You are on page 1of 126

‫خ‬

‫ي‬
‫�ول اوشلق‬
‫ة‬ ‫ت ن‬
‫ا� اوقلاسم�‬
‫� ي‬
‫خيول الشوق‬
‫خواطر نثرية‬
‫تهاني القواسمة‬

‫منشورات جاردينيا للنرش والتوزيع‬


‫اإلسكندرية‪6 :‬شارع بن دينار‪/‬حمرم بك‬
‫هاتف‬
‫‪2+ 01068638377‬‬
‫واتسآب‬
‫‪2+ 01204460507‬‬

‫رقم اإليـــــداع‬
‫‪2022/7722‬‬
‫الرتقيم الدويل‬

‫‪978-977-6975-42-2‬‬

‫كل مــا ورد بهــذا الكتــاب مســئولية مؤلفــه مــن حيــث اآلراء واألفــكار والمعتقــدات‪،‬‬
‫وكونــه أصيــل لــه غـ يـر منقــول؛ وأيــة خالفــات قانونيــة بهــذا الشــأن ال تتحملهــا دار‬
‫النـ شـر‪ ،‬وجميــع الحقــوق محفوظــة للمؤلــف وال يجــوز إعــادة نـ شـر الكتــاب أو جــزء منــه‬
‫بأيــة طريقــة دون موافقتــه أو موافقــة دار النـ شـر‬

‫مجيع احلقوق حمفوظة‬


‫خيول الشوق‬

‫إهداء‬

‫ٌ ُ‬
‫ي ن‬
‫أن� أرسج ذات مساءات ذبل فيه النبض‬
‫ي ن‬
‫بالحن�‬ ‫فرصخ بصمت مثقل‬
‫فارتد الصدى بحروف (خيول الشوق)‬

‫ض‬
‫الحا�ة‬ ‫أم رحمها هللا‪ ..‬الغائبة‬‫كتا� هذا أهديه لوجه ي‬
‫بي‬
‫أوجع� غيابه ذات عمر‬‫ن‬ ‫لكل حبيب‬
‫ي‬
‫تتال� ف ي� عالمنا هذا‪.‬‬
‫ش‬ ‫ضم�ه ذرة من إنسانيه أوشكت أن‬ ‫ي‬ ‫لكل من يحوي‬
‫ولكل من يتقن فن الحب‪ ،‬وفن العطاء‬

‫‪3‬‬
‫خيول الشوق‬

‫مقدمة‬

‫بســم هللا الرحمــن الرحيــم وصــاة وســاما عــى ســيدنا محمــد وآلــه وصحبــه‬
‫ُّ‬ ‫ُ شْ َ َ ُ‬ ‫أجمعينــ‪  ‬قــد تكــون تجربــة الكتابــة ث‬
‫�بــة بلــون الشــعر وتدفــق الشــعور‬ ‫الن�يــة الم‬
‫ف‬ ‫ض ْ ً‬
‫�بــا مــن المغامــرة الحقيقيــة ي� زمــن التحــوالت اإلبداعيــة الالمتناهيــة ألن‬
‫ـ� فــردوس االكتمــال وهـ ّـوة‬
‫النجــاح فيهــا يقــف عــى حــد رصاط رفيــع يفصــل بـ ي ن‬
‫َ ّ ُ‬
‫تتعقــد معادلــة هــذه المغامــرة ويصعــب خوضهــا‬ ‫مــا عــداه مــن احتمــال‪ ،‬وبقــدر مــا‬
‫تتبلـ َـور مقــدرة المبــدع عــى إعطائنــا صــورة واضحــة المعالــم عــن صفــاء موهبتــه‬
‫اإليجا� الذي يحفظ فسيفساء األدب ويضيف إليه‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ُّ‬
‫بي‬ ‫وتفرد منهجه ي� التحدي‬
‫ن‬ ‫ف‬ ‫ًّ‬
‫ـا� القواســمة‬‫‪ ‬وهــذا مــا ســيتقرر لنــا ذوقــا وفنــا بعــد ســياحتنا ي� عالــم األديبــة تهـ ي‬
‫ُ َ ّ ٌ‬
‫وه نابضة‬ ‫اإلبداع فإن نصوصها موشاة بأجزاء نفسها موشحة بعفوية قلبها ي‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫ز‬ ‫ُّ‬ ‫ف‬
‫ودهال� التمرس منذ‬ ‫ي‬ ‫بنجواها ناطقة عن لسان تكونت لغته ي� رساديب التأمل‬
‫آالف الشــعراء والكتــاب فترسبلــت بــرداء العربيــة الصميمــة الـ ت يـ� تجــاوزت ســن‬
‫الطفولة الشعرية ولم تخلع براءتها ودخلت عنفوان العطاء الغض‪ ،‬إن عالقتها‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫بلغــة الكبــار أورثتهــا قــوة ي� العبــارة ووفــرة ي� المعجــم كمــا ش�حــت صدرهــا بنفــس‬
‫ـداع يســتغرق عـ شـرات النصــوص وأ كـ ثـر دون أن ينبــو عنهــا الســمع أو يضيــق‬ ‫إبـ ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ً‬
‫ـ� الفجــر ي� همســته والليــل ي� وثبتــه‬ ‫بهــا الفــؤاد فجــاءت نصوصــا فارعــة غـراء تحـ ي‬
‫دادهــا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫والجبــال ي� تماســكها واألنهــار ي� جريانهــا والصح ـراء ي� انبســاطها وام ِت ِ‬
‫ف‬ ‫ُ‬
‫وه تعرصثمارالكالم بآلة الشاعرالرقيق فتنداح ُص َو ُرها ي� رومانسية‬ ‫‪ ‬ف�اهاأحيانا ي‬
‫ن‬

‫ـا� وســورياليات السـ ّـياب لتمســك بالواقــع‬ ‫منقطعــة النظـ يـر تتجــاوز رسابيــات الشـ ب ي‬
‫ثــم تنفــخ فيــه مــن الخيــال الخصيــب مــا يجعلــه أغــزر فيضــا وأ كـ ثـر ســحرا ش‬
‫وإ�اقــا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫خيول الشوق‬
‫ف‬
‫فللقــارئ أن يتحســس لديهــا ظاهــرة التماعــن الـ ت يـ� تصنــع الحيــاة ي� النــص مــن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ـا� القواســمة ال‬ ‫خــال توالــد معانيــه وتناســل افــكاره إذ أن المعــى عنــد تهـ ي‬
‫ً ُ ْ‬ ‫ً َ‬
‫ـوى ت ْبطينيــا يحـ شـى بــه اللفــظ لغـ يـر حاجــة الــكالم إليــه ولكنــه يمثــل‬ ‫يمثــل محتـ‬
‫ْ‬
‫عندهــا ذروة الســنام فهــو مجــال الرؤيــا الـ ت يـ� تحفــظ للنــص روحــه‪ .‬فالبكائيــة‬
‫ً‬
‫الشــعرية الـ ت يـ� الزمــت لوحاتهــا النصيــة ال تأخــذ شــكال واحــدا متكــررا بتعــدد‬
‫ف‬
‫عنــارص إبداعهــا يحرصنــا ي� رثائيــات الخنســاء أو ضبابيــات أدونيــس لكنــه ينقلنــا‬
‫ـورق‪ ،‬تقــول ف ي� أبجديــات الصـ بـر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ ِّ‬ ‫ن‬
‫بـ يـ� عوالــم مــن األلــم المــؤرق واألمــل المـ ِ‬
‫ت‬ ‫دي� ْ‬ ‫ن‬
‫بدايا�‬
‫ي‬ ‫ألسوار‬ ‫الص� ِأع ي‬‫ب‬ ‫يا أبجدية‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫الص�‬ ‫ب‬ ‫أته�‬‫علمي� كيف ج‬
‫ي‬ ‫أو‬

‫وتقول ف ي� عناق تحت المطر‪:‬‬


‫ذا� ش‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫فأ�بك كأس عشق يهمس اسمك‬ ‫لتترسب ي� ي‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬أنــت وهــذا المطــر مؤامــرة عقــدت عــى قلـ ب يـ� مــا القصــد منهــا إال بعـ ثـر ي�‬
‫ع� ي ن‬‫ن‬ ‫ف‬
‫ح� ألهث باحثة عنك‬ ‫هائمة ي� حقل قمح من األشواق ال أملك فيه البحث ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ـا�‬
‫ـا� الواســع عــى المــوروث اإلنسـ ي‬ ‫‪ -‬وكذلــك ي� ظاهــرة التنــاص نــرى اطــاع تهـ ي‬
‫ـوع‬
‫وقــدرة نصوصهــا عــى امتصــاص مــا فيهــا مــن أثــر واســتثماره عــى مســتوى الـ ي‬
‫ـ�‬‫ـاه مــع ســيل المــد القصـ ي‬
‫ـاع اســتثمارا يكســبه قــوة الحضــور وربمــا تمـ ي‬‫الجمـ ي‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫ـرآ� شــفاف قالــت ي�‬
‫ـا� خلفيــة مرمريــة ألســلوب قـ ي‬
‫العــذب حــى يجعــل وجــه تهـ ي‬
‫«ومــا كانــت لتحــب اآلفلـ ي ن‬
‫ـ�»‪:‬‬
‫وإن سألوك عن الشوق فقل لهم سأتلو عليكم منه رعشة‬
‫ي ن‬
‫اآلفل�‬ ‫ما أفلت يوما وما كانت لتحب‬
‫ُّ‬
‫وإن ســألوك عــن تفتــت األكبــاد قــل بزفــرة حـ ّـرى لــم نســتطع عليــه صـ بـرا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫خيول الشوق‬
‫وقالت ف� « سحر ن ز‬
‫ال�ف‪:‬‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫� األمر واستوى القلب عىل نبض‪....‬‬ ‫ُ ض‬
‫قد ق ي‬
‫أقلع‬
‫ي‬ ‫وما قلنا لسحب الشوق‬
‫نز‬ ‫ن‬
‫ـ� تجربتهــا الذاتيــة‬ ‫وه تحـ ي‬‫ـا� القواســمة تــراح عــن مشــهد القصــة ي‬ ‫إن تهـ ي‬
‫ً‬
‫وترســم لنــا مشــهدا مختلفــا عــن جوهــر الحــدث فتجعــل الشــوق ســحبا‬
‫ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ََْ‬
‫ـته دوام تســاقطها وإن ق ـض ي َ األمــر بتوقــف ســفينة‬ ‫وغمرتــه أمطــارا تشـ ي‬
‫ُ‬
‫تآلـ ٌ‬
‫ـف حميـ ٌـم بـ ي ن‬ ‫ـودي النبــض وهــذا َ‬ ‫الــدفء واســتوائها عــى ُجـ ّ‬
‫ـ�‬ ‫لعمــري‬
‫وتواشــج الجــو الصــوري بـ ي ن‬ ‫ُ‬
‫ـ� التاريــــ ــخ وواقــع الكاتبــة‪.‬‬ ‫مقطــع التنــاص‬
‫ف‬ ‫ُ ُ‬
‫ـ� ي� نصوصهــا مــع األثــر والمــوروث‬ ‫ومــن جانــب آخــر يقــع ذلــك التعالــق النـ ي‬
‫ـرآ� تقــول ف ي� األجنحــة المتكـ ّـرة‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الديـ يـ� ثــم القـ ي‬
‫ن‬
‫ـكن�‪ ،‬أنـ ج ي‬
‫ـا� الــذي هــو عنــد المنكــرة قلوبــهــم‬ ‫روح ســماوية تسـ ي‬
‫َ َ‬
‫« وتج َّل بنورك عىل بقايا قلب»‬
‫ف‬
‫بغ� حساب‬
‫إنما يو� الصابرون أجرهم ي‬

‫ن‬ ‫ف‬
‫تها� القواســمة بنظرة رسيعة‬ ‫نختم ســياحتنا هذه‪  ‬بفضاء الصورة‪  ‬ي� نصوص ي‬
‫ف‬
‫انزياح ي� نسيج الصورة عىل‬ ‫ي‬ ‫فه تقف بنا عىل توليف‬ ‫يسمح بها مجال القول ي‬
‫ف‬
‫نحــو يختلــف ي� تمثيلــه عــن تلــك العالقــات الجاهــزة لــدى الشــعراء‪ .‬فبــدءا مــن‬
‫ف‬
‫العتبات النصية المتمثلة ي� العناوين تطالعك القصائد بذلك النسق التصويري‬
‫المبا�ة من نحو‪( :‬األسطورة –‬ ‫ش‬ ‫ّ‬
‫والعص عىل‬ ‫م�‪ ،‬واالستعارية‪،‬‬ ‫الممعن ف� ت‬
‫ال� ي ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫فراغات الغياب – بياع من يش�ي –كروم الفرح – وليخسإ القهر – دموع األنبياء –‬
‫ومــا بدلــت تبديــا – نــواح الــروح – وعلينــا الســام – أقدارنــا ) ومــا شــئت‬
‫ّ‬ ‫ف‬
‫غـ يـر ذلــك مــن عناويــن تكشــف مــا ي� أرحــام النصــوص مــن أجنــة فنيــة‬

‫‪6‬‬
‫خيول الشوق‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫تقلبــت ي� ظهــور األحــام وهــذا يحيلنــا عــى ملمــح آخــر ي� التصويــر عنــد‬
‫ُ ُ‬ ‫القواســمة فهــو ف� بعــض مشــاهدها ّيتـ ئ‬
‫ـ� عــى الصــورة الحلميــة ذات‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫ـكل الــذي يتجــاوز الصـ َـو َر الجزئيــة وإن أفــاد مــن عنارصهــا جميعــا‬
‫المشــهد الـ ي‬
‫أد� إىل اللوحــة الســوريالية‪.‬‬‫ن‬ ‫ف‬ ‫ليســبح ف� فضــاء خيـ ّ‬
‫ـال مغــرق ي� الرمــز هــو‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫تها� ي� الدفء‪:‬‬
‫تقول ي‬
‫ّ‬ ‫ق‬
‫يل� الهم راحلته عله يتوضأ بالدفء‬ ‫عىل عتبات المساء ي‬
‫ف‬
‫فقد مللنا التيمم ي� غيابه‪-‬‬
‫ش‬ ‫ف‬
‫ـا�ء « تصويــر عجيــب لرهبــة‬ ‫و� البحــث عــن الــذات‪ « :‬صبــاح مدعــوك بالـ ي‬ ‫ي‬
‫ـؤ�ات المحــددة لوجهــة المشــاعر‪.‬‬ ‫الف ـراغ وعتمــة خــواء الــذات مــن المـ ش‬
‫ُ ُ‬
‫ـ� ضمــن دالالت جديــدة‪ ،‬وعالقــات تربــط‬ ‫واقعهــا النفـ ي‬
‫ِ‬ ‫إنهــا تعيــد إنتــاج‬
‫ّ‬
‫المتخيــل عــى نحــو يحمــل طبيعــة االنتهــاك للمألــوف‪،‬‬ ‫ـ� مكونــات فضائهــا‬ ‫بـ ي ن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫ـ� أنســاقها‬ ‫ويبـ يـ� عالمــا جديــدا يتجــاوز االســتعارة والتشــبيه مــا يعـ ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ف‬
‫بنائيــا فريــدا‪.‬‬ ‫التعب�يــة قيمــة جماليــة تــري ي� جســد النــص وتمنحــه نمطــا‬ ‫ي‬
‫قلم‪:‬‬ ‫ن‬
‫وأع� ي‬
‫ي‬ ‫قال أحدهم‬

‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬


‫حيوية ُو ِلدت مع األحي ـ ِـاء‬ ‫إن الكتـابـة بـدعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أزليـة‬
‫َ ْ‬ ‫ُ ِّ ْ‬ ‫ُ ِّ‬
‫أو أ ش�ت بالختم واإلمضاء‬ ‫ما ظللت يوم ـ ـ ـ ـ ـ ــا بسقف إدارة‬
‫ُ ُ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫أوداجـه بمـذابـح اإلقص ـ ـ ــاء‪ ‬‬ ‫القريض بح ْم ِلها فتقطعت‬ ‫ناء‬

‫ُ‬ ‫أو� ُ‬‫ت‬ ‫ن‬


‫قلمها نفحة من حب الرسول‬ ‫اإلبداع فقد ي‬
‫ي‬ ‫تها� القواسمة‬
‫هكذا نجد عالم ي‬
‫الكريــم صــى هللا عليــه وســلم ونفخــة مــن ســحر الشــام ولــم ال وقــد نطقهــا عليــه‬
‫الصــاة والســام ف� معــرض الدعــاء لهــا ب ـ (شـ ِـامنا ) ُمضيفــا إياهــا لذاتــه ش‬
‫ال�يفــة‬ ‫ي‬
‫‪7‬‬
‫خيول الشوق‬
‫طينتها ي ن‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ن‬
‫بيق�‬ ‫ال� ع ِجنت‬
‫تها� الخليلية القدسية ي‬ ‫ه ي‬ ‫بضم� التعظيم (نا)‪ .‬تلك ي‬ ‫ي‬
‫الخليــل وقــدس األنبيــاء ومــرى خاتمهــم عليــه وعليهــم صلــوات هللا وســامه‪.‬‬
‫ن‬
‫ـا� يمتــاح مــن تجربتهــا الراهنــة ورؤيتهــا المعجونــة بــروح العــر هــذه‬‫أن أبــداع تهـ ي‬
‫ث‬ ‫ض‬ ‫ض‬ ‫ت‬
‫ـا� وتتمــاىه مــع الحــا� والحـ ي‬
‫ـدا� عـ بـر‬ ‫التجربــة الـ يـ� جعلتهــا تتعالــق مــع المـ ي‬
‫الصــورة والنســق اإليقــاع‪.‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫نفخــت ي� يراعهــا مالئكــة الشــعر فألهبــت بســياطه خيــول الحــزن فأركضتهــا ي�‬
‫ـول شــوق تقتــات‬ ‫مياديــن الــوح حـ تـى قبضــت قبضــة مــن أثــر الــراق فانقلبــت خيـ َ‬
‫ب‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫ـا�‪.‬‬‫ـا� ويــردد فارســها‪ ..‬هنيئــا «خيــول الشــوق» هنيئــا تهـ ي‬
‫حمحمــة حــروف التفـ ي‬

‫عل‬
‫أحمد العماري بن محمد سيدي ي‬
‫– واحة إينغر ‪ -‬الجزائر‬

‫‪8‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ق‬
‫ــو ِ‬ ‫ُـول َّ‬
‫الش ْ‬ ‫ُخي ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ َ َ َ ُّ‬ ‫ل ُ‬
‫لع ْم ِر ع ْم ٌر كان ي ْمتد ِب ِك ن ْبضه‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫نَ َ ُ ُ َ ُ ُ ُ َ َ ْ ٌ َ ٌ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫اب‪ ،‬موال‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫الغ‬
‫ِ‬ ‫ار‬
‫ِ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ز‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ز‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ـب‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وه‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫�‬‫ي‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫اف‬ ‫و ِللمس‬
‫ئ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬‫َ‬
‫نا�‬
‫ص الت ي‬ ‫يرشح بغص ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫ِّ َ ْ ُ ِّ ْ ف َ َ‬
‫ال الشت ِاء‬ ‫ِلألم طعم الدف ِء ِ ي� لي ِ ي‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ َُ‬
‫ال َص ْي ِف َّية‪ ،‬ي َع ِانقنا ِض َياؤه‬ ‫َ َ ف ََ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫دائل القمر ِ ي� لي ٍ‬ ‫ولوجهها نور سماوي يمتد من ج ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ِّ‬
‫المدى‬ ‫َرغ َم ِات َساع‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َّ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫ب ِإل ْيك َوذاب‬ ‫قد حن هذا القل‬
‫ُ َ َ َ ْ َ ََ‬
‫ان‬‫� المطار ِد ِللحظ ِة أم ٍ‬ ‫َح ِن ي ن‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ن ُّ‬
‫وح ِلف ِارسة ت َرجلت ق ْبل األ َو ِان‬ ‫وح ِن ي� الر ِ‬
‫وأ ّم َر ْغ َم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫مع‬ ‫ِ ي‬ ‫حيل‬ ‫الر‬ ‫عام ي‬ ‫كل ٍ‬
‫ثَّ َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ك ُّـل عام َ‬
‫ال�ى ن ِدي‬ ‫وص ْوتها ِمن تح ِت‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َُ ْ ُ‬
‫ع‬ ‫ينادي� فيط ِرب مسم ي‬ ‫ي‬
‫كــل عــام وكــل األمـهــات بــخيــر‬

‫‪9‬‬
‫خيول الشوق‬

‫سجدة قلب‬
‫َ‬ ‫ي ن‬
‫ذنب‬
‫وح� يشيب عمرك من ٍ‬
‫من وجع من جراحات طوال‬
‫اخفض جناح الروح وقل للذي أجرى السحاب حنانيك‬
‫ي ن‬
‫ح� نتوه حيارى‬
‫ف‬
‫غ� ذي أمن‬
‫ي� أرض ي‬
‫اسجد سجدتك هلل ت‬
‫واق�ب‬
‫وارفع أكف قلبك المحزون للسماء وقل‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫ِّ نِّ‬
‫َ(رب ِإ ي� ِل َما أنزلت ِإ ي َّل ِمن خ يْ ٍ� ف ِق ي ٌ�)‬
‫فق�‬
‫فق� ي‬
‫ي‬
‫فق�‬
‫ي‬

‫‪10‬‬
‫خيول الشوق‬

‫السماء‬
‫أقمار ّ‬
‫السماء‪ ،‬يالمس شغاف القلب‪،‬ويعبث ف� أمان ّ‬ ‫ّ‬
‫يتدل من أقمار ّ‬ ‫ٌ‬
‫الروح‬ ‫ي‬ ‫شوق‬
‫ن‬
‫فتالحق� أمواجه‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ت‬
‫ال� ال تتحطم عىل شطآن الغياب‬
‫هذي ي‬

‫‪11‬‬
‫خيول الشوق‬

‫الحب في زمن المطر‬


‫كان المطر وما زال يعيد للروح أناقتها‪ ،‬ويرتب ث‬
‫بع�ة ما تناثر من هدوء القلب‬
‫ّ‬
‫وه تتسابق لعناق األرض نحلق فوق أسوار طفولتنا‪،‬‬ ‫عىل ترانيم حباته ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ونزرع المدى شيئا حلوا يشبه الحب‬
‫حب هللا‪ ،‬حب الوطن‪ ،‬حب كل من يستحق الحب‬

‫‪12‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أرصفة الحنين‬
‫ً‬ ‫ي ن‬
‫الحن� تفتح للذاكرة بابا للوجع‬ ‫أرصفة‬
‫جرسا من نبض كان بهم ولهم‬ ‫ً‬ ‫تمد‬
‫هذا المساء كعادته‬
‫ً‬
‫ريحا تتأرجح ي ن‬ ‫نز‬
‫ب� ضفائر مقصوصة‬ ‫ي�ف‬
‫َ‬
‫يسم قلبها‬ ‫مه�ئ كان‬‫وبقايا سوط ت‬

‫‪13‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أغاني الفرح‬
‫ ‬
‫ن‬ ‫يستيقظ الفجر من حضن ليل ش‬
‫بأغا� الوفاء‬
‫ي‬ ‫مو�‬
‫فيعزف القلب أغنيته القديمة‪ ،‬ويظل يراهن عىل الفرح‬
‫تكتس الطرقات بخ�ض ة تموجت بلون الدحنون‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫‪1‬المعرش عىل جدران الروح‬ ‫ي ن‬
‫الياسم�‬ ‫وتعانقت برائحة‬
‫لكل األحبة الذين ينتمون للوفاء‬
‫ف‬
‫وال تحوي نبضاتهم اال بريق الحب لمن مروا ي� شوارع القلب‬
‫وال تسكن عيونهم إال وجوه من أحبوا‬
‫ً‬
‫إليهم جميعا تصعد الدعوات هذا الصباح لتعانق طهر المالئكة‬
‫أنتم فقط ش�يان الحياة وشغاف القلب‬

‫‪14‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أغنية النوارس‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫نغ� ي ن‬
‫ح� تزدحم النوارس ي� سماء القلب معلنة‬ ‫ماذا ي‬
‫افتقار النبض للنبض؟‬
‫ن‬
‫بأغا� الحزن تترسب ألقبية‬
‫ي‬ ‫نحاول البحث عن أغنية فرح تن�نم بها‪ ،‬فإذا‬
‫الذاكرة ت‬
‫وت�بــع فيها‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫لحن يعيد الحياة‬
‫تصلب� عىل ٍ‬
‫ي‬ ‫عبثا أحاول ربط ضفائري بقصيدة عشق‬
‫لميت الحياة‬
‫كل الدروب تنكرنا وكل القلوب ف‬
‫من�‬
‫ت‬
‫االغ�اب‬ ‫�ء إال وجع‬ ‫ش‬
‫ال ي‬
‫�ء هنا إال الخذالن‬ ‫ش‬
‫ال ي‬

‫‪15‬‬
‫خيول الشوق‬

‫المتكسرة‬
‫ّ‬ ‫األجنحة‬
‫ن‬
‫تسكن�‬ ‫روح سماوية‬
‫ي‬
‫ف‬
‫تندس براءة ي� خالياي‬
‫أعانق ّ‬
‫السماء بهمس البائس‬

‫ج ي‬
‫أنا� الذي هو عند المنكرسة قلوبــهم‬
‫شدد يا رب هذه األجنحة وتجل بنورك عىل بقايا قلب ّ‬
‫مل طول العتمة‬
‫ف‬
‫فتستيقظ ي� ذاكرة الروح‬
‫فّ‬
‫بغ� حساب)‬‫(إنما يو� الصابرون أجرهم ي‬
‫ن زّ‬
‫ت� من ي ن‬
‫الع� دمعة دافئة‬
‫أستنشق األحرف‬
‫وأبتسم رضا‬

‫‪16‬‬
‫خيول الشوق‬

‫البحث عن الذات‬
‫ش‬
‫بالال�ء‬ ‫غ� عادته مدعوك‬ ‫هذا الصباح عىل ي‬
‫ي‬
‫ق‬
‫أعما� فأجدها بال موال خلت الروح من المشاعر كلها‬
‫ي‬ ‫أفتش‬
‫ف‬
‫ال حزن يقيم ي� الروح وال فرح ال صخب وال هدوء‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫ذا�‬
‫لست أنا فأنكر ي‬
‫م� ألفتش عن أغنية أترنم بها هذا الصباح‬ ‫ن‬ ‫ق‬
‫ألملم ما تب� ي‬
‫فال أجد‬
‫ن‬
‫أجد�؟‬ ‫ا� بدأت‬
‫ن‬ ‫ُ ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫م�؟ أم تر ي‬
‫ا� ضعت ي‬ ‫أتر ي‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫خطوا� المرهقات‬
‫ي‬ ‫ال� تحتضن‬ ‫يا هذه الطرقات ي‬
‫ا�‬ ‫ت‬
‫تاهت فيك أيام اغ� ب ي‬
‫ف‬
‫قنديل زيت للسنوات المظلمات‬ ‫ي‬ ‫وما عاد ي�‬

‫‪17‬‬
‫خيول الشوق‬

‫البدايات‬
‫ن‬
‫داعب� منذ بدء التكوين‬ ‫حلم‬
‫ي‬
‫ح� يغازل خيوط الشمس ذات ش�وق‬ ‫ب� النخيل كطهر النسيم ي ن‬ ‫زرعته ي ن‬

‫يوما أن أمسح عنه غبار المستحيل‬ ‫عرش ف� أقبية الذاكرة لم أتجرأ ً‬


‫ي‬
‫جاءت� سحبك؟‬ ‫ن‬ ‫من أين أتيت؟ من أي المدن‬
‫ي‬
‫ق‬ ‫ف‬
‫أعما�‬
‫ي‬ ‫تساقطت ي�‬
‫ممرغة بطراوة ارتعاشة نبتت من رحم االنتظار‬
‫ُ‬
‫مددت يدك تريد الوصول‬
‫ن‬
‫مد�‬
‫وما كنت تعلم انك وصلت قبل الوصول واحتللت ي‬
‫وافتتحت كل الدروب الموصدة‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫وحش�‬
‫ي‬ ‫روح أعاد زقزقات الدوري ي� غابات‬
‫ي‬ ‫لم تكن تعلم أن عشقك ي�‬
‫وأنك فيك تمتد جذوري‪ ‬‬

‫‪18‬‬
‫خيول الشوق‬

‫الخيول العربية‬
‫ما عادت الخيل تعرفنا‬
‫عىل نوافذ الخذالن نقف ت‬
‫نس�ق السمع لصوت مآذن األقىص‬
‫ن ف‬
‫أن� ي� النبض يرسي‬‫ي‬
‫ض‬
‫نب� نبضه نبضنا ال أدري‬
‫ي‬
‫لكن ي ن‬
‫األن� يعلو‬
‫ف‬
‫اشتاقت الروح لصهيل الخيل تعلو ي� جنبات األقىص‬
‫ننتم لرائحة العرب‬
‫ي‬ ‫أخ� الخيل أننا ما عدنا‬
‫من ب‬
‫ف‬
‫فكتمت صهيلها وانزوت ي� ثياب القهر؟‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫أخ�ها أن فرسانها زرعوا خنجر الغدر ي� خارصتها مذ بايعوا قيرصا؟‬
‫من ب‬
‫يا أمة العرب يا أيها المليار‬
‫�ء من الرجولة تعيد لنا كرامتنا‬ ‫ش‬
‫ي‬
‫يا أمة العرب‬
‫�ء من الغضب‬ ‫ش‬
‫ي‬

