You are on page 1of 22

‫حماضرات‪1443 /‬‬

‫النسخة اإللكترونية (‪)2‬‬

‫الشيخ مل يراجع التفريغ‬


‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪2‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وأشهد أال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‬
‫صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا‬
‫أما بعد‪...‬‬
‫فإني أحمد اهلل إليكم كثيرا على نعمه المتتابعة وآالئه والمتواترة؛ أن هيأ لنا ومن علينا أن كنا من‬
‫المؤمنين به جل جالله‪ ،‬وهذه منة يعرفها ويعرف حجمها وقدرها وعظمها وجزالتها وفضلها من علم‬
‫حق اهلل جل جالله على عباده‪ ،‬وعلم كثرة التحديات والصوارف‪.‬‬
‫ثم إين كما ذكر أخي الكريم الدكتور محمد يف فاتحة الكالم أستحضر بداية هذه الثلوثية قبل نحو‬
‫عشرين عاما‪ ،‬حيث تحدثت إذ ذاك عن تاريخ الكتاب المطبوع‪ ،‬وبداياته‪ ،‬والمطابع‪ ،‬وما إلى ذلك؛ من‬
‫أول ما طبع الكتاب المطبوع إلى أواخر القرن الثالث عشر‪.‬‬
‫وكان يف ذهني أن المنتديات المنزلية ليست كالحواضر العلمية يف الجامعات والمحاضرات‬
‫المتخصصة يف المناسبات التي يطرق فيها الفكر بعمق‪ ،‬أو تطرق فيها المسائل العلمية باستطراد يناسب‬
‫المقام والمكان‪.‬‬
‫فمثل هذه المجالس يف ظني أنها تحتاج إلى شيء من الحديث الثقايف الخفيف‪ ،‬وليس العميق؛ ألن‬
‫لكل مقام مقال إذا عدي عنه استحال إلى غيره‪ ،‬كما قال بعض أهل العلم‪.‬‬
‫هذا ظن مني وتقدير؛ ولذلك لما دعاين أخي الكريم الدكتور محمد بن عبد اهلل المشوح للمشاركة يف‬
‫هذا المنتدى العامر المتميز على مدى هذه السنين الطويلة والذي شارك فيه الكثير من المتميزين من‬
‫أعاظم الرجال‪ ،‬ومن الذين أثروا وأضافوا للساحة الدينية والميادين العلمية والثقافية والدعوية إلى‬
‫آخره‪ ،‬واستضافتهم الثلوثية‪ ،‬وكانت ذكرى مدونة مميزة‪.‬‬
‫فله مني ومن جميع من شارك الشكر والتقدير على هذا الحرص‪ ،‬فال شك أن متابعة مثل هذه‬
‫الندوات بشكل دائم ال ينقطع يحتاج إلى الكثير من الجهد‪ ،‬والكثير من العمل‪ ،‬فجزاه اهلل خيرا وبارك فيه‬
‫ومن أعانه وأسهم يف إنجاح هذه الندوات‪.‬‬
‫من سمة أهل العلم الذين يحبون القراءة والكتابة أنهم إذا قرؤوا شيئا تعلقت قلوبهم يتدوينه وبكتابة‬
‫المنتقى مما يقرؤون‪ ،‬ولهذا قال األول من السلف أظنه أبو حاتم الرازي‪ :‬إذا كتبت فقمش وإذا حدثت‬
‫ففتش‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫وننظر إلى أنه من القرن الثاين الهجري إذا كتبت فقمش يعني (لم) الكثير واكتب كل ما أمامك وأم إذا‬
‫أردت الحديث للناس ففتش فيكون لك منتقى مما قرأت‪ ،‬ولذلك كانت العناية بجمع الكتب مبكرة جدا‬
‫يف أواخر القرن الثاين الهجري‪ ،‬كان لدى أهل العلم المئات من المجلدات؛ بل اآلالف من الكتب‪،‬‬
‫وربما نسب لبعضهم أن عنده مثال من كتاب «العين» للخليل بن أحمد سبع نسخ مختلفة الرواية‬
‫والقراءة‪ ،‬والجاحظ كان لديه من الكتب ما هو موصوف بكثرة‪ ،‬وعمرو بن أوس كان لديه من الكتب‬
‫كثرة وهكذا‪.‬‬
‫وأهل العلم تداولوا هذا األمر يف الجمع ما بين الحرص على الكتب وكثرة القراءة‪ ،‬ثم التفتيش عند‬
‫التحديث‪ ،‬فأصبحوا فيما يقرؤون يصنفون‪ ،‬وفيما يسمعون يؤلفون الكتب حتى كثرت التصانيف إلى أن‬
‫قال الحافظ الخطيب البغدادي المعروف‪ :‬من صنف فقد عرض عقله للناس على طبق‪.‬‬
‫ثم لكثرة المقروءات وعدم مناسبة كل ما يقرأ اإلنسان لمصنف له جاءت فكرة عند أهل العلم وهو‬
‫أن يكون للعالم أوراق يجمع فيها ما أنس له‪ ،‬وأحبه واستثار شيئا يف عقله أو نفسه أو عاطفته أثناء‬
‫القراءة‪ ،‬فبدؤوا يجمعون مجاميع خاصة لهم‪ ،‬تختلف األسماء‪ ،‬فمنهم من سماها باسم أو باسم آخر أو‬
‫إلى آخره؛ فكرهتا‪ :‬أنه إذا قرأ مسألة فقهية أو تفسير آية أو بيت شعر أو حادثة تاريخية أو ما إلى ذلك‬
‫دوهنا عنده؛ فتصبح من جنس إذا كتبت فقمش ثم إذا حدثت ففتش‪.‬‬
‫ثم مشى األمر إلى أن دونوا فيها بعض المناظرات اليومية‪ ،‬باإلضافة إلى الفوائد كما هو واضح‬
‫لديكم يف مثل كتاب «الفنون» للعالمة الحنبلي ابن عقيل‪ ،‬ويف مثل «صيد الخاطر» البن الجوزي‪ ،‬وأشباه‬
‫الكتب هذه كثيرة‪ ،‬ما بين كبير ومختصر‪.‬‬
‫هذه الكتب التي يجمع فيها الفوائد أعتقد أنها مهمة جدا لكل واحد من طلبة العلم أو من األدباء أو‬
‫من الشعراء أو من المؤرخين‪ ،‬كل من رام المعرفة البد أن ينتقي وأن يكتب‪ ،‬لماذا؟ ألمور ثالثة بالتجربة‬
‫وجدت أهنا صحيحة‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن اللذة بالمقروء هي شعور ابن ساعته‪ ،‬فأنت حين القراءة تستلذ للمعنى لشيء عندك يف تلك‬
‫الحالة‪ ،‬وهذا الشعور يجب أال يهمل؛ ألنه جزء من شخصيتك‪ ،‬فإذا نقلته قيمت نفسك يف وقت ويف‬
‫زمن كيف كنت تختار‪ ،‬وكيف كنت تنتقي‪ ،‬وما هو المهم عندك‪ ،‬وما هو الذي تستلذ له‪.‬‬
‫واختيار المرء قطعة من عقله‪ ،‬وأيضا اختيار المرء قطعة من قلبه؛ ألن اإلحساس بالمعاين الجميلة أو‬
‫بالفوائد الرصينة هذه هي قيمة طالب العلم يف بحثه ورؤيته وما يدون؛ فيجب أال ينفك أحد من كتابة ما‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪4‬‬

