You are on page 1of 3

‫بالد الغال فرنسا حاليا ً ‪:‬‬

‫دولة أوروبي ٌَّة عاصِ متها هي مدين ُة‬ ‫ٌ‬ ‫الغال أو غاال كما كانت ُتسمَّى قديماً‪ ،‬وهي اليوم ُتسمَّى فرنسا؛ فرنسا‬ ‫ِ‬ ‫بال ُد‬
‫باريس‪ ،‬وتشتهر فيها مدنٌ أخرى مرسيليا‪ ،‬ونانت‪ ،‬وبورد‪ ،‬وسانت إيتيان ‪.‬‬
‫زمن القيصر بذريع ِ‪0‬ة‬ ‫ِ‬ ‫االحتالل قب َل فتحها وبعده‪ ،‬إذ احتلتها روما في‬ ‫ِ‬ ‫ألشكال مُتع ِّدد ٍ‪0‬ة من‬
‫ٍ‬ ‫لقد تعرَّ ضت فرنسا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دعمها في حربها مع األلمان ولكنهم رفضوا الخرو َج منها بعد ذلك جورا وعدوانا‪ ،‬وفي القرن الخامس بعد‬ ‫َّ‬
‫ك الفِرنجة وقتها‪ ،‬وأص ُل‬ ‫الميال ِ‪0‬د تعرَّ ضت فرنسا أو غاال على ح ِّد ال َّتعبير إلى هجوم البرابرة‪ ،‬فتص َّدى لهم مل ُ‬
‫ب‬‫ت قري ٍ‬ ‫مجموعة من قبائل األلمان الذين استوطنوا بلجيكا كما ُتسمَّى اليوم‪ ،‬وكانوا قد تش َّكلوا في وق ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫اإلفرنج‬
‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫سيطرعلى فرنسا بعد سنوات عدة من المعارك‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ث فرنسا‪ ،‬وزعيمهم هو األمي ُر الشجاع كلوفيس الذي‬ ‫ألحدا ِ‬
‫دولة مُستقلَّ ًة كانت ُتسمَّى حينها بمملكة اإلفرنجة‪ ،‬ومقرُّ هُ فيها‬ ‫ً‬ ‫وبين البرابرة‪ ،‬ث َّم أقا َم كلوفيس فيها‬ ‫َ‬ ‫المُشتعل ِة بي َنهم‬
‫اعتنق ال ّنصران َّي َة وساه َم فيما‬ ‫اريخ أ َّنه قد‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫كان مدينة باريس عاصمة فرنسا الحاليَّة‪ ،‬وعن كلوفيس يُذ َك ُر في ال ّت ِ‬ ‫َ‬
‫أشكال الوثنيَّة ال َّسائدة في القارَّ ِة األوروبيَّة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ء‬‫ِ‬ ‫والقضا‬ ‫ها‬ ‫بنشر‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫استكمال‬
‫ِ‬ ‫ذلك لم يمنعهم من‬ ‫ث ممالك‪ ،‬ولكنَّ َ‬ ‫اختلف أبناؤه على الحكم وقسَّموا المملك َة إلى ثال ِ‬ ‫َ‬ ‫مات كلوفيس‬ ‫لمَّا َ‬
‫العصور تش َّكلت في فرنسا الدولة الكارولنجية ث َّم الدولة الكابية‬ ‫ِ‬ ‫ألقطار أوروبا المحيط ِة بهم‪ ،‬وعلى مرِّ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫الفتوحا ِ‬
‫ت في تلك الفترة‪ ،‬ومن‬ ‫من بعدها‪ ،‬ث َّم قامت حربٌ بين فرنسا وبريطانيا دامت مئة سنةٍ‪ ،‬وغيرها من الصِّراعا ِ‬
‫ب ديني ً‪َّ0‬ة بين الكاثوليك والبروتستانت استمرَّ ت حتى عام (‪1598‬م)‬ ‫سلسلة حرو ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بعدهم‬

