You are on page 1of 42

‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫انطالقًا من ضرورة التقاء قطبي التوازن في الشعر الموجه لألطفال بين تنمية‬
‫الجوانب الوجدانية من خالل إثراء خيال الطفل عبر ما يتلقاه من أشعار مقفى‪ ،‬وموسيقى‬
‫متناغمة تشبع احتياجاته الوجدانية منذ المهد‪ ،‬وبين تنمية الجوانب المعرفية لدى الطفل‬
‫عبر ما يبث إليه من خالل هذه األشعار من المواعظ والحكم ‪ ،‬ومكارم األخالق‬
‫والوصايا والتعرف على خصائص الحيوانات والقيم المختلفة تجاه تقديسه لألم‪ ،‬وقيمة‬
‫العمل واالتحاد والتشاور‪ ،‬وتعرفه على خصائص الطبيعة وانجذابه إليها بأسلوب شيق‬
‫يؤثر في وجدانه‪.‬‬
‫ومن هنا جاءت مشكلة الدراسة التي تسعى للتعرف على الموازنة في الشعر‬
‫الموجه لألطفال بين تنمية الجوانب الوجدانية والمعرفية‪ .‬فالنظم وتقطيع البحر والجرس‬
‫الموسيقى‪ ،‬ال يكفي وحده في الشعر الموجه لألطفال؛ لذا ينبغى أن يخاطب جوانبه‬
‫المعرفية ويصبغها بألوان إبداعية تثيره ودفعه للتفكير فيها والتوحد معها‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تأتي أهمية الدراسة من التعرف على مدى الموازنة بين تحقيق الشعر الموجه‬
‫لألطفال؛ لتنمية الجوانب الوجدانية والمعرفية لديهم‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على التطور األدبي للشعر الموجه لألطفال‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على أشكال الشعر الموجه لألطفال ‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على المقاييس والخصائص التي تميز الشعر الموجه لألطفال‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على أهداف الشعر الموجه لألطفال‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على كيفية اختيار الشعر الموجه لألطفال‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على أشكال األغاني الموجهة لألطفال‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫‪ ‬التعرف على خصائص األغاني الموجهة لألطفال‪.‬‬


‫‪ ‬التعرف على أهمية األغاني واألناشيد‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على خصائص المراحل العمرية الموجه إليها شعر األطفال‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫تعتمد الدراسة الحالية على المنهج الوصفي‪ ،‬الذى يقوم بوصف الظاهرة موضوع‬
‫البحث‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫وقد استفادت الباحثة من الدراسات السابقة مثل دراسة معايير البناء الشعري‬
‫للقصائد المكتوبة لألطفال في الشعر العربي الحديث(‪ .)1‬إعداد حنان عبده أحمد ناصر‬
‫النويرة في استخدمها للمنهج الوصفي في المباحث النظرية للشعر الموجه لألطفال‪ ،‬وهذا‬
‫المنهج قد استعانت به الباحثة في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫كما استفادت الباحثة من دراسة المضمون التربوي في الشعر الموجه إلى األطفال‬
‫(‪)2‬‬
‫إعداد مصلح النجار ‪ .‬حيث تركز هذه الدراسة على المضمون في الشعر‬ ‫في األردن‬
‫الموجه إلى األطفال‪ ،‬وذلك ألن المضمون إشكالية في اإلبداع الشعري بعامة وهو محط‬
‫خالف في شعر األطفال بخاصة‪ ،‬وقد سعت الدراسة الحالية للتعرف على ذلك‬
‫المضمون‪ ،‬وما يهدف إليه الذى أفادها فى التعرف على المضامين التربوية التى تنمى‬
‫الجوانب المعرفية للطفل من خالل الشعر الموجه إليه‪ ،‬وأيضاً دراسة الشعر الموجه‬
‫لألطفال المصطلح واشكالية المعايير (‪ )3‬إعداد العيد جلولي ‪ ،‬وذلك للتعرف على ماهية‬
‫الشعر الموجه لألطفال بمفهومه ومعاييره ؛ لتوضيح الفرق بين الشعر الموجه للراشدين‬
‫والشعر الموجه لألطفال‪ ،‬وقد استفادت الدراسة الحالية من معايير الشعر الموجه‬
‫لألطفال‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫اإلطار النظرى للدراسة‪:‬‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫كبير في تنمية اإلحساس الجمالي لدي الطفل‬‫دور ًا‬
‫يلعب الشعر الموجه لألطفال ًا‬
‫من خالل معانية واحاسيسه الجميلة العذبة ‪ ،‬فهو يثير جوانب الطفل الوجدانية ‪ ،‬ويغذيها‬
‫بمفاهيمه الراقية وألفاظه البديعة ‪ ،‬ويزودهم بالتراكيب اللغوية المختلفة بصورة تنمي‬
‫جوانبهم المعرفية فالشعر يخلق استجابات ذهنية لديهم تجعلهم في موقع جديد يشاركون‬
‫فيه الشاعر حاالته الوجدانية‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫تخيلية‪.‬‬
‫قصدا ‪ ،‬يتألف من صور‬
‫ً‬ ‫لغويا بأنه "قول موزون مقفي‬
‫ويعرف الشعر ً‬
‫وثمة إرث عظيم من التنظيرات النقدية التي تري أن وظيفة األدب األساسية وظيفة‬
‫أخالقية " وليم وردزورث" يقول ‪:‬‬
‫أيضا‬
‫معلما أو ال شئ ‪ ،‬وقال ً‬
‫إن كل شاعر عظيم هو معلم ‪ ،‬وأحب أن يعدني الناس ً‬
‫علي الشاعر أن يختار حوادث ‪ ،‬ومواقف من مألوف الحياة‪ ،‬ويقدمها جهد اإلمكان في‬
‫فعال ‪.‬وقد آمن الشاعر اإلنجليزي " دى كوينسي " بمافى‬
‫لغة منتقاة ما يستعمله الناس ً‬
‫الشعر من غاية أخالقية؛ ألنه يهز ويؤثر وبالتالي فهو يعلم‪.‬‬
‫وقال " فكتور هوجو " ‪ :‬إن رسالة الشعر ليست النظم للغناء فحسب ‪ ،‬بل علي‬
‫الشاعر أن يحث علي العدالة ‪ ،‬ويدافع عن الحق ‪ ...‬إن مهمة الشاعر إثارة الحماسة‬
‫في نفوس الجماهير ‪ ،‬وذلك بأن يشارك في السياسة‪ ،‬وأن يثبت قواعد األخالق في‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫وسياسيا(‪.)5‬‬
‫ً‬ ‫اجتماعيا ‪،‬‬
‫ً‬ ‫معاصر ‪،‬‬
‫ًا‬ ‫وقد قال "المارتين" ‪ :‬الشاعر يجب أن يكون‬
‫وشعر األطفال لون من ألوان األدب ‪ ،‬بيد أنه صيغة أدبية متميزة ‪ ،‬يجد األطفال أنفسهم‬
‫من خالله يحلقون في الخيال ‪ ،‬متجاوزين الزمان والمكان عبر الماضي والمستقبل‬
‫وليست هناك قيود علي موضوعاته وأفكاره ومعانيه وخياالته ‪ ،‬حيث تقتضي طريقة‬

‫‪321‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫المعالجة والقدرة الفنية بكلمات مألوفة ‪ ،‬وخبرات محدودة ال تنطوي علي تقرير معلومات‬
‫وحقائق؛ أل ن شعر األطفال يتمثل في إطفاء لمسات فنية علي جوانب الحياة لتمس‬
‫لوحات فنية زاخرة ‪ ،‬وعلي مفاتن الحياة والطبيعة لتجد فيها قلوب األطفال الغضة متعة‬
‫غامرة ‪ ،‬إذا ما رسمت في إطار فني جميل ‪ ،‬يسهل عليها تصورها ‪ ،‬فلكي يتذوق الطفل‬
‫الشعر البد أن يحيا جو الخبرات الخيالية التي يوصي بها ‪ ،‬والبد من انتقال الطفل إلي‬
‫(‪)6‬‬
‫الحالة المزاجية التي كانت مسيطرة علي حواس الشاعر وقت والدة القصيدة ‪.‬‬
‫فقد كان الشعر هو السائد عندما كانت اإلنسانية تخطو خطواتها األولي ‪ ...‬لقد‬
‫وجد اإلنسان مالذه في الشعر؛ ألنه مساحة تسمح له أن يشكل واقعه ويغيره فكان‬
‫بالشعر يغير مكانه الطبيعي المحدود إلي مكان نفسى يساعده علي إقامة توازنه النفسي‬
‫ليستمر في البقاء؛ ولذلك يعتبر الشعر عنده الزمن الذي يجسد به المكان ‪ ،‬والعالقة بين‬
‫الطرفين المكان والزمن هي الطفولة ‪.‬فالشعر طفولة اإلنسانية ‪ ،‬وطفولة اإلنسان هي‬
‫(‪)7‬‬
‫بدايتها عندما كانت الطبيعة مكانها األول‪.‬‬
‫حيث يتحدث الشعر عن الحياة والكون واإلنسان‪ ،‬والشاعر يتحدث عن هذه‬
‫القضايا بأحاسيسه وعواطفه وعقله ‪ ،‬وهو في هذا يستخدم اللغة التي يفهمها المتلقي‬
‫كبير ‪ ،‬ويحاول من خالل هذه اللغة دفع المتلقي إلي مشاركته في‬ ‫صغير كان أم ًا‬
‫ًا‬
‫إحاسيسه والتفاعل معه ثم االقتناع بما يقوله ‪ ،‬وكل هذه القضايا يشترك فيها الطفل مع‬
‫الراشد أضف إلي هذا أن مجال الشعر إثارة الشعور واإلحساس‪ ،‬ويكون ذلك بالوسائل‬
‫الفنية في الصياغة‪ ،‬وذلك بتأليف أصوات موسيقية ‪ ،‬تضيف موسيقاها إلي قوة التصوير‬
‫فتراسل بها المشاعر وهذه المشاعر بدورها طريق بث أفكار تتمكن من النفس عن طريق‬
‫(‪)8‬‬
‫التصوير بالعبارات الموقعة‪.‬‬
‫وهنا تري الناقدة األمريكية ‪" :‬كاريت‪ .‬س ‪ .‬هيدك" والمختصة في أدب األطفال ‪:‬‬
‫قليال عن الشعر للكبار ‪ ،‬فهو باإلضافة إلي كونه يعلق علي‬
‫أن الشعر لألطفال يختلف ً‬

‫‪322‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫الحياة بمستوي يحمل معني وهدفًا لألطفال فإن خاصيته تكمن في لغته الشعرية ومحتواه‬
‫(‪)9‬‬
‫الذي ينبغي أن يمس األطفال مباشرة ‪.‬‬
‫وخاصة في مجال المضمون؛ لذلك ينبغي أن يتناول الشعر الموجه لألطفال‬
‫موضوعات وثيقة الصلة بالتربية الطفولية أي موضوعات ذات مغزي أو هدف تربوي‬
‫مثل ‪ " :‬حب الوطن ‪ ،‬وجمال الطبيعة ‪ ،‬والحفاظ علي البيئة واحترام المعلمين ‪ ،‬وكبار‬
‫السن ‪ ،‬والحفاظ علي الممتلكات العامة ‪ ،‬والرفق بالحيوان ‪ ،‬والحرص علي األخالق‬
‫والدين " وكل ما من شأنه يدغدغ أحاسيس األطفال‪ ،‬ويزرع بذور الخير والعدل في‬
‫(‪)10‬‬
‫نفوسهم‪.‬‬
‫لذلك تعد األغاني واألشعار ذات أثر كبير في حياة الطفل تسعده‪ ،‬وتدخل البهجة‬
‫في نفسه ومن خاللها يتعلم أشياء كثيرة‪ .‬وقد أكدت فلسفة التربية الحديثة علي أهمية‬
‫(‪)11‬‬
‫األغاني واألناشيد بالنسبة لألطفال الصغار ‪ ،‬ودعت إلي تدريبهم علي أدائها ‪.‬‬
‫حيث تشجع الطفل علي االستمتاع بلغته وبحياته ‪ ،‬وتقوده إلي عالم المعرفة واإلبداع‬
‫ولذلك نجد معظم األمهات يغنين ألطفالهن حديث الوالدة حيث أن المولود الصغير‬
‫يستمتع باإليقاعات الشفوية‪ ،‬التي تغنيها له أمه وهي تهدهده ‪ .‬وهذه اإليقاعات الشفوية‬
‫تدعي باألغنيات الترفيهية‪ ،‬والتي هي تخص األطفال الرضع ‪.‬‬
‫ويؤكد علماء النفس أن الصياغة الشعرية المغناة تبقي في وجدان الطفل الصغير‬
‫إلي زمن طويل قادم ؛ ولذلك فإنه ينبغي صياغة العديد من القيم في مقطوعات شعرية‬
‫(‪)12‬‬
‫يسهل علي الطفل ترديدها وحفظها ‪ .‬والطفل يتعلم من خالل األشعار‪.‬‬
‫حيث يوجد في الشعر موسيقي وفيه تنغيم وايقاع ‪ ،‬واألطفال يميلون إلي التنغيم واإليقاع‬
‫والكالم الموسيقي منذ نعومة أظفارهم ‪ ،‬وكلنا نذكر أغاني األطفال التي يتوارثونها من‬
‫جيال بعد جيل ‪ ،‬في ألعابهم ومرحهم‪ ،‬والتي كثي اًر ما تبدو لنا بال معني‬
‫الفلولكلور ً‬
‫ولكن بإيقاع موسيقي وتنغيم مقفي مثل قولهم ‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫بريلال بريلال بربلّيال‬


