You are on page 1of 17

‫الجلسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة (املادة ‪ 100‬من الدستور)‬

‫مجلس املستشارين‬
‫الثالثاء ‪ 15‬رمضان ‪ 21( 1440‬ماي ‪)2019‬‬
‫جواب رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني‬
‫السؤال املحوري الثاني‪:‬‬
‫"السياسة الحكومية في تدبيرالتوظيف‬
‫في القطاع العام وتحديث اإلدارة العمومية"‬
‫فهرس‬
‫مقدمة ‪2 ...............................................................................................................................................‬‬
‫أوال‪-‬إصالح نظام الوظيفة العمومية ‪4 ..............................................................................................................‬‬
‫‪ 1.‬اإلصالح الشامل لمنظومة الوظيفة العمومية ‪4 ......................................................................................................‬‬
‫‪ 2.‬تكريس مبدأ االستحقاق في ولوج الوظيفة العمومية‪5 .............................................................................................:‬‬
‫‪ .3‬إصالح نظام ولوج المناصب العليا ‪7 .................................................................................................................‬‬
‫‪ 4.‬تعزيز إدماج مقاربة النوع في اإلدارة العمومية ‪8 ..................................................................................................‬‬
‫‪ .5‬اعتماد التشغيل الجهوي لألطر التربوية ‪8 ............................................................................................................‬‬
‫‪ .6‬اعتماد التشغيل بموجب عقود ‪9 ........................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪-‬ورش تحديث اإلدارة العمومية ‪10 ............................................................................................................‬‬
‫‪ .1‬تنزيل ورش الالتمركز اإلداري ‪12 ...................................................................................................................‬‬
‫‪ .2‬ترسيخ مبادئ الشفافية والنزاهة في المرفق العمومي ‪13 ..........................................................................................‬‬
‫‪ 3.‬تحسين جودة المرافق العمومية ‪14 ....................................................................................................................‬‬
‫أ‪ .‬البرنامج الوطني لتحسين االستقبال بالمرافق العمومية ‪14‬‬
‫ب‪ .‬برنامج تحسين الخدمات العمومية ‪14 ............................................................................................................‬‬
‫‪ 4.‬إعداد مشروع ميثاق المرافق العمومية ‪15 ...........................................................................................................‬‬
‫‪ 5.‬دعم التحــــول الــــــرقـــمي لإلدارة‪15 ..............................................................................................................‬‬
‫‪ .6‬تطوير منظومة تلقي ومعالجة وتتبع مالحظات المرتفقين واقتراحاتهم وشكاياتهم ‪17 ........................................................‬‬
‫السيد رئيس مجلس املستشارين املحترم‪،‬‬
‫السيدات والسادة املستشارين املحترمين‪،‬‬

‫مقدمة‬
‫أود في البداية أن أشكر السيدات والسادة املستشارين املحترمين على تفضلهم‬
‫بطرح هذه األسئلة الهامة في موضوع "السياسة الحكومية في تدبير التوظيف في‬
‫القطاع العام وتحديث اإلدارة العمومية"‪ ،‬وهو موضوع من األهمية بمكان‪ ،‬اعتبارا‬
‫للتحديات التي يطرحها تحديث وتأهيل اإلدارة‪ ،‬وتثمين مواردها البشرية‪ ،‬ملسايرة‬
‫دينامية اإلصالحات التي تشهدها بالدنا على مختلف املستويات املؤسساتية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية وغيرها‪.‬‬
‫وإذا كانت اإلدارة العمومية قد حققت بعض اإلنجازات املهمة في طريق العصرنة‬
‫والتحديث منذ االستقالل‪ ،‬إال أنها بقيت تعاني من بعض االختالالت البنيوية والتدبيرية‬
‫التي تتطلب إرساء إصالح هيكلي وشامل لإلدارة‪ ،‬بديل عن اإلصالحات الظرفية والجزئية‬
‫التي أبانت عن محدودية وضعف نجاعتها‪.‬‬
‫وال تخفى عليكم األهمية القصوى التي يوليها صاحب الجاللة امللك محمد‬
‫السادس نصره هللا ملوضوع إصالح اإلدارة‪ ،‬حيث ما فتئ جاللته ينبه إلى أوجه القصور‬
‫التي تعتري عمل اإلدارة العمومية‪ ،‬ويدعو إلى االرتقاء بعملها‪ ،‬والرفع من مردوديتها‪،‬‬
‫وذلك في مناسبات عديدة‪:‬‬
‫‪ -‬الخطاب السامي لجاللة امللك بمناسبة افتتاح البرملان بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪2016‬‬
‫الذي جاء فيه "إن املر افق واإلدارات العمومية‪ ،‬تعاني من عدة نقائص‪ ،‬تتعلق‬
‫بالضعف في األداء‪ ،‬وفي جودة الخدمات‪ ،‬التي تقدمها للمواطنين"‬
‫‪ -‬الخطاب امللكي السامي بمناسبة عيد العرش املجيد لسنة ‪ ،2017‬الذي أكد فيه‬
‫جاللته على أنه "من بين املشاكل التي تعيق تقدم املغرب هو ضعف اإلدارة‬
‫العمومية‪ ،‬سواء من حيث الحكامة أو مستوى النجاعة أو جودة الخدمات‪،‬‬
‫التي تقدمها للمواطنين"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الرسالة امللكية السامية املوجهة إلى املشاركين في امللتقى الوطني األول للوظيفة‬
‫العمومية العليا املنعقد بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪ 2018‬بالصخيرات الذي دعا فيه‬
‫جاللته إلى وضع مفهوم الخدمة العمومية في صلب النموذج التنموي الذي‬
‫سبق أن دعا إليه جاللته من خالل إصالح شامل وعميق لإلدارة العمومية‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى تقرير املجلس األعلى للحسابات حول تقييم منظومة‬
‫الوظيفة العمومية سنة ‪ ،2017‬الذي رصد عددا من االختالالت التي تشوب هذه‬
‫املنظومة‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬
‫ضعف جودة خدمات الوظيفة العمومية رغم أهمية الوسائل؛‬ ‫‪‬‬
‫غياب ثقافة تقييم جودة الخدمات العمومية؛‬ ‫‪‬‬
‫تدبير تقليدي للموارد البشرية بالقطاعات الوزارية؛‬ ‫‪‬‬
‫مساطر التوظيف بحاجة ملزيد من التطوير؛‬ ‫‪‬‬
‫تكوين مستمر بدون أهداف عملية؛‬ ‫‪‬‬
‫ترقية املوظفين غير مرتبط بأدائهم؛‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة حركية املوظفين؛‬ ‫‪‬‬
‫منظومة أجور متجاوزة يجب إصالحها؛‬ ‫‪‬‬
‫غياب الدقة بتحديد الحاجيات من املوارد البشرية؛‬ ‫‪‬‬
‫ارتفاع كتلة األجور رغم استقرار اعداد املوظفين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن منطلق التوجيهات امللكية السامية‪ ،‬واستنادا إلى مختلف التشخيصات‬
‫املنجزة في املوضوع‪ ،‬فقد جعلت الحكومة من ورش إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية‬
‫إحدى األولويات التي تشتغل عليها في إطار تنزيل مضامين برنامجها الحكومي الذي نص‬
‫على التزام الحكومة بإصالح اإلدارة والخدمات العمومية وتقريبها من املواطن ومراجعة‬
‫منظومة الوظيفة العمومية وأساليب التدبير واملساطر اإلدارية‪.‬‬

