You are on page 1of 23

‫مجلـة النص‬

‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫أدب الطفل العربي بين أفول الوسيط الورقي وتجلي الحامل الرقمي‬
‫‪Literature of the Arabe Child between paper Mediator‬‬
‫‪Fade and the Didital Factor Emergence‬‬
‫السعيد ضيف هللا‬ ‫حسينة حماش ي *‬
‫املركز الجامعي س ي الحواس بريكة‪ /‬الجزائر‬ ‫املركز الجامعي س ي الحواس بريكة‪ /‬الجزائر‬
‫مخبر الشعرية الجزائرية ‪ /‬جامعة املسيلة‬
‫‪Said.difallah@cubarika.dz‬‬ ‫‪Hassina.hammachi@cubarika.dz‬‬
‫تاريخ القبول‪2822 -86 -00 :‬‬ ‫تاريخ التقييم‪2822-80 -82 :‬‬ ‫تاريخ االرسال ‪2822 -80 -30‬‬
‫امللخص‬
‫مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة اإلنسان‪ ،‬لذلك فحماية الطفل والحفاظ‬
‫عليه ليست منوطة على األسرة فحسب‪ ،‬بل تتعداها إلى من يحمل رسالة غرس القيم‬
‫النبيلة‪ ،‬من مدرسين وأدباء‪ ،‬وكل ذات مبدعة تجعل من األدب بمختلف أجناسه ورقيا‬
‫وموجها‪ ،‬يهتم بعالم الصغار ويهيم في فضائه الرحب بحثا عن مدى‬ ‫ِ‬ ‫كان أم رقميا جليسا‬
‫قابليتهم كمتلق خاص‪ ،‬يتسم بعفوية مطلقة وذهن صاف غير مهيأ ألي توجه أو مقصدية‬
‫إبداعية‪ ،‬حيث ال يحمل فيه خلفيات مرجعية يمكن أن تكون كرد فعل مسبق من شأنه‬
‫تغيير القراءة األولية ويحصر أفق توقعه ورغباته‪ .‬خاصة بعد اكتساح التقنية اإللكترونية‬
‫لعامله‪ ،‬وإيجاده لبدائل تكنولوجية تستوجب وجود قارئ جديد يواكب العوملة‪ ،‬ويتماش ى‬
‫ومعطيات الحياة الجديدة‪.‬‬
‫فما مستقبل األدب الورقي ‪-‬املوجه للطفل‪ -‬وأجناسه املتباينة أمام حوسبة الخطاب؟‪.‬‬
‫ّ‬
‫القصة؛ املسرحية‪.‬‬ ‫كلمات مفتاحية‪ :‬أدب الطفل؛ األدب الورقي؛ األدب الرقمي؛ الشعر؛‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Childhood is among the most crucial stages of a human’s life .As such, his‬‬
‫‪protection is not only the family’s responsibility, it is also the concern of every‬‬
‫‪individual whose duty is to implant the necessary morals in children .‬‬
‫‪This renders literature ,be it paper or digital, a good company and instructor that‬‬
‫‪takes interest in children’s word, enquiring about their tendencies as special‬‬

‫‪142‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫‪recipients who are characterized by absolute spontaneity and pure mind of no‬‬
‫‪creative orientations .‬‬
‫‪And hence, the child can’t hold any reference backgrounds that would represent a‬‬
‫‪prior reaction to alter children’s primary readings, perspectives and desires.‬‬
‫‪With the sweeping change introduced by the electronic technology and the new‬‬
‫‪technological alternatives, the child is required to keep pace with globalization as‬‬
‫‪well as the necessities of this new life‬‬
‫‪So, how would the future of child paper literature be within the digitalization of‬‬
‫?‪discourse‬‬

‫‪Key words: child literature; paper literature; poetry; fiction; drama.‬‬


‫*املؤلف املراسل‪:‬‬

‫‪.1‬مقدمة‪:‬‬
‫طفل اليوم صورة مصغرة عن رجل الغد‪ ،‬والشجرة التي ستثمر يوما ما‪ ،‬فبقدر‬
‫وريها بالقيم تزهر لتعطي أحلى الثمار ‪ ،‬خاصة إذا كان ماؤها اللغة الفنية‬ ‫االعتناء بها ّ‬
‫ّ‬
‫األدب‪ -‬فإن كانت املادة الخام جيدة فال ارتياب في املنتج وسنجني رجال مثقفا واعيا‪ ،‬علمته‬
‫املواقف التي صادفها في شتى األشكال األدبية‪ ،‬لذلك لم يكن يفصل بينه وبين أدب الكبار‬
‫كونه " نوع أدبي متجدد في أدب أي لغة‪ ،‬وفي أدب لغتنا هو ذلك النوع األدبي املستحدث من‬
‫جنس أدب الكبار (شعره ونثره وإرثه الشفاهي والكتابي)‪ ،‬فهو نوع أخص من جنس يتوجه‬
‫ملرحلة الطفولة‪ ،‬بحيث يراعي املبدع املستويات اللغوية واإلدراكية للطفل ‪,‬تأليفا طازجا أو‬
‫إعادة باملعالجة من إرث سائر األنواع األدبية املقدمة له ومن ثم يرقى بلغتهم وخياالتهم‬
‫ومعارفهم واندماجهم مع الحياة ‪,‬بهدف التعلق باألدب وفنونه لتحقيق الوظائف التربوية‬
‫واألخالقية والفنية والجمالية"‪ 1‬مما جعله يتسلل بين أدب الكبار في زمن كان ينظر فيه‬
‫لكاتب أدب الطفل بعين النقص‪ ،‬بينما أصبح اليوم في الطليعة‪ ،‬بعد جودة املنتج الذي‬
‫يؤهل صاحبه ليكون في الصدارة‪ ،‬دون أن يقل أهمية عن‬ ‫أصبح في مستوى املنافسة‪ِ ،‬‬
‫األديب الذي يكتب للكبار ‪ ،‬غير أنه يحتاج إلى دراسة واعية عن هذه املرحلة العمرية من‬

‫‪143‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫حياة اإلنسان‪ ،‬فهو بذلك ما استقطب الصغار وأثار اهتمامهم‪ ،‬لتوافقه ومستواهم الفكري‬
‫واملعرفي وتحرير خيالهم وتنمية مهاراتهم ومواهبهم اإلبداعية‪ ،‬وإثرائه قواميسهم اللغوية‬
‫بحكم أنه " الجنس األدبي املتجدد‪ ،‬الذي نشأ ليخاطب عقلية الصغار‪ ،‬وإلدراك شريحة‬
‫عمرية لها حجمها العددي الهائل في صفوف أي مجتمع ‪ ..‬فهو أدب مرحلة متدرجة من حياة‬
‫الكائن البشري‪ ،‬لها خصوصيتها‪ ،‬وعقالنيتها‪ ،‬وإدراكها وأساليب تثقيفها أي في ضوء مفهوم‬
‫التربية املتكاملة التي تستعين بمجالي الشعر والنثر‪ ،‬بما يحقق املتعة والفائدة لهذا اللون األدبي‬
‫املوجه لألطفال ‪ .‬ولذلك فمصطلح أدب األطفال يشير إلى ذلك األدب املوروث‪ ،‬وأدب الحاضر‪،‬‬
‫وأدب املستقبل‪ ،‬ألنه أدب موجه إلى مرحلة عمرية طويلة من عمر اإلنسان"‪ 2‬والتي ق ّسمت من‬
‫قبل املختصين في علم النفس إلى أربعة مراحل أولها مرحلة الواقعية والالخيال وهي مرحلة‬
‫الطفولة األولى‪ ،‬لتليها مرحلة الخيال من سن السادسة إلى سن الثامنة‪ ،‬وتأتي بعدها مرحلة‬
‫البطولة وهي مرحلة الطفولة املتوسطة‪ ،‬وختامها املرحلة املثالية‪ ،‬لتبقى لكل مرحلة‬
‫خصوصيتها اإلبداعية‪ ،‬لكن يبقى أدب املوجه لهم "دعامة رئيسة في تكوين شخصيات‬
‫األطفال عن طريق إسهامه في نموهم العقلي والنفس ي واالجتماعي والعاطفي واللغوي وتطوير‬
‫مداركهم وإغناء حياتهم بالثقافة التي نسميها ثقافة الطفل‪ ،‬وتوسيع نظرتهم إلى الحياة وإرهاف‬
‫إحساساتهم وإطالق خياالتهم املنشئة ‪،‬وهو ليس أداة ‪ -‬بحد ذاته – لفائدة الطفل بقدر ما هو‬
‫أداة للنهوض به وباملجتمع كله ‪ .‬إنه وسيلة من وسائل حياة الطفل التي هي أساس حياة املجتمع‬
‫كله‪ ،‬وعليه يقوم البناء النفس ي واالجتماعي والعاطفي والعقلي لإلنسان الجديد"‪ 3‬ليتوقف‬
‫مدى تحقيقه لدوره املنشود على ما يقدمه من "ترقية السلوك‪ ،‬وغرس القيم الدينية‬
‫واملبادئ األخالقية‪ ،‬وتنميتها في نفوس األطفال‪ ،‬وتقويم املعوج من السلوكيات املنحرفة‬
‫"‪4‬وتحقيق ذلك ال يتوقف على نوعه‪ ،‬ألن لكل من األدب املكتوب أو األدب الرقمي جمهوره‬
‫الذي يميل إلى طرف معين‪ ،‬وتستهويه طريقة عرضه للمحتوى األدبي‪ ،‬فهل يتحول هواة‬
‫األدب الورقي عن خيارهم أمام إغراءات األدب الرقمي‪ ،‬أم يخلصون ملحبوبهم؟‪.‬‬
‫‪ .2‬الدب الورقي املوه للطفل وأهناس ‪:‬‬