‫‪19‬‬
‫خيول الشوق‬

‫الــدفء‬
‫ّ‬
‫يل� الهم راحلته‬ ‫ق‬
‫عىل عتبات المساء ي‬
‫َّ‬
‫عله يتوضأ بالدفء‬
‫ف‬
‫فقد مللنا التيمم ي� غيابه‬
‫ض‬ ‫ف‬
‫الما�‬
‫ي‬ ‫أرهقنا العجز ي� البحث عن لحظة هدوء تترسبل إىل عمق رسداب‬
‫لتعيد لألطراف حرارتها وللفجر أناقته‬
‫وللمطر براءته وللطفولة المنسية طهرها‬

‫‪20‬‬
‫خيول الشوق‬

‫الشوق المحموم‬
‫برهبة قلب مكبل بالشوق المحموم‬
‫أقف ألعلن لك ما أنت تدريه ي ن‬
‫ب� يديك‬
‫أرهق� العجز‬‫ن‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫قل� قد من قبل وأنا الهاربة منك إليك‬
‫بي‬
‫فأين أهرب كل األماكن أنت‬
‫ت‬
‫بوصل� إليك‬ ‫وتش�‬
‫ي‬ ‫وكل الدروب موصدة‬
‫ي‬
‫ف‬
‫و� أفق الروح من األعىل‬ ‫وأنت الروح ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لروح ما أوحيت‬
‫ي‬ ‫ثم دنوت فتدليت وأوحيت‬
‫ف‬
‫تهجدت ي� محراب عينيك طالبة األمان‬
‫ّ ف‬
‫روح‬
‫ي‬ ‫المنفية ي� بعدك عن‬ ‫فأنا‬
‫ق ف‬
‫ح� ي� اللجوء إليك‬
‫وأطلب ي‬
‫ال�د نوافذ القلب‬
‫يطرق ب‬
‫ح� ت‬
‫يع�يه الشوق إليك‬ ‫وقل� ضعيف ي ن‬
‫بي‬
‫صاح� الشوق‬
‫بي‬ ‫يا‬
‫ي ن‬
‫الحن� يغذيه‬ ‫قل� فيسقيه‬
‫أما ب ي‬
‫ر� صارت لديك‬
‫وأما الروح فبأمر ب ي‬

‫‪21‬‬
‫خيول الشوق‬

‫العنقاء‬

‫ً‬ ‫عىل ضفاف الحزن ئ‬


‫يتك النبض متوسدا خيباته‬
‫ي ن‬
‫السن� عن رفوفها‬ ‫يقلب الذاكرة يمسح غبار‬
‫فإذا بها خيبات تتلوها خيبات‬
‫وخذالن يطل من كل النوافذ‬
‫يا وجع العمر الممتد من الوريد إىل الوريد‬
‫المه�ئ منذ ي ن‬
‫سن�‬ ‫ت‬ ‫يا سوط القلب‬
‫قد زادت وقدة الجمر‬
‫ي ن‬
‫السك�‬ ‫وتقلبت فيها عىل حد‬
‫ن‬
‫أطلقي�‬ ‫فيا قوة األرض‬
‫ي‬
‫أنا لست العنقاء ولست أشعر بارتياح‬

‫‪22‬‬
‫خيول الشوق‬

‫الغياب‬

‫ن ف‬ ‫ي ن‬
‫سك� ي� الخارصة‬‫ي‬ ‫الحن�‬
‫يمتد وجعها كلما ق‬
‫أل� المساء ظالله‬
‫والك�ياء‬
‫ب‬ ‫فيتأرجح القلب ي ن‬
‫ب� الشوق‬
‫ت‬
‫ح� اذا ما ثملت النفس وجعا‬
‫رصخنا بصمت مثقل بهم‬
‫ً‬ ‫أن ف‬
‫ك� غيابا‬

‫‪23‬‬
‫خيول الشوق‬

‫القطوف الدانية‬
‫ّ‬
‫فلما جن عليها الليل‬
‫رأت برهان الشوق ينمو عىل أغصان األعماق‬
‫ي ن‬
‫الحن� بقطوف دانية‬ ‫ف�هر‬‫يز‬

‫عىل امتداد النبض‬


‫كل النبض‬

‫‪24‬‬
‫خيول الشوق‬

‫المطر‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫م� حقه ي� اللجوء‬ ‫يدق النافذة يطلب ي‬
‫ي ن‬ ‫ف‬
‫الحن�‬ ‫أراقب انزالقه عىل الزجاج يشعل ي� القلب رائحة‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫أورد� يعلن شوقه للشوق‬ ‫ي‬ ‫أسمع همسه يتغلغل ي�‬
‫وجه‬ ‫بيدي أغسل بها‬ ‫ّ‬ ‫أالمس حباته أحتضنها‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ض‬ ‫ن‬
‫الما� وتتفتح ي� صدري مآتم وأعياد‬ ‫ي‬ ‫فتحتل� عناقيد‬
‫ي‬
‫ش‬ ‫ً‬ ‫ف‬
‫�ء ال تعرفه‬‫أسافر ي� السحب تجري بحزن بحثا عن ي‬
‫تحاول الوصول لفلسفة العطاء اإلخالص االنتماء‬
‫ً‬
‫وعبثا يكون بحثها‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫إل حيث أراد‬
‫تم مرهقة ي� حضن هواء ينقلها ي‬‫ف� ي‬
‫مستسلمة له بقلب أم‬
‫أيتها السحب‬
‫ن‬
‫احملي� إليك طفلة الجدائل‬
‫ي‬
‫ي ن‬
‫العين�‬ ‫عفوية القلب ذكية المالمح حزينة‬
‫طفول� ن‬
‫ردي� ّ‬
‫إل‬ ‫ت‬ ‫إل‬
‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ردي ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هذا العالم ما كان يوما إال اختناقا‬

‫‪25‬‬
‫خيول الشوق‬

‫المعراج‬
‫ت‬
‫ال� تسللت ذات شوق للسماء‬
‫يا دعوة العاشق ي‬
‫ال�اق‬
‫عودي إليه عىل جناح ب‬
‫ً‬
‫عودي بحبيبة تحتضن المدى معراجا‬
‫ئ‬
‫وشواط حياة‬
‫ض‬
‫ق� األمر واستوى القلب عىل نبض‪،‬‬
‫قد ي‬
‫ً‬ ‫ي ن‬
‫الحن� يوما‬ ‫ما غيض فيه‬
‫أقلع‬
‫ي‬ ‫وما قلنا لسحب الشوق‬

‫‪26‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أناديك‬
‫ت‬
‫المح�قة‬ ‫أناديك اآلن من البقعة‬
‫األيرس‬
‫ِ‬ ‫من داخل الصدر‬
‫ال� عشقتك ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ح� الفناء‬ ‫أ� أنا ي‬
‫ي‬
‫ّ ُ‬
‫األول‬
‫ِ‬ ‫وتوضأت بزمزم الوفاء منذ الزمان‬
‫قل�‬
‫البس نعليك وارحل عن ب ي‬
‫تختل‬
‫ي‬ ‫إنك بواد الخيانة‬
‫وتختل‬ ‫ش‬
‫وتنت�‬ ‫ثم ش‬
‫تنت�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫واضمم إليك خيبتك من بعدي‬
‫فقد آن ل أن ّ‬
‫اضمد جرح الذي كان قلبك‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وعاد وحيدا منكرسا يل‬
‫ُ‬
‫أقسمت بالذي زرع ف ّ‬
‫� روحك وحدي سأظل غرامك األول‬ ‫ي‬
‫اضمم حرستك إىل جناح غدرك‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫قل�‬
‫ما عدت تسكن ي� الواد المقدس ب ي‬

‫‪27‬‬
‫خيول الشوق‬

‫جرح وملح‬
‫ح� ُّ‬ ‫لهبا يحتل كبدي ي ن‬ ‫ً‬
‫جرح‬
‫ي‬ ‫يمر اسمه عىل‬ ‫سيف يتقد‬
‫ملح تذوب فيه وال تغادر‬ ‫ث‬
‫ين� حفنة ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫لقل� ي ن‬
‫تغمر� عيناه حبا وشوقا؟‬ ‫ي‬ ‫ح�‬ ‫ماذا أفعل ب ي‬
‫غافلت� واستح�ض ت طيفه؟‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫روح إن ي‬ ‫ي‬ ‫كيف أصمت نواح‬
‫خيب� قبضة نار استعرت من سقر‬ ‫ت‬ ‫طعم‬
‫ي‬
‫ق فّ ً‬
‫� روحا وال تذر‬ ‫تب� ي‬ ‫ه ي‬ ‫ال ي‬
‫ف‬ ‫ْ‬
‫أرق ومن سقم‬ ‫أضلع خارطة من ٍ‬ ‫ي‬ ‫للح�ة ي�‬ ‫ي‬ ‫نقشت‬
‫ُ‬
‫عانقت عيدين وأنا أطارد وجهه فوق أرصفة النهار‬
‫تنكره وأعرفه‬
‫ف‬
‫خيمة أبت إال أن تكون لوجهه وحده إن قال‬
‫ٍ‬ ‫عانقت عيدين وأنا أخبئه ليال ي�‬
‫أريد فأعرفه وتعرفه‬
‫م� قل� كلما ّ‬
‫مر اسمه‬ ‫ن‬
‫عواصف تقتلع ي ب ي‬
‫جرح‬
‫ي‬ ‫وحفنة ملح تستوطن‬

‫‪28‬‬
‫خيول الشوق‬

‫رثاء الروح‬
‫قال لها‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫(لـو كنت أملك أن أموت كمـا أشـ ــا‬
‫ُ‬
‫مـا اخـت ْـرت إال م ــن يـديـك ق ـراري)‬
‫ثم قتلها كما شاء‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫ت ً‬ ‫ً‬
‫واغ�ابا يعيث ي� الكبد خرابا‬ ‫أمطرها حزنا‬
‫بعد ان كان كالطفل يرشف أنمله‬
‫ال يملك النوم قبل تنفس حضورها‬
‫ي ن‬
‫العين�‬ ‫وأعاد ترتيب برامجه وقراره وأجندة األسفار من جديد وطوى قدسية‬
‫ف‬
‫ي� سفن الغياب والرحيل‬
‫ه‬
‫أما ي‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫فارتد الصوت ي� أعماقها ممرغا بطراوة الدمع‬
‫ت ً‬ ‫شَ‬
‫م�نمة‬ ‫�قت به‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫َّ ْ َ‬
‫إ� هنــا َوج ـ ٌـل‬ ‫ي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫(هيا اق‬
‫ْ‬
‫العم َر‪-‬إن لـم تأت‪ُ -‬م ت‬ ‫أن أقطع ْ‬
‫غ�بـا)‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫وانزوت ي� يباس الروح ي� ذهول‬

‫‪29‬‬
‫خيول الشوق‬

‫رسالة مختصرة‬
‫ن‬
‫تسأل� يا طيب القلب والروح عن أخباري‬ ‫ي ن‬
‫وح�‬
‫ي‬
‫أخترص الحزن ولعينيك أهمس‬
‫ي ن‬
‫بجرح�‬ ‫حمامة أنا مطاردة‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫أحدهما ي� القلب واآلخر ي� الجناح‬
‫ي ن‬
‫الجرح�‬ ‫وما ي ن‬
‫ب�‬
‫ف‬
‫ترقص الروح ثملة من وجع عالق ي� الدم‬
‫ن‬
‫يغافل� يرسي مع األنفاس‬ ‫ومن ي ن‬
‫حن�‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ويك� ي� نبض النبض‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬
‫الليل عربدا فوق الصدر‬ ‫ح� إذا ما جن‬
‫ّ ف‬
‫الغصة ي� الحلق‬ ‫وظلت‬
‫ُ‬ ‫ش‬
‫بالدمع‬
‫ِ‬ ‫و�قت‬

‫‪30‬‬
‫خيول الشوق‬

‫روحــانيـــات‬
‫تصحرت الروح ذات وجع وتشقق الصدر‬
‫ي ن‬
‫مرتجفت� أمسكت مصحفها‬ ‫بيدين‬
‫ً‬
‫وابتل القلب دمعا‬
‫وبكت وبكتثم آااه بكت‬
‫ً‬
‫صوت من السماء يتساقط نديا‬
‫ف‬
‫اإلله‬
‫ي‬ ‫(سالم قوال من رب رحيم) تشهق ي� ظالل الحب‬
‫فتنادي رب البيت العتيق وموالها الشفيق‬
‫ً‬
‫أحتاج شيئا ما انت تعلمه‬
‫ف‬
‫أنت وحدك ي� أحرف سالم قوال من رب رحيم‬
‫شعرت بحنان رسمدي سماوي يلفها‬
‫رفعت الرأس المثقل هو ذا أمامها أبىه من نور الشمس‬
‫ف‬
‫ي� أعماقها صوت ال تدريه‬
‫الن�‬
‫يهمس إنه ب ي‬

‫‪31‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ً‬
‫ترتعد بصمت ال تفقه من األمر شيئا‬
‫ي ن‬
‫العين�‬ ‫وجه ابيض كأن الشمس فيه أدعج‬
‫برموش عربية‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫يحدق فيها مبتسما بكل لغات الحنان ي� األرض والسماء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثم يهمس مناديا اسمها ومعاتبا بحب‬
‫عل؟‬ ‫أقللت من الصالة ّ‬ ‫َ‬
‫لم‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫واستفاقت من ذهول‬
‫ف‬
‫وبقيت تت�نح ي� ذهول‬
‫ش‬
‫ال�ء معها اآلن من تلك اللحظة المالئكية‬
‫ي‬
‫غ� دفء الحضور‬
‫ي‬
‫وامتداد من جذور للحنان‬

‫‪32‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ريــح يوســف‬
‫ن‬
‫إ� ألجد ريـ ــح يوسف‬
‫ي‬
‫بكل ثقة قالها‬
‫وابيضت عيناه‬
‫ت‬
‫فم� أحتضن تأويل رؤياي؟‬
‫قد تكرست الروح‬
‫ن‬
‫ترمي� بقميص يوسف؟‬ ‫أما آن لعينيك ان‬
‫ي‬

‫‪33‬‬
‫خيول الشوق‬

‫سحر النزف‬
‫قالوا‪ :‬وما ذاك ن ز‬
‫ال�ف بيسارك؟‬

‫قلت‪ :‬هو ب ي‬
‫قل� قد توكأوا عليه‬
‫ول فيه أوجاع أخرى‬
‫ثم أنكروه ي‬

‫‪34‬‬
‫خيول الشوق‬

‫سكون البوح‬
‫ف‬
‫البوح عويل موجع ي� القلب‬
‫ن ف‬
‫سك� ي� الخارصة‬‫ي‬ ‫والصمت‬
‫ً‬ ‫وما ي ن‬
‫ب� البوح والصمت يتأرجح النبض معلنا وبال صوت‬
‫شوق الروح للشوق‬
‫وللشوق المحموم انكسارات عالقة تظل بقاياه‬
‫ف‬
‫زجاج أرعن ي� الحلق‬

