You are on page 1of 18

‫املجلد‪ /3‬العــدد‪ ،)2222(2 :‬ص ‪69 -22‬‬ ‫مجلـة أدبيات‬

‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬


‫‪Dimensions of translating children’s digital stories: Challenges and‬‬
‫‪perspectives‬‬

‫‪‬‬
‫مريم بن لقدر‬
‫جامعة اجلزائر ‪ – 2‬معهد الرتمجة (اجلزائر)‪meriem.benlakder@univ-alger2.dz ،‬‬

‫تاريخ االستالم‪ 2322/30/30 :‬تاريخ القبول‪ 2322/23/23 :‬تاريخ النشر‪2322/23/03 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫نسعى من خالل هذه الورقة البحثية إلى إلاجابة عن إلاشكالية التالية‪ :‬فيما تتمثل أبعاد ترجمة‬
‫قصص ألاطفال الرقمية في عصرنا الحالي؟ وتكمن أهمية دراستنا في التعرف على دور الترجمة في‬
‫الحفاظ على ألاسس التربوية وألاخالقية والخصائص الثقافية في أدب الطفل باعتباره أدبا هادفا‬
‫ألاول‪ ،‬ويستهدف فئة عمرية خاصة‪ .‬وسنقوم بدراسة‬ ‫يضطلع بوظيفة أخالقية وتوجيهية في املقام ّ‬
‫تحليلية لبعض النماذج من ترجمات قصص ألاطفال الرقمية معتمدين على بعض من مبادئ النظرية‬
‫الغائية لهانس فرمير )‪ (Vermeer Hans‬واستراتيجيات التوطين والتغريب في الترجمة التي اقترحها‬
‫لورنس فينوتي )‪.(Lawrence Venuti‬‬
‫لقد توصلنا بعد الدراسة إلى أهمية ُ‬
‫البعدين التربوي والثقافي في ترجمة قصص ألاطفال‬
‫الرقمية وضرورة تحلي مترجمي هذه القصص بكثير من الوعي والحذر والانتقائية عندما ينقلونها إلى‬
‫ّ‬
‫اللغة العربية من خالل اختيار املحتويات الهادفة وتكييف تلك التي تتعارض مع ثقافة الطفل العربي‬
‫املسلم وتحديد وظائف الترجمة وظروف التلقي والوضعيات السياقية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬أدب الطفل‪ ،‬العصر الرقمي‪ ،‬ترجمة‪ ،‬تغريب‪ ،‬توطين‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪In this paper we aim to identify the dimensions of translating children's‬‬
‫‪digital stories. The study significance lies in identifying the role of translation in‬‬

‫املؤلف املرسل‬ ‫‪‬‬

‫‪25‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫‪preserving the educational and moral foundations as well as cultural‬‬


‫‪characteristics in children's literature as it is a purposeful literature that assumes‬‬
‫‪ethical and guiding functions, and targets a special age group. We have chosen to‬‬
‫‪conduct an analytical study of some translated samples of children's digital stories,‬‬
‫‪based on some of the principles of Hans Vermeer's Skopos theory and Lawrence‬‬
‫‪Venuti’s domestication and foreignization strategies. We conclude that the‬‬
‫‪educational and cultural dimensions are very important when translating‬‬
‫‪children’s digital stories and that translators of these stories should be aware,‬‬
‫‪cautious, and selective when they transfer them to Arabic by choosing purposeful‬‬
‫‪contents, adapting those that conflict with the culture of the Arab Muslim child,‬‬
‫‪and defining translation functions, reception conditions, and situational contexts.‬‬
‫;‪Keywords: children’s literature; digital age; translation; foreignization‬‬
‫‪domestication.‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫ّأدت الثورة التكنولوجية اهلائلة إىل االنتشار الواسع لشبكة األنرتنت وتطور وسائل اإلعالم‬
‫واالتصال ممّا انعكس على كل اجملاالت السياسية واالجتماعية والثقافية‪ .‬وقد تأثرت الساحة األدبية‬
‫الذي يعتمد اعتمادا كبريا‬ ‫بالعصر الرقمي حبيث ظهر ما يُعرف باألدب الرقمي‬
‫(‪)Digital literature‬‬

‫على الوسائل التقنية احلديثة من ناحية اإلنتاج والتلقي على حد سواء‪ .‬وقد اختلفت املواقف بشأن هذا‬
‫النوع األديب اجلديد بني مؤيد ومعارض‪ ،‬إالّ أنّه أصبح يُشكل يف اآلونة األخرية واقعا ال ميكن إنكاره‬
‫بوصفه مثرة العالقة بني األدب مبعناه التقليدي وبني التكنولوجيات احلديثة اليت أصبحت ُُتيمن على حياة‬
‫األفراد اليومية‪ ،‬كما أصبح هذا األدب يستهدف فئات كثرية ومتعددة من القراء من بينها فئة األطفال‪ .‬من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬زاد اإلقبال على ترمجة احملتويات الرقمية والتفاعلية على شبكة األنرتنت مبا يف ذلك ترمجة‬
‫األدب الرقمي بأجناسه املختلفة بالنظر إىل أمهية الرتمجة يف مد جسور التواصل احلضاري وتعزيز االنفتاح‬
‫الثقايف‪ .‬وسنسعى إىل معرفة أبعاد ترمجة قصص األطفال الرقمية من خالل دراسة بعض النماذج املرتمجة‬
‫لبعض من احملتويات الرقمية املوجودة على الشبكة العنكبوتية واملوجهة لألطفال بتطبيق بعض من مبادئ‬
‫وإسرتاتيجيات التوطني والتغريب يف الرتمجة اليت اقرتحها‬ ‫)‪(Vermeer Hans‬‬ ‫النظرية الغائية هلانس فرمري‬
‫فينويت )‪.(Lawrence Venuti‬‬ ‫لورنس‬
‫‪53‬‬
‫مريم بن لقدر‬