‫السيد الرئيس املحترم‪،‬‬


‫السيدات والسادة املستشارين املحترمين‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫لإلجابة على تساؤالتكم‪ ،‬سأتطرق فيما يلي للتدابير املتخذة من قبل الحكومة‬
‫لتدبير التوظيف في القطاع العمومي وإصالح نظام الوظيفة العمومية‪ ،‬وتحديث‬
‫اإلدارة‪ ،‬وذلك من خالل محورين أساسين‪:‬‬
‫‪ ‬إصالح نظام الوظيفة العمومية؛‬
‫‪ ‬تحديث اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫أوال‪-‬إصالح نظام الوظيفة العمومية‬


‫يكتس ي إصالح منظومة الوظيفة العمومية أهمية بالغة في سياسة الحكومة‪ ،‬حيث‬
‫التزمت بموجب برنامجها باتخاذ جملة من التدابير الرامية إلى تحسين وتجويد هذه‬
‫املنظومة‪ ،‬من جملتها مراجعة منظومة الوظيفة العمومية‪ ،‬ووضع سياسة عمومية‬
‫مندمجة لتدبير حديث للموارد البشرية باإلدارة العمومية‪.‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬تقوم سياسة الحكومة في مجال تدبير التوظيف في القطاع العام على‬
‫مقاربة تروم تطوير منظومة التوظيف وجعلها أكثر استجابة لحاجيات مختلف‬
‫اإلدارات العمومية من املوارد البشرية وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وتعزيز قيم‬
‫الشفافية واالستحقاق‪ ،‬وتكريس املبدأ الدستوري املتمثل في "ولوج الوظائف العمومية‬
‫حسب االستحقاق"‪.‬‬
‫وتفعيال لذلك‪ ،‬تعمل الحكومة على اتخاذ التدابير واإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلصالح الشامل ملنظومة الوظيفة العمومية‬


‫عملت الحكومة على إعداد رؤية استراتيجية ملراجعة منظومة الوظيفة العمومية‬
‫(تم تقديم خطوطها العريضة في مجلس الحكومة املنعقد بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ ،)2019‬وهي‬
‫الرؤية التي توجت مسارا تشاوريا تم من خالله إشراك مختلف الفاعلين واملتدخلين‪،‬‬
‫كما تم التداول بشأنها في املجلس األعلى للوظيفة العمومية بتاريخ ‪ 16‬يناير ‪.2019‬‬
‫وتقوم على إرساء وظيفة عمومية مهنية ومحفزة وناجعة وقادرة على االستجابة‬
‫للمتطلبات الراهنة‪ ،‬عبر االنتقال من التدبير اإلداري للمسارات إلى تدبير منهي مبني على‬
‫الكفاءات‪.‬‬
‫وتقوم هذه الرؤية على املداخل األساسية التالية‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫إدماج التدبير بالكفاءات‪ ،‬من خالل اعتماد اآلليات الحديثة لتدبير املوارد‬ ‫‪‬‬
‫البشرية باإلدارة العمومية القائمة على أساس التخطيط االستراتيجي والتدبير‬
‫التوقعي للوظائف والكفاءات‪ ،‬واالنتقال من التدبير اإلداري إلى تدبير منهي‬
‫للمسارات مبني على الكفاءات‪ ،‬بما يجعل التوظيف واالرتقاء والتكوين املستمر‬
‫وتقييم األداء الفردي للموظف مرتكزا على مفهوم الكفاءة؛‬
‫إعادة هيكلة الوظيفة العمومية العليا‪ ،‬وتكريس مكانتها وتثمين أدوارها املحورية‬ ‫‪‬‬
‫في قيادة اإلصالح‪ ،‬تبعا لتوصيات امللتقى الوطني األول للوظيفة العمومية العليا‬
‫املنعقد بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪2018‬؛‬
‫مالءمة بنيات الوظيفة العمومية مع التوجه الجديد للدولة‪ ،‬عبر حصر مهام‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة املركزية في املستوى االستراتيجي‪ ،‬ودعم التوطين الترابي للخدمة العمومية‬
‫من خالل الدفع بتنفيذ سياسة الالتمركز اإلداري؛‬
‫دعم التحفيز وتحسين بيئة العمل بهدف إحداث بيئة عمل مالئمة وآمنة‪ ،‬تحفز‬ ‫‪‬‬
‫على رفع املردودية وتحسين اإلنتاجية باإلدارة العمومية‪.‬‬
‫وستعمل الحكومة على تنزيل هذه الرؤية االستراتيجية من خالل مراجعة شاملة‬
‫للنظام األساس ي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬ووضعها قريبا على مسطرة املصادقة‪.‬‬

