You are on page 1of 190

‫صانِع امل َ َرا َيا‬

‫َ‬
‫‪97‬‬
‫مجان ًا مع العدد (‪ )140‬من مج َّلة «الدوحة» ‪ -‬يونيو ‪2019 -‬‬
‫ُي َوزَّع ّ‬

‫عنوان الكتاب‪ :‬خوان مانويل روكا‪َ ..‬صانِ ُع ا َ‬


‫مل َرا َيا (مختارات شعر ّية)‬
‫ترجمة‪ :‬خالد الريسوين‬

‫النارش‪ :‬وزارة الثّقافة والرياضة ‪ -‬دولة قطر‬


‫رقم اإليداع بدار الكتب القطرية‪:‬‬
‫الرتقيم الدويل (ردمك)‪:‬‬

‫الفنّي ‪ -‬مج َّلة الدوحة‬


‫اإلخراج والتصميم‪ :‬القسم َ‬
‫صورة الغالف‪ :‬صورة فوتوغرافية لخوان مانويل روكا‬

‫هذا الكتاب‪:‬‬
‫عب عن آراء مؤ ِّلفه‪ ،‬وال ُي ِّ‬
‫عب ‪-‬بالرضورة‪ -‬عن رأي وزارة الثّقافة والرياضة أو مج َّلة الدوحة‬ ‫ُي ِّ‬
‫خوان مانويل روكا‬

‫المرا َيا‬
‫ِع َ‬‫صان ُ‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫مختارات شعر ّية‬

‫ترجمة‪:‬‬
‫خالد الريسوني‬
‫تقديم‬

‫للشـعر لُغتـه امل ُتفـ ِّردة‪ ،‬لُغـ ٌة تسـكن سـحر الصـورة التـي تختـص‬
‫الخاصـة‪ ،‬وهـو مـا ينتـج لنا‬
‫ّ‬ ‫باسـتعارة الواقـع وفـق قواعـد القـول الشـعري‬
‫عاملاً مليئاً بالتخ ُّيالت التي تقول األشـياء والعامل واإلنسـان بشـكل يوازيها‬
‫يف الواقـع الفعلي اليومـي املـريئ واملحسـوس‪ ،‬ألن للّغـة الشـعريّة‬
‫حميميتهـا املدهشـة التـي تبنـي عاملهـا الذهنـي مـن سـحر االسـتعارة‬
‫التـي ال تسـتوعب إلّ بإقامـة جسـور للتأويلات‪ ،‬الشـعر يدخلنـا متاهـ ًة‬
‫برزخيـة بين الوعـي والالوعـي‪ ،‬فكلامتـه وعواملـه الرسيّـة تشـيد بنايـات‬
‫خف ّيـة تتأسـس على الحلـم والحـدس والقلـق والذكـرى واألمكنـة والظالل‬
‫واألفعـال والصـور‪ ،‬وهـو مـا يخلـق لـدى القـارئ اندهاشـاً بالكلمات التـي‬
‫تتخـذ معنـى آخـر أكثر خصبـاً‪ ،‬وأكرث عمقـاً‪ ،‬وأكثر إرشاقاً‪ ،‬يقول غاسـتون‬
‫باشلار‪« :‬الشـعر أحـد مصائـر الكلمـة عنـد تشـذيب التملُّـك للوعـي باللّغة‬
‫ـك يف أن الشـاعر الكولومبـي خـوان‬ ‫على مسـتوى القصيـدة»‪ .‬ومـا مـن شَ ٍّ‬
‫مانويـل روكا يُ َعـ ُّد سـاحر اللّغـة بامتيـاز‪ ،‬فتأمـل قصائـده يكشـف عن عمق‬
‫متلكـه للوعـي باللّغـة وسـحرها حين يحولهـا إىل قصائد حميمـة املعاين‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫شـفيفة القول‪ ،‬سـاحرة ألرواح قارئيها ومدهشـة لهم بصورها واسـتعاراتها‬
‫ٍ‬
‫مختلف‪ ،‬شـكلٍ يتجاو ُز‬ ‫القلقـة التـي تتهـم يقينهـم وتدعوهم للتأمل بشـكلٍ‬
‫التأويلات الجاهـزة واملعطـاة سـلفاً للواقـع اليومـي‪ ،‬إنـه يفتـح لنـا بوابـة‬
‫التخييـل ليقـدم لنـا صـورة أخـرى عـن الواقـع‪ ،‬صـورة تسـمو وتتعـاىل عـن‬
‫كل مـا هـو تبسـيطي فيـه‪ ،‬ألن الواقـع معقَّـد ويسـتوجب إعمال التخييـل‬ ‫ّ‬
‫ملالمسـة تفاصيله الحارقة‪ ،‬والشـعر ال يكون شـعرا ً إلّ بقراءة املسـتغلق‬
‫ومحـاوالت الكشـف واملكاشـفة التـي تفتحـه على معـانٍ أخـرى جديـدة ال‬
‫تسـكن يف املهيمـن والقريـب‪ ،‬بـل تتجـاوزه إىل املمكـن والبعيـد‪ ...‬علماً‬
‫بـأن خـوان مانويـل روكا شـاع ٌر إنسـاين العمـق‪ ،‬ملتـزم بقضايـا اإلنسـان‪،‬‬
‫عفـوي وحميمـي يف تعبيره عـن القضايـا التـي يؤمـن بهـا ويدافـع عنهـا‪،‬‬
‫لكنـه ال يتنـازل أبـدا ً عـن رشط األدبيـة يف التزامـه املبـديئ‪ ،‬بـل هـو يسـكن‬
‫يف منفـى اللّغـة يقيـم يف تخومهـا القصـوى‪ ،‬ويصـوغ قصيدتـه الشـعريّة‬
‫اإلنسـانية مـن كيميـاء الصمـت وظلال الزمـن‪ ،‬حيـث تتداخـل الذاكـرة‬
‫بالنسـيان‪ ،‬والواقعـي بالذايت‪ ،‬والفـردي بالجامعي‪ ،‬والحميمـي بالتاريخي‪،‬‬
‫واملقـروء باملعيـش‪ ،‬والجاميل بالشـخيص يف هذه الكيميـاء التي ال تقيم‬
‫حـدودا ً بين هـذا وذاك‪ ...‬تقـول لوسـيا إسترادا ً‪:‬‬
‫«إن تجربـة خـوان مانويـل روكا‪ ،‬وهـي تقتحـم حـدود الذاكـرة‪ ،‬تسـتم ُّر‬
‫حـ َّد صريورتهـا اسـتعارة بسـبب التعقيد‬‫يف دميومـة الشـهادة االسـتعارية َ‬
‫ح عميـقٍ مـن املعرفـة مبحيطهـا‪،‬‬ ‫الـذي تشـتمل عليـه‪ ،‬يشـكلها يف ملمـ ٍ‬
‫حـ َّد التحـ ُّول إىل تجسـيد‬
‫والـذي عنـد تقاسـمه يف داللـة القـراءة يصـل َ‬
‫لشـعره‪ ،‬وحسـب غاسـتون باشلار‪ :‬يصير «الشـاعر متحدِّثـاً يف عتبـة‬
‫الوجـود»‪ ،‬وهـو هنـا الشـاعر خـوان مانويـل روكا‪ ،‬مقيماً يف تلـك العتبـة‬
‫الفردويس‬
‫َّ‬ ‫امل ُسماة لغـة‪ ،‬أو باألحـرى مقيماً يف «الشـعر باعتباره الشرط‬
‫للّغـة» حسـب بـول فاليري‪ ...‬إن خـوان مانويـل روكا‪ ،‬وانسـجاماً مـع ذاتـه‬
‫كل مـا يثيره ويسـتهويه‬ ‫والتزامـه األخالقـي والسـيايس واألديب‪ ،‬ومـع ّ‬
‫أيضـاً‪ ،‬يشـيِّد عالقـة حميميـة وعفوية مـع العامل واألشـياء واإلنسـان‪ ،‬لكن‬
‫عفويتـه الشـعريّة تبعـده مبسـافة كافيـة تجعلـه ينزاح عـن الواقع نسـبياً‪،‬‬
‫وبالتـايل مـع مختلـف آثـاره املبـارشة ليحقـق توازنـاً خالقـاً بين اللّغـة‬

‫‪6‬‬
‫والحيـاة‪ ،‬أو مـا ميكـن أن نسـميه الحيـاة داخل األدب يف محاولة لتأسـيس‬
‫حـوار بين الجمايل واليومـي‪ ،‬بين الشـعري والشـخيص‪ ،‬وتلعـب الذاكرة‬
‫دورا ً أساسـياً يف إعـادة صياغـة اليومـي والواقعـي وترتيبـه مـن جديـد يف‬
‫كلمات تحقـق للصـورة التخييليـة أعلى درجـات الشـفافية والعمـق‪ ،‬إن‬ ‫ٍ‬
‫«الذاكـرة هـي املـكا ُن الوحيـد الـذي ال ميكـن أن يكـون لنـا منفـى»‪ ،‬حسـب‬
‫تعبير ريشتر‪ ،‬ولذلـك نجـد يف قصائـد روكا تأملات عميقـة بصـدد العامل‬
‫مبختلـف متظهراتـه‪ :‬التوحـد والخلـوة‪ ،‬األحلام والكوابيـس‪ ،‬الالطأمنينـة‬
‫والحيرة والريبـة والنسـيان والقلـق الوجـودي والحـب والسـكينة والتاليش‬
‫والرحيـل والحـرب…‬
‫فقـراءة شـعر خـوان مانويـل روكا تنقلنا إىل توتر الكلمات والصور وهي‬
‫تسـتقر يف الذاكرة وتسـكنها‪ ،‬وتروي ظأم الشـعر إىل نبع متدفق بالرسـائل‬
‫والخطابـات واألغـاين واملونولوجـات‪ ،‬وفضـاءات تتحـ َّول إىل متاحـف‬
‫للغيـاب وللمنـايف وللهويَّـات املمنوعـة واملصـادرة‪ ،‬وتغـدو االسـتعارة‬
‫ـس‬
‫تتحس ُ‬
‫َّ‬ ‫رسبـاال لكلامتـه املنفلتـة ومرايـا ألعماق أرواح وذوات إنسـانية‬ ‫ْ‬
‫العـامل واألشـياء‪ ،‬وتتـأمل لفظاعاتهـا امل ُتكـررة وامل ُتأبـدة‪.‬‬
‫لكـن خـوان مانويـل روكا هـو أيضـاً شـاعر امليتـا شـعري بامتيـاز‪ ،‬فهـو‬
‫أسـايس للشـعريّة والشـعراء يف مسـارات بنائهـم للقصيـدة‪ ،‬إذ‬‫ٌّ‬ ‫ُمحـا ٍو ٌر‬
‫يحمـل يف دواخلـه روح الناقـد العـارف بالشـعر وتجـارب الشـعراء الذيـن‬
‫رسـخوا الحداثـة الشـعريّة يف العـامل‪ ،‬مثـل لوتريامـون ورامبـو وباييخـو‬
‫وتـراكل وبوريـس فيـون وشـارل سـيميك وبـول سـيالن‪ ...‬وغريهـم‪ ،‬كما‬
‫يحيلنـا على أمهـات كتـب اإلبـداع اإلنسـاين بعمـق ثقافـوي عـارف مثلما‬
‫يحـدث مـع «اإللياذة» و«األوديسـة» من التراث اإلغريقـي‪ ،‬أو عىل «امللك‬
‫لير»‪ ،‬وغريهـا مـن أعمال شكسـبري مـن التراث اإلنجليـزي‪ ،‬أو على «ألـف‬
‫يب‪.‬‬
‫ليلـة وليلـة» مـن التراث العـر ّ‬
‫يقـول الشـاعر التشـييل غونثالو روخاس يف كلمـة تقديم ألعامل خوان‬
‫مانويـل روكا املعنونـة بــ‪« :‬أبجديـة الطريـق»‪ ،‬جماع األعمال الشـعرية‬
‫(‪:)2014-1973‬‬

‫‪7‬‬
‫«قـد أكـون قرأتُ العديد مـن املُتَعلِّمني الذين ال يقولـون لك أي يش ٍء‪،‬‬
‫والذيـن ال يضعونـك يف لحظـة إرشاقٍ ‪ ،‬وال يفتنونـك‪ ،‬بالالحذق يف عملهم‪.‬‬
‫وليـس هـذا شـأن روكا‪ ،‬الـذي يعـرف معنـى القـول‪ .‬أن يقـول األرض‪ ،‬أن‬
‫يقـول الزمـن‪ ،‬أن يقـول العـامل‪ .‬أقرأُ وأعي ُد قـراءة هـذه األوراق وأصغي إىل‬
‫ال ُهـ َّو ِة السـحيق ِة فيهـا‪ ،‬امل ُخاطـرةُ‪ ،‬ذاك الالأحـد الـذي لطاملـا جعلـه يرت َُّج‬
‫ط يف توظي ِفـ ِه‬
‫م اإلفـرا ُ‬
‫يليـق أن يتـ َّ‬
‫ُ‬ ‫ن ال‬
‫ينخطـف‪ ،‬ألنَّـه إن كان مث َّـة َمـ ْ‬
‫ُ‬ ‫ولربـا‬
‫َّ‬
‫ومنـذ األوديسـة‪ ،‬فـذاك هـو هـذا الالأحـد‪ ،‬منـذ هوميروس وحتـى جويـس‬
‫ومنـذ ذلـك الحين إىل اآلن‪ ،‬ممتطيـاً صهوة حصانه متلبسـاً الأحـدَهُ هنالك‬
‫يصـل إىل عنـان النجوم»‪.‬‬‫ُ‬ ‫ميضي ويـأيت خـوان مانويل وأسـمع الصهيـل‬
‫يشير مانويـل بـوراس النـارش اإلسـباين لخـوان مانويـل روكا إىل أن‬
‫«شـعره ميكـن أن يعتبر بحـق تأملاً واسـعاً بصـدد الح ّريّـة مـن خلال‬
‫الخيـال»‪ .‬وقـد كتـب الـروايئ الكولومبـي أوسـكار كواثوس‪« :‬لقـد رأيت غري‬
‫مـا مـ ّرة يف دهشـة الشـباب الذيـن يحملـون بين أيديهـم كتابـاً لـروكا‪ ،‬كما‬
‫قـرأت مقتطفـات مـن قصائـده وقـد كتبـت عىل جـدران بنايـات عامـة‪ ،‬وقد‬
‫عاينـت لحسـن الحـظ التواصـل الـذي أنشـأه الشـاعر مـع جمهـوره‪ .‬مث ّـة‬
‫يشء سـاحر داخـل شـعره‪ ،‬إنهـا حساسـية جيـل»‪ ...‬وقـد أشـارت لجنـة‬
‫تحكيـم جائـزة «كاسـا دي الس أمرييـكاس» أي جائـزة دار األمريكتين‪،‬‬
‫وهـي تتـوج أحـد أعمال خـوان مانويـل روكا عـام ‪ 2009‬وكانـت متك ِّونـة من‬
‫(جيوكونـدا بيـي‪ ،‬خوليـا إسـكوبار‪ ،‬لويس غارسـيا مونتيرو‪ ،‬أندريس برييث‬
‫روكا‪ ،‬بنخامين بـرادوس وآنـا ماريـا رودريغيـث أريـاس)‪ ،‬إىل قدرته عىل‬ ‫بي ُّ‬
‫تطويـع الجوانـب الشـكلية‪ ،‬وتنويعه البنايئ للقصيدة يف أشـكال من البناء‬
‫كل عمل من أعامله الشـعريّة‪ .‬كام امتدحوا قدرته‬ ‫املتامسـك واملتني يف ّ‬
‫على متثُّـل الواقـع شـعريّاً‪ ...‬ويف العديـد مـن املقابلات‪ ،‬اعترف خـوان‬
‫مانويـل روكا بتقاليـد الكتابـة األمريكية‪-‬الالتينيـة ممثلـة بسـيزار باييخـو‬
‫وخـوان رولفـو‪ ،‬وهـو أيضـاً مـن الشـعراء الذين يعكسـون التمثـل للنموذج‬
‫الشـعري املنبثـق عـن الرومانسـية األملانيـة‪ ،‬والتـي سـيتم استكشـافها‬
‫الحقـاً مـن قبـل الرسياليين الفرنسـيني‪ ،‬بقيـادة لوتريامـون ورامبـو‪ .‬وفيام‬
‫يتعلَّـق بالشـعر الكولومبـي‪ ،‬فإنـه يجـد نفسـه ممثلاً يف العمـل الشـعري‬

‫‪8‬‬
‫لخوسـيه أسونسـيون سـيلفا‪ ،‬وأوريليو أرتـورو‪ ،‬ولويس بيداليـس (الذي هو‬
‫خالـه)‪ ،‬وكارلـوس أوبريغـون‪ ،‬وهيكتـور روخـاس هرياثـو وفرنانـدو شـاري‬
‫الرا‪ .‬ويصنـف ال ُنقَّـاد خـوان مانويـل روكا ضمـن مـا أطلـق عليـه «الجيـل‬
‫اليائـس أو جيـل الخيبـة» (وهـو يتكـ َّون مـن جامعـة متن ِّوعـة مـن الشـعراء‬
‫الذيـن ولـدوا يف األربعينيات‪ ،‬ونرشوا أعاملهم األوىل يف السـبعينيات من‬
‫القـرن العرشيـن‪ ،‬دون تصـ ُّور جاميل مشترك)‪ ،‬وضمن هذا الجيـل نتع َّرف‬
‫عىل أسماء شـعراء مثـل ماريا مرسـيدس كارانثا‪ ،‬داريـو خارام ُّيو أغوديلو‪،‬‬
‫خاميـي غارسـيا مافلا‪ ،‬خوسـيه مانويـل أرانغـو ضمـن أسماء أخـرى‪...‬‬
‫ولـد خـوان مانويـل روكا يف ميديين سـنة ‪ .1946‬أمضى طفولتـه يف‬
‫املكسـيك وفيما بعـد يف باريس‪ .‬وخالل الفرتة ما بين ‪ 1988‬و‪ ،1999‬عمل‬
‫كمنسـق ملجلّـة الدومينيـكال لصحيفـة‪« :‬إسـبكتادور»‪ ،‬وهـي ملحـق ثقايف‬
‫سـاهم عمليـاً يف تكويـن جيـل مـن ال ُكتَّـاب والشـعراء‪ ،‬حيـث نشر عـددا ً‬
‫كبيرا ً مـن القصائد واملتابعات النقديّة والدراسـات عن الشـعراء الحديثني‬
‫ؤسسـاً باالشتراك مـع آخريـن ملجلّـة «كاليب‬ ‫وامل ِ‬
‫ُعاصيـن‪ .‬وكان أيضـاً ُم ِّ‬
‫دي سـول»‪ ،‬والصحيفـة الثّقافيّـة «ال سـاغرادا إسـكريتورا»‪ .‬وباإلضافـة إىل‬
‫ذلـك‪ ،‬قـام منـذ عـام ‪ 1986‬بتنظيـم ورشـات عشـق الشـعر ببوغوتـا يف بيت‬
‫سـيلفا للشـعر‪ .‬ويف عـام ‪ 1993‬حصـل على جائزة سـيمون بوليفـار الوطن ّية‬
‫للصحافـة ومنحتـه جامعة الفايي الدكتوراه الرشفية يف اآلداب سـنة ‪.1997‬‬
‫وقـد شـارك كمحكـم يف العديد من الجوائـز األدبية الوطن ّيـة والدول ّية‪ ،‬كام‬
‫القصـة من جامعة‬ ‫ّ‬ ‫نـال عـن كتابـه‪« :‬األوبئة الرسيـة وقصص أخـرى» جائزة‬
‫أنتيوكيـا‪ ،‬وكتـب روكا عملاً روائيـاً وحيـدا ً بعنـوان «تلـك العـادة اللعينـة‬
‫للمـوت» نُشرت سـنة ‪ .2003‬وهـو أحـد الشـعراء املقروئين بشـكل واسـع‬
‫يف كولومبيـا‪ ،‬بـل ويف إسـبانيا وأميركا الالتينيـة‪ ...‬تُرجمـت أعاملـه إىل‬
‫الفرنسـية والسـويدية واألملانيـة‪ ،‬واإلنجليزيـة‪ ،‬والهولنديـة واإليطاليـة‪...‬‬
‫يف مجـال الشـعر نشر عـدة دواوين شـعريّة‪ :‬ذاكرة املـاء (‪ ،)1973‬قمر‬
‫العميـان (‪ ،)1976‬نـال الجائـزة الوطن ّيـة للشـعر جامعة أنتيوكيـا‪ ،‬اللصوص‬
‫الليليـون (‪ ،)1977‬رسـائل مـن الحلـم (‪ - )1978‬مـع داريـو بييغـاس‪ ،‬عالمـة‬

‫‪9‬‬
‫ال ِغربـان (‪ ،)1979‬كتـاب الفروسـية (‪ - )1979‬مـع أوغوسـتو رينـدون‪ ،‬كتـاب‬
‫ي (‪،)1987‬‬ ‫الحكايـات امللكي (‪ ،)1980‬مختـارات شـعريّة (‪ ،)1983‬بلـ ٌد رس ٌّ‬
‫مواطـن الليـل (‪ ،)1989‬قمـر مـن العميـان (‪ – )1990‬مختـارات شـعريّة‪،‬‬
‫نورس مع الشـيطان (‪ ،)1990‬مونولوجاتٌ (‪ ،)1994‬ذاكرة اللقاءات (‪،)1995‬‬ ‫ٌ‬
‫صيدليـة امللاك (‪ ،)1995‬مسـامرة الغائبين (‪ ،)1998‬مـكان التجليـات‬
‫(‪ ،)2000‬الجنـازات الخمـس لبيسـوا (‪ – )2001‬مختـارات شـعريّة‪ِ ،‬‬
‫شـجا ُر‬
‫الحـامل (‪ ،)2002‬مسرح الظلال مـع سـيزار باييخـو (‪ ،)2002‬كمنجـة ألجل‬
‫شـاغال (‪ ،)2003‬فرضيـة ال أحـد (‪ ،)2005‬غنـا ُء النـاي (‪ )2005‬مختـارات‬
‫ُحاص وقصائـد أخرى (‪ ،)2006‬عـازف البيانو بلد املياه‬‫َُ‬ ‫ُ‬
‫امللاك امل‬ ‫شـعريّة‪،‬‬
‫‪ -‬مـع باتريثيـا دوران‪ ،‬ثالثيـة كومـاال‪ -‬مـع أنطونيـو سـاموديو‪ ،‬عـن روزنامـة‬
‫السيرك ‪ -‬مـع فابيـان رينـدون‪ ،‬وصايـا (‪ ،)2008‬الكتـاب امل ُقـدَّس للفقـراء‬
‫(‪ ،)2009‬جـواز سـفر عديـم الوطـن (‪ ،)2012‬الوجـوه الثالثـة للقمـر (‪.)2013‬‬
‫وقـد حصـل على العديـد مـن الجوائـز والتمييـزات الفخريّـة مـن بينهـا‪:‬‬
‫‪ -‬جائزة إدواردو كوت الموس الوطنيّة للشعر (‪)1975‬‬
‫‪ -‬جائزة الشعر الوطن ّية بجامعة أنتيوكيا (‪)1979‬‬
‫‪ -‬جائـزة أفضـل كاتـب للمتابعـات النقديّـة عـن الكتـب مـن املكتـب‬
‫الكولومبـي للكتـاب (‪)1992‬‬
‫‪ -‬جائزة سيمون بوليفار الوطن ّية للصحافة (‪)1993‬‬
‫القصة القصرية الوطنيّة جامعة أنتيوكيا (‪)2000‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬جائزة‬
‫‪ -‬جائزة الوطن ّية للشعر عن وزارة الثّقافة (‪)2004‬‬
‫‪ -‬جائـزة دار األمريكتين‪« :‬كاسـا دي الس أمرييـكاس» للشـعر خوسـيه‬
‫ليثامـا ليما ‪ ،2007‬بكوبـا‪ ،‬عـن ديوانـه «غنـاء النـاي»‪ .‬مختـارات شـعريّة‪.‬‬
‫‪ -‬جائـزة دار أميركا للشـعر األميريك ‪ ،2009‬بإسـبانيا‪ ،‬عـن ديوانـه‬
‫الشـعري‪« :‬ال ِكتـاب امل ُقـدَّس للفقـراء»‪.‬‬
‫‪ -‬الدكتوراه الفخرية من الجامعة الوطنيّة لكولومبيا سنة ‪.2014‬‬

‫‪10‬‬
‫القصائد‬

‫‪11‬‬
‫رِسالةٌ بِا ِّت َجا ِه ب ِ‬
‫ِالد الغَ ال‬

‫العذب ُة‬
‫َ‬ ‫الس ِّي َد ُة‬ ‫تسأ ِلي َنني ِ‬
‫أنت َّأي ُتها َّ‬ ‫ْ‬
‫الب ْحر‪.‬‬ ‫الجانِ ِ‬
‫ب ِم َن َ‬ ‫ام َعىل َهذَ ا َ‬ ‫هذ ِه َّ‬
‫األي ِ‬ ‫أرى ِف ِ‬
‫َماذا َ‬
‫شوارع َه ِذ ِه البِال ِد‬
‫ُ‬ ‫َت ْسك ُنني‬
‫بالنسبة ِ‬
‫لك َم ْج ُهو َلةٌ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِه َي‬
‫ث ال َّت َن ُّز ُه‬ ‫َه ِذ ِه َّ‬
‫الش َوار ُِع َح ْي ُ‬
‫الح ْزنِ ‪،‬‬
‫ب ُ‬ ‫َسفَ ٌر طَ وِيلٌ َع ْ َ‬
‫الض ِ‬
‫وء‬ ‫ُض ِل َت ْن ِظ ِ‬
‫يف َّ‬ ‫ث امل ِ ُّ‬
‫وح ْي ُ‬
‫َ‬
‫واله ْم َه َم ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ات َ‬ ‫ِالض َم َد ِ‬
‫للع ُيونِ ب ّ‬ ‫ام ِت ٌ‬
‫الء ُ‬ ‫ْ‬

‫‪13‬‬
‫تسأ ِلي َن ِني‬
‫ْ‬
‫الب ْحرِ‪.‬‬ ‫الجانِ ِ‬
‫ب ِم َن َ‬ ‫ام َع َل َهذَ ا َ‬ ‫اه َه ِذ ِه َّ‬
‫األي َ‬ ‫َما ال َِّذي َ‬
‫أر ُ‬
‫الج َس ِد‪،‬‬
‫وس ِف َ‬
‫َد ُّب ٌ‬
‫الع ْق ِل َّي ِة‬
‫اض َ‬‫األم َر ِ‬
‫َض ْو ُء ُم ْس َت ْشفَ ى ْ‬
‫صلُ َها ِدئ ًا ِل َي ْج َعلَ‬
‫َي ِ‬

‫األع َم َق َفا ِتراً‪،‬‬


‫الج ْر َح ْ‬
‫ُ‬
‫مي ِة الل َّْونِ ‪.‬‬
‫ام َع ِد َ‬
‫مل َت َول َِّد َع ْن َح ْش ِد َّأي ٍ‬
‫الج ْر َح ا ُ‬
‫ُ‬

‫س؟‬
‫الش ْم ُ‬
‫َو َّ‬

‫ص ُه ذَ ِل َك ُ‬
‫الج ْر ُح‪،‬‬ ‫ام َت َّ‬ ‫ار ق َِد ٌ‬
‫يم ْ‬ ‫س َعقَ ٌ‬
‫الش ْم ُ‬
‫َّ‬
‫العذْ َب ُة‪،‬‬
‫الس ِّي َد ُة َ‬
‫ني َّأي ُت َها َّ‬ ‫َفأنْ ِ‬
‫ت َت ْعل َِم َ‬
‫اح‪.‬‬ ‫أن َه ِذ ِه الب َ‬
‫ِالد َف ْو َض ِم ْن َش َوار َِع َو ِج َر ٍ‬ ‫َّ‬

‫‪14‬‬
‫أُطْ ِل ُع ِك َع َل ذَ ِل َك‪:‬‬
‫احةٌ‬
‫َخالت َص َّد َ‬
‫ٌ‬ ‫وج ُد ن‬
‫ُه َنا ُت َ‬
‫ل ِك ْن َّ‬
‫مثةَ أيْض ًا ر َِجالٌ ُم َعذَّ ُب َ‬
‫ون‪.‬‬

‫ُه َنا َس َم َو ٌ‬
‫ات َعار َِيةٌ ُمطْ لَقاً‪.‬‬
‫اس ِة آل َِة ِسي ْن ِج َر‬
‫ات َع َل َد َّو َ‬ ‫قوس ٌ‬
‫اء ُم َ‬ ‫َونِ َس ٌ‬
‫َجنون َِة‬ ‫بد َعسا ِته َّ‬
‫ِن امل ْ‬ ‫أن َي ِ‬
‫صل َْن َ‬ ‫ِإمكَ انِه َّ‬
‫ِن ْ‬ ‫ان ب ْ‬
‫كَ َ‬
‫ور ُدو‪،‬‬
‫ح َّتى َج َابا َو ُب ْ‬
‫رية ِف بِال ِد َ‬
‫الغالِ ‪،‬‬ ‫الص ِغ َ‬ ‫يبال َوق َْر َي ِ‬
‫تك َّ‬ ‫َح َّتى ال ِّن َ‬
‫ان َعزِي ُز ِك ِديالن طُ َ‬
‫وماس‬ ‫ث ل َُر َّبا كَ َ‬
‫َح ْي ُ‬
‫ش ُب الظِّ اللَ ‪.‬‬
‫َي ْ َ‬

‫اء َه ِذ ِه البِال ِد قَا ِد َر ٌ‬


‫ات‬ ‫نِ َس ُ‬
‫يح‬ ‫زر ِل ِّ‬
‫لر ِ‬ ‫َع َل َرتْقِ ٍّ‬
‫اس ِه َز َّي َعاز ِِف ْ‬
‫األر ُغنِ ‪.‬‬ ‫َوإل َْب ِ‬

‫ات َع َل َح ٍّد َس َواء‪،‬‬


‫الس ْح َلب َِّي ُ‬
‫ب َو َّ‬
‫الغ َض ُ‬
‫ُه َنا َي ْن ُمو َ‬
‫ِالد‬ ‫ِني ِف َ‬
‫يم تَكُ و ُن ُه ب ٌ‬ ‫ت ال َت ْش َت ِبه َ‬ ‫أنْ ِ‬
‫وظ‬‫يم َم ْح ُف ٍ‬‫ِم ْثلَ َح َي َوانٍ ق َِد ٍ‬
‫ْث َت َن ُّوع ًا ِم َن ّ‬
‫الش ِ‬
‫اب‬ ‫األشكَ الِ األك َ ِ‬
‫ِف ْ‬
‫ش‬
‫الع ْي ُ‬ ‫ِني ِف َ‬
‫يم َيكُ و ُن ُه َ‬ ‫أنْ ِ‬
‫ت ال َت ْش َت ِبه َ‬
‫س َوامل َْو َت والفَ َض ِ‬
‫الت‪.‬‬ ‫األم ِ‬
‫ي أق َْم ِر ْ‬
‫َب ْ َ‬

‫‪15‬‬
‫الريح‬ ‫ِسالةٌ ِف ُص ْن ُدوقِ َبر ِ‬
‫ِيد ِّ‬ ‫ر َ‬

‫أوج ُه َها‪،‬‬ ‫أعر َِف َ‬


‫إل َم ْن ِّ‬ ‫أن ْ‬
‫ون ْ‬
‫ُد َ‬
‫ث َه ِذ ِه ِّ‬
‫الر َسا َلةَ‬ ‫أبْ َع ُ‬
‫يح‪.‬‬
‫الر ِ‬ ‫ت يف ُص ْن ُدوقِ َبر ِ‬
‫ِيد ِّ‬ ‫ا َّل ِتي ُو ِض َع ْ‬
‫ر َِجالٌ ُم ْع ِت ُم َ‬
‫ون‬
‫اب‬ ‫ام َب ِ‬
‫أم َ‬
‫ُون َ‬
‫َيطُ وف َ‬
‫تضخ َم ٍة‬
‫ف ُم ِّ‬ ‫ب َع ِ‬
‫اط َ‬ ‫َِ‬
‫سل ِ‬
‫ُوج َر‪،‬‬ ‫ب َِزاو َِي ِة ُم َس َّد ِ‬
‫ت أق َْرأُ‬‫َو ِف الل َّْيلِ ‪َ ،‬ب ْي َن َم كُ ْن ُ‬
‫ائني بِاألق َْمرِ‪،‬‬
‫ُض َ‬ ‫امى امل َ‬ ‫ائ ال ُق َد َ‬ ‫ُش َع َر ِ َ‬
‫ت َف ِ‬
‫صي َلةٌ‬ ‫س ْ‬
‫كَ َ َ‬
‫ِم َن الظِّ اللِ نَا ِفذَ ِت‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ِيت‪.‬‬
‫لي ُسوا َعفَ ار َ‬
‫ُه ْم ْ‬
‫اح ُسكَّ انِ‬
‫أش َب َ‬
‫لي ُسوا ْ‬
‫ْ‬
‫السك َْرانِ ِم َن َ‬
‫العال َِم‪،‬‬ ‫الر ْكنِ َّ‬
‫َهذَ ا ُّ‬
‫َو َم َع ذَ ِل َك‪،‬‬
‫اصةَ‬
‫الخ َّ‬ ‫َفقَ ْد َرأيْ َنا أنْ ُف َس َنا ُن ْع ِطي ْ‬
‫األس َم َء َ‬
‫ِلفَ َر ٍ‬
‫اغ‪:‬‬

‫ُخ َت ِف َ‬
‫ني‬ ‫ثةَ َح ْش ٌد ِم َن ِّ‬
‫الر َجالِ امل ْ‬ ‫َ َّ‬
‫َس َم َع‬ ‫َو َشا ِئ ٌع ْ‬
‫أن ن ْ‬
‫األما ِكنِ امل َُع َّتمة‬
‫الش َوار ِِع َو ِف َ‬
‫ِف َّ‬

‫أُنَاس ًا َي َت َح َّدث َ‬
‫ُون‬
‫َع ْن َه ْج ِر البِال ِد‬
‫ِم ْثلَ َس ِفي َن ٍة‪َ  ‬ت ْغ َر ُق‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أوج ُه َها‪،‬‬ ‫أعر َِف َ‬
‫إل َم ْن ِّ‬ ‫أن ْ‬
‫ون ْ‬
‫ُد َ‬
‫يح‪،‬‬
‫الر ِ‬ ‫الر َسا َلةَ ِف ُص ْن ُدوقِ َبر ِ‬
‫ِيد ِّ‬ ‫ث َه ِذ ِه ِّ‬ ‫أبْ َع ُ‬
‫ِم ْن َمكَ انٍ‬

‫شخص َما َي ْن ِفي ُ‬


‫الحل َْم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ث‬
‫َح ْي ُ‬
‫كة ُم َدانَةٌ‬
‫والض ْح ُ‬
‫َّ‬
‫ب ِخ َيا َن ِت َها امل ََر َايا‪.‬‬
‫ِسب ِ‬
‫ب َ‬
‫الذي أطا ِل ُب ُه‬
‫أدرِي َمنِ ِ‬ ‫ت ْ‬ ‫لس ُ‬‫ْ‬
‫بِفَ ْت ِح َنافذَ ِت ُه‬

‫َح َّتى َت ِل َج َه ِذ ِه ِّ‬


‫الر َسال َُة‬
‫يح‪.‬‬
‫الر ِ‬ ‫ت ِف ُص ْن ُدوقِ َبر ِ‬
‫ِيد ِّ‬ ‫ا َّل ِتي ُو ِض َع ْ‬

‫‪19‬‬
‫منفيون‬

‫ِ‬
‫القطارات‬ ‫يقطعون مسا ِل َك‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫البيضاء‬ ‫التي يف محطا ِتها‬
‫فر إىل النسيان‪.‬‬
‫الس ُ‬
‫يتم َّ‬
‫ُّ‬
‫رجالٌ بلفتات َم ْن يعرف‬
‫ِ‬
‫الهواء والسجنِ‬ ‫الحدود بني‬
‫ٍ‬
‫غريبة‬ ‫ٍ‬
‫بلغات‬ ‫يتحدثون‬
‫َّ‬
‫ريح جديدة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ضوء‪ ،‬وعن ٍ‬ ‫عن‬

‫‪21‬‬
‫زجاجات غريق‬
‫ُ‬

‫أعيش فيها‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الغرفة الصغرية التي‬ ‫يف‬
‫ِ‬
‫الحوت‪،‬‬ ‫مثل يونس يف بطنِ‬
‫أُفكِّ ر‪ :‬قد تكون القصائد مجرد‬
‫مبعوثة ِم ْن ِقبلَ غريق‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫رسائل‬
‫ٍ‬
‫مكتوبة بشكلٍ بئيس‬ ‫ٍ‬
‫برصخات‬ ‫زجاجات‬
‫الصمت‬
‫والتي رمبا تذهب من بحر َّ‬
‫إىل شواطئ ال ِّنسيان‪.‬‬
‫لكن ها هنا أرمي زجاجةً وأخرى‪،‬‬
‫واألخرية مسكونة مبخاويف‪.‬‬
‫أعيش فيها‬
‫ُ‬ ‫يف الغرفة الصغرية التي‬
‫ِ‬
‫الحوت‪،‬‬ ‫مثل يونس يف بطنِ‬
‫ٍ‬
‫زجاجات من حادث غرق‪.‬‬ ‫بضع‬
‫ُ‬ ‫تتبقَّى‬

