Professional Documents
Culture Documents
العـنـوان أبعاد ترجمة قصص الأطفال الرقمية بين التحديات والآفاق
العـنـوان أبعاد ترجمة قصص الأطفال الرقمية بين التحديات والآفاق
مريم بن لقدر
جامعة اجلزائر – 2معهد الرتمجة (اجلزائر)meriem.benlakder@univ-alger2.dz ،
ملخص:
نسعى من خالل هذه الورقة البحثية إلى إلاجابة عن إلاشكالية التالية :فيما تتمثل أبعاد ترجمة
قصص ألاطفال الرقمية في عصرنا الحالي؟ وتكمن أهمية دراستنا في التعرف على دور الترجمة في
الحفاظ على ألاسس التربوية وألاخالقية والخصائص الثقافية في أدب الطفل باعتباره أدبا هادفا
ألاول ،ويستهدف فئة عمرية خاصة .وسنقوم بدراسة يضطلع بوظيفة أخالقية وتوجيهية في املقام ّ
تحليلية لبعض النماذج من ترجمات قصص ألاطفال الرقمية معتمدين على بعض من مبادئ النظرية
الغائية لهانس فرمير ) (Vermeer Hansواستراتيجيات التوطين والتغريب في الترجمة التي اقترحها
لورنس فينوتي ).(Lawrence Venuti
لقد توصلنا بعد الدراسة إلى أهمية ُ
البعدين التربوي والثقافي في ترجمة قصص ألاطفال
الرقمية وضرورة تحلي مترجمي هذه القصص بكثير من الوعي والحذر والانتقائية عندما ينقلونها إلى
ّ
اللغة العربية من خالل اختيار املحتويات الهادفة وتكييف تلك التي تتعارض مع ثقافة الطفل العربي
املسلم وتحديد وظائف الترجمة وظروف التلقي والوضعيات السياقية.
كلمات مفتاحية :أدب الطفل ،العصر الرقمي ،ترجمة ،تغريب ،توطين
Abstract:
In this paper we aim to identify the dimensions of translating children's
digital stories. The study significance lies in identifying the role of translation in
25
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
.1مقدمة:
ّأدت الثورة التكنولوجية اهلائلة إىل االنتشار الواسع لشبكة األنرتنت وتطور وسائل اإلعالم
واالتصال ممّا انعكس على كل اجملاالت السياسية واالجتماعية والثقافية .وقد تأثرت الساحة األدبية
الذي يعتمد اعتمادا كبريا بالعصر الرقمي حبيث ظهر ما يُعرف باألدب الرقمي
()Digital literature
على الوسائل التقنية احلديثة من ناحية اإلنتاج والتلقي على حد سواء .وقد اختلفت املواقف بشأن هذا
النوع األديب اجلديد بني مؤيد ومعارض ،إالّ أنّه أصبح يُشكل يف اآلونة األخرية واقعا ال ميكن إنكاره
بوصفه مثرة العالقة بني األدب مبعناه التقليدي وبني التكنولوجيات احلديثة اليت أصبحت ُُتيمن على حياة
األفراد اليومية ،كما أصبح هذا األدب يستهدف فئات كثرية ومتعددة من القراء من بينها فئة األطفال .من
جهة أخرى ،زاد اإلقبال على ترمجة احملتويات الرقمية والتفاعلية على شبكة األنرتنت مبا يف ذلك ترمجة
األدب الرقمي بأجناسه املختلفة بالنظر إىل أمهية الرتمجة يف مد جسور التواصل احلضاري وتعزيز االنفتاح
الثقايف .وسنسعى إىل معرفة أبعاد ترمجة قصص األطفال الرقمية من خالل دراسة بعض النماذج املرتمجة
لبعض من احملتويات الرقمية املوجودة على الشبكة العنكبوتية واملوجهة لألطفال بتطبيق بعض من مبادئ
وإسرتاتيجيات التوطني والتغريب يف الرتمجة اليت اقرتحها )(Vermeer Hans النظرية الغائية هلانس فرمري
فينويت ).(Lawrence Venuti لورنس
53
مريم بن لقدر
.2أدب الطفل
لقد ق ّدم املنظرون والدارسون تعريفات متعددة ومتنوعة ألدب الطفل باعتباره لونا أدبيا جديدا
مقارنة باأللوان األدبية األخرى اليت كانت سائدة من قبل ،إذ يعترب أدبا حديث النشأة ،ظهر عند الغرب
ّأوال ،مث انتقل إىل األدب العريب يف العقود األربعة األخرية من القرن العشرين .ويتوجه أدب الطفل إىل فئة
الصغار ويُراعي مستوياُتم اإلدراكية ومكتسباُتم التعليمية ،كما يؤدي وظائف كثرية ومتعددة تسهم
إسهاما كبريا يف تنشئة األطفال وصقل شخصياُتم وحتسني مداركهم وتكوين هوياُتم.
