You are on page 1of 35

‫مجزوءة دعم الألساس ‪1‬‬

‫عرض حول‪ :‬تاريخ العالم في القرن التاسع عشر‬


‫من إنجاز‪:‬‬
‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫سلمى حيان‬
‫ذ‪ .‬المامون لهالل‬ ‫عبد هللا المجدي‬
‫الموسم الدراسي‪:‬‬ ‫عادل بوليف‬
‫‪2023/2024‬‬ ‫سفيان لبريكي‬
‫محاور العرض الرئيسية‬
‫تقديم عام‬
‫الجهاز المفاهيمي‬
‫المحور األول أوروبا خالل القرن التاسع عشر‬
‫المحور الثاني‪ :‬االمبراطورية العثمانية خالل‬
‫القرن التاسع عشر‬
‫المحور الثالث‪ :‬المغرب خالل القرن التاسع‬
‫عشر ومحاوالت االصالح‬
‫خاتمة عامة‬
‫تقديم عام‪:‬‬

‫عرف القرن ‪ 19‬مجموعة من األحداث الفاصلة‬


‫والمهمة‪ ،‬خاصة في أوروبا التي تعد األحدات الواقعة بها‬
‫ذات تأتير كبير على أوروبا نفسها وعلى العالم‪ ،‬والتي إمتد‬
‫أترها إلى باقي بقاع العالم‪ ،‬كما إمتد أثرها إلى القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وهي أحدات أكدت إستمرار إختالل التوازن‬
‫لصالح القوى األوربية ‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬أوروبا خالل القرن التاسع عشر‬
‫يعد القرن التاسع عشر األوروبي قرنا ممتدا ومليأل باألحداث المهمة‬
‫والمؤثرة‪ ،‬فمن المؤرخين من يعتبر سنة ‪ 1789‬هي منطلق هذا القرن‪،‬‬
‫وسنة ‪ 1914‬نهايته‪ .‬ومنهم من يعتبر بدايته لم تكن إال مع الحروب‬
‫النابوليونية‪ ،‬ومنهم من إعتبر مؤتمر فيينا هو الحد الفاصل بين القرنين (‪-18‬‬
‫‪ .)19‬ونحن هنا وفي إطار ربط السابق باالحق‪ ،‬سوف نجعل من الثورة‬
‫الفرنسية منطلقا لنا لتفسير مجموعة من األحداث التي عرفتها أوروبا عامة‬
‫خالل هذه الفترة‪ .‬إذن‪:‬‬
‫‪ -‬فما هي هذه الثورة؟ وكيف أترت في مجريات األحداث األوربية خاصة‬
‫وباقي أقطار العالم؟‪.‬‬
‫الثورة الفرنسية‪:‬‬
‫المراحل الكبرى للثورة الفرنسية‪:‬‬
‫النظام القديم‬
‫المرحلة األولى‬ ‫المرحلة الثانية‬ ‫المرحلة الثالثة‬
‫الملكية المطلقة‬

‫الملكية الدستورية‬ ‫النظام الجمهوري‬ ‫حكومة اإلدارة‬

‫‪14‬يوليوز ‪1789‬‬ ‫شتنبر ‪1792‬‬ ‫نوفمبر ‪1799‬‬


‫الهجوم على سجن الباستيل‬ ‫إعالن الجمهورية‬ ‫أكتوبر ‪1795‬‬
‫انقالب نابوليون ضد حكومة اإلدارة‬

‫تميزت بقيام ممثلوا الهيئة الثالثة‬


‫فترة تراجع الثيار الثوري‪ ،‬وعودة‬
‫بتأسيس الجمعية األهلية بعد‬
‫تميزت بحكم التيار الثوري‪ ،‬حيت‬ ‫البرجوازية المعتدلة التي سيطرت‬
‫صراع طبقات مجلس األمة‪،‬‬
‫تم إعالن إلغاء الملكية‪ ،‬وإقرار‬ ‫على الحكم‪ ،‬ووضعت دستورا‬
‫وإحتالل سجن الباستيل‪ ،‬وإلغاء‬
‫إعدام الملك من طرف المجلس‬ ‫للبالد‪ ،‬وتحالفت مع الجيش‪ ،‬مما‬
‫حقوق الفيودالية‪ ،‬إصدار بيان‬
‫الوطني‪ ،‬وإقامة نظام جمهوري‬ ‫شجع نابوليون للقيام بإنقالب‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وضع أول دستور‬
‫متشدد‪ ،‬كما عرفت هذه المرحلة‬ ‫‪.1999‬‬
‫للبالد‬
‫بعهد اإلرهاب‪.‬‬
‫شكل مطلع القرن التاسع عشر األوربي بداية الهيمنة الفرنسية على الساحة األوربية مع نابوليون الذي خاض حروبا‬
‫مدمرة‪ ،‬عرفت بالحروب النابوليونية إستطاع خاللها الهيمنة على إيطاليا والنمسا وألمانيا‪ ،‬والوصول حتى إلى روسيا‬
‫وفرض حصار إقتصادي على بريطانيا‪ ،‬وهذه المرحلة إنتهت بهزيمته في معركة واتيرلو ‪ 1815‬وإنعقاد مؤثمر فيينا في‬
‫نفس السنة‪.‬‬

‫كيف صعد نابوليون إلى الحكم؟‬

‫كما أشرنا سابقا فنابوليون تلقا تكوينا عسكريا في جنوب فرنسا‪ ،‬ثم وسع هذا التكوين في باريس‪ ،‬وعند إندالع الثورة كان قد حصل على رتبة‬
‫مالزم‪ ،‬ثم إرتقى إلى عقيد‪ .‬ويمكن إعتبار مالبسات الثورة المرتبطة بالتخلص من لويس السادس عشر في مرحلة أولى ومن روبيسيبار في مرحلة‬
‫ثانية هي التي مهدت له المجال لحكم فرنسا‪.‬‬

‫ففي األول وفي وقت كان يحكم فيه روبيسبيار كان نابوليون قد أبان عن‬
‫وبعد سقوط روبيسيبار كلفه بول باراس رئيس الديريكتوار بسحق‬
‫كفاءته العسكرية لما قاد حصارا على مدينة تولون في الجنوب لتحريرها‬
‫التمرد المعادي للثورة‪ ،‬وقد نجح في سحقه في سنة ‪.1795‬‬
‫من االنجليز سنة ‪.1795‬‬

‫هذا ما أكسبه ثقة البرلمانيين وأهله لالرتقاء إلى جنرال‪ ،‬ثم إلى قائد عام للجيش‪.‬‬
‫العهد النابوليوني‪( :‬أولى التوسعات على إيطاليا ومصر)‬