‫يأنس إليه‪ ،‬فهو يقرأ يدون على كتابه الفوائد‪ ،‬ثم ينقلها إلى مجموع له خاص‪.‬‬
‫لذلك كتب كثير من أهل العلم مجاميع خاصة لهم‪ ،‬تعرفون «الفوائد» البن القيم‪ ،‬و«بدائع الفوائد»‬
‫البن القيم‪ ،‬وكتب السيوطي‪ ،‬وكتب كثيرة‪.‬‬
‫هذه المجاميع لها أسماء‪.‬‬
‫العلماء لم يلتزموا فيها باسم‪ ،‬وإنما جعلوا لها أسماء عديدة‪:‬‬
‫من هذه األسماء‪ :‬الفنون‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الفوائد‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الصيد‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الفرائد‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الشوارد‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬المصايد‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬المطارد‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬بدائع الفوائد‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الكشكول‪.‬‬
‫ومنها المخالة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الكناش‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الجؤنة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الربنامج‪ ..‬وما إلى ذلك من األسماء‪.‬‬
‫يف نجد غلب علينا تسمية هذه المنتقيات باسم المجموع‪ :‬مجموع الشيخ فالن‪ ،‬ومجموع قد يكون يف‬
‫فن كمجموع فقه‪ ،‬أو قد يكون مجموع يف فن من الفنون يعني يف الفقه مثال‪ ،‬أو يف األدب‪ ،‬أو يف التاريخ‪،‬‬
‫أو يف الشعر‪ :‬الشعر األصلي يعني الشعر العربي أو الشعر النبطي أو الشعر العامي إلى آخره‪.‬‬
‫وتارة يسمون ما ينتقى من األول‪ :‬المختارات؛ لكن أكثر ما عندنا يسمونه المجموع‪ ،‬وهو موجود من‬
‫حوالي خمسة قرون يف أسماء مختلفة‪.‬‬
‫وغيرنا من أهل العلم أو يف بالد أخرى سموه‪ :‬الكناش‪ ،‬سموه‪ :‬المصائد‪ ،‬وسموه‪ :‬جنى الدفاتر‪،‬‬
‫وسموه‪ :‬الجؤنة‪ ،‬وسمي المشكاة‪ ،‬وسمي المخالة‪ ،‬وسمي‪ :‬الكشكول‪ ..‬إلى آخره من األسماء‪ ،‬وال‬
‫‪5‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫مشاحة يف االصطالح‪.‬‬
‫فهي خالصتها‪ :‬قيد لما أعجب اإلنسان‪ ،‬سواء كان هذا االعجاب يف فن معين‪ ،‬أو فيما قرأ بحسب‬
‫قراءاته‪.‬‬
‫مجموع ابن رشيد يف الشعر الشعبي‪.‬‬
‫المجموع كتاب كامل اسمه المجموع‪ .‬يف األدب موجود‪ ،‬ويف التاريخ موجود ويف غيرها‪..‬‬
‫لذلك كان مما مر علي واخرتت أن آيت به‪ ،‬وأعلم أنه أضعف من أن تسمعوه؛ لكن ليناسب جزء من‬
‫التفريج عن النفس‪ ،‬مع الضغط الواقع عليها‪ ،‬ولحث طالب العلم على أن يكتب وهو يقرأ‪ ،‬وأال يهمل‬
‫الفائدة التي يستلذ لها وتطرب لها نفسه أو يتحرك هبا عقله‪ ،‬ال تطرب‪ ،‬ال يهملها؛ فإنه يحتاجها؛ ألن‬
‫اإلنسان ينسى‪ ،‬وتارة يدون ما فهمه أو ما حرره أو ما بحثه‪.‬‬
‫يعني مثال‪ :‬يأيت إليك مسألة يف حياتك ويكون حديث مجلس‪ ،‬ثم تذهب إلى مكتبتك‪ ،‬وتحرر‬
‫وتبحث وتبحث‪ ،‬سواء أكانت يف العلم الشرعي؛ يف التفسير يف العقيدة أو يف الحديث أو يف اللغة العربية‬
‫والنحو‪ ،‬أو يف المجاالت الفكرية أو أو إلخ‪ ،‬فإن لم تقيد هذا البحث بجودة ضاع‪ ،‬بعد سنوات أنا بحثتها‬
‫لكن ما أدري ماذا وصلت بالضبط؛ لكن الخالصة كلمتين‪ ،‬مع أنك بحثت يومين ثالثة خمسة‪ ،‬وهذا من‬
‫تضييع النفس‪ ،‬وال يجوز له أن يضيع نفسه‪ ،‬بأنه يبحث ويدقق ويمضي من عمره‪ ،‬ثم ال يدون ألنه جمع‬
‫بين شيئين‪:‬‬
‫أوال البحث؛ فإنه إذا لم يدون يذهب‪.‬‬
‫ثم الفهم يأيت مع عمق البحث‪ ،‬وقد قال بعض أهل العلم من علماء الشام‪ :‬الفهم عرض يطرأ ويزول‪،‬‬
‫فهمك للعبارة‪ ،‬فهمك للمسألة‪ ،‬فهمك لإلشكال عرض مثل الحرارة والربودة‪ ،‬يطرأ يجي ويروح‪ ،‬فإذا‬
‫لم تقيد هذا الفهم ذهب‪ ،‬وهذا يتطلب من كل قارئ هنم يف القراءة أن يدون‪ ،‬أن يدون‪ ،‬أن يدون‪.‬‬
‫القراءة يف الكتب تختلف عن القراءة يف الوسائل الحديثة؛ الجوال؛ يعني‪ :‬األجهزة اإللكرتونية‬
‫المختلفة‪ ،‬تختلف؛ ألن الكتب هي ألصق عند الممارسة يف نقل الفوائد خطا وكتابة حتى يكون هناك‬
‫قدرة على التعامل معها يف المستقبل‪ ،‬تخطيط‪ ،‬تظليل‪ ،‬ثم النقل‪ ،‬هذا يعني النسخ واللصق إلى آخره ليس‬
‫كمثل معاناة الشيء بالقلم‪ ،‬النقل بالقلم هو صنعة أهل العلم‪ ،‬اهلل جل وعال علم بالقلم علم اإلنسان ما‬
‫لم يعلم‪ ،‬فينبغي أن يحرص على القلم أثناء المطالعة والقراءة‪ ،‬القلم مع طالب العلم هو حركة عقله‬
‫وحركة قلبه وحركة فهمه‪ ،‬فيجب أال يرتك وجود القلم معه يف تقييد الفوائد؛ ألنه سيحتاجها‪ ،‬وأما غيرها‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪6‬‬

‫من الوسائل الحديثة قد يكون ال أعرف كيف أستعملها بعمق؛ لكن ال تستفيد منها بحضور ومستقبل‬
‫وتبويب وإلى آخره‪ ،‬مثل غيره‪.‬‬
‫لذلك أحببت أن أجعل هذه الليلة يف ذكر شيء من بعض ما مر علي من الفوائد يف مجموع له اسم‬
‫أسميته به‪ ،‬وقد يغير االسم يف المستقبل؛ لكن هذا خالصة قراءات متنوعة‪ ،‬تستدلون هبا على ما مر علينا‬
‫وما نستلذ به‪ ،‬وما يلفت النظر‪ ،‬هذا سواء يف العلوم كلها‪ ،‬وكيف يكون ذلك‪.‬‬
‫فنستأذنكم يف البداية‪ ،‬وإن كانت ليست يف مستوى الحاضرين‪ ..‬مقاطع قد تكون قصيرة‪ ،‬قد تكون‬
‫طويلة؛ لكن فيها شيء ربما األنس‪.‬‬
‫* لطيفة‪ :‬السالم نوع من الشجر مر‪.‬‬
‫قال يف «القاموس» وشرحه «تاج العروس» الجزء ‪ :8‬قال رجل ألعرابي‪ :‬السالم عليك‪ .‬فرد األعرابي‬
‫الجثجاث عليك‪ .‬فقال له‪ :‬يا هذا‪ ،‬ما هذا بجواب‪ .‬قال‪ :‬لم؟ هما شجران مران‪ ،‬وأنت جعلت علي‬
‫واحدا فجعلت عليك اآلخر‪.‬‬
‫* قال صديق حسن خان يف «الحطة يف ذكر الصحاح الستة»‪ :‬قال الشاعر وهو شيخ المعرة‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫ل أيوائ ِ يلي‬ ‫لتيييب ِ أم يايل يمييتس ي أيت ِي‬
‫طعيهييٱ ي‬ ‫ي‬ ‫يي أيز أيمان يهي‬
‫خ ي أي‬
‫ل ِ‬ ‫نيِإَونييكين يتييٱ ي‬
‫ِإَو ِ ي‬
‫قال صديق حسن‪ :‬وال غرو يف هذا‪ ،‬فرب حديث تقدم على قديم‪ ،‬وسبق وإن تأخر‪ ،‬فالرجال معادن‬
‫ولكل زمان محاسن‪ ،‬والخواطر موارد ال تنزح (يعني بئر تريد أن تنهي الماء ال ينتهي)‪ ،‬واألفكار‬
‫مصابيح ال تطفأ‪ ،‬واألفهام مرايا ال تنتهي صورها؛ (لو وضعت مرآة أمام مرآة ونظرت تذهب الصورة‬
‫إلى ما ال هناية‪ ،‬يريد‪ :‬أنه إذا قابل فهم فهم وتناقشا وتحاورا فإهنا تنتج من األفكار ما ال هناية له)‪.‬‬
‫والعقول سحائب ال ينفد مطرها‪ ،‬والمعاين غير متناهية‪ ،‬والفضائل غير متوازية‪ ،‬وأم الليالي ولود‪،‬‬
‫والفضل يف كل حين مشهود‪ ،‬وإن الفضل بيد اهلل يؤتيه من يشاء‪.‬‬
‫وسيأيت لهذا معنى قاله الشوكاين ‪.$‬‬
‫* تذكرة‪ :‬قال مالك بن دينار من السلف الصالح ‪ $‬تعالى‪ :‬إنك أن تنقل األحجار مع األبرار خير‬
‫لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار‪ ،‬الخبيص من الحلوى النادرة تعمل من التمر والسمن‪ ،‬هذا تفسير‬
‫القرطبي جزء ‪ 13‬صفحة ‪.27‬‬
‫* قال الوزير أبو عبد اهلل البزلياين كما يف «الذخيرة يف محاسن أهل الجزيرة» البن البسام الجزء األول‬
‫القسم الثاين صفحة ‪ :582‬من النصح تقريع‪ ،‬ومن الحفاظ تضييع‪ ،‬ولكل مقام مقال‪ ،‬إذا عدي به عنه‬
‫‪7‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫استحال (نصح إذا زاد صار تقريعا‪ ،‬خرج من كونه نصحا إلى تقريع‪ ،‬والحفاظ تريد أن تزيد يف المحافظة‬
‫على أهلك أو عائلتك أو من تحب أو‪ ..‬تزيد يف الحافظة فتؤول إلى التضييع‪ ،‬ولكل مقام مقال)‪.‬‬
‫قال وهو يخاطب من يراسله‪ :‬وصل إلي منك كتاب طمست منحاه‪ ،‬وعميت معناه‪ ،‬أومأت فيه إلى‬
‫النصح‪ ،‬ودللت على سبيل النجح؛ فوقفت على فصوله ومعانيه‪ ،‬وأحطت علما بجميع ما فيه‪ .‬ولم يكن‬
‫لمن أوحشت جهته‪ ،‬وتغيرت مودته‪ ،‬أن يدخل مدخل الناصحين‪ ،‬وقد خرج من جملة المشفقين‪.‬‬
‫(لماذا؟ ألن الناصح إذا لم يكن مشفقا لم تكن نصيحة‪ ،‬قد يأيت الشيطان ويجعل الناصح مستعليا‬
‫على من نصحه‪ ،‬وهذه تخرج عن النصيحة‪ ،‬قد تكون نصيحة إذا كانت مع الشفقة؛ ألن النصح فيه‬
‫إخالص‪ ،‬فيه صدق‪ .‬الكلمة واشتقاقها يف اللغة‪.‬‬
‫* دعاء لإلمام أحمد ابن حنبل يف سجوده‪:‬‬
‫قال التميمي‪ :‬كان أحمد ابن حنبل يدعو يف سجوده‪ :‬ال ّٰلهم من كان من هذه األمة على غير الحق وهو‬
‫يظن أنه على الحق‪ ،‬فرده إلى الحق ليكون من أهل الحق‪.‬‬
‫وكان يقول‪ :‬ال ّٰلهم إن قبلت عن عصاة أمة محمد ﷺ فداء؛ فاجعلني فداهم‪.‬‬
‫* من غرائب القضاة‪:‬‬
‫وسيأتينا نقل عن الصفدي يف كتابه «الغيث الذي انسجم بشرح المية العجم» يف هذا المعنى‪.‬‬
‫القاضي عبد الوهاب المالكي من قضاة المالكية الكبار‪ ،‬له كتب يف الخالف ومشهور‪.‬‬
‫الفقهاء إذا أرادوا شعرا يسميه أهل العلم شعر الفقهاء‪ ،‬شعر الفقهاء البد أن يدخل يف شعره صنعته‪،‬‬
‫يدخل فيه فنه‪ ،‬يدخل فيه كلمات فقه‪ ،‬حتى لو أنه يف غاية النسيب أو الغزل أو ما أشبه ذلك‪.‬‬
‫قال القاضي عبد الوهاب المالكي يريد هبذه األبيات ليس الغزل‪ ،‬هو يريد أن يبين مسألة فقهية‪ .‬قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أأ أ أ أ أ أ‬
‫ال ي ِّيد ي‬
‫وايالل ِ يصيييب أ‬
‫ِ‬ ‫ايف أيت ينبي أه يتيي أيويقال يتي ي ي يت أع يالي أي‬
‫وايواطيليب ي‬ ‫يوين يائ ِم يةيي يقبيليتيه ي ي‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أأ أ أ‬ ‫ّ أ أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫صبي ييب ِ أس ي أيوىيال ي ِيد ي‬ ‫يغ ِي‬‫وايف ي‬
‫كمي ِ ي‬ ‫ص يبي ي ي يوييم ي‬
‫ايح ي‬ ‫غ ِ‬‫كي ي‬ ‫نيف ي يد يتي ي‬ ‫يفيقيل يتيييل أه يا‪:‬ييإ ِ ِ ي‬
‫ّ‬ ‫أأ أ‬ ‫أ أ أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ ّ أ أ‬
‫َعيع ي ِيد ي‬
‫ض يف ي يأليفي ي ي‬ ‫ت ييلمي ي يت ي ي‬ ‫لم يةي ي ي ي‬
‫ِإَوني ي يأني ِي‬ ‫فيع ينيييأث ِ يي ِيميظي ي‬ ‫ايوك ي ِ ي‬ ‫يه ي‬ ‫ييخ ي ِيذ ي‬
‫أذ‬ ‫أ‬ ‫أأ أ‬ ‫أ‬ ‫صاصييي أش ي أيهدييالي أ‬ ‫أيفيأيق يالأتيي يق ِ أ‬
‫نيالش يهي ِيد ي‬‫لي ِم ي أي‬ ‫ان ييأ ي‬ ‫يكب ي ِيدي أ‬
‫ال ي ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َع‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ي‬
‫ع‬ ‫ي‬
‫هد التنصيص على شواهد التلخيص» من ي‬
‫كتب البالغة‪.‬‬ ‫من «معا ي‬
‫ي‬ ‫* أحكام أصابع اليد يف الصالة‪:‬‬
‫أجاد فيها الزركشي الشافعي يف كتابه «المنثور يف القواعد الفقهية»‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪8‬‬

