You are on page 1of 18

‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .

‬محمد سليماني‬

‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪:1930‬‬


‫أصولها وأهدافها وردود فعل المغاربة إزاءها‪.‬‬
‫‪The barbaric french policy in Morocco between 1912 and 1930 :‬‬
‫‪Its origins, goals and Moroccan’s reaction over it.‬‬

‫د‪ .‬محمد سليماني‬


‫‪Slimanimohamed471@gmail.com‬‬

‫أستاذ بثانوية موالي الحسن‪ ،‬ميسور‪ ،‬المغرب‬


‫تاريخ القبول للنشر‪2019/12/03 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2019/11/18 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫كانت للسياسة الرببرية أمهية كربى يف اإلسرتاتيجية االستعمارية الفرنسية‪ ،‬إذ اعتربها‬
‫رجال اإلقامة العامة الوسيلة األجنع لتوطيد دعائم السيطرة الفرنسية باملغرب‪ ،‬ولفهم هذه‬
‫السياسة جيب البحث يف أصوهلا وأسباهبا‪ ،‬ورصد الدور الذي لعبه اجلنرال ليوطي‬
‫‪ Lyautey‬أول مقيم عام يف املغرب يف ترسيخ جذورها‪ ،‬كما أن احلديث عن نتائجها‬
‫يستدعي االهتمام مبوقف املغاربة وردود فعلهم اجتاهها وخاصة قبل صدور الظهري الرببري‬
‫سنة ‪.1930‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬السياسة الرببرية‪ ،‬االسرتاتيجية االستعمارية الفرنسية‪ ،‬السيطرة‬
‫الفرنسية‪ ،‬الظهري الرببري‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪400‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪the barbaric policy was of great importance in french colonial stratedgy,‬‬
‫‪the protectorate’s men considered it most efficient to the consolidation‬‬
‫‪of the french domination over Morocco, to understand this policy, its‬‬
‫‪compalsory to sok, its origins, causes, and shod light on the role of‬‬
‫‪Marishal Lyautey, the first resident General in Morocco, in establishing‬‬
‫‪its origins, besides to talk about the result of this policy we need to give‬‬
‫‪much care for Moroccan people attitude and their reaction toward this‬‬
‫‪policy, especelly before the issue of the berber decree in 1930.‬‬
‫‪Key words : the barbaric policy, french colonial stratedgy, the french‬‬
‫‪domination, the berber decree.‬‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫‪Napoléon‬‬ ‫يف مطلع القرن التاسع عشر فكر نابليون بونابارت‬
‫‪ Bonaparte‬يف توجيه محلة عسكرية للسيطرة على املغرب الكبري كله‪ ،‬وكان مشروع‬
‫هذا االحتالل واحدا من البنود السرية للمعاهدات اليت عقدها نابليون مع "ألكسندر‬
‫األول"إمرباطور روسيا يف شهر يوليوز ‪ ،1807‬إال أن االحتالل كان ميثل ضرورة‬
‫إسرتاتيجية عنده من أجل بسط السيادة الفرنسية على البحر األبيض املتوسط وانتزاعه‬
‫من يد بريطانيا‪ ،‬وهبذا اخلصوص صرح أوجين إيتيان ‪ Eugène Etienne‬وهو‬
‫نائب منطقة وهران يف جملس الربملان الفرنسي يف مطلع القرن العشرين قائال ‪ ((:‬إن‬
‫لفرنسا في المغرب حقوقا وواجبات تفوق ما لغيرها من الدول األخرى‪،...‬وإن‬
‫األساس األول لحقوقنا هي الجزائر‪ ،‬إن الجزائر قادتنا لتونس وينبغي أن تقودنا‬
‫للمغرب ))‪.‬‬
‫‪ -1‬أوضاع المغرب المتدهورة وإعالن الحماية الفرنسية‪:‬‬
‫إن املغرب مثله مثل باقي البلدان اإلفريقية واألسيوية كان حمط أطماع‬
‫الدول االستعمارية منذ القرن الثامن عش‪ ،‬هذه الدول اليت كانت تبحث عن الثروات‬
‫املعدنية والفالحية واألسواق واليد العاملة الرخيصة‪ ،‬ويف هذا الصدد كان احتالل اجلزائر‬

‫‪401‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫سنة ‪ 1830‬واملغرب سنة ‪ 1912‬نظرا ملوقعهما اإلسرتاتيجي وثرواهتما االقتصادية‬


‫املهمة ‪.2‬‬
‫لقد خضع املغرب للحماية الفرنسية واإلسبانية يف الوقت الذي بدأ التطور‬
‫الرأمسايل العاملي حيتم التوسع من أجل إجياد اجملال لتصريف البضائع املصنعة‪ ،‬يف حني‬
‫كان املغرب يعرف ثورات قبائلية ضارية‪ ،‬واحنالل سلطة املخزن‪ ،‬واستبداد كبار القواد‬
‫بالسلطة‪ ،‬وكانت اخلزينة املغربية يف هذه الفرتة تعيش وضعية إفالس‪ ،‬وبدأت اجليوش‬
‫الفرنسية منذ سنة ‪ 1907‬حتتل أجزاء واسعة من البالد بدءا مبدن وجدة والدار البيضاء‬
‫وفاس‪.3‬‬
‫إن الظروف اليت هيأت الستعمار املغرب ترجع إىل القرن هناية القرن الثامن عشر‬
‫وبداية التاسع عشر‪،‬حني اجتهت أطماع بعض الدول االستعمارية إىل بلدان املغرب‬
‫الكبري‪ ،‬إذ استولت فرنسا على اجلزائر متهيدا لالستيالء على املغرب وتونس‪ ،‬ويف هذا‬
‫اإلطار قاوم اجلزائريون االستعمار الفرنسي وآزرهم يف كفاحهم الشعب املغريب‪ ،‬الذي‬
‫خاض من أجلهم معركة "إيسلي" سنة ‪ ،1844‬واليت ذاق فيها املغاربة االهنزام األول‬
‫أمام اجليوش الفرنسية‪ ،‬وقد أبانت هذه املعركة عن الضعف العسكري واالقتصادي‬
‫والسياسي للمغرب‪ ،‬الشيء الذي جعل الفرنسيني يولون أمهية خاصة للمغرب باعتباره‬
‫بلدا ضعيفا ميكن احتالله بسهولة‪.‬‬
‫‪ -2‬أصول السياسة البربرية‪:‬‬
‫أشار األوربيون القالئل الذين اهتموا بالكتابة عن بلدان إفريقيا الشمالية قبل سنة‬
‫‪ ، 4 1930‬إىل كثرة عدد الرببر واختالفهم عن العرب نتيجة لتشبثهم باستقالهلم‬
‫وعاداهتم وأعرافهم وهلجاهتم‪ ،‬ومع ذلك فقد ساد االعتقاد بأن املنطقة جزء من الشرق‬
‫العريب اإلسالمي‪ ،‬وما زاد هذا االعتقاد رسوخا تقليل بعض املؤلفني من أمهية الفوارق‬
‫واالختالفات اليت قيل بوجودها بني العرب والرببر‪ ،‬إذ حتدث لومبريير ‪Lemprière‬‬