‫الحملة على إيطاليا‪:‬‬


‫كانت سياسة نابوليون الدفاعية تنبني على الهجوم‪ ،‬وبهذا انتقل إلى مرحلة الهجوم على عدد من األقطار األوربية في سياق الصراع مع بريطانيا‪،‬‬
‫أظهر فيها قدرات كبيرة في ميدان المدفعية‪ ،‬استطاع بها سنتي ‪ 1796‬و ‪ 1797‬السيطرة على مناطق شاسعة في ايطاليا الشمالية عقب تغلبة على‬
‫الجيش النمساوي‪ ،‬وكانت هذه هي بداية شهرة نابوليون والتي تضخمت بفضل حملته العسكرية على مصر عام ‪.1798‬‬

‫الحملة على مصر‪:‬‬


‫كانت هذه الحملة تدخل ضمن خطة تقضي بمضايقة بريطانيا‪ ،‬وبفتح آفاق تجارية أمام فرنسا مع الشرق األوسط ومع الهند‪ ،‬انطلقت الحملة من مدينة‬
‫تولون المطلة على البحر المتوسط على متن أسطول مالحي استطاع في مرحلة أولى التخلص من مضايقات اإلنجليز وفي مرحلة ثانية تمكن من‬
‫السيطرة على جزيرة مالطة التي ترك بها كتيبة عسكرية لتأمين الصلة بين فرنسا ومصر‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1798‬احتل االسطول الفرنسي مدينة االسكندرية عقب مقاومة ضعيفة‪ ،‬وبعدها وبنفس السنة دخلت جيوش نابوليون القاهرة بعد التغلب‬
‫على السلطان التركي الذي كان يحكم مصر في معركة األهرامات‪.‬‬

‫وعوما يمكن اختزال ما أعقب إحتالل القاهرة في النقط التالية‪:‬‬


‫‪ -‬تصدي االنجليز لألسطول الفرنسي وهزمه في موقعة أبي قير بساحل اإلسكندرية ‪1798‬‬
‫‪ -‬الهجوم على الشام والعودة بالفشل بفضل بسالة أهله بقيادة الحاكم أحمد باشا ‪.1799‬‬
‫‪ -‬عودة نابوليون إلى فرنسا للتصدي للتحالف اإلنجليزي الروسي النمساوي سنة ‪ ،1799‬تاركا قيادة الجيش للجنرال جون باتيست كليبير‪.‬‬
‫‪ -‬انهزام الجيش الفرنسي أمام األسطول البريطاني والإلنسحاب من مصر نهائيا سنة ‪.1801‬‬
‫نابوليون على رأس أوربا‪:‬‬

‫بعد هذه االنتصارات تفكك التحالف‬ ‫تمكن بونابارت بعد العودة من مصر من إستالم زمام األمور‪ ،‬فحكومة االدارة‬
‫الثاني‪ ،‬ولم يبقى واقفا سوى انكلترا التي‬ ‫أتبتت عجزها وسقطت في عيون الناس‪ ،‬وأنتخب بونابارت قنصال عاما بعد‬
‫كانت في هذه المرحلة تجتاز أوضاعا داخلية‬ ‫إنقالب "برومير" سنة ‪ .1799‬لتبدأ بذلك الحروب النابليونية التي تعتبر من‬
‫صعبة‪ ،‬أما نابوليون كان مدركا الستحالة‬ ‫أضخم الحروب التي عرفتها البشرية في العصر الحديث قبل الحرب العالمية‬
‫هزيمة االنكليز واحتالل بالدهم مادامت لهم‬ ‫االولى‪.‬‬
‫الهيمنة والسيادة على البحار‪ ،‬فتكونت قناعة‬ ‫عندما أصبح بونابارت قنصال وجد فرنسا أمام حرب مع تحالف يضم كل من‬
‫لدى الطرفان بضرورة وضع حد لصراع غير‬ ‫إنكلترا‪ ،‬النمسا‪ ،‬روسيا‪ ،‬العثمانيون‪ ،‬وكانت روسيا قد إنسحب من التحالف قبل‬
‫معروف الحدود والنتائج‪ ،‬فأوجد الطرفان‬ ‫تسلم بونابارت الحكم بسبب خالف عسكري مع النمسا‪ .‬ليجد بونابارت نفسه‬
‫طريقا للسلم عبر عنه بتوقيع معهدة أميان‬ ‫أمام كل من النمسا وإنكلترا‪ ،‬فقرر البدأ بالنمسا التي أعادت إحتالل إيطاليا‪،‬‬
‫سنة ‪ ،1802‬وأبرز ما نصت عليه المعاهدة‪:‬‬ ‫فألحق بها هزيمتين‪ ،‬األولى سنة ‪ 1800‬بعد إلتقائه بهم بسهول إيطاليا الشمالية‬
‫‪ -‬إعتراف إنكلترا بحدود فرنسا الطبيعية‬ ‫وهزيمتهم في معركة مرنغو‪ ،‬والثانية بنفس السنة ولكن باألراضي األلمانية في‬
‫لكن في واقع األمر لم تكن هذه المعاهدة‬ ‫معركة هوهنلندن‪ ،‬فطلب النمساوييون وقف القتال والجلوس للتفاوض‪ ،‬فوقع‬
‫سوى هدنة مؤقتة لتهدئة التنافس‬ ‫الجمعان سنة ‪ 1801‬على معاهدة لونفيل‪ ،‬التي كان من أبرز بنودها‪:‬‬
‫االستعمار‪ ،‬ذلك أن الرغبة في بسط الهيمة‬ ‫‪ -‬إعتراف النمسا بحق فرنسا باإلستيالء على كل األراضي األلمانية الواقعة‬
‫على العالم جعلت أطراف المعاهدة ينقضون‬ ‫بالقرب من حدودها‪.‬‬
‫مقتضياتها ويعلنون عن الحرب‪.‬‬ ‫‪ -‬انسحاب النمسا من إيطاليا‪ ،‬واالعتراف بالجمهوريات التي أقامها نابوليون‬
‫في كل من سويسرا وايطاليا وهولندا‪.‬‬
‫نابوليون االمبراطور‪ ،‬والهزيمة الصغرى (الطرف األغر)‪ ،‬واحتالل ألمانيا‪:‬‬

‫الطرف األغر‬
‫سنة ‪ 1802‬عين بونابارت نفسه قنصال عاما وفي سنة ‪ 1804‬نصب نفسه إمبراطورا‪ ،‬عقب كسبه لثقة‬
‫الفرنسيين‪ .‬كما خرق كل من بريطانيا وفرنسا معاهدة أميان ودخال في حرب مالحية جنوب إسبانيا‪ ،‬كان األسطول‬
‫الفرنسي والذي إنضمت إليه البحرية اإلسبانية‪ ،‬يضم ‪ 33‬سفينة حربية‪ ،‬فيما األسطول البريطاني كان يضم فقط ‪27‬‬
‫بارجة بحرية‪ ،‬لكن في المقابل كانت بريطانيا تتوفر على تجارب بحرية كبيرة‪ ،‬مما جعلها تستدرج األسطول الفرنسي‬
‫وتباغته‪ ،‬وتدمر نصف سفنه وذلك سنة ‪ ،1805‬في حين لم يفقد األسطول البريطاني ولو سفينة واحدة‪ .‬لتضمن‬
‫سيادة كاملة على البحار والمحيطات‪.‬‬