‫‪22‬‬
‫مكتبة العميان‬

‫َاهونِ ‪،‬‬ ‫ُم ْس َت ْغرِقني يف طاوال ِتهم ِم ْن َ‬


‫خش ِ‬
‫ب امل ُ‬
‫َت آ َلةَ َ‬
‫بيا ُنو‬ ‫الع ْم َيانِ الكُ ُت َب كَ َم ْ‬
‫لو كَ ان ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫َّح َب ْع ُ‬
‫َي َت َصف ُ‬
‫ور بْ َراي‬
‫ف ُز ُه َ‬ ‫ص ُ‬‫اء َت ِ‬
‫ب َب ْي َض ُ‬
‫كُ ُت ٌ‬
‫العطْ ِر القَ ِد ِ‬
‫يم‪.‬‬ ‫ات ِ‬‫ذَ ِ‬
‫أصاب َِع ُه ْم‪،‬‬
‫ب َ‬ ‫وس ال َِّذي ُي َد ِ‬
‫اع ُ‬ ‫الل َّْيلُ المَل ُْم ُ‬
‫الخ ْي َز َرانِ ‪.‬‬
‫ي َ‬ ‫ْب ُم ْه ٍر َب ْ َ‬
‫ُهل ُ‬
‫األيا ِدي‬
‫ب َ‬ ‫َت َب ُّد ُد كَ ِل َم ٍت َي ِل ُج َع ْ َ‬
‫َو َي ْف َت ِت ُح َسفَ ر ًا َعذْ ب ًا َح َّتى ْ‬
‫األس َم ِع‪.‬‬
‫ون َع َل َ�ثل ٍْج ِم ْن َو َرقٍ‬ ‫ُم ْن َح ُن َ‬
‫الص ْم ِ‬
‫ت‬ ‫إل َرك ِ‬
‫ْض َّ‬ ‫ون َ‬ ‫لو كَ ا ُنوا َي ْس َت ِم ُع َ‬
‫كَ َم ْ‬
‫ون الكَ ِل َمةَ‬ ‫الد ْه َش ِة ُي َد ِ‬
‫اع ُب َ‬ ‫أو ِش ْبه ُم ِطل َ‬
‫ِّني َع َل َّ‬ ‫ْ‬
‫وسي ِق َّي ٍة‪.‬‬
‫ِم ْثلَ آل ٍَة ُم ِ‬

‫‪23‬‬
‫لم ْرآ ِة‬
‫اآلخ ِر ِل ِ‬
‫ب َ‬ ‫الجانِ ِ‬
‫اء ِم َن َ‬
‫َس ُ‬
‫َي ْهب ُِط امل َ‬
‫الصا ِم َت ِة‬
‫مل ْك َت َب ِة َّ‬
‫َو ِف ا َ‬
‫ور ٍة‪،‬‬
‫أسطُ َ‬
‫ات ْ‬ ‫ات الل َّْيلِ َه َم َس ِ‬
‫َت ْح ِملُ َخطَ َو ُ‬
‫اف ال ِك َت ِ‬
‫اب‪،‬‬ ‫أت َح َّتى ِضفَ ِ‬ ‫َه َم َس ٍ‬
‫ات َت ِ‬
‫الد ْه َش ِة‬
‫َو َعا ِئ َد ًة ِم َن َّ‬
‫ي أنَا ِم ِل ِه َقو َِّي ِة الذَّ ا ِك َر ِة‪.‬‬
‫تج كَ ِل َم ٌت َب ْ َ‬
‫َت َت ْر ُّ‬
‫َب ْع ُد َما َزال ْ‬

‫‪24‬‬
‫الحرب‬
‫ِ‬ ‫خطبةُ الذي مل يذهب إىل‬

‫مل َأ َر قط عىل حظائر الجرسِ‬


‫املرأة الحلوة ذات العيون اآلشورية‬
‫َ‬
‫الخيط يف إبرة‬ ‫تسلك‬
‫ُ‬
‫النهر‪.‬‬
‫َ‬ ‫كام لو كانت تر ِّت ُق‬
‫ٍ‬
‫وحيدات ينتظرن يف القرى‬ ‫وال نساء‬
‫الحرب كام لو كانت محطةً أخرى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مت َّر‬
‫أن ُ‬
‫أقوم بذلك‪،‬‬
‫َ‬ ‫مل أذهب ُّ‬
‫قط إىل الحرب‪ ،‬وال أحتاج أن‬
‫كنت طف ً‬
‫ال‬ ‫ألين ملَّا ُ‬
‫الذهاب إىل الحرب‬
‫ُ‬ ‫ميكن‬
‫ُ‬ ‫سألت دوم ًا كيف‬
‫ممرضة فاتنة مثل طائر القطرس‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ممرات طويلة‬ ‫تركض عرب‬
‫ُ‬ ‫ممرضة كانت‬
‫تنظر إيلّ‪:‬‬
‫َ‬ ‫رصخت بنعيق طائر دون أن‬
‫ْ‬
‫أنت فيها بالفعل يا فتى‪ ،‬أنت فيها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫مل أذهب ُّ‬
‫قط إىل بالد حظائر الطائرات‪،‬‬
‫أكن أبد ًا حام ً‬
‫ال لألعالم‪ ،‬وال هو صارا‬ ‫مل ْ‬
‫وال موجيك ًا من بعض السهوب‪.‬‬
‫مل أسافر أبد ًا يف منطاد عرب بلدان شائكة‬
‫وعرب قرى الجنود‪.‬‬
‫مل أكتب مثل أونغاريتي‬
‫رسائل حب يف املتاريس‪.‬‬
‫ِ‬
‫املوت‬ ‫شمس‬
‫َ‬ ‫مل َأ َر‬
‫تشتعلُ يف اليابان‬
‫ٍ‬
‫رقاب طويلة‬ ‫رأيت رجا ً‬
‫ال ذوي‬ ‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫لعبة ورق‪.‬‬ ‫األرض يف‬
‫َ‬ ‫يتقاسمون‬
‫أقوم بذلك‪،‬‬
‫َ‬ ‫مل أذهب ُّ‬
‫قط إىل الحرب‪ ،‬وال أحتاج أن‬
‫الجنود‬
‫َ‬ ‫ألرى‬
‫البيارق البيضاء‪،‬‬
‫َ‬ ‫يغسلُون‬
‫السالم‬
‫ِ‬ ‫يتحدثون عن‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫بعدئذ‬ ‫ثم أسمعهم‬
‫عند أقدام فيلق من التامثيلِ ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ليلة شجرة املاهون‬

‫ليلة شجر ِة املاهون ينمو األسلُ ‪.‬‬


‫يف ِ‬
‫ِ‬
‫ابتهاالت العميان‬ ‫أستمع إىل‬
‫ُ‬ ‫فيها‬
‫رجها‬
‫تم ُّ‬
‫قد َّ‬ ‫ٍ‬
‫حروف ْ‬ ‫أن شجر ًة من‬
‫كام لو َّ‬
‫من عكازاتها الخشنة‪.‬‬
‫يتم االحتفالُ به يف الجبلِ ؟‬
‫لكن يا للهول‪ ،‬ما الذي ُ‬
‫الربق‬
‫ُ‬ ‫ألهبها‬
‫األشجار قد َ‬
‫ُ‬
‫تشبه قافلةً متمهلةً من ِجاملٍ ‪.‬‬
‫لكن يا للهول‪ ،‬ما الذي يتم االحتفال به يف الجبل؟‬
‫ٍ‬
‫ببطء فوق النا ِر‬ ‫يدور‬
‫ُ‬ ‫األيل الذي‬
‫العروس باقة‬
‫ُ‬ ‫العرس حيث تحملُ‬
‫ُ‬ ‫أو‬
‫الربدي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫من ورقِ‬

‫‪27‬‬
‫ليلة شجر ِة املاهون‪:‬‬
‫لم يف ِ‬
‫الح ُ‬
‫يزورين ُ‬
‫ُ‬
‫الصمت‪ ،‬يف حاراتهم‪،‬‬
‫يف ضواحي َّ‬
‫يلعب رجالٌ قدامى‬
‫ُ‬ ‫ور َسا ِلي ُنو وبالطِّ َمق ِ‬
‫َات‬ ‫ِ‬
‫بقبعات ُب ْ‬
‫الورق َمختوم ًا بعالمات املوت‪.‬‬
‫الحمراء‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫القلب‬ ‫ُيع ِت ُم الليلُ زهر َة‬

‫‪28‬‬
‫وإشارات‬
‫ٌ‬ ‫أصوات‬
‫ٌ‬

‫تقوم فتا ٌة‬


‫َ‬ ‫يحدث أن‬
‫ُ‬ ‫قد‬
‫ٍ‬
‫بإشارات‬ ‫انطالق ًا من الكون‬
‫أو ميكن سامع الغيابات‬
‫تحت جناح الخيش‪،‬‬
‫أنغام املزامري النائية عن الدوائر‬
‫ُ‬
‫والشظايا عن السامء‪.‬‬
‫أنغام املزامري‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أنغام املزامري‪،‬‬
‫ُ‬
‫الريح تنسج فستان الزفاف من الغيابات‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ليلية بني الورود‪.‬‬ ‫مثل بينلوب‬
‫حوم حول مقامي‪،‬‬
‫صوت َي ُ‬
‫ٌ‬
‫راب ٍ‬
‫ماء قديم‬ ‫صوت يعتقلني مثل ُغ ِ‬
‫ٌ‬
‫منبهر ًا بأضواء املنار‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫آخر يسألُ عنكم‬
‫صوت ُ‬‫ٌ‬
‫يف مدن الهواء‬
‫الحس‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫يف كثافة نباتات مغيبة‬
‫الطر ِّي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يف النبات اللي ِّ‬
‫يل‬
‫ري‬
‫القم ُّ‬
‫اب َ‬ ‫الش ُ‬ ‫صوت َم َّس ُه َّ‬
‫ٌ‬
‫السفَ ِر ح َّتى الظِّ لّ ‪.‬‬
‫يصلُ يف َّ‬ ‫ِ‬

‫‪30‬‬
‫قصيد ٌة مع اللصوص‬

‫‪I‬‬
‫خفة‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫لخطوات اللص الذي لديه‬ ‫مينح مأوى‬
‫ُ‬ ‫الليل‬
‫بهلوان عىل الجدران‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫العقفاء‪ ،‬قفلُ الرتاج يف عتمة‬
‫ُ‬ ‫يرتعش الخنجر‪،‬‬
‫ُ‬
‫األكياس واألحزمة‪.‬‬

‫‪III‬‬
‫الطيع‬
‫ِّ‬ ‫رو ُضوا ظلهم‪ ،‬ظلهم‬ ‫َّ‬
‫مثةَ لصوص َّ‬
‫الذي يتج َّنب الدخول من النوافذ والذي ينتظر يف زاوية‬
‫القلق لصاحبه‪.‬‬
‫َ‬ ‫الليل الوصول‬

‫‪31‬‬
‫‪IV‬‬
‫بعـد النهـب‪ ،‬يحمـل اللصـوص يف أياديهـم باقـة مـن زهـر‬
‫األدرينالين‪.‬‬

‫‪V‬‬
‫مثَّـة َم ْـن رأوا بي َت ُهـم دومنـا سـقف يف الليلـة التـي لهـا رائحـة‬
‫السماء زرقـاء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اللصـوص على الجـدران‪ .‬وفـوق أرستهـم‪،‬‬
‫عاريـةٌ ‪.‬‬

‫‪VI‬‬
‫لص أكرث مهارة من النسيان‪.‬‬ ‫ليس َّ‬
‫مثةَ ٌّ‬ ‫لكن َ‬

‫‪32‬‬
‫بينيلوب والنسيان‬

‫«اسمي ال أحد وأيب وأمي‬


‫ورفاقي جميعهم‬
‫ينادونني ال أحد»‪.‬‬
‫عوليس‬
‫جاء ال أحد‪.‬‬
‫العدم‪ ،‬جاء ال أحد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خريطة‬ ‫من‬
‫األغصان‪ ،‬جذامة القمح‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اهت َّز ِ‬
‫ت‬
‫الصدف‬
‫وقمر َّ‬
‫التمع فوق بالد آكيل اللوتس‪.‬‬
‫من الليلِ أو املط ِر جاء ال أحد‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صفحات من أوراقٍ معتمة‬ ‫وفتح‬
‫تتحدث عن أوديسيوس املحتال العظيم‪،‬‬
‫َّ‬

‫‪33‬‬
‫مؤسس العودات‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عن عوليس‪،‬‬
‫متحركة‬
‫ِّ‬ ‫عن خرائط‬
‫تعكس يف العشب ظالل أشجار املاهون‪،‬‬
‫جاء ال أحد‪.‬‬
‫ولوج النسيان‬
‫ُ‬ ‫وإن بالتهام اللوتس يتم‬
‫ْ‬
‫وما بني آكيل اللوتس السكارى‬
‫النسيان‬
‫ُ‬ ‫ُينىس‬
‫ِ‬
‫املمتلكات‪.‬‬ ‫ترغب يف دخول تلك‬
‫ُ‬ ‫وبينيلوب‬

‫‪34‬‬
‫ٍ‬
‫شموس‬ ‫من ِع َّد ِة‬
‫منذ أكرث ْ‬

‫تفتح ِكتاب ًا‬


‫ُ‬ ‫كانت أمي‬
‫مثل جناحني ألجل التحليق‪.‬‬
‫ِ‬
‫ضفاف الليلِ‬ ‫عىل‬
‫يشعلُ القناديل‪.‬‬
‫شخص ما ْ‬
‫ٌ‬ ‫كان‬
‫ِ‬
‫الباحة‬ ‫املساء ينحدر حتى‬
‫ُ‬ ‫وكان‬
‫يسمع نداء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كام لو أنه‬
‫كانت أمي تحيك الخرافةَ السوداء‬
‫لذاك الذي يهرب من املرآ ِة‪،‬‬
‫يعرب عواصف‬
‫ُ‬ ‫فارس اللقاح وهو‬
‫ليليةً ‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪35‬‬
‫تغلق كتاب ًا‬
‫ُ‬ ‫إِ ْن كانت‬
‫فقد كان مثلام لو أنها قد أغلقت البيت‬
‫وحده يدخلُ غرفة النوم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وكان الليلُ‬
‫َ‬
‫صوته الهادئ اآليت من بالد الدهشة‪.‬‬

‫غلق ال ِكتاب مثل زهرة الخشخاش‪،‬‬


‫كانت أمي ُت ُ‬
‫وبعد ما تزال الحرية تسكُ ُن‬
‫ٍ‬
‫شموس عديدة‪.‬‬ ‫الطفل الذي كنته منذ أكرث من‬
‫ٍ‬
‫صوت معنيٍ‬ ‫رجع‬
‫وملَّا عىل ْ‬
‫ِ‬
‫عتبات الكتاب‬ ‫يف‬

‫بركلِ َّ‬
‫السامء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحرب َ‬ ‫تقوم خيولُ‬
‫ُ‬
‫الراكض‬
‫ُ‬ ‫القلب‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫َ‬
‫للسير‪،‬‬
‫نهر الثلج َّ‬
‫يقطع َ‬
‫ُ‬
‫امت‬
‫الص َ‬
‫األبيض َّ‬
‫َ‬ ‫السهلَ‬
‫َّ‬
‫يصعد إىل هضبة الوسادة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الذي‬
‫غلق ال ِكتاب‬
‫كانت أمي ُت ُ‬
‫ِ‬
‫البيت‪.‬‬ ‫كام لو أنها ُتغ ِل ُق باب‬

‫حشد‬
‫ُ‬ ‫ويف ظليلِ الغرفة‪،‬‬
‫أحالم ُتضي ُئني‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الس ِ‬
‫اح ُر‬ ‫َّ‬

‫ُض َبانِ زنْزا َن ِت ِه‬ ‫با ِ‬


‫مل ْع َز َف ِف ق ْ‬ ‫كان ُي ِ‬
‫داع ُ‬ ‫َ‬
‫أو َي ْح َتيس كأس ًا ُد َ‬
‫ون ماء‪.‬‬

‫ِح َّ‬
‫صةَ َعطَ ٍ‬
‫ش ال َت ْر َتوِي َأبداً‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ُض َبانِ زنْزا َن ِت ِه‪،‬‬ ‫با ِ‬
‫مل ْع َز َف ِف ق ْ‬ ‫كان ُي ِ‬
‫داع ُ‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ان الغليظَ ةَ َت ْر َت ِع ُ‬
‫ض َب َ‬ ‫أن ال ُق ْ‬
‫ويحل ُُم َّ‬
‫َ‬
‫ت َّد ُد أل َْحا ُنها‬
‫شعبيةَ َت َ َ‬
‫َّ‬ ‫أغ ِن َيةً‬
‫وأن ْ‬
‫َّ‬
‫بي ال َّن ِخيل‪.‬‬
‫َم َع ق ََم ٍر ْ َ‬

‫كان َيطُ ُ‬
‫وف‬ ‫ون َ‬‫الج ُن َ‬
‫إن ُ‬‫ولون َّ‬
‫ون كا ُنوا َي ُق َ‬
‫الس َّجا ُن َ‬
‫َّ‬
‫أن ُيؤَ كِّ َد‬ ‫كان َي ْس َت ِط ُ‬
‫يع ْ‬ ‫أح َد َ‬‫لكن ال َ‬
‫ْ‬
‫اح ِ‬
‫ات‬ ‫الب َ‬‫مل َيكُ ْن ُه َو الذي ُيو ِق ُظ َ‬
‫أ َّن ُه ْ‬
‫ْض جا ِم ٍح ِل ُخ ُيولٍ َو ْ‬
‫أش َباح‪.‬‬ ‫ب َِرك ٍ‬

‫‪38‬‬
‫مل ِ‬
‫رتحلني‬ ‫جولةُ ا ُ‬

‫الس ِ‬
‫امء‪.‬‬ ‫الحراس بجولتهم يف َّ‬
‫ُ‬ ‫يقوم‬
‫ُ‬ ‫اآلن‬
‫ُ‬
‫يطـوف حـول كوكبـة‬ ‫َـب الهلبـة أو‬
‫ـط ذن َ‬
‫شـخص مـا ُي ِّش ُ‬
‫ٌ‬
‫القنطـورس‪.‬‬
‫مروج الكون‬
‫َ‬ ‫يشء ما يخربنا أن صوت ًا يجتا ُز‬
‫السفيلّ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الباب ُّ‬ ‫وينزلق مثل الليلِ يف زجاج‬
‫دبيب‬
‫ٌ‬ ‫الشفات‪ ،‬مع املناظري والتلسكوبات‪،‬‬
‫عىل ُّ‬
‫الح ِ‬
‫راس‪.‬‬ ‫يف العيون يبحث عن ُ‬
‫القروي‬
‫ُّ‬ ‫نعلم أن ليلَ الكونِ ذاته هو الليل‬
‫يعرب حديقتنا‪ ،‬ونافذتنا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الذي‬
‫نحن غادرنا‬
‫ُ‬ ‫نود أن نسألَ املرتحلني‪ ،‬إذا‬
‫لكننا ُّ‬
‫وجلبة اإلنسانِ‬
‫ُ‬ ‫سم ُع نباح الكالب‪،‬‬
‫مقامنا هل ُي َ‬
‫يف وديان األرض‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مواطن الليل‬

‫‪I‬‬
‫َ‬
‫عزف البيانو‪.‬‬ ‫مل أسمع أبد ًا يف الليلِ‬
‫يرج القمر املاء‬
‫ُّ‬
‫يهي ُج حركات امل َِّد والجزر التي تسكن‬
‫ولرمبا ِّ‬
‫الجلد يف هروب الرجال‪،‬‬
‫وإذن‪ ،‬فلنستمع إىل فيض‬
‫ِ‬
‫الجسد يف اكتاملِ القمر‪.‬‬
‫َ‬
‫عزف البيانو‬ ‫مل أسمع أبد ًا يف الليل‬
‫السفن تعرب‬
‫َ‬ ‫رأيت‬
‫وال ُ‬
‫محملة بحزمات القطن‪،‬‬
‫َّ‬
‫ولكن هكذا ينزلق الليل يف صمتي‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪II‬‬
‫القطارات امللتهبة تأخذين عرب بلدان‬
‫بهجة االحتفاالت‬
‫ُمحدثة رنني ِجرا ٍر معدنية‬
‫األنتيليون‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫إذ يلهو األطفالُ‬
‫الحجرية‬
‫ّ‬ ‫وعرب األنفاق‬
‫ليليةٌ‬
‫ممرات َّ‬
‫ٌ‬ ‫التي هي‬
‫يرجع صدى أوركسرتا القطارات‪.‬‬
‫َ‬
‫عزف البيانو‬ ‫مل أسمع أبد ًا يف الليل‬
‫وقد قرأت الغجريات يف خرائط يدي‬
‫أنني لن أسافر أبد ًا إىل بلد اللوتس‪.‬‬

‫‪III‬‬
‫بعيداً‪ ،‬ساحر ما‬
‫قناع الليل‪.‬‬
‫عاج َ‬‫يصنع من ٍ‬
‫ُ‬

‫‪IV‬‬
‫يسافر الليل حتى محطة الندى‬
‫البيضاء‬
‫أو تقيض وقتها يف تعليق الفوانيس‬
‫رقصة الظالل واألغشية‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪42‬‬
‫ماذا ميكنني أن أقول لكم عن الليل!‬
‫مييض يف سف ٍر مع الريح‬
‫مقررة إلغاء الحدود‪،‬‬
‫ترحل يف سف ٍر من فلوريدا إىل بحر‬
‫جافا‪،‬‬
‫من بحار الجنوب إىل عتبات بيتي‪.‬‬

‫‪V‬‬
‫بينام ميرر رجلٌ لسانه‬
‫خلف الختم امللصق ِل َم ِل ٍ‬
‫كة‪،‬‬
‫ِ‬
‫للمسافات‪.‬‬ ‫الليلُ يأتيني برسائل زرقاء‬
‫يشء ما من ملح البارود وصدر حلزون‬
‫ٌ‬
‫بذاكرة البحار‪.‬‬
‫بعض من الطمي وأنسام الصيف‪.‬‬
‫ٌ‬
‫رسية جميلة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫واهتياجات‬
‫ٌ‬ ‫هواء الرتم‬
‫تحملُ إ َّ‬
‫يل ليل أسفارها‪.‬‬

‫‪VI‬‬
‫أنا أقبل جواز سفر الريبة‪،‬‬
‫الورقة التي تجعلني مواطن ًا لليل‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الليل يفتح بواباته الفضية‬
‫وينزلق تحت بايب‬
‫أوراقه الطائرة من الربدي‪،‬‬
‫تتحدث عن حركة األحالم‪،‬‬
‫َّ‬ ‫األوراق التي‬
‫من دلتا المريئ ألورينوكوس‬
‫وببغاوات مرثثرة من الكاريبي‪.‬‬

‫‪VII‬‬
‫أسمع تعويذ َة الليل يف ضفادعه‬
‫الوقت مثل البارانا‬
‫ُ‬ ‫وينزلق‬
‫ذي الضفاف البعيدة‪،‬‬
‫وهو يلمس الزهور الربمائية‪ ،‬والسحلبيات‬
‫قواقع السالحف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التي تنمو يف‬

‫‪VIII‬‬
‫قليلٌ من القطران‪.‬‬
‫ِ‬
‫طقوس البحارة‪.‬‬ ‫قليلٌ ِمن رائحة البحر ما بني‬

‫يش ٌء ما يأيت من بح ِر َ‬
‫الع َّرافني‬ ‫ْ‬
‫يحملني ليلُ أسفاره‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الليلة ُم َس ّخ َمة يف إقامتي‬
‫ُ‬ ‫تيض‬
‫َ ْ‬
‫ض األبيض‪،‬‬
‫الح ْو َ‬
‫َ‬
‫املعهود إىل الفجر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اللنب األبيض‬
‫ُس َّو َر ِة‪ ،‬يتن َّز ُه‬
‫يف الخارج‪ ،‬يف الساحة امل َ‬
‫الصباح‬
‫ُ‬
‫بعيونِ املَط ِر عىل ال ُّز ِ‬
‫جاج‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫سوناتا املطر‬
‫(مقاطع)‬

‫‪I‬‬
‫قطع عقد ًا‬
‫َ‬ ‫شخص ما قد‬
‫ٌ‬ ‫كام لو كان‬
‫من الآللئ الزائفة‬
‫الب ِد‪.‬‬
‫انهامر َ َ‬
‫ُ‬ ‫يندلع‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املساء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أبواب‬ ‫عند‬

‫‪47‬‬
‫‪II‬‬
‫ال طأمنينة ال َّزمنِ‬
‫ِ‬
‫األجراس‪:‬‬ ‫تر ُِّن يف‬
‫يخرض وحلُ األيام خلف ستائر‬
‫ُّ‬
‫املطر‬
‫ومن خالل فجوات املاء‬
‫تعري املدينة الهواء يف النوافذ‪.‬‬

‫‪III‬‬
‫األسود‬
‫ُ‬ ‫يرن طبلُ املط ِر‬
‫ُّ‬
‫قرع املظالت‬
‫تحت الدفقات‪ ،‬وتحت القنوات املكسورة‬
‫للشتاء‪.‬‬

‫‪IV‬‬
‫الطحالب عىل الجدرانِ‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫َت ْن َص ُّ‬
‫مثل شوارب من عسل ماجالن‬
‫املشهد‬
‫َ‬ ‫يهب‬
‫وتنقيط املطر ُ‬
‫قديم‬
‫ٍ‬ ‫نغمة ُم َعل ٍِّم‬
‫ف الزيوت‪ُ ،‬ي َس ِّيلُ مدينةً ‪،‬‬
‫نح ُ‬
‫ُي ِّ‬
‫التامثيلَ املُبللة للمتن َّز ِ‬
‫هات‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪V‬‬
‫شخص ما‪ ،‬قارئ أمطارٍ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫يطلُّ من النافذة‬
‫الخا ِفتة للامء‪.‬‬
‫ويفك شيفرة رموز ال ِكتابة التصويرية َ‬
‫ُّ‬
‫مساء الريش املتساقط‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫جم ُد اللحافات‪.‬‬
‫عشية الربد الذي ُي ِّ‬

‫‪49‬‬
‫أغنيةُ صا ِن ِع ا َ‬
‫مل َر َايا‬

‫أص َن ُع َم َر َايا‪:‬‬
‫ْ‬
‫اع ِة‬ ‫اع ِة َمزِيد ًا ِم َن َ‬
‫الب َش َ‬ ‫يف ِلل َْب َش َ‬ ‫ِ‬
‫أض ُ‬
‫اء ِلل َْب َه ِ‬
‫اء‪.‬‬ ‫الب َه ِ‬
‫ِيد ِم َن َ‬ ‫َوا َ‬
‫ملز َ‬
‫الشار ِِع ِم ْرآ ًة ِم َن ال ِّزئ َْبقِ ‪:‬‬
‫أح ِملُ ِف َّ‬‫ْ‬
‫مل ْرآ ِة‬
‫الس َم ُء ِف ا ِ‬ ‫َت ْن َع ِك ُ‬
‫س َّ‬
‫الس ُق ُ‬
‫وف‬ ‫ُص ُّ‬
‫َو َت ْرق ُ‬
‫ِم ْثلَ ل َْو َح ٍة ِل َشاغَ الَ ‪.‬‬
‫ملَّا ت ِل ُج ا ِ‬
‫مل ْرآ ُة َب ْيت ًا َ‬
‫آخ َر‬
‫الو ُجو َه امل َْع ُرو َفةَ ‪،‬‬
‫َس َت ْم ُحو ُ‬
‫يها‬ ‫َفامل ََر َايا ال َت ْح ِك َم ِ‬
‫اض َ‬
‫ال َت ِش ب ُِسكَّانِ َها ال ُق َد َ‬
‫امى‪.‬‬
‫ض ُه ْم ُي َش ِّي ُدون ُس ُجوناً‪،‬‬
‫َب ْع ُ‬
‫ُض َبان ًا ِلألقْفَ ِ‬
‫اص‪.‬‬ ‫ق ْ‬

‫أص َن ُع َم َر َايا‪:‬‬
‫ْ‬
‫اع ِة‬ ‫اع ِة َمزِيد ًا ِم َن َ‬
‫الب َش َ‬ ‫يف ِلل َْب َش َ‬ ‫ِ‬
‫أض ُ‬
‫اء ِلل َْب َه ِ‬
‫اء‪.‬‬ ‫الب َه ِ‬
‫ِيد ِم َن َ‬ ‫َوا َ‬
‫ملز َ‬

‫‪50‬‬
‫الخياط‬
‫َّ‬ ‫مونولوج‬

‫األشباح ال ُت ْفز ُِع ِني‪.‬‬


‫ُ‬
‫تعل َُّق عىل الخطافات‪،‬‬
‫تسرتيح يف الدوالب‪،‬‬
‫حشد الكائنات دومنا جلد‬
‫أنا أصنعها‪.‬‬
‫البدالت مهرجون فارغون‪.‬‬
‫ُ‬
‫والريح ت ِل ُج من َّ‬
‫الشارع‬ ‫ُ‬
‫وتهت ُز األشباح‬
‫أعالم الغرق‬
‫ِ‬ ‫مثل‬
‫العابر‪:‬‬
‫َ‬ ‫وهي تنادي‬
‫يتحدثون‬
‫َّ‬ ‫فلتأتوا إىل كرنفال َم ْن‬
‫اللّغة الخرساء لألقمشة‪،‬‬
‫يلبس فيها الذئب‬
‫ُ‬ ‫إىل البالد التي‬
‫جلد ِ‬
‫الخراف‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫عندما ينزلُ الليل‬
‫مثل معطف ثقيل عىل األرض‪،‬‬
‫اآلدمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عري ُه‬
‫يستعيد العامل َ‬
‫شبح يسكن شبح ًا َ‬
‫آخر‬
‫ِ‬
‫أسامله‬ ‫اإلنسان يف‬
‫ُ‬ ‫إنه‬
‫وجسده أيض ًا رساب‪.‬‬
‫بعد ما تزالُ لديه بدلة واحدة الرتدائها‪:‬‬
‫ُ‬
‫آخرون سيقررون أ ِم ْن شجر األرز أم ِم ْن شجر السنديان‪.‬‬
‫ِم ْن كُ َّم َّي يتدف ُ‬
‫َّق الليلُ ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ِ‬
‫الذاكرة‬ ‫نجمةٌ يف‬
‫(إىل فياض خميس)‬

‫ينزلُ الليلُ ‪.‬‬


‫نج َمةٌ يف الذا ِكرة‪.‬‬
‫وتهوي معه ْ‬
‫النهار ُص ِن َع من أجل السه ِو والنسيان‪،‬‬
‫لكن الليلَ ‪ ،‬الليلَ الهامس‪،‬‬
‫يفتح جفنه للذِّكرى‪.‬‬
‫ال أعرف كائنني‬
‫جد ًا الذا ِكرة‪:‬‬
‫يكرهان ّ‬
‫والعث َُّة‪.‬‬
‫النهار ُ‬
‫َ‬
‫مي ُّر مهموز ًا بساعات‬
‫هار ألنه ُ‬
‫ال َّن َ‬
‫اإلنسان‬
‫البيت‬
‫َ‬ ‫والعث َُّة‪ ،‬ألنها تدخل‬
‫ُ‬
‫وتقضم زمن الكتب‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪53‬‬
‫َث مليئة‬
‫لقد ُشوهدت يف بيتي عث ٌ‬
‫بكافكا‪،‬‬
‫وأخرى واهنة وحزينة‬
‫كام لو أنها تناولت عشاءها مع باييخو‪.‬‬

‫رغم عنا ِد َّ‬


‫الر ُجل‬
‫فهو أسوأ من عناد العثث‪:‬‬
‫بسبب الكتب امللتهمة وغبار طلع الحروف‬
‫الذي متيض تاركة له عىل الرفوف‬
‫املنسية‪،‬‬
‫يطبع الرجلُ ذا ِكرته‬
‫كام لو كانت ليلة الكوكب‬
‫آلة لينوتيب هائلة‪.‬‬
‫ُ‬
‫ينزلُ الليلُ ‪.‬‬
‫ومعه نجمةٌ يف الذا ِكرة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ليلية ا ُ‬
‫ملتوحد‬

‫«صدى خطوة أو هرولة‬


‫جرذ عجوز‬
‫كانا سيجعالنني سعيداً‪،‬‬
‫يقضم قلبي‬
‫ُ‬ ‫ألن ما كان‬
‫يكن ُيصدر أي ضجيج»‪.‬‬
‫مل ْ‬
‫أ‪ .‬ف‪ .‬دي لوبيك ميلوش‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫سيقول لهم‬
‫إنه يحيى مفتون ًا بالضوء‪،‬‬
‫العنب األسود لليل‬
‫َ‬ ‫الذي يجعل‬
‫ينفجر يف ِ‬
‫فمه‪.‬‬
‫بعض الليايل‬
‫ٍ‬
‫فراشات بيضاء‬ ‫مثل‬
‫بالشاب‪.‬‬
‫بأجنحة ملطخة َّ‬
‫النوم‪ ،‬يف فتحاتها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غرفة‬ ‫عىل سقف‬
‫يرى قرى تعرب مع موتاها‬
‫ِ‬
‫املسالك الضيقة لألنديز‪،‬‬ ‫عرب‬
‫وإِ ْن كان مييض مرتح ً‬
‫ال عرب التالل‬
‫الكالب‬
‫ُ‬ ‫إن نبحت‬
‫ْ‬
‫فليست عالمة عىل أنه يجب أن يركض ممتطي ًا فرسه‬
‫تنام الجرية‬
‫ِ‬
‫والخشب‬ ‫مع املسطا ِر‬
‫والفتيات يقطرن‬
‫مثل شمعة يف الليلِ‬
‫ب الجرذُ نحو الحظري ِة‪،‬‬ ‫ال ِ‬
‫يخ ُّ‬
‫طب يف النا ِر‬
‫الح ُ‬
‫ال يفرقع َ‬
‫األغصان عند مرو ِر الرقيب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ال تطقطق‬
‫ِ‬
‫الغرفة وال يف الظلِ ‪.‬‬ ‫أحد يف‬
‫ليس مثَّة ٌ‬

‫‪56‬‬
‫يوميات الليلية‬

‫الليلُ‬
‫شئ عند مروره أباريق الحلم‪.‬‬
‫ُي ْن ُ‬
‫الب ْعد‬
‫الليلي ُة تستمع يف ُ‬
‫َّ‬
‫النبات الذي يتنفس يف غاب من التامثيل‬
‫ٍ‬
‫مبالك‬ ‫يحلم‬
‫ُ‬ ‫أو‬
‫كام لو كان يعزف الناي الجانبي‬
‫ْتهم قصب ًا بني الخشخاش‪.‬‬
‫يل ُ‬
‫الليلي ِة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫يتنامى الليلُ يف يومية‬
‫ألبوم الصور‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫أطفالٌ غائبون‬

‫‪57‬‬
‫ام البورتريهات‪.‬‬
‫رس ُ‬
‫يشاهدون الطائر الالمريئ الذي يربزه َّ‬
‫هكذا هو الليل‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بأجنحة سوداء‪.‬‬ ‫يئ‬
‫قبيح المر ُّ‬
‫ٌ‬ ‫طائر‬
‫ٌ‬
‫الليلي ِة‬
‫َّ‬ ‫يتنامى الليلُ يف يومية‬
‫من جديد يسحب‬
‫ِ‬
‫الغابة الطوطمية‪،‬‬ ‫نحو‬
‫ليلٌ طويل متسك به بني يديها‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫بيت املوسيقى‬
‫ُ‬

‫هنا‪ ،‬بالد الذاكرة‪.‬‬


‫بناء ليايل الكامئن‪،‬‬
‫أعيد ُ‬
‫َ‬ ‫يف هذه البالد‬
‫ِ‬
‫املاء أسامء األصدقاء‬ ‫أكتب يف‬
‫املُتحلِّلني‪،‬‬
‫مسحور‬
‫ٌ‬ ‫ومينح طبلٌ ‪ ،‬طبلٌ‬
‫ُ‬
‫ولعامي‪.‬‬
‫َ‬ ‫صوت ًا لصمتي‪،‬‬
‫شخص ما يأيت بني الظاللِ‬
‫ٌ‬
‫شاسع ِلل َّْيلِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫معطف‬ ‫أو ملفوف ًا يف‬
‫الغائبني‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫صوت‬ ‫حوم حولَ‬
‫َي ُ‬
‫يلج املوسيقى‪،‬‬
‫شخص ما ُ‬
‫ٌ‬
‫أبوابه‬
‫ُ‬ ‫اسع الذي تنف ِت ُح‬
‫الش َ‬
‫البيت َّ‬
‫َ‬
‫منسي ٍة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫لفراديس‬
‫َ‬

