You are on page 1of 16

‫)‪Journal Of the Iraqia University 64-1(30-11) November(2023‬‬

‫‪ISSN(Print): 1813-4521 OnIine ISSN:2663-7502‬‬


‫‪Journal Of the Iraqia University‬‬
‫‪available online at: https://www.iasj.net/iasj/issue/2776‬‬

‫العوملة الثقافية وآثارها على اهلوية اإلسالمية‬


‫د‪ .‬سارة حممد صاحل احلسين‬
‫األستاذ املساعد يف كلية العلوم واآلداب جبامعة امللك خالد مبحايل عسري‬
‫‪Dr. Sarah Mohamed Al-Hasany Assistant Professor at the‬‬
‫‪College of Science and Arts at King Khalid University in‬‬
‫‪Mahayel Asir‬‬
‫‪salhusni@kku.edu.sa‬‬
‫‪DOI 10.58564/MABDAA.62.2.2023.396‬‬
‫املستخلص‪:‬‬
‫ظهر نظام عالمي جديد؛ يدعو إلى النظام الرأسمالي العالمي االستعماري ـ وهو صورة متطورة للهيمنة الغربية على العالم‪ ،‬ومحو الهويات‪ ،‬وإذابة‬
‫الثقافات‪ ،‬وتحطيم القيم‪ ،‬وهدم المبادئ‪ ،‬فقد تغلغلت العولمة في الواقع الحياتي وباتت تُفرض على المجتمعات في شتى المجاالت والمفاهيم وبأدوات‬
‫متعددة ومختلفة وتوصل هذا البحث إلى جملة من النتائج من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تهديد العولمة لمفاهيم وأصول العقيدة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬تهدف العولمة إلى تمزيق األمة اإلسالمية‪ ،‬واالعتداء على قيمها ومبادئها األصيلة‪ ،‬والدعوة إلى التخلي عنها‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬العولمة‪ ،‬الفكر‪ ،‬الهوية اإلسالمية‬
‫‪ABSTRACT‬‬
‫‪A new world order has emerged; It calls for the global colonial capitalist system - which is an advanced image‬‬
‫‪of Western hegemony over the world, erasing identities, dissolving cultures, destroying values, and‬‬
‫‪demolishing principles. Globalization has penetrated the reality of life and is being imposed on societies in‬‬
‫‪various fields and concepts and with multiple and different tools.This research reached a number of results,‬‬
‫‪the most important of which are: -- The threat of globalization to the concepts and principles of the Islamic‬‬
‫‪faith.- Globalization aims to tear apart the Islamic nation, attack its authentic values and principles, and call‬‬
‫‪for their abandonment.Keywords: globalization, thought, Islamic identity‬‬
‫املـقـدمة‬
‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪،‬‬
‫وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمداً عبده ورسوله‪ ،‬صلى هللا عليه‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬ومن تبعه إلى يوم الدين‪.‬وبعدفإن‬
‫تفكك االتحاد السوفيتي وسقوط النظام االشتراكي والذي كان يتقاسم الهيمنة مع الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أدى إلى ظهور نظام عالمي جديد؛‬
‫يدعو إلى النظام الرأسمالي وتبني فكرة النظام العالمي االستعماري ـ تحت ستار العولمة‪ ،‬والتي تمثل مرحلة متطورة للهيمنة الغربية على العالم‪،‬‬
‫فقد تغلغلت في الواقع الحياتي وباتت تُفرض على المجتمعات في شتى المجاالت والمفاهيم وبأدوات متعددة ومختلفة‪ ،‬مما حدى بنا األمر إلى‬
‫سرعة االستجابة في مواجهة هذه المشكلة‪ ،‬وإيجاد الحلول لها بما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا وثوابتنا وهويتنا وخصوصياتنا التي ال مجال فيها‬
‫للتغير أو الجدل حولها‪.‬‬
‫أهمية وأسباب الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬إن من متطلبات الدراسة في مرحلة الدكتوراه؛ دراسة مقرر الفرق الحاضر الثقافي؛ وبيان القضايا الثقافية المستجدة التي تواجه المجتمع‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وطرق التعامل معها‪ ،‬ومعالجة إشكالياتها‪ ،‬ومنها قضية العولمة وتأثيرها على الهوية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫‪ . 2‬لما للعولمة من خطر جسيم على المسلمين؛ إذ يظهر ذلك في سعيها الحثيث إلى محو الهويات‪ ،‬وإذابة الثقافات‪ ،‬وتحطيم القيم‪ ،‬وهدم المبادئ‪،‬‬
‫لذا ومن هذا المنطلق تبرز أهمية تكثيف الجهود في كشف عوارها‪ ،‬وبيان زيفها‪ ،‬ومواجهة عدوانها‪ ،‬والتحذير من مكرها‪.‬‬
‫بيان بطالن دعوى العولمة‪ ،‬وإبراز هدفها في تمزيق األمة اإلسالمية‪ ،‬واالعتداء على قيمها ومبادئها األصيلة‪ ،‬مما يتوجب على إثره‬ ‫‪.3‬‬
‫تبصير المسلمين ودعوتهم إلى التخلي عنها‪ ،‬وتحذيرهم من السقوط في وحلها‪ ،‬والضياع في دهاليزها المظلمة‪.‬‬
‫اهلدف من الدراسة‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إلى التعريف بالعولمة الثقافية والهوية اإلسالمية وبيان العالقة بينهما‪ ،‬مع تسليط الضوء على أهدافها ووسائلها‪ ،‬وبيان ايجابياتها‬
‫وسلبياتها وآثارها في الجانب الثقافي‪ ،‬والتنقيب عن طرق مواجهة أخطارها الفكرية والثقافية‪.‬‬
‫مشكلة وتساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫يعالج البحث مشكلة انصهار وذوبان الهوية اإلسالمية تحت ظل العولمة الثقافية‪ ،‬ويسعى البحث لبيان طرق مواجهة العولمة والحذر منها‪.‬‬
‫وقد حاولت في هذه الدراسة اإلجابة على التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫س‪ :‬ما معنى العولمة الثقافية؟‬
‫س‪ :‬ما معنى الهوية اإلسالمية؟‬
‫س‪ :‬ما هي أهداف العولمة‪ ،‬ووسائلها؟‬
‫س‪ :‬ما الفرق بين العولمة وعالمية اإلسالم؟‬
‫س‪ :‬ما هي اآلثار الناجمة عن العولمة الثقافية؟‬
‫س‪ :‬ما هي السبل التي تواجه بها العولمة الثقافية؟‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫اء من ناحية اقتصادية‪ ،‬أو اجتماعية‪ ،‬أو ثقافية‪ ،‬كما كانت هناك‬
‫كثرت الدراسات العلمية التي تحدثت عن العولمة في مختلف مجاالتها‪ ،‬سو ً‬
‫دراسات علمية تعرضت لدراسة العولمة وارتباطها بمناحي عدة في نواحي الحياة‪.‬وفيما يلي أعرض نماذجاً من هذه الدراسات إذ يتعذر استقصاءها‬
‫لكثرتها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مسؤولية المدرسة الثانوية في المحافظة على الهوية اإلسالمية في ظل العولمة الثقافية للباحث‪ :‬حسن عبد هللا القرني الجامعة المانحة‬
‫للدرجة‪ :‬الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬كلية الدعوة وأصول الدين‪ ،‬قسم التربية اإلسالمية ‪.‬فهذه الدراسة قد تعرضت لبيان أهمية المدرسة الثانوية‪ ،‬وخصائص‬
‫نمو هذه المرحلة‪ ،‬كما أبرزت األساليب التربوية في بناء الهوية اإلسالمية لدى طالب المرحلة الثانوية‪ ،‬وبينت أسسها ومقوماتها‪ ،‬وخصائصها‪،‬‬
‫وأهميتها من الناحية الدينية والنفسية واالجتماعية واالخالقية‪.‬وقد تتفق الدراسة السابقة مع الدراسة الحالية في التعريف بركائز البحث كمفهوم‬
‫العولمة الثقافية الهوية اإلسالمية‪ ،‬إال انها تختلف عنها في اختصاصها بالمرحلة الثانوية‪ ،‬وتركيزها على الجوانب التربوية المختلفة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬دور المدرسة في مواجهة التحديات الثقافية للعولمة‬
‫للباحث‪ :‬أبوطالب بن علي الحسني‪.‬الجامعة المانحة للدرجة ‪ :‬جامعة أم القرى ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬قسم التربية اإلسالمية فقد شرحت هذه الدراسة‬
‫مفهوم العولمة والثقافة‪ ،‬ووضحت العالقة بينهما‪ ،‬والقيم التي تنادي بها‪ ،‬ووضحت المقصود بالتحديات الثقافية للعولمة‪ ،‬ومجاالتها المختلفة‬
‫يميز هذه الدراسة هو تركيزها على بيان التحديات الثقافية للعولمة‪،‬‬
‫(الدينية‪ ،‬واألخالقية‪ ،‬والتربوية‪...‬وغيرها)‪ ،‬ودور المدرسة في مواجهتها‪.‬والذي ّ‬
‫والتفصيل الدقيق في مجاالت هذا التحدي‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫اتبعت في هذه الدراسة المنهج الوصفي التاريخي والنقدي التحليلي‪ ،‬حيث قمت بجمع ما استطعت من المراجع التي تحدثت عن العولمة أو الهوية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وما حصلت عليه من أقوال العلماء في الموضوع‪ ،‬ثم قمت بعرضها وتحليلها بأسلوب علمي موضوعي‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫سرت في البحث على الخطة التالية‪ :‬تقسيم الموضوع إلى مقدمة‪ ،‬وأربعة مباحث‪ ،‬وخاتمة‪ .‬المقدمة‪ :‬وتشمل على‪ :‬أهمية وأسباب الدراسة‪ ،‬الهدف‬
‫من الدراسة‪ ،‬مشكلة وتساؤالت الدراسة‪ ،‬الدراسات السابقة‪ ،‬منهج البحث‪ ،‬خطة البحث المبحث األول‪ :‬العولمة الثقافية‪ ،‬وفيه مطلبان‪:‬المطلب‬
‫األول‪ :‬التعريف بالعولمة‪.‬المطلب الثاني‪ :‬التعريف بالعولمة الثقافية المبحث الثاني‪ :‬الهوية اإلسالمية‪ ،‬وفيه مطلبان‪ :‬المطلب األول‪ :‬التعريف‬

‫‪191‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أهداف‬ ‫بالهوية‪.‬المطلب الثاني‪ :‬التعريف بالهوية اإلسالمية المبحث الثالث‪ :‬أهداف ووسائل العولمة الثقافية‪ ،‬وفيه مطلبان‪:‬‬
‫العولمة الثقافية‪.‬المطلب الثاني‪ :‬وسائل العولمة الثقافية المبحث الرابع‪ :‬العالقة بين العولمة الثقافية والهوية اإلسالمية‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪:‬المطلب‬
‫األول‪ :‬العولمة الثقافية وعالمية اإلسالم‪.‬المطلب الثاني‪ :‬آثار العولمة الثقافية على الهوية اإلسالمية‪.‬المطلب الثالث‪ :‬سبل مواجهة العولمة‬
‫الثقافيةالخاتمة‪ :‬وتشتمل على أهم النتائج‪ ،‬والتوصيات‪ ،‬والفهارس العلمية‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬العوملة الثقافية‬
‫املطلب األول‪ :‬التعريف بالعوملة‪.‬‬
‫شتق من العاَلم؛ فهي تَفاعل و ْانِفعال يقصد إلى جعل العاَلم واحدا في تَوج ِ‬
‫ُّهاته وأحواله الفكرية والثقافية‬ ‫المسألة‪ :‬أولى‪ :‬في اللغة‪:‬مصطلح العولمة ُم َّ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫العالم أي الكون‪2.‬وهذه الكلمة بهذه الصيغة الصرفية لم ترد في كالم العرب‪ ،‬والحاجة‬
‫واالقتصادية واالجتماعية وغيرها‪ .‬وكلمة "العولمة " نسبة إلى َ‬
‫‪1‬‬

‫المعاصرة قد تفرض استعمالها‪ ،‬وهي تدل على تحويل الشيء إلى وضعية أخرى ومعناها‪ :‬وضع الشيء على مستوى العالم‪ ،‬وأصبحت الكلمة‬
‫دارجة على ألسنة الكتاب والمفكرين في أنحاء الوطن العربي‪3.‬والعولمة ‪ Globalization‬كلمة إنجليزية ظهرت أوالً في الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫موجها‬
‫ً‬ ‫احدا‪،‬‬
‫عالما و ً‬
‫وتعني تعميم نمط من األنماط الفكرية والسياسية واالقتصادية على نطاق العالم كله‪ .‬فهي إذاً مصطلح يعني جعل العالم ً‬
‫‪4‬‬