‫قال‪ :‬األصابع يف الصالة لها ست حاالت‪:‬‬


‫إحداها‪ :‬حالة الرفع يف تكبيرة اإلحرام والركوع والرفع منه والقيام من التشهد األول= فيستحب‬
‫التفريق فيها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬حالة القيام واالعتدال= فال تفريق‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬حالة الركوع يستحب تفريقها على الركبتين‪.‬‬
‫الربعة‪ :‬حالة السجود يستحب ضمها وتوجيهها إلى القبلة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬حالة الجلوس بين السجدتين وفيها وجهان‪:‬‬
‫أصحهما كالسجود‪.‬‬
‫والثاين تركها على هيئتها‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬التشهد؛ فاليمنى مضمومة األصاب إال يف المسبحة‪ ،‬ويف اإلهبام خالف‪ ،‬واليسرى مبسوطة؛‬
‫وفيها الوجهان يف الجلوس بين السجدتين‪ ،‬والصحيح ضمها‪.‬‬
‫* حصاة تصيح‪:‬‬
‫سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد (عمرو بن قيس من الفقهاء) عن حصاة المسجد‬
‫يجدها اإلنسان يف خفه أو ثوبه أو جبهته (يصلون على الحصى‪ ،‬لما ذهب إلى بيته وجد هذه الحصاة)‪.‬‬
‫فقال عمرو بن قيس لهذا الرجل الذي سأله‪ :‬ارمي هبا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬زعموا أن الحصاة تصيح حتى ترد إلى المسجد‪.‬‬
‫قال‪ :‬دعها تصيح حتى ينشق حلقها‪.‬‬
‫قال الرجل‪ :‬أو لها حلق؟!‬
‫قال‪ :‬من أين تصيح إذن؟!!!‬
‫هذا فيه لمحة للناس الذين ال يعقلون كيف يكون الحديث معهم‪.‬‬
‫* مباحث فقهية‪:‬‬
‫علي بن أبي طالب ﭬ كان صاحب حكمة‪ ،‬ونقل عنه حكم كثيرة‪ ،‬بعضها يصح عنه‪ ،‬وبعضها‬
‫منسوب إليه‪ ،‬وهو من جنس كالمه‪ ،‬ولذلك نسب إليه‪ ،‬وخاصة يف الكتاب المسمى «هنج البالغة»‪.‬‬
‫جمع غير واحد حكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وضمنها ثالثة منهم كتاب سموه «سجع‬
‫الحمام يف حكم اإلمام» أقتبس من هذه الحكم شيئا‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫قال‪ :‬ابذل لصديقك كل المودة‪ ،‬وال تبذل له كل الطمأنينة (فظن خيرا وكن منها على وجل)‪.‬‬
‫قال ﭬ‪ :‬أجهل الجهال من عثر بحجر مرتين‪.‬‬
‫وقال‪ :‬احرتس من ذكر العلم عند من ال يرغب فيه‪ ،‬ومن ذكر قديم الشرف عند من ال قديم له‪ ،‬فإن‬
‫ذلك مما يحقدهما عليك‪..‬‬
‫قال‪ :‬أحيي المعروف بإماتته‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إذا أردت أن تحمد فال يظهر منك حرص على الحمد‪.‬‬
‫قال‪ :‬إذا ازدحم الجواب خفي الصواب‪.‬‬
‫قال‪ :‬إذا تم العقل نقص الكالم‪.‬‬
‫قال‪ :‬إذا رفعت أحدا فوق قدره فتوقع منه أن يحط منك بقدر ما رفعت منه‪.‬‬
‫(وهذه كلها مجربة ومشاهدة)‬
‫وقال‪ :‬إذا سمعت الكلمة تؤذيك فطأطئ لها رأسك فإهنا تتخطاك‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إذا شككت يف مودة إنسان= فاسأل عنه قلبك‪ ،‬فإن قلبك ال يخطئ‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إذا كان اإليجاز كافيا كان اإلكثار عيا‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إذا كان العقل تسعة أجزاء احتاج إلى جزء من الجهل ليقدم به صاحبه على األمور؛ فإن العاقل‬
‫أبدا متوان مرتقب متخوف‪( .‬يحتاج العاقل إلى جزء من الجهل يجعله يقدم وإال لن يتحرك‪ ،‬فإن العاقل‬
‫متوان مرتقب متخوف)‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إزالة الجبال أهون من إزالة دولة أقبلت‪.‬‬
‫وقال‪ :‬األشراف يعاقبون بالهجران ال بالحرمان‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إعادة االعتذار تذكير بالذنب؛ (يعني اعتذرت مرة‪ ،‬ما تأيت مرة ثانية تلتقي مع الشخص نفسه‬
‫تعتذر ثانية؛ كأنك تذكر بذنبك مرة بعد مرة)‪.‬‬
‫وقال‪ :‬أقتل األشياء لعدوك أال تعرفه أنك اتخذته عدوا‪.‬‬
‫وقال‪ :‬أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إن من السكوت ما هو أبلغ من الجواب‪.‬‬
‫* عمر ابن الوردي فقيه شافعي‪ ،‬وله كتب يف الفقه‪ ..‬إلخ‪ ،‬وله اتصال بشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬وأثنى‬
‫على شيخ اإلسالم‪ ،‬وأثنى عليه شيخ اإلسالم‪ ،‬وهو شاعر مجيد صاحب «المية ابن الوردي» المشهورة‪:‬‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪10‬‬

