Professional Documents
Culture Documents
الفهرس :
المقدمة .1
هدف المنهج الوصفي .2
خصائص االسلوب الوصفي في البحث ومرتكزاته .3
1
خطوات األسلوب الوصفي في البحث .4
أنماط الدراسات الوصفية .5
تقويم البحوث الوصفية .6
الخالصة .7
المراجع .8
المقـــدمة:
حيظى املنهج الوصفي مبكانة خاصة يف جمال البحوث الرتبوية ،حيث أن
نسبة كبرية من الدراسات الرتبوية املنشورة هي وصفية يف طبيعتها ،وان املنهج
الوصفي يالئم العديد من املشكالت الرتبوية اكثر من غريه .فالدراسات اليت تعىن
بتقييم االجتاهات ،أو تسعى للوقوف على وجهات النظر ،أو هتدف إىل مجع
البيانات الدميغرافية عن األفراد ،أو ترمي إىل التعرف على ظروف العمل ووسائله،
كلها أمور حيسن معاجلتها من خالل املنهج الوصفي .واملنهج الوصفي ليس سهالً،
كما قد يبدو ،فهو يتطلب أكثر من جمرد عملية وصف الوضع القائم لألشياء .إنه
ككل مناهج البحث األخرى يتطلب اختيار أدوات البحث املناسبة والتأكد من
صالحيتها ،وكذلك احلرص يف اختيار العينة والدقة يف حتليل البيانات واخلروج
منها باالستنتاجات املناسبة .ومع ذلك فإن للمنهج الوصفي عدداً من املشكالت
اخلاصة به دون سواه .فدراسات تقرير احلالة اليت تلجأ إىل إستخدام االستبيانات أو
املقابالت كوسائل جلمع البيانات تعاين من نقص يف االستجابة هلا .فالكثري من
االستبيانات املرسلة لألفراد قد ال تعود لسبب أو ألخر .كما أن األشخاص الذين
2
يطلبون للمقابلة قد ال يفون بالتزاماهتم ،وبذلك يفقد الباحث الكثري من البيانات
1
اليت ميكن أن تأيت منهم ،األمر الذي حيتمل أن يؤثر على مصداقية النتائج.
1عبدالرمحن عدس :أساسيات البحث الرتبوي ،عمان :دار الفرقان ،ط1999 ،3م ،ص .101
3
اختيار املفحوصني املناسبني واملواد املصدرية املالئمة ،و ( )5اختيار أساليب مجع
البيانات أو أعدادها ،و ( )6وضع قواعد لتصنيف البيانات تتسم بعدم الغموض،
ومالءمة الغرض من الدراسة ،والقدرة على إبراز أوجه التشابه أو االختالف أو
العالقات ذات املغزى ،و ( )7تقنني أساليب مجع البيانات ،و ( )8القيام
مبالحظات موضوعية منتقاة بطريقة منظمة ومميزة بشكل دقيق ،و ( )9وصف
نتائجهم وحتليلها وتفسريها يف عبارات واضحة حمددة .ويسعى الباحثون إىل أكثر
من جمرد الوصف فهم ليسوا -أو ينبغي أال يكونوا -جمرد مبوبني أو جمدولني.
جيمع الباحثون األكفاء األدلة على أساس فرض أو نظرية ما ،ويقومون بتبويب
البيانات وتلخيصها بعناية ،مث حيللوهنا بعمق ،يف حماولة الستخالص تعميمات ذات
1
مغزى تؤدي إىل تقدم املعرفة.
ويرى الباحثون أن البحوث الوصفية ترتكز على مخسة أسس رئيسة تتمثل يف
اآليت:
أنه ميكن االستعانة مبختلف األدوات املستخدمة للحصول على البيانات بشكل
دقيق وواضح كاستخدام املالحظة واملقابلة واالستبانة وحتليل الوثائق
والسجالت ،بصورة منفردة أو من خالل استخدام أدوات أخرى مرافقة.
1فان دالني :مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس .ترمجة حممد نبيل نوفل وآخرون .القاهرة :مكتبة األجنلو املصرية (ط1994 ،)5م ،ص
.293-292
4
هتدف البحوث الوصفية أساساً إىل وصف وحتديد كمي خلصائص الظواهر
موضوع البحث ،فإنه ال بد من أن يكون هناك اختالف يف مستوى عمل تلك
الدراسات .بينما يسعى البعض منها إىل جمرد وصف الظاهرة وصفاً كمياً أو
كيفياً دون دراسة األسباب اليت أدت إىل ظهور املشكلة أو الظاهرة موضوع
البحث.