‫‪35‬‬
‫خيول الشوق‬

‫شمــس خجولــة‬
‫أطلت الشمس بأشعتها الخجولة‬
‫ت‬
‫م�نمة بأغنية غزل ليلية‬
‫لتفاجئ� بفرحة ه إحدى فراشات القلب ن ز‬
‫الم�وية‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫بحثا عن واحاتها هكذا صار للحرف الذي أكتبه ن‬
‫مع�‬
‫وصار للكلمات دهشة اختبأت خلف العيون‬
‫ً‬ ‫ت‬
‫ال� تهدي الفرح صباحا‬
‫كل الشكر للقلوب ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فنتنفسه بدعاء يصعد للسماء عىل سلم من أرق النجمات‬

‫‪36‬‬
‫خيول الشوق‬

‫صبـــاح العيـــد‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫فأعيا�‬
‫ي‬ ‫ي� صباحات عيد النحر‪ ،‬حملت الشوق عىل ظهري‬
‫ً‬
‫تلحفت دروب الصحراء بحثا عن وجه تسكن فيه واحة الدفء‬
‫ورحلة األمان‬
‫قل� تحت عباءة أموية‬ ‫ّ‬ ‫ت‬
‫ح� إذا ما حل المساء‪ ،‬نام ب ي‬
‫مزقتها يد الزمان‬
‫الجنو�‬
‫بي‬ ‫يا أيها‬
‫وقل� ال�ض ّ وجئناك بروح منهكة‬ ‫ّ ن‬
‫ت� ب ي‬ ‫مس ي‬
‫ف‬
‫لتو� لنا الكيل‪ ،‬فما أوفيت‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫وما صنت العهد الذي ي� البدء كان بعد النحر‬
‫ف‬
‫ي� سالف العهد واألزمان‬

‫‪37‬‬
‫خيول الشوق‬

‫صباحات المسك‬
‫بعض الصباحات لها عبق المسك الذي‬
‫ينحدر من جنات الفرح الطالع من رحم اخ�ض ار الروح‬
‫بعد يباسها‬
‫سنديانة أنت‬
‫ف‬
‫ما يزال شموخها ضارب ي� سماء العقل‬
‫يعرش عىل جدران القلب‬‫ياسم� ّ‬
‫ي ن‬ ‫وجذورها‬
‫شّ‬
‫المو� بطعم اللقاء‬ ‫صباحكم لون الفرح‬

‫‪38‬‬
‫خيول الشوق‬

‫صفحات الماضي‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ض‬ ‫ف‬
‫تغتال�‬
‫ي‬ ‫ال�‬
‫ي� هدأة الليل وهذه الفو� ي‬
‫تعربد صحاري‪ ،‬تغلفها لفحة من نار ممتدة من الخيبات‬
‫نب�‬ ‫ت‬
‫وتس� خ� عىل ض‬ ‫تفك جدائلها‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫س�‬‫هذا الليل كلما ج‬
‫ض‬
‫الما�‬ ‫يصلب� عىل صفحات كتاب‪ ،‬مالمحه من قسوة‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫اآل�‬
‫وعقم رحم ي‬
‫س�‬ ‫وما زال الليل كلما ج‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ودع� يوما وما قىل‬
‫ي‬ ‫أزل الخوف ما‬ ‫يرمي� بكتاب ي‬
‫ي‬

‫‪39‬‬
‫خيول الشوق‬

‫عقدة الشوق‬
‫َ ْ‬ ‫ف‬
‫عقدة شوق ي� القلب ُر ِبطت‬
‫نفث فيها هاروت الشوق وما روته من سحرهما‬
‫فاستحالت كعبة للحب‬
‫ي ن‬ ‫ن ف‬ ‫ت‬
‫الحن�‬ ‫دف� ي� أقبية‬‫فج ي‬
‫تأ� من كل ٍ‬‫اليها تحج كل النبضات‪ ،‬مع كل ارتعاشة ي‬
‫فيا ِق ْبلة الواحات يا دفقة الحياة‬
‫ّ‬
‫قد أذن الفجر لصبح أنت فجره‬
‫ً‬
‫شيئا ً‬
‫حلوا كقرص الشهد‬ ‫هلم نزرع المدى‬
‫ي‬ ‫يا صحراء العمر الممتد فينا‬
‫يا فراشات القلب الملونة بألوان قزحية‬
‫ق‬
‫تستفي�؟‬ ‫أما آن لك أن‬
‫ي‬
‫عقدة الشوق بهمس تناديك‬
‫ما الذي سيطرب الورد إن هو فقد شوق الفراشة؟‬

‫‪40‬‬
‫خيول الشوق‬

‫عمَّ ــان‬
‫ي ن‬
‫الحن� ذاكرة القلب دون استئذان‬ ‫يطرق‬
‫ً‬
‫مساء بصخبها‬ ‫مرت‪ ،‬وأنا أتنفس شوارع ّ‬
‫عمان‬ ‫سن� الدراسة الجامعية ّ‬
‫ي ن‬
‫ّ ف‬
‫وهدوئها وأرساب الحمام تحلق ي� الفضاء‬
‫معلنة وبال صوت شوق الروح للشوق‬
‫ف‬
‫صوت يصدح ي� األرجاء يعيد ترتيب األشياء‬
‫ف‬
‫يشدو بأغنية عالقة لآلن ي� البال‬
‫ي ن‬
‫الكتف�‬ ‫عمان جدائلها فوق‬‫(أرخت ّ‬
‫ي ن‬
‫العين�‬ ‫وقبلها ي ن‬
‫ب�‬ ‫تز‬
‫فاه� المجد ّ‬

‫بارك يا مجد منازلها واألحبابا‬


‫ً‬
‫وازرع بالورد مداخلها بابا بابا)‬
‫مرت سنوات وأعوام‬ ‫ّ‬
‫نّ‬
‫نغ�‬
‫وما زلنا ي‬
‫عمان‬ ‫عمان ّ‬
‫ّ‬

‫‪41‬‬
‫خيول الشوق‬

‫قوافل الحنين‬
‫عىل صوت الشوق نهض القلب يجر أنغام الحزن‬
‫ً ن‬
‫ع�‬ ‫ت‬
‫فانفلشت فيه آهة ت�نم بأغنية انزاحت لألعماق رغما ي‬
‫الص� منك يا يمه الهوا انت الهوا ومحتاج أشمه)‬
‫ب‬ ‫(تعلمت‬
‫ً‬
‫أحتاجه ممزوجا بضحكاتك‬
‫تفوح منه رائحة صوت دعائك‬
‫ز ن‬
‫رع� فيك قافلة حب عذبة‬
‫يل� ي‬

‫‪42‬‬
‫خيول الشوق‬

‫كومة من ثلج‬
‫كومة من ثلج تسكن خلف أضلع صدري‬
‫ً‬
‫قل�‬
‫تحول المدى عواصفا جذورها تمتد من ارتجافة ب ي‬
‫نب�‬‫ومن يباس نبع الهوى الذي منه أحيا يشكو ض‬
‫ي‬
‫فيلعن زمن الهوان زمن الصمت‬
‫جرح‬
‫ي‬ ‫ويشكو ثم يشكو صحاري عىل امتداد‬
‫روح‬
‫ي‬ ‫موحشة تت�بــع وتقتات من‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫غرب�‬
‫ي‬ ‫وحد� ومن غربة‬
‫ي‬ ‫من‬
‫مع عىل ذات الوجع‬
‫فأفتقد من ينام ي‬
‫ف‬
‫و� القلب بعض من دفء‪،‬‬ ‫ألصحو ي‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫تحارص�‬
‫ي‬ ‫ال�‬
‫يعيد ترتيب أبجدية كومة الثلج ي‬
‫وتحارص الذي خلف أضلع صدري‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫غرب�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ال� أعرفها فأكتشف‬ ‫أحدق ي� القلوب ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫وحد�‬
‫ي‬ ‫وأقرأ ي� األعماق منهم سطور‬
‫ت‬
‫أحب�‬ ‫وأدرك أنه سدى كان انتظاري عىل أعتابكم‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫دم‬
‫وأن صواريـ ــخ العجز قد دكت بعنف ي‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫هزيم�‬
‫ي‬ ‫فأرتم بقهر ي� حضن‬
‫ي‬
‫ت‬
‫اي�‬
‫ألرفع لحظة إذ ر ي‬
‫ت‬
‫غرف�‬ ‫ح� يزاحم دفء‬ ‫بيضاء كلون الصقيع ي ن‬
‫ي‬

‫‪43‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ألي أمة ننتسب؟‬


‫إذا نامت امرأة عربية مسلمة عىل رصيف الشوارع‪،‬‬
‫مع الكالب‬
‫فألي أمة نحن ننتسب؟‬
‫ف‬
‫يا عارنا الراقد ي� الطرقات‬
‫ارصخ‬
‫والصدى المردود للرصخة‬
‫آه‬
‫آآآآآآآآه‬

‫‪44‬‬
‫خيول الشوق‬

‫مساءات الحنين‬
‫ي ن‬ ‫ً‬
‫بالحن�‬ ‫تبا للمساءات المطرزة‬
‫الك�ياء‬
‫تغتال منا ب‬
‫بنفس� اللون‬
‫ج ي‬ ‫لتحملنا فوق شعاع‬
‫يعانق صخب الغياب‬
‫ن‬ ‫ي ن‬
‫قوس� أو أد�‬ ‫فيدنو من النبض ليكون قاب‬
‫ن زّ‬
‫ي� من ي ن‬
‫الع�‬ ‫فإذ بالدمع‬
‫من جذور بركان بات يرشح عىل جسد أنهكته تتابع النكبات‬
‫ليظل للجرح ألقه‬
‫للك�ياء سطوته‬
‫ويظل ب‬
‫ي ن‬
‫الحن�‬ ‫رغم مرارة‬

‫‪45‬‬
‫خيول الشوق‬

‫مساءات العيد‬
‫عىل أعتاب مساءات العيد يقف القلب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مكبل بالدهشة ممرغا بالصدمة‬
‫ف ّ‬
‫أزقة ت‬
‫اع�اف قديم‬ ‫يطارده حىم سؤال يسافر ي�‬
‫يقتات من عباءة أموية كانت ذات مساء تبحث عن نبعة اإليثار‬
‫ف‬
‫أحداق قدسية‬
‫ٍ‬ ‫تختل ي�‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ي ن‬
‫سك� غدر بالخارصة تربعت‬ ‫فتالشت ممزقة مع‬
‫ّ‬
‫ال�امج دستورها اآلن معدل‬
‫كل ب‬
‫وعادت النجوم لمساراتها‬
‫ً‬
‫خاليا من مساءاته‬ ‫ُ‬
‫النبض‬ ‫فعاد‬
‫تتدىل فيه ريـ ــح براءة قديمة‬
‫ً‬
‫تمسح عن أرصفة القلب بعضا من الوجوه‬
‫ال� كانت يوما كل الوجوه لكل الطرقات‬ ‫ت‬
‫تلك ي‬

‫‪46‬‬
‫خيول الشوق‬

‫تطاردها كلمات كانت تسكنها‬


‫وتتوسدها عند النوم‬
‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫(بي� وبينك ي� الهوى أسطورة‬
‫ي‬
‫أزلـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـمـيـ ــالد واألطـ ــوار)‬
‫ح� الهذيان‬ ‫ح� البكاء ت‬ ‫فتضحك ت‬

‫نعم أسطورة‬
‫نعم خرافة‬

‫‪47‬‬
‫خيول الشوق‬

‫من بين األحرف‬


‫عط�‬‫ش‬ ‫قــال‪ :‬أنت العشق الذي ف ئ‬
‫يط�‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫ي� عمر يتوقد قبضة من لهب الصحراء‬
‫ف‬
‫قــالت‪ :‬وأنت الدفء الذي انتظرته ليذيب عن أطر ي‬
‫ا�‬
‫ف‬
‫المن�‬ ‫صقيع‬
‫ً‬
‫شوقا ت‬
‫م� أراك؟‬ ‫قـ ــال‪ :‬ذبت‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ق ــالت‪ :‬ربما لن يكون فما اعتدت فرحا‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫ه األمنيات‬ ‫وتخذل� دائما ي‬
‫ي‬
‫ن‬
‫تسكن�‬ ‫ستب� الصحراء‬ ‫ق‬ ‫ق ــال‪ :‬اذن‬
‫ي‬
‫ن‬
‫سف� بال مرىس‬ ‫وتظل‬
‫ي‬
‫ق ــالت‪ :‬وسيظل الصقيع يحارص منفاي‬
‫ي ن‬
‫وتظل� هواي‬ ‫قـ ــال‪ :‬سأظل أحبك‬
‫ق ــالت‪ :‬سأفتقد دفء صوتك‬
‫ويظل للقلب جرحه‬

‫‪48‬‬
‫خيول الشوق‬

‫موت أم‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫ف‬
‫ضع�‬
‫ي‬ ‫تربــع المرض ي� حاشية الرأس وبات هازئا من‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫هذه ش‬
‫وتمقت� يد الطبيب تحاول أن ترجع يل أما‬ ‫ي‬ ‫ال�اشف البيضاء امقتها‬
‫عي� به طالبة منه معجزة‬ ‫وه� تبرص تعلق ن ّ‬ ‫وه تبرص ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ ن ف‬ ‫ت‬
‫أ� ي� حضن اليتم أهوي‬ ‫ح� إذا ما رفع العجز رايته عرفت ي‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫أعما� البقاء هلل‬
‫ي‬ ‫أغلق عينيها وبصوته الخجول تساقطت األحرف ي�‬
‫غاب الوجود وغبت عنه‬
‫ً‬
‫جوارح وارتبك مجرى الدم‬
‫ي‬ ‫مفاصل تجمدت‬
‫ي‬ ‫وقهقه الموت ضاربا بسوطه‬
‫ق‬ ‫ف‬
‫ال�د يحتله‬
‫وجه عىل وجهها الذي بدأ ب‬
‫ي‬ ‫عرو� قبلتها ووضعت‬
‫ي‬ ‫ي�‬

‫‪49‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ف‬
‫حاولت رسقة بعض رائحتها ألخبئها أليام القحط ي� غيابها‬
‫ن‬
‫يغادر�‬
‫ي‬ ‫تعلقت عيناي برسير الموت وهو‬
‫ن‬
‫قل�‬
‫أجفا� يا رب اشفق واربط عىل ب ي‬ ‫ي‬ ‫أغمضت‬
‫ف‬
‫فطعم اليتم زجاج متكرس ي� الحلق‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫ا� بكيت‬ ‫ك� ألمسح الدمع فإذ ب ي� توهمت ي‬ ‫رفعت ي‬
‫ف‬
‫األخ� بكيت نعم بكيت‬ ‫ي‬ ‫و� الوداع‬
‫ي‬
‫أم‬ ‫ن‬
‫أطلقي� قد ماتت ي‬
‫ي‬ ‫يا قوة األرض‬
‫ن‬
‫ه‬‫ا� انأ الميتة ال ي‬ ‫وأر ي‬
‫ف‬ ‫ُ‬
‫ك�ت وحار ي� الموت فكري‬ ‫طفلتك انا مهما ب‬
‫ينادي� بدفء فأجري اليك‬ ‫ن‬ ‫أظل أسمع صوتك‬
‫ي‬
‫ألهوي عىل صدرك‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫ال� أحاول فيها أن أشدك لصدري‬‫و� اللحظة ي‬‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ويخذل� صوت الموت‬
‫ي‬ ‫أجد� أشد الفراغ‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫م� واشتعل القلب بردا‬
‫قد وهن العظم ي‬
‫وليس إالك وقود الحياة ولهفة األمان‬