‫فتح بالد الغال في عهد السمح بن مالك الغوالني‪:‬‬


‫كان‬ ‫لفتح فرنسا عام (‪100‬هـ) في عهد القائد السَّمح بن مالك الغوالني‪ ،‬وقد َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫توجَّ هت الحملة اإلسالم َّية األولى ِ‬
‫حينئ ٍذ واليا ً لألندلس؛ إذ عيَّنه الخليفة عمر بن عبد العزيز‪ ،‬وكان السَّمح بن مالك الغوالني رجالً نزيها ً مؤمناً‪ ،‬قا َم‬
‫ُتواصلة‪ ،‬ث َّم استولى عليها وحصَّنها‪ ،‬ولع َّل‬ ‫ً‬ ‫ثمان وعشرون يوما ً م‬ ‫ٍ‬ ‫بمحاصر ِة مدين ِة أربونة عاصمة والية سبتمانية‬
‫المناطق العربيَّة‪،‬‬‫ِ‬ ‫لمناخ‬
‫ِ‬ ‫السَّبب في اختيار مدين ِة أربونة تحديداً ير ِج ُع إلى موقعها االستراتيجي ومُناخها المُشابه‬
‫ليكون حاراً لوال قربها من البحر‪ ،‬إذ يق ُع البح ُر إلى شرقها‪ ،‬وترتف ُع‬ ‫َ‬ ‫إذ نادراً ما كانت ُتثلِ ُج شتاءاً‪ ،‬وصيفها كان‬
‫ُدن في المنطقة‪.‬‬ ‫أقدم الم ِ‬ ‫ً‬
‫أمتار فقط‪ ،‬ويم ُر بقربها نه ٌر يُسمَّى نهر األود‪ ،‬وهي عموما من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عن سطحه بعشر ِة‬
‫المدن األخرى حتى أحكم سيطرته على الوالي ِة‬ ‫ِ‬ ‫حملة الوالي ال َّسمح بن مالك الغوالني من أربونة إلى‬ ‫ُ‬ ‫تو َّس َعت‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫باشر في إنشا ِء حكوم ٍة إسالم َّي ٍة فيها‪ ،‬إذ اتخذ من مدين ِ‪0‬ة أربونة قاعد ًة ِجهاديَّة‪ ،‬وبدأ التو ُّغل في‬ ‫َ‬ ‫وكان قد‬
‫َ‬ ‫كلُّها‪،‬‬
‫المسلمون وراح ضحيَّتها عد ٌد كبي ٌر‬ ‫َ‬ ‫بغرض فتحها‪ ،‬إاَّل أ َّنه استشه َد أثناء ذلك في معرك ٍة خسِ َر فيها‬
‫ِ‬ ‫والي ِة أكيتانية‬
‫ب من مدين ٍة‬ ‫يوم عرفة من العام (‪102‬هـ) في منطق ٍة بالقر ِ‬ ‫ً‬
‫سنتين من فتح أربونة تحديدا في ِ‬ ‫ِ‬ ‫منهم‪ ،‬وكان هذا بعد‪0‬‬
‫ً‬
‫ُتسمَّى طولوشة‪ ،‬فانسحب الجيشُ على إثرها عائدا إلى أربونة بقياد ِة مُساعِ ِد السَّمح بن مالك وهو القائد عبد‬
‫يستغرق األمر طويالً إذ تركها بعدَ‬ ‫ِ‬ ‫وال جديد‪ ،‬ولم‬ ‫الرَّ حمن الغافقي الذي استلم زما َم والي ِة األندلس حتى يُعي ََّن ٍ‬
‫شهر واح ٍد فقط‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫معركة بالط الشهداء في عهد عبد الرحمن الغافقي ‪:‬‬