‫وق ل الفص ل وجان ب م ن ه زل‬ ‫اعت زل ذك ر األغ اني والغ زل‬

‫يف ديوانه الكثير من التشبيب أو وصف المردان‪ ،‬وجدت له يف ديوانه ‪-‬كنت أستغرب من وجوده هذا‬
‫مع فقيه وعالم‪ ،‬وهذه تقتضي استقامة‪ -‬وجدت له يف ديوانه صفحة ‪ 256‬طبع الجوائب؛ قال‪:‬‬
‫في المرد قصدي به ت رويج أش عاري‬ ‫أس تغفر اهلل م ن ش عر تق دم ل ي‬
‫خن ا وحاش اي م ن أفع ال أش رار‬ ‫لك ن ذل ك ق ول ل يس يتبع ه‬
‫استغفر ثم بين أن مقصده سيئ وهو ترويج األشعار؛ لكن بخصلة سيئة‪ ،‬وانظر هذا يف ديوانه يف غير‬
‫ما موضع‪.‬‬
‫ه ٰذا نأخذ منه أن بعض من يصدر منه بعض الكالم من الشعراء هو يريد به الصورة اللفظية والصورة‬
‫أ أ أ‬ ‫أ‬ ‫ۡ‬ ‫أأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ۡ‬ ‫أأۡ أ أ‬
‫يكيوادييي ِهيمون ي‪ ٢٢٥‬يوأنهمييقولونيمايَلي‬ ‫المعنوية‪ ،‬ال حقيقة الفعل‪ ،‬واهلل جل وعال قال عنهم‪﴿ :‬ألميت أ يأنهم ِ‬
‫يف ِ‬
‫أ أ أ‬ ‫ۡ‬
‫وني‪[ ﴾٢٢٦‬الشعراء]‪.‬‬‫يفعل‬

‫* الحسن البصري‬
‫قال أعرابي ألهل البصرة‪ :‬من سيد أهل ه ٰذه القرية؟ قالوا‪ :‬الحسن‪.‬‬
‫قال‪ :‬بم سادهم؟ قال‪ :‬احتاج الناس إلى علمه‪ ،‬واستغنى هو عن دنياهم‪.‬‬
‫من «جامع العلوم والحكم» البن رجب‪.‬‬
‫* قال الصفدي خليل ابن أيبك يف «شرح المية العجم»‪:‬‬
‫وكل من عانى النظم وغلب عليه فن من الفنون مال به إلى ذلك الفن‪ ،‬وغلبت عليه قواعده‪،‬‬
‫واستعملها يف مقاصده الشعرية وتخيالت معانيه‪ ،‬وظهر على ما يرومه اصطالح ذلك الفن وأحكامه‪.‬‬
‫(وه ٰذا الذي ذكره مر بنا شاهد‪ ،‬وله شواهد كثيرة‪ ،‬فإن أهل الفن إذا نظموا فإهنم البد‪ ..‬أو ذكروا‬
‫شعرا ال يكون شعرا يكون نظم البد أن تأيت فيه المصطلحات التي درسوها‪ ،‬الفلسفي فلسفي‪ ،‬والمنطقي‬
‫منطقي‪ ،‬والفقيه فقيه‪ ،‬واللغوي لغوي‪ ،‬والنحوي نحوي إلى آخره‪.‬‬
‫وذكرنا لكم قبل قصة أبيات عبد الوهاب المالكي‪.‬‬
‫ومما يذكر يف ذلك ما كان بين الحافظ ابن حجر ‪ $‬تعالى وبين عصريه وزميله وعديله الحافظ بدر‬
‫الدين العيني‪ ،‬كان الحدث يف القاهرة أن جامع فيها اسمه جامع المؤيد أحد األمراء‪ ،‬وكان بجنبه مدرسة‬
‫لها برج مرتفع‪ ،‬وه ٰذا المسجد يدرس فيه الحافظ بدر الدين العيني‪ ،‬له فيه حلقة‪ ،‬فهذه المئذنة مالت‬
‫ولم تسقط؛ استندت على الربج؛ فتعجب الناس كيف مالت ثم استندت على الربج ولم تسقط‪ ،‬فخرج‬
‫‪11‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫األمير والقضاة ينظرون متعجبين‪.‬‬
‫ولما بين الحافظ شهاب الدين ابن حجر والحافظ بدر الدين العيني ما بينهما من الخالف‪ ،‬وهما‬
‫عدالء ‪-‬زوجاهتم أخوات‪ -‬ابتدأ الحافظ ابن حجر القول ببيتين قال‪:‬‬
‫منارت ه بالحس ن تزه و وب الزين‬ ‫لج امع موالن ا المؤي د رون ق‬
‫فليس على جسمي أض ر م ن الع ين‬ ‫تقول وقد مالت على البرج‪ :‬أمهل وا‬
‫يقصد العين‪ ،‬عمل لها كناية ببدر الدين العيني‪ ،‬فغضب بدر الدين العيني‪ ،‬فجاءت لغة الفقه‪ ،‬وكان‬
‫الحافظ [العيني] شاعرا جيدا وله ديوان معروف‪ ،‬قال بدر الدين العيني يف حضرة الناس‪:‬‬
‫م ا أوج ب اله دم إال خس ة الحج ر‬ ‫قالوا‪ :‬أصيبت بع ين قل ت‪ :‬ذا غل ط‬
‫(قالوا)‪( ،‬قلت)‪( ،‬غلط) هذه لغة فقه‪( .‬أوجب) كلمة فقهية منطقية‪.‬‬
‫* معاتبة الملوك‬
‫قال الناشئ األصغر كما يف «الوحشيات واألوابد»‪:‬‬
‫أخ ط ب أقالمي عل ى الم اء أحرف ا‬ ‫إذا أن ا عاتب ت المل وك فإنم ا‬
‫يعني بسرعة تروح‪ ،‬ما لها معنى‪.‬‬
‫فالملوك ال يعاتبون؛ ألنك كأنك تخط على الماء أحرفا‪.‬‬
‫* الوقوع يف العلماء والصالحين والوقوع يف الناس‪.‬‬
‫قال الذهبي الحافظ الذهبي ‪ $‬يف «سير أعالم النبالء» يف ترجمة اإلمام ابن حزم‪ :‬لم يتأدب مع‬
‫األئمة يف الخطاب؛ بل فجج العبارة وسب وجد؛ فكان جزاؤه من جنس فعله‪ ،‬فوقع الناس فيه‪.‬‬
‫ويف «ذيل طبقات الحنابلة» يف ترجمة عبد الرحمن بن نجم المعروف بابن الحنبلي ناصح الدين أن‬
‫الموفق ابن قدامة شارح الخرقي (يعني صاحب المغني) كتب على فتوى لناصح الدين المذكور‪ ،‬قال‬
‫الموفق‪ :‬كنت أتخيل يف اإلمام الناصح أن يكون بارعا‪ ،‬وأفرح به للمذهب‪ ،‬لما فضله اهلل به من شرف‬
‫بيته وإعراق نسبه‪ ،‬وما آتاه اهلل من بسط اللسان وجراءة اللسان وحدة الخاطر وسرعة الجواب وكثرة‬
‫الصواب‪ ،‬إلى أن رأيت له فتاوى غيره فيها أسد جوابا وأكثر صوابا‪.‬‬
‫ظننت (العالمة الموفق) أنه ابتلي بذلك (بالخطأ يف الفتوى والخطأ يف الكالم والخطأ يف العبارة)‬
‫لمحبته تخطئة الناس‪ ،‬ولمحبته اتباعه عيوهبم‪ ،‬وال يبعد أن يعاقب اهلل العبد من جنس ذنبه‪..‬‬
‫إلى أن قال‪ :‬والناصح قد شغل كثيرا من زمانه بالرد على الناس يف تصانيفه‪ ،‬وكشف ما استرت من‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪12‬‬

