Professional Documents
Culture Documents
َ ُ
اعتدت أن يكون لخياالتي وتصوراتي ق الكثير من الوقت ,وألننيت قد تستغر ُبغير مقدما ٍ
تلفت انتباه روحي فقد كان هذا تحديداً السبب الرئيسي وراء
ُ األكبر في قراءاتي لألبيات الشعرية التي
ُ
استمعت ألبياته أو قرأتها وجدتني أتخيلهُ وهو اختياري للكتابة عن قصائد ( جاسم الصحيح ) ,فكلما
يلقيها على مسامع حبيبته الخجولة ,تلك التي تخفضُ رأسها خجالً وتحاو ُل الهروب بعينيها من عينيه
لكنها ال تستطي ُع من َع نفسها من النظر نحوهُ بدهش ٍة بين الحين واآلخر كلما طرقت مسامعها عبارةٌ لم
يخطر على بالها أنهُ سوف يقولها كي يُعبّر بها عن مدى حب ِه لها ,بل عن طريقت ِه المختلفة في الحب
ُ
ذكرت في عنوان موضوعي . والغزل ,وأقص ُد بذلك ( الغزل الرقراق ) كما
لشاعر من
ٍ تظن أنكَ تقرأ قصيدةً
ُّ فشاعرنا يكتبُ الشعر العمود ّ
ي بثقاف ٍة واضحة ,بطريق ٍة تجعلكَ
ُ
تلبث أن تتبينَ أن األمر ليس كذلك وأنهُ جم َع بين جمال الشعر في ذلك العصر العصر الجاهلي ثم ما
وبين حداثة الشعر المعاصر ولكن بطريق ٍة ملفت ٍة لالنتباه فعالً .
فحينَ نج ُد أن أبيات الشعر الغزل ّي _تحديداً_ قد تثي ُر الخجل الشديد لدى من يستم ُع إليها ,كما لمسنا
من خالل قراءتنا ( للشعر الماجن ) أو للشعر الذي يرك ُز على إبراز جمال جسد المرأة بطريق ٍة قد
تخدش الحياء أحيانا ً ,نج ُد أننا معهُ نرغبُ في االنغماس بتفاصيل الصور التي تجسدها أبياته ,كيف
ال وهو يخاطبُ حبيبتهُ مثالً بقوله :
ٌ
أحاديث بال سن ٍد كل النسا ِء
عباس !!
ِ ٌ
حديث الب ِن ت
ت أن ِ وأن ِ
بوصف قد ال يخط ُر ببا ِل أح ٍد غيره ,فأن تصف حبيبتك بالجمال ,الدالل ,الرقة أو
ٍ فهو هنا ,يصفها
ُ
وعالمات تتغزل بشفتيها أو عينيها ,هي أمو ٌر طبيعيةٌ للغاية وقد نتقبلها من دون أن نتوقف عندها
َ أن
بوضوح على مالمحنا ونحنُ نراها محاطةً بهال ٍة من القداسة التي يص ّر الشاعر على
ٍ الدهشة ترتس ُم
أن يحيطها بها في أغلب قصائده ,وهو يكم ُل حديثهُ معها في ذات القصيدة بقوله :
ك حتى مسّني خج ٌل
مألتني ب ِ
الناس
ِ من فر ِط ما غازلتني أعينُ
فهو هنا يصفها بالجمال البارع لكن بطريق ٍة غير مباشرة حين يبينُ أن جمالها طُب َع في مالمحه وصا َر
صفةً لصيقةً به .
وهو قد يو ّد أحيانا ً أن يخبر حبيبته بأنهُ لها ال لغيرها ولكن بطريق ٍة غير مباشر ٍة أيضا ً :
ك هويةٌ فكأنما
لي من هوا ِ
من صاح يا أهل الهوى يعنيني !
ُ
يتحدث عنهُ بــ ( روحاني ٍة ) واضحة حين يقول مثالً : أما في تعريف ِه للعشق ,فهو
عمر
ٍ العشق تنصه ُر األعما ُر في
ِ في
من الخلود كأنَ اللحظةَ األب ُد
قامت قيامةُ أشواقي وليس بها
ذكراك يتّق ّد ,ويا لروعة الوصف في البيت الثاني .
ِ إال حمي ٌم على
ب فلسف ّي أيضا ً : ُ
يتحدث عن الحب بإسلو ٍ وهو أحيانا ً قد
ُّ
خط استوا ِء الهوى في ك ّل خارط ٍة
للكون يمت ُد من جنبي إلى جنبي
ِ
خوفا ً على األرض خوفا ً من تدحرجها
بالخلق علّقتها في عرو ِة الهُد ِ
ب ِ
أو ..
