Professional Documents
Culture Documents
هذه القصيدة من القصائد القديمة التي ُيطلق عليها" :القصيدة العامودية أو الكالسيكية" .ومن
خصائص هذا النوع من القصائد ما يلي:
ُ
تفعيالتها متساوية ،وكل بيت فيها ينقسم لصدر أ .األبيات في القصيدة الكالسيكية العامودية
وعجز( .وهو من العناصر اإليقاعية في الشعر)
القافية واحدة ،والقافية هي آخر مقطع صوتي ينتهي فيه كل بيت ،وفي هذه القصيدة القافية هي ب.
شب ًعا( .وهو من العناصراإليقاعية في الشعر) كسرا ُم َ
باء مكسورة ً
ا
في الغالب كل بيت فيها يكون مستقال بمعناه عن البيت الذي يليه. ت.
ال تلتزم بوحدة املوضوع ،فالشاعر فيها ينتقل من ً
معنى آلخر. ث.
فيها إكثار من الوسائل ّ
الفن ّية والبالغية. ج.
ح .فيها الكثير من الكلمات الغريبة والصعبة.
قصة القصيدة:
كان النابغة الذبياني من شعراء املناذرة حكام الحيرة بل إنه من الشعراء املقدمين عند النعمان بن املنذر
ملك الحيرة ،بدليل أن النعمان كافأه على بعض قصائده بمائة ناقة ،فأخذ الشعراء اآلخرون وغيرهم من
جلساء امللك يحسدونه على مكانته ويسعون بالوشاية به عند امللك ،وفي هذه األثناء حدثت حرب بين
الغساسنة ملوك الشام وقبيلة ذبيان التي ينتسب لها الشاعر ،وقد انهزمت ذبيان وقتل منها رجال وأسر
آخرون وسبيت النساء فرأى النابغة أن مدح الغساسنة في تلك الظروف التي تحيط بقبيلته أمر مهم،
ّ ُ
حتى يك ّفوا عن قبيلته ،فانتقل إليهم وأقام عندهم وقال فيهم قصائد منها قصيدته التي بين أيدينا.
وقيل ّإن هذه القصيدة قالها حينما اختلف مع النعمان بن املنذر في موضوع الشعر الذي وصف به زوجة
َ َ ّ النعمان "املتجردة"ً ،
فوشوا به إلى النعمان ،فهرب منه ،وانحاز إلى خصومه آل وصفا استغله أعداؤه،
غسان .ولجأ إلى زعيمهم في تلك األيام ،وهو "عمرو بن الحارث".
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
ُ َ َُ َ ُ
الكواكب
ِ بطيء قاسيه أ وليل
ٍّ البيت األولِ :كليني ِله ِم يا أميم ِ
ناص ِب ة
معاني الكلمات:
ً ً
كليني :دعيني .أميمة :ابنته .ناصبُ :متعب .بطيء الكواكب :تسير سيرا بطيئا ،كناية عن ّأنها ال تغور
ً ُ
شرح البيتُ :يخاط ُب النابغة ابنته قائال لها :دعيني يا بنيتي لهمومي املتعبة واتركيني أقاس ي هذا الليل
الطويل الذي ال تسير نجومه إلى املغيب وإنما هي تتثاقل في اتجاهها إلى مغاربها.
ً
طويال قبل أن تغيب ويطلع الفجر ،وهذا ّ
يدل فذكر ُبطء الكواكب دليل على طول الليل ،أي ّأنها تمكث
على كثرة الهموم وعلى املعاناة التي يعانيها الشاعر ،فالليل إذا وصفه الشعراء بالطول فهو ّ
يدل على
املعاناة والتعب.