تعتمد الدراسات الوصفية على اختيار عينات ممثلة للمجتمع الذي تؤخذ منه،
وذلك توفرياً للجهد والوقت ولغريها من تكاليف البحث.
ال بد من اصطناع التجريد خالل البحوث الوصفية حىت ميكن متييز مسات
الظاهرة موضوع البحث وخصائصها ،خاصة وأن الظواهر يف جمال العلوم
االجتماعية تتسم بالتداخل والتعقيد الشديدين.
وملا كان التعميم مطلباً ضرورياً للدراسات الوصفية حىت ميكن من خالله
استخالص أحكام تصدق على خمتلف الفئات املكونة للظاهرة موضوع البحث،
1
فإنه ال بد من تصنيف األشياء أو الوقائع أو الظواهر على أساس معيار حمدد.
5
ال يوجد اتفاق بني الكتاب حول كيفية تصنيف الدراسات الوصفية،
وبالرغم من عدم اتفاق الباحثني على أشكال ومناذج حمددة للدراسات الوصفية،
1
إال أنه ميكن حتديد بعض األمناط التالية للدراسات الوصفية.
2رجاء حممود أبو عالم :مناهج البحث يف العلوم النفسية والرتبوية .القاهرة :دار النشر للجامعات (ط2001 ،)3م ،ص .88
3فان دالني :مرجع سابق ،ص .297
6
ويتعلق بدراسة املشكالت املتعلقة بامليدان الرتبوي بأبعاده املختلفة ،مثل:
املعلمون ،والطلبة ،ووسائل التعليم ،وأهداف الرتبية ،واملناهج الدراسية ...وغريها.
7
يسعون أيضاً إىل تعقب العالقات بني احلقائق اليت حصلوا عليها ،بغية الوصول إىل
1
بعد أعمق بالظاهرات.
هتتم هذه الدراسات بدراسة العالقات بني الظواهر وحتليل الظواهر والتعمق
هبا ملعرفة االرتباطات الداخلية يف هذه الظواهر واالرتباطات اخلارجية بينها وبني
الظواهر األخرى.
وسوف نناقش فيما يلي ثالثة أمناط من هذه الدراسات :دراسات احلالة،
الدراسات السببية املقارنة ،والدراسات االرتباطية.
8
تعريف دراسة احلالة:
هناك تعريفات عديدة لدراسة احلالة ،خاصة وأن عدداً من الباحثني يشري
إىل أن دراسة احلالة منهج يف البحث االجتماعي ميكن عن طريقة مجع البيانات
ودراستها حبيث نستطيع أن نرسم من خالهلا صورة كلية لوحدة معينة يف العالقات
واألوضاع الثقافية املتنوعة ،كما تعترب يف الوقت نفسه حتليالً دقيقاً للموقف العام
للفرد .وميكن تعريف دراسة احلالة (أو تاريخ احلالة كما يسميها بعض الباحثني)
على أنه :أداة قيمة تكشف لنا وقائع حياة شخص معني منذ ميالده وحىت الوقت
احلايل.
وهتدف دراسة احلالة إىل إلقاء الضوء على العمليات والعوامل واملظاهر اليت
يقوم عليها منوذج احلالة سواء كان شخصاً أو أسرة أو مجاعة .والتعرف على أبعاد
مشكلة معينة هبا من أجل هتيئة الظروف املالئمة إلجراء حبث أكثر مشوالً على
احلالة نفسها.
وتشتمل بطاقة دراسة احلالة على جمموعة من البيانات واملعلومات .وتعتمد
على وسائل متعددة موضوعية وذاتية يف مجعها ،وقد ختتلف البيانات يف جمملها من
1
بطاقة دراسة حالة إىل بطاقة أخرى.
( )2الدراسات السببية املقارنة:
وهناك نوع آخر من البحوث الوصفية حياول أن يتوصل إىل إجابات عن
مشكالت خالل حتليل العالقات السببية .فيبحث عن العوامل اليت ترتبط بوقائع
وظروف أو أمناط سلوك معينة ،وذلك ألن الباحث جيد أنه من غري العملي يف كثري
من احلاالت أن يعيد ترتيب الوقائع والتحكم يف وقوعها .والطريقة الواحدة املتوفرة
2
لديه هي حتليل ما حيدث فعالً لكي يتوصل إىل األسباب والنتائج.