‫‪ o‬يا طالع الشجرة ‪ ....‬هات لي معاك بقرة ‪ .‬تحلب وتسقيني ‪ ..‬بالمعلقة الصيني ‪...‬‬
‫‪ o‬هينا مقص وهينا مقص ‪ ..‬هينا عرايس بتترص ‪..‬‬
‫‪ o‬التعلب فات فات ‪ ..‬وف ديله سبع لفات ‪..‬‬
‫‪ o‬أبو قردان ‪ ..‬زرع فدان ‪..‬‬
‫‪ o‬علي عليوه ‪ ...‬ياللي ‪ ..‬ضرب الزميره ‪ ..‬ياللي ‪ ..‬ضربها حربي ‪ ...‬ياللي ‪ ..‬نطت‬
‫في قلبي ‪ ...‬ياللي ‪ ...‬قلبي رصاص ‪ ..‬ياللي ‪ ..‬أحمد رقاص ‪ ...‬ياللي ‪ ...‬رقاص‬
‫علي مين ‪ ...‬ياللي ‪ ...‬علي شاهين ‪ ...‬ياللي ‪ ...‬شاهين ما مات ‪ ...‬ياللي ‪...‬‬
‫خلف بنات ‪ ...‬ياللي ‪ ...‬خلفهم تسعة ‪ ...‬ياللي ‪ ...‬قاعدين ع القصعة ‪ ..‬ياللي‬
‫‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫‪ o‬اهلل حي ‪ ..‬عباس جاى ‪ ...‬ضرب البمبة ‪ ..‬ف راس العمدة وهو جاي ‪ ..‬الخ ‪..‬‬
‫(‪)13‬‬
‫الخ‪.‬‬
‫فالشعر يثير لدي الطفل إحساسه بالجمال األدبي لما يقدمه له من إيقاعات وكالم‬
‫مقفي وموزون يؤثر في مشاعره وانفعاالته بشكل يجعله يتوحد معها بما يساعده علي‬
‫تنمية جوانبه المعرفية بلغة راقية؛ لذلك يجب أن يتم انتقاء كلمات األغنية الشفوية أو‬
‫(‪)14‬‬
‫األنشودة بدقة شديدة لتقديمها للطفل بما يتالءم مع مراحل نموه ‪.‬‬
‫لذلك سأقوم بتقديم عدة محاور عبر الدراسة؛ لتوضيح مدي الموازنة بين الشعر‬
‫الموجه لألطفال بأوزانه وجرسه الموسيقى‪ ،‬وغير ذلك من األشياء التى تثرى خيالهم‬
‫وتنمى جوانبهم الوجدانية‪ ،‬وبين تنمية الجوانب المعرفية لهم من خالل ما يقدمه الشعر‬
‫من (مواعظ ‪ ،‬وحكم ‪ ،‬ووصايا‪ ،‬وقيم ‪ ،‬وقصص عن الحيوانات والطبيعة)‪ ،‬وستتعرض‬
‫المحاور التالية لألشعار المقدمة للطفل من حيث أشكال الشعر‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬وخصائصه‪،‬‬
‫وأهدافه‪ ،‬ومعايير اختياره‪ ،‬ثم األغانى الموجهة لألطفال من حيث أشكال الشعر‬
‫المغني‪ ،‬وخصائص األغاني‪ ،‬وأهمية األغانى لألطفال‪ ،‬ومعايير اختيار أغانى األطفال‬
‫‪324‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫وبعد ذلك سوف أتعرض لمحور خصائص المراحل العمرية الموجه إليها شعر األطفال‬
‫وكل ذلك بهدف التوصل لألنموذج المثالي لتقديم من خالله الشعر الموجه لألطفال‬
‫أيضا‬
‫الذي يساعد في إثراء خيالهم وتنمية جوانبهم الوجدانية‪ ،‬وتنمية جوانبهم المعرفية ً‬
‫باعتبارهما وجهين لعملة واحدة؛ لذلك الينبغى أن يطغى جانب على آخر‪.‬‬
‫المحوراألول ‪:‬‬
‫‪ o‬التطور األدبي للشعر الموجه لألطفال ‪:‬‬
‫خاصا‬
‫ً‬ ‫إعدادا‬
‫ً‬ ‫يحدد الكيفية التي يجب إعداد الطفل فيها‬
‫يبدو أن المجتمع الجاهلي ّ‬
‫شجاعا ‪ ،‬حتي تفخر به ‪ ،‬ولما كانت حياة‬‫ً‬ ‫قويا‬
‫حيث إن األم ترغب أن يشب ابنها ً‬
‫(‪)15‬‬
‫البادية قاسية وعنيفة ‪ ،‬فإن المجتمع يتشدد في خلق األنموذج األمثل للطفل ‪.‬‬
‫وقد انعكس ذلك في تأديبه وتوجيهه ‪ ،‬فالمجتمع البدوى في مسيس الحاجة إلي الرجل‬
‫الذي يتصف بالقوة والشجاعة للدفاع عن قبيلته ونصرتها ‪ ،‬فكانت األم ترقص ابنها‬
‫وتغني له بكالم موزون لتهدئته ‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ما غنت به "ضباعة بن عامر بن‬
‫قرط" البنها "المغيرة بن سلم" وهي ترقصه ‪ ،‬فازدهت بأبائه وأشادت بسيادتهم وكرمهم‬
‫وعزهم ‪ ،‬وتأمل أن يكون ابنها نبعة من هذه الدوحة ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫نما فى الذ ار هشام‬
‫قروم وآباء له كرام‬
‫جحاجح خضارم عظام‬
‫من آل مخزوم هم‬
‫األعالم‬
‫‪)16(.‬‬
‫الهامة العلياء والسنام‬
‫فأدب الترقيص لألطفال يشترك فيه الرجال والنساء ‪،‬وأخذ " قيس بن عاصم‬
‫صبيا له يرقصه‪ ،‬وأم ذلك الصبي "منفوسة بن زيد لفوارس بن ضرار الضبي"‬
‫المنقري" ً‬
‫‪ ،‬فجعل "قيس" يقول له‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫أشبه أبا أمك أو أشبه عمك‬


‫ال تكونن كهلوف وك ّل‬
‫فأخذته أمه وجعلت ترقصه وتقول ‪:‬‬
‫أشبه أخي أو أشبهن أباكا‬
‫أما أبي فلن تنال ذاكا‬
‫(‪)17‬‬
‫تقصر عن مناله يداكا‪.‬‬
‫ويعبر ذلك أن األباء واألمهات في العصر الجاهلي كانوا يوظفون الشعر الموجه‬
‫لألطفال في إثراء الجانب الخيالي لديهم‪ ،‬الذي بثه من خالله العديد من الحكم والمواعظ‬
‫التي نمت الجانب المعرفي داخلهم من خالل غرس بداخلهم قيم االعتزاز بأصلهم وخلق‬
‫فبدال من أن تدلل األم ابنها بأسلوب هزلي ‪ ،‬اتجهت نحو تقوية‬
‫الثقة بالنفس ‪ً ،‬‬
‫شخصيته‪،‬وتدليله من خالل تعريفه بأمجاد قبيلته ‪ ،‬وعائلته من أجل االقتداء بهم ‪.‬‬
‫ومن قول "هند بنت عتبة" وهي ترقص ابنها معاوية ‪:‬‬
‫بني معرق كريم‬
‫إن ّ‬
‫محبب في أهله حكيم‬
‫ّ‬
‫ليس بفاحش وال لئيم‬
‫وال بطخرور وال سؤوم‬
‫صخر بني فهر به زعيم‬
‫(‪)18‬‬
‫ال يخلف الظن وال يخيم‪.‬‬
‫أحدا لم يلد مثله ؛ ألن ريحه ريح الورد فتقول‬
‫وقد يبلغ إعجاب األم بولدها حد الظن أن ً‬
‫يا حبذا ريح الولد‬
‫ريح الخزامي في البلد‬
‫أهكذا ك ّل ولد‬
‫(‪)19‬‬
‫أم لم يلد مثلى أحد‪.‬‬
‫‪326‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫ومن أغاني االعتزاز بالطفل وحبه وتدليله قول أعرابية ‪:‬‬


‫حب ال ّشحيح ماله‬
‫أحبه ّ‬
‫قد كان ذاق الفقر ثم ناله‬
‫(‪)20‬‬
‫إذا أراد بذله بدا له‪.‬‬
‫وكان لألبناء تأثير كبير في قلوب آبائهم ‪ ،‬وقد يحاول األب أن يفخر بابنه ويعتز بجماله‬
‫ابنا له ‪:‬‬
‫يقول أعرابي يرقص ً‬
‫رب مالك بارك فيه‬
‫رب ّ‬
‫يا ّ‬
‫بارك لمن يحبه ويدنيه‬
‫ذ َكرني لما نظرت في فيه‬
‫أجزع نور غربت أواخيه‬
‫والوجه لما أشرقت نواحيه‬
‫(‪)21‬‬
‫دينار عين بيد تبريه‪.‬‬
‫إن أغاني األطفال والترقيص تحوي رغبة اآلباء في أن يتحمل أطفالهم بعد أن يكبروا‬
‫مسئولية حماية مجتمعهم ‪ ،‬وحثهم علي تحمل األعباء في الحياة العملية منذ الصغر‬
‫(‪)22‬‬
‫حتي يشبوا علي اإلبداع والعمل ‪ ،‬يقول "المطلب بن هاشم" في ابنه "العباس" وهو رضيع ‪.‬‬
‫ظني بعباس ُبني إن كبر‬
‫النوم إذا ضاع البدر‬
‫أن يمنع ّ‬
‫السجل إذا اليوم اقصطر‬
‫وينزع ّ‬
‫ويسقي الحاج إذا الحاج كثر‬
‫وينحر الكوماء في اليوم الخصر‬
‫(‪)23‬‬
‫ويفصل الخطبة في األمر المبر‪.‬‬
‫أيضا ما ورد في " مروج الذهب " للمسعودي ‪ .‬قوله ‪ :‬قال "محمد بن‬
‫ومن ذلك ً‬
‫إسحاق" ‪ ،‬لما وضعت "آمنة بنت وهب" "رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم"‪ ،‬بعثت إلي‬
‫‪327‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫جده " عبد المطلب " فلما جاءها أخبرته‪ ،‬وحدثته بما كانت رأت حين حملت به ‪ ،‬وما‬
‫قيل لها فيه ‪ ،‬وما أمرت به أن تسميه ‪ .‬فأخذه " عبد المطلب " وأدخله في جوف الكعبة‬
‫‪ ،‬وقام " عبد المطلب" يدعو ويشكر اهلل‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫هذا الغالم الطيب األردان‬ ‫الحمد هلل الذي أعطاني‬
‫أعيذه بالبيت ذي األركان‬ ‫قد ساد في المهد علي الغلمان‬
‫حتي أراه بالغ البنيان‬ ‫حتي يكون بلغة الفتيان‬
‫(‪)24‬‬
‫من حاسد مضطرب العنــان‪.‬‬ ‫أعيذه من كل ذي شنآن‬

‫كما اتجه اآلباء في العصر الجاهلي إلي تقديم الوصايا ألبنائهم التي حرصوا من‬
‫خاللها علي أن يرسموا ألبنائهم صورة البطل الكامل ‪ ،‬وهذا كله يدل علي عناية هؤالء‬
‫القوم بتنمية مشاعر واحاسيس أبنائهم من جهة بواسطة أشعارهم الخالبة التي تؤثر في‬
‫وجدانهم وتنميها كما تنمى جوانبهم المعرفية من خالل المواعظ والحكم التي يلقوننهم‬
‫أياها عبر وصاياهم ‪.‬‬
‫ويغلب علي الوصايا أن تكون عند إحساس الشاعر بدنو األصل ‪ ،‬علي نحو ما‬
‫نجد ذلك في وصايا " اإلصبع العدواني ‪ " ،‬و " عبد القيس بن ُخفاف البرجمي " ‪ ،‬و"‬
‫(‪)25‬‬
‫عمرو بن األهتم " ‪،‬و " قيس بن عاصم " و " صرمة بن أبي أنس " وغيرهم ‪...‬‬
‫وكانت هذه الوصايا وصايا طويلة ‪ ،‬حرص كل واحد من هؤالء الشعراء علي أن يرسم‬
‫البنه‪ ،‬أو أبنائه صورة البطل الكامل ‪ ،‬واإلنسان األنموذج ‪ ،‬وهذا كله يدل علي عناية‬
‫هؤالء القوم بتربية أبنائهم ‪ ،‬وتنمية روح التذوق الفني للشعر لتنمية الجانب الوجدانى‬
‫لديهم من خالل بث القيم األخالقية‪ ،‬التى ترتقى بحصيلتهم المعرفية نحو ثراث آبائهم‪.‬‬
‫وصرح كثير من الشعراء بأن تلك األخالقيات التي قد تلقوها مباشرة عن آبائهم تأتي‬
‫عبر هذه الوصايامقرونة بصيغ األمر ‪ ،‬أو ما يشبهها ‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫بأوامر أبيه التى جعلته يحوز المكارم قال‪:‬‬ ‫وها هو " أعش بن طرود " يفخر‬
‫دماً وح ّذرني ما يتّقّون أبي‬ ‫ِ‬
‫ق ً‬ ‫ت علي األقوام مكرمهَ‬ ‫ّإني َح َوْي ُ‬
‫الخطُب‬
‫الدهر و ُ‬‫بسالفات أمور ّ‬ ‫ِ‬
‫وتجربة‬ ‫قو َل ِذ ِي ِعْلم‬
‫وقال لي ْ‬
‫نس ِب‬ ‫ِ‬ ‫أمرتُ َك الخير فَأ ْفع ْل ما ِ‬
‫فقد تركتٌ َك ذا مال وذا َ‬ ‫رت به‬
‫أم ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األدب‬ ‫ِ‬
‫الفضل و ِ‬ ‫ق أهل‬ ‫و ِ‬
‫أعم ْد ألخال ِ‬ ‫ألخالق لهم‬
‫َ‬ ‫خالئف قوم‬
‫َ‬ ‫رك‬
‫َوأتُ ْ‬
‫ويزهو "مالك بن حريم الذهمداني " بجوده الذي تلقاه وصايا من أبيه يقول ‪:‬‬
‫إِذا ّ‬
‫ضن بالمعروف ك ٌل بخيل‬ ‫احذر دمهُ‬
‫أجود علي العاني ‪ ،‬و ُ‬
‫ُ‬
‫(‪)26‬‬
‫غير قليل‬
‫الذم ُ‬
‫بأن قليل َ‬
‫ّ‬ ‫بن مالك‬
‫يم ُ‬
‫أوصاني حر ُ‬
‫ِ‬ ‫بذلك‬
‫أن جود " حاتم الطّائي" كان استجابة لوصايا‬
‫مي " علي ّ‬
‫البرج ّ‬
‫ويطلعنا " عبد قيس ُ‬
‫أبيه وأجداده ‪ :‬وأية ذلك أنه أتي "حاتما الطائي" في دماء حملها عن قومه ‪ ،‬فاسلموه‬
‫شاعر ‪ ،‬فلما قدم‬
‫ًا‬ ‫فيها ‪ ،‬وعجز عنها ‪ ،‬فقال ‪ :‬واهلل ألتين من يحملها عني‪ ،‬وكان شريفاً‬
‫عليه قال ‪" :‬إنه وقعت بينى وبين قومي دماء فتواكلوها ‪ ،‬وانى حملتها في مالي وأملى‬
‫حق قد قضيتهُ ‪ ،‬وهم قد كفيتهُ ‪ ،‬وان حال‬
‫ب ّ‬‫فر ّ‬
‫فقدمت مالى‪ ،‬وكنت أملى فإن تحملها ُ‬
‫ُ‬
‫دون ذلك حائل أذمم يومك ‪ ،‬ولم ْأيأس من غدك ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫فجئتُك لما أسلمتني البراجم‬ ‫دماء للبراجم ّجمةَ‬
‫حملت ً‬‫ُ‬
‫حاتم‬ ‫ِ‬
‫فقلت لهم ‪ :‬يكفي الحمالهَ ُ‬ ‫دماءنا؟‬
‫وقالوا سفاها ‪ :‬لم َح َمولتَ َ‬
‫(‪)27‬‬
‫وأهالً وسهالً أخطأتْ َك األشاتم‬ ‫متي أية فيها ُيقل لي مرحبا‬
‫ثانياً‪ :‬العصر اإلسالمي ‪:‬‬
‫اقتضت حكمة اهلل تعالي أن يبعث األنبياء الكرام ‪ ،‬ليرسموا للبشرية طريق الحق‬
‫والهداية ‪ ،‬وليصححوا خط سير أهل الجاهلية بعد انحرافه عن مسلك التوحيد ‪ ،‬الذي‬
‫أساسيا من األركان التي قامت‬
‫ً‬ ‫كان يشكل سمة واضحة في دعوات األنبياء ‪ ،‬وركنا‬
‫عليها الرساالت ‪.‬ويحدثنا " ابن هشام " عن طائفة من هؤالء الموحدين ‪ ،‬الذين كانوا‬

