Professional Documents
Culture Documents
يأنس إليه ،فهو يقرأ يدون على كتابه الفوائد ،ثم ينقلها إلى مجموع له خاص.
لذلك كتب كثير من أهل العلم مجاميع خاصة لهم ،تعرفون «الفوائد» البن القيم ،و«بدائع الفوائد»
البن القيم ،وكتب السيوطي ،وكتب كثيرة.
هذه المجاميع لها أسماء.
العلماء لم يلتزموا فيها باسم ،وإنما جعلوا لها أسماء عديدة:
من هذه األسماء :الفنون.
ومنها :الفوائد.
ومنها :الصيد.
ومنها :الفرائد.
ومنها :الشوارد.
ومنها :المصايد.
ومنها :المطارد.
ومنها :بدائع الفوائد.
ومنها :الكشكول.
ومنها المخالة.
ومنها :الكناش.
ومنها :الجؤنة.
ومنها :الربنامج ..وما إلى ذلك من األسماء.
يف نجد غلب علينا تسمية هذه المنتقيات باسم المجموع :مجموع الشيخ فالن ،ومجموع قد يكون يف
فن كمجموع فقه ،أو قد يكون مجموع يف فن من الفنون يعني يف الفقه مثال ،أو يف األدب ،أو يف التاريخ،
أو يف الشعر :الشعر األصلي يعني الشعر العربي أو الشعر النبطي أو الشعر العامي إلى آخره.
وتارة يسمون ما ينتقى من األول :المختارات؛ لكن أكثر ما عندنا يسمونه المجموع ،وهو موجود من
حوالي خمسة قرون يف أسماء مختلفة.
وغيرنا من أهل العلم أو يف بالد أخرى سموه :الكناش ،سموه :المصائد ،وسموه :جنى الدفاتر،
وسموه :الجؤنة ،وسمي المشكاة ،وسمي المخالة ،وسمي :الكشكول ..إلى آخره من األسماء ،وال
5 فتاااااااااااااااااااا لقااااااااااااااااااااا
1
مشاحة يف االصطالح.
فهي خالصتها :قيد لما أعجب اإلنسان ،سواء كان هذا االعجاب يف فن معين ،أو فيما قرأ بحسب
قراءاته.
مجموع ابن رشيد يف الشعر الشعبي.
المجموع كتاب كامل اسمه المجموع .يف األدب موجود ،ويف التاريخ موجود ويف غيرها..
لذلك كان مما مر علي واخرتت أن آيت به ،وأعلم أنه أضعف من أن تسمعوه؛ لكن ليناسب جزء من
التفريج عن النفس ،مع الضغط الواقع عليها ،ولحث طالب العلم على أن يكتب وهو يقرأ ،وأال يهمل
الفائدة التي يستلذ لها وتطرب لها نفسه أو يتحرك هبا عقله ،ال تطرب ،ال يهملها؛ فإنه يحتاجها؛ ألن
اإلنسان ينسى ،وتارة يدون ما فهمه أو ما حرره أو ما بحثه.
يعني مثال :يأيت إليك مسألة يف حياتك ويكون حديث مجلس ،ثم تذهب إلى مكتبتك ،وتحرر
وتبحث وتبحث ،سواء أكانت يف العلم الشرعي؛ يف التفسير يف العقيدة أو يف الحديث أو يف اللغة العربية
والنحو ،أو يف المجاالت الفكرية أو أو إلخ ،فإن لم تقيد هذا البحث بجودة ضاع ،بعد سنوات أنا بحثتها
لكن ما أدري ماذا وصلت بالضبط؛ لكن الخالصة كلمتين ،مع أنك بحثت يومين ثالثة خمسة ،وهذا من
تضييع النفس ،وال يجوز له أن يضيع نفسه ،بأنه يبحث ويدقق ويمضي من عمره ،ثم ال يدون ألنه جمع
بين شيئين:
أوال البحث؛ فإنه إذا لم يدون يذهب.
ثم الفهم يأيت مع عمق البحث ،وقد قال بعض أهل العلم من علماء الشام :الفهم عرض يطرأ ويزول،
فهمك للعبارة ،فهمك للمسألة ،فهمك لإلشكال عرض مثل الحرارة والربودة ،يطرأ يجي ويروح ،فإذا
لم تقيد هذا الفهم ذهب ،وهذا يتطلب من كل قارئ هنم يف القراءة أن يدون ،أن يدون ،أن يدون.
القراءة يف الكتب تختلف عن القراءة يف الوسائل الحديثة؛ الجوال؛ يعني :األجهزة اإللكرتونية
المختلفة ،تختلف؛ ألن الكتب هي ألصق عند الممارسة يف نقل الفوائد خطا وكتابة حتى يكون هناك
قدرة على التعامل معها يف المستقبل ،تخطيط ،تظليل ،ثم النقل ،هذا يعني النسخ واللصق إلى آخره ليس
كمثل معاناة الشيء بالقلم ،النقل بالقلم هو صنعة أهل العلم ،اهلل جل وعال علم بالقلم علم اإلنسان ما
لم يعلم ،فينبغي أن يحرص على القلم أثناء المطالعة والقراءة ،القلم مع طالب العلم هو حركة عقله
وحركة قلبه وحركة فهمه ،فيجب أال يرتك وجود القلم معه يف تقييد الفوائد؛ ألنه سيحتاجها ،وأما غيرها
فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ 6
من الوسائل الحديثة قد يكون ال أعرف كيف أستعملها بعمق؛ لكن ال تستفيد منها بحضور ومستقبل
وتبويب وإلى آخره ،مثل غيره.