‫بأن العولمة إذا صدرت من‬ ‫احدا في إطار حضارة واحدة‪ ،‬ولذلك قد تسمى الكونية أو الكوكبة‪ .‬ومن خالل المعنى اللغوي يمكن القول ّ‬
‫توجيها و ً‬
‫‪5‬‬
‫ً‬
‫بلد أو جماعة فإنها تعني‪ :‬تعميم نمط من األنماط التي تخص ذلك البلد أو تلك الجماعة‪ ،‬وجعله يشمل الجميع أي العالم كله‪.‬فالعولمة إذاً من‬
‫حيث اللغة كلمة غريبة على اللغة العربية ويقصد منها‪ :‬تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬في االصطالح‪ :‬تعددت أقوال الكتَاب والباحثين في بيان مفهوم وتعريف العولمة‪ ،‬وقد تختلف هذه المعاني تبعاً الختالف المنظور‬
‫الذي نظر له الباحث في تعريفه‪ ،‬فمنهم من يراها حقبة تاريخية لفترة زمنية معينة‪ ،‬ومنهم من يراها مجموعة تجليات لظاهرة اقتصادية‪ ،‬ومنهم من‬
‫يراها هيمنة وتسلطاً للقيم األمريكية ومنهم من يراها ثورة تكنولوجية واجتماعية‪.‬والحقيقة أن العولمة ظهرت أوالً كمصطلح في مجال التجارة والمال‬
‫واالقتصاد‪ ،‬ثم أخذ يجري الحديث عنها بوصفها نظاماً أو نسقاُ أو حالة ذات أبعاد متعددة‪ ،‬تتجاوز دائرة االقتصاد‪ ،‬فتشمل إلى جانب ذلك‬
‫المبادالت واالتصال والسياسة والفكر والتربية واالجتماع واأليديولوجيا‪"6.‬فهذه التعريفات جميعاً تكاد أن تكون هي المكونات األساسية لتعريف واحد‬
‫جامع للعولمة‪ ،‬فهي تجمع بين جنباتها كونها تمثل حقبة تاريخية‪ ،‬وهي تجلي لظواهر اقتصادية‪ ،‬وهي في الوقت الراهن على األقل هيمنة للقيم‬
‫األمريكية‪ ،‬وهي أخي اًر ثورة تكنولوجية واجتماعية غير أن هذا ال ينفي أن من يتبنى أي تعريف من التعريفات األربع يمكن أن يصل في تحليله‬
‫إلى نتائج سياسية مختلفة‪ ،‬وذلك وفقاً لإليديولوجية التي ينطلق منها"‪7‬والمتتبع لتعريفات العولمة يلحظ اختالفها بحسب نزوعها وتوجهاتها؛ فإذا‬
‫ارتبط األمر بالناحية االقتصادية فالعولمة تعني‪ " :‬حرية حركة السلع والخدمات واأليدي العاملة ورأس المال والمعلومات عبر الحدود الوطنية‬
‫واإلقليمية"‪8‬وإذا ارتبط بالمسار الفكري لتوجه البلدان وهوياتها فإن العولمة تعني‪ " :‬تفريغ الوطن من وطنيته وقوميته وانتمائه الديني واالجتماعي‬
‫والسياسي‪ ،‬بحيث ال يبقى منه إالّ خادم للقوى الكبرى"‪9‬وإذا انعكس على تقويم التوجه الحضاري لألمم فإن العولمة تظهر في‪" :‬العمل على تعميم‬
‫نمط حضاري يخص بلداً بعينه هو الواليات المتحدة األمريكية بالذات على بلدان العالم أجمع"‪10‬أما إذا كان االهتمام بالمفاهيم المختلفة في الحياة‬
‫اإلنسانية فإنها‪" :‬منظوم ًة من المبادئ السياسية واالقتصادية‪ ،‬ومن المفاهيم االجتماعية والثقافية‪ ،‬ومن األنظمة اإلعالمية والمعلوماتية‪ ،‬ومن أنماط‬
‫وتبنيها‪ ،‬والعمل بها‪ ،‬والعيش في إطارها"‪11.‬وإذا ُنظر لها من زاوية اتوائها‬‫السلوك ومناهج الحياة‪ُ ،‬يراد بها إكراه العالم كِّله على االندماج فيها‪ّ ،‬‬
‫لثقافة الشعوب فإنها عبارة عن " أيديولوجيا تعبر بصورة مباشرة عن إرادة الهيمنة على العالم وأمركته"‪12‬وهي "الحالة التي تتم فيها عملي ُة تغيير‬
‫ِ‬
‫األنماط والنظم االقتصادية والثقافية واالجتماعية ومجموعة القيم والعادات السائدة‪ ،‬وإزالة الفوارق الدينية والقومية والوطنية في إطار تدويل النظام‬
‫المهيمنة‪ ،‬والتي تزعم أنها سيدةُ الكون‪ ،‬وحامي ُة النظام العالمي الجديد"‪13‬وخالصة القول في مفهوم‬
‫الرأسمالي الحديث‪ ،‬وفق الرؤية األمريكية ُ‬
‫العولمة‪ :‬أنها محاولة لهيمنة الواليات المتحدة وسيطرتها‪ ،‬وإعادة تشكيلها وصياغتها للعالم سياسيا واقتصاديا وثقافيا وفكريا وحضاريا‪ ،‬وفق‬
‫مصالحها واستراتيجياتها االقتصادية والسياسية‪.‬وقد قرر زعماء الفكر الغربي أن العولمة الحالية نوع من الهيمنة األمريكية فقالوا‪" :‬خالل التسعينات‪،‬‬
‫أصبحت أميركا وبشكل جلي األكثر قوة ‪-‬اقتصاديا وعسكريا وتقنيا‪ -‬من أية دولة أخرى في العالم‪ ،‬إذا لم يكن في تاريخ البشرية‪ .‬وقد حدث ذلك‪،‬‬
‫إلى حد كبير‪ ،‬بسبب انهيار اإلمبراطورية السوفيتية‪ ،‬وتحول العالم إلى البديل الرأسمالي المتمثل في اقتصاد السوق الحر‪ ،‬وما صاحب ذلك من‬
‫ثورة تقنية اإلنترنت في أميركا‪ ،‬كل ذلك أدى إلى هيمنة شديدة لقوة الواليات المتحدة وأفكارها الثقافية واالقتصادية المتعلقة بكيفية تنظيم أمور‬
‫المجتمع‪ ،‬هيمنة ظهرت بجالء من خالل العولمة‪ ،‬إلى درجة أن أميركا بدأت بالتأثير على حياة البشر في أنحاء المعمورة‪ ،‬بطريقة فاقت حتى‬

‫‪192‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫تأثير الحكومات على شعوبها‪....‬أجل‪ ،‬لقد بدأنا بالتأثير على حياة الشعوب ‪-‬بشكل مباشر أو غير مباشر‪ -‬وبدرجة تفوق تأثير حكومات تلك‬
‫‪14‬‬
‫الشعوب"‬
‫املطلب الثاني‪ :‬العوملة الثقافية‪:‬‬
‫لقد ارتبط المفهوم الثقافي للعولمة بفكرة‪( :‬التنميط) أو (التوحيد) الثقافي للعالم‪ ،‬فقد رأت لجنة اليونسكو أن التنميط الثقافي يتم باستغالل ثورة وشبكة‬
‫االتصاالت العالمية‪ ،‬وهيكلها االقتصادي اإلنتاجي‪ ،‬والمتمثل في شبكات نقل المعلومات‪...‬من أجل توصيل األفكار الثقافية – العولمية – التي‬
‫يراد لها الذيوع واالنتشار‪15‬ويرى بعض الباحثين في مجال العولمة أن ماهية الثقافة التي تبشر بها العولمة هي ليست الثقافة التقليدية المعروفة‬
‫ومن هذا المنطلق يكون تعريف العولمة الثقافية هو‪" :‬فعل اغتصاب‬ ‫‪16‬‬
‫بـ(الثقافة المكتوبة)‪ ،‬وإنما هي ثقافة ما بعد المكتوب أو (ثقافة الصورة)‬

‫ثقافي‪ ،‬وعدوان رمزي على سائر الثقافات‪ ،‬إنها رديف االختراق الذي يجري بالعنف ‪ -‬المسلح بالتقانة ‪ُ -‬‬
‫فيهدر سيادة الثقافة في سائر المجتمعات‬
‫التي تبلغها عملية العولمة"‪"17‬فهي ال تعني سوى سيطرة الثقافة الغربية على سائر الثقافات‪ ،‬وبواسطة استثمار مكتسبات العلوم والتقانة في ميدان‬
‫االتصال‪ ،‬وهي التتويج التاريخي لتجربة مديدة من السيطرة بدأت منذ انطالق عمليات الغزو االستعماري منذ قرون‪ ،‬وحققت نجاحات كبيرة في‬
‫صورت العولمة الثقافية بأنها"تسلط‬
‫إلحاق التصفية والمسخ بثقافات جنوبية عديدة‪ ،‬وبخاصة في أفريقيا وأمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية‪. ".‬وقد ُ‬
‫‪18‬‬

‫فكري وحضاري ينادي بطمس اآلخر وإقصاء ثقافته لتبقى ثقافة واحدة هي الثقافة األمريكية"‪19‬ويقول العالم األمريكي المعروف نعوم تشومسكي‪:20‬‬
‫فمن هذا‬ ‫‪21‬‬
‫"إن العولمة الثقافية ليست سوى نقلة نوعية في تاريخ اإلعالم‪ ،‬تعزز سيطرة المركز األمريكي على األطراف‪ ،‬أي على العالم كله"‬
‫يظهر أن مصطلح العولمة الثقافية يعني االنتشار الثقافي الفكري لجهات قومية‪ ،‬ومؤسسات دولية (أغلبها أمريكية) وأصبح لها أثر ملموس في‬
‫الجانب الثقافي لدى الكثير من المجتمعات حول العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب‪22‬فالعولمة الثقافية ال تخرج في حقيقتها عن محاولة‬
‫لتذويب الثقافات والحضارات وإلغاء الخصوصيات الحضارية لصالح حضارة الغالب‪ ،‬وعالم المسلمين يعد أول المستهدفين؛ ذلك أن الثقافة‬
‫اإلسالمية التي تشكل هوية األمة وقسمات شخصيتها الحضارية‪ ،‬هي في ثوابتها من عطاء معرفة الوحي‪ ،‬لذلك فاالستهداف يتركز حول عقيدة‬
‫‪23‬‬
‫األمة اإلسالمية؛ ألن الدين ليس أم اًر مفصوالً عن الثقافة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬اهلوية اإلسالمية‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التعريف باهلوية‪.‬‬
‫الهوية‪ :‬مشتق من الضمير الغائب المفرد المذكر (هو)‪ ،‬ويقال للمثنى‪( :‬هما)‪ ،‬ولجمع المذكر‪( :‬هم)‪ ،‬وللمؤن‬
‫المسألة أولى‪ :‬في اللغة‪:‬مصطلح ُ‬
‫(هن)‪ ،‬ويراد بها‪" :‬حقيقة الشيء أو الشخص المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية‪ ،‬وذلك منسوب‬ ‫المفرد‪( :‬هي)‪ ،‬وللمثنى‪( :‬هما)‪ ،‬وللجمع‪ّ :‬‬
‫سمى أيضاً وحدة الذات‪24‬والضمير الغائب هو الذي ينعت هوية الشخص أو الشيء‪ ،‬وكلمة (‪ )Identité‬التي تعني الهوية‬
‫إلى الضمير‪( :‬هو)‪ ،‬وتُ َّ‬
‫تتضمن معنى المطابقة‪ ،‬إي مطابقة الشيء لنفسه‪ ،‬أو مطابقته لمثيله‪ ،‬أي أن الذي يماثل الشخص أو الشيء من صورة ذهنية أو غيرها هي‬
‫ُهويته التي ينعت بها ويوصف بها‪ ،‬فالهوية إذاً هي المرجعية أو الخلفية التي تتشكل منها الشخصية اإلنسانية‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬في االصطالح‪ :‬اختلفت وجهات النظر بين الباحثين في استعماالت مفهوم الهوية وأسلوب صياغته بحسب خضوعه للعلم المنتمي‬
‫له‪ ،‬لكنهم يجتمعون في المفهوم العام لهذا المصطلح؛ فإن اختلفت صورة التعريف به بحسب انتمائة للعلم القائم به؛ إال أنها جميعاً تتبنى مفهوما‬
‫تميزه عن‬
‫متقارباً للهوية‪ ،‬ترتكز على أهم معنى فيها وهو‪( :‬الخصوصية والتميز عن الغير)‪ ،‬فالهوية عند الفالسفة هي‪ " :‬حقيقة الشيء من حيث ّ‬
‫غيره‪ ،‬وتسمى أيضاً وحدة الذات‪ ، 26".‬وقد عرفها علماء علم النفس بقولهم‪" :‬هي اآلنية والنفس والجوهر‪ ،‬إي الذات بما يلزمها ويالزمها‪ ،‬مما به‬
‫تتأكد الماهية‪...‬وهي ما يتحقق به ذات اإلنسان وشخصيته‪ ،‬وما يميزه عن غيرها‪ ،‬فرداً كان أو جماعة‪ ،27".‬وقالوا أيضاً‪ " :‬هي حقيقة الشيء‪،‬‬
‫أو الشخص‪ ،‬التي تميزه عن غيره‪ ،‬فهي ماهيته‪ ،‬وما يوصف وما يعرف به‪ ،‬من صفات عقلية وجسمية‪ ،‬وخلقية‪ ،‬ونفسية‪ ،28".‬وعند علماء‬
‫االجتماع هي‪" :‬عملية تمييز الفرد لنفسه عن غيره‪ ،‬إي تحديد حالته الشخصية‪،29".‬كما أن المعنى لم يختلف كثي اًر عند علماء الكالم؛ فقد عرفوها‬
‫على أنها‪" :‬الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق"‪.30‬وخالصة القول‪ :‬إن الهوية الثقافية والحضارية‬
‫ألمة من األمم‪ ،‬هي القدر الثابت‪ ،‬والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة‪ ،‬التي تميز حضارة هذه األمة عن غيرها من الحضارات‪،‬‬
‫‪31‬‬
‫والتي تجعل للشخصية الوطنية أو القومية ‪ ،‬طابعاً تتميز به عن الشخصيات الوطنية والقومية األخرى‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تعريف اهلوية اإلسالمية‪:‬‬

‫‪193‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫إن هوية أي أمة ما هي إال "عبارة عن تراكم المعارف والثقافات‪ ،‬والتجارب والصراعات‪ ،‬واألفكار والمؤلفات والكتابات‪ ،‬كل هذا يشكل المرجعية‬
‫األساسية للشعوب‪ ،‬لكن الهوية اإلسالمية فإنها تتميز بمرجعيتها الربانية الثابتة والصحيحة‪ ،‬والمحفوظة أبداً‪ ،‬والتي تتمثل في الوحي بمصدريه‪،‬‬
‫الهوية اإلسالمية بكونها مرتبطة بعقيدة اإلسالم فليس من الممكن أن تكون للمسلم هوية‬ ‫وبهذا تميزت هذه األمة عن سائر األمم‪ ".‬وتختص ُ‬
‫‪32‬‬