‫‪ .2‬تكريس مبدأ االستحقاق في ولوج الوظيفة العمومية‪:‬‬


‫في إطار تفعيل املبدأ الدستوري املتمثل في "االستحقاق لولوج الوظيفة‬
‫العمومية"‪ ،‬فقد عملت الحكومة على احترام قواعد الشفافية وتكافؤ الفرص‬
‫واملساواة‪ ،‬وذلك بما يحقق املساواة وتكافؤ الفرص أمام املواطنين الراغبين في الولوج‬
‫إلى الوظيفة العمومية‪ ،‬ويمكن هذه األخيرة‪ ،‬في الوقت ذاته‪ ،‬من استقطاب موارد بشرية‬
‫كفأة وقادرة على رفع التحديات‪ ،‬واالستجابة النتظارات املرتفقين‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار اتخذت جملة من التدابير واإلجراءات الرامية إلى تطوير اآلليات‬
‫والوسائل املعتمدة في التوظيف‪ ،‬وال سيما‪:‬‬
‫‪ ‬تعميم املباراة باعتبارها آلية وحيدة لولوج أسالك الوظيفة العمومية تطبيقا‬
‫ملقتضيات املرسوم رقم ‪ 2.11.621‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬نونبر ‪ ،2011‬وذلك من أجل‬
‫‪5‬‬
‫تكريس مبادئ االستحقاق والشفافية وتكافؤ الفرص في التوظيف‪ ،‬مع ادراج‬
‫امكانية التشغيل باإلدارات العمومية بموجب عقود؛‬
‫‪ ‬تعزيز مبدأ الشفافية في اإلعالن عن فتح باب الترشيحات لشغل الوظائف‬
‫العمومية عبر نشرها على بوابة التشغيل العمومي‪« www.emploi-‬‬
‫» ‪ public.ma‬وعلى املواقع االلكترونية لإلدارات املعنية‪ ،‬إضافة إلى نشرها في‬
‫صحيفتين وطنيتين على األقل‪ ،‬مما يضمن الشفافية بالشكل الذي يمكن كافة‬
‫املتوفرين على الشروط املطلوبة من الترشح للمشاركة في هذه املباريات؛‬
‫‪ ‬إسناد مسؤولية اختيار املرشحات واملرشحين إلى لجان مكلفة بدراسة‬
‫الترشيحات‪ ،‬يتم اختيار أعضائها من بين األشخاص ذوي الكفاءات املشهود لهم‬
‫بالنزاهة واملتوفرون على الخبرة والتجربة؛‬
‫وبعد سنوات من تطبيق هذه املقتضيات‪ ،‬قامت الحكومة بتشخيص وتقييم نظام‬
‫املباريات العمومية للوقوف على الصعوبات عملية‪ ،‬التي تعيق في بعض األحيان تكريس‬
‫املساواة وتكافؤ الفرص والشفافية واالستحقاق في ولوج القطاع العام‪ ،‬نذكر منها ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف مهنية وفعالية املباريات‪ ،‬بالنظر إلى تعدد القرارات املتعلقة بتحديد‬
‫شروط وإجراءات مباريات التوظيف التي تصدرها كل إدارة على حدة‪ ،‬وضعف‬
‫اعتماد عناصر الكفاءة والخبرة والنزاهة واالستقاللية في تعيين أعضاء لجان‬
‫املباريات؛‬
‫‪ ‬ارتفاع التكلفة املالية لتنظيم املباريات‪ ،‬بالنظر إلى تعدد املباريات التي تنظمها‬
‫سنويا مختلف اإلدارات العمومية؛‬
‫‪ ‬عدم استغالل إمكانية تنظيم مباريات مشتركة بين إدارتين أو أكثر‪.‬‬
‫وملعالجة هذه االختالالت والصعوبات‪ ،‬أصدرت الحكومة املرسوم رقم ‪2.17.635‬‬
‫بتاريخ ‪ 4‬يوليو ‪ 2018‬في شأن تنظيم مباريات موحدة للتوظيف ضمن الهيئات املشتركة‬
‫بين اإلدارات‪ ،‬وذلك من أجل ضمان فعالية ونجاعة مباريات التوظيف وتكريس مبادئ‬
‫املساواة والشفافية واالستحقاق وتكافؤ الفرص بين جميع املغاربة في ولوج املناصب‬

‫‪6‬‬
‫العمومية‪ ،‬واعتماد معايير الكفاءة واملهنية والنزاهة واالستقاللية والحياد في تدبير‬
‫مباريات التوظيف‪ .‬ومن جملة األهداف التي جاء بها‪:‬‬
‫تنظيم مباراة واحدة سنويا‪ ،‬برسم كل درجة من الدرجات املنتمية إلى الهيئات‬ ‫‪-‬‬
‫املشتركة بين اإلدارات‪ ،‬باستثناء هيئة األساتذة الباحثين بمؤسسات تكوين األطر‬
‫العليا‪ ،‬وهيئة األطباء والصيادلة وجراحي األسنان‪ ،‬وهيئة األطباء البياطرة؛‬
‫إشراف السلطة الحكومية املكلفة بالوظيفة العمومية على كافة التدابير‬ ‫‪-‬‬
‫واإلجراءات املتعلقة بتنظيم املباريات املوحدة‪ ،‬مع إمكانية تفويض القيام ببعض‬
‫أو كل التدابير املرتبطة باملباراة املوحدة إلى جهة عمومية أخرى؛‬
‫توحيد شروط وإجراءات املباريات املوحدة من خالل إصدار قرار تنظيمي واحد؛‬ ‫‪-‬‬