‫احتالل ألمانيا‬
‫عقب هزيمة الطرف األغر وجه نابوليون أنظاره نحو القارة من جديد‪ ،‬خاصة بعد علمه بهذا التحالف‪ ،‬فوجه ضربة‬
‫إلى النمسا قبل أن يأتيها الدعم من الروس فهزمهم في معركة (أولم) على نهر الدانوب سنة ‪ .1805‬واتجهت القوات‬
‫النمساوية المهزومة شرقا للقاء حلفائهم الروس‪ ،‬لتقع معركة كبرى‪( ،‬أوسترليز)عرفت في تاريخ أوروبا بمعركة‬
‫األباطرة الثالثة (نابوليون إمبراطور فرنسا‪ ،‬فرانسوا الثاني إمبراطور النمسا‪ ،‬االسكندر األول إمبراطور الروس)‪،‬‬
‫حقق فيها نابوليون إنتصارا ساحقا وإقتحم عاصمة النمسا فيينا‪ ،‬وقضى على اإلمبراطورية الجرمانية وسيطرة على‬
‫أراضيها في ألمانيا وإيطاليا‪.‬‬
‫أوج القوة‪ :‬السيطرة على إيطاليا‬
‫وإعادة هيكلة خريطة أوربا‪:‬‬

‫السيطرة على إيطاليا‪:‬‬

‫فسيطر نابليون في مرحلة أولى‪ ،‬على مجموعة من المناطق التجارة في بريطانيا‪.‬‬


‫ثم في مرحلة ثانية هجم على مملكة بروسيا في الجهة الشرقية على الحدود مع بولندا‪ .‬في البداية‪ ،‬قاوم ملك‬
‫بروسيا فريديريك غليوم الثالث المد النابوليوني‪ ،‬لكن الفوز كان من نصيب فرنسا‪ ،‬إذ سحق جيش نابوليون‬
‫جيش فريديريك في ‪14‬أكتوبر ‪ 1806‬في معركة جينا‪ .‬وفي ‪ 27‬من نفس الشهر دخل نابوليون مدينة برلين‪.‬‬

‫إعادة هيكلة خارطة أوربا‪:‬‬

‫عمل نابوليون على إعادة هيكلة خريطة أوروبا‪ ،‬إذ جمع شتات بولندا حول إمارة فارسوفيا‪ ،‬وجعل من‬
‫بلجيكا بلدا قائما بذاته بعدما كان جزءا من أراضي هولندا‪ .‬لكن أثر نابوليون يظهر أكثر في ألمانيا‪ ،‬حيث جمع‬
‫المانيا في ‪ 39‬إقليما بعد أن كانت مشتتة في ‪ 350‬إقليم‪ .‬حيث قضى على ما يعرف ِبـ "اإلمبراطورية الجرمانية‬
‫المقدسة" وتعويضها ِبـ "كونفيدرالية الّراين" التي صارت تحت "الحماية الفرنسية"‬

‫كما أن أهم ما قام به في هذه المرحلة هو منع التجارة مع بريطانيا في إطار ما يعرف بالحصار القاري إذ منع على‬
‫البلدان األوروبية الخاضعة له التعامل التجاري معها‪ ،‬فما فشل فيه عسكريا في وجه بريطانيا عوضه اقتصاديا‪.‬‬
‫هذا الحصار أدى إلى ركود التجارة في بريطانيا وركود المعامالت البنكية‪ ،‬وركود الصناعة‪.‬‬
‫الخريطة السياسية ألوروبا قبل مؤتمر فيينا ‪1815‬‬

‫المصدر‪google:‬‬
‫الحملة على روسيا ‪ ،1812‬وبداية‬
‫الضعف‪:‬‬ ‫الحملة على روسيا‪:‬‬

‫‪ -‬هزيمة ‪ 1808‬في معركة بايلن ضد اإلسبان‬


‫كان نابوليون يسعى إلى إقناع قيصر روسيا بقطع صالته التجارية مع بريطانيا‪ .‬لكن الروس تخوفوا من السياسة التوسعية الفرنسية‪ ،‬فاستمروا‬
‫في التعامل مع البريطانيين إذ فتحوا موانئهم للتجارة معهم‪ .‬هذا ما دفع نابوليون إلى اتخاذ قرار الهجوم على روسيا‪ ،‬بالرغم من تحذيرات‬
‫الدبلوماسيين الفرنسيين العارفين بشؤون روسيا‪ .‬جهز نابوليون جيشا ضخما عرف باسم الجيش العظيم (‪ 450.000‬جندي)‪ ،‬استعدادا لشن حرب‬
‫على روسيا‪ ،‬كانت من أشد الحروب دمارا ودموية في التاريخ األوروبي‪ ،‬وذلك سنة ‪ 1812‬وقد اتخذت المعركة التي جرت بين الطرفين تسميتين‬
‫مختلفتين‪ - :‬معركة موسكوفا بالنسبة للفرنسيين‪ - .‬معركة بورودينو بالنسبة للروس‪.‬‬

‫استطاع جيش نابوليون هزم جيش اإلسكندر األول‪ ،‬والدخول إلى موسكو‪ .‬وكان رد فعل الروس أن هجروا مدينتهم وأحرقوها وتركوا نابوليون في‬
‫حيرة من أمره ال يعرف ما يصنع في موسكو‪ .‬فكل القيادة الروسية انتقلت إلى مدينة سان بيترسبورغ‪ .‬كان الشهر شهر أكتوبر‪ ،‬وكان الروس يراهنون‬
‫على مجيء فصل الثلوج لشن هجوم مضاد على جيش نابوليون‪ .‬وفي انتظار لحظة الحسم‪ ،‬انتظم الروس بقيادة الجنرال ميخائيل كوتوزوف الذي حمل‬
‫اسم جنرال الثلج والجليد‪ ،‬وشنوا هجوما على الفرنسيين وقت تساقط الثلوج‪ ،‬فمات منهم النصف بسبب قطع اإلمدادات وتفشي البرد القارس‪ .‬انهزم‬
‫الجيش الفرنسي في نهاية المطاف‪ .‬وهرب نابوليون راجعا إلى فرنسا‪ ،‬وكانت هذه الهزية إيدانا ببداية تراجع فرنسا في هيمنتها على أوربا‪.‬‬
‫الهزيمة الكبرى‪" :‬واترلو" وانعقاد مؤتمر فيينا‪:‬‬
‫لقد ارتبطت معركة واتيرلو‪ ،‬سياسيا ودبلوماسيا‪ ،‬بمؤتمر فيينا‪ .‬ففي سياق التراجع الذي عرفه نابوليون على الساحة األوروبية‪ ،‬بعد‬
‫نكسة روسيا‪ ،‬تشكل تحالف رباعي بين بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا‪ ،‬والهجوم على فرنسا‪ ،‬سقطت باريس يوم ‪ 31‬مارس‪1814 ،‬‬
‫(بعد الهزيمة في معركة األمم –يلزك‪ )1813 -‬واضطر اإلمبراطور إلى التوقيع على التنازل عن الحكم يوم ‪ 4‬أبريل في فونتينبلو جنوب‬
‫العاصمة‪ ،‬حيث نفي إلى جزيرة إلبة اإليطالية قبالة جزيرة كورسيكا‪،‬‬