ترى صفية علية أ ّن أدب الطفل قد حظي بتعريفات كثرية تتعلق باألدب بشكل عام مبقاييس
طفولية (علية ،2322 ،ص ،(231 .أي إ ّن أغلب الدارسني والنقاد قد استوحوا تعريفات أدب الطفل
من تعريفات األدب وقاموا بتبسيطها وتكييفها مع طبيعة الشرحية العمرية اخلاصة بفئة األطفال ،وتذكر
يف السياق ذاته التعريف التايل الذي قدمه كفايت اهلل مهداين والذي يعترب فيه أدب األطفال ”جزء من
األدب بعمومه وحيمل خصائصه وصفاته ولكنه يُعىن فقط بطبقة حمدودة من القراء وهم األطفال“ (كما
هو مذكور لدى علية ،2322 ،ص (231 .وعليه ،يعترب أدب الطفل متشعبا عن األدب مبعناه العام
غري أنّه يتوجه إىل الصغار ،كما يتميز بصيغ أسلوبية ومجالية تتالءم مع مدارك األطفال ويتناول
موضوعات ُتدف إىل تنمية شخصية الطفل وتعزيز انتماءه وتوسيع معارفه.
فضال عن ذلك ،يعد أدب الطفل ” إنتاجا فكريا موجها لألطفال والناشئة يف مراحل أعمارهم
املختلفة ،أي هو كل ما يكتب ويقدم من مواد فيها عنصر اللّغة حمكية أو مكتوبة ،ويتضمن ذلك
الكتاب واجمللة والقلم والربنامج التلفازي على شكل قصة أو قصيدة أو نشيد أو مسرحية أو مقالة أو
كتاب علمي“ (اهلامشي ،صومان ،العزاوي وعليمات ،2332 ،ص.)22 .
يتضح لنا جليا أ ّن أدب الطفل يشمل أجناسا أدبية مكتوبة أو مقروءة ،خمتلفة ومتنوعة من
حيث األبعاد واخلصائص واألهداف وتشرتك يف استعمال اللّغة وتطويعها ،وُتدف إىل تنشئة الطفل
تنشئة سليمة.
54
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
القالب املناسب واللّغة السلسة واملفردات الواضحة والرتاكيب البسيطة املألوفة واألسلوب املباشر غري
املعقد أو املتكلف ،مع اعتماد اإلجياز والتبسيط.
فضال عن ذلك ،جيب أن ينتمي أدب الطفل إىل البيئة اليت يعيش فيها الطفل ويُرسخ هويته
ويزيد من اعتزازه بتارخيه وبوطنه (اهلامشي ،صومان ،العزاوي وعليمات 2332 ،ص )04-02 .حبيث
ميكنه من فهم احلاضر والتطلع للمستقبل ومعرفة عادات وتقاليد جمتمعه حىت ينشأ تنشئة سليمة خالية
من التناقضات.
56
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
يسعى أدب الطفل إىل ”تغذية جوانب الطفل الفكرية وتقوية نواحي اخلري فيه ،وتكوين
العواطف الس ليمة والوطنية الصادقة لديه ،وهو الوسيلة األوىل اليت يتعلم األطفال عن طريقها مواجهة
احلياة ومشاكلها ومصاعبها املختلفة“ (عبد اهلامشي ،صومان ،العزاوي وعليمات ،2332 ،ص،)22 .
أي إ ّن أدب الطفل ُخياطب فئة الصغار يف مراحلهم التكوينية املبكرة.
كما يشري فتحي ذياب سبيتان إىل أ ّن أدب الطفل ُخيلص الصغار والناشئة من املشاعر السلبية
والعدوانية ويهذب سلوكهم وجيعلهم ميالني للخري وجيعلهم يستمتعون باألساليب الفنية واجلمالية الراقية
ويتذوقون األدب( .سبيتان ،2322 ،ص)223 .
فضال عن الوظائف الرتبوية والتعليمية والتثقيفية اليت يؤديها أدب الطفل ،يعد وسيلة لإلمتاع
والرتفيه والتسلية والتخيل واملعرفة ويساعد على إدراك املعاين واستنباطها وتصوير العواطف البشرية وتنمية
املواهب واألذواق اجلمالية واألسلوبية (فاخوري ،2322 ،ص .)22 .وبالتايل ،يسمح أدب الطفل
بتنمية معارف األطفال وتوسيع دائرة اهتماماُتم ،وتنمية حب االستطالع واالكتشاف لديهم ،وتقوية
ذاكرُتم ،وتدريبهم على القراءة والفهم والتحليل واالستنتاج ،وهي كلها كفاءات حيتاجوهنم يف التحصيل
العلمي.
عالوة على ذلك ،يسهم أدب الطفل اإلسالمي يف تنشئة الطفل تنشئة منهجية تلتزم بتعاليم
الشريعة اإلسالمي ة وتقتدي بالسنة النبوية الشريفة وبنهج السلف الصاحل ،وتزرع حب اهلل والرسول صلى
عرف الطفل باملسؤولية امللقاة على
اهلل عليه وسلم يف قلوب األطفال وحتثهم على مكارم األخالق وتُ ّ
عاتقه واملتمثلة يف تبليغ رسالة اهلل .ومن أمثلة أدب األطفال يف اإلسالم جند بعض اآليات يف سورة
لقمان اليت ُخياطب فيها ابنه ،وبعض القصص اهلادفة من السرية النبوية ذات الصياغة البسيطة وامليسرة
للفهم ،فضال عن كتب الرتاث اليت تعرض جهود علماء املسلمني وأدباءهم يف جمال أدب الطفل واليت
تتنوع بني القصص واحلكايات واألشعار والنوادر والطرفة بعيدا عن األساطري واخلرافات( .النحوي،
،2322ص)022 .
