Professional Documents
Culture Documents
دور المتحف في تاصيل ثقافة الطفل العربي في مواجهة الاغتراب الثقافي
دور المتحف في تاصيل ثقافة الطفل العربي في مواجهة الاغتراب الثقافي
يلعب المتحف دورًا هامًا في تأصيل ثقافة الطفل من خالل التعريف بمقتنياته التراثية
المتنوعة ،ومن خالل طرق واساليب التربية المتحفية المتمثلة في الورش الفنية والندوات
والمحاضرات والعروض التقديمية التي تشرح وتوضح باسلوب مؤثر وشيق ومبسط في نفس
الوقت الكثير من المعلومات والمفاهيم والمضامين الثقافية المتعلقة بالمعروضات المتحفية ،كما
يلعب المتحف دورًا تعليميًا وتثقيفيًا رائدًا من خالل تنمية الثقافة البصرية والمدركات الحسية
والعقلية والوجدانية عند الطفل ،وذلك بإتاحة الفرصة للمعرفة والتعلم واالكتشاف والتجريب
والتعرف على ثقافته المميزة .وتعد التربية المتحفية وسيلة هامة للتعلم والمالحظة والنقد
والتحليل والتعرف على الثقافات المختلفة ،باالضافة الى االعتزاز بثقافته الخاصة وتكوين
اتجاهات ايجابية نحوها.
ويصبح للتربية المتحفية دورًاهامًا وفعاًال في تكوين الوعي المعرفي و الثقافي عند الطفل
خاصة في ظل التغير الثقافي العالمي المتالحق والذي يمتد في ظل العولمة الى التنميط الثقافي
للعالم وتغييبه واغترابه تمهيًد ا لجعله قرية كونية واحدة تابعة لمفاهيم الكوكبة والهيمنة والتبعية
الثقافية كل ذلك يؤثر بال شك على ثقافة الطفل باعتبارها كيان متكامل في مرحله التكوين يتبلور
وينشأ من خالل التراكم الجمالي والمعرفي والثقافي الممتد الى أصوله الحضارية والثقافية
المتمثلة في مضامين منجزات فنون الحضارات القديمة ومقتنيات المتاحف والتي تمثل منظومة
الوعي الجمالي والثقافة االبداعية لألمة باعتبارها مصدرًا من مصادر الخصوصية الثقافية
المتجسدة في الفن والتي يمكن من خالل تقديمها للطفل تحرير واتساع آفاق ثقافته وتأصيل
هويته في مواجهة االغتراب الثقافي .
يقول "حامد عمار" (:يمضي بنا االبداع الى رؤى جديدة نصنع من خاللها هويتنا
كمانريدها نحن بإبداعتنا ال كما يريدها لنا غيرنا ).
ال شك ان المتحف من اهم الوسائل لنقل الثقافة و تكوين الوعي الفني و ارهاف الحس و
تنمية الثقافة البصرية باإلضافة الى تأصيل القيم و رسم معالم الهوية الثقافية للطفل .
وال يعني تأصيل ثقافة الطفل أو الحفاظ عليها التشبث بمنطلقات التراث واالكتفاء بها
باعتبارها الحصن الحصين ضد تداعيات العولمة او اعتبارها الينابيع والمصادر الوحيدة
المطلقة لثقافة الطفل ,ذلك أن الطفل شئنا أم ابينا متعرض المحالة لمعطيات االغتراب الثقافي
بكل تداعياتها وتقنياتها التكنولوجية و االلكترونية التي الغت الحدود والحواجز واختزلت الزمن
في صور مصدرة .
والطفل مستقبل ايضا لثقافة العولمة الوافدة المتجسدة في كل المنتجات االبداعية التي
تؤصل لالغتراب الثقافي والتبعية الثقافية ،بدءا من من ماليين افالم االطفال الكارتون المصدرة
وانتهاء بماليين افالم العنف الموجهة والتي تتضمن بداخلها الكثير من المضامين المستوردة
والهادمة لبعض القيم االيجابية عند الطفل .
لذلك فان خطر االغتراب الثقافي على الطفل ال يكمن في وجوده او عدم وجوده فهو
موجود بالفعل ومؤثر بالفعل ولكن يكمن الخطر في استقباله بطريقة أحادية الجانب بمعنى ترك
الطفل للتعرض لتداعياته وافرازاته الثقافية و الفنية وأخذها كمسلمات غير قابلة للنقد او
المراجعة و فرضها من خالل المؤسسات الثقافية واإلعالمية المحلية او االستسالم لمقولة أن
العالم تحول الى قرية كونية واحده ولن تستطيع الثقافة التقليدية الصمود امام هذه الثقافة الوافدة
المسلحة بالثورة التكنولوجية المتطورة والقادرة على االختراق الثقافي لألمة .