‫‪402‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫مثال‪ ،‬عن التشابه بني األعراف والعادات الرببرية والعربية‪ ،5‬كما أكد يف نفس اإلطار‬
‫الراهب راينال ‪ Raynal‬على االنسجام احلاصل بني العنصرين بفضل اإلسالم الذي‬
‫عمل يف نظره على تقليص الفوارق ودفع السكان األصليني إىل تقبل وتبين املؤسسات‬
‫اإلسالمية‪.6‬‬
‫وقد زادت معرفة الفرنسيني مبجتمعات إفريقيا الشمالية من خالل اتصاهلم بسكان‬
‫اجلزائر‪ ،‬بعد شروعهم يف احتالل هذا البلد املغاريب سنة ‪ ،1830‬واكتملت نتيجة ذلك‬
‫الصورة اليت كونوها عن الرببر‪ ،‬خصوصا بعد املقاومة الشديدة اليت واجهتهم هبا القبائل‬
‫األمازيغية مبنطقة "جرجرة" أو "القبائل الكربى"‪ ،‬وبالتايل أصبحت صورهتم تتشكل من‬
‫ثالثة عناصر أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ --‬وجود تناقض تام بني العرب والرببر‪ ،‬فالفرنسيون الذين انطلقوا من فكرة قبلية‪ ،‬وهي‬
‫فكرة صراع األجناس مل يكتفوا باحلديث عن االختالف بني العنصرين فقط‪ ،‬إذ قدمومها‬
‫كطرفني متضادين ومتصارعني‪.‬‬
‫‪ --‬أن الرببري أفضل من العريب‪ ،‬فإذا كان الثاين قد وصف بكل الصفات القبيحة مثل (‬
‫الكسل والنفاق وضعف العزمية‪ ،)....‬فإن الرببري املتوحش الطيب وصف بالبدائية‬
‫والفظاظة واالندفاع وراء الغرائز من جهة‪ ،‬وبصدقه وإخالصه وشجاعته وميله الفطري‬
‫للدميقراطية واحلرية وحب العمل من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ --‬أن الرببري أكثر قابلية واستعدادا من العريب للتطور والتقدم‪ ،‬بل ولالنصهار يف‬
‫اجملتمع الفرنسي واعتناق الديانة املسيحية‪.‬‬
‫إن هذا التصور الذي اصطلح على تسميته ب " األسطورة الرببرية "‪ ،7‬قد انبىن‬
‫على فكرة أساسية تتمثل يف اإلميان بأن الرببري غري مسلم أو مسلم سطحيا فقط‪،‬‬
‫فاإلسالم وفق ما ذهبوا إليه حيث الناس على حماربة ومقاتلة النصارى‪ ،‬ويدعو إىل الثورة‬
‫والتمرد على املستعمر من جهة‪ ،‬ومينع املسلمني من االنفتاح على احلضارة العصرية من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وكم كانت فرحتهم شديدة عندما اكتشفوا أن الرببري ضعيف التأثر‬
‫‪403‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫باإلسالم‪ ،‬وقد ساعدهم ذلك على االقتناع بضرورة عزله عن العرب ووضع املشاريع‪،‬‬
‫خصوصا بالنسبة ملنطقة القبائل الكربى من أجل متدينه وتطويره خارج إطار اإلسالم‪.‬‬
‫لقد ميز الفرنسيون باملغرب طبعا بني العرب والرببر‪ ،‬فقد ذكر دي شيني ‪De‬‬
‫‪ chenier‬مثال منذ سنة ‪ 1787‬أن القبائل األمازيغية تتميز أوال بالقوة واحلزم‪،‬‬
‫وباستعداد كبري للقيام بأي عمل يعجز عنه سكان السهول‪ ،‬إضافة إىل تشبثها باحلرية‬
‫واالستقالل‪ ،‬وهي على حد قوله ال ختضع للسلطان إال من منطلق ديين‪ ،‬وخضوعها هذا‬
‫ال مينعها من التمرد عليه مىت شاءت‪ ،‬أما سكان السهول العرب‪ ،‬فقد أكد أهنم خيضعون‬
‫للسلطان بنوع من االستسالم إىل درجة أهنم فقدوا حىت الشعور بالفخر واالعتزاز‬
‫بالنفس‪.8‬‬
‫وجتدر اإلشارة مع ذلك إىل أن الفكرة احملورية واألساسية يف التأليف الفرنسي‬
‫الصادر يف القرن التاسع عشر‪ ،‬مل تكن تتعلق مبسألة االختالف والتناقض بني الرببر‬
‫والعرب‪ ،‬وإمنا كانت تدور حول فكرة التعارض بني املخزن ومناطق السيبة‪ ،‬والسيبة هنا ال‬
‫تقدم لنا كظاهرة عرقية هتم الرببر وحدهم‪ ،‬وإمنا كظاهرة سياسية يرتبط وجودها بطبيعة‬
‫املخزن وضعف سلطته من جهة‪ ،‬وميل القبائل للحرية واالستقالل من جهة ثانية‪ ،‬لكن‬
‫ذلك مل مينع بعض الفرنسيني من إحداث تطابق بني بالد السيبة واملناطق اليت تقطنها‬
‫القبائل األمازيغية وذلك رغم ضعف معرفتهم هبا‪ ،‬فقد ذكر لودفيك دي كامبو‬
‫‪ Ludivic de Campou‬أن اجملتمع املغريب ينقسم إىل قسمني أساسيني من‬
‫القبائل ومها‪ :‬القبائل الرببرية اليت تعيش باجلبال‪ ،‬وحتكم نفسها بنفسها‪ ،‬وال تدفع‬
‫الضرائب‪ ،‬وال تعرتف بسلطة السلطان‪ ،‬والقبائل العربية اخلاضعة املستقرة بالسهول‪،‬‬
‫املضطهدة واملذلة‪ ،‬واليت قتل الرعب فيها حىت فكرة املقاومة نفسها ‪ ،9‬لكن أطروحة‬
‫السيبة الرببرية مل تفرض نفسها إال بعد سنة ‪ ،1904‬وذلك بعد أن جند بعض الباحثني‬
‫أنفسهم ( خصوصا بني سنيت ‪ 1909‬و ‪ )1912‬للدفاع عنها وإشاعتها مؤكدين أن‬
‫املغرب بلد بربري حافظ أهله عرب التاريخ على حيويتهم وأصالتهم واستمراريتهم‪.10‬‬
‫‪404‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫كل هذا دفع الفرنسيني إىل املناداة بتطبيق السياسة الرببرية واستغالل الفوارق‬
‫واالختالفات اليت قيل بوجودها بني الرببر احملصنني باجلبال والعرب اخلاضعني بالسهول‬
‫لسلطة املخزن‪ ،‬ورغم ذلك فهذا التصور مل يفرض نفسه على اخلرباء العسكريني‬
‫واملسؤولني السياسيني الفرنسيني باملغرب قبل سنة ‪ ،1912‬وحىت اجلنرال ليوطي‬
‫‪ Lyautey‬الذي كان أكرب مسؤول عسكري باجلنوب الشرقي املغريب منذ هناية‬
‫‪ ، 1903‬مل يعمل على تطبيقه رغم اقتناعه بصحته‪ ،‬وذلك لشعوره باحلاجة إىل السلطان‬
‫للسيطرة على املغرب‪. 11‬‬
‫إن هذا التصور الذي فرض نفسه بني الفرنسيني آنذاك‪ ،‬يتمثل يف "سياسة‬
‫القبائل" وليس "السياسة الرببرية"‪ ،‬وسياسة القبائل تقوم كما هو معلوم على أساس عدم‬
‫إدخال سلطة املخزن إىل القبائل السائبة‪ ،‬والسيبة هنا مل تؤخذ كظاهرة عرقية هتم الرببر‬
‫وحدهم‪ ،‬بل كظاهرة سياسية هتم القبائل العربية أيضا‪ ،‬ومل يكن تطبيق هذه السياسة يعين‬
‫يف نظر العديد من اخلرباء الباحثني إقصاء املخزن‪ ،‬وإمنا خلق توازن بينه وبني القبيلة‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن كل أجزاء املغرب ختضع بشكل من األشكال لعمل املخزن‪ ،12‬وتنبغي اإلشارة‬
‫إىل أن "األسطورة الرببرية" كانت قد فقدت إشعاعها يف اجلزائر وفرنسا منذ سنة ‪،1930‬‬
‫وهلذا السبب فإهنا مل تفرض نفسها على املسؤولني السياسيني الفرنسيني حني عزموا على‬
‫إحكام قبضتهم على املغرب وتضييق اخلناق عليه منذ مطلع القرن العشرين‪ ،‬هكذا‬
‫أصبحت مسألة االختالف بني العرب والرببر نفسها عرضة لالنتقاد‪ ،‬واالنتقادات باتت‬
‫ومها أو مرضا من أمراض الفكر االستعماري الفرنسي‪ ،13‬وقام بعض الباحثني من‬
‫التقليل من أمهيتها‪ ،‬فالباحث إيدمون دوتي ‪ Edmond Douté‬مثال ذكر منذ‬
‫سنة ‪ ، 1901‬أن هذا التمييز باطل وال يستند على أسس علمية صحيحة‪ ،‬وأنه ال ميكن‬
‫إطالق إسم عرق على جمموع الرببر لالختالفات الكثرية املوجودة بينهم‪ ،‬وبني أن التاريخ‬
‫والواقع يشهدان على أن عدة قبائل أمازيغية تعربت وأخرى قبائل عربية متزغت‪.14‬‬

