You are on page 1of 18

‫مملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي‬

‫جامعة الدمام –كلية األداب‬


‫قسم علم االجتماع والخدمة االجتماعية‬

‫اعداد الطالبة ‪:‬‬


‫المستوى ‪:‬‬
‫الرقم الجامعي ‪:‬‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬


‫د‪ .‬إيمان جابر شومان‬
‫أستاذ مشارك – بقسم علم االجتماع والخدمة االجتماعية‬

‫موضوع البحث ‪:‬‬


‫بحث عن المنهج الوصفي‬

‫الفهرس ‪:‬‬
‫المقدمة‬ ‫‪.1‬‬
‫هدف المنهج الوصفي‬ ‫‪.2‬‬
‫خصائص االسلوب الوصفي في البحث ومرتكزاته‬ ‫‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫خطوات األسلوب الوصفي في البحث‬ ‫‪.4‬‬
‫أنماط الدراسات الوصفية‬ ‫‪.5‬‬
‫تقويم البحوث الوصفية‬ ‫‪.6‬‬
‫الخالصة‬ ‫‪.7‬‬
‫المراجع‬ ‫‪.8‬‬

‫المقـــدمة‪:‬‬
‫حيظى املنهج الوصفي مبكانة خاصة يف جمال البحوث الرتبوية‪ ،‬حيث أن‬
‫نسبة كبرية من الدراسات الرتبوية املنشورة هي وصفية يف طبيعتها‪ ،‬وان املنهج‬
‫الوصفي يالئم العديد من املشكالت الرتبوية اكثر من غريه‪ .‬فالدراسات اليت تعىن‬
‫بتقييم االجتاهات‪ ،‬أو تسعى للوقوف على وجهات النظر‪ ،‬أو هتدف إىل مجع‬
‫البيانات الدميغرافية عن األفراد‪ ،‬أو ترمي إىل التعرف على ظروف العمل ووسائله‪،‬‬
‫كلها أمور حيسن معاجلتها من خالل املنهج الوصفي‪ .‬واملنهج الوصفي ليس سهالً‪،‬‬
‫كما قد يبدو‪ ،‬فهو يتطلب أكثر من جمرد عملية وصف الوضع القائم لألشياء‪ .‬إنه‬
‫ككل مناهج البحث األخرى يتطلب اختيار أدوات البحث املناسبة والتأكد من‬
‫صالحيتها‪ ،‬وكذلك احلرص يف اختيار العينة والدقة يف حتليل البيانات واخلروج‬
‫منها باالستنتاجات املناسبة‪ .‬ومع ذلك فإن للمنهج الوصفي عدداً من املشكالت‬
‫اخلاصة به دون سواه‪ .‬فدراسات تقرير احلالة اليت تلجأ إىل إستخدام االستبيانات أو‬
‫املقابالت كوسائل جلمع البيانات تعاين من نقص يف االستجابة هلا‪ .‬فالكثري من‬
‫االستبيانات املرسلة لألفراد قد ال تعود لسبب أو ألخر‪ .‬كما أن األشخاص الذين‬

‫‪2‬‬
‫يطلبون للمقابلة قد ال يفون بالتزاماهتم‪ ،‬وبذلك يفقد الباحث الكثري من البيانات‬
‫‪1‬‬
‫اليت ميكن أن تأيت منهم‪ ،‬األمر الذي حيتمل أن يؤثر على مصداقية النتائج‪.‬‬

‫هدف المنهج الوصفي‪:‬‬


‫هتدف البحوث الوصفية إىل وصف ظواهر أو أحداث أو أشياء معينة ومجع‬
‫احلقائق واملعلومات واملالحظات عنها ووصف الظروف اخلاصة هبا وتقرير حالتها‬
‫كما توجد عليه يف الواقع‪ .‬وتشمل البحوث الوصفية أنواعاً فرعية متعددة تشمل‬
‫الدراسات املسحية ودراسات احلالة ودراسات النمو أو الدراسات التطويرية‪ .‬ويف‬
‫كثري من احلاالت ال تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف أو التشخيص‬
‫الوصفي‪ ،‬وهتتم أيضاً بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه األشياء والظواهر اليت يتناوهلا‬
‫البحث وذلك يف ضوء قيم أو معايري معينة واقرتاح اخلطوات أو األساليب اليت‬
‫ميكن أن تتبع للوصول هبا إىل الصورة اليت ينبغي أن تكون عليه يف ضوء هذه‬
‫املعايري أو القيم‪ .‬وهذه البحوث تسمى بالبحوث الوصفية املعيارية أو التقوميية‬
‫‪ ،Normative or Evaluative Research‬ويستخدم جلميع البيانات واملعلومات‬
‫يف أنواع البحوث الوصفية أساليب ووسائل متعددة مثل املالحظة‪ ،‬املقابلة‪،‬‬
‫االختبارات‪ ،‬االستفتاءات‪ ،‬املقاييس املتدرجة‪.‬‬
‫ويسهل فهم طبيعة البحوث الوصفية إذا حصل الفرد أوالً على بعض‬
‫املعلومات عن خطوات البحث املختلفة‪ ،‬والطرق املتباينة املستخدمة يف مجع‬
‫البيانات والتعبري عنها‪ ،‬واألنواع العامة اليت ميكن أن تصنف حتتها الدراسات‪.‬‬
‫ال يقدم الباحثون يف الدراسات الوصفية جمرد اعتقادات خاصة‪ ،‬أو بيانات‬
‫مستمدة من مالحظات عرضية أو سطحية‪ .‬ولكن كما هو احلال يف أي حبث‬
‫يقومون بعناية بـ (‪ )1‬فحص املوقف املشكل‪ ،‬و (‪ )2‬حتديد مشكلتهم ووضع‬
‫فروضهم‪ ،‬و (‪ )3‬تسجيل االفرتاضات اليت بنيت عليها فروضهم وإجراءاهتم‪ ،‬و(‪)4‬‬