‫خطاياهم‪ ،‬ومحبة بيان سقطاهتم‪ ،‬وال يبلغ العبد حقيقة اإليمان حتى يحب للناس ما يحبه لنفسه‪ ،‬أفتراه‬
‫يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته وعيب تصانيفه وإظهار أخطائه؟!!‬
‫ويف «التحفة المكية لما يحتاجه طلبة الشافعية» للسقاف صفحة ‪ ،48‬نقال عن فتاوى ابن حجر‬
‫الهيتمي‪ :‬من الحق الواضح المقرر بين األئمة أن ما يقع لبعضهم بعضا كقولهم‪ :‬ه ٰذا غلط وخطأ ال‬
‫يريدون به تنقيصا وال بغضا؛ بل بيان المقاالت غير المرتضاة‪ ،‬وه ٰذا شأن األسنوي مع الشيخين‪،‬‬
‫واألذرعي والبلقيني وابن العماد وغيرهم يف الرد على األسنوي بإغالظ وجفاء ونسبته لما هو بريء منه‬
‫غالبا؛ لكنه (يعني األسنوي) لما تجاوز يف حق الشيخين (من الشافعية من فقهائهم) قيض اهلل له من‬
‫تجاوز يف حقه جزاء وفاقا‪.‬‬
‫وه ٰذا معنى لطلبة العلم مهم‪ ،‬وله شواهد كثيرة يف ه ٰذا المعنى غير قليلة‪.‬‬
‫* للشوكاين ‪ $‬تعالى كما يف «ديوانه» صفحة ‪ 176‬وقد عابوه بأنه جاء يف عصر متأخر فكيف له أن‬
‫يروم منافسة المتقدمين‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أأ‬ ‫أ‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫ليأخ‬‫تي‪:‬يداريٱل ي ِي‬ ‫خ ا ي ي ف أج ب‬ ‫أ‬ ‫تيم‬ ‫وا‪:‬يأتي‬ ‫قال‬
‫ي‬ ‫ِيييأ أ أج يلييقأ يدي يراأ‬ ‫نيٱ أي‬
‫ل ِيمي‬ ‫لي أص يا ي ي أيريي ِم ي أي‬ ‫ِييٱل ذيس ي ِي‬ ‫خ أت ياميي ِ ِي‬
‫جي‬ ‫أيوي ِي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫يأأ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ ذ‬ ‫أأ‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫لييأح ي يى‬ ‫فيٱلي يفض ي ِي‬ ‫أ‬
‫يه ياييب ِ يوص ي ِ ي‬ ‫ي يي ي‬ ‫ارِيص‬ ‫يحي ي‬ ‫لس‬ ‫خ ِييٱ ي‬ ‫ي يأ ي‬ ‫يويت‬
‫أ أأ‬ ‫أ أأ‬ ‫ل ِنيص ي ييٱ ذ‬
‫ي‬ ‫ايوديريا‬ ‫ي ري‬
‫ب أي‬ ‫يتييت ِ‬ ‫تتي أم‬ ‫ىيعل يتي ي ي يوي ي‬ ‫لص يغي ي ي‬ ‫أيويٱ ي‬
‫أأ‬ ‫أ‬ ‫أأ‬
‫ي‬ ‫احي ي أع ي ذيدي أص يدي أيرا‬ ‫فيٱل ِّي أم ي ِي‬ ‫ي ي ي ي ي أيي ِ ي‬ ‫نيِإَونيي يت يأخ‬ ‫ي أينا ي‬ ‫ي أيىيٱ ّ ِ‬
‫لس‬ ‫يويت‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أل يٱْلأ‬
‫ي‬ ‫ك نييل مييأ ِص ييب ِٱلسب ِ يبأ د أرا‬ ‫د أريل ي ي ي ي ِ‬ ‫أب أ يٱل ِه‬ ‫أي‬
‫س‬
‫شوف الشواهد والمعاينة لفكرته منوعة تدل على حسي أدبي رفيع ورقة قلب‪.‬‬
‫ي‬
‫* ابن حزم وكتابه «المحلى»‬
‫«المحلى» طبع يف مجلدات كثيرة‪.‬‬
‫قال ابن حزم يف كتابه المشهور «المحلى باآلثار شرح المجلى باالختصار» عند كالمه عن صالة‬
‫المسلمين صالة الخوف قال‪:‬‬
‫أميرهم مخير بين أربعة عشر وجها‪ ،‬كلها صح عن رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قد بيناها غاية البيان والتقصي في‬
‫غير هذا الكتاب‪ ،‬والحمد لله رب العالمين‪ ،‬وإنما كتبنا كتابنا هذا (المحلى هذا الكبير) للعامي‬
‫والمبتدئ وتذكرة للعالم‪.‬اه‬
‫* كتاب «العباب» يف اللغة للصغاين‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫يف «المزهر» للسيوطي‪ :‬وأعظم كتاب ألف يف اللغة بعد عصر الصحاح كتاب «المحكم والمحيط‬
‫األعظم» ألبي الحسن بن سيدا األندلسي الضرير ثم كتاب «العباب» للرضي الصاغاين الذي وصل فيه‬
‫إلى (ب ك م) حتى قال القائل‪ :‬إن الصغاين الذي حاز العلوم والحكم‪ ،‬كان قصارى أمره أن انتهى إلى‬
‫(بكم)‪( .‬يعني هو كتب يف اللغة ووصل إلى أنه أبكم)‪.‬‬
‫* ابن تيمية والتكفير‬
‫قال شيخ اإلسالم أحمد ابن تيمية ‪ $‬تعالى كما يف «الفتاوى المصرية»‪ :‬ما تنازع العلماء يف جوازه‬
‫فال يكفر فاعله باالتفاق‪.‬‬
‫* زكي مبارك والمشاهد الشركية يف مصر‪.‬‬
‫قال الدكتور زكي مبارك يف كتابه «األخالق عند الغزالي»‪ :‬هذه القاهرة ال تزال سماء مسكونة‬
‫بالمعبودات الصغيرة كسيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة فاطمة‪ ،‬ومن إليهم من األولياء‪ ،‬فيما زعم‬
‫الفاطميون ومن لف لفهم من علماء اإلسالم‪.‬‬
‫* إنقالب رجاء إلى خشية‪.‬‬
‫قال الكايف العماين؛ شاعر‪:‬‬
‫فص رت أخش اك واألي ام للغي ر‬ ‫قد كنت أرجوك للبلوى إذا عرضت‬
‫فربم ا يت أذى ال روض ب المطر‬ ‫أخشى وحكمي أن أرجو وال عجب‬
‫قال الباخرزي يف «دمية القصر وعصرة أهل العصر» الجزء األول صفحة ‪ 102‬تحقيق عبد الفتاح الحلو‬
‫بعد ذكره البيتين‪ :‬هذا معنى ما له هناية‪ ،‬وغاية يف االخرتاع ليس وراءها غاية‪.‬‬
‫* قال الذهبي يف «تاريخ اإلسالم» يف وفيات سنة ‪356‬ه حين ترجم ألبي الفرج علي بن الحسن‬
‫األصبهاين مصنف «األغاين» قال‪ :‬رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه (يعني صاحب األغاين)‪ ،‬ويتهمه‬
‫ويستهول ما يأيت به‪( ،‬يعني أنه ينفرد بأشياء ال أصل لها)‪.‬‬
‫* يف «مثالب الوزيرين» ألبي حيان الوحيدي صفحة ‪:120‬‬
‫قيل البن ماسويه‪ :‬الباقالء بقشوره أصح يف الجوف؟ قال‪ :‬هذا من طب الجياع‪.‬‬
‫* قال األصمعي كما يف «رحلة ابن رشيد الفهري السبتي» الجزء الثالث صفحة ‪ :288‬خرجت حاجا‬
‫إلى بيت اهلل الحرام فحاك محملي محل أعرابي فشتمته وضربته فاحتملني‪ ،‬فلما صرت إلى بيت اهلل‬
‫الحرام رأيت األعرابي متعلقا بأستار الكعبة‪ ،‬وهو يقول‪ :‬ربي إن كنت غفرت لي فاغفر لمن شتمني‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪14‬‬