‫‪50‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ويعود العيد‬
‫ف‬
‫ي� صباحات العيد‬
‫نخرج من زمن هرمنا فيه إىل زمن الطفولة‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫نستعيد فيه بعضا من ألق انزوى ي� مراجيح الصباح‬
‫وضحكات القلوب الحزينة‬
‫ف‬
‫ي� صباح العيد تسعدنا كل األشياء‬
‫ض‬
‫الما�‬ ‫رائحة الكعك تعيد نبض‬
‫ي‬
‫ي ن‬
‫الغائب�‬ ‫ورائحة‬
‫فنشته فتحة الزمن‬
‫ي‬
‫ن ف‬
‫تغ� ي� الطرقات أهال أهال بالعيد‬‫لنعود بجدائل ي‬
‫بخ�‬
‫كل عام وأنتم ي‬
‫كل عام وصباحات العيد تنتظر المساءات‬

‫‪51‬‬
‫خيول الشوق‬

‫يا قلب‬
‫يساقط عليك الحزن ّ‬
‫فتيا‬ ‫يا قلب هز إليك بجذع الوجع ّ‬
‫ً‬ ‫الع� ً‬ ‫وتجود ي ن‬
‫دمعا سخيا‬
‫ً‬
‫فيص� الصدر يباسا‬ ‫ي‬ ‫وقد يخون‬
‫ً‬
‫ويمتد النهار ليال رسمديا‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫روح‬
‫ي‬ ‫تب� عرائشها ي�‬ ‫دفء األمسيات الباردة ي‬
‫ن‬
‫ايي�‬ ‫ب ف ش‬ ‫ف‬
‫وتك� ي� � ي‬ ‫دم‬
‫تتمرغ ي� ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫منسيا‬ ‫اود� دوما ما كان يوما‬
‫حلم ير ي‬
‫ح� إذا ما لبس الليل عباءته‬ ‫ت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫واستل سيفا حجاجيا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫أن النبض أنينا خفيا‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫أورد�‬
‫ي‬ ‫وناحت الذكرى ي�‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قهرا وحزنا وشوقا عذريا‬

‫‪52‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ياسمين الفجر‬
‫ف‬ ‫ي ن‬
‫ياسم� يزهر ي� النبض‬ ‫بعض الصباحات‬
‫ف‬
‫ورسائل تنبض بفجر اخترص الكون ي� رعشة‬
‫كان بها الوجود‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫سنغ�‬
‫ي‬ ‫للفرح الذي لم يأت يوما‬
‫ي ن‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ي ن‬ ‫ث‬
‫الحن� للفرح‬ ‫ال� هدها‬‫الياسم� عىل دروب األرواح ي‬ ‫ونن�‬
‫بباقة بيضاء صباحية نزين رفوف الذاكرة‬
‫ونلون القلب بخ�ض ة داكنة‬
‫ت‬
‫ال� ال تخون‬ ‫ً‬
‫سالمـا لهذه الذاكرة ي‬
‫ولهذا القلب الذي ال يتوب‬
‫ً ف‬ ‫ي ن‬ ‫ي ن‬
‫المسافرت� دوما ي� الحزن الجميل‬ ‫العين�‬ ‫ولهذه‬

‫‪53‬‬
‫خيول الشوق‬

‫األسطورة‬
‫يز‬ ‫ف‬
‫دهال�ها أصوات من غابوا‪ ،‬وتعيدها‬ ‫تقول األسطورة أن الجدران تحفظ ي�‬
‫ي ن‬
‫الحن�‬ ‫يوما أصاب القلب َّ‬
‫حم‬ ‫لنا مع الهواء‪ ،‬إذا ً‬

‫السمع وأتنفس رائحة عطرهم‬ ‫وقفت بجوارها ت‬


‫أس�ق ّ‬

‫فإذا بالصوت الندي ينساب شالل حب وحنان‬


‫اعمليل كاسة شاي)‬
‫ي‬ ‫إم برضاي عليك‬
‫(يا ي‬
‫ه ليست أسطورة‬
‫أوااااااااه إذن ي‬

‫‪54‬‬
‫خيول الشوق‬

‫فراغات الغياب‬
‫يلزم� من التشاغل وملء فراغات الغياب‬ ‫ن‬ ‫كم‬
‫ي‬
‫ُُ‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫يلزم� من لج ٍم يك أقتاد خيل القلب‬
‫ي‬ ‫يأ�؟ كم‬
‫يك أهرب من وجهك الذي ال ي‬
‫ً‬
‫شوقا ثم ال ت‬
‫تع�ف بمنطق؟‬ ‫وه تصهل‬‫ي‬

‫‪55‬‬
‫خيول الشوق‬

‫بياع من يشتري‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ال� نبحث عنها ي�‬
‫يا هذا الفراق الممتد ي� الضلوع‪ ،‬يا ساعات الراحة ي‬
‫للخيال أن ت‬
‫يس�يـ ــح؟‬ ‫ّ‬ ‫ت‬
‫االغ�اب‪ ،‬أما آن‬
‫نحاول أن ندندن بأغنية فرح مسائية‬
‫ف‬ ‫ن‬
‫نغ� مواويال لها ي� الروح مكان‬
‫فإذ بنا ي‬
‫يش�ي‬ ‫ّبياع من ت‬
‫ن‬
‫ومواويل‬
‫ي‬ ‫حز�‬
‫ي‬
‫الخال‬ ‫يعطي� قلبه‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ليل‬
‫وياخد سهر ي‬

‫‪56‬‬
‫خيول الشوق‬

‫غيــوم األمانــي‬
‫خلف غيمات تطل من هذي السماء‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫أما� مخنوقة‬
‫األما� من ي‬
‫ي‬ ‫تتوالد‬
‫ف‬
‫ي� شهقات أيتام الفرح‬
‫هل كان ذنب الروح أمانيها الكبار؟‬

‫‪57‬‬
‫خيول الشوق‬

‫شالالت القهر‬
‫ح� تتفجر من ي ن‬
‫ب� األضلع؟‬ ‫ما الذي يوقف شالالت القهر ي ن‬

‫تراود أحالمنا عن ذاتها‬


‫فتصلبنا فوق مرايا ورؤى‬
‫امتدت منذ األزل‬

‫‪58‬‬
‫خيول الشوق‬

‫كروم الفــرح‬
‫ف ّ‬
‫تتسابق األحالم ي� الذاكرة‬
‫بحثا عن باب ألمنيات ّ‬‫ً‬
‫الصبا‪،‬‬
‫كانت ّ‬
‫مطرزة بكروم الفرح‬
‫ّ‬
‫تتدل منها عناقيد مشبعة برائحة األمان‬
‫ّ‬
‫أمنيات ما اقتادتها لجم وال خط األىس لها عنوان‬
‫كل الدموع من ملح وماء‬
‫أما ه فمن دمع ت‬
‫واغ�اب‬ ‫ي‬

‫‪59‬‬
‫خيول الشوق‬

‫وليخسأ القهر‬
‫تحدك الخيبات من ّ‬‫ّ‬ ‫ي ن‬
‫كل االتجاهات‬ ‫ح�‬
‫ف‬
‫وتوشك الحياة أن تهزمك ي� كل جبهاتك‬
‫ف‬
‫وتغرس منجلها ي� أضلعك لتحصد الفرح من أزقة قلبك يرشح العمر بكل‬
‫ً‬ ‫ت‬ ‫ّ‬
‫ال� صلبتك يوما عىل جدار مآسيك‬ ‫الصور ي‬
‫قّ‬ ‫ٌ‬
‫تب� منك‬ ‫حمم بركانية تزلزل ما‬ ‫فتنبت فيك‬
‫عند إذ‬
‫اربط الجرح وأشعل طريقك قناديل شموخ‬
‫وليخسأ القهر‬

‫‪60‬‬
‫خيول الشوق‬

‫طائر السنونو‬
‫السنونو‬ ‫يا طائر ّ‬

‫الرحب‬‫سالم عليك وأنت وحيد ف� فضائك ّ‬


‫ي‬
‫ٌ‬
‫والعالم من تحتك رسب تحته رسب‬
‫ف‬ ‫غ�ته ث‬ ‫ٌ‬
‫سالم عىل قلبك الذي ما ّ‬
‫المنا�‬
‫ي‬ ‫ك�ة‬ ‫ي‬
‫وال أطفأه حزن الوتر يا طائر السنونو‬
‫ف‬
‫سالم عليك ي� عليائك‬

‫‪61‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أحالم فوق الوسائد‬


‫ف‬
‫عىل امتداد اخ�ض ار الحياة ي� الشوارع‬
‫ٌ‬
‫أحالم تصارع اليأس‬ ‫تت�اىم بيوت ترقد عىل وسائدها‬
‫ً‬
‫مرة‪ ،‬ويغلبها مرات ت‬
‫ح� إذا ما غازلتها عيون الفجر‬ ‫فتغلبه‬
‫استيقظت لتعانق الحياة‬

‫‪62‬‬
‫خيول الشوق‬

‫يا رب وقلبي‬
‫تتواىل رحمتك بعبادك‬
‫فتج� كرس القلوب المرهقة‬
‫ب‬
‫فأناديك بصمت نبت من ضجيج الهم‬

‫يا رب‪ :‬ب ي‬


‫وقل�؟‬

‫‪63‬‬
‫خيول الشوق‬

‫اللقاء للوداع األخير‬


‫ّ ّ‬ ‫ت‬
‫حر النوى‬ ‫ال� تنوح من‬ ‫األخ�‪ ،‬هذي القلوب ي‬
‫ي‬ ‫تتسارع الخطوات للقاء‪ ،‬للوداع‬
‫ّ‬ ‫ف‬
‫وه تحث الخىط للوصول‪،‬‬ ‫تحت زخات المطر‪ ،‬تتلعثم ي� فمها الحروف ي‬
‫ّ‬
‫المس� عىل طاولة التغسيل سيغادر قبل الوصول‬‫ج ي‬ ‫وكأن الجسد‬
‫ف‬
‫ارتعاشة األصابع‪ ،‬اصفرار الوجوه‪ ،‬تجمد الدمع ي� األحداق‪ ،‬كلها تقولال‬
‫تغادر‪ ،‬ال تغادر‬
‫ً‬ ‫أيها الموت‪ :‬ما أقساك ي ن‬
‫الصغ�ة‪ ،‬رفقا بهم‪ ،‬وال‬
‫ي‬ ‫ح� تجثم عىل هذه القلوب‬
‫ّ‬
‫وه ترصخ موتك كرس الظهر منا؟‬ ‫تدعه يغادر‪ ،‬أال تسمع نواح ضلوعهم ي‬
‫أيها الميت الحبيب‪ ،‬ال تغادرنا‬

‫‪64‬‬
‫خيول الشوق‬

‫إني على العهد‬


‫َ‬ ‫ن‬
‫األما� فتات الحب لقلوب تيبست منذ أول العطش‬
‫ي‬ ‫وتظل‬
‫ّ‬
‫فيا حادي العيس‪ ،‬غن لها شوق قلوب زلزلها البعد‬
‫ّ‬
‫غن لها‬
‫ن‬
‫إ� عىل العهد لم أنقض مودتهم‬
‫ي‬
‫يا ليت شعري لطول البعد ما فعلوا‬

‫‪65‬‬
‫خيول الشوق‬

‫رسالة للغائبين‬
‫ف‬
‫إىل الذين يمشون بهدوء ي� أزقة القلب‬
‫فت� من الروح دمعة شوق ّ‬‫ن زّ‬ ‫ث‬
‫حرى‪ ،‬كم يلزمنا من‬ ‫يبع�ون فينا راحة البال‬
‫المكابرة يك نحتمل هذا االختناق؟‬
‫ن ت‬ ‫ف‬
‫يأ� من‬
‫ح� ي‬ ‫كم يلزمنا من اإليمان يك نقاوم اشتعال الحزن ي� أبجدية صوتهم ي‬
‫ب� لحضوركم؟‬ ‫ق‬
‫خلف ركام الشوق ويتساءلكم ي‬
‫هل سنموت قبل رؤيتكم؟‬

‫‪66‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أبجدية الصبر‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫بدايا�‬
‫ي‬ ‫أعيدي� ألسوار‬
‫ي‬ ‫تأ�‬ ‫يا لحظة ي‬
‫الص�‬
‫ب‬ ‫أته�‬
‫علمي� كيف ج‬‫ن‬ ‫أو‬
‫ي‬
‫وأفك قيودي‬

‫‪67‬‬
‫خيول الشوق‬

‫جبل عرفات‬
‫يا جبل عرفات‬
‫ف‬ ‫ً ت‬
‫الح�ى‬
‫يأ� كشعاع يترسب ي� األضلع ي‬ ‫تشوقتك فرحا ي‬
‫ف‬
‫فتتوه النبضات ي� ليلة العيد‬
‫الكس�ة‬
‫ي‬ ‫ي� من الروح‬‫ليعود الصوت القديم ن ز‬

‫(عيد بأي حال عدت يا عيد)‬

‫‪68‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أناشيد الطفولة‬
‫تز‬
‫ت�ايد ض�بات القلب إجالال لنبضة شوق مرتعشة‬
‫ع� الضلوع فرغم انكسارها‬
‫ترسبت ب‬
‫ً‬ ‫كانت ث‬
‫أك� حضورا‬
‫من يخ� الشوق أنه ث‬
‫أك� أناقة من ذي قبل؟‬ ‫ب‬
‫ً‬
‫شع�ات الروح شابت واشتعل القلب شوقا؟‬
‫يخ�ه أن ي‬
‫من ب‬
‫من يعيد للروح ألق طفولتها؟‬
‫من يعيد الجدائل المطرزة ُ‬
‫بس ِحب الرفاق‬
‫وساحات المدارس‬
‫ف‬ ‫ٌ‬
‫زمان حملنا فيه أحالمنا ي� حقيبة عىل الظهر‬
‫وغنينا ً‬
‫معا فوق أرجوحة تعلو بنا‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫شف�‬ ‫ي‬ ‫نشيد النور ي�‬
‫ت‬
‫مدرس�‬ ‫تعيش تعيش‬
‫ي‬
‫الما� البعيد‬ ‫ض‬ ‫يا أيها‬
‫ي‬
‫ليتك أبقيتنا خلف أسوار مدارسنا‬