‫بالط ال ُّشهداء في عهد والي ِة عبد الرحمن الغافقي‪ ،‬فقد تولَّى عبد‬ ‫ُ‬ ‫وقعت معرك ُة‬ ‫تفاصي ُل وقوعها‪:‬‬
‫الثانية‪ ،‬على اعتبار أنَّ واليته األولى كانت بعد‬ ‫الرحمن الغافقي والية األندلس عام (‪107‬هـ)‪ ،‬وهي واليته َّ‬
‫استشهاد السحم بن مالك الغوالني والتي كما تقدَّم امتدَّت شهراً واحداً‪ ،‬وعن صفاته كان عبد الرحمن الغافقي‬
‫ف عنه حرصه‬ ‫قائداً مِغواراً قو َّيا ً بارزاً بين قادة المسلمين‪ ،‬تمي ََّز بعدله‪ ،‬وصالحه‪ ،‬وكفاءته‪ ،‬وش ّد ِة إيمانه‪ ،‬فقد ع ُِر َ‬
‫َ‬
‫أحاديث‬ ‫وراو للحديث‪ ،‬إذ روى‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫إضافة إلى كونه تابع َّيا ً‬ ‫غنائم الحروب‪،‬‬ ‫توزيع‬ ‫بين الجنو ِد في‬
‫على اإلنصافِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسلمين‬
‫َ‬ ‫ب عامَّة‬ ‫ً‬
‫ذلك مكانة في قلو ِ‬ ‫َّ‬
‫صلة له عن عبد هللا ابن عمر بن الخطاب ‪-‬رضي هللا عنهما‪ ،-‬وقد أكسبه َ‬ ‫ُم َّت ً‬
‫محفوفة باالضطرابات وال ِّنزاعات‪ ،‬إذ أمضى عاما ً كامالً‬ ‫ً‬ ‫فضالً عن جنودهم‪ ،‬وكانت والية عبد الرحمن الغافقي‬
‫بين السَّبعين ألفا ً والمئة ألف‬
‫الحرب على اإلفرنج وفي ص ِّفه ما َ‬ ‫َ‬ ‫الشؤون الدَّاخليَّة حتى أعلن‬
‫ِ‬ ‫تنظيم‬
‫ِ‬ ‫يعم ُل على‬
‫العرب لمُساندته في حملته‬ ‫َ‬ ‫استنصر‬
‫َ‬ ‫ب والبربر‪ ،‬فقد كان عبد الرحمن الغافقي قد‬ ‫مُقاتِل‪ ]٩[]٨[،‬أغلبهم من العر ِ‬
‫لفتح بالد الغال فنصروه‪.‬‬
‫بات في قلب‬ ‫تق َّدم عبد الرحمن الغافقي بجيوشه نحو ال َّشمال متو ِّغالً في والية أكيتانيَّة ومٌسيطراً عليها حتى َ‬
‫اإلسالم إليهم إذا ما‬ ‫وصول‬
‫ِ‬ ‫المسيحيين في أوروبا خشية‬ ‫َ‬ ‫فذعِ َر اإلفرنجُ‪ ،‬وبدأ الخوف يتسلَّل إلى قلو ِ‬
‫ب‬ ‫غاال‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫والجرمن والمرتزقة وتوحَّ دوا تحت‬ ‫ِ‬ ‫الغاليين‬
‫َ‬ ‫استمرَّ جيش عبد الرحمن الغافقي باكتساح غاال‪ ،‬فحشدوا الجنو َد من‬
‫الخروج من مدينة‪ 0‬بواتيه بعد أن اكتسحها الجيشُ اإلسالميُّ هي‬ ‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫الجيشان في‬
‫ِ‬ ‫قياد ِة شارل مارتن‪ ،‬والتقا‬
‫وما حولها من المناطق األخرى‪ ،‬ومضيِّه قُدما ً إلى بارس‪ ،‬فكانت معرك ُة بالط ال ُّشهداء‪ ،‬وتدو ُر أحداثها تحديداً‬