لذلك أحببت أن أجعل هذه الليلة يف ذكر شيء من بعض ما مر علي من الفوائد يف مجموع له اسم
أسميته به ،وقد يغير االسم يف المستقبل؛ لكن هذا خالصة قراءات متنوعة ،تستدلون هبا على ما مر علينا
وما نستلذ به ،وما يلفت النظر ،هذا سواء يف العلوم كلها ،وكيف يكون ذلك.
فنستأذنكم يف البداية ،وإن كانت ليست يف مستوى الحاضرين ..مقاطع قد تكون قصيرة ،قد تكون
طويلة؛ لكن فيها شيء ربما األنس.
* لطيفة :السالم نوع من الشجر مر.
قال يف «القاموس» وشرحه «تاج العروس» الجزء :8قال رجل ألعرابي :السالم عليك .فرد األعرابي
الجثجاث عليك .فقال له :يا هذا ،ما هذا بجواب .قال :لم؟ هما شجران مران ،وأنت جعلت علي
واحدا فجعلت عليك اآلخر.
* قال صديق حسن خان يف «الحطة يف ذكر الصحاح الستة» :قال الشاعر وهو شيخ المعرة:
أ أ أ أ أ ّ
ل أيوائ ِ يلي لتيييب ِ أم يايل يمييتس ي أيت ِي
طعيهييٱ ي ي يي أيز أيمان يهي
خ ي أي
ل ِ نيِإَونييكين يتييٱ ي
ِإَو ِ ي
قال صديق حسن :وال غرو يف هذا ،فرب حديث تقدم على قديم ،وسبق وإن تأخر ،فالرجال معادن
ولكل زمان محاسن ،والخواطر موارد ال تنزح (يعني بئر تريد أن تنهي الماء ال ينتهي) ،واألفكار
مصابيح ال تطفأ ،واألفهام مرايا ال تنتهي صورها؛ (لو وضعت مرآة أمام مرآة ونظرت تذهب الصورة
إلى ما ال هناية ،يريد :أنه إذا قابل فهم فهم وتناقشا وتحاورا فإهنا تنتج من األفكار ما ال هناية له).
والعقول سحائب ال ينفد مطرها ،والمعاين غير متناهية ،والفضائل غير متوازية ،وأم الليالي ولود،
والفضل يف كل حين مشهود ،وإن الفضل بيد اهلل يؤتيه من يشاء.
وسيأيت لهذا معنى قاله الشوكاين .$
* تذكرة :قال مالك بن دينار من السلف الصالح $تعالى :إنك أن تنقل األحجار مع األبرار خير
لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار ،الخبيص من الحلوى النادرة تعمل من التمر والسمن ،هذا تفسير
القرطبي جزء 13صفحة .27
* قال الوزير أبو عبد اهلل البزلياين كما يف «الذخيرة يف محاسن أهل الجزيرة» البن البسام الجزء األول
القسم الثاين صفحة :582من النصح تقريع ،ومن الحفاظ تضييع ،ولكل مقام مقال ،إذا عدي به عنه
7 فتاااااااااااااااااااا لقااااااااااااااااااااا
1
استحال (نصح إذا زاد صار تقريعا ،خرج من كونه نصحا إلى تقريع ،والحفاظ تريد أن تزيد يف المحافظة
على أهلك أو عائلتك أو من تحب أو ..تزيد يف الحافظة فتؤول إلى التضييع ،ولكل مقام مقال).
قال وهو يخاطب من يراسله :وصل إلي منك كتاب طمست منحاه ،وعميت معناه ،أومأت فيه إلى
النصح ،ودللت على سبيل النجح؛ فوقفت على فصوله ومعانيه ،وأحطت علما بجميع ما فيه .ولم يكن
لمن أوحشت جهته ،وتغيرت مودته ،أن يدخل مدخل الناصحين ،وقد خرج من جملة المشفقين.
(لماذا؟ ألن الناصح إذا لم يكن مشفقا لم تكن نصيحة ،قد يأيت الشيطان ويجعل الناصح مستعليا
على من نصحه ،وهذه تخرج عن النصيحة ،قد تكون نصيحة إذا كانت مع الشفقة؛ ألن النصح فيه
إخالص ،فيه صدق .الكلمة واشتقاقها يف اللغة.
* دعاء لإلمام أحمد ابن حنبل يف سجوده:
قال التميمي :كان أحمد ابن حنبل يدعو يف سجوده :ال ّٰلهم من كان من هذه األمة على غير الحق وهو
يظن أنه على الحق ،فرده إلى الحق ليكون من أهل الحق.
وكان يقول :ال ّٰلهم إن قبلت عن عصاة أمة محمد ﷺ فداء؛ فاجعلني فداهم.
* من غرائب القضاة:
وسيأتينا نقل عن الصفدي يف كتابه «الغيث الذي انسجم بشرح المية العجم» يف