‫اعتماد مبدأ التدرج في تنزيل املشروع‪ ،‬من خالل تحديد فترة انتقالية تمتد من‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2018‬إلى ‪ ،2022‬يتم خاللها تحديد الهيئات والدرجات التي يتم برسمها تنظيم‬
‫مباريات موحدة في كل سنة‪ ،‬على أن يتم تعميم مبدأ تنظيم مباريات موحدة‬
‫للتوظيف ضمن جميع الهيئات املشتركة بين اإلدارات‪ ،‬ابتداء من سنة ‪.2023‬‬
‫وباملوازاة مع ذلك‪ ،‬وبهدف تعزيز مبدأ اإلنصاف في الولوج إلى الوظيفة العمومية‪،‬‬
‫فقد قامت الحكومة بتفعيل املباراة املوحدة الخاصة باألشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬التي‬
‫تم تنظيمها يوم ‪ 23‬دجنبر ‪ ،2018‬والتي خصصت للتباري حول ‪ 50‬منصبا ملتصرف من‬
‫الدرجة الثانية موزعا على ‪ 17‬قطاعا وزاريا‪.‬‬

‫‪ .3‬إصالح نظام ولوج املناصب العليا‬


‫ال شك أن املنظومة الحالية للتعيين في املناصب العليا ساهمت إلى حد كبير في‬
‫تكريس مبدأ املساواة واألهلية املهنية والكفاءة واالستحقاق في الولوج إلى هذه املناصب‬
‫من خالل اعتماد مبدأ التباري حول هذه املناصب بين أجود الكفاءات التي تزخر بها‬
‫اإلدارة املغربية‪ ،‬كما ساهم في الرفع التدريجي من نسبة ولوج النساء إلى مناصب‬
‫املسؤولية‪ ،‬وهو ما حرصت الحكومة على تطبيقه في مختلف التعيينات‪ ،‬وأحرص‬
‫شخصيا على احترامه والقيام بما يتعين كلما بلغ إلى علمي أي مس بهذه املبادئ‬
‫واألهداف‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لكن‪ ،‬وبعد سبع سنوات من اعتماد هذه املنظومة‪ ،‬سيكون من املفيد تجويدها‪.‬‬
‫لذلك تنكب الحكومة على إعداد مشروع مرسوم جديد خاص باملناصب العليا في اتجاه‬
‫تكريس معايير االستحقاق والكفاءة واملهنية واعتماد التدبير التعاقدي املبني على‬
‫األهداف والنتائج والتقييم وربط املسؤولية باملحاسبة‪ .‬وسيتم عرضه على مسطرة‬
‫املصادقة‪.‬‬

‫‪ .4‬تعزيزإدماج مقاربة النوع في اإلدارة العمومية‬


‫بلغت نسبة تمثيل النساء في الوظيفة العمومية سنة ‪ ،%34,7 ،2018‬مقابل ‪65,7‬‬
‫‪ %‬بالنسبة للرجال‪ ،‬مع مالحظة تركيز النساء بقطاعي التعليم والصحة بنسبة ‪.% 72‬‬
‫ويبقى طموحنا أكبر في سبيل تحقيق املناصفة التي نسعى إليها جميعا‪.‬‬
‫وفي إطار تعزيز الهياكل اإلدارية واآلليات التي تكرس مقاربة النوع في الوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬تم العمل على‪:‬‬
‫إعداد دفتر التحمالت النموذجي لدور الحضانة املنشأة بالقرب من مكان‬ ‫‪‬‬
‫العمل؛‬
‫إصدار منشور الوزير املكلف بإصالح اإلدارة والوظيفة العمومية حول تمديد‬ ‫‪‬‬
‫رخصة الرضاعة (‪ 7‬غشت‪.)2018‬‬

‫‪ .5‬اعتماد التشغيل الجهوي للطرالتربوية‬


‫حرصت الحكومة على تمكين األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين من تلبية‬
‫حاجياتها من األطر التربوية‪ ،‬وفقا ملا تمليه خريطة املوارد البشرية على املستوى‬
‫الجهوي واإلقليمي واملحلي‪ ،‬وذلك من خالل توطين تشغيل هؤالء على املستوى الجهوي‬
‫كتوجه استراتيجي‪.‬‬
‫وتسعى الحكومة من خالل هذه الخطوة إلى تحقيق العدالة املجالية‪ ،‬وضمان‬
‫االستقاللية التامة لألكاديميات من حيث تعزيز رصيد مواردها البشرية ُومواجهة‬
‫ّ‬
‫املسجل في األطر العاملة بمؤسسات التربية والتعليم العمومي‪.‬‬ ‫الخصاص‬
‫وباملقابل‪ ،‬فقد حرصت الحكومة على أن يضمن هذا النوع من التشغيل االستقرار‬

‫‪8‬‬
‫املنهي واألمن الوظيفي لألطر التربوية‪ ،‬من خالل نظام أساس ي خاص بأطر األكاديميات‬
‫الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬الذي تم إقراره استنادا إلى القانون رقم ‪ 69.00‬املتعلق‬
‫باملراقبة املالية للدولة على املنشآت العامة وهيئات خرى؛‬
‫وقد بلغ مجموع املدرسين الذين تم تشغيلهم جهويا ما مجموعه ‪ 55.000‬أستاذة‬
‫وأستاذا برسم الفترة من ‪ 2016‬إلى ‪ ،2018‬باإلضافة إلى ‪ 15.000‬أستاذة وأستاذا يتم‬
‫تكوينهم حاليا‪.‬‬