‫‪ 1‬عبدالرمحن عدس‪ :‬أساسيات البحث الرتبوي‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفرقان‪ ،‬ط‪1999 ،3‬م‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪3‬‬
‫اختيار املفحوصني املناسبني واملواد املصدرية املالئمة‪ ،‬و (‪ )5‬اختيار أساليب مجع‬
‫البيانات أو أعدادها‪ ،‬و (‪ )6‬وضع قواعد لتصنيف البيانات تتسم بعدم الغموض‪،‬‬
‫ومالءمة الغرض من الدراسة‪ ،‬والقدرة على إبراز أوجه التشابه أو االختالف أو‬
‫العالقات ذات املغزى‪ ،‬و (‪ )7‬تقنني أساليب مجع البيانات‪ ،‬و (‪ )8‬القيام‬
‫مبالحظات موضوعية منتقاة بطريقة منظمة ومميزة بشكل دقيق‪ ،‬و (‪ )9‬وصف‬
‫نتائجهم وحتليلها وتفسريها يف عبارات واضحة حمددة‪ .‬ويسعى الباحثون إىل أكثر‬
‫من جمرد الوصف فهم ليسوا ‪ -‬أو ينبغي أال يكونوا ‪ -‬جمرد مبوبني أو جمدولني‪.‬‬
‫جيمع الباحثون األكفاء األدلة على أساس فرض أو نظرية ما‪ ،‬ويقومون بتبويب‬
‫البيانات وتلخيصها بعناية‪ ،‬مث حيللوهنا بعمق‪ ،‬يف حماولة الستخالص تعميمات ذات‬
‫‪1‬‬
‫مغزى تؤدي إىل تقدم املعرفة‪.‬‬

‫خصائص األسلوب الوصفي في البحث ومرتكزاته‪:‬‬


‫يتميز األسلوب الوصفي بعدد من اخلصائص تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أنه يقدم معلومات وحقائق عن واقع الظاهرة احلالية‪.‬‬
‫‪ ‬يوضح العالقة بني الظواهر املختلفة والعالقة يف الظاهرة نفسها‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد يف التنبؤ مبستقبل الظاهرة نفسها‪.‬‬

‫ويرى الباحثون أن البحوث الوصفية ترتكز على مخسة أسس رئيسة تتمثل يف‬
‫اآليت‪:‬‬

‫‪ ‬أنه ميكن االستعانة مبختلف األدوات املستخدمة للحصول على البيانات بشكل‬
‫دقيق وواضح كاستخدام املالحظة واملقابلة واالستبانة وحتليل الوثائق‬
‫والسجالت‪ ،‬بصورة منفردة أو من خالل استخدام أدوات أخرى مرافقة‪.‬‬

‫‪ 1‬فان دالني‪ :‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪ .‬ترمجة حممد نبيل نوفل وآخرون‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األجنلو املصرية (ط‪1994 ،)5‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.293-292‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬هتدف البحوث الوصفية أساساً إىل وصف وحتديد كمي خلصائص الظواهر‬
‫موضوع البحث‪ ،‬فإنه ال بد من أن يكون هناك اختالف يف مستوى عمل تلك‬
‫الدراسات‪ .‬بينما يسعى البعض منها إىل جمرد وصف الظاهرة وصفاً كمياً أو‬
‫كيفياً دون دراسة األسباب اليت أدت إىل ظهور املشكلة أو الظاهرة موضوع‬
‫البحث‪.‬‬
‫‪ ‬تعتمد الدراسات الوصفية على اختيار عينات ممثلة للمجتمع الذي تؤخذ منه‪،‬‬
‫وذلك توفرياً للجهد والوقت ولغريها من تكاليف البحث‪.‬‬
‫‪ ‬ال بد من اصطناع التجريد خالل البحوث الوصفية حىت ميكن متييز مسات‬
‫الظاهرة موضوع البحث وخصائصها‪ ،‬خاصة وأن الظواهر يف جمال العلوم‬
‫االجتماعية تتسم بالتداخل والتعقيد الشديدين‪.‬‬
‫‪ ‬وملا كان التعميم مطلباً ضرورياً للدراسات الوصفية حىت ميكن من خالله‬
‫استخالص أحكام تصدق على خمتلف الفئات املكونة للظاهرة موضوع البحث‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فإنه ال بد من تصنيف األشياء أو الوقائع أو الظواهر على أساس معيار حمدد‪.‬‬

‫خطوات األسلوب الوصفي في البحث‪:‬‬


‫يسري األسلوب الوصفي باعتباره أحد أساليب البحث العلمي وفق اخلطوات‬
‫الرئيسة للبحث العلمي من الشعور مبشكلة‪ ،‬وحتديدها‪ ،‬وضع فروض أو جمموعة‬
‫فروض كحلول ميدانية ملشكلة البحث‪ ،‬وضع االفرتاضات أو املسلمات اليت سوف‬
‫يبىن الباحث عليها دراساته‪ ،‬اختيار العينة اليت ستجرى عليها الدراسة‪ ،‬اختيار‬
‫أدوات البحث‪ ،‬مجع البيانات واملعلومات املطلوبة بطريقة دقيقة منظمة وواضحة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الوصول إىل النتائج وحتليلها‪ ،‬صياغة توصيات البحث‪.‬‬