‫‪144‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫كل مادة مكتوبة‪ ،‬وكل منجز يمكن أن يدرج في األدب‬ ‫أدب العالم الورقي هو ّ‬
‫املطبوع أو األدب الكالسيكي والذي يحاول تجديد آلياته ملواكبة العصرنة بتجاوز أزمة‬
‫القراءة وتقليص وجود هوة بين الطفل والكتاب كونه "أدبا بيانيا يقوم على الشفوية‬
‫والكتابة ‪ ،‬وينتقل عبر الوسائط اإلعالمية التقليدية كالكتاب والصحف الورقية (جرائد‬
‫ومجالت ومطبوعات ومطويات)"‪ 5‬لكنه يبقى شجرة ممتدة األغصان مترامية األطراف غرسها‬
‫الكبار محاولين التنويع فيها ليقطف ثمارها الصغار ويستمتعون بما تحويه من فن وخيال‬
‫مما يوجب على من خاض في هذا املجال التنويع في تقديمها‪ ،‬فاألدب للطفل "كالفيتامينات‬
‫للفكر‪ ،‬حيتاج عقل الطفل وخياله إىل أنواع خمتلفة‪ ،‬كل نوع يغذي جانبا من تفكريه وشعوره ويقوي‬
‫نواحي اخليال فيه"‪ 6‬مما يعني التنويع في أشكال التعبير الفنية من شعر وأغنية وقصة‬
‫ومسرحية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -0‬الشعر املطبوع‪:‬‬
‫الشعر املعني بالدراسة هو الشعر الذي ينظمه الكبار من أجل تلبية احتياجات الصغار‬
‫الفنية والجمالية‪ ،‬ليجدوا فيه ضالتهم بحكم خصوصية هذا النوع من املتلقي الحالم؛ من‬
‫طهر وبراءة ممزوجة بالسذاجة‪ ،‬له معجمه الخاص املألوف األلفاظ والبسيط املعاني‪،‬‬
‫املنمية للذوق الفني ليصبح وسيلة‬ ‫وكذلك مضامينه وثيقة الصلة بالتربية والقيم الروحية ّ‬
‫تثقيفية تعليمية‪ ،‬إلى جانب املتعة املنشودة من ِقبل الطفل؛ ملا يتضمنه من خيال يشترط‬
‫ملما بعلم النفس و التربية‪ ،‬عارفا بخصائص املراحل‬ ‫فيمن يكتب شعرا للصغار أن يكون ّ‬
‫العمرية للطفل وما تتطلبه من اهتمام‪ ،‬ولن يكون ذلك سهال بل يشترط في الناظم املوهبة‬
‫والثقافة الواسعة بعالم الطفل من مراحل وخصائص متباينة‪ ،‬إضافة إلى قناعته التامة‬
‫بأن الكتابة في هذا املجال لهدف قيمي تربوي تعليمي ال أكثر‪.‬‬
‫فهو لون أدبي يهدف إلى مزج املتعة والفرح بالتربية؛ لتتنوع أنماطه بين الشعر املسرحي‬
‫والقصص ي والتمثيلي‪ ،‬تحلق كلها بخيال الطفل في فضاء الحرية بال قيود وال حدود كونه‬
‫"تلك الكلمات العذبة التي يرددها األطفال‪ ،‬فيطرب بسماعها‪ ،‬وهو يلبي جانبا من حاجاته‬
‫الجسمية والعاطفية‪ ،‬ويسهم في نموه العقلي واألزلي والنفس ي واالجتماعي واألخالقي ‪ ...‬إنه من‬
‫فنون أدب األطفال"‪ 7‬خاصة إذا كانت مواضيعه منتقاة من الواقع املعاش للطفل‪ ،‬حيث‬
‫يجد فيها إجابات ملجموعة من تساؤالت قبلية كانت تراوده دون أن ننفي أهمية تحريك‬
‫عواطفه وخياله املجنح بدس الصور البالغية في األوساط من حين آلخر‪ ،‬إضافة إلى اإليقاع‬

‫‪145‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫الذي يعد ضرورة حتمية‪ ،‬فالشعر باحتوائه لهذه الخصائص أقدر على إثارة الطفل ‪،‬‬
‫ودغدغة إحساسه وإثراء قاموسه اللغوي كما يشارك "في تنشئتهم وتربيتهم تربية متكاملة‪،‬‬
‫فهو يزودهم بالحقائق واملفاهيم واملعلومات في مختلف املجاالت ‪.‬وهو يمدهم باأللفاظ‬
‫والتراكيب التي تنمي ثروتهم اللغوية‪ ،‬وتساعدهم على استخدام اللغة استخداما سليما‪ ،‬كما‬
‫أن الشعر الذي يقدم لألطفال ينمي الجوانب الوجدانية واملشاعر واألحاسيس لديهم"‪ 8‬مما‬
‫يجعل الكتابة لألطفال أصعب من الكتابة للكبار ‪ ،‬لذلك يرى محمد مرتاض "أن يضع شاعر‬
‫األطفال في حسابه كثيرا من التقنيات ويرصد إزاء ذهنه كثيرا من الحقائق التي ال تقبل الجدل‪،‬‬
‫ومن هذه الحقائق والتقنيات مراعاة املستوى العمري والفكري واللغوي والنفس ي وغير ذلك"‪9‬‬

‫كمراعاة النظام اللغوي ليتماش ى الخطاب ومستوى الطفل الثقافي وغيره‪ ،‬حيث يبوح في‬
‫نصه الشعري بأهدافه تصريحا أو تلميحا –الرمز‪ -‬منطلقا من الواقع‪ ،‬وقد برز في هذا‬
‫املجال الكثير من األدباء العربي من أمثال سليمان العيس ى أنشودة (حروفنا الجميلة)‪،‬‬
‫سميح القاسم قصيدة ( للذي يحفر في جرح املاليين طريقه)‪ ،‬محمد العيد آل خليفة قصيد‬
‫(أنشودة الوليد) و مصطفى محمد الغماري في (حديقة األشعار)‪.‬‬
‫وكذلك الحيدري في (قصيدة امللعب)‪ 10‬حين قال‪:‬‬
‫صفوفهم وأصلحوا‬ ‫وصبية قد نظموا‬
‫والوجوه بشرا‬ ‫يجرون كالقطار‬
‫يصيح‪ :‬إخوتي‬ ‫أولهم يصفر أو‬
‫توق أو يفرح‬ ‫هل بعد هذا‬
‫في الدرس كان‬ ‫ما انفع اللعب‬
‫كما أن هناك من يدرج األمهودات أو حكايات ما قبل النوم التي تعتمدها األمهات لترقيص‬
‫أطفالهن وتنويمهم‪ ،‬ضمن الشعر املوجه للطفل في مرحلة الطفولة األولى –الشفهية‬
‫السمعية‪ -‬حيث تعتمد األم مقطوعات بسيطة ساذجة ملداعبة الطفل ومالعبته في مهده‪،‬‬
‫مثلما نجد األم املصرية تقول‪:‬‬
‫نينا نام‪ ...‬نينا نام‬
‫واذبح لك جوزين حمام‪11‬‬

‫أما األم التونسية فتقول‪:‬‬


‫نني نني جاك النعاس‬
‫أمك فضة وبوك نحاس‬

‫‪146‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫نني نني جاك النوم‬


‫يا خدين بوقرعون‪12‬‬

‫بينما تقول األم اللبنانية‪:‬‬


‫ابني يا عنب ّزيني‬ ‫نام هللا يا عيني‬
‫ّ ّ‬
‫تحفظ عبدك النايم‬ ‫يال يال يا دايم‬
‫تحفظ عبدك وتجيرو وتخليه نايم بسريرو‪13‬‬

‫لتختلف األمهودات باختالف اللهجات‪ ،‬بينما يبقى التأثير نفسه على الطفل؛ ألن التلقين‬
‫الصوتي يهيئه إلى تمييز األصوات وتذوق األلحان في مرحلة حياتية مقبلة "فالغناء لألطفال‬
‫عند الشعوب هو الترنم بالكلمات املوزونة التي تصحب عادة مداعبة الطفل ومالعبته‪،‬‬
‫وتحريكه في املهد لينام‪ ،‬وهو جزء من الغناء الفولكلوري العام املجهول النشأة‪ ،‬الذي جرى‬
‫ا‬
‫على ألسنة العامة من الناس في األزمنة القديمة‪ ،‬ثم تورث جيال بعد جيل‪ ،‬طوال فترة من‬
‫ّ‬
‫الزمن امتدت حتى تجاوزت عدة قرون"‪ 14‬ليكتب لألغاني الفولكلورية العمر الطويل‪ ،‬فتخلد‬
‫ّ‬
‫عن طريق األدب الشعبي املتوارث جيال عن جيل‪ ،‬فاألطفال إيقاعيون بالفطرة تساعدهم‬
‫أصوات أمهاتهم العذبة املتناغمة على النوم‪ ،‬وقد يكرر من له القدرة على ذلك املقطع‬
‫منشدا وهو يلهو ‪ ،‬سواء ِفهم معناها أم لم يفهم‪ ،‬املهم أن يتجاوب مع الوزن واملوسيقى‪.‬‬
‫ليتبين في األخير أن الكتابة للطفل من أصعب املهام‪ ،‬وبخاصة الكتابة الشعرية؛ ملا‬
‫تتطلبه من خبرة وتمرس ناهيك عن تباين املستوى املعرفي والثقافي واالجتماعي والنفس ي‪،‬‬
‫والقدرة على التأويل من فرد إلى أخر‪.‬‬
‫ّ‬
‫القصة الورقية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فن نثري سردي؛ شفويا كان أم مكتوبا‪ ،‬يجمع بين الترفيه والتعليم‪ ،‬منطلقه الخيال‪،‬‬
‫قيمة مفادها تنمية الذوق الحس ي‪ ،‬وتوسيع املدارك وتطوير ملكة‬ ‫يحمل في طياته رسالة ّ‬
‫اإلبداع بعد تكوينها؛ من خالل محاولة ربط الصور الذهنية املجردة في ذهنه بواقع معاش‬
‫ملموس‪ ،‬وربط هذه الصور ذهنية بالعالم الخارجي من أجل توسيع نظرته الضيقة للحياة‬
‫وبناء ذاته‪ ،‬وكل ذلك في إطار ميوالته ورغباته التي تتحقق كلما توفرت الشروط‪ ،‬من‬
‫سهولة اللفظ ووضوحه ليساعد الطفل على استيعاب املعاني وفهم الدالالت‪ ،‬فلكل طفل‬
‫قراءته الخاصة والتي تتحكم فيها ظروفه املعيشية وطريقة التربية والتكوين "فالقصة ليست‬
‫إال نبتة كاملة‪ ،‬وجنينها هو الفكرة أو املوضوع‪ ،‬وكما أنه ال يمكن لكل جنين أن يتحول إلى نبتة‬
‫كاملة‪ ،‬إذ قد يذوي ذلك الجنين ويموت إذا لم تتوفر له شروط اإلنبات‪ ،‬كذلك ال يمكن لكائن‬