‫‪ .6‬اعتماد التشغيل بموجب عقود‬


‫إلى جانب التوظيف النظامي‪ ،‬عملت الحكومة على وضع نظام للتشغيل بموجب‬
‫عقود‪ ،‬من خالل املصادقة على املرسوم رقم ‪ 2.15.770‬بتحديد شروط وكيفيات‬
‫التشغيل بموجب عقود باإلدارات العمومية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا النوع من التشغيل بموجب عقود لم يأت ليحل محل‬
‫التوظيف النظامي‪ ،‬وإنما تم اعتماده في إطار تطوير وتحديث منظومة الوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬من خالل تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫تمكين اإلدارات العمومية من الكفاءات والخبرات في بعض املجاالت الحيوية التي‬ ‫‪‬‬
‫تحتاج إليها‪ ،‬والسيما قيادة املشاريع املهيكلة واألوراش الكبرى من جهة‪ ،‬ومن أجل‬
‫سد الخصاص املؤقت في بعض الوظائف‪ ،‬من جهة أخرى؛‬
‫إضفاء نوع من الدينامية داخل اإلدارة العمومية‪ ،‬تسمح بالتحفيز والتشجيع على‬ ‫‪‬‬
‫الفعالية واملردودية؛‬
‫تأهيل األعوان املتعاقدين وتمكينهم من اكتساب خبرة وتكوين عمليين‪ ،‬بما ييسر‬ ‫‪‬‬
‫لهم ولوج مختلف الوظائف العمومية‪ ،‬فيما بعد عن طريق اجتياز املباريات‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه األهداف تم إرساء صنفين من العقود‪:‬‬
‫‪ .1‬عقود تشغيل الخبراء من ذوي الكفاءة والتجربة والخبرة املهنية التي تتوفر فيهم‬
‫الكفاءات واملؤهالت املطلوبة‪ ،‬عن طريق فتح باب الترشيح في وجه املترشحين‪،‬‬
‫ويكون ملدة أقصاها سنتان قابلة للتجديد‪ ،‬دون أن تتجاوز مدة التعاقد‬

‫‪9‬‬
‫اإلجمالية أربع (‪ )4‬سنوات‪ ،‬وفي حدود ‪ 04‬خبراء‪ ،‬على األكثر‪ ،‬بالنسبة لكل‬
‫قطاع؛‬
‫‪ .2‬عقود تشغيل أعوان للقيام بوظائف ذات طابع مؤقت أو عرض ي بناء على‬
‫مباراة‪ ،‬في حدود املناصب املالية الشاغرة‪ ،‬ملدة ال تتجاوز سنتين قابلة للتجديد‬
‫مرة واحدة في حدود نفس املدة‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬ورش تحديث اإلدارة العمومية‬


‫يكتس ي ورش تحديث اإلدارة العمومية أهمية بالغة باعتباره رافعة أساسية‬
‫ملسايرة الدينامية املؤسساتية االقتصادية واالجتماعية التي تشهدها بالدنا‪ ،‬ودعم‬
‫النموذج التنموي الذي نتطلع إليه تحت القيادة الرشيدة لجاللة امللك حفظه هللا‪.‬‬
‫ومعلوم أن الدستور حدد املبادئ العامة لتنظيم املرافق العمومية وحكامتها‪ ،‬كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫املساواة بين املواطنات واملواطنين في الولوج إلى املرافق العمومية‪ ،‬واإلنصاف في‬ ‫‪‬‬
‫تغطية التراب الوطني‪ ،‬واالستمرارية في أداء الخدمات؛‬
‫مراعاة معايير الجودة والشفافية واملحاسبة واملسؤولية؛‬ ‫‪‬‬

‫احترام القانون والحياد والشفافية والنزاهة واملصلحة العامة؛‬ ‫‪‬‬

‫التجاوب مع املرتفقين من خالل تلقي مالحظاتهم‪ ،‬واقتراحاتهم وتظلماتهم‪ ،‬وتأمين‬ ‫‪‬‬


‫تتبعها؛‬
‫تقديم الحساب عن تدبير األموال العمومية‪ ،‬طبقا للقوانين الجاري بها العمل‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والخضوع للمراقبة والتقييم؛‬
‫كما نص الفصل ‪ 157‬من الدستور على أنه "يحدد ميثاق للمر افق العمومية‬ ‫‪‬‬
‫قواعد الحكامة الجيدة املتعلقة بتسيير اإلدارات العمومية والجهات‬
‫والجماعات الترابية األخرى واألجهزة العمومية"‪.‬‬
‫واستنادا إلى هذه املبادئ الدستورية‪ ،‬تضمن البرنامج الحكومي جملة من‬
‫االلتزامات الهادفة إلى إصالح اإلدارة والخدمات العمومية وتقريبها من املواطن‪ ،‬ال‬
‫سيما من خالل‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫مباشرة إصالح شامل وعميق لإلدارة يعتمد أساسا على اإلدارة الرقمية والتدبير‬ ‫‪‬‬
‫املبني على النتائج؛‬
‫إصدار ميثاق املرافق العمومية؛‬ ‫‪‬‬

‫وضع إطار تنظيمي لتبسيط اإلجراءات واملساطر اإلدارية ورقمنتها‪ ،‬وإلزامية نشر‬ ‫‪‬‬
‫املساطر اإلدارية ببوابة الخدمات العمومية وعن طريق جميع الوسائل املتاحة‪،‬‬
‫والتقيد باحترامها‪ ،‬وال سيما املساطر املتعلقة بنزع امللكية وباملقاولة وبتحسين‬
‫مناخ األعمال واملغاربة املقيمين بالخارج؛‬
‫نشر قائمة الخدمات املقدمة والوثائق املطلوبة من طرف كل اإلدارات؛‬ ‫‪‬‬

‫مواصلة الرفع التدريجي للطابع املادي للمساطر ودعم استعمال التكنولوجيا‬ ‫‪‬‬
‫الرقمية لتحسين وتسهيل حصول املواطن على الخدمات العمومية؛‬
‫تعميم فضاءات االستقبال وتواصل اإلدارة مع املواطنين؛‬ ‫‪‬‬