‫قديم على مقرب ٍة من‬ ‫طريق رومانيٍّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في أواخِر شعبان من عام (‪114‬هـ)‪ ،‬وأمَّا سببُ ال َّتسمية فيرج ُع إلى وجو ِد‬
‫موقع المعركة وكانت ُتسمَّى بالبالط‪[.‬‬ ‫ِ‬
‫الفريقان ُج َّل وسعهما للفوز فيها‪ ،‬ولكنَّ‬ ‫ِ‬ ‫فيها‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫بذ‬ ‫‪،‬‬ ‫أيام‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫لثماني‬ ‫ت‬ ‫استمرَّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬
‫حامية‬ ‫ً‬
‫معركة‬ ‫هداء‬ ‫ُّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫بالطِ‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫معرك‬ ‫كانت‬
‫ٍ‬
‫ت أخرى كاأللمان‪،‬‬ ‫ت والمُساندة من قبل فئا ٍ‬ ‫الذين تل ُّقوا اإلمدادا ِ‬ ‫َ‬ ‫اإلفرنج‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫المسلمين كانوا قد حوصِ روا بفعل قوا ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫مؤخر ِة الجيش اإلسالميِّ ‪ ،‬حيث كان‬ ‫َّ‬ ‫لإلفرنج على‬ ‫بهجوم مُباغ ٍ‬
‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫والسواف‪ ،‬والسكسون‪ ،‬وقد تصعَّدت األمو ُر‬
‫ِ‬
‫المسلمين وأضعفهم‪ ،‬ث ّم‬‫َ‬ ‫صفوف‬
‫َ‬ ‫المسلمون بغنائمهم من المعاركِ السَّابقة‪ ،‬فان ُت ِهبت هذه الغنائم ممَّا زعزع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يحتفظ‬
‫بين صفوفِ المسلمين‪ ،‬واشت َّد الضَّربُ‬ ‫ب َ‬ ‫تبع ذلك ارتقا ُء عبد الرحمن الغافقي شهيداً‪ ،‬فازدادت وتيرةُ االضطرا ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ك معركة بالطِ‬ ‫المسلمين عائدا إلى مركزهم في سبتمانية‪ ،‬لتنتهي بذل َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫عليهم حتى جا َء الليل فانسحب جيشُ‬
‫َّ‬
‫اإلسالم والنصرانيَّة‪ ،‬هذا المعركة‬ ‫ِ‬ ‫بين‬
‫ب أو حتى َ‬ ‫رق والغر ِ‬ ‫الشهدا ِء التي ص ِّنفت على أ َّنها أعظ ُم معرك ٍة بين الش ِ‬
‫َّ‬
‫ت اإلسالم َّي ِة إلى قلب أوروبا‪.‬‬ ‫المسلمين إاَّل أنَّ ال َّتاريخ خلَّد من خاللها وصو َل الفتوحا ِ‬ ‫َ‬ ‫ولو أ َّنها انتهت بهزيمة‬