57
مريم بن لقدر
باإلضافة إىل ذلك ،يعد أدب األطفال ”وسيطا تربويا يؤثر يف تربية الطفل وتكوين شخصيته،
وتكوين اجتاهاته ،وتنمية ذوقه الفين واألديب ،فضال عن تأصيل القيم اخللقية واجلمالية والرتبوية واللّغوية
والثقافية واملعرفية ،هبدف التسلية من جهة واالرتقاء بسلوكيات األطفال وأخالقهم من جهة أخرى “
(فاخوري ،2322 ،ص.)22-20 .
وبناء على ما سبق نستخلص أ ّن وظائف أدب الطفل كثرية ومتنوعة من أبرزها الوظائف الرتبوية
والتوجيهية والتعليمية والرتوحييةُ ،تدف إىل غرس القيم واملبادئ واألخالق احلميدة يف نفوس األطفال
وإعدادهم نفسيا واجتماعيا ،وتعريفهم بالعامل اخلارجي وبالبيئة اليت يعيشون فيها وبالشخصيات التارخيية
والفكرية والدينية ،وتنمية كفاءاُتم اللّغوية وقدرات الفهم والقراءة والتحليل.
.3ترجمة أدب الطفل
أصبحت دور النشر تعتمد يف اآلونة األخرية على ترمجة أدب الطفل الغريب إىل اللّغة العربية ،إذ
أصبحت الرتمجة تقوم بدور بارز يف احلركة الثقافية واألدبية املوجهة لفئة الصغار بالنظر إىل أمهيتها الكبرية
يف التعريف بالثقافات ومد جسور احلوار وفتح آفاق التبادل والتواصل .وتعود حركة الرتمجة اليت تستهدف
الكتابات املوجهة لألطفال لسنوات الستينيات من القرن العشرين ،حبيث بدأت يف عهد حممد علي باشا،
ويعد رفاعة الطهطاوي (ّ )2210-2232أول من ترجم كتابا لألطفال من اللّغة اإلجنليزية إىل اللّغة
العربية بعنوان "حكاية األطفال وعقلة األصبع" (مقدادي ،2322 ،ص ،)22 .وال زال نشاط الرتمجة
قائما إىل يومنا هذا خاصة يف اآلونة األخرية مع ظهور األدب الرقمي وتزايد احملتويات السمعية -البصرية
املوجهة لألطفال.
ولعل االهتمام برتمجة أدب الطفل مرده إىل الوعي بأمهيتها يف تعريف الطفل بالثقافات واحلضارات
ّ
األخرى وتوسيع معارفه ومداركه ،غري ّأهنا قد تؤدي أحيانا إىل زعزعة شخصيته وتغريبه عن جمتمعه إذا مل
تتم بطريقة مدروسة ومل تُراقب حمتوياُتا خاصة تلك املتعلقة باجلوانب الثقافية واالجتماعية واإليديولوجية.
يف السياق ذاته ،حيذر النحوي من كتب األطفال املرتمجة إىل اللّغة العربية ،فبعضها يتجاهل
اإلسالم أو يُطلق شعارات مسيئة ،كما يوصي بضرورة اختيار كتابات مرتمجة ال تدعو إىل معارضة
58
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
اإلسالم ،فمنها ما يدعو إىل النصرانية من خالل جعل هذا الدين حال للمشكالت االجتماعية.
(النحوي ،2322 ،ص )022 .لذلك ،جيب فرض رقابة على ترمجة أدب الطفل حىت ال تتحول إىل
معول يف يد املرتبصني باألمة العربية واإلسالمية هلدم األجيال القادمة.
إىل وجوب القيام برتمجة واعية ومرتابطة وفق بعض املبادئ اليت تراعي )(Vermeer يشري فرمري
النص اهلدف وذلك يف إطار النظرية الغائية (Vermeer, 1989/2004, p. 234) .وميكن تطبيق النظرية
الغائية يف ترمجة أدب الطفل من خالل حتديد األهداف من الرتمجة والوظائف اليت يسعى املرتجم إىل
حتقيقها – باعتباره وسيطا بني ثقافتني ولغتني يف آن واحد -مع مراعاة ظروف الرتمجة وسياقاُتا وحماولة
حتقيقها باختيار مجلة من التقنيات اليت تُتيح ذلك وترتبط ارتباطا وثيقا باهلدف الذي حيظى بقيمة أكرب من
الوضعية القائمة.
وفرمري ) (1986الرتمجة فعال وسريورة تتم يف )(Reiss فضال عن ذلك ،تعترب كل من رايس
وضعية خاصة ،وتتجلى أمهية هذه الوضعية على وجه اخلصوص عند التطرق إىل الرتمجة املوجهة لألطفال
اليت يتعني على املرتجم أن يراعي من خالهلا وضعية التلقي وطبيعة املتلقي وثقافته ومستوياته اإلدراكية
والنفسية والثقافية فضال عن متاشي طبيعة اهلدف مع الثقافة اهلدف والقيمة التواصلية للرتمجة.
