‫االدب الديني‬

‫تشهد مكتباتنا ومعارضنا المحلية والدولية للكتاب ك ّما هائال من كتب األدب الديني الموجه‬
‫إلى الطفل بصيغه التعبيرية واألجناسية المختلفة‪ ،‬وبأشكاله المتنوعة‪ .‬وبقدر إيجابيته الكامنة‬
‫في مقاصده التوعوية و التنويرية‪ ،‬أثار هذا النوع من الكتابة من جهة أخرى مخاوف كثيرة‬
‫لدى المختصيين في التعاليم الدينية وخبراء في التربية وعلم النفس في أنّ أغلب هذا األدب لم‬
‫يحتكم إلى أهل االختصاص‪ ،‬وبذلك حدثت تجاوزات كبيرة في تقديم هذا اللون من الكتابة‪ ،‬فلم‬
‫تحترم المراحل العمرية للطفل‪ ،‬وقدمت مضامين دينية بعيدة ك ّل البعد عن اهتمامات ورغبات‬
‫الطفل النفسية والراهنية وبأشكال تفتقد للفنية واألبعاد الجمالية التّي تفتح شهية أطفالنا لتبني‬
‫الرسائل الهادفة في حياتهم‪.‬‬

‫إنّ األدب الديني يحتاج إلى استيعاب السياق التاريخي واالجتماعي والعاطفي الذي يعيشه‬
‫أطفالنا اليوم‪ ،‬وإدراك ال ّرهان في إكسابه مهارات القدرة على النقد و التمييز‪ ،‬خصوصا في‬
‫زمن الوسائط االعالمية الجديدة التى قد تكون فضاء لمعرفة دينية مشوهة أو ليست صحيحة‬
‫أو موجهة إيديولوجيا‪.‬‬

‫إنّ األدب الديني الموجه لألطفال والشباب يدفع المؤسسات المعنية و منها المركز الوطني‬
‫للكتاب بالتعاون مع المؤسسة الرسمية ووزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة‬
‫التربية الوطنية ووزارة الشباب والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة و‬
‫الناشرين إلى ضرورة الوعي بما ينشر في هذا المجال‪ ،‬وإلى مرافقة ما ينتج من أعمال‬
‫إبداعية في هذا االتجاه من أجل حماية أطفالنا من أشكال العنف والتطرف المدسوسة في‬
‫تضاعيف هذا األدب‪ ،‬وخلق القدرة لديهم على االعتزاز بدينهم اإلسالمي الصافي من كل أشكال‬
‫الشوائب‪ ،‬والمبني على القيم الجميلة‪.‬‬

‫تساوقا مع روح هذه االشكالية ينظم المركز الوطني للكتاب بالتعاون مع المجلس‬
‫اإلسالمي األعلى والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ملتقى وطنيا يتناول‬
‫المحاور اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬واقع كتاب األدب الديني الموجه إلى لطفل في الجزائر‪.‬‬

‫‪-2‬األدب الديني للطفل ومخاطر التصنيف واإلقصاء والتطرف‪.‬‬

‫‪-3‬القيم الدينية في األدب الديني وعالقتها بالمراحل العمرية للطفل‪.‬‬

‫‪-4‬كتاب األدب الديني الموجه للطفل والقيم االنسانية العالمية‪.‬‬

‫‪-5‬كتاب األدب الديني للطفل والمرجعية الدينية والثقافية للجزائريين‪.‬‬