‫أنماط الدراسات الوصفية‪:‬‬


‫‪ 1‬سامي حممد ملحم‪ :‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪ .‬عمان‪ :‬دار املسرية للنشر والتوزيع (ط‪2002 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪.353‬‬

‫‪ 2‬سامي حممد ملحم‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.355‬‬

‫‪5‬‬
‫ال يوجد اتفاق بني الكتاب حول كيفية تصنيف الدراسات الوصفية‪،‬‬
‫وبالرغم من عدم اتفاق الباحثني على أشكال ومناذج حمددة للدراسات الوصفية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫إال أنه ميكن حتديد بعض األمناط التالية للدراسات الوصفية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الدراسات المسحية‪:‬‬


‫يتضمن البحث املسحي مجع بيانات الختبار فروض معينة أو اإلجابة على‬
‫أسئلة تتعلق باحلالة الراهنة ملوضوع الدراسة‪ ،‬إذ حتدد الدراسة املسحية الوضع‬
‫احلايل لألمور‪ .‬وقد يبدو البحث املسحي بسيطاً جداً‪ ،‬إال أنه يف واقع األمر أكثر‬
‫من جمرد توجيه بعض األسئلة أو حتديد اإلجابات عليها‪ .‬إذ نظراً ألن الباحث‬
‫كثرياً ما يستخدم أدوات مل يسبق استخدامها فعليه أن يبين األدوات اليت تصلح‬
‫لبحثه‪ ،‬وهذه تتطلب وقتاً ومهارة‪ .‬وهناك مشكلة أساسية تؤدي إىل تعقيد البحث‬
‫املسحي‪ ،‬ورمبا إضعافه‪ ،‬وهو نقص ردود أفراد العينة‪ ،‬أي عدم قيام األفراد بإرجاع‬
‫االستبيانات أو الذهاب إىل املقابالت احملددة‪.‬وإذا كان معدل الردود منخفضاً‪ ،‬فإنه‬
‫‪2‬‬
‫ال ميكن اخلروج بنتائج صادقة من البحث‪.‬‬
‫كثرياً ما يقوم أناس من ميادين كثرية بدراسات مسحية‪ ،‬عندما حياولون‬
‫حل املشكالت اليت تواجههم‪ ،‬فيجمعون أوصافاً مفصلة عن الظاهرات املوجودة‬
‫بقصد استخدام البيانات لتربير األوضاع أو املمارسات الراهنة‪ ،‬أو لوضع خطط‬
‫‪3‬‬
‫أكثر ذكاء لتحسني األوضاع والعمليات االجتماعية أو االقتصادية أو الرتبوية‪.‬‬
‫وتشمل الدراسات املسحية أمناطاً خمتلفة مثل‪:‬‬

‫(‪ )1‬املسح املدرسي‪:‬‬

‫‪.1‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.355‬‬

‫‪ 2‬رجاء حممود أبو عالم ‪ :‬مناهج البحث يف العلوم النفسية والرتبوية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النشر للجامعات (ط‪2001 ،)3‬م‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ 3‬فان دالني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬

‫‪6‬‬
‫ويتعلق بدراسة املشكالت املتعلقة بامليدان الرتبوي بأبعاده املختلفة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫املعلمون‪ ،‬والطلبة‪ ،‬ووسائل التعليم‪ ،‬وأهداف الرتبية‪ ،‬واملناهج الدراسية‪ ...‬وغريها‪.‬‬

‫(‪ )2‬املسح االجتماعي‪:‬‬


‫ويتعلق بدراسة الظاهر واألحداث االجتماعية اليت ميكن مجع بيانات رقمية‬
‫(كمية) عنها‪ ،‬وميثل هذا النوع من الدراسات وسيلة ناجحة يف قياس أو إحصاء‬
‫الواقع احلايل من أجل وضع اخلطط التطورية يف املستقبل‪.‬‬

‫(‪ )3‬دراسات الرأي العام‪:‬‬


‫وتتعلق بتعبري اجلماعة عن آرائها ومشاعرها وأفكارها ومعتقداهتا حنو‬
‫موضوع معني يف وقت معني‪.‬‬

‫(‪ )4‬حتليل العمل‪:‬‬


‫ويتعلق بدراسة املعلومات واملسؤوليات املرتبطة بعمل معني‪ ،‬حبيث يقدم‬
‫وصفاً شامالً عن الواجبات واملسؤوليات واملهام املرتبطة هبذا العمل‪.‬‬

‫(‪ )5‬حتليل املضمون‪:‬‬


‫ويبحث يف اجتاهات اجلماعات واألفراد بطريقة غري مباشرة من خالل‬
‫كتاباهتا وصحفها وآداهبا وفنوهنا وأقواهلا ومالبسها وعمارهتا والوثائق املرتبطة‬
‫‪1‬‬
‫مبوضوع البحث‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬دراسات العالقات المتبادلة‪:‬‬


‫ال يقنع بعض الباحثني الوصفيني مبجرد احلصول على أوصاف دقيقة‬
‫للظاهرات السطحية‪ .‬فهم ال جيمعون فقط معلومات عن الوضع القائم ولكن‬