‫‪59‬‬
‫املوسيقي‬
‫ِّ‬ ‫ابتهاالت‬
‫ُ‬

‫سانتا سيسيليا‪،‬‬
‫راعية املوسيقى‪ ،‬كانت عمياء‪.‬‬
‫إن الليلَ‬ ‫َّ‬
‫مثةَ َم ْن يقولون َّ‬
‫أيض ًا كذلك‪:‬‬
‫وراقص‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أعمى‪..‬‬
‫أعمى ألنه مييض متعرث ًا بالجدران‪،‬‬
‫السواقي‪،‬‬
‫ويف َّ‬
‫وراقص‪ ،‬ألنه يصغي إىل موسيقى الهواء‪،‬‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ترومبيت الدوائر ونقَّارة القمر‪.‬‬ ‫أصوات‬
‫َ‬
‫سانتا سيسيليا‪،‬‬
‫العميان‪،‬‬
‫إن كانت املوسيقى ضوء ُ‬
‫ْ‬
‫اإليقاع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فامنحي كلاميت قلي ً‬
‫ال من‬
‫صخب يسمع ع ْز ُف كامنٍ ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫يوجد‬
‫ُ‬ ‫فأينام‬
‫وأوكارينا‪.‬‬
‫موسيقي ِ‬
‫يك‪ ،‬دعيهم يسقطون‬ ‫ِّ‬ ‫اِحمي‬
‫ريح جديد ٍة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إغواء ٍ‬ ‫يف‬

‫‪60‬‬
‫تدر ٌب‬
‫اص ُم ِّ‬
‫ق َّن ٌ‬

‫هي ساحرةٌ‪.‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫غرفة ال َّن ْو ِم‬ ‫ِ‬
‫هواء‬ ‫تحل ُِّق يف‬
‫تكنس ذاكريت‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كانت عباء ُتها‬
‫ْ‬ ‫كام لو‬
‫تدر ٌب‪،‬‬
‫اص ُم ِّ‬
‫وأنا‪ ،‬ق َّن ٌ‬
‫ِ‬
‫رافات‪،‬‬‫الخ‬
‫راوي ُ‬
‫َ‬ ‫ِب‬ ‫َ‬
‫أمسك بِها أستجو ُ‬ ‫ليك‬
‫ِ‬
‫الغابات‪.‬‬ ‫حاج‬
‫َّ‬
‫نواياي‪،‬‬
‫ب َ‬‫وهي تتج َّن ُ‬
‫َ‬
‫تحل ُِّق يف دوائر الضباب‬
‫فوق رأيس املكروبة‪.‬‬
‫َ‬

‫‪61‬‬
‫أحيان ًا ُّ‬
‫أظن أ َّنها تصلُ ح َّتى مائديت‬
‫ٍ‬
‫رشِس‬ ‫مثلَ حيوانٍ‬
‫يرتوي من ب ِْر ٍ‬
‫كة‪،‬‬
‫أبجدي ِتها‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫كتاب‬ ‫وعندما أحاول َّ‬
‫فك شيفرة‬
‫ِ‬
‫غرفة ال َّنوم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫هواء‬ ‫تتالىش يف‬
‫دية‪،‬‬
‫الس َم َّ‬ ‫ِ‬
‫مكائدي َّ‬ ‫هي تتج َّنب‬
‫أرشايك وفخاخي‪.‬‬
‫ومرا ِوغةٌ ‪.‬‬
‫الكلمة ُمنفل َتةٌ ُ‬
‫ُ‬ ‫هكذا‪ ،‬هي‬

‫‪62‬‬
‫الراقصة‬
‫ّ‬ ‫مونولوج‬

‫أنا اآلن زهرةٌ‪.‬‬

‫وبعدئذ شاللٌ ‪.‬‬

‫طائر رسي مييل التحليق‬

‫املنصة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عىل قدمي الهشتني‪ ،‬فوق‬

‫لو هنالك تحت نعيل‬

‫أجهل ُُه‪.‬‬
‫عامل ثابت‪ ،‬فأنا ْ‬
‫قلت لهم‬
‫هل سيفهمونني لو ُ‬
‫ِ‬
‫قطرات العرق أغىل‬ ‫إن‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫القالئد؟‬ ‫بالنسبة يل‪ ،‬من‬

‫اآلن أنا نار‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وملَّا أعود إىل ذايت‪،‬‬
‫تتوقف املوسيقى‬
‫ُ‬ ‫ملَّا‬
‫وأرى اآلخرين‪ ،‬الذين هم مرآيت‪،‬‬
‫ب من معرفة أنني كنت زهرة‪،‬‬
‫أتهي ُ‬
‫َّ‬
‫كنت شالالً‪ ،‬وكنت ناراً‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫مونولوج البهلوان‬

‫«إذا وقعـت‪ ،‬فسـوف تسـتحق الصلـوات الجنائزيـة األكثر‬


‫تقليديـة»‪.‬‬
‫(جان جينيه)‬

‫بهلوان أنا‪.‬‬
‫ٌ‬
‫جناح الطائ ِر‬
‫ِ‬ ‫مثل‬
‫ِ‬
‫جسد الهواء‬ ‫الذي ينتمي إىل‬
‫أكرث َّ‬
‫مم لجسده‪،‬‬
‫مملكتي يف األعايل‪.‬‬
‫الهوات‪.‬‬
‫بهلوان أنا‪ ،‬راعي َّ‬
‫ٌ‬

‫‪65‬‬
‫خفيف مثلَ الريشة‬
‫ٌ‬ ‫أنا‬
‫ص‬ ‫ألنني نادر ًا ما ُ‬
‫أغ ُّ‬
‫ببقايا الوليمة‪.‬‬

‫فكرت فيام يبتلعه‬


‫ُ‬ ‫إذا‬
‫الصقر املليكّ األخرق‬
‫الذي يحفظ الحداد لذاته‪،‬‬
‫يف تحليقه املنحدر‬
‫فوق الخرائب‪،‬‬
‫إن شيئ ًا منه يكمن يف فروة رأيس‪:‬‬
‫أقول ّ‬
‫أمري يف الهواء‪.‬‬
‫عبد عىل األرض‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫بهلوان أنا‪.‬‬
‫ٌ‬
‫واحد فقط ُي ْر ِه ُبني‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫متوتر‬
‫ٌ‬ ‫حبلٌ‬
‫ذاك الذي مييض من عزلتي إىل عزلتك‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫مونولوج الغجرية‬

‫قرأت خطوط كفِّي‬


‫ُ‬
‫يتجولُ‬
‫َّ‬ ‫املوت‬
‫َ‬ ‫ورأيت‬
‫بني دربني ال ُمتوقعني‪.‬‬
‫منذ ذلك الحني‬
‫ت نفيس أن أشبك أصابعي‬
‫عل َّْم ُ‬
‫يف كلّ مفرتق طرقٍ ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صامت‬ ‫لر ُجلٍ‬
‫تكهنت َ‬
‫ُ‬
‫مبصريِه يف املقرب ِة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫اللون املتوهج لقمييص‬
‫كان يبدو مثل طائر يحرتق‬
‫الجص‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫عىل ألواح ومالئكة من‬
‫تخم َن اآليت‬
‫سخرية عابثة‪ ،‬أن ِّ‬
‫نب قرب‪.‬‬
‫َج َ‬
‫حاولت َ‬
‫ذلك‬ ‫ُ‬ ‫حتى لو‬
‫ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫فلست متكهنة أفضل من‬
‫ُ‬

‫‪68‬‬
‫مي َتة‬
‫طبيعةٌ ِّ‬

‫الص ِغ َ‬
‫رية‬ ‫يب ِتي َّ‬
‫الشار ِِع ب َِح ِق َ‬
‫أم ِش ِف َّ‬ ‫ْ‬
‫ِم ْن ِجل ِْد الظِّ َب ِ‬
‫اء‬
‫َوب َِحا ِفظَ ِة ُن ُقو ِدي ِم ْن ِجل ِْد ِ‬
‫الع ْجلِ ‪.‬‬
‫اء ِم ْن ِجل ِْد الث َّْو ِر‬
‫س ِحذَ ً‬
‫أل َْب ُ‬
‫تب ِ‬
‫ِص ْب ِغ األنَاتو‬ ‫اء طُ ِل َي ْ‬‫وأر َت ِدي َص ْدر َِّيةً َح ْم َر َ‬
‫ْ‬
‫س ٌّي‬‫اب غَ َسل ََها ن َْه ٌر ِ ِّ‬ ‫كُ لُّ ِث َي ِ‬
‫الو ْر ِد‪،‬‬
‫ابونٍ ِم َن َ‬ ‫و ِقطَ ُع َص ُ‬
‫اب ق َِد ٌ‬
‫يم‬ ‫س غَ ٌ‬ ‫أو َرا ِقي َي ْه ِم ُ‬
‫ِف ْ‬
‫س‬ ‫أح ُّ‬‫أح َيان ًا ِ‬
‫ْ‬
‫ام َي َت َمطَّ ى‪،‬‬ ‫ان ِ‬
‫الح َز ِ‬ ‫أن ث ُْع َب َ‬
‫َّ‬
‫نان‪.‬‬ ‫ضو ِر ِف ْ‬
‫أس ِ‬ ‫الي ْخ ُ‬
‫ار َ‬‫مثةَ آ َث ُ‬
‫َّ‬
‫الص ْف َص ِ‬
‫اف‬ ‫ْالم َف ْح ِم َّي ٍة ِم ْن َش َج ِر َّ‬
‫ب بِأق ٍ‬
‫أ ْك ُت ُ‬
‫أي قطْ َع ٍة ِم َن املَنظَ ِر الطَّ ب ِ‬
‫ِيع ِّي أنَا‪.‬‬ ‫اءلُ ‪ُّ :‬‬
‫أ َت َس َ‬

‫‪69‬‬
‫أمثولة اليدين‬

‫متسك مثرةً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫هذه اليد‬
‫األخرى ُت ِ‬
‫بع ُدها‪.‬‬
‫وتنزع القفا َز‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الصقر‬
‫َ‬ ‫يد تستلم‬
‫ٌ‬
‫يضء مصباحاً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تطرده‪ُ ،‬ت‬
‫ُ‬ ‫األخرى‬
‫ب‬ ‫تكتب رسائلَ ُ‬
‫الح ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يد‬
‫ٌ‬
‫ُ‬ ‫الس َيا ِم ُّي امل‬
‫ُلتبس بِالشتائم‪.‬‬ ‫التي ميلؤها توأمها ِّ‬
‫هد ُد‪.‬‬
‫بارك‪ ،‬واألخرى ُت ِّ‬
‫يد ُت ُ‬
‫ٌ‬
‫ترسم حصاناً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫واحد ٌة‬
‫واألخرى‪ ،‬كوجر ًا ُي ِ‬
‫رع ُبه‪.‬‬
‫اليد اليمنى ترسم بحرية‪:‬‬
‫اليرسى يف نه ٍر من الحربِ‪.‬‬
‫ُتغرقه ُ‬
‫تكتب كلمةَ طائرٍ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يد‬
‫ٌ‬
‫تكتب قفصه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫واألخرى‬

‫‪71‬‬
‫من نو ٍر تبني َّ‬
‫السالملَ ‪،‬‬ ‫يد ْ‬ ‫َّ‬
‫مثةَ ٌ‬
‫الدرجات‪.‬‬
‫كك ُّ‬
‫وظُ لْمةٌ ُتفَ ُ‬
‫لكن الليل يأيت‪ .‬يأيت‬
‫ِ‬
‫إيذاء بعضهام‬ ‫عندما تتعبان من‬
‫تقيامنِ هدنة يف حربهام‬
‫ألنهام تبحثان عنك‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫جدارية األقنعة‬
‫ُ‬

‫املنفي‪ ،‬ذاك الذي دومنا آثار‪ .‬يف‬


‫ُّ‬ ‫يوجد‬
‫ُ‬ ‫عرب الطرقِ العمياء‪،‬‬
‫مدن سامواتها باللونِ األحمر‪ ،‬والليلية‬
‫بعصفو ٍر من الظلّ يف املرايا‪.‬‬
‫يكون يل‬
‫َ‬ ‫الرتاب فلن‬
‫َ‬ ‫املنفي‪« :‬إذا مل أمتلَّك‬
‫ُّ‬ ‫هكذا كان يغ ِّني‬
‫الروح وأقاليم‬
‫ُ‬ ‫سامء‪ .‬تؤملني‬
‫ٌ‬ ‫ظلٌّ ‪ ،‬ولن تكون يل‬
‫ِ‬
‫الجسد البعيدة»‪.‬‬
‫رت‬ ‫الليلية تكتب كلامته‪ ،‬كلامت ُم ْس ٍ‬
‫هد يف دف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫كانت‬
‫أبراج املدينة وتنحدر‬
‫ُ‬ ‫«ترتفع‬
‫ُ‬ ‫ُمهملٍ ‪:‬‬
‫أمتلك غرفة يف النسيان»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫من خالل عيني لكن‬

‫‪73‬‬
‫اآلن أنـا الـذي مل أكنـه‪ .‬أو ذاك الـذي أنـا بصـدد أن أكونـه‬
‫ويحـدث‪.‬‬
‫أو ما لست أدريه من جسدي‪ .‬أو ذاك الذي ينظر يف املساف ِة‬
‫تسكن يف قفص عظامها‪ .‬أو ذاك الذي رأى‬
‫ُ‬ ‫األعامر التي‬
‫ُ‬
‫يظن أنه عرث‬
‫الصمت‪ .‬أو َم ْن ُّ‬
‫يطارد َّ‬
‫ُ‬ ‫مالك ًا بال صوت‬
‫مر ًة تلو أخرى عىل املرأة التي تغسل املاء‪ .‬أو‬
‫ّ‬
‫يبعث رسائل يف الريح‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُتمرد الذي كان‬
‫الذي رأى امل ِّ‬
‫أو املُعطَّ ل الذي كان ينام عىل رسي ٍر من العشب‪.‬‬
‫أو خوان الكاتب املوثق‬
‫ش يف رساديب اللّغة‪.‬‬
‫ينب ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الضباب هذه دون أن تستطيع إصدار حكم‬ ‫قد ابتعدت أقنعة‬
‫إعدام النسيان‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫شاهدة قرب مفسد األفراح‬

‫مفسد األفراح‬
‫َ‬ ‫كانوا يسمونني‬
‫يذكر املرآة يف ِ‬
‫بيت األعمى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ذاك الذي كان‬
‫يطلق اسم الباهرة يف بيت املشنوق‬
‫ُ‬ ‫ذاك الذي‬
‫قناص يف الليل‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪75‬‬
‫أعشق األفراح‬
‫ُ‬ ‫كنت‬
‫ورغم أنني ُ‬
‫وكنت أفضلُ امل ََر َايا بال صو ٍر‬
‫ُ‬
‫االحرتام «لربطة عنق نريفال»‬
‫َ‬ ‫وأحفظ‬
‫ِ‬
‫الهدف القمر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الطلقة تجاه‬ ‫وكنت أبحث عن‬
‫وأكرث من ذلك كان سريوقني‬
‫النار‬
‫َ‬ ‫أن أط ِلق‬
‫كنت بال عملٍ ‪ :‬ال مفتش‬
‫ِ‬
‫للتفاهات‪.‬‬ ‫وتفريغ‬
‫ٍ‬ ‫أساسات البنايات وال عامل شحنٍ‬

‫يف الواقع‪ ،‬كان سريوقني أن أكون‬


‫قطة أليس‬
‫الذي يتالىش يف الهواء‬
‫ِّف فقط َر َّجةَ ابتسامته‪.‬‬
‫ويخل ُ‬

‫‪76‬‬
‫ترشد‬ ‫ليلية ا ُ‬
‫مل ِّ‬

‫يقولون‬
‫تفتقر إىل الذا ِكر ِة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إن األقدام‬
‫الشوارع‬
‫ُ‬ ‫تلتهمها‬
‫ُ‬ ‫والخطوات التي‬
‫ُ‬
‫ليلة بعد ليلة تنتهي إىل النسيانِ ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫عرب املراعي الجافة‬
‫ُترشد ملفوف ًا يف‬
‫مي ُّر امل ِّ‬
‫ُ‬
‫جسد مل يتمكَّ ن قط أن يسكنه‪.‬‬
‫يسقط الظلُّ‬
‫ُترش ُد حول نفسه‬ ‫ُ‬
‫يطوف امل ِّ‬
‫يخفض السوق قضبانه‬
‫ُ‬ ‫عندما‬
‫َّن‪.‬‬
‫ومثَّة رائحة املساء الذي يتعف ُ‬
‫يقولون‬
‫تفتقر إىل الذاكرة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إن األقدام‬
‫تلتهمها الشوارع‬
‫ُ‬ ‫والخطوات التي‬
‫ُ‬
‫ليلة بعد ليلة تنتهي إىل النسيان‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الس ِّيد رامبو‬
‫ب يف بيت َّ‬
‫طوافات ال َّن ْه ِ‬
‫ُ‬

‫تقطـع‬
‫ُ‬ ‫تغير مكانهـا‪ ،‬فـإن ُح َم َمهـا‬
‫الرباكين قلما ِّ ُ‬
‫ُ‬ ‫إِ ْن كانـت‬
‫ومتنحـه فضائـلَ ُتغ ِّنـي يف شـطآنها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الفـراغ املهـولَ للعـا ِ‬
‫مل‬
‫رحلـت‪ ،‬يـا رامبو!‬
‫َ‬ ‫جيـد ًا أنـك‬
‫فعلـت ِّ‬
‫َ‬
‫(رونيه شار)‬

‫‪79‬‬
‫الص ْم ِ‬
‫ت‬ ‫فنون َّ‬
‫ُ‬

‫أراه‬
‫أن ُ‬ ‫تقد ِّ‬
‫أع ُ‬ ‫أح َيان ًا ْ‬
‫ْ‬
‫بى امل ُْر َت ِحل َِة‬ ‫ي القَ َبا ِئلِ الكُ ْ َ‬‫َب ْ َ‬
‫وع‪.‬‬
‫لج ِ‬ ‫مل َت َح ِّركَ ِة ِل ُ‬
‫اه ِد ا ُ‬
‫َش ِ‬ ‫ب امل َ‬ ‫َع ْ َ‬
‫الص ْم ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ُه َو َعا ِئ ٌد ِم ْن ُف ُنونِ َّ‬

‫ب ال َِّذي َي ْه َر ُب ِم ْن ُب ُيو ِت ِه‬


‫ي ِض َج ْن َب امل َْو ِك ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِم ْثلَ َم ْش َه ٍد‬
‫َس َج َن ُه امل َْو َت ِف َقفَ ٍ‬
‫ص‪.‬‬

‫كانت بي َت ُه‬
‫ْ‬ ‫ار‬
‫ال َّن ُ‬

‫ام ِ‬
‫ات‬ ‫مثةَ َم ْن َي ْب َدأُ ب ِّ‬
‫ِالد َع َ‬ ‫اء َب ْي ٍ‬
‫ت َّ‬ ‫ِل ِب َن ِ‬
‫اد ُة‬ ‫َل ِك ْن ُه َو ل َْم َيكُ ْن كَ ذَ ِل َك‪ُّ ،‬أي َها َّ‬
‫الس َ‬
‫ِي‪،‬‬ ‫ب َخا ِل ٍ‬
‫ص َبه ٍّ‬ ‫ب َو َو ْق ُت ُه ِم ْن ذَ َه ٍ‬ ‫ان ِم ْن ِطي َن ٍة َفا ِق َد ٍة ِل َّ‬
‫لص ْ ِ‬ ‫كَ َ‬
‫مل ْد َخ َن ِة‪،‬‬
‫اع ِد ِم َن ا ِ‬
‫مل َت َص ِ‬ ‫ان َي ْب َدأُ بِ َن َ‬
‫اء َب ْي ِت ِه ِم َن ُّ‬
‫الد َّخانِ ا ُ‬ ‫كَ َ‬
‫ب‪،‬‬‫الخ َش ِ‬
‫ات َ‬‫ام ِ‬
‫ان ُي ْل ِقي ِد َع َ‬ ‫َو ِل ْجلِ ذَ ِل َك كَ َ‬
‫الس ْح ِر القَ ِد ِ‬
‫يم‬ ‫الدا ِئر َِّيةَ َوال َّن َوا ِفذَ ذَ ات ِّ‬
‫اب َّ‬
‫األبْ َو َ‬
‫ِف َدا ِئ َر ِة ال َّنارِ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ـه‬
‫ض أ َّن ُ‬ ‫يـد ٍة‪ ،‬كَ َ‬
‫ان َي ْف َ ِ‬
‫تر ُ‬ ‫ـن ِتلالٍ َب ِع َ‬
‫ـرى َحرِيقـ ًا ِم ْ‬ ‫َو ِحي َن َما كَ َ‬
‫ان َي َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫َب ْي ٌ‬
‫َمل َْج ٌأ َش ِ‬
‫اس ٌع ِف ِع ِّز اال ْز ِه َرارِ‪.‬‬
‫ار َب ْي َت ُه‪.‬‬ ‫َفقَ ْد كَ ان ِ‬
‫َت ال َّن ُ‬

‫القلم اللي ُّ‬


‫يل‬ ‫ُ‬

‫الضلِّيلِ‬ ‫ت ِة ذَ ِل َك امل ِ‬
‫َالك ِّ‬ ‫أن ِف ُس ْ َ‬
‫ان َي َت َخ َّيلُ َّ‬
‫أح َد كَ َ‬ ‫ال َ‬
‫َقل ٌَم ِم ْن ُه َت َت َدف ُ‬
‫َّق‬
‫اإلشاق ِ‬
‫َات‪.‬‬ ‫أبْ َهى ْ َ‬
‫الجل ِْد ا ُ‬
‫مل َت َش ِّققِ‬ ‫ِيف ِ‬
‫اء َنز َ‬
‫اله َو ُ‬
‫ف َ‬ ‫ك ُيو ِق َ‬
‫َو ِل َ ْ‬
‫أل ْسكُ فَ ِ‬
‫ات‬ ‫ان ُحل ُْم ُه َي َض ُع َع َل ا ُ‬
‫كَ َ‬
‫وس ِم ُ‬
‫يدو َزا‪.‬‬ ‫ُر ُؤ َ‬

‫َت َت ْن َب ِث ُق كُ لُّ الطُّ ُق ِ‬


‫وس‬ ‫ِم ْن َقل َِم ِه امل ُْع ِت ِم كَ ان ْ‬
‫الخ ِف َّي ِة‪،‬‬
‫مي ِة َو َ‬
‫القَ ِد َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ان َه َّشةٌ ِل َش َج َر ٍة ق َْد َت َّ‬
‫يب َس ْ‬ ‫أغ َص ٌ‬
‫ْ‬

‫أع َر َف بِأو َل ِئ َك ِّ‬


‫الر َجالِ‬ ‫ان ْ‬
‫أح َد كَ َ‬
‫ال َ‬
‫مي ِة‬
‫وم ِة القَ َصا ِئ ِد القَ ِد َ‬ ‫إح َي ِ‬
‫اء ُن ُع َ‬ ‫القَ ا ِدر َ‬
‫ِين َع َل ْ‬
‫األخ َرى‪ ،‬القَ ِتيل َِة ق َْبلَ َب ْد ِء ُ‬
‫الج ْر ِح‪.‬‬ ‫َوبِ ِتل َْك ْ‬
‫الس ِ‬
‫اخ َرةَ‪:‬‬ ‫ان َي ْب َدأُ َ‬
‫الح ْم َلةَ َّ‬ ‫ُمالزِم ًا ِلقَ ل َِم ِه كَ َ‬

‫‪81‬‬
‫اع ِد ِه ْم‬‫ني ِف َمقَ ِ‬ ‫ملث ََّب ِت َ‬ ‫َت ّب ًا ِل ِّ‬
‫لر َجالِ ا ُ‬
‫َج ِد‪.‬‬‫مل َت َع ِّف َن ِة بِامل ْ‬
‫االت ا ُ‬‫الص ِ‬‫َو ِف َّ‬

‫أح َد َي َت َخ َّيلُ‬
‫ال َ‬
‫الج ْو َز ِ‬
‫اء‬ ‫وش َت ْح َت ُب ْر ِج َ‬ ‫أن ِف ذَ ِل َك القَ ل َِم ا َ‬
‫مل ْن ُه ِ‬ ‫َّ‬
‫األش َّد ِ‬
‫اء‪.‬‬ ‫َس ْو َف ُت ِق ُ‬
‫يم َم َحطَّ ُة ِ‬

‫القَ ْر َي ُة‬

‫ش القُطْ ِن َّي َي ْن َت ِف ُ‬
‫ض‪،‬‬ ‫اعقَ ِة َو ِه َي َت ْج َعلُ ال ُق َم َ‬
‫أم ِه ال َّن ِ‬
‫َب ِعيد ًا َع ْن ِّ‬
‫ِيق ِل ُم ُدنٍ‬
‫ت القَ ْر َي ُة الطَّ ر َ‬ ‫ْس َح ِ‬‫أف َ‬
‫َت ُم َم َّز َقةً ب َِصهِيلِ ِح َصانٍ ‪.‬‬
‫َس َم َوا ُت َها َب ْع ُد َما َزال ْ‬
‫ت‬
‫مت ْ‬
‫ث َّ‬ ‫َت القَ ْر َي ُة القَ ِد َ‬
‫مي ُة َح ْي ُ‬ ‫َب ِعيد ًا كَ ان ِ‬

‫س ق َُز ٍح»‪.‬‬‫إدا َن ُت ُه ِم ْن ِق َبلِ ق َْو ِ‬ ‫« َ‬


‫أسل ََم ذَ ا َت ُه‬
‫ث ْ‬ ‫ب َة ُه َنا ِل َك َح ْي ُ‬ ‫ا َ‬
‫مل ْك َت َبةَ امل ُْغ َ َّ‬
‫اء ِة‪.‬‬
‫ِل َن ْش َو ِة ال ِق َر َ‬
‫االخ ِت َناقِ ‪،‬‬
‫ف ْ‬ ‫القَ ْر َي ُة ُم ْن َعطَ ُ‬
‫اع ِة‪.‬‬
‫الو َد َ‬
‫ور َ‬‫شب َِّيةٌ َي َرى ِم ْن ِخال ِل َها ُع ُب َ‬
‫َم ْ َ‬
‫َسا َفةَ‬
‫ت ِّو ُج امل َ‬
‫إيزابِيل ُ َ‬
‫أخ ُت ُه َ‬
‫َو ْح َد َها ْ‬
‫ِم ْثلَ َج َر ٍ‬
‫س ُي ْق َر ُع‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ِظلُّ رامبو‬

‫وج ٍز ِلل َّتكَ ُّه َن ِ‬


‫ات‪،‬‬ ‫أي ِك َت ٍ‬
‫اب ُم َ‬ ‫س ِف ِّ‬
‫لي َ‬
‫ْ‬
‫الع َجا ِئ ُز َوكُ لَّ َ ْ‬
‫ش ِء ُتفَ ِّ ُ‬
‫س ُه‪،‬‬ ‫ب ا َّل ِتي َت ْس َت ْح ِ ُ‬
‫ض َها َ‬ ‫ِت َ‬
‫لك الكُ ُت ُ‬
‫ُي ْع َر ُف َم ْن َم َش أك َْثَ‪:‬‬
‫الع ِ‬
‫اش ُق‪،‬‬ ‫ف‪َ ،‬‬ ‫أو ِظل ُُّه َ‬
‫الو ِ ُّ‬ ‫ام ُبو ْ‬
‫َر ْ‬
‫ان ُي ِح ُّ‬
‫س َد ْر َب ُه ُم َض َّبب ًا أك َْثَ‪.‬‬ ‫وال َم ْن ِم ْن ُه َم كَ َ‬

‫ام ُبو‪َ ،‬م ْن َهذَ ا ال َّن ْي ُ‬


‫زك؟‬ ‫َم ْن ُه َو َر ْ‬
‫أع َم َق‬ ‫ص ْخ َأبد ًا َص ْمت ًا َ‬
‫آخ َر ْ‬ ‫مل َي ْ ُ‬
‫ْ‬
‫الد ِ‬
‫اخلِ ‪.‬‬ ‫ات‪ ،‬خل َْو ِ‬
‫ات َّ‬ ‫ب الخل َْو ِ‬
‫َع ْ َ‬
‫ام ُبو‪،‬‬
‫َم ْن ُه َو َر ْ‬
‫َم َحطَّ ةٌ َم ْج ُهو َلةٌ ؟‬
‫اله َد ُف والطَّ لْقَ ُة‪،‬‬
‫والس ْه ُم‪َ ،‬‬
‫َّ‬ ‫س‬
‫القَ ْو ُ‬
‫اح‪.‬‬
‫الص َب َ‬ ‫ان ُي َن ِ‬
‫اجي َّ‬ ‫ِالر ِ‬
‫يش إ ْذ كَ َ‬ ‫ال َّت ْح ِل ُ‬
‫يق ب ِّ‬
‫لص ْم ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫اإليقاع ذا َت ُه ِل َّ‬
‫َ‬ ‫لها كل َُّها‬
‫كان َ‬
‫َ‬

‫ألجلِ امل ُْر َت ِحلِ َع ْن ذَ ا ِت ِه‬ ‫ْ‬


‫يض‬‫َت أ ْقب َِي ُت ُه َت ِف ُ‬
‫كان ْ‬
‫الص ْم ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫بِ ُز ُهو ِر َّ‬

‫‪83‬‬
‫األب ِد ُّي‬
‫ام ُبو‪ُّ ،‬أيها األيْ ُم َ‬ ‫آ ٍه َيا ظلَّ َر ْ‬
‫وسي ِق َّي ٍة»‪.‬‬‫يط ِج ّد ًا ِم ْثلَ ُج ْمل ٍَة ُم ِ‬‫«الب ِس ُ‬
‫َ‬

‫قدمي ٌة‬
‫َ‬ ‫أُ َ ٌ‬
‫س‬

‫البرشي‪ ،‬سيميض الرأسامل‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫مثلام مىض أكلُ اللحم‬
‫يجب أن نخبط‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ُ‬ ‫الدماء‪،‬‬
‫مصاص ِّ‬
‫قلب َّ‬
‫ها هنا ُ‬
‫لويز ميشيل‬
‫ومون َِة‬
‫تمرد ًا ِف الكُ ُ‬
‫ُم ِّ‬
‫رب ِ‬
‫فيه طَ ر ِّي ًا‬ ‫عد مازالَ ِ‬
‫الح ُ‬ ‫بأص ُب ِع ِه الذي َب ُ‬
‫شري ْ‬
‫كان ُي ُ‬
‫َ‬
‫ذْخ‪.‬‬ ‫اد ِة َ‬
‫الب ِ‬ ‫َ‬
‫إل َس َ‬
‫السا ِم َي ِة‬ ‫بالوظَ ِ‬
‫ائف َّ‬ ‫رون َ‬ ‫مل َتظَ ِ‬
‫اه َ‬ ‫ا ُ‬
‫بالخشب ذا ِت ِه‬
‫ِ‬ ‫عون‬
‫ص َن َ‬
‫كانوا َي ْ‬
‫ام َد ِقيقَ ةً ‪.‬‬
‫إع َد ٍ‬ ‫ص ِ‬
‫ات ْ‬ ‫َب َرا ِميلَ ال َّنب ِ‬
‫ِيذ و ِم َن َّ‬
‫ور ٌة ب ُِرقَى‬ ‫ِع َص ٌ‬
‫ابات َم ْس ُح َ‬
‫ماء‪َ ،‬ت ْس َت ْو ِط ُن َه َو َ‬
‫اء الل َّْيلِ ‪.‬‬ ‫لد ِ‬‫اص ِل ِّ‬
‫ص ِ‬‫َم َّ‬
‫أع َمقِ امل ِ‬
‫َاء‬ ‫يف ْ‬
‫أل‬ ‫ام َج ِد َ‬
‫يد ٌة َت َتأل ُ‬ ‫إع َد ٍ‬
‫ات ْ‬ ‫ِم َن َّ‬
‫ص ُ‬
‫أج َرانِ ال َّت ْع ِم ِ‬
‫يد‪.‬‬ ‫يف ْ‬
‫ون‬
‫وم َ‬
‫َحكُ ُ‬
‫اعي كان امل ْ‬ ‫بالس ْجنِ ِّ‬
‫الص َن ِّ‬ ‫ِّ‬

‫‪84‬‬
‫ُض َبانِهِم‪.‬‬
‫ون َش َبكةَ ق ْ‬
‫ص َن ُع َ‬
‫َي ْ‬
‫ام ُبو‪:‬‬
‫َس ِّيدي َر ْ‬
‫ِس َو ِتد ًا يف قل ِ‬
‫ْب‬ ‫أغر ُ‬
‫ف ْ‬‫كي َ‬
‫ْ‬
‫الد َم ِ‬
‫اء؟‬ ‫ص ِ‬
‫اص ِّ‬ ‫َم َّ‬

‫اع ُة‬
‫ال ُّنقَ َ‬

‫أخت رامبو‪،‬‬
‫َّلج‪،‬‬
‫أعامه الث ُ‬
‫ُ‬ ‫أبيض‬
‫َ‬ ‫مثل طائ ٍر‬
‫ٍ‬
‫حشد ِمن املسهدين‪ ،‬حاملةً‬ ‫تتنقَّلُ بني‬
‫ِ‬
‫الخشخاش‪.‬‬ ‫قاع ِة‬ ‫فنجان ًا ساخن ًا ْ‬
‫من ُن َ‬
‫تينييس وليامز‬
‫يش ِف َي‬ ‫ي ِك ُن ُه ْ‬
‫أن ْ‬ ‫اب كَ ر ِ‬
‫ِيه الطَّ ْع ِم َ‬
‫كان ُ ْ‬ ‫ش ٍ‬‫أي َ َ‬‫ُّ‬
‫االس ِت َح ِ‬
‫االت!‬ ‫ار ْ‬ ‫ارها‪ُ ،‬س َع َ‬
‫ُس َع َ‬
‫أع َل َنت‬
‫قد ْ‬ ‫ق َِدمي ًا كَ ان ْ‬
‫َت ْ‬
‫األش ّد ُل ُزوماً‪،‬‬
‫ات َ‬ ‫ري ِ‬
‫ال َّت ْد ِم َ‬
‫ِب‪.‬‬
‫ان َت ْل َته ُ‬
‫ُبل َْد ٌ‬
‫ش ق َِد ٍ‬
‫يم‬ ‫واآلن َت ْح َت أ َث ِر َعطَ ٍ‬
‫َ‬
‫َت َس َت ْش َت ِهي ُن َ‬
‫قاعةَ امل َْر َض‪.‬‬ ‫كَ ان ْ‬
‫وم‪،‬‬ ‫ُم ْس َت ْنفَ َد ٌة كلُّ ُّ‬
‫الس ُم ِ‬

‫‪85‬‬
‫األب ِد َّي ِة‪،‬‬ ‫ُمستنفَ َد ٌة ِح َّ‬
‫ص ُة َ‬
‫َّلج‬
‫ْس ٌّو بِالث ِ‬
‫طائر َمك ُ‬
‫ٌ‬ ‫وأخ ُت ُه‪،‬‬

‫ث َع ْن ُه ِف الل َّْيلِ‬
‫تب َح ُ‬
‫ْ‬
‫بِقَ َنا ِديلَ ُمطْ فَ أ ٍة‪.‬‬

‫َب ِخيلٌ ِم ْثلَ َ‬


‫الب ْح ِر‬
‫َب ِخيلٌ ِم ْثلَ َ‬
‫الب ْح ِر‬

‫َو َر ْغ َم ذَ ِل َك كَ َ‬
‫ان ُي ْخر ُِج‬

‫اد ِت ِه‬
‫ِم ْن و َِس َ‬
‫الس ْحرِ‪،‬‬ ‫كُ ونْ ِش ْ‬
‫ري ُتو ِّ‬
‫َت َب ُّد َد األ ل َْغازِ‪.‬‬

‫الخطَ َ‬
‫ايا‪،‬‬ ‫إل َ‬‫العا ِئ ِد َ‬ ‫آ ٍه! َرق َ‬
‫ْص ُة َ‬
‫الس ِ‬
‫اح ِر‬ ‫ْص ُة َّ‬
‫َرق َ‬
‫ِيع ال َّتعاويذَ‬
‫َو ُه َو َيب ُ‬
‫أش َبةً ُم ْس ِك َر ًة‬
‫َب ْي َن َم َي ْح َت ِس ْ ِ‬

‫الش ْيطَ انِ ‪.‬‬


‫ص َن ِع َّ‬ ‫بِال ُمكُ ٍ‬
‫وس ِف َم ْ‬
‫االش ِت َعالِ‬
‫ْ‬ ‫اعةَ‬
‫َت َس َ‬
‫ق َْد كَ ان ْ‬
‫ِف ال ِبل َّْو َر ِ‬
‫ات‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫رسالة بال عود ٍة‬
‫ٌ‬