‫‪405‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫أ‪ -‬انتعاش األسطورة البربرية‪ :‬بعد اصطدام اجليش الفرنسي بقبائل األطلس املتوسط‬
‫األمازيغية‪ ،‬روج الكونت بيس وكنزاك ‪ Le conte de Segonzac‬صورة سلبية‬
‫عن الرببر سنة ‪ ، 1903‬بل إنه عرب يف بعض األحيان عن أفكار معادية هلم‪ ،‬إذ وصف‬
‫أفراد قبائل األطلس املتوسط بالفظاظة وقبح املنظر‪ ،‬وانتقد بعنف ثقافتهم وتنظيماهتم‬
‫االجتماعية‪ ،‬فهو مل ينظر هلم قط من خالل وصفه نظرة استحسان وتفضيل‪ ،‬بل كان‬
‫دائما يعتربهم أقوام متوحشة منغلقة على نفسها بعيدا عن املؤثرات املخزنية‬
‫واإلسالمية‪.15‬‬
‫وقد تأثر الضباط الفرنسيون الذين اصطدموا بالقبائل األمازيغية القاطنة باألطلس‬
‫املتوسط منذ سنة ‪ 1911‬هبذه الصورة السلبية‪ ،‬وعربوا بدورهم عن أفكار معادية للرببر‬
‫‪ ،16‬ويرجع ذلك لعنف املقاومة اليت صادفوها وضراوة املعارك اليت خاضوها‪ ،‬إضافة إىل‬
‫عجزهم عن تضييق اخلناق على هذه املنطقة اجلبلية اليت حتصنت هبا قبائل تتعاطى‬
‫لالنتجاع‪ ،‬وال يعرف الفرنسيون عنها الشيء الكثري‪ ،‬لكن الظروف العصيبة اليت عاشها‬
‫هؤالء الفرنسيون باملغرب بني سنيت ‪ 1912‬و ‪ 1914‬دفعتهم إىل تغيري نظرهتم للرببر‪.‬‬
‫كانت فرنسا قد متكنت من فرض نظام احلماية على املغرب يف شهر مارس من سنة‬
‫‪ ، 1912‬إال أهنا بعد اندالع انتفاضة فاس الوطنية‪ ،‬والتفاف قبائل اجلنوب حول املقاوم‬
‫أمحد اهليبة‪ ،‬شعرت خبطورة الوضع وباخلوف من اهنيار صرح هذا النظام االستعماري‬
‫اجلديد يف بداية عهده‪ ،‬هلذا استدعت اجلنرال ليوطي ‪ Lyautey‬ليصبح مقيما عاما‬
‫باملغرب‪ ،‬نظرا ملا يتوفر عليه من خربة وكفاءة‪ ،‬لكن هذا اجلنرال شعر بأن موقفه أصبح‬
‫حرجا ملا عزم وأصر املغاربة على رفض نظام احلماية ومقاومة وطرد املستعمر‪ ،‬هلذا قرر‬
‫تنويع الصيغ واألساليب االستعمارية من أجل هتدئة الوضع وتوطيد دعائم السيطرة‬
‫الفرنسية باملغرب‪ ،‬وأصبحت هذه "السياسة الرببرية" طبعا وسيلة من الوسائل اليت اختارها‬
‫لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬وهو مل يفعل ذلك إال بعد الصعوبات اليت وجدها اجليش‬