‫‪.2‬أدب الطفل‬
‫لقد ق ّدم املنظرون والدارسون تعريفات متعددة ومتنوعة ألدب الطفل باعتباره لونا أدبيا جديدا‬
‫مقارنة باأللوان األدبية األخرى اليت كانت سائدة من قبل‪ ،‬إذ يعترب أدبا حديث النشأة‪ ،‬ظهر عند الغرب‬
‫ّأوال‪ ،‬مث انتقل إىل األدب العريب يف العقود األربعة األخرية من القرن العشرين‪ .‬ويتوجه أدب الطفل إىل فئة‬
‫الصغار ويُراعي مستوياُتم اإلدراكية ومكتسباُتم التعليمية‪ ،‬كما يؤدي وظائف كثرية ومتعددة تسهم‬
‫إسهاما كبريا يف تنشئة األطفال وصقل شخصياُتم وحتسني مداركهم وتكوين هوياُتم‪.‬‬
‫ترى صفية علية أ ّن أدب الطفل قد حظي بتعريفات كثرية تتعلق باألدب بشكل عام مبقاييس‬
‫طفولية (علية‪ ،2322 ،‬ص‪ ،(231 .‬أي إ ّن أغلب الدارسني والنقاد قد استوحوا تعريفات أدب الطفل‬
‫من تعريفات األدب وقاموا بتبسيطها وتكييفها مع طبيعة الشرحية العمرية اخلاصة بفئة األطفال‪ ،‬وتذكر‬
‫يف السياق ذاته التعريف التايل الذي قدمه كفايت اهلل مهداين والذي يعترب فيه أدب األطفال ”جزء من‬
‫األدب بعمومه وحيمل خصائصه وصفاته ولكنه يُعىن فقط بطبقة حمدودة من القراء وهم األطفال“ (كما‬
‫هو مذكور لدى علية‪ ،2322 ،‬ص‪ (231 .‬وعليه‪ ،‬يعترب أدب الطفل متشعبا عن األدب مبعناه العام‬
‫غري أنّه يتوجه إىل الصغار‪ ،‬كما يتميز بصيغ أسلوبية ومجالية تتالءم مع مدارك األطفال ويتناول‬
‫موضوعات ُتدف إىل تنمية شخصية الطفل وتعزيز انتماءه وتوسيع معارفه‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬يعد أدب الطفل ” إنتاجا فكريا موجها لألطفال والناشئة يف مراحل أعمارهم‬
‫املختلفة‪ ،‬أي هو كل ما يكتب ويقدم من مواد فيها عنصر اللّغة حمكية أو مكتوبة‪ ،‬ويتضمن ذلك‬
‫الكتاب واجمللة والقلم والربنامج التلفازي على شكل قصة أو قصيدة أو نشيد أو مسرحية أو مقالة أو‬
‫كتاب علمي“ (اهلامشي‪ ،‬صومان‪ ،‬العزاوي وعليمات‪ ،2332 ،‬ص‪.)22 .‬‬
‫يتضح لنا جليا أ ّن أدب الطفل يشمل أجناسا أدبية مكتوبة أو مقروءة‪ ،‬خمتلفة ومتنوعة من‬
‫حيث األبعاد واخلصائص واألهداف وتشرتك يف استعمال اللّغة وتطويعها‪ ،‬وُتدف إىل تنشئة الطفل‬
‫تنشئة سليمة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫‪ 2.2‬سمات أدب الطفل‪:‬‬


‫إ ّن أدب الطفل موجه لفئة الصغار والناشئة كما سبق وأن رأينا ذلك أعاله‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬فإنّه‬
‫خيتلف اختالفا كبريا عن أدب الراشدين من حيث املستويات التعبريية واللّغوية واألسلوبية وحىت من ناحية‬
‫املواضيع اليت يعاجلها واألهداف اليت يروم حتقيقها‪ .‬وعليه‪ ،‬يتميز أدب األطفال جبملة من السمات واليت‬
‫من أبرزها ”مجال الفكرة واألسلوب والغرض‪ ،‬وحسن التعبري‪ ،‬واألداء‪ ،‬واملوسيقى اللفظية“ (فاخوري‪،‬‬
‫‪ ،2322‬ص‪ ، )22 .‬فاألفكار اليت يطرحها أدب الطفل هي أفكار سامية مرتفعة‪ ،‬مصاغة يف قالب فين‬
‫ومجايل لتحقيق أغراض تربوية وتوجيهية وتعليمية ولذلك تتطلب الكتابة املوجهة للصغار جهدا أكرب‬
‫وحتكما جيّدا يف ناصية اللّغة وقدرة على تطويع هذه األخرية لتبسيط األفكار وتيسري األساليب لتتماشى‬
‫مع مدارك األطفال ومعارفهم‪.‬‬
‫كما يتسم أدب الطفل بوضوح احملتويات‪ ،‬وبساطة أساليب العرض ومجاهلا‪ ،‬ودقة املفردات‪،‬‬
‫وسهولة اللّغة‪ ،‬وقصر اجلُمل‪ ،‬واالختصار‪ ،‬واستعمال التكرار الوظيفي غري اململ لرتسيخ األفكار وإبرازها‪،‬‬
‫والتلقائية‪ ،‬واستخدام عنصر املفاجأة والتشويق واحملاورة واألسئلة‪( .‬الشريف‪)2322 ،‬‬
‫ويف السياق ذاته‪ ،‬تشري فاخوري إىل أ ّن الكلمة واجلملة تعترب من أبرز العوامل اليت جتعل املادة‬
‫امل سموعة أو املقروءة يف أدب الطفل سهلة وبسيطة وذلك من خالل استعمال كلمات مألوفة‬
‫ومستساغة‪ ،‬تتماشى مع كل مرحلة عمرية والتدرج يف تكرار الكلمات اجلديدة تكرارا طبيعيا غري مفتعل‬
‫واالعتماد على الكلمات القصرية بدل الطويلة لسهولة استعماهلا وتذكرها ونطقها وهجاءها‪ ،‬فضال عن‬
‫أمهية نوعها‪ ،‬إذ تعد األمساء أكثر الكلمات تكرارا مث تليها األفعال‪ ،‬باإلضافة إىل استعمال مجل بسيطة‬
‫وموجزة‪( .‬فاخوري‪ ،2322 ،‬ص‪)22-24 .‬‬
‫يشري نورتون )‪ (Norton‬إىل ضرورة صياغة أدب الطفل بطريقة تفتح اجملال لعناصر االكتشاف‬
‫واملغامرة أمام األطفال من خالل بعث السرور يف نفوسهم وتشجيع الفهم وتثمني الرتاث الثقايف ونقل‬
‫املعرفة وتوسيع خياهلم‪(Norton, 1987, p. 35) .‬‬
‫وعليه‪ ،‬جيب أن يُراعي مؤلفو أدب الطفل جل اخلصائص اليت ذكرناها أعاله إلنتاج أدب‬
‫بسيط‪ ،‬مفهوم‪ ،‬ومجايل‪ ،‬يتالءم مع مستويات األطفال ونضجهم العقلي والنفسي من خالل اختيار‬
‫‪55‬‬
‫مريم بن لقدر‬

‫القالب املناسب واللّغة السلسة واملفردات الواضحة والرتاكيب البسيطة املألوفة واألسلوب املباشر غري‬
‫املعقد أو املتكلف‪ ،‬مع اعتماد اإلجياز والتبسيط‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬جيب أن ينتمي أدب الطفل إىل البيئة اليت يعيش فيها الطفل ويُرسخ هويته‬
‫ويزيد من اعتزازه بتارخيه وبوطنه (اهلامشي‪ ،‬صومان‪ ،‬العزاوي وعليمات‪ 2332 ،‬ص‪ )04-02 .‬حبيث‬
‫ميكنه من فهم احلاضر والتطلع للمستقبل ومعرفة عادات وتقاليد جمتمعه حىت ينشأ تنشئة سليمة خالية‬
‫من التناقضات‪.‬‬