‫‪69‬‬
‫خيول الشوق‬

‫دموع األنبياء‬
‫ف‬
‫أي شوق هذا الذي تراىم ي� روحك يا سيدي‬
‫ح� ابيضت عيناك؟‬ ‫ت‬

‫يا لوجعك يا يعقوب ويا لدمع األنبياء إذا هىم‬


‫يا لقلة الحيلة‬
‫البش� طال انتظارنا‬
‫ي‬ ‫يا قافلة‬
‫ويا قميص يوسف علينا ال تتأخر‬

‫‪70‬‬
‫خيول الشوق‬

‫حين ثملت الروح‬


‫وجعا كلما ق‬
‫ً‬ ‫ن ف‬
‫أل� المساء ظالله‪ ،‬فيتأرجح‬ ‫سك� ي� الخارصة‪ ،‬يمتد‬‫ي‬ ‫الشوق‬
‫ي ن‬
‫الحن� والوله‬ ‫القلب ي ن‬
‫ب�‬
‫ت‬
‫ح� إذا ما ثملت الروح من صبوتها‬
‫رصخنا بصوت مثقل بهم‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫ك� غيابا‬
‫ف�تد الصوت مقهو ًرا ن ز‬
‫ي�ف لوعة‬ ‫ي‬

‫‪71‬‬
‫خيول الشوق‬

‫وما ُ‬
‫بدلت تبديال‬
‫عىل رعشات الشوق نام القلب يحلم بهم‬
‫تال� عاد من تحت ّ‬
‫الركام‪،‬‬ ‫هذا الذي كلما ظننته ش‬

‫شوق ويسافر مع من ينتظر‬‫ٍ‬ ‫ليح� ما مات من‬


‫يي‬
‫ُ‬
‫وما بدلت تبديال‬

‫‪72‬‬
‫خيول الشوق‬

‫لتحب اآلفلين‬
‫ّ‬ ‫وما كانت‬
‫وإن سألوك عن الشوق فقل‬
‫سأتلو عليكم منه رعشة‬
‫ي ن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ََ ْ‬
‫اآلفل�‬ ‫لتحب‬ ‫ما أفلت يوما وما كانت‬
‫وإن سألوك عن تفتت األكباد‬
‫قل بزفرة ّ‬
‫حرى‬
‫ص�ا‬
‫لم نستطع عليها ب‬

‫‪73‬‬
‫خيول الشوق‬

‫مواسم الحزن‬
‫للحزن مواسم خيامها اآلن تنتصب‬
‫ف‬
‫روح القهر‬
‫ي‬ ‫فيصهل ي�‬
‫كمهر بري هارب ال توقفه وال تقتاده اللجم‬
‫ف‬
‫زجاج ي� الحلق ينكرس‬
‫ب� الكلمات األحرف‬ ‫وتهرب من ي ن‬
‫ُ‬
‫الصمت الصمت‬
‫ِ‬ ‫ويك� عىل جدار‬ ‫ب‬
‫و� لهيب الشوق ت‬ ‫ف‬
‫يح�ق‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫اود� ابتسامة خجىل‬‫تر ي‬
‫عيناك‬ ‫تعاتب� من بعيد‬‫ن‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫فأهوي ثم انتحب‬

‫‪74‬‬
‫خيول الشوق‬

‫نواح الروح‬
‫ما الذي يسكت نواح الروح‬
‫ن‬ ‫ي ن‬
‫أما� القلب؟‬
‫ح� تتكرس ي‬
‫كيف نعيد التوازن لطائر‬
‫ف‬ ‫ي ن‬
‫لجناح� أصيبا بجراح ي� العمق‬ ‫يبحث عن بديل‬
‫عىل استحياء‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫أغا� الفرح‬
‫نغ� ي‬‫ي‬
‫وعىل استحياء أيضا‬
‫ن‬ ‫ش‬
‫األغا�‬
‫ي‬ ‫تم� إلينا‬
‫ي‬

‫‪75‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ياسمين القلب‬
‫بذاكرة تغطيها سحب ركامية‬
‫ٍ‬ ‫للجدران أرواح تنبض‬
‫تمطرنا بالذكريات الموجعة كلما حل المساء‬
‫أطيافهم تحتل المكان‬
‫ي ن‬
‫ياسم� القلب‬ ‫تأ� إال أن يكون لها وحدها‬
‫وتعلن تمردها إذ ب‬

‫‪76‬‬
‫خيول الشوق‬

‫عناق تحت المطر‬


‫وروح‬
‫ي‬ ‫فرح‬
‫ي‬ ‫أيها المحتل فضاء‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫ً‬
‫ا�‬
‫إل صباحا لتترسب ي� ذر ي‬
‫تحملك هذه الغيمة ي‬
‫فأ�بك كأس عشق يهمس اسمك‬ ‫ش‬

‫فتتلون السماء برقة األحرف وعنف الغياب‬


‫قل�‬
‫أنت وهذا المطر مؤامرة عقدت عىل ب ي‬
‫ف‬ ‫ث ت‬
‫بع� ي� هائمة ي� حقل قمح من األشواق‪،‬‬ ‫ما القصد منها إال‬
‫ح� ألهث باحثة عنك‬‫ع� ي ن‬ ‫ن‬
‫ال أملك فيه البحث ي‬
‫ي ن‬
‫السن� العجاف‬ ‫فقد تشوقتك غيمة لكل‬
‫ورعشة فرح لكل أيتام األعياد‬
‫وجه كما تشاء‬ ‫أغمض ن ّ‬
‫عي� بهدوء تاركة هذه القطرات تبلل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫مستسلمة لها استسالم من رأى وجهك ي� كل قطرة‬
‫ّ‬
‫فاشتم أنفاسك فيها‬
‫ف‬
‫عناق تحت صخب وهدوء المطر‬
‫ٍ‬ ‫وذاب معك ي�‬

‫‪77‬‬
‫خيول الشوق‬

‫يا وجع القلب‬


‫ح� يغرق القلب ف� بحر ج ّ‬
‫ل� من التيه‬ ‫ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف� صحاري من الخيبات ت‬
‫الم�اكمة‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫كسحب سوداء يغشاها موج من االغ�اب‬
‫ف‬
‫� ٌء ي� األرض‬‫ش‬
‫لن ينقذه ي‬
‫ولو ُمدت له كل حبال األرض‬
‫يا وجع القلب‬
‫يا وجع القلب‬

‫‪78‬‬
‫خيول الشوق‬

‫جناح الطائرة‬
‫عىل جناح الطائرة رجفة لهفة‬
‫تحملنا لعالم من نحب‬
‫لشوارع احتضنت الخىط منذ الرصخة األوىل‬
‫وعىل الجناح اآلخر‬
‫حزن ي ن‬
‫دف�‬
‫ودمعة حائرة رشحت عىل جدار الروح‬
‫وما ي ن‬
‫ب� اللهفة والدمعة الحائرة‬
‫َّ‬
‫كلت خطواتنا‬

‫‪79‬‬
‫خيول الشوق‬

‫وعلينا السالم‬
‫ه الخيبة تلتحف القلب إذ تبرص رصح الصداقة يهوي‬‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ال� تعلق ي� الحلق ي� كل لحظة انكسار‬
‫ه المرارة ي‬
‫ي‬
‫وهو الجمر الذي يكوي الروح‬
‫ً‬ ‫ي ن‬
‫ح� تستيقظ عىل وهم كان شامخا‬
‫لألحبة ي ن‬
‫ح� يتساقطون‬
‫شكل الضفائر المقصوصة‬
‫األخ�‬
‫ي‬ ‫ولألحبة ي ن‬
‫ح� يخذلون طعم النبض‬
‫فسالم عليهم وعىل وهج ما كان‬
‫وسالم علينا فيما سيكون‬

‫‪80‬‬
‫خيول الشوق‬

‫دموع الروح‬
‫ما أوجع دموع المنكرسة قلوبــهم‬
‫هؤالء يبكون بدموع ال تشبه الدمع الذي نعرف‬
‫هؤالء دمعهم ن ز‬
‫ي� من تفتت الروح‬
‫ع� مسامات ي ن‬
‫الع�‬ ‫يل�شح ب‬
‫بصمت مثقل بالرصاخ‬
‫ف‬
‫ه سيدة اشتعل الشيب ي� رأسها كما اشتعل القهر فيها‬
‫ي‬
‫وتلك موظفة أجادت كرس الخواطر بعجرفة لغتها‬
‫ُ‬
‫قبلت الرأس منها‬
‫ف‬
‫ه ي� خدمتك أماه‬ ‫وقلت لها ي‬
‫انه� لتأخذي حقك بقوة ما ْ‬
‫دفع ِته عىل األقل‬ ‫ض‬
‫ي‬
‫إن لم يكن بقوة اإلنسانية‬

‫((خاطرة من مكان (الظلم) الحدث))‬

‫‪81‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أقدارنا‬
‫ويسألونك عن الشوق فقل لهم‬
‫البه‬
‫ي‬ ‫هو قدر األحرار والقلب‬
‫نقتات من قمحه لنظل عىل عهدنا مع اإلنسانية‬
‫ومع هذه الروح‬

‫‪82‬‬
‫خيول الشوق‬

‫زخة من فرح‬
‫ف‬
‫زخة من فرح تتساقط ي� القلب‬
‫أبحث عن سبب لها بدهشة من لم يعتد هذه النبضة‬
‫ف�تد الجواب أن ال تبحثوا عن األسباب‬
‫ي‬
‫ف‬
‫فه دعامات تقوية لتكمل رحلتك ي� صحراء اعتدتها‬ ‫ي‬
‫ق‬
‫هبة من هللا لمن أل� ُّ‬
‫الهم راحلته عىل امتداد دربه‬
‫ُ ً‬
‫وما سار هلل إال حبا‬
‫ً‬ ‫وما ّ‬
‫سبح اال حمدا‬
‫قبل بزوغ الهم وبعد المشيب‬

‫‪83‬‬
‫خيول الشوق‬

‫حروف االغتراب‬
‫ف‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫االغ�اب ي� خاليا الروح؟‬ ‫م� تتدحرج حروف‬
‫م� يرتعد فيك نبضك‬‫ت‬
‫ً‬
‫فيجري الهثا خلف أسوار الزمان وخلف حدود المكان؟‬
‫ف‬
‫فللشوق جمر تي�بــع ي� سويداء القلب‬
‫فيكبل فينا األنفاس‬
‫لنختنق بصمت مثقل بالرصاخ‬

‫‪84‬‬
‫خيول الشوق‬

‫سحب الحنين‬
‫ف‬
‫ي� لحظة ما من العمر‬
‫ف‬ ‫ي ن‬
‫الحن� تتساقط ي� نبضك‬ ‫تدرك أن سحب‬
‫لتشعله إنسانية شفافة‬
‫هذا العمر هو أرقه وأصدقه‬
‫هو أجمله وبه تكتمل روحنا‬

‫‪85‬‬
‫خيول الشوق‬

‫وما غابت‬
‫عىل أعتاب دمعة ن ز‬
‫ت� من الشوق األرعن‬
‫نشتاق زوايا تصهل فينا تريد فارسها‬
‫ذاك الذي غاب‬
‫وما غابت‬

‫‪86‬‬
‫خيول الشوق‬

‫فراشة البيت‬
‫وستعتل عرش الورد‬
‫ي‬ ‫وك�ت الطفلة‬‫ب‬
‫القل�‬ ‫ت‬
‫ال� قبل أعوام أو ربما أيام بالحساب ب ي‬
‫تلك ي‬
‫كانت تحبو عىل نبض القلب ال تعرف سواي‬
‫ك�ت مالك البيت وصارت أرق عروس‬
‫ب‬
‫وستفارق البيت الذي فيه درجت‬
‫ت‬
‫ست�ك الرسير الذي ضم فرحها وسنوات كفاحها‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ست�ك صوتها ي� جدران القلب والبيت‬
‫ف‬
‫به‬
‫عمر ي‬
‫ستحمل ي� قلبها ذكريات ٍ‬
‫فرح بها‬ ‫ت‬
‫وت�ك يل‬
‫ي‬
‫قل� أنا لفراقها‬
‫ولوعة ب ي‬

‫‪87‬‬
‫خيول الشوق‬

‫عمر المختار يراهن‬


‫يا شيخ المجاهدين‬
‫عن أي جيل تتحدث؟‬
‫يا سيدي‬
‫ما ظنك بجيل قد تخنث؟‬
‫يا شيخ الصحراء وأسدها‬
‫َ‬
‫بئس الجيل الذي راهنت عليه نحن‬
‫ف‬
‫دمك ودم كل حر بريء مستضعف ي� رقابنا مقيم‬

‫(يا وحشة الثأر لم ينهد له أحد‬


‫فاستنجد الثأر أجداثا وأكفانا)‬

‫‪88‬‬
‫خيول الشوق‬

‫سنديانة الذكريات‬
‫ي ن‬
‫الحن�‬ ‫مع بدايات‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫أسمع ي� القلب شيئا‬
‫أظنه صوت طرقات النبض‬
‫عىل سنديانة الذكريات‬

‫‪89‬‬
‫خيول الشوق‬

‫مساء صحراوي‬
‫مساء ال يحوي أنفاسك‬
‫صحراوي بامتياز‬
‫تتنفس فيه مساحات من الوحدة‬
‫ف‬
‫تتأرجح ي� غابات الشوق‬

‫‪90‬‬
‫خيول الشوق‬

‫هنا كانوا‬
‫األخ�‬
‫ي‬ ‫ح� يرحلون طعم النبض‬ ‫لألحبة ي ن‬
‫ً‬
‫تحملهم المسافات بعيدا‬
‫ً‬ ‫يز‬
‫ل�دادوا من الروح قربا‬
‫هنا كانوا‬
‫هنا أنفاسهم عالقة‬
‫دفء حضورهم مازال يمأل القلب‬
‫ف‬
‫وصخب ضحكاتهم تتأرجح ي� األذن‬
‫ف‬
‫فنجان قهوتهم ي� ذات المكان يرفض أن يغادر‬
‫عالقة فيه أطيافهم‬
‫ن‬
‫م� قواي‬
‫األخ�ة اغتالت ي‬
‫ي‬ ‫النظرة‬
‫تماسك‬
‫ي‬ ‫فخارت جدران‬

‫‪91‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أبطال األقصى‬
‫َّ ف‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫ال�د‬
‫فق� يتضور ي� ب‬
‫الت�عات لسد جوع ي‬
‫ي� مساجد هذه األرض تجمع ب‬
‫أو ليلبس ما ت‬
‫يس� عورته‬
‫ف‬
‫و� المسجد األقىص يتم جمع الحىص والحجارة لتنظيف عار أمة وهوانها‬
‫ي‬
‫ت‬
‫وليس�وا خزيــها ‪-‬إن كانت تشعر بالخزي‬