ويف سياق احلديث عن اخلصائص والوضعيات والسياقات الثقافية ،يشري لورنس فينويت
والتغريب ()Domestication اتيجييت التوطني
) (Lawrence Venutiإىل إمكانية اعتماد اسرت ْ
بأهنا
عرف اسرتاتيجية التوطني ّ
( )Foreignizationيف الرتمجة بوصفهما موقفني أخالقيني جتاه الرتمجة ،ويُ ّ
اختزال عرقي للنص األجنيب يف القيم الثقافية للغة اهلدف من خالل منح األولوية للسالسة يف التعبري حبيث
اهلدف(Venuti, 1995, pp. . خيتار ما يتناسب مع ثقافة اللّغة اهلدف ويتجنب الغرابة لدى متلقي النص
أي إ ّن تطبيق اسرتاتيجية التوطني يف ترمجة أدب الطفل تقتضي من املرتجم توظيف أسلوب )19-20
مألوف ال يتضمن أي مفاهيم أو كلمات غريبة أو أجنبية حبيث يستطيع الطفل فهمها واستيعاهبا دون أن
يشعر بتناقضها أو غرابتها عن ثقافته ولغته.
59
مريم بن لقدر
ّأما فيما خيص اسرتاتيجية التغريب ،فيعتربها فينويت اسرتاتيجية موجهة حنو اللّغة املصدر تربز
االختالفات الثقافية واللسانية للنص األجنيب (Venuti, 1995, p. 15) ،إذ حتافظ هذه االسرتاتيجية على
كل ما هو غريب وأجنيب يف النص ،وقد يؤدي توظيفها يف ترمجة أدب الطفل إىل تغريب الصغار وزعزعة
حساس ذي شخصية هشة يف
مقومات هويتهم ،لذلك جيب التعامل حبذر معها أل ّن الطفل يعترب قارئ ّ
طور التكوين.
.4األدب الرقمي
شهدت البشرية يف اآلونة األخرية ثورة تكنولوجية هائلة وانتشارا واسعا لشبكة األنرتنت واألجهزة
غريت كل جوانب احلياة اليومية وأشكال التواصل والتفاعل اإلنساين.
اإللكرتونية واهلواتف احملمولة واليت ّ
وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أ ّن الشبكة العنكبوتية قد أصبحت من أبرز مصادر املعرفة ونشر
املعلومات وتبادهلا نظرا للتدفق العايل وخاصية املشاركة وسهولة وسرعة الولوج إىل املواقع اإللكرتونية.
باملوازاة مع ذلك ،ظهرت أشكال وألوان أدبية جديدة يف الفضاء االفرتاضي ،يكتبها وينشرها رواد
املواقع اإللكرتونية خاصة يف منصات التواصل االجتماعي واملدونات الرقمية واليت أصبح يُطلق عليها بـ
”األدب الرقمي“.
تُعرف زهور إكرام األدب الرقمي بأنّه ”تعبري عن تطور النص األديب .األدب ال يعيش الثبات من
ح يث نظامه وبنائه ،نظرا لكونه يعرف حتوالت يف شكله ولغته تبعا لتغري وسائطه مما يؤثر على خمتلف
مكوناته من جهة ،ونظام ترتيب تلك املكونات من جهة ثانية“( .كما هو مذكور لدى علية،2322 ،
ص ،)04 .فيصبح األدب الرقمي هبذا املعىن امتدادا لألدب التقليدي مبا أ ّن البُىن واألنظمة واألشكال
األدبية متحولة بتحول الوسائط والدعامات اليت تُنشر عربها.
وبناء على ما سبق ،ميكن تعريف األدب الرقمي بأنّه أدب جديد يعتمد على الوسائط التكنولوجية
احلديثة على اختالفها وتنوعها ،حيمل خصائص أسلوبية ولغوية ومجالية وأخرى إلكرتونية وتقنية ،كما
يتوجه إىل فئة معينة من القراء تتشكل أساسا من رواد املواقع اإللكرتونية.
60
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
يتميز األدب الرقمي مبجموعة من اخلصائص من أمهها سرعة النشر وسهولته بسبب غياب الرقابة
من جانب دور النشر وخاصية التفاعل ،واالعتماد على املثريات البصرية والروابط التشعبية ،االعتماد على
طريقة عرض تُرضي املتلقي وتزيد من نسبة املقروئية وتتمثل غالبا يف العرض املشهدي ،إشراك القارئ يف
العملية اإلبداعية ،التنوع والتعدد (مشري ،2323 ،ص ،)22-20 .فاألدب الرقمي يعتمد على
التكنولوجيات احلديثة من هواتف نقالة ولوحات إلكرتونية وحواسيب متطورة فضال عن شبكة األنرتنت
وهي وسائل تُسهل النشر اإللكرتوين على نطاق واسع ،حبيث يستطيع األدباء أو املؤلفون إنتاج نصوصهم
ونشرها ومشاركتها من أي مكان ويف أي وقت شرط أن ميلكوا حاسوبا موصوال بشبكة األنرتنت دون
احلاجة إىل البحث عن دور النشر أو التعاقد معها وااللتزام بشروطها .عالوة على ذلك ،يؤلف هؤالء
األدباء نصوصهم وفق قالب إلكرتوين معني يتميز بوجود روابط ورسومات وصور وحىت أصوات يف بعض
األحيان وبطريقة عرض تسهل القراءة وجتعل القراء يُقبلون على تصفح املنشورات املتنوعة واملرتبة عادة
حسب طبيعة املواضيع اليت تعاجلها واليت عادة ما يتفاعل معها القراء من كل بقاع العامل ،األمر الذي يُتيح
لألديب معرفة طبيعة استجابتهم وسقف توقعاُتم وطريقة تلقيهم للعمل األديب الرقمي.