‫‪ 2.2‬وظائف أدب الطفل‪:‬‬


‫يُعد أدب الطفل من الدعائم األساسية اليت تسهم إسهاما كبريا يف تكوين الطفل وإعداده‬
‫نفسيا وعقليا وأخالقيا وصقل شخصيته وترسيخ هويته ألنّه املرآة اليت يُطل عربها على العامل بكل‬
‫مكوناته ومساته واختالفاته وحىت تناقضاته‪.‬‬
‫األول‪ ،‬حبيث يسعى‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬يضطلع أدب الطفل بوظيفة تربوية تعليمية يف املقام ّ‬
‫إىل” تغليب القيم اإلجيابية كالصدق واألمانة واحلب على أضدادها‪ ،‬حىت لو كان الواقع يضج باألضداد‪،‬‬
‫فليست وظيفة أدب الطفل نقل قباحات الواقع إىل عامل الطفولة لتلويثه‪ ،‬بل وظيفته أن يرقى باخليال‬
‫مشرعا على عوامل األمل والتفاؤل والثقة باهلل ّأوال‪ ،‬وباإلنسان واملستقبل ثانيا“ (زجنري‪ ،2322 ،‬ص‪.‬‬
‫‪ ، )242‬فاألدباء الذين يؤلفون لألطفال يقومون بغربلة ما جيب غربلته وترك األمور اإلجيابية من املواقف‬
‫واخلصال احلميدة والعرب واحلكم اليت تريب األطفال وحتثهم على الفضيلة وترك الرذيلة من خالل التأثري‬
‫إجيابيا يف نفسية األطفال وترك بصمة تربوية توجيهية وفق املبادئ واملثل العليا‪.‬‬
‫ُ‬
‫يف هذا الصدد‪ ،‬يشري رضا النحوي إىل أ ّن أمهية أدب الطفل تنبع أساسا من أمهية الرتبية يف‬
‫حياة البشرية أل ّن القيم واملبادئ اليت تُغرس يف الطفل اليوم ستنعكس غدا يف اجملتمع (النحوي‪،2322 ،‬‬
‫ص‪ )042 .‬وذلك باعتبار أ ّن طفل اليوم هو رجل الغد‪ ،‬ولذلك يُعد األدب مكونا من مكونات الرتبية‬
‫الذي يفتح بصرية األطفال الذين ال يدركون يف البداية شيء عن العامل اخلارجي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫يسعى أدب الطفل إىل ”تغذية جوانب الطفل الفكرية وتقوية نواحي اخلري فيه‪ ،‬وتكوين‬
‫العواطف الس ليمة والوطنية الصادقة لديه‪ ،‬وهو الوسيلة األوىل اليت يتعلم األطفال عن طريقها مواجهة‬
‫احلياة ومشاكلها ومصاعبها املختلفة“ (عبد اهلامشي‪ ،‬صومان‪ ،‬العزاوي وعليمات‪ ،2332 ،‬ص‪،)22 .‬‬
‫أي إ ّن أدب الطفل ُخياطب فئة الصغار يف مراحلهم التكوينية املبكرة‪.‬‬
‫كما يشري فتحي ذياب سبيتان إىل أ ّن أدب الطفل ُخيلص الصغار والناشئة من املشاعر السلبية‬
‫والعدوانية ويهذب سلوكهم وجيعلهم ميالني للخري وجيعلهم يستمتعون باألساليب الفنية واجلمالية الراقية‬
‫ويتذوقون األدب‪( .‬سبيتان‪ ،2322 ،‬ص‪)223 .‬‬
‫فضال عن الوظائف الرتبوية والتعليمية والتثقيفية اليت يؤديها أدب الطفل‪ ،‬يعد وسيلة لإلمتاع‬
‫والرتفيه والتسلية والتخيل واملعرفة ويساعد على إدراك املعاين واستنباطها وتصوير العواطف البشرية وتنمية‬
‫املواهب واألذواق اجلمالية واألسلوبية (فاخوري‪ ،2322 ،‬ص‪ .)22 .‬وبالتايل‪ ،‬يسمح أدب الطفل‬
‫بتنمية معارف األطفال وتوسيع دائرة اهتماماُتم‪ ،‬وتنمية حب االستطالع واالكتشاف لديهم‪ ،‬وتقوية‬
‫ذاكرُتم‪ ،‬وتدريبهم على القراءة والفهم والتحليل واالستنتاج‪ ،‬وهي كلها كفاءات حيتاجوهنم يف التحصيل‬
‫العلمي‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يسهم أدب الطفل اإلسالمي يف تنشئة الطفل تنشئة منهجية تلتزم بتعاليم‬
‫الشريعة اإلسالمي ة وتقتدي بالسنة النبوية الشريفة وبنهج السلف الصاحل‪ ،‬وتزرع حب اهلل والرسول صلى‬
‫عرف الطفل باملسؤولية امللقاة على‬
‫اهلل عليه وسلم يف قلوب األطفال وحتثهم على مكارم األخالق وتُ ّ‬
‫عاتقه واملتمثلة يف تبليغ رسالة اهلل‪ .‬ومن أمثلة أدب األطفال يف اإلسالم جند بعض اآليات يف سورة‬
‫لقمان اليت ُخياطب فيها ابنه‪ ،‬وبعض القصص اهلادفة من السرية النبوية ذات الصياغة البسيطة وامليسرة‬
‫للفهم‪ ،‬فضال عن كتب الرتاث اليت تعرض جهود علماء املسلمني وأدباءهم يف جمال أدب الطفل واليت‬
‫تتنوع بني القصص واحلكايات واألشعار والنوادر والطرفة بعيدا عن األساطري واخلرافات‪( .‬النحوي‪،‬‬
‫‪ ،2322‬ص‪)022 .‬‬

‫‪57‬‬
‫مريم بن لقدر‬

‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يعد أدب األطفال ”وسيطا تربويا يؤثر يف تربية الطفل وتكوين شخصيته‪،‬‬
‫وتكوين اجتاهاته‪ ،‬وتنمية ذوقه الفين واألديب‪ ،‬فضال عن تأصيل القيم اخللقية واجلمالية والرتبوية واللّغوية‬
‫والثقافية واملعرفية‪ ،‬هبدف التسلية من جهة واالرتقاء بسلوكيات األطفال وأخالقهم من جهة أخرى “‬
‫(فاخوري‪ ،2322 ،‬ص‪.)22-20 .‬‬
‫وبناء على ما سبق نستخلص أ ّن وظائف أدب الطفل كثرية ومتنوعة من أبرزها الوظائف الرتبوية‬
‫والتوجيهية والتعليمية والرتوحيية‪ُ ،‬تدف إىل غرس القيم واملبادئ واألخالق احلميدة يف نفوس األطفال‬
‫وإعدادهم نفسيا واجتماعيا‪ ،‬وتعريفهم بالعامل اخلارجي وبالبيئة اليت يعيشون فيها وبالشخصيات التارخيية‬
‫والفكرية والدينية‪ ،‬وتنمية كفاءاُتم اللّغوية وقدرات الفهم والقراءة والتحليل‪.‬‬
‫‪.3‬ترجمة أدب الطفل‬
‫أصبحت دور النشر تعتمد يف اآلونة األخرية على ترمجة أدب الطفل الغريب إىل اللّغة العربية‪ ،‬إذ‬
‫أصبحت الرتمجة تقوم بدور بارز يف احلركة الثقافية واألدبية املوجهة لفئة الصغار بالنظر إىل أمهيتها الكبرية‬
‫يف التعريف بالثقافات ومد جسور احلوار وفتح آفاق التبادل والتواصل‪ .‬وتعود حركة الرتمجة اليت تستهدف‬
‫الكتابات املوجهة لألطفال لسنوات الستينيات من القرن العشرين‪ ،‬حبيث بدأت يف عهد حممد علي باشا‪،‬‬
‫ويعد رفاعة الطهطاوي (‪ّ )2210-2232‬أول من ترجم كتابا لألطفال من اللّغة اإلجنليزية إىل اللّغة‬
‫العربية بعنوان "حكاية األطفال وعقلة األصبع" (مقدادي‪ ،2322 ،‬ص‪ ،)22 .‬وال زال نشاط الرتمجة‬
‫قائما إىل يومنا هذا خاصة يف اآلونة األخرية مع ظهور األدب الرقمي وتزايد احملتويات السمعية‪ -‬البصرية‬
‫املوجهة لألطفال‪.‬‬
‫ولعل االهتمام برتمجة أدب الطفل مرده إىل الوعي بأمهيتها يف تعريف الطفل بالثقافات واحلضارات‬
‫ّ‬
‫األخرى وتوسيع معارفه ومداركه‪ ،‬غري ّأهنا قد تؤدي أحيانا إىل زعزعة شخصيته وتغريبه عن جمتمعه إذا مل‬
‫تتم بطريقة مدروسة ومل تُراقب حمتوياُتا خاصة تلك املتعلقة باجلوانب الثقافية واالجتماعية واإليديولوجية‪.‬‬
‫يف السياق ذاته‪ ،‬حيذر النحوي من كتب األطفال املرتمجة إىل اللّغة العربية‪ ،‬فبعضها يتجاهل‬
‫اإلسالم أو يُطلق شعارات مسيئة‪ ،‬كما يوصي بضرورة اختيار كتابات مرتمجة ال تدعو إىل معارضة‬