‫‪147‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫ما أن يكون قصة للطفل‪ ،‬ما لم يكن فنانا مبدعا مهما كانت روعة الفكرة التي يقدمها‪ ،‬واألفكار‬
‫في حد ذاتها ال حصر لها ويمكن أن يلتقطها هذا أو ذاك من خضم الحياة بسهولة ولكن ال‬
‫يمكن لكل من هب ودب أن يحولها إلى قصة"‪ 15‬إذ البد أن تتجلى بعد تفعيل عالقتها ‪-‬‬
‫ّ‬
‫القصة‬ ‫املحتوى القصص ي – بواقع الطفل وحياته والذي يلتمسه من خالل قراءته‪ ،‬إذ تعد‬
‫فنا مطبوعا ألنها تشمل "كل ما يكتب لألطفال نثريا بقصد اإلمتاع أو التسلية أو التثقيف‪،‬‬
‫ويروي أحداثا وقعت لشخصيات معينة سواء أكانت هذه الشخصيات واقعية أم خيالية‪،‬‬
‫وسواء أكانت تنتمي لعالم الكائنات الحية أم الجان‪ ،‬وتشمل القصة عادة على مجموعة من‬
‫األحداث التي تدور حول مشكلة تتعقد ثم تصل في النهاية إلى حل‬
‫ما"‪ 16‬وعادة ما تكون النهاية نفسها املتوقعة من قبل الطفل‪ ،‬لذلك لم تكن القصة أبدا‬
‫كما يراها البعض أدبا مهمشا أو فرعا متروكا من أدب الكبار بل هي من أهم "الوسائل‬
‫املقروءة التي تلعب دورا هاما في التثقيف ومد املعلومات واملعارف والخبرات و إطالق طاقات‬
‫اإلبداع وتنمية ملكة التخيل والتصور والتحاور الوجداني"‪ 17‬ونظرا ألهدافها الجليلة فهي‬
‫صنف أدبي راق يسهم في توسيع املدارك وتنمية املهارات وإثارة الخيال وتوليد الفضول‬
‫وحب االستكشاف وكل ذلك يتأتى من خالل كونها "شكل من أشكال التعبير تتبلور فيه أذكى‬
‫نفحات املشاعر‪ ،‬وتتجلى فيه شتى النوازع والعواطف‪ ،‬من إنسانية وقومية وتاريخية‬
‫واجتماعية ووجدانية‪ ،‬من خالل سرد حادثة معينة‪ ،‬بأسلوب يستحوذ على القارئ أو يثير‬
‫انتباهه‪ ،‬فيتابعها بشغف ولذة‪ ،‬ويسير معها حتى تتأزم املواقف فيها فتصل أحيانا إلى ذروة‬
‫التعقد‪ ،‬فيتطلع عندئذ بلهفة إلى حلها ونهايتها"‪ 18‬لكن هذا ال يجعلها متفردة بجمهور الصغار‬
‫فحسب بل قد تستهدف كل الفئات العمرية حيث "ال فرق بين قصة للكبار‪ ،‬وقصة للصغار‬
‫إال في التبسيط والتوضيح والتحليل واالبتعاد عن الغموض املفرط أو التعقيد املموج‪ ،‬وال بد‬
‫باإلضافة إلى ذلك أن تشمل القصة على مغزى أخالقي يدفع الطفل إلى التفكير والتركيز"‪.19‬‬
‫لتتميز قصص األطفال في املضامين واألفكار وطريقة طرحها املبسطة البعيدة عن أي إبهام‬
‫والتي تنطبق أيضا على كل العناصر الفنية للقص من حدث وشخصيات وزمان ومكان "إذ‬
‫تنمى لدى الطفل املستمع عادة االستماع واإلنصات منذ حكايات الجدات واألمهات‪ ،‬كما أنها‬
‫تنمى خياله وتوسع مداركه وتكسبه القدرة على التعبير‪ ،‬وتنمي ثروته اللغوية‪ ،‬والفكرية‪،‬‬
‫وتحببه في القراءة"‪ 20‬مع مراعاة سعة خياله في تفسير ما يحيط به مع ميول نفس ي حول ما‬ ‫ّ‬
‫يحبه لتتمكن من تحقيق لهدفها في إثراء لغة الطفل وأسلوبه وتنمية قدرته على التعبير ‪،‬‬
‫خاصة إذا احتوت على صور أو رسوم تكون بمثابة مغناطيس بصري تجذب الطفل بألوانها‬

‫‪148‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫وأشكالها املغرية‪ ،‬فيتفاعل مع الصورة قبل النص لتكون مصدر إلهامه في التقليد؛ من‬
‫خالل ما يراه ثم ما يسمعه وما يقرأه متأثرا بما تحتويه‪ ،‬وهو ما نلمسه في أعمال ّ‬
‫جل كتاب‬
‫قصة العربية املوجهة للطفل نحو كامل الكيالني في (قصة السندباد البحري‪ ،‬قصصه‬
‫رياض األطفال‪ ،‬قصص فكاهية‪ ،‬قصص من ألف ليلة وليلة‪ ،‬قصص هندية‪ ،‬قصص‬
‫علمية‪ ،‬قصص شكسبير‪ ،‬قصص عربية‪ ،‬أشهر القصص‪ ،‬أساطير العالم‪ ،‬من حياة‬
‫الرسول)‪ ،‬ومحمد عطية األبراش ي في سلسلة قصصية (املكتبة الحديثة لألطفال)‪ ،‬ويعقوب‬
‫الشاروني موسوعة (ألف حكاية وحكاية)‪ ،‬وموسوعة (العالم بين يديك)‪ ،‬و(أجمل الحكايات‬
‫الشعبية) وكذلك زكريا تامر في مجموعتيه القصصيتين (ملاذا سكت النهر‪ ،‬وقالت الوردة‬
‫للسنونو) وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬املسرحية املكتوبة‪:‬‬
‫املسرح منبر يصل منه الصوت ومتنفس تستريح فيه النفس‪ ،‬ليسمى أبو الفنون‪ ،‬يؤدى‬
‫عليه عرض ومشهد يقوم به مجموعة من املمثلين على الخشبة بمزج التعابير اللغوية بلغة‬
‫الجسد‪ ،‬مع االتكاء على باقي عناصره من إضاءة وديكور وموسيقى وغيرها‪ ،‬انطالقا من نص‬
‫أدبي مكتوب يسمى املسرحية؛ التي تعد شكال فنيا له تأثيره الخاص على الجمهور‪ ،‬مرتكزا‬
‫على أهم العناصر من شخصيات وحوار قائم بينها وكذا حبكة ودراما‪ ،‬فهي بذلك " فن من‬
‫الفنون األدبية التي عرفها األدب العربي في العصر الحديث‪ ،‬واملسرحية هي الصورة اللغوية‬
‫التي تأخذ شكلها النهائي حين تؤدى على خشبة املسرح لكي يتلقاها الجمهور‪ ،‬سواء أكان هذا‬
‫الجمهور من الصغار أم الكبار"‪ 21‬لكن هذا ال ينفي وجود املسرحية املكتوبة املوجهة إلى‬
‫الطفل فهي "تسمية تطلق على العروض التي تتوجه لجمهور األطفال واليافعين‪ ،‬ويقدمه‬
‫ممثلون من األطفال أو الكبار‪ ،‬وتتراوح غايتها بين اإلمتاع والتعليم‪ ،‬كما يمكن أن تشمل‬
‫التسمية عروض الدمى التي توجه عادة لألطفال‪ ،‬ويمكن أن يأخذ مسرح األطفال شكل‬
‫العرض املسرحي املتكامل الذي يقدم في صاالت مسرحية أو في أماكن تواجد األطفال‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫الحدائق أو املدارس"‪ 22‬رغم أن االهتمام بها عربيا قد بدأ متأخرا‪ ،‬على غرار بعض الدول‬
‫مثل بالد الشام وكذلك الكويت وغيرها من الدول التي احتضنته في املدارس ليكون مطيتها‬
‫نحو اإلمتاع من جهة والثقافة والتعليم والتربية من جهة أخرى‪ ،‬كونها "املكان املهيأ مسرحيا‬
‫لتقديم عروض تمثيلية كتبت وأخرجت خصيصا ملشاهدين من األطفال‪ ،‬وقد يكون الالعبون‬
‫كلهم من األطفال أو الراشدين أو خليط من كليهما معا‪ ،‬وعلى هذا املعول‪ ،‬األساس في‬
‫التخصص هو جمهور النظارة من األطفال ألجلهم العملية املسرحية نصا وإخراجا"‪ 23‬لتماشيها‬

