You are on page 1of 13

‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫هم" للنابغة الذبياني‬


‫"كليني ِل ٍّ‬
‫شرح قصيدة ِ‬

‫هذه القصيدة من القصائد القديمة التي ُيطلق عليها‪" :‬القصيدة العامودية أو الكالسيكية"‪ .‬ومن‬
‫خصائص هذا النوع من القصائد ما يلي‪:‬‬
‫ُ‬
‫تفعيالتها متساوية‪ ،‬وكل بيت فيها ينقسم لصدر‬ ‫أ‪ .‬األبيات في القصيدة الكالسيكية العامودية‬
‫وعجز‪( .‬وهو من العناصر اإليقاعية في الشعر)‬
‫القافية واحدة‪ ،‬والقافية هي آخر مقطع صوتي ينتهي فيه كل بيت‪ ،‬وفي هذه القصيدة القافية هي‬ ‫ب‪.‬‬
‫شب ًعا‪( .‬وهو من العناصراإليقاعية في الشعر)‬ ‫كسرا ُم َ‬
‫باء مكسورة ً‬
‫ا‬
‫في الغالب كل بيت فيها يكون مستقال بمعناه عن البيت الذي يليه‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬
‫ال تلتزم بوحدة املوضوع‪ ،‬فالشاعر فيها ينتقل من ً‬
‫معنى آلخر‪.‬‬ ‫ث‪.‬‬
‫فيها إكثار من الوسائل ّ‬
‫الفن ّية والبالغية‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫ح‪ .‬فيها الكثير من الكلمات الغريبة والصعبة‪.‬‬

‫قصة القصيدة‪:‬‬

‫كان النابغة الذبياني من شعراء املناذرة حكام الحيرة بل إنه من الشعراء املقدمين عند النعمان بن املنذر‬
‫ملك الحيرة‪ ،‬بدليل أن النعمان كافأه على بعض قصائده بمائة ناقة‪ ،‬فأخذ الشعراء اآلخرون وغيرهم من‬
‫جلساء امللك يحسدونه على مكانته ويسعون بالوشاية به عند امللك‪ ،‬وفي هذه األثناء حدثت حرب بين‬
‫الغساسنة ملوك الشام وقبيلة ذبيان التي ينتسب لها الشاعر‪ ،‬وقد انهزمت ذبيان وقتل منها رجال وأسر‬
‫آخرون وسبيت النساء فرأى النابغة أن مدح الغساسنة في تلك الظروف التي تحيط بقبيلته أمر مهم‪،‬‬
‫ّ ُ‬
‫حتى يك ّفوا عن قبيلته‪ ،‬فانتقل إليهم وأقام عندهم وقال فيهم قصائد منها قصيدته التي بين أيدينا‪.‬‬

‫وقيل ّإن هذه القصيدة قالها حينما اختلف مع النعمان بن املنذر في موضوع الشعر الذي وصف به زوجة‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫النعمان "املتجردة"‪ً ،‬‬
‫فوشوا به إلى النعمان‪ ،‬فهرب منه‪ ،‬وانحاز إلى خصومه آل‬ ‫وصفا استغله أعداؤه‪،‬‬
‫غسان‪ .‬ولجأ إلى زعيمهم في تلك األيام‪ ،‬وهو "عمرو بن الحارث"‪.‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫شرح أبيات القصيدة‪:‬‬

‫ُ‬ ‫َ َُ َ ُ‬
‫الكواكب‬
‫ِ‬ ‫بطيء‬ ‫قاسيه‬ ‫أ‬ ‫وليل‬
‫ٍّ‬ ‫البيت األول‪ِ :‬كليني ِله ِم يا أميم ِ‬
‫ناص ِب‬ ‫ة‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كليني‪ :‬دعيني‪ .‬أميمة‪ :‬ابنته‪ .‬ناصب‪ُ :‬متعب‪ .‬بطيء الكواكب‪ :‬تسير سيرا بطيئا‪ ،‬كناية عن ّأنها ال تغور‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫شرح البيت‪ُ :‬يخاط ُب النابغة ابنته قائال لها‪ :‬دعيني يا بنيتي لهمومي املتعبة واتركيني أقاس ي هذا الليل‬
‫الطويل الذي ال تسير نجومه إلى املغيب وإنما هي تتثاقل في اتجاهها إلى مغاربها‪.‬‬
‫ً‬
‫طويال قبل أن تغيب ويطلع الفجر‪ ،‬وهذا ّ‬
‫يدل‬ ‫فذكر ُبطء الكواكب دليل على طول الليل‪ ،‬أي ّأنها تمكث‬
‫على كثرة الهموم وعلى املعاناة التي يعانيها الشاعر‪ ،‬فالليل إذا وصفه الشعراء بالطول فهو ّ‬
‫يدل على‬
‫املعاناة والتعب‪.‬‬

‫َ ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫البيت الثاني‪َ :‬ع َل َّي ل َ‬