‫وضربني‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا أعرابي ضربناك وشتمناك وتدعو لنا؟! قال‪ :‬فنظر إلي نظرة ثم أنشأ يقول‪:‬‬
‫ذل‬ ‫به الن‬ ‫ر ال يغض‬ ‫والح‬ ‫ال يغض ب الح ر عل ى س فلة‬
‫ل‬ ‫ي الفض‬ ‫ي فل‬ ‫ول زدن‬ ‫أق‬ ‫ده‬ ‫بني جه‬ ‫يم س‬ ‫إذا لئ‬
‫* الملك والدين‪:‬‬
‫قال أردشير الفارسي كما يف كتاب «عهد أردشير»‪ :‬اعلموا أن الملك والدين أخوان توأمان‪ ،‬ال قوام‬
‫ألحدهما إال بصاحبه؛ ألن الدين أس الملك وعماده‪ ،‬ثم صار الملك بعد حارس الدين؛ فالبد للملك‬
‫من أسه والبد للدين من حارسه؛ ألن ما ال حارس له ضائع‪ ،‬وما ال أس له مهدوم‪.‬‬
‫(معادلة صعبة)‪.‬‬
‫* الحافظ المسعودي والجاحظ‪.‬‬
‫قال المسعودي يف «مروج الذهب» الجزء األول صفحة ‪ 99‬تحقيق محي الدين عبد الحميد‪ :‬زعم‬
‫عمرو بن بحر الجاحظ أن هنر مهران الذي هو هنر السند من نيل مصر‪ ،‬ويستدل على أنه من النيل بوجود‬
‫التماسيح فيه‪.‬‬
‫(شاف تماسيح يف النيل وشافها هناك‪ ،‬قال هذا من هذا فال رابط)‬
‫فلست أدري كيف وقع له هذا الدليل‪ ،‬وذكر ذلك يف كتابه المرتجم كتاب «األمصار وعجائب‬
‫البلدان»‪ ،‬هذا كتاب للجاحظ‪ ،‬قال المسعودي‪ :‬وهو كتاب يف هناية الغثاثة؛ ألن الرجل لم يسلك البحار‬
‫وال أكثر األسفار‪ ،‬وال تقر المسالك واألمصار‪ ،‬وإنما كان حاطب ليل ينقل من كتب الوراقين‪.‬‬
‫* فائدة مهمة يف ترتيب حروف اللغة العربية‪:‬‬
‫اعتاد العرب أن يجمعوا حروف لغتهم يف الكلمات الثمانية المشهورة وهي‪ :‬أبجد‪ ،‬ه ّوز‪ ،‬حطي‪،‬‬
‫كلمن‪ ،‬سعفص‪ ،‬قرشت‪ ،‬ثخذ‪ ،‬ضظغ‪.‬‬
‫ويرتب المسلمون يف المغرب األلفاظ األربعة األخيرة كالتالي‪ :‬صعفض‪ ،‬قرست‪ ،‬ثخذ‪ ،‬ظغش‪.‬‬
‫ورتب العرب الحروف ترتيبا آخر نشأ من وضع الحروف المتشاهبة يف الرسم الواحد بعد الواحد‪،‬‬
‫[مثال ذلك أن حرف الباء يأتى بعده التاء والثاء ‪ ...‬إلخ إال الهاء والواو والياء فإهنا توضع يف اآلخر]‪.‬‬
‫وترتيبها هو الذي نعرفه‪.‬‬
‫رتب المغاربة هذه الحروف ترتيبا آخر وهو‪ :‬أ‪ .‬ب‪ .‬ت‪ .‬ث‪ .‬ج‪ .‬ح‪ .‬خ‪ .‬د‪ .‬ذ‪ .‬ر‪ .‬ز‪ .‬ط‪ .‬ظ‪ .‬ك‪ .‬ل‪ .‬م‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫ن‪( .‬ثم رجعوا) ص‪ .‬ض‪ .‬ع‪ .‬غ‪ .‬ف‪ .‬ق‪ .‬س‪ .‬ش‪ .‬هـ‪ .‬و‪ .‬ي‪.‬‬
‫ثم هناك ترتيب آخر لم يكن شائعا؛ رتب األحرف على أساس صويت بحيث إن األصوات التي يجهر‬
‫هبا من أعماق الحلق توضع يف األول‪ ،‬وترتب الحروف على حسب المخرج من آخر الحلق إلى‬
‫الشفتين‪ ،‬بحيث توضع يف األول‪ ،‬واألصوات التي ينطق من الجزء األمامي من الفم توضع يف اآلخر‪.‬‬
‫وهذا هو الترتيب الذي اتبعه الخليل يف مؤلفه «كتاب العين»‪ :‬ع‪ .‬ح‪ .‬هـ‪ .‬خ‪ .‬غ‪ .‬ق‪ .‬ك‪ .‬ج‪ .‬ش‪ .‬ص‪.‬‬
‫ض‪ .‬س‪ .‬ز‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬ظ‪ .‬ذ‪ .‬ث‪ .‬ر‪ .‬ل‪ .‬ن‪ .‬ف‪ .‬ب‪ .‬م‪ .‬و‪ .‬أ‪ .‬ي‪.‬‬
‫‪ ...‬ملخص من «دائرة المعارف اإلسالمية»‪.‬‬
‫* طغيان العلم‬
‫روى ابن حبان يف «الثقات» عن عبد اهلل بن المبارك اإلمام المعروف أنه قال‪ :‬إن للعلم طغيانا كطغيان‬
‫المال‪.‬‬
‫(هذا موجود‪ ،‬يحس اإلنسان ف نفسه بعجب ويطغى على غيره ويصادر على غيره)‬
‫* قال الحافظ الذهبي يترجم لنفسه‪.‬‬
‫الذهبي الذي له الكتب الكثيرة يف الرتاجم والعلم ووو إلخ ترجم لنفسه يف «المعجم المختص»‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫الذهبي‪ :‬المصنف‪ ،‬محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الشيخ عبد اهلل التركماني الفارقي‪ ،‬ثم‬
‫الدمشقي الشافعي المقرئ المحدث‪ ،‬مخرج هذا المعجم‪.‬‬
‫ولد سنة ثالث وسبعين وست مائة‪.‬‬
‫وجمع تواليف‪( ،‬شوف الناس الذين يقشعر البدن من عظمتهم‪ ،‬كيف يتكلمون عن أنفسهم) يقال‪:‬‬
‫مفيدة‪ ،‬والجماعة يتفضلون ويثنون عليه‪ ،‬وهو أخبر بنفسه وبنقصه في العلم والعمل‪ ،‬واهلل المستعان وال‬
‫قوة إال به‪ ،‬وإِذا س ِلم لِي إِيمانِي فيا ف ْو ِزي‪.‬‬
‫(أهم شيء عنده اإليمان‪ ،‬ال المؤلفات‪ ،‬فهذا حقيقة الدين واإليمان والصالح‪،‬‬
‫هذه كلها وسائل لتقوية اإليمان‪ ،‬إذا سلم لي إيماين فيا فوزي)‪.‬‬
‫* الشريف المرتضى معروف أنه من الشيعة‪ ،‬أثنى على نجد كما يف «ديوانه» فقال‪:‬‬
‫أال حب ذا نج د وإن ل م تف د قرب ا‬ ‫أح ب ث رى نج د ونج د بعي دة‬
‫وق د ص دقوا لكنن ي م نهم حب ا‬ ‫يقولون‪ :‬نجد لست من شعب أهله ا‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪16‬‬

‫فت ى ض ل عن ه قلب ه يبتغ ي قلب ا‬ ‫ك أنني وق د فارق ت نج دا ش قاوة‬


‫وصف عالي عالي للغاية‪.‬‬
‫ويف «الديوان» أيضا يقول‪:‬‬
‫وعجي ب ينس يك ك ل عجي ب‬ ‫ك ل ي وم غريب ة للخط وب‬
‫ل ب ال ص احب وال مص حوب‬ ‫حي ر كالض الل ف ي غس ق اللي‬
‫يب‬ ‫ئ كمص‬ ‫فيه ومخط‬ ‫كس‬ ‫وازورار ع ن اله دى فحل يم‬
‫وقل وب محش وة م ن وجي ب‬ ‫وعي ون ممل وءة م ن دم وع‬
‫هذا حال تبدل البالد‪.‬‬
‫* ترتيب «صحيح مسلم»‬
‫يف «فتح المغيث» للسخاوي قال السخاري‪ :‬إن اإلمام مسلم يبدأ بالمجمل وبالمشكل وبالمنسوخ‬
‫وبالمنعن وبالمهمل‪ ،‬ثم يردف بالمبين والمفسر والناسخ والمصرح والمعين والمنسوب يف أشباه ذلك‪.‬‬
‫(يعني هو يبدأ بالمجمل والمشكل والمنسوخ‪ ،‬وهذه نفيسة لفهم ترتيب «صحيح مسلم» ألنه يشكل‬
‫يف سياقاته عليها‪).‬‬
‫* نكران الجميل‪.‬‬
‫يف مجلة الرسالة العدد األول ألحد الشعراء؛ قال‪:‬‬
‫وح دها ال تطي ق ح زا وقطع ا‬ ‫كان ت الف أس قطع ة م ن حدي د‬
‫ي ا ل ك الخي ر م ن فروع ك فرع ا‬ ‫ف رأت دوح ة فقال ت هبين ي‬
‫ري ف أزداد ف ي البري ة نفع ا‬ ‫امنحين ي ي دا تش دي به ا أز‬
‫أنه ا أحس نت ب ذلك ص نعا‬ ‫فحبته ا فرع ا متين ا وظن ت‬
‫تص دع الص خر والجن ادل ص دعا‬ ‫بات ت الف أس بع دها ذات ح ول‬
‫فج اءت لدوح ة األم س تس عى‬ ‫وتناس ت أن ى له ا ذل ك الح ول‬
‫ى‬ ‫د أفع‬ ‫ه حق‬ ‫د كأن‬ ‫وحق‬ ‫أن ه وت نحوه ا بقس وة ذي غ ل‬
‫فه وت للث رى فروع ا وج ذعا‬ ‫ض ربتها ض ربات طال ب ث أر‬
‫هذا يف األشخاص والمعاين والدعوات‪ ...‬إلى آخره‪.‬‬
‫* أول من أجاز الط ّالب يومي الخميس والجمعة‪.‬‬
‫يف «الفواكه الدواين شرح رسالة أبي زيد القيرواين» وهو من كتب المالكية المهمة الجزء األول‬
‫‪17‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫صفحة ‪ 36‬طبعة السعادة‪ ،‬قصة لعمر بن الخطاب ﭬ وفيها‪:‬‬
‫إلى أن خرج إلى الشام عام فتحها فمكث شهرا‪( ،‬يعني عمر ﭬ) ثم إنه رجع إلى المدينة‪ ،‬وقد‬
‫استوحش الناس منه (يعني من طيلة غيبته) فخرجوا للقائه فتلقاه الصغار على مسيرة يوم‪ ،‬وكان ذلك يوم‬
‫الخميس فباتوا معه ورجع هبم يوم الجمعة‪ ،‬فتعبوا يف خروجهم ورجوعهم‪ ،‬فشرع لهم االسرتاحة يف‬
‫اليومين المذكورين‪( ،‬الخميس والجمعة) فصار ذلك سنة إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫* بيتان‪:‬‬
‫يف كتاب «ما اتفق لفظه واختلف معناه» طبعة السلفية‬
‫إذا ش ئت ص احبت ام رأ ال أش اكله‬ ‫وأنزلن ي ط ول الن وى دار غرب ة‬
‫ول و ك ان ذا عق ل لكن ت أعاقل ه‬ ‫فحامقت ه حت ى يق ال‪ :‬س جية‬
‫(فحامقته) يعني صرت مثله‪.‬‬
‫* جار مع جاره‪:‬‬
‫داعب بعضهم جارا له معروفا بالبخل؛ فقال له‪ :‬ويلك منذ عشرين سنة وأنت جاري لم تدعني مرة‬
‫إلى بيتك؟‬
‫فقال جاره‪ :‬ما عاذ اهلل أن أدعوك‪ .‬قال‪ :‬لم؟‬
‫قال‪ :‬ألين رأيتك مرة تأكل فرأيت عجبا‪ ،‬رأيتك ال تحسن المضغ‪ ،‬وتسرع البلع‪ ،‬لقمة يف فمك‪،‬‬
‫وأخرى يف يدك‪ ،‬وعينك ترنو إلى الثالثة‪.‬‬
‫فقال‪ :‬سبحان اهلل! أتريد أن أصلي بين اللقمة واللقمة ركعتين؟!!‬
‫* أول من قال بالجاذبية األرضية‪.‬‬
‫قال أبو القاسم عبيد اهلل بن عبد اهلل بن خرداذبة المتوىف سنة (‪280‬ه ) يف كتابه «المسالك والممالك»‬
‫صفحة ‪:4‬‬
‫صفة األرض أنها مدورة كتدوير الكرة‪ ،‬موضوعة يف جوف الفلك كالمحة يف جوف البيضة‪ ،‬والنسيم‬
‫حول األرض جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك‪ ،‬وبنية الخلق على األرض أن النسيم جاذب لما‬
‫يف أبداهنم من الخفة‪ ،‬واألرض لما يف أبداهنم من الثقل؛ ألن األرض بمنزلة الحجر الذي يجتذبه الحديد‬
‫(يعني المغناطيس)‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬ودعا بالخير لمن أحيا هذه السنة‪ ،‬ودعا بضيق الرزق لمن أماهتا‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪18‬‬

