Professional Documents
Culture Documents
عرض حول تاريخ العالم في القرت 19
عرض حول تاريخ العالم في القرت 19
كما أشرنا سابقا فنابوليون تلقا تكوينا عسكريا في جنوب فرنسا ،ثم وسع هذا التكوين في باريس ،وعند إندالع الثورة كان قد حصل على رتبة
مالزم ،ثم إرتقى إلى عقيد .ويمكن إعتبار مالبسات الثورة المرتبطة بالتخلص من لويس السادس عشر في مرحلة أولى ومن روبيسيبار في مرحلة
ثانية هي التي مهدت له المجال لحكم فرنسا.
ففي األول وفي وقت كان يحكم فيه روبيسبيار كان نابوليون قد أبان عن
وبعد سقوط روبيسيبار كلفه بول باراس رئيس الديريكتوار بسحق
كفاءته العسكرية لما قاد حصارا على مدينة تولون في الجنوب لتحريرها
التمرد المعادي للثورة ،وقد نجح في سحقه في سنة .1795
من االنجليز سنة .1795
هذا ما أكسبه ثقة البرلمانيين وأهله لالرتقاء إلى جنرال ،ثم إلى قائد عام للجيش.
العهد النابوليوني( :أولى التوسعات على إيطاليا ومصر)
بعد هذه االنتصارات تفكك التحالف تمكن بونابارت بعد العودة من مصر من إستالم زمام األمور ،فحكومة االدارة
الثاني ،ولم يبقى واقفا سوى انكلترا التي أتبتت عجزها وسقطت في عيون الناس ،وأنتخب بونابارت قنصال عاما بعد
كانت في هذه المرحلة تجتاز أوضاعا داخلية إنقالب "برومير" سنة .1799لتبدأ بذلك الحروب النابليونية التي تعتبر من
صعبة ،أما نابوليون كان مدركا الستحالة أضخم الحروب التي عرفتها البشرية في العصر الحديث قبل الحرب العالمية
هزيمة االنكليز واحتالل بالدهم مادامت لهم االولى.
الهيمنة والسيادة على البحار ،فتكونت قناعة عندما أصبح بونابارت قنصال وجد فرنسا أمام حرب مع تحالف يضم كل من
لدى الطرفان بضرورة وضع حد لصراع غير إنكلترا ،النمسا ،روسيا ،العثمانيون ،وكانت روسيا قد إنسحب من التحالف قبل
معروف الحدود والنتائج ،فأوجد الطرفان تسلم بونابارت الحكم بسبب خالف عسكري مع النمسا .ليجد بونابارت نفسه
طريقا للسلم عبر عنه بتوقيع معهدة أميان أمام كل من النمسا وإنكلترا ،فقرر البدأ بالنمسا التي أعادت إحتالل إيطاليا،
سنة ،1802وأبرز ما نصت عليه المعاهدة: فألحق بها هزيمتين ،األولى سنة 1800بعد إلتقائه بهم بسهول إيطاليا الشمالية
-إعتراف إنكلترا بحدود فرنسا الطبيعية وهزيمتهم في معركة مرنغو ،والثانية بنفس السنة ولكن باألراضي األلمانية في
لكن في واقع األمر لم تكن هذه المعاهدة معركة هوهنلندن ،فطلب النمساوييون وقف القتال والجلوس للتفاوض ،فوقع
سوى هدنة مؤقتة لتهدئة التنافس الجمعان سنة 1801على معاهدة لونفيل ،التي كان من أبرز بنودها:
االستعمار ،ذلك أن الرغبة في بسط الهيمة -إعتراف النمسا بحق فرنسا باإلستيالء على كل األراضي األلمانية الواقعة
على العالم جعلت أطراف المعاهدة ينقضون بالقرب من حدودها.
مقتضياتها ويعلنون عن الحرب. -انسحاب النمسا من إيطاليا ،واالعتراف بالجمهوريات التي أقامها نابوليون
في كل من سويسرا وايطاليا وهولندا.
نابوليون االمبراطور ،والهزيمة الصغرى (الطرف األغر) ،واحتالل ألمانيا:
الطرف األغر
سنة 1802عين بونابارت نفسه قنصال عاما وفي سنة 1804نصب نفسه إمبراطورا ،عقب كسبه لثقة
الفرنسيين .كما خرق كل من بريطانيا وفرنسا معاهدة أميان ودخال في حرب مالحية جنوب إسبانيا ،كان األسطول
الفرنسي والذي إنضمت إليه البحرية اإلسبانية ،يضم 33سفينة حربية ،فيما األسطول البريطاني كان يضم فقط 27
بارجة بحرية ،لكن في المقابل كانت بريطانيا تتوفر على تجارب بحرية كبيرة ،مما جعلها تستدرج األسطول الفرنسي
وتباغته ،وتدمر نصف سفنه وذلك سنة ،1805في حين لم يفقد األسطول البريطاني ولو سفينة واحدة .لتضمن
سيادة كاملة على البحار والمحيطات.