‫‪ 1‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.357-356‬‬

‫‪7‬‬
‫يسعون أيضاً إىل تعقب العالقات بني احلقائق اليت حصلوا عليها‪ ،‬بغية الوصول إىل‬
‫‪1‬‬
‫بعد أعمق بالظاهرات‪.‬‬
‫هتتم هذه الدراسات بدراسة العالقات بني الظواهر وحتليل الظواهر والتعمق‬
‫هبا ملعرفة االرتباطات الداخلية يف هذه الظواهر واالرتباطات اخلارجية بينها وبني‬
‫الظواهر األخرى‪.‬‬
‫وسوف نناقش فيما يلي ثالثة أمناط من هذه الدراسات‪ :‬دراسات احلالة‪،‬‬
‫الدراسات السببية املقارنة‪ ،‬والدراسات االرتباطية‪.‬‬

‫(‪ )1‬دراسة احلالة‪:‬‬


‫برزت أمهية دراسة احلالة يف ميادين اخلدمة االجتماعية والعالج النفسي‬
‫واإلدارة واالقتصاد وغريها من العلوم‪ .‬واحتلت مكاناً بارزاً بني وسائل مجع‬
‫البيانات‪ .‬ولعل السبب يف ذلك أهنا تعترب أقدم الوسائل اليت استخدمت لوصف‬
‫‪2‬‬
‫وتفسري اخلربات الشخصية والسلوك االجتماعي للفرد‪.‬‬
‫ومتثل دراسة احلالة نوعاً من البحث املتعمق عن العوامل املعقدة اليت تسهم‬
‫يف فردية وحدة اجتماعية ما‪ ،‬فعن طريق استخدام عدد من أدوات البحث جتمع‬
‫البيانات املالئمة عن الوضع القائم للوحدة وخرباهتا املاضية وعالقاهتا مع البيئة‪.‬‬
‫وطبيعة دراسات احلالة هو أن يدرس األخصائيون االجتماعيون واملوجهون‬
‫النفسيون عادة شخصية فرد ما‪ ،‬بقصد تشخيص حالة معينة وتقدمي توصيات‬
‫باإلجراءات العالجية‪ .‬قد تأيت بيانات دراسة احلالة من مصادر متعددة‪ ،‬فقد حيصل‬
‫الباحث على شهادة شخصية من املفحوصني‪ ،‬بأن يطلب منهم يف مقابالت أو‬
‫‪3‬‬
‫استمارات اسرتجاع خربات سابقة متنوعة‪.‬‬

‫‪ 1‬فان دالني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.313-312‬‬


‫‪ 2‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫‪ 3‬فان دالني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.314-313‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬تعريف دراسة احلالة‪:‬‬
‫هناك تعريفات عديدة لدراسة احلالة‪ ،‬خاصة وأن عدداً من الباحثني يشري‬
‫إىل أن دراسة احلالة منهج يف البحث االجتماعي ميكن عن طريقة مجع البيانات‬
‫ودراستها حبيث نستطيع أن نرسم من خالهلا صورة كلية لوحدة معينة يف العالقات‬
‫واألوضاع الثقافية املتنوعة‪ ،‬كما تعترب يف الوقت نفسه حتليالً دقيقاً للموقف العام‬
‫للفرد‪ .‬وميكن تعريف دراسة احلالة (أو تاريخ احلالة كما يسميها بعض الباحثني)‬
‫على أنه‪ :‬أداة قيمة تكشف لنا وقائع حياة شخص معني منذ ميالده وحىت الوقت‬
‫احلايل‪.‬‬
‫وهتدف دراسة احلالة إىل إلقاء الضوء على العمليات والعوامل واملظاهر اليت‬
‫يقوم عليها منوذج احلالة سواء كان شخصاً أو أسرة أو مجاعة‪ .‬والتعرف على أبعاد‬
‫مشكلة معينة هبا من أجل هتيئة الظروف املالئمة إلجراء حبث أكثر مشوالً على‬
‫احلالة نفسها‪.‬‬
‫وتشتمل بطاقة دراسة احلالة على جمموعة من البيانات واملعلومات‪ .‬وتعتمد‬
‫على وسائل متعددة موضوعية وذاتية يف مجعها‪ ،‬وقد ختتلف البيانات يف جمملها من‬
‫‪1‬‬
‫بطاقة دراسة حالة إىل بطاقة أخرى‪.‬‬
‫(‪ )2‬الدراسات السببية املقارنة‪:‬‬
‫وهناك نوع آخر من البحوث الوصفية حياول أن يتوصل إىل إجابات عن‬
‫مشكالت خالل حتليل العالقات السببية‪ .‬فيبحث عن العوامل اليت ترتبط بوقائع‬
‫وظروف أو أمناط سلوك معينة‪ ،‬وذلك ألن الباحث جيد أنه من غري العملي يف كثري‬
‫من احلاالت أن يعيد ترتيب الوقائع والتحكم يف وقوعها‪ .‬والطريقة الواحدة املتوفرة‬
‫‪2‬‬
‫لديه هي حتليل ما حيدث فعالً لكي يتوصل إىل األسباب والنتائج‪.‬‬