‫اعتماد منظومة متكاملة لتدبير الشكايات تتضمن وضع إطار تنظيمي لتدبيرها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫يكون ملزما لإلدارات العمومية والجماعات الترابية واملؤسسات العمومية‪،‬‬
‫ويحدد مسطرة وآجال معالجة الشكاية‪ ،‬وكذا تطوير بوابة وطنية موحدة‬
‫للشكايات‪.‬‬
‫وضع اآلليات الالزمة لإلشهاد على املساطر اإلدارية لتمكين املرتفقين من‬ ‫‪‬‬
‫االحتجاج بها‪.‬‬
‫ومن أجل تنفيذ هذه االلتزامات‪ ،‬عملت الحكومة على إعداد خطة إلصالح اإلدارة‬
‫تتضمن التوجهات العامة التي من شأنها إحداث تحوالت هيكلية على أربعة مستويات‬
‫رئيسية‪:‬‬
‫‪ .1‬التحول التنظيمي؛‬
‫‪ .2‬التحول التدبيري؛‬
‫‪ .3‬التحول الرقمي؛‬
‫‪ .4‬التحول التخليقي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وتعمل الحكومة على تحقيق هذه التحوالت الهيكلية عبر جملة من املداخل التي‬
‫نستعرضها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تنزيل ورش الالتمركزاإلداري‬


‫يعد ميثاق الالتمركز اإلداري‪ ،‬الذي اعتمدته الحكومة بموجب املرسوم رقم‬
‫‪ ،2.17.618‬لبنة أساسية في مسار إصالح وتحديث وتطوير اإلدارة‪ ،‬من خالل إحداث‬
‫قطيعة حقيقية مع نظام املركزية والحد من تمركز اتخاذ القرار على مستوى اإلدارات‬
‫املركزية‪ ،‬وحصر نشاطها في الوظائف االستراتيجية املتمثلة في بلورة تصور السياسات‬
‫العمومية‪ ،‬مع ترك تنفيذها وتنزيلها على املستوى الترابي إلى املصالح الالممركزة‪.‬‬
‫ويعتبر الالتمركز اإلداري ملصالح الدولة تنظيما إداريا مواكبا للتنظيم الترابي‬
‫الالمركزي للمملكة القائم على الجهوية املتقدمة‪ ،‬وأداة رئيسية لتفعيل السياسة‬
‫العامة للدولة على املستوى الترابي‪ ،‬قوامه نقل السلط والوسائل‪ ،‬وتخويل االعتمادات‬
‫لفائدة املصالح الالممركزة على املستوى الترابي‪ ،‬من أجل تمكينها من القيام باملهام‬
‫املنوطة بها‪ ،‬واتخاذ املبادر ة تحقيقا للفعالية والنجاعة‪.‬‬
‫وقد شرعت الحكومة في إطار تنزيل هذا الورش الوطني الهام من خالل إصدار‬
‫املرسوم رقم ‪ 2.19.40‬بتحديد نموذج التصميم املديري املرجعي لالتمركزاإلداري‪.‬‬
‫وفي نفس السياق ترأست االجتماع األول للجنة الوزارية لالتمركز اإلداري يوم ‪19‬‬
‫مارس ‪ ،2019‬والذي خصص ملناقشة البرنامج التطبيقي لتنزيل هذا الورش‪ ،‬والحكومة‬
‫ملتزمة بتطبيق هذا امليثاق وتفعيله بالسرعة الضرورية‪ ،‬وفق خارطة طريق مفصلة‪ ،‬وفي‬
‫إطار اآلجال القانونية املرتبطة بوضع التصاميم املديرية لالتمركز اإلداري‪ ،‬وتطبيقها‬
‫على املستوى امليداني ‪.‬‬
‫وفي إطار هذا التنزيل‪ ،‬ستنكب القطاعات الوزارية على وضع مخططاتها املديرية‬
‫لالتمركز من أجل جرد الصالحيات واالختصاصات التي سيتم نقلها لإلدارات الجهوية‬
‫الالممركزة‪ ،‬وعرضها على مصادقة اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري‪.‬‬
‫وسيتم العمل على تنفيذ التصاميم املديرية وفقا لخطة تدريجية‪ ،‬تمتد على الثالث‬
‫سنوات املقبلة‪ ،‬باملوازاة مع تنفيذ خارطة الطريق تروم مراجعة القوانين املنظمة‬

‫‪12‬‬
‫للقطاعات الوزارية واملؤسسات العمومية ذات الطابع الجهوي‪ ،‬ونظام املحاسبة‬
‫العمومية والصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ .2‬ترسيخ مبادئ الشفافية والنزاهة في املرفق العمومي‬