‫وف ب َِب ْي ِت َها َّ‬


‫نهاباً‪،‬‬ ‫أطُ ُ‬
‫اس ِل َنار َِها‪.‬‬ ‫ِالرا ِف َد ِة َ‬
‫األس ِ‬ ‫ب َّ‬
‫ِم ْثلَ َصا ِئ ِدي ال ُّل ْؤلُؤ‬
‫الب ْح ِر‬
‫َع ِر َ‬
‫ون ِف ق ْ‬
‫ث َ‬ ‫ال َِّذ َ‬
‫ين َي ْع ُ ُ‬
‫َع َل ِقطَ ٍع ِم َن امل ََعا ِدنِ ا َّل ِتي َتأْ ِت ِم ْن َعال ٍَم َ‬
‫آخ َر‪،‬‬
‫الد ْه َش ِة‪.‬‬
‫ت َّ‬‫ث ِف َب ْحر َِها َع ْن ن َْب ِ‬
‫أبْ َح ُ‬
‫ار‬ ‫او ْز ُت ِ‬
‫الح َص َ‬ ‫ق َْد َج َ‬
‫َو َد َر ِكيِي الل َُّغ ِة‪،‬‬
‫الد َر َج ِة الثَّا ِلث َِة‬
‫ذْكر ِة َّ‬
‫ت بِ َت َ‬
‫ق َْد َم َض ْي ُ‬
‫ِف ال ِقطَ ا ِر ال َِّذي َت ُق ُ‬
‫ودون َُه‪،‬‬
‫اله َّو ِة‪.‬‬
‫َّاد ُ‬
‫َوق ُ‬
‫آه َلةً بِالطَّ َلقَ ِ‬
‫ات‬ ‫يش ل َْي َلةً ِ‬ ‫ِ‬
‫أع ُ‬
‫اء‬
‫الع َي ُ‬
‫يب َها َ‬
‫ص ُ‬ ‫ِالد طُ ُرقا ُت َها ُي ِ‬
‫ِف ب ٍ‬
‫ف امل ِ‬
‫َس ِ‬
‫ري‬ ‫َو ِف ُم ْن َت َص ِ‬

‫س َت ْح َت َش َج َر ٍة َها ِم َس ٍة‬
‫َت ْج ِل ُ‬
‫الو ْه َد ِة‪.‬‬
‫ام َع َل َسطْ ِح َ‬
‫أو َت َن ُ‬
‫ْ‬
‫او َل ِتي‪،‬‬
‫َت َس َت ْس َخ ُر ِم ْن ُم َح َ‬
‫وإن كَ ان ْ‬
‫ْ‬
‫اب امل ُْر َت َّج ِل َب ْي ِت َها الكَ ِبريِ‪.‬‬
‫الب َ‬
‫يح‪َ ،‬‬
‫الر َ‬
‫َس ِّ‬
‫أمل ُ‬

‫‪87‬‬
‫ات ال أحد‬
‫فرضي ُ‬
‫َّ‬

‫يح‪.‬‬
‫الر َ‬
‫يكون ِّ‬
‫َ‬ ‫كن أن‬
‫ُي ُ‬
‫يكون‪.‬‬
‫َ‬ ‫الصفحة البيضاء‪ُ .‬يكن أن‬
‫َّ‬
‫يكون َ‬
‫ذاك الذي يأيت‬ ‫َ‬ ‫كن أن‬
‫ُي ُ‬
‫ممحو ًا باملطرِ‪.‬‬
‫ّ‬
‫اآلن أتذكَّ ُر رج ً‬
‫ال أعمى‬
‫ٍ‬
‫عذب بفريبورغ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مساء‬ ‫يف‬
‫كان مييض وحيد ًا يف الثلج‬
‫ٍ‬
‫غبطة‬ ‫ِ‬
‫بابتسامة‬
‫بيضاء مثل ال ُّن َد ِف‪.‬‬
‫َ‬ ‫وعكَّ از ٍة ِّ‬
‫جد‬

‫‪89‬‬
‫مر بجانبي دون أن يراين‪:‬‬
‫َّ‬
‫أحد ُه‪،‬‬
‫كنت ال َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫املضيئة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اململكة‬ ‫شبح يف هذ ِه‬
‫ٌ‬
‫نكون‬
‫َ‬ ‫يحدث أن‬
‫َ‬ ‫ميكن أن‬
‫ُ‬
‫ميان ال أحد‪.‬‬
‫ُع َ‬

‫يح‬
‫الر َ‬
‫أحد ِّ‬
‫يكون ال ُ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫بخبطات بال َد ْو ٍ‬
‫زنة‬ ‫ٍ‬ ‫التي ُترشِ ُع ال َّنوافذَ‬
‫األحالم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نتحد ُث لغةَ‬
‫َّ‬ ‫لجعلنا‬
‫يكون ذاك الذي َّ‬
‫تخل‬ ‫َ‬ ‫ميكن أن‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫معطف مهجو ٍر‬ ‫ِ‬
‫األبد عن‬ ‫إىل‬
‫ِ‬
‫مشجب املقهى‪،‬‬ ‫يف‬
‫الفراغ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫راية‬ ‫معطف مثلَ‬
‫ٌ‬
‫الذي يختفي يوم ًا ما مثلَ صاحب ِِه‪.‬‬
‫يكن ُّ‬
‫قط‪،‬‬ ‫يكون ذاك الذي مل ْ‬
‫َ‬ ‫ميكن أن‬
‫ُ‬
‫ذاك الذي لن يكون أبداً‪،‬‬
‫ذاك الذي ِ‬
‫تع َب ِمن أنه كان‪.‬‬

‫املختفني‬
‫َ‬ ‫يكون يف بال ِد‬
‫ُ‬ ‫ربا‬
‫َّ‬
‫سم ِ‬
‫يه شبحاً‪،‬‬ ‫الوحيد الذي ُن ِّ‬
‫َ‬ ‫الطيف‬
‫َ‬
‫السالملَ‬
‫ذاك الذي يجعلُ َّ‬

‫‪90‬‬
‫ترتج يف اللَّيلِ‬
‫ُّ‬
‫املطبخ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أو ُيس ِق ُط مقالة يف‬
‫لوازم املائد ِة‬
‫ِ‬ ‫موضع‬
‫َ‬ ‫يغي‬
‫ذاك الذي ِّ ُ‬
‫العثور عليها‪،‬‬
‫َ‬ ‫نستطيع‬
‫ُ‬ ‫التي ال‬
‫لص األقايص‬
‫ُّ‬
‫املسافر يف ذا ِته‬
‫َ‬ ‫يكون‬
‫َ‬ ‫ميكن أن‬
‫ُ‬
‫املُرتحلَ لذاته‪.‬‬

‫مارس ِم َهن ًا يف غ ِ‬
‫ري أوانها‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قد‬
‫املتوح ِد‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫يسحب أوراق ًا يف َّ‬
‫الشارع‬ ‫ُ‬
‫متأخ َر ًة‬
‫ِّ‬ ‫يومي ٍ‬
‫ات‬ ‫َّ‬ ‫يحملُ‬
‫ِ‬
‫املدينة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الجهة األخرى من‬ ‫ٍ‬
‫جهة إىل‬ ‫من أقىص‬
‫املركزِ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫خارج أسوارها إىل‬
‫ِ‬ ‫يجلب رائحةً من‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األمس‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ملصقات سينام‬ ‫ُي ِّز ُق‬
‫ِ‬
‫القطارات ترحلُ‬ ‫يجعلُ‬
‫جر ٍ‬
‫س‪.‬‬ ‫بقرع َ‬
‫ِ‬ ‫فقط‬
‫يح‪.‬‬
‫الر َ‬
‫يكون ِّ‬
‫َ‬ ‫كن أن‬
‫ُي ُ‬
‫يكون‪.‬‬
‫َ‬ ‫الصفحة البيضاء‪ُ .‬يكن أن‬
‫َّ‬

‫‪91‬‬
‫سرية ال أحد‬

‫ٌ‬
‫أسلاف تحـت‬ ‫يكـن لـه‬
‫ْ‬ ‫مجـد ال أحـد‪ :‬مل‬‫ُ‬ ‫جديـر بالذكـ ِر‬
‫ٌ‬
‫جـذور ال يف الرشقِ ‪ ،‬وال‬
‫ٌ‬ ‫له‬ ‫وليسـت‬
‫ْ‬ ‫املطر‪،‬‬ ‫تحـت‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ـمس‬ ‫الش‬
‫َّ‬
‫أب للا‬
‫حفيـد ال أحـد‪ ،‬وال ٌ‬
‫ُ‬ ‫ابـن ال أحـد‪ ،‬وال‬
‫الغـرب‪ .‬ال هـو ُ‬‫ِ‬ ‫يف‬
‫الصغير‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أحـد‪ ،‬قنصـلٌ ال ِّنسـيانِ‬
‫فضاء بني‬
‫ً‬ ‫أتـرون يف الصـورة العائليـة فراغـاً‪ ،‬مكانـ ًا شـاغراً‪،‬‬
‫ٍ‬
‫سلالة‪.‬‬ ‫القرابـة املحرتمـة؟ إ َّن ُـه ال أحـد بلا أث ٍر وبال‬
‫األولِ مـن التاريـخ‪،‬‬
‫بـح َّ‬
‫الص ِ‬
‫مجـد ال أحـد قبـل ُّ‬
‫ُ‬ ‫جديـر بالذكـر‬
‫ٌ‬
‫آبـاء آخـرون‬
‫ٌ‬ ‫ـم‬ ‫ٍ‬
‫عشـب‪ ،‬مـن آبـاء ُه ْ‬
‫ٌ‬ ‫اليـوم‬
‫َ‬ ‫هـم‬ ‫رجـالٍ‬ ‫سـلف‬
‫ُ‬
‫صـاروا اآلن شـموع ًا بلا ذبالـة‪ٍ.‬‬

‫الواحـد منا‬
‫َ‬ ‫بـأن‬
‫يتيـح لنـا أن نتباهـى َّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫فلنحتـف بلا أحـد الـذي‬
‫هم‪.‬‬
‫شـخص ُم ٌّ‬
‫ٌ‬

‫‪92‬‬
‫كالب ال أحد‬
‫ُ‬

‫وارع‪،‬‬
‫الش ِ‬‫تتسكَّ ُع يف َّ‬
‫تنبش بقايا ال َّنها ِر‬
‫ُ‬
‫الس َه ِر عىل املوىت‪:‬‬
‫مثل الذي مييض إىل مزار َّ‬
‫أثناء ال ُق َّد ِ‬
‫اس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫قوطيون مرضوبون ِ‬
‫بالع ِ ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫كالب‬
‫ٌ‬
‫مشطوب باألمطارِ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫يوم ٍ‬
‫أحد‬ ‫ُ‬

‫‪93‬‬
‫تنام يف أعامقِ ال َّز ِ‬
‫حمة‬ ‫بوغوتا ُ‬
‫وكالب ال أحد‬
‫ُ‬
‫ام الهاربة‪،‬‬
‫األي ِ‬
‫آثار َّ‬
‫تقتفي َ‬
‫لنائب ٍ‬
‫ملك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الظلَّ ال َّت َ‬
‫ائه‬

‫الورقيةَ‬
‫َّ‬ ‫طي ِ‬
‫ارته‬ ‫يوثق ذيلَ َّ‬
‫ُ‬ ‫طفلٌ‬

‫الشوفانِ‬
‫لب ُّ‬
‫ُع َ‬
‫إىل متثالِ صاحب ِّي‬

‫زراء‪.‬‬
‫الش َ‬‫كرامته َّ‬
‫ُ‬ ‫يفقد‬
‫ُ‬ ‫ال‬

‫الكالب بال َس ِّي ٍد‬


‫ُ‬
‫ِ‬
‫املدينة وجنوبها‪،‬‬ ‫تقطع وسط‬
‫ُ‬
‫أحد‬
‫ميتلك ال ُ‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ُ‬ ‫املناطق‬
‫َ‬
‫مملكة نسيانه‪.‬‬

‫تنبح‬
‫عم ْن ُ‬
‫َّ‬
‫ارع الفارغ؟‬
‫الش ِ‬
‫يف َّ‬
‫ِل َم ْن ُت َو ِّج ُه‬

‫آذانها املُرتن َِّحةَ ؟‬

‫‪94‬‬
‫ِ‬
‫خطوات ال أحد‬ ‫تكتشف‬
‫ُ‬ ‫لر َّبا‬
‫ُ‬
‫مر ًة‬
‫غادرها َّ‬
‫َ‬ ‫التي‬
‫ملفوف ًا يف َّ‬
‫الض ِ‬
‫باب‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الرسام الصيني‬
‫شهادة َّ‬

‫الوقور‬
‫ُ‬ ‫اإلمرباطور‬
‫ُ‬ ‫هددين‬
‫ملَّا َّ‬
‫مب ْح ِو شاللٍ من اللوحة‪،‬‬
‫َ‬
‫التخبط املتواصل يف املاء ُيرعب حلمه‬
‫ُّ‬ ‫‪ -‬كان‬
‫أطعت‬
‫ُ‬ ‫وكجليس جيد يف الحاشية‬
‫سيلَه‪.‬‬
‫دعكت ْ‬
‫ُ‬
‫ومع ذلك‪،‬‬
‫الرسم شجر َة كَ َر ٍز‬
‫خلف َّ‬
‫َ‬ ‫خبأت‬
‫ُ‬
‫ضفدع ًا يطلق نقيقه‬
‫يلتبس عىل اإلمرباطو ِر العجو ِز‬
‫ُ‬ ‫الذي كان‬
‫بنبضات قلبه املنتفض‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫رسمت نفيس‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫حجاب من الكتان‬ ‫عىل‬
‫هممت برسم حصانٍ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حني‬
‫وبعد ٍ‬
‫ليلة‬
‫الحصان بالفرشاة‪،‬‬
‫َ‬ ‫أفزعت‬
‫ُ‬
‫أتحمل صهيله‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أكن‬
‫فأنا مل ْ‬
‫ِ‬
‫اللوحة الزيتية‪،‬‬ ‫الغسقي من‬ ‫ٍ‬
‫برسعة سأمحو وجهي‬
‫َّ‬
‫‪-‬إمرباطور جسدي‪-‬‬
‫وسيعرفون أنه من املادة ذا ِتها‬
‫غياب رجل أو حصان‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ومان‬
‫ُ‬ ‫الر‬ ‫قصيد ٌة اِ ْج َ‬
‫تاحها ُّ‬ ‫َ‬

‫ومان كا ُنوا ُخ َبثاء‬


‫الر ُ‬‫ُّ‬
‫بالخرا ِئ ِ‬
‫ب‬ ‫أوروبا َ‬
‫َمألوا ُ‬
‫املُتآ ِمر ِة َ‬
‫مع ال َّز َمنِ ‪.‬‬

‫اه ِت َ‬
‫امم ُهم‬ ‫ثري ْ‬
‫كان اآليت ُي ُ‬
‫َ‬
‫األقدام‬
‫ِ‬ ‫رث ِم ْن َم َو ِ‬
‫اطئِ‬ ‫اآلثار أك ُ‬
‫ُ‬
‫ومان‪ ،‬يا كَ َسانْدرا‪ ،‬كانوا َم ِ‬
‫اهرين‬ ‫الر ُ‬‫ُّ‬
‫مليا ِه ِل َشقُّوب َِيةَ‬‫يض ُعوا ق َنا َة ا ِ‬‫مل َ‬ ‫ْ‬
‫والض ْو ِء‪.‬‬
‫َّ‬ ‫كقنا ٍة ِل َ‬
‫لم ِء‬
‫فكَّروا فيها كأ َثرٍ‪،‬‬
‫بل ُ‬
‫ض ُمذْ ِهلٍ ‪.‬‬
‫كَ َم ٍ‬

‫‪99‬‬
‫ان َص ِدئَةً ‪،‬‬
‫أوروبا َم َب ِ َ‬
‫َّ‬ ‫َز َر ُعوا يف‬
‫الر ُؤ ِ‬
‫وس‬ ‫متاثيلَ َع َ‬
‫دميةَ ُّ‬
‫وما‪.‬‬ ‫اِبْ َ‬
‫تلعها َم ْج ُد ُر َ‬
‫يسيوم‬
‫َ‬ ‫مل َي ْبنوا الكُ و ِل‬
‫مور‬
‫ِس ال ُّن ُ‬
‫لت ْف َت َ‬
‫عىل َه َواها‬
‫الشه َِّيةَ‬ ‫ين ال ُي ِث ُ‬
‫ريون َّ‬ ‫ال َِّذ َ‬
‫سبارتاكوس‬
‫َ‬ ‫ار‬ ‫وال ِل َ َ‬
‫ي ْوا أنْ َص َ‬
‫الج ِح ِ‬
‫يم‬ ‫متثي ِل َّي ٍة ِم َن َ‬ ‫ِ‬
‫فواصلَ ْ‬ ‫قني ِم ْثلَ‬
‫ت َ‬ ‫ُم ْخ َ َ‬
‫ناس َب ٍة‬
‫فكَّروا يف َخ َرا ِئب ِِه‪َ ،‬خ َرا ِئ َب ُم َت ِ‬
‫ُ‬
‫ض ِة‪،‬‬
‫ُح َت ِ َ‬ ‫للش ْم ِ‬
‫س امل ْ‬ ‫مل ْن ُه ِ‬
‫وش َّ‬ ‫ِف الظِّ لِّ ا َ‬

‫َص ِدي ِقي ِدي ُنو كَ ْ‬


‫ام َبانَا‬
‫اس ٍة‬
‫ِش َ‬
‫اج َم ب َ َ‬ ‫ي ِك ُن ْ‬
‫أن ُي َه ِ‬ ‫كان ُ ْ‬
‫أح َد آ ِل َه ِت ِه امل َْر َمر َِّي ِة‪.‬‬
‫َ‬

‫‪100‬‬
‫ُون كَ ِثري ًا َع َل ال َّت ْف ِكريِ‪،‬‬
‫ان َي ْح ِمل َ‬
‫وم ُ‬
‫فالر َ‬
‫ُّ‬
‫مثالً‪،‬‬
‫برونْز ٌِّي‬
‫ان ُ‬ ‫ِح َص ٌ‬
‫الب ْي ِ‬
‫ضاء‪،‬‬ ‫احة َ‬ ‫الس ِ‬‫يف َّ‬
‫ميم ِه‬
‫أثناء َت ْر ِ‬
‫َ‬
‫ند اإلطْ اللِ َعىل َف ِم ِه املُنفَ ر ِِج‬
‫ِع َ‬
‫ِ‬
‫بطنه‬ ‫ثوا ِف‬
‫َع َ ُ‬
‫هيا ِكلَ َعظْ ِم َّي ٍة ِل َح َم َم ٍ‬
‫ات‬ ‫عىل َ‬
‫مثل ُح ِّب ِك‬
‫رائب‬
‫يتحولُ إىل َخ َ‬
‫َّ‬ ‫الذي‬
‫بناء ُه أكرث‪.‬‬
‫أعيد َ‬
‫َ‬ ‫حاولت أن‬
‫ُ‬ ‫كُ لَّام‬
‫ان‪.‬‬
‫وم ِ ٌّ‬
‫من ُر َ‬
‫فال َّز ُ‬

‫‪101‬‬
‫آخر غُ ْر َز ٍة يف املاء‬
‫ُ‬

‫أن َت ْر ِت َق املاء‪،‬‬
‫عبث ْ‬
‫ٌ‬
‫تض ِف َر جدائل املطر‪،‬‬
‫أن ْ‬
‫ْ‬
‫أن تطيلَ بحريات من األصوات‬
‫ْ‬
‫ولوتس من صمت‪.‬‬
‫نكتب كلمة حنفية‪،‬‬
‫نرتكها مفتوحة‬
‫ونحلم‪،‬‬
‫ُ‬
‫يا رشذمة ِ‬
‫األغ َّر ِ‬
‫اء‬
‫تصري نهراً‪.‬‬
‫َ‬ ‫أن‬

‫‪103‬‬
‫حزب ال أحد‬
‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫((( (‪)Nobody knows‬‬

‫مـاذا لـو كان ال أحـد أحـد أسلاف كاسـبار هـاوزر؟ أو البطـل‬


‫الـذي ملَّـا ميوت يكتشـف أن الوطـن الوحيد هو الهـواء؟ وإن‬
‫كان هـو املجهـولُ الـذي يحمل زهور ًا إىل قبر بارتيلبى؟ وإذا‬
‫السـاحات املهجـورة زوايـا ال يشء يسـكنها ال أحد؟‬
‫مـا كانـت َّ‬

‫((( ال أحد يعلم‬

‫‪105‬‬
‫ٍ‬
‫مكتوبـة باسـمه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كلمات‬ ‫عثرت على‬
‫ُ‬ ‫على أبـواب مدينتـي‬
‫تتهجـى‬‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫وأصـوات‬ ‫ٍ‬
‫شـعارات مرسـومة على الجـدران‬ ‫وسـط‬
‫خطي ٍ‬
‫ـة‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫بكتابـة‬ ‫ٍ‬
‫مكتـوب‬ ‫يطـوف مبلصـقٍ‬
‫ُ‬ ‫خوفهـا‪ ،‬كان رجـلٌ‬
‫لحالـة طـوارئ‪:‬‬

‫يقدمون الوعود‪،‬‬
‫كلهم ِّ‬
‫الأحد يفي ِ َ‬
‫با وعد‬
‫‪ ‬صوتوا عىل ال أحد‬
‫ِّ‬

‫وب َخنـي على التحاقـي بشـعار «ال أحـد»‪ .‬ونظـروا‬‫بعضهـم َّ‬


‫يرتنـون‬
‫َّ‬ ‫ميـرون وهـم‬
‫ُتحمسـون ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بارتيـاب‪ .‬آه‪ ،‬كان امل ِّ‬ ‫إ َّ‬
‫يل‬
‫باألناشـيد‪ ،‬رافعين لألعالم‪ :‬رشذمـة من الكائنـات املُهملة‪.‬‬
‫ِ‬
‫لسـلطة ال أحـد‪.‬‬ ‫السـاحات‬
‫ُ‬ ‫عنـد هبـوط الليـل‪ ،‬عـادت‬

‫‪106‬‬
‫صمت شهرزاد‬
‫ُ‬

‫باريس‬
‫َ‬ ‫املطر عىل‬
‫ُ‬ ‫يتساقط‬
‫ُ‬
‫القصي ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫واملسافات‬ ‫أموت ِم ْن فرباير‪ ،‬و ِم َن ال َّت َع ِ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫وأنا‬
‫األهمي ِة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫اسمي‪ ،‬واألمر مل َي ُع ْد يكتيس سوى قليلٍ من‬
‫فوضوي‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫كاتب سري ٍة‬
‫ُ‬ ‫شووب‪،‬‬
‫مارسيل ُ‬

‫‪107‬‬
‫املسري‪،‬‬
‫َ‬ ‫أستطيع‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫متحي أمامي‬
‫قات َّ‬
‫فالطر ُ‬
‫ُ‬
‫لجنود من املشا ِة‬
‫ٍ‬ ‫صليبي ٍة‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫بحملة‬ ‫أنتظر أن أبعث‬
‫ُ‬ ‫ولست‬
‫ُ‬
‫ُقد ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫أحلم بغز ِو الق ِ‬
‫رب امل َّ‬ ‫ُ‬ ‫وال‬

‫هرين‬ ‫بِ ُن ُزولِ الكُ ُت ِّ‬


‫بيني املُكفَ ِّ‬
‫للتجريح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والحاخامات القابلني‬
‫يد‬
‫اه ٌ‬
‫إي ُ‬
‫اإلرث الذي وهبتني َّ‬‫ُ‬ ‫يكون‬
‫ُ‬ ‫ربا‬ ‫َّ‬
‫أفتح كتب ًا قدميةً‬
‫َ‬ ‫ِم ْن نو ٍر ليك‬
‫ٍ‬
‫شمعدانات‪.‬‬ ‫أشعب‬
‫َ‬ ‫ظالم ليكْ‬
‫ٍ‬ ‫وأخرى ِم ْن‬

‫الجميع‬
‫ِ‬ ‫أشفق عىل‬
‫ُ‬
‫مبا يف ذلك جسدي‪.‬‬
‫أشباح‬
‫ٍ‬ ‫حشد‬
‫ُ‬ ‫جنب رسيري‬
‫َ‬
‫بيضاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫خشبي ٍة‬
‫َّ‬ ‫دوار ِة خيولٍ‬
‫يطوف مثلَ َّ‬
‫ُ‬

‫‪108‬‬
‫ٍ‬
‫مساءات ما‬ ‫يف‬
‫ام‬
‫رس ٌ‬
‫يزورين َّ‬
‫ُ‬
‫يرس ُم خطوط ًا ُملتبسةً‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫خرائط يدي‪،‬‬ ‫مثل‬
‫هو بابلو دونو املُلق ِ‬
‫َّب ببابلو أوتشيلو‪،‬‬
‫ام طيورٍ‪،‬‬
‫رس ُ‬
‫طائر َّ‬
‫ٌ‬
‫غريب األطوا ِر‬
‫ُ‬ ‫كثري ال ِّنسيانِ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فلورنيس‬
‫ٌّ‬
‫ِ‬
‫العزلة‬ ‫قلب ُه ِم َن‬
‫ت ُ‬ ‫مي ٌ‬
‫ِّ‬
‫روح ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و ِم ْن حزنِ‬

‫جنب رسيري‬
‫َ‬ ‫هريوسرتاتوس‬
‫ُ‬ ‫يعرب‬
‫ُ‬
‫رضم ال َّنار يف البح ِر‬
‫يريد أن ُي َ‬
‫ُ‬
‫األبديةَ عنوةً‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يجتاح‬
‫َ‬ ‫وأن‬

‫ِم ْن نافذيت‬
‫َّلج القديم‪،‬‬
‫شاعر الث ِ‬
‫َ‬ ‫أرى‬
‫تحت املطرِ‪.‬‬
‫َ‬ ‫شحاذٌ ال َأقلَّ وال أك َ‬
‫رث‬ ‫َّ‬

‫‪109‬‬
‫لست وحيد ًا‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والتوديعات هذا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املساء‬ ‫ِ‬
‫صلوات‬ ‫وقت‬
‫َ‬
‫املجذوم‬
‫ِ‬ ‫سيدي‪ ،‬مثل‬
‫أبيض‪ ،‬يا ِّ‬
‫ُ‬ ‫أنا‬
‫ومثل إكليلِ أزهارك‪.‬‬

‫ُباح‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األبد عن كالمها امل ِ‬ ‫شهرزاد وإىل‬
‫ُ‬ ‫سكتت‬
‫ْ‬ ‫وها قد‬

‫‪110‬‬
‫شهادة شهرزاد‬

‫هارون الرشيد‪،‬‬
‫يا أمري املؤمنني‪،‬‬
‫موالي‪:‬‬
‫صندوق‬
‫َ‬ ‫أسلِّمك‬
‫الحكايات التي مل ُت ْر َو‪.‬‬
‫حفظ حكاية‬
‫ُ‬ ‫فيه يتم‬
‫املرأة التي أنقذت رأسها‬
‫الفيض‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫بالخيط‬
‫ِ‬
‫للكلمة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫هارون الرشيد‪،‬‬
‫يا أمري املؤمنني‪،‬‬
‫موالي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫حكايات أفضل‬ ‫تخيل‬
‫َّ‬
‫رأس ًا دون أن يتم قطعها‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫شهادة سبارتاكوس‬

‫الريح‬
‫الفضية املسكوكة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أهم من سلسلة القطع‬
‫ُّ‬
‫يعلم ذلك اإلمرباطور‬
‫ٍ‬
‫لشعب‬ ‫يشتاق‬
‫ُ‬ ‫الذي كان‬
‫للقطع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫برقبة واحدة‬
‫السوقة ومجلس الشيوخ‪،‬‬
‫يعلم ذلك ُّ‬
‫ُ‬
‫عبيد الزمنِ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هم‬
‫معارك عظيمةٌ‬
‫ُ‬ ‫ليس َّ‬
‫مثةَ‬
‫يف رمال النسيان‪.‬‬
‫الدون‬ ‫ليس َّ‬
‫مثةَ كتبةٌ وال ُم َج ُ‬
‫ِ‬
‫املوت‪.‬‬ ‫أكرب من‬
‫ُ‬

‫‪113‬‬
‫وح‬
‫الر ِ‬
‫أمراض ُّ‬
‫ُ‬

‫ي َن ُح ِني ق ََمر ًا‬


‫َ ْ‬
‫ِين ن ِ‬
‫َاص َيةً‬ ‫اك َت ْع ُب َ‬ ‫أر ِ‬
‫أن َ‬ ‫ْ‬
‫ِير ِة‬
‫الجز َ‬ ‫ملَّا َت ْش َت ِعلُ َم َن َ‬
‫ار ُة َ‬
‫َو َت ْنطَ ِف ُئ َم َرا ِك ُ‬
‫ب ال َّت ْهر ِ‬
‫ِيب‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ي َن ُح ِني ن َْهر ًا‬
‫َ ْ‬
‫الجا ِم َح ِة‬
‫ات َ‬‫ار ِ‬
‫أرى امل َْو َت ِف ال ِقطَ َ‬
‫أن َ‬
‫ْ‬
‫ا َّل ِتي ُت َسا ِف ُر ن َْح َو َب ْح ِر األنْ ِتيلِ ‪.‬‬

‫ي َن ُح ِني غَ ْي َمةً‬
‫َ ْ‬
‫اء‬
‫اله َو ُ‬
‫ف َي َت َسل َُّق َ‬‫أرى كَ ْي َ‬ ‫أن َ‬ ‫ْ‬
‫ُص َم َتةَ ‪.‬‬
‫ات امل ْ‬‫الكَ ا ِت ْد َرا ِئ َي ِ‬

‫ي َن ُح ِني قَارِب ًا‬


‫َ ْ‬
‫س َنَةً‬
‫ِين ُم َ ْ‬ ‫ِح َ‬
‫ني َت ْع ُب َ‬
‫يح‬
‫الر َ‬
‫ني ِّ‬ ‫ت َت ْد َف ِع َ‬ ‫لو كُ ْن ِ‬
‫كَ َم ْ‬

‫ي َن ُح ِني ِك َتاب ًا‬


‫َ ْ‬
‫مل ْن َز ِل َق ِلل َّْيلِ‬
‫سا ُ‬ ‫ار ال َِّذي َي ْب ُدو ا ِ‬
‫مل ْح َب َ‬ ‫ال ِقطَ ُ‬
‫ار َة‬ ‫اآل َلةَ َ‬
‫الج َّب َ‬
‫ا َّل ِتي َت ْقطَ ُع َو ْه َد َت ْ ِ‬
‫ي ِم ْن ظَ ٍ‬
‫الم‪.‬‬

‫ت َن ُح ِني ُن ُسور ًا‬


‫َ ْ‬
‫ال ال ُق ِ‬
‫وط َّي ُة‬ ‫الل ََّي ِ‬
‫وح‪.‬‬
‫ُس ُ‬
‫وع َوامل ُ‬
‫الش ُم ُ‬ ‫ا َّل ِتي َت َتكَ ا َث ُر ِف َ‬
‫يها ُّ‬

‫‪116‬‬
‫ي َن ُح ِني َم ْر َف ًأ‬
‫َ ْ‬
‫ِري ِة‬ ‫ِح َ‬
‫ني َي َتقَ َّيلُ ال َّن ْه ُر ِف الظَّ ه َ‬
‫ي غَ َاب ٍ‬
‫ات ِم َن ال ُف ْل ُفلِ‬ ‫َب ْ َ‬
‫أو َت ْح َت أذ ُْر ِع َش َج َر ِة َس ْن ٍط‪.‬‬

‫ي َن ُح ِني َج ُنوب ًا‬


‫َ ْ‬
‫َس َم ُع َص ْم ِت ِك‬
‫ال َِّذي ُي َد ْوز ُِن امل ِ‬
‫ُوسيقَ ى‬
‫مل َتكَ ِّت َم ِة‪.‬‬
‫الحقَ ِت ِه ا ُ‬
‫ب َ‬ ‫ُِ‬

‫ي َن ُح ِني إبْ َر ًة‬


‫َ ْ‬
‫مل ْن َح ِني‬
‫الظِّ لُّ ا ُ‬
‫إل َب َها ِئ ِك‪.‬‬
‫ال َِّذي َي ْح َيا َم ِخيط ًا َ‬

‫ي َن ُح ِني َمكان ًا ُمع َّت ً‬


‫ام‬ ‫َ ْ‬
‫أس َم ُع ِف الفَ ْج ِر‬ ‫ِح َ‬
‫ني ْ‬
‫ِمثْقَ َب ْ‬
‫األمطَ ارِ‪.‬‬

‫ي َن ُح ِني َ�ثلْج ًا‬


‫َ ْ‬
‫يب ِط ْفل ٍَة‬
‫ن َِح ُ‬
‫ْس َص ْم َت ِ‬
‫الج َوارِ‪.‬‬ ‫َتك ِ ُ‬

‫‪117‬‬
‫ي َن ُح ِني َم ْز َر َعةَ ُب ٍّن‬
‫َ ْ‬
‫اِ ْس ُم بِال ِدي‬
‫ُم َت َلفَّظ ًا ب ِِه ِف ا َ‬
‫مل ْنفَ ى‪.‬‬
‫ي َن ُح ِني َي ْو َم اِثْ َن ْي‬‫َ ْ‬
‫ري ِف َم ْو ِس ِم طَ ْحنِ‬ ‫ال َّت ْف ِك ُ‬
‫السكَّ ِر أ ِو الذُّ َر ِة‪.‬‬
‫ب ُّ‬‫َص ِ‬
‫ق َ‬

‫ت َن ُح ِني َمالك ًا‬


‫َ ْ‬
‫الياب َِسةَ‬
‫اق َ‬‫األو َر َ‬
‫أل ْ‬ ‫يح ا َّل ِتي َ ْ‬
‫ت ُ‬ ‫الر ُ‬
‫ِّ‬
‫اح ِ‬
‫ات الفَ ْجرِ‪.‬‬ ‫َو َب َ‬

‫ين‬‫ار ِد َ‬‫ت َن ُح ِني ال َّن ْ‬


‫َ ْ‬
‫اس ِك ا َّل ِتي ُت ْز ِه ُر‬
‫أنْفَ ُ‬
‫الغ ْر َف ِة‪.‬‬
‫ِف ظُ ل َْيلِ ُ‬

‫ي َن ُح ِني ل َْي ً‬
‫ال‬ ‫َ ْ‬
‫السا ِئلُ َس ْهو ًا‬
‫ب َّ‬ ‫ِ‬
‫الح ْ ُ‬
‫اء‪.‬‬‫َس ِ‬ ‫ش امل َ‬ ‫َع َل ِم ْف َر ِ‬

‫‪118‬‬
‫ي َن ُح ِني َ ِ‬
‫نر ًا‬ ‫َ ْ‬
‫ِت‬ ‫الب ِط ُ‬
‫يء َوالثَّاب ُ‬ ‫اء َ‬‫االنْ ِق َض ُ‬
‫ام‪.‬‬ ‫ِل َّ‬
‫ألي ِ‬

‫ي َن ُح ِني ُغ َ‬
‫ويا‬ ‫َ ْ‬
‫ف ِط ْفلٍ‬
‫َز ْح ُ‬

‫ِف َزاو َِي ٍة ِم ْن َز َو َايا َ‬


‫العال َِم‪.‬‬

‫ي َن ُح ِني إ ْفر َ‬
‫ِيقيا‬ ‫َ ْ‬
‫ور‬
‫اف امل َْه ُج ُ‬ ‫ا ِ‬
‫مل ْجذَ ُ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ِالح َر ِ‬
‫اش ِ‬ ‫ْس ُّو ب َ‬ ‫ا َ‬
‫ملك ُ‬

‫ت َن ُح ِني َب ْحر ًا‬


‫َ ْ‬
‫ْح‬ ‫الرا ِق َص ُة ا َّل ِتي ُتطْ ِل ُق َع َل َّ‬
‫الرك ِ‬ ‫َّ‬
‫ات َخطَ َوا ِت َها‪.‬‬
‫ت ُّو َج ِ‬
‫ََ‬

‫ت َن ُح ِني َخ ْن َدق ًا‬


‫َ ْ‬
‫الش ْعب َِّي ُة‬ ‫األغ ِن ُ‬
‫يات َّ‬ ‫ْ‬
‫الص َد ِ ِّ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ا َّل ِتي ُي َدنْ ِد ُن َها َبا ِئ ُع امل َ‬
‫َحا ِر َّ‬

‫‪119‬‬
‫ي َن ُح ِني َب ْ‬
‫اوند‪،‬‬ ‫ي َن ُح ِني َح ِديداً‪َ ،‬و َ ْ‬
‫َ ْ‬
‫ص َع ُد الفَ ارِغُ‬ ‫ا ِ‬
‫مل ْ‬
‫ال َِّذي َي ْف َت ُح نَفَ قَ ُه ِف الل َّْيلِ ‪.‬‬

‫ي َن ُح ِني رِيح ًا‬


‫َ ْ‬
‫َس َم ُع كَ ِل َم ِة َنأْ ٍي‬
‫ِم ْن َشفَ َت ْي ِك‪.‬‬

‫ت َن ُح ِني َ‬
‫أما ُزون ًا‬ ‫َ ْ‬
‫ِير ِم َيا ٍه‬ ‫َو ُم َت َس ِّلقَ ٍ‬
‫ات َو َخر َ‬
‫كَ ِل َم ُة َبلَلٍ ‪.‬‬