2.4األدب الرقمي الموجه لألطفال:
ميكننا أن نقدم التعريف ذاته الذي قدمناه أعاله لألدب الرقمي مع حتديد الفئة اليت يتوجه إليها
هذا النوع اجلديد ،حبيث يتمثل األدب الرقمي املوجه لألطفال يف جمموعة من األعمال األدبية بأجناسها
املختلفة مثل القصة واألنشودة واحلكاية والرواية والطرفة والنوادر واجملالت والرسوم الكرتونية والقصص
املصورة اليت تستهدف فئة األطفال وتتماشى مع فئتهم العمرية وإدراكاُتم املعرفية.
فضال عن ذلك ،يرى مشري ضرورة تطوير أدب األطفال من خالل حتويله إىل أدب رقمي يستفيد
بشكل أو بآخر من اإلمكانات اليت تُتيحها التكنولوجيات احلديثة اليت أفرزُتا الثورة املعلوماتية خاصة وأ ّن
األطفال حيتاجون يف هذه الفرتة العمرية إىل تفعيل حواسهم وقدراُتم اإلبداعية للتفاعل مع خمتلف
احملتويات املتاحة( .مشري ،2323 ،ص ،)232 .أي إ ّن األطفال يعيشون يف عصر رقمي ،حتيط هبم
61
مريم بن لقدر
احلواسيب واهلواتف من كل جانب ما جيعلهم يُقبلون عليها باعتبارها أصبحت جزء ال يتجزأ من املشهد
اليومي لكثري منهم ،وبالتايل ،ميكن تعويدهم على مطالعة األدب الرقمي واالستفادة من مزاياه.
جتدر اإلشارة إىل أنّه ال يسعن ا يف هذا املقام مناقشة وحتليل حماسن األدب الرقمي املوجه لألطفال
ومساوئه ومقارنته باألدب الورقي لتفادي اإلطالة ونظرا أل ّن الكتاب الرقمي قد أصبح واقعا يفرض نفسه
كما أنّه يتواجد جنبا إىل جنب مع الكتاب الورقي.
بالنظر ملواكبة أدب الطفل للتطور الرقمي ،ظهرت أشكال جديدة مثل ”ألعاب الكمبيوتر وما
يُعرف باسم األتاري أو الفيديو جم (ألعاب الفيديو) اليت تستغرق الطفل استغراقا تاما عند اجللوس أمامها
واإلمساك باألذرع اخلاصة هبا ،أو الضغط على مفاتيحها “ (شبلول ،2322 ،ص ،)202 .ففي
العصر الرقمي ،أصبحت الربامج الرتفيهية وبرامج األلعاب تعد شكال جديدا من األشكال الكتابية
والسمعية البصرية املوجهة لألطفال واليت ّأدت إىل تغري يف اهتمامات الطفل وميوله تتماشى مع احملتويات
الرقمية اجلديدة وطريقة عرضها ،كما أنّه حباجة إىل االندماج مع مكونات العصر الرقمي والتعامل معه.
فضال عن ذلك ،انتشرت ترمجة احملتويات الرقمية املوجهة لألطفال انتشارا كبريا يف اآلونة األخرية
نظرا لإلقبال الكبري لألطفال على الربامج الرتفيهية والتعليمية وبرامج األلعاب على شبكة األنرتنت ،وقد ال
حظنا أ ّن هذا النوع من الرتمجة يعتمد على التقنيات واالسرتاتيجيات نفسها اليت يعتمدها األدب الورقي.
.5دراسة تحليلية لبعض النماذج التطبيقية:
سنقوم فيما يلي بدراسة بعض النماذج التطبيقية من ترمجات بعض من احملتويات الرقمية املوجهة
لألطفال لنتعرف على كيفية احملافظة على البُعدين الرتبوي والثقايف عند ترمجة أدب الطفل باعتباره أدبا
أخالقيا وتوجيهيا هادفا.
“Dental بعد أن اطلعنا على القصة املصورة القصرية الرقمية املوجهة لألطفال بعنوان ”سوسة“
على موقع ” ، “learningarabicwithangela.comاستخرجنا النماذج التالية. ”cavity
62
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
1-Hello, my name is Soussa (dental cavity) I live with my friends inside Jad’s
mouth.
-2هنا حفرت منزيل يف سنه هذه ،أل ّن جاد مل يواظب على تنظيف أسنانه وكان يأكل الكثري من
احللويات ويشرب الكثري من العصائر ،لكنّه قصد طبيبة األسنان.
3-So she kicked us out and cleaned his teeth, and so Jad started brushing his
teeth regularly, morning and night and I went on to look for another house, in
another mouth.
-0فقامت بطردنا وتنظيف أسنانه ،وأصبح جاد يواظب على تنظيف أسنانه صباحا ومساء ،وأنا مضيت
آخر. يف طريقي أحبث عن بيت آخر يف فم
4-My dear little ones take care of your dental hygiene, so that Sousa (dental
cavity) stays away from you.