‫‪329‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫ينتشرون في مكة وأنحاء أخري من الجزيرة ‪ ،‬وقد انطبعت في أذهانهم فكرة عبادة اإلله‬
‫(‪)28‬‬
‫الواحد فكانوا يسخرون من األصنام وعبادتها ‪ ،‬ويترفعون عن تقديسها ‪.‬‬
‫وها هو " صرمة بن أبي أنس " الذي ترهب في الجاهلية ‪ ،‬ولبس المسموح‪ ،‬يضع ألبناء‬
‫أخالقيا صاغه من القيم الدينية واالجتماعية ‪ ،‬ويحثهم علي اإليمان باهلل‬
‫ً‬ ‫دستور‬
‫ًا‬ ‫عصره‬
‫وبر الوالدين ‪ ،‬والتقوي ‪.‬‬
‫يقول " أبو قيس " وأصبح غاديا ‪:‬‬
‫استطعتم من وصاتي فافعلوا‬
‫ُ‬ ‫أال ما‬
‫وأعراضكم والبر باهلل ّأو ُل‪.‬‬ ‫فأوصيكم باهلل والبر والتقي‬
‫وكان لهذا االتجاه التوحيدي أثر في السلوك العام وضبط إيقاع الحياة ‪ ،‬فنراه يطل علي‬
‫أبنائه ‪ ،‬وأبناء مجتمعه بوصايا أخري ‪ ،‬يدعوهم فيها إلي صلة األرحام ‪ ،‬وتقوي اهلل‬
‫وعدم أكل مال اليتيم ‪ ،‬ويحذرهم من صروف الدهر‬
‫وصلُوها قصيرةَ من طوال‬ ‫حام ال تقطعوها‬
‫بني األر َ‬
‫يا ّ‬
‫تحل َغير الحالل‬
‫يس َ‬‫ربما ُ‬ ‫واتقوا اهلل في ضعاف اليتامي‬
‫السؤال‬
‫عالما يهتدي بغير ّ‬
‫ً‬ ‫أن لليتيم َو ّليا‬
‫واعلموا ّ‬
‫واحذروا مكرها ومر الليالي‬ ‫بني األيام ال تأمنوها‬‫يا ّ‬
‫(‪)29‬‬
‫وترك الخنا وأخذ الحالل‪.‬‬ ‫واجمعوا أمركم علي البر والتقوي‬
‫ومن مظاهر اهتمام اآلباء بأطفالهم ‪ ،‬أن اآلباء كانوا يسمعون الحديث من "رسول‬
‫شعر لألبناء؛ ليظل‬
‫اهلل صلي اهلل عليه وسلم" ‪ ،‬ثم يقومون بنظم معاني الحديث النبوي ًا‬
‫ومطبوعا في وجدانه ‪ ،‬من ذلك ما ذكره "ابن الجوزي" ‪.‬أن‬
‫ً‬ ‫عالقًا في ذاكرة الطفل‬
‫"الصلتان" قدم مع "بني تميم" ‪ ،‬وأن "النبي صلي اهلل عليه وسلم" أوصاهم بشئ ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫شعر نعلمه أوالدنا ‪ .‬فقال‪ :‬الصلتان أنا‬
‫"قيس بن عاصم" ‪ ،‬وددت لو كان هذا الكالم ًا‬
‫أنظمه يا رسول اهلل ‪ :‬فأنشده أبياتًا ‪:‬‬
‫قرين الفتي في القبر ما كان يفعل‬ ‫تجنب خليطا من مقالك إنما‬
‫‪330‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫ليوم ينادي المرء فيه فيقبل‬ ‫والبد بعد الموت من أن تعده‬


‫ومن بعده إال الذي كان يعمل‬ ‫وان كنت مشغوًال بشىءمن قبل موته‬
‫(‪)30‬‬
‫قليال بينهم ثم يرحل‪.‬‬
‫يقيم ً‬ ‫أال إنما اإلنسان ضيفا ألهله‬
‫ولو نظرنا نظرة فنية إلي البيت األخير من المقطوعة‪ .‬علي سبيل المثال ـ لوجدنا‬
‫سحر البيان يتجلي أمام ناظرنا فإقامة اإلنسان فى الدنيا قليلة فهى لحظات ثم يرحل‬
‫إلى عالم البرزخ ؛ ولذلك برع "الصلتان" في تصوير حالة اإلنسان هذه ‪ ،‬وأنها تشبه‬
‫حال الضيف ‪ ،‬والجامع بينهما عدم المكث ‪ ،‬وازداد جمال الصورة روعة وبهاء بحذف‬
‫‪)31(.‬‬
‫أداة التشبيه ‪ ،‬والتي بحذفها نضجت الصورة الفنية ‪ ،‬فظهر المعني بكل محتوياته‬
‫واذا كان الشعر الغنائي قد انتشر في القري العربية في العصر الجاهلي في (مكة‪،‬‬
‫ويثرب‪ ،‬والطائف‪ ،‬وخبير‪ ،‬واليمامة‪ ،‬ودومة‪ ،‬والجندل )‪ .‬فإن لم يغفل العرب والمسلمون‬
‫األوائل أثر الصوت الجميل في تالوة القرآن الكريم وفي اآلذان للصالة ‪ ،‬وفي ذلك يقول‬
‫" الرسول صلي اهلل عليه وسلم" ‪ " :‬ما أذن اهلل لشىء إذنه حسن الصوت يتغني بالقرآن‬
‫"بالال" أن يؤذن للصالة؛ ألنه كان‬
‫ً‬ ‫كما قال ‪ " :‬زينوا القرآن بأصواتكم" ‪ ،‬وكان يأمر‬
‫ندي الصوت وكان يسمع الغناء في بيته أيام العيد ‪ ،‬وهذا يؤكد أن الغناء كان موجود‬
‫في صدر اإلسالم في المناسبات االجتماعية‪ ،‬وفي أثناء السفر ‪ ...‬إال أنه كان غناء‬
‫دافعا إلي مكارم األخالق ومحمود الخصال‬
‫ومليئا بالقيم والمبادئ ً‬
‫ً‬ ‫نقيا عفيفًا وهدفًا ‪،‬‬
‫ً‬
‫التي يتوارثها األبناء ويورثها ألبنائهم جيل بعد جيل مثل نشيد " طلع البدر علينا " ‪.‬‬
‫طلع البدر علينا من ثنيات الوداع‬
‫وجب الشكر علينا ما دعا هلل داع‬
‫أيها المبعوث فينا جئت باألمر المطاع‬
‫جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع‬
‫طلع النور المبين نور خير المرسلين‬
‫نور أمن وسالم نور حق ويقين‬
‫‪331‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫ساقه اهلل تعالي رحمة للعالمين‬


‫مرسل بالحق نطقه وحي السماء‬
‫قوله قول فصيح يتحدي البلغاء‬
‫فيه للجسم شفاء فيه للروح دواء‬
‫(‪)32‬‬
‫سالما ما دعا القرآن داع‪.‬‬
‫ً‬ ‫أيها الهادي‬
‫احتفاال بيوم‬
‫ً‬ ‫ويتغني بهذا النشيد العديد من األطفال في مختلف الدول العربية‬
‫‪،‬وتذكر لهجرته من مكة إلي المدينة حيث كان‬
‫ًا‬ ‫ميالد "الرسول صلي اهلل عليه وسلم"‬
‫استقباال للرسول في المدينة ‪ ،‬وظل إلي اليوم يحمل العديد‬
‫ً‬ ‫يتغني به الكبار والصغار‬
‫من معاني النقاء والصفاء‪ ،‬وسمو الروح المعبرة عن أخالق نبينا الكريم وأصول ديننا‬
‫(‪)33‬‬
‫الحنيف ‪.‬‬
‫وظل الغناء يؤدي دوره في عهد "أبي بكر‪ ،‬وعمر وعثمان" بالقول النافع والصوت‬
‫المؤثر واللحن الشجي ‪ ،‬وما يحقق له األثر الطيب في القول والعمل ‪ ،‬إنه التغني بحب‬
‫اهلل والشوق للقائه؛ ألن اهلل جميل يحب الجمال تلك المعاني الجميلة ‪ ،‬التي كان يزرعها‬
‫(‪)34‬‬
‫بصورة‬ ‫دائما في نفوس وعقول أبنائهم ويحفظونهم علي التغني بها دائما ‪.‬‬
‫اآلباء ً‬
‫تثير خيالهم ‪ ،‬وتغرس فى وجدانهم المعانى الجميلة ؛ لتنمية جوانبهم المعرفية تجاه‬
‫دينهم‪.‬‬
‫ثالثًا‪:‬العصر الحديث‪:‬‬
‫مع نهضة مصر الحديثة في عصر "محمد علي" كان لألدب نصيب من االزدهار‬
‫والتطور ‪ ،‬وبدأ أدب األطفال يأخذ طريقه لالنتشار بعد عودة البعثات ‪ ،‬التي أرسلها‬
‫(‪)35‬‬
‫"محمد علي" إلي أوروبا‪ ،‬وما أتيح لها من االطالع علي مصادر األدب األوروبي ‪.‬‬
‫ويأتي "رفاعة رافع الطهطاوي " كأول من أهتم بأدب األطفال خاصة في أهميته التعليمية‬
‫حيث كان مسئوًال عن التعليم في مصر‪ ،‬وقد أمر بترجمة كتب األطفال األجنبية ليقرأها‬

‫‪332‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫األطفال المصريون ‪ ،‬وأدخل قصص مثل " عقلة األصبع " و " حكايات األطفال " إلي‬
‫(‪)36‬‬
‫المناهج التعليم في مدرسة المبتديان االبتدائية ‪.‬‬
‫مدونا بالعربية‪ ،‬وان‬
‫أدبا ً‬
‫واذا كان "رفاعة الطهطاوي" أول من قدم لألطفال العرب ً‬
‫أدبا‬
‫مترجما عن اإلنجليزية ‪ ،‬فإن أمير الشعراء " أحمد شوقي " أول من ألف ً‬‫ً‬ ‫كان‬
‫لألطفال باللغة العربية ‪ ،‬فكان " شوقي " بأغنياته وقصصه التي كتبها لألطفال رائد‬
‫ألدب األطفال في اللغة العربية ‪ ،‬وقد استحدث "شوقي" في اللغة العربية نوعين من‬
‫فنون أدب األطفال القصة الشعرية واألدبية ‪ ،‬وقد كتب أكثر من ثالثين قصة شعرية‬
‫ونظم لهم عشر مقطوعات ما بين أنشودة وأغنية ‪.‬‬