‫فإذن قول أن نيوتن هو أول من قال بالجاذبية ليس صحيحا‪ ،‬أول من اكتشف الجاذبية األرضية‬
‫المسلمون؛ ولكن هو وضع القوانين؛ قوانين الجاذبية الثالثة المعروفة‪.‬‬
‫* شروط االحتكار المحرم‬
‫قال ابن قدامة يف «المغني»‪ :‬االحتكار المحرم ما اجتمع فيه ثالثة شروط‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أ ْن ي ْشترِي‪ ،‬فلو جلب شيئا‪ ،‬أو أدخل من غلته شيئا‪ ،‬فادخره‪ ،‬لم يكن محتكرا‪.‬‬
‫الثانِي‪ :‬أ ْن يكون ا ْلم ْشترى قوتًا‪ .‬فأما اإلدام‪ ،‬والحلواء‪ ،‬والعسل‪ ،‬والزيت‪ ،‬وأعالف البهائم‪ ،‬فليس فيها‬
‫احتكار محرم‪.‬‬
‫اس بِ ِشرائِ ِه‪ .‬وال يحصل ذلك إال بأمرين‪:‬‬
‫الثالِث‪ :‬أ ْن يضيق على الن ِ‬

‫أح ِد ِهما‪ :‬يكون في بلد يضيق بأهله االحتكار‪ ،‬كالحرمين‪ ،‬والثغور‪ .‬قال أحمد‪ :‬االحتكار في مثل‬
‫(‪)1‬‬
‫مكة والمدينة‪ ،‬والثغور‪.‬‬
‫فظاهر هذا أن البالد الواسعة الكثيرة المرافق والجلب كبغداد‪ ،‬والبصرة ومصر‪ ،‬ال يحرم فيها‬
‫االحتكار؛ ألن ذلك ال يؤثر فيها غالبا‪.‬‬
‫* ابن الخشاب والحريري‬
‫انتقد ابن الخشاب مقامات الحريري لما أخذ الحريري صدر كالم الجاحظ يف «البيان والتبيين»‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وال حرج على ابن الحريري فإنه أغار على بلديه‪ ،‬ولم يحل حبوته يف غير نديه‪ ،‬اقتداء بقوله‪:‬‬
‫ا‬ ‫د إال أخان‬ ‫م نج‬ ‫إذا ل‬ ‫ا‬ ‫ر أخين‬ ‫ى بك‬ ‫ا عل‬ ‫وأحيان‬
‫* بصري سالط بصرية‬
‫كما قال عذافر‪:‬‬
‫ا‬ ‫الح والطري‬ ‫ا الم‬ ‫يطعمه‬ ‫ريا‬ ‫ت بص‬ ‫رية تزوج‬ ‫بص‬
‫* وأخيرا من العجائب يف العلم‬
‫الخالديان األديب‪ ،‬هما اثنان؛ ولكن يعامالن معاملة الواحد‪.‬‬
‫ذكر ابن العديم يف «بغية الطلب» كامل نسبهما فقال‪...:‬‬
‫وقال فيهما الثعالبي‪ :‬وما كان ما يجمعهما من أخوة األدب مثل ما ينظمهما من أخوة النسب‪ ،‬فهما يف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬الثاني‪ :‬أن يكون في حال الضيق‪ ،‬بأن يدخل البلد قافلة فيتبادر ذوو األموال فيشترونها‪ ،‬ويضيقون على الناس‪ .‬فأما‬
‫إن اشتراه في حال االتساع والرخص‪ ،‬على وجه ال يضيق على أحد فليس بمحرم‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫الموافقة والمساعدة يحييان بروح واحدة‪ ،‬ويشرتكان يف قرض الشعر وينفردان‪ ،‬وال يكاد يف الحضر‬
‫والسفر يفرتقان‪.‬‬
‫وصفهما العمري فقال فيهما‪ :‬وشقيقان تشاطرا األلفاظ والمعاني‪ ،‬وتشارطا أن تطبعها الجواهر‬
‫وترفعها المباني‪ ،‬وصقرين حطا إلى وكر‪ ،‬وقلبين اتحدا في فكر‪.‬‬
‫وقد عجب أبو العالء المعري لحالهما فقال‪ :‬ولها ديوان ينسب إليهما ال ينفرد فيه أحدهما بشيء‬
‫دون اآلخر إال يف أشياء قليلة‪ ،‬هذا متعذر يف ولد آدم إذ كانت الجبلة على الخالف وقلة الموافقة‪.‬‬
‫هذا وأرجو أال أكون أسأت إلى مسامعكم‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪20‬‬

‫سؤال (‪ :)1‬هل المجموعات هل هي يف طريقها للنشر؟‬


‫الجواب‪ :‬ال‪ ،‬هي حركة عمر وتبقى مع العمر إن شاء اهلل‪.‬‬
‫سؤال (‪ :)2‬هل هناك نية أو توجه إلى عودة الدروس الشهرية؟‬
‫الجواب‪ :‬نرجو إن شاء اهلل إن تعينت األسباب‪ ،‬هاجس مستمر‪ ،‬أعاننا اهلل وإياكم‪.‬‬
‫سؤال (‪ :)3‬علماء هذه البالد لماذا ال يكتبون مذكراهتم‪ ،‬ورأيكم يف كتابة المذكرات من طرف‬
‫العلماء‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬قلوهبم من أرضهم‪ ،‬وأرضهم من الحصى‪ ،‬أهل نجد يميلون إلى الكتمان الشديد‪ ،‬ويأنفون‬
‫من ذكر أحوالهم ألهنا تنتقد‪ ،‬ويستحضرون النقد‪ ،‬دائما يستحضرون أن هذا سيعيبني بكذا وهذا سيعيبني‬
‫بكذا‪.‬‬
‫غازي القصيبي ‪ $‬كان يتعجب من قصيدة العالم واألديب الشيخ عبد اهلل بن إدريس ‪ $‬تعالى يف‬
‫زوجته ويقول‪ :‬كيف يكون نجدي يقول مثل هذه القصيدة‪ ،‬فيها من معاين الحب والوفاء والصلة‬
‫والذكرى رحمهم هلل جميعا‪ ،‬كان يتعجب جدا تحدث عنها معي ألننا كننا متجاورين يف المجلس وإذا‬
‫تأخر المجلس نتجاب يف بعض األفكار والحاديث المتنوعة‪ ،‬كان يتعجب منها ويقول‪ :‬هي جيدة للغاية‬
‫وكوهنا من نجدي تكون غاية يف الجودة‪.‬‬
‫اإلفصاح بما يف النفس بما مر على اإلنسان من ذكريات ليس بالسهل‪.‬‬
‫الشيخ حمد الجاسر كتب سوانح والذكريات نشرها يف مجلة العربية ثم طبعت‪ ،‬وفيها الكثير من‬
‫األشياء التي ينازع فيها ويستغرب منها إلى آخره؛ لكن النضج األدبي ال االجتماعي يقتضي أن اإلنسان‬
‫يكتب مذكرات‪ ،‬وال يذكر ما يخشى أن يعاب عليه؛ ألنه «رحم اهلل امرأ كف الريبة عن نفسه» لكن هناك‬
‫الكثير من الفوائد التي مرت على اإلنسان وإلى آخره‪.‬‬
‫أنا أؤيد كتابة المذكرات؛ ولكن ليس اليوميات‪ ،‬فيه فرق بين المذكرات واليوميات‪.‬‬
‫اليوميات غالبا فيها ما هب ودب‪ ،‬خاصة إذا طبعت بأوراق ثقيلة وكثرت األجزاء وتضيق المكان وال‬
‫فائدة منها‪ ،‬ولكن المذكرات ما مر عليه يف مجلد لطيفة أو مجلدين األشياء المهمة أشياء يريد أن ينقلها‬
‫لمن بعده؛ ألن التجارب مثل األمثال‪ ،‬تثبيتها وكتابتها مثرية لألجيال القادمة‪.‬‬
‫يف كثير من األشياء ما علمناها إال بالمذكرات‪ ،‬حتى أشياء ليست فقط أدبية وشعرية ولغوية حتى‬
‫أشياء متعلقة بأمور يحتاجها القاضي ويحتاجها العالم‪ ،‬فيها ألفاظ واشرتاطات‪ ...‬إلى آخره‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫فتاااااااااااااااااااا‬ ‫لقااااااااااااااااااااا‬
‫‪1‬‬
‫الدكتور عبد العزيز الخويطر يف كتابه «وسم على أديم الزمن» كبير؛ لكن أجوده األجزاء األولى؛‬
‫األجزاء األولى فيها ذكر تفاصيل الحياة يف عنيزة‪ ،‬تفاصيل حياة الشباب‪ ،‬والقراءة والحلق‪ ،‬وكيف‬
‫يتعامل‪ ،‬لطيفة جدا ومهمة‪ ،‬بعد ذلك األشياء الرسمية استطراد ال معنى له‪ ،‬يف اليوم هذا جاء فالن وسافر‬
‫فالن؛ ألهنا موجودة يف الصحف‪ ،‬لكن مشاركاته هو نعم ‪ $‬تعالى؛ لكنه مفيد جدا يف أجزائه األولى‬
‫وهي مذكرات نافعة؛ لكن ليس كل عالم‪ ،‬وكل أديب كتب مذكرات‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ي كتب عنه كتاب أو شيء من المشايخ والعلماء من تتلمذ عليه لو تجمع سيرته بتفصيل‪..‬‬
‫(الشيخ محمد بن إبراهيم)‬
‫الجواب‪ :‬كتب عنه أكثر من ‪ 12‬كتاب؛ لكنهم بين مختصر ومطول‪ ،‬وأكثره من تالمذته‪ ،‬وحقيق ‪$‬‬
‫تعالى هو أبو العلماء وشيخ المشايخ خمسين سنة من عمره‪ ،‬ثم هذه الخمسين أثمرت بعده خمسين‪ ،‬ال‬
‫شك أنه أثر أثرا كبيرا ‪ $‬تعالى‪.‬‬
‫سؤل‪ :‬سؤال ذو صلة بالعالمة محمد بن إبراهيم ‪ $‬تعالى‪ :‬هل تذكرون شيئا بينكم وبينه‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬هو تويف وأنا أبو عشر إحدى عشر سنة‪.‬‬
‫يف البيت ونراه؛ لكن ما كنت أحرص وال كنت أفهم فهم الكبار‪ ،‬لذلك ال أتذكر إال بعض المواقف‬
‫والرؤيا له‪.‬‬
‫أما فتاويه ودراسته وآراءه فقد احتفلت واهتممت هبا لسنين فأعرفها جيدا؛ كأين قد عشت معه يف سني‬
‫حياته ‪.$‬‬
‫له تسجيالت خطب وله تسجيالت مشاركة يف حفالت‪ ،‬منها يف شقرى حفل كان يف شقرى له كلمة‬
‫طويلة فيه‪ ،‬وموجود له عدد تسجيالت خطب جمعة‪ ،‬وكلماته يف الرابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬أيضا يف‬
‫افتتاح المجلس التأسيسي والمؤتمر السنوي موجودة بصوته‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬تزخر الشبكة العنكبونية بمواقع لفتوى لعلماء أفاضل يعود إليها الناس‪ ،‬وفيها بعض الفتاوى‬
‫القديمة لمسائل علمية دنيوية دقيقة‪ ،‬فيها مخالفة لحقائق العلم‪ ،‬ويرددها بعض المرتبصين هبذه البالد‪،‬‬
‫أليس وجوب تنقيح هذه الفتاوى وجعل الرجوع للمجاميع الخاصة فقط؟‬
‫الجواب‪ :‬الكمال هلل جل جالله‪ ،‬والعالم بشر‪ ،‬ونحن مطلوب منا تحري الحق والبحث عنه‪ ،‬إذا قال‬
‫عالم شيئا ليس يف فنه من األمور الجيولوجية أو الفلكية أو ما ال يختص به؛ فإنه ال يؤخذ بكالمه‪ ،‬وقد‬
‫قال الحافظ ابن حجر يف «فتح الباري»‪ :‬من تكلم يف غير فنه أتى بعجائب‪ .‬لو نتكلم يف التاريخ نأيت‬
‫فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫‪22‬‬

‫بعجائب‪ ،‬لو نتكلم يف الفنون واآلثار نأيت بعجائب‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فكل فن له أهله‪.‬‬
‫فالعلماء أحيانا يظهر لهم من تفسير بعض اآليات معنى فيتجاسرون على الكالم فيه‪ ،‬وإن كان ليس‬
‫بفنهم يعني يف الفلك ويف غيره؛ لكن يتجاسرون لفهمهم لبعض اآليات؛ لكن الفهم ليس حصرا على‬
‫العلماء‪ ،‬فهم األمور يشرتك فيه علماء الشريعة يشرتك فيه بحسب االختصاص‪.‬‬
‫ولهذا فيه قاعدة مهمة قالها الشاطبي يف أول «الموافقات» قال‪ :‬العالم ال ي ْتبع بزلته وال يتبع يف زلته‪.‬‬
‫يعني ما طيح قدره بزلة وال تتبعه بزلة؛ ألن الحق واضح وجلي‪ ،‬وما استبان للناس جميعا‪ ،‬إلى آخره‪..‬‬
‫الحقائق الغيبية والفلكية وما إلى ذلك‪ ،‬إذا كانت حقا مثل ما يقول مائة يف المائة ليست نظريا حقا‬
‫واقعا فإن القرآن هو الحق‪ ،‬والحق ال يناقض حقا‪ ،‬يأيت الخلل يف الفهم‪ ،‬ولذلك ال يجوز أن نجعل‬
‫القرآن العظيم كالم اهلل جل جالله الذي هو المرجع أن نجعله وفق النظريات‪ ،‬وال أن نعارض النظريات‬
‫به؛ ولكن نقول‪ :‬ظاهر القرآن كذا وفهمنا كذا والنظرية تقول كذا‪ ،‬فنكون نحرتم أنفسنا ونعظم قرآن ربنا‬
‫جل جالله‪ ،‬ونحتفظ ألهل العلوم والفنون بعلمهم وفنهم‪.‬‬
‫واإلنسان إذا تأمل يف هذا األمر وجد أن الغلط يكون يف مثل هذه المسائل من االستعجال‪ ،‬أو أنه يقفي‬
‫ۡ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ۡ‬ ‫أ‬
‫نفسه ما ليس له به علم‪ ،‬واهلل جل وعال يقول‪ ﴿ :‬أوَل أيتقف أيمايليۡ أسيل أكيبِهِۦيعِلمي﴾ [اإلسراء‪.]36:‬‬
‫لذلك أنا أنصح أنه مثل هذه األقوال تطوى وال تذكر‪ ،‬تبقى يف الكتب وتبقى قال هبا؛ لكن الذي ينسى‬
‫عالم كامل بجهده ويبدأ يخرج واحد ليست كروية وسطحية وال تدور وال تلف ونحو ذلك‪ ،‬يسقط كل‬
‫شيء ويربزها‪ ،‬هذا له غرض يف نفسه؛ لكن العاقل المنصف ال يربز هذه األخطاء‪ ،‬قالها من قالها‬
‫وانتهت‪ ،‬العربة فيما أصاب فيه‪ ،‬ال فيما أخطأ فيه‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬يتكرر عن مكتبتكم الكربى‪ ،‬ورأي معاليكم يف اقتناء النوادر غالية األثمان‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه‪ ،‬يقول القائل‪ :‬الناس يذكروهنا وليست بحقيقية؛ عندي‬
‫الحمد هلل اقتناء؛ لكن ليس بمثل ما يصفونه‪ ،‬الوصف الضخم‪ ،‬عندي اقتناء وأحب الكتب القديمة‬
‫بشروط‪ ،‬وليس كل شيء‪ ،‬والكتب من ملذات الحياة؛ يعني تأنس‪ ،‬ألن مجالسة الكتاب أحسن من‬
‫مجالسة أي شيء يف الدنيا‪ ،‬وأنا ما عندي أصدقاء‪ ،‬وال عندي مزرعة وال عندي رحالت‪ ،‬وغالب متعتي‬
‫أدور حول هذا‪.‬‬
‫أستغفر اهلل وأتوب إليه‪..‬‬

You might also like