9
حتاول بعض الدراسات الوصفية أال تقتصر على الكشف عن ماهية
الظاهرية ،ولكن -إذا كان ممكناً -كيف وملاذا حتدث هذه الظاهرة ،أهنا تقارن
جوانب التشابه واالختالف بني الظاهرات لكي تكشف أي العوامل أو الظروف
يبدو أهنا تصاحب أحداثاً أو ظروفاً أو عمليات أو ممارسات معينة .وتكشف
معظم الدراسات الوصفية فقط عن حقيقة وجود عالقة ما ،إال أن بعض الدراسات
يتعمق أكثر هبدف معرفة ما إذا كانت هذه العالقة قد تسبب احلالة أو تسهم فيها
1
أو تفسرها.
وتركز هذه الدراسات على إجراء املقارنات بني الظواهر املختلفة الكتشاف
العوامل اليت تصاحب حدثاً معيناً ،وتفسريها من أجل فهم تلك الظواهر أو
األحداث ،والبحث اجلاد عن أسباب حدوثها عن طريق إجراء املقارنات
2
واكتشاف العوامل اليت تصاحب حدثاً معيناً أو ظاهرة معينة.
تنفيذ الدراسات السببية املقارنة:
يبدأ البحث السبيب املقارن يف حماولة الباحث مقارنة األوضاع القائمة
للمجموعات الداخلة يف الدراسة بالنسبة لعدد حمدد من املتغريات .فإذا تبني له
وجود فروق معنوية بني هذه اجملموعات على أي من متغريات الدراسة ،فإنه يسعى
حينئذ إىل الكشف عن األسباب اليت تقف وراء هذه الفروق عن طريق املقارنة بني
هذه اجملموعات بالنسبة لتلك املتغريات .وبناءً على ذلك فإن البحث السبيب املقارن
يستخدم األساليب التالية يف الدراسة.
التصميم واإلجراءات:
يتضمن تصميم البحث العلمي املقارن املقارنة بني جمموعتني خمتلفتني بالنسبة
لألفراد بالنسبة ملتغري مستقل ،ومن مث العمل على مقارنتها بالنسبة ملتغري تابع.
10
وسائل الضبط :يسعى الباحث يف الدراسات العلية املقارنة إىل ضبط املتغريات
الدخيلة من خالل جمموعة من طرق الضبط التالية:
-1التكافؤ :ونعين به أسلوب ضبط يستخدم يف أحوال كثرية يف الدراسات
التجريبية ،بأن يقوم الباحث باختيار أفراد جمموعيت الدراسة التجريبية والضابطة
على شكل أزواج متناظرة بالنسبة للمتغري الدخيل ،حبيث يكون لكل من الفردين
يف الزوج الواحد نفس املتغري املراد ضبطه.
-2مقارنة اجملموعات املتجانسة الكلية واجلزئية :وتتمثل هذه الطريقة باختيار
أفراد جمموعات الدراسة من قطاعات متجانسة من األفراد إىل يشرتكون يف نفس
املتغري املراد ضبطه.
-3حتليل التباين املشرتك:
يعد حتليل التباين املشرتك أحد األساليب اإلحصائية اليت تستخدم من أجل إضفاء
التكافؤ على جمموعات الدراسة بالنسبة ملتغري واحد أو أكثر ،وذلك بإدخال
تعديالت على العالمات اخلاصة باملتغري التابع استناداً إىل الفروق اليت تظهر ابتداء
بني جمموعات الدراسة بسبب تأثري متغري دخيل أو أكثر ،وميكن االستعانة
1
باحلاسب اآليل للقيام بالعمليات اإلحصائية الالزمة لذلك.
11
املتغريات وصفاً كمياً ،ألن الغرض من مجع البيانات حتديد الدرجة اليت ترتبط هبا
1
متغريات كمية بعضها بالبعض اآلخر.
هتتم هذه الدراسات بالكشف عن العالقات بني متغريين أو أكثر ملعرفة
مدى االرتباط بني هذه املتغريات والتعبري عنها بصورة رقمية .حيث تتناول عادة
جمموعة من املتغريات اليت يظن أهنا مرتبطة مع متغري رئيسي مركب .فإذا وجد أن
بعض هذه املتغريات قليل االرتباط مع املتغري الرئيسي ،فإنه يتم حذفه من الدراسات
الالحقة .أما املتغريات اليت يتضح أن هلا عالقة مرتفعة ،فيمكنها أن تؤدي إىل
2
دراسات سببية مقارنة أو جتريبية.