‫بذات عقا ِر ِب‬
‫وال ِد ِه ليست ِ‬
‫ِل ِ‬ ‫مرو ِنعمة بعد ِن ٍّ‬
‫عمة‬ ‫ع‬
‫ِ ٍّ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫علي لعمرو‪ :‬أي ّأنني مدين لعمرو‪ .‬نعمة‪ :‬فضل وإحسان‪ .‬ليست بذات عقا ب‪ :‬ال ُي ّ‬
‫كدرها َم ٌّن وال أذى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ر‬
‫وعمرو هو عمرو بن الحارث زعيم الغساسنة‪.‬‬

‫كسب بالشعر‪ ،‬فقد كان يقول القصائد في املدح ُمقابل ش يء من املال أو‬ ‫مشهور ّ‬
‫بالت ّ‬ ‫ٌ‬ ‫شرح البيت‪ :‬النابغة‬
‫ً‬ ‫حتى ّإن بعض قصائده أخذ عليها مئة من اإلبل‪ ،‬وهنا يظهر ّأنه قد ّ‬ ‫اإلبل‪ّ ،‬‬
‫تكسب من الشعر وجمع أمواال‬
‫من عمرو بن الحا ث ووالده‪ ،‬ويعتبر نفسه ً‬
‫مدينا لهم على نعمهم هذه التي أنعموا بها عليه‪ ،‬فيقول‬ ‫ر‬
‫من َّ‬
‫علي عمرو بخيرات كثيرة وأعطاني والده مثلها وهي خيرات ال يخالطها أذى وال تتبعها منة‪،‬‬ ‫الشاعر‪ :‬لقد َّ‬
‫عم ال يلحقه بسببها منقصة وال ّ‬
‫مذمة‪ ،‬وال يلحقه بسببها امتنان عليه بها‪.‬‬ ‫أي ّأنها خيرات ون ٌ‬
‫وأنه ُيعطي بدون مقابل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بأنه كثير العطاء ّ‬
‫وبأن‬ ‫والنعم‪،‬‬ ‫ففي هذا البيت أول مدح لعمرو بن الحارث‬
‫ّ‬ ‫عطاءه من طيب نفس دون أن ّ‬
‫يمن على من أعطاه أو يؤذيه من خالل تذكيره بفضله عليه ((بمعنى أنه ال‬
‫يحمل الغير جميلة على عطائه))‬ ‫ّ‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫أشائ ِب‬
‫غير ِ‬‫ان ُ‬‫كتا ِئ ُب ِم ْن غس‬ ‫قد غ َزت‬ ‫صرإذ ِقيل‬
‫البيت الثالث‪ :‬و ِثقت له بالن ِ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬

‫أشائب‪ :‬أخالط‬

‫شرح البيت‪ :‬بعد التمهيد السابق بدأ في هذا البيت بمدح عمرو بن الحارث وآبائه وعشيرته‪ ،‬فيقول‪ :‬لقد‬
‫تيقنت من انتصار امللك عمرو بن الحارث على أعدائه؛ ألن جيشه يشتمل على أبناء الغساسنة فقط دون‬
‫ً‬
‫غيرهم؛ فذلك الجيش ال يجمع أخالطا من القبائل وإنما هو مقتصر على بني غسان‪ ،‬مما يجعل الجيش‬
‫مدح لهم بمدى ّ‬
‫واحدة وأصحاب عزيمة ثابتة‪ ،‬ويقاتلون بقوة ومن أجل القبيلة‪ ،‬وفي هذا ٌ‬‫ً‬
‫قوتهم‬ ‫لحمة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأنهم ال يحتاجون للغير من أجل مساعدتهم على االنتصار‪ ،‬وإنما يكتفون بأنفسهم وينتصرون‪.‬‬

‫األبيات ‪ :6-4‬وصف الطيورالتي تشهد على انتصاراتهم‬


‫ً‬
‫مشهدا للطيور وهي تلحق بالجيش وتشهد على انتصاراتهم‬ ‫في هذه األبيات يعرض لنا‬

‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬


‫طير تهتدي بعصا ِئ ِب‬ ‫ُ‬
‫عصائب ٍّ‬ ‫البيت الرابع‪ :‬إذا ما غ َز ْوا بالجيش حل َق فوق ُهم‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫َ‬
‫عصائب‪ :‬جمع عصابة وهي الجماعة‬ ‫غ َزوا‪ :‬خرجوا للحرب والقتال‪.‬‬

‫ّ‬
‫شرح البيت‪ :‬يصف هنا نصرهم املؤكد بوصف ّأن الطيور نفسها تكون متأكدة بنصر الغساسنة على‬
‫أعدائهم فيقول‪ :‬إذا سار جيش الغساسنة للغزو فإنه يطير فوق رؤوسهم مجموعات من الطيور الكاسرة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وكل ذلك ُبغية الحصول على طعامها من جثث أعدائهم‪ .‬أو أنه يقصد أنه‬
‫فإذا رأتها الطيور األخرى تبعتها‪ّ ،‬‬
‫ُ ّ‬
‫في اللحظة التي يخرج جيش الغساسنة للقتال تحلق فوقهم جماعات من الطيور تهتدي بعصائب وكتائب‬
‫الجيش‪.‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫غالب‬ ‫ُ‬
‫الجمعان أول ِ‬
‫ِ‬ ‫إذا ما التقى‬ ‫قبيله‬ ‫جوانح قد أيق َّن أن‬
‫َ‬ ‫البيت الخامس‪:‬‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫ً‬ ‫قن‪َ ،‬ع َر َ‬ ‫َ ّ ّ‬
‫تأكدن‪ ،‬وث َ‬
‫فن معرفة أكيدة‪.‬‬ ‫أيقن‪:‬‬ ‫جوانح‪ :‬أي مائالت للوقوع‪.‬‬
‫ً‬
‫مائال للوقوع‪ ،‬وذلك ّ‬
‫ألنها اعتادت على‬ ‫شرح البيت‪ :‬يصف الشاعر هذه الطيور بأنها تكون بهيئة من يكون‬
‫ألنها سوف تقع على جثث اعدائهم بعد‬ ‫مصاحبتهم حين يخرجون لقتال أعدائهم‪ ،‬وتكون بهذه الهيئة ّ‬
‫ّ‬
‫املعركة‪ ،‬فكأن الطيور تعلم الغيب وهي على يقين من نصرهم في املعارك‪ ،‬وقتلهم ألعدائهم‪.‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬


‫إذا ُع ِرض الخ ِط ُّي فوق الكوا ِث ِب‬ ‫البيت السادس‪ :‬لهن عليهم عادة قد َع َرفنها‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫ّ‬
‫لهن عليهم عادة‪ :‬هذه الطيور لها عادة عند هؤالء القوم‬

‫الخطي‪ :‬الرماح املنسوبة الخط (موضع في البحرين)‪.‬‬


‫الخط ّي‪ :‬إذا ُنص َب ُوأ ّ‬
‫عد للطعن‬
‫َ‬
‫ُع ّرض‬
‫الكواثب‪ :‬جمع كاثبة وهي ملتقى الرقبة بالكتف‪ّ /‬‬
‫مقدمة ّ‬
‫السرج‬

‫شرح البيت‪ :‬يقول ّإن تلك الطيور اعتادت على مرافقة ذلك الجيش‪ ،‬واعتادت على رؤيتهم ينتصرون في‬
‫مقدمة سروج الخيل ُتد ك ّ‬
‫بأن طعامها من القتلى قد اقترب‪،‬‬ ‫املعا ك‪ ،‬فعندما ترى الرماح قد ُنصبت على ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫وأن انتصار الغساسنة مؤكد‪ُ ،‬وت ّ‬
‫ّ‬
‫جهز نفسها للوقوع على لحوم أعداء الغساسنة‬

‫ُ‬ ‫فهذه األبيات الثالثة ُت ّ‬


‫صور الجيش وهو في طريقه للمعركة‪ ،‬حيث تكون الطيور شاهدة على انتصاراته‪،‬‬
‫وتتجمع هذه الطيور عصائب إثر عصائب وتكون ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫متيقنة ّأن‬ ‫ّ‬ ‫فهي تحلق فوقه وهو في طريقه للمعركة‪،‬‬
‫صيدها قد اقترب من قتلى أعداء الغساسنة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتيقن هذه الطيور بانتصار عمرو بن الحارث داللة على انتصارات عمرو املتالحقة واملؤكدة‪ ،‬مما جعل‬
‫الطيور معتادة على هذا املشهد‪.‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫البيت السابع‪ :‬وال َ‬
‫عيب فيهم َ‬
‫الكتائب‬
‫ِ‬ ‫ِب ِهن فلول من ِق ِ‬
‫راع‬ ‫غيرأن سيوفهم‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬

‫قراع‪ُ :‬مضاربة‪ .‬الكتائب‪ :‬جمع كتيبة وهي الفرقة من الجيش‪.‬‬ ‫فلول‪ :‬ثلوم ُّ‬
‫وتكسر‪.‬‬

‫شرح البيت‪ :‬إذا أردت أن أبحث عن عيب في الغساسنة فإنني لن أجده‪ ،‬فعيبهم الوحيد هو تثلم و ّ‬
‫تكسر‬
‫ً ّ‬
‫عيبا وإنما هو شرف لهم‪ .‬فهنا استخدم‬ ‫أطراف سيوفهم بسبب كثرة املعارك التي يخوضونها‪ ،‬وذلك ليس‬
‫الشاعر أسلوب املدح بما يشبه الذم‪ ،‬فهو أراد مدحهم بكثرة خوضهم للمعارك وضربهم األعداء‪ ،‬فذكر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫تكسر أطراف السيوف ّ‬‫شيئا يدل على ذلك وهو ّ‬‫ً‬
‫ألنهم حملوها حمال ثقيال وهو مقارعة الجيوش‪.‬‬

‫إلى اليوم قد ُجر َ‬


‫بن كل التجا ِر ِب‬ ‫حليمة‬ ‫يوم‬ ‫ُُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫مان ِ‬
‫البيت الثامن‪ :‬تو ِرثن من أز ِ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫ُ‬
‫ت ُو ّرثن‪ :‬يعني السيوف‪ ،‬أي قد ورثوها من آبائهم وأجدادهم‪.‬‬
‫حليمة‪ :‬هي حليمة بنت الحارث بن أبي شمر الغساني‬
‫ُ‬
‫يوم حليمة‪ :‬معركة مشهورة انتصر فيها الحارث بن َج َبلة على املنذر بن ماء السماء‪.‬‬
‫ُّ َ ُ‬
‫بن كل التجارب‪ :‬أي ّأن هذه السيوف خاضت معارك كثيرة واستعملت فيها‪.‬‬ ‫جر‬

‫شرح البيت‪ :‬يقول ّإن تلك السيوف مجربة منذ القديم فهي متوارثة من جيل إلى جيل‪ ،‬وقد حارب بها‬
‫األبطال الذين انتصروا على املناذرة في ذلك اليوم املعروف بيوم حليمة‪.‬‬
‫فهو هنا مدح السيوف التي يمسكها املقاتلون من الغساسنة ّ‬
‫بأنها أسياف ُم ّ‬
‫جربة داللة على قوتها وخبرتها‬
‫في االنتصارات في املعارك‪.‬‬
‫والعلة من ذكره "يوم حليمة" لبيان مدى قوة الغساسنة وقوة سيوفهم‪.‬‬
‫ويوم حليمة هو من أشهر أيام العرب‪ ،‬وحليمة هي بنت الحارث أخت عمرو بن الحارث‪ُ ،‬ون َ‬
‫سب إليها هذا‬
‫ً‬
‫جيشا إلى املنذر بن ماء السماء‪ ،‬فحضرت حليمة املعركة ّ‬ ‫اليوم ّ‬
‫ألن أباها ّ‬
‫مشجعة لعسكر أبيها على‬ ‫وجه‬
‫فطيبت الجنود به‪ ،‬وقال أبوها‪ :‬من يأتني برأس املنذر ّ‬
‫أزوجه من‬ ‫القتال‪ ،‬وقيل ّإنها أخرجت لهم ً‬
‫عطرا ّ‬
‫ً‬
‫وفعال جاء أحدهم برأسه‪ّ ،‬‬
‫لكن بعض الجنود نالوه وقتلوه فلم يفز بحليمة‪.‬‬ ‫حليمة‪،‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫َ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ ُ ُّ َّ‬
‫باح ِب‬
‫لوقي املضاعف نسجه وتو ِقد بالصفاح نارالح ِ‬
‫البيت التاسع‪ :‬تقد الس ِ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫َ‬
‫السلوقي‪ :‬الدرع املنسوب إلى سلوق قرية باليمن‪.‬‬ ‫ت ُق ُّد‪ :‬تشق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ف َن ُ‬
‫سجه‪ :‬الذي نس َج حلقتين حلقتين إشارة إلى متانته وقوته‬
‫ُ َ َ‬
‫املضاع‬

‫الص َّفاح‪ :‬الحجارة ويقصد بها خوذات الجنود‪ .‬الحباحب‪ :‬ذباب يطير في الليل فيشع منه النور‪.‬‬
‫ُّ‬

‫بأنها تقطع وتشق الدروع السلوقية املتقنة الصنع‪ ،‬ومن شدة‬ ‫شرح البيت‪ :‬يصف سيوفهم وقوتها ومتانتها ّ‬
‫وشبه شكل الشرر‬‫ضربها ل ُخ َوذ الخصوم تجعل من يشهد املعركة يرى النار تقدح والشرر يتطاير منها‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫الذي يتطاير بالضوء الذي يصدره الحباحب في الليل‪ ،‬ألنه من شدة املعركة والغبار ال يرى الناظر إال‬
‫الشرر وهو يتطاير‪.‬‬
‫بأنها سيوف متينة قوية ا‬
‫جدا قادرة على ّ‬
‫شق الحديد والدروع‬ ‫وفي هذا البيت مدح لسيوف الغساسنة ّ‬
‫املتينة‬

‫ٌ‬
‫شيمة لم ُيعطها ُ‬
‫غيرعوا ِز ِب‬ ‫ُ‬
‫واألحالم ُ‬ ‫الجود‬
‫ِ‬ ‫غيرهم ِم َن‬
‫للا َ‬ ‫ِ‬ ‫البيت العاشر‪ُ :‬لهم‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬

‫األحالم‪ :‬العقول‪.‬‬ ‫شيمة‪ :‬طبيعة وخلق‪.‬‬

‫غير عوازب‪ :‬أي أن جودهم وأحالمهم حاضرة غير غائبة‬

‫شرح البيت‪ :‬يبدأ في هذا البيت بمدح الغساسنة ببعض ما حباهم هللا تعالى به‪ّ ،‬‬
‫وميزهم به‪ ،‬وأول ما‬
‫ّيتصفون به من األخالق العالية هو ّأنهم أصحاب الجود والكرم‪ ،‬فهم ّيتصفون بالكرم الشديد الذي ال‬
‫وأنهم أصحاب العقول‬ ‫تميزوا بكرمهم‪ ،‬وكذلك ّيتصفون بالحلم واألناة ّ‬
‫يضاهيهم به أحد من الناس‪ ،‬فلذا ّ‬
‫ّ‬
‫الراجحة‪ُ ،‬ويحكمون عقولهم في جميع أمورهم‪ ،‬فهم أصحاب الحكمة‪ ،‬وهذه الصفة مالزمة لهم في جميع‬
‫الظروف‪ ،‬فال تزول عنهم بأية حال من األحوال‪.‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫ُ‬
‫ذات اإلله ُ‬
‫ٌ‬
‫قويم فما يرجون َ‬
‫غيرالعو ا ِق ِب‬ ‫ودينهم‬ ‫ِ‬ ‫محل ُتهم‬
‫البيت الحادي عشر‪َ :‬‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫ّ‬
‫محلتهم‪ :‬مسكنهم (يقيمون)‪.‬‬

‫ذات االله ‪ :‬بيت املقدس وناحية الشام‪ ،‬وهي األرض املقدسة ومنازل األنبياء‪.‬‬

‫دينهم قويم‪ :‬دينهم صحيح مستقيم‬

‫العواقب‪ :‬ما سيأتي وهو حساب هللا تعالى‪.‬‬

‫بأنهم مؤمنون باهلل‪ ،‬ويسكنون األرض املقدسة؛ أرض الشام أرض‬‫شرح البيت‪ :‬يمدحهم في هذا البيت ّ‬
‫ّ‬
‫األنبياء‪ ،‬كما يصف دينهم بأنه قويم مستقيم‪ ،‬ولذلك فهم يرجون خير العواقب‪ ،‬ويرغبون بحسن الجزاء‪.‬‬
‫(قيل ّإنهم كانوا نصارى يتبعون دين املسيح عليه السالم)‪.‬‬
‫ً‬
‫فهو يمدحهم هنا بصفة اإليمان والقرب من هللا‪ ،‬وقد يكون هذا وحده كفيال بتمكينهم على غيرهم‬
‫وتوفيقهم‪.‬‬

‫املناكب‬ ‫ر‬ ‫بخالصة األ دان ُخ ْ‬


‫ض‬ ‫قديما ُ‬
‫نعيمها‬ ‫ً‬
‫أجسادا ً‬ ‫البيت الثاني عشر‪ :‬يصونون‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ر ِ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬

‫قديما نعيمها‪ :‬أي ّأنها في النعيم والخير منذ زمن قديم‪.‬‬


‫ً‬ ‫يصونون‪ :‬يحفظون‪.‬‬
‫خالصة األردان‪ :‬الخاص الصاف النقي‪ ،‬واملقصود ّأن أكمامهم من لون واحد‪.‬‬ ‫األردان‪ :‬األكمام‪.‬‬
‫املناكب‪ :‬جمع منكب وهو الكتف‬
‫خضر املناكب‪ :‬يريد ّأن ثيابهم بيض ومناكبهم خضر‪ ،‬وهو لباس كان يلبسه أهل الشام‪.‬‬

‫شرح البيت‪ :‬يصف هنا مظهرهم الخارجي‪ ،‬الذي ّ‬


‫يدل على النعيم الذي يعيشون فيه‪ ،‬وعلى الرغد والغنى‪،‬‬
‫فهم في نعمة دنيوية دائمة ال تنقطع عنهم ً‬
‫أبدا‪ ،‬فلباسهم الذي يلبسونه هو ذاك اللباس الفاخر الذي‬
‫صاف‪ ،‬وعند الكتفين لونه أخضر‪ .‬وهذا النعيم الذي هم فيه‬ ‫امتاز به ملوكهم‪ ،‬هذا اللباس لونه أبيض ٍ‬
‫ً ّ‬
‫كابرا عن كابر‪ ،‬داللة على ر ّقيهم وغناهم منذ القدم‬
‫وإنما يعيشون فيه ً‬ ‫ليس ً‬
‫نعيما جديدا‪،‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫ْ َ ْ َ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫بقومي وإذ أ ْع َيت عل َّي مذاهبي‬ ‫البيت الثالث عشر‪َ :‬ح َب ْوت بها غسان إذ كنت الحقا‬

‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫ُ‬
‫وأهديت بال َم ٍ ّن وال جزاء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أعطيت‬ ‫حبوت‪:‬‬
‫ُ‬
‫وس َّدت ط ُرقي ومسالكي‬‫علي مذاهبي‪ :‬ضاقت ُ‬
‫أعيت َّ‬

‫شرح البيت‪ :‬يقول هنا‪ :‬إنني أقدم هذه القصيدة هدية غالية الثمن والقيمة للغساسنة؛ ألنني أراهم أحق‬
‫الناس بمدحي‪ ،‬فهو حباهم بها في حالتي األمن والخوف‪ ،‬أي عندما كان في قومه ً‬
‫آمنا‪ ،‬وعندما خرج هارًبا‬
‫ّ‬
‫فكأنه يقول ّإن الغساسنة هم ُ‬ ‫ً‬
‫خير َمن يمدحهم في حالتي األمن والخوف‪.‬‬ ‫خائفا من النعمان بن املنذر‪،‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫األساليب البالغية والفنية في القصيدة‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬أسلوب التصريع (وهو من العناصراإليقاعية في الشعر)‪:‬‬

‫وهو أن ينتهي صدر البيت األول بنفس القافية التي في عجز البيت‬
‫وفي قصيدتنا جاءت كلمة ((ناصب)) في صدر البيت وكلمة ((الكواكب)) في عجز البيت‪.‬‬
‫والغرض من التصريع ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعطاء إيقاع موسيقي جميل في بداية القصيدة مما يزيد من جمالها‬
‫‪ -‬استثارة العواطف‬
‫‪ -‬لفت سمع وانتباه القارئ وجذبه للقصيدة‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬أسلوب النداء‪:‬‬
‫ُ‬
‫وذلك في البيت األول "يا أميمة"‪ ،‬والغرض منه هنا إثارة الشجون واملشاعر‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬أسلوب الكناية‬
‫ٌ ُ‬
‫ومعناها ّأنها لفظ أريد به غير معناه األصلي‪ ،‬مع جواز إرادة ذلك املعنى‪ ،‬فهو أسلوب يستخدم التلميح‬
‫ً‬
‫بدال من التصريح‪.‬‬

‫وقد جاءت في القصيدة عدة كنايات‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬بطيء الكواكب‪ :‬كناية عن طول الليل وبطء انقضائه‬


‫ُ‬
‫‪ .2‬ت ُو ّرثن من أزمان يوم حليمة‪ :‬كناية عن قدم السيوف وأصالتها‬
‫‪ .3‬أزمان يوم حليمة‪ :‬كناية عن املاض ي العريق‬
‫الس ّ‬
‫لوقي‪ :‬كناية عن الدرع القوي املتين‬ ‫‪ّ .4‬‬
‫‪ .5‬ذات اإلله‪ :‬كناية عن بيت املقدس‬
‫ً‬
‫والغرض من الكناية إعطاء الحقيقة مصحوبة بالدليل‪ ،‬ففي املثال األول أراد تصوير بطء الليل وطوله‬
‫فجاء بدليل مصاحب لذلك وهو بطء غياب الكواكب‪ّ ،‬‬
‫ألن غيابها يدل على ظهور الصبح‪.‬‬
‫ً‬
‫وفي املثال الثاني أراد بيان أصالة سيوفهم فذكر دليال على ذلك وهي كونها قديمة أصيلة ورثوها من ذلك‬
‫اليوم املشهور الذي انتصر فيه الغساسنة على املنذر بن ماء السماء‪.‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬

‫وفي املثال الثالث أراد بيان قوة الدروع التي يلبسها األعداء وذلك للداللة على قوة سيوف من يمدحهم ألنها‬
‫استطاعت شق هذه الدروع‪ ،‬فجاء بالدليل الذي يشير إلى كونها قوية متينة من خالل نسبتها إلى سلوق‪.‬‬

‫وفي املثال الرابع أراد بيان مكانتهم العالية وقربهم من هللا‪ ،‬فجاء بدليل على ذلك وهو ّأنهم يسكنون بيت‬
‫املقدس‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ومن أغراض الكناية أيضا تنشيط ذهن القارئ حتى يدرك أسرار األلفاظ ويدرك ما فيها من ٍ‬
‫معان وكنايات‬

‫ر ً‬
‫ابعا‪ :‬أسلوب تأكيد املدح بما يشبه الذم (وهو األسلوب غيراملباشرفي مدحهم)‬
‫يظن ّأن الشاعر سيذكر ً‬
‫عيبا لهم‪ ،‬لكن‬ ‫جليا في البيت السابع‪ ،‬فالذي يقرأ عجز البيت ّ‬
‫وقد ظهر ذلك ا‬
‫ّ‬
‫عندما يكمل القارئ البيت يجد ّأن ما ذكره الشاعر إنما هو مدح لهم بقوتهم في القتال‪.‬‬
‫فالغرض من استخدام هذا األسلوب هو نفي ّ‬
‫أي عيب عنهم‪ ،‬وإثبات كل الصفات العالية لهم‬

‫ً‬
‫خامسا‪ :‬أسلوب الترديد‪:‬‬

‫وهو تكرار لفظ معين في البيت الواحد‪ ،‬مع اكتساب اللفظ دالالت معنوية من تكراره‪.‬‬

‫لعمرو نعمة بعد نعمة‪ ،"...‬فهو يريد من هذا األسلوب في هذا البيت‬ ‫ّ‬
‫ومن ذلك قوله في البيت الثاني‪" :‬علي ٍ‬
‫جدا‪ ،‬فهي حصلت ت ً‬
‫باعا الواحدة تلو األخرى‪ .‬وهذا يزيد في‬ ‫أن يشير إلى ّأن ّ‬
‫النعم التي أنعموا بها عليه كثيرة ا‬
‫إثراء املعنى وتقويته وتجميله‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ومن أغراض هذا األسلوب ً‬
‫أيضا تأكيد الفكرة حيث يؤكد على كثرة النعم التي أعطيها الشاعر من عمرو‬
‫بن الحارث ومن والده‬

‫ومن أغراضه كذلك إعطاء إيقاع موسيقي للبيت‬


‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬أسلوب النفي‪:‬‬
‫وذلك باستخدام بعض الحروف واألفعال التي تحمل معنى النفي‪ ،‬مثل ما جاء في البيت الثاني "ليست‬
‫"غير أشائب"‪ ،‬وفي البيت العاشر "لم ُيعطها هللا غيرهم‪ُ /‬‬
‫غير عوازب"‪،‬‬ ‫بذات عقارب"‪ ،‬وفي البيت الثالث ُ‬
‫وفي البيت الحادي عشر "فما يرجون غير العواقب"‪.‬‬
‫أمور عكسها‪ ،‬ففي املثال األول‬ ‫ّ‬
‫والغرض من هذا األسلوب هو نفي بعض األمور التي ال يتصفون بها وإثبات ٍ‬
‫ّ‬
‫وبحب‪ .‬وفي املثال الثاني‬
‫ٍ‬ ‫من أو أذى‪ُ ،‬ليثبت ّأنهم يكرمونه من طيب نفس‬
‫ينفي أن تكون نعمهم عليه فيها ٌّ‬
‫أراد التأكيد على كونهم كلهم من نفس القبيلة وأنه ال يوجد أحد من غير قبيلتهم يخالط جيشهم‪ ،‬وفي‬
‫البيت العاشر أ اد أن ينفي أن تكون هذه الصفات لغيرهم‪ُ ،‬لي َ‬
‫ثبت ّأنها خاصة بهم‪ ،‬وكذلك ينفي أن تزول‬ ‫ر‬
‫تنفك عنهم ً‬
‫أبدا‪.‬‬ ‫عنهم هذه الصفات بل هي مرافقة لهم ال ّ‬
‫َ‬
‫حسن الجزاء والعاقبة لقربهم من هللا تعالى‪.‬‬ ‫وفي املثال األخير أراد إثبات رجائهم‬

‫سابعا‪ :‬أسلوب الشرط (باستخدام "إذا")‬ ‫ً‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومسب ٌب‬ ‫وللتوضيح فالشرط هو ترت ُب ش ٍيء على ش ٍيء آخر‪ ،‬أو هو وقوع ش ٍيء بسبب ش يء آخر مرتبط به‬
‫له‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ومن األمثلة ما جاء في البيت الرابع "إذا ما غ َزوا بالجيش حلق فوقهم عصائب‪ ،"..‬وفي البيت الخامس "‪...‬‬
‫َ‬
‫إذا ما التقى الجمعان أو ُل غالب"‪ ،‬وفي البيت السادس "إذا ُع ّرض الخط ُّي فوق الكواثب"‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫بأمر آخر‪ ،‬ففي املثال األول ربط تحليق الطير فوقهم‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫أمر‬ ‫ل‬ ‫حصو‬ ‫بط‬ ‫والهدف األساس ّي من الشرط هو ر‬
‫بمجرد خروج جيشهم للقتال‪ ،‬وفي املثال الثاني ربط بين انتصارهم املباشر وبين التقائهم بأعدائهم‪ ،‬فكأ ّنهم‬ ‫ّ‬
‫باللحظة التي يلتقوا بها مع أعدائهم ّ‬
‫يحققون االنتصار‪ ،‬وفي املثال الثالث ربط بين العادة التي اعتادتها‬
‫الطيور من معرفة نتيجة املعركة؛ باللحظة التي يضع فيها جنود الغساسنة الرماح على خيلهم وتكون‬
‫ُم َه َّيأة للطعن والقتال‪.‬‬
‫وكذلك ألسلوب الشرط أهداف أخرى حسب كل مثال‪ ،‬وهنا أراد ً‬
‫أيضا من أسلوب الشرط في األمثلة‬
‫الثالثة بيان مدى قوة وبأس جنود الغساسنة وانتصاراتهم املؤكدة على أعدائهم‪.‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫ً‬
‫ثامنا‪ :‬التعبيرباملبني للمجهول‬

‫وقد جاء التعبير بصيغة املبني للمجهول في القصيدة في أكثر من بيت‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬البيت الثالث‪" :‬إذ قيل‪"..‬‬