‫‪ 1‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.374‬‬


‫‪ 2‬جابر عبداحلميد جابر وامحد خريي كاظم‪ :‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪1996 ،‬م‪ ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪9‬‬
‫حتاول بعض الدراسات الوصفية أال تقتصر على الكشف عن ماهية‬
‫الظاهرية‪ ،‬ولكن ‪ -‬إذا كان ممكناً ‪ -‬كيف وملاذا حتدث هذه الظاهرة‪ ،‬أهنا تقارن‬
‫جوانب التشابه واالختالف بني الظاهرات لكي تكشف أي العوامل أو الظروف‬
‫يبدو أهنا تصاحب أحداثاً أو ظروفاً أو عمليات أو ممارسات معينة‪ .‬وتكشف‬
‫معظم الدراسات الوصفية فقط عن حقيقة وجود عالقة ما‪ ،‬إال أن بعض الدراسات‬
‫يتعمق أكثر هبدف معرفة ما إذا كانت هذه العالقة قد تسبب احلالة أو تسهم فيها‬
‫‪1‬‬
‫أو تفسرها‪.‬‬
‫وتركز هذه الدراسات على إجراء املقارنات بني الظواهر املختلفة الكتشاف‬
‫العوامل اليت تصاحب حدثاً معيناً‪ ،‬وتفسريها من أجل فهم تلك الظواهر أو‬
‫األحداث‪ ،‬والبحث اجلاد عن أسباب حدوثها عن طريق إجراء املقارنات‬
‫‪2‬‬
‫واكتشاف العوامل اليت تصاحب حدثاً معيناً أو ظاهرة معينة‪.‬‬
‫تنفيذ الدراسات السببية املقارنة‪:‬‬
‫يبدأ البحث السبيب املقارن يف حماولة الباحث مقارنة األوضاع القائمة‬
‫للمجموعات الداخلة يف الدراسة بالنسبة لعدد حمدد من املتغريات‪ .‬فإذا تبني له‬
‫وجود فروق معنوية بني هذه اجملموعات على أي من متغريات الدراسة‪ ،‬فإنه يسعى‬
‫حينئذ إىل الكشف عن األسباب اليت تقف وراء هذه الفروق عن طريق املقارنة بني‬
‫هذه اجملموعات بالنسبة لتلك املتغريات‪ .‬وبناءً على ذلك فإن البحث السبيب املقارن‬
‫يستخدم األساليب التالية يف الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬التصميم واإلجراءات‪:‬‬
‫يتضمن تصميم البحث العلمي املقارن املقارنة بني جمموعتني خمتلفتني بالنسبة‬
‫لألفراد بالنسبة ملتغري مستقل‪ ،‬ومن مث العمل على مقارنتها بالنسبة ملتغري تابع‪.‬‬

‫‪ 1‬فان دالني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.316‬‬


‫‪ 2‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.282‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬وسائل الضبط‪ :‬يسعى الباحث يف الدراسات العلية املقارنة إىل ضبط املتغريات‬
‫الدخيلة من خالل جمموعة من طرق الضبط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬التكافؤ‪ :‬ونعين به أسلوب ضبط يستخدم يف أحوال كثرية يف الدراسات‬
‫التجريبية‪ ،‬بأن يقوم الباحث باختيار أفراد جمموعيت الدراسة التجريبية والضابطة‬
‫على شكل أزواج متناظرة بالنسبة للمتغري الدخيل‪ ،‬حبيث يكون لكل من الفردين‬
‫يف الزوج الواحد نفس املتغري املراد ضبطه‪.‬‬
‫‪ -2‬مقارنة اجملموعات املتجانسة الكلية واجلزئية‪ :‬وتتمثل هذه الطريقة باختيار‬
‫أفراد جمموعات الدراسة من قطاعات متجانسة من األفراد إىل يشرتكون يف نفس‬
‫املتغري املراد ضبطه‪.‬‬
‫‪ -3‬حتليل التباين املشرتك‪:‬‬
‫يعد حتليل التباين املشرتك أحد األساليب اإلحصائية اليت تستخدم من أجل إضفاء‬
‫التكافؤ على جمموعات الدراسة بالنسبة ملتغري واحد أو أكثر‪ ،‬وذلك بإدخال‬
‫تعديالت على العالمات اخلاصة باملتغري التابع استناداً إىل الفروق اليت تظهر ابتداء‬
‫بني جمموعات الدراسة بسبب تأثري متغري دخيل أو أكثر‪ ،‬وميكن االستعانة‬
‫‪1‬‬
‫باحلاسب اآليل للقيام بالعمليات اإلحصائية الالزمة لذلك‪.‬‬

‫(‪ )3‬الدراسات االرتباطية‪:‬‬


‫تصنف البحوث االرتباطية ضمن البحوث الوصفية أحياناً ألهنا تصف احلالة‬
‫الراهنة‪ ،‬ومع هذا ختتلف البحوث االرتباطية عن البحوث الوصفية يف أن احلالة اليت‬
‫تصفها ليست كاحلالة اليت جيري وصفها يف تقارير الذات أو دراسات احلالة اليت‬
‫تعتمد عليها البحوث الوصفية‪ ،‬فالبحوث االرتباطية تصف درجة العالقة بني‬