وحياول البحث االرتباطي حتديد ما إذا كان هناك ارتباط بني متغريين
كميني أو أكثر ،ودرجة هذا االرتباط .والغرض من البحث االرتباطي حتديد وجود
عالقة (أو عدم وجود عالقة) بني املتغريات موضوع الدراسة .أو استخدام
العالقات االرتباطية يف عمل تنبؤات .والدراسة االرتباطية تتناول عادة عدداً من
املتغريات اليت يعتقد أهنا ترتبط مبتغري رئيسي معقد مثل التحصيل الدراسي.
وتستبعد من الدراسة تلك املتغريات اليت ال ترتبط ارتباطاً عالياً باملتغري الرئيسي،
وتستبقي املتغريات اليت تظهر ارتباطاً عالياً ،فقد يرغب الباحث يف القيام بدراسات
أخرى لتحديد مدى وجود عالقات سببية بني املتغريات وذلك باستخدام البحوث
التجريبية .مثال ذلك :إن وجود عالقة بني مفهوم الذات والتحصيل الدراسي ال
يعين أن مفهوم الذات "يسبب" أو "يؤدي" إىل حتصيل دراسي مرتفع ،أو أن
التحصيل الدراسي "يسبب" مفهوم الذات .وبغض النظر عن أن عالقة ما تعين
وجود عالقة علة ومعلول ،فإن االرتباط املرتفع ،يسمح بالتنبؤ .مثال ذلك أن
االرتباط املرتفع بني درجات الطلبة يف الثانوية العامة ودرجاهتم يف اجلامعة ،قد يعين
القدرة على التنبؤ من درجات الثانوية العامة باألداء يف اجلامعة .ويعرب عن العالقة
1رجاء حممود أبو عالم :مرجع سابق ،ص .279
2سامي حممد ملحم :مرجع سابق ،ص .377
12
بني متغريين مبعامل االرتباط الذي ترتاوح قيمته بني صفر و ،1 ,00 ±وإذا مل
يكن هناك ارتباط بني املتغريين كان معامل االرتباط صفراً ،أما إذا كان االرتباط
تاماً تبلغ قيمة االرتباط 1+أو ،1 -وحيث إن من النادر أن يكون االرتباط تاماً،
فإن التنبؤ نادراً ما يكون تاماً ،ومع ذلك فبالنسبة لكثري من القرارات ،فإن التنبؤ
1
الذي يستخدم عالقات بني املتغريات كثرياً ما يؤدي إىل قرارات مفيدة.
تعريف البحث االرتباطي:
نعىن بالبحث االرتباطي هو ذلك البحث الذي يعمل على مجع البيانات من
عدد من املتغريات وحتديد ما إذا كانت هناك عالقة بينها .وإجياد قيمة تلك العالقة
2
والتعبري عنها بشكل كمي من خالل ما يسمى مبعامل االرتباط.
حتليل نتائج البحث وتفسريها:
ونتائج البحث االرتباطي تنحصر بوجود قيمة ترابطية بني متغريين اثنني أو
عدم وجود تلك القيمة:
ويعرب عن هذه القيمة عادة بكسر عشري تقع قيمته بني ( ،)0و( )1+وعندئذ
تكون العالقة بني املتغريين طردية ،وهذا يشري إىل أن املتغريين املعنيني يتغريان يف
نفس االجتاه الواحد زيادة أو نقصاناً.
وقد يعرب عن القيمة بكسر عشري تقع قيمته بني ( )1-( ،)0ويف هذه احلالة
تكون العالقة بني املتغريين عكسية ،مما يشري إىل أن املتغريين يتغريان باجتاهني
متعاكسني ،حبيث إذا زاد أحدمها نقص األخر.
وعندما يكون معامل االرتباط صفراً :ف‘ن العالقة بني املتغريين تكون
معدومة ،وإن التغري يف أحدمها ال حتكمه صلة بالتغري يف اآلخر.