‫أسباب الهزيمة في معركة بالط الشهداءوما بعد‬


‫الهزيمة‪:‬‬
‫تتخلصُ أسبابُ هزيمة جيوش المسلمين في معركة بالطِ الشهدا ِء فيما يلي‪:‬‬
‫ـ الخالف الحاصل بين الجنود العرب والجنود البربر؛ ممّا أذى إلى إضعافُ الصّف اإلسالميِّ وتماسك الجيش‪.‬‬
‫ت وإبطا ُء وصولها‬ ‫موقع المعركة والبال ِد اإلسالميَّة؛ ممَّا أدى إلى إضعافُ اإلمدادا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ ا ِّتسا ُع الفجوة المكانيَّة َ‬
‫بين‬
‫إليهم‪.‬‬
‫لمناخ البال ِد اإلسالميَّة؛ ممَّا أدى إلى إضعاف جاهزيَّة الجيش والخيول‬ ‫ِ‬ ‫ـ طبيعة المناخ في موقع المعركة المغاير‬
‫ـ‬ ‫العربيَّة لخوض المعركة‪.‬‬
‫ـ إقبال جيش المسلمين على المعركة وهم مُحمَّلين بالغنائ َم الكثيرة نتيجة فوزهم في المعاركِ السَّابقة؛ ممَّا جع َل‬
‫ت الذي ش َّنه اإلفرن ُج‬ ‫الهجوم المُباغ ِ‬
‫ِ‬ ‫مؤخرة الجيس اإلسالمي الذي قد تزعزع بالفع َل بع َد‬ ‫َّ‬ ‫من الغنائم ثغر َة في‬
‫على غنائم المسلمين في مؤخرة الجيش‪.‬‬
‫المسلمين في المعركة؛ ممَّا أدى غلى تفوقهم العسكري‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ تكاتف اإلفرنج وإتحادهم ض َّد‬
‫الجيوش اإلسالمية للتوغل‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫غم من محاوال ِ‬ ‫ُ‬
‫إنَّ غاال بعد معرك ِة بالطِ الشهدا ِء ال تشب ُه غاال قب َل المعركة‪ ،‬وبالرّ ِ‬
‫وقع في معرك ِة الشهدا ِء‪ ،‬كما فعل الوالي عبد الملك بن قطن الفهري الذي تولى‬ ‫قلب غاال والثأر لما َ‬ ‫مجدداً في َ‬
‫أمر األندلس بعد استشهاد عبد الرحمن الغافقي في العام (‪114‬هـ إلى ‪116‬هـ) واستعادته لمناطق عدَّة من بال ِد‬
‫الغال كانت قد سقطت بعد معركة بالط الشهداء‪ ،‬ومن بعده الوالي عقبة بن الحجاج السلومي في العام (‪116‬هـ‬
‫المناطق المفتوحة‪ ،‬ولكنَّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫وأحبط عملهم بإعاد ِة احتالل‬ ‫إلى ‪121‬هـ) إاَّل أنَّ قائ َد اإلفرنج شارل مارتن تص َّدى لهم‬
‫قدوم عبد‬
‫ِ‬ ‫مدينة إسالمي ًَّة حتى‬
‫ً‬ ‫مدينة واحد ًة صمدت في وجه شارل مارتن‪ ،‬أال وهي مدينة أربونة التي بقيت‬ ‫ً‬
‫األول مؤسس اإلمار ِة األموية‪.‬‬ ‫الرحمن َّ‬

‫خروج المسلمين من بالد الغال ‪:‬‬


‫كان صِ راعا ً‬
‫إنَّ مرحلة خروج المسلمين من بال ِد الغال تتب ُع الهزيمة التي لحقت بهم في معركة بالطِ الشهداء‪ ،‬إذ َ‬
‫يتوانون عن عقد‬
‫َ‬ ‫ك ال‬
‫ت الستعادة ما فقدوا من أقاليم‪ ،‬واإلفرنج كذل َ‬ ‫ُطلقون الحمال ِ‬
‫َ‬ ‫على البقاء‪ ،‬المسلمونُ ي‬
‫األقاليم المفتوحة من قبل المسلمين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫الستردا‬ ‫األخرى‬ ‫تلوى‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫الواحد‬ ‫المعارك‬ ‫وخوض‬
‫ِ‬ ‫االتفاقات وال َّتحالفات‬
‫الموالي للمسلمين‪ ،‬وتصدُّوا لعقبة بن‬
‫َ‬ ‫الجيش‬
‫َ‬ ‫فاستمرَّ ت هذه المعارك حتى عام (‪121‬هـ)‪ ،‬إذ هز َم اإلفرن ُج‬
‫ب واإلفرنج في‬
‫بين العر ِ‬
‫ك اللقا َء األخير َ‬
‫ليكون ذل َ‬
‫َ‬ ‫فانسحب و َمنْ معه‬
‫َ‬ ‫طريق العود ِة إلى قرطبة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الحجاج وهو في‬
‫بال ِد الغال‪.‬‬

You might also like