‫‪58‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫اإلسالم‪ ،‬فمنها ما يدعو إىل النصرانية من خالل جعل هذا الدين حال للمشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫(النحوي‪ ،2322 ،‬ص‪ )022 .‬لذلك‪ ،‬جيب فرض رقابة على ترمجة أدب الطفل حىت ال تتحول إىل‬
‫معول يف يد املرتبصني باألمة العربية واإلسالمية هلدم األجيال القادمة‪.‬‬
‫إىل وجوب القيام برتمجة واعية ومرتابطة وفق بعض املبادئ اليت تراعي‬ ‫)‪(Vermeer‬‬ ‫يشري فرمري‬
‫النص اهلدف وذلك يف إطار النظرية الغائية‪ (Vermeer, 1989/2004, p. 234) .‬وميكن تطبيق النظرية‬
‫الغائية يف ترمجة أدب الطفل من خالل حتديد األهداف من الرتمجة والوظائف اليت يسعى املرتجم إىل‬
‫حتقيقها – باعتباره وسيطا بني ثقافتني ولغتني يف آن واحد‪ -‬مع مراعاة ظروف الرتمجة وسياقاُتا وحماولة‬
‫حتقيقها باختيار مجلة من التقنيات اليت تُتيح ذلك وترتبط ارتباطا وثيقا باهلدف الذي حيظى بقيمة أكرب من‬
‫الوضعية القائمة‪.‬‬
‫وفرمري )‪ (1986‬الرتمجة فعال وسريورة تتم يف‬ ‫)‪(Reiss‬‬ ‫فضال عن ذلك‪ ،‬تعترب كل من رايس‬
‫وضعية خاصة‪ ،‬وتتجلى أمهية هذه الوضعية على وجه اخلصوص عند التطرق إىل الرتمجة املوجهة لألطفال‬
‫اليت يتعني على املرتجم أن يراعي من خالهلا وضعية التلقي وطبيعة املتلقي وثقافته ومستوياته اإلدراكية‬
‫والنفسية والثقافية فضال عن متاشي طبيعة اهلدف مع الثقافة اهلدف والقيمة التواصلية للرتمجة‪.‬‬
‫ويف سياق احلديث عن اخلصائص والوضعيات والسياقات الثقافية‪ ،‬يشري لورنس فينويت‬
‫والتغريب‬ ‫(‪)Domestication‬‬ ‫اتيجييت التوطني‬
‫)‪ (Lawrence Venuti‬إىل إمكانية اعتماد اسرت ْ‬
‫بأهنا‬
‫عرف اسرتاتيجية التوطني ّ‬
‫(‪ )Foreignization‬يف الرتمجة بوصفهما موقفني أخالقيني جتاه الرتمجة‪ ،‬ويُ ّ‬
‫اختزال عرقي للنص األجنيب يف القيم الثقافية للغة اهلدف من خالل منح األولوية للسالسة يف التعبري حبيث‬
‫اهلدف‪(Venuti, 1995, pp. .‬‬ ‫خيتار ما يتناسب مع ثقافة اللّغة اهلدف ويتجنب الغرابة لدى متلقي النص‬
‫أي إ ّن تطبيق اسرتاتيجية التوطني يف ترمجة أدب الطفل تقتضي من املرتجم توظيف أسلوب‬ ‫)‪19-20‬‬

‫مألوف ال يتضمن أي مفاهيم أو كلمات غريبة أو أجنبية حبيث يستطيع الطفل فهمها واستيعاهبا دون أن‬
‫يشعر بتناقضها أو غرابتها عن ثقافته ولغته‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫مريم بن لقدر‬

‫ّأما فيما خيص اسرتاتيجية التغريب‪ ،‬فيعتربها فينويت اسرتاتيجية موجهة حنو اللّغة املصدر تربز‬
‫االختالفات الثقافية واللسانية للنص األجنيب‪ (Venuti, 1995, p. 15) ،‬إذ حتافظ هذه االسرتاتيجية على‬
‫كل ما هو غريب وأجنيب يف النص‪ ،‬وقد يؤدي توظيفها يف ترمجة أدب الطفل إىل تغريب الصغار وزعزعة‬
‫حساس ذي شخصية هشة يف‬
‫مقومات هويتهم‪ ،‬لذلك جيب التعامل حبذر معها أل ّن الطفل يعترب قارئ ّ‬
‫طور التكوين‪.‬‬
‫‪ .4‬األدب الرقمي‬

‫شهدت البشرية يف اآلونة األخرية ثورة تكنولوجية هائلة وانتشارا واسعا لشبكة األنرتنت واألجهزة‬
‫غريت كل جوانب احلياة اليومية وأشكال التواصل والتفاعل اإلنساين‪.‬‬
‫اإللكرتونية واهلواتف احملمولة واليت ّ‬
‫وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أ ّن الشبكة العنكبوتية قد أصبحت من أبرز مصادر املعرفة ونشر‬
‫املعلومات وتبادهلا نظرا للتدفق العايل وخاصية املشاركة وسهولة وسرعة الولوج إىل املواقع اإللكرتونية‪.‬‬
‫باملوازاة مع ذلك‪ ،‬ظهرت أشكال وألوان أدبية جديدة يف الفضاء االفرتاضي‪ ،‬يكتبها وينشرها رواد‬
‫املواقع اإللكرتونية خاصة يف منصات التواصل االجتماعي واملدونات الرقمية واليت أصبح يُطلق عليها بـ‬
‫”األدب الرقمي“‪.‬‬
‫تُعرف زهور إكرام األدب الرقمي بأنّه ”تعبري عن تطور النص األديب‪ .‬األدب ال يعيش الثبات من‬
‫ح يث نظامه وبنائه‪ ،‬نظرا لكونه يعرف حتوالت يف شكله ولغته تبعا لتغري وسائطه مما يؤثر على خمتلف‬
‫مكوناته من جهة‪ ،‬ونظام ترتيب تلك املكونات من جهة ثانية“‪( .‬كما هو مذكور لدى علية‪،2322 ،‬‬
‫ص‪ ،)04 .‬فيصبح األدب الرقمي هبذا املعىن امتدادا لألدب التقليدي مبا أ ّن البُىن واألنظمة واألشكال‬
‫األدبية متحولة بتحول الوسائط والدعامات اليت تُنشر عربها‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬ميكن تعريف األدب الرقمي بأنّه أدب جديد يعتمد على الوسائط التكنولوجية‬
‫احلديثة على اختالفها وتنوعها‪ ،‬حيمل خصائص أسلوبية ولغوية ومجالية وأخرى إلكرتونية وتقنية‪ ،‬كما‬
‫يتوجه إىل فئة معينة من القراء تتشكل أساسا من رواد املواقع اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫‪ 2.4‬خصائص األدب الرقمي‪:‬‬