‫‪406‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫الفرنسي يف القضاء على انتفاضة قبائل كروان وبين مكيلد وبين مطري يف ربيع سنة‬
‫‪.1913‬‬
‫لقد تبىن اجلنرال ليوطي ‪ Lyautey‬إذن هذه السياسة‪ ،‬واختذ على إثرها قرارات‬
‫تذكر بتلك اليت طبقها الفرنسيون قبال مبنطقة القبائل الكربى باجلزائر‪ ،‬خصوصا بني سنيت‬
‫‪ 1857‬و ‪ ، 1890‬ونتيجة لذلك انتعشت األسطورة الرببرية من جديد‪ ،‬بل أصبحت‬
‫اعتقادا راسخا فرض نفسه على خمتلف األوساط السياسية والفكرية والدينية‪ ،‬إذ عاد‬
‫الفرنسيون إىل متجيد الرببري‪ ،‬وإىل احلديث عنه بنوع من اإلعجاب واالفتتان‪ ،‬إىل درجة‬
‫أن أحد رجاالت احلماية الفرنسية وهو موريس لوكالي ‪Maurice Le Glay17‬‬
‫اعترب العامل الرببري كيان هائل ومادة جديدة أصبح الفرنسيون ينجدبون إليها‪.‬‬
‫السياسة البربرية‪ :‬القرارات واألهداف‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أعلن اجلنرال ليوطي ‪ Lyautey‬مرارا عن تشبثه بنظام احلماية‪ ،‬واحرتامه‬
‫لسيادة السلطان على املغرب‪ ،‬لكن ذلك مل مينعه من تطبيق مبادئ السياسة الرببرية‪،‬‬
‫خصوصا مب نطقة األطلس املتوسط‪ ،‬ويذكرنا ما فعله هذا اجلنرال يف هذا اجملال‪ ،‬مبا ذكره‬
‫ألفريد لوشاتلي ‪ Alfraid Le Chatelier‬قبل سنة ‪ ،1912‬من ضرورة إحداث‬
‫توازن يف السياسة املغربية بني املخزن والقبيلة للسيطرة على املغرب‪.18‬‬
‫لقد عمل ليوطي ‪ Lyautey‬على ترسيخ جذور السياسة الرببرية باملغرب‪ ،‬وجتريد‬
‫السلطان من سلطته على أكرب جزء من البالد عن طريق إخضاع القبائل األمازيغية‬
‫للمحاكم العرفية‪ ،‬وإنشاء اجلماعات القضائية الرببرية‪ ،‬وحماربة كل املؤثرات العربية‬
‫اإلسالمية‪ ،19‬وكان ظهري ‪ 11‬شتنرب ‪ 1914‬األساس الذي ارتكز عليه والقاعدة اليت‬
‫استند عليها لتحقيق ذلك‪ ،‬وينص هذا الظهري من خالل فصليه األول والثاين على ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪407‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫‪ --‬الفصل األول‪ :‬إن القبائل الرببرية املوجودة بإيالتنا الشريفة تبقى شؤوهنا جارية على‬
‫مقتضى قوانينها وعوائدها اخلصوصية حتت مراقبة احلكومة‪.‬‬
‫‪ --‬الفصل الثاني‪ :‬تصدر قرارات من الصدر األعظم بعد املوافقة مع الكاتب العام‬
‫لدى الدولة يف تعيني القبائل املتبعة للعوائد الرببرية‪ ،‬كما يقع تعيني ما ينطبق على تلك‬
‫القبائل والقوانني والضوابط‪.20...‬‬
‫لقد عملت اإلقامة العامة الفرنسية على إصدار عدة ظهائر بربرية أخرى‪ ،‬أمهها‬
‫ظهري ‪ 15‬يونيو ‪ 1922‬الذي خول "للجماعة يف القبائل ذات العوائد الرببرية اليت ليس‬
‫فيها حمكمة إلجراء العمل بالشرع املطاع" حق مباشرة وضبط العمليات املتعلقة بتفويت‬
‫العقارات‪ ، 21‬كما أهنا أصدرت العديد من القرارات الوزارية اليت حتدد أمساء القبائل ذات‬
‫العوائد الرببرية‪ ،‬وط بعا فقد توالت هذه القرارات وتزايد عدد هذه القبائل بتزايد العمليات‬
‫العسكرية‪ ،‬واتساع اجملال اخلاضع لسلطات احلماية‪.‬‬
‫إن هذه اإلجراءات اليت اختذها اجلنرال ليوطي ‪ Lyautey‬يف جمال السياسة‬
‫الرببرية كانت األساس الذي ارتكز عليه املقيمان العامان اللذان أتيا من بعده (تيودور‬
‫ستيغ ‪ Tyodour Steeg‬و لوسيان سان ‪ )Loussiane Saint‬للدفع هبذه‬
‫السياسة إىل األمام‪ ،‬ومع ذلك فإن حرب الريف عملت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬على إظهار تشبثه بنظام احلماية‪ ،‬ومتسكه بسياسة املخزن وميله للمخزن على‬
‫حساب القبيلة عكس ما فعله يف األطلس املتوسط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬على حتطيمه ودفعه إىل تقدمي استقالته‪ ،‬كما أهنا أعطت الفرصة ألنصار السياسة‬
‫الرببرية النتقاده‪ ،‬بدعوى أنه أمهل الرببر ووحد البالد حتت راية السلطان‪ ،‬ومن هنا كانت‬
‫استقالته يف هناية سنة ‪ 1925‬جناحا بالنسبة ألنصار هذه السياسة‪ ،‬يف الوقت الذي مل‬
‫ختف فيه الكنيسة رغبتها يف تنصري الرببر‪ ،‬هلذا مل يتسلح املسؤولون الفرنسيون بعده‬
‫بالصرب واحلذر والكتمان‪ ،‬إذ كانت اإلجراءات اليت اختذوها وخصوصا بعد وفاة السلطان‬