‫(هرتي)‬
‫يقول في " هرتي "‬
‫وهي للبيت حليفة‬ ‫جد أليفة‬
‫هرتي ٌ‬
‫دمية البيت ظريفة‬ ‫هي ما لم تتَحرك‬
‫يد في البيت وصيفة‬‫زَ‬ ‫احت‬
‫فإذا جاءت ور ْ‬
‫رف منه والسقيفة‬
‫الَ َ‬ ‫شغلها الفأر تنقي‬
‫بأ دوار شريفة‬ ‫الظهروالعصر‬
‫َ‬ ‫وتقوم‬
‫لك سوي فرو قطيفة‬
‫ْ‬ ‫ومن األثواب لم تم ـ‬
‫اغيث المطيفة‬
‫آوي البر َ‬ ‫كلّما استونح أو‬
‫(‪)37‬‬
‫بأساليب لطيفة‬ ‫غسلته وكوته‬
‫ويتضح مما سبق عذوبة أشعار"شوقى"‪ ،‬وسهولة إلقاها‪ ،‬وتلقيها من جانب األطفال‬
‫الصغار؛ الحتوائهاعلى قصص مسلية ثير خيالهم‪ ،‬وتدفعهم إلى التفكير فيها والتوحد معها‬
‫بصورة تشبع جوانبهم المعرفية تجاه خصائص القطة‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫وقد تأثر "أحمد شوقي" بالسابقين في إبداعاتهم القصصية علي لسان الطير والحيوان‬
‫الخرافة ‪ .‬وخاصة (كليلة ودمنة)‪ ،‬ويكفي أن "أحمد شوقي" قد أفرد ديو ًانا من دواوينه الشعرية‬
‫لألطفال ‪ ،‬وأجري أحداث القصة فيه علي لسان "الطير والحيوان" ومن هذه النماذج ‪.‬‬
‫" أمة األرنب والفيل" ‪.‬‬
‫قد أخذت من الثري بجان ــب‬ ‫يحكــون أن أمـة األ ارنـب‬
‫وموئـل العيـال والحريــم‬ ‫وابتـهجت بالوطــن الكريـم‬
‫مم ـزقًا أصـحابنا تمزيقـًـا‬ ‫فاخــتاره الفـيل له طريقا‬
‫ـب‬
‫أذهـب ُج َل صوفه التجري ـ ُ‬ ‫نب لبيب‬
‫وك ــان فيــهم أر ُ‬
‫مـن عالــم وشاعر وكاتـب‬ ‫نــادي بهـم يا معشر األرانب‬
‫فاالتــحاد قـوة الضـعـاف‬ ‫اتحــدوا ضد العـدو الجافي‬
‫وعقـدوا لالجتمـاع أريــه‬ ‫فاقبل ـوا مستص ــوبين رأيه‬
‫ال هرمـًا ارعـوا وال حداثــة‬ ‫وانتخــبوا من بينهـم ثالثة‬
‫واعتبـروا في ذلك ســن الفضــل‬ ‫بل نظـروا إلي كم ــال العقل‬
‫فقــال ‪ :‬إن ال ـرأي ذا الص ـواب‬ ‫فنهــض األول للخــطاب‬
‫ك ــي نستريـح من ذي الغشوم‬ ‫أن تتــرك األرض لـذي الخرطوم‬
‫هـذا أض ُـر من أبـي األهوال‬ ‫فص ــاحت األرانب الغوالــي‬
‫أعهـد فالثعــلب شيـخ الفـتن‬ ‫ووثب الثانــي فقــال ‪ :‬إنـي‬
‫ويأخــذ اثنتيــن جزاء خدمتــه‬ ‫فلن ــدعه يمـ ُـدنا بحكــمته‬
‫ال يـدفــع العــدو بالعـدو‬ ‫فقيــل ال يا صاح ـب السمـو‬
‫فقــال ‪ :‬يا معشــر األقـوام‬ ‫وانـتــدب الثــالث للكــالم‬
‫ثــم احـفــروا على الطـريق ُهــوهّ‬ ‫اجتمـعوا فاالجتم ــاع قــوة‬
‫فيـستريــح الدهـر من شــروره‬ ‫يهــوى إليهــا الفيل فى مـروره‬
‫(‪)38‬‬
‫نب عقـل الفيــل‬
‫قـد أكل األر ُ‬ ‫ث ــم يقــول الجيل بعد الجيــل‬
‫‪334‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫وتعبر القصة الشعرية السابقة التي تم تناولها بأسلوب شعري جذاب أثار وجدان‬
‫األطفال لتلقيه مضامينها‪ ،‬التي تهدف إلي التشاور واالتحاد‪ ،‬وحب الوطن تلك القيم‬
‫التى نمت جوانبهم المعرفية‪ ،‬وهي تتفق مع قصص (كليلة ودمنة)‪ ،‬من حيث الفكرة‬
‫والشخصيات وبساطة حبكتها التي بدأت بداية مثيرة‪ ،‬لشد الطفل وتشويقه‪ ،‬ومع تشويق‬
‫الثنائية ‪:‬‬
‫األرنب ـ ـ ضعف وحكمة‪.‬‬ ‫الفيل ـ ـ قوة طيش‬
‫ثم العقدة ‪ /‬كيفية التخلص من أذي الفيل الغشوم‪ .‬ثم يأتي الحل ‪ /‬التشاور‬
‫نب عقل الفيل‪ .‬مع‬‫واالتحاد‪ ،‬وتحل المشكلة‪ ،‬والتي ُدعمت بالحكمة‪ ،‬وقد أكل األر ُ‬
‫توظيف أساليب النداء "يا معشر األرانب" والطباق في قوله ‪" :‬االتحاد قوة الضعاف ـ‬
‫(‪)39‬‬
‫هرما وحداثة"‪.‬‬
‫ً‬
‫كما تأثر " أحمد شوقي" بالتراث الديني فكتب من خالل قصة "سفينة نوح" تسع‬
‫حيث اتخذ من كل حيوان ما يتميز به‬
‫قصائد‪ ،‬وكان محورها "الحيوانات" في السفينة‪ُ .‬‬
‫من صفات في قصة شعرية منفردة؛ لكي يثير خيال الطفل من ناحية‪ ..‬ومن ناحية‬
‫أخري يعرفه بالصفات التي يتميز بها كل حيوان علي حدة ‪ ..‬مثل قصيدة " السفينة‬
‫والحيوانات" ‪،‬التى أوضحت تعاون الحيوانات وقت المحن بالرغم من تنافرها‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫يعودون إلي عدواتهم مرة أخري‪.‬‬
‫وحركتها القدرة المعينة‬
‫َّ‬ ‫لما أتم نوح السفينة‬
‫فما تعالي المو ُج كالجبال‬ ‫جري بها ما جري ببال‬
‫وأخذ القط بأيدي الفار‬ ‫حتي مشي الليث مع الحمار‬
‫ؤتنسا بصوته النكير‬
‫ُم ً‬ ‫واستمع الفيل إلي الخنزير‬
‫وقََبل الخروف ناب الذئب‬ ‫الهر بجنب الكلب‬
‫وجلس ُ‬
‫واجتمع النمل على َّ‬
‫األكال‬ ‫وعطف الباز علي الغزال‬
‫ويتم ابن ِعرس ُح َّ‬
‫ب األرنب‬ ‫َّ‬ ‫وفلَّت الفرخةُ صوف الثعلب‬
‫‪335‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫األحباب في األعادي‬
‫ُ‬ ‫وظهر‬ ‫ابق األحقاد‬
‫فذهبت سو ُ‬
‫وأيقنوا بعودة الوجوِد‬ ‫حتي إذا َحطَّوا بسفح الجودي‬
‫ورجعوا للحالة القديمة‬ ‫عادوا إلي ما تقتضيه الشيمةُ‬
‫المحظور أو َع َّم الخطر‬
‫ُ‬ ‫إن شمل‬
‫ْ‬ ‫فقس علي ذلك أحوال البشر‬
‫إذ ُكلهم علي الزمان العادي‬ ‫العالم في جهاد‬
‫َ‬ ‫بينا تري‬
‫المدعمة‬
‫فالحكاية تتسم باألسلوب السهل‪ ،‬واإليقاع الخفيف‪ ،‬مع وضوح الفكرة ُ‬
‫بروح الفكاهة‪ ،‬وتوظيف عالم الطير والحيوان والمفارقات‪ ،‬واستلهام التراث‪ .‬وهذا كله‬
‫(‪)40‬‬
‫ُينمي الطفل فكرياً ووجدانياً‪ /‬تنمية متكاملة‪.‬‬
‫كما يعتبر "محمد عثمان جالل" من أدباء الطفولة الذين وظفوا "الطيور والحيوانات"‬
‫في إبداعاتهم وخاصة في كتابه(العيون اليواقظ في األمثال والمواعظ) مثل حكاية‬
‫الحمامة والصقر يقول‪:‬‬
‫فوقعت في شرك الصياد‬ ‫فرت من األعادي‬
‫حمامة َّ‬
‫فضمها بجنبها وما أخبرك‬ ‫هجم الصقر عليها في الشرك‬
‫ليضع االثنين في قلب القفص‬ ‫وانتهز الصياد غاية الفرص‬
‫عمري ما أذيت منكم أحدا‬ ‫قال له الصقر وقبَّل اليدا‬
‫واصنع معي يا صاحبي مروة‬ ‫فاترك سبيلي ياأخا الفتوة‬
‫عمرك ما بلغتها سالمة‬ ‫قال له الصياد والحمامة‬
‫إن رمت ال تؤذي فال تفعل ذا‬ ‫مسكت إذ مسكتها وهكذا‬
‫فالمـرء في أيــامه ال يسل ــم‬ ‫وارحم عساك إن سقطت ترحم‬
‫فالحكاية تسهم في تزويد الطفل بحقيقة وردت في آخر بيت‪ ":‬فالمرء في أيامه‬
‫ال يسلم "‪ ،‬ليكون الطفل علي بصيرة‪ ،‬لكي ال يلحق به أذي‪ ،‬وواضح أن األلفاظ‬
‫واألساليب سهلة‪ .‬وتم توظيف السرد في بداية الحكاية‪ ،‬ثم االنتقال إلي الحوار‪ ،‬ففي هذا‬
‫(‪)41‬‬
‫متابعا‪ ،‬فيستمتع ويتعلم القيمة‪.‬‬
‫ً‬ ‫إثراء‪ .‬لبنية الحكاية‪ ،‬وعامل جذب للطفل‪ ،‬ليظل‬
‫‪336‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ ‬كما يعد "محمد الهراوي" من رواد أدب األطفال وأعالمه الحقيقيين‪ ،‬ومن أوائل الذين‬
‫كتبوا مباشرة لألطفال‪ ..‬وكانت عباراته سهلة‪ ،‬وألفاظه واضحة‪ ،‬وكتب " الهراوي"‬
‫في عام ‪1922‬م "سمير األطفال للبنين"‪ ،‬وبعدها بعام كتب " سمير األطفال للبنات"‬
‫ومن عام ‪1924‬م إلي عام ‪1928‬م‪ ،‬وكتب "أغاني األطفال" في أربعة أجزاء‬
‫وكانت األجزاء األربعة مقررة علي تالميذ الصفوف األربعة األولي من المرحلة‬
‫جميعا من كتابه‬
‫ً‬ ‫االبتدائية ومن األناشيد الشهيرة " للهراوي" ذلك النشيد الذي نتذكره‬
‫" سمير األطفال للبنين "‪.‬‬
‫وبعد الظهر نجار‬ ‫أنا في الصبح تلميذ‬
‫وازميل ومنشار‬ ‫فلي قلم وقرطاس‬
‫فما في صنعتي عار‬ ‫وعلمي إن يكن شرفًا‬
‫(‪)42‬‬
‫وللصناع مقدار‪.‬‬ ‫فللعلماء مرتبة‬
‫‪ ‬ومن خالل كلماته العذبة والشيقة يوضح للطفل أن العمل شرف وكرامة؛ لينمي‬
‫جوانبه المعرفية عبر أشعاره البسيطة الجذابة‪ ،‬التي أثارت خياله وتعمقت فى وجدانه‪،‬‬
‫وفي نفس الوقت أكدت له أهمية تقديسه للعمل‪.‬‬
‫نشيد أمي‬
‫" ويقول فيه"‬
‫ما أحلي لفظ أمي‬
‫لفظة تفرج همي‬
‫طفال‬
‫هي ربتني ً‬
‫دمها كون دمي‬
‫وصغي اًر علمتني‬
‫علمها أسس علمي‬
‫واذا هم عراني‬
‫‪337‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫أقبلت تحمل همي‬