ولكن خطر هذه الرؤية في االنفتاح غير المقنن و غير المنضبط على الثقافة الوافدة بما
يحمله من التاثير السلبي على ثقافة الطفل وانسالخ من هويته الذاتية ونشاته منبهرا باآلخر على
اعتبار أن اآلخر هو نموذج التقدم الوحيد في العالم .
ويلعب المتحف دورًا هاما في تكوين الوعي لدي الطفل بالنموذج الثقافي المعرفي ؛
او بمعنى ادق النماذج الثقافية المعرفية العديدة النابعة من ثقافته االصلية الضاربة بجذورها في
اعماق التاريخ بدا من الفنون المصرية القديمة ومرورًا بالقبطية واالسالمية والمعاصرة المحلية
وعلى هذا ينبغي تكوين الوعي لدى الطفل بثقافته على مر التاريخ مما يؤثر ايجابيًا في
اعتزاز الطفل بتراثه واحترامه والحفاظ عليه وتكوين ثقافة الطفل من خالل منظومة الوعي
بالذات الحضارية .
ومن الجدير بالذكر أن احد أهم أهداف التربية الفنية المعاصرة ينص على" االهتمام بالتراث
والمحافظة عليه ونقله وتطويره"
واليوم نحن في اشد االحتياج لالهتمام بالتراث وتأصيله داخل ثقافة الطفل خاصة في ظل هيمنة
الثقافة الغربية على الثقافات المحلية في ما يعرف بمصطلح أيديولوجية التبعية واالغتراب
الثقافي والتي من شأنها تفكيك أواصر االنتماء القومي للثقافة المحلية في ما يعرف بمصطلح
"العولمة الثقافية".
يقول السيد يس ¹ 2001":يقصد بالعولمة الثقافية خلق ثقافة عالمية وفرض اذواق واحدة
عن طريق سوق استهالكية عالمية تغير من العادات المحلية وهنا تثار المخاوف من تهديد هذه
الثقافة العالمية للخصوصيات الثقافية ومن هنا تأتي أهمية تأصيل ثقافة الطفل العربي في مجال
التفاعل مع تجليات العولمة .
يذكر شوقي جالل " : 1998نريد تحوًال حضاريًا نتجاوز به أنفسنا من منطلق قبول
تحدي الهيمنة باسم العولمة من خالل اإلنتاج اإلبداعي بوجهيه المادي (التقني) و المعنوي
( الفكري و الثقافي ) الذي يدعم ويرسخ ثقافة االبتكار هكذا نصون الهوية التي هي فعل
االجتماعية في الزمان وهذا هو ما يحدد من نكون.
كما يذكر "عبد الواحد علواني : )²(" 1997إن ثقافة الطفل تشكل الجانب األكثر إثارة والذي
يختزل الثنائيات اإلشكالية المتداولة مثل األصالة والمعاصرة الماضي والحاضر التراث
والتجديد االتباع واإلبداع ثقافة الطفل ضمان تمثله لهويته وارتباطه بأسالفه وإدراك لتاريخه
وكذلك بوابه االنطالق للتخطيط للمستقبل .
واالغتراب الثقافي يؤثر سلبًا على تكوين الهوية الثقافية الذاتية للطفل في ظل غياب
الوعي الجمالي بتراثه المتحفي وثقافته اإلبداعية وفي ظل هيمنة الثقافة الغربية على ثقافة الطفل
والتي تستبطن بداخلها صور و خلفيات ومضامين بعيدة كل البعد عن المضامين الذاتية الثقافية
لفنوننا' والتي تتجسد في مقتنيات المتاحف التراثية ،وانشطة التربية المتحفية كبيئة تعليمية
تؤصل لثقافة الطفل .
واالغتراب الثقافي يمكن ان يسهم في التشويش على هوية الطفل إذا تركنا الطفل نهبا له
بما يتضمنه من سلبيات كالعنف والجنس باإلضافة إلى االستعالء الثقافي الذي يؤثر سلبًا لدي
الطفل األحساس بالنقص ،وبالطبع ال يمكن عزل الطفل عن التيارات الثقافية الوافدة فأطفال
اليوم بارعين في استخدام التكنولوجيا ووسائل االتصال واالنترنت والقنوات الفضائية التي تقدم
لهم كل ما هو مستورد ودخيل فليس تبني الكامل لهذه الثقافة الوافدة هو سبيل التقدم وإنماتكوين
الوعي عند الطفل بالخصوصية الثقافية المتمثلة في التراث الثقافي .