‫‪ 1‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.384-384‬‬

‫‪11‬‬
‫املتغريات وصفاً كمياً‪ ،‬ألن الغرض من مجع البيانات حتديد الدرجة اليت ترتبط هبا‬
‫‪1‬‬
‫متغريات كمية بعضها بالبعض اآلخر‪.‬‬
‫هتتم هذه الدراسات بالكشف عن العالقات بني متغريين أو أكثر ملعرفة‬
‫مدى االرتباط بني هذه املتغريات والتعبري عنها بصورة رقمية‪ .‬حيث تتناول عادة‬
‫جمموعة من املتغريات اليت يظن أهنا مرتبطة مع متغري رئيسي مركب‪ .‬فإذا وجد أن‬
‫بعض هذه املتغريات قليل االرتباط مع املتغري الرئيسي‪ ،‬فإنه يتم حذفه من الدراسات‬
‫الالحقة‪ .‬أما املتغريات اليت يتضح أن هلا عالقة مرتفعة‪ ،‬فيمكنها أن تؤدي إىل‬
‫‪2‬‬
‫دراسات سببية مقارنة أو جتريبية‪.‬‬
‫وحياول البحث االرتباطي حتديد ما إذا كان هناك ارتباط بني متغريين‬
‫كميني أو أكثر‪ ،‬ودرجة هذا االرتباط‪ .‬والغرض من البحث االرتباطي حتديد وجود‬
‫عالقة (أو عدم وجود عالقة) بني املتغريات موضوع الدراسة‪ .‬أو استخدام‬
‫العالقات االرتباطية يف عمل تنبؤات‪ .‬والدراسة االرتباطية تتناول عادة عدداً من‬
‫املتغريات اليت يعتقد أهنا ترتبط مبتغري رئيسي معقد مثل التحصيل الدراسي‪.‬‬
‫وتستبعد من الدراسة تلك املتغريات اليت ال ترتبط ارتباطاً عالياً باملتغري الرئيسي‪،‬‬
‫وتستبقي املتغريات اليت تظهر ارتباطاً عالياً‪ ،‬فقد يرغب الباحث يف القيام بدراسات‬
‫أخرى لتحديد مدى وجود عالقات سببية بني املتغريات وذلك باستخدام البحوث‬
‫التجريبية‪ .‬مثال ذلك‪ :‬إن وجود عالقة بني مفهوم الذات والتحصيل الدراسي ال‬
‫يعين أن مفهوم الذات "يسبب" أو "يؤدي" إىل حتصيل دراسي مرتفع‪ ،‬أو أن‬
‫التحصيل الدراسي "يسبب" مفهوم الذات‪ .‬وبغض النظر عن أن عالقة ما تعين‬
‫وجود عالقة علة ومعلول‪ ،‬فإن االرتباط املرتفع‪ ،‬يسمح بالتنبؤ‪ .‬مثال ذلك أن‬
‫االرتباط املرتفع بني درجات الطلبة يف الثانوية العامة ودرجاهتم يف اجلامعة‪ ،‬قد يعين‬
‫القدرة على التنبؤ من درجات الثانوية العامة باألداء يف اجلامعة‪ .‬ويعرب عن العالقة‬
‫‪ 1‬رجاء حممود أبو عالم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ 2‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.377‬‬

‫‪12‬‬
‫بني متغريين مبعامل االرتباط الذي ترتاوح قيمته بني صفر و ‪ ،1 ,00 ±‬وإذا مل‬
‫يكن هناك ارتباط بني املتغريين كان معامل االرتباط صفراً‪ ،‬أما إذا كان االرتباط‬
‫تاماً تبلغ قيمة االرتباط ‪ 1+‬أو ‪ ،1 -‬وحيث إن من النادر أن يكون االرتباط تاماً‪،‬‬
‫فإن التنبؤ نادراً ما يكون تاماً‪ ،‬ومع ذلك فبالنسبة لكثري من القرارات‪ ،‬فإن التنبؤ‬
‫‪1‬‬
‫الذي يستخدم عالقات بني املتغريات كثرياً ما يؤدي إىل قرارات مفيدة‪.‬‬
‫تعريف البحث االرتباطي‪:‬‬
‫نعىن بالبحث االرتباطي هو ذلك البحث الذي يعمل على مجع البيانات من‬
‫عدد من املتغريات وحتديد ما إذا كانت هناك عالقة بينها‪ .‬وإجياد قيمة تلك العالقة‬
‫‪2‬‬
‫والتعبري عنها بشكل كمي من خالل ما يسمى مبعامل االرتباط‪.‬‬
‫حتليل نتائج البحث وتفسريها‪:‬‬
‫ونتائج البحث االرتباطي تنحصر بوجود قيمة ترابطية بني متغريين اثنني أو‬
‫عدم وجود تلك القيمة‪:‬‬
‫‪ ‬ويعرب عن هذه القيمة عادة بكسر عشري تقع قيمته بني (‪ ،)0‬و(‪ )1+‬وعندئذ‬
‫تكون العالقة بني املتغريين طردية‪ ،‬وهذا يشري إىل أن املتغريين املعنيني يتغريان يف‬
‫نفس االجتاه الواحد زيادة أو نقصاناً‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يعرب عن القيمة بكسر عشري تقع قيمته بني (‪ )1-( ،)0‬ويف هذه احلالة‬
‫تكون العالقة بني املتغريين عكسية‪ ،‬مما يشري إىل أن املتغريين يتغريان باجتاهني‬
‫متعاكسني‪ ،‬حبيث إذا زاد أحدمها نقص األخر‪.‬‬
‫‪ ‬وعندما يكون معامل االرتباط صفراً‪ :‬ف‘ن العالقة بني املتغريين تكون‬
‫معدومة‪ ،‬وإن التغري يف أحدمها ال حتكمه صلة بالتغري يف اآلخر‪.‬‬