‫وعاد الملك لويس الثامن عشر إلى العرش‪ .‬وفي ‪ 23‬أبريل وقعت فرنسا على معاهدة (باريس األولى) سلمت بموجبها ما كانت قد‬
‫احتلته في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬دعا هذا التحالف إلى عقد مؤتمر دولي للبحث في سبل طي صفحة نابوليون وفتح صفحة‬
‫جديدة كتبت بريطانيا عناوينها بحروف بارزة‪ .‬رسميا‪ ،‬انطلق مؤتمر فيينا في ‪ 1‬نونبر ‪ 1814‬واستمرت أشغاله حتى التاسع من شهر‬
‫يونيو‪ 1815 .‬وبين هذين التاريخين جرت أحداث كثيرة‪ ،‬لكن تفصيل القول فيها نختزله في ما يعرف عودة المائة يوم وموقعة واتيرلو‬
‫واالستسالم‪.‬‬

‫كان نابوليون قد نفي إلى جزيرة إلبة لكنه تمكن من اإلفالت من منفاه‪ ،‬واستجماع قواه باالعتماد على الجنود والضباط الذين‬
‫ظلوا أفياء له‪( ،‬عودة الصقر) وانتهت هذه المغامرة والتي امتدت على مدار مائة يوم‪ ،‬بالهزيمة في معركة واتيرلو في يونيو‬
‫‪ 1815‬أمام قوات التحالف بزعامة بريطانيا‪ ،‬ثم باالستسالم مرة أخرى وبصورة نهائية في يوليوز‪ ،‬حيث نفي إلى جزيرة سانت‬
‫هيالنة جنوب المحيط األطلنتي‪.‬‬
‫يسمي الفرنسيون المعركة التي انهزم فيها نابوليون‪ ،‬يوم ‪ 18‬يونيو من عام ‪ 1815،‬بـ معركة "مون سان جون" وهو‬
‫موقع في بلجيكا (جنوب بروكسيل)‪ ،‬فيما ينعتها األلمان ب "التحالف الجميل‪ ".‬أما البريطانيون فيسمونها "واتيرلو" وهو اسم‬
‫القاعدة العسكرية التي كان يرابط بها جيش التحالف المكون من بريطانيا وبروسيا وهولندا وبلجيكا‪ ،‬بقيادة الجنرال البريطاني‬
‫أرتير ويلنغتون‪.‬‬
‫إنعقاد مؤتمر فيينا‪:‬‬

‫انعقد مؤتمر فيينا وجمع الدول المنتصرة إلعادة ترتيب أوضاع القارة االوربية ودعم‬
‫األنظمة المحافظة ما بين شتنبر ‪ 1814‬إلى غاية ‪ ،1815‬وقد هيمنت القوى الكبرى (روسيا‪،‬‬
‫بروسيا‪ ،‬النمسا‪ ،‬بريطانيا) على أشغال هذا المؤتمر وكرست مقرراته المبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الشرعية‪ :‬إعادة األنظمة التقليدية التي كانت سائدة قبل الثورة الفرنسية‪.‬‬

‫‪ -‬التوازن األوربي‪ :‬إعادة فرنسا إلى حدودها الدولية مقابل توسع الدول المنتصرة عليها‪.‬‬

‫‪ -‬التحالف المحافظ أو الحلف المقدس‪ :‬وتألف من أربع دول هي روسيا‪ ،‬بروسيا‪ ،‬فرنسا‪،‬‬
‫النمسا‪.‬‬
‫تأثر أوربا خالل القرن التاسع عشر بحركات الوحدة الوطنية ‪.‬حيث شهدت‬
‫عمليتي وحدة هامتين هما الوحدة األلمانية و اإليطالية‪:‬‬

‫الوحدة األلمانية‪:‬‬
‫بدأت حركة الوحدة األلمانية في القرن التسع عشر بعد الحرب النمساوية البروسية عام ‪1866‬و تم‬
‫تحقيقها بعد الحرب الفرنسية البروسية عام ‪ 1871‬كانت بروسيا بقيادة أتوفون بسمارك الشخصية‬
‫الرئيسة في تحقيق الوحدة األلمانية ‪.‬حيث استخدم القوة العسكرية و الدبلوماسية لتوحيد الدولة‬
‫األلمانية تحت إمبراطورية المانيا‪.‬‬

‫الوحدة اإليطالية‪:‬‬
‫أما حركة الوحدة اإليطالية فقد بدأت بتأثير النضاالت الثورية و الدعم الخارجي بعد انتهاء حملة‬
‫نابليون ‪.‬تأسست مملكة إيطاليا عام ‪1861‬بقيادة فيكتور ايمانويل الثاني ‪.‬بعد توحيد معظم المناطق‬
‫اإليطالية شهدت الحركة الوطنية اإليطالية تأثيرا كبيرا لشخصيات مثل مازيني و كاميلو بينسو‪.‬‬
‫ازدهار الرأسمالية األوربية خالل القرن ‪19‬م‪:‬‬

‫مظاهر تطور الرأسمالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تطور القطاع الصناعي االوربي ‪ :‬بميالد الثورة الصناعية األولى الثانية‬


‫‪,‬وضهر مناطق صناعية جديدة و تطور بنية الصاعة االوربية و استعمال‬
‫مصادرطافية و و سائل مواصالت متطورة ‪....‬‬
‫‪ -‬تطور بنية الشركات وتزايد دور االبناك‬
‫‪ -‬ظهور ظاهرة التركيز الرأمالي ‪:‬االفوقي و العمودي و شركات التملك ‪.‬‬ ‫الرأسمالية‪:‬‬
‫الرأسمالية نظام إقتصادي يقوم على المليكية‬
‫إنعكاس إزدهار الرأسمالية على المجتمع األوربي‪:‬‬ ‫الفردية لوسائل اإلنتاج و حرية المبادالت‬
‫‪ -‬ظهور طبقة برجوازية تمتلك وسائل اإلنتاج وطبقة عاملة تعاني من االستغالل‪،‬‬ ‫والمنافسة بدافع البحث عن الربح ‪.‬‬
‫أسست إطارات نقابية للدفاع عن مصالحها‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد عدد سكان أوربا‪.‬‬
‫تزايد نسبة سكان المدن‪ ,‬مما أدى إلى ظهور المدن المليونية مثل باريس وبرلين‪.‬‬
‫االمبريالية وليدة الرأسمالية‬