‫يمثل تعزيز قيم النزاهة والعمل على إصالح اإلدارة وترسيخ الحكامة الجيدة أولوية‬
‫أفقية لضمان نجاح مختلف األوراش واإلصالحات‪ .‬من أجل ذلك‪ ،‬عملت الحكومة في‬
‫هذه املرحلة أساسا على‪:‬‬
‫تنفيذ االستراتيجية الوطنية ملكافحة الفساد‪ ،‬من خالل إحداث اللجنة‬ ‫‪‬‬
‫الوطنية ملكافحة الفساد باعتبارها آلية أساسية لتتبع تنفيذ مشاريع هذه‬
‫االستراتيجية‪ .‬وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعين (‪ 04‬أبريل ‪ 2018‬و‪ 15‬فبراير‬
‫‪ ،)2019‬وأصدرت التقرير األول حول تنزيل االستراتيجية الوطنية ملحاربة‬
‫الفساد؛‬
‫تفعيل توصيات املجلس األعلى للحسابات في باب محاربة الرشوة والفساد‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وعلى تتبع تقارير املتفشيات العامة للقطاعات الحكومية‪ ،‬من خالل وحدة إدارية‬
‫أحدثت بمصالح رئيس الحكومة لهذه الغاية؛‬
‫استمرار العمل بالرقم األخضر للتبلي عن الفساد والرشوة ضمن الجهود‬ ‫‪‬‬
‫الوطنية ملحاربة الفساد؛‬
‫إرساء اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية وتنصيب أعضائها وانطالق‬ ‫‪‬‬
‫أشغالها‪ ،‬باعتبارها فاعال أساسيا في تحسين حكامة هذه الصفقات وترسيخ‬
‫مبادئ الشفافية واملساواة بين املتنافسين؛‬
‫اعتماد القانون رقم ‪ 31.13‬املتعلق بالحق في الحصول على املعلومات‪ ،‬وبدأت‬ ‫‪‬‬
‫في تفعيل مقتضياته من خالل تعيين أعضاء لجنة الحق في الحصول على‬
‫املعلومات بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ .2019‬ولضمان ممارسة هذا الحق‪ ،‬وضعت الحكومة‬
‫مخططا تنفيذيا مدققا‪ ،‬شرعت في تنزيله عبر تعيين األشخاص املكلفين‬
‫بالحصول على املعلومات وتكوينهم‪ ،‬وإعداد نظام معلوماتي لتتبع طلبات‬
‫الحصول على املعلومات ووضعها على األنترنت‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫االنضمام ملبادرة الشراكة من أجل الحكومة املنفتحة في أبريل ‪ ،2018‬وإعداد‬ ‫‪‬‬
‫مخطط العمل الخاص بهذه املبادرة لفترة ‪ ،2020-2018‬وتتبع تنفيذه عبر تطوير‬
‫منصة إلكترونية خاصة‪ ،‬وتعبئة مختلف الشركاء املعنيين لالنخراط في تنفيذه‪.‬‬
‫وقد ساهمت هذه اإلجراءات في تحسن مؤشر إدراك الفساد لسنتين متتاليتين بما‬
‫مجموعه ‪ 17‬مرتبة‪ ،‬في سابقة من نوعها على املستوى الوطني‪.‬‬

‫‪ .3‬تحسين جودة املر افق العمومية‬


‫تعمل الحكومة على تحسين وتجويد الخدمات التي تقدمها املرافق العمومية‬
‫لفائدة املواطنين‪ ،‬من خالل جملة من البرامج واإلجراءات والتدابير‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫أ‪ .‬البرنامج الوطني لتحسين االستقبال باملر افق العمومية‬
‫في سياق املجهودات املبذولة لتفعيل مضامين البرنامج الوطني لتحسين االستقبال‬
‫باملرافق العمومية‪ ،‬تم إعداد منظومة االستقبال "إدارتي" كرزنامة تتضمن "ميثاق‬
‫االستقبال باإلدارة العمومية‪ ،‬و"اإلطار املرجعي" لحسن االستقبال‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫"الدليل املنهجي" الذي يحدد املشاريع والتدابير العملية التي يتعين على كل إدارة‬
‫مراعاتها لضمان تحقيق التزاماتها‪.‬‬

‫ب‪ .‬برنامج تحسين الخدمات العمومية‬


‫يهدف هذا املشروع إلى تيسير ولوج املرتفقين إلى الخدمات اإلدارية املقدمة‬
‫للمواطن واملقاولة‪ ،‬ويلزم اإلدارات العمومية بالتقيد باإلجراءات املعتمدة في إطار‬
‫تبسيط املساطر اإلدارية‪ ،‬التي نذكر منها على سبيل املثال‪:‬‬
‫إصدار املرسوم رقم ‪ 2.17.410‬املتعلق بتحديد كيفيات اإلشهاد على مطابقة‬ ‫‪‬‬
‫نسخ الوثائق ألصولها؛‬
‫تدوين ونشر ‪ 26‬خدمة إدارية متعلقة باملقاولة في املوقع اإللكتروني‬ ‫‪‬‬
‫"‪"www.business-procedures.ma‬؛‬

‫‪14‬‬
‫إعداد مسودة مشروع قانون يتعلق باإلدارة الرقمية يروم إعطاء الحجية‬ ‫‪‬‬
‫القانونية للخدمات الرقمية ويحدد ضوابط الولوج املشترك من طرف اإلدارات‬
‫العمومية لبنوك املعلومات اإلدارية؛‬
‫إعداد مصفوفة تتكون من دالئل عملية موجهة لإلدارات العمومية قصد‬ ‫‪‬‬
‫مواكبتها في تدوين وتبسيط خدماتها اإلدارية وفق املقتضيات الواردة في ميثاق‬
‫املرافق العمومية‪.‬‬

‫‪ .4‬إعداد مشروع ميثاق املر افق العمومية‬


‫في إطار تفعيل أحكام الفصل ‪ 157‬من الدستور‪ ،‬أعدت الحكومة مشروع ميثاق‬
‫للمرافق العمومية‪ ،‬باعتباره إطارا مرجعيا يضبط التزامات هذه املرافق‪ ،‬سواء على‬
‫مستوى التنظيم أو على مستوى التسيير‪ ،‬مع تحديد الضمانات املؤطرة لعالقة املرفق‬
‫العمومي باملرتفقين‪ .‬وهو املشروع الذي سيتم عرضه قريبا على مسطرة املصادقة‪.‬‬
‫ويتضمن هذا املشروع املهيكل إلصالح اإلدارة املبادئ املوجهة للعمل اإلداري من‬
‫أجل تكريس ثقافة املرفق العام ودعم النزاهة واملصداقية والحياد وربط املسؤولية‬
‫باملحاسبة‪.‬‬