‫نجمة تلمع لي في‬
‫ليل همي المدلهم‬
‫أنا لو أعبد أمي‬
‫(‪)43‬‬
‫ألفي ديني ألمي‬
‫ويوضح " الهراوي "‪ ،‬قيمة األم وما تفعله تجاه أبنائها من تربية وتعليم‪ ،‬ومساعدة‬
‫وقت األزمات‪ ،‬فهي خير عون للطفل صغي اًر وكبي اًر‪.‬حيث يحرص"الهراوي " علي بث‬
‫العديد من القيم والمبادئ في أشعاره سواء تجاه تقديسه للعمل‪ ،‬أو تجاه اعترافه بفضل‬
‫األم بأسلوب غنائى شيق‪ ،‬ينمي سلوك الطفل الوجدانى والمعرفي‪ ،‬ويدفعه لمزيد من‬
‫تقدير لما تفعله نحوه‪.‬‬
‫العمل وحنينه الشديد ألمه ًا‬
‫ويعد " كامل الكيالني "‪ ،‬األب الشرعي ألدب الطفل العربي‪ ،‬وصاحب مدرسة‬
‫متميزة في الكتابة للطفل‪ ،‬له أكثر من ‪ 200‬قصة لألطفال بدأ الكتابة لألطفال في عام‬
‫‪1927‬م بقصته الشهيرة " السندباد البحري "‪ ،‬والمتتبع لحياة " كامل الكيالني " يقف‬
‫طويال أمام الحلم الذي رآه في نومه وهو في المرحلة الثانوية‪ ،‬حيث رأي في منامه‬
‫ً‬
‫الببغاء " زمردة " تطرق زجاج نافذته‪ ،‬ثم تحمله إلي " وادي عبقر " حيث التقي بملكته‬
‫التي قالت له‪:‬‬
‫‪ ‬ستتوج مل ًكا ‪ .......‬كررتها ثالث مرات‪.‬‬
‫‪ ‬سيكون سيفك في الوطن العربي ‪ ...‬وشعبك من الشباب الصغير‪.‬‬
‫وتلمس ملكة وادي عبقر أطراف أصابع " كامل الكيالني " ليصحو ويمسك بقلمه‬
‫ويكتب ويكتب إلي أن ودع الحياة عام ‪1959‬م‪ ،‬وقد ألف ديو ًانا لألطفال يضم العديد‬
‫(‪)44‬‬
‫من األغاني والقصائد ومنها‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫الطفل والقراءة‬
‫تاب‬
‫من َك ْ‬ ‫ُمي ـ أ َْوأَبِي ـ ْ‬ ‫تتلُوهُ أ َّ‬ ‫َك ْم ْم ْن َحِديث ُم ْع ِجب َشائق‬
‫اب ؟‬ ‫الص َح ْ‬ ‫ه َذا ع ِجيب ! فَمتَي ْ ِ‬
‫لهما ـأَق أَر َب ْي َن َ‬
‫أغتَدي م ْث ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ت َه َذا اْل َم َر ْام‬ ‫لت ‪ " :‬إِ َذا َما ُرْم َ‬ ‫قَاَ ْ‬ ‫َت َح ْي َرتِي‬ ‫ُمي ِإ َذ َأر ْ‬ ‫لَ ِك َّن أ َّ‬
‫سر اْل َكالَ ْم‬ ‫ِِ‬ ‫سرِارِه‬ ‫ِ‬ ‫فَه َ ِ‬
‫كتابا فيه ٌ‬ ‫اك ً‬ ‫َه َ‬ ‫احا أل َ‬ ‫اك م ْفتَ ً‬ ‫َ‬
‫اء‬
‫وف اْله َـج ْ‬ ‫ِفي ـ ِـه ُح ُـر ُ‬
‫ث َحتَّي تَ ْق َأَر اْل ُم ْف َرَد ْ‬
‫ات‬ ‫تَْل َب ُ‬ ‫ف ِفيه‪َ ،‬والَ‬ ‫َحر ِ‬
‫تَْب َّدأُ ب ْاأل ْ ُ‬
‫ات‬‫فَيصبِح الصَّعب من اْلهي ََّن ِ‬ ‫َسطُ َر ـ ِم ْن َب ْعِدها‬
‫ْ ُ َ َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َوتَ ْق َأُر ْاأل ْ‬
‫أََّن َك تَ ْتلُو ـ ِم ْثلَناَ ـ ِفي اْل ِكتَ ْ‬ ‫عد ِج ًد و ْ ِ‬
‫(‪)45‬‬
‫اب‬ ‫ي‬‫اجتهَاد‪ ،‬تَر َ‬ ‫َ‬ ‫َوَب َ‬
‫وهنا يقدم " كامل الكيالني"‪ ،‬بأسلوب فني مثير وبسيط‪ ،‬نصيحة األم تجاه تعلم أطفالها‬
‫القراءة‪ ،‬وهي تهدأ من روعهم وتدفعهم للمحاولة‪ ،‬واالجتهاد من أجل التعلم‪.‬‬
‫أغنية المهد‬
‫َحالَ َما‪،‬‬
‫استَقبال األ ْ‬ ‫َو ْ‬ ‫اما‬
‫بيب َّي َن َ‬
‫اما َح َ‬ ‫َن َ‬
‫َّاما‬ ‫َّ‬
‫ُم َعط ًار َبس ً‬ ‫ضا‬
‫رو ً‬
‫سناَ َو َ‬
‫ور َو ُح ً‬
‫ُن ًا‬
‫َّ‬
‫َوفَتح األْ ْك ْم َ‬
‫اما‬ ‫جبا‬
‫رد ُع ً‬ ‫الو ُ‬
‫تَ َخ َاي َل َ‬
‫اما‬
‫نغ َ‬
‫ع ْاأل َ‬ ‫فَأ َْب َد َ‬ ‫َوالطَّ ْي ُر أ َْن َش َد لَ ْحًنا‬
‫(‪)46‬‬
‫َحالَ َما‬
‫استَ ْقبالَ ْاأل ْ‬
‫َو ْ‬ ‫اما‬
‫بي ـ َن َ‬ ‫اما ـ َح َبي َّ‬ ‫َن َ‬
‫وتتغني األم لصغيرها بكلمات ذات إيقاع رنان‪ ،‬يساعد رضيعها علي االستغراق في‬
‫النوم متجهًا بحلمه نحو خياالت إبداعية أتاحتها له األغنية ذات الجرس الموسيقي‬
‫الذي يساعد علي إثراء خياله‪.‬‬
‫البرتقالة وقشرها‬
‫َعطَ ِي ْاب َن َع َّمي ُب ْرتَقَالَ ْه‬
‫َوقَ ْد أ ْ‬ ‫تقاال‬
‫باألمس ـ َع َّمي ُبر ً‬ ‫ْ‬ ‫َش َرى ـ‬
‫األمر ليس َك َما َب َدالَ ْه‬
‫فَأَلفَي َ‬ ‫ض القَ ْش َر ‪َ ،‬ي ْح َسُبهُ لَِذي ًذا‬ ‫فَ َع َّ‬
‫‪339‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫َوأَلقَ ِي ُبرتُقاَلَتَهُ ِحياَ ْ‬


‫له‬ ‫قال ‪ ،‬اْل ُحْل َو َج ْه ًال‬ ‫ذم اْلُب ْرتُ َ‬
‫فَ َّ‬
‫العداله‬
‫ْ‬ ‫فقد أخطأت ـ في اْل ُح ْكم ـ‬ ‫هال‬‫ال ‪َ " :‬م ً‬ ‫فَ َّأنبهُ أ ُ‬
‫َبوهُ َوقَ َ‬
‫المقَالَ ْه‬
‫تَ َذوقَهَا ْابُنهُ ‪َ :‬ع َك َس َ‬ ‫َوقَ َّش َر ُبرتُقالتهُ َفلَ ًّما‬
‫درت ُح ْكمي عن َجهَالَ ْه‬ ‫َص ُ‬‫ِإ َذا أ َ‬ ‫ت ـ َيا أَبتّ ِي ـ فَ ُع ُذ ًار‬ ‫ص َد ْق َ‬
‫اح َ‬ ‫ص َ‬ ‫َو َ‬
‫ي ـ ِفي َحقَ َارتِ ِه ـ َج َماَ ْ‬
‫له‬ ‫ُيو ِار َ‬ ‫أبوهُ ‪َ :‬كم شئ َحقير‬ ‫ال ُ‬ ‫فَقَ َ‬
‫رو ِأف َعالِ ْه‬ ‫ِ‬
‫األقران إن َخ َب ُ‬
‫َعلي َ‬ ‫سمو‬
‫ضئيل الجسم َي ُ‬ ‫َو َكم َرُجل َ‬
‫(‪)47‬‬
‫ته ـ ِخالَلَ ْه‬ ‫بل ص ْحب ِ‬
‫حص ـ قَ َ ُ َ‬ ‫َو َم ْ‬ ‫من تَراهُ‬
‫خد َ ِ‬
‫عك ظَاَه ُر ْ‬ ‫فَالَ َي َ‬
‫ومن خالل هذه األبيات المقفي بميزان متناسق يقدم األب البنه النصيحة‪ ،‬التي‬
‫تنمي جوانبه المعرفية تجاه عدم أخذه بظواهر األشياء وترويه وتعقله في إصدار أحكامه‪،‬‬
‫وذلك بأسلوب شعرى جذاب يؤثر فى وجدانه‪.‬‬
‫وقد عبر "أحمد نجيب" عن شعر الطبيعة لألطفال من خالل قصيدته (الضاحية)‬
‫حيث جعل النيل بطل القصيدة من خالل انصهاره مع عوامل الطبيعة األخرى الزهور‬
‫والطيور‪ ،‬والورود‪ ،‬والربيع‪.‬‬
‫يقول الشاعر‪:‬‬
‫هيا بنا للضاحيـة‬ ‫هيا بنا هيا بنــا‬
‫بين الزهور الناديـة‬ ‫هيا بنا نسعي هنـا‬
‫حسن الحياة ال ارضـية‬ ‫إنا خرجنا نجتلـي‬
‫تحت الغصون العاليــة‬ ‫حيث المياه الجاريـة‬
‫لحن الطيور الشاديـة‬ ‫والنور غني صامتـا‬
‫هيا بنا هيا بنا‬
‫منذ العصور الخاليـة‬ ‫يا نيــل أنت حياتنــا‬
‫وغدت قطوفا دانيــة‬ ‫بك أينعت ثمارنــا‬
‫بأرض مصر كماهيــه‬ ‫لوالك ما بدت الحياة‬
‫‪340‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫يحيي النوس الواهيـة‬ ‫آذارفيــها باسـم‬


‫واألرض تضحك رابية‬ ‫والزهر ساج حولنا‬
‫هيا بنا هيا بنا‬
‫يرنو بعين حانيـة‬ ‫مال البنفسج ناعسا‬
‫مثل النسائم ساريـة‬ ‫ملك النفوس برقة‬
‫بين الورود الساجيـة‬ ‫والفل أبيض عاطر‬
‫ء علي الخدود القانية‬ ‫الورد جَّملة الحيا‬
‫و َ‬
‫وجه المياه الصافيــة‬ ‫الطير قبَّل شاديا‬
‫و َ‬
‫هيا بنا هيا بنا‬
‫ورياضنا بك زاهيــة‬ ‫يا نيل إنك كوثــر‬
‫ة علي الضفاف الناميــة‬ ‫لوالك ما بدت الحيا‬
‫ض بأرض مصر الغاليــة‬ ‫غناء يا حسن الريا‬
‫فيها األماني الوافيـة‬ ‫مصر العزيزة جنتي‬
‫الخير عَّم الناحيـة‬
‫و َ‬ ‫غني الربيع بأرضها‬
‫(‪)48‬‬
‫هيا بنا هيا بنا‬
‫ويالحظ أن المطلع فيه تشويق لألطفال‪ ،‬وهو من العناصر التي ينبغي توافرها‬
‫في أدب األطفال " فالبداية المشوقة تجذب الطفل وتدفعه إلي االستمرار في القراءة‪.‬‬
‫فالشاعر يلفت األطفال إلي النظر في جمال الريف بكل مفرداته وأشكاله‪ ،‬ثم خطابه لهم‬
‫عن مظاهر الطبيعة‪ /‬النيل‪ ،‬وتم الوصف والتصوير في إطار من الحب؛ ليدفع الشاعر‬
‫غيرهُ إلي حبها كما أحبها الشاعر‪ ،‬والمشاركة والتجاوب بين عواطفه ووجدانه وبين‬
‫(‪)49‬‬
‫مظاهرها‪ ،‬فيتبادالن التعاطف والمشاعر فيحبها ويحبه ويتألم لها"‪.‬‬
‫ويتضح مما سبق عبر التطور التاريخي للشعر الموجه لألطفال‪ ،‬كما وضعه‬
‫المنظرون‪ .‬أنه اهتم بجانبين الجانب الخيالي‪ ،‬الذي أثري إحساسهم ومشاعرهم مما أدى‬
‫‪341‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫أيضا الجوانب المعرفية عبر ما تلقونه من القيم والمبادئ‬


‫لتنمية جوانبهم الوجدانية‪ ،‬وتنمية ً‬
‫والحكم التى نمت بداخلهم االعتزاز بالنفس وبأصلهم؛ لكى يتحمل األطفال بعد أن يكبروا‬
‫مسئولية حماية مجتمعهم‪ ،‬وحثهم على تحمل األعباء فى الحياة‬
‫أيضا فى العصر الجاهلى الوصايا ألبنائهم التى رسموا من خاللها‬
‫كما قدم اآلباء ً‬
‫صورة البطل الكامل أو اإلنسان األنموذج بصورة فنية راقية ساعدت على تنمية الجانب‬
‫الوجدانى لديهم والجانب المعرفى‪ ،‬وفى العصر اإل سالمى كان اآلباء يسمعون‬
‫شعر بما‬
‫الحديث من "الرسول صلى اهلل عليه وسلم"‪ ،‬ثم يقومون بنظم الحديث النبوى ًا‬
‫يحمله من قيم ومبادىء وتعاليم ديننا الحنيف‪.‬‬
‫باإلضافة لتغنى األطفال باألغانى الدينية واألناشيد التى تعرفهم بسمو دينهم‬
‫ومبادىء نبيهم الرفيعة بأسلوب بسيط مقفى‪ ،‬يساعد على تنمية جوانبهم الوجدانية‬
‫والمعرفية تجاه دينهم‪ ،‬أما فى العصر الحديث فقد حرص الشعراءعلى مراعاة الجانب‬
‫الوجدانى من خالل سهولة أشعارهم‪ ،‬واثارتها لخيال الطفل؛ ألنها تتحدث فى‬
‫معظمهاعلى لسان الطير والحيوانات مثل‪ :‬قصص (كليلة ودمنة)‪،‬التى وضعوا من‬
‫خاللها العديد من القيم لغرسها بسهولة فى وجدان الطفل لتغذية جوانبه المعرفية‪،‬‬
‫باإلضافة لغرس القيم اآلخرى مثل‪( :‬العمل‪ ،‬وفضل األم‪ ،‬واالتحاد والتشاور والتعقل‬
‫‪،‬والتغنى بجمال الطبيعة) ‪ ،‬وغيرها من األشياء التى تساعد على زيادة الحصيلة المعرفية‬
‫للطفل وتعيمقها فى وجدانه‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬األشعار‬
‫أشكال شعر الموجه لألطفال‪:‬‬
‫يتخذ الشعر الموجه لألطفال عدة أشكال‪:‬‬
‫‪( ‬األغنية‪ :‬والنشيد) والفرق بينهما‪ :‬أن األولى يتغني بها‪ ،‬علي حين أن الثاني يغلب‬
‫عليه طابع اإلنشاد‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ ‬األوبريت‪ :‬فإنه عرض مسرحي غنائي تصاحبه بعض الحركات التي يتطلب أن‬
‫تكون إيقاعية منتظمة‪ ،‬وهو في الغالب غنائي ملحن‪ ،‬ولكنه يحتوي في القليل النادر‬
‫علي كالم يلقي بال موسيقي أو غناء‪.‬‬
‫‪ ‬المسرحية الشعرية‪ :‬يغلب عليها اإللقاء التمثيلي‪ ،‬وان كانت ال تخلو عادة من بعض‬
‫األغاني‪ ،‬أو األناشيد‪ ،‬أو المقطوعات الملحنة‪ ،‬شأنها في ذلك شأن المسرحية‬
‫الغنائية‪.‬‬
‫(‪)50‬‬
‫القصة الغنائية‪ :‬تحكي قصة قصيرة من خالل شعر ملحن يتغني به‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خصائص األشعار‪:‬‬
‫للشعر مقاييس خاصة‪ ،‬وخصائص تميزه وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬موسيقي الشعر‪ :‬يستمد الشعر من أوزانه وقوافيه إيقاعات موسيقية جميلة‪ ،‬قد تكون‬
‫واضحة رنانة كما هو الحال في الشعر التقليدي‪ ،‬وقد تكون هادئة ناعمة كما هو‬
‫الحال في الشعر الحديث‪.‬‬
‫‪ .2‬أسلوب التعبير الشعري‪ :‬وهو الذي يتخذ من التعبير عن طريق الصورة أسلوبه‬
‫المفضل‪ ،‬واذا كان النثر يتخذ من اللفظة أداة للتعبير فإن الصورة ذاتها أداة التعبير‪.‬‬
‫‪ .3‬المضمون الشعري‪ :‬مجرد النظم وحده ال يكفي؛ ألن الشعر يخاطب الوجدان ويحرك‬
‫كوامنه بفضل مضمونه‪ ،‬واذا تناول الشاعر قضية منطقية أو علمية فعليه أن يلونها‬
‫بألوان عاطفية‪ ،‬ويربطها بالوجدان اإلنساني‪ ،‬لكي يهز الوجدان ويستحق أن يسمي‬
‫(‪)51‬‬
‫شعرا‪.‬‬
‫ما يقوله أو يكتبه ً‬
‫ومن هنا يتأكد أن الشعر‪ ،‬وخاصة الموجه لألطفال ينبغى أن يسعى لتحقيق مضامين‬
‫هادفة تغذى جوانب الطفل المعرفية إلى جانب مشاعره الوجدانية‬