احتالل ألمانيا
عقب هزيمة الطرف األغر وجه نابوليون أنظاره نحو القارة من جديد ،خاصة بعد علمه بهذا التحالف ،فوجه ضربة
إلى النمسا قبل أن يأتيها الدعم من الروس فهزمهم في معركة (أولم) على نهر الدانوب سنة .1805واتجهت القوات
النمساوية المهزومة شرقا للقاء حلفائهم الروس ،لتقع معركة كبرى( ،أوسترليز)عرفت في تاريخ أوروبا بمعركة
األباطرة الثالثة (نابوليون إمبراطور فرنسا ،فرانسوا الثاني إمبراطور النمسا ،االسكندر األول إمبراطور الروس)،
حقق فيها نابوليون إنتصارا ساحقا وإقتحم عاصمة النمسا فيينا ،وقضى على اإلمبراطورية الجرمانية وسيطرة على
أراضيها في ألمانيا وإيطاليا.
أوج القوة :السيطرة على إيطاليا
وإعادة هيكلة خريطة أوربا:
عمل نابوليون على إعادة هيكلة خريطة أوروبا ،إذ جمع شتات بولندا حول إمارة فارسوفيا ،وجعل من
بلجيكا بلدا قائما بذاته بعدما كان جزءا من أراضي هولندا .لكن أثر نابوليون يظهر أكثر في ألمانيا ،حيث جمع
المانيا في 39إقليما بعد أن كانت مشتتة في 350إقليم .حيث قضى على ما يعرف ِبـ "اإلمبراطورية الجرمانية
المقدسة" وتعويضها ِبـ "كونفيدرالية الّراين" التي صارت تحت "الحماية الفرنسية"
كما أن أهم ما قام به في هذه المرحلة هو منع التجارة مع بريطانيا في إطار ما يعرف بالحصار القاري إذ منع على
البلدان األوروبية الخاضعة له التعامل التجاري معها ،فما فشل فيه عسكريا في وجه بريطانيا عوضه اقتصاديا.
هذا الحصار أدى إلى ركود التجارة في بريطانيا وركود المعامالت البنكية ،وركود الصناعة.
الخريطة السياسية ألوروبا قبل مؤتمر فيينا 1815
المصدرgoogle:
الحملة على روسيا ،1812وبداية
الضعف: الحملة على روسيا:
استطاع جيش نابوليون هزم جيش اإلسكندر األول ،والدخول إلى موسكو .وكان رد فعل الروس أن هجروا مدينتهم وأحرقوها وتركوا نابوليون في
حيرة من أمره ال يعرف ما يصنع في موسكو .فكل القيادة الروسية انتقلت إلى مدينة سان بيترسبورغ .كان الشهر شهر أكتوبر ،وكان الروس يراهنون
على مجيء فصل الثلوج لشن هجوم مضاد على جيش نابوليون .وفي انتظار لحظة الحسم ،انتظم الروس بقيادة الجنرال ميخائيل كوتوزوف الذي حمل
اسم جنرال الثلج والجليد ،وشنوا هجوما على الفرنسيين وقت تساقط الثلوج ،فمات منهم النصف بسبب قطع اإلمدادات وتفشي البرد القارس .انهزم
الجيش الفرنسي في نهاية المطاف .وهرب نابوليون راجعا إلى فرنسا ،وكانت هذه الهزية إيدانا ببداية تراجع فرنسا في هيمنتها على أوربا.