‫ّ‬
‫الخطي"‬ ‫‪ -‬البيت السادس‪" :‬إذا ُع ّرض‬
‫‪ -‬البيت الثامن‪"ُ :‬ت ُو ّر َ‬
‫ثن ‪ "...‬وفي نفس البيت "قد ُج ّر َ‬
‫بن‪"..‬‬
‫ّ‬ ‫والغرض من التعبير باملبني للمجهول في املثال األول التركيز بداية على الفعل نفسه‪ ،‬إذ ال ُّ‬
‫يهم القائل وإنما‬
‫ّ‬
‫القول نفسه ومضمونه‪ ،‬حتى يركز القارئ على الفعل نفسه دون الفاعل‪.‬‬
‫وفي املثال الثاني الغرض ً‬
‫أيضا التركيز على املشهد دون ذكر الفاعل للعلم به‪ ،‬فالفاعل معروف‪ ،‬فأراد‬
‫الشاعر التركيز على مشهد وضع الرماح على أكتاف الخيل وهي ُم ّهيأة للطعن‪.‬‬
‫ّ‬
‫وفي املثال الثالث والرابع الغرض التعظيم‪ ،‬فلم ُيذكر الفاعل ألنه معروف‪ ،‬وللتعظيم من أمر هذه‬
‫السيوف القوية األصيلة‪.‬‬

‫ً‬
‫تاسعا‪ :‬التصويربالكلمات‬
‫والصور ّ‬
‫عبر عنها الشاعر في قصيدته‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫فهناك الكثير من املشاهد ّ‬
‫َ‬
‫صور لنا طول الليل بمشهد الكواكب البطيئة التي ال تجري‪ ،‬حتى ُيظ َّن ّأن‬
‫الصورة األولى‪ :‬في البيت األول ّ‬
‫ّ ً‬ ‫الصبح الذي يخفي النجوم والكواكب بأضوائه لن يرجع‪ّ ،‬‬
‫سيظل ثقيال على صدره‪.‬‬ ‫وأن الليل‬
‫تصويرا ً‬
‫بديعا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫صور لنا جيش الذين يمدحهم‬ ‫الصورة الثانية‪ :‬ما جاء في األبيات الرابع حتى السادس‪ ،‬فهنا ّ‬
‫هيأ ّ‬
‫وأعد العدة القتالية‪ .‬فقد أبدع في جعل النسور والطيور الكاسرة‬ ‫وهو يتحرك ً‬
‫احفا نحو األعداء وقد ّ‬ ‫ز‬
‫تتصرف ً‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بناء على تفكيرها‪ ،‬وتستنتج من وضع الرماح‬ ‫التي نحلق في السماء وهي تلحق بالجيش‪ ،‬فجعلها‬
‫والسيوف على مقدمة سرج الحصان‪ّ ،‬أن القتال وشيك‪ ،‬وأن القتلى كثيرون‪ ،‬وأن الصيد ثمين ا‬
‫جدا‪ ،‬وهي‬
‫ّ‬
‫مستعدة وجاهزة لالنقضاض على القتلى‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكأنك تراها ّ‬
‫تتحرك أمامك‪ ،‬وكذلك من‬ ‫ومن أغراض هذا األسلوب إعطاء الكلمات صورة نابضة بالحياة‬
‫ّ‬ ‫أغراضه جعل القارئ يعيش في ّ‬
‫جو النص ويدخل إلى املشهد وكأنه جزء منه‪.‬‬
‫مدرسة جت الثانوية‬ ‫األستاذ عبيدة أسعد‬
‫ً‬
‫عاشرا‪ :‬تنويع الضمائر‬
‫ّ‬
‫وظف الشاعر في القصيدة نوعين من الضمائر بشكل بارز وواضح‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫حبوت"‪ ،‬وقد وظف هذا الضمير ليبين لنا األجواء‬ ‫علي‪ ،‬وثق ُت‪،‬‬
‫األول‪ :‬ضمير املتكلم "كليني‪ ،‬أقاسيه‪ّ ،‬‬
‫النفسية والشعورية للشاعر‪ ،‬وإظهار البعد النفس ي الذي يشعر به‪.‬‬
‫ّ‬
‫"لعمرو‪ ،‬لوالده‪ ،‬إذا ما غزوا‪ ،‬قبيله‪ ،‬عليهم‪ ،‬فيهم‪ ،‬لهم‬
‫ٍ‬ ‫الثاني‪ :‬ضمير الغائب املتعلق بمن يمدحهم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫وظف ضمير الغائب في مدح املمدوحين لوصف حالهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بتجر ٍد وموضوعية‪ ،‬ولبيان‬ ‫شيمة‪ ،‬محلتهم‪ ،"..‬وقد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مكانتهم وكأنهم غير موجودين‪ ،‬حتى ُيشعر القارئ أنه غير متأثر بش يء‪.‬‬

‫حادي عشر‪ :‬أسلوب التشبيه‬


‫ً‬ ‫ّ‬
‫الشرر الذي يتطاير من خوذات األعداء كالضوء املنبعث من ُ‬ ‫في البيت التاسع ّ‬
‫الحباحب ليال‪.‬‬ ‫شبه الشاعر‬
‫والغرض من التشبيه‪ :‬هو توضيح املعنى وتقريب الصورة إلى ّ‬
‫املتلقي‪ ،‬فهو هنا أراد تقريب صورة الشرر‬
‫الذي يتطاير وينطفئ ويتطاير وينطفئ بضوء ُ‬
‫الحباحب الذي يظهر وينطفئ في الليل‪.‬‬

You might also like