعلى ْعخييريه ْوإثارائيه.
ب ْالخلقعي ْللنسقاين ْعيعتعمثقرل ْبتقَليقيد ْالخيقير ْالخلقققيي ْوإحسقاين ْالققريب ْالقذي ثاالثءاْ ِ،إن ْالواج ع
تجلى ْفي ْالخليقَية ْنحو ْجمييع ْمخلوقايتهْ .أن ْعنفععرل ْيوميءا ْخيعر ْالققرب ْلجميققيع ْالنققاسْ ِ،بققل ْهاققو
رقدوقة ْلجميققيع ْالنققايس ْلممارساققية ْالحسققان ْتجققاه ْكققل ْمنهُمققا ْاﻵخققر؛ ْوبالتققاليْ ِ،ك رققعل ْشققيبء ْيمققعن
الضطهُايد ْوالنتقَايم ْبيعن ْالنايسْ ِ،وك رقل ْشيبء ْمن ْالقَسوية ْعلى ْالحيواناتْ ِ،هاو ْانتهُاقك ْللققواجيب
الخلقي.
أنا ْل ْلازعرج ْنفسعي ْبالنظير ْالى ْالمستقَبلْ .أنا ْساعيقد ْباليماينْ ِ،حتى ْبقَناعبة ْإيجابيبةْ ِ،أن ْالقَققدرعة
التي ْأعطتنعي ْالوجوعد ْقادرقة ْعلى ْمواصلية ْذلققعكْ ِ،فققي ْأي ْشققكبل ْوطريقَققبة ْعترغققربْ ِ،إمققا ْمققع ْأو
ل ْإنني ْساأظرل ْموجققودءا ْفيمققا ْبعققد ْكمققا ْانققا ْاﻵنْ ِ،و ْكمققايبدوين ْهاذه ْالجسد؛ ْوعيبدو ْأكثعر ْاحتما ء
ركنرت ْقبل ْأن ْيبدأ ْهاذا ْالوجود.
71
ومن ْالمؤكيد ْأنهْ ِ،في ْمرحلبة ْماْ ِ،تتفرق ْجميرع ْدول ْالرض ْوجميع ْالديان ْعلى ْشققيءْ .فكرلهُققم
يؤيمنوعن ْبالريبْ ِ،الشيايء ْالتي ْعيخعتيلفوعن ْفيهُا ْهاي ْالزُوائد ْالملحقَة ْبهُذا ْالعتقَاد؛ ْويمن ْرثاققمْ ِ،أاي
ديبن ْجديبد ْيجرب ْأالن ْيسوعدْ ِ،فإنه ْلن ْيأتعي ْبأي ْشققيبء ْجديققبدْ ِ،ولكنققره ْيتخلققرص ْيمققعن ْالزُوائققيدْ ِ،و
ريبقَي ْعلى ْاليماين ْكما ْآمن ْالنسارن ْفي ْالبدءْ ِ،فآدمْ ِ،إن ْكان ْ ْهاناك ْهاكذا ْرجلْ ِ،رخيلققعق ْربوبيققءا.
لكن ْفي ْالوقت ْالحاليْ ِ،لندع ْركل ْإنسابن ْريمايررس ْحقَره ْبإتبايع ْالديين ْوالعبادية ْالتي ْريعفيضلل
72
ْ
توماس بايان
توماس ْباين)ْ (1809ْ – ْ 1737ثاوري ْإنكليزُي ْومخترع ْومفكر ْولد ْفي ْبريطانيققا ْوهاققاجر ْإلققى
أمريكا ْعام ْْ .1774كان ْلمقؤلفه ْ"الحقس ْالسقليم" ْساققنة ْْ 1776أثاقققر ْكقبير ْفقي ْالتعجيققل ْبققإعلن
الساتقَللْ ِ،وكذلك ْعفعععل ْععملرره ْاﻵخر ْ“الزمنة ْالمركية“.