وعلى ذلك يمكن ان يصبح المتحف احد أهم أشكال حفظ الكيان الثقافي للطفل وإعطاءه
التوازن الداخلي بتعبيره عن الذاتية الثقافية كما يمكن أن يلعب المتحف دورًا هامًا في بلوره
وتكوين هوايات الطفل بما يعبر عنه من قيم ومضامين جمالية و بما يتضمنه من محتوى تعبير
ثقافي يمكن أن يسهم في تعزيز الهوية لدي الطفل واثراء ها من خالل رؤية خاصة متميزة نابعة
من هويته الثقافية المحلية مما يسبب إحداث أثرايجابي مباشر على اتجاهات األطفال الثقافية .
.
¹عبد الواحد علواني : 1997ثقافة الطفل واقع و آفاق ،دمشق ،دار الفكر ،ص.١٣
²شوقي جالل : 1998تنمية ثقافية ام تحول حضاري ،القاهرة ،المجلس األعلى للثقافة ص
٦٥٤
وعلى ذلك يمكن أن يصبح المتحف أحد أهم أشكال حفظ الكيان الثقافي للطفل ضد
اإلغتزاب الثقافي المصدر ،وذلك من خالل توفير التوازن الوجداني للطفل بتعبيره عن القيم
الثقافية من خالل التراث ،وبذلك يصبح الفن وسيطًا وجدانيًا يمكن أن يلعب دورًا هامًا في تكوين
االتجاهات اإليجابية نحو القيم الثقافية وما تحتويه من مضامين تسهم في تأصيل هذه القيم
اإليجابية وفي نفس الوقت تكوين إتجاهًا إيجابيًا لدى الطفل نحو ثقافته وتاريخه .
ومن خالل أنشطة التربية المتحفية يمكن تأصيل ثقافة الطفل من خالل التفاعل اإلبداعي والتعبير
الفني عن محتويات المتحف الطفل وذلك لتكوين الوعي لدى الطفل بالقيم الثقافية ،وإبراز دور
المتحف في تأصيل وابراز الطاقات الكامنة عند الطفل وتوجيهها نحو اكتساب المعرفة والثقافة .
ومن خالل ممارسة الفن ،على اعتبار أن الفن يخاطب وجدان الطفل ويعبر من خالله
عن اتجاهاته القيمية يمكن أن يكون قيم ثقافية واجتماعية تؤّصل بداخله ويؤمن بها من خالل
تنمية قدراته اإلدراكية والحسية والمعرفية بمقتنيات المتحف ،كما يمكن أيضًا أن تصبح
اتجاهات خاصة بالطفل للتعبير الفني تتيح له فرصة التعرف من خالل الفن على قيم ثقافية
واجتماعية مستمدة من فنون الحضارات ،يمكن أن تكون حاضرة في سلوكياته باعتبارها هدف
مجتمعي يسعى لتحقيقه.
أهمية دور المتحف كوسيط ثقافي في تأصيل الهوية الثقافية عند الطفل:
يلعب الفن دورًا محوريًا هامًا في تأصيل القيم األخالقية عند الطفل باعتباره وسيطًا
ثقافيًا يصل الطفل بأفاق متسعة من الرؤى الحضارية اإلبداعية ،وباعتبار الفن أيضًا أداة إبداعية
لتفريغ طاقات األطفال الوجدانية ووسيلة لشحذ هذه الطاقات.
ومن خالل ممارسة الطفل للفن يمكن العمل على تنمية اتجاهاته نحو تبني القيم
األخالقية (قبول األخر -الحب -السالم) مما ينمي لدى الطفل استيعابه أبجديات رفض العنف،
وتبني منظومة قيم االختالف والتنوع الثقافي ،وقيم الحب لآلخرين ،وقيم العيش في سالم مع
األخر.
ومن خالل ممارسة الطفل للفن داخل إطارانشطة التربية المتحفية يغرس في وجدانه
بذور احترام ثقافته والتعبير عنها وإعادة تكوين وعي ثقافي قيمي لديه ،وإعادة بناء رؤية جديدة
نحو ثقافة اآلخر ،من أجل إحالل واقع أكثر إنسانية وتأصيل هذه الرؤية في وجدان الطفل من
خالل تعبيره الفني ،وذلك حتى تصل إلى مستوى أن تصبح اتجاه قيمي عند الطفل وذلك من
منطلق تأصيل القيم الثقافية لدى الطفل.