‫‪ 1‬رجاء حممود أبو عالم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫‪ 2‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.379‬‬

‫‪13‬‬
‫ويعتمد تفسري نتائج البحث يف الدراسات االرتباطية على اهلدف الذي‬
‫يستخدم من أجله هذا النوع من الدراسات‪ ،‬وهذا حيدد بالطبع مستوى القيمة اليت‬
‫جيب أن يصل إليها معامل االرتباط بني املتغريين حىت ميكن اعتباره مفيداً‪.‬‬
‫ويف حالة الدراسات اليت تصمم الختبار صحة الفرضيات اخلاصة مبعامالت‬
‫االرتباط‪ ،‬فإن كل ما يتم التأكد منه هو كون تلك املعامالت معنوية أم ال‪ .‬ويف‬
‫هذه احلالة ليس بالضرورة أن تكون قيم معامالت االرتباط مرتفعة‪ ،‬ولكن تكون‬
‫أعلى من الصفر‪.‬‬
‫أما عندما يكون الغرض من معامالت االرتباط استخدامها لغايات التنبؤ‪.‬‬
‫فيشري الباحثون هنا إىل ضرورة توفر معامالت ارتباط عالية ميكن االعتماد عليها‬
‫‪1‬‬
‫وال يكتفي بأن تكون معنوية فقط‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دراسات النمو والتطور‪:‬‬
‫هتتم دراسات النمو بالتغريات اليت حتدث كوظيفة للزمن‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫الدراسات له نتائج بعيدة املدى يف احلقل الرتبوي‪ .‬وميكن أن تكون دراسات النمو‬
‫كيفية وكمية‪ ،‬ولقد كانت الدراسات الرائدة اليت قام هبا جيزل عن منو املهارات‬
‫احلركية واالدراكية عند األطفال‪ ،‬وكذلك الدراسات اليت قام هبا بياجيه وزمالؤه‬
‫‪2‬‬
‫يف أساسها دراسات كيفية وصفية‪.‬‬
‫ويدرس النمو اإلنساين بطريقتني‪ :‬الطريقة الطولية والطريقة املستعرضة‪ .‬ففي‬
‫الطريقة الطولية حياول الباحث أن يتتبع جمموعة من األطفال خالل منوها أي أنه‬
‫يدرس نفس األطفال يف أعمار خمتلفة‪ ،‬وهو يبذل اجلهد ليحافظ على االحتكاك‬
‫واالتصال بأعضاء اجملموعة األصلية‪ .‬وهو حياول أن حيدد أمناط منوهم الفردية يف‬
‫اجلوانب اليت يتناوهلا باملالحظة والدراسة والقياس‪ .‬أما يف الطريقة املستعرضة فإن‬

‫‪ 1‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.382-381‬‬

‫‪ 2‬جابر عبداحلميد جابر وامحد خريي كاظم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.178-177‬‬

‫‪14‬‬
‫الباحث يقوم بإمتام دراسته دون أن ينتظر األفراد حىت يكربوا أي أنه بدالً من أن‬
‫يكرر مالحظة ودراسة نفس اجملموعة من األفراد يقوم مبالحظة جمموعات خمتلفة‪،‬‬
‫وكل جمموعة مستقاة من مستوى عمري معني مث تدرس البيانات املتجمعة من هذه‬
‫‪1‬‬
‫اجملموعات للتوصل إىل األمناط العامة للنمو يف كل جانب من جوانبه‪.‬‬
‫وللدراسات النمائية حدود زمنية فهي جتري ضمن فرتات زمنية قصرية وال‬
‫تستمر طويالً بالنظر إىل العالقة بني عمر الباحث والعمر الذي يعيشه أفراد عينة‬
‫البحث‪ .‬وكذلك ضمن حدود عددية‪ ،‬فهي جتري على عينة صغرية نسبياً خاصة‬
‫ما يتعلق منها بالدراسات النمائية الطولية‪ ،‬مقارنة بأساليب البحث األخرى اليت‬
‫ختتار عينات أكرب بكثري من عينات الدراسات النمائية‪.‬‬
‫ويؤخذ على الدراسات النمائية أهنا‪ :‬تتطلب وقتاً طويالً حبيث ال يتسع‬
‫اجملال لكثري من الباحثني االستمرار يف البحث هبذا النوع من الدراسات حىت‬
‫هنايتها‪ .‬قد تتغري أساليب الدراسة وتتطور‪ ،‬ويكشف الباحث أساليب جديدة قد‬
‫تكون أكثر دقة من األساليب األخرى‪ ،‬فيغري الباحث من نظرته لألسلوب النمائي‬
‫‪2‬‬
‫إىل أسلوب آخر جيد فيه ضالته‪.‬‬
‫تقويم البحوث الوصفية‪:‬‬
‫البحوث الوصفية أمر ال غىن عنه يف العلوم السلوكية كعلوم الرتبية وعلم‬
‫االجتماع ألهنا يف هذا اجملال حتقق هدفني أساسيني أما أوهلما فهو‪:‬‬
‫‪ -1‬تزويد العاملني يف جماالت االجتماعية والرتبوية والنفسية مبعلومات حقيقية‬
‫عن الوضع الراهن للظاهرات املنوعة اليت يتأثرون هبا يف عملهم ومثل هذه‬
‫املعلومات ذات قيمة عملية قد تؤيد ممارسات قائمة‪ ،‬أو ترشد إىل سبل‬
‫تغيريها حنو ما ينبغي أن يكون‪ ،‬وهذا هو اهلدف التطبيقي‪.‬‬