‫يتميز األدب الرقمي مبجموعة من اخلصائص من أمهها سرعة النشر وسهولته بسبب غياب الرقابة‬
‫من جانب دور النشر وخاصية التفاعل‪ ،‬واالعتماد على املثريات البصرية والروابط التشعبية‪ ،‬االعتماد على‬
‫طريقة عرض تُرضي املتلقي وتزيد من نسبة املقروئية وتتمثل غالبا يف العرض املشهدي‪ ،‬إشراك القارئ يف‬
‫العملية اإلبداعية‪ ،‬التنوع والتعدد (مشري‪ ،2323 ،‬ص‪ ،)22-20 .‬فاألدب الرقمي يعتمد على‬
‫التكنولوجيات احلديثة من هواتف نقالة ولوحات إلكرتونية وحواسيب متطورة فضال عن شبكة األنرتنت‬
‫وهي وسائل تُسهل النشر اإللكرتوين على نطاق واسع‪ ،‬حبيث يستطيع األدباء أو املؤلفون إنتاج نصوصهم‬
‫ونشرها ومشاركتها من أي مكان ويف أي وقت شرط أن ميلكوا حاسوبا موصوال بشبكة األنرتنت دون‬
‫احلاجة إىل البحث عن دور النشر أو التعاقد معها وااللتزام بشروطها‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يؤلف هؤالء‬
‫األدباء نصوصهم وفق قالب إلكرتوين معني يتميز بوجود روابط ورسومات وصور وحىت أصوات يف بعض‬
‫األحيان وبطريقة عرض تسهل القراءة وجتعل القراء يُقبلون على تصفح املنشورات املتنوعة واملرتبة عادة‬
‫حسب طبيعة املواضيع اليت تعاجلها واليت عادة ما يتفاعل معها القراء من كل بقاع العامل‪ ،‬األمر الذي يُتيح‬
‫لألديب معرفة طبيعة استجابتهم وسقف توقعاُتم وطريقة تلقيهم للعمل األديب الرقمي‪.‬‬
‫‪ 2.4‬األدب الرقمي الموجه لألطفال‪:‬‬

‫ميكننا أن نقدم التعريف ذاته الذي قدمناه أعاله لألدب الرقمي مع حتديد الفئة اليت يتوجه إليها‬
‫هذا النوع اجلديد‪ ،‬حبيث يتمثل األدب الرقمي املوجه لألطفال يف جمموعة من األعمال األدبية بأجناسها‬
‫املختلفة مثل القصة واألنشودة واحلكاية والرواية والطرفة والنوادر واجملالت والرسوم الكرتونية والقصص‬
‫املصورة اليت تستهدف فئة األطفال وتتماشى مع فئتهم العمرية وإدراكاُتم املعرفية‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬يرى مشري ضرورة تطوير أدب األطفال من خالل حتويله إىل أدب رقمي يستفيد‬
‫بشكل أو بآخر من اإلمكانات اليت تُتيحها التكنولوجيات احلديثة اليت أفرزُتا الثورة املعلوماتية خاصة وأ ّن‬
‫األطفال حيتاجون يف هذه الفرتة العمرية إىل تفعيل حواسهم وقدراُتم اإلبداعية للتفاعل مع خمتلف‬
‫احملتويات املتاحة‪( .‬مشري‪ ،2323 ،‬ص‪ ،)232 .‬أي إ ّن األطفال يعيشون يف عصر رقمي‪ ،‬حتيط هبم‬
‫‪61‬‬
‫مريم بن لقدر‬

‫احلواسيب واهلواتف من كل جانب ما جيعلهم يُقبلون عليها باعتبارها أصبحت جزء ال يتجزأ من املشهد‬
‫اليومي لكثري منهم‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬ميكن تعويدهم على مطالعة األدب الرقمي واالستفادة من مزاياه‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أنّه ال يسعن ا يف هذا املقام مناقشة وحتليل حماسن األدب الرقمي املوجه لألطفال‬
‫ومساوئه ومقارنته باألدب الورقي لتفادي اإلطالة ونظرا أل ّن الكتاب الرقمي قد أصبح واقعا يفرض نفسه‬
‫كما أنّه يتواجد جنبا إىل جنب مع الكتاب الورقي‪.‬‬
‫بالنظر ملواكبة أدب الطفل للتطور الرقمي‪ ،‬ظهرت أشكال جديدة مثل ”ألعاب الكمبيوتر وما‬
‫يُعرف باسم األتاري أو الفيديو جم (ألعاب الفيديو) اليت تستغرق الطفل استغراقا تاما عند اجللوس أمامها‬
‫واإلمساك باألذرع اخلاصة هبا‪ ،‬أو الضغط على مفاتيحها “ (شبلول‪ ،2322 ،‬ص‪ ،)202 .‬ففي‬
‫العصر الرقمي‪ ،‬أصبحت الربامج الرتفيهية وبرامج األلعاب تعد شكال جديدا من األشكال الكتابية‬
‫والسمعية البصرية املوجهة لألطفال واليت ّأدت إىل تغري يف اهتمامات الطفل وميوله تتماشى مع احملتويات‬
‫الرقمية اجلديدة وطريقة عرضها‪ ،‬كما أنّه حباجة إىل االندماج مع مكونات العصر الرقمي والتعامل معه‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬انتشرت ترمجة احملتويات الرقمية املوجهة لألطفال انتشارا كبريا يف اآلونة األخرية‬
‫نظرا لإلقبال الكبري لألطفال على الربامج الرتفيهية والتعليمية وبرامج األلعاب على شبكة األنرتنت‪ ،‬وقد ال‬
‫حظنا أ ّن هذا النوع من الرتمجة يعتمد على التقنيات واالسرتاتيجيات نفسها اليت يعتمدها األدب الورقي‪.‬‬
‫‪ .5‬دراسة تحليلية لبعض النماذج التطبيقية‪:‬‬

‫سنقوم فيما يلي بدراسة بعض النماذج التطبيقية من ترمجات بعض من احملتويات الرقمية املوجهة‬
‫لألطفال لنتعرف على كيفية احملافظة على البُعدين الرتبوي والثقايف عند ترمجة أدب الطفل باعتباره أدبا‬
‫أخالقيا وتوجيهيا هادفا‪.‬‬