‫‪92‬‬
‫خيول الشوق‬

‫حين تشرق الروح‬


‫ن‬
‫ثا�‬
‫بعض الساعات تعد للعمر عمر ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تزيده تأنقا وتألقا‬
‫ف‬ ‫بها ش‬
‫المنا�‬
‫ي‬ ‫ع� غابات من صقيع‬
‫ت�ق الروح من صحاري امتدت ب‬
‫شام‬ ‫ي ن‬
‫ياسم�‬ ‫فتحولها لعرائش من‬
‫ي‬

‫‪93‬‬
‫خيول الشوق‬

‫بيت الحب العتيق‬


‫ترى كيف يكون اللقاء بعد شوق ي ن‬
‫دف�؟‬
‫كيف ف‬
‫نخ� رجفة اليدين‪ ،‬واللهفة تسكن النبض‬
‫ي‬
‫ت‬
‫فج عميق‪ ،‬لتشهد اختصار مسافات طوال من الهوى‬
‫وتأ� من كل ٍ‬
‫ي‬
‫َّ َ‬
‫ولتط َّوف ببيت الحب العتيق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أعواما من الكالم المبحوح‬ ‫هو الصمت أحيانا‪ ،‬يخترص‬
‫لتظل لمناسك اللقاء األول هيبتها وطهرها‬

‫‪94‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ما فعلت بك األيام يا روح؟‬


‫ث‬
‫يتبع� فيها الصخب؟‬ ‫ألم تر كيف فعلت األيام بروح‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وتساقطت الخيبات حسوما ي� زوايا القلب‪،‬‬
‫فأشعلت فيه رياح الصمت؟‬
‫ي ن‬
‫الياسم�؟‬ ‫يتب� للشوارع وقت الضىح إن خانها‬ ‫ماذا ق‬
‫ن ت‬
‫يأ� المساء‪،‬‬
‫ح� ي‬ ‫بماذا نصمت عويل النبض ي‬
‫ال� نمت بماء الحب‬ ‫ت‬
‫فنتلحف السماء دون نجماتنا ي‬
‫ي ن‬
‫السن�؟‬ ‫وتغ� لونها بفعل‬
‫ي‬
‫نتوسد الدهشة وننام‬
‫ي ن‬
‫السك�‬ ‫نتقلب عىل حد‬

‫‪95‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ُ‬
‫الشوق‬ ‫قد مسني‬
‫ُ ف‬
‫ليل أنه‬
‫وأعلن ي� غسق ي‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫مس� الشوق إليك‬ ‫ي‬ ‫قد‬
‫ف‬
‫وأنت يل ي� البعد نار‬
‫ي ن‬
‫جنت�‬ ‫ودفء‬

‫‪96‬‬
‫خيول الشوق‬

‫احضنوا األيام‬
‫يستيقظ الفجر‬
‫ف‬ ‫فينبه فينا ً‬
‫متالحقة‬
‫ٍ‬ ‫خيبات‬
‫ٍ‬ ‫بوتقة من‬
‫ٍ‬ ‫عمرا ضاع ي�‬
‫ف‬
‫ي� زحمة انصهارك لراحة اآلخرين ومروءتك ومثالياتك‬
‫يز‬ ‫ف‬
‫دهال� نبضك‬ ‫ال تنس الطفل القابع ي�‬
‫ينتظر منك الفرح فهو لن يشيخ‬
‫ُّ‬
‫وسيظل يلح عليك برصاخه المكتوم‪ ،‬إن لم تستجب له‬
‫ً‬
‫هلعا ف� ّ‬
‫كل آن وستعتاد الهم‬ ‫ي‬ ‫أعصاب تقفز‬
‫ٍ‬ ‫سيحولك إىل كومة من‬
‫نز‬
‫يست�ف طاقتك‬ ‫ال أحد يستحق أن‬
‫احضنوا األيام‬
‫ً‬
‫تمسكوا بالفرح واخطفوه خطفا من براثن الهم وقسوة الواقع‬
‫ف‬ ‫صباحكم ٌ‬
‫أنوار تنسكب ي� أرواحكم لينبت فيها الفل‬

‫‪97‬‬
‫خيول الشوق‬

‫براق األمنيات‬
‫الحب معراج الروح لروح تمتد فيك‬
‫ً‬
‫وح األمان‬
‫يزرعك ياسمينا تعطر من ي‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫أرسي إليك ذات حلم‬ ‫نبض‬
‫ٍ‬ ‫ي� لحظة ترسبلت بقوة‬
‫عىل براق األمنيات‬

‫‪98‬‬
‫خيول الشوق‬

‫حكايات المطر‬
‫قزح‬
‫ي‬ ‫قل� حكاية تبدأ من طهر‬
‫للمطر مع ب ي‬
‫وتنته بجنون يتمرد عىل المألوف‬
‫ي‬
‫ف‬
‫أنفاس‬
‫ي‬ ‫فكيف بطهرين يختبئان ي�‬
‫ن ً‬
‫وبمجنون� معا يرافقان خطوي؟‬
‫ي‬
‫شتا� ف ئ‬
‫دا�‬
‫ئ‬ ‫ف‬
‫إل ي� يوم‬
‫ي‬ ‫هو ذات الشارع يحمله ي‬
‫ً ش ً‬
‫قل� مسكينا م�دا‬ ‫يقفز إىل ب ي‬
‫ت‬ ‫ً‬
‫ال� ال تهدأ‬
‫مطرودا من ذاته إىل عاصفته ي‬
‫إىل رجفة أصابع تبحث عن لحظة سكون‬
‫ف� عالم ال يعرف ن‬
‫مع� السكون‬ ‫ي‬
‫للمطر وعود‬
‫ً‬
‫بلحظات اشد حزنا‬
‫ً‬ ‫ث‬
‫وأك� طهرا‬

‫‪99‬‬
‫خيول الشوق‬

‫دفء األحالم‬
‫ف‬ ‫ث ن‬
‫يبع� ي� المساء شظايا‪ ،‬ي� كل شظية ألف موال‬
‫ن‬ ‫ف‬
‫األما�‬
‫ي‬ ‫اك� الموال ينمو األمل برهبة تت�قب جرس‬
‫و� بر ي ن‬
‫ي‬
‫يا دفء أحالم توسدناها كلما هدأ الليل وما وسق‬
‫ّ‬
‫وتسلعت أرواحنا من خيبات خلقت من طينة الكرم‬
‫الفل؟‬
‫فيك ِ‬‫يكفيك من األفراح يك ينبت ِ‬
‫ِ‬ ‫كم‬

‫‪100‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ُ‬
‫ضعت مني؟‬ ‫أتراني‬
‫غ� عادته‬ ‫هذا الصباح عىل ي‬
‫ش‬
‫بالال�ء‬ ‫مدعوك‬
‫ي‬
‫ق‬
‫أعما� فأجدها بال موال‬
‫ي‬ ‫أفتش‬
‫ُ‬
‫خلوت من المشاعر كلها‬
‫ف‬
‫ال حزن يقيم ي� الروح وال فرح‬
‫ال صخب وال هدوء‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫ذا�‬
‫لست أنا فأنكر ي‬
‫ن‬
‫م� ألفتش عن أغنية أترنم بها هذا الصباح فال أجد‬ ‫ق‬
‫الملم ما تب� ي‬
‫م�؟‬‫ُ ن‬ ‫ن‬
‫ا� ضعت ي‬ ‫أتر ي‬

‫‪101‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ثم بدلتم تبديال‬


‫ف‬
‫ويكون ي� العمر ساعة‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫حلم راوده‬
‫فيها يب� القلب رصح ٍ‬
‫ً ف‬
‫منذ أن كان ضائعا ي� غابات البحث‬
‫ً‬ ‫ت‬
‫ح� اشتعل القلب قهرا‬
‫ٌ‬ ‫ت‬
‫الساعة ساعة‬
‫ِ‬ ‫يأ� من بعد‬
‫ثم ي‬
‫ال فيها غوث وال نحن فيها ممن يعرصون‬
‫يا أصحاب هذه الساعة‬
‫ما صدقتم ما عاهدتم الروح عليه‬
‫ثم بدلتم تبديال‬

‫‪102‬‬
‫خيول الشوق‬

‫رؤيـــــا‬
‫ب ِّ‬
‫صاح� سنواتنا العجاف‬ ‫يا‬
‫ي‬
‫ف‬
‫أفتنا ي� رؤيا ثورة النبض عىل القلب‬
‫ً‬
‫وتراجع معتقدات آمنا بها دهرا‬
‫وما كنا لنبدلها لوال أن رأينا برهان تتابع النكبات‬
‫ً‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫وحيل بيننا ي ن‬
‫ال� صارت عذابا‬ ‫األما� تلك ي‬
‫ي‬ ‫وب�‬
‫ألنها منذ األزل غذاء الروح‬
‫أفتنا ف� رؤيا الحاجة لقلب ئ‬
‫نتك عىل نبضه‬ ‫ي‬
‫وال يسقط مهما طال الدرب‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� احتياجنا إليه ونحن ي� جب الضياع‬
‫ُ‬
‫الح ّ‬ ‫ً‬
‫ب بينها‬ ‫ليكون للروح سحبا ركامية ألف‬
‫ُ ً‬
‫زنا ّ‬
‫سنابل القلب‬
‫ِ‬ ‫تساقط عىل‬ ‫لتص� م‬
‫ي‬
‫صاح� سنواتنا العجاف‬ ‫ب ّ‬ ‫يا‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ما تأويل ثورتنا النازفة ي� الوريد؟‬
‫ما تأويل رؤيانا؟‬

‫‪103‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ص ال ّتنائي‬
‫َغ َص ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ َ َ َ ُّ‬ ‫ل ُ‬
‫لع ْم ِر ع ْم ٌر كان ي ْمتد ِبك ن ْبضه‬ ‫ِ‬
‫نَ َ ُ ُ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ات ِح ي� تتوه ِبنا درو�ـبها‪،‬‬ ‫و ِللمساف ِ‬
‫َ‬
‫َ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َعل أ ْوتار َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ٌ َ ٌ َْ ُ‬
‫اب موال ي ْرشح‬ ‫الغي ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫لحن ح ِزين يع ِز‬
‫ّ ئ‬
‫نا�‬ ‫َ َ‬
‫ص الت ي‬ ‫بغص ِ‬

‫‪104‬‬
‫خيول الشوق‬

‫الحب‬
‫مساءات ّ‬
‫نتك‬ ‫ّ‬
‫الحب ئ‬ ‫عىل مساءات‬
‫بفجر جديد‬ ‫األمل‬ ‫أنفاس‬ ‫آخر‬ ‫ُ‬
‫نشعل َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ونظل نراهن عىل أن الحب يمتد فينا بالفطرة‬
‫وال يتوه‬
‫نراهن عىل أن الروح ما خانت يوما ش�يعتها‬
‫وأن السحب مازالت حبىل بالوعد‬

‫‪105‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ثوب الحنين‬
‫ي ن‬
‫الحن� لمن هم كل النبض‬ ‫ح� ث‬
‫نتع� بثوب‬ ‫ي ن‬
‫ً‬
‫يحق للروح أن ترصخ وجعا‬
‫ويحق للروح أن تعلن الحداد‬
‫عىل ذاتها‬
‫وعىل عمر ض‬
‫م�‬

‫‪106‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أبواب النسيان‬
‫ً‬
‫كلما فتحنا للنسيان بابا‬
‫تع�نا بثوب الذكريات‬ ‫ث‬

‫ابلع‬
‫كلما قلنا يا أرض القلب ي‬
‫أقلع‬
‫ي‬ ‫ويا سماء الروح‬
‫بذور‬
‫ٍ‬ ‫امتدت فينا سنديانة نبتت من‬
‫ي ن‬
‫بالحن�‬ ‫جذورها له وهج يشع‬

‫‪107‬‬
‫خيول الشوق‬

‫المساءات العشر‬
‫ع�‬‫فجر الحب له مساءات ش‬
‫ف‬
‫تبدأ من رجفة قلب ي� يوم النحر‬
‫ش‬
‫والعا� تعلن فيه احتضاراتك بمشنقة الهجر‬
‫بطلقة غدر وتضل تكابر‬
‫وترش عىل الجرح الملح وتقول نغفر‬
‫وإليهم البد نهاجر‬
‫ألجل الحب ومساءات ش‬
‫ع�‬
‫فيتمرد فيك العقل‬
‫ي ن‬
‫المسك�‬ ‫يا هذا القلب‬
‫ي ن‬ ‫ُّ‬ ‫كنت ً‬ ‫َ‬
‫اآلفل�‬ ‫تحب‬ ‫يوما‬ ‫ما‬

‫‪108‬‬
‫خيول الشوق‬

‫المنفى‬
‫ً‬ ‫ث‬
‫تتبع� فينا الحكايا صباحا‬
‫نحاول أن نلملمها لنغزل منها وشاح فرح للسنوات العجاف فال القافلة‬
‫ستمر‬
‫ال� نحن ف� ف‬
‫من� عنها‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫وال امرأة عزيز الدفء ي‬
‫ت‬
‫س�اودنا عن بردنا‬

‫‪109‬‬
‫خيول الشوق‬

‫قد تهت مني‬


‫ث ف‬
‫دم كل المتناقضات‬ ‫هذا الصباح كما عادته ن� ي� ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ال� تاهت ي� صحراء أحالمنا الطوال؟‬ ‫فكيف يمكننا استعادة نبضاتنا ي‬
‫كيف أقنع القلب أن يهدأ عن الطرق والرصاخ؟‬
‫كيف الخالص من روح تحاول الفرار من جسدي؟‬
‫م�؟‬‫ن‬ ‫ن‬
‫ألملم� وقد تهت ي‬
‫ي‬ ‫كيف‬
‫ويحل المساء ومازال القلب يحاول الفرار‬

‫‪110‬‬
‫خيول الشوق‬

‫طواف القدوم‬
‫�ء يكفن أوجاعنا إال أن يرتل األحبة سورة اللقاء‬ ‫ش‬
‫ال ي‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫ترتيال تعانقه القلوب بخشوع يغيبنا ي� ارتعاشة نبضة‬
‫ه كل الوجود‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ي� طب الهوى‬
‫َ‬
‫ع� ٍة تعيد القلب بال مشاعر‬
‫نحتاج لش ي‬
‫تعيده مغسوال بزمزم النسيان كما نسك الحج‬
‫يعيد المرء بال ذنب‬
‫ف‬
‫ي� طب الهوى‬
‫يستعد النبض لطواف الوداع‬
‫يك تتحلل الروح‬
‫ن ف‬
‫كعت� ي� محراب الوداع باتجاه كعبة الغياب‬
‫وتصل ر ي‬
‫ي‬
‫ثم نكتشف أن القلب لم ينه بعد طواف القدوم‬
‫ويح ماذا أصنع؟‬
‫ي‬