‫‪408‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫موالي يوسف كفيلة بإثارة انتباه واستياء املغاربة الذين اهتموهم بالرغبة يف فرنسة املغرب‬
‫وتنصري الرببر‪ ،‬وكان صدور ظهري ‪ 16‬ماي ‪ 1930‬نتيجة ذلك‪ ،22‬خطأ سياسيا‬
‫فادحا ارتكبته اإلقامة العامة‪ ،‬وضربة موجعة للسياسة الرببرية‪ ،‬ألنه أدى إىل التفاف‬
‫املغاربة فيما بينهم ملواجهة نظام احلماية واالستعمار‪.‬‬
‫وهكذا فشلت فرنسا يف حتقيق أهدافها بعد أن تنبه املغاربة خلطورة السياسة الرببرية‪،‬‬
‫وميكن القول دون تردد أن هذه األهداف مل تكن يف صاحل الرببر‪ ،‬فإذا كان بعض‬
‫الفرنسيني قد دافعوا عن فكرة عزل الرببري عن العريب‪ ،‬وحتمسوا ملسألة تطويره يف اجتاه‬
‫احلضارة الفرنسية‪ ،‬وصهره يف اجملتمع الفرنسي أو تأسيس "بربرستان" مندمج يف فرنسا‪،‬‬
‫فإن خرباء الشؤون األهلية وكبار موظفي احلماية احنصر مههم يف عزل الرببري واحملافظة‬
‫عليه كما هو‪ ،23‬ومن األهداف احلقيقية املتوخاة من ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬إقصاء السلطان من املناطق اليت اعتربت قبائلها ذات عوائد بربرية وجتريده من‬
‫سلطته عليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬تدجني العنصر الرببري وتطوعه وهتييئه ليشكل قوة معارضة أو موازية لعرب‬
‫السهول‪ ،‬تستغلها فرنسا يف دعم سيطرهتا على املغرب‪.24‬‬
‫ج‪ -‬استغالل املوارد االقتصادية املوجودة هبذه املناطق حبرية وبعيدا عن مراقبة املخزن‪،‬‬
‫فاإلقامة العامة مثال حافظت على األعراف الرببرية ومل تلغي حىت األعراف اليت وصفها‬
‫البعض باهلمجية‪ ،‬لكنها عدلت وغريت األعراف اليت متكنها من فتح األبواب على‬
‫مصراعيها أمام املعمرين لالستيالء على أجود األراضي اليت كانت حبوزة القبائل‬
‫األمازيغية‪.25‬‬
‫‪ -4‬ردود فعل المغاربة‪:‬‬
‫كان الفرنسيون يعتقدون أن سياستهم الرببرية ستصادف النجاح املطلوب‪ ،‬لكن الواقع‬
‫أثبت سوء تدبريهم وفشلهم يف حتقيق أهدافهم ويف إجناح خمططاهتم‪ ،‬ويرى البعض بأن‬
‫هلذا الفشل عدة أسباب نذكر منها‪:26‬‬
‫‪409‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫أوال‪ :‬املبالغة واملغاالة يف احلديث عن الظاهرة الرببرية‪ ،‬فهم مل يكتفوا باحلديث عن‬
‫االختالفات املوجودة بني العرب والرببر‪ ،‬بل امنوا بوجود تناقض وتنافر بني العنصرين‪،‬‬
‫وبنوا سياساهتم على وهم يتمثل يف االعتقاد بأن الرببر غري مسلمني أو ضعيفوا التأثري‬
‫باإلسالم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معاكسة سياستهم العامة باملغرب ألهداف السياسة الرببرية‪ ،‬ويظهر ذلك من‬
‫خالل مثالني اثنني‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن اعتماد الفرنسيني على سياسة املخزن ورفع راية السلطان أثناء عمليات‬
‫التهدئة‪ ،‬دعما مركز السلطان كرمز للسيادة املغربية‪ ،‬ورغم أن السلطة الفعلية كانت يف يد‬
‫الفرنسيني‪ ،‬فإن هؤالء كانوا يف حاجة إىل السلطان‪ ،‬وهذا شيء طبعا عزز من نفوذ‬
‫وسيادة السلطان على البالد‪ ،‬وهو عكس ما كانوا يصبون إليه‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن إجناز املشاريع االقتصادية وغريها(مثل بناء املعامل‪ ،‬وتطوير شبكة‬
‫املواصالت‪ )...‬فهذه املنجزات‪ ،‬رغم العوائق والعراقيل اليت خلقتها اإلقامة العامة باملناطق‬
‫العرفية‪ ،‬فإهنا عملت على إحكام وتوثيق الصلة بني املغاربة ومتتني االتصال والتواصل فيما‬
‫بينهم‪ ،‬وهذا ساعد على انتشار التعريب يف األوساط األمازيغية بإيقاع سريع مل تكن‬
‫تتوقعه سلطات احلماية‪.27‬‬
‫وزاد يف إذكاء هذه املشاعر طبعا صدور الظهري الرببري سنة ‪ ،1930‬هذا الظهري‬
‫الذي كان يهدف إىل التمييز بني العرب والرببر‪،‬وزرع بذور التفرقة بينهم بدعوى تنافر‬
‫اجلنسني منذ القدم دون أن يراعي التداخل احلضاري القوي بني الطرفني‪ ،28‬إذ كان‬
‫مبثابة‬
‫الدفعة القوية اليت دفعت احلركة الوطنية إىل مزيد من الظهور على املستوى الدويل‪،‬‬
‫وبالتايل اكتسبت وزنا كبريا يف العامل اإلسالمي‪ ،‬كما أهنا عملت على تعبئة اجلماهري‬
‫الشعبية ضد املستعمر باعتباره عنصرا دخيال وله قيم دينية وأخالقية خمتلفة عن اإلسالم‪،‬‬