‫غير اإلسالم‪ ،‬فنحن حينما ابتغينا اإلسالم ديناً‪ ،‬فقد ارتضيناه هوية‪.‬بهذا المفهوم يتضح معنى الهوية اإلسالمية‪ ،‬فالهوية اإلسالمية هي‪" :‬اإليمان‬
‫بعقيدة هذه األمة‪ ،‬واالعتزاز باالنتماء إليها‪ ،‬واحترام قيمها الحضارية والثقافية‪ ،‬وإبراز الشعائر اإلسالمية‪ ،‬واالعتزاز والتمسك بها‪ ،‬والشعور بالتميز‬
‫واالستقاللية الفردية والجماعية‪ ،‬والقيام بحق الرسالة وواجب البالغ‪ ،‬والشهادة على الناس‪33".‬ومن تعاريفها الجامعة أيضاً‪" :‬عقيدة األمة اإلسالمية‪،‬‬
‫وتراثها المادي والمعنوي‪ ،‬ولغتها وقيمها وإبداعها وتجاربها‪ ،‬ومعارفها وفنونها اإلسالمية‪ ،‬ورؤيتها المستقبلية‪ ،‬وأهدافها وتوجهاتها اإلنسانية"‪34‬فالهوية‬
‫اإلسالمية إذاً تعني كامل االنتماء بكل أبعاده المادية والمعنوية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية وال تقتصر على مجرد االنتماء العصبي أو‬
‫ۖٗ‬ ‫ِ ۡ ۡ‬
‫ص ۡب َغة‬
‫َحسن ِمن ٱ َّهللِ ِ‬ ‫ِ ۡ‬
‫القبلي أو العنصري أو الجغرافي فهي تكامل نفسي فكري وانتماء جاء تحقيقاً وتطبيقاً لقول هللا تعالى‪﴿ :‬صب َغ َة ٱ َّهلل َو َمن أ َ ُ َ‬
‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬

‫ۡ‬
‫ون﴾ ‪ ،37‬فالصبغة هي الهوية‪ ،‬والهوية هي اإلسالم‪ ،38‬واإلسالم يصبغ اإلنسان بصبغة خاصة في عقيدته وفكره ومشاعره‬ ‫َوَنح ُن َل ُه ۥ ََٰعِب ُد َ‬
‫وتصوراته وآماله وأهدافه وسلوكه وأعماله‪ ،‬قال اإلمام القرطبي‪ 39‬في تفسيره لآلية السابقة‪( :‬فسمى الدين صبغة استعارة ومجا اًز حيث تظهر أعماله‬
‫وسمته على المتدين‪ ،‬كما يظهر أثر الصبغ في الثوب)‪.40‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬أهداف ووسائل العوملة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أهداف العوملة‪.‬‬
‫تحمل العولمة الثقافية في طياتها الخطر على الشعوب عامة والمجتمع اإلسالمي خاصة؛ إذ أنها استهدفت هويته وثقافته الراسخة في قلوب‬
‫أفراده‪ ،‬فهي ثقافة آمنت بالعلمانية؛ وتنكرت لألديان كلها‪ ،‬وسعت للبقاء واالستمرار؛ تريد طمس كل فكر ودين‪ ،‬لتبقى ثقافتها هي المرجع الوحيد‬
‫للعالم أجمع‪.‬لذلك كان للعولمة الثقافية أهداف حيوية تسعى لتحقيقها؛ منها‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ .1‬محو ثقافات المجتمعات ‪ -‬وخاصة العربية واإلسالمية منها ‪ -‬وصهر الحضارات وجمعها في حضارة وثقافة غربية واحدة‪.‬‬
‫"إن المهمة األساسية ألمريكا توحيد الكرة األرضية تحت قيادتها‪ ،‬واستمرار هيمنة الثقافة الغربية‪ ،‬وهذه المهمة التي‬
‫يقول أحد قادة الفكر الغربي‪ّ :‬‬
‫أي قوى أخرى ال تنتمي للحضارة الغربية‪ ....‬إن مهمة الشعب األمريكي القضاء على الدول‬ ‫ال بد من إنجازها بسرعة في مواجهة نمور آسيا و ّ‬
‫القومية؛ فالمستقبل خالل الخمسين سنة القادمة سيكون لألمريكيين‪ ،‬وعلى أمريكا وضع أسس اإلمبراطورية األمريكية بحيث تصبح مرادفة‬
‫‪42‬‬
‫لإلمبراطورية اإلنسانية‪"!!.‬‬
‫‪ .2‬إعتماد المعايير الغربية المادية النفعية كأساس لثقافة اإلنسان وتطوره وتوجهه في أخالقه وقيمه‪ ،‬فتُسقط ‪ -‬العولمة – كل خصوصية أو قومية‬
‫أو هوية غير ثقافتها ومبادئها والسعي إلى إزالة التميز الذي اختص به اإلسالم مع السعي الحثيث إلى محاربته‪ ،‬وصد الناس عن اإليمان به‪،‬‬
‫فـ"العولمة كما يدعي روادها هي انتقال من مرحلة الثقافة‬ ‫‪43‬‬
‫والتشكيك في مسلمات العقيدة اإلسالمية ومحاولة إحالل الفكر المادي الغربي محلها‪,‬‬
‫‪44‬‬
‫الوطنية إلى ثقافة عليا جديدة عالمية"‬
‫‪ . 3‬تمزيق األمة اإلسالمية‪ ،‬واالعتداء على قيمها ومبادئها األصيلة‪ ،‬والدعوة إلى التخلي عنها‪،‬يقول الدكتور األلماني مراد هوفمان‪" :‬العولمة تتبني‬
‫الوسائل المريبة الزاحفة لتمزيق األمة اإلسالمية‪ ،‬والطغيان على قيمها السامية بالعمل على شيوع القيم المتدنية التي تصاحب بالغزو الفكري‪،‬‬
‫واالستهالكي مثل‪ :‬طغيان االستهالك والنهم المادي‪ ،‬وشيوع العنف والجنس‪ ،‬والمادية‪ ،‬والفردية‪ ،‬واالفتتان بالثروة والسعي إليها بأي سبيل والتخلي‬
‫‪45‬‬
‫عن القيم‪".‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬وسائل العوملة الثقافية‬
‫اتخذت الواليات المتحدة األمريكية وسائل عدة من أجل تحقيق أهدافها في هيمنة العولمة الثقافية في العالم‪ ،‬وفيما يلي بعضاً من هذه الوسائل ‪:‬‬
‫‪ .1‬استخدام وسائل اإلعالم المختلفة والقنوات الفضائية‪ ،‬والشبكات العنكبوتية‪ ،‬ووسائل االتصال المختلفة‪ ،‬والسيطرة عليها للتأثير في األفراد‬
‫والمجتمعات‪ ،‬فقامت ببث كل رذيلة‪ ،‬وعظمت تجارة الشهوات ‪ ،‬وعبادة الجسد‪ ،‬وأشاعت أنواع الشذوذ واالنحالل؛ تريد تحطيم القيم اإلنسانية‬
‫‪46‬‬
‫الرفيعة‪ ،‬ودحض أخالق اإلسالم القويمة‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫‪ .2‬تجنيد المفكرين والكتّاب‪ ،‬ورجال األعمال‪ ،‬والتربويون من العلمانيين واللبراليين ممن يدينون لها بالوالء‪ ،‬ويذمون تاريخهم وحضارتهم‪ ،‬وينتقصون‬
‫ثقافتهم وانتماءهم ألمتهم لترويج أفكار العولمة وتلبية مطالبها في تغيير عقول الناشئة‪ ،‬وتذويب هوياتهم االعتقادية والثقافية ليكونوا أكثر تقبال‬
‫‪47‬‬
‫لمبادئ وأفكار العولمة األمريكية‪.‬‬
‫‪ .3‬نشر اللغة اإلنجليزية‪ ،‬واالعتماد عليها في كثير من شؤون الحياة ليسهل عن طريقها استبدال الثقافة اإلسالمية بالثقافة الغربية‪ ،‬ويتم ذلك من‬
‫‪48‬‬
‫خالل األزياء والمالبس والمأكوالت‪ ،‬والمنتوجات الغربية‪ ،‬والمطاعم‪ ،‬والشركات الغذائية األمريكية‪.‬‬
‫‪ .4‬السيطرة والتملك للشركات الضخمة التي تهدف إلى إنتاج الثقافات الشعبية كالسينيما والموسيقى‪ ،‬فالواليات المتحدة األمريكية أصبحت الرائدة‬
‫في هذا في هذا المجال‪ ،‬فهي تتمتع بسوق خارجية ضخمة في ظل انتشار التلفزيون‪ ،‬واألقمار الصناعة‪ ،‬وقنوات الفضاء التي أدخلت البث‬
‫‪49‬‬
‫التلفزيوني إلى كل بيت في العالم‪.‬‬
‫‪ .5‬تقديم الدعم المادي والمعنوي لألنظمة والحكومات المعادية لإلسالم‪ ،‬وفرض سياسة الحصار والتجويع على األنظمة المتمردة على اإلرادة‬
‫األمريكية‪ ،‬أو األنظمة التي تسعى إلى اتخاذ اإلسالم منهجاً وشريع ًة للحياة‪ ،‬واستخدام العقوبات الدولية التي تفرضها أمريكا‪ -‬من خالل األمم‬
‫‪50‬‬
‫المتحدة‪ -‬طبقاً لمعاييرها الخاصة التي تحقق أهداف العولمة‪.‬‬
‫فـ" لقد فتحت امريكا‬ ‫‪51‬‬
‫‪ .6‬االستقطاب للطالب األجانب في الجامعات والمعاهد الغربية والتي من شأنها ترسيخ مفاهيم الثقافة الغربية ليدهم‪.‬‬
‫النخب في بلدانهم بعد عودتهم إليها بما يحملون من األنماط الثقافية وطرق‬
‫معاهدها وجامعاتها أمام الطلبة من أنحاء العالم‪ ،‬وهؤالء يشكلون ُ‬
‫‪52‬‬
‫التفكير المقتبسة من أمريكا"‬
‫‪ .7‬استخدام الديموقراطية ومنظمات حقوق اإلنسان ومواثيق األمم المتحدة‪ ،‬واإلكثار من المنظمات والجمعيات والمؤسسات الالدينية‪ ،‬واستغالل‬
‫المؤتمرات االقتصادية ومؤتمرات التنمية والسكان التي تعقد في أرجاء شتى من العالم لترويج ثقافة وأفكار العولمة ومحاربة الثقافة اإلسالمية والقيم‬
‫‪53‬‬
‫األخالقية والتشريعات اإلسالمية‬
‫استغالل المهرجانات واالحتفاالت الشعبية إلشاعة ثقافة الفن والغناء والرقص والموسيقى؛ فتشترك وفود من كل أنحاء العالم وتوظف لنشر‬ ‫‪.8‬‬
‫‪54‬‬
‫ثقافة العولمة وتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫‪ .9‬استغالل المرأة في تنفيذ مخططاتهم وذلك ألهمية دورها في بناء كيان األسرة والمجتمع‪ ،‬وقد ساروا لذلك في ثالثة مسارات في آن واحد‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التمويل األمريكي واألوربي للجمعيات والمنظمات األهلية النسائية العلمانية‪ ،‬واالتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان‪ ،‬والمؤتمرات‬
‫العالمية للتعليم والمرأة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االتفاقيات الدولية الخاصة بحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬وإزالة آثار كافة أشكال التمييز ضد المرأة ‪ ،‬وإلزام الدول اإلسالمية بالتوقيع عليها‪ ،‬مقابل‬
‫إعفائها من بعض الديون المترتبة عليها‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫جـ‪ -‬المؤتمرات النسائية والتي يقصد بها هدم المجتمعات البشرية‪ ،‬وال سيما المجتمعات اإلسالمية‪..‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬العالقة بني العوملة الثقافية واهلوية اإلسالمية‬
‫املطلب األول‪ :‬العوملة الثقافية وعاملية اإلسالم‪.‬‬
‫إن الدعوة إلى العولمة الثقافية ال تخرج في حقيقتها عن محاولة لتذويب الثقافات والحضارات وإلغاء الخصوصيات الحضارية لصالح حضارة‬
‫الغالب‪ ..‬وعالم المسلمين يعد أول المستهدفين ‪ ..‬ذلك أن الثقافة اإلسالمية التي تشكل هوية األمة وقسمات شخصيتها الحضارية هي في ثوابتها‬
‫من عطاء معرفة الوحي‪ ،‬لذلك فاالستهداف يتركز حول عقيدة األمة اإلسالمية ؛ ألن الدين ليس أم اًر مفصوالً عن الثقافة فالعالم الغربي يسعى‬
‫إلى فرض ثقافة عالمية تُهيمن على ثقافات العالم األخرى‪ ،‬وألجل ذلك نجد أن العولمة استخدمت لتحقيق هدفها هذا جميع الوسائل واإلمكانيات‬
‫الحديثة‪ ،‬وما كان ذلك إال لكون الغربيين يرون أن ثقافتهم هي الثقافة العالمية التي يجب أن تعمم على كل الناس لتصبح نمط حياتهم‪.‬فالعولمة‬
‫اليوم أضحت عدواناً غاشماً على سائر الثقافات األخرى‪ ،‬فما على الدول الضعيفة إال االعتراف بها والرضوخ لبراثينها‪ ،‬فهي بالنسبة لهم تدمير‬
‫لمقوماتهم‪ ،‬ومسخ لهوياتهم‪ .‬ومحاولة فرض ثقافة عالمية واحدة ‪ -‬تحدد أنماط حياة الناس وتشكل عاداتهم وتقاليدهم – فهي دعوة باطلة مستحيلة‬
‫ۖٗ‬
‫ُمة َٰو ِحدة وَال ي َازلُ َ ۡ ِِ‬ ‫التطبيق‪ ،‬إذ أن هللا تعالى قد خلق الناس مختلفين؛ قال هللا تعالى‪ :‬ﱩ ۡ‬
‫ون ُمخَتلف َ‬
‫ين﴾ ‪56‬يقول الدكتور‬ ‫اس أ َّ َ َ َ َ‬ ‫ُّك َل َج َع َل ٱ َّلن َ‬
‫ٓء َرب َ‬
‫﴿وَلو َشا َ‬
‫َ‬
‫محمد الجابري‪ 57‬في تعريفه للثقافة‪" :‬المعبر األصيل عن الخصوصية التاريخية ألمة من األمم ‪ ،‬عن نظرة هذه األمة إلى الكون والحياة والموت‬