‫مبرراتها‬ ‫دوافع االمبريالية ‪:‬‬


‫‪ -‬حماية امن الدول االمبريالية‬ ‫‪ -‬تقليص السوق المحلي بأوربا‬
‫‪ -‬حاجة اقتصادها الى المواد األولية واألسواق الجديدة‬ ‫‪ -‬الرغبة في تصريف الفائض البشري و الصناعي والمالي‬
‫‪ -‬ادخال السلم و النفوذ الى مناطق النفوذ‬ ‫‪ -‬التعايش الوثيق بين األوساط االقتصادية والسياسية‬
‫‪ -‬التفوق الطبيعي الى لبعض األعراق للسيطرة و‬ ‫‪ -‬الوصول الى مصادر المواد األولية‬
‫تنظيم األعراق األخرى‬ ‫‪ -‬رغبة الدول الرأسمالية في السيطرة على مناطق النفوذ‬

‫‪ -‬مظاهرها ‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد اشكال االستعمار‬
‫‪ -‬تعدد االمبراطوريات االستعمارية ( فرنسا ‪ ,‬بريطانيا )‪.‬‬
‫كمثال على ذلك احتالل فرنسا للجزائر ‪:‬‬
‫‪ -‬المبررات‪ :‬الثأر لشرف فرنسا إثر حادثة المروحة‪...‬‬
‫الدوافع ‪ :‬استغالل مناجم الجزائر‪ ,‬ومداخيل مراسيها والسيطرة على كنوز قصر الداي ‪....‬‬
‫‪ -‬مراحل احتالل الجزائر ‪ :‬مناطق الشمال ‪ ,1830‬مناطق الوسط ما بين ‪ ,1830‬و ‪ 1870‬باقي مناطق البالد ما بعد‬
‫‪...1871‬‬
‫‪ -‬إنعكاسات إحتالل فرنسا للجزائر ‪ :‬إستغالل خيرات الجزائر‪ ,‬ضعف اقتصاد البالد وفقر المجتمع الجزائري ‪....‬‬
‫اإلمبراطورية العثمانية خالل القرن‬
‫التاسع عشر‪:‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫وسط الوضع المتردي الذي كان يعرفه المشرق العربي ظهرت الدولة العثمانية لتأخذ بزمام المبادرة‬
‫وتحقق انتصارات باسم اإلسالم على حساب بيزنطة‪ ،‬التي كانت تمر بخريف العمر آنذاك لينجح العثمانيون‬
‫بإيصال اإلسالم إلى قلب أوروبا‪ ،‬وهذا النجاح كلل بتحقيق الحلم الذي راود المسلمين منذ أمد بعيد‪ ،‬بفتح‬
‫القسطنطينية سنه ‪ ،1453‬لتنتهي إمبراطورية الروم الشرقية بعد ‪ 11‬قرنا من الوجود‪ ،‬لكن منذ اواخر‬
‫القرن السادس عشر بدأت الدولة العثمانية تدخل مرحلة ضعف وتدهور‪ ،‬هذا التراجع وصل أقصاه خالل‬
‫القرن ‪.19‬‬
‫بحيث دخلت الدولة العثمانية منذ وفاة سليمان القانوني عام ‪ 1566‬مرحلة الضعف بسبب الصراع‬
‫حول الحكم‪ ،‬وتزايد نفوذ الصدر األعظم‪ ،‬وتدخل الجيش االنكشاري في شؤون الحكم بتعيينه وعزله‬
‫للسالطين‪ ،‬وإهماله لمهامه الدفاعية مما كبد العثمانيين العديد من الهزائم فرضت عليهم إثرها توقيع العديد‬
‫من المعاهدات كانت بنودها لصالح الدول المنتصرة‪.‬‬
‫حاول السالطين خالل القرن ‪ 19‬نهج عدة إصالحات محاولة منهم إحياء أمجاد اإلمبراطورية‪.‬‬
‫اإلصالحات العثمانية خالل القرن التاسع العشر‪:‬‬
‫❑سلــيم الثالث ‪:1807-1789‬‬
‫كانت اإلصالحات في المجال العسكري بإنشاء المدرسة العسكرية النظامية وتدريب الجنود على النمط‬
‫األوروبي‪.‬‬
‫❑محمــود الثاني‪:1839-1808‬‬
‫اإلمبراطورية العثمانية خالل القرن‬
‫أنشأ الجيش النظامي الجديد المعروف باسم "النيزام الجديد" وألغى فرقة اإلنكشارية بعد تمردها عام‬
‫‪1826‬‬
‫التاسع عشر‪:‬‬
‫شملت إصالحات محمود الثاني أيضًا إنشاء مجلس األعيان وتحديث النظام القضائي وإصالح النظام‬
‫المالي والضريبي‬
‫❑عبدالمجيــد األول ‪:1861-1839‬‬
‫جاءت اإلصالحات تحت اسم خط شريف كلخانة الصادر عام ‪ 1839‬أعلن المساواة بين جميع رعايا‬
‫ّ‬
‫الميالت (الطوائف الدينية)‪.‬‬ ‫الدولة وألغى نظام‬
‫❑ عبد العزيز ‪:1876-1861‬‬
‫سن قوانين لألراضي منحت حقوق الملكية للفالحين ونظمت استغالل األراضي وجبايات الضرائب‬
‫المسألة الشرقية وتدخالت القوى األوربية‪:‬‬
‫❑خلفية المسالة الشرقية‪:‬‬
‫‪ -‬صراع القوى األوروبية على النفوذ والمصالح في أراضي الدولة العثمانية‪.‬‬
‫‪ -‬سعي روسيا القيصرية للسيطرة على المضائق البحرية (البوسفور والدردنيل)‪.‬‬
‫‪ -‬مطالب روسيا والدول األوروبية بحماية المسيحيين الرعايا العثمانيين‪.‬‬

‫اإلمبراطورية)‪:‬العثمانية خالل القرن‬


‫حرب القرم (‪1856-1853‬‬
‫‪ -‬اندلعت بسبب نزاع بين روسيا والدولة العثمانية حول حق الحماية لألماكن المقدسة في فلسطين‪ ,‬بحجة حماية‬
‫❑‬

‫التاسع عشر‪:‬‬ ‫روسيا لألرتودوكس في جميع أنحاء العالم‪.‬‬


‫‪ -‬تدخلت بريطانيا وفرنسا إلى جانب العثمانيين لوقف التمدد الروسي‪.‬‬
‫‪ -‬انتهت الحرب بهزيمة روسيا وتوقيع معاهدة باريس عام ‪.1856‬‬
‫معاهدة باريس ‪:1856‬‬ ‫❑‬
‫‪ -‬اعترفت الدول األوروبية بانضمام الدولة العثمانية إلى النظام األوروبي كدولة مستقلة‪.‬‬
‫‪ -‬تم االعتراف بسيادة العثمانيين على األراضي والمضائق البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬فرضت المعاهدة حياد البحر األسود وحظر وجود قواعد بحرية روسية فيه‪.‬‬
‫الحركات القومية واالنفصالية‪:‬‬
‫‪ -‬ثورة اليونان ‪ 1821‬و كانت بداية الحركات القومية ضد الحكم العثماني‪ ،‬وانتهت‬
‫باستقالل اليونان عام ‪.1832‬‬