كسب بالشعر ،فقد كان يقول القصائد في املدح ُمقابل ش يء من املال أو مشهور ّ
بالت ّ ٌ شرح البيت :النابغة
ً حتى ّإن بعض قصائده أخذ عليها مئة من اإلبل ،وهنا يظهر ّأنه قد ّ اإلبلّ ،
تكسب من الشعر وجمع أمواال
من عمرو بن الحا ث ووالده ،ويعتبر نفسه ً
مدينا لهم على نعمهم هذه التي أنعموا بها عليه ،فيقول ر
من َّ
علي عمرو بخيرات كثيرة وأعطاني والده مثلها وهي خيرات ال يخالطها أذى وال تتبعها منة، الشاعر :لقد َّ
عم ال يلحقه بسببها منقصة وال ّ
مذمة ،وال يلحقه بسببها امتنان عليه بها. أي ّأنها خيرات ون ٌ
وأنه ُيعطي بدون مقابلّ ، ّ ّ
بأنه كثير العطاء ّ
وبأن والنعم، ففي هذا البيت أول مدح لعمرو بن الحارث
ّ عطاءه من طيب نفس دون أن ّ
يمن على من أعطاه أو يؤذيه من خالل تذكيره بفضله عليه ((بمعنى أنه ال
يحمل الغير جميلة على عطائه)) ّ
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ
أشائ ِب
غير ِان ُكتا ِئ ُب ِم ْن غس قد غ َزت صرإذ ِقيل
البيت الثالث :و ِثقت له بالن ِ
معاني الكلمات:
أشائب :أخالط
شرح البيت :بعد التمهيد السابق بدأ في هذا البيت بمدح عمرو بن الحارث وآبائه وعشيرته ،فيقول :لقد
تيقنت من انتصار امللك عمرو بن الحارث على أعدائه؛ ألن جيشه يشتمل على أبناء الغساسنة فقط دون
ً
غيرهم؛ فذلك الجيش ال يجمع أخالطا من القبائل وإنما هو مقتصر على بني غسان ،مما يجعل الجيش
مدح لهم بمدى ّ
واحدة وأصحاب عزيمة ثابتة ،ويقاتلون بقوة ومن أجل القبيلة ،وفي هذا ًٌ
قوتهم لحمة
ّ ّ
وأنهم ال يحتاجون للغير من أجل مساعدتهم على االنتصار ،وإنما يكتفون بأنفسهم وينتصرون.
معاني الكلمات:
َ
عصائب :جمع عصابة وهي الجماعة غ َزوا :خرجوا للحرب والقتال.
ّ
شرح البيت :يصف هنا نصرهم املؤكد بوصف ّأن الطيور نفسها تكون متأكدة بنصر الغساسنة على
أعدائهم فيقول :إذا سار جيش الغساسنة للغزو فإنه يطير فوق رؤوسهم مجموعات من الطيور الكاسرة
ّ ّ
وكل ذلك ُبغية الحصول على طعامها من جثث أعدائهم .أو أنه يقصد أنه
فإذا رأتها الطيور األخرى تبعتهاّ ،
ُ ّ
في اللحظة التي يخرج جيش الغساسنة للقتال تحلق فوقهم جماعات من الطيور تهتدي بعصائب وكتائب
الجيش.
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
ُ َ َ
غالب ُ
الجمعان أول ِ
ِ إذا ما التقى قبيله جوانح قد أيق َّن أن
َ البيت الخامس:
معاني الكلمات:
ً قنَ ،ع َر َ َ ّ ّ
تأكدن ،وث َ
فن معرفة أكيدة. أيقن: جوانح :أي مائالت للوقوع.
ً
مائال للوقوع ،وذلك ّ
ألنها اعتادت على شرح البيت :يصف الشاعر هذه الطيور بأنها تكون بهيئة من يكون
ألنها سوف تقع على جثث اعدائهم بعد مصاحبتهم حين يخرجون لقتال أعدائهم ،وتكون بهذه الهيئة ّ
ّ
املعركة ،فكأن الطيور تعلم الغيب وهي على يقين من نصرهم في املعارك ،وقتلهم ألعدائهم.
معاني الكلمات:
ّ
لهن عليهم عادة :هذه الطيور لها عادة عند هؤالء القوم
شرح البيت :يقول ّإن تلك الطيور اعتادت على مرافقة ذلك الجيش ،واعتادت على رؤيتهم ينتصرون في
مقدمة سروج الخيل ُتد ك ّ
بأن طعامها من القتلى قد اقترب، املعا ك ،فعندما ترى الرماح قد ُنصبت على ّ
ر ر
ّ
وأن انتصار الغساسنة مؤكدُ ،وت ّ
ّ
جهز نفسها للوقوع على لحوم أعداء الغساسنة
معاني الكلمات:
قراعُ :مضاربة .الكتائب :جمع كتيبة وهي الفرقة من الجيش. فلول :ثلوم ُّ
وتكسر.