‫‪410‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫باملقابل اعترب املقيم العام اجلنرال ليوطي ‪ Lyautey‬عملية السيطرة على املغرب "هتدئة"‬
‫حيث يقول اجلنرال كاترو‪ Catroux‬يف هذا الصدد " إن سياسة ليوطي ‪Lyautey‬‬
‫لم تكن سياسة الفاتح بل سياسة المهدئ‪ ،‬إنه لم يرغب في إخضاع التمردات‬
‫بطلقات المدافع ولكن بإضعاف "الثوار" وتفريقهم وبدمج عوامل الجذب مع‬
‫عوامل القوة العسكرية‪ ،‬تلك العوامل التي تخضع لها القبائل أي المصلحة‬
‫والخوف‪ ،‬يقدم لهم فوائد النظام والسلم التي تظهر بالتبادالت التجارية‬
‫والمساعدات الطبية‪ ،‬ويظهر لهم في نفس الوقت قوة قادرة وانضباطية‪ ،‬فهذه هي‬
‫سياسة بقعة الزيت والتنظيم الذي يسير"‪.29‬‬
‫لكن ما يثري االنتباه هو عدم اهتمام املؤلفني والدرسني برصد موقف املغاربة من‬
‫السياسة الرببرية قبل سنة ‪ ،1930‬وقد جتد لذلك مربرا يف قلة املعلومات الواردة يف‬
‫املوضوع‪ ،‬أما املصادر واملراجع الفرنسية فإهنا تنطلق من فكرة أساسية‪ ،‬تتمثل يف تشبث‬
‫الرببر بأعرافهم وتقاليدهم ورفضهم للتقاليد واملؤسسات املخزنية‪ ،‬ولدعم هذا الرأي تشري‬
‫هذه املصادر إىل أن اجلنرال ليوطي ‪ Lyautey‬بعد أن اختذ قرار اقتحام األطلس‬
‫املتوسط يف ربيع سنة ‪ ،1913‬ذهب إىل دار "القايد يطو" يوم ‪ 8‬يوليوز من نفس السنة‬
‫والتقى ببعض زعماء إحدى االحتاديات الذين رهنوا استسالمهم بالتزام اإلقامة العامة‬
‫باحرتام األعراف الرببرية‪ ،‬وتضيف هذه املصادر أيضا بأن ليوطي ‪ Lyautey‬قبل‬
‫الشرط‪ ،‬ووعد بإقناع السلطان باملوافقة عليه‪.30‬‬
‫كما جند يف بعض الكتابات املغربية ما يفيد بأن الفرنسيني استعانوا ببعض القواد‬
‫الرببر مث إدريس أورحو املصريي وسعيد بن حدو عقى‪ ،‬وهو من منطقة أزرو‪ ،‬لتنفيذ‬
‫خمططهم الرببري‪ ،‬حيث مجعوا الناس قرب هذه املنطقة وحفروا قربا‪ ،‬وبعد انتهائهم من‬
‫ع ملية بناء القرب قالوا "هذه الشريعة اإلسالمية دفناها هنا وليس حكم اليوم إال شريعة‬
‫العرف"‪.31‬‬

‫‪411‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫ويرى بعض الوطنيني املغاربة رأيا آخر‪ ،‬فقد ذكر عالل الفاسي مثال أن رواية‬
‫االنتفاضة الوطنية ضد السياسة الرببرية يف الوسط األمازيغي تعود إىل سنة ‪ ،1916‬حني‬
‫ثارت أو تظاهرت جمموعة من نساء قبيلة زمور‪ ،‬فأطلق عليهن اجليش الفرنسي النار‪،32‬‬
‫أما السيد الطيب بن أمحد العلمي فقد ذكر أنه حني علم سنة ‪ 1927‬أن الفرنسيني‬
‫حياولون استصدار ظهري يفصل العائلة الرببرية عن العائلة اإلسالمية‪ ،‬أخذ جيوب القبائل‬
‫يف األطلس املتوسط ويلقنها مقاصد الفرنسيني‪ ،‬هلذا فإهنا حني اجتمعت بطلب من‬
‫املراقبني الفرنسيني من أجل اختيار الشهود الذين جيلسون مع القواد أثناء إصدار‬
‫األحكام‪ ،‬قالوا بصوت واحد "إنا لنا شرعا وقضاة وال حنتاج إليهم (أي الشهود)‪ ،‬الشيء‬
‫الذي أحرج الفرنسيني الذين شرعوا يف طرد وصرف الناس عن االجتماع"‪.33‬‬
‫نالحظ إذن أن ما نتوفر عليه من معلومات حول املوضوع‪ ،‬قليل وغري كاف‪ ،‬فهو ما‬
‫يزال يف حاجة إىل البحث واالستقصاء‪ ،‬ولو أننا نعتقد أن املغاربة بصفة عامة باستثناء‬
‫املخزن مل ينتبهوا قبل سنة ‪ ،1926‬إىل خطورة هذه السياسة‪ ،‬بل ليس لدينا ما يؤكد‬
‫أهنم كانوا على علم هبا خصوصا وأن مطبقها األول اجلنرال ليوطي ‪ Lyautey‬أحاطها‬
‫بالسرية والكتمان‪ ، 34‬لكم املخزن كان على علم هبا‪ ،‬إذ السلطان موالي يوسف انتبه‬
‫منذ وقت مبكر خلطورهتا فعارضها‪ ،35‬وعرقل إىل حد ما تطورها‪ ،36‬وكان ذلك سببا‬
‫من أسباب توتر العالقة بينه وبني املقيم العام تيودور ستيغ ‪،Tyodour Steeg‬‬
‫وقد أدرك السلطان موالي يوسف منذ البداية أن هذه السياسة تشكل مسا صرحيا‬
‫بسلطته كأمري للمؤمنني متارس على القبيلة بواسطة القايد والقاضي معا‪ ،‬وأن مشروع‬
‫التنظيم القانوين للجماعات القضائية بإلغاء الشرع من املناطق الرببرية يعين االعرتاف‬
‫الرمسي بالسيبة‪ ،‬والسيبة هنا ال تعين رفض سلطة املخزن فقط‪ ،‬وإمنا العودة إىل تقاليد‬
‫اجلاهلية أيضا‪.37‬‬