‫اإلمبراطورية العثمانية خالل القرن‬


‫‪ -‬قادت صربيا ثم رومانيا حركات تحررية واستقلت عن العثمانيين سنة ‪1878‬‬
‫‪ -‬البلغار ثاروا ضد الحكم العثماني عام ‪ 1876‬مما أدى إلى حرب عام ‪1878-1877‬‬

‫التاسع عشر‪:‬‬ ‫وانفصال بلغاريا‪.‬‬


‫‪ -‬محاولة محمد علي باشا حاكم مصر لالستقالل بين ‪ 1849-1805‬إال أنها فشلت‬
‫بتدخل القوى األوروبية‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنها فقدت أراضيها في شمال أفريقيا بعد استعمارها من طرف الدول األوربية‬
‫خصوصا فرنسا وإيطاليا‪.‬‬
‫‪ -‬احتالل الجزائر من طرف فرنسا سنة ‪,1830‬وفرض الحماية على تونس سنة ‪1881‬‬
‫بعد معاهدة باردو‪.‬‬
‫محاوالت الحفاظ على اإلمبراطورية‪:‬‬

‫❑ نادى اإلتحاديون العثمانيون ’’منظمة االتحاد والترقي’’ بوحدة الشعوب تحت راية‬
‫اإلمبراطورية على أسس علمانية بعيدًا عن االنتماءات الدينية‪.‬‬

‫اإلمبراطورية العثمانية خالل القرن‬


‫❑ حاول السلطان عبد الحميد الثاني (‪)1909-1876‬القيام بإصالحات إدارية كنظام‬
‫الواليات إلدارة األقاليم بشكل المركزي‪.‬‬

‫التاسع عشر‪:‬‬
‫❑ أصدر أول دستور عثماني عام ‪ 1876‬وأنشئ مجلس نيابي (مجلس المبعوثان)‬
‫للمشاركة في الحكم‪.‬‬
‫ضا بإصالحات عسكرية واقتصادية مثل تأسيس البنك العثماني وشركة الحديد‬ ‫❑ قام أي ً‬
‫العثمانية‪.‬‬

‫لكن هذه الجهود لم تنجح في منع تفكك اإلمبراطورية في نهاية القرن ‪.19‬‬
‫إن الظرفية الجديدة التي عاشها المغرب في‬
‫القرن ‪ 19‬مرتبطة أساسا بتحولين إثنين‪:‬‬

‫الثاني‪ :‬مرتبط بالحملة النابليونية على مصر وانتقال ذلك الصراع‬ ‫األول‪ :‬مرتبط بالثورة الصناعية وما أحدثته من‬
‫الفرنسي البريطاني إلى حوض البحر األبيض المتوسط عامة‬ ‫مؤثرات هائلة من حيث إتساع التجارة العالمية التي‬
‫وبالبلدان المغاربية خاصة وبالتالي ازداد التنافس االمبريالي بين‬ ‫شكلت وسيلة من وسائل التغلغل األوربي بالمغرب‬
‫القوى األوروبية حول المغرب‬

‫وأصبح هذا التنافس (بين الترغيب والترهيب) يتحكم في المغرب أكثر مما‬
‫يحكمه سلطانه‪ ،‬وأضحت كل الدول المتنافسة تبحث لها عن مناطق نفود‬
‫بالمغرب بواسطة المبادالت التجارية والمعاهدات الدبلوماسية‪.‬‬

‫وبالتالي دخل المغرب في سلسلة من العالقات‬


‫الدبلوماسية المعقدة والتي ساهمت فيها أزمة‬
‫النظام التقليدي المغربي‪.‬‬
‫كما هو معلوم فالمغرب ومع نهاية القرن الثامن عشر عرف انتهاء فترة كحم المولى محمد بن‬
‫عبد هللا سنة ‪ 1790‬وتولي المولى اليزيد الحكم لمدة سنتين‪ ،‬ليبايع المولى سليمان بعده‬
‫بفاس سنة ‪ 1792‬والذي واجه المغرب خالل فترة حكمه مجموعة من المصاعب الداخلية‬
‫والخارجية التي كانت سببا في تبنيه لسياسة االحتراز‬

‫الظروف الخارجية‬ ‫الظروف الداخلية‬

‫‪ -‬تقدم أوربا في ثورتها الصناعية وازدياد حاجيتها الى المواد األولية‬


‫‪ -‬النزاع حول الحكم وتزايد نفود الزوايا كما تعاقبت‬
‫‪ -‬تطور الظروف الدولية المتمثلة في حملة نابليون بونابرت وانعكاساتها‬
‫الكوارث الطبيعية‬
‫على المغرب‬
‫‪ -‬انعدام األمن وانقطاع التجارة الصحراوية‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد األطماع والتهديدات األجنبية على الموانئ المغربية‪.‬‬
‫‪ -‬تراجع اإلنتاج الفالحي والحرفي وانتشار الغالء‪.‬‬
‫‪ -‬نعت أساطيل الجهاد العربية من طرف األوروبيين بالقرصنة إلزاحة‬
‫‪ -‬امتناع السكان على أداء الضرائب‪.‬‬
‫المشروعية عنها‪.‬‬
‫كل هذه الظروف أدت بالمولى سلميان إلى نهج سياسة معاكسة‬
‫للمولى محمد بن عبد هللا‪ ،‬وهي سياسة االنغالق أو االحتراز‬

‫مظاهر سياسة االحتراز‬

‫‪ -‬إقفال الموانئ في وجه التجارة ومنع تصدير بعض المواد‬


‫األساسية ألوروبا‪.‬‬
‫‪ -‬رفع قيمة رسوم الجمركية‬
‫‪ -‬تقليص المبادالت التجارية والمعاهدات الدبلوماسية مع‬
‫أوروبا‪.‬‬
‫‪ -‬منع الجهاد البحري تفاديا لدخول في حروب مع‬
‫األوروبيين‪.‬‬
‫ومع ازدهار الرأسمالية بالقرن ‪ 19‬اعتمد المغرب سياسة االنفتاح كضرورة تمليها عليه الشروط االقتصادية كما تبنى الحركة‬
‫الوهابية وكان مراده هو إزالة القداسة عن الشرفاء والعلماء لتأديتهم الضرائب‪.‬‬