شرح البيت :إذا أردت أن أبحث عن عيب في الغساسنة فإنني لن أجده ،فعيبهم الوحيد هو تثلم و ّ
تكسر
ً ّ
عيبا وإنما هو شرف لهم .فهنا استخدم أطراف سيوفهم بسبب كثرة املعارك التي يخوضونها ،وذلك ليس
الشاعر أسلوب املدح بما يشبه الذم ،فهو أراد مدحهم بكثرة خوضهم للمعارك وضربهم األعداء ،فذكر
ً ً تكسر أطراف السيوف ّشيئا يدل على ذلك وهو ًّ
ألنهم حملوها حمال ثقيال وهو مقارعة الجيوش.
شرح البيت :يقول ّإن تلك السيوف مجربة منذ القديم فهي متوارثة من جيل إلى جيل ،وقد حارب بها
األبطال الذين انتصروا على املناذرة في ذلك اليوم املعروف بيوم حليمة.
فهو هنا مدح السيوف التي يمسكها املقاتلون من الغساسنة ّ
بأنها أسياف ُم ّ
جربة داللة على قوتها وخبرتها
في االنتصارات في املعارك.
والعلة من ذكره "يوم حليمة" لبيان مدى قوة الغساسنة وقوة سيوفهم.
ويوم حليمة هو من أشهر أيام العرب ،وحليمة هي بنت الحارث أخت عمرو بن الحارثُ ،ون َ
سب إليها هذا
ً
جيشا إلى املنذر بن ماء السماء ،فحضرت حليمة املعركة ّ اليوم ّ
ألن أباها ّ
مشجعة لعسكر أبيها على وجه
فطيبت الجنود به ،وقال أبوها :من يأتني برأس املنذر ّ
أزوجه من القتال ،وقيل ّإنها أخرجت لهم ً
عطرا ّ
ً
وفعال جاء أحدهم برأسهّ ،
لكن بعض الجنود نالوه وقتلوه فلم يفز بحليمة. حليمة،
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
َ ُ ُ ُ ُ ُ ُ َ َ َ ُ ُّ َّ
باح ِب
لوقي املضاعف نسجه وتو ِقد بالصفاح نارالح ِ
البيت التاسع :تقد الس ِ
معاني الكلمات:
َ
السلوقي :الدرع املنسوب إلى سلوق قرية باليمن. ت ُق ُّد :تشق.
ُ ف َن ُ
سجه :الذي نس َج حلقتين حلقتين إشارة إلى متانته وقوته
ُ َ َ
املضاع
الص َّفاح :الحجارة ويقصد بها خوذات الجنود .الحباحب :ذباب يطير في الليل فيشع منه النور.
ُّ
بأنها تقطع وتشق الدروع السلوقية املتقنة الصنع ،ومن شدة شرح البيت :يصف سيوفهم وقوتها ومتانتها ّ
وشبه شكل الشررضربها ل ُخ َوذ الخصوم تجعل من يشهد املعركة يرى النار تقدح والشرر يتطاير منهاّ .
ّ
الذي يتطاير بالضوء الذي يصدره الحباحب في الليل ،ألنه من شدة املعركة والغبار ال يرى الناظر إال
الشرر وهو يتطاير.