‫‪412‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫وبعد وفاة السلطان سنة ‪ 1927‬بدأ الشعب املغريب ينتبه تدرجييا إىل مقاصد‬
‫الفرنسيني من وراء تطبيق السياسة الرببرية‪ ،‬وذلك مل حيدث إال بعد انتهاء حرب الريف‬
‫اليت كان هلا وقع شديد يف نفوس املغاربة‪ ،‬وكذلك بعد شروع شباب احلواضر املتسيس‪،‬‬
‫خصوصا مبدينيت فاس والرباط‪ ،‬يف تنظيم نفسه من أجل مواجهة املخططات‬
‫االستعمارية‪ ،‬وقد تتبع هؤالء الشباب باهتمام وانفعال شديدين أعمال اإلقامة العامة‬
‫وجهود الكنيسة من أجل تنصري الرببر‪.‬‬
‫ونؤكد يف هذا اإلطار بأن انعقاد املؤمتر الصلييب الدويل بدولة تونس ما بني ‪ 7‬و‬
‫‪ 11‬ماي ‪ ،1930‬شعروا بأن مؤامرة تدبر وحتاك ضد اإلسالم‪ ،‬وهلذا السبب مظروا إىل‬
‫الظهري الرببري الذي صدر يف ‪ 16‬ماي من نفس السنة‪ ،‬على أنه يستهدف عزل الرببر‬
‫من أجل تنصريهم‪ ،‬خصوصا وأن هذه الفرتة شهدت نشاطا ملحوظا للبعثات املسيحية‪،‬‬
‫وكنتيجة لذلك فقد أثار هذا الظهري الرببري ردود فعل عنيفة وتسبب يف انطالق‬
‫املظاهرات واحلركات االحتجاجية‪ ،‬اليت انطلقت من املدن يف شهر يونيو ‪،1930‬‬
‫وواجهتها سلطات احلماية بقوة وعنف‪ ،‬الشيء الذي تسبب يف وقوع حوادث مؤملة‬
‫واعتقاالت كثرية‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يتبني لنا من خالل ما سبق‪ ،‬أن السياسة الرببرية أدت إىل نتائج‬
‫عكسية ملا كانت تتوخاها سلطات احلماية الفرنسية‪ ،‬إذ سامهت يف توحيد صفوف‬
‫املغاربة ودعم العمل الوطين‪ ،‬وقد شعر الوطنيون الذين بنوا عملهم على أساس املزج بني‬
‫مبادئ الوطنية والسلفية بأبعاد جناحهم‪ ،‬وبضرورة تنظيم صفوفهم وهتييء وتوضيح‬
‫برناجمهم‪ ،‬كما أحسوا بأن النضال السياسي يتطلب تنسيق اجلهود من السلطان حممد بن‬
‫يوسف‪ ،‬لذلك ارتبط لديهم العمل بالتفكري والنضال بضرورة وحتمية التنظيم‪ ،‬فكان‬
‫ذلك سببا أساسيا يف تقوية احلركة الوطنية ومتكينها من حتقيق أهدافها بعد التحامها مع‬
‫سلطاهنا الشرعي‪.‬‬
‫‪413‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬

‫أما الفرنسيون فقد شعروا بأن إصدار الظهري الرببري كان خطأ سياسيا فادحا‪،‬‬
‫لذا فإهنم مباشرة بعد ذلك‪:‬‬
‫‪ --‬تراجعوا عن تأسيس إدارة العدلية باملناطق الرببرية‪.‬‬
‫‪ --‬أقالوا بعض املسؤولني عن تدبري هذه السياسة‪ ،‬مثل بول مارتي ‪Paul‬‬
‫‪ Marty‬من مناصبهم‪.‬‬
‫‪ --‬حاولوا جاهدين إلصاق مسؤولية ما حدث بالكنيسة‪.‬‬
‫‪ --‬كما أهنم قرروا تعديل بعض بنود الظهري الرببري‪ ،‬إذ تراجعوا عن مبدأ إحلاق‬
‫املناطق العرفية باحملاكم الفرنسية فيما يتعلق باألمور اجلنائية‪ ،‬إال أهنم مل يتخلوا كلية عن‬
‫اإلجراءات اليت اختذوها يف جمال السياسة الرببرية‪ ،‬فهم مثال حافظوا على وجود احملاكم‬
‫العرفية االبتدائية واالستئنافية‪ ،‬واألكثر من ذلك أهنم مل يتخلوا عن فكرة استعمال‬
‫وتوظيف العنصر الرببري للضغط على السلطان واحلركة الوطنية‪ ،‬وهذا ما أظهرته بشكل‬
‫جلي أحداث سنة ‪ ،1953‬اليت انتهت خبلع السلطان حممد بن يوسف ونفيه‪.38‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬هو الظهري الذي أصدرته سلطات االحتالل الفرنسي يف يوم ‪ 16‬ماي ‪ 1930‬باسم السلطان‪ ،‬ويقضي‬
‫بإخضاع القبائل األمازيغية حملاكم عرفية غري تابعة للسلطان (املخزن)‪ ،‬وذلك هبدف متزيق الوحدة املغربية‪ ،‬وقد أعقبته‬
‫عدة مظاهرات واحتجاجات‪.‬‬

‫‪ - 2‬عياش ألبري‪ ،‬املغرب واالستعمار‪ :‬حصيلة السيطرة الفرنسية‪ ،‬ترمجة عبد القادر الشاوي ونور الدين سعودي‪،‬‬
‫مراجعة وتقدمي إدريس بنسعيد وعبد األحد السبيت‪ ،‬دار اخلطايب للطباعة والنش‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪،1985‬ص‪.69.‬‬
‫‪ -3‬حممد خري فارس‪ ،‬تنظيم احلماية الفرنسية يف املغرب ‪ ،1939 -1912‬دراسات يف تاريخ مشال إفريقيا احلديث‪،‬‬
‫دمشق‪ ،1972 ،‬ص‪.106 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- De Chénier, Recherches historiques sur les maures et histoire de‬‬
‫‪l’empire de Maroc, Tome1, vol 3, imprimerie Polytype, Paris, 1787, p.‬‬
‫‪36.‬‬

‫‪414‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫ محمد سليماني‬.‫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‬1930‫ و‬19113 ‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي‬
5
- Georges Lemprière, Voyage dans l’empire du Maroc et dans le
royaume du Fès, fait dans les années 1970 et 1971, imprimerie Tavernier,
Paris, 1801, p. 97.
6
- Abbé Guillaume, Thomas François Raynal, Histoire philosophique et
politique des établissements, et du commerce des européens dans les
deux Indes, T.2, imprimerie et librairie Associés, Paris, 1826, p. 137.
7
- Charles Robert Ageron, les Algériens musulman et la France 1871-
1919, T.1, revue française d’histoire d’outre-mer, tome 55, n° 201, 4eme
trimestre, presse universitaire de France, Paris, 1968, pp. 269 – 276.
8
- De Chénier, Recherches historiques sur les maures et histoire de
l’empire de Maroc, op, cit, p. 191.
9
- Ludivic de Campou, un empire qui croule : le Maroc contemporain,
librairie plon- Nourrit, Paris, 1886, p. 25.
10
- Edouard Michaux – Bellaire, L’ organisme marocain, Rev. Du
Monde Musulman, Paris, septembre 1909, pp. 3 – 43.