‫بعد وفاة السلطان سليمان تولى الحكم المولى عبد الرحمان ابن هشام‪ ،‬هنا المغرب لم يتمكن من وضع حد نهائي لما عرفه من‬
‫توترات داخلية وتحرشات خارجية حيث ثم اعالن مرحلة جديدة من االضطرابات السياسية التي ازدادت حدتها بتزامنها مع األزمات‬
‫الديمغرافية واالقتصادية باإلضافة إلى أزمة السلطة وغياب إطار قانوني ينظم انتقال الحكم من السلطان إلى أخر‪ ،‬إضافة إلى انقسام‬
‫شيوخ الزوايا والحواضر وتغيير تحالفاتهم وفق مصالحهم الشخصية‪ .‬وكان للتدخل األوربي في الشؤون الداخلية للبالد أُثر في‬
‫تعميق المشكل‪ .‬كما عمل المولى عبد الرحمان على نهج سياسة االنفتاح على أوربا بالتوقيع على سلسلة من المعاهدات كالمعاهدة‬
‫البريطانية المغربية سنة ‪ 1824‬والمعاهدة الفرنسية المغربية سنة ‪ 1825‬مما مهد لمعاهدات أخرى وقع عليها المغرب في وقت‬
‫الحق ساهمت في تزايد المبادالت وتكاثر أعداد األوربيين بالمدن الساحلية والداخلية وتعاظم مصالحهم االقتصادية‪.‬‬
‫الضغوط الخارجية والتغلغل األجنبي‬
‫الضغوط العسكرية والسياسية‪:‬‬
‫معركة إيسلي‪:‬‬
‫بعد احتالل الجزائر من قبل فرنسا سنة ‪ 1830‬وجد السلطان المغربي ملزما بمؤازرة األمير عبد القادر الجزائري‪ ،‬خاصة بعد مجيئ أهل تلمسان الى‬
‫المولى عبد الرحمان ابن هشام‪.‬‬
‫بمجرد قبوله البيعة سيدخل المغرب في مواجهة مع فرنسا في شخص السلطان وهنا فرنسا احتجت ألنه اعتبرت مساعدة الجزائر تدخل في حق من‬
‫الجزائرية‪ .‬هنا فرنسا ستنتقل من االحتجاج الى التهديد بالتدخل العسكري‪ .‬وستدخل فرنسا قرية اللة مغنية سنت ‪ 1838‬بعد انتصار األمير عبد القادر‬
‫الجزائري على فرنسا‪.‬‬
‫وباستمرار السلطان في الدعم بالعتاد العسكري للمقاومة تقدمت فرنسا وأسست مركزا قرب وجدة كما أعطوا لنفسهم الحق في مطاردة األمير عبد القادر‬
‫الجزائري‪ .‬تدخل السلطان بعد احتالل قرية اللة مغنية وطلب التفاوض بشأن التراجع على القرية‪ ،‬بعد رفض التراجع عن القرية سيدخل المغرب في مواجهة‬
‫مع فرنسا بمعركة ايسلي سنة ‪ 1844‬لينهزم شر هزيمة نظرا لضعفه العسكري وأنه لم يصل إلى الحداثة التي وصل اليها الجيش الفرنسي‪.‬‬

‫كشفت معركة ايسلي الضعف العسكري المغربي الدي كانت تغطيه أساطيل الجهاد البحري‪.‬كما أزلت الستار عما كان عليه المغرب من تأخر في جميع‬
‫المستويات وأصبح المغرب بعد هده الهزيمة ميدانا للتناحر األوربي وفريسة للتوسعات االستعارية‪.‬‬

‫معاهدة لالمغنية ‪ 18‬مارس ‪.1845‬‬


‫لم تكن هده المعاهدة تطالب بالسلم والهدنة‪ ،‬بل جاءت لتعين الحدود بين المغرب والممتلكات الفرنسية بالجزائر‪ ،‬وحافظت فرنسا على‬
‫إبقاء الحدود غامضة لتستغلها في شن حمالتها المتتالية على المغرب الشرقي‪.‬‬
‫لوحة لمعركة إيسلي ‪1844‬‬