‫أ‪ -‬البعد التربوي‪:‬‬

‫‪“Dental‬‬ ‫بعد أن اطلعنا على القصة املصورة القصرية الرقمية املوجهة لألطفال بعنوان ”سوسة“‬
‫على موقع ”‪ ، “learningarabicwithangela.com‬استخرجنا النماذج التالية‪.‬‬ ‫”‪cavity‬‬

‫‪62‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫‪1-Hello, my name is Soussa (dental cavity) I live with my friends inside Jad’s‬‬
‫‪mouth.‬‬

‫‪ -2‬مرحبا‪ ،‬امسي سوسة‪ ،‬أعيش مع أصدقائي داخل فم جاد‪.‬‬


‫‪5-Here I have dug my home, in his tooth of his because Jad did not regularly‬‬
‫‪brush his teeth and he ate a lot of sweets and drank a lot of juice but then he‬‬
‫‪visited the dentist.‬‬

‫‪ -2‬هنا حفرت منزيل يف سنه هذه‪ ،‬أل ّن جاد مل يواظب على تنظيف أسنانه وكان يأكل الكثري من‬
‫احللويات ويشرب الكثري من العصائر‪ ،‬لكنّه قصد طبيبة األسنان‪.‬‬
‫‪3-So she kicked us out and cleaned his teeth, and so Jad started brushing his‬‬
‫‪teeth regularly, morning and night and I went on to look for another house, in‬‬
‫‪another mouth.‬‬

‫‪-0‬فقامت بطردنا وتنظيف أسنانه‪ ،‬وأصبح جاد يواظب على تنظيف أسنانه صباحا ومساء‪ ،‬وأنا مضيت‬
‫آخر‪.‬‬ ‫يف طريقي أحبث عن بيت آخر يف فم‬
‫‪4-My dear little ones take care of your dental hygiene, so that Sousa (dental‬‬
‫‪cavity) stays away from you.‬‬

‫‪-2‬صغاري األعزاء‪ ،‬اهتموا بنظافة أسنانكم لتبقى سوسة بعيدة عنكم‪.‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫إ ّن ّأول ما نالحظه هو وجود عدد من الصور التوضيحية والرسومات الكرتونية بألوان جذابة‪ ،‬فضال عن‬
‫وضوح اللّغة وبساطة الكلمات املستعملة وسالسة األسلوب واالعتماد على حبكة مشوقة ومسلية‪ .‬كما‬
‫نالحظ االعتماد على عنوان ج ّذاب وسهل وهو ”سوسة“ الذي من شأنه أن جيذب انتباه األطفال‬
‫وجيعلهم يُقبلون على قراءة القصة وتكرار هذا االسم يف كل أطوار القصة حىت يرسخ يف أذهاهنم‪ ،‬وهو‬
‫التكرار الذي حافظ عليه املرتجم باعتباره تكرارا وظيفيا غرضه التوكيد‪ .‬كما حافظ املرتجم على التشبيه‬
‫الذي أوردته الكاتبة األصلية من خالل تشبيه فم الطفل جاد بالبيت الذي تعيش فيه السوسة لتقريب‬
‫‪63‬‬
‫مريم بن لقدر‬

‫املعىن اجملرد من ذهن األطفال وجعلهم يتخيلون الصورة خاصة عندما ذكر أسباب عيشها يف فمه واحلل‬
‫الذي وجده الطفل بالتوجه إىل طبيبة األسنان واستعمل الفعل ”طردنا من البيت“ حفاظا على التالزم‬
‫اللفظي مع كلمة بيت وعلى نفس السياق الذي تدور حوله احلبكة وقد تسىن له ذلك كله من خالل‬
‫استعمال تقنيات التكافؤ املعجمي والرتمجة احلرفية واالقرتاض‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬استعمل املرتجم تقنية‬
‫كلميت ”صباحا مساء“‬
‫وأبقى على ْ‬ ‫” ‪“regularly‬‬ ‫اإلبدال بتوظيف الفعل ”يواظب“ يف مقابل الظرف‬
‫اليت تؤكد على فعل التنظيف املنتظم‪ .‬ويف ختام القصة‪ ،‬أبقى املرتجم على أسلوب النداء وعلى النصيحة‬
‫املستعملة عادة يف القصص املوجهة لألطفال‪.‬‬ ‫الندائية ‪conative‬‬ ‫املقدمة لألطفال حتقيقا للوظيفة‬

‫‪5-Always be kind to animals: It is not nice to hurt animals.‬‬

‫‪ -4‬جيب أن ترفق دائما باحليوانات‪ ،‬فليس من اجليّد إيذائهم‪.‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫موضوعا تربويا وأخالقيا هاما خاصا‬ ‫» ‪« Always be kind to animals‬‬ ‫تعاجل القصة املصورة‬
‫بضرورة الرفق باحليوانات ورعايتها وعدم اإلساءة إليها‪ ،‬وهي قيم نبيلة يسعى اآلباء إىل غرسها يف‬
‫أبناءهم‪ .‬وقد الحظنا أ ّن املرتجم قام برتمجة جل أطوار القصة باستعمال تقنيات الرتمجة احلرفية والتكافؤ‬
‫واإلبدال واإلضافة لتقريب املعاين وإبرازها وحتقيقا للوظيفة الرتبوية والتوجيهية املوجودة يف النص األصلي‬
‫والواردة يف سياق الرتمجة‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يتبني لنا أ ّن الرتمجة املوجهة لألطفال من شأهنا حتقيق الوظائف الرتبوية والتعليمية والتوجيهية‬
‫واحلث على االلتزام بالعادات السليمة وذلك عندما تكون القيم اليت حيملها النص األصلي قيما عاملية‬
‫مشرتكة بني مجيع الثقافات ُتدف إىل غرس القيم النبيلة يف األطفال وتنشئتهم تنشئة حسنة من خالل‬
‫استعمال تقنيات الرتمجة احلرفية‪ ،‬التكافؤ املعجمي‪ ،‬احملافظة‪ ،‬االقرتاض‪ ،‬اإلضافة‪ ،‬واإلبدال‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫البعد الثقافي‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫بعد تصفحنا لعدد من املواقع اليت حتتوي على حمتويات رقمية موجهة لألطفال على شبكة األنرتنت‪،‬‬
‫استخرجنا بعض النماذج اليت سوف نقوم بدراستها وحتليلها‪.‬‬
‫‪1-In Thanksgiving, we should pray before meals.‬‬