‫‪ .5‬دعم التح ــول ال ـ ــرق ــمي لإلدارة‬


‫يتمثل هذا التحول في اعتماد اآلليات والوسائل التكنولوجية الحديثة واستثمارها‬
‫من طرف اإلدارات العمومية‪ ،‬من أجل تعميم الخدمات الرقمية املشتركة بينها وتيسير‬
‫ولوج املواطن واملقاولة إليها‪ .‬ونذكر من أهم املشاريع‪ ،‬املنصة الحكومية للتكامل املسماة‬
‫’’‪ ،’’GATEWAYGouvernemental‬التي تعد دعامة أساسية لتبادل البيانات بين اإلدارات‬
‫وتقليص عدد الوثائق اإلدارية املطلوبة من املرتفقين‪ ،‬وتوفير الجهد والوقت والتكلفة‪.‬‬
‫وقد حققت اإلدارة املغربية نتائج هامة فيما يخص رقمنة املساطر اإلدارية‪:‬‬
‫إرساء أسس التحول الرقمي ملنظومة العدالة في أفق تنزيل املحكمة الرقمية‪ ،‬من‬ ‫‪‬‬
‫خالل توسيع منصات الطلبات عبر األنترنت لتسهيل الحصول على الخدمات‬
‫القضائية؛‬

‫‪15‬‬
‫مواصلة رقمنة املساطر واملعامالت الضريبية من خالل تمكين املقاوالت واملهن‬ ‫‪‬‬
‫الحرة من إنجاز إقراراتهم وأداءاتهم اإللكترونية الخاصة بالضرائب والرسوم‬
‫(الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل والضريبة على القيمة املضافة ‪،)...‬‬
‫باإلضافة إلى تمكين املواطنين من أداء ضرائبهم إلكترونيا؛‬
‫رقمنة مجموعة من مساطر وخدمات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‬ ‫‪‬‬
‫واملسح العقاري والخرائطية‪ ،‬سواء لفائدة املرتفقين أو املهنيين (طلب الشواهد‬
‫العقارية والتصاميم الهندسية‪ ،‬االطالع على املعطيات العقارية والهندسية‬
‫بطريقة إلكترونية ‪ ...‬إلخ)‪.‬‬
‫ومن أجل تعزيز هذا الورش الهام‪ ،‬يتم االشتغال على برنامج جاهزية الخدمات‬
‫اإلدارية للتحول الرقمي‪ ،‬الذي يهدف إلى توحيد الرؤية واملقاربة على مستوى القطاعات‬
‫العمومية فيما يتعلق برقمنة الخدمات اإلدارية وتقييم مستوى جاهزيتها الرقمية‪ ،‬من‬
‫خالل‪:‬‬
‫إنجاز الدليل املرجعي لتعريف وتصنيف الخدمات اإلدارية وقياس مستوى‬ ‫‪‬‬
‫تحولها الرقمي؛‬
‫تكوين ‪ 87‬إدارة عمومية حول هذا الدليل املرجعي من أجل تمكينها من جرد‬ ‫‪‬‬
‫وتوثيق خدماتها اإللكترونية وفق مفاهيم وضوابط موحدة؛‬
‫جرد أكثر من ‪ 400‬خدمة إدارية إلكترونية وقياس جاهزيتها مع تحديد مسار‬ ‫‪‬‬
‫املرتفق للحصول على هذه الخدمات؛‬
‫تدوين مسطرة نزع امللكية ألجل املنفعة العامة ونشرها عبر البوابة الوطنية‬ ‫‪‬‬
‫» ‪ ،«www.services-public.ma‬واقتراح اإلجراءات التبسيطية لهذه املسطرة في‬
‫جميع مراحلها لتجاوز مكامن تعقيدها‪ ،‬وتعريف املواطن بهذه املسطرة‪ ،‬وبيان‬
‫كيفية حصوله على التعويض في إطار الضوابط الجاري بها العمل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .6‬تطوير منظومة تلقي ومعالجة وتتبع مالحظات املرتفقين و اقتراحاتهم‬
‫وشكاياتهم‬
‫حيث تم إطالق العمل بالبوابة الوطنية للشكايات "‪ "www.chikaya.ma‬يوم‬
‫الثالثاء ‪ 9‬يناير‪ ،2018‬وذلك في إطار تفعيل مقتضيات املرسوم رقم ‪2.17.256‬‬
‫الصادر في ‪ 23‬يونيو ‪ 2017‬املحدث لها‪.‬‬
‫وقد بلغ العدد اإلجمالي للشكايات املتوصل بها إلى غاية ‪ 20‬ماي ‪ 2019‬ما يزيد‬
‫عن ‪ 121‬ألف شكاية‪ ،‬تمت معالجة ‪ % 76‬منها‪ ،‬وبلغت نسبة الرضا املعبر عنها عن‬
‫معالجة الشكايات ‪.% 67‬‬

‫السيد الرئيس املحترم‪،‬‬


‫السيدات والسادة املستشارين املحترمين‪،‬‬
‫ختاما‪ ،‬ال يسعني إال أن أؤكد لكم أن ورش إصالح منظومة الوظيفة العمومية‬
‫وتحديث اإلدارة‪ ،‬يعد من أهم التحديات التي تواجه بالدنا‪ ،‬مما يتطلب تعبئة كافة‬
‫الجهود لربح هذا الرهان‪ ،‬بما يمكن بالدنا من إحداث قطيعة حقيقية مع التصور‬
‫النمطي الذي يجعل من اإلدارة عائقا أمام التطور والتحديث‪ ،‬وإدماجها باملقابل في‬
‫الدينامية الهامة التي تشهدها بالدنا على مختلف املستويات‪.‬‬
‫والحكومة عازمة على مواصلة رفع هذا التحدي من خالل تنزيل مختلف األوراش‬
‫اإلصالحية التي تهدف إلى تحديث اإلدارة وتطوير مردوديتها بما يجعلها في خدمة املواطن‬
‫والتنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق‪ ،‬والسالم عليكم ورحمته تعالى وبركاته‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like