التحليل:
إ ّن ّأول ما نالحظه هو وجود عدد من الصور التوضيحية والرسومات الكرتونية بألوان جذابة ،فضال عن
وضوح اللّغة وبساطة الكلمات املستعملة وسالسة األسلوب واالعتماد على حبكة مشوقة ومسلية .كما
نالحظ االعتماد على عنوان ج ّذاب وسهل وهو ”سوسة“ الذي من شأنه أن جيذب انتباه األطفال
وجيعلهم يُقبلون على قراءة القصة وتكرار هذا االسم يف كل أطوار القصة حىت يرسخ يف أذهاهنم ،وهو
التكرار الذي حافظ عليه املرتجم باعتباره تكرارا وظيفيا غرضه التوكيد .كما حافظ املرتجم على التشبيه
الذي أوردته الكاتبة األصلية من خالل تشبيه فم الطفل جاد بالبيت الذي تعيش فيه السوسة لتقريب
63
مريم بن لقدر
املعىن اجملرد من ذهن األطفال وجعلهم يتخيلون الصورة خاصة عندما ذكر أسباب عيشها يف فمه واحلل
الذي وجده الطفل بالتوجه إىل طبيبة األسنان واستعمل الفعل ”طردنا من البيت“ حفاظا على التالزم
اللفظي مع كلمة بيت وعلى نفس السياق الذي تدور حوله احلبكة وقد تسىن له ذلك كله من خالل
استعمال تقنيات التكافؤ املعجمي والرتمجة احلرفية واالقرتاض .باإلضافة إىل ذلك ،استعمل املرتجم تقنية
كلميت ”صباحا مساء“
وأبقى على ْ ” “regularly اإلبدال بتوظيف الفعل ”يواظب“ يف مقابل الظرف
اليت تؤكد على فعل التنظيف املنتظم .ويف ختام القصة ،أبقى املرتجم على أسلوب النداء وعلى النصيحة
املستعملة عادة يف القصص املوجهة لألطفال. الندائية conative املقدمة لألطفال حتقيقا للوظيفة
التحليل:
موضوعا تربويا وأخالقيا هاما خاصا » « Always be kind to animals تعاجل القصة املصورة
بضرورة الرفق باحليوانات ورعايتها وعدم اإلساءة إليها ،وهي قيم نبيلة يسعى اآلباء إىل غرسها يف
أبناءهم .وقد الحظنا أ ّن املرتجم قام برتمجة جل أطوار القصة باستعمال تقنيات الرتمجة احلرفية والتكافؤ
واإلبدال واإلضافة لتقريب املعاين وإبرازها وحتقيقا للوظيفة الرتبوية والتوجيهية املوجودة يف النص األصلي
والواردة يف سياق الرتمجة.
وعليه ،يتبني لنا أ ّن الرتمجة املوجهة لألطفال من شأهنا حتقيق الوظائف الرتبوية والتعليمية والتوجيهية
واحلث على االلتزام بالعادات السليمة وذلك عندما تكون القيم اليت حيملها النص األصلي قيما عاملية
مشرتكة بني مجيع الثقافات ُتدف إىل غرس القيم النبيلة يف األطفال وتنشئتهم تنشئة حسنة من خالل
استعمال تقنيات الرتمجة احلرفية ،التكافؤ املعجمي ،احملافظة ،االقرتاض ،اإلضافة ،واإلبدال.
64
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
بعد تصفحنا لعدد من املواقع اليت حتتوي على حمتويات رقمية موجهة لألطفال على شبكة األنرتنت،
استخرجنا بعض النماذج اليت سوف نقوم بدراستها وحتليلها.
1-In Thanksgiving, we should pray before meals.
التحليل:
يعد عيد الشكر إجازة وطنية يف الواليات املتحدة األمريكية وله مراسم وصلوات خاصة لشكر النعم
اإلهلية وقد كان ُميثل سابقا عطلة كنسية يف التقومي الكاثوليكي ،وقد أصبح تقليدا معموال به يف العديد
من البلدان األوروبية ،حبيث جتتمع فيه العائلة حول مائدة عامرة حتتوي على طبخة الديك الرومي
)(turkeyلشكر الرب .وقد الحظنا وجود إشارات كثرية هلذا العيد يف الكثري من القصص واملواقع
بـ )عيد الشكر) » « Thanksgiving والرسوم املتحركة املوجهة لألطفال ،وعادة ما يتم ترمجة كلمة
باستعمال تقنية اإلضافة لتوضيح طبيعة املناسبة .فمن جهة ،عندما حيافظ املرتجم على هذه اخلاصية
عرف الطفل هبا وجيعله يطلّع على الثقافة األمريكية وأصل هذا العيد يف
الثقافية يف النص األجنيب فإنّه يُ ّ
الديانة املسيحية ،غري أنّه قد ينجذب هلذا العيد ويسعى إىل تقليد طقوسه اليت ال تتالءم مع العقيدة
اإلسالمية اليت تُقر بوجود عيدين فقط مها عيد الفطر وعيد األضحى ،كما أ ّن الصالة اإلسالمية ختتلف
عن تلك اليت يؤديها األمريكيون يف عيد الشكر ،فضال عن وجود أدعية خاصة بشكر اهلل ومحده يف
اإلسالم ختتلف عن صلوات وأدعية عيد الشكر األمريكي اليت عادة ما تُذكر فيها كلمات وعبارات غريبة
”In the ،“Jesus ” ،“Father” “Lord عن الثقافة والدين اإلسالميني مستوحاة من اإلجنيل مثل
وبالتايل ،من األجدر أن يضيف املرتجم ”.“ Christ our Lord ” ،“ name of Jesus we pray
حاشية يشري فيها إىل طبيعة هذا العيد وأنّه خيص املسيحيني وليس املسلمني حىت ال ختتلط األمور على
األطفال خاصة ذوي السن الصغرية تطبيقا للنظرية الغائية يف الرتمجة.