‫‪195‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫واإلنسان ومهامه وقدراته وحدوده ‪ ،‬وما ينبغي أن يعمل وما ال ينبغي أن يعمل‪....‬إلى أن قال‪ :‬ويلزم هذا التعريف أنه ليست هناك ثقافة عالمية‬
‫واحدة ‪ ،‬وليس من المحتمل أن توجد في يوم من األيام ‪ ،‬وإنما وجدت ‪ ،‬وتوجد وستوجد ‪ ،‬ثقافات متعددة متنوعة تعمل كل منها بصورة تلقائية ‪،‬‬
‫وهذا هم قادة الفكر الغربي الذين يعلنون أن الحضارة الغربية لها‬ ‫‪58‬‬
‫أو بتداخل إرادي من أهلها‪ ،‬على الحفاظ على كيانها ومقوماتها الخاصة"‬
‫خصوصيتها وال يمكن تعميمها على شعوب العالم ‪ ،‬فيقولون ‪ ":‬إن شعوب العالم غير الغربية ال يمكن لها أن تدخل في النسيج الحضاري للغرب‪،‬‬
‫حتى وإن استهلكت البضائع الغربية‪ ،‬وشاهدت األفالم األمريكية‪ ،‬واستمعت إلى الموسيقى الغربية‪ ،‬فروح أي حضارة هي اللغة والدين والقيم‬
‫والعادات والتقاليد"‪59‬وقد تحقق جزء كبير جداً مما تصبوا إليه هذه الفكرة الضالة‪ ،‬فاللباس الغربي‪ ،‬وطقوس الكالم‪ ،‬وأساليب الضيافة‪ ..‬وغيرها من‬
‫صور الحياة الغربية أصبحت اليوم من واقع المجتمعات العربية واإلسالمية‪ ،‬بل أصبح التحدث باللغة اإلنجليزية عنوان تقدم ورقي‪ ،‬فمن المؤسف‬
‫حقاً أن كثي اًر من شباب وشابات األمة اإلسالمية أصبحوا ضحية لهذه الثقافة المضمحلة؛ فأودت بهوياتهم وانتمائهم لدينهم وأمتهم‪ ،‬فظلوا يهرعون‬
‫خلف زيفها حتى انسلخوا من ثقافتهم وهويتهم اإلسالمية‪ ،‬وانخرطوا تحت لوائها تُشكل أفكارهم وثقافتهم وجميع صور حياتهم؛ فإذا بهم ُيعجبون‬
‫بحضارتهم؛ وينبذون مجد أمتهم وحضارتها‪ ،‬في حين كان حري بالمسلمين العودة إلى كتاب هللا وسنة نبيه ‪ ‬ليستقون من معينهما شرابا عذبا‬
‫طيبا؛ ليكونا ميزاناً يعرض عليه كل دخيل على ثقافة األمة وحضارتها‪60.‬فالدين هو جوهر الثقافة‪ ،‬إذ العقيدة واللغة والتاريخ هي أساس الثقافة‬
‫والحضارة‪ ،‬فاإلسالم دين حياة وعمل‪ ،‬ومعتقد وسلوك‪ ،‬وخلق وقيم‪ ،‬وحضارة وتارخ‪ ،‬ورسالة وهدف‪ ،‬فهو دين كامل شامل‪ ،‬يشكل هوية المسلم‬
‫ونمط حياته‪ ،‬فهو بحق دين عالمي صالح لكل زمان ومكان‪ ،‬إال أن العولمة ال تعترف بشيء من ذلك‪ ،‬فميزان ثقافتها وحضارتها مادي بحت‪،‬‬
‫فال تعتبر لدين أو خلق‪ ،‬وال قيم إنسانية‪ ،‬إو أهداف أخروية‪ 61.‬فالحياة الغربية تتعامل مع اإلنسان من حيث كونه آلة إنتاج‪ ،‬ال مشاعر له وال‬
‫ۡ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫أخالق‪ ،‬ال يعرف إال ملذته وشهوته‪ ،‬بل هم إلى األنعام أقرب كما وصفهم هللا تعالى بقوله‪ِ َّ :‬‬
‫ون َك َما تَأ ُك ُل ٱألَن ََٰع ُم‬ ‫ين َكَف ُروْا َيتَ َمتَّ ُع َ‬
‫ون َوَيأ ُكلُ َ‬ ‫﴿وٱلذ َ‬‫َ‬
‫ۡ َّ ۡ‬
‫إن ثقافة العولمة ثقافة مادية بحتة ال مجال فيها للروحانيات أو العواطف النبيلة‪ ،‬أو المشاعر اإلنسانية‪ ،‬إنها تهمل العالقات‬ ‫َوٱ َّلن ُار َمثوى ل ُهم﴾ﱨ " ّ‬
‫‪62‬‬

‫االجتماعية القائمة على التعاطف والتكافل واالهتمام بمصالح وحقوق اآلخرين ومشاعرهم‪ .‬فهي تشكل عالماً يجعل من الشح والبخل فضيلة‪،‬‬
‫ويشجع على الجشع واالنتهازية والوصول إلى األهداف بأي وسيلة دون أدنى التفات إلى القيم الشريفة السائدة في المجتمع‪63 ".‬فالثقافة الغربية‪،‬‬
‫والعولمة األمريكية‪ ،‬خواء بلقع‪ ،‬وسراب بقيعة‪ ،‬ال تصلح بل ال تملك مقومات الريادة العالمية‪.‬بل إن دعوة انتصار العولمة‪ ،‬واندثار الثقافات‬
‫تقر ق ار اًر بائناً أن اإلسالم‬‫األخرى؛ دعوةٌ كاذب ٌة خاطئ ٌة‪ ،‬تريد قتل إرادة النفس التي ترفضها وتقاومها‪ ،‬فهي تزعم أن ال منافس لها‪ ،‬في حين أنها ّ‬
‫هو خصيمها الدائم‪ ،‬وال ريب في ذلك؛ فاإلسالم هو منهج الحياة المتكامل‪ ،‬الذي شكل حياتها من جميع نواحيها الثقافية والفكرية واالجتماعية‬
‫ۡ ِ ۡ َٰ ِ ۚ ِ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ص ٍة َغ ۡي َر‬ ‫م‬‫خ‬
‫ۡ‬
‫م‬ ‫ي‬‫ف‬‫ط َّر ِ‬
‫ُ‬ ‫ض‬ ‫ٱ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ين‬‫د‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫س‬‫إل‬‫ٱ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫يت‬‫ض‬‫والسياسية واالقتصادية‪.‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬ٱلي ۡوم أ َۡكملت َل ُك ۡم ِدين ُك ۡم وأ َۡتم ۡمت عَل ۡي ُك ۡم ِن ۡعمِتي ور ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ۡ‬
‫ُمتَ َج ِان ٖف ِِّإلث ٖم َفِإ َّن ٱ َّهللَ َغُف ‪ٞ‬ور َّرِح ‪ٞ‬يم﴾‪ 64‬فثقافة المسلمين وحضارتهم تقوم على أساس دين وعقيدة‪ ،‬ال أساس العادات والتقاليد‪ ،‬فلذلك لن تستطيع‬
‫العولمة محاربتها‪ ،‬إو إلغائها‪ ،‬فال خيار لها إال التعايش معها‪.‬إال أنه ال يمكن االنكار أو التغافل عن حقيقة الخوف من العولمة الثقافية على‬
‫العالم اإلسالمي؛ ويبرز ذلك من جانبين‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تهديد العولمة ألصل العقيدة اإلسالمية باعتبار أن العولمة تدعو إلى وحدة األديان؛ فإن توجهها هذا يرنوا إلى نقض العقيدة الصحيحة‪،‬‬
‫يقر بعقدة التوحيد‪ ،‬ونبذ ما سواها‪ ،‬وهو خاتم الرساالت السماوية‪ ،‬الناسخ لكل دين قبله‪.‬ونظ اًر ألن العولمة‬
‫ويهدمها من أصلها‪ ،‬ومعلوم أن اإلسالم ّ‬
‫تعتبر األديان كلها سواء‪ ،‬فإنه ال يصح عندها اعتبار دين اإلسالم هو الحق الذي ليس بعده اال الضالل‪ ،‬لذلك نجدها كثي اًر ما تدعو إلى ما‬
‫يسمى بـ(حوار األديان) وذلك إلزالة التمييز بين اإلسالم وغيره بالحوار المرن مع المسلمين فيزول بذلك التعصب له وتتقارب األديان‪.‬وال يخفى‬
‫لب يفقه به بطالن هذه الدعوة‪ ،‬ونقضها لعقيدة اإلسالم من أصلها الذي ال يستقيم اال مع اعتقاد بطالن كل األديان األخرى‪ ،‬قال هللا‬ ‫لكل ذي ٍ‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ٓ ۡ‬ ‫ۡ‬
‫﴿و َمن َي ۡبتَ ِغ َغ ۡي َر ٱ ِإل ۡس ََٰل ِم ِدينا َفَلن ُيقَب َل ِمن ُه َو ُهَو ِفي ٱألٓ ِخ َ ِرة ِم َن‬
‫ون﴾ ﱨ وقال هللا تعالى‪َ :‬‬
‫‪65‬‬ ‫ۡ‬
‫ُّها ٱل ََٰكِف ُر َ‬
‫ون ﴿‪َ ﴾1‬‬
‫ال أَع ُب ُد َما تَع ُب ُد َ‬
‫ۡ‬
‫تعالى‪ :‬ﱩ ﴿ُقل ََٰيٓأَي َ‬
‫ۡ‬
‫ِ‬
‫ٱل ََٰخس ِر َ‬
‫ين﴾ﱨ‬
‫‪66‬‬

‫ثانياً‪ :‬تهديد العولمة للمفاهيم األساسية في العقيدة اإلسالمية‪:‬‬


‫تسعى العولمة جاهدة إلى إعادة تشكيل المفاهيم األساسية عن الكون واإلنسان والحياة عند المسلمين؛ واالستعاضة عنها بالمفاهيم الفكرية الغربية‪.‬‬
‫تعد المفاهيم األساسية في العقيدة اإلسالمية ضرباً من الخرافة والخيال‪.‬كما أنها ال تعترف بمفهوم القرآن الكريم للموقف من أمم األرض‬‫فالعولمة ُ‬
‫القائم على التقسيم العقائدي التالي‪:‬‬