‫‪343‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫أهداف شعر األطفال‪:‬‬


‫أ ـ ـتحقيق المتعة واثارة البهجة في نفس الطفل‪.‬‬
‫ـبـ ـ إثراء خيال الطفل وتنمية قدراته على االبتكار‪.‬‬
‫ج ـ ـ تنمية الذوق والحس الفني واألدبي لألطفال‪.‬‬
‫د ـ ـيثقف الشعر عقول األطفال‪،‬ويهذب نفوسهم‪ ،‬ويرقي خيالهم‪.‬و يساعد على‬
‫تنمية جوانبهم الوجدانية‪.‬‬
‫ه ـ ـ كما يشارك الشعر الذي يقرئه األطفال في تنشئتهم وتربيتهم تربية متكاملة‪ ،‬فهو‬
‫يزودهم بالحقائق والمفاهيم والمعلومات في مختلف المجاالت‪ ،‬وهو يمدهم باأللفاظ‬
‫سليما‬
‫استخداما ً‬
‫ً‬ ‫والتراكيب التي تنمي ثروتهم اللغوية‪ ،‬وتساعدهم علي استخدام اللغة‬
‫بصورة تثرى جوانبهم المعرفية‪ ،‬كما أن الشعر الذي يقدم لألطفال ينمي الجوانب‬
‫(‪)52‬‬
‫الوجدانية‪ ،‬والمشاعر واألحاسيس لديهم‪.‬‬
‫معايير اختيار الشعر الموجه لألطفال‪:‬‬
‫‪ .1‬استخدام الكلمات التي يتسع لها قاموس األطفال اللغوي‪ ،‬واإلدراكي‪ ،‬وأن تكون الكلمات‬
‫ذات انسجام خاص‪.‬‬
‫قيقا في الموقف الرقيق‪ ،‬وأن يكون‬
‫‪ .2‬أن يتجانس اللفظ مع المعني‪ ،‬أي أن يكون اللفظ ر ً‬
‫بعيدا عن الحشو الممل‬
‫قويا في المواقف القوية‪ ،‬وأن يتناسب اللفظ مع المعني‪ً ،‬‬ ‫ً‬
‫والقصور الذي ال يعني المعني‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يتسم شعر األطفال باإليقاع والموسيقي اللذين يوحيان بمعان تتجاوز المعني الذي‬
‫تدل عليه األلفاظ‪.‬‬
‫إحساسا بالحياة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وقيما تمد األطفال بالتجارب والخبرات‪ ،‬وتجعلهم أكثر‬
‫أفكار ً‬
‫‪ .4‬أن يحمل ًا‬
‫وأن تكون تلك األفكار واضحة‪.‬‬
‫‪ .5‬أن يشيع الخيال المنشئ في شعر األطفال‪ ،‬ألن أبرز ما يميز المعاني في الشعر أنها‬
‫تنقل األطفال إلى آفاق رحيبة‪.‬‬
‫‪344‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ .6‬أن يكون شعر األطفال الصغار مرتبطًا بحواس الطفل‪ ،‬والخياالت المستندة إلي تلك‬
‫الحواس‪.‬‬
‫جانبا من جوانب الجمال‪.‬‬
‫‪ .7‬أن تكشف كل مقطوعة شعرية فكرة ‪ ،‬أو ً‬
‫‪ .8‬أال يتسع شعر األطفال للعواطف واالنفعاالت الحادة "كالحزن‪ ،‬والقلق‪ ،‬واليأس‪ ،‬والحب"‬
‫وما إلي ذلك‪.‬‬
‫‪ .9‬أن تتوفر فيه الجاذبية التي تدعو األطفال إلي التعاطف مع إيقاعاته وأفكاره‪ ،‬وما‬
‫ينطوي عليه من انفعاالت‪.‬‬
‫أن يكون ذا مغزي ومعني تربوي‪ ،‬حتي يحرك عقولهم ووجدانهم ومشاعرهم‪ ،‬وأن‬ ‫‪.10‬‬
‫قيما تربوية ومعايير اجتماعية يتزودون بها للحكم علي المواقف واألحداث‬
‫يحمل ً‬
‫(‪)53‬‬
‫واألشخاص‪.‬‬
‫ونستخلص من هذا المحور أن الشعر يسعى لتحقيق المتعة واثارة البهجة فى نفس‬
‫الطفل‪ ،‬واثراء خياله بهدف تنمية قدراته الوجدانية واالبتكارية إلى جانب تثقيفه وتهذيبه‬
‫وتنشئته وتربيته تربية سوية ‪ ،‬وتزويده بالمعلومات والحقائق فى مختلف المجاالت بما يثرى‬
‫جوانبه المعرفية‪ ،‬وينبغى على الشاعر الذى يكتب الشعر الموجه لألطفال أن يستخدم‬
‫الكلمات التى يتسع لها قاموس األطفال اللغوى‪ ،‬واإلدراكى‪ ،‬وأن يتجانس اللفظ مع المعنى‪.‬‬
‫وأن يتسم شعر األطفال باإليقاع والموسيقى اللذيان يغذيان وجدانهم ‪ ،‬باإلضافة لذلك‬
‫وقيما تغذى جوانب الطفل المعرفية بالتجارب والخبرات‪.‬‬
‫أفكار ً‬
‫يحمل ًا‬
‫المحور الثالث ‪:‬األغاني ‪:‬‬
‫األغنية مظهر من مظاهر الموسيقي‪ ،‬تستعين بالشعر عادة‪ ،‬وهناك أنواع من أغاني‬
‫األطفال‪ ،‬يرتبط بعضها بعمر معين من أعمار الطفل‪ ،‬ويرتبط بعضها اآلخر بالطبيعة أو‬
‫البيئة التي يعيش فيها‪ ،‬أو بألوان لعبه المختلفة ومن هذه األغاني‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫أنواع األغاني ‪:‬‬


‫أ ) أغاني المهد والهدهدة ‪:‬‬
‫تغنيها األمهات ألطفالهن الصغار‪ ،‬حيث يطرق الغناء آذان األطفال منذ أيام المهد األولي‬
‫فينصت األطفال إلى أصوات األمهات اللواتي يغنين أغنيات ذات إيقاع رتيب في الغالب‬
‫لتهدئة الطفل‪ ،‬وبث الطمأنينة في نفسه‪ ،‬ليخلد إلي النوم الهادئ السعيد‪ ،‬وذلك ألن األطفال‬
‫في هذا العمر ميلون إلي اإليقاع الذي يجعلهم يكفون عن البكاء‪ ،‬ويهدأون‪ ،‬وقد يستسلمون‬
‫للنوم العميق‪.‬‬
‫بـ ) أغاني تتردد من خالل تعامل الطفل مع البيئة ‪:‬‬
‫غالبا علي تكوين‬
‫المؤثرات السمعية التي تتناهي إلي مسامع األطفال في صغرهم تعمل ً‬
‫أذواقهم الموسيقية‪ ،‬ومن هنا يبدو دور البيئة التي يحيا فيها الطفل في تشكيل ذوقه الموسيقي‬
‫فالطفل يغني للكثير من الظواهر والتغيرات الطبيعية التي تلفت نظره ‪ ،‬أو تخيفه ‪ ،‬أو‬
‫تعجبه ‪ ،‬أو تفاجئه‪.‬‬
‫جـ ) أغاني تنشأ نتيجة العالقة الوثيقة بين اإليقاع واللعب ‪:‬‬
‫حيث تنشأ أغاني اللعب ‪ ،‬واألغاني التنافسية ‪ ،‬وأغاني الرقص ‪ ،‬ويظل الطفل يأنس إلي‬
‫سليما ‪ ،‬فأنه يلعب‬
‫نموا ً‬
‫اإليقاعات من خالل سنوات نموه ‪ ،‬واذا ما نما إحساسه اإليقاعي ً‬
‫دو اًر في حياته؛ ألن اإليقاع يسهل له حركته حتي يجعلها آلية ‪ ،‬ويبعث فيه القوة ‪ ،‬ويزيد‬
‫قابليته علي اإلنتاج ‪ ،‬ويوفر له جميع الحركات العضلية غير الالزمة ‪ ،‬وينشر المرح في‬
‫عمله اليومي ومع أن اإليقاع شىء جسمي ‪ ،‬فإنه يعتمد علي يقظة اإلحساس‪ ،‬ونشاط‬
‫الشعور‪.‬‬
‫د ) أغنيات تنشأ نتيجة التفاعل بين الطفل والمجتمع وظروفه االجتماعية‪:‬‬
‫ترتبط هذه األغنيات بمناسبات وعادات شعبية مختلفة ‪ ،‬كأغاني السبوع ‪ ،‬والزواج‬
‫والمناسبات التي ترتبط بمرور العام وتتابعه ‪ ،‬كأغاني األعياد الدورية ‪ ،‬ورمضان ‪ ...‬إلخ‬
‫ويدخل في إطار ذلك أهمية كون الموسيقي أداة تطبع األطفال وأمزجتهم بطابع فني وتهيئ‬

‫‪346‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫الفرص لحسن استخدام أوقات الفراغ ‪ ،‬واكتشاف اإلمكانيات والطاقات ‪ ،‬حيث يشارك الطفل‬
‫(‪)54‬‬
‫شعور بكيانه كوحدة لها دورها‪.‬‬
‫ًا‬ ‫في األغاني الجماعية التي تكسبه‬
‫خصائص األغاني ‪:‬‬
‫عند اختيار أغاني األطفال ينبغي مراعاة األمور التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون مالئمة لقدرات الطفل الصوتية وطاقاته التعبيرية ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تستوحي ألفاظها ومضامينها من عالم الطفل مثل‪ :‬والديه‪ ،‬وأخوته‪ ،‬والحيوانات‬
‫والطيور‪.‬‬
‫‪ .3‬أ ن تكون كلماتها سهلة ومناسبة لقاموس الطفل اللغوي ‪ ،‬ومتنوعة ‪ ،‬وتحتوي علي‬
‫مضامين تربوية هادفة ويفضل أن تكون علي لسان الطفل مثل "قطتي ‪ ،‬لعبتي‬
‫(‪)55‬‬
‫أمي ‪ ،‬خروفي" ‪.‬‬
‫أنشودة خروفي‬
‫اتبعه فيركض‬ ‫عندي خروف أبيض‬
‫قوية وتجرح‬ ‫له قرون تنطح‬
‫في البيت أو في الحقل‬ ‫أربطه بالحبل‬
‫إليه كي يعيشا‬ ‫وأجلب الحشيشا‬
‫‪)56(.‬‬
‫الرفق بالحيوان‬ ‫فواجب اإلنسان‬
‫‪4‬ـ أن يتسم اللحن بالبساطة ‪ ،‬وأن تكون القفزات اللحنية مالئمة لقدرات األطفال الصوتية‬
‫وفيما يلي بعض نماذج من األغاني التي تعتبر مناسبة لطفل الروضة من حيث‬
‫‪)57(.‬‬
‫األلفة بالكلمات‪ ،‬ومن حيث طول الجمل‬
‫‪1‬ـ بطتي ‪:‬‬
‫بطتي صحيت من النوم‬
‫بطتي حلـوة وبتعـوم‬
‫بطتي راجعــة لعشتهـا‬
‫‪347‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫من تاني حيروح في النوم‬