65
مريم بن لقدر
التحليل:
تعين عبارة » « the Gospel truthحقيقة مطلقة أو جمردة نسبة إىل ما يُزعم أنّه ورد يف األغاين
الكنيسة املسيحية اليت يتم تأديتها ألغراض دينية لنشر التعاليم املقدسة .وال تتناسب هذه العبارة مع
الثقافة اإلسالمية للطفل العريب باعتبار أ ّن الكتب السماوية األخرى قد ُحّرفت وال ميكن أن تتضمن
حقائق مطلقة أو تعاليم صاحلة لزماننا ،وبالتايل ،ال ميكن اإلقرار بوجود تعاليم حقيقية يف اإلجنيل ونشر
هذه األفكار لدى فئة األطفال ،أل ّن ذلك قد يُشككهم يف عقيدُتم اإلسالمية نظرا لعدم اكتمال
حىت ال خيتلط
إدراكاُتم .وبالتايل ،عادة ما يقوم املرتمجون حبذف ترمجة كلمة » « the Gospelكليا ّ
األمر على الطفل العريب املسلم من خالل استعمال تقنية احلذف ) (omissionواالكتفاء بنقل املعىن
الذي تدل عليه باستخدام تقنية االستبدال قصد توطني املقطع املرتجم وحفاظا على الغاية املرجوة من
الرتمجة املوجهة لألطفال باعتبارهم يشكلون فئة حساسة.
التحليل:
ُسلما يصعد إىل السماء ويؤدي إىل اجلنة رآه النيب يعقوب يف حلمه »«Jacob’s ladder تعين عبارة
عندما كان حياول اهلرب من أخيه عيسو حسب ما ورد يف قصص اإلجنيل ،وقد وجدنا بعض الرتمجات
هلذه القصة اليت تنتشر يف الثقافة املسيحية وقد أُعطيت له العديد من التفسريات حبيث اعتربه البعض
الروح البشرية عند صعودها إىل السماء مبساعدة املالئكة ،يف حني اعتربه البعض اآلخر تقلبات احلياة
الدنيا .ويف كال التفسريين ،من الصعب على املرتمجني أن ينقلوا هذه الفكرة إىل األطفال خاصة يف سن
مبكرة ،أل ّن هذه املعتقدات غري موجودة يف القرآن وقد تؤدي ترمجتها إىل تشويش ذهن الطفل املسلم
66
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
وتغريبه وغرس معتقدات تتناىف وعقيدته اإلسالمية .كما تشري هذه العبارة إىل سلم من احلبال به أدراج
خشبية أو معدنية يستعمل يف السفن ،لذلك على املرتجم أن يأخذ بعني االعتبار السياقات اليت ترد فيها
هذه العبارة والوظيفة اليت ينبغي حتقيقها جتاه متلقي الرتمجة.
4-The Magical Fairies story : In Fairy land, it is opposite to the human world, all
the fairies were awake.
-2قصة اجلنيات العجيبات :يف أرض اجلنيات ،عكس العامل البشري ،كانت كل اجلنيات مستيقظة.
التحليل:
تعج احملتويات الرقمية املوجهة لألطفال املرتمجة إىل اللّغة العربية بقصص الساحرات واجلنيات
واملشعوذات ،وهي قصص غري نافعة هلم بل قد تزرع يف عقوهلم خرافات قد تؤثر يف تنشئتهم السوية
وتُعرفهم بأمور السحر والشعوذة املعقدة وجتعلها أمورا طبيعية رغم ّأهنا من احملرمات يف اإلسالم ،وقد
تؤدي ترمجة هذا النوع من القصص إىل انتشار اإلميان بالسحر وبقدرة السحرة على تغيري األقدار والعلم
بالغيب وهي صفات اهلل عز وجل ما يؤدي إىل الشرك باخلالق .فبمرور الوقت قد يعتاد األطفال على
مشاهدة الساحرات يف الرسوم املتحركة وعلى قراءة األمور اخلارقة اليت ُيقمن هبا خاصة الساحرات
اخلريات العتمادها عنصر التشويق واإلثارة ،فينشؤون تنشئة غري سليمة قد تكون هلا عواقب وخيمة ّ
مستقبال على الفرد واجملتمع على حد سواء .وقد تؤدي الرتمجة إىل نشر هذه األفكار واخلرافات خاصة
عند اعتماد اسرتاتيجيات التغريب.