13
ويعتمد تفسري نتائج البحث يف الدراسات االرتباطية على اهلدف الذي
يستخدم من أجله هذا النوع من الدراسات ،وهذا حيدد بالطبع مستوى القيمة اليت
جيب أن يصل إليها معامل االرتباط بني املتغريين حىت ميكن اعتباره مفيداً.
ويف حالة الدراسات اليت تصمم الختبار صحة الفرضيات اخلاصة مبعامالت
االرتباط ،فإن كل ما يتم التأكد منه هو كون تلك املعامالت معنوية أم ال .ويف
هذه احلالة ليس بالضرورة أن تكون قيم معامالت االرتباط مرتفعة ،ولكن تكون
أعلى من الصفر.
أما عندما يكون الغرض من معامالت االرتباط استخدامها لغايات التنبؤ.
فيشري الباحثون هنا إىل ضرورة توفر معامالت ارتباط عالية ميكن االعتماد عليها
1
وال يكتفي بأن تكون معنوية فقط.
ثالثاً :دراسات النمو والتطور:
هتتم دراسات النمو بالتغريات اليت حتدث كوظيفة للزمن ،وهذا النوع من
الدراسات له نتائج بعيدة املدى يف احلقل الرتبوي .وميكن أن تكون دراسات النمو
كيفية وكمية ،ولقد كانت الدراسات الرائدة اليت قام هبا جيزل عن منو املهارات
احلركية واالدراكية عند األطفال ،وكذلك الدراسات اليت قام هبا بياجيه وزمالؤه
2
يف أساسها دراسات كيفية وصفية.
ويدرس النمو اإلنساين بطريقتني :الطريقة الطولية والطريقة املستعرضة .ففي
الطريقة الطولية حياول الباحث أن يتتبع جمموعة من األطفال خالل منوها أي أنه
يدرس نفس األطفال يف أعمار خمتلفة ،وهو يبذل اجلهد ليحافظ على االحتكاك
واالتصال بأعضاء اجملموعة األصلية .وهو حياول أن حيدد أمناط منوهم الفردية يف
اجلوانب اليت يتناوهلا باملالحظة والدراسة والقياس .أما يف الطريقة املستعرضة فإن
2جابر عبداحلميد جابر وامحد خريي كاظم :مرجع سابق ،ص .178-177
14
الباحث يقوم بإمتام دراسته دون أن ينتظر األفراد حىت يكربوا أي أنه بدالً من أن
يكرر مالحظة ودراسة نفس اجملموعة من األفراد يقوم مبالحظة جمموعات خمتلفة،
وكل جمموعة مستقاة من مستوى عمري معني مث تدرس البيانات املتجمعة من هذه
1
اجملموعات للتوصل إىل األمناط العامة للنمو يف كل جانب من جوانبه.
وللدراسات النمائية حدود زمنية فهي جتري ضمن فرتات زمنية قصرية وال
تستمر طويالً بالنظر إىل العالقة بني عمر الباحث والعمر الذي يعيشه أفراد عينة
البحث .وكذلك ضمن حدود عددية ،فهي جتري على عينة صغرية نسبياً خاصة
ما يتعلق منها بالدراسات النمائية الطولية ،مقارنة بأساليب البحث األخرى اليت
ختتار عينات أكرب بكثري من عينات الدراسات النمائية.
ويؤخذ على الدراسات النمائية أهنا :تتطلب وقتاً طويالً حبيث ال يتسع
اجملال لكثري من الباحثني االستمرار يف البحث هبذا النوع من الدراسات حىت
هنايتها .قد تتغري أساليب الدراسة وتتطور ،ويكشف الباحث أساليب جديدة قد
تكون أكثر دقة من األساليب األخرى ،فيغري الباحث من نظرته لألسلوب النمائي
2
إىل أسلوب آخر جيد فيه ضالته.
تقويم البحوث الوصفية:
البحوث الوصفية أمر ال غىن عنه يف العلوم السلوكية كعلوم الرتبية وعلم
االجتماع ألهنا يف هذا اجملال حتقق هدفني أساسيني أما أوهلما فهو:
-1تزويد العاملني يف جماالت االجتماعية والرتبوية والنفسية مبعلومات حقيقية
عن الوضع الراهن للظاهرات املنوعة اليت يتأثرون هبا يف عملهم ومثل هذه
املعلومات ذات قيمة عملية قد تؤيد ممارسات قائمة ،أو ترشد إىل سبل
تغيريها حنو ما ينبغي أن يكون ،وهذا هو اهلدف التطبيقي.
