Professional Documents
Culture Documents
ومهمة الطالب حفظ المصصلح البلغاي ،حفظ التعريف للمصطلح ،حفظ مثال توضيحي لكل
تعريف
فكرة هذا الدرس هو إيراد بعضا من المحسنات البلغاية التي قد يجنح الشاعر إلى استخدامها في نظمه ليرفع من
القيمة البلغاية للنص الشعري .
سنعمل في هذا المخلص على شرح مواضع هذه المحسنات في البيات المذكورة في سطور نص ) شيء من
البلغاة (.
-1براعة الستهللا أو حسن البتداءت -:
-1قولا أبي الطيب المتنبي :ص -:129
حسم الصلح ما اشتهته العادي * * * وأذاعته ألسن الحساد
هذا مطلع قصيدة للمتنبي في مدح كافور الخإشيدي استهلها في الحديث عن حكمة كافور الخإشيدي في الحكم
ومناسبة القصيدة أن بعض الغلمان في حاشية الخإشيدي أرادوا ان يفسدوا المر بين كافور وأحد مواليه المقربين
،فقام كافور بحسم النزاع وعقد بينهم صلحا ،فذكر المتنبي هذه المناسبة في مطلع القصيدة لن فيها دللة مدح
لكافور الخإشيدي وبذلك أجاد في براعة الستهللا :
المعنى :الصلح الذي عقده كافور قطع ما اشتهته العادي وأظهره لسان الحسود.
كأنه من كلى مفرية سرب -2ما بال عينيك منها الماء ينسكب * * *
افتتح القصيدة بذكر الدموع والخطاب بالبكاء وهذا مما يتطير منه .وقصة هذا البيت أنه مطلع قصيدة
خإاطب بها عبد الملك بن مروان الخليفة الموي وكان بعينه رمد فهي تدمع أبدا ،فتوهم عبد الملك أن ذي
الرمة يع ررضّ به ،ويسخر منه فأمر بإخإراجه أي طرده .وهذا بسبب أنه تعثر في مطلع القصيدة حيث ذكر
المرضّ .
-3قولا البحتري :
--------------------------- لك الويل من ليل تقاصر آخره * * *
أنشد هذا البيت في مطلع قصيدة خإاطب بها رجل من أمراء عصره يسمى أبا سعيد .فلما سمع المطلع
المير قالا للبحتري :بل الويل والحرب لك ...فغرير البحتري البيت وجعله – له الويل – وهو رديء ولم
يستطع أن يتخلص من تعثره في براعة الستهللا .
-4قولا المتنبي :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا * * * وحسب المنايا أن يكن أمانيا
هذا مطلع قصيدة قالها المتنبي في مدح كافور الخإشيدي رأس الدولة الخإشيدية في زمانه ،ومعنى البيت :
كفاك داء رؤيتك الموت شافيا ،أي إذا أفضت بك الحالا إلى تمني المنايا ،فذلك آية الشدة ،وإن داءا شفاؤه
الموت اقصى الدواء ،ويقصد بالشطر الثاني :كفاك من أذية الزمان ما تتمنى معه الموت .وقد أراد
المتنبي أن يستهل القصيدة بذكر حكمة تقلب الزمان بالنسان ولكنه تعثر في ذلك ،حيث استهلها بالتطير
والمرضّ والموت وما ينطوي عليه من زوالا الملك ،في قصيدة هي للمدح.
-5قولا النابغة :
كليني لهم يا أميمة ناصب * * * وليل أقاسيه بطيء الكواكب
قيل أن هذا أحسن ما استهلت به العرب .
لهذه القصيدة قصة مفادها أن الغساسنة وهي من الدولا القوية في العصر الجاهلي أغاارت على بني ذبيان
قوم النابغة ،وأسرت عددا كبيرا من قومه وقيل كان من السرى ابنته ) أميمة أو أمامة( التي خإاطبها في هذا
البيت ،فحزن لذلك حزنا شديدا وأراد ان يفك سراح قومه ،فنظم هذه القصيدة في الشكوى حيث صردرها
بهذا البيت الذي تحدث فيه عن حالة الهم والضيق واللم الذي يعانيه السير في السر ،
كليني :دعيني ،ناصب :شديد الثقل والوطئة على نفسه ،وليل أقاسيه :أي أعاني من طوله وكأنه ل
ينقضي فكواكبه بطيئة ل تتحرك ليأتي فجر الحرية ... ،وقد أراد الشاعر هنا أن يستثير في السامع حالة
نفسية حزينة بتعاطف فيها مع الشاعر ويتمنى لو يفك له الغساسنة أسرى قومه ،وبالفعل لما سمع أمير
الغساسنة هذه البيات رق له وأفرج عن قومه .لذلك قيل هذا البيت من احسن البتداءات لنه منذ الوهلة
الولى حقق القصد والغاية منه وهو تحرير السرى .