‫‪196‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫أن المسلمين تتكافأ دماؤهم‪ ،‬ويسعى بذمتهم أدناهم‪ ،‬وهم يد على من سواهم‪ ،‬وأنه تجب مواالة المسلم ألخيه المسلم ونصرته‪ ،‬وأن يكونوا‬ ‫أ‪.‬‬
‫أمة واحدة تجمعها العقيدة وال تفرقها أي وشيجة أخرى ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫وأن الكفار تجري عليهم األحكام الشرعية بحسب عالقتهم بالمسلمين ‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫❖ عالمية اإلسالم‪:‬‬
‫س ْلنَاكَ إِال َر ْح َمةً‬ ‫يعتبر اإلسالم دين عالمي‪ ،‬فعالميته تبدو واضحة في توجهاته‪ ،‬فاهلل ‪ ‬قد بعث النبي ‪ ‬للناس كافة‪ ،‬قال تعالى‪َ – :‬‬
‫{و َما أَ ْر َ‬
‫َّللا إِلَ ْي ُك ْم َجمِ يعاً}واإلسالم دين حضارة شاملة للعالم أجمع‪ ،‬لكنه يعترف بخصوصية كل‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ل ِْلعَالَمِ ينَ }‪ .‬وقال تعالى‪{ :‬قُ ْل يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس إِنِي َر ُ‬
‫ارفُوا}‪ ،‬فهو يدعو إلى العولمة‪ ،‬لكن في أسمى معانيها‪،‬‬ ‫شعب‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس إِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم مِ ْن ذَك ٍَر َوأ ُ ْنثَى َو َجعَ ْلنَا ُك ْم ُ‬
‫شعُوبا ً َوقَبَائِ َل ِلتَعَ َ‬
‫ال عولمة الهيمنة واألمركة‪ ،‬فعالمية اإلسالم تختلف عن العولمة؛ فمفهوم العولمة الذي يقوم على إجبار العالم على األخذ بالمناهج والقيم الغربية‬
‫ويفرض عليه ثقافة معينة "إنما هو مخالف لمفهوم العالمية اإلنساني الذي يعترف بالخصوصيات الثقافية‪ ،‬وبتعدديتها‪ ،‬ويتيح حرية االختيار الثقافي‬
‫فيما بينها‪ ،‬على أس اس تعايش الحضارات وتالحم الثقافات‪ ،‬ثم هو يحمل شروط التكافؤ في العالقات الدولية من حيث التوزيع العادل للموارد‬
‫العالمية‪ ،‬والمعاملة المتساوية في حقوق السيادة الدولية‪ ،‬واالنتفاع المتوازن بمعطيات التقدم التكنولوجي‪68".‬والعولمة الثقافية تطمح للهيمنة والقمع‬
‫وإقصاء للخصوصية‪ ،‬فهي إرادة الحتواء العالم واختراق اآلخر وسلبه خصوصيته وهويته‪ ،‬وبالتالي نفيه من العالم‪ ،‬وهي تعمل على تعميم نمط‬
‫حضاري يخص بلداً بعينه هو الواليات المتحدة األمريكية بالذات على بلدان العالم أجمع‪ ،‬فهي إيديولوجيا تعبر بصورة مباشرة عن إرادة الهيمنة‬
‫على العالم وأمركته‪69.‬لذلك فالعولمة ال تسير في خط مواز مع العالمية؛ فكل منهما تناقض األخرى‪ ،‬فالعولمة تخص القيم وحقوق اإلنسان‬
‫والحريات والثقافة والديمقراطية‪ ،‬إما العالمية فهي على النقيض من ذلك‪70.‬وعالمية اإلسالم تقوم على أساس أن االختالف سنة من سنن الكون‪،‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ ِ َٰ ۡ ِ ِ ۡ ۡ ِ ۡۚ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ ۡ‬
‫ين﴾ ﱨ‪ ،71‬وهى عالمية تقوم‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ َٰ ِ‬
‫ف أَلس َنت ُكم َوأَل ََٰون ُكم ِإ َّن في َذل َك َألٓ ََٰي ٖت ّلل ََٰعلم َ‬ ‫ض َوٱختَل ُ‬ ‫لسم ََٰٰو ِت وٱأل َۡر ِ‬ ‫وآية من آيات هللا ‪ ‬في خلقه‪ ِ َٰ ۡ ِ :‬ۦ‬
‫﴿ومن َء َايته َخل ُق ٱ َّ َ َ َ‬
‫َ‬
‫شا ٓ َء َف ۡل َي ۡكفُ ۡر وفي حرية الفكر‪َ ﴿ :‬وقُ ِل‬
‫‪1‬‬
‫شا ٓ َء َف ۡلي ُۡؤمِ ن َو َمن َ‬
‫على مبدأ الحرية في كل جوانبها‪ ،‬ففي حرية العقيدة قال تعالى‪َ ﴿ :‬وقُ ِل ٱ ۡل َح ُّق مِ ن َّر ِب ُك ۡ ۖۡم َف َمن َ‬
‫شا ٓ َء فَ ۡليَ ۡكفُ ۡر ﴾ ‪ 72‬وفي حرية الفكر‪ :‬ﱩ ﴿ َوأَنزَ ۡلنَا ٓ إِلَ ۡيكَ ٱلذ ِۡك َر ِلتُبَيِنَ لِلنَّ ِ‬
‫اس َما نُ ِز َل إِلَ ۡي ِه ۡم َولَعَلَّ ُه ۡم يَتَفَ َّك ُرونَ ﴾‪ 73‬وفي‬ ‫شا ٓ َء فَ ۡلي ُۡؤمِ ن َو َمن َ‬ ‫ٱ ۡل َح ُّق مِ ن َّربِ ُك ۡ ۖۡم فَ َمن َ‬
‫ظ َٰلَّ ٖم ل ِۡل َع ِبيدِ﴾ﱨ‪.74‬وهكذا فالعولمة التي يدعو إليها اإلسالم هي العولمة اإلنسانية‬ ‫صلِحٗ ا فَ ِلن َۡف ِس ِۖۡهۦ َو َم ۡن أَ َ‬
‫سا ٓ َء فَ َعلَ ۡي َها َو َما َربُّكَ ِب َ‬ ‫حرية الفعل‪َّ ﴿ :‬م ۡن َ‬
‫عمِ َل َٰ َ‬
‫العادلة وليس عولمة السيطرة والقهر والهيمنة‪ ،‬فاإلسالم بطبيعته دين عالمي في عقيدته ومبادئه‪ ،‬يجمع كل األجناس تحت لوائه وتعاليمه‪ ،‬التي‬
‫‪75‬‬
‫تُشعر اإلنسان بوجوده الكريم‪ ،‬وتوفى بجميع مطالبه وحاجاته المادية والروحية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬آثار العوملة الثقافية على اهلوية اإلسالمية‬
‫الخبث والخداع‪ ،‬ومع ذلك فإنها قد تحقق صو ار من‬ ‫إن العولمة خطة غربية ماكرة‪ ،‬تريد فساد الشعوب‪ ،‬ظاهرها فيه الرحمة‪ ،‬وتحمل في طياتها ُ‬
‫المنفعة التي استفاد الناس منها في نواح عدة في شؤون الحياة‪ ،‬فكما أنها ذات آثار سلبية‪ ،‬فكذلك فإن لها من اآلثار اإليجابية ما يمكن للمسلمين‬
‫االستفادة منها‪ ،‬في نفع دينهم وشعوبهم المسلمة‪ ،‬وفيما يلي استعراض آلثار العولمة السلبية منها واإليجابية‪:‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬اآلثار السلبية للعولمة الثقافية‪:‬‬
‫هيمنة ثقافة واحدة وهي الثقافة األمريكية‪ ،‬حيث سيطرت على أذواق الناس وأصبحت هي النموذج السائد في مختلف أنحاء العالم‬ ‫‪.1‬‬
‫وأصبحت اللغة اإلنجليزية ذات اللكنة األمريكية هي اللغة السائدة‪ ،‬فتشكلت عليها حياة الناس في المجتمعات العربية واإلسالمية وكذلك عاداتهم‪،‬‬
‫‪76‬‬
‫وأفكارهم وثقافتهم‪ ،‬وأساليب معيشتهم‪.‬‬
‫تعميق مفهوم الحرية الشخصية وانحسار العالقات االجتماعية‪ ،‬فظهرت في المجتمعات اإلسالمية نماذج شتى للتفكك األسري‪ ،‬وضعف‬ ‫‪.2‬‬
‫‪77‬‬
‫سلطة األباء على أبنائهم‪ ،‬وتمرد الزوجات على أزواجهن‪ ،‬وكاد أن يندثر احترام الكبير‪ ،‬والعطف على الصغير‪.‬‬
‫تقول الباحثة راضية الشرعبي‪" :‬إن العولمة في شكلها الثقافي تهدف إلى إزالة الحدود الدينية والعادات والتقاليد‪ ،‬حتى تكون العقول المستقبلة للمادة‬
‫الثقافية أكثر انفتاحا وتقبال لما يأتي من الخارج‪ ،‬دون تفكير أو إعادة نظر بعد أن حطمت كل بوابات المراقبة والنقد‪ ،‬يقوم النظام العالمي الجديد‬
‫في مشروعه المعولم لكل شيء على اختراق الثقافات الوطنية والثوابت الذاتية‪ ،‬ويعمل على طمس معالم الذات واألصل والشرع‪ ،‬بطرح بدائل‬
‫‪78‬‬
‫هجينة منمقة ومزوقة‪ ،‬بحيث تجلب األنظار ومن ثمة القلوب والعقول‪".‬‬

‫سورة الكهف ‪ ،‬من اآلية‪.)29( :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪197‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫محاربة الهوية اإلسالمية وإثارة الشبه والشكوك حول النظم والتشريعات اإلسالمية ‪-‬وخاصة فيما يتعلق بالعالقة بين المرأة والرجل‬ ‫‪.3‬‬
‫وقضايا المرأة المسلمة‪ -‬ومطالبة الحكومات والمجالس البرلمانية بإقصاء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وإصدار القوانين وفق مواثيق األمم المتحدة المتعلقة‬
‫‪79‬‬
‫بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫طمس الهوية الثقافية لألمة اإلسالمية‪ ،‬وذلك عن طريق انتشار السلع األمريكية التي تحمل في طياتها الثقافة الغربية الغريبة عن‬ ‫‪.4‬‬
‫طرق اللباس وأنواعه‪ ،‬وأنماط العادات والتقاليد‬
‫الثقافة اإلسالمية‪ ،‬ويظهر ذلك في البون الشاسع بين طقوس الحياة الغربية في المأكل والمشرب و ُ‬
‫في جميع جوانب الحياة‪ ،‬وصورها في المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫يقول األستاذ كامل الشريف‪ " :‬قد ينبري بعض السذج من الناس فيقول‪ :‬وأي خطر حقيقي يمكن أن ّ‬
‫يهدد المسلمين إذا شاعت المطاعم واألزياء‬
‫ُخبرك َمن أنت!)؛ فاألزياء‪،‬‬
‫َخبرني ماذا تأكل أ ْ‬
‫والتقاليد والمنتجات األوربية واألمريكية؟! والجواب‪ :‬هو المثل الفرنسي المشهور الذي يقول‪(:‬أ ْ‬
‫ِ‬
‫يوضح الصلة الوثيقة بين‬
‫والمطاعم‪ ،‬والمأكوالت والمشروبات‪ ،‬وغيرها من المنتجات تجلب معها مفاهيم بلد المنشأ‪ ،‬وقيمه وعاداته ولغته‪ ،‬وذلك ّ‬
‫المخدرات‪ ،‬والجريمة المنظمة‪ .‬وأيضا ًّ‬
‫فإن أي مطعم أو متجر من (الماركات)‬ ‫هذه المنتجات وبين انفراط األسرة‪ ،‬وضعف التدين‪ ،‬وانتشار الكحول و ّ‬
‫مما يزيد من معدالت الفقر‬
‫الغربية المشهورة يقام في بالدنا‪ -‬ينهار أمامه عشرات المؤسسات الوطنية الوليدة‪ ،‬التي ال تملك أسباب المنافسة‪ّ ،‬‬
‫‪80‬‬
‫والبطالة‪".‬‬
‫االنحراف في العقيدة والفكر والثقافة‪ ،‬إذ أن أساس الثقافة الغربية مبني على شفا ُجرف هار؛ فهي حضارة إلحادية‪ ،‬مادية كافرة‪ ،‬وال‬ ‫‪.5‬‬
‫يخفى عن العيان كيف طغت هذه الروح الخبيثة على المجتمع اإلسالمي‪ ،‬فأصبح الفكر اإللحادي االشتراكي الشيوعي أو العلماني يعم كثير من‬
‫‪81‬‬
‫بالد المسلمين‪.‬‬
‫السعي الحثيث وراء ما ينتجه الغرب من جديد‪ ،‬ومطاردة الموضة‪ ،‬ومواكبة العصر‪ ،‬في صورة واضحة من التقليد األعمى المنجرف‬ ‫‪.6‬‬
‫‪82‬‬
‫خلف الحضارة الغربية الموهومة‪.‬‬
‫الزهد في االفتخار بتاريخ األمة اإلسالمية العريق‪ ،‬وثقافتها الراسخة‪ ،‬وتراثها األصيل‪ ،‬والتنكر لها‪ ،‬وانتقاصها‪ ،‬والشك فيها‪ ،‬فيعيش‬ ‫‪.7‬‬
‫‪83‬‬
‫المسلم في غربة عن قضايا وهموم أمته اإلسالمية‪.‬‬
‫إشاعة اإلباحية المطلقة‪ ،‬وفساد األخالق والدين‪ ،‬وانتشار الجريمة‪ ،‬وذلك بالتركيز على دعاوى الحرية واالنفتاح‪ ،‬ونبذ السيطرة والرقابة‬ ‫‪.8‬‬
‫البناءة‪ ،‬وقد ساهم في ذلك وسائل االتصاالت الحديثة‪ ،‬والقنوات الفضائية‪ ،‬إلتي تبث ما يخدش الحياء‪ ،‬ويهدم الفضيلة‪ ،‬ويهدر كرامة اإلنسان‬
‫‪84‬‬
‫ومروءته‪.‬‬
‫اللهث خلف إشباع الحاجات المادية‪ ،‬الذي أدى بدوره إلى اختفاء القيم النبيلة‪ ،‬والمشاعر اإلنسانية‪ ،‬واهمال العالقات االجتماعية‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪85‬‬
‫القائمة على التكافل والتعاون واألخوة واالهتمام بمصالح وحقوق اآلخرين‪.‬‬
‫فرض التوجهات الثقافية األمريكية على النطاق العربي واإلسالمي خاصة ما يتعلق منها بتغيير المناهج التعليمية‪ ،‬وإجبار الدول النامية‬ ‫‪.10‬‬
‫على إعادة النظر في األنظمة اإلعالمية العربية واإلسالمية في رؤيتها للغرب عموما‪ ،‬والواليات المتحدة األمريكية والكيان الصهيوني خصوصاً‪،‬‬
‫وهذا يعني إعادة النظر في طبيعة الصراع مع االستعمار الصهيوني في فلسطين‪ ،‬واالنخراط في مشروع ما يسمى بالسالم‪ ،‬والتطبيع مع دولة‬
‫‪86‬‬
‫الكيان الصهيوني‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫االهتمام بالقضايا السطحية الهامشية‪ ،‬وتعظيم قدرها‪ ،‬واالنشغال بها عن قضايا األمة الكبرى‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬اآلثار اإليجابية للعولمة الثقافية‪:‬‬
‫‪ .1‬انتشار ثقافة التقنية‪ ،‬ورواج تكنلوجيا المعلومات‪ ،‬وسهولة االتصاالت الثقافية والعلمية بين الشعوب‪.‬‬
‫‪ . 2‬معرفة أخبار العالم ونقل األحداث العالمية‪ ،‬ونشرها بين الشعوب‪ ،‬مما يساعد على المشاركة البناءة الفعالة في تحليل القضايا‪ ،‬والمساعدة في‬
‫حلها ؛ من خالل اللقاءات الثقافية‪ ،‬والندوات العلمية‪.‬‬
‫‪ . 3‬التمكين لعلماء األمة اإلسالمية ودعاتها من تبليغ رسالة اإلسالم‪ ،‬والدعوة إلى هللا تعالى‪ ،‬وتعليم الناس‪ ،‬وإرشادهم لما فيه صالحهم؛ واالستفادة‬
‫من التقنية الحديثة‪ ،‬واالتصال السريع‪ ،‬في التصدي لكل فكر دخيل‪ ،‬إو انحراف عقدي عقيم‪ ،‬ومناقشة الشبهات ودحضها بالحجة والبرهان‪ ،‬وهذه‬
‫ِيرا َو َٰلَك َِّن أَ ۡكثَ َر‬
‫ِيرا َونَذ ٗ‬ ‫س ۡل َٰنَكَ ِإ َّال َكآفَّ ٗة لِلنَّ ِ‬
‫اس بَش ٗ‬ ‫صورة من صور عولمة الثقافة اإلسالمية‪ ،‬وتحقيق معنى عالمية اإلسالم‪ ،‬فاهلل تعالى يقول‪َ :‬‬
‫﴿و َما ٓ أ َ ۡر َ‬
‫اس َال َيعۡ لَ ُمونَ ﴾ ‪,‬‬
‫‪89 88‬‬
‫ٱلنَّ ِ‬