إن ممارسة الفن تعني نشاط مبدع يمكن أن يحمل معان معرفية واسعة ،والفن له مكانة
خاصة عند الطفل يمكن من خالله أن يستمتع ويعبر عما يجول بداخله من أفكار ،والفن يمكن أن
يجعل الطفل يرتبط بكل ما يحيط به من ثقافة ،كما يمكن ربطه بالكثير من عناصر البيئة
التعليمية داخل المتحف من خالل الفن.
والتراث المتحفي يعتبر لون من ألوان الثقافة البصرية ذات التأثير المتميز في الطفل لما
له من خاصية التفاعل سواء من خالل تقديم الفن للطفل وتذوقه أو تعبير الطفل عن الفن
وإبداعه ،ويرتبط الفن بالتسلية والمتعة من جانب كما يرتبط بالثقافة ونظرية الغرس الثقافي من
جانب أخر.
والمتحف يربط الطفل بثقافته وقيمة ويستثير مشاعره وانفعاالته وينمي لديه موهبة
التذوق ،كما ينمى ثقافته البصرية يمكن للمتحف أن يكسب الطفل الكثير من القيم الجمالية
واألخالقية والثقافية من خالل عرض المقتنيات المتحفية عليه وشرح محتواها لتفسير نماذج
األعمال الفنية المعبرة عن القيم الحضارية للطفل ،ثم تعبيره عنها من خالل اللغة البصرية لغة
التعبير الفني.
ويعتبر المتحف مصدرًا من مصادر تكوين االتجاهات الثقافية القيمية لدى الطفل
باعتباره يسمح بتكوين مساحة معرفية تتحرك من خاللها ملكات الطفل وتصبح نقطة البدء في
تنمية خبراته الفنية والثقافية ،والمتحف يعتبر مصدر إلهام ال ينضب يمكن أن يثري تجربة
الطفل بما يتضمنه من قيم جمالية تمتاز باألصالة تبهر الطفل وتجذبه وقيم ثقافية يمكن أن
تؤصل لديه القيم األخالقية المرغوب غرسها في وجدانه ،كما تجعله عندما يمارس الفن يبحث
في مخزونه البصري عن أشكال يتخذها أداة التعبير في الفن وهي ال شك األشكال التي تم
اختزانها في ذاكرته البصرية.
يقول "نبيل الحسيني" :والقيم تعتبر من الموضوعات المجازية الغير ملموسة والغير
مجسدة ،ومن حسن الحظ أن الطفل يمكنه أن يفكر بصريًا ،ويعبر عن المعاني المجازية من
خالل رموز وتعبيرات بصرية ،كما أنها يمكن أن تتميز بحيوية التعبير حيث يختزن الطفل
العديد من الصورة في ذاكرته البصرية والتي تمتزج بمشاعره ووجدانه ورؤيته الخاصة
ومالمح التعبير المرتبطة بخصائص رسوم األطفال فيتسع تعبيره الفني ،وتتاح له الفرصة
لتناوله من زوايا متنوعة ،غالبًا ما تؤثر الثقافة كفكرة أو تصور في نوعية التعبير الفني ،فتتدخل
الثقافة كعامل هام الختيار نوعية األشكال المرسومة والمصورة ،بل وتحدد الثقافة كفكر هذه
األشكال المرسومة ،وغالبًا ما تعمل الثقافة كفكر في األعماق والجذور أو تحت السطح"(.نبيل
الحسيني)270-269 :
وتذكر "وفاء إبراهيم"" :اهتم علماء النفس والتربية باتخاذ الفن نقطة رئيسية تكشف عن
ذكاء الطفل أو عن اضطراباته المعرفية أو عن شخصيته ثم تمهد الطرق لتنمية األبعاد الثقافية
(وفاء إبراهيم)11 :1997 ، واالجتماعية والقيمية".
والفن المتحفي يمثل مخزون لمنجزات الوعي الحضاري وهو يتميز بوجود إبداعي
خاص ومتدفق يمثل ميراث غني للرؤية والتذوق والتعبير الفني.
والفن يتضمن بداخله الكثير من القيم الثقافية التي تنعكس في صورة رموز ومضامين
جمالية و فكرية متجسدة في صور فنية تراثية ،واستيعاب الطفل لهذه الرموز والمضامين
الثقافية والتعايش معها واستلهامها والتعبير عنها ينمي إدراكه التصوري عنها ،ذلك الذي ينطبع
بداخله ويصبح بمثابة أحد مكونات القيم لديه.
وبالنسبة للطفل فإن المتحف يحمل الكثير من اإلبداع المحمل بالقيم الثقافية ،كما يتضمن
قوة رمزية تجذب انتباه الطفل وتجذب مشاعره وتثير وجدانه الخصب.