‫ي َن ُح ِني َّ‬
‫الد ْل َتا‬ ‫ي َن ُح ِني ِقطَ اراً‪َ ،‬و َ ْ‬
‫َ ْ‬
‫ُم َغ ُّنو البلُوز‬
‫ِم ِم ْن ِظاللٍ ‪.‬‬
‫وج َم ُع أغَ انِيه ْ‬
‫ُ‬

‫‪120‬‬
‫ُ‬
‫اعرتاف َبطلٍ ُم ٍّ‬
‫ضاد‬

‫أي َمكَ انٍ ‪.‬‬ ‫مل أبْل ُْغ ُّ‬


‫قط َّ‬ ‫ْ‬

‫ار َي ْن َز ِل ُق َ‬
‫ون‬ ‫الة ال ِك َب ُ‬
‫الر َّح ُ‬
‫ان َّ‬ ‫ِح َ‬
‫ني كَ َ‬
‫ِف َص ْم ٍ‬
‫ت َع ِميقٍ‬
‫ض ِمثلَ ق َْر َي ٍة َتا ِئ َه ٍة‬
‫األر َ‬
‫َو َي َر ْو َن ْ‬
‫الد َوا ِل ِ‬
‫يب‬ ‫أرى ِف َع ْت َم ِة َّ‬
‫ت َ‬‫كُ ْن ُ‬
‫غري ًة ِم َن الكَ افُورِ‪.‬‬
‫أقمر ًا َص َ‬
‫َ‬
‫ون ِف امل َْع َركَ ِة‬ ‫يد ِم ْن نَا ِف ِذي َّ‬
‫الص ْ ِ‬
‫ب َي ْسقُطُ َ‬ ‫الع ِد ُ‬
‫ان َ‬‫كَ َ‬
‫ب امل ُْع ِت َم ِة‪.‬‬
‫ان ِف املَكَ ا ِت ِ‬
‫أه ُ‬
‫ت َ‬
‫ملَّا كُ ْن ُ‬

‫‪121‬‬
‫الم‬ ‫كان ُم ْخ َت ُِعو آل َِة ْ‬
‫األح ِ‬ ‫َ‬
‫ْث ِف ْت َنة ِم ْن ذوا ِته َّ‬
‫ِن‪.‬‬ ‫اء َم َع نِ َس ٍ‬
‫اء أك َ َ‬ ‫الع َش َ‬
‫ُون َ‬
‫اول َ‬
‫َي َت َن َ‬
‫ت ِل طَ َعام ًا‬‫َت ق َْد ق ُِّد َم ْ‬ ‫صةٌ ِم َن ُ‬
‫الي ْت ِم كَ ان ْ‬ ‫ِح َّ‬
‫ص َع َلى ِم ْف َر ِ‬
‫ش‬ ‫ـن ِ‬
‫الج ِّ‬ ‫ـات ِم َ‬
‫ـاقط ِم ْن َهـا ُف َت ٌ‬
‫وف َي َت َس ُ‬ ‫ـت ُسـ ُق ٍ‬‫تح َ‬ ‫ْ‬
‫فر ِة ‪.‬‬ ‫الس‬
‫ُّ َ‬
‫َط ال َّن ِ‬
‫اص َيةَ امل َُجاو َِرةَ‪.‬‬ ‫او ْز ق ُّ‬
‫مل أ َت َج َ‬
‫ْ‬

‫مل أكُ نِ املُال ِك َم ال َِّذي َي ْب َت ِس ُم ِللظُّ ل َْيلِ‬


‫ْ‬
‫ملَّا َع َل ا َ‬
‫ملذْ َب ِح امل َُر َّب ِع‬
‫لصال ِة‪.‬‬
‫تد ُعو ِل َّ‬
‫كانت ْ‬
‫ْ‬ ‫ري َة‬ ‫اس ِ‬
‫األخ َ‬ ‫األج َر َ‬
‫أن ْ‬ ‫َي ْب ُدو َّ‬
‫اغ َي ِة‪،‬‬
‫أل َس ِّد َد طلْقَ ةً ِض َّد الطَّ ِ‬
‫اعةَ ُ‬ ‫أمت ِل ِك َّ‬
‫الش َج َ‬ ‫مل ْ‬
‫ْ‬
‫رسج‬
‫ٍ‬ ‫الجا ِم َح ُد َ‬
‫ونَا‬ ‫ب َ‬ ‫الح ْر ِ‬
‫ان َ‬‫أم َت ِط ِح َص َ‬
‫مل ْ‬
‫ْ‬
‫ام ألنْ ِقذَ ق َْر َيةً ‪.‬‬ ‫مل أقطَ ْع ُحقولَ َ‬
‫ألغ ٍ‬ ‫ْ‬

‫اله َزا ِئ ِم‪،‬‬


‫ري ٍة ِلكُ لِّ َ‬
‫ْت بِل َْو ِك ُخب ٍز بِال َخ ِم َ‬ ‫اِنْ َ‬
‫شغل ُ‬
‫ون‬ ‫اه ْم َي ِس ُ‬
‫ري َ‬ ‫اءلُ أيْ َن ُت َر ُ‬
‫أتس َ‬‫ال َ‬ ‫يف َب ْع ِ‬
‫ض الل ََّي ِ‬
‫ِالد ُه ْم‬
‫أو ب َ‬ ‫يوا ِجل َْد ُه ْم ْ‬
‫ين غَ َّ ُ‬ ‫أو َل ِئ َك ال َِّذ َ‬
‫ار ِة ال َّن ِ‬
‫اي‪.‬‬ ‫ني ٍة َت َت َح َّد ُث َع ْن ز َِي َ‬
‫ألغ َ‬ ‫أس ِ‬
‫تم ُع ْ‬ ‫َب ْي َن َم ْ‬

‫‪122‬‬
‫الضباب‬
‫كلامت يف َّ‬
‫ٌ‬

‫الض َب ِ‬
‫اب‪.‬‬ ‫أنَا َجا ِل ٌ‬
‫س َو َس َط َّ‬
‫س بِال َش ْكلٍ َوال ل َْونٍ ‪،‬‬
‫َع َل كُ ْر ِ ٍّ‬
‫الش َي ِة ِل ُف ْن ُدقٍ َص ِغ ٍ‬
‫ري‬ ‫اع ِة ا ُ‬
‫مل َت ِ‬ ‫ِف القَ َ‬
‫ِلوادي كُ وكُ َ‬
‫ورا‪.‬‬
‫س َع َل ِقطْ َع ِة أ َث ٍ‬
‫اث ِم ْن َض َب ٍ‬
‫اب‪.‬‬ ‫الح ِقيقَ ِة‪ ،‬أنَا َجا ِل ٌ‬
‫ِف َ‬
‫أع َمى‬ ‫ف ِم ْن َض َب ٍ‬
‫اب َو ِف َعال ٍَم ْ‬ ‫َت ْح َت َس ْق ٍ‬
‫الضفَ ِ‬
‫اف‪.‬‬ ‫ي ُحو ِس َ‬
‫ري َة ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫أع ِرف َُها‪،‬‬
‫اها وال ْ‬ ‫إل َف َتا ٍة ال َ‬
‫أر َ‬ ‫أ َت َح َّد ُث َ‬
‫س‬ ‫اح ِت َب ِ‬
‫اس الطَّ ْق ِ‬ ‫ار َج ِد َ‬
‫يد ٌة َعنِ ْ‬ ‫ون ُم ْب َتذَ َلةٌ ‪ْ ،‬‬
‫أخ َب ٌ‬ ‫ُش ُؤ ٌ‬
‫ِف ِج َبالِ ِكي ْن ِد ُّيو‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ابةٌ ِم ْن َض ْحكَ ِت َها‪.‬‬
‫الس َيةٌ ِم ْن ل َْه َج ِت َها َو َش َّ‬
‫أعر ُِف أ َّن َها ِخ ِ‬
‫ْ‬
‫ت ِّف َعةٌ َع َل ذَ ا ِت َها‪،‬‬ ‫ُم ْن َت ِ‬
‫ص َبةٌ َو ُم َ َ‬
‫َاض َج ٍة‪.‬‬
‫ث َر ٍة ن ِ‬
‫أع َل‪ِ ،‬م ْثلَ َ َ‬ ‫إل ِم ْن ْ‬‫َف َص ْو ُت َها َي ْهوِي َ َّ‬
‫ص َب ِ‬
‫اء‪،‬‬ ‫ب طَ رِيقٍ ِم َن َ‬
‫الح ْ‬ ‫الح َصانِ َع ْ َ‬ ‫ار ِ‬ ‫أس َم ُع انْ ِح َد َ‬ ‫ْ‬
‫َو َوق َْع َح َوا ِف ِر ِه َع َل َ‬
‫الح َص‪.‬‬
‫ِس‬
‫وم ُه وال الفَ ار َ‬
‫أرى ُهل َْب ُه َوال طُ ُق َ‬ ‫ال َ‬
‫الب ِط َ‬
‫يء واآل ِم َن‪.‬‬ ‫ور ُه َ‬
‫س ُع ُب َ‬‫ال َِّذي ُي َي ِّ ُ‬
‫َام ِتي‪.‬‬
‫ري الفَ َتا ُة بِا ِّت َجا ِه إق َ‬
‫َت ِس ُ‬

‫أس َم ُع َص ْو َت َها قَا ِدم ًا‬


‫ْ‬
‫الخ َشب ِِّي‪،‬‬
‫ب امل ََم ِّر َ‬
‫َع ْ َ‬
‫اء َص ِغرياً‪.‬‬
‫اب ِض َي ً‬ ‫َص ْو ُت َها ال َِّذي َي ْف َت ُح ِف َّ‬
‫الض َب ِ‬
‫اص‬ ‫الس َتا ِر َّ‬
‫الر َص ِ ِّ‬ ‫ْف ِّ‬ ‫اح َر ٍة َخل َ‬
‫ِهي َت ْس َت ْق ِط ُر ِم ْثلَ َس ِ‬
‫َ‬
‫ِاله َو ِ‬
‫اء‪.‬‬ ‫ان ق َْه َو ٍة َي ْخ َت ِل ُط ُب َخ ُ‬
‫ار ُه ب َ‬ ‫ِف ْن َج َ‬
‫إل ِم ْش َي ِت َها‪،‬‬
‫أس َت ُِق ال َّنظَ َر َ‬ ‫َول ََّم ُت َسل ُِّم ِني ال ِف ْن َج َ‬
‫ان الكَ ب َ‬
‫ِري ْ‬
‫الض َب ِ‬
‫اب‪.‬‬ ‫ي َّ‬‫ت ِش َما َب ْ َ‬ ‫َبا ْفلُو ِف َّيةٌ َفظَّ ةٌ َو َخ ِفيفَ ةٌ َو ِه َي َ ْ‬
‫أ َتذَ َّو ُق القَ ْه َو َة َو َص ْو َت َها ِف اآلنِ َن ْف ِس ِه‪،‬‬
‫مى َعذْ ٍب َو َعابِرٍ‪.‬‬
‫َم ْل ُفوف ًا ِف َع ً‬

‫‪124‬‬
‫يف مقهى العامل‬

‫الص ْب ِح‪،‬‬
‫ِف ُّ‬
‫الص ْح َر ِ‬
‫اء‪،‬‬ ‫س َّ‬‫وف امل َِدي َنةَ َش ْم ُ‬
‫ل ََّم تَطُ ُ‬
‫ات‬
‫ري ُ‬ ‫َت ْغ ِسلُ ِ‬
‫أج َ‬
‫الح ِد ِ‬
‫يث‬ ‫مل ْق َهى َف َض ِ‬
‫الت َ‬ ‫ا َ‬
‫الشق َِّة‬
‫قع ا َّل ِتي ُت َخ ِّل ُف َها ِف ُّ‬
‫الب َ‬
‫َو ُ‬
‫ات الل َّْي ِل َّي ُة‪.‬‬
‫األص َو ُ‬
‫ْ‬
‫ت ِم ْن ُه ِف َ‬
‫الح َّم ِم‬ ‫ون َسقَ طَ ْ‬
‫ص َما ق َْد تَكُ ُ‬
‫َش ْخ ٌ‬
‫كَ ِل َم ُة ُح ٍّ‬
‫ب‪،‬‬
‫ق َْد ال َي َت َح َّملُ َرا ِئ َحةَ األ ْز َها ِر الذَّ ابِل َِة‬

‫ا َّل ِتي َت ْج َت ُ‬
‫اح ُج ْد َران َُه‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ت امل ُْر َتو َِيةَ ِف ا ِ‬
‫مل ْف َر ِ‬
‫ش‬ ‫َف ْل َت ْغ ِسل َْن‪َ ،‬ف ْل َت ْغ ِسل َْن الكَ ِل َم ِ‬
‫ات ُمطْ فَ أ ٍة‬
‫ار ٍ‬ ‫مل َت َنا ِث َر َة ِم ْثلَ ِس َ‬
‫يج َ‬ ‫أ ِو ا ُ‬
‫أص َو ٍ‬
‫ات‪،‬‬ ‫ات ْ‬
‫ار ُ‬
‫ش َ‬‫ِف ال َّز َو َايا‪ِ .‬ه َي َفقَ ْط َ َ‬
‫اد األف َْعالِ ‪َ ،‬ف َوا ِك ُه ُم َجفَّفةٌ ‪.‬‬
‫َر َم ُ‬

‫اب ب َِص ِحيفَ ٍة‪:‬‬


‫ات الذُّ َب َ‬
‫ري ُ‬ ‫ُت ْفز ُِع ِ‬
‫األج َ‬
‫ات‪،‬‬ ‫َط ِم ْن ِشفَ ا ِه َ‬
‫الحكَ َو ِ ِّ‬ ‫ت ِج ِّن َّي ٍ‬
‫ات َت َت َساق ُ‬ ‫الكَ ِل َم ُت ل َْي َس ْ‬
‫اغ‪،‬‬‫وال ُجثَث ًا َهار َِبةً ن َْح َو الفَ َر ِ‬
‫ْن ق ََو ِ‬
‫ائ َُه َّن‬ ‫َل ِك َّن الذُّ َب َاب ِ‬
‫ات َي ْف ِرك َ‬
‫يب ِة‪.‬‬
‫ِن الكَ ِئ َ‬
‫ام َف َضال ِته َّ‬
‫أم َ‬
‫َ‬

‫با َج ْن َب ق ََد ٍح‬


‫ل َُر َّ َ‬
‫يد ِذك َْر َ‬
‫اها‬ ‫ِالد َت ْس َت ِع ُ‬
‫كَ ِل َمةَ ب ٍ‬
‫وت َو ِم ْن َخ َرا ِئ ِ‬
‫ب ال َّز َمنِ ‪،‬‬ ‫الع ْنكَ ُب ِ‬
‫وط َ‬‫ش ٌء ِم ْن ُخ ُي ِ‬ ‫إ ْذ َ َّ‬
‫ثةَ َ ْ‬
‫وح ْزنٍ‬ ‫ِم ْن َت ْه ِج ِ‬
‫ني ُحل ٍْم ُ‬
‫َح ْولَ املَا ِئ َد ِة‪.‬‬

‫ُوعةً َع َل ْ‬
‫أعقَ اب َِها‬ ‫اس َم ْرف َ‬‫َما َت َزالُ الكَ َر ِ‬
‫اج‬
‫ام أو أبْ َر ٍ‬
‫أه َر ٍ‬
‫أو ْ‬ ‫ِم ْثلَ آ َثا ِر َع َج ٍ‬
‫الت ْ‬
‫ِل َبابِلَ َصا ِم َت ٍة‬
‫األص َو ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ِيف ْ‬ ‫ات ِلكَ ْن ِ‬
‫س َخر ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫َب ْي َن َم َت ْس َت ِع ُّد ِ‬
‫األج َ‬

‫‪126‬‬
‫ت ب َِش َغ ٍ‬
‫ف‬ ‫كَ ِل َم ٌت ُنه َ‬
‫ِش ْ‬
‫اها‪،‬‬ ‫أو أ ْل ِق َي ْ‬
‫ت َع َل َقفَ َ‬ ‫ْ‬
‫ِيح‬ ‫تلعث َُم َع َل ِشفَ ا ِه َ‬
‫الجر ِ‬ ‫كَ ِل َم ٌت َت ْ‬
‫ِيلنْ ُخول َْيا َلز َِج ٍة‪،‬‬ ‫أو ُد ِه َن ْ‬
‫ت ِب َ‬ ‫ْ‬
‫اء َت ْح ِلي ِق َها‪.‬‬ ‫ات أُ ْس ِقطَ ْ‬
‫ت أثْ َن َ‬ ‫َف َر َ‬
‫اش ٌ‬

‫ات َي ْج َهل َْن أ َّن ُه َّن َي ْغ ِسل َْن َو َي ْك ِن ْس َن الكَ ِل َم ِ‬


‫ت‪،‬‬ ‫ري ُ‬ ‫ِ‬
‫األج َ‬
‫العال ََم‪َ ،‬م َرا ِف َئ َو َحظَ ا ِئ َر طَ ا ِئ َر ٍ‬
‫ات‪،‬‬ ‫إ ْذ طَ َّو َف َب ْع ُ‬
‫ض َها َ‬
‫وت َت ْح َت الطَّ ا ِول َِة‪.‬‬
‫ت َ‬ ‫ك َتأْ ِ َ‬
‫ت َو َ ُ‬ ‫ِل َ ْ‬

‫ت َر َاي ُتها ِم ْن ِخ َرقٍ‬ ‫كَ ِل َم ُة ُح ِّر َّي ٍة ا َّل ِتي َرف َْر َف ْ‬
‫ت الل َّْيلِ‬‫ي َف َض َل ِ‬ ‫الش َب ْ َ‬ ‫َت َت َ‬
‫س َي ِسري ًا َرتْ ُقها ب َ‬
‫ِإب ِر املَطَ رِ‪.‬‬ ‫َول َْي َ‬

‫ال ِك َل َب َوال ِقطَ َط َت َت َش َّم ُم األنْقَ َ‬


‫اض‬

‫ث َت َتكَ َّو ُم ُم َرا ِد َف ُ‬


‫ات اإلنْ َسانِ ‪.‬‬ ‫َح ْي ُ‬

‫َح َّتى كَ ِل َم ُة َخ ْو ٍف‬


‫ت ِجل َْد َها َول َْم َت ُع ْد َت ْر َت ِع ُ‬
‫ش‪.‬‬ ‫ي ْ‬
‫ق َْد غَ َّ َ‬

‫‪127‬‬
‫اء‬ ‫الالئ َي َض ْع َن نِظَ ام ًا ِل ْ‬
‫ألش َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ال َّن ِشيطَ ُ‬
‫ات‬ ‫ري ُ‬ ‫آ ٍه َّأي ُت َها ِ‬
‫األج َ‬
‫اه َّن‬
‫أر ُ‬ ‫ِأس َم ِئه َّ‬
‫ِن‪ ،‬أنَا َ‬ ‫وإن لَم ُيس ِّميه َّ َ‬
‫ِن أ َح ٌد ب ْ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ايا كَ ِل َم ِة َم ْر َمرٍ‪،‬‬
‫ُيل َْم ِل ْم َن َشظَ َ‬
‫ي ن َْر ِج ِس ِّي َ‬
‫ني ُع ْم َيانٍ‬ ‫َما َب ْ َ‬
‫ِم ِف ِم َيا ِه امل ْ‬
‫ُس َت ْنقَ ِع‪.‬‬ ‫ون ب َِع َد ِم ُر ْؤ َي ِة ذَ َوا ِته ْ‬ ‫َي َتظَ َ‬
‫اه ُر َ‬
‫َوكَ ِل َم ُة َم ْو ٍت ال َت ْرغَ ُ‬
‫ب ِف ال َّت َل ِش‪،‬‬
‫ُتقَ او ٍُم امل َْو َت ِف َم ْق َهى الل َّْيلِ ‪.‬‬

‫بات ُيل َْم ِل ْم َن‬


‫ات امل َُهذَّ ُ‬
‫ري ُ‬ ‫ِ‬
‫األج َ‬
‫اح‬
‫وأش َب ٍ‬ ‫صل ِ‬
‫ت َش ْع ٍر ْ‬ ‫أو َراقٍ ُم َج َّعد ٍة َو ِظ َللٍ ُ‬
‫وخ َ‬ ‫ي ْ‬ ‫َما َب ْ َ‬
‫الي ْو ِم‪ُ ،‬سلْطَ ان َُه امل ُْر َت َ‬
‫اب‪.‬‬ ‫َمقَ ِ‬
‫اط َع َ‬
‫السا ِد َ‬
‫يب‬ ‫الض َو ِ‬
‫احي َو َّ‬ ‫الس ُهولَ َو َّ‬‫َف ْل َت ْغ ِسل َْن‪َ ،‬ف ْل َت ْغ ِسل َْن ُّ‬
‫والح َلقَ ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫اح ِ‬
‫ات‬ ‫الح َدا ِئ َق َو َ‬
‫الب َ‬ ‫الج ِل ِ‬
‫يد َّيةَ َو َ‬ ‫ار َ‬ ‫َواألنْ َه َ‬
‫ت ال َِّذي َي ْج َتا ُز الل َّْيلَ ‪.‬‬
‫الص ْم ِ‬
‫َص َدى َّ‬

‫‪128‬‬
‫الم‬
‫األح ِ‬ ‫ات ُم ِث ِ‬
‫ري ْ‬ ‫ُم َذكِّ َر ُ‬

‫َار‪،‬‬
‫الش ْع ُر ُحل ٌْم ُمث ٌ‬
‫ِّ‬
‫ف ِف غَ َاب ٍة ِم ْن َض َب ٍ‬
‫اب‪،‬‬ ‫ُم ْه ٌر ُم َت َخ ٍّ‬
‫ت‪،‬‬ ‫َاء بِ ُث ْع َبانٍ َم ِّي ٍ‬
‫الطِّ ْفلُ ال َِّذي َي ْج ِل ُد امل َ‬
‫سئ َِة‪،‬‬
‫ت ِة ال َّت ْ ِ‬
‫اء َف ْ َ‬
‫ون أثْ َن َ‬
‫السل َُم ُ‬‫ث ُي َسا ِف ُر َّ‬ ‫َاء َح ْي ُ‬ ‫وح امل ِ‬ ‫ُسطُ ُ‬
‫ت‬‫ب ُم َح َّملٌ بِالكَ ِل َم ِ‬ ‫َم ْركَ ٌ‬
‫وب ِم ْن ُر ْه َبانٍ َوكَ َت َب ِة ُع ُق ٍ‬
‫ود ووثائق‪،‬‬ ‫َم ْن ُه ٌ‬
‫َف َتا ٌة ُتوق ُِّع ل َْحن ًا َع َل ِم ْع َز ِف املَطَ رِ‪،‬‬
‫أو بِال ِق ْر َف ِة‪.‬‬ ‫ق َْب ُو َص ْو ِت َك َم ْد ُهون ًا بِالكُ ْرف ِ‬
‫ُس ْ‬

‫‪129‬‬
‫َار‪،‬‬
‫الش ْع ُر ُحل ٌْم ُمث ٌ‬
‫ِّ‬
‫ات ِف كَ ا ِت ْد َرا ِئ َي ِ‬
‫ات الل َّْيلِ ‪،‬‬ ‫َجل ََب ُة َخطَ َو ٍ‬
‫ْص َت َها‬ ‫ام َر َأ ٌة ِم َن الفَ َي ِ‬
‫اف َت ْف َت ِت ُح َرق َ‬ ‫ْ‬
‫آوى‪،‬‬ ‫ت ِه َب َب َن ِ‬
‫ات َ‬ ‫ِل ُ ْ‬
‫الب ِد‪.‬‬
‫ات َ َ‬ ‫َو َّزة ُت ِ‬
‫الح ُق َها َح َّب ُ‬

‫َار‪،‬‬
‫الش ْع ُر ُحل ٌْم ُمث ٌ‬
‫ِّ‬
‫ِيد ُرو ِف َب ْي ِت ِه‪،‬‬
‫ود كَ َم ب ْ‬
‫الح ُد َ‬
‫ب ُ‬ ‫َش َب ٌح َي ْع ُ ُ‬
‫وح ذَ َ‬
‫اك‬ ‫السطُ ِ‬ ‫ِق ٌّط‪َ ،‬ف ْو َضو ُّ‬
‫ِي ُّ‬
‫ام َع َل ا ُ‬
‫مل َّتكَ ئِ ‪،‬‬ ‫َوال َِّذي َي ْج َعلُ نِ ْر َفا َن َت ُه َ‬
‫الع ِميقَ ةَ َت َن ُ‬
‫الس ْجنِ ‪،‬‬
‫اح ُه ُب َع ْي َد ِّ‬
‫س ُ‬ ‫لر ُجلِ ال َِّذي أُطْ ِل َق َ َ‬ ‫ول ِل َّ‬ ‫أل َ‬‫الل َّْيل َُة ا ُ‬
‫الخاص ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ري ِف َج َنا َز ِت ِه‬
‫أن َي ِس َ‬ ‫َر ُجلٌ َي ْرف ُ‬
‫ُض ْ‬
‫ثار‪،‬‬
‫الش ْع ُر ُحل ٌْم ُم ٌ‬
‫ِّ‬
‫الص ْم ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫إل أقَا ِل ِ‬
‫يم َّ‬ ‫ود َ‬
‫ص َما َي ُع ُ‬
‫َش ْخ ٌ‬

‫‪130‬‬
‫ٌ‬
‫جيل‬

‫حفر بالطريقة السوداء‬


‫(إىل إيفان داريو وليوبولدو)‬

‫أس َمالً‪.‬‬
‫ت ْ‬‫ار ْ‬
‫الم َص َ‬ ‫ِم ْن ِش َّد ِة َه ِّز ا َ‬
‫أل ْع ِ‬
‫ال َع َلى‬
‫ن ِضي بِأبِي َنـا َم ْح ُمـو ً‬ ‫كُ َّنـا كَ ِثري َِيـن‪ِ ،‬م ْثـلَ إي ِن َي َ‬
‫ـاس‪ْ َ ،‬‬
‫اه ِل َنـا‬
‫كَ َو ِ‬

‫اع َم َع ِظل ِِّه َو ُم َح َّي ُ‬


‫اه‪.‬‬ ‫ص ٍ‬‫ِف ِ َ‬
‫العال ََم‬
‫ان َي ْج َتا ُز َ‬ ‫الش َب ُح ال َِّذي كَ َ‬
‫َّ‬
‫إل َما ِئ َد ِت َنا َوا ْق َت َس َم َم َع َنا‬
‫َس َ‬
‫َجل َ‬
‫ري ِة ُ‬
‫الحل ِْم‪.‬‬ ‫اه ب َِخ ِم َ‬
‫ُخ ْبز ًا َع َج َّن ُ‬

‫‪131‬‬
‫كُ َّنا َن َتذَكَّ ُر ْلوِيز ِم ِ‬
‫يشيل‪،‬‬
‫الخ َش َب ذَ ا َت ُه‬
‫أن َ‬ ‫إل َّ‬ ‫ار ِة َ‬ ‫طَ ِريقَ َت َها ِف َ‬
‫اإلش َ‬
‫ام‪.‬‬
‫اإلع َد ِ‬
‫ات ْ‬ ‫ص ِ‬
‫اء ِم َن َّ‬ ‫اع ِة َ َ‬
‫البا ِميلِ ِم ْثل ََم ِلنْ َش ِ‬ ‫صل ُُح ِل ِ‬
‫ص َن َ‬ ‫َي ْ‬
‫ار َباطْ ُموس‪:‬‬ ‫َو ِف كُ لِّ ِحنيٍ كُ َّنا َن ْل َت ِقي ْ‬
‫أخ َب َ‬
‫َم َش ِ‬
‫اه ُد َخر َِبةٌ َور َِجالٌ ُي َر َّحل َ‬
‫ُون‬
‫َاص امل ُُدنِ ‪.‬‬ ‫َب ِعيد ًا َع ْن أق ِ‬

‫مل ْق َهى َت ْح َت ِش ُد بِالفَ َراغَ ِ‬


‫ات‪،‬‬ ‫ِالت ا َ‬
‫ت طَ او ُ‬
‫َم َض ْ‬
‫لغا ِئ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ات املَا ِئ َد ِة ِل َ‬
‫أد َو ِ‬
‫ِالص َدأ طَ ْق ُم َ‬
‫َوب َّ‬
‫اق الل ِِّع ِ‬
‫ـب‬ ‫أو َر َ‬
‫ـو ِّز ُع ْ‬ ‫الحا ِل ُ‬
‫ـك ُي َ‬ ‫ـس ال ِق َما ِر َ‬ ‫ـد َم ْج ِل ِ‬‫ان َرا ِئ ُ‬ ‫كَ َ‬
‫اء‬
‫الس ْـو َد َ‬ ‫َّ‬
‫ات الطَّ وِيل َِة‪،‬‬‫َسا َف ِ‬ ‫أن امل َْو َت ِم ْثلَ َع َّد ِ‬
‫اء امل َ‬ ‫َو َع َر ْف َنا َّ‬
‫ب الل َّْي ِل َّي ِة الفَ ا ِرغَ ِة‪.‬‬ ‫تم َّر ُن ِف امل ِ‬
‫َالع ِ‬ ‫ان َي َ‬
‫كَ َ‬
‫اء َي ْغ ِسل َْن امل َ‬
‫َاء‪،‬‬ ‫ثةَ نِ َس ٌ‬
‫ان َ َّ‬
‫َو َد ْوم ًا كَ َ‬
‫ك نَأكُ لَ َر ِغ َ‬
‫يف الفَ َر ِح‪.‬‬ ‫َو ُه َّن َي ُج ْد َن َعل َْي َنا َ ْ‬

‫مل ْن ُحو َت ِة‪،‬‬


‫الجا ِم َد َة ِلل َّت َم ِثيلِ ا َ‬
‫ات َ‬‫الخطَ َو ِ‬
‫كُ َّنا ن َْح َت ِق ُر َ‬
‫اء ِم َن امل َْر َمرِ‪،‬‬ ‫ُخ ُيولٌ ِم َن ُ‬
‫الربونْ ِز َو ُش َع َر ٌ‬
‫اق‪.‬‬ ‫ات األذ ُْر ِع َو ُه َّن َي ْج َهل َْن ال َّت َم ُّد َد أ ِو ِ‬
‫الع َن َ‬ ‫ور ُ‬ ‫ات َم ْب ُت َ‬ ‫ِفي ُن َ‬
‫وس ٌ‬
‫ش ُب ِع ْت َق ا َ‬
‫مل ْنفَ ى‪.‬‬ ‫ام َر ُة ظاللٍ كَ ان ْ‬
‫َت َت ْ َ‬ ‫ُم َس َ‬

‫‪132‬‬
‫اب‪،‬‬
‫الب َ‬ ‫وجود ًا َم ْن ْ‬
‫أغل ََق َ‬ ‫ان َم ُ‬ ‫ِف َ‬
‫يها كَ َ‬
‫َس ِ‬
‫اء‬ ‫أخ َبا ِر امل َ‬ ‫ان ن ََب ًأ َس ِّيئ ًا ِف ن ْ َ‬
‫َش ِة ْ‬ ‫َو َم ْن كَ َ‬
‫ِيس امل َْو ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ون َعر َ‬
‫ِأن َيكُ َ‬
‫َط ب ْ‬ ‫مل ُي ْق ِس ِم َ‬
‫الي ِم َ‬
‫ني ق ُّ‬ ‫َو َم ْن ْ‬
‫الغ َرقِ ‪.‬‬
‫ث َ‬ ‫اء َحا ِد ِ‬
‫احةَ أثْ َن َ‬
‫الس َب َ‬ ‫ان َحظُّ َنا ن َْح ُن ْ‬
‫أن َن َت َعل ََّم ِّ‬ ‫َوكَ َ‬

‫‪133‬‬
‫مل ْس ِ‬
‫الط‬ ‫َر ُج ُل ا ِ‬
‫للسينام)‬
‫اس ِّ‬
‫(قد ٌ‬
‫َّ‬

‫األح َي ِ‬
‫اء‬ ‫ِف ْ‬
‫ِين‬ ‫اء‪ِ .‬ف َحلْقَ ِة َّ ْ‬
‫الث َثار َ‬ ‫السي ِن َم ُّ‬
‫قط َخ ْر َس ُ‬ ‫مل تَكُ نِ ِّ‬
‫ْ‬
‫مل ْس ِ‬
‫الط‬ ‫ان َر ُجلُ ا ِ‬
‫كَ َ‬
‫تشابْ ِلن‪،‬‬
‫ْالم َ‬
‫َي ْح ِك أف َ‬
‫ي َن ُح َح َركَ ا ِت ِه َص ْوتاً‪.‬‬
‫َو َ ْ‬

‫‪135‬‬
‫َط‬ ‫مل َي ْن َت ِ ُ‬
‫صوا ق ُّ‬ ‫ود ْ‬
‫الج ُن َ‬
‫أن ُ‬‫كان ُيؤَ كِّ ُد َّ‬
‫َ‬
‫ريونِ ُ‬
‫يمو‬ ‫َع َل ِخ ُ‬
‫الص َب ِ‬
‫اح ِّي‬ ‫ض َّ‬ ‫ت ِة َ‬
‫الع ْر ِ‬ ‫وأ َّن ُه َب ْع َد َف ْ َ‬
‫ون َج ْر َحى‪،‬‬‫ض َ‬ ‫األباتْ ِش َي ْن َه ُ‬
‫ود َ‬ ‫كان ُه ُن ُ‬‫َ‬
‫ار‪،‬‬
‫الغ َب َ‬
‫ون ُ‬‫ض َ‬
‫وي ْن ُف ُ‬
‫يح‬ ‫ون ُخ ُيول َُه ْم‪ُ ،‬خ ُيولَ ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ث َُّم َي ْركَ ُب َ‬
‫الس ْهلِ‬
‫ب َّ‬‫ني َع ْ َ‬
‫ض َ‬ ‫ون َرا ِك ِ‬
‫ض َ‬ ‫ي ُ‬ ‫َو َ ْ‬
‫َسا ِئ ِ‬
‫ية‬ ‫ت ِة امل َ‬
‫ِف الفَ ْ َ‬
‫األم ُر كَ ذ ِل َك بِال ِّن ْس َب ِة ِللب ِ‬
‫ِيض‬ ‫س ْ‬ ‫ولي َ‬
‫ْ‬
‫األبد‬
‫إل َ‬ ‫ام َ‬
‫ِالس َه ِ‬
‫ِني ب ِّ‬
‫ون ُم َصاب َ‬ ‫ال َِّذ َ‬
‫ين كا ُنوا َي ْسقُطُ َ‬
‫أن َي َض َع‬‫ب ْ‬ ‫ِحي َن َم َ‬
‫كان َي ْرغَ ُ‬
‫ار ُيو ال ِفيل ِْم‪،‬‬
‫مل ْن َت ِق َمةَ َع َل ِسي َن ْ‬
‫َي َد ُه ا ُ‬
‫مل ْس ِ‬
‫الط‬ ‫َر ُجلُ ا ِ‬
‫الس َتا ِر‬
‫إس َدالِ ِّ‬ ‫ان أ َّن ُه َب ْع َد ْ‬
‫األي َ‬
‫ف َْ‬ ‫كان َي ْح ِل ُ‬
‫َ‬
‫ال َخارِج ًا‬ ‫ِيل ُدكَ ْيد َي ْس َت ِم ُّر َد ِ‬
‫اخ ً‬ ‫كان ب ِ‬ ‫َ‬
‫َات ِتك َ‬
‫ْساس‬ ‫ب َِصالُون ِ‬
‫ري َش ْيخ ًا طَ ِّي َب القَ ل ِ‬
‫ْب‬ ‫ص َ‬‫أن َي ِ‬ ‫َ‬
‫إل ْ‬
‫ص َعى‬
‫ام َ ْ‬
‫الحكَّ ُ‬
‫وت ُ‬‫وي َ‬
‫َُ‬
‫الخ ْي َب ِة‪.‬‬
‫ِف ن َْه ِر َ‬

‫‪136‬‬
‫اد ِة‬ ‫غري ِة ِل ْلو َ‬
‫ِس َ‬ ‫اش ِة َّ‬
‫الص َ‬ ‫الش َ‬
‫عىل َّ‬

‫اردنِ ْر َت ْد ُخلُ َب ْح َر ْ‬
‫أحال ِم َها‪،‬‬ ‫كَ ان ْ َ‬
‫َت أ َفا غَ ْ‬
‫ام َرأ ٍة َت ْسكُ ُن ِجل َْد َها‪.‬‬
‫أج َملَ ْ‬
‫ْ‬