‫‪198‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬سبل مواجهة العوملة الثقافية‬
‫يظهر لكل ذي بال مدى خطورة العولمة الثقافية على العالم اإلسالمي خاصة‪ ،‬مما يستوجب حتماً تظافر الجهود من أجل مواجهتها‪ ،‬ودحض‬
‫مخططاتها‪ ،‬والتحصين ضد اخطارها؛ للمحافظة على الهوية اإلسالمية‪ ،‬والبعد عن ُسبل التفكك األسري‪ ،‬واالنحالل األخالقي‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض الخطوات التي من شأنها التصدي لتحديات العولمة الثقافية‪ ،‬والوقاية من خطرها‪:‬‬
‫العمل الدؤوب على بناء حصانة مانعة وقوية‪،‬تعمل على ترسخ القيم اإلسالمية األصيلة‪ ،‬وغرس حب االنتماء واالعتزاز بالهوية اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫في نفوس أبناء اإلسالم؛ وذلك بتحسين مستوى التعليم والتربية لجميع أفراد المجتمع؛ فيكتسب األفراد رؤية صحيحة عن قناعة وإيمان بتميز الثقافة‬
‫اإلسالمية عن غيرها من الثقافات‪"،90‬فاألمة التي ال تثق بقدراتها وال تقدر إمكاناتها الذاتية حق قدرها ال يمكن إال أن تكون على الدوام ظال‬
‫لآلخرين‪ ،‬تابعة لهم‪ ،‬ال تعتمد إال ما يقولون‪ ،‬وال تنفذ إال ما يقررون‪ ،‬وهذا هو التسول الحضاري بعينه‪ ،‬الذي يمثل قمة العجز والفشل واالستسالم‬
‫‪91‬‬
‫أمام التحديات التي تواجهها"‬
‫العمل على تنمية روح المشاركة بين أفراد المجتمع المسلم عامة‪ ،‬وأهل الحل والربط خاصة في حل مشكالت األمة‪ ،‬واالهتمام بالحوار‬ ‫‪.2‬‬
‫البناءة التي تسعى إلى تضيق دائرة الخالف‪ ،‬واستجالب نقاط االتفاق؛ لتقف األمة صامدة وقوية‪ ،‬مجتمعة الكلمة أمام عدوها‬
‫الهادف‪ ،‬والمناقشة ّ‬
‫العولمة‪ ،‬فيعود لألمة مجدها السابق من جديد‪.‬‬
‫استغالل وسائل اإلعالم‪ ،‬والقنوات الفضائية‪ ،،‬في إظهار صورة اإلسالم الحقيقية‪ ،‬ودفع الشبهات المثارة حوله‪ ،‬وبيان عالميته‪ ،‬ودعوته‬ ‫‪.3‬‬
‫لإلنسانية عامة‪ ،‬وتبرئته من دعوى كونه نظام قد ُفرض عنوة وقس اًر على الناس‪ ،‬وذلك بتكثيف الجهود على العمل الجاد في سبيل تنقية الثقافة‬
‫اإل سالمية مما يشوبها من مخلفات العولمة‪ ،‬وإظهارها صافية صحيحة في مواجهة مفاهيم الفوضي واإلباحية التي تنتجها العولمة‪ ،‬واستخدام‬
‫وسائل التقنية والتكنولوجيا في تعريف الناس عليها‪ ،‬وتقديمها كبديل صحيح ونافع على مستوى عالمي يجد فيها الناس من المزايا ما ينفع العباد‬
‫‪92‬‬
‫والبالد‪.‬‬
‫بيان حقيقة العولمة وفكرها الذي تدعو إليه‪ ،‬وظروفها المحيطة بها‪ ،‬والبيئة التي تصلح لنمو ثمارها فيها‪ ،‬ومقارنة ذلك بخصوصية الرؤية‬ ‫‪.4‬‬
‫اإلسالمية للحياة والموت‪ ،‬والدنيا واآلخرة‪ ،‬وعالقة اإلنسان باهلل تعالى‪ ،‬حيث يتبين استحالة الجمع بين متناقضين يهدم أحدهما اآلخر‪ ،‬وهذا بدوره‬
‫يؤدي إلى امتناع ذوبان الثقافة اإلسالمية في تيار العولمة‪.‬‬
‫الدعوة إلى محافظة المسلم على هويته اإلسالمية‪ ،‬وتميز شخصيته المستقلة‪ ،‬وعقيدته الراسخة‪ ،‬والحث على إعادة وحدة وتماسك األمة‬ ‫‪.5‬‬
‫‪93‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مع االستفادة من خير ما أنجزته المدنية الغربية‪ ،‬دون الركون إلى ثقافتهم الخاوية‪ ،‬إلتي تتعارض مع الثقافة اإلسالمية‪.‬‬
‫وضع استراتيجية شاملة من المؤسسات التعليمية والثقافية المحلية‪ ،‬والمنظمات التربوية اإلسالمية اإلقليمية تهدف في مجملها‪ :‬إلى مواجهة‬ ‫‪.6‬‬
‫رد‬
‫سلبيات العولمة في بعدها الثقافي‪ ،‬واالستفادة منها في إيجابياتها‪ ،‬وهذه االستراتيجية تراعي الواقع الذي يعيشه الشباب المسلم‪ ،‬مع مالحظة ّ‬
‫االعتبار لإلنسان المغيب في عملية التنمية والبناء‪ ،‬وتهميش الطاقات والكفاءات الثقافية والعلمية‪ ،‬وتدهور وضع النظام التعليمي والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪94‬‬

‫االهتمام بتربية وتثقيف الشباب االهتمام بتربية وتثقيف الشباب المسلم وتوجيههم‪ ،‬من خالل المحاضرات العلمية والتوجيهية‪ ،‬والدورات‬ ‫‪.7‬‬
‫التربوية المستمرة أو المؤقتة‪ ،‬وإقامة المخيمات الشبابية الصيفية‪ ،‬والمهرجانات العامة والمؤتمرات‪ ،‬والعروض المسرحية‪ ،‬وكتابة األفالم والمسرحيات‬
‫ثم عرضها في المسارح ودور العرض السينمائية‪ ،‬وإعداد شخصية المسلم المعاصر إعداداً كامالً من حيث العقيدة‪،‬‬
‫التربوية والتثقيفية الهادفة‪ ،‬ومن َّ‬
‫تتكون ّ‬
‫األمة الواحدة المتحضرة التي ال تبقى فيها ثغرة تتسلل منها إغراءات العولمة‬ ‫واألخالق والقيم‪ ،‬والمشاعر والذوق‪ ،‬والفكر والمادة‪ ،‬حتى ّ‬
‫الثقافية الالدينية‪ ،‬واالجتماعية الجنسية اإلباحية‪.‬‬
‫إعداد المناهج الدراسية بصورة جديدة تجمع بين األصالة والمعاصرة‪ ،‬واالهتمام بتطويرها ودعمها‪ ،‬وتضمينها بترسيخ العقيدة اإلسالمية‬ ‫‪.8‬‬
‫الصحيحة‪ ،‬والمنهج السوي المتزن‪ ،‬والقيم األخالقية النبيلة‪ ،‬فهذا كفيل بغرس‪ ،‬وتعزيز التربية الصحيحة القويمة لألمة‪ ،‬إلتي تحافظ على تماسك‬
‫‪95‬‬
‫المجتمع‪ ،‬وتحقيق وحدته الفكرية‪ ،‬وتعين على مواجهة تحديات العولمة‪.‬‬
‫اخلـــــــــــــامتـــــــــــة‬
‫الحمد هللا الذي تتم بنعمته الصالحات‪ ،‬وتبلغ الغايات‪ ،‬وتُنال المكرمات‪ ،‬وتفرج الكربات‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبينا محمد صاحب المعجزات‬
‫الباهرات‪ ،‬واآليات البينات‪ ،‬وبعد‪ :‬فهذه صورة لمخاطر العولمة والتي تدعو المسلمين إلى الحذر في التعامل والتفاعل معها‪ ،‬والسعي الحثيث للعودة‬

‫‪199‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫إلى اإلسالم الصحيح‪ ،‬واالعتزاز به وبتاريخ األمة واالفتخار بهويتها‪ ،‬مع االستفادة من المعاصرة النافعة‪ ،‬واالنتقاء الحذر لعلومها‪.‬وقد توصلت‬
‫في نهاية البحث إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫ظهرت العولمة أوالً كمصطلح في مجال التجارة والمال واالقتصاد‪ ،‬ثم أصبحت تشمل أيضا المبادالت واالتصاالت والسياسة والتربية‬ ‫‪.1‬‬
‫واالجتماع والفكر واالعتقاد‪.‬‬
‫قيام العولمة على مجاالت خمسة مختلفة متداخلة فكل مجال منها ُيعد مقوم لآلخر ومساند له‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تهديد العولمة لمفاهيم وأصول العقيدة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تهدف العولمة إلى تمزيق األمة اإلسالمية‪ ،‬واالعتداء على قيمها ومبادئها األصيلة‪ ،‬والدعوة إلى التخلي عنها‪,‬‬ ‫‪.4‬‬
‫استخدم العالم الغربي لجميع الوسائل واإلمكانيات الحديثة ؛ليفرض ثقافة عالمية تُهيمن على ثقافات العالم األخرى‪ ،‬من أهمها وسائل اإلعالم‬ ‫‪.5‬‬
‫المختلفة والقنوات الفضائية‪ ،‬والشبكات العنكبوتية‪ ،‬كما استخدموا الديموقراطية ومنظمات حقوق اإلنسان ومواثيق األمم المتحدة‪ ،‬لتحقيق هذا الهدف‬
‫إن العولمة تحقق صو ار من المنفعة التي استفاد الناس منها في نواح عدة في شؤون الحياة‪ ،‬فكما أنها ذات آثار سلبية‪ ،‬فكذلك فإن لها من‬ ‫‪.6‬‬
‫اآلثار اإليجابية ما يمكن للمسلمين االستفادة منها‪ ،‬في نفع دينهم وشعوبهم المسلمة‪.‬‬
‫الواجب على المسلمين جمع الكلمة‪ ،‬وتظافر الجهود من أجل مواجهة العولمة‪ ،‬ودحض مخططاتها‪ ،‬والتحصين ضد اخطارها؛ للمحافظة‬ ‫‪.7‬‬
‫على الهوية والثقافة اإلسالمية‪.‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع‬
‫القرآن الكريم (جل منزلة وعال)‪.‬‬
‫آثار العولمة على عقيدة الشباب ‪ ،‬عبدالقادر صوفي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1427،‬هـ ‪،‬رابطة العالم اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلسالم في عصر العولمة‪ ،‬محمود حمدي الزقزوق ‪ ،‬مكتبة الشروق‪ ،‬الطبعة األولى ‪1421‬هـ‪2001 -‬م‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلسالم والعولمة‪ ،‬محمد إبراهيم المبروك وآخرون‪ ،‬الدار القومية العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلعالم العربي وتحديات العولمة الثقافية ‪،‬راضية الشرعبي ‪ ،‬مركز العهد الثقافي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫حفريات في الذاكرة‪( ،‬الخطاب العربي المعاصر) ‪ ،‬محمد الجابري ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪1994،‬م‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫حوار من اجل التعايش ‪،‬د‪ .‬عبد العزيز بن عثمان التو يجري ‪،1998،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫صحيح مسلم تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي ‪،‬دار إحياء التراث العربي ‪،‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الصرف التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم ‪ ،‬محمود سليمان ياقوت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1420،‬هـ ‪1999 -‬م‬ ‫‪.8‬‬

‫ظاهرة العولمة‪ :‬األوهام والحقائق ‪ ،‬محي محمد مسعد ‪ ،‬مطبعة اإلشعاع الفنية ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬العرب والعولمة ‪،‬بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬تحرير‪ :‬أسامة أمين الخولي ‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪1998،‬م ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ .11‬العولمة الثقافية وأثرها على الوطن العربي ‪،‬د‪ .‬محمد مصلح الزعبي ‪ ،‬موقع الفكر العربي‪:‬‬
‫‪ .12‬العولمة والتربية ‪ ،‬أحمد عبد هللا العلي ‪،‬دار الكتاب الحديث‪2002 ،‬م ‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ .13‬العولمة والثقافة اإلسالمية ‪ ،‬محمد الجوهري ‪2002،‬م ‪ ،‬دار األمين ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .14‬العولمة والعالم اإلسالمي ‪-‬أرقام وحقائق‪ -‬عبد سعيد عبد إسماعيل ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ .2001،‬م ‪،‬دار األنﺪلﺲ الخضﺮاء ‪.‬‬
‫‪ .15‬العولـمة والمستقبل‪ ..‬استراتيجية تفكير‪ ،‬سيار الجميل‪ -‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ .16‬العولمة‪ ..‬مقدمة في فكر واقتصاد وإدارة عصر الالدولة ‪ ،‬محسن أحمد الخضيري ‪1996،‬م ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .17‬العولمة‪( :‬ماهيتها‪-‬نشأتها‪-‬أهدافها‪-‬الخيار البديل) ‪ ،‬محمد بن سعيد أبو زعرور ‪،‬دار البيارق ‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ .18‬في مواجهة أزمة عصرنا ‪ ،‬د‪ .‬سمير أمين ‪1997،‬م ‪،‬سينا للنشر ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .19‬مجلة البيان ‪ ،‬العولمة بين منظورين ‪ ،‬المنتدى اإلسالمي ‪ ،‬إلعدد‪.)238( :‬‬
‫‪ .20‬مجلة الجديد في عالم المكتبات‪ ،‬العدد ‪.17‬‬
‫‪ .21‬مجلة النبأ‪ ،‬العدد (‪1422 ، )59‬هـ ‪2001،‬م‪.‬‬