كما تكشف البيئة التعليمة داخل المتحف عن ثقافة المجتمع وعن ذاتيته المتميزة وعن
المعاني الرمزية المكونة للقيم بداخله ...وهي متسعة األبعاد ومتنوعة الرؤى وفقًا لمستوى رؤية
المتلقي ووفقًا للمحتوى التعبيري الذي ينعكس في الفن بما يتضمنه من لغة فريدة هي لغة
الرموز التي تعتبر نوع من التمثيل غير المباشر لألفكاروالقيم الثقافية.
والفن داخل المتحف يعتبر أساس كل تصور يقوم على الخبرة الجمالية وعلى أساس
إبداع الصور والرموز والرسوم وهو بذلك لغة للتواصل تحظى بتأثير قوى عند الطفل لما لها
من مظهر مركب ينطوي على عناصر جمالية إبداعية (كاللون والخط والمساحة والشكل
واألرضية) كما يشمل الفن األنماط القيمية الجمالية بشكل عام.
وتنطوي فنون الحضارات على عناصر فكرية وثقافية عميقة ومعقدة يمكن أن تبسط
عند تقديمها للطفل في سياق مترابط ومتسق ،بحيث تقدم له في صورة (حكاية) في صياغة
لألفكار وعرض للشكل الفني مواز للحكاية ،مما يهيأ للطفل رؤية كلية شاملة تسهم في بلورة
فكرة عن مضمون الثقافة المراد التعبير عنها.
هذا باإلضافة إلى ما يتمتع به الفن من طاقة بصرية جمالية تستوعب األفكار وتعبر
عنها بصريًا ،وهو ما يربطها بروح الثقافة العامة للمجتمع وأشكال الحياة فيه.
ويسهل من خالل ممارسة الفن داخل المتحف تأصيل ثقافة الطفل وذلك ألن الثقافة
ترتبط بالمشاعر والوجدان ،تمامًا مثلما يرتبط الفن بالمشاعر والوجدان.
ا ل ث ق ا ف ي ة ا ل ه و ي ة ت أ ص ي ل ا أل و ل : ا ل م ح و ر
م ي ق أ-
ة م ا ع
ه ه و و ال ء ه أل م ت اط بوطن ا ء و ا ال ر ت ب ا ال ن ت م -1
وحضارتها.
اح ترام الرواب ط القومي ة ،وتماس ك ال روح -2
الوطنية.
ة ا أل م د وتقالي ادات ع على اظ الحف -3
واحترامها.
ة ر ا أل م ة بين عناص روح الوطني ك ال تماس -4
واحترامها.
المواطن ة والع دل والمس اواة تج اوز الح واجز بين األف راد (الع رق ،الل ون، -5
الثقافة ،الدين)
ار ل إط وع داخ ط المجتمعي (التن التراب -6
الوحدة).
اركة اءات والمش باب والكف التمكين للش -7
الفعالة.
ثقاف ات واح رام الثقافي ة ال ذات تق دير -8
ا آل خ ر .
ت ر ا ب ا ال غ ة م ق ا و م -9
ا ل ث ق ا ف ي .
ا ال ع ت ز ا ز ب ع و ر ا ل ش -10
ب ث ق ا ف ة .
تركة بين انية المش ت ر ا م ا ل ق ي م ا إل ن س اح -11
الثقافات.
ة الثقافي ايير والمع النظم ب تزام ا ال ل -12
للمجتمع.
ل و ت ق ب ا ف ي ا ل ث ق و ا ر ا ل ح -13
ا أل خ ر .
ا ل ح ف ا ظ ع ل ى ا ل خ ص و ص ي ة ا ل ث ق ا ف ي ة و ا ال ع ت ز ا ز -14
بها.
ة رامج التنمي ة في ب اركة المجتمعي المش -15
الثقافية.
مقاوم ة العولم ة الثقافي ة ومح و الهوي ات ورفض ت رويج الص ور -16
النمطية .
تأص يل قيم الحري ة الثقافي ة (حري ة المعتق د – حري ة ال رأي – حري ة التعب ير -17
اإلبداعي )
المراجع :
1-حامد عمار :1998نحو تجديد تربوي ثقافي ,القاهرة ,الدار العربية للكتاب ,ص 33
³السيد احمد المخزنجي : 1988شخصية الطفل و ثقافته ،وزارة الثقافة ،المسابقة لسنوية
لالبداع ،القاهرة ص١٦٦
¹عبد الواحد علواني : 1997ثقافة الطفل واقع و آفاق ،دمشق ،دار الفكر ،ص.١٣
²شوقي جالل : 1998تنمية ثقافية ام تحول حضاري ،القاهرة ،المجلس االعلى للثقافة ص
٦٥٤