‫مل ْس ِ‬
‫الط‬ ‫َر ُجلُ ا ِ‬
‫الك‪،‬‬‫له ِف َج ْيب ِِه َي َدا أُ ْ‬
‫ور َ‬ ‫َت ُ‬
‫كان ْ‬
‫اِ ْح َتفَ َظ ِف ُغ ْر َف ِة امل ُْه َم ِ‬
‫الت‬
‫ب ُد ُر َج ِ‬
‫ات‬ ‫ار ِة ا َّل ِتي َت َد ْح َر َج ْ‬
‫ت ب َِش ْكلٍ ُم َر ِّو ٍع َع ْ َ‬ ‫ِالس َّي َ‬
‫ب َّ‬
‫كان الطِّ ْفلُ ُيؤكِّ ُد‬‫ِية‪َ .‬‬ ‫َأساو ِ‬ ‫وس َيا امل َ‬‫ُر ْ‬
‫ال‬ ‫ار ِة ْ‬
‫أص َب َح َر ُج ً‬ ‫ان َسائر ًا ِف ِتل َْك َّ‬
‫الس َّي َ‬ ‫أ َّن ُه ملَّا كَ َ‬
‫ـن‬ ‫األسـقَ ْر ُب ِ‬
‫وط ِّي‪َ ،‬و ِم َ‬ ‫ْ‬ ‫اء‬‫ـن َد ِ‬ ‫ـر َب ِم ْ‬ ‫أن َي ْه َ‬‫ي ِك ُـن ْ‬
‫كان ُ ْ‬‫وأ َّن ُـه َ‬
‫اعـونِ و ِمـنِ ْسـ َتا ِل َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫الطَّ ُ‬

‫الي ْو َم ذَ َه ْب َنا إىل َج َنا َز ِت ِه‪.‬‬


‫َ‬
‫َد َف َّنا ِسي ِن َم َ‬
‫الح ِّي‬
‫األب ِد‪.‬‬
‫إل َ‬ ‫الط َ‬ ‫وأطْ فَ أنَا ا ِ‬
‫مل ْس َ‬

‫‪137‬‬
‫ِ‬
‫األشياء‬ ‫زن‬
‫ُح ُ‬

‫َز ْو ُج ِ‬
‫الحذَ ِ‬
‫اء َهذَ ا‬
‫إل ب ِْركَ ٍة‬
‫َرا َفقَ ِني َ‬

‫ص ِد ُر ُه ِّ‬
‫سي ٌد‬ ‫الو ِح ُ‬
‫يد ُي ْ‬ ‫الص ْو ُت َ‬‫ث َّ‬ ‫َح ْي ُ‬
‫اء األق َْمرِ‪.‬‬ ‫أض َو َ‬
‫ص ْ‬ ‫ي َت ُّ‬ ‫ِح َص ٌ‬
‫ان َ ْ‬

‫‪139‬‬
‫َم َّر ًة انْ َت َص َبا‬
‫ام َس ِّي َد ِة امل َْرق ِ‬
‫َص الل َّْييلِّ‪،‬‬ ‫أم َ‬
‫َ‬
‫اِ ْم َرأ ٌة كَ ان ْ‬
‫َت َت ْب ُدو‬
‫ت َشا ِئ ٍك‪.‬‬
‫مب ْ ٍ‬
‫ي َ‬‫ُم ْم َت ِط َيةً ِقطَّ ْ ِ‬

‫َز ْو ُج ِ‬
‫الحذَ ِ‬
‫اء امل ُْه َملُ َهذَ ا‬
‫َي ْن َت ِف ُ‬
‫ض َو ْح َد ُه‬
‫ِري ِة طُ و ِرنْ ُتون‬
‫األم الكَ ب َ‬
‫ينبثق َص ْو ُت ِّ‬‫ُ‬ ‫ِحي َن َم‬
‫ِم ْن َمكَ انٍ َما ِف ِ‬
‫الج َوارِ‪.‬‬

‫مل َيكُ ونَا ِل ُم ْق َع ٍد‬ ‫ِحذَ َ‬


‫اءانِ ْ‬

‫ي ِل َعل َْيه َِم ْ‬


‫وصفَ ةَ‬ ‫ل ِك َّن كَ َس ِل كان ُ ْ‬
‫اح ِة‪.‬‬
‫رت َ‬ ‫كَ َرنْ ِتي َن ِة ْ‬
‫االس َ‬

‫ص أُ ْع ِد َم َش ْنق ًا‬
‫مل يكُ ونا ِل َش ْخ ٍ‬
‫ْ‬
‫اله ِ‬
‫واء‪.‬‬ ‫لك َّن ُه َم ْ‬
‫مل َي ُخونَا ق ُّ‬
‫َط َم ْيل َُه ُت َجا َه َ‬

‫َص َعدا َم َّر ًة‬


‫األح ِذ ِ‬
‫ية‬ ‫الصغري َة ِل ُعل َْب ِة َم ِ‬
‫اس ِح ْ‬ ‫ِ‬
‫القاع َد َة َّ‬
‫يف ُم ْن َت َز ٍه َم ْن ِ ٍّ‬
‫س‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫ي َت ِن َعا ق ُّ‬
‫َط‬ ‫لكنه َم ْ‬
‫مل َ ْ‬ ‫ُ‬
‫الب ْع ِد‬
‫ظي ٍة ِم َن ُ‬ ‫َع ْن َت ْح ِط ِ‬
‫يم َش َّ‬
‫الس َم ِء كُ َر ٌة َضا ِئ َعةٌ ‪.‬‬
‫ت إل َْيه َِم ِم َن َّ‬
‫كُ ل ََّم َه َو ْ‬

‫ب‬‫الح ْر ِ‬
‫اء َ‬ ‫مل َي ِقفَ ا ِف الطَّ ُ‬
‫ابو ِر َم َع ق َُد َم ِ‬ ‫ْ‬
‫الياب ِ‬
‫ِس‪.‬‬ ‫الخ ْب ِز َ‬
‫س ُ‬ ‫ِيع ِك َ ِ‬ ‫َوظَ َّل َب ِع َ‬
‫يديْنِ َع ْن َت ْوز ِ‬

‫اف ال َِّذي َص َن َع ُه َم‬


‫اإلسكَ ِ ُّ‬
‫ْ‬
‫ون َس ِليلَ‬
‫أن َيكُ َ‬
‫ب ْ‬‫َي ِج ُ‬
‫َي ُهو ِد ٍّي َتا ِئ ٍه َه َر َب ِم ْن ذَ ا ِت ِه‬
‫َسا َف ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫يح ا َّل ِتي َت ْب َت ِل ُع امل َ‬
‫الر ِ‬
‫ْف ِّ‬
‫َخل َ‬

‫كَ انَا َي َت َد ْح َر َجانِ َع َل َه َو ُ‬


‫اه َم ِف ال ّز َو َايا املُعتمة‬
‫َج ُهول َِة‬
‫َو ِف امل ُُدنِ امل ْ‬
‫إ ْذ َرا َفقَ ِ‬
‫ان َب ْحث ًا َع ْن َش َوار َِع بِال ُع ْمقٍ ‪.‬‬

‫السيا ِم َّيانِ ِم ْثل ِم ْر ْ ِ‬


‫آتي‬ ‫َهذانِ ال َّت ْوأمانِ ِّ‬
‫اح َن ِة ال ُق َم َم ِة‬
‫ُي َسا ِف َرانِ ِف َش ِ‬

‫وع ِة‬
‫ملقْطُ َ‬ ‫س الطُّ ُرق ِ‬
‫َات ا َ‬ ‫َي ْح ِمالنِ ِ َّ‬
‫األس ِة‪.‬‬
‫األح ِذ َي ِة َت ْح َت ِ َّ‬ ‫َب ْي َن َم الل َّْيلُ ُي ْخ ِفي َ‬
‫آالف ْ‬

‫‪141‬‬
‫تعازيم إلقامة متثال‬

‫اكتشف ميغيل أنجلو‬


‫أن يف كلِّ أحجا ِر العا ِ‬
‫مل‬ ‫َّ‬
‫نائم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫مثَّة متثالٌ‬
‫زاح ما يتبقَّى‬
‫وأ َّن ُه يكفي أن ُي َ‬
‫ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫للعثو ِر‬

‫‪143‬‬
‫ٍ‬
‫رصاص خيولٌ‬ ‫قلم‬
‫توجد يف ِ‬
‫ُ‬ ‫مثلام‬
‫ٍ‬
‫نامئة‪،‬‬ ‫ذوات ُشعو ٍر‬
‫ُ‬ ‫فاتنات‬
‫ٌ‬ ‫وصبايا‬
‫متخفية أو خارطة كنزٍ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سالحف‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫تحفظ داخلَها‬ ‫تستطيع أن‬
‫ُ‬ ‫األحجار‬
‫ُ‬
‫صور َة ِ‬
‫إله املطرِ‪،‬‬
‫منيس‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫متثالَ بطلٍ‬
‫وحيش‬
‫ٍّ‬ ‫رأس ثو ٍر‬
‫َ‬
‫ينظر إىل القمرِ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أو ذئب ًا‬
‫ِ‬
‫بفحص‬ ‫األمر‬
‫ُ‬ ‫يتعل َُّق‬
‫ٍ‬
‫بعناية‪،‬‬ ‫أحجا ِر الطَّ ريقِ‬
‫اء الحىص‬
‫قر ُ‬
‫هذا ما يقول ُُه َّ‬
‫ِ‬
‫رقات‪.‬‬ ‫ومعالجو الطُّ‬

‫األمر ب َن ْح ِتها ُ‬
‫للعثو ِر‬ ‫ُ‬ ‫يتعل َُّق‬
‫عىل َم ْن ي َتخفَّى‬
‫وعىل َم ْن يغفو‬
‫العراء‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يخاف‬ ‫وعىل َم ْن‬
‫عىل َم ْن يتك َّت ُم عىل الكائن الذي يسك ُنها‪،‬‬
‫كانت هنالك كتلٌ ساخر ٌة‬
‫ْ‬ ‫وإِ ْن‬

‫ال ُت ْس ِل ُم أبد ًا َّ‬


‫رسها‪،‬‬
‫حصوات‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫صخور عاليةٌ ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ملساء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أحجار‬
‫ٌ‬
‫دموع بركانٍ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫البازلت‪،‬‬ ‫قطع من‬
‫ٌ‬

‫‪144‬‬
‫أغانٍ متدحرجةٌ‬
‫يسميها املستكشفون أحجار ًا بواراً‪.‬‬
‫ِّ‬
‫الوهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حر َر من‬ ‫ليس َّ‬
‫مثةَ ما يستدعي ال َّت ُّ‬
‫ينتظر ُه‬
‫ُ‬ ‫الحجر الذي‬
‫َ‬ ‫ات‬ ‫سوف ِ‬
‫يج ُد ال َّن َّح ُ‬ ‫َ‬
‫وسيستطيع أن ُي ِع َّد إزميل َُه أو ِمطرق َت ُه‪.‬‬
‫ُ‬
‫سينبثق منها‬
‫ُ‬ ‫حينئذ سريى كيف‬
‫الس ِّن‪،‬‬
‫طاعن يف ِّ‬
‫ٌ‬ ‫بيسون‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫قفص‪،‬‬ ‫عصفور يف‬
‫ٌ‬
‫سجني‪ ،‬امرأ ٌة ُم ْن َح ِنيةٌ ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫رجلٌ‬
‫ٍ‬
‫حديد‪،‬‬ ‫قناع من‬
‫ٌ‬
‫ني‬
‫مسلوق وت ِّن ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ِق ٌّط‬
‫برمح‬
‫ٍ‬ ‫املصاب‬
‫َ‬ ‫الصغري‬
‫َ‬ ‫أو الوعلَ‬
‫يوقظه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وت الذي‬
‫الص َ‬
‫ينتظر َّ‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫َ‬

‫‪145‬‬
‫بني خرائب ومتاثيل‬

‫وجدت نفيس ُصحبةَ ُم َنظِّ ٍر‬ ‫ُ‬


‫الرمزي ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫لألشكالِ‬
‫دون أن أسأله شيئ ًا‬
‫العاجز ِة‪،‬‬
‫َ‬ ‫نظري َت ُه عن التامثيل‬
‫َّ‬ ‫أثبت‬
‫َ‬
‫قال يل‪« :‬كلُّنا قد رأينا‬
‫ِ‬
‫الجريحة‪،‬‬ ‫حشد التامثيلِ‬
‫َ‬
‫أذرع‪ ،‬بال سيقانٍ‬
‫ٍ‬ ‫بال‬
‫ويف أحيانٍ كثري ٍة بال ٍ‬
‫رأس»‬
‫كان يؤكِّ ُد أن ‪% 90‬‬
‫ِ‬ ‫من كلِّ تلك ال َّتامثيل امل‬
‫ُعاقة‬
‫ِ‬
‫الحالة املُزرية جد ًا‬ ‫وصلت إىل هذه‬
‫ْ‬

‫‪147‬‬
‫ِ‬
‫الحروب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بسبب‬
‫إن متثال املرأة بال ذراعني‬
‫قال يل َّ‬
‫التي تبدو يف الك ُت ِ‬
‫ب‬
‫الذراع اليرسى‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫فقدت‬
‫بربري‬
‫ٍّ‬ ‫فأس‬ ‫ِ‬
‫بخبطة ٍ‬
‫واليمنى‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ملقصلة البحرِ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫محتالة‬ ‫ٍ‬
‫برضبة‬
‫مثةَ التي بال ٍ‬
‫رأس‪،‬‬ ‫و َّ‬
‫متتلك تيجان ًا وأكاليلَ‬
‫ُ‬ ‫كانت‬
‫ْ‬ ‫حتى وإِ ْن‬
‫قيد الحيا ِة معطوبةً‬
‫ت َ‬ ‫وبقي ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫معارك ال َّزمن‪.‬‬ ‫أمام‬
‫َ‬

‫ٍ‬
‫مهزومة‪،‬‬ ‫نجت‪ ،‬حزينة لكنها غري‬
‫ْ‬ ‫بعضها‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫املتحف الربيطاينِّ‪.‬‬ ‫من حصارات القراصنة ومن‬
‫متثال الدكتور أتل‪،‬‬
‫(((‬

‫للرياح والرباكني‪،‬‬
‫األسطوري ِّ‬
‫ُّ‬ ‫الر َّسام‬
‫َّ‬
‫قدم واحد ٌة وهو ال مييش‬
‫له ٌ‬
‫القوي ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫رغم عكا َز ِت ِه الربونز‬
‫َ‬

‫موريو (‪ )1964-1875‬ف َّنان وكاتب مكسييك‬


‫ُّ‬ ‫((( هو خرياردو‬

‫‪148‬‬
‫لر َّبا أجملُ التامثيلِ تتخفَّى‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫املزادات‬ ‫دون منجلِ‬ ‫ِ‬
‫املطرقة َ‬ ‫من‬‫َ‬
‫ِ‬
‫متاحف البحرِ‪.‬‬ ‫وتضطجع مغمور ًة يف‬
‫ُ‬
‫جيوش من الربونز‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫مثةَ‬
‫ات‬
‫واله َّز ُ‬
‫ون َ‬ ‫املعامري َ‬
‫ُّ‬ ‫َي ُلف َُّها‬
‫ِ‬
‫وبالخرائب‪.‬‬ ‫بالض ِ‬
‫باب‬ ‫َّ‬

‫من‬
‫أن ال َّز َ‬
‫يبدو َّ‬
‫الش َّحاذين‪،‬‬
‫مظهر َّ‬
‫َ‬ ‫يرغب يف منحها‬
‫ُ‬
‫قامة وجاملُ‬
‫ُ‬ ‫وإِ ْن كانت لها‬
‫والقبلي ِة‬
‫َّ‬ ‫اإلتروسكاني ِة‬
‫َّ‬ ‫املنحوتات‬
‫ولينيزية وللوثن اإلفريقي‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الب‬
‫للديانة ُ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫البهاء‬ ‫تحطيم‬
‫ِ‬ ‫يرغب يف‬
‫ُ‬ ‫لفَ ٍّن كان‬
‫والس ِ‬
‫كينة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يخرج من التهج ِ‬
‫ني‬ ‫َ‬ ‫ليك‬

‫يتوصـلُ إىل ذلـك بشـكلٍ أفضـلَ‬


‫َّ‬ ‫ومثلما هـو الحـالُ دومـ ًا‬
‫األطفـالُ‬
‫لعبةَ ال َّتامثيلِ ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الحديقة َ‬ ‫الذين يلعبون يف‬
‫ِ‬
‫اإليقاعات واألشكال حسب نزواتهم‬ ‫غيون‬‫ُي ِّ‬
‫وينحتون حركاتهم يف ورشات الهواء‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫َم َعار ُِك ِم ْن َو َرقٍ‬

‫ام الل َُّغ ِة‪،‬‬


‫أن ُتزِيلَ أل َْغ َ‬
‫س ْ‬‫أيْ َ ُ‬
‫ض ِه‬
‫س ن َْب ِ‬
‫أن ُتل َِّو َح بِالقَ ل َِم ِسالح ًا ِم ْثلَ َعص ًا ِل َج ِ‬
‫ْ‬
‫يد ُة َشظَ َ‬
‫ايا‪،‬‬ ‫ص َ‬‫اي َر القَ ِ‬
‫وأل َت َتطَ َ‬
‫َّ‬

‫األو َصالِ ِف َ‬
‫العال َِم‪،‬‬ ‫وعي ْ‬‫أن َت َرى َمقْطُ ِ‬
‫َع َل ْ‬
‫َم ْو ِك َب امل َ‬
‫ُش َّو ِه َ‬
‫ني‬

‫ِم ْن ِق َبلِ ُت َّجا ِر َ‬


‫الح ْر ِ‬
‫ب‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫أي ن َْو ٍع ِم َن امل َُحا ِرب َ‬
‫ِني أنَا‬ ‫ُّ‬
‫يض َفقَ ْط‪،‬‬ ‫ام امل ََر ِ‬
‫اح ِ‬ ‫ال َِّذي أ َت َج َّن ُ‬
‫ب أل َْغ َ‬
‫بى‪،‬‬‫الخ َنا ِد َق امل َُم ِّو َهةَ ِلل َْحقَ ا ِئقِ الكُ ْ َ‬
‫َ‬

‫اص ِة ظَ ْر ِف َمكَ انٍ ْ‬


‫أو َز َمانٍ ‪،‬‬ ‫أح ِد القَ َّن َ‬ ‫ات َ‬‫اح ِ‬ ‫ِج َر َ‬
‫الي َدو َِّيةَ ِل َخطَ ٍأ َمطْ َب ِع ٍّي!‬
‫ال ُق ْن ُب َلةَ َ‬
‫ب‬ ‫أن َت ْح َت ِم َي ِف ا َ‬
‫مل ْك َت ِ‬ ‫س ْ‬ ‫أيْ َ ُ‬
‫ِيح ٍة‪،‬‬
‫لو ِف َخ ْي َم ٍة ُمر َ‬ ‫كَ َم ْ‬
‫الس ِّي ِئ َ‬
‫ني‬ ‫الش َع َر ِ‬
‫اء َّ‬ ‫الع ُد ِّو ِم َن ُّ‬ ‫أن ُت َرا ِق َب ِم ْن َب ِع ٍ‬
‫يد ُم َع ْسكَ َر َ‬ ‫َو ْ‬
‫ات الل َّْي ِل َّي ِة‪.‬‬
‫اع ِ‬ ‫ام َض َج ِر َّ‬
‫الس َ‬ ‫أن ُتزِيلَ أل َْغ َ‬ ‫َو ْ‬
‫الش َع َر ِ‬
‫اء أنَا‪،‬‬ ‫أي ن َْو ٍع ِم َن ُّ‬
‫ُّ‬
‫ِس ل َُغ ٍة َبا ِئ ٌ‬
‫س‪،‬‬ ‫َحار ُ‬
‫يء ال َي ِ‬
‫صلُ َأبداً‪،‬‬ ‫ِيد َب ِط ٌ‬
‫اعي َبر ٍ‬ ‫َس ِ‬
‫ف ِف ِح َصانٍ َخ َشبِي َي ْبقَ ى ن ِ‬
‫َائاً‪،‬‬ ‫ُج ْن ِد ٌي ُم َت َخ ٍّ‬
‫ٍّ‬
‫أي ن َْو ٍع ِم َن اإلنْ َسانِ أنَا‬ ‫ُّ‬
‫اك ال َِّذي َي َتأث َُّر ِل ُر ْؤ َي ِة ُص َو ِر ُم َش َّو ِهي َ‬
‫الح ْر ِ‬
‫ب‬ ‫ذَ َ‬

‫إل طَ ا ِول َِة َ‬


‫الع َملِ‬ ‫ود َ‬ ‫َب ْي َن َم َي ُع ُ‬
‫ِف َص ْم ٍ‬
‫ت ُم ْنكَ ِ ٍ‬
‫س‬
‫َو َر َاي ٍة ِم ْن َو َرقٍ كَ الكَ فَ نِ !‬

‫‪152‬‬
‫توح ِد‬
‫مل ِّ‬ ‫ت ُ‬
‫اف ا ُ‬ ‫اع ِ َ‬
‫ْ‬

‫أحد‪.‬‬
‫يش َم َع ال َ‬ ‫ام طَ ِّي َب ٍة ِ‬
‫أع ُ‬ ‫أع َو ٍ‬
‫ام‪ْ ،‬‬
‫أع َو ٍ‬
‫ُم ْنذُ ْ‬
‫أن أبْذُ لَ ُج ْهد ًا‬
‫ون ْ‬‫أن أنْ َتب َِه َو ُد َ‬
‫ون ْ‬
‫ُد َ‬
‫أحد‪.‬‬‫ات ال َ‬ ‫اد ِ‬ ‫َت َع َّو ْد ُت َع َ‬
‫ار ِة انْ ِت َب ِ‬
‫اهي‬ ‫َو َع َل َو ْش ِك إ َث َ‬
‫با َي ْف َعلُ ذَ ِل َك‬ ‫َي ْح ُد ُث َد ْوم ًا أ َّن ُه َي ْن َد ُم‪ ،‬ل َُر َّ َ‬
‫ام َص ْم ِتي ُع ْن َوةً‪.‬‬ ‫َح َّتى ال َي ْد ُخلَ ُم ْق َت ِح ً‬

‫‪153‬‬
‫ِم ْن ل َُغ ِ‬
‫ات َبابِلَ‬
‫أح ُد ل َْه َجةً َح ِذ َرةً‪.‬‬‫ار ال َ‬ ‫َي ْخ َت ُ‬
‫ب الل ََّع َن ِ‬
‫ات‬ ‫أص ُّ‬ ‫َوال ِحي َن َم أ َت َع َّ ُ‬
‫ث َو ُ‬
‫اج َأ ٍة أ ِو انْز َِع ٍ‬
‫اج‪.‬‬ ‫ف َع ْن ُمفَ َ‬ ‫َيك ِ‬
‫ْش ُ‬
‫الس َه ِر‬
‫اح َّ‬ ‫أن أُ ْش ِعلَ ِم ْ‬
‫ص َب َ‬ ‫ْ‬
‫اح‬ ‫مي ٍة ِف َّ‬
‫الص َب ِ‬ ‫أغ ِن َي ٍة ق َِد َ‬
‫أو أ َت َر َّن َم بِل َْحنِ ْ‬
‫ْ‬
‫أحد‪.‬‬
‫ات ال َ‬ ‫ايقَ ِ‬ ‫اعي ًا ِل ُم َض َ‬
‫س َد ِ‬ ‫ل َْي َ‬

‫ود ِم ْن َسفَ رٍ‪،‬‬ ‫أع ُ‬ ‫أس ِئ َلةً ل ََّم ُ‬


‫ل ْ‬ ‫ُه َو ال َيطْ َر ُح َع َ َّ‬
‫َط َم َنا ِفذُ‬ ‫ِم ْن َم ِدي َن ٍة َش َوار ُِع َها ل َْي َ‬
‫س ل ََها ق ُّ‬
‫ام‪.‬‬ ‫ب أقَا ِل ِ‬
‫يم ال ُق َّر ِ‬ ‫أو ِم ْن ر ِْحل ٍَة َب ْحر َِّي ٍة َع ْ َ‬
‫ْ‬
‫أو َراقاً‪،‬‬
‫ِيف ْ‬
‫الخر َ‬
‫ت َن َح َ‬
‫أن َ ْ‬
‫أحد ُه َو ْ‬ ‫أن َت ْح ِملَ ُز ُهور ًا ِلال َ‬
‫ْ‬
‫الص ْم ِ‬
‫ت ُب ْس َتان َُه‪.‬‬ ‫َفقَ ْد َص َن َع ِم َن َّ‬

‫‪154‬‬
‫مل َّش ِ‬
‫اء‬ ‫خار َِطةُ ا َ‬
‫(احتفاء بأندري برتون)‬
‫ٌ‬

‫ٍ‬
‫جديد‬ ‫عاد ِم ْن‬
‫قد َ‬
‫ِ‬
‫مستوط ُن‬

‫صولِ الربمائية ُ‬
‫للحل ِْم‪،‬‬ ‫ال ُف ُ‬
‫اء بابلَ ِم ْن َم َرايا‪.‬‬
‫َم َّش ُ‬

‫‪155‬‬
‫رآه‬
‫شخص ما قد ُ‬
‫ٌ‬
‫َس ِ‬
‫افات‪.‬‬ ‫لص امل َ‬
‫يتحد ُث إىل ِّ‬
‫َّ‬

‫شخص ما يسألُ‬
‫ٌ‬
‫ِم ْن ِّ‬
‫أي مكانٍ َ‬
‫أت‬
‫الليلَ يف ُع ْر َو ِت ِه‪.‬‬
‫ال ْ‬ ‫حام ً‬

‫ِيم‬
‫أنا أجهلُ ال َّت َعاز َ‬
‫صو ِت ِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وس ْح َر ْ‬
‫َجنون‬
‫َ‬ ‫حس نِ َ‬
‫داء ُه امل‬ ‫لك ِّني أُ ُّ‬
‫ب! بال أُ َّب َه ٍة‬ ‫الح ِّ‬
‫إىل ُ‬
‫العاجي‬
‫ِّ‬ ‫السي ِر‬ ‫أكان يف َّ‬
‫َ‬ ‫سواء‬
‫ً‬
‫أم يف ِد ْهلي ِز َّ‬
‫الص ْي َد ِلِّ‪.‬‬ ‫ْ‬

‫األر ِ‬
‫ض‬ ‫ب ِج ٍ‬
‫هات ِم َن ْ‬ ‫قد َع َ َ‬
‫اب‬
‫األخش َ‬
‫َ‬ ‫يقر ُع‬‫ص ما َ‬ ‫شخ ٌ‬
‫حيث ْ‬
‫ُ‬
‫رعب ف ْت ِحها ِر َتاجاً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ويكون‬
‫ُ‬

‫‪156‬‬
‫ْتبةُ َع ُجو ٍز‬
‫َمك َ‬
‫(إىل غيريمو مارتينيث غونثاليث يف تريلثي‪ ،‬بابل كتبه‪).‬‬

‫اب‪.‬‬ ‫أت ِم َن َ‬
‫الغ ِ‬ ‫وب ُة امل َُد ِّم َر ُة َت ِ‬ ‫َه ِذ ِه ُّ‬
‫الرطُ َ‬
‫ت ُم َص ِّم َم ِة األ ْز َي ِ‬
‫اء‬ ‫وع ا َّل ِتي ُتذْ َر ُف ِف َب ْي ِ‬
‫ِالد ُم ِ‬
‫ب ُّ‬
‫ـن ر َِو َاي ٍة‬
‫ـات ُم ْم ِط َر ًة ِم ْ‬
‫السـكَّ ِر َصفَ َح ٍ‬ ‫ـرأُ ب ُِع ُيـونِ َدب ِ‬
‫ِس ُّ‬ ‫َـت َت ْق َ‬ ‫كَ ان ْ‬
‫ِف ْك ُتو ِر َّي ٍة ‪.‬‬
‫الطَّ ْب َع ُة ال َّتا ِلفَ ُة ذَ ا ُت َها‬
‫إل َي ٍد‬
‫ُس َه َد َة ِللْقَ ْر َي ِة ِم ْن َي ٍد َ‬
‫وت امل ْ‬
‫الب ُي َ‬
‫ت ُ‬ ‫ب ِ‬
‫َع َ َ‬
‫إل ِم ْن ِديلِ ُبكَ ٍ‬
‫اء‪،‬‬ ‫َت َ‬
‫َح َّتى َت َح َول ْ‬
‫اد َفةً َو َص َيا ِدل ٍَة َصا ِر ِم َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ات الفَ َت َي ِ‬
‫ات ُم َص َ‬ ‫اء ِ‬
‫ان ِلقَ َ‬
‫َمكَ ُ‬
‫ست ُم ْس َت ْو َد َع ُجث ٍ‬
‫َت‪،‬‬ ‫َه ِذ ِه ا َ‬
‫مل ْك َت َب ُة ل َْي ْ‬
‫ب ِلر َِجالٍ َم ْف ُقو ِد َ‬
‫ين‬ ‫َهذَ ا ق َْب ُو كُ ُت ٍ‬
‫األرزِ‪.‬‬
‫ب ْ‬ ‫اح ُم ْل َتب َِس ٍة َو َمقَ ار َِئ ِم ْن َخ َش ِ‬
‫َب ْي أل َْو ٍ‬

‫‪157‬‬
‫اد ِة َب ْي ٍع ِلل َّتكَ ُّه َن ِ‬
‫ات‬ ‫إع َ‬
‫ث َعل َْي َها ِف َ‬ ‫َه ِذ ِه الكُ ُت ُ‬
‫ب ُع ِ َ‬
‫ـن ِح ْب َِها‬
‫الشـي ًا ِم ْ‬
‫ْث َت ِ‬ ‫ُـر ٍ‬
‫اء أك َ ُ‬ ‫ـر ُة ق َّ‬ ‫اع َب َهـا ِم ْ‬
‫ـن ق َْبـلُ ُز ْم َ‬ ‫َـد َد َ‬
‫ان ق ْ‬‫كَ َ‬
‫ذَ ا ِته ‪ِ.‬‬
‫ار َع ْن َصفَ َحا ِت َها‪،‬‬
‫الغ َب َ‬
‫ض ُ‬ ‫َي ْعل َُم ذَ ِل َك الكُ ُتب ُِّي ال َِّذي َي ْن ُف ُ‬
‫ت ِم ْن َب ْع ِد َما ِل ِك َ‬
‫يها‪.‬‬ ‫ار ا َّل ِتي َع َ‬
‫اش ْ‬ ‫و ُت ِع ُ‬
‫يد ُه اآل َث ُ‬

‫اليو ِد‬
‫وح ِم ْن ُه َرا ِئ َح ُة ُ‬
‫ُم َجل َُّد ِمي ْل ِفيلَ ال َِّذي َت ُف ُ‬
‫يع َم َوانِئِ َ‬
‫العال َِم‪،‬‬ ‫ِم ْثل ََم ِف َج ِم ِ‬
‫اراي ُِسو‪.‬‬ ‫ب ِف ُسوقِ ِ‬
‫الحي َتانِ بِفَ ال َْب َ‬ ‫ص كُ ُت ٍ‬ ‫ث َعل َْي ِه ُم ْق َت ِن ُ‬ ‫َع َ َ‬
‫ام ق َْيلُو َل َت ُه‬
‫ار الفَ ُّظ َس َي َن ُ‬ ‫الب َّح ُ‬
‫َ‬
‫اف ِل ِك َتاب ِِه‬
‫الب ْيت الطَّ ِ َ‬
‫َح َّتى َت ْف َت َح َ‬
‫وع‬ ‫اع َّي ِة َو ُّ‬
‫الد ُر ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫ي امل ََرا ِك ِ‬
‫ب ِّ َ‬ ‫اه َي ْع َر ُج َب ْ َ‬
‫َو َت َر ُ‬
‫قَا ِئ َد َس ِفي َن ٍة َرث ٍَّة ِم ْثلَ كُ ٍ‬
‫وخ َب ْحر ٍِّي‪.‬‬

‫اب ال ِك َت ِ‬
‫اب‬ ‫ب أبْ َو َ‬
‫َت ْع ُ ُ‬
‫ِس امل ُْب ِح ُر ِف َم َخا ِو ِف ِه‬
‫الش ُ‬
‫ان َّ‬
‫والر َّب ُ‬
‫ُّ‬
‫ض ِف غَ ْش َي ِة َّ‬
‫الض َب ِ‬
‫اب‪،‬‬ ‫الح ِ‬
‫وت األبْ َي ِ‬ ‫ث َعنِ ُ‬ ‫الب ِ‬
‫اح ُ‬ ‫َ‬
‫ِالغ َم ِم َو َ‬
‫األس‪.‬‬ ‫سبِ ً‬
‫ال ب َ‬ ‫َس ْو َف َي ِ‬
‫أت ُم َت َ ْ‬
‫َش َه ِد الطَّ ب ِ‬
‫ِيع ِّي‪.‬‬ ‫قَار ٌِئ َش َب ٌح ُي َسطِّ ُر َع َل امل ْ‬

‫‪158‬‬
‫ِيبةُ ِلل َْج َس ِد‬
‫الحا َلةُ الغَ ر َ‬
‫َ‬

‫ب َم ِعي‪.‬‬ ‫ـب َيذْ َه ُ‬ ‫الح ُق ِنـي‪ .‬أيْ َن َم أذ َْه ُ‬ ‫اء‪ُ ،‬ي ِ‬ ‫ـو َد َ‬ ‫ـة َس ْ‬ ‫ـدي‪ِ ،‬م ْثل ََما ِف ر َِو َاي ٍ‬ ‫َج َس ِ‬
‫ود‬‫اج َئ ِنـي َي ُع ُ‬ ‫كي ُيفَ ِ‬ ‫إل ِظ ِّل‪َ َ .‬و ِل ْ‬ ‫َّـه َ‬ ‫ات‪ُ ،‬ي َز ِّو ُج ِظل ُ‬ ‫ـو ِ‬ ‫ـه َع َلى َخطَ َ‬ ‫يـس َخطَ َوا ِت ِ‬ ‫َي ِق ُ‬
‫مي ِـة‪َ .‬ي َتجسـس ُم َت َوارِي ًا ُم ْخ َتبِئـاً ِف َياق َِة ِم ْعطَ ِف ِـه‪َ ،‬ي َّتب ُِع‬ ‫السر القَ ِد َ‬ ‫إل كُ ُت ِـب ِّ ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أن َي ْنص َب‬ ‫وإل ْ‬ ‫ِيـدة َ‬‫ٍ‬ ‫ْف َجر َ‬ ‫ـدء ًا بِال َّت َخفِّـي َخل َ‬ ‫ميـةَ ‪َ ،‬ب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البوليس َّـيةَ القَ د َ‬‫ِ‬ ‫ـادات ُ‬ ‫ِ‬ ‫الع َ‬
‫َ‬
‫ـد ُه‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫أج‬ ‫ـا‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ٍ‬
‫َـة‬ ‫ل‬ ‫َي‬
‫ل‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬
‫ْ ْ َ َ ِ ْ‬‫ـر‬ ‫م‬‫أح‬ ‫ر‬‫ٍ‬ ‫ـع‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ذَ‬ ‫ام‬
‫ِ‬ ‫ـو‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫َة‬ ‫ق‬‫ـو‬ ‫ش‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫اء‬
‫َ ْ َ َ ْ‬‫ـن‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ِح‬ ‫ب‬ ‫ً‬
‫ا‬ ‫ك‬‫ش‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِل‬
‫ـد‬ ‫أح ِ‬‫يـه ِم ْثـلَ َ‬ ‫أح ِّي ِ‬
‫كي َ‬ ‫ـد ُم َت َع ْجـر ٍِف ِل َ ْ‬ ‫ـد ُه ِج َّ‬‫أج ُ‬ ‫ـة‪ِ ،‬‬ ‫اص َي ِ‬‫ـاف ال َّن ِ‬‫ـد انْ ِعطَ ِ‬ ‫َب ْغ َتـةً ِع ْن َ‬
‫الج َه ِ‬
‫ـات‪.‬‬ ‫أن َي ْت َب َع ِنـي ِف كُ لِّ ِ‬ ‫أن أتَقَ َّبـلَ ْ‬ ‫علي ْ‬ ‫ـب َّ‬ ‫َم َعـار ِِف ال ُق َد َم ِ‬
‫ـاء‪َ .‬ي ِج ُ‬