‫‪2‬ـ شجرتي ‪:‬‬
‫شجرتي لونها أخضر‬
‫ووردها لونــه أصفـر‬
‫كل يــوم أرويهـا‬
‫تكبر أكثر وأكثـر‬
‫‪3‬ـ عندي سمكة ‪:‬‬
‫أنا عندي سمكة حمراء‬
‫ومعاها سمكة صفراء‬
‫كل يــوم أرعاهـم‬
‫(‪)58‬‬
‫وألعب أنا وياهم‪.‬‬
‫موسيقيا أن يأخذ المقطع الواحد فترة‬
‫ً‬ ‫عروضيا‬
‫ً‬ ‫‪ 5‬ـ يشترط عند تقطيع الكلمات تقطيعاً‬
‫إيقاعيا‬
‫ً‬ ‫مساوية له في الزمن‪ .‬فكلمة عادل تقطيعها ( عا د ل ) ويحول هذا ما يقابله‬
‫(‪)59‬‬
‫وهذا يختلف عن تقطيع كلمة "جميلة" ويختلف عنها في اإليقاع كذلك ‪.‬‬
‫أرنبتي‬
‫أجمل أرنبة في الدنيا‬ ‫مين شاف أرنبتي سونيا‬
‫وخفيفة وبتنـط كثيــر‬ ‫شعرها حلو وكأنه حرير‬
‫(‪)60‬‬
‫تجري علي جحرها وتنام‪.‬‬ ‫في المغرب بالضبط تمام‬
‫(‪)61‬‬
‫وعموما يتبع إيقاع األغنية ‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ .1‬أن يتميز إيقاعها بالسهولة واليسر‪.‬‬
‫يا عصفورة‬
‫طيري طيرى يا عصفورة‬
‫غني وسمعيني‬
‫غني غنوة تكون حلوة‬
‫‪348‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬
‫(‪)62‬‬
‫صوتك بيسليني‪.‬‬
‫أهمية األغاني واألناشيد لألطفال ‪:‬‬
‫‪ .1‬تبعث السرور والبهجة في نفس الطفل‪.‬‬
‫‪ .2‬تخلص الطفل من الخجل واالنطواء والتردد واالنفعاالت السلبية ‪.‬‬
‫‪ .3‬تخلص الطفل من عيوب النطق‪.‬‬
‫‪ .4‬تعمل على تعزيز األخالق الحميدة والمثل العليا ‪.‬‬
‫‪ .5‬تساعد علي تغيير األفكار وتعدد مصادر اإللهام ‪.‬‬
‫‪ .6‬تنقل للطفل ثقافة وتراث الشعوب ‪.‬‬
‫‪ .7‬تساعده في التعبير بحرية عن رأيه ‪.‬‬
‫موضوعا ما وخاصة ‪ ،‬إذا كان هذا الموضوع‬
‫ً‬ ‫‪ .8‬استثارة فضول الطفل ورغبته في دراسة‬
‫مرتبط بالمناهج التعليمية ‪.‬‬
‫(‪)63‬‬
‫‪ .9‬تهيئة الطفل للتكامل الفاعل في محيطة االجتماعي‪.‬‬
‫ونستخلص من ذلك المحور أنه تحقق عبر األشكال الغنائية الموجهة للطفل شقى‬
‫تنمية الجوانب الوجدانية والخيالية عبر اإليقاعات المنسجمة‪ ،‬التى تؤنس وجدانه منذ المهد‬
‫إلى أن يختلط بها عبر تعامله مع بيئته‪ ،‬ثم ألعابه‪ ،‬ثم مجتمعه‪.‬‬
‫ويتحقق الشق الثانى من خالل تنمية جوانبه المعرفية من خالل استخدامه للغناء‬
‫عبرما يشعر به تجاه عوامل الطبيعة‪ ،‬كما تيسر له النشاط المنظم وتجنبه الحركات الزائدة‬
‫وتعلمه كيفية المشاركة فى األنشطة‪ ،‬وتفجير طاقاته اإلبداعية عبر األناشيد الجماعية‬
‫التى يوحى كل مضمون لها بمناسبة وطنية‪،‬أو شعبية‪ ،‬أو ترفيهية بشكل يساعد على زيادة‬
‫محصوله المعرفى تجاهها‪ .‬وضرورة مراعاة عند اختيار أغانى األطفال أن توازن بين قدرات‬
‫موسيقيا يأخذ فترة متساوية فى الزمن‬
‫ً‬ ‫عروضيا‬
‫ً‬ ‫الطفل وطاقاته التعبيرية‪ ،‬ويكون التقطيع‬
‫لتنمية خياله ووجدانه‪ ،‬وأن يتضمن موضوعات ذات قيمة تربوية تجرى على لسان الطفل‬
‫من واقع بيئته لتنمية جوانبه المعرفية‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫كما أن أهمية األغانى التقف عند حد االمتاع والتسلية؛ لترتقى بجوانبه الوجدانية‬
‫بقدر ما تهتم بتزويده بخبرات ومعارف أخرى نحو تخلصه من الخجل واالنطواء والتردد‬
‫وعيوب النطق وتعزز األخالق الحميدة وتنقل له ثقافة وتراث األجيال وتساعده فى التعبير‬
‫عن رأيه‪ ،‬كما قد تلقنه مضامين تعليمية‪ ،‬وتمكنه من االندماج مع مجتمعه‪.‬‬
‫المحـور الرابــع ‪:‬‬
‫خصائص المراحل العمرية الموجه إليها شعر األطفال ‪:‬‬
‫‪1‬ـ مرحلة الطفولة المبكرة "الخيال اإليهامي" من ‪ 6 : 2‬سنوات ‪:‬‬
‫‪ ‬عندما يبلغ الطفل الثانية من عمره يكون قد قطع شوطًا ال بأس به في اللغة‬
‫ويمكنه في هذا السن أن يستمتع بالموسيقي واألوزان ؛ لذلك علينا تقديم القصص‬
‫أيضا في هذا السن‬
‫التي تشتمل علي ذلك مثل‪ :‬األغاني القصصية‪ ،‬والطفل ً‬
‫يتميز بالمعرفة المحدودة بالبيئة ‪ ،‬والتطلع لمعرفة العالم ‪ ،‬وهذا يجعلنا نقدم له‬
‫قصصا عن شخصيات وحيوانات أليفة من البيئة ؛ وألن تفكير الطفل حسي‬
‫ً‬
‫حركي في هذه السن وجب علينا تشجيعه علي استخدام حواسه في المعرفة‬
‫(‪)64‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬وعمر الثالثة هو عمر " السؤال" فيبدأ الطفل في السؤال عن كل شئ حوله وعن‬
‫ذاته ‪ ،‬وتساعده المعلومات التي يتلقاها علي إشباع حب االستطالع لديه‬
‫واتساع مداركه ‪ ،‬وزيادة حصيلته اللغوية‪ ،‬ومن خالل تلك الخصائص وغيرها‬
‫من خصائص نمو وتطور األطفال في هذه المرحلة ‪ ،‬يستطيع الكاتب أن يحدد‬
‫جيدا شكل ومضمون الشعر المراد تقديمه للطفل وهو كما يلي ‪:‬‬
‫ً‬
‫أ ـ أن يستخدم األسلوب الوصفي ‪ ،‬والعبارات المسجوعة ‪ ،‬والجمل المنغومة ذات‬
‫اإليقاع السريع‪.‬‬
‫بـ ـ أن يكون الحوار علي لسان الحيوانات والطيور‪ ،‬ويحتوي مضمونه علي مزج‬
‫الخيال بالواقع ‪.‬‬
‫‪350‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫دائما الصفة بالموصوف كأن نقول قطة بيضاء ‪ ،‬شجرة خضراء ‪ ،‬تفاحة‬‫جـ ـ نربط ً‬
‫حمراء‪ .‬وذلك يساعد على تنمية جوانبه المعرفية بجانب الوجدانية عبر األسلوب‬
‫(‪)65‬‬
‫الوصفى‪ ،‬والعبارات المسجوعة‪.‬‬
‫نحن األرانب‬
‫نحن األرانب‬ ‫نحن األرانب‬
‫في كل جانب‬ ‫نسرح ونمرح‬
‫سى سى سى‬ ‫سى سى سى‬
‫سى سى سى‬
‫نحن الثعالب‬ ‫نحن الثعالب‬
‫كل األرانب‬ ‫نهجم ونأكل‬
‫هو هو هو‬ ‫هو هو هو‬
‫هو هو هو‬
‫علي‬
‫أعطف َّ‬ ‫علي‬
‫أعطف َّ‬
‫ـوي‬
‫أل ب َّ‬ ‫أنا وحيد‬
‫سى سى سى‬ ‫سى سى سى‬
‫أكال‬
‫ما ذقت ً‬ ‫كال وكال‬
‫هو هو هو‬ ‫هو هو هو‬
‫(‪)66‬‬
‫هو هو هو‪.‬‬

‫‪2‬ـ مرحلة الخيال المنطلق " من ‪ 6‬إلي ‪ 8‬سنوات" ‪:‬‬


‫نوعا ما ‪ ،‬كما يزداد اتصال الطفل بالمجتمع واحتكاكه‬
‫وفيها يبدأ الطفل االتجاه إلي الواقعية ً‬
‫بأفراده‪ ،‬ويكون لديه حب استطالع وفضول شديد للتعرف علي تقاليد وعادات وقيم مجتمعه‬
‫‪ ،‬والطفل في هذه المرحلة يكون قد ألم بكثير من الخبرات المتعلقة بالبيئة التي يعيش فيها‬
‫‪351‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫‪ ،‬ويطمح للتحليق بخياله إلي عالم أكثر رحابة ‪ ،‬حيث يتطلع بخياله إلي عوالم أخري تعيش‬
‫فيها الجنيات العجيبة والحوريات الجميلة ‪ ،‬والمالئكة والعمالقة واألقزام ؛ لذلك يجب أن‬
‫يقدم للطفل في هذه المرحلة األشعار واألغاني المستمدة من البيئة االجتماعية له ‪ ،‬كما‬
‫تشتمل علي نوع من التوجيه التربوي‪ ،‬وتكون واضحة في حوار غنائي بسيط يراعي البعد‬
‫(‪)67‬‬
‫عن استخدام التوجيه المباشر؛ لكى يغذى جوانبه المعرفية مع الوجدانية‪.‬‬
‫أنشودة األطفال‬
‫في نشاط كالكبــار‬ ‫نحن أطفال صغار‬
‫بسرور واجتهـاد‬ ‫شغلنا طول النهار‬
‫بنظام وجل ــوس‬ ‫نعتني وقت الدروس‬
‫كل خير ورش ــاد‬ ‫ونقوي في النفــوس‬
‫نطلب العيش النضير‬ ‫نحن بالعلم الـمنير‬
‫وبه ترقــي البــالد‬ ‫فله فضـل كـبير‬
‫فــي غـدو ورواح‬ ‫إننا نبغــي الفالح‬
‫(‪)68‬‬
‫إنــه هادي العبـاد‬ ‫نسأل اهلل النجاح‬
‫‪3‬ـ مرحلة البطولة " من ‪ 9‬إلي ‪ 12‬سنة " ‪:‬‬
‫مع زيادة السن يبدأ الطفل في هذه المرحلة أن ينتقل من عالم الخيال إلي عالم الواقع‬
‫ويتعلم المهارات الالزمة لشئون الحياة ‪ ،‬ويتقدم من المفاهيم البسيطة إلي المفاهيم المعقدة‬
‫ومن التمركز حول الذات إلي المفاهيم الموضوعية ‪ ،‬ويكون المعايير الخلقية والقيمية‬
‫استعدادا لتحمل المسئولية ‪ ،‬ويميل إلي األعمال التي تظهر فيها‬
‫ً‬ ‫فيصبح الطفل أكثر‬
‫المنافسة والشجاعة وروح المغامرة والتمثيل ‪ ،‬ومما يظهر بقوة في هذه المرحلة ميل األطفال‬
‫إلي االستهواء ‪ ،‬وهو تقبل أراء اآلخرين ممن يعجب بهم الطفل ‪ ،‬أو يقدرهم دون نقد أو‬
‫دائما علي أال نوصي األطفال إال بكل ما هو شريف‬ ‫مناقشة‪ ،‬وهذا يدفعنا إلي أن نحرص ً‬
‫(‪)69‬‬
‫وصادق ونبيل؛ لنرتقى بجوانبه المعرفية نحو مايتلقاه من تلك األشعارالمنغمة‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫عش يا ولدي‬
‫طول الزمـن‬ ‫عش يا ولدي‬
‫حامي الوطن‬ ‫أنت الجندي‬
‫عهد السعد‬ ‫عش واستقبل‬
‫(‪)70‬‬
‫علم المجد‬ ‫واكبر واحمل‬
‫ونستخلص مما سبق أن الطفل من سن الثانية إلى السادسة ينبغى أن تقدم له‬
‫األشعار بإسلوب وصفى‪ ،‬وعبارات مسجوعة‪ ،‬وجمل منغمة‪ ،‬ويكون الحوار على لسان‬
‫الحيوانات والطيور‪ ،‬وأن يربط بين الصفة والموصوف‪ .‬بصورة تساعد على تنمية جوانبه‬
‫الوجدانية إلى جانب جوانبه المعرفية‪.‬‬
‫ـ أما فى سن السادسة إلى الثامنة ينبغى أن يقدم األشعار المستمدة من البيئة االجتماعية‬
‫كما تشتمل على التوجيه التربوى فى حوار غنائى بسيط غير مباشر‪.‬يساعد على تنمية‬
‫جوانبه الوجدانية والمعرفية‪.‬‬
‫ـ وفى سن التاسعة إلى الثانية عشر نوصى الطفل بكل ما هو شريف ونبيل؛ لنرتقى بجوانبه‬
‫المعرفية نحو مايتلقاه من تلك األشعار المنغمة‪ ،‬التى تثرى وجدانه‪ ،‬وتزيد من حصيلته‬
‫المعرفية‪.‬‬
‫ونستخلص من الدراسة السابقة ما يلى‪:‬‬
‫عبر التطور التاريخي للشعر الموجه لألطفال‪ ،‬كما وضعه المنظرون‪ .‬أنه اهتم‬
‫بجانبين الجانب الخيالي‪ ،‬الذي أثري إحساسهم ومشاعرهم مما أدى لتنمية جوانبهم الوجدانية‬
‫أيضا الجوانب المعرفية عبر ما تلقونه من القيم والمبادئ والحكم التى نمت بداخلهم‬
‫وتنمية ً‬
‫االعتزاز بالنفس وبأصلهم؛ لكى يتحمل األطفال بعد أن يكبروا مسئولية حماية مجتمعهم‬
‫وحثهم على تحمل األعباء فى الحياة‬
‫أيضا فى العصر الجاهلى الوصايا ألبنائهم التى رسموا من خاللها‬
‫كما قدم اآلباء ً‬
‫صورة البطل الكامل أو اإلنسان األنموذج بصورة فنية راقية ساعدت على تنمية الجانب‬