‫ مقال منشور مبجلة كلية‬،1930 ‫ أصول سياسة فرنسا الرببرية باملغرب إىل غاية سنة‬،‫ عبد احلميد احساين‬-11
.69 .‫ ص‬،1987 ‫ يوليوز‬،‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط‬

.87 .‫ ص‬،‫ املرجع نفسه‬-12


13
- Charles Robert Ageron, politiques coloniales au Maghreb, T.1,
édition PUF, Paris, 1972, pp. 145 – 149.
14
- Edmond Doutté, une mission d’etude au Maroc(Renseignements
coloniaux), 1901, pp. 161- 167.
15
- Marquis de Segonzac, Voyages au Maroc 1899 – 1901, librairie
Armand colin, Paris, 1903, pp. 103 – 209.
16
- Daniel Rivet, Ethnologie et conquête du Moyen Atlas 1912 – 1931,
Presses de l’école normale supérieure, Paris, 1938, p. 161.
‫ وأفادوا مبعلوماهتم القوات الفرنسية يف‬،‫ موريس لوكالي من الفرنسيني الذين تعرفوا على املغرب قبل احتالله‬- 17
.‫مرحلة االحتالل‬
18
- Alfraid Le Chatelier, le Maroc berbère et les mines européennes,
librairie plon- Nourrit, Paris, 1910, pp. 145 – 200.

415 2019 ‫ ديسمبر‬، 417-400‫ ص ص‬، 02 ‫ العدد‬،03 ‫ المجلد‬، ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬
‫‪ -19‬ذكر ليوطي يف منشور أرسله إىل احلكام العسكريني باملناطق العرفية مايلي‪":‬ليس من واجبنا أن نعلم اللغة العربية‬
‫ألناس دأبوا على االستغناء عنها‪ ،‬إن اللغة العربية تؤدي إىل اإلسالم‪ ،....‬يف حني أن مصلحتنا حتتم علينا أن نطورهم‬
‫خارج إطار اإلسالم‪ ،....‬جيب أن نعمل من الناحية اللغوية على االنتقال مباشرة إىل اللغة الفرنسية‪.‬‬

‫‪ -20‬اجلريدة الرمسية املغربية‪ ،‬سنة ‪ ،1914‬ص‪.407 .‬‬


‫‪ - 21‬اجلريدة الرمسية املغربية‪ ،‬سنة ‪ ،1922‬ص‪.758 .‬‬

‫‪ - 22‬أقفل هذا الظهري الباب يف وجه القاضي والشرع اإلسالمي باملناطق العرفية‪ ،‬يف حني فتحها على مصراعيها أمام‬
‫القانون الفرنسي‪ ،‬كما أنه دعم دور واختصاصات اجلماعات القضائية اليت أصبحت تسمى باحملاكم العرفية‪ ،‬بل إنه‬
‫أكثر من ذلك حتدث عن تأسيس حماكم عرفية استئنافية يف أوساط هذه القبائل‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪- Charle. André.Julien,le Maroc face aux impérialisme 1515 – 1956,‬‬
‫‪Paris, p. 105.‬‬
‫‪ -24‬أسست اإلقامة العامة الفرنسية بعض املدارس باألطلس املتوسط‪ ،‬وقد كانت تسمى املدارس الفرنسية – الرببرية‪،‬‬
‫وكان اهلدف األساس من تأسيسها نشر استعمال وتكوين األطفال ليصبحوا مستخدمني أو موظفني صغار وكذلك‬
‫تدجني الرببر‪ ،‬ففي منشور أصدره مدير املعارف يف عهد ليوطي جند ما يلي‪ :‬إن هدفنا األول هو التدجني‪ ،‬فلو عرف‬
‫املعلم كيف يفرض نفسه على التالميذ واآلباء بشخصيته وطريقته الرتبوية لرحبت القضية ولكانت تفاصيل الربامج قليلة‬
‫األمهية ( أنظر عبد احلميد احساين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.)145 ،‬‬

‫‪25‬‬
‫‪- Charles Robert Ageron, politiques coloniales au Maghreb, op, cit, p.‬‬
‫‪107 .‬‬
‫‪26‬‬
‫‪- Ladislav Cerych, Européens et marocaine : Sociologie d’une‬‬
‫‪décolonisation, librairie Burges, Paris, 1964, p. 131.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪- Edouard Laoust, Le taleb et la Mosquée en pays berbère, bulletin de‬‬
‫‪l’enseignement public au Maroc, Octobre 1924, p. 3 – 18.‬‬
‫‪ -28‬أمحد تافسكا‪ ،‬تطور احلركة العمالية يف املغرب‪ ،1939 -1919 :‬دار ابن خلدون بريوت‪ ،1980 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.144‬‬
‫‪29‬‬
‫‪- Georges Catroux, Lyautey le Marocain, imprimerie Reliure, Paris,‬‬
‫‪1964, p. 25.‬‬
‫‪30-‬‬
‫– ‪Georges, Spillman, du protectorat à l’indépendance, Maroc 1912‬‬
‫‪1955, librairie Plon, Paris, 1967, p. 54.‬‬
‫‪ - 31‬الطيب بن أمحد‪ ،‬مذكرات‪ ،‬مقال مبجلة املوقف‪ ،‬عدد ‪ ،4‬نشر مطابع سال‪ ،‬املغرب‪ ،‬دجنرب‪ ،1987‬ص‪.47 .‬‬
‫‪ - 32‬الفاسي (عالل)‪ ،‬احلركات االستقاللية يف املغرب العريب‪ ،‬نشر مؤسسة عالل الفاسي‪ ،‬الرباط ‪ ،‬ط‪،5 .‬‬
‫‪ ،1993‬ص‪.146 .‬‬
‫‪ -33‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.50 .‬‬
‫‪416‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬
‫السياسة الفرنسة البربرية بالمغرب مابين سنتي ‪ 19113‬و‪ 1930‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد سليماني‬
‫‪ - 34‬ذكر السيد الطيب العلمي أنه علم من األوساط املقربة من اإلقامة العامة‪ ،‬أن هذه األخرية كانت حتاول‬
‫استصدار ظهري يفصل بني العائالت الرببرية والعائالت اإلسالمية‪ ،‬إال أنه مل يذكر شيئا عن سياسة ليوطي الرببرية‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪- Charles Robert Ageron, politiques coloniales au Maghreb, op, cit, p.‬‬
‫‪122.‬‬
‫‪36-‬‬
‫‪Charles Robert Ageron, politiques coloniales au Maghreb, op, cit, p.‬‬
‫‪130.‬‬

‫‪ - 37‬عبد احلميد احساين‪ ،‬أصول سياسة فرنسا الرببرية باملغرب إىل غاية سنة ‪ ،1930‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146 .‬‬

‫‪417‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ، 02‬ص ص‪ ، 417-400‬ديسمبر ‪2019‬‬

You might also like