‫‪159‬‬
‫الت الق َِد َ‬
‫ميةُ‬ ‫ام ُ‬ ‫ا ُ‬
‫مل َع َ‬

‫ـدي‪،‬‬ ‫ـم ِف َج َس ِ‬ ‫ـوء ال َّت َحكُّ ِ‬ ‫ـه َع َلى ُس ِ‬ ‫َّـذي أ َّته ُِم ُ‬ ‫أعـر ُِف َمـنِ ال ِ‬ ‫مل أكُ ْـن َأبـد ًا ْ‬ ‫ْ‬
‫أخذَ نَـا ِف ُن ْز َهـةٍ‬ ‫أن َي ُ‬ ‫صل ُُـح ُم ْرشـد ًا ِف امل ُُـدنِ ‪ ،‬أل َّن ُـه َو ُه َـو َي ْرغَ ُـب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ـول ال َي ْ‬ ‫ُض ِ ٌّ‬ ‫ف ُ‬
‫ـن‬ ‫مل أكُ ْ‬ ‫ـة ْ‬ ‫الح ِقيقَ ِ‬ ‫ـو األمكنـة املُعتمـة‪ِ .‬ف َ‬ ‫ـح ُب َنا َد ْومـ ًا ن َْح َ‬ ‫الح َدا ِئـقِ َي ْس َ‬ ‫بر َ‬ ‫َع ْ َ‬
‫يب ِنـي‬ ‫ص ُ‬ ‫ان ُي ِ‬ ‫ـر َر كَ َ‬ ‫مل َتكَ ِّ‬ ‫ـه َد ُه ا ُ‬ ‫ـن َم ْش َ‬ ‫ـن‪ ،‬ل ِك َّ‬ ‫ب َم ْ‬ ‫ـح ُ‬ ‫ان َي ْس َ‬ ‫َّـذي كَ َ‬ ‫ـن ال ِ‬ ‫أعـر ُِف َم ْ‬ ‫ْ‬
‫ـم ِة املَا ِئل ِ‬
‫َـة‬ ‫س‬
‫َ ْ َ‬ ‫الب‬ ‫ـس‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫آ‬ ‫ـر‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫مل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ـي‬ ‫ِ‬
‫اح‬ ‫ب‬ ‫الص‬
‫َّ َ‬ ‫ِ‬
‫ـه‬ ‫ج‬‫َ ْ‬ ‫الو‬ ‫ـس‬ ‫ب َّ ِ َ ْ ُ‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ـأم‬ ‫ِالس‬
‫ير الثَّابِ َت ِة‪،‬‬ ‫اخ َـل ق َْوق ََع ِتي غَ ْ ِ‬ ‫أعماقِ ِجل ِْـدي‪َ ،‬د ِ‬ ‫أن ِف َ ْ‬ ‫ض َّ‬ ‫ْتر ُ‬ ‫مل ْز ُه َّـو ِة‪ .‬كُ ْنُـت أف َ ِ‬ ‫ا َ‬
‫أعر ُِف‬ ‫ـن ْ‬ ‫مل أكُ ْ‬ ‫ـة‪َ ،‬و َل ِك ِّني ْ‬ ‫اض ُم ْن َخ ِف َض ٍ‬ ‫وأر ٍ‬ ‫ـع ٍة َ‬ ‫اس َ‬ ‫ـهولٍ َش ِ‬ ‫َـت َت ْن ُمـو ب َِلا ٌد ب ُِس ُ‬ ‫كَ ان ْ‬
‫ِ‬
‫أو َم ْحكُ ومـاً‪َ ،‬ملك ًا‬ ‫ما ل ََها ْ‬ ‫ِ‬
‫يد َحاك ً‬ ‫الوح ُ‬ ‫ِ‬ ‫ان َسـاك ُن َها َ‬‫ِ‬ ‫ين َمـا إذَ ا كَ َ‬ ‫ِ‬
‫اليق ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َلى َو ْجـه َ‬
‫ِـم َع َل‬ ‫ـن أ َّته ُ‬ ‫أعـر ُِف َم ْ‬ ‫ـن َأبـد ًا ْ‬ ‫مل أكُ ْ‬ ‫ـك‪ْ .‬‬ ‫مل ِل ِ‬ ‫أو قَا ِتـلَ ا َ‬ ‫اش َـي ِة ْ‬ ‫الح ِ‬ ‫ـن َ‬ ‫أو َتابِعـاً‪ِ ،‬م َ‬ ‫ْ‬
‫يه‬ ‫أن أ ْل َت ِق ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِلُ‬ ‫و‬ ‫ـا‬ ‫أح‬ ‫ـت‬
‫َ ْ ُ َ‬ ‫ن‬ ‫كُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫ِ‬
‫وج‬ ‫ي‬
‫ُْ‬ ‫د‬ ‫ـلَ‬ ‫ث‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ً‪،‬‬ ‫ا‬ ‫انـ‬ ‫ي‬
‫ْ َ‬‫أح‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ـد‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫ـم‬ ‫ِ‬ ‫كُّ‬ ‫ح‬ ‫ت‬
‫َّ َ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ـوء‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫يش َمك ُْبوسـاً‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ي‬
‫َ َ‬ ‫ان‬ ‫كَ‬ ‫ـد‬ ‫ش‬
‫َ ٌْ‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫لِ‬ ‫اخ‬ ‫ِ‬ ‫الد‬‫َّ‬ ‫إل‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ود‬
‫َ ُْ َ‬ ‫ـد‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫يقَ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ِطَ‬ ‫ب‬ ‫مبعوج‬ ‫اح‬ ‫ِ ْ َ ٍ‬
‫ب‬ ‫ِص‬ ‫ب‬
‫اد ِة‪.‬‬ ‫ِير ال ِق َي َ‬‫ْـدي بِ َت ْغي ِ‬ ‫ت ُّـر ٍد ِل ُمطَ ال ََب ِـة ِجل ِ‬ ‫إل َ َ‬ ‫ين َ‬ ‫ان َي ْد ُعـو كُ لَ ِح ٍ‬ ‫ِف َص ْم ِتـي‪ ،‬كَ َ‬

‫‪161‬‬
‫ـه‬‫أحـاوِلَ َت ْركَ ُ‬ ‫أن َ‬ ‫الب َّتـةَ ْ‬ ‫ـد َ‬ ‫ير ُم ْج ٍ‬ ‫ـدي‪ ،‬غَ ْ ُ‬ ‫ـاد َج َس ِ‬ ‫ـاد‪ِ ،‬ع َن ُ‬ ‫ـن ِع َن ٍ‬ ‫َـه ِم ْ‬ ‫آ ٍه‪َ ،‬يـا ل ُ‬
‫ـد‬ ‫ـد ِم‪َ .‬ب ْع َ‬ ‫الع َ‬ ‫ـط َ‬ ‫ـه َو َس َ‬ ‫ص ِـن ال َِّـذي َب َن ْي ُت ُ‬ ‫ـت امل َُح َّ‬ ‫الب ْي ِ‬‫ـاح ِف َ‬ ‫مل ْف َت ِ‬ ‫َم ْح ُبوسـ ًا بِا ِ‬
‫أس ِل َح ِتي‬ ‫أض ُع ْ‬ ‫أس َت ْسـ ِل ُم‪َ ،‬و َ‬ ‫اد ِة‪ْ ،‬‬ ‫الع َ‬ ‫ب َ‬ ‫أو ب َِس َـب ِ‬ ‫ب ْ‬ ‫ب ال َّت َع ِ‬ ‫َامة‪ ،‬ب َِس َـب ِ‬ ‫ِسـ ِّت َ‬
‫ني ُرو ْزن َ‬
‫الدا ِم َي ِـة ِل ِعظَ ا ِمه ِْـم‪ُ .‬ن َوق ُِّـع َع َلى اتِّفَ ـاقٍ َق ِب ْل ُت ُه ِم ْثل ََم أق َْب ُـل َر ِفيق ًا‬ ‫ِف امل َْع َركَ ِـة َّ‬
‫الجـا ِر‬ ‫ي ِك ُن َنـا َت َج ُّن ُب ُـه‪َ ،‬و ِم ْث َـل ذَ ِلَـك َ‬ ‫ق َِدميـاً ِف الل َِّع ِـب‪ِ ،‬م ْث َـل الظِّ ِّـل ال َِّـذي ال ُ ْ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ـه‪َ .‬و َح َسـن ًا كَ َ‬ ‫ُض ِج َـر ِة ِل َح َيا ِت ِ‬ ‫ـات امل ْ‬ ‫اي ِ‬ ‫الحكَ َ‬ ‫س ِد ِ‬ ‫ي ُّـل ِم ْـن َ ْ‬ ‫َّـذي ال َ َ‬ ‫اهـنِ ال ِ‬‫الو ِ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ـرات َوالل ََّي ِ‬‫ِ‬ ‫ام َ‬
‫يـق امل َُغ َ‬ ‫ِ‬
‫ِـر‪َ ،‬رف ُ‬ ‫ملثَاب ُ‬ ‫يـم ا ُ‬ ‫ِ‬
‫ـد القَ د ُ‬ ‫الج َس ُ‬ ‫ـك‪ُّ ،‬أي َها َ‬ ‫ـان َو ْق ُت َ‬‫ـد َح َ‬ ‫لقَ ْ‬
‫َـك‬ ‫أعـذُ ُر ل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد َمـى امل ُْده َشـة‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ثرات َو َسـقَ طَ ات ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الع َ َ‬ ‫لـك َ‬ ‫ـر َ‬ ‫أغف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُس َـه َدة‪ .‬أنَـا ْ‬ ‫امل ْ‬
‫وأن‬ ‫ٍ‬
‫آخـذَ َك ِف ُن ْز َهة‪َّ ،‬‬ ‫أن ُ‬ ‫أوانه ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي َ‬ ‫س م ِّنـي ِف غَ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـت َت ْل َتم ُ‬ ‫ـج وأنْ َ‬ ‫ِ‬
‫مل ْزع َ‬ ‫ـور َك ا ُ‬
‫ض َ‬ ‫ُح ُ‬
‫البد‪ِ.‬‬ ‫يـك م َن َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أض َع َع َل َج َسـد َك م ْعطَ ف ًا َي ْحم َ‬ ‫ِ‬ ‫وأن َ‬ ‫ْـص‪ْ ،‬‬ ‫الرق ِ‬ ‫ـك َر ْغ َبـةٌ يف َّ‬ ‫لديْ َ‬ ‫َ‬
‫اسـانْ ْد َرا‪.‬‬ ‫إل ظ ِّـل كَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن الظِّ َّـل الَّـذي ُت ْلقيـه َي ْف َتق ُـر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األبد َّي ُـة م ْـن َّ‬ ‫ِ‬ ‫والش ْـك َوى َ‬ ‫َّ‬

‫‪162‬‬
‫مونولوج خوسيه أسونثيون سيلفا‬

‫إىل ريكاردو كانو غافرييا‬


‫تحيط يب‬
‫ُ‬ ‫املدينة التي‬
‫ُ‬
‫وتتضاعف يف ب َِر ِك املَطَ ِر‬
‫ُ‬
‫باس ِم ْن ِظاللٍ ‪،‬‬
‫لها ِل ٌ‬
‫يح‪ ،‬ا َّل ِتي تأيت من َفل ِ‬
‫َوات‬ ‫الر ُ‬
‫ش ِّ‬ ‫ِ‬
‫تخد ُ‬
‫ت ِتها الل َّْي ِل َّي ِة‬
‫ِري ِدي ب ُِس ْ َ‬
‫وث ب ْ‬
‫ك ُْر ْ‬
‫الب ْي ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫جاج َ‬ ‫الس ْو ِ‬
‫داء‪ُ ،‬ز َ‬ ‫َّ‬
‫األج َر ِ‬
‫اس‬ ‫راج ْ‬‫ب أبْ ِ‬
‫تتسلَّلُ َع ْ َ‬
‫َ‬
‫تخب ُِط‬

‫واب الكَ انْ ِد ْ‬


‫يالريا‪.‬‬ ‫الربونزيةَ ألبْ ِ‬
‫َّ‬ ‫مل ْق َر َع ِ‬
‫ات‬ ‫ا ِ‬

‫‪163‬‬
‫يح ِهي ُر ِ‬
‫وحي‬ ‫َ‬
‫الر ُ َ‬‫يح‪ ،‬تلك ِّ‬
‫الر ُ‬
‫تلك ِّ‬
‫ٍ‬
‫قريبة‬ ‫صم ٍ‬
‫ت‬ ‫ما بني ُه ْدن ِ‬
‫َات ْ‬
‫روب البِال ِد‬
‫دوي ُح ُ‬
‫ُت ِّ‬
‫ش ال ِقنديلُ‬
‫بينام ُي َخ ْش ِخ ُ‬
‫أيضء ِ‬
‫به كُ ُتبي امللتب َِسةَ‬ ‫ُ‬ ‫الذي‬
‫ار ِة‪.‬‬
‫َعنِ ال ِّت َج َ‬

‫يح ِهي ُر ِ‬
‫وحي‬ ‫َ‬
‫الر ُ َ‬‫يح‪ ،‬تلك ِّ‬
‫الر ُ‬
‫تلك ِّ‬
‫ٍ‬
‫كائنات‬ ‫ُث ِثر َ‬
‫ِين ِم ْن‬ ‫ات امل َ ْ‬ ‫َت ْه ِم ُ‬
‫س َح َلقَ ُ‬
‫َش َه ِد‪،‬‬ ‫ُمقَ َّن َع ٍة عند ُع ُبوري‪ُ .‬و ٌ‬
‫جوه ثابِتةٌ يف امل ْ‬
‫ٍ‬
‫كنيسة‬ ‫متَاثيلُ ِم ْن ٍ‬
‫ثلج عند َم ْد َخلِ‬

‫َمانِيكَ ٌ‬
‫انات‬
‫ني الفال ِة‬
‫بالكا ِد ُي َح ِّركُ ها ِسكِّ ُ‬
‫البار ُِد‬
‫َ‬
‫يح ِهي ُر ِ‬
‫وحي‬ ‫َ‬
‫الر ُ َ‬‫يح‪ ،‬تلك ِّ‬
‫الر ُ‬
‫تلك ِّ‬
‫ِ‬
‫القلب؟‬ ‫رس ُم يف قمييص َخريطةَ‬
‫َم ْن َي ُ‬
‫َم ْن َي ُخ ُّط مركز ًا يف طريق ُح َّم َي؟‬
‫الباحة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫تع ُ ُ‬
‫األخت امل َِّيتة ْ‬
‫ُ‬
‫صار ي ْن ِ‬
‫تمي‬ ‫صو ُتها َ‬
‫الس َّي ِة للفَ ِ‬
‫راغ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫للبنايات ِّ ِّ‬
‫يح ِهي ُر ِ‬
‫وحي‬ ‫َ‬
‫الر ُ َ‬‫يح‪ ،‬تلك ِّ‬
‫الر ُ‬
‫تلك ِّ‬

‫‪164‬‬
‫يتمطَّ ى ِجل ُْدها‪ِ ،‬جل ُْد َ‬
‫الخ ْش َخاش‪،‬‬ ‫ية َ‬‫القر ُ‬
‫ْ‬
‫الس ِ‬
‫احة‬ ‫س ُب َضوء ًا عىل َج َن ِ‬
‫بات َّ‬ ‫ُت َ ِّ‬
‫املدينة َح َّيةً ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يف ساعة تبدو فيها‬
‫ِّيها‪َ ،‬ع ْن َث َبا ِتها امل ُْد ِه ِ‬
‫ش‪:‬‬ ‫أتحد ُث َع ْن تأن َ‬
‫َّ‬
‫بينام ُت ْخ َت ُم َحركَ ُة َر ُجلٍ‬
‫يح ِملُ فنجان ًا من الطَّ ا ِول َِة إىل َف ِم ِه‪،‬‬
‫ْ‬
‫مل‬
‫العا ُ‬
‫ي َ‬ ‫األبديةَ ‪ُ ،‬ي َغ ِّ ُ‬
‫َّ‬ ‫ب‬
‫َي ْع ُ ُ‬
‫صولَ ‪،‬‬
‫ال ُف ُ‬
‫أوقات آ ِت َيةٌ هار َِبة‬
‫ُ‬ ‫مثةَ‬‫وب‪َّ ،‬‬
‫الح ُر ُ‬ ‫ت ِض ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ف‬‫والر ُجلُ ال ُي ْن ِهي امل َْو ِق َ‬
‫َّ‬
‫القهو ِة‪،‬‬
‫َ‬ ‫شفتي ِه يف ِف ْنجانِ‬
‫ْ‬ ‫الذي ُيذَ ِّو ُب‬
‫ِلو َث ِة ِس ْح ٍر‬
‫يبدو الجميع مصاب ًا ب ْ‬
‫لر َّبا َي َر ْون يف سكي َن ِت ِه‬
‫ُ‬
‫يئ‬
‫الالم ْر َّ‬
‫َ‬ ‫الطَّ َ‬
‫ائر‬
‫ف‬ ‫ٍ‬
‫ورتريهات ُم َت َخ ٍّ‬‫ام ُب‬
‫رس ِ‬
‫له ْم عىل َّ‬
‫شري ُ‬
‫الذي ُي ُ‬
‫يح‪.‬‬
‫الر ُ‬ ‫ٍ‬
‫جديد‪ِّ ،‬‬ ‫ومن‬
‫يح ِهي ُر ِ‬
‫وحي‬ ‫َ‬
‫الر ُ َ‬‫يح‪ ،‬تلك ِّ‬
‫الر ُ‬
‫تلك ِّ‬
‫الجريان‬
‫ُ‬ ‫رث‪ ،‬سيقولُ‬ ‫هي طلقةٌ أك ُ‬
‫رث ِض َّد ُح ِ‬
‫روب ال ِّنسيانِ‬ ‫هي طلقةٌ أك ُ‬ ‫َ‬
‫األبدي ِة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ِس‪.‬‬
‫الش ُ‬
‫اإلفالس َّ‬
‫ُ‬ ‫الحيا ُة ذلك‬

‫‪165‬‬
‫مل ْس ِكني!‬
‫الش ْيطانِ ا ِ‬
‫إىل َّ‬
‫(إىل لوث أوخينيا سيريا)‬

‫الر ُج ِـل ال َِّـذي َب َصقَ ُـه ُف ُت َّو ُ‬


‫ات‬ ‫اس ِف َزاو َِي ِـة ال ِّن ْس َـيانِ ‪َ ،‬‬
‫إل َّ‬ ‫الر ُج ِـل َّ‬
‫الـر ِ‬ ‫إل َّ‬ ‫َ‬
‫امى‪،‬‬
‫ـي ال ُق َد َ‬
‫الح ِّ‬
‫َ‬
‫ْـف نَظْ َر ِت ِه‬ ‫َـد امل َُهـانِ ال ِ‬
‫َّـذي َي َت َخفَّى َخل َ‬ ‫الول ِ‬ ‫اع ِـد َع ْـن ذَ ا ِت ِ‬
‫ـه‪َ ،‬و َ‬
‫إل َ‬ ‫مل َتقَ ِ‬
‫إل ا ُ‬ ‫َ‬
‫السا ِئل َِة ‪،‬‬
‫َّ‬
‫ِـم ِم ْه َنةٌ‬
‫َـم تَكُ ْن ل ََديْه ْ‬ ‫وإل ال َِذ َ‬
‫يـن ل ْ‬ ‫ِين ِف َح ْفـلٍ ‪َ ،‬‬ ‫الج ُسـور َ‬ ‫ـج َ‬ ‫إل َم ْـن ُي ْز ِع ُ‬ ‫َ‬
‫أم َها ِته ُ‬
‫ِـم‬ ‫ـح َو ْج ِ‬
‫ـه َّ‬ ‫أن ُي َت ْم ِت ُمـوا ُص َ‬
‫ـور َة َمال ِم ِ‬ ‫ون ْ‬ ‫َـم َيكُ و ُنـوا َي ْسـ َت ِط ُ‬
‫يع َ‬ ‫َم ْع ُرو َفـةٌ َول ْ‬
‫اد ُة ‪،‬‬
‫ُس َت َع َ‬‫ا مل ْ‬
‫إل ال َِّذي َي ْه َر ُب‬ ‫آخ َـر‪َ ،‬و َ‬ ‫أي َمكَ انٍ َ‬ ‫ون َد ْومـ ًا أ َّن ُه ْم ِف ِّ‬ ‫ـد َ‬‫إل أو َل ِئَـك ال َِّذ َيـن َي ْب ُ‬ ‫َ‬
‫لس ْـخر َِّي ِة‪،‬‬
‫يث ِل ُّ‬ ‫وع َح ِد ٍ‬ ‫الح ِديقَ ِة َم ْو ُض َ‬
‫ـه ِف َ‬ ‫ث َع ْن ُ‬ ‫ات ِحي َن َم ُي ْب َح ُ‬ ‫ـر ِ‬ ‫ـن ال َّنظَ َ‬‫ِم َ‬
‫إل ال َِّذ َيـن‬ ‫الحكَ َما ِء الل َّْي ِل َّي ِـة‪َ ،‬و َ‬
‫الص ْم ِـت ِف َج ْول َِـة ُ‬ ‫ـاخ َّ‬ ‫اخ ِـم ِل ِف َخ ِ‬ ‫مل َت ِ‬
‫إل ا ُ‬ ‫َ‬
‫ـم َع ٍة ُم ْشـ َت ِعل ٍَة‪،‬‬ ‫ـون ِم ْثلَ َش ْ‬ ‫ُي َتأ ِت ُئ َ‬
‫إل َم َم ٍّر‬ ‫ـوار ِِئ ا َّل ِتي َت ُق ُ‬
‫ـود َ‬ ‫ـاب الطَّ َ‬
‫ـح َب َ‬
‫أن َي ْف َت َ‬ ‫ـون َع َلى َو ْش ِ‬
‫ـك ْ‬ ‫إل ال َِّـذي َيكُ ُ‬
‫َ‬
‫اآلخرِ‪،‬‬
‫َـم َ‬‫العال ِ‬
‫ُـوج َ‬ ‫ِل ُول ِ‬

‫‪167‬‬
‫اول ٍ‬
‫َـة‬ ‫أدو َِي ًـة َوأق َْراصـ ًا ِف ُم َح َ‬ ‫اء ِل ْ َ‬
‫لأس ِة إ ْذ َت ْن ُق ُـر ْ‬ ‫الس ْـو َد ِ‬
‫َّ‬ ‫إل ال َّن ْع َج ِـة‬
‫َ‬
‫َم َخا ِو ِف َهـا‪،‬‬ ‫ت ِه ِيـب َح ْشـدِ‬ ‫ِل َ ْ‬
‫إل ال َِّذي‬ ‫ُح َتقَ ر َِيـن ِم ْن ِق َبلِ َم َر َاي ُ‬
‫اه ْـم‪َ ،‬و َ‬ ‫إل رئيـس املهزومين‪ ،‬وإىل امل ْ‬ ‫َ‬
‫اص‪،‬‬‫الخ َّ‬
‫ـجان َُه َ‬ ‫ون َس َّ‬ ‫ـد ِه ق َْبـلَ ْ‬
‫أن َيكُ َ‬ ‫الهـار َِب ِم ْن َج َس ِ‬
‫ـون َ‬
‫أن َيكُ َ‬
‫ض ُـل ْ‬
‫ُيفَ ِّ‬
‫«م ْن‬
‫ُون َ‬ ‫ني ُي ْسـأل َ‬ ‫اإلج َاب ُة ِح َ‬
‫ـون َعل َْي ِه َ‬
‫أن تَكُ َ‬ ‫ُـون َمـا َي ْن َب ِغي ْ‬
‫إل ال َِّذ َيـن َي ْج َهل َ‬
‫َ‬
‫ب ٍح ب َِعص ًا َو َي ْج ِل ُدون َُه ب ِِش َّـد ٍة‬
‫ض ُبون َُه ب َِش ْـكلٍ ُم َ ِّ‬ ‫إل ال َِذي َ‬
‫«ي ْ ِ‬ ‫ـاك؟» َو َ‬ ‫يضي ُه َن َ‬ ‫ِ َ ْ‬
‫أيْض ًا ب ِ‬
‫ِالح َبالِ »‪،‬‬
‫أص َح ِ‬
‫ـاب‬ ‫مل ْن ُبو ِذ َيـن َو ْ‬
‫الع ْج َـل الذَّ َهب َِّـي ب َِح ِد ٍيـث َم َـع ا َ‬
‫إل ال َِّـذي َس ُـي َغيِّ ُ ِ‬ ‫َ‬
‫الخب ِِيـث ال َِّـذي َي ْسـألُ أيْ َ‬
‫ـن َت ْبقَ ـى‬ ‫مل ْنذَ ِه ِـل َو َ‬ ‫مل َت َه ِـو ِر َوا ُ‬ ‫ين‪َ ،‬‬
‫وإل ا ُ‬ ‫الدكَ ا ِك ِ‬ ‫َّ‬
‫الح َيـا ُة ‪،‬‬
‫َ‬
‫إل ال َِّذ َ‬
‫ين َت َّـم َر ْكل ُُه ْم‬ ‫ْثر ِم ْن َج َس ِـد ِه‪َ ،‬و َ‬ ‫ـاب ال َِّـذي َي ْع َـر ُج ِظل ُُّه أ َك َ‬
‫إل امل ُْر َت ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫الج َمر ِِك ب َِس َـب ِ‬
‫ـط َ‬ ‫ِـه ِف كُ لِّ ُنقَ ِ‬‫ُشـ َت َب ِه ب ِ‬
‫إل امل ْ‬ ‫ـة‪َ ،‬و َ‬‫ـر ٍة ِف َم ْد َر َس ٍ‬ ‫ْثر ِم ْ‬
‫ـن كُ َ‬ ‫أك َ َ‬
‫اغ‪،‬‬‫مل ِلي َئ ِـة بِالفَ َر ِ‬
‫ِم ْخال ِت ِـه ا َ‬
‫ون َد ْو َر أطْ فَ الٍ‬
‫ؤَد َ‬ ‫وإل ال َِّذ َ‬
‫ين ُي ُّ‬ ‫ِس ذَ ا ِت ِـه‪َ ،‬‬‫ون َفار َ‬ ‫إل ال َِّـذي ال َي َت َمكَّ ُـن ْ‬
‫أن َيكُ َ‬ ‫َ‬
‫ون َع َل ال َّت َس ُّـولِ ‪،‬‬ ‫ون َفقَ ْط ِح َ‬
‫ني ال ُي ْرغَ ُم َ‬ ‫ين َو َيل َْع ُب َ‬ ‫ِ ِّ‬
‫س ِّي َ‬
‫ني ب َِص ْي َح ِ‬
‫ات‬ ‫ُس َـت ْه َج ِن َ‬
‫وإل امل ْ‬ ‫ور ِة ال َ‬
‫أحد‪َ ،‬‬ ‫اله ْرطُ و ِق ِّي امل َْر ُس ِ‬
‫ـوم ِف ُص َ‬ ‫إل َ‬ ‫َ‬
‫اطلَة‪ٍ،‬‬
‫الح ُشـو ِد ِف َبل َِد آ ِل َه ٍة َب ِ‬
‫ُ‬
‫ـه ِم ْثـلَ‬ ‫إل ال َِّـذي َي ْر َت ُّ‬
‫ـد َص ْو ُت ُ‬ ‫الج ْوق ِ‬
‫َـة‪َ ،‬و َ‬ ‫ـم ِف َ‬ ‫إل ال َِّذ َيـن َت َت َنا َف ُـر ْ‬
‫أص َوا ُت ُه ْ‬ ‫َ‬
‫ـت َسـهر ٍة َع َلى َم ِّي ٍ‬
‫ـت‪،‬‬ ‫َـع ِف َص ْم ِ‬ ‫ـم طُ ُبـولٍ َوق َ‬
‫ير ِف طَ ْق ِ‬ ‫ـوج َص ِغ ٍ‬ ‫َص ْحـنِ ُص ُن ٍ‬

‫ـاي ِلبِي َنار َ‬


‫ِيس أف َْعى الكُ وبْ َرا‬ ‫أن ُي ِن َ‬
‫يم َعاز ُِف ال َّن ِ‬ ‫مل َت َه ِّـو ِر ال َِّـذي ال َي ْن َت ِظ ُر ْ‬
‫إل ا ُ‬‫َ‬
‫ِل َ ْ‬
‫كي َي ْنظُ َر ِف َع ْي َن ْي َها‪،‬‬
‫ـات‬ ‫ين ِم ْ‬
‫ـن ن ََّح ِ‬ ‫ين َف ِريقَ ْ ِ‬ ‫الر ُج ِـل ال ِبل َّْـور ِِّي ال َِّـذي َي ُ ْع ُ‬
‫بر َو َس َـط ِش َـجا ٍر َب ْ َ‬ ‫إل َّ‬ ‫َ‬
‫األح َجـارِ‪،‬‬
‫ْ‬
‫ـن َم ْت َح ِ‬
‫ـف‬ ‫ـة ِم ْ‬‫ـة ب َِزاو َِي ٍ‬
‫َام ِ‬‫ـون ِف اإلق َ‬ ‫الع َصـا ِة ال َِّذ َيـن كَ ا ُنـوا َي ْرغَ ُب َ‬ ‫إل ُ‬ ‫َ‬

‫‪168‬‬
‫ب‪،‬‬‫ـر ِ‬
‫الح ْ‬
‫ـن َ‬ ‫ـو َد ِة ِم َ‬ ‫الع ْ‬
‫ـاء َ‬ ‫أح َـد َي ْن َت ِظ ُـر ُه أثْ َن َ‬
‫وإل ال َِّـذي ال َ‬ ‫ال ِّن ْس َـيانِ ‪َ ،‬‬
‫أج َسـا ِد ِه ْم‬‫وب ْع َد ِئ ٍذ َيطْ ُر ُدون َُه ْم ِم ْن ْ‬
‫إخال ُؤ ُه ْـم ِم ْن ُب ُيو ِته ِْـم َ‬‫إل ال َِّذ َيـن َي ِت ُّـم ْ‬
‫َ‬
‫اب‪،‬‬ ‫الغ َر ُ‬‫اع ِـة ا َّل ِتي َي ْس َـخ ُر ِم ْن َها ُ‬
‫إل الفَ َّز َ‬‫األبـد‪َ ،‬‬ ‫إل َ‬ ‫َ‬
‫ـن كُ لِّ األقَا ِل ِ‬
‫يـم‪،‬‬ ‫ـة ِم ْ‬‫الر ِع َّي ِ‬
‫ـاء َّ‬‫ـه أبْ َن ُ‬ ‫ـه ال ِ‬
‫َّـذي َيك َْر ُه ُ‬ ‫ِاس ِـم ذَ ا ِت ِ‬
‫اط ِـق ب ْ‬ ‫إل ال َّن ِ‬‫َ‬
‫«ع ُجو ٌز‬
‫ـار َة َ‬
‫الح َض َ‬ ‫أن َ‬ ‫ص ُخ َّ‬ ‫ِ‬
‫الشطَ ة َو ُه َـو َي ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاد ُه إِ َل ُمفَ َّوض َّيـة ُّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َوال َِّـذي َيت ُّ‬
‫ـم ا ْقت َي ُ‬ ‫ِ‬
‫اء»‪،‬‬
‫َد ْر َد ُ‬
‫«ف‬ ‫ـه ِ‬ ‫ِمي ُ‬
‫َّـذي ُي َحـاوِلُ َت ْنو َ‬‫ـف ال ِ‬ ‫الع ْن ُ‬
‫ـه ُ‬ ‫ـه ِم ْن ُ‬
‫ِـه َف َرب َِح ُ‬ ‫َام َـر بِقَ ْلب ِ‬
‫إل ال َِّـذي ق َ‬ ‫َ‬
‫مل ْشـ َنقَ ِة»‪،‬‬‫إل َح ْبـلِ ا ِ‬ ‫ـجنِ َ‬ ‫الس ْ‬
‫ـن ِّ‬ ‫ـة ا َّل ِتـي َت ُق ُ‬
‫ـود ُه ِم َ‬ ‫الع َر َب ِ‬
‫َ‬
‫َحكَ َم ِة‬
‫إل امل ْ‬ ‫ـاد َ‬‫إل ال َِّـذي ُيقَ ُ‬ ‫ـت‪َ ،‬و َ‬‫الص ْم ِ‬
‫ـة َّ‬ ‫إل ال َِّـذي ال َي ْع ِـر ُف ِس َـوى ل َُغ ِ‬ ‫َ‬
‫ـم ِّي ِلل َْم ْو َت‪،‬‬‫الر ْس ِ‬‫اء الـ َّز ِّي َّ‬ ‫ار ِت َ‬
‫ـد َ‬ ‫ـه ْ‬ ‫ْض ِ‬ ‫ِل َرف ِ‬
‫الغ َجر ِِّي‬
‫إل َ‬ ‫يد ِة غَ َجر ٍِّي َو َ‬
‫َص َ‬ ‫إل ال َّت َخفِّـي ِف ق ِ‬ ‫ُالح ِـق ال َِّـذي َي َتطَ ل َُّع َ‬
‫إل امل َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اء ظلِّ كَ َمنٍ ‪،‬‬ ‫إل ال َّت َخفِّـي َو َر َ‬ ‫ال َِّـذي َي َتطَ ل َُّع َ‬
‫ِش ِذ َم ِـة‬
‫ـاص ب ِ ْ‬
‫وإل امل َُح َ ِ‬
‫َ‬ ‫االسـ ِت ْه َز ِ‬
‫اء‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ـاح ِة‬
‫مل ْق َتـا ِد ن َْح َـو َس َ‬
‫إل ا ُ‬ ‫َ‬
‫ـون ِض َّـد ِظل ِِّـه‪،‬‬‫ني ال َِّذ َيـن َي ْن َب ُح َ‬
‫السـا ْل ِيري ِِّي َ‬
‫َّ‬
‫ين َيل َْع ُنون َُه بِ ِل َسانِ امل َْو َت‪،‬‬‫الح َس ِد ال َِّذ َ‬
‫ُفتى َعل َْي ِه ِم ْن َس َدن َِة َ‬ ‫إل امل َ َ‬ ‫َ‬

‫إل ال َِّذ َ‬
‫ين‬ ‫ات امل ُْع ِج َـز ِ‬
‫ات‪َ ،‬و َ‬ ‫ِم ا ْل ِت َمسـاً ِل ُف َت ِ‬
‫ون ق َُّب َعا ِته ْ‬ ‫إل ال َِّذ َيـن ال ُ َ‬
‫ي ِّـد ُد َ‬ ‫َ‬
‫ـة َو ِف َش َـبكَ ِ‬
‫ات‬ ‫الي ْو ِم َّي ِ‬
‫ـف َ‬ ‫الص ُح ِ‬ ‫األوغَ ـا ِد ِف ُّ‬ ‫ـة َخا ِل ِقـي ْ‬ ‫اي ِ‬ ‫ون ِف ِع َن َ‬ ‫ـد َ‬
‫وج ُ‬ ‫ُي َ‬
‫يـس‪،‬‬ ‫البول ِ‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ص‬ ‫إل َر ِّ‬ ‫لر ِيـح ِحي َن َما ُي ْد َعـى َ‬
‫ض ال َِّـذي ُيطْ ِل ُـق َسـاق َْي ِه ِل ِّ‬ ‫تر ِ‬‫إل امل َ ُْع ِ‬ ‫َ‬
‫ام‪،‬‬ ‫ـد ِ‬
‫اإلع َ‬
‫ْ‬ ‫صيل َِـة َت ْن ِف ِ‬
‫يـذ‬ ‫ـوف ِف َف ِ‬ ‫الص ُف ِ‬ ‫ُّ‬
‫ش‬‫مل َت َح َّر ِ‬
‫الر َجالِ ا ُ‬
‫إل ِّ‬ ‫ـيد َو َ‬ ‫يه األن ِ‬
‫َاش ُ‬ ‫س ال َِّذي ُت ْخ ِف ِ‬ ‫الب ْـؤ َ‬
‫ْشُـف ُ‬ ‫إل ال َِّذي َيك ِ‬ ‫َ‬
‫ـز ِف‬ ‫أن َت ْق ِف َ‬ ‫َـم َع َلى َو ْش ِ‬
‫ـك ْ‬ ‫العال ِ‬
‫ـذ َ‬ ‫ـونِ كُ لِّ ن ََوا ِف ِ‬
‫ون ِف كَ ْ‬ ‫يـن َي ُشـكُّ َ‬ ‫ِـم َوال َِّذ َ‬
‫بِه ْ‬
‫اغ ‪،‬‬
‫الفَ َر ِ‬
‫إل املُال ِك ِـم ال َِّـذي َي ْس ُـق ُط َ َعلى‬
‫أس َـوار ِِه ُم ال َْه َوا ِئ َّي ِـة‪َ ،‬‬ ‫إل امل ُْر َت ِح ِل َ‬
‫ين َو ْ‬ ‫َ‬