ثانيا :براعة التخليص:
قولا المتنبي :
قنا ابن أبي الهيجاء ي قلب فيلق نودعهم والبين فينا كأنه
هذا البيت من أحسن المخالص
أبو الهيجاء :والد سيف الدولة ،القنا :الرماح ،الفيلق :الكتيبة الشديدة
المعنى :يقولا الشاعر إن ألم العين فينا عند وداعنا لهم ،يعمل كعمل رماح سيف الدولة في أعدائه .
هذه القصيدة بدأا المتنبي من أولا بيت فيها وحتى البيت الرابع عشر بالغزلا متحدثا على طريقة الشعراء
عما ينتابه من البكاء لفراق المحبوبة ،فلما أراد أن ينتقل إلى الغرضّ الساسي في القصيدة وهو مدح سيف
الدولة استعمل هذا البيت حيث شبه فعل الدمع في عيون المتنبي كفعل رماح سيف الدولة في أعدائه ومن هنا
تخلص من الغزلا إلى المديح .
ثالثا :براعة الطلب :
قولا المتنبي :
سكوتي بيان عندها وخطاب وفي النفس حاجات وفيك فطانة
يريد الشاعر أنه يتردد في نفسي حاجات ل أذكرها وأنت فطن ،ففطنتك تدلك عليها ،وسكوتي عنها يقوم
مقام البيان عنها .
رابعا :براعة المقطع :
قولا المتنبي :
عليك صلةا ربك والسلما وأعطيت الذي لم يعط خلق
قالها المتنبي في مدح رحل يدعى المغيث العجلي :
تتبدى براعة المقطع في قوله ) عليك صلة ربك والسلم (
يدعو للممدوح بمغفرة ا وأن يسلمه من المخاوف ويقولا له :قد أعطيت مالم يعطه أحد من أبناء الدنيا من
المتاع والموالا ،وذلك لنك تعطي الموالا الجزيلة وتفيد العطايا النبيلة .
خإامسا :صحة القسام :
ولكنني عن علم مافي غاد عمي وأعلم ما في اليوما والمس قبله
الزمن مع النسان له ثلثة أحوالا المس الماضي ،واليوم الحاضر ،والغد المستقبل :وعلم النسان متعلق
بها ،فهو يعلم ما حصل بالمس ويعلم ما يحدث اليوم ،ولكنه في جهل عن الغد وأموره ،وبهذا جمع
الشاعر كل احتمالت القسام لحالا الزمن مع النسان ويقولا حينها أنه استوفى صحة القسام .
سادسا :التوشيح :
قالا الشاعر :
وجدت حصى ضريبتهم رزينا فإن وزن الحصى فوزنت قومي
إذا سمع النسان أولا هذا البيت وقد تقدم له معرفة قافية القصيدة استنتج الشطر الثاني للبيت ،لنه عرف أن
قوله وزن الحصى سيأتي بعد رزين لعلتين ،أحدهما أن قافية القصيدة توجبه ،والثانية أن نظام البيت
يقتضيه لن الذي يفاخإر برجاحة الحصى ينبغي أن يصف نفس الحصى بالرزانة\.
سابعا :اليغالا :
قالا الشاعر :
رسوما كأخلقا الرداء المسلسل قف العيس في آثار مية واسأل
اليغالا ضرب من المبالغة إل أنه في القوافي خإاصة ل يعدوها ،مشتق من البعاد ،يقالا أوغال في الرضّ
إذا أبعد فيها ،
وهو أن يستوفي الشاعر معنى الكلم قبل بلوغ مقطعه ثم يأتي بالمقطع فيزيد معنى آخإر يزيد به وضوحا
وشرحا وتوكيدا حسنا.
فالشاعر هنا شبه قدم الديار وآثار ديار المحبوبة وتسمى بلغة العرب القدماء – الرسوم _ شبهها بالرداء
الخلق القديم المرقع ،إلى هنا تم التشبيه واستوفى الصورة ،ولكنه لما أراد أن يختم البيت احتاج إلى قافية
فجاء بكلمة _المسلسل – وهي نفس المعنى السابق) الثوب القديم المرقع ( ،ونلحظ أن الشاعر هنا لم يزد
معنى جديدا ولكنه عمق الصورة والمعنى الذي هو فيه .
-------------------------------------------------------------------------------------------------