ُ
دنوت حتى خلتني ك ُ
ودنوت من ِ
أدنو إلى س ّر الحياة ألدركه
وهو قد يصفُ الجمال المستو َر عن أعين الناس أحيانا ً ,ويا لجمال وصفه :
ك الحنون يكا ُد من
وسوا ُد ملفع ِ
فر ِط الحنان يضي ُء في جنَباتي
وشاعرنا ينحو نحو وصف ذاته والكالم عنها بين الحين واآلخر ,مثلهُ في هذا مث ُل أغلب الشعراء
المعت ّدين بذواتهم ,فتلك الذات التي قد ال تكونُ واضحةً لآلخرين تمام الوضوح ال ب َد لهُ من محاول ِة
ت أحيانا ً مما يدعو القارئ للرغبة في
إبرازها بصور ٍة مميزة ,بالوصف ,السرد أو ربما بالتساؤال ِ
ت تلك الذات التي قد تكونُ غائبةً عن نظره ولكنها موجودةٌ فعالً بين أبيات
اإلبحار والبحث عن مفردا ِ
قصائد ( جاسم الصحيح ) :
وما ُّ
أنفك أسألني لماذا
أتيت إلى الوجو ِد وما د ُ
ُعيت ُ
الملكوت نرداً
ُ لماذا اختارني
أطراف عتمت ِه ر ُ
ُميت ِ على
وهل أقدارنا إال قماشٌ
ُ
البشوت ) ك كما تُحا ُ
ك لنا ( يُحا ُ
ك عني
تقو ُل ل َي الحياة :إلي َ
ُ
هيت ! وأحيانا ً تقو ُل :إلي َ
ك
فكيفَ أجرُّ أقدامي وأمضي
ُ
شتيت ..؟؟ و ( هده ُد ) رحلتي ق َد ٌر
الدور
َ ُ
اعتدت أن يكون لخياالتي وتصوراتي ق الكثير من الوقت ,وألننيت قد تستغر ُبغير مقدما ٍ
تلفت انتباه روحي فقد كان هذا تحديداً السبب الرئيسي وراء
ُ األكبر في قراءاتي لألبيات الشعرية التي
ُ
استمعت ألبياته أو قرأتها وجدتني أتخيلهُ وهو اختياري للكتابة عن قصائد ( جاسم الصحيح ) ,فكلما
يلقيها على مسامع حبيبته الخجولة ,تلك التي تخفضُ رأسها خجالً وتحاو ُل الهروب بعينيها من عينيه
لكنها ال تستطي ُع من َع نفسها من النظر نحوهُ بدهش ٍة بين الحين واآلخر كلما طرقت مسامعها عبارةٌ لم
يخطر على بالها أنهُ سوف يقولها كي يُعبّر بها عن مدى حب ِه لها ,بل عن طريقت ِه المختلفة في الحب
ُ
ذكرت في عنوان موضوعي . والغزل ,وأقص ُد بذلك ( الغزل الرقراق ) كما
لشاعر من
ٍ تظن أنكَ تقرأ قصيدةً
ُّ فشاعرنا يكتبُ الشعر العمود ّ
ي بثقاف ٍة واضحة ,بطريق ٍة تجعلكَ
ُ
تلبث أن تتبينَ أن األمر ليس كذلك وأنهُ جم َع بين جمال الشعر في ذلك العصر العصر الجاهلي ثم ما
وبين حداثة الشعر المعاصر ولكن بطريق ٍة ملفت ٍة لالنتباه فعالً .
فحينَ نج ُد أن أبيات الشعر الغزل ّي _تحديداً_ قد تثي ُر الخجل الشديد لدى من يستم ُع إليها ,كما لمسنا
من خالل قراءتنا ( للشعر الماجن ) أو للشعر الذي يرك ُز على إبراز جمال جسد المرأة بطريق ٍة قد
تخدش الحياء أحيانا ً ,نج ُد أننا معهُ نرغبُ في االنغماس بتفاصيل الصور التي تجسدها أبياته ,كيف
ال وهو يخاطبُ حبيبتهُ مثالً بقوله :
ٌ
أحاديث بال سن ٍد كل النسا ِء
عباس !!
ِ ٌ
حديث الب ِن ت
ت أن ِ
وأن ِ
بوصف قد ال يخط ُر ببا ِل أح ٍد غيره ,فأن تصف حبيبتك بالجمال ,الدالل ,الرقة أو
ٍ فهو هنا ,يصفها
ُ
وعالمات تتغزل بشفتيها أو عينيها ,هي أمو ٌر طبيعيةٌ للغاية وقد نتقبلها من دون أن نتوقف عندها
َ أن
بوضوح على مالمحنا ونحنُ نراها محاطةً بهال ٍة من القداسة التي يص ّر الشاعر على
ٍ الدهشة ترتس ُم
أن يحيطها بها في أغلب قصائده ,وهو يكم ُل حديثهُ معها في ذات القصيدة بقوله :
ك حتى مسّني خج ٌل
مألتني ب ِ
الناس
ِ من فر ِط ما غازلتني أعينُ
فهو هنا يصفها بالجمال البارع لكن بطريق ٍة غير مباشرة حين يبينُ أن جمالها طُب َع في مالمحه وصا َر
صفةً لصيقةً به .
وهو قد يو ّد أحيانا ً أن يخبر حبيبته بأنهُ لها ال لغيرها ولكن بطريق ٍة غير مباشر ٍة أيضا ً :
ك هويةٌ فكأنما
لي من هوا ِ
ُ
يتحدث عنهُ بــ ( روحاني ٍة ) واضحة حين يقول مثالً : أما في تعريف ِه للعشق ,فهو
عمر
ٍ العشق تنصه ُر األعما ُر في
ِ في
ُّ
خط استوا ِء الهوى في ك ّل خارط ٍة
أو ..
ُ
دنوت حتى خلتني ك ُ
ودنوت من ِ
قياس لهُ
َ ٌ
حسن ال حسنك
ِ هللِ
لمقياس ,وهي إشارةٌ واضحة إلى الحديث المعروف " إن هللا جمي ٌل يحبُ الجمال
ِ ما كان هللِ ال يخضع
"
ي وانهمرا
فاض الوح ُ
َ وجهك
ِ أفق
من ِ
لوصف
ٍ ويا لروعة الوصف والتساؤالت البالغة األناقة ,ثم نراهُ ينتق ُل ليقول وهو يحاو ُل الوصول
ب لمقدار حب ِه لها :
مقار ٍ
ثم ينتق ُل للكالم عن اإلمام المهدي في إشار ٍة واضح ٍة لما سيحدث يوما ً :
ب في عمري
ظهور الح ِ
ِ اآلن عص ُر
جبينك صورتي
ِ ومتى سأبص ُر في
ونصو ُ
غ أطفاالً من القبال ِ
ت
ينفك يمارسُ هوايتهُ األثيرة في الكالم مع األنثى ( الحُلم ) ويُدلّلها بأجمل الكلمات :
وهو ال ُّ
ق
والحبَ ِ
َ يُ َدلَ ُل الشاي بالنعناع
الوداع األخير
ِ ت الفرشاة المغمس ِة بالماء العذب حتى حينَ يه ُم بأن يصف لنا مشهد
وشاعرنا يرس ُم بذا ِ
بين حبيبين ,مثالً :
ّ
التف ثوبُ وداعنا ولي ٌل علي ِه
ت
رأت معب َد النجوى بال همسا ِ
ت
المحروق بالزفرا ِ
ِ ب
على الخش ِ
ت
سوى زهر ٍة نشوان ِة البتَال ِ
فما أرو َع اإلنتشاء بعذوبة اآلخر حتى إن كان يه ُّم باالبتعاد والرحيل عن محبوبه ,ما أرو َع أن ال
يُسكرنا غير عطره وإن ابتعد ونأى !!
وهو قد يصفُ الجمال المستو َر عن أعين الناس أحيانا ً ,ويا لجمال وصفه :
ك الحنون يكا ُد من
وسوا ُد ملفع ِ
وحنان
ِ في الروح ...حقنةُ رأف ٍة
وشاعرنا ينحو نحو وصف ذاته والكالم عنها بين الحين واآلخر ,مثلهُ في هذا مث ُل أغلب الشعراء
المعت ّدين بذواتهم ,فتلك الذات التي قد ال تكونُ واضحةً لآلخرين تمام الوضوح ال ب َد لهُ من محاول ِة
ت أحيانا ً مما يدعو القارئ للرغبة في
إبرازها بصور ٍة مميزة ,بالوصف ,السرد أو ربما بالتساؤال ِ
ت تلك الذات التي قد تكونُ غائبةً عن نظره ولكنها موجودةٌ فعالً بين أبيات
اإلبحار والبحث عن مفردا ِ
قصائد ( جاسم الصحيح ) :
وما ُّ
أنفك أسألني لماذا
الملكوت نرداً
ُ لماذا اختارني
أطراف عتمت ِه ر ُ
ُميت ِ على
ُ
البشوت ) ك كما تُحا ُ
ك لنا ( يُحا ُ
ك عني
تقو ُل ل َي الحياة :إلي َ
ُ
هيت ! وأحيانا ً تقو ُل :إلي َ
ك
ُ
شتيت ..؟؟ و ( هده ُد ) رحلتي ق َد ٌر