‫‪169‬‬
‫ـة ُم ْن َت ِفضـ ًا بِ َلك َْم ِ‬
‫ـة كُ َّل ٍب ب ُ‬
‫ِالي ْم َنـى‪،‬‬ ‫الحل ََب ِ‬
‫ـة َ‬‫أر ِض َي ِ‬
‫ْ‬
‫أس َمالٍ ِم ْثـلَ‬ ‫أر ِد َيـةً ِم ْ‬
‫ـن ْ‬ ‫ون ُم ْل َت ِح ِف َ‬
‫ين ْ‬ ‫ين القَ ْر َي ِـة ال َِّذ َيـن َي ْع ُ ُ‬
‫بر َ‬ ‫إل َم َجانِ ِ‬‫َ‬
‫ؤَسـاء‪،‬‬ ‫ُمل ٍ‬
‫ُـوك ُب َ‬
‫ـوف ِف ِم ْعطَ ٍـف َر ٍّث َوال َِّـذي َي ُدل ُُّـه املُقَ ا ِول َ‬
‫ُـون َ َعلى‬ ‫ُوسـي ِقي الم ْل ُف ِ‬
‫ِّ َ‬
‫إل امل ِ‬ ‫َ‬
‫مل َت َم ِّهلِ ‪،‬‬
‫َـص ا ُ‬‫ـة ِلل َْم ْرق ِ‬
‫الخ ْد َم ِ‬
‫ـاب ِ‬‫َب ِ‬
‫إل ال ِق ِّـط ال َِّـذي‬ ‫اع ِـة ُّ‬
‫الد َّخـانِ ‪َ ،‬و َ‬ ‫أغ ِن َي ِـة َب َ‬ ‫االس ِـت َم َع َ‬
‫إل ْ‬ ‫إل ال َِّـذي َي ْر ُفُـض ْ‬ ‫َ‬
‫ـه َم َها ِميـ ُز‬ ‫الح َصـانِ ال ِ‬
‫َّـذي َت ْن َخ ُس ُ‬ ‫وإل ِ‬ ‫ـاء َس ِ‬
‫ـاخناً‪َ ،‬‬ ‫ار َم ً‬ ‫ـب َعل َْي ِ‬
‫ـه الجـ َّز ُ‬ ‫َص َّ‬
‫ـو ِف‪،‬‬‫الخ ْ‬
‫َ‬
‫ـد ِف َو َد ْومـ ًا‬
‫اله َ‬
‫ـو َ‬‫يد الطَّ لْقَ ِـة ن َْح َ‬
‫ِس َت ْس ِـد َ‬‫يـار ُ‬ ‫الح ِّـظ ال َِّـذي ُ َ‬
‫إل َس ِّـيئ َ‬ ‫َ‬
‫الح َيـاةِ‬
‫ـس َع َلى َ‬ ‫ِ‬
‫مل ْن َعـزِلِ الَّـذي َي َت َج َّس ُ‬
‫إل الطِّ ْفـلِ ا ُ‬ ‫الخطَ ـأ‪َ ،‬و َ‬ ‫ـز َ‬
‫يـب َم ْركَ َ‬
‫ص ُ‬ ‫ُي ِ‬
‫ـوب امل ََزا ِل ِ‬
‫يـج‪،‬‬ ‫ـن ِخلالِ ُث ُق ِ‬‫ِم ْ‬
‫ت‪َ ،‬س ْـه َر ِت ِه‬
‫أخر ًا ِل َس ْـه َر ِة امل َِّي ِ‬ ‫إل ال َِّذي َي ِ‬
‫أت ُم َت ِّ‬ ‫اح َو َ‬ ‫إل ُم َع ِ‬
‫كِّـر َص ْف َـو األف َْـر ِ‬ ‫َ‬
‫اص ِم ْن ِق َبلِ كُ لِّ الطُّ َغا ِة‪،‬‬ ‫ين ِف أقْفَ ٍ‬ ‫وس َ‬‫َح ُب ِ‬‫وإل امل ْ‬ ‫ص َّية‪َ ،‬‬‫الش ْـخ ِ‬
‫َّ‬
‫ض َهـا َع َلى‬ ‫أم َج ٍ‬
‫ـاد‪َ :‬ب ْع ُ‬ ‫ون ْ‬ ‫ـن الكَ ِل َما ِ‬
‫ت ُد َ‬ ‫ـذ ِه َ‬
‫الج ْو َلـةَ ِم َ‬ ‫ِـم َه ِ‬
‫ـدي إل َْيه ْ‬ ‫أه ِ‬
‫ْ‬
‫أمـلٍ ‪.‬‬
‫ـش بِلا َ‬ ‫اي ُ‬
‫ْـدي َي َت َع َ‬‫ِجل ِ‬

‫‪170‬‬
‫أبواب ُم ْشَعةٌ‬
‫ٌ‬

‫اب‬
‫َب ٌ‬
‫مش َعةٌ عىل الل َّْيلِ‬
‫ْ َ‬
‫تسكن‬
‫ُ‬ ‫لب ُة‬
‫والج َ‬
‫َ‬
‫األمكنةَ ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫ُي ْع ِل ُن َص ُ‬
‫ير‬
‫َمفصال ِت َها‬
‫قادم ِم َن املَطَ ِر‬
‫ٌ‬ ‫أن َش ْخص ًا ما‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫خطوات َح َيوانٍ ُم َت َم ِّهلٍ‬ ‫أو‬
‫الحل َْم‪.‬‬
‫تاح ُ‬
‫َي ْج ُ‬

‫اب‪َ ،‬ش ٌّق‬


‫َب ٌ‬
‫الد ْه َش ِة‪.‬‬
‫فتوح يف َّ‬
‫ٌ‬ ‫َم‬

‫‪172‬‬
‫سوداء‬
‫ُ‬ ‫الئحةٌ‬

‫ـع َعار ٌِم‬ ‫ِلاد أُب َ‬


‫ِيد َج ْم ٌ‬ ‫ـط ب ٍ‬ ‫ـات َو َس َ‬ ‫داء ِل َريْ َب ِ‬
‫ـو َ‬‫الس ْ‬
‫الالئحـةَ َّ‬
‫َ‬ ‫ـع‬
‫أض ُ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن ُسـكَّانِها‬
‫فتـض ِم ْثل ََما‬
‫ُّ‬ ‫صـلُ ُت‬‫الر َسـا ِئلُ ا َّل ِتـي ال َت ِ‬
‫أدري َهـلِ َّ‬ ‫ـت ْ‬ ‫ولس ُ‬‫ْ‬
‫لام ‪...‬‬
‫األح ُ‬ ‫ْ‬

‫‪173‬‬
‫الع ِ‬
‫اصفَ ُة‬ ‫ص ِمُـت َ‬ ‫البر ِد ُ‬
‫ور َّبا ُت ْ‬ ‫(ف الفَ ْج ِـر َي َت َج َّم ُـد املَطَ ُـر ِم َن َ ْ‬
‫ِ‬
‫طلقـات بعيدةً‪)...‬‬ ‫ٍ‬

‫ث َع ْن ُه‬‫ان ِف بِال ِدي َر ُجلٌ ُي ْب َح ُ‬


‫إن كَ َ‬ ‫أدري‪ ،‬بال َّت ْح ِد ِ‬
‫يد ْ‬ ‫ت ْ‬ ‫لس ُ‬
‫ْ‬
‫الم‪...‬‬
‫األح ِ‬‫وص ْ‬ ‫لص ِ‬ ‫ألح ِد ُ‬‫الخ ِف ِّي َ‬
‫اح َ‬ ‫ص َب ِ‬‫مل ْ‬ ‫ِف امل َِدي َن ِة بِا ِ‬

‫ش ُع ِف َر ْس ِـم ُب ْ‬
‫ورتْرِيه‬ ‫ـو ٍة ُر َّ َ‬
‫با َي ْ َ‬ ‫ص َمـا َع َلى َحا َف ِة ُه َّ‬‫ـخ ٌ‬
‫(‪َ ...‬ش ْ‬
‫َاطقٍ ِل َم ٍ‬
‫الك‪)...‬‬ ‫ن ِ‬

‫ـن ب ٍ‬
‫ِالد‬ ‫لـم ِم ْثلَ ِقطَ ـا ٍر ُي ْخر ُِج ِني ِم ْ‬ ‫أو أ ِل ُـج ُ‬
‫الح َ‬ ‫ـأت الل َّْي ُـل ْ‬
‫وملَّـا َي ِ‬
‫أفكِّر‬
‫ُ‬ ‫ُم ْع ِت َم ٍ‬
‫ـة‪،‬‬
‫ام قَا ُنونِ‬
‫أحكَ َ‬
‫ل ْ‬‫أن ُيطَ ِّب َـق َع َ َّ‬
‫قر ُر ْ‬
‫خفي َس ُـي ِّ‬
‫ٌّ‬ ‫ِس‬ ‫إِ ْن كَ َ‬
‫ان مثَّـة َحار ٌ‬
‫وب ِم َن ْ‬
‫األحالم‪...‬‬ ‫ـر ِ‬
‫اله ُ‬
‫ُ‬

‫‪174‬‬
‫ُحل ٌْم‬

‫أو َراقِ ُّ ْ‬
‫الس ُخس‬ ‫ي ْ‬‫س َب ْ َ‬ ‫تسطَ ُع َّ‬
‫الش ْم ُ‬ ‫ْ‬
‫ام األطْ فَ الُ‬
‫ث َي َن ُ‬
‫َح ْي ُ‬
‫أح َم ُر ُم َتثا ِئباً‪.‬‬ ‫ب َم ٌ‬
‫الك ْ‬ ‫َو َي ْع ُ ُ‬
‫ات امل َُجاو َِر ُة‬
‫اح ُ‬ ‫مت َت ِل ُئ َ‬
‫الب َ‬ ‫َو َب ِعيد ًا ْ‬
‫اء‬
‫اله َو َ‬
‫ون َ‬ ‫بِ ُأن ٍ‬
‫َاس ُي َر ِّت ُق َ‬
‫الها ِم ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫ِم َ‬‫بِإبْ َر ِة َح ِدي ِثه ُ‬
‫ص َما َي ْز َر ُع َموا ِك َب ُن ُج ٍ‬
‫وم‪،‬‬ ‫َش ْخ ٌ‬
‫قد َس ٍة‬ ‫ي أل َْع ٍ‬
‫اب ُم َّ‬ ‫َو َب ْ َ‬
‫اء‬ ‫َو َد َيا ِم َ‬
‫يس َب ْي َض َ‬
‫يح‪.‬‬ ‫شنَقَ تانِ ِم َن ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫أنْ ِ‬
‫ت َوأنَا‪ْ َ :‬‬

‫‪175‬‬
‫قصيدة صحبة طفل وميزان‬

‫األرض‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الطفولة بعد مل تلمس‬ ‫الكر ُة التي رميتها يف‬
‫(ديالن توماس)‬

‫متوحداً‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫كنت طف ً‬
‫ال‬ ‫قد ُ‬
‫أحد يدفع‬
‫لدي ٌ‬
‫يكن َّ‬
‫مل ْ‬
‫يب األرجوحة‪.‬‬
‫كان يروقني‬
‫ِ‬
‫الحديقة‬ ‫أصعد زحلوقة‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫يكن يوجد طفلٌ‬
‫ومبا أنه مل ْ‬
‫ِ‬
‫الطرف اآلخر‪،‬‬ ‫لريكب عىل‬
‫أضع بد ً‬
‫ال منه‬ ‫َ‬ ‫كنت‬
‫ُ‬
‫كيس ًا من الحجار ِة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫اإلحساس‬
‫ُ‬
‫بأنك تبقى معلق ًا‬
‫واألصعب‬
‫ُ‬ ‫كان يفتنني‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بحساب‬ ‫القيام‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫لوزن األحجا ِر‬
‫ليك تصعد‬
‫ملَّا أنزلُ أنا‬
‫أعود‬
‫ُ‬ ‫وينزلوا متى‬
‫ألرتفع نحو السامء‪.‬‬

‫أحيان ًا ُ‬
‫كنت أبقى‬
‫ٍ‬
‫لوقت طويلٍ معلق ًا‬
‫الحارس‬
‫ُ‬ ‫حتى يأيت‬
‫أكوام األحجارِ‪.‬‬
‫َ‬ ‫زيح‬
‫لي َ‬‫ُ‬
‫هذا ُيفرس ملاذا أحيا‬
‫ِ‬
‫الهواء‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مرات ليست قليلة يف‬

‫‪178‬‬
‫ُأ ْغ ِن َّيةُ ِف ِل ْس ِط ْ‬
‫ني‬

‫َر َأيْ ُ‬
‫ت َز ْه َر ًة ُت ْشب ُِه ِم ْنقَ َ‬
‫ار الطُّ وقَانِ ‪،‬‬
‫الح ِديقَ ِة‪،‬‬
‫ال َي ْعز ُِف الكَ َم َن ِفـي َ‬ ‫َر َأيْ ُ‬
‫ت ِط ْف ً‬
‫الجو ِز‬
‫ْ‬ ‫سَ ِب َلةً ب َِأ ْش َجا ِر‬
‫رَأَيْتُ الرِّيحَ تَعْبُ مُتَ ْ‬
‫يع َأ ْن َأ َت َح َّد َث‬
‫أس َت ِط ُ‬ ‫َل ِك ِّني َ‬
‫الي ْو َم َ‬
‫ال ْ‬
‫وت‪،‬‬ ‫آخ َر ِس َوى َز ْهر ِة َد ٍم ِفـي َب ْ ُ‬
‫ي َ‬ ‫ش ٍء َ‬ ‫َع ْن َ ْ‬
‫وت ب َِل َو ْج ٍه‪،‬‬
‫عن ِط ْفلِ َب ْي َ‬
‫ُم ْخ َت ِلفَ ٍة ْ‬
‫مل َترسبِل َِة بِاالنْ ِت َح َاب ْ‬
‫ات‪.‬‬ ‫يح ا ُ‬ ‫ُم ْخ َت ِلفَ ٍة َعنِ ِّ‬
‫الر ِ‬
‫تخ ٍ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِفـي كلّ َص ْم ٍ‬
‫ت َث َّ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ـمةَ َر ُجلٌ فل ْسط ٌّ‬
‫يني ُم َ‬
‫ِيق إلَـى َبي ِتي َي ْغ ُدو طَ وِي ً‬
‫ال‬ ‫الطَّ ر ُ‬
‫ِل َّن ِني إِ ْذ َأ ْم ِشـي بِا ِّت َج ِ‬
‫اه ِه‬

‫َأتَذكّ ُر َأ َّن َم ْركَ َز ذَ ا ِتـي ِفـي ِف ِل ْس ِط ْ‬


‫ني‪.‬‬

‫ـمةَ ِف ِل ْس ِط ْ‬ ‫َ‬
‫ني‪،‬‬ ‫َوإِذَ ا قَالَ ِلـي أ َح ٌد ل َْي َ‬
‫س َث َّ‬
‫العال َُم‪،‬‬
‫يه َ‬‫ِحي َن ِئ ٍذ َم ْركَ ُز ذَ ا ِتـي َس َي ْس ِق ِ‬

‫ون‪.‬‬ ‫ـمةَ َخرِيطَ ٍة‪ِ ،‬فـي ُ‬


‫الحل ِْم َس َيكُ ُ‬ ‫س َث َّ‬ ‫ُه َو ُه َنا ِل َك‪َ ،‬ح ْي ُ‬
‫ث ل َْي َ‬

‫‪179‬‬
‫فهرس القصائد‬

‫‪5‬‬ ‫تقديـم ‪......................................................‬‬


‫‪13‬‬ ‫رِسـالةٌ بِات َِّجـا ِه ب ِ‬
‫ِلاد الغَ ـال ‪.....................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫الريـح ‪................................‬‬ ‫ِسـالةٌ ِف ُص ْن ُـدوقِ َبر ِ‬
‫ِيد ِّ‬ ‫ر َ‬
‫‪21‬‬ ‫منفيـون ‪......................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫زجاجـات غريق ‪...............................................‬‬
‫ُ‬
‫‪23‬‬ ‫مكتبـة العميـان ‪...............................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫خطبة الذي مل يذهب إىل الحرب ‪.............................‬‬
‫‪27‬‬ ‫ليلة شـجرة املاهون ‪..........................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫وإشـارات ‪.............................................‬‬
‫ٌ‬ ‫أصوات‬
‫ٌ‬
‫‪31‬‬ ‫قصيد ٌة مع اللصـوص ‪.........................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫بينيلوب والنسـيان ‪............................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫ٍ‬
‫شـموس ‪....................................‬‬ ‫من ِع َّد ِة‬
‫منذ أكرث ْ‬
‫‪37‬‬ ‫الس ِ‬
‫ـاح ُر ‪......................................................‬‬ ‫َّ‬
‫‪39‬‬ ‫جولـةُ امل ِ‬
‫ُرتحلين ‪.............................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫مواطـن الليـل ‪................................................‬‬
‫‪47‬‬ ‫سـوناتا املطـر ‪................................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫صانع ا َ‬
‫ملرايـا ‪...........................................‬‬ ‫ِ‬ ‫أغنيـةُ‬
‫‪51‬‬ ‫الخيـاط ‪.............................................‬‬ ‫مونولـوج‬
‫َّ‬
‫‪53‬‬ ‫نجمـة يف الذاكـرة ‪............................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫ليليـة املتوحـد ‪...............................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫يوميـات الليليـة ‪...............................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫بيت املوسيقى ‪...............................................‬‬
‫ُ‬
‫‪60‬‬ ‫املوسـيقي ‪..........................................‬‬ ‫ابتهـاالت‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫‪61‬‬ ‫تـدر ٌب ‪.............................................‬‬
‫ـاص ُم ِّ‬
‫ق َّن ٌ‬
‫‪63‬‬ ‫الراقصـة ‪............................................‬‬ ‫مونولوج‬
‫ّ‬
‫‪65‬‬ ‫مونولوج البهلـوان ‪............................................‬‬
‫‪67‬‬ ‫مونولـوج الغجريـة ‪...........................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫مي َتـة ‪.................................................‬‬
‫طبيعـةٌ ِّ‬
‫‪71‬‬ ‫أمثولـة اليديـن ‪...............................................‬‬
‫‪73‬‬ ‫جداريـة األقنعـة ‪.............................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫شـاهدة قرب مفسـد األفراح ‪....................................‬‬
‫‪77‬‬ ‫ليليـة املتشرد ‪...............................................‬‬
‫‪79‬‬ ‫الس ِّيد رامبو ‪.............................‬‬
‫ب يف بيت َّ‬
‫طوافات ال َّن ْه ِ‬
‫ُ‬
‫‪80‬‬ ‫الص ْم ِ‬
‫ت ‪...............................................‬‬ ‫فنـون َّ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪80‬‬ ‫كانـت بي َت ُـه ‪............................................‬‬ ‫ـار‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬ال َّن ُ‬
‫‪81‬‬ ‫ُّ‬
‫الليلي ‪..............................................‬‬ ‫القلـم‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫‪82‬‬ ‫– القرية ‪......................................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪ِ -‬ظـلُّ رامبـو ‪.................................................‬‬
‫‪84‬‬ ‫قدميٌـة ‪...............................................‬‬
‫َ‬ ‫– ُأ َ ٌ‬
‫س‬
‫‪85‬‬ ‫– ال ُّنقاعـة ‪...................................................‬‬
‫‪86‬‬ ‫بخيـل ِم َ‬
‫ثـل البحـر ‪..........................................‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪ -‬رسالةٌ بال عود ٍة ‪.............................................‬‬
‫‪89‬‬ ‫ـات ال أحـد ‪.............................................‬‬
‫فرضي ُ‬
‫َّ‬
‫‪92‬‬ ‫سيرة ال أحـد ‪.................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫كالب ال أحـد ‪.................................................‬‬
‫ُ‬
‫‪97‬‬ ‫شـهادة الرسام الصيني ‪.......................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫ومـان ‪.....................................‬‬
‫ُ‬ ‫الر‬ ‫قصيـد ٌة اِ ْج َ‬
‫تاحها ُّ‬ ‫َ‬
‫‪103‬‬ ‫آخر غُ ْر َز ٍة يف املاء ‪...........................................‬‬
‫ُ‬
‫‪105‬‬ ‫حزب ال أحد ‪...............................................‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫‪107‬‬ ‫صمـت شـهرزاد ‪...............................................‬‬
‫ُ‬
‫‪11‬‬ ‫شهادة شهرزاد ‪...............................................‬‬
‫‪113‬‬ ‫شـهادة سـبارتاكوس ‪..........................................‬‬
‫‪115‬‬ ‫وح ‪.................................................‬‬
‫الر ِ‬
‫أمراض ُّ‬
‫ُ‬
‫‪121‬‬ ‫ُ‬
‫اعتراف َبطلٍ ُم ّ‬
‫ضـاد ‪...........................................‬‬
‫‪123‬‬ ‫الضباب ‪...........................................‬‬
‫كلمات يف َّ‬
‫ٌ‬
‫‪125‬‬ ‫يف مقهـى العـامل ‪.............................................‬‬
‫‪129‬‬ ‫ات ُم ِث ِ‬
‫الم ‪.........................................‬‬
‫األح ِ‬
‫ري ْ‬ ‫ُم َذكِّ َر ُ‬
‫‪131‬‬ ‫ٌ‬
‫جيـل ‪........................................................‬‬
‫‪135‬‬ ‫مل ْس ِ‬
‫لاط ‪...............................................‬‬ ‫ـل ا ِ‬
‫َر ُج ُ‬
‫‪139‬‬ ‫ـزن األشـياء ‪...............................................‬‬
‫ُح ُ‬
‫‪143‬‬ ‫تعازيـم إلقامة متثـال ‪.........................................‬‬
‫‪147‬‬ ‫بين خرائـب ومتاثيـل ‪..........................................‬‬
‫‪151‬‬
‫َم َعـار ُِك ِم ْ‬
‫ـن َو َرقٍ ‪.............................................‬‬
‫‪153‬‬ ‫ُتوحـد ‪.............................................‬‬ ‫تر ُ‬
‫اع ِ َ‬
‫اف امل ِّ‬ ‫ْ‬
‫‪155‬‬ ‫مل َّش ِ‬
‫اء ‪...............................................‬‬ ‫خار َِطةُ ا َ‬
‫‪157‬‬ ‫ْتبـةُ َع ُجـو ٍز ‪...............................................‬‬
‫َمك َ‬
‫‪159‬‬ ‫ِيبةُ ِلل َْج َس ِـد ‪.......................................‬‬
‫الحا َلـةُ الغَ ر َ‬
‫َ‬
‫‪161‬‬
‫لات الق َِد َ‬
‫ميُـة ‪..........................................‬‬ ‫ام ُ‬‫امل َُع َ‬
‫‪163‬‬ ‫مونولوج خوسـيه أسونثيون سـيلفا ‪............................‬‬
‫‪167‬‬ ‫مل ْس ِكني ‪.......................................‬‬
‫الش ْـيطانِ ا ِ‬
‫إىل َّ‬
‫‪171‬‬ ‫أبـواب ُم ْشَعـةٌ ‪...............................................‬‬
‫ٌ‬
‫‪173‬‬ ‫سوداء ‪.................................................‬‬ ‫الئحةٌ‬
‫ُ‬
‫‪175‬‬ ‫ْـم ‪.........................................................‬‬
‫ُحل ٌ‬
‫‪177‬‬ ‫قصيـدة صحبة طفـل وميـزان ‪..................................‬‬
‫‪179‬‬ ‫أغنية فلسـطني ‪...............................................‬‬
‫صدر يف سلسلة‬

‫‪2011‬‬
‫عبد الرحمن الكواكبي‬ ‫طبائع االستبداد‬ ‫‪1‬‬
‫غسان كنفاين‬ ‫برقوق نيسان‬ ‫‪2‬‬
‫سليامن فياض‬ ‫األمئة األربعة‬ ‫‪3‬‬
‫عمر فاخوري‬ ‫الفصول األربعة‬ ‫‪4‬‬
‫عيل عبدالرازق‬ ‫اإلسالم وأصول الحكم ‪ -‬بحث يف الخالفة والحكومة يف اإلسالم‬ ‫‪5‬‬
‫نبي‬
‫مالك بن ّ‬ ‫رشوط النهضة‬ ‫‪6‬‬
‫محمد بغدادي‬ ‫صالح جاهني ‪ -‬أمري شعراء العامية‬ ‫‪7‬‬
‫‪2012‬‬
‫أبو القاسم الشايب‬ ‫نداء الحياة ‪ -‬مختارات شعرية ‪ -‬الخيال الشعري عند العرب‬ ‫‪8‬‬
‫سالمة موىس‬ ‫حرية الفكر وأبطالها يف التاريخ‬
‫ّ‬ ‫‪9‬‬
‫ميخائيل نعيمة‬ ‫الغربال‬ ‫‪10‬‬
‫الشيخ محمد عبده‬ ‫واملدنية‬
‫ّ‬ ‫اإلسالم بني العلم‬ ‫‪11‬‬
‫بدر شاكر السياب‬ ‫أصوات الشاعر املرتجم ‪ -‬مختارات من قصائده وترجامته‬ ‫‪12‬‬
‫الطاهر حداد‬ ‫امرأتنا يف الرشيعة واملجتمع‬ ‫‪13‬‬
‫طه حسني‬ ‫الشيخان‬ ‫‪14‬‬
‫محمود درويش‬ ‫ورد أكرث ‪ -‬مختارات شعرية ونرثية‬ ‫‪15‬‬
‫توفيق الحكيم‬ ‫يوميات نائب يف األرياف‬ ‫‪16‬‬
‫عباس محمود العقاد‬ ‫عبقرية عمر‬ ‫‪17‬‬
‫عباس محمود العقاد‬ ‫الصديق‬
‫ّ‬ ‫عبقرية‬ ‫‪18‬‬
‫عيل أحمد الجرجاوي‪/‬صربي حافظ‬ ‫رحلتان إىل اليابان‬ ‫‪19‬‬
‫‪2013‬‬
‫ميخائيل الصقال‬ ‫لطائف السمر يف سكان ال ُّزهرة والقمر أو (الغاية يف البداءة والنهاية)‬ ‫‪20‬‬
‫د‪ .‬محمد حسني هيكل‬ ‫ثورة األدب‬ ‫‪21‬‬
‫ريجيس دوبريه‬ ‫يف مديح الحدود‬ ‫‪22‬‬
‫اإلمام محمد عبده‬ ‫السياسية‬
‫ّ‬ ‫الكتابات‬ ‫‪23‬‬
‫عبد الكبري الخطيبي‬ ‫نحو فكر مغاير‬ ‫‪24‬‬
‫روحي الخالدي‬ ‫تاريخ علم األدب‬ ‫‪25‬‬
‫عباس محمود العقاد‬ ‫عبقرية خالد‬ ‫‪26‬‬
‫خمسون قصيدة من الشعر العاملي‬ ‫أصوات الضمري‬ ‫‪27‬‬
‫يحيى حقي‬ ‫مرايا يحيى حقي‬ ‫‪28‬‬
‫عباس محمود العقاد‬ ‫عبقرية محمد‬ ‫‪29‬‬
‫حوار أجراه محمد الداهي‬ ‫عبدالله العروي من التاريخ إىل الحب‬ ‫‪30‬‬
‫مجموعة مؤلفني‬ ‫العربية‬
‫ّ‬ ‫فتاوى كبار الك ّتاب واألدباء يف مستقبل اللّغة‬ ‫‪31‬‬
‫‪2014‬‬
‫ترجمة‪ :‬رشف الدين شكري‬ ‫عام جديد بلون الكرز (مختارات من أشعار ونصوص مالك حداد)‬ ‫‪32‬‬
‫خالد النجار‬ ‫عامليني)‬
‫ّ‬ ‫ِساج ُّ‬
‫الرعاة (حوارات مع كُ تاب‬ ‫‪33‬‬
‫ترجمة‪ :‬مصطفى صفوان‬ ‫مقالة يف العبودية املختارة (إيتيان دي البويسيه)‬ ‫‪34‬‬
‫د‪.‬بنسامل ِح ّميش‬ ‫سريت ابن بطوطة وابن خلدون‬
‫َ‬ ‫عن‬ ‫‪35‬‬
‫ابن طفيل‬ ‫حي بن يقظان ‪ -‬تحقيق‪ :‬أحمد أمني‬ ‫‪36‬‬
‫ميشال سار‬ ‫اإلصبع الصغرية ‪ -‬ترجمة‪ :‬د‪.‬عبدالرحمن بوعيل‬ ‫‪37‬‬
‫محمد إقبال‬ ‫محمد إقبال ‪ -‬مختارات شعرية‬ ‫‪38‬‬
‫ترجمة‪ :‬محمد الجرطي‬ ‫(تأمالت يف الحضارة‪ ،‬والدميوقراطية‪ ،‬والغريية)‬
‫تزفيتان تودوروف ُّ‬ ‫‪39‬‬
‫أحمد رضا حوحو‬ ‫مناذج برشية‬ ‫‪40‬‬
‫د‪.‬زيك نجيب محمود‬ ‫الرشق الف ّنان‬ ‫‪41‬‬
‫ترجمة‪ :‬يارس شعبان‬ ‫تشيخوف ‪ -‬رسائل إيل العائلة‬ ‫‪42‬‬
‫مختارات شعرية‬ ‫إلياس أبو شبكة «العصفور الصغري»‬ ‫‪43‬‬
‫‪2015‬‬
‫األمري شكيب أرسالن‬ ‫ملاذا تأخر املسلمون؟ وملاذا تقدم غريهم؟‬ ‫‪44‬‬
‫عيل املك‬ ‫مختارات من األدب السوداين‬ ‫‪45‬‬
‫جرجي زيدان‬
‫ُ‬ ‫رحلة إىل أوروبا‬ ‫‪46‬‬
‫د‪.‬عبدالدين حمروش‬ ‫عباد يف سنواته األخرية باألرس‬
‫بن َّ‬
‫ُعتمد ُ‬
‫ُ‬ ‫امل‬ ‫‪47‬‬
‫سالمة موىس‬ ‫تاريخ الفنون وأشهر الصور‬ ‫‪48‬‬
‫إيدوي بلينيل ‪ -‬ترجمة‪ :‬عبداللطيف القريش‬ ‫من أجل املسلمني‬ ‫‪49‬‬
‫يوسف ذَ نّون‬ ‫زِينة املعنى (الكتابة‪ ،‬الخط‪ ،‬الزخرفة)‬ ‫‪50‬‬
‫أحمد فارس الشدياق‬ ‫الواسطة يف معرفة أحوال مالطة‬ ‫‪51‬‬
‫د‪ُ .‬محسن املوسوي‬ ‫النخبة الفكرية واالنشقاق‬ ‫‪52‬‬
‫إيزابيل إيربهاردت‬ ‫ياسمينة وقصص أخرى‬ ‫‪53‬‬
‫ترجمة وتقديم‪ :‬بوداود عمري‬ ‫آباي (كتاب األقوال)‬ ‫‪54‬‬
‫ترجمة‪ :‬عبدالسالم الغرياين‬ ‫مأساة واق الواق‬ ‫‪55‬‬
‫‪2016‬‬
‫محمد محمود الزبريي‬ ‫والفن والحضارة)‬
‫ّ‬ ‫واملد (صفحات يف اللّغة واآلداب‬
‫ّ‬ ‫بني الج ْزر‬ ‫‪56‬‬
‫مي زيادة‬ ‫ظلّ الذّ اكرة (حوارات ونصوص من أرشيف «الدوحة»)‬ ‫‪57‬‬
‫قسم التحرير «مجلّة الدوحة»‬ ‫املرصية (‪ )1932‬تحقيق‪ :‬رشيد العفاقي‬
‫ّ‬ ‫الرحلة الف ّنية إىل الديار‬ ‫‪58‬‬
‫أليكيس شوتان ‪-‬تعريب‪ :‬عبد الكريم أبو علو‬ ‫قيرص وكليوبرتا‬ ‫‪59‬‬
‫إسامعيل مظهر‬ ‫الصني وفنون اإلسالم‬ ‫‪60‬‬
‫ترجمة‪ :‬مي عاشور‬ ‫(مختارات ِش ْع ّ‬
‫رية للكاتب الصيني وانغ جو جن)‬ ‫براعم األمل ُ‬
‫ُ‬ ‫‪61‬‬
‫محمد العرويس املطوي‬ ‫ال ّتوت امل ُّر‬ ‫‪62‬‬
‫غونار إيكليوف‬ ‫درب الغريب‬ ‫‪63‬‬
‫أحمد حافظ بك‬ ‫من والد إىل ولده‬ ‫‪64‬‬
‫بول ُبورجيه‬ ‫التلــــميذ‬ ‫‪65‬‬
‫تقديم وترجمة‪ :‬طه باقر‬ ‫ِ‬
‫جلجامش‬ ‫ملحمة‬
‫َ‬ ‫‪66‬‬
‫الشيخ مصطفى الغالييني‬ ‫أريج ال ّزهر‬
‫ُ‬ ‫‪67‬‬
‫‪2017‬‬
‫محمد فريد سيالة‬
‫ّ‬ ‫اعرتافات إنسان‬ ‫‪68‬‬
‫الطيب صالح‬ ‫مريود‬ ‫‪69‬‬
‫عبدالله كنون‬ ‫املقاالت الصحفية‬ ‫‪70‬‬
‫نجيب محفوظ‬ ‫قصص قصرية‬ ‫‪71‬‬
‫إبراهيم الخطيب‬ ‫بول بولز ‪ -‬يوميات طنجة‬ ‫‪72‬‬
‫سالمة موىس‬ ‫الحياة‬ ‫فن َ‬ ‫ّ‬ ‫‪73‬‬
‫خري الدين التونيس‬ ‫ك ِف َم ْع ِر َف ِة َأ ْح َوالِ ال َْم َم ِل ِ‬
‫ك‬ ‫َأق َْو ُم ال َْم َسا ِل ِ‬ ‫‪74‬‬
‫أحمد أمني‬ ‫َ‬
‫األخلق‬ ‫كتاب‬ ‫‪75‬‬
‫فدوى طوقان‬ ‫ر ِْح َلةٌ َج َب ِل َّيةٌ ر ِْح َلةٌ َص ْع َبة‬ ‫‪76‬‬
‫مجموعة من الكتاب‬ ‫ريةُ ِف قَطَ ر)‬ ‫صةُ ا ْلق ِ‬
‫َص َ‬ ‫ارات ِمن َا ْل ِق َّ‬
‫(مخ َت َ‬ ‫ِق ْ‬
‫ـطاف ُ‬ ‫‪77‬‬
‫الرحلة الجوية يف املركبة الهوائية (من رشقي إفريقية إىل غربيها) ج‪ 1 :‬جول غابرييل فرين‪ ،‬ترجمة‪ :‬يوسف اليان رسكيس‬ ‫‪78‬‬
‫جول غابرييل فرين‪ ،‬ترجمة‪ :‬يوسف اليان رسكيس‬ ‫الرحلة الجوية يف املركبة الهوائية‪ .‬ج‪2 :‬‬ ‫‪79‬‬
‫‪2018‬‬
‫إسحق موىس الحسيني‬ ‫مذكرات دجاجة‬ ‫‪80‬‬
‫نورمان ج‪ .‬فينكلستاين‪ -‬ترجمة‪ :‬أحمد زراقي‬ ‫ماذا يقول غاندي عن الالعنف واملقاومة والشجاعة؟‬ ‫‪81‬‬
‫د‪ .‬نزار شقرون‬ ‫نشأة اللوحة املسندية يف الوطن العريب‬ ‫‪82‬‬
‫إس‪ .‬إس‪ .‬بيو ‪ -‬ترجمة‪ :‬يعقوب رصوف ‪ -‬فارس منر‬ ‫والعظَ َم ِء الق َُدماء‬
‫ُ‬ ‫ِمن ِس َي ا َ‬
‫ألبْطَ ال‬ ‫‪83‬‬
‫إغناطيوس كراتشكوفسيك‬ ‫العريب‬
‫ّ‬ ‫مقاالت ِف األدب‬ ‫ٌ‬ ‫‪84‬‬
‫صوف‬
‫صموئيل ساميلز ‪ -‬ترجمة‪َ :‬يعقُوب َ ُّ‬ ‫س ال َّن َج ِ‬
‫اح‬ ‫ِ ُّ‬ ‫‪85‬‬
‫ُم َعاو َِية ُم َح َّمد نُور‬ ‫ِم ْن آ َثا ِر ُم َعاو َِية ُم َح َّمد نُور‬ ‫‪86‬‬
‫أحمد الهاشمي‬ ‫الع ْ ِ‬
‫ص َّية‬ ‫ات َ‬ ‫اء املُكَ ات ََب ِ‬
‫ِنش ُ‬
‫إ َ‬ ‫‪87‬‬
‫ترجمة‪ :‬عبدالرحمن الخمييس وآخرين‬ ‫السوفْيي ِّتي‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫الش‬
‫ِّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ارات‬
‫ٌ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫أجراس‬ ‫‪88‬‬
‫اختارها وترجمها‪ :‬جربا إبراهيم جربا‬ ‫حكايات من الفونتني‬ ‫‪89‬‬
‫ألبريطو مانْغيل ‪ -‬ترجمة ‪ :‬إبراهيم الخطيب‬ ‫مع بورخيس‬ ‫‪90‬‬
‫لوسيان جولدمان‪ ،‬ناتايل ساروت‪ ،‬آالن روب‬ ‫الرواية الجديدة والواقع‬ ‫‪91‬‬
‫غرييه‪ ،‬جينفياف مويلو‪ .‬ترجمة‪ :‬رشيد بنحدو‬
‫‪2019‬‬

‫إميل الوست ‪ -‬ترجمة‪ :‬إدريس امللياين‬ ‫أمازيغية)‬


‫َّ‬ ‫شعبية‬
‫َّ‬ ‫(حكايات‬
‫ٌ‬ ‫غزالن الليل‬ ‫‪92‬‬
‫املؤلف‪ :‬جورج النغالن ‪ -‬ترجمة‪ :‬خليفة ه ّزاع‬ ‫الذُّ َب َ‬
‫ابةُ‬ ‫‪93‬‬
‫عبد اللطيف الوراري‬ ‫ترجمة النفس (السرية الذاتية عند العرب)‬ ‫‪94‬‬
‫أحمد الصفريوي ‪ -‬ترجمة‪ :‬رشيد مرون‬ ‫‪ 95‬صندوق العجائب‬
‫كارلوين وفيلو ‪ -‬ترجمة‪ :‬كيتي سامل‬ ‫‪ 96‬النقد األديب‬
‫من إصدارات سلسلة كتاب الدوحة‬

You might also like