‫‪-1‬يف عيد الشكر‪ ،‬جيب أن نؤدي الصالة قبل تناول الوجبات‪.‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫يعد عيد الشكر إجازة وطنية يف الواليات املتحدة األمريكية وله مراسم وصلوات خاصة لشكر النعم‬
‫اإلهلية وقد كان ُميثل سابقا عطلة كنسية يف التقومي الكاثوليكي‪ ،‬وقد أصبح تقليدا معموال به يف العديد‬
‫من البلدان األوروبية‪ ،‬حبيث جتتمع فيه العائلة حول مائدة عامرة حتتوي على طبخة الديك الرومي‬
‫)‪(turkey‬لشكر الرب‪ .‬وقد الحظنا وجود إشارات كثرية هلذا العيد يف الكثري من القصص واملواقع‬
‫بـ )عيد الشكر)‬ ‫» ‪« Thanksgiving‬‬ ‫والرسوم املتحركة املوجهة لألطفال‪ ،‬وعادة ما يتم ترمجة كلمة‬
‫باستعمال تقنية اإلضافة لتوضيح طبيعة املناسبة‪ .‬فمن جهة‪ ،‬عندما حيافظ املرتجم على هذه اخلاصية‬
‫عرف الطفل هبا وجيعله يطلّع على الثقافة األمريكية وأصل هذا العيد يف‬
‫الثقافية يف النص األجنيب فإنّه يُ ّ‬
‫الديانة املسيحية‪ ،‬غري أنّه قد ينجذب هلذا العيد ويسعى إىل تقليد طقوسه اليت ال تتالءم مع العقيدة‬
‫اإلسالمية اليت تُقر بوجود عيدين فقط مها عيد الفطر وعيد األضحى‪ ،‬كما أ ّن الصالة اإلسالمية ختتلف‬
‫عن تلك اليت يؤديها األمريكيون يف عيد الشكر‪ ،‬فضال عن وجود أدعية خاصة بشكر اهلل ومحده يف‬
‫اإلسالم ختتلف عن صلوات وأدعية عيد الشكر األمريكي اليت عادة ما تُذكر فيها كلمات وعبارات غريبة‬

‫”‪In the ،“Jesus ” ،“Father” “Lord‬‬ ‫عن الثقافة والدين اإلسالميني مستوحاة من اإلجنيل مثل‬
‫وبالتايل‪ ،‬من األجدر أن يضيف املرتجم‬ ‫”‪.“ Christ our Lord ” ،“ name of Jesus we pray‬‬

‫حاشية يشري فيها إىل طبيعة هذا العيد وأنّه خيص املسيحيني وليس املسلمني حىت ال ختتلط األمور على‬
‫األطفال خاصة ذوي السن الصغرية تطبيقا للنظرية الغائية يف الرتمجة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مريم بن لقدر‬

‫‪2-I did not do it, and that is the Gospel truth‬‬

‫‪-2‬مل أفعل ذلك‪ّ ،‬إهنا حقيقة مطلقة‪.‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫تعين عبارة » ‪ « the Gospel truth‬حقيقة مطلقة أو جمردة نسبة إىل ما يُزعم أنّه ورد يف األغاين‬
‫الكنيسة املسيحية اليت يتم تأديتها ألغراض دينية لنشر التعاليم املقدسة‪ .‬وال تتناسب هذه العبارة مع‬
‫الثقافة اإلسالمية للطفل العريب باعتبار أ ّن الكتب السماوية األخرى قد ُحّرفت وال ميكن أن تتضمن‬
‫حقائق مطلقة أو تعاليم صاحلة لزماننا‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬ال ميكن اإلقرار بوجود تعاليم حقيقية يف اإلجنيل ونشر‬
‫هذه األفكار لدى فئة األطفال‪ ،‬أل ّن ذلك قد يُشككهم يف عقيدُتم اإلسالمية نظرا لعدم اكتمال‬
‫حىت ال خيتلط‬
‫إدراكاُتم‪ .‬وبالتايل‪ ،‬عادة ما يقوم املرتمجون حبذف ترمجة كلمة »‪ « the Gospel‬كليا ّ‬
‫األمر على الطفل العريب املسلم من خالل استعمال تقنية احلذف )‪ (omission‬واالكتفاء بنقل املعىن‬
‫الذي تدل عليه باستخدام تقنية االستبدال قصد توطني املقطع املرتجم وحفاظا على الغاية املرجوة من‬
‫الرتمجة املوجهة لألطفال باعتبارهم يشكلون فئة حساسة‪.‬‬

‫‪3- Jacob’s Wonderful Dream- Jacob’s Ladder Story.‬‬

‫‪ -0‬حلم يعقوب العجيب – قصة سلم يعقوب‪.‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫ُسلما يصعد إىل السماء ويؤدي إىل اجلنة رآه النيب يعقوب يف حلمه‬ ‫»‪«Jacob’s ladder‬‬ ‫تعين عبارة‬
‫عندما كان حياول اهلرب من أخيه عيسو حسب ما ورد يف قصص اإلجنيل‪ ،‬وقد وجدنا بعض الرتمجات‬
‫هلذه القصة اليت تنتشر يف الثقافة املسيحية وقد أُعطيت له العديد من التفسريات حبيث اعتربه البعض‬
‫الروح البشرية عند صعودها إىل السماء مبساعدة املالئكة‪ ،‬يف حني اعتربه البعض اآلخر تقلبات احلياة‬
‫الدنيا‪ .‬ويف كال التفسريين‪ ،‬من الصعب على املرتمجني أن ينقلوا هذه الفكرة إىل األطفال خاصة يف سن‬
‫مبكرة‪ ،‬أل ّن هذه املعتقدات غري موجودة يف القرآن وقد تؤدي ترمجتها إىل تشويش ذهن الطفل املسلم‬
‫‪66‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫وتغريبه وغرس معتقدات تتناىف وعقيدته اإلسالمية‪ .‬كما تشري هذه العبارة إىل سلم من احلبال به أدراج‬
‫خشبية أو معدنية يستعمل يف السفن‪ ،‬لذلك على املرتجم أن يأخذ بعني االعتبار السياقات اليت ترد فيها‬
‫هذه العبارة والوظيفة اليت ينبغي حتقيقها جتاه متلقي الرتمجة‪.‬‬

‫‪4-The Magical Fairies story : In Fairy land, it is opposite to the human world, all‬‬
‫‪the fairies were awake.‬‬

‫‪ -2‬قصة اجلنيات العجيبات‪ :‬يف أرض اجلنيات‪ ،‬عكس العامل البشري‪ ،‬كانت كل اجلنيات مستيقظة‪.‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫تعج احملتويات الرقمية املوجهة لألطفال املرتمجة إىل اللّغة العربية بقصص الساحرات واجلنيات‬
‫واملشعوذات‪ ،‬وهي قصص غري نافعة هلم بل قد تزرع يف عقوهلم خرافات قد تؤثر يف تنشئتهم السوية‬
‫وتُعرفهم بأمور السحر والشعوذة املعقدة وجتعلها أمورا طبيعية رغم ّأهنا من احملرمات يف اإلسالم‪ ،‬وقد‬
‫تؤدي ترمجة هذا النوع من القصص إىل انتشار اإلميان بالسحر وبقدرة السحرة على تغيري األقدار والعلم‬
‫بالغيب وهي صفات اهلل عز وجل ما يؤدي إىل الشرك باخلالق‪ .‬فبمرور الوقت قد يعتاد األطفال على‬
‫مشاهدة الساحرات يف الرسوم املتحركة وعلى قراءة األمور اخلارقة اليت ُيقمن هبا خاصة الساحرات‬
‫اخلريات العتمادها عنصر التشويق واإلثارة‪ ،‬فينشؤون تنشئة غري سليمة قد تكون هلا عواقب وخيمة‬ ‫ّ‬
‫مستقبال على الفرد واجملتمع على حد سواء‪ .‬وقد تؤدي الرتمجة إىل نشر هذه األفكار واخلرافات خاصة‬
‫عند اعتماد اسرتاتيجيات التغريب‪.‬‬