‫‪353‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫الوجدانى لديهم والجانب المعرفى‪ ،‬وفى العصر اإل سالمى كان اآلباء يسمعون الحديث‬
‫شعر بما يحمله من‬
‫من "الرسول صلى اهلل عليه وسلم"‪ ،‬ثم يقومون بنظم الحديث النبوى ًا‬
‫قيم ومبادىء‪ ،‬وتعاليم ديننا الحنيف‪.‬‬
‫تغنى األطفال باألغانى الدينية واألناشيد التى تعرفهم بسمو دينهم ومبادىء نبيهم‬
‫الرفيعة بأسلوب بسيط مقفى‪ ،‬يساعد على تنمية جوانبهم الوجدانية والمعرفية تجاه دينهم‬
‫أما فى العصر الحديث فقد حرص الشعراءعلى مراعاة الجانب الوجدانى من خالل سهولة‬
‫أشعارهم‪ ،‬واثارتها لخيال الطفل؛ ألنها تتحدث فى معظمهاعلى لسان الطير والحيوانات‬
‫مثل‪ :‬قصص (كليلة ودمنة)‪،‬التى وضعوا من خاللها العديد من القيم لغرسها بسهولة فى‬
‫وجدان الطفل لتغذية جوانبه المعرفية‪ ،‬باإلضافة لغرس القيم اآلخرى مثل‪( :‬العمل‪ ،‬وفضل‬
‫األم‪ ،‬واالتحاد والتشاور والتعقل ‪،‬والتغنى بجمال الطبيعة)‪ ،‬وغيرها من األشياء التى تساعد‬
‫على زيادة الحصيلة المعرفية للطفل وتعيمقها فى وجدانه‪.‬‬
‫أن الشعر الموجه لألطفال يسعى لتحقيق المتعة واثارة البهجة فى نفس الطفل‪ ،‬واثراء‬
‫خياله بهدف تنمية قدراته الوجدانية واالبتكارية إلى جانب تثقيفه وتهذيبه‪ ،‬وتنشئته وتربيته‬
‫تربية سوية ‪ ،‬وتزويده بالمعلومات والحقائق فى مختلف المجاالت بما يثرى جوانبه المعرفية‬
‫وينبغى على الشاعر الذى يكتب الشعر الموجه لألطفال أن يستخدم الكلمات التى يتسع‬
‫لها قاموس األطفال اللغوى‪ ،‬واإلدراكى‪ ،‬وأن يتجانس اللفظ مع المعنى‪ ،‬وأن يتسم شعر‬
‫وقيما‬
‫األطفال باإليقاع والموسيقى اللذيان يغذيان وجدانهم ‪ ،‬باإلضافة لذلك يحمل أفكا ًار ً‬
‫تغذى جوانب الطفل المعرفية بالتجارب والخبرات‪.‬‬
‫‪ ‬تحقق عبر األشكال الغنائية الموجهة للطفل شقى تنمية الجوانب الوجدانية والخيالية‬
‫عبر اإليقاعات المنسجمة‪ ،‬التى تؤنس وجدانه منذ المهد إلى أن يختلط بها عبر تعامله‬
‫مع بيئته‪ ،‬ثم ألعابه‪ ،‬ثم مجتمعه‪.‬‬
‫‪ ‬يتحقق الشق الثانى من خالل تنمية جوانبه المعرفية من خالل استخدامه للغناء عبرما‬
‫يشعر به تجاه عوامل الطبيعة‪ ،‬كما تيسر له النشاط المنظم وتجنبه الحركات الزائدة‬
‫وتعلمه كيفية المشاركة فى األنشطة‪ ،‬وتفجير طاقاته اإلبداعية عبر األناشيد الجماعية‬
‫‪354‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫التى يوحى كل مضمون لها بمناسبة وطنية‪،‬أو شعبية‪ ،‬أو ترفيهية بشكل يساعد على‬
‫زيادة محصوله المعرفى تجاهها‪.‬وضرورة مراعاة عند اختيار أغانى األطفال أن توازن‬
‫موسيقيا يأخذ فترة متساوية‬
‫ً‬ ‫عروضيا‬
‫ً‬ ‫بين قدرات الطفل وطاقاته التعبيرية‪ ،‬ويكون التقطيع‬
‫فى الزمن لتنمية خياله ووجدانه‪ ،‬وأن يتضمن موضوعات ذات قيمة تربوية تجرى على‬
‫لسان الطفل من واقع بيئته لتنمية جوانبه المعرفية‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن أهمية األغانى التقف عند حد االمتاع والتسلية؛ لترتقى بجوانبه الوجدانية بقدر‬
‫ما تهتم بتزويده بخبرات ومعارف أخرى نحو تخلصه من الخجل واالنطواء والتردد‬
‫وعيوب النطق وتعزز األخالق الحميدة‪ ،‬وتنقل له ثقافة وتراث ااألجيال وتساعده فى‬
‫التعبير عن رأيه‪ ،‬كما قد تلقنه مضامين تعليمية‪ ،‬وتمكنه من االندماج مع مجتمعه‪.‬‬
‫‪ ‬الطفل من سن الثانية إلى السادسة ينبغى أن تقدم له األشعار بإسلوب وصفى‪ ،‬وعبارات‬
‫مسجوعة‪ ،‬وجمل منغمة‪ ،‬ويكون الحوار على لسان الحيوانات والطيور‪ ،‬وأن يربط بين‬
‫الصفة والموصوف‪ .‬بصورة تساعد على تنمية جوانبه الوجدانية إلى جانب جوانبه‬
‫المعرفية‪.‬‬
‫‪ ‬أما فى سن السادسة إلى الثامنة ينبغى أن يقدم له األشعار المستمدة من البيئة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬كما تشتمل على التوجيه التربوى فى حوار غنائى بسيط غير مباشر‪.‬‬
‫يساعد على تنمية جوانبه الوجدانية والمعرفية‪.‬‬
‫‪ ‬وفى سن التاسعة إلى الثانية عشر نوصى الطفل بكل ما هو شريف ونبيل؛ لنرتقى‬
‫بجوانبه المعرفية نحو ما يتلقاه من تلك األشعار المنغمة‪ ،‬التى تثرى وجدانه‪ ،‬وتزيد من‬
‫حصيلته المعرفية‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫الدراسات والمراجع‬
‫‪ -1‬حنان عبده أحمد ناصر‪:‬معايير البناء الشعرى لقصائد المكتوبة لألطفال‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬اليمن‪،‬جامعة صنعاء‪ ،‬كلية األداب‪.2008 ،‬‬
‫‪http;//yemen.nic.info‬‬
‫‪2‬ـ مصلح النجار‪ :‬المضمون التربوى فى الشعر الموجه لألطفال فى األردن ‪،‬األردن‬
‫الجامعة الهاشمية‪ ،‬كلية األداب‪ ،‬مؤتمر الطفولة‪.2005 ،‬‬
‫‪http;//www.eis.hu .jo‬‬
‫‪3‬ـ العيد جلولى ‪:‬الشعر الموجه لألطفال المصطلح واشكالية المعايير ‪،‬الجزائر‪،‬جامعة‬
‫قصدى‪ ،‬مجلة األثر‪ ،‬العددالسابع‪ ،‬مايو‪.2008،‬‬
‫‪http;//www.awqaf.org.kw‬‬
‫‪ -4‬المعجم الوجيز‪،2000،‬ص‪.344‬‬
‫‪5‬ـ مصلح النجار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪6‬ـ حسن شحاتة‪:‬أدب الطفل العربى‪ ،‬دراسات وبحوث‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار المصرية‬
‫اللبنانية‪ ،1994،‬ص‪.22،21‬‬
‫‪ -7‬سليمة عكروش‪ :‬صورة الطفل فى الشعر العربى المعاصر‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار هومة‬
‫للطباعة والنشر‪ ،2002،‬ص‪.19،18‬‬
‫‪ - 8‬محمد غنيمى هالل‪ :‬النقد األدبى الحديث‪،‬القاهرة‪ :‬نهضة مصر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،2001،‬ص‪.156‬‬
‫‪9‬ـ العيد جلولى مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪10‬ـ محمد قرانيا‪ :‬قصائد األطفال فى سوريا‪ ،‬دمشق‪ :‬منشورات اتحاد الكتاب‬
‫العرب‪،2003،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -11‬حنان عبد الحميد‪:‬أدب األطفال‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫‪ ،1999‬ص‪.45‬‬
‫‪356‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫رافدة الحريرى‪:‬التربية وحكايات األطفال‪،‬األردن‪ :‬دار الفكر‪،2009،‬‬ ‫‪-12‬‬


‫ص‪.211،210‬‬
‫‪13‬ـ أحمد نجيب‪:‬أدب األطفال علم وفن‪،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربى‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫‪ -14‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.145‬‬
‫‪ -15‬سعدية حسين البرغثى ‪ ،‬تربية الطفل والعالقات األسرية فى التراث العربى‪.‬‬
‫‪http;//alakah.net‬‬
‫‪ -16‬القالى ‪:‬األمالى‪.12/2‬‬
‫‪17‬ـ القالى ‪:‬األمالى‪.286/2‬‬
‫‪18‬ـابن طيفور‪ :‬بالغات النساء‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪19‬ـ ابن قتيبة عيون األخبار‪.‬‬
‫‪20‬ـ القالى‪ :‬األمالى‪.3/2‬‬
‫‪ -21‬الحوفى‪ :‬المراة فى الشعر العربى‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -22‬ابن عبد ربه‪ :‬العقد الفريد ‪.170/2‬‬
‫‪ -23‬ابن قتيبة‪ :‬عيون األخبار ‪.30/4‬‬
‫‪ -24‬المسعود مروج الذهب‪ .‬تحقيق محمد محى الدين عبد الحميد‪،‬ط‪،1‬دار‬
‫الفكر‪،‬ص‪.281‬‬
‫‪25‬ـ فتحى إبراهيم خضر‪ ،‬وصايا اآلباء فى الشعر الجاهلى واإلسالمى‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫‪http;//blogs.najah.com‬‬ ‫الوطنية‬
‫‪ -26‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -27‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -28‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪29‬ـ المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫‪30‬ـ محمد فوزى مصطفى ‪:‬أدب األ طفال الرحلة والتطور‪،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا‬
‫الطباعة والنشر‪،2014،‬ص‪.27،26‬‬
‫‪31‬ـ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪32‬ـ محى الدين عبد الحليم‪ ،‬مجلة الوعى اإلسالمى‪ ،‬العدد‪.2010/9/532،3،‬‬
‫‪http;//alwaei.comm‬‬
‫‪33‬ـ أنشودة طلع البدر علينا‪.‬‬
‫‪http;//dvd4.arab.maktoob.‬‬
‫‪ -34‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 35‬محمود حسن إسماعيل‪ :‬المرجع فى أدب الطفل ‪،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربى‬
‫‪،2004،‬ص‪.40،39‬‬
‫‪ -36‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -37‬أحمد شوقى ‪ :‬الشوقيات ‪،‬ط ‪.‬بيروت د‪.‬ت ح‪ ،4‬ص‪.142‬‬
‫‪38‬ـ محمد فوزى مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.89،88‬‬
‫‪ -39‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ -40‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.92،91‬‬
‫‪41‬ـ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.94،93‬‬
‫‪42‬ـ محمود إسماعيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.40،39‬‬
‫‪ -43‬بيان الصفدى‪ :‬من صور األم فى شعر األطفال العربى‪ ،‬دمشق‪ :‬مجلة الثورة‬
‫‪.2005/3/21‬‬
‫‪ -44‬محمودإسماعيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪45‬ـ كامل الكيالنى‪ :‬ديوان كامل الكيالنى لألطفال‪،2011،‬ص‪.17‬‬
‫‪http;//www.safahat. org.‬‬
‫‪46‬ـ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪358‬‬
‫العدد الثانى والثالثون ‪2016‬‬ ‫مجلة دراسات فى التعليم الجامعى‬

‫‪ 47‬ـ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ -48‬محمد فوزى مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.116،115‬‬
‫‪ -49‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫‪ -50‬إنشراح إبراهيم المشرفى‪:‬أدب األطفال مدخل للتربية اإلبداعية‪،‬اإلسكندرية‪ :‬حورس‬
‫الدولية للنشر والتوزيع‪ ،2013،‬ص‪.94،93‬‬
‫‪51‬ـ حنان عبد الحميد ‪:‬أدب األطفال ‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫‪ ،1999،‬ص‪.48‬‬
‫‪52‬ـ محمد السيد حالوة‪ :‬مدخل إلى أدب األطفال ـ مدخل نفسى اجتماعى سلسلة الرعاية‬
‫الثقافية ‪،‬اإلسكندرية‪ :‬مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع ‪،2000،‬ص‪.232‬‬
‫‪53‬ـ هادى نعمان الهيثى‪ :‬أدب األطفال ـ فلسفته ووفنونه ووسائطه ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الهيئة‬
‫المصرية للكتاب باالشتراك مع دار الشئون الثقافية بغداد‪ ،‬ص‪.216،215‬‬
‫‪ -54‬هدى محمد قناوى‪ :‬أدب األطفال‪،‬القاهرة ‪ :‬مركز التنمية البشرية‪،1990 ،‬‬
‫ص‪.101،97‬‬
‫‪55‬ـ حنان عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -56‬سميح مراد‪ :‬أغانى األطفال‪ ،‬القدس‪ :‬دار الطفل العربى‪ ،1980،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -57‬حنان عبد الحميد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -58‬عزة خليل عبد الفتاح ‪:‬األنشطة فى رياض األطفال‪،‬القاهرة ‪:‬دار الفكر‬
‫العربى‪ ،1997،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -59‬حنان عبدالحميد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -60‬عزة خليل عبد الفتاح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪61‬ـ حنان عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪62‬ـ عزة خليل عبد الفتاح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ -63‬حنان عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪359‬‬
‫د‪ /‬فاطمة مبروك مسعود‬ ‫الموازنة فى الشعر العربى الموجه لألطفال بين الجوانب الوجدانية والمعرفية‬

‫‪64‬ـ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.48‬‬


‫‪ -65‬محمود حسن إسماعيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ -66‬سميح مراد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -67‬أحمد نجيب‪ :‬فن كتابة األطفال‪ ،‬بيروت‪ :‬دار أقرأ‪ ،1982،‬ص‪.4‬‬
‫‪68‬ـ بثنية فريد‪ ،‬وأميمة أمين‪:‬أحصاء البنود فى البيانو والتربية الموسيقية‪،‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الفكر العربى‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪69‬ـ محمود أبو الخير‪ ،‬مسرح الطفل‪ ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية للكتاب‪ ،1988،‬ص‪.84‬‬
‫‪70‬ـ بثنية فريد‪ ،‬وأميمة أمين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪360‬‬

You might also like