بأنها سيوف متينة قوية ا
جدا قادرة على ّ
شق الحديد والدروع وفي هذا البيت مدح لسيوف الغساسنة ّ
املتينة
ٌ
شيمة لم ُيعطها ُ
غيرعوا ِز ِب ُ
واألحالم ُ الجود
ِ غيرهم ِم َن
للا َ ِ البيت العاشرُ :لهم
معاني الكلمات:
شرح البيت :يبدأ في هذا البيت بمدح الغساسنة ببعض ما حباهم هللا تعالى بهّ ،
وميزهم به ،وأول ما
ّيتصفون به من األخالق العالية هو ّأنهم أصحاب الجود والكرم ،فهم ّيتصفون بالكرم الشديد الذي ال
وأنهم أصحاب العقول تميزوا بكرمهم ،وكذلك ّيتصفون بالحلم واألناة ّ
يضاهيهم به أحد من الناس ،فلذا ّ
ّ
الراجحةُ ،ويحكمون عقولهم في جميع أمورهم ،فهم أصحاب الحكمة ،وهذه الصفة مالزمة لهم في جميع
الظروف ،فال تزول عنهم بأية حال من األحوال.
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
ُ
ذات اإلله ُ
ٌ
قويم فما يرجون َ
غيرالعو ا ِق ِب ودينهم ِ محل ُتهم
البيت الحادي عشرَ :
معاني الكلمات:
ّ
محلتهم :مسكنهم (يقيمون).
ذات االله :بيت املقدس وناحية الشام ،وهي األرض املقدسة ومنازل األنبياء.
بأنهم مؤمنون باهلل ،ويسكنون األرض املقدسة؛ أرض الشام أرضشرح البيت :يمدحهم في هذا البيت ّ
ّ
األنبياء ،كما يصف دينهم بأنه قويم مستقيم ،ولذلك فهم يرجون خير العواقب ،ويرغبون بحسن الجزاء.
(قيل ّإنهم كانوا نصارى يتبعون دين املسيح عليه السالم).
ً
فهو يمدحهم هنا بصفة اإليمان والقرب من هللا ،وقد يكون هذا وحده كفيال بتمكينهم على غيرهم
وتوفيقهم.
معاني الكلمات:
ُ
وأهديت بال َم ٍ ّن وال جزاء. ُ
أعطيت حبوت:
ُ
وس َّدت ط ُرقي ومسالكيعلي مذاهبي :ضاقت ُ
أعيت َّ
شرح البيت :يقول هنا :إنني أقدم هذه القصيدة هدية غالية الثمن والقيمة للغساسنة؛ ألنني أراهم أحق
الناس بمدحي ،فهو حباهم بها في حالتي األمن والخوف ،أي عندما كان في قومه ً
آمنا ،وعندما خرج هارًبا
ّ
فكأنه يقول ّإن الغساسنة هم ُ ً
خير َمن يمدحهم في حالتي األمن والخوف. خائفا من النعمان بن املنذر،
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
وهو أن ينتهي صدر البيت األول بنفس القافية التي في عجز البيت
وفي قصيدتنا جاءت كلمة ((ناصب)) في صدر البيت وكلمة ((الكواكب)) في عجز البيت.
والغرض من التصريع ما يلي:
-إعطاء إيقاع موسيقي جميل في بداية القصيدة مما يزيد من جمالها
-استثارة العواطف
-لفت سمع وانتباه القارئ وجذبه للقصيدة
ً
ثانيا :أسلوب النداء:
ُ
وذلك في البيت األول "يا أميمة" ،والغرض منه هنا إثارة الشجون واملشاعر
ً
ثالثا :أسلوب الكناية
ٌ ُ
ومعناها ّأنها لفظ أريد به غير معناه األصلي ،مع جواز إرادة ذلك املعنى ،فهو أسلوب يستخدم التلميح
ً
بدال من التصريح.
وفي املثال الثالث أراد بيان قوة الدروع التي يلبسها األعداء وذلك للداللة على قوة سيوف من يمدحهم ألنها
استطاعت شق هذه الدروع ،فجاء بالدليل الذي يشير إلى كونها قوية متينة من خالل نسبتها إلى سلوق.
وفي املثال الرابع أراد بيان مكانتهم العالية وقربهم من هللا ،فجاء بدليل على ذلك وهو ّأنهم يسكنون بيت
املقدس.