1جابر عبداحلميد جابر وامحد خريي كاظم :مرجع سابق ،ص .184-183
2سامي حممد ملحم :مرجع سابق ،ص .388
15
-2اهلدف العلمي حيث تقدم هذه الدراسات من احلقائق والتعميمات ما
يضيف إىل رصيدنا من املعارف مما يساعد على فهم الظواهر والتنبأ
حبدوثها.
كما أن كثرياً من الظاهرات النفسية والرتبوية واالجتماعية ال ميكن
إخضاعها للتجريب املعملي ومن هنا جتئ أمهية الدراسات الوصفية اليت جترى يف
1
املصانع واملدارس واملتاجر واألندية والبيوت.
وعلى الرغم من املزايا اليت يتميز هبا األسلوب الوصفي يف البحث فقد
وجهت إليه الكثري من االنتقادات ،نذكر منها:
أن الباحث الذي يستخدم األسلوب الوصفي يف البحث قد يعتمد على
معلومات خاطئة من مصادر خمتلفة.
قد يتحيز الباحث خالل مجعه للبينات واملعلومات إىل مصادر معينة تزوده
ببيانات ومعلومات ختدم وجهة نظره ويرغب هبا.
جتمع البيانات واملعلومات يف البحوث الوصفية من األفراد الذين ميثلون أفراد
عينة الدراسة موضوع البحث ،وهذا يعين أن عملية مجع املعلومات تتأثر بتعدد
األشخاص واختالف آرائهم حول موضوع البحث.
يتم إثبات الفروض يف البحوث الوصفية عن طريق املالحظة ،مما يقلل من قدرة
الباحث على اختاذ القرارات املالئمة للبحث.
إن قدرة الدراسات الوصفية على التنبؤ تبقى حمدودة ،وذلك لصعوبة الظاهرة
2
االجتماعية وسرعة تغريها.
الخالصة:
تعترب البحوث الوصفية أكثر طرق البحث شيوعاً يف جمال الرتبية وعلم
النفس ،ويهدف البحث الوصفي إىل مجع بيانات من أجل اختبار الفرضيات أو
1جابر عبداحلميد جابر وامحد خريي كاظم :مرجع سابق ،ص .187
2سامي حممد ملحم :مرجع سابق ،ص .354-353
16
اإلجابة على األسئلة اليت ختص الوضع احلايل ألفراد الدراسة .ولذلك على الباحث
أن يكون حريصاً فيما يتصل باختيار العينة ومجع البيانات .كما أن عليه أيضاً أن
حيرص على استخدام األداة األكثر مالءمة للحصول على البيانات املطلوبة.
إن البحوث الوصفية متد الباحث حبقائق دقيقة عن الظروف القائمة
وتساعده على أن أو يستنبط عالقات هامة بني الظواهر اجلارية وتفسري معىن
البيانات .وكذلك فإن املعلومات احلقيقية عن الوضع القائم تساعد أعضاء املهنة
من وضع خطط أكثر ذكاء عن الربامج املقبلة للعمل ،وتساعدهم على شرح
املشكالت الرتبوية لعامة الناس بطريقة أكثر تأثرياً.
وال تزودنا الدراسات الوصفية مبعلومات عملية ميكن أن تستخدم لتربير
املوقف احلايل أو حتسينه فحسب ،ولكن متدنا أيضاً باحلقائق اليت ميكن أن تبىن
عليها مستويات أعلى من الفهم العلمي.
وتعترب البحوث الوصفية خطوة أولية ضرورية ،ويف بعض األحيان الطريقة
الوحيدة اليت ميكن استخدامها لدراسة املواقف االجتماعية ومظاهر السلوك
اإلنساين .وقد أدى املنهج الوصفي إىل تطور كثري من أدوات البحث ،كما أمدنا
ببعض الوسائل لدراسة الظواهر اليت ال تستطيع بعض الطرق األخرى من دراستها.
المراجع
جابر عبداحلميد جابر وأمحد خريي كاظم :مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس.
القاهرة :دار النهضة العربية1996 ،م.
رجاء حممود عالم :مناهج البحث يف العلوم النفسية والرتبوية .القاهرة :دار النشر
للجامعات (ط2001 ،)3م.
17
سامي حممد ملحم :مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس .عمان :دار املسرية للنشر
والتوزيع (ط2002 ،)2م.
18