‫‪200‬‬
2023 ‫) تشرين الثاني لعام‬11 -30( )1( ‫) العدد‬64( ‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد‬
.‫ العبيكان‬، ‫هـ‬1424، ‫ الطبعة األولى‬،‫ سهيلة زين العابدين حماد‬،‫ المرأة المسلمة ومواجهة تحديات العولمة‬.22
،1995 ، ‫ الطبعة األولى‬،‫ دار النفائس‬، ‫ محمد السماك‬،‫ موقع اإلسالم في صراع الحضارات والنظام العالمي الجديد‬.23
.‫ مصر‬،‫دار المعارف‬، ‫م‬2003، ‫ حسين كامل بهاء الدين‬.‫ د‬، ‫ الوطنية في عالم بال هوية‬.24
Index of sources and references:
.The Holy Qur’an (Glory be to Him and Most High)
The Effects of Globalization on the Faith of Youth, Abdul Qadir Sufi, first edition, 1427 AH, Muslim World
.League
Islam in the Age of Globalization, Mahmoud Hamdi Al-Zaqzouq, Al-Shorouk Library, first edition 1421 AH -
.2001 AD
.Islam and Globalization, Muhammad Ibrahim Al-Mabrouk and others, Arab National House, Cairo
.Arab media and the challenges of cultural globalization, Radha Al-Sharabi, Al-Ahed Cultural Center
Excavations in Memory, (Contemporary Arab Discourse), Muhammad Al-Jabri, fifth edition, 1994 AD,
.Center for Arab Unity Studies, Beirut
.Dialogue for coexistence, Dr. Abdel Aziz bin Othman Al-To Yari, 1998, Dar Al-Shorouk, Cairo
.Sahih Muslim, edited by: Muhammad Fouad Abdel Baqi, Arab Heritage Revival House, Beirut
Educational Morphology and Application in the Holy Qur’an, Mahmoud Suleiman Yaqut, First Edition, 1420
AH - 1999 AD
The Phenomenon of Globalization: Illusions and Realities, Mohi Muhammad Massad, Al-Ish’aa Art Press,
.Cairo
Arabs and Globalization, research and discussions of the intellectual symposium organized by the Center for
Arab Unity Studies, edited by: Osama Amin Al-Khouli, first edition, 1998 AD, Center for Arab Unity Studies,
.Beirut
Cultural globalization and its impact on the Arab world, Dr. Muhammad Musleh Al-Zoubi, Arab Thought
.website
.Globalization and Education, Ahmed Abdullah Al-Ali, Dar Al-Kitab Al-Hadith, 2002, Kuwait
.Globalization and Islamic Culture, Muhammad Al-Gohary, 2002, Dar Al-Amin, Cairo
Globalization and the Islamic World - Figures and Facts - Abd Saeed Abd Ismail, first edition, 2001. M, Dar
.Al-Andalus Al-Khadraa
Globalization and the Future... A Thinking Strategy, Sayar Al-Jamil - Al-Ahlia Publishing and Distribution,
.Amman
Globalization...an introduction to the thought, economy, and management of the non-state era, Mohsen
.Ahmed Al-Khudairi, 1996, Cairo
Globalization: (its nature - its origins - its goals - the alternative option), Muhammad bin Saeed Abu Zaarour,
.Dar Al-Bayariq, Amman
.In the face of the crisis of our time, Dr. Samir Amin, 1997, Sina Publishing, Cairo
)238( :.Al-Bayan Magazine, Globalization between Two Perspectives, Islamic Forum, Issue
.New Magazine in the World of Libraries, Issue 17
.Al-Naba Magazine, Issue (59), 1422 AH, 2001 AD
Muslim Women and Facing the Challenges of Globalization, Suhaila Zain Al-Abidin Hammad, first edition,
.1424 AH, Obeikan
The Place of Islam in the Clash of Civilizations and the New World Order, Muhammad Al-Sammak, Dar Al-
.Nafais, first edition, 1995
.Patriotism in a world without identity, Dr. Hussein Kamel Bahaa El-Din, 2003 AD, Dar Al-Maaref, Egypt
:‫املواقع اإللكرتونية‬
www.islamonline.net/Arab .1
http://alarabnews.com/alshaab/GIF/10-08-2001/MohamadEmara.htm .2
http://ar.islamway.net/book/957 .3
http://arabthought.org/content .4
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=219241&eid=1894 .5
http://islamstory.com .6
http://islamtoday.net/files/W_E_di/P_9.htm .7
201
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬
‫‪http://shamela.ws/index.php/author/1463 .8‬‬
‫‪http://www.aawsat.com/leader.asp? http://arabthought.org/content/ .9‬‬
‫‪http://www.aljabriabed.net/n54_02miskin .10‬‬
‫‪http://www.alzatari.net/research/199.html .11‬‬
‫‪، http://www.saaid.net/Doat/dali/12.htm .12‬‬
‫‪http://www.swmsa.net/articles.php?action .13‬‬
‫‪http://www.univbatna.dz/droit/culturearabemusulmane.htm .14‬‬
‫‪.www.aliman.org .15‬‬
‫‪www.balagh.com .16‬‬
‫‪www.islammemo.cc .17‬‬
‫هوامش البحث‬

‫انظر‪ :‬الصرف التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم ‪ ،‬محمود سليمان ياقوت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1420 ،‬هـ ‪1999 -‬م ‪ ،‬ص(‪.)37،38‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة‪ ..‬مقدمة في فكر واقتصاد وإدارة عصر الالدولة ‪ ،‬محسن أحمد الخضيري ‪1996 ،‬م ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص(‪.)16‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر‪ :‬العرب والعولمة ‪ ،‬بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬تحرير‪ :‬أسامة أمين الخولي ‪ ،‬الطبعة األولى‬ ‫‪3‬‬

‫‪1998 ،‬م ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص(‪.)135‬‬


‫الرقمي‪:‬‬ ‫األهرام‬ ‫موقع‬ ‫‪،‬‬ ‫مصطفى‬ ‫هالة‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫للدولة‬ ‫جديد‬ ‫دور‬ ‫العولمة‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=219241&eid=1894‬‬
‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬د‪ .‬صالح الرقب ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1423 ،‬هـ ‪2003-‬م ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬غزة ‪ ،‬ص(‪. )5‬‬ ‫‪5‬‬

‫انظر‪ :‬في مواجهة أزمة عصرنا ‪ ،‬د‪ .‬سمير أمين ‪ ،‬ص(‪ ، ) 94‬والعولمة الثقافية وأثرها على الوطن العربي ‪ ،‬د‪ .‬محمد مصلح الزعبي ‪ ،‬موقع‬ ‫‪6‬‬

‫العربي‪:‬‬ ‫الفكر‬
‫‪http://arabthought.org/content/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%84%D9%85%D%D9%88%‬‬
‫ظاهرة العولمة‪ :‬األوهام والحقائق ‪ ،‬محي محمد مسعد ‪ ،‬مطبعة اإلشعاع الفنية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص(‪.)47،48‬‬ ‫‪7‬‬

‫العولمة‪( :‬ماهيتها‪-‬نشأتها‪-‬أهدافها‪-‬الخيار البديل) ‪ ،‬محمد بن سعيد أبو زعرور ‪ ،‬دار البيارق ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ص(‪.)14‬‬ ‫‪8‬‬

‫العولمة ‪ ،‬خالد كاظم أبو دوح ‪ ،‬موقع مجلة العلوم االجتماعية‪http://www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=681 :‬‬ ‫‪9‬‬

‫حوار من اجل التعايش ‪ ،‬د‪ .‬عبد العزيز بن عثمان التو يجري ‪ ،1998 ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص(‪.)61‬‬ ‫‪10‬‬

‫التويجري‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫بن‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫‪:‬الدكتور‬ ‫اإلسالمي‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫الثقافية‬ ‫والحياة‬ ‫العولمة‬ ‫‪11‬‬

‫‪http://doc.abhatoo.net.ma/IMG/pdf/fev07_3.pdf‬‬
‫انظر‪ :‬العرب والعولمة ‪ ،‬بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬تحرير‪ :‬أسامة أمين الخولي ‪ ،‬ص(‪.)137‬‬ ‫‪12‬‬

‫العولمة ‪ ،‬د‪ .‬صالح الرقب ‪ ،‬ص(‪.)8‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪http://www.aawsat.com/leader.asp? .‬‬ ‫‪ 14‬نظرية حول كل شيء ‪ ،‬توماس فريد مان ‪ ،‬موقع جريدة الشرق األوسط‪:‬‬
‫انظر‪ :‬إعالم العولمة وتأثيره في المستهلك ‪ ،‬أحمد مصطفى عمر‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد رقم‪ ، )256( :‬يونيو ‪2000‬م ‪ ،‬ص(‪.)74‬‬ ‫‪15‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة والهوية الثقافية ‪ ،‬عولمة الثقافة أم ثقافة العولمة ‪ ،‬عبد اإلله بلقيزير ‪ ،‬مجلة المستقبل العربي ‪ ،‬العدد رقم‪ ، )229( :‬ص(‪.)314‬‬ ‫‪16‬‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬ص(‪.)318‬‬ ‫‪17‬‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬والصفحة نفسها‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫مؤتمر الدعوة اإلسالمية ومتغيرات العصر‪ ،‬محمد شعبان علوان ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ 2005 ،‬م‪ ،‬ص(‪)870‬‬ ‫‪19‬‬

‫نعوم تشومسكي‪( :‬مولود في ‪ 7‬ديسمبر ‪ 1928‬فيالدلفيا‪ ،‬بنسلفانيا) هو أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي‪ ،‬من أشهر علماء اللغة في العصر‬ ‫‪20‬‬

‫صوت له كـ "أبرز مثقفي العالم"‬


‫الحديث ويجيد العبرية وعاش بعض الوقت في إسرائيل‪ ،‬وقد ُوصف تشومسكي بالشخصية الثقافية البارزة‪ ،‬حيث ُ‬
‫في استطالع للرأي عام ‪ .2005‬انظر‪ :‬موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية ‪ ،‬عبد الوهاب المسيري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2004 ،‬م ‪ ،‬دار الشروق‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ ، )69 /7( ،‬والموسوعة الحرة ويكيبيديا ‪http://ar.wikipedia.org/wiki ،‬‬

‫‪202‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬

‫العولمة بين منظورين ‪ ،‬د‪ .‬محمد امخرون ‪ ،‬مجلة البيان ‪ ،‬العدد‪ ، )238( :‬ص( ‪.)118‬‬ ‫‪21‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة في اإلعالم ‪ ،‬د ‪ .‬مالك بن إبراهيم األحمد ‪ ،‬مجلة البيان ‪ ،‬العدد‪ ، )148( :‬ص(‪ ، )114‬نقال عن‪ :‬العولمة الثقافية ‪Global‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ ، Culture‬مجلة ناشيونال جوغرافيك األمريكية‪.‬‬


‫انظر‪ :‬خطر العولمة الثقافية ‪ ،‬حامد العلي ‪ ،‬موقع طريق اإلسالم‪http://ar.islamway.net/book/957 :‬‬ ‫‪23‬‬

‫انظر‪ :‬المنجد في اللغة واألعالم ‪ ،‬مجموعة باحثين ‪ ،‬ط‪2000 ، 38‬م ‪ ،‬دار المشرق ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص(‪ ، )875‬ولسان العرب ‪ ،‬ابن منظور ‪،‬‬ ‫‪24‬‬

‫دار صادر‪ ،‬بيروت (‪ ، )376-375/15‬والمعجم الوسيط‪ ،‬إبراهيم مصطفى وآخرون ‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجمع اللغة العربية ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1972 ،‬م ‪،‬‬
‫دار الدعوة ‪.)1039/2( ،‬‬
‫انظر‪ :‬الغيرية أحد مباحث الوجود ‪ ،‬د‪ .‬عبد اإلله بن عرفة ‪ ،‬مجلة حوليات التراث ‪ ،‬العدد‪2005 ، )4( :‬م ‪http://annales.univ- ،‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ ، mosta.dz/index.php/archive/157.html‬والموسوعة الفلسفية العربية ‪1995 ،‬م ‪ ،‬معهد إنماء العربي‪ ،‬بيروت‪.)821/1( .‬‬
‫المعجم الفلسفي ‪ ،‬إصدار مجمع اللغة العربية ‪1979 ،‬م ‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص(‪.)208‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪.‬‬ ‫اإلصالح المنشود ‪ ،‬عباس الجراري ‪ ،‬الموقع اإللكتروني لألستاذ عباس الجراري‪:‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪www.abbesjirari.com‬‬
‫هويتنا اإلسالمية بين التحديات واالنطالق ‪ ،‬ندوات البيان ‪ ،‬محمد إسماعيل ‪ ،‬مجلة البيان ‪ ،‬العدد‪ ، )128( :‬ص(‪.)54‬‬ ‫‪28‬‬

‫معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ‪ ،‬أحمد زكي بدوي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1977 ،‬م ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص(‪.)185‬‬ ‫‪29‬‬

‫التعريفات ‪ ،‬علي الجرجاني ‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1405 ،‬هـ ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص(‪.)320‬‬ ‫‪30‬‬

‫انظر‪ :‬الهوية الحضارية ‪ ،‬د‪ .‬محمد عمارة ‪ ،‬مجلة المحاور ‪ ،‬النمسا ‪ ،‬ص(‪.)33‬‬ ‫‪31‬‬

‫هويتنا اإلسالمية بين التحديات واالنطالق ‪ ،‬ندوات البيان ‪ ،‬جمال سلطان ‪ ،‬مجلة البيان ‪ ،‬العدد‪ ، )128( :‬ص(‪.)54‬‬ ‫‪32‬‬

‫الهوية اإلسالمية ‪ ،‬خليل نوري ‪2009 ،‬م ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مركز البحوث والدراسات اإلسالمية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ص(‪)45‬‬ ‫‪33‬‬

‫التربية وتدعيم الهوية العربية اإلسالمية في عصر العولمة ‪ ،‬محمود يوسف ‪ ،‬مؤتمر التربية وبناء المسلم المعاصر ‪ ،‬جامعة أم القرى ‪ ،‬معهد‬ ‫‪34‬‬

‫البحوث العلمية وإحياء التراث اإلسالمي ‪ ،‬مركز التعليم اإلسالمي ‪ ،‬مكة المكرمة ‪1427 ،‬هـ ‪ ،‬ص(‪.)35‬‬
‫‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬أزمة البحث عن هوية في مواجهة الحضارة الغربية‪ ،‬د‪ .‬محمد النبهان‪:‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪http://www.alkeltawia.com/site2/pkg09/index.php?page=show&ex=2&dir=dpages&cat=871‬‬
‫هويتنا اإلسالمية بين التحديات واالنطالق ‪ ،‬ندوات البيان ‪ ،‬جمال سلطان ‪ ،‬مجلة البيان ‪ ،‬العدد‪ ، )128( :‬ص(‪.)55‬‬ ‫‪36‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬من اآلية‪.)138( :‬‬ ‫‪37‬‬

‫انظر‪ :‬مؤشرات الحفاظ على الهوية‪ ،‬د‪ .‬سليمان العقيل ‪ ،‬مجلة الملك سعود‪ .)43 /16( ،‬الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬القرطبي ‪ ،‬تحقق‪ :‬هشام‬ ‫‪38‬‬