الهزيمة الكبرى" :واترلو" وانعقاد مؤتمر فيينا:
لقد ارتبطت معركة واتيرلو ،سياسيا ودبلوماسيا ،بمؤتمر فيينا .ففي سياق التراجع الذي عرفه نابوليون على الساحة األوروبية ،بعد
نكسة روسيا ،تشكل تحالف رباعي بين بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا ،والهجوم على فرنسا ،سقطت باريس يوم 31مارس1814 ،
(بعد الهزيمة في معركة األمم –يلزك )1813 -واضطر اإلمبراطور إلى التوقيع على التنازل عن الحكم يوم 4أبريل في فونتينبلو جنوب
العاصمة ،حيث نفي إلى جزيرة إلبة اإليطالية قبالة جزيرة كورسيكا،
وعاد الملك لويس الثامن عشر إلى العرش .وفي 23أبريل وقعت فرنسا على معاهدة (باريس األولى) سلمت بموجبها ما كانت قد
احتلته في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا .وبعد ذلك ،دعا هذا التحالف إلى عقد مؤتمر دولي للبحث في سبل طي صفحة نابوليون وفتح صفحة
جديدة كتبت بريطانيا عناوينها بحروف بارزة .رسميا ،انطلق مؤتمر فيينا في 1نونبر 1814واستمرت أشغاله حتى التاسع من شهر
يونيو 1815 .وبين هذين التاريخين جرت أحداث كثيرة ،لكن تفصيل القول فيها نختزله في ما يعرف عودة المائة يوم وموقعة واتيرلو
واالستسالم.
كان نابوليون قد نفي إلى جزيرة إلبة لكنه تمكن من اإلفالت من منفاه ،واستجماع قواه باالعتماد على الجنود والضباط الذين
ظلوا أفياء له( ،عودة الصقر) وانتهت هذه المغامرة والتي امتدت على مدار مائة يوم ،بالهزيمة في معركة واتيرلو في يونيو
1815أمام قوات التحالف بزعامة بريطانيا ،ثم باالستسالم مرة أخرى وبصورة نهائية في يوليوز ،حيث نفي إلى جزيرة سانت
هيالنة جنوب المحيط األطلنتي.
يسمي الفرنسيون المعركة التي انهزم فيها نابوليون ،يوم 18يونيو من عام 1815،بـ معركة "مون سان جون" وهو
موقع في بلجيكا (جنوب بروكسيل) ،فيما ينعتها األلمان ب "التحالف الجميل ".أما البريطانيون فيسمونها "واتيرلو" وهو اسم
القاعدة العسكرية التي كان يرابط بها جيش التحالف المكون من بريطانيا وبروسيا وهولندا وبلجيكا ،بقيادة الجنرال البريطاني
أرتير ويلنغتون.
إنعقاد مؤتمر فيينا:
انعقد مؤتمر فيينا وجمع الدول المنتصرة إلعادة ترتيب أوضاع القارة االوربية ودعم
األنظمة المحافظة ما بين شتنبر 1814إلى غاية ،1815وقد هيمنت القوى الكبرى (روسيا،
بروسيا ،النمسا ،بريطانيا) على أشغال هذا المؤتمر وكرست مقرراته المبادئ التالية:
-الشرعية :إعادة األنظمة التقليدية التي كانت سائدة قبل الثورة الفرنسية.
-التوازن األوربي :إعادة فرنسا إلى حدودها الدولية مقابل توسع الدول المنتصرة عليها.
-التحالف المحافظ أو الحلف المقدس :وتألف من أربع دول هي روسيا ،بروسيا ،فرنسا،
النمسا.
تأثر أوربا خالل القرن التاسع عشر بحركات الوحدة الوطنية .حيث شهدت
عمليتي وحدة هامتين هما الوحدة األلمانية و اإليطالية:
الوحدة األلمانية:
بدأت حركة الوحدة األلمانية في القرن التسع عشر بعد الحرب النمساوية البروسية عام 1866و تم
تحقيقها بعد الحرب الفرنسية البروسية عام 1871كانت بروسيا بقيادة أتوفون بسمارك الشخصية
الرئيسة في تحقيق الوحدة األلمانية .حيث استخدم القوة العسكرية و الدبلوماسية لتوحيد الدولة
األلمانية تحت إمبراطورية المانيا.
الوحدة اإليطالية:
أما حركة الوحدة اإليطالية فقد بدأت بتأثير النضاالت الثورية و الدعم الخارجي بعد انتهاء حملة
نابليون .تأسست مملكة إيطاليا عام 1861بقيادة فيكتور ايمانويل الثاني .بعد توحيد معظم المناطق
اإليطالية شهدت الحركة الوطنية اإليطالية تأثيرا كبيرا لشخصيات مثل مازيني و كاميلو بينسو.
ازدهار الرأسمالية األوربية خالل القرن 19م:
-مظاهرها :
-تعدد اشكال االستعمار
-تعدد االمبراطوريات االستعمارية ( فرنسا ,بريطانيا ).
كمثال على ذلك احتالل فرنسا للجزائر :
-المبررات :الثأر لشرف فرنسا إثر حادثة المروحة...