‫‪149‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫واالستعدادات النفسية للطفل حين تمزج الفرجة باملتعة والترفيه بالتعليم‪ ،‬وتجمع فنون‬
‫األداء من صورة وصوت وحركة فيتمكن املتلقي الصغير من تجسيد املحسوسات املجردة‬
‫املصحوبة باإلضاءة والديكور‪ ،‬والتي تسعى إلى تصوير الواقع محاوال غرس بذور الخير فيه‬
‫ليتبن موقعه في الحياة ويسعى دائما إلى أن يكون إيجابيا يعمل على التغيير واإلصالح‪،‬‬
‫فيتحول من جمهور مشاهد إلى جمهور فاعل في املجتمع راهنا أو مستقبال‪.‬‬
‫لتتعدد بذلك مقاصد املسرحية بين الثقافية والتي تسعى إلى ترسيخ جملة من املعارف‬
‫واملعتقدات واالديولوجيات‪ ،‬أو االطالع على ثقافات أخرى قصد االستفادة منها‪ ،‬و التعليمية‬
‫حين تقد م فيها " عروض املمثلين املحترفين أو الهواة للصغار‪ ،‬سواء أكانت في املسارح أم في‬
‫صاالت معدة لذلك‪ ،‬ويؤكد صراحة على أنه يشتمل على النشاط املسرحي املدرس ي أو‬
‫االستخدام الحديث للدراما كأداة ‪.‬تعليمية‪ ،‬فيما يمكن أن نسميه باملسرح التربوي"‪ 24‬البعيدة‬
‫كل البعد عن التلقين الجاف الذي يتلقاه الطفل داخل حجرة الدرس‪ ،‬فاملسرح يقدم املادة‬ ‫ّ‬
‫العلمية بأسلوب بصري فني وجمالي أو شكل درامي مشوق مما يعزز قدرته االستيعابية‪،‬‬
‫وكذا االجتماعية التي تدمج الطفل في مجتمعه وما يسوده من أحداث اجتماعية ومشكالت‬
‫تحاول املسرحية عرضها في صورة مبسطة‪ ،‬تتوافق ومستوى الوعي عند الطفل‪ ،‬ليتمكن‬
‫من التفكير فيها محاوال إيجاد حلول لها‪ ،‬وأهمها جميعا التربوية األخالقية السلوكية ملا‬
‫يتسم به املسرح من خصائص تخوله التأثير في املتلقي مهما كان عمره فما بالك بالطفل‬
‫القابل للتأثر؛ فيغرس فيه القيم الخلقية النبيلة والضوابط التربوية كالصدق واألمانة التي‬
‫تكون له نبراسا في شبابه فيكتسب ثقة وشجاعة لتجاوز املخاطر وقهر الصعوبات فيتخلص‬
‫من مخاوفه‪ ،‬كما تنفره من السلوكات الرذيلة من نفاق وخيانة وسرقة‪ ،‬دون أن نهمل‬
‫اإلبداعي منها فهو خير كاشف لإلبداع واملواهب الدفينة في الطفل‪ ،‬والتي يعمل على تطويرها‬
‫بعد ذلك باستثارة خياله وتنمية تذوقه الفني وملكته اإلبداعية‪ ،‬كذلك املقصد الذي يكون‬
‫بمثابة الطعم للطفل وهو الترفيهي‪ ،‬ملا يحتويه من مرح وضحك وتسلية‪ ،‬وابرز من نرصده‬
‫في الساحة العربية‪ ،‬محمد العيد آل خليفة ومسرحية (بالل بن رباح)‪ ،‬ومحمد قاسم‬
‫(املصري) ومسرحية (زيزو موهوب زمانه)‪ ،‬و أحمد شلبي في مسرحيته التعليمية (أبناء‬
‫الجملة االسمية)‪ ،‬و محمد الهراوي ومسرحية (حلم الطفل ليلة العيد)‪ ،‬وكذلك أحمد‬
‫سويلم ومسرحية ( الوفاء بالوعد)‪ ،‬و ألفريد فرج ومسرحية (رحمة وأمير الغابة املسحورة)‪،‬‬
‫وسمير عبد الباقي مسرحية (الحكيم بركات ) وغيرهم‪.‬‬
‫‪ .3‬الدب الرقمي املوه للطفل وأشكال‬

‫‪150‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫ال يمكننا املرور إلى األدب الرقمي املوجه للطفل قبل إلقاء نظرة على األدب الرقمي‬
‫بصفة عامة فهو "ذلك األدب السردي أو الشعري أو الدرامي الذي يستخدم اإلعالميات في‬
‫الكتابة واإلبداع‪ .‬أي يستعين بالحاسوب أو الجهاز اإلعالمي من أجل كتابة نص أو مؤلف‬
‫إبداعي‪ ،‬ويعني هذا أن األدب الرقمي هو الذي يستخدم الوساطة اإلعالمية أو جهاز‬
‫الحاسوب أو الكومبيوتر‪ ،‬ويحول النص األدبي إلى عوالم رقمية وآلية وحسابية"‪ 25‬ليصبح‬
‫كل أدب يعتمد الحاسوب وسيطا لطرح نتاجه اإلبداعي‪ ،‬لكن رغم حداثة ظهوره إال أنه‬
‫عرف رواجا كبيرا ألن "أبرز ما يمتاز به هذا الوليد الرقمي الجديد هو املشاركة في التعامل مع‬
‫ّ‬
‫الورقية‬ ‫ّ‬
‫الخطية هي املسيطر على التعامل مع النصوص‬ ‫النص التفاعلي الرقمي‪ ،‬بعد أن كانت‬
‫املكتوبة على الورق"‪ 26‬ليبرز بنوعيه‪ ،‬النوع ذو النسق اإلجابي الذي تكون له نسخة ورقية‪،‬‬
‫والنوع ذو النسق السلبي الذي ال تمكن قراءته إال الكترونيا‪ ،‬لكن االستمرار في الساحة‬
‫األدبية يفرض التماش ي والتطورات التكنولوجية التي باتت ضرورة وحتمية في عصر‬
‫الحداثة‪ ،‬ليؤدي إلى ظهور األشكال األدبية الجديدة –الرقمية‪ -‬التي تقتض ي اعتماد خاصية‬
‫الرقمنة‪ ،‬بمعنى أنه" نتاج العمليات الحاسوبية والرياضية واملنطقية والذهنية‪ ،‬أي يتكون من‬
‫الحروف واألرقام‪ ،‬فالحروف تمثل الظاهر‪ ،‬في حين تمثل األرقام العمق‪ ،‬وبالتالي فالعمق هو‬
‫أساس توليد كل التجليات النصية الظاهرة فوق السطح‪ ،‬ويتحقق ذلك بواسطة مجموعة من‬
‫العمليات التحويلية الرقمية‪ ،‬مثل ‪ :‬عملية الحذف‪ ،‬وعملية الزيادة‪ ،‬وعملية االستبدال‪،‬‬
‫وعملية الترتيب‪ ،‬ومن هنا فاألرقام بمثابة دينامو النص الرقمي‪ ،‬ومن هنا يمكن الحديث عن‬
‫الوظيفة الرقمية (‪ )Fonction numérique‬أو الوظيفة الوسائطية ( ‪Fonction‬‬
‫‪ )médiologique‬بامتياز"‪27‬‬

‫فهو بذلك شكل أدبي جديد ارتمى في أحضان التكنولوجيا بما تضمه من رقمنة‬
‫احتوته واحتضنته بشدة ليخوض غمار الثورة املعلوماتية‪ ،‬لتسفر عن أنماط جديدة من‬
‫التعبير ‪،‬ذات خصائص تميزها عن الوسيط الورقي‪ ،‬النجذاب األطفال نحو املرئيات وخاصة‬
‫منها العالم األزرق بعد أن عرفوا بجيل االنترنيت؛ لتمكنهم من الثقافة االلكترونية‪ ،‬مما‬
‫يستوجب حوسبة الخطاب املوجه لهم وقد "تعددت مجاالت أدب الطفل وتنوعت كما‬
‫تداخلت في اآلن ذاته‪ ،‬وقد غيبت مجاالت أخرى أو لم تستوعبها تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬كاملسرح‬
‫التفاعلي املوجه للطفل املعاصر‪ ،‬والتي اقتصرت على تصوير ونقل تظاهرات املهرجانات‬
‫املسرحية أو املسارح املدرسية‪ ،‬غير أن باقي املجاالت األخرى )القصص‪ ،‬األلعاب‪ ،‬املجالت‪،‬‬
‫ّ‬
‫القنوات التلفزيونية األغاني واألناشيد‪ ،‬الشعر التفاعلي( وقد حظيت بتفاعل عظيم من قبل‬

‫‪151‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫األطفال خاصة وفرة موادها على شبكة األنترنت واألقراص الصلبة وكذلك مختلف األجهزة‬
‫خصيصا للتفاعل مع الطفل‪ ،‬ومجموعة املنتديات واملجالت واملواقع‬ ‫اإللكترونية املبرمجة ّ‬
‫التفاعلية املخصصة لهم"‪28‬‬

‫لتحاول الرقمية أن تسد فراغا تركته الورقية‪ ،‬فبرز أدب رقمي موجه لفئات‬
‫محددة؛ مثل األدب املوجه للطفل بغرض تمديد أفق تفكيره في فضاءات افتراضية من‬
‫خالل"عوملة مجمل النصوص األدبية املوجهة للطفل‪ ،‬وإبداع نصوص أخرى ذات طبيعة‬
‫رقمية ألغراض شتى كالتربية‪ ،‬التعليم‪ ،‬الترفيه والتسلية ‪.‬فتكتنز في جرابها نصوصا رقمية‬
‫وأخرى مرقمنة‪ ،‬يبرز من خاللها أجناسا أدبية رقمية موجهة للطفل املعاصر"‪ 29‬فبتغير نمط‬
‫الحياة وطريقة التفكير يجب أن تتغير الوسائط‪ ،‬لتشكيل عالم جديد جسر العبور إليه هو‬
‫الشاشة الزرقاء التي غرق فيها "طفل اليوم ربيب الصورة‪ ،‬إنه ينشأ في مجتمع أضحى فيه‬
‫لحاسة البصر وذائقتها شأن كبير؛ إنه زمن يقع وسطا بين القراءة واملشاهدة‪ ،‬حيث تدربت‬
‫ّ‬
‫العين على رؤية املشاهد فقلت أهمية الوسائل السمعية واملقروءة لصالح الوسائل املرئية‪،‬‬
‫التلفاز تجاوز املذياع‪ ،‬واللوحة تجاوزت الخطبة‪ ،‬واملسلسل ّ‬
‫تفوق على الرواية املكتوبة"‪30‬‬

‫مما استدعى إنتاج هذا النوع من األدب الذي يحقق للطفل رغباته ويتوافق وميوالته فطفل‬
‫الحاضر "ابن عصر الحاسوب‪ ،‬واملشاهد األكثر مثابرة على شاشات التلفاز‪ ،‬والذي يتفرج‬
‫بحرية عالية دون انتقاء وال اصطفاء ‪.‬عقله تعرض ملاليين املعارف التي قد ال يتيح لنا الوقت أن‬
‫نطلع عليها‪ ،‬كما أنه سبقنا في ماراتون اللغة‪ ،‬فنحن في معظمنا اطلعنا على لغة ثانية‪ ،‬بحدود‬
‫معقولة‪ ،‬بينما تسنى له اكتساب أكثر من لغة‪ ،‬بالقدر نفسه والبراعة ذاتها اللذين يشرب فيهما‬
‫لغته األم‪ ،‬وتلك ميزة تجعل من عقله مسرحا لنشاط فكري منفتح وخالق"‪ 31‬يبحث الطفل‬
‫عن ضالته التجسيدية فيما يعرف باألدب الرقمي أو األدب الديجيتالي العتماده كلية على‬
‫جهاز الحاسوب‪ ،‬يعتمد بكثرة على الكتاب االلكتروني وهو "مصطلح يستخدم لوصف نص‬
‫مشابه لكتاب في شكل رقمي ‪ Digital‬ليعرض على شاشة الحاسب اآللي) الكمبيوتر( ويمكن‬
‫لألقراص املدمجة ‪ CD-ROMS‬اختزان كميات هائلة من البيانات في شكل نص ّي‪ ،‬وأيضا في‬
‫صور رقمية ورسوم متحركة وتتابعات مرئية وكلمات منطوقة وموسيقى وغيرها من األصوات‬
‫لتكملة هذا النص"‪.32‬‬
‫ويتضمن هذا النوع من الكتب" معلومات متاحة للطفل يتم عرضها بطريقة منظمة يمكن‬
‫ا‬
‫استثمارها في املواقف التعليمية‪ ،‬حيث تتضمن رسوما بيانية وصورا وتسجيالت صوتية‬
‫ا‬
‫وموسيقية ومشاهد فيديو ساكنة ومتحركة وخرائط وجداول ورموزا ورسوما متحركة‬

‫‪152‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫ورسوما ذات أبعاد ‪.‬كل ذلك في إطار نص معلوماتي يساعد على اكتساب الخبرات‪ ،‬وهنا‬
‫تتكامل هذه الوسائط جميعها أو معظمها مع بعضها البعض عن طريق جهاز الحاسب اآللي‬
‫)الكمبيوتر (بنظام يكفل للطفل تحقيق األهداف املرجوة بكفاءة وفاعلية من خالل تفاعل‬
‫نشط يسمح له بالتحكم في السرعة واملسار واملعلومات وتتابعها تبعا لقدراته الذاتية"‪ 33‬والذي‬
‫يعتمد بكثرة على "مؤثرات التشويق واالنطباع الجيد ‪:‬حيث يتسنى من خالل النشر اإللكتروني‬
‫واستخدامه إضافة عنصر التشويق وجلب املتعة للمستفيد بإضافة املؤثرات السمعية أو‬
‫ا‬
‫البصرية في إطار املادة املنشورة إلكترونيا وبما يجعله مفيدا في جانبي املعرفة واملتعة‪ ،‬وهنالك‬
‫أيضا ما سينعكس على املستفيد من انطباعات حول مواكبة الجهة املتبنية للنشر ومتابعتها‬
‫للتقدم التكنولوجي ومسايرتها للتطورات في هذا املجال"‪ 34‬الطفل متلق سيطرت عليه‬
‫الصورة‪ ،‬مما يستوجب تحويل النصوص املكتوبة إلى رسوم أو أفالم سمعية بصرية‪ ،‬لذلك‬
‫ينبغي على من يهتمون بهذا النوع من األدب " أن يتوقعوا من طفل اإلنترنت القيام بالتجوال‬
‫داخل الشبكة العنكبوتية) العربية ( والبحث عن نصوص أدبية وأشكال فنية تالئم اهتماماته‬
‫وقدراته الجديدة‪ ،‬عبر املواقع املختلفة‪ ،‬وإذا وجد شيئا ما يثير اهتمامه‪ ،‬فإنه سيقوم‬
‫فورا على شاشة الحاسب اآللي‪ ،‬ويبدأ في االطالع عليه‪ ،‬وقد يكون هذا الش يء لوحة‬ ‫باستدعائه ا‬
‫تشكيلية أو قصيدة شعرية أو نشيد أو أغنية‪ ،‬أو قصة مكتوبة ومرسومة وملونة‪ ،‬أو مقطوعة‬
‫موسيقية‪ ،‬أو فيلم كرتون يعرض بالصوت املجسم والصورة الثالثية األبعاد‪ ،‬أو عن طريق‬
‫الوسائط املتعددة التي يقصد بها نقل املعلومات أو ظهورها على شاشة جهاز الكمبيوتر‬
‫بالصوت والصورة والفيديو‪ ،‬أو أي شكل آخر من أشكال األدب والفن املتعارف عليها في‬
‫عصرنا هذا‪ ،‬والتي ال نستطيع التنبؤ بانحراف مسارها مستقبال عبر أجهزة الحاسبات اآللية‬
‫الشخصية"‪ 35‬فحاجات الطفل املعاصر تختلف عن حاجات الطفل قديما خاصة في ظل‬
‫تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬واملعطيات الرقمية من صورة ورسم وألوان وحركة تسير جنبا إلى‬
‫جنب مع الكلمة‪.‬‬
‫ّ‬
‫القصة الرقمية‪:‬‬ ‫‪-0‬‬
‫تلعب قصص األطفال الرقمية دورا هاما في حياتهم الثقافية والترفيهية والتعليمية‪،‬‬
‫كل قصة خرجت من عالم الورق إلى عالم الشاشة الزرقاء التي تعمل على "تحويل أو‬ ‫فهي ّ‬
‫إخراج أو إعداد قصة مؤلفة من قبل ‪،‬تأليفا بشريا‪ ،‬لتعمل على وسيط إلكتروني من خالل‬
‫إضافة بعض التقنيات الجديدة املتعلقة بالصوت والصورة واللون والرسوم الكرتونية‬
‫والصور املتحركة ومؤثرات موسيقية أخرى مع االستفادة من خصائص الفيديو في اإلرجاع‬

‫‪153‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫املتعددة"‪36‬‬ ‫والتقدم والتثبيت‪ ،‬أو فيما يعرف بامللتيميديا ‪ Multi MEDIA‬أي الوسائط‬
‫لتتشكل القصة االلكترونية التي تعتمد على جهاز الكتروني ملشاهدتها أو قراءتها مع عدم‬
‫إمكانية التغيير ‪ ،‬أما القصة الرقمية فيمكن للمتلقي املشاركة في إنتاجها وجعلها تفاعلية‬
‫لينتج أو يتفاعل مع ما يعرف بالقصص الترابطية التي تستعين دائما بمحفزات نحو أشكال‬
‫هندسية وبالونات تعبيرية تكون بمثابة روابط تشعبية‪ ،‬ينتقل من خاللها الطفل وينتقي ما‬
‫يروقه من شخصيات أو أحداث أو موسيقى"‪ 37‬لتجمع بين املتن القصص ي والتقنيات‬
‫التكنولوجية املتنوعة مستعينة بمختلف املؤثرات األخرى لتصبح بذلك "نصا أدبيا على‬
‫الحاسوب تتجسد فيه الروابط‪ ،‬ينشطها القارئ ويتفاعل معها إنها قصة جديدة أفرزها‬
‫التطور التكنولوجي األدبي‪ ،‬وبتلك الروابط التي يتحرك عبرها القارئ يتعرف على ما ورائيات‬
‫القصة وخباياها"‪ 38‬لتفتح أمام الطفل آفاقا جديدة للتعلم‪ ،‬حين تسمح له باختيار مسار‬
‫القصة وفقا لرغباته‪ ،‬فتجعله يتفاعل معها من خالل النوافذ التفاعلية التي تتيح له‬ ‫ّ‬
‫إمكانية إعادة بلورة النص وإعطاء تشكيالت جديدة له تطير به في عالم االفتراضية‪ ،‬ليبني‬
‫بخياله ما كان يصبو إليه فيصبح بارعا في التكنولوجيا ومبدعا في األدب‪.‬‬
‫ومن أمثلتها قصة (كابتن كريم وقطار الحكايات)‪ 39‬التي يتفاعل معها الطفل بناء على‬
‫األيقونات املوزعة على الشاشة‪ ،‬وكل ذلك حسب ميوالته‪ ،‬والتي نشاهدها اليوم سلسلة‬
‫للرسوم املتحركة على قناة براعم‪.‬‬

‫كما نرصد في العالم العربي بعض النماذج اإلبداعية الرقمية منها‪ :‬قصة (روبوت سعيد‬
‫جدا) بقلم السيد نجم‪ ،‬التي يرمي من خاللها إلى البحث عن مالمح التقنية الجديدة‬

‫‪154‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫وعالقتها املستقبلية باإلنسان‪ ،‬وقصة (شات‪ ..‬شات‪ ..‬شات‪ ،‬من مخاطر اإلنترنت) بقلم سنية‬
‫عامر‪ .‬تبحث من خاللها في اعتماد القيم األخالقية في التعامل مع التقنية املعلوماتية‬
‫الحديثة‪-‬الحاسوب‪ ،-‬وتضم أربعة أقسام‪( :‬العالم كتاب مفتوح‪ ،‬كل ش يء يهتز‪ ،‬العالم‪..‬‬
‫قرية من الشات‪ ،‬أعيدوني إلى أمي)‪ ،‬إضافة إلى قصة (العقرب)‪ 40‬للجزائري حمزة قريرة‬
‫والتي تضمنت ثالثة فصول (تاريخ مقيد‪ ،‬وطن مناسب في زمن غير مناسب‪ ،‬ممالك منسية)‬
‫وكل فصل يضم في ثناياه روابط توليفية تحيله إلى عناوين جديدة‪.‬‬

‫فال تكتفي القصة الرقمية باللغة للوصول إلى هدفها بل تستعين بدعامات غير لغوية‬
‫كالصورة واملوسيقى والحركة والرسم وغيرها‪ ،‬متكئة على وسائط رقمية وتقنيات‬
‫تكنولوجية‪ ،‬تساعد الطفل على الغوص في العالم االفتراض ي الذي يزاوج بين جعله مبدعا‬
‫بمشاركته في اإلنتاج ومتمكنا من التقنية‪ ،‬بعد إجادته الستعمال الحاسوب‪.‬‬
‫‪ -2‬الشعر الرقمي‪:‬‬
‫الشعر التفاعلي الرقمي أو القصيدة املترابطة أو االلكترونية‪ ،‬مصطلحات متزاحمة على‬
‫شكل فني جديد انبثق‬
‫جراء امتزاج األدب بتقنيات حاسوبية حديثة‪ ،‬صارت جزء أساسيا في هذه العملية‬
‫اإلبداعية لتبرز القصيد الرقمية "ذلك النمط من الكتابة الشعرية الذي ال يتجلى إال في‬
‫الوسيط االلكتروني‪ ،‬معتمدا على التقنيات التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬ومستفيدا‬
‫من الوسائط االلكترونية املتعددة في ابتكار أنواع مختلفة من النصوص الشعرية‪ ،‬تتنوع في‬
‫أسلوب عرضها وطريقة تقديمها للمتلقي‪/‬املستخدم‪ ،‬الذي ال يستطيع أن يجدها إال من‬
‫خالل الشاشة الزرقاء‪ ،‬وأن يتعامل معها الكترونيا‪ ،‬وأن يتفاعل معها"‪ 41‬فقد بات ظهورها‬

‫‪155‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫وانتشارها وكذا استمرارها مرهونا بالحامل االلكتروني‪ ،‬لتسمى قصيدة رقمية‪ ،‬وبعد أن‬
‫يتعامل ويتفاعل معها املتلقي تصبح قصيدة تفاعلية كونها حققت خاصية التفاعل‪ ،‬وقد‬
‫كان لها انتشار واسع عند الكبار وكانت بداية ظهور القصيدة التفاعلية عربيا على يد‬
‫مشتاق عباس معن العراقي‪ ،‬الشاعر الرقمي العربي األول من خالل قصيدته (تباريح رقمية‬
‫لسيرة بعضها أزرق) لينظم بعدها قصيدة (ال متناهيات الجدار الناري) ثم قصيدة (وجع‬
‫مسن) وبعدها ظهرت قصائد تفاعلية للشاعر العراقي محمد حبيب‪ .‬وكذلك قصائد منعم‬
‫األزرق في مجموعة من القصائد الرقمية عرف بعضها بالقصائد البصرية ( أفق في ليل‬
‫األعمى‪ ،‬الخروج من رقيم البدن‪ ،‬شجر البوغاز‪ ،‬ذوات‪ ..‬الغارب بعتمة األغصان‪ ،‬رسومها‬
‫الخالية‪ ،‬سديم يفتك بالحجاب‪ ،‬قطار الذاهب إلى‪ ..‬القصيدة‪ ،‬الكامن بزائل األوراق‪ ،‬منابع‬
‫الكتاب‪ ،‬نبيذ الليل األبيض‪ ،‬بنعل من الضوء‪ ،‬سيدة املاء‪ ،‬الدنو من الحجر الدائري‪،‬‬
‫الجدجد الفائق‪ ،‬قالت لي القصيدة‪ ..‬ضوءها العمودي‪ ،‬مآثر غيمة‪ ..‬ال تشبع منها العينان‪،‬‬
‫قصيدتان ‪ ..‬لبيت الوحيد‪ ،‬لعبة املرآة‪ ..‬سماء ولكن)‪ ،‬إضافة إلى قصيدة جماعية (املرساة)‬
‫شاركه في نظمها ‪ ،‬ثريا حمدون‪ ،‬عبد القادر السكاكي‪ ،‬محمد فري‪ ،‬جمال املجدالي‪ ،‬أحمد‬
‫قايقاي‪ ،‬عبد الكريم أكروح‪ ،‬العربي لغواتي ومحمد عماري‪ ،‬كما نظم القصيدة التفاعلية‬
‫شعراء مغربيون آخرون من أمثال عبد النور إدريس قصيدة (سيدة الياهو) وقصيدة (شات‬
‫‪ ،)@ CHAT‬وإسماعيل البويحياوي قصيدة (الصمت) وطه عدنان ديوان (ولي فيها عناكب‬
‫أخرى) وكذلك الجزائري حمزة قريرة قصيدة (الحب يتكلم كل اللغات) حيث أضيفت هذه‬
‫القصائد إلى رصيد الشعر التفاعلي املغاربي وكلها كانت موجهة إلى الكبار ‪.‬‬
‫يمثل تحديدا بأنه جنس أدبي جديد؛ وهو ّ‬ ‫ّ‬
‫نص إبداعي‬ ‫أما الشعر الرقمي املوجه للطفل "ف‬
‫موجه لألطفال ّيتكئ في جوهره على جمالية مادية) تقنية (مضافة على جماليته التقليدية‬ ‫ّ‬
‫بمجرد الفراغ من عملية إنتاجه‪ ،‬وهو ّ‬
‫نص‬ ‫ّ‬ ‫األدبية )اللغوية(‪ ،‬حيث ينتجه مبدع يفقد ملكيته‬
‫متجدد متناسل ال بداية له وال نهاية وال حدود لصوره الجمالية"‪ 42‬ليصبح هو اآلخر تفاعليا‬ ‫ّ‬
‫إذا أتيح للطفل املشاركة في تجديده بعد أن يتعاطاها‪ ،‬فيتكاثر ويتناسل‪.‬‬
‫رغم قلة هذا الجنس األدبي في العالم العربي باملقارنة مع القصيدة الرقمية املوجهة للكبار‬
‫‪ ،‬وكذلك إذا قارناه بالقصة الرقمية املوجهة للصغار‪ ،‬رغم أهميته في حياة الطفل املعاصر‬
‫الذي يعده ضرورة ثقافية وتعليمية لكنه يبقى أمال منشودا وتحديا صعبا في العالم العربي‪.‬‬
‫حيث ال نرصده إال في صورة أغاني وأناشيد لألطفال والتي قد نطلق عليها الشعر‬
‫االلكتروني؛ حيث يتفاعل معها الطفل بإنشادها والتأثر بما جاء فيها من قيم‪ ،‬دون أن تتاح‬

‫‪156‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫له إمكانية املشاركة في إنتاجها على خالف ما أوردناه في القصة‪ .‬أمثلتها كثيرة منها أنشودة (‬
‫يا مدرستي)‪43‬‬

‫‪ -3‬املسرحية الرقمية‪:‬‬
‫يحتاج املسرح كغيره من الفنون األدبية إلى مواكبة التطور الحاصل‪ ،‬خاصة ما‬
‫سمي منه بالرقمي لتنتج املسرحية التفاعلية‪ ،‬رغم أنه كان أكثر الفنون األدبية استبعادا‬
‫للتأثر بهذا الوافد الجديد‪ ،‬وهذا ما نلمسه في قول سعيد يقطين‪" :‬أيمكن أن نتصور يوما أن‬
‫تنتهي املسرحية نصا مطبوعا على الورق لتجد بديال لها على الشبكة العنكبوتية؟ وبعدها –‬
‫وهو افتراض مستقبلي جائز الحدوث‪ -‬أن يغيب النص املسرحي هو اآلخر موجدا بديله‬
‫االلكتروني وأن نفتقد إلى ذلك التالقح الوجداني والفكري املباشر واملادي بين املمثل على‬
‫خشبة املسرح وبين املتلقي في الصالة‪ ،‬ليتحول إلى تالقح رقمي عبر الشاشة االلكترونية؟ إذا‬
‫كان األمر قد نجح وتحقق مع الرواية الرقمية‪ 44"...‬وها قد جاء اليوم الذي تبرز فيه‬
‫املسرحية الرقمية في ساحة الفن األدبي "كنمط جديد من الكتابة األدبية‪ ،‬يتجاوز الفهم‬
‫التقليدي لفعل اإلبداع األدبي الذي يتمحور حول املبدع الواحد‪ ،‬إذ يشترك تقديمه عدة‬
‫ك ّتاب‪ ،‬كما قد يدعى املتلقي ‪/‬املستخدم أيضا للمشاركة فيه‪ ،‬وهو مثال للعمل الجماعي املنتج‪،‬‬
‫الذي يتخطى حدود الفردية وينفتح على آفاق الجماعية الرحبة ‪.‬ويتوفر هذا ّ‬
‫الفن األدبي‬
‫اإللكتروني على أقراص مدمجة أو كتب إلكترونيةبصيغة (‪ )PDF‬يمكن تحميلها من أحد‬
‫ّ‬
‫املواقع على جهاز الحاسوب الشخص ي‪ ،‬كما يوجد هذا اللون األدبي اإللكتروني الجديد‪ ،‬في‬
‫الفضاء االفتراض ي‪ ،‬أي في فضاء شبكة األنترنت‪ ،‬ولكن ال يمكن له أن يوجد في مكان مثل‬
‫كل متلق أن يصنع النهاية التي‬‫املسرح التقليدي بشقيه ‪:‬الخشبة والصالة"‪ 45‬ليصبح بإمكان ّ‬
‫ترض ي فضوله لتعمل بذلك املسرحية الرقمية على كسر أفق توقع القارئ الذي كان سائدا‬

‫‪157‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫في املسرحية التقليدية‪ ،‬بيد أن املحاوالت اإلبداعية الرقمية العربية في هذا املجال محتشمة‬
‫إذ نجد محمد حسين حبيب الذي سعى إلى إرساء دعائم املسرحية التفاعلية عربيا من‬
‫خالل مسرحيته (مقهى البالد)‪ ،‬وكذلك مسرحية (بال نظارات الحياة أفضل) لحمزة قريرة‪،‬‬
‫وال يمكن أن ننكر وجود نقص وأزمة عربية في باب املسرح التفاعلي إذ ال يشترط في املسرح‬
‫الرقمي أن يكون بديال يلغي املسرح التقليدي‪ ،‬فقد يكون امتدادا له يعتمد التقنيات‬
‫الرقمية كوسيلة تجعله مطاوعا لتكنولوجيا تصبغه بجماليات العرض املعاصرة من أجل‬
‫عوملته‪ .‬هذا في عالم الكبار‪ ،‬ناهيك عن عالم الطفل العربي الذي يفتقر بشدة إلى هذا النوع‬
‫ّ‬
‫األدبي "كجنس أدبي جديد تخلق في رحم التكنولوجيا‪ ،‬يحتفظ بمالمحه املسرحية التقليدية‬
‫موجه لألطفال لكن نماذجه تكاد تكون‬‫الورقية وجوهرها لكنه يختلف عنها تماما‪ ،‬وهو عمل ّ‬
‫ّ‬
‫معدومة‪ ،‬ويطرح بذلك املسرح الرقمي أفكار جريئة كغياب املمثلين وخشبة املسرح‪ ،‬لكن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سيتقبل هذه األطروحات ويتفاعل معها"‪ 46‬والذي نأمل أن يهتم‬ ‫الطفل املنتمي لجيل األنترنت‬
‫به املبدعون العرب ويعملوا على تطويره من أجل مواكبة النشر االفتراض ي الذي يستهوي‬
‫الطفل املعاصر‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫‪ -‬أدب الطفل العربي لم يحقق املأمول منه ال كما وال كيفا أمام املنتج الغربي الذي غزا‬
‫العالم العربي محاوال السيطرة على فكر الطفل موجها إياه‪ ،‬متقنعا بعباءة الصورة‪.‬‬
‫‪ -‬الكتابة للطفل ّ‬
‫تحد في عالم اإلبداع‪ ،‬فهي حمل ثقيل ومشقة تقع على عاتق الكاتب‪،‬‬
‫ِالتساع عالم الطفل أوال‪ ،‬ولدقة هذا األخير ثانيا‪ ،‬حيث يتطلب الخبرة واالحترافية في‬
‫التحكم باللغة واألسلوب املناسبين لهذه الفئة العمرية ‪.‬‬
‫‪ -‬ما أدب الطفل إال ترجمة ألفكار الكبار وقولبتها للصغار بما يتماش ى ومستواهم‬
‫‪ -‬الفكري واملعرفي‪ ،‬فيحدث متعة فنية ويوقظ حس التذوق األدبي‪ ،‬بعد اإلبحار في عاملهم‬
‫واستكشاف تساؤالتهم ومحاولة اإلجابة عنها‪.‬‬
‫‪ -‬أدب الطفل من أنجح أساليب تنمية املعارف وترسيخ القيم واملثل العليا‪ ،‬وتهذيب‬
‫السلوك وتحسين التذوق الفني لدى الصغار‪ ،‬وبالتالي بناء شخصية سوية ال تتغير بتغير‬
‫الظروف‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫‪ -‬أدب الطفل أدب متميز له عالماته الفارقة‪ ،‬كون الطفل في املرحلة املبكرة متلق مستمع‪،‬‬
‫أكثر منه قارئ‪ ،‬يحتاج في أغلب األحيان إلى وسيط بينه وبين نصه‪ ،‬والذي يكون له بالغ‬
‫التأثير في مدى قابلية الطفل أو رفضه قبل أن يصبح أكثر نضجا وأعمق تفكيرا‪.‬‬
‫‪ -‬أجناس أدب الطفل تعد أدوات ووسائل وأساليب ناجحة في تربية الطفل وتعليمه‬
‫وتوجيهه‪ ،‬وإعداده ليصبح رجل املستقبل؛ ملا تغرسه فيه من بذور ستزهر في شبابه لتثمر في‬
‫كهولته قيما ثابتة‪ ،‬إن هي سقيت بالعناية واملتابعة من قبل األسرة وكل املسؤولين عن‬
‫الطفل في هذه املرحلة العمرية‪ ،‬والتي يكون فيها قابال للتشكيل والتغيير والتوجيه‪.‬‬
‫‪ -‬أدب الطفل الرقمي وافد غربي تتوارى خلفه مقصديات سلبية‪ ،‬يجب التفطن إليها وعكس‬
‫تأثيرها على الطفل بحسن استغاللها بما يفيده فكريا وثقافيا وحتى ترفيهيا‪.‬‬
‫‪ -‬رغم ما صرح به املختصون في املجال عن خطورة التقنيات التكنولوجية على الطفل إال‬
‫أن فكرة الوصول إلى طفل أيقوني – متمكن من التقنية‪ -‬طغت على األمر وجعلت‬
‫االيجابيات تغطي على السلبيات‪.‬‬
‫‪ -‬أدب الطفل مكتوبا كان أم رقميا ّ‬
‫يدرب ألسنة األطفال ويثري رصيدهم اللغوي وينمي‬
‫ويوسع خيالهم ويبني شخصيتهم ويجسد واقعهم‪ ،‬كما ّ‬
‫يبصرهم بقضايا‬ ‫وعيهم وتفكيرهم ّ‬
‫مجتمعهم‪.‬‬
‫‪ -‬املزاوجة بين النص اللغوي املكتوب واملشاهد السمعية البصرية باتت ضرورة حتمية‪ ،‬من‬
‫أجل تقبل الطفل ابن عصر الحاسوب له‪ ،‬رغم أن األدب الرقمي القى تحفظا من قبل‬
‫املتلقي العربي مثله مثل إي جديد ‪.‬‬
‫‪ -‬لم يفقد األدب الورقي مكانته ولن يفقدها ملا يميزه من خصائص يعجز األدب الرقمي عن‬
‫‪ -‬بلوغها‪.‬‬

‫الهوامش واإلحاالت‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫‪ -1‬أحمد‪ ،‬زلط‪ ،4991 ، ،‬أدب الطفولة بين كامل الكیالني ومحمد الھراوي (دراسة تحليلية ناقدة)‪ ،‬دار‬
‫املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ،‬دط‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -2‬إسماعیل‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،0333 ،‬أدب األطفال في العالم املعاصر– (رؤية نقدية تحليلية)‪ ،‬مكتبة الدار‬
‫العربیة للكتاب ‪ ،‬القاھرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬ص ‪.00/00‬‬
‫‪ -3‬ھادي‪ ،‬نعمان الھیتي‪ ،4911 ،‬أدب األطفال ( فلسفته ‪ ،‬فنونه ‪ ،‬وسائطه)‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪ ،‬ص‪72.‬‬
‫‪ -4‬سمير‪ ،‬عبد الوهاب أحمد‪ ،0332 ،‬أدب األطفال (قراءة نظرية ونماذج تطبيقية)‪ ،‬دار املسيرة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪.41‬‬
‫‪ -5‬جميل‪ ،‬حمداوي‪ ،0342 ،‬األدب الرقمي (بين النظرية والتطبيق‪،( ،‬ج‪ ،4‬مؤسسة املثقف العربي استراليا‪،‬‬
‫ط ‪ ،4‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -6‬علي‪ ،‬الحديدي‪ ،4911 ،‬في أدب األطفال‪ ،‬مكتبة األنجلو املصرية‪ ،‬جيزة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.20‬‬
‫‪ -7‬عبد التواب‪ ،‬يوسف‪ ،4911 ،‬شعر األطفال‪ ،‬الهيئة املصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -8‬حسن‪ ،‬شحاتة‪ ،4991 ،‬أدب الطفل العربي دراسات وبحوث‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬ص ‪.044‬‬
‫‪ - 9‬محمد‪ ،‬مرتاض‪ ،4991 ،‬من قضایا أدب األطفال(دراسة تاريخية فنية)‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬د ط‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -10‬بيان‪ ،‬الصفدي‪ ،0331 ،‬شعر األطفال في الوطن العربي (دراسة تاريخية نقدية)‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫سوريا‪ ،‬ط‪ ،4‬ص ‪.444‬‬
‫‪ -11‬أحمد‪ ،‬أبو سعد‪ ،4910 ،‬أغاني ترقيص األطفال عند العرب (من الجاهلية حتى نهاية العصر األموي)‪،‬‬
‫دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،0‬ص‪.04‬‬
‫‪ -12‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪.00‬‬
‫‪ -13‬أنيس‪ ،‬فريحة‪ ،4941 ،‬حضارة في طريق الزوال (القرية اللبنانية )‪ ،‬منشورات كلية العلوم واالداب‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،4‬ص ‪.490/490‬‬
‫‪ -14‬أحمد‪ ،‬أبو سعد‪ ،‬أغاني ترقيص األطفال عند العرب‪ ،‬ص‪. 19‬‬
‫‪ -15‬محمد السيد‪ ،‬حالوة‪ ،0333 ،‬األدب القصص ي للطفل) مضمون اجتماعي نفس ي(‪ ،‬مؤسسة حورس‬
‫الدولية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -16‬ھادي‪ ،‬نعمان الھیتي ‪ ،‬أدب األطفال (فلسفته ‪ ،‬فنونه ‪ ،‬وسائطه)‪ ،‬ص ‪.400‬‬
‫‪ -17‬إسماعيل‪ ،‬عبد الفتاح عبد الكافي‪ ،0331 ،‬القصص وحكايات الطفولة (دراسة علمية وتحليلة‬
‫ونقدية)‪ ،‬مركز االسكندرية للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -18‬عزیزة‪ ،‬مریدن‪ ،4911 ،‬القصة الشعریة في العصر الحدیث – دار الفكر املعاصر‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪.13‬‬
‫‪ -19‬محمد‪ ،‬مرتاض‪ ،‬من قضايا أدب األطفال‪ ،‬ص ‪..49‬‬
‫‪ -20‬يوسف‪ ،‬حسن نوفل‪ ،4999 ،‬القصة وثقافة الطفل‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص‪21‬‬

‫‪160‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫‪ -21‬إسماعيل‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،0333 ،‬أدب األطفال في العالم املعاصر( رؤية نقدية تحليلية)‪ ،‬ص‪. 64‬‬
‫‪ -22‬ماري‪ ،‬إلياس وحنان‪ ،‬قصاب‪ ،4991،‬املعجم املسرحي(مفاهيم ومصطلحات املسرح وفنون العرض)‪،‬‬
‫مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،4‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -23‬الجابري‪ ،‬حمدي‪ ،0333 ،‬مسرح الطفل في الوطن العربي‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫ص‪.43‬‬
‫‪ -24‬املرجع نفسه‪ :‬ص‪09‬‬
‫‪ -25‬جميل‪ ،‬حمداوي‪ ،‬األدب الرقمي بين النظرية والتطبيق )نحو املقاربة الوسائطية)‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫وتغير الوسيط)‪ ،‬مطبعة اليمامة‪،‬‬‫‪ -26‬إياد‪ ،‬الباوي وحافظ‪ ،‬الشمري‪ ،0344 ،‬األدب التفاعلي الرقمي (الوالدة ّ‬
‫بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬ط‪ ،4‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -27‬جميل‪ ،‬حمداوي‪ ،‬األدب الرقمي بين النظرية والتطبيق) نحو املقاربة الوسائطية(‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -28‬صفية‪ ،‬علية‪ ،0344/0341،‬آفاق النص األدبي ضمن العوملة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪،‬‬
‫قسم اللغة واالدب العربي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص ‪.493‬‬
‫‪ -29‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.443‬‬
‫‪ -30‬سميحة‪ ،‬خريس‪ ،0344،‬نكتب للطفل وكأنه نحن‪ ،‬مجلة الجوبة‪ ،‬السعودية‪ ،‬ع ‪ ،00‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -31‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ -32‬محمد فهيم‪ ،‬مصطفى‪ ،0330 ،‬الكتاب اإللكتروني وتنمية مهارات التفكير عند األطفال‪ ،‬مجلة التربية‪،‬‬
‫قطر‪ ،‬ع ‪ ،412‬ص‪. 277‬‬
‫‪ -33‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ -34‬ياسر‪ ،‬الصاوي‪ ،0331،‬إدارة املعرفة وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬دار السحاب للنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬ص ‪.401‬‬
‫‪ -35‬أحمد فضل‪ ،‬شبلول‪ ،0333 ،‬أدباء اإلنترنت أدباء املستقبل‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.91/92‬‬
‫‪ -36‬زهور‪ ،‬كرام‪ ،‬ورقة قدمت في املؤتمر العربي األول للثقافة الرقمية في طرابلس (مارس‪ ) 2007.‬الرابط‬
‫‪ arab-ewriters.over-blog.net‬بتاريخ‪ 02 :‬ديسمبر ‪ ،0303‬على الساعة ‪.03:41‬‬
‫‪ -37‬أحمد فضل‪ ،‬شبلول‪ ،‬التقنيات الرقمية وتحقيقها لغايات أدب األطفال اإلسالمي د راسة وتقويم لعدد من‬
‫النماذج‪ ،‬مقال متوفر عبر الرابط ‪ www.adabislami.org/magazine :‬بتاريخ‪ 03 :‬ديسمبر ‪ ،0303‬على‬
‫الساعة ‪.40:11‬‬
‫ّ‬
‫‪ -38‬رشيد‪ ،‬وديجي‪ ،0341 ،‬رهان القصة الرقمية‪ ،‬مجلة العاصمة‪ ،‬الهند‪ ،‬املجلد ‪ ،43‬ص ‪.431‬‬
‫‪ -39‬قصة الكابتن كريم وقطار الحكايات‪( :‬قصة تفاعلية) على الرابط ‪:‬‬
‫‪ .http://www.captainkarimqitaralhekayat.com/captainkarimqitaralhekayat.com‬بتاريخ‪02 :‬‬
‫ديسمبر ‪ ،0303‬على الساعة‪.00:43 :‬‬

‫‪161‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫‪ -40‬مدونة حمزة قريرة على الرابط‪ https://www.litartint.com :‬بتاريخ‪ 02 :‬ديسمبر ‪ ،0303‬على الساعة‬
‫‪.00:14‬‬
‫‪ -41‬فاطمة‪ ،‬البريكي‪ ،0332 ،‬مدخل إلى األدب التفاعلي‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء املغرب‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫ّ‬
‫‪ -42‬خديجة‪ ،‬باللودمو‪ ،0341/0341،‬األدب الرقمي العربي املوجه لألطفال د راسة في املنجز النقدي‪،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬ص ‪.400‬‬
‫‪43 -https://www.youtube.com/watch?v=EdRg2D7W57c, 28/12/2020 ; 22 : 35.‬‬

‫‪ -44‬سعيد‪ ،‬يقطين‪ ،0334 ،‬من النص إلى النص املترابط‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪،‬‬
‫ط‪ ،4‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -45‬فاطمة‪ ،‬البريكي‪ ،‬مدخل إلى األدب التفاعلي‪ ،‬ص ‪99‬‬
‫املوجه لألطفال دراسة في املنجز النقدي‪ ،‬ص ‪409/401‬‬ ‫‪ -46‬خديجة‪ ،‬باللودمو‪ ،‬األدب الرقمي العربي ّ‬

‫قائمة املصادر واملراهع‪:‬‬


‫‪, 28/12/2020 ; 22 : 35.https://www.youtube.com/watch?v=EdRg2D7W57c .4‬‬
‫‪ .0‬أحمد فضل‪ ،‬شبلول‪ ،0333 ،‬أدباء اإلنترنت أدباء املستقبل‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ .0‬أحمد فضل‪ ،‬شبلول‪ ،‬التقنيات الرقمية وتحقيقها لغايات أدب األطفال اإلسالمي د راسة وتقويم‬
‫لعدد من النماذج‪ ،‬مقال متوفر عبر الرابط ‪ www.adabislami.org/magazine :‬بتاريخ‪03 :‬‬
‫ديسمبر ‪ ،0303‬على الساعة ‪.40:11‬‬
‫‪ .1‬أحمد‪ ،‬أبو سعد‪ ،4910 ،‬أغاني ترقيص األطفال عند العرب (من الجاهلية حتى نهاية العصر‬
‫األموي)‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.0‬‬
‫‪ .4‬أحمد‪ ،‬زلط‪ ،4991 ، ،‬أدب الطفولة بين كامل الكیالني ومحمد الھراوي (دراسة تحليلية ناقدة)‪،‬‬
‫دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ،‬دط‪.‬‬
‫‪ .2‬إسماعيل‪ ،‬عبد الفتاح عبد الكافي‪ ،0331 ،‬القصص وحكايات الطفولة (دراسة علمية وتحليلة‬
‫ونقدية)‪ ،‬مركز االسكندرية للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،‬دط‪.‬‬
‫‪ .1‬إسماعیل‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،0333 ،‬أدب األطفال في العالم املعاصر– (رؤية نقدية تحليلية)‪ ،‬مكتبة‬
‫الدار العربیة للكتاب ‪ ،‬القاھرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ .1‬أنيس‪ ،‬فريحة‪ ،4941 ،‬حضارة في طريق الزوال (القرية اللبنانية )‪ ،‬منشورات كلية العلوم‬
‫واالداب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.4‬‬

‫‪162‬‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪-042‬‬
‫مجلـة النص‬
‫‪064‬‬

‫وتغير الوسيط)‪ ،‬مطبعة‬ ‫إياد‪ ،‬الباوي وحافظ‪ ،‬الشمري‪ ،0344 ،‬األدب التفاعلي الرقمي (الوالدة ّ‬ ‫‪.9‬‬
‫اليمامة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫بيان‪ ،‬الصفدي‪ ،0331 ،‬شعر األطفال في الوطن العربي (دراسة تاريخية نقدية)‪ ،‬وزارة الثقافة‪،‬‬ ‫‪.43‬‬
‫دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫الجابري‪ ،‬حمدي‪ ،0333 ،‬مسرح الطفل في الوطن العربي‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.44‬‬
‫ط‪.4‬‬
‫جميل‪ ،‬حمداوي‪ ،0342 ،‬األدب الرقمي(بين النظرية والتطبيق (‪،‬ج‪ ،4‬مؤسسة املثقف العربي‬ ‫‪.40‬‬
‫استراليا‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫حسن‪ ،‬شحاتة‪ ،4991 ،‬أدب الطفل العربي دراسات وبحوث‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.40‬‬
‫مصر‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫ّ‬
‫خديجة‪ ،‬باللودمو‪ ،0341/0341،‬األدب الرقمي العربي املوجه لألطفال د راسة في املنجز‬ ‫‪.41‬‬
‫النقدي‪،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬ص ‪.400‬‬
‫القصة الرقمية‪ ،‬مجلة العاصمة‪ ،‬الهند‪ ،‬املجلد ‪.43‬‬‫ّ‬ ‫رشيد‪ ،‬وديجي‪ ،0341 ،‬رهان‬ ‫‪.44‬‬
‫زهور‪ ،‬كرام‪ ،‬ورقة قدمت في املؤتمر العربي األول للثقافة الرقمية في طرابلس (مارس‪) 2007.‬‬ ‫‪.42‬‬
‫الرابط ‪ arab-ewriters.over-blog.net‬بتاريخ‪ 02 :‬ديسمبر ‪ ،0303‬على الساعة ‪.03:41‬‬
‫سعيد‪ ،‬يقطين‪ ،0334 ،‬من النص إلى النص املترابط‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫‪.41‬‬
‫املغرب‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫سميحة‪ ،‬خريس‪ ،0344،‬نكتب للطفل وكأنه نحن‪ ،‬مجلة الجوبة‪ ،‬السعودية‪ ،‬ع ‪.00‬‬ ‫‪.41‬‬
‫سمير‪ ،‬عبد الوهاب أحمد‪ ،0332 ،‬أدب األطفال (قراءة نظرية ونماذج تطبيقية)‪ ،‬دار املسيرة‬ ‫‪.49‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫صفية‪ ،‬علية‪ ،0344/0341،‬آفاق النص األدبي ضمن العوملة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬ ‫‪.03‬‬
‫الدكتوراه‪ ،‬قسم اللغة واالدب العربي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫عبد التواب‪ ،‬يوسف‪ ،4911 ،‬شعر األطفال‪ ،‬الهيئة املصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪.‬‬ ‫‪.04‬‬
‫عزیزة‪ ،‬مریدن‪ ،4911 ،‬القصة الشعریة في العصر الحدیث – دار الفكر املعاصر‪ ،‬ط‪.4‬‬ ‫‪.00‬‬
‫علي‪ ،‬الحديدي‪ ،4911 ،‬في أدب األطفال‪ ،‬مكتبة األنجلو املصرية‪ ،‬جيزة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫‪.00‬‬
‫فاطمة‪ ،‬البريكي‪ ،0332 ،‬مدخل إلى األدب التفاعلي‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء املغرب‪،‬‬ ‫‪.01‬‬
‫ط‪.4‬‬
‫قصة الكابتن كريم وقطار الحكايات‪( :‬قصة تفاعلية) على الرابط ‪:‬‬ ‫‪.04‬‬
‫‪ .http://www.captainkarimqitaralhekayat.com/captainkarimqitaralhekayat.com‬بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 02‬ديسمبر ‪ ،0303‬على الساعة‪.00:43 :‬‬
‫ماري‪ ،‬إلياس وحنان‪ ،‬قصاب‪ ،4991،‬املعجم املسرحي(مفاهيم ومصطلحات املسرح وفنون‬ ‫‪.02‬‬
‫العرض)‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.4‬‬

‫‪163‬‬
‫مجلـة النص‬
‫املجلد‪/ 80‬العدد ‪/ 80‬السنة‪ / 2822‬ص ‪064 -042‬‬

‫محمد السيد‪ ،‬حالوة‪ ،0333 ،‬األدب القصص ي للطفل) مضمون اجتماعي نفس ي(‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪.01‬‬
‫حورس الدولية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫محمد فهيم‪ ،‬مصطفى‪ ،0330 ،‬الكتاب اإللكتروني وتنمية مهارات التفكير عند األطفال‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.01‬‬
‫التربية‪ ،‬قطر‪ ،‬ع ‪.412‬‬
‫محمد‪ ،‬مرتاض‪ ،4991 ،‬من قضایا أدب األطفال(دراسة تاريخية فنية)‪ ،‬ديوان املطبوعات‬ ‫‪.09‬‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫مدونة حمزة قريرة على الرابط‪ https://www.litartint.com :‬بتاريخ‪ 02 :‬ديسمبر ‪ ،0303‬على‬ ‫‪.03‬‬
‫الساعة ‪.00:14‬‬
‫ھادي‪ ،‬نعمان الھیتي‪ ،4911 ،‬أدب األطفال ( فلسفته ‪ ،‬فنونه ‪ ،‬وسائطه)‪ ،‬الهيئة املصرية العامة‬ ‫‪.04‬‬
‫للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫ياسر‪ ،‬الصاوي‪ ،0331،‬إدارة املعرفة وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬دار السحاب للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.00‬‬
‫الكويت‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫يوسف‪ ،‬حسن نوفل‪ ،4999 ،‬القصة وثقافة الطفل‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر ‪.‬‬ ‫‪.00‬‬

‫‪164‬‬

You might also like