‫سمير البخاري ‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2003 ،‬م ‪ ،‬دار عالم الكتب ‪ ،‬الرياض ‪.)144/2( ،‬‬
‫متبحر فـي العلـم‪،‬‬
‫متفنن ّ‬
‫هو األمام العالمة أبو عبد هللا‪ ،‬محمد بن أحمد بن أبي بكر بن ْفرْح األنصاري‪ ،‬الخزرجي‪ ،‬القرطبي‪ ،‬ولد بقرطبة‪ ،‬إمام ّ‬
‫‪39‬‬

‫طالعه ووفور فضله‪ ،‬وقد سارت بتفسيره الركبان وهو تفسير عظيم فـي بابه‪ ،‬قال عنه ابن فرحون‪" :‬كان من‬ ‫تدل علـى كثرة ا ّ‬
‫له تصانـيف مفـيدة ّ‬
‫عباد هللا الصالحين‪ ،‬والعلماء العارفين‪ ،‬الورعين‪ ،‬الزاهدين في الدنيا‪ ،‬المشغولين بما يعنيهم من أمور اآلخرة‪ ،‬أوقاته معمورة ما بين توجيه‪ ،‬وعبادة‪،‬‬
‫وتصنيف" توفـي أوائل سنة إحدى وسبعين وستمائة‪ .‬انظر‪ :‬الوافي بالوفيات ‪ ،‬الصفدي ‪ )87/2( ،‬والديباج المذهب في معرفة علماء المذهب‬
‫المالكي ‪ ،‬ابن مزحون المالكي ‪1996 ،‬م ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪.)406/1( ،‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬القرطبي ‪ ،‬تحقق‪ :‬هشام سمير البخاري ‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2003 ،‬م ‪ ،‬دار عالم الكتب ‪ ،‬الرياض ‪.)144/2( ،‬‬ ‫‪40‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬صالح الرقب ‪ ،‬ص(‪)27‬‬ ‫‪41‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة والعالم اإلسالمي ‪ -‬أرقام وحقائق‪ -‬عبد سعيد عبد إسماعيل ‪ ،‬دار األنﺪلﺲ الخضﺮاء ‪ ،‬الﻄبعة األولى ‪ .2001 ،‬م ‪ ،‬ص(‪-7‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪.)8‬‬
‫انظر‪ :‬اإلسالم والعولمة‪ ،‬محمد إبراهيم المبروك وآخرون‪ ،‬الدار القومية العربية‪ ،‬القاهرة ‪.)96 – 95( ،‬‬ ‫‪43‬‬

‫العولمة والهوية الثقافية ‪ ،‬عولمة الثقافة أم ثقافة العولمة ‪ ،‬عبد اإلله بلقيزير ‪ ،‬مجلة المستقبل العربي ‪ ،‬العدد رقم‪ ، )229( :‬ص(‪.)314‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪203‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬

‫العولمة ‪ ،‬صالح الرقب ‪ ،‬ص(‪.)28‬‬ ‫‪45‬‬

‫انظر ‪ :‬رؤيتنا الثقافية وتحديات العولمة‪ ،‬موسى عبد هللا ‪ ،‬مجلة النبأ‪2001/1422 ، ،‬م ‪ ،‬العدد (‪.)59‬‬ ‫‪46‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة والتربية ‪ ،‬أحمد عبد هللا العلي ‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪2002 ،‬م ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ص(‪.)21‬‬ ‫‪47‬‬

‫انظر‪ :‬رؤيتنا الثقافية وتحديات العولمة‪ ،‬موسى عبد هللا ‪ ،‬مجلة النبأ‪ ، ،‬العدد (‪.)59‬‬ ‫‪48‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬محمد أبو زعرور ‪ ،‬ص(‪.)42‬‬ ‫‪49‬‬

‫انظر‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬والصفحة نفسها‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫انظر‪ :‬مقال‪ :‬تحديات النظام العالمي الجديد‪ ،‬عماد الدين خليل ‪ ،‬موقع اإلسالم على الطريق‪www.islamonline.net/Arab ،‬‬ ‫‪51‬‬

‫انظر‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬صالح الرقب ‪ ،‬ص(‪.)43‬‬ ‫‪53‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬محمد أبو زعرور ‪ ،‬ص(‪.)45‬‬ ‫‪54‬‬

‫انظر‪ :‬المرأة المسلمة ومواجهة تحديات العولمة‪ ،‬سهيلة زين العابدين حماد‪ ،‬الطبعة األولى ‪1424 ،‬هـ ‪ ،‬العبيكان ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ص(‪.)87-84‬‬ ‫‪55‬‬

‫سورة هود ‪ ،‬اآلية‪)118( :‬‬ ‫‪56‬‬

‫محمد عابد الجابري‪ ،‬أستاذ الفلسفة والفكر العربي اإلسالمي في كلية اآلداب بالرباط ‪ ،‬ولد في فكيك بالمغرب في ‪ 27‬ديسمبر‪1936 ،‬م ‪ ،‬نشأ‬ ‫‪57‬‬

‫عند أخواله بعد أن انفصلت والدته عن والده‪ ،‬فلقى عناية فائقة من أهله‪ ،‬فكان جده ألمه يحرص على تلقينه بعض السور القصيرة من القرآن وبعض‬
‫األدعية‪ ،‬ثم ألحقه بالكتاب فتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن في صغره ‪ ،‬درس الفرنسية‪ ،‬وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة في عام‬
‫‪1967‬م‪ ،‬ثم الدكتوراه في الفلسفة عام ‪1970‬م من كلية اآلداب بالرباط‪ ،‬عمل كمعلم ثم شغل كأستاذ للفلسفة والفكر العربي اإلسالمي في كلية‬
‫اآلداب بالرباط ‪ ،‬له مؤلفات عديدة منها‪ :‬نحن والتراث‪ ،‬العصبية والدولة‪ ،‬مدخل إلى القرآن‪ ،‬وغيرها‪ ،‬توفي –رحمه هللا‪ -‬في ‪ 3‬مايو‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫انظر‪ :‬مجلة الجديد في عالم المكتبات‪ ،‬العدد ‪ ،17‬وحفريات في الذاكرة‪( ،‬الخطاب العربي المعاصر) ‪ ،‬محمد الجابري ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪1994 ،‬م‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص(‪ ، )5-3‬وقراءة في فكر الدكتور محمد عابد الجابري‪ ،‬عبد العزيز الوهيبي‪ ،‬مجلة البيان‪ ،‬العدد ‪،71‬‬
‫ص(‪.)74‬‬
‫‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬مقال‪ :‬الثقافة في زمن العولمة ‪ ،‬محمد عابد الجابري‪:‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪http://www.aljabriabed.net/n54_02miskin.htm‬‬
‫‪.‬‬ ‫مقال‪ :‬الحفاظ على الهوية والثقافة اإلسالمية في إطار الرؤية المتكاملة ‪ ،‬د‪ .‬عبدالعزيز التويجري‪:‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪http://islamtoday.net/files/W_E_di/P_9.htm‬‬
‫انظر‪ :‬العولمة الثقافية ‪ ،‬مبارك بقنة ‪http://www.saaid.org/Doat/mubarak/14.htm ،‬‬ ‫‪60‬‬

‫انظر‪ :‬موقع اإلسالم في صراع الحضارات والنظام العالمي الجديد‪ ،‬محمد السماك ‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1995 ،‬ص(‪.)153 ، 17‬‬ ‫‪61‬‬

‫سورة محمد ‪ ،‬من اآلية‪.)12( :‬‬ ‫‪62‬‬

‫الوطنية في عالم بال هوية ( تحديات العولمة ) ‪ ،‬د‪ .‬حسين كامل بهاء الدين ‪2003 ،‬م ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص(‪) 151 ، 150‬‬ ‫‪63‬‬

‫سورة المائدة ‪ ،‬من اآلية‪.)3( :‬‬ ‫‪64‬‬

‫سورة الكافرون ‪ ،‬األيتان‪.)2 -1( :‬‬ ‫‪65‬‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬آية‪.) 85 ( :‬‬ ‫‪66‬‬

‫انظر‪ :‬خطر العولمة الثقافية ‪ ،‬حامد العلي ‪ ،‬موقع طريق اإلسالم‪http://ar.islamway.net/book/957 :‬‬ ‫‪67‬‬

‫مستقبل الحضارة اإلسالمية في ظل العولمة‪ ،‬السيد عقيل حسين المنور‪ ،‬أبحاث ووقائع المؤتمر العام الخامس عشر للمجلس األعلى للشئون‬ ‫‪68‬‬

‫اإلسالمية‪2003 ،‬م ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص(‪.)90‬‬


‫انظر‪ :‬العرب والعولمة ‪ ،‬العولمة والهوية الثقافية ‪ ،‬محمد الجابري ‪ ،‬ص(‪.)137‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬خطاب العولمة راهنية المفهوم‪ ..‬كونية الهيمنة ‪ ،‬ذاكر الحبيل ‪ ،‬مجلة الكلمة ‪ ،‬العدد‪:) 19( :‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪.WWW.Kalema.net‬‬
‫‪204‬‬
‫جملة اجلامعة العراقية اجمللد (‪ )64‬العدد (‪ )11 -30( )1‬تشرين الثاني لعام ‪2023‬‬

‫سورة الروم ‪ :‬اآلية‪.)22( :‬‬ ‫‪71‬‬

‫سورة الكهف ‪ ،‬من اآلية‪.)29( :‬‬ ‫‪72‬‬

‫سورة النحل ‪ ،‬من اآلية‪.)44( :‬‬ ‫‪73‬‬

‫سورة فصلت ‪ ،‬االية‪.)46( :‬‬ ‫‪74‬‬

‫اإلسالم والعولمة الرأسمالية ‪ ،‬عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب ‪ ،‬سلسلة دعوة الحق ‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي‪2003 ،‬م ‪ ،‬العدد‪، )203( :‬‬ ‫‪75‬‬

‫ص(‪.)4‬‬
‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬صالح الرقب ‪ ،‬ص(‪.)31‬‬ ‫‪76‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة واللغة العربية ‪ ،‬عالء الدين زعتري ‪ ،‬موقع الدكتور الزعتري‪:‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪http://www.alzatari.net/research/199.html .‬‬
‫اإلعالم العربي وتحديات العولمة الثقافية ‪ ،‬راضية الشرعبي ‪ ،‬مركز العهد الثقافي ‪.)47 /4( ،‬‬ ‫‪78‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬صالح الرقب ‪ ،‬ص(‪.)34‬‬ ‫‪79‬‬

‫الشباب المسلم والعولمة ‪ ،‬كامل الشريف ‪ ،‬موقع صحيفة البالغ ‪www.balagh.com:‬‬ ‫‪80‬‬

‫انظر‪ :‬آثار العولمة على عقيدة الشباب ‪ ،‬عبدالقادر صوفي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1427 ،‬هـ ‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي ‪ ،‬ص(‪.)48‬‬ ‫‪81‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬صالح الرقب ‪ ،‬ص(‪.)31‬‬ ‫‪82‬‬

‫انظر‪ :‬اإلسالم في عصر العولمة‪ ،‬محمود حمدي الزقزوق ‪ ،‬مكتبة الشروق‪ ،‬الطبعة األولى ‪1421‬هـ‪2001 -‬م‪ ،‬ص(‪ ، )19-18‬الوطنية في‬ ‫‪83‬‬

‫عالم بال هوية ‪ ،‬حسين كامل بهاء الدين ‪ ،‬ص (‪.)63-62‬‬


‫انظر‪ :‬العرب والعولمة ‪ ،‬بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬تحرير‪ :‬أسامة أمين الخولي ‪ ،‬ص( ‪-126‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪.)128‬‬
‫انظر‪ :‬اإلعالم العربي وتحديات العولمة الثقافية ‪ ،‬راضية الشرعبي ‪.)47 /4( ،‬‬ ‫‪85‬‬

‫انظر‪ :‬لماذا تحارب أمريكا التعليم اإلسالمي ‪ ،‬عمرو توفيق‪ ،‬موقع مفكرة اإلسالم ‪www.islammemo.cc‬‬ ‫‪86‬‬

‫انظر‪ :‬العولمة ‪ ،‬د‪ .‬صالح الرقب ‪ ،‬ص(‪.)34‬‬ ‫‪87‬‬

‫سورة سبأ ‪ ،‬من اآلية‪.)28( :‬‬ ‫‪88‬‬

‫انظر‪ :‬اإلعالم العربي وتحديات العولمة الثقافية ‪ ،‬راضية الشرعبي ‪.)47 /4( ،‬‬ ‫‪89‬‬

‫انظر‪ :‬مخاطر العولمة على الهوية الثقافية ‪ ،‬د‪ .‬محمد عمارة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1999 ،‬م ‪ ،‬نهضة مصر للطباعة ‪ ،‬ص(‪.)44‬‬ ‫‪90‬‬

‫المرجع السابق والصفحة نفسها‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫العربي‪:‬‬ ‫الفكر‬ ‫موقع‬ ‫‪،‬‬ ‫الزعبي‬ ‫مصلح‬ ‫محمد‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربي‬ ‫الوطن‬ ‫على‬ ‫وأثرها‬ ‫الثقافية‬ ‫العولمة‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪http://arabthought.org/content/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A‬‬
‫اانظر‪ :‬لعولمة والثقافة اإلسالمية ‪ ،‬محمد الجوهري ‪2002 ،‬م ‪ ،‬دار األمين ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص(‪.)126‬‬ ‫‪93‬‬

‫الجزائري‬ ‫القضائي‬ ‫التنظيم‬ ‫موقع‬ ‫علي‪،‬‬ ‫أجقو‬ ‫‪،‬‬ ‫العولمة‬ ‫وتحديات‬ ‫اإلسالمية‬ ‫العربية‬ ‫الثقافة‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪http://www.univbatna.dz/droit/culturearabemusulmane.htm‬‬
‫انظر‪ :‬العولـمة والمستقبل‪..‬استراتيجية تفكير‪ ،‬سيار الجميل‪ -‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ص(‪.)99‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪205‬‬

You might also like