ُ ً
ومن أغراض الكناية أيضا تنشيط ذهن القارئ حتى يدرك أسرار األلفاظ ويدرك ما فيها من ٍ
معان وكنايات
ر ً
ابعا :أسلوب تأكيد املدح بما يشبه الذم (وهو األسلوب غيراملباشرفي مدحهم)
يظن ّأن الشاعر سيذكر ً
عيبا لهم ،لكن جليا في البيت السابع ،فالذي يقرأ عجز البيت ّ
وقد ظهر ذلك ا
ّ
عندما يكمل القارئ البيت يجد ّأن ما ذكره الشاعر إنما هو مدح لهم بقوتهم في القتال.
فالغرض من استخدام هذا األسلوب هو نفي ّ
أي عيب عنهم ،وإثبات كل الصفات العالية لهم
ً
خامسا :أسلوب الترديد:
وهو تكرار لفظ معين في البيت الواحد ،مع اكتساب اللفظ دالالت معنوية من تكراره.
لعمرو نعمة بعد نعمة ،"...فهو يريد من هذا األسلوب في هذا البيت ّ
ومن ذلك قوله في البيت الثاني" :علي ٍ
جدا ،فهي حصلت ت ً
باعا الواحدة تلو األخرى .وهذا يزيد في أن يشير إلى ّأن ّ
النعم التي أنعموا بها عليه كثيرة ا
إثراء املعنى وتقويته وتجميله.
ُ ّ ومن أغراض هذا األسلوب ً
أيضا تأكيد الفكرة حيث يؤكد على كثرة النعم التي أعطيها الشاعر من عمرو
بن الحارث ومن والده
وقد جاء التعبير بصيغة املبني للمجهول في القصيدة في أكثر من بيت ،وهي:
ً
تاسعا :التصويربالكلمات
والصور ّ
عبر عنها الشاعر في قصيدته ،ومنها: فهناك الكثير من املشاهد ّ
َ
صور لنا طول الليل بمشهد الكواكب البطيئة التي ال تجري ،حتى ُيظ َّن ّأن
الصورة األولى :في البيت األول ّ
ّ ً الصبح الذي يخفي النجوم والكواكب بأضوائه لن يرجعّ ،
سيظل ثقيال على صدره. وأن الليل
تصويرا ً
بديعا، ً صور لنا جيش الذين يمدحهم الصورة الثانية :ما جاء في األبيات الرابع حتى السادس ،فهنا ّ
هيأ ّ
وأعد العدة القتالية .فقد أبدع في جعل النسور والطيور الكاسرة وهو يتحرك ً
احفا نحو األعداء وقد ّ ز
تتصرف ًّ ّ
بناء على تفكيرها ،وتستنتج من وضع الرماح التي نحلق في السماء وهي تلحق بالجيش ،فجعلها
والسيوف على مقدمة سرج الحصانّ ،أن القتال وشيك ،وأن القتلى كثيرون ،وأن الصيد ثمين ا
جدا ،وهي
ّ
مستعدة وجاهزة لالنقضاض على القتلى.
ّ
وكأنك تراها ّ
تتحرك أمامك ،وكذلك من ومن أغراض هذا األسلوب إعطاء الكلمات صورة نابضة بالحياة
ّ أغراضه جعل القارئ يعيش في ّ
جو النص ويدخل إلى املشهد وكأنه جزء منه.
مدرسة جت الثانوية األستاذ عبيدة أسعد
ً
عاشرا :تنويع الضمائر
ّ
وظف الشاعر في القصيدة نوعين من الضمائر بشكل بارز وواضح:
ّ ُ
حبوت" ،وقد وظف هذا الضمير ليبين لنا األجواء علي ،وثق ُت،
األول :ضمير املتكلم "كليني ،أقاسيهّ ،
النفسية والشعورية للشاعر ،وإظهار البعد النفس ي الذي يشعر به.
ّ
"لعمرو ،لوالده ،إذا ما غزوا ،قبيله ،عليهم ،فيهم ،لهم
ٍ الثاني :ضمير الغائب املتعلق بمن يمدحهم ،مثل:
وظف ضمير الغائب في مدح املمدوحين لوصف حالهم ّ ّ ّ
بتجر ٍد وموضوعية ،ولبيان شيمة ،محلتهم ،"..وقد
ّ ّ
مكانتهم وكأنهم غير موجودين ،حتى ُيشعر القارئ أنه غير متأثر بش يء.