‫‪.5‬خاتمة‪:‬‬

‫غريت الثورة الرقمية واالنتشار السريع لشبكة األنرتنت وتطور تكنولوجيا املعلومات حياة‬
‫لقد ّ‬
‫األفراد اليومية مبا فيها فئة األطفال الذين أصبحوا جيدون أنفسهم يف احتكاك مباشر مع هذه التقنيات‬
‫منذ نعومة أظافرهم‪ ،‬واليت من شأهنا التأثري يف تنشئتهم وطريقة تفكريهم ومنط حياُتم‪ .‬فضال عن ذلك‪،‬‬
‫تغريت يف عصرنا احلايل‪ ،‬اهتمامات األطفال وطرق تلقيهم للمعلومات‪ ،‬وأصبحت املواقع اإللكرتونية‬
‫ّ‬

‫‪67‬‬
‫مريم بن لقدر‬

‫مصدرا أساسيا من مصادر التعلم والتسلية خاصة يف ظل هيمنة احملتويات الرقمية املوجهة لألطفال‬
‫املكتوبة والسمعية‪-‬البصرية واليت أصبحت تشكل أدوات لالخرتاق الثقايف خاصة ما تعلق منها باألدب‬
‫الرقمي املرتجم‪ .‬وعليه‪ ،‬تعترب ترمجة هذه احملتويات سالحا ذو حدين‪ ،‬فمن جهة قد تُسهم يف تعليم‬
‫الطفل وتثقيفه وفتح آفاق تواصلية وتفاعلية جديدة أمامه تسمح له بالتعرف على ثقافات ومعتقدات‬
‫األمم األخرى وتقبلها واحرتامها‪ ،‬وقد تؤدي من جهة أخرى إىل تغريبه عن جمتمعه وواقعه وثقافته‬
‫حساس مل يكتمل نضجه الفكري والنفسي بعد‪.‬‬ ‫وانسالخه عن هويته العربية اإلسالمية ألنّه متلق ّ‬
‫وبالتايل‪ ،‬جيب أن يتحلى مرتمجو حمتويات األطفال الرقمية بكثري من الوعي واحلذر واالنتقائية عندما‬
‫ينقلوهنا إىل اللّغة العربية‪ ،‬فقد ال تكون بالضرورة نافعة هلم‪ ،‬فضال عن ضرورة مراقبة ما يُرتجم إىل اللّغة‬
‫العربية مع مراعاة احلفاظ على البُعدين الرتبوي والثقايف يف الرتمجة من خالل اختيار احملتويات اهلادفة‬
‫وتكييف تلك اليت تتعارض مع ثقافة الطفل العريب املسلم وحتديد وظائف الرتمجة وظروف التلقي‬
‫والوضعيات السياقية‪.‬‬

‫‪ .6‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ .2‬زجنري‪ ،‬سليم عبد القادر‪ ،)2322( .‬جتربة شركة (سنا) يف ميدان أدب الطفل‪ .‬ص‪.042-024 .‬‬
‫‪ .2‬جمموعة مؤلفني‪( .‬ناشرين)‪ .‬أدب األطفال‪ :‬حبوث ودراسات‪ :‬رابطة األدب اإلسالمي العاملية‪.‬‬
‫ط‪ .2.‬الرياض‪ ،‬شركة العبيكان للتعليم‪.‬‬
‫‪.0‬سبيتان‪ ،‬ذياب فتحي‪2322( .‬ـ) ‪ ،‬أسس تربية الطفل‪ ،‬اجلنادرية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪.2‬شبلول‪ ،‬أمحد فضيل‪ ،)2322( .‬التقنيات الرقمية وحتقيقها لغايات أدب الطفل اإلسالمي دراسة‬
‫وتقومي لعدد من النماذج‪ .‬ص‪ .222-202 .‬جمموعة مؤلفني‪( .‬ناشرين)‪ .‬أدب األطفال‪ :‬حبوث‬
‫ودراسات‪ :‬رابطة األدب اإلسالمي العاملية‪ .‬ط‪ ،2.‬الرياض‪ ،‬شبكة العبيكان للتعليم‪.‬‬
‫‪ .4‬الشريف‪ ،‬عبد العزيز‪ ،)2322( .‬اإلعالم والرتبية‪ ،‬دار يافا العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪.2‬مشري‪ ،‬حافظ حممد‪ ،)2323( .‬األدب الرقمي بني ضبابية العوملة وتداعيات املشهد الثقايف‪ :‬رؤية‬
‫استشراقية ‪ ،‬عمان‪ ،‬مركز الكتاب األكادميي‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫أبعاد ترجمة قصص األطفال الرقمية بين التحديات واآلفاق‬

‫‪ .1‬علية‪ ،‬صفية‪ ،)2322( .‬آفاق النص األديب ضمن العوملة‪ ،‬عمان‪ ،‬مركز الكتاب األكادميي‪.‬‬
‫‪ .2‬فاخوري‪ ،‬حنني فريد‪ ،)2322( .‬سيكولوجيا أدب وتربية األطفال‪ ،‬عمان‪ ،‬اليازوري‪.‬‬
‫‪ .0‬مقدادي‪ ،‬موفق رياض‪ ،)2322( .‬البُىن احلكائية يف أدب األطفال العريب احلديث‪ ،‬عامل املعرفة‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬عدد ‪.002‬‬
‫‪ .23‬النحوي‪ ،‬عدنان علي رضا‪ ،)2322( .‬أثر أدب األطفال اإلسالمي يف تربيتهم العقدية‬
‫الصحيحة‪ .‬ص‪ .002-044 .‬جمموعة مؤلفني‪( .‬ناشرين)‪ .‬أدب األطفال‪ :‬حبوث ودراسات‪ :‬رابطة‬
‫األدب اإلسالمي العاملية‪ .‬ط‪ ،2.‬الرياض‪ ،‬شركة العبيكان للتعليم‪.‬‬
‫‪ .22‬اهلامشي‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،‬صومان‪ ،‬أمحد إبراهيم‪ ،‬العزاوي‪ ،‬فايزة حممد‪ ،‬وعليمات‪ ،‬حممود حممد‪.‬‬
‫(‪ .)2332‬أدب األطفال‪...‬فلسفته‪...‬أنواعه‪...‬تدريسه (ط‪ ،)2 .‬اململكة األردنية اهلامشية‪ ،‬دار زهران‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪15. Norton, D.E. (1987), Through the Eyes of a Child: An Introduction to‬‬
‫‪Children’s Literature, Columbus, Merrill Publishing Company.‬‬
‫‪13. Reiss, K. & Vermeer, H., J. (1984), Grundlegung einer allgemeinen.‬‬
‫‪14. Venuti, L. (1995), The translator’s invisibility: A history of translation,‬‬
‫‪London & New York, Routledge.‬‬
‫‪15.Vermeer, H.J. (1989b/2004), Skopos and Commission in Translational Action,‬‬
‫‪in L. Venuti (ed.). The Translation Studies Reader (2nd ed.), London, New York,‬‬
‫‪Routledge.‬‬

‫‪69‬‬

You might also like