.5خاتمة:
غريت الثورة الرقمية واالنتشار السريع لشبكة األنرتنت وتطور تكنولوجيا املعلومات حياة
لقد ّ
األفراد اليومية مبا فيها فئة األطفال الذين أصبحوا جيدون أنفسهم يف احتكاك مباشر مع هذه التقنيات
منذ نعومة أظافرهم ،واليت من شأهنا التأثري يف تنشئتهم وطريقة تفكريهم ومنط حياُتم .فضال عن ذلك،
تغريت يف عصرنا احلايل ،اهتمامات األطفال وطرق تلقيهم للمعلومات ،وأصبحت املواقع اإللكرتونية
ّ
67
مريم بن لقدر
مصدرا أساسيا من مصادر التعلم والتسلية خاصة يف ظل هيمنة احملتويات الرقمية املوجهة لألطفال
املكتوبة والسمعية-البصرية واليت أصبحت تشكل أدوات لالخرتاق الثقايف خاصة ما تعلق منها باألدب
الرقمي املرتجم .وعليه ،تعترب ترمجة هذه احملتويات سالحا ذو حدين ،فمن جهة قد تُسهم يف تعليم
الطفل وتثقيفه وفتح آفاق تواصلية وتفاعلية جديدة أمامه تسمح له بالتعرف على ثقافات ومعتقدات
األمم األخرى وتقبلها واحرتامها ،وقد تؤدي من جهة أخرى إىل تغريبه عن جمتمعه وواقعه وثقافته
حساس مل يكتمل نضجه الفكري والنفسي بعد. وانسالخه عن هويته العربية اإلسالمية ألنّه متلق ّ
وبالتايل ،جيب أن يتحلى مرتمجو حمتويات األطفال الرقمية بكثري من الوعي واحلذر واالنتقائية عندما
ينقلوهنا إىل اللّغة العربية ،فقد ال تكون بالضرورة نافعة هلم ،فضال عن ضرورة مراقبة ما يُرتجم إىل اللّغة
العربية مع مراعاة احلفاظ على البُعدين الرتبوي والثقايف يف الرتمجة من خالل اختيار احملتويات اهلادفة
وتكييف تلك اليت تتعارض مع ثقافة الطفل العريب املسلم وحتديد وظائف الرتمجة وظروف التلقي
والوضعيات السياقية.
.6قائمة المراجع:
.2زجنري ،سليم عبد القادر ،)2322( .جتربة شركة (سنا) يف ميدان أدب الطفل .ص.042-024 .
.2جمموعة مؤلفني( .ناشرين) .أدب األطفال :حبوث ودراسات :رابطة األدب اإلسالمي العاملية.
ط .2.الرياض ،شركة العبيكان للتعليم.
.0سبيتان ،ذياب فتحي2322( .ـ) ،أسس تربية الطفل ،اجلنادرية للنشر والتوزيع.
.2شبلول ،أمحد فضيل ،)2322( .التقنيات الرقمية وحتقيقها لغايات أدب الطفل اإلسالمي دراسة
وتقومي لعدد من النماذج .ص .222-202 .جمموعة مؤلفني( .ناشرين) .أدب األطفال :حبوث
ودراسات :رابطة األدب اإلسالمي العاملية .ط ،2.الرياض ،شبكة العبيكان للتعليم.
.4الشريف ،عبد العزيز ،)2322( .اإلعالم والرتبية ،دار يافا العلمية للنشر والتوزيع.
.2مشري ،حافظ حممد ،)2323( .األدب الرقمي بني ضبابية العوملة وتداعيات املشهد الثقايف :رؤية
استشراقية ،عمان ،مركز الكتاب األكادميي.
68
أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق
.1علية ،صفية ،)2322( .آفاق النص األديب ضمن العوملة ،عمان ،مركز الكتاب األكادميي.
.2فاخوري ،حنني فريد ،)2322( .سيكولوجيا أدب وتربية األطفال ،عمان ،اليازوري.
.0مقدادي ،موفق رياض ،)2322( .البُىن احلكائية يف أدب األطفال العريب احلديث ،عامل املعرفة،
الكويت ،عدد .002
.23النحوي ،عدنان علي رضا ،)2322( .أثر أدب األطفال اإلسالمي يف تربيتهم العقدية
الصحيحة .ص .002-044 .جمموعة مؤلفني( .ناشرين) .أدب األطفال :حبوث ودراسات :رابطة
األدب اإلسالمي العاملية .ط ،2.الرياض ،شركة العبيكان للتعليم.
.22اهلامشي ،عبد الرمحن ،صومان ،أمحد إبراهيم ،العزاوي ،فايزة حممد ،وعليمات ،حممود حممد.
( .)2332أدب األطفال...فلسفته...أنواعه...تدريسه (ط ،)2 .اململكة األردنية اهلامشية ،دار زهران
للنشر والتوزيع.
15. Norton, D.E. (1987), Through the Eyes of a Child: An Introduction to
Children’s Literature, Columbus, Merrill Publishing Company.
13. Reiss, K. & Vermeer, H., J. (1984), Grundlegung einer allgemeinen.
14. Venuti, L. (1995), The translator’s invisibility: A history of translation,
London & New York, Routledge.
15.Vermeer, H.J. (1989b/2004), Skopos and Commission in Translational Action,
in L. Venuti (ed.). The Translation Studies Reader (2nd ed.), London, New York,
Routledge.
69