‫‪111‬‬
‫خيول الشوق‬

‫البد وأن يزهر الورد‬


‫ف‬
‫يلوذ القلب ي� حضن األحرف‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫باحثا عن رعشة من دفء ن ز‬
‫ت�وي ي� حنايا الفؤاد‬
‫تذيب الجليد ت‬
‫الم�اكم عىل عتبات األرواح‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫يز‬
‫ل�هر الورد ي� أبجدياتنا المحمومة وجعا‬
‫َ‬
‫علنا نظل رغم الجراح نقاوم‬

‫‪112‬‬
‫خيول الشوق‬

‫صمت العاجز‬
‫يصحو الفجر لينتظر وجهك‬
‫ً‬
‫وينام الحلم متوسدا أمل اللقاء‬
‫قل� وقلبك‬
‫هذه األيام أتعبت ب ي‬
‫ث‬ ‫ْ ف‬
‫تتبع� عىل جدران الروح‬ ‫وزرعت ي� البال أغنية‬
‫فنغ� بصمت العاجز‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫ي ن‬
‫بالحن�‬ ‫ثً‬
‫مبع�ا عىل وسادة مطرزة‬ ‫صمت مشتاق لمساءات نام فيها‬

‫‪113‬‬
‫خيول الشوق‬

‫لمن يصون العهد‬


‫ما دامت بعض القلوب تنبض عشقا فال تبتئس بما يفعلون‬
‫ً‬
‫احتضن القلب الذي يجري الهثا لنيل رضاك‬
‫واركن إليه‬
‫واسكب الكأس الذي يده امتدت لتغرس خنجر غدرها‬
‫ف‬
‫ي� عتمة الليل وسط الضلوع‬
‫لمن يصون العهد أهال‬
‫ثم أهال‬

‫‪114‬‬
‫خيول الشوق‬

‫دواوين العتاب‬
‫ث ف‬
‫تتبع� ي� القلب رعشة‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫تزرع� مواال‬
‫ي‬
‫ن زّ‬
‫ي� من قصائد الغياب‬
‫ترتم عىل الخدين دمعة‬
‫ي‬
‫ع� دواوين العتاب‬
‫تاهت ب‬

‫‪115‬‬
‫خيول الشوق‬

‫دمـــوع القهـــر‬
‫ت‬
‫ال� تاهت فيها خطواتنا‬ ‫ي ن‬
‫ح� تضيعنا الدروب ي‬
‫منذ أول رصخة تمرد‬
‫تبك بحرقة موجعة‬
‫يكون من حق الروح أن ي‬
‫بدمع خ‬
‫آ� القهر منذ أول سحبه الركامية‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬
‫فتيا‬ ‫ليساقط الوجع‬
‫حم خيبات طوال‬‫وتشتعل فينا ّ‬

‫‪116‬‬
‫خيول الشوق‬

‫هجـــرة الــــروح‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫للعيد ي� القلوب حكايا‬
‫ف‬
‫قل� أنا بدء نبض جديد‬ ‫و� ب ي‬
‫ي‬
‫ً‬
‫بدء مواسم للفرح للحزن أحيانا واالنتظار‬
‫ف‬
‫قل� أنا‬
‫ي� ب ي‬
‫هذا العيد أنت وعباءة أموية فوق العهد‬
‫ف‬
‫ي� البدء كان الوعد‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫و� البدء أيضا ظل الوعد‬ ‫ي‬
‫من قنديال التصوف والشعر إىل أعصاب هجرة الروح‬
‫ف‬
‫ومساء العيد بارتجافاته ي� القلب األعزل يمتد‬

‫كل عيد وأنتم للعيد خيمته‬

‫‪117‬‬
‫خيول الشوق‬

‫أرواح عــــــارية‬
‫ف‬
‫يدور العمر بنا فنستيقظ عىل خيبات مخبأة ي� حدائق الغفلة أو تحت‬
‫عرائش الوفاء‬
‫ألهذا الحد كانت قلوبنا مسكينة؟‬
‫ال�ود تحتلنا؟‬
‫ألهذا الحد مساحات ب‬
‫نعط وبسخاء؟‬
‫ي‬ ‫أكان ذنبنا أننا‬
‫تتغ� عند أول مصلحة؟‬
‫كيف يمكن للقلوب أن ي‬

‫‪118‬‬
‫خيول الشوق‬

‫بيـــت المساكيـــن‬
‫وحيل بينيهم ي ن‬
‫وب� ما يشتهون‬
‫ً‬
‫فصار الحلم كابوسا‬
‫يطارده واقع نبت من وهج صحراء‪ ،‬ترامت عىل مدى ي ن‬
‫سن� العمر‬
‫ي ن‬
‫السن�‬ ‫تلحفوا بقبضة من نار خيبات توالدت من خيبات‬
‫ت‬
‫ح� إذا ما ضجت الروح من قهر‬
‫ي ن‬
‫المساك�‬ ‫قيل لهم ادخلوا بسالم بيت‬
‫ف‬
‫فظلت الروح ساجدة ي� محراب ربــها‬
‫ح� تأذن يل‬ ‫تناجيه أن لن أبرح البيت ت‬

‫بفرج من عندك قريب‬


‫ن‬
‫اسند� إىل قلب‬
‫ي‬ ‫أو‬
‫لقل� ي ن‬
‫مع�‬ ‫هواه ب ي‬

‫‪119‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ال عــــــــــزاء‬
‫ت‬ ‫ئ‬
‫بك حد الغياب‬ ‫ا� ِ‬
‫تمتل ذر ي‬
‫حضورك‬ ‫�غ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ضجيج الحا�ين ال يل ي‬
‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ذاكر�‬
‫ي‬ ‫الندي من‬ ‫يغيب وجهك‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫ال� تشبه وجهك ي� هذا المكان‬ ‫كل الوجوه ي‬
‫ت ف‬
‫دمع� ي� يوم أنت األحق بحضوره‬ ‫ي‬ ‫تحتضن‬
‫أم الغائبــة الحاضـ ــرة‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ث‬
‫و� النبض‬ ‫تحت ال�ى ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� كل الوجوه ي� كل األصوات‬
‫مبارك حفل ولدك‬
‫ف‬
‫وال ع ـ ـزاء يل ي� غيابـ ــك‬

‫‪120‬‬
‫خيول الشوق‬

‫ً‬
‫أموية‬ ‫عباءة‬
‫ف‬
‫وحدي أظل أفتش ي� الزيتون‬
‫عن رس خ�ض ة قلبه الدائمة‬
‫ف‬
‫وحدي أفتش ي� غابات الرسو‬
‫عن رس وفائه لألرض‬
‫ً‬ ‫ي ن‬
‫الياسم� بحثا عن لحظات دفء‬ ‫أتنفس‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ز َرعت المدى عباءة أموية‬
‫وعهدا تكرس منذ أول نّ ز‬
‫ال�ف‬
‫ً‬

‫ضعف‬ ‫قهر ذات‬ ‫ن‬


‫ٍ‬ ‫عل� ذات ٍ‬‫ي‬
‫أمتشق الفجر ً‬
‫يوما‬
‫ف‬
‫وأخبئه ي� العيون‬

‫‪121‬‬
‫تم‬
‫بحمد اهلل‬
‫فهرس‬
‫السماء ‪3.......................................................................................................‬‬‫أقمار ّ‬
‫الحب في زمن املطر‪4...............................................................................................‬‬
‫أرصفة الحنين‪5......................................................................................................‬‬
‫أغاني الفرح‪6..........................................................................................................‬‬
‫أغنية النوارس ‪7.....................................................................................................‬‬
‫ّ‬
‫املتكسرة ‪8.................................................................................................‬‬ ‫األجنحة‬
‫البحث عن الذات ‪9.................................................................................................‬‬
‫البدايات ‪10............................................................................................................‬‬
‫الـ ّـدفء ‪12..............................................................................................................‬‬
‫الشوق املحموم ‪13..................................................................................................‬‬
‫العنقاء ‪14..............................................................................................................‬‬
‫الغياب ‪15..............................................................................................................‬‬
‫القطوف الدانية‪16.................................................................................................‬‬
‫املطر‪17..................................................................................................................‬‬
‫املعراج ‪18...............................................................................‬‬
‫أناديك‪19...............................................................................................................‬‬
‫جرح وملح ‪20..........................................................................................................‬‬
‫رثاء الروح‪21...........................................................................................................‬‬
‫رسالة مختصرة ‪22..................................................................................................‬‬
‫روحــاني ــات‪23..........................................................................................................‬‬
‫ريــح يوســف ‪25........................................................................................................‬‬
‫سحرالنزف ‪26........................................................................................................‬‬
‫سكون البوح ‪27......................................................................................................‬‬
‫شمــس خجولــة ‪28...................................................................................................‬‬
‫صب ــاح العي ــد‪29......................................................................................................‬‬
‫صباحات املسك ‪30.................................................................................................‬‬
‫صفحات املا�ضي‪31.................................................................................................‬‬
‫عقدة الشوق ‪32.....................................................................................................‬‬
‫َّ‬
‫عمــان ‪33................................................................................................................‬‬
‫قو افل الحنين‪34....................................................................................................‬‬
‫كومة من ثلج ‪35.....................................................................................................‬‬
‫ألي أمة ننتسب؟‪36.................................................................................................‬‬
‫مساءات الحنين‪37..................................................................................................‬‬
‫مساءات العيد‪38....................................................................................................‬‬
‫من بين األحرف ‪40...................................................................................................‬‬
‫موت أم‪41..............................................................................................................‬‬
‫ويعود العيد ‪43.......................................................................................................‬‬
‫يا قلب ‪44...............................................................................................................‬‬
‫ياسمين الفجر‪45....................................................................................................‬‬
‫األسطورة ‪46...........................................................................................................‬‬
‫فراغات الغياب ‪47..................................................................................................‬‬
‫بياع من يشتري ‪48...................................................................................................‬‬
‫غيــوم األمانــي‪49......................................................................................................‬‬
‫شالالت القهر‪50.....................................................................................................‬‬
‫كروم الفــرح ‪51........................................................................................................‬‬
‫وليخسأ القهر‪52.....................................................................................................‬‬
‫طائرالسنونو‪53......................................................................................................‬‬
‫أحالم فوق الوسائد ‪54............................................................................................‬‬
‫يا رب وقلبي‪55.........................................................................................................‬‬
‫اللقاء للوداع األخير ‪56.............................................................................................‬‬
‫إني على العهد ‪57..................................................................................................‬‬
‫رسالة للغائبين ‪58...................................................................................................‬‬
‫أبجدية الصبر‪59.....................................................................................................‬‬
‫جبل عرفات ‪60.......................................................................................................‬‬
‫أناشيد الطفولة ‪61.................................................................................................‬‬
‫دموع األنبياء ‪62......................................................................................................‬‬
‫ثملت الروح ‪63.................................................................................................‬‬ ‫حين ُ‬
‫وما بدلت تبديال‪64..................................................................................................‬‬
‫لتحب اآلفلين‪65........................................................................................‬‬‫ّ‬ ‫وما كانت‬
‫مواسم الحزن‪66.....................................................................................................‬‬
‫نواح الروح ‪67.........................................................................................................‬‬
‫ياسمين القلب ‪68...................................................................................................‬‬
‫عناق تحت املطر‪69.................................................................................................‬‬
‫يا وجع القلب ‪70.....................................................................................................‬‬
‫جناح الطائرة ‪71.....................................................................................................‬‬
‫وعلينا السالم ‪72....................................................................................................‬‬
‫دموع الروح ‪73........................................................................................................‬‬
‫أقدارنا‪74...............................................................................................................‬‬
‫زخة من فرح ‪75.......................................................................................................‬‬
‫حروف االغتراب ‪76..................................................................................................‬‬
‫سحب الحنين‪77.....................................................................................................‬‬
‫وما غابت ‪78..........................................................................................................‬‬
‫فراشة البيت‪79......................................................................................................‬‬
‫عمراملختاريراهن ‪80.............................................................................................‬‬
‫سنديانة الذكريات ‪81..............................................................................................‬‬
‫مساء صحراوي ‪82...................................................................................................‬‬
‫هنا كانوا ‪83............................................................................................................‬‬
‫أبطال األق�صى ‪84...................................................................................................‬‬
‫حين تشرق الروح ‪85................................................................................................‬‬
‫بيت الحب العتيق‪86...............................................................................................‬‬
‫األيام يا روح؟ ‪87...................................................................................‬‬
‫ما فعلت بك ُ‬
‫قد مسني الشوق ‪88................................................................................................‬‬
‫احضنوا األيام ‪89....................................................................................................‬‬
‫براق األمنيات ‪90....................................................................................................‬‬
‫حكايات املطر ‪91...................................................................................................‬‬
‫األحالم‪92.......................................................................................................‬‬
‫ُ‬ ‫دفء‬
‫أتراني ضعت مني؟‪93..............................................................................................‬‬
‫ثم بدلتم تبديال ‪94..................................................................................................‬‬
‫‪95..................................................................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫َرؤيـ ــا‬
‫ص التنائي ‪96..................................................................................................‬‬ ‫ص‬ ‫غ َ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحب ‪97...................................................................................................‬‬ ‫مساءات‬
‫ثوب الحنين‪98........................................................................................................‬‬
‫أبواب النسيان ‪99..................................................................................................‬‬
‫املساءات العشر‪100................................................................................................‬‬
‫املنفى ‪101.............................................................................................................‬‬
‫قد تهت مني ‪102.....................................................................................................‬‬
‫طواف القدوم‪103.................................................................................................‬‬
‫البد وأن يزهرالورد‪104............................................................................................‬‬
‫صمت العاجز‪105..................................................................................................‬‬
‫ملن يصون العهد ‪106..............................................................................................‬‬
‫سجدة قلب ‪107....................................................................................................‬‬
‫دواوين العتاب‪108..................................................................................................‬‬
‫دم ــوع القه ــر‪109....................................................................................................‬‬
‫هج ــرة ال ــروح ‪110....................................................................................................‬‬
‫أرواح ع ـ ــارية‪111.....................................................................................................‬‬
‫بي ــت املساكي ــن ‪112.................................................................................................‬‬
‫‪113..........................................................................................................‬‬
‫ال ع ـ ـ ــزاء ً‬
‫عباءة أموية ‪114......................................................................................................‬‬
‫صمـ ــت وغي ـ ــاب ‪115..............................................................................................‬‬
‫سحب ركاميــة ‪116...................................................................................................‬‬
‫عويل النبض ‪117...................................................................................................‬‬
‫جــدائ ــل الف ــرح ‪118..................................................................................................‬‬
‫قلب عاشق ‪119......................................................................................................‬‬
‫ُويم ـ ــرالع َّم ــر‪120.....................................................................................................‬‬
‫خ ُيـو ُل الشـ ْـو ِق ‪121..................................................................................................‬‬
‫خيول الشوق‬
‫خواطر‬
‫تهاني القواسمة‬

‫رقم اإليـــــداع‬
‫‪2022/7722‬‬
‫الرتقيم الدويل‬

‫‪978-977-6975-42-2‬‬

You might also like