‫المصدر‪ :‬موسوعة ويكبيديا‬


‫لوحة زيتية لحرب تطوان‬

‫حرب تطوان ‪ 22‬أكتوبر ‪1859‬‬


‫قيام معركة تطوان بين المغرب بعدما تعمد الجيش االسباني بسبتة‬
‫بناء قلعة حربية حول المدينة بالحجر والطين بدال من الخشب كما‬
‫كانت العادة المتفق عليها‪ ،‬مما أثار احتجاج قبائل أنجرة المجاورة‬
‫للبناء الجديد فتصدت للبناء وهدمته ونجست الراية التي نصبت عليه‬
‫حسب ادعاء حكومة مدريد ‪ ،‬عندئذ انتهزت الحكومة االسبانية‬
‫الفرصة وأمرت حاميتها العسكرية بالتوغل داخل التراب الغربي‬
‫لمعاقبة قبيلة أنجرة انتقاما للشرف االسباني‪ ،‬وأعلنت الحرب على‬
‫المغرب يوم ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،1859‬وبعد أربعة شهور من المعرك ثم‬
‫لوحة زيتية لمعاهدة واد راس‬
‫احتالل تطوان فطلب السلطان حينئذ الصلح‪ ،‬ثم االتفاق على شروطه‬
‫األساسية في ‪ 25‬مارس ‪ ،1860‬وبتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪ 1860‬أمضى‬
‫الطرفان المعاهدة النهائية والتي نصت على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تنازل المغرب عن مدينة تطوان‪.‬‬
‫‪ -‬منح اسبانيا ما يكفي من األرض إلنشاء ميناء للصيد على ساحل‬
‫المحيط األطلسي‪.‬‬
‫دهبي‪.‬‬ ‫‪ - -‬دفع غرامة مالية قدرها ‪ 400‬مليون لاير‬
‫‪ -‬السماح للرعايا االسبان بحق االمتالك بالمغرب‬
‫الضغوط االقتصادية‬
‫توقيع معاهدة ‪ 1863‬مع فرنسا المعرفة بتسوية‬ ‫اتفاقية ‪ 1861‬مع اسبانيا‬ ‫المعاهدة المغربية اإلنجليزية ‪1856‬‬
‫بيكالرد‪:‬‬ ‫أتاحت هذه المعاهدة تقنين‬
‫تحركت فرنسا بدورها للحصول على امتيازات على‬ ‫العالقات التجارية والمالحية‬ ‫وتعتبر هده االتفاقية بمثابة الضربة القاضية‬
‫شاكلة إنجلترا واسبانيا فبعد إلحاح المخزن المغربي‬ ‫لفائدة اسبانيا ومنحت‬ ‫التي أحدثت قطيعة مع الماضي بمسها لسيادة‬
‫على ضرورة تخفيض عدد المغاربة الدين كانوا‬ ‫لجاليتها المقيمة بالمغرب‬ ‫المغربية‪ ،‬كما أصبحت االطار المرجع الدي اعتمدته‬
‫خارجين عن تأدية الضرائب والجبايات وعن الخضوع‬ ‫عدة تسهيالت‪ ،‬كحق التملك‬ ‫باقي الدول األربية في ضغوطها المتزايدة على‬
‫لألحكام القضائية‪ ،‬في حين أن القوى األجنبية كانت‬ ‫وحق استغالل الشواطئ‬ ‫المغرب وقد أقرت هده المعاهدة ما يلي‪:‬‬
‫تصر على االحتفاظ بهؤالء الوسطاء ومضاعفة‬ ‫المغربية للصيد وحق‬
‫عددهم وحمايتهم وكانت هده المعاهدة من أخطر‬ ‫‪ -‬الحرية المطلقة للمبادالت التجارية‪.‬‬
‫استثمار المواد األولية‪.‬‬
‫االتفاقيات التي وقعها المغرب في شخص محمد‬ ‫‪ -‬الغاء معظم االحتكارات‪.‬‬
‫بركاش من الممثل الفرنسي بيكالرد بوضع عدد‬
‫‪ -‬االعتراف للرعايا االنجليز بحق الملكية واالعفاء‬
‫المحميين في اثنين لكل تاجر وبكل ميناء‪ ،‬واالعفاء‬ ‫من جميع الرسوم والضرائب باستثناء الرسوم‬
‫من كل الضرائب وعدم اخضاعهم مطلقا للقضاء‬ ‫الجمركية‪.‬‬
‫المغربي‪.‬‬
‫‪ -‬انتقال االمتيازات الى من لهم صلة بهم من‬
‫المغاربة المخالطين من يهود ومسلمين (الحماية‬
‫القنصلية)‪.‬‬
‫‪ -‬وفي ميدان القضاء خضوعهم لقوانين بالدهم‪.‬‬
‫اإلصالحات التي نهجها المغرب خالل القرن التاسع عشر‬
‫إصالحات إدارية وتعليمية‪:‬‬ ‫إصالحات إقتصادية‪:‬‬ ‫إصالحات عسكرية‪:‬‬
‫‪ -‬إصالح نضام السلطات المحلية‪.‬‬ ‫االهتمام بزراعة القطن وقصب السكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إرسال بعتات طاللبية إلى أوربا لمتابعة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تأسيس مدارس حديثة وإرسال‬ ‫إنشاء القناطر‪ ،‬وترميم الموانئ‪ ،‬وتطوير‬ ‫‪-‬‬ ‫تكوينهم العسكري‪.‬‬
‫البعتاث الطالبية‪.‬‬ ‫التجهيزاتالفالحية والصناعية‪.‬‬ ‫‪ -‬جلب أطر عسكرية لتدريب الجيش‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إصالح الجهاز المخزني‬ ‫إستخراج بعض المعادن كالفحم الحجري‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المغربي‪.‬‬
‫المركزي‪.‬‬ ‫خلق بعض الصناعات الحدية كالنسيج والسكر والورق‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫شراء األسلحة الحديثة‪ ،‬وتشييد مصنعين‬ ‫‪-‬‬
‫الرفع من قيمة العملة المغربية‪ ،‬وإنشاء دار السكة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لألسلحة بفاس ومراكش‪.‬‬
‫فرض ضرائب جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إنشاء األسطول الحربي لحماية السواحل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إلى أي حد نجحت هذه اإلصالحات‪:‬‬


‫عوامل فشل اإلصالحات‪:‬‬
‫‪ -‬معارضة أعيان القبائل والزوايا والفقهاء لهذه اإلصالحات التي تضر‬ ‫مظاهر فشل اإلصالحات‪:‬‬
‫بمصالحهم وبالتالي قيام مجموعة من التورات باإلضافة إلى حدوث بعض‬ ‫‪ -‬احتالل الدول األوربية لمجموعة من المناطق‬
‫الكوارث الطبيعية (الجفاف والجراد واألوبئة ‪)...‬‬ ‫بالمغرب‪.‬‬
‫‪ -‬تقال كاهل المغرب بالديون‪ ،‬وفساد البضائع واآلالت التي جلبها من الدول‬ ‫‪ -‬غزو المنتجات األوربية لألسواق المغربية‪.‬‬
‫األوربية‪....‬‬
‫مؤتمر مدريد‪:‬‬

‫انعقاد مؤتمر مدريد سنة ‪ 1880‬الذي انعقد بطلب من السلطان المغربي‬


‫الحسن األول لكن كان عكس توقعاته فقد جاء المؤتمر للنظر في مشكل الحماية‬
‫القنصلية وحضر هذا المؤتمر‪ 12‬دولة أوربية ‪ :‬ألمانيا‪ ,‬اإلمبراطورية النمساوية‬
‫المجرية‪ ,‬بلجيكا‪ ,‬الدانمارك وفرنسا‪ ,‬وبريطانيا وإيطاليا وهولندا‪ ,‬البرتغال‪ ,‬اسبانيا‪,‬‬
‫السويد والنورويج‪ ,‬باإلضافة إلى الواليات المتحدة األمريكية والمغرب بزعامة‬
‫بركاش‪ ،‬أقر المؤتمر وضع المغرب تحت الوصاية الدولية باإلضافة الى منحهم‬
‫الملكية العقارية‪.‬‬
‫تمتعت القوى األوربية بحقوق متساوية في استغالل األراضي المغربية استثمارا‬
‫وتجارة طالما اعترفت لسيادة المغرب والتجارة الحرة في البالد‪.‬‬
‫لم يستطع المؤتمر الحد من زيادة الثأثيرالفرنسي و اإلسباني في المغرب على مر‬
‫الزمن‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬

‫وفي الختام يمكن القول أن القرن التاسع عشر كان فترة استثنائية في تاريخ العالم‪ .‬شهد هذا القرن تحوالت هائلة وتغيرات جذرية في‬

‫مختلف المجاالت‪ ,‬مما أثربشكل كبير على مسار التطور البشري‪,‬كما سادت اإلمبراطوريات الكبرى في بداية هذا القرن مثل اإلمبراطورية البريطانية‬

‫والفرنسية والروسية‪ ,‬كما شهدنا تراجع نفودها وتراجعها وانهيار بعضها نتيجة للحروب والصراعات التي شهدها هذا القرن‪,‬ومجمل هذه األحداث‬

‫مهدت الطريق نحو أحداث كبرى سيعرفها العالم خالل القرن العشرين‪.‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫_ تاريخ أوربا الحديث (جوفري براون)‬

‫_نهاية الدولة العثمانية وتشكيل الشرق األوسط (ديفيد فرومكين)‬

‫_الدولة العثمانية عصر اإلصالحات‬

‫_تاريخ الدولة العثمانية ( تيسير جباره)‬

‫_تاريخ القرن التاسع عشر (حسين حسن)‬

‫_الوجيز في تاريخ المغرب (محمد القبلي)‬

You might also like