‫‪ 1‬جابر عبداحلميد جابر وامحد خريي كاظم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.184-183‬‬
‫‪ 2‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.388‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -2‬اهلدف العلمي حيث تقدم هذه الدراسات من احلقائق والتعميمات ما‬
‫يضيف إىل رصيدنا من املعارف مما يساعد على فهم الظواهر والتنبأ‬
‫حبدوثها‪.‬‬
‫كما أن كثرياً من الظاهرات النفسية والرتبوية واالجتماعية ال ميكن‬
‫إخضاعها للتجريب املعملي ومن هنا جتئ أمهية الدراسات الوصفية اليت جترى يف‬
‫‪1‬‬
‫املصانع واملدارس واملتاجر واألندية والبيوت‪.‬‬
‫وعلى الرغم من املزايا اليت يتميز هبا األسلوب الوصفي يف البحث فقد‬
‫وجهت إليه الكثري من االنتقادات‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬أن الباحث الذي يستخدم األسلوب الوصفي يف البحث قد يعتمد على‬
‫معلومات خاطئة من مصادر خمتلفة‪.‬‬
‫‪ ‬قد يتحيز الباحث خالل مجعه للبينات واملعلومات إىل مصادر معينة تزوده‬
‫ببيانات ومعلومات ختدم وجهة نظره ويرغب هبا‪.‬‬
‫‪ ‬جتمع البيانات واملعلومات يف البحوث الوصفية من األفراد الذين ميثلون أفراد‬
‫عينة الدراسة موضوع البحث‪ ،‬وهذا يعين أن عملية مجع املعلومات تتأثر بتعدد‬
‫األشخاص واختالف آرائهم حول موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ ‬يتم إثبات الفروض يف البحوث الوصفية عن طريق املالحظة‪ ،‬مما يقلل من قدرة‬
‫الباحث على اختاذ القرارات املالئمة للبحث‪.‬‬
‫‪ ‬إن قدرة الدراسات الوصفية على التنبؤ تبقى حمدودة‪ ،‬وذلك لصعوبة الظاهرة‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعية وسرعة تغريها‪.‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫تعترب البحوث الوصفية أكثر طرق البحث شيوعاً يف جمال الرتبية وعلم‬
‫النفس‪ ،‬ويهدف البحث الوصفي إىل مجع بيانات من أجل اختبار الفرضيات أو‬
‫‪ 1‬جابر عبداحلميد جابر وامحد خريي كاظم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ 2‬سامي حممد ملحم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.354-353‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلجابة على األسئلة اليت ختص الوضع احلايل ألفراد الدراسة‪ .‬ولذلك على الباحث‬
‫أن يكون حريصاً فيما يتصل باختيار العينة ومجع البيانات‪ .‬كما أن عليه أيضاً أن‬
‫حيرص على استخدام األداة األكثر مالءمة للحصول على البيانات املطلوبة‪.‬‬
‫إن البحوث الوصفية متد الباحث حبقائق دقيقة عن الظروف القائمة‬
‫وتساعده على أن أو يستنبط عالقات هامة بني الظواهر اجلارية وتفسري معىن‬
‫البيانات‪ .‬وكذلك فإن املعلومات احلقيقية عن الوضع القائم تساعد أعضاء املهنة‬
‫من وضع خطط أكثر ذكاء عن الربامج املقبلة للعمل‪ ،‬وتساعدهم على شرح‬
‫املشكالت الرتبوية لعامة الناس بطريقة أكثر تأثرياً‪.‬‬
‫وال تزودنا الدراسات الوصفية مبعلومات عملية ميكن أن تستخدم لتربير‬
‫املوقف احلايل أو حتسينه فحسب‪ ،‬ولكن متدنا أيضاً باحلقائق اليت ميكن أن تبىن‬
‫عليها مستويات أعلى من الفهم العلمي‪.‬‬
‫وتعترب البحوث الوصفية خطوة أولية ضرورية‪ ،‬ويف بعض األحيان الطريقة‬
‫الوحيدة اليت ميكن استخدامها لدراسة املواقف االجتماعية ومظاهر السلوك‬
‫اإلنساين‪ .‬وقد أدى املنهج الوصفي إىل تطور كثري من أدوات البحث‪ ،‬كما أمدنا‬
‫ببعض الوسائل لدراسة الظواهر اليت ال تستطيع بعض الطرق األخرى من دراستها‪.‬‬

‫المراجع‬
‫جابر عبداحلميد جابر وأمحد خريي كاظم‪ :‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫رجاء حممود عالم‪ :‬مناهج البحث يف العلوم النفسية والرتبوية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النشر‬
‫للجامعات (ط‪2001 ،)3‬م‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫سامي حممد ملحم‪ :‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪ .‬عمان‪ :‬دار املسرية للنشر‬
‫والتوزيع (ط‪2002 ،)2‬م‪.‬‬

‫عبدالرمحن عدس‪ :‬أساسيات البحث الرتبوي‪ .‬عمان‪ :‬دار الفرقان‪( ،‬ط‪،)3‬‬


‫‪1999‬م‪.‬‬
‫فان دالني‪ :‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس‪ .‬ترمجة حممد نبيل نوفل وآخرون‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة األجنلو املصرية (ط‪1994 ،)5‬م‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like