الدوافع :استغالل مناجم الجزائر ,ومداخيل مراسيها والسيطرة على كنوز قصر الداي ....
-مراحل احتالل الجزائر :مناطق الشمال ,1830مناطق الوسط ما بين ,1830و 1870باقي مناطق البالد ما بعد
...1871
-إنعكاسات إحتالل فرنسا للجزائر :إستغالل خيرات الجزائر ,ضعف اقتصاد البالد وفقر المجتمع الجزائري ....
اإلمبراطورية العثمانية خالل القرن
التاسع عشر:
تقديم:
وسط الوضع المتردي الذي كان يعرفه المشرق العربي ظهرت الدولة العثمانية لتأخذ بزمام المبادرة
وتحقق انتصارات باسم اإلسالم على حساب بيزنطة ،التي كانت تمر بخريف العمر آنذاك لينجح العثمانيون
بإيصال اإلسالم إلى قلب أوروبا ،وهذا النجاح كلل بتحقيق الحلم الذي راود المسلمين منذ أمد بعيد ،بفتح
القسطنطينية سنه ،1453لتنتهي إمبراطورية الروم الشرقية بعد 11قرنا من الوجود ،لكن منذ اواخر
القرن السادس عشر بدأت الدولة العثمانية تدخل مرحلة ضعف وتدهور ،هذا التراجع وصل أقصاه خالل
القرن .19
بحيث دخلت الدولة العثمانية منذ وفاة سليمان القانوني عام 1566مرحلة الضعف بسبب الصراع
حول الحكم ،وتزايد نفوذ الصدر األعظم ،وتدخل الجيش االنكشاري في شؤون الحكم بتعيينه وعزله
للسالطين ،وإهماله لمهامه الدفاعية مما كبد العثمانيين العديد من الهزائم فرضت عليهم إثرها توقيع العديد
من المعاهدات كانت بنودها لصالح الدول المنتصرة.
حاول السالطين خالل القرن 19نهج عدة إصالحات محاولة منهم إحياء أمجاد اإلمبراطورية.
اإلصالحات العثمانية خالل القرن التاسع العشر:
❑سلــيم الثالث :1807-1789
كانت اإلصالحات في المجال العسكري بإنشاء المدرسة العسكرية النظامية وتدريب الجنود على النمط
األوروبي.
❑محمــود الثاني:1839-1808
اإلمبراطورية العثمانية خالل القرن
أنشأ الجيش النظامي الجديد المعروف باسم "النيزام الجديد" وألغى فرقة اإلنكشارية بعد تمردها عام
1826
التاسع عشر:
شملت إصالحات محمود الثاني أيضًا إنشاء مجلس األعيان وتحديث النظام القضائي وإصالح النظام
المالي والضريبي
❑عبدالمجيــد األول :1861-1839
جاءت اإلصالحات تحت اسم خط شريف كلخانة الصادر عام 1839أعلن المساواة بين جميع رعايا
ّ
الميالت (الطوائف الدينية). الدولة وألغى نظام
❑ عبد العزيز :1876-1861
سن قوانين لألراضي منحت حقوق الملكية للفالحين ونظمت استغالل األراضي وجبايات الضرائب
المسألة الشرقية وتدخالت القوى األوربية:
❑خلفية المسالة الشرقية:
-صراع القوى األوروبية على النفوذ والمصالح في أراضي الدولة العثمانية.
-سعي روسيا القيصرية للسيطرة على المضائق البحرية (البوسفور والدردنيل).
-مطالب روسيا والدول األوروبية بحماية المسيحيين الرعايا العثمانيين.
❑ نادى اإلتحاديون العثمانيون ’’منظمة االتحاد والترقي’’ بوحدة الشعوب تحت راية
اإلمبراطورية على أسس علمانية بعيدًا عن االنتماءات الدينية.
التاسع عشر:
❑ أصدر أول دستور عثماني عام 1876وأنشئ مجلس نيابي (مجلس المبعوثان)
للمشاركة في الحكم.
ضا بإصالحات عسكرية واقتصادية مثل تأسيس البنك العثماني وشركة الحديد ❑ قام أي ً
العثمانية.
لكن هذه الجهود لم تنجح في منع تفكك اإلمبراطورية في نهاية القرن .19
إن الظرفية الجديدة التي عاشها المغرب في
القرن 19مرتبطة أساسا بتحولين إثنين:
الثاني :مرتبط بالحملة النابليونية على مصر وانتقال ذلك الصراع األول :مرتبط بالثورة الصناعية وما أحدثته من
الفرنسي البريطاني إلى حوض البحر األبيض المتوسط عامة مؤثرات هائلة من حيث إتساع التجارة العالمية التي
وبالبلدان المغاربية خاصة وبالتالي ازداد التنافس االمبريالي بين شكلت وسيلة من وسائل التغلغل األوربي بالمغرب
القوى األوروبية حول المغرب
وأصبح هذا التنافس (بين الترغيب والترهيب) يتحكم في المغرب أكثر مما
يحكمه سلطانه ،وأضحت كل الدول المتنافسة تبحث لها عن مناطق نفود
بالمغرب بواسطة المبادالت التجارية والمعاهدات الدبلوماسية.
بعد وفاة السلطان سليمان تولى الحكم المولى عبد الرحمان ابن هشام ،هنا المغرب لم يتمكن من وضع حد نهائي لما عرفه من
توترات داخلية وتحرشات خارجية حيث ثم اعالن مرحلة جديدة من االضطرابات السياسية التي ازدادت حدتها بتزامنها مع األزمات
الديمغرافية واالقتصادية باإلضافة إلى أزمة السلطة وغياب إطار قانوني ينظم انتقال الحكم من السلطان إلى أخر ،إضافة إلى انقسام
شيوخ الزوايا والحواضر وتغيير تحالفاتهم وفق مصالحهم الشخصية .وكان للتدخل األوربي في الشؤون الداخلية للبالد أُثر في
تعميق المشكل .كما عمل المولى عبد الرحمان على نهج سياسة االنفتاح على أوربا بالتوقيع على سلسلة من المعاهدات كالمعاهدة
البريطانية المغربية سنة 1824والمعاهدة الفرنسية المغربية سنة 1825مما مهد لمعاهدات أخرى وقع عليها المغرب في وقت
الحق ساهمت في تزايد المبادالت وتكاثر أعداد األوربيين بالمدن الساحلية والداخلية وتعاظم مصالحهم االقتصادية.
الضغوط الخارجية والتغلغل األجنبي
الضغوط العسكرية والسياسية:
معركة إيسلي:
بعد احتالل الجزائر من قبل فرنسا سنة 1830وجد السلطان المغربي ملزما بمؤازرة األمير عبد القادر الجزائري ،خاصة بعد مجيئ أهل تلمسان الى
المولى عبد الرحمان ابن هشام.
بمجرد قبوله البيعة سيدخل المغرب في مواجهة مع فرنسا في شخص السلطان وهنا فرنسا احتجت ألنه اعتبرت مساعدة الجزائر تدخل في حق من
الجزائرية .هنا فرنسا ستنتقل من االحتجاج الى التهديد بالتدخل العسكري .وستدخل فرنسا قرية اللة مغنية سنت 1838بعد انتصار األمير عبد القادر
الجزائري على فرنسا.
وباستمرار السلطان في الدعم بالعتاد العسكري للمقاومة تقدمت فرنسا وأسست مركزا قرب وجدة كما أعطوا لنفسهم الحق في مطاردة األمير عبد القادر
الجزائري .تدخل السلطان بعد احتالل قرية اللة مغنية وطلب التفاوض بشأن التراجع على القرية ،بعد رفض التراجع عن القرية سيدخل المغرب في مواجهة
مع فرنسا بمعركة ايسلي سنة 1844لينهزم شر هزيمة نظرا لضعفه العسكري وأنه لم يصل إلى الحداثة التي وصل اليها الجيش الفرنسي.
كشفت معركة ايسلي الضعف العسكري المغربي الدي كانت تغطيه أساطيل الجهاد البحري.كما أزلت الستار عما كان عليه المغرب من تأخر في جميع
المستويات وأصبح المغرب بعد هده الهزيمة ميدانا للتناحر األوربي وفريسة للتوسعات االستعارية.
وفي الختام يمكن القول أن القرن التاسع عشر كان فترة استثنائية في تاريخ العالم .شهد هذا القرن تحوالت هائلة وتغيرات جذرية في
مختلف المجاالت ,مما أثربشكل كبير على مسار التطور البشري,كما سادت اإلمبراطوريات الكبرى في بداية هذا القرن مثل اإلمبراطورية البريطانية
والفرنسية والروسية ,كما شهدنا تراجع نفودها وتراجعها وانهيار بعضها نتيجة للحروب والصراعات التي شهدها هذا القرن,ومجمل هذه األحداث
مهدت الطريق نحو أحداث كبرى سيعرفها العالم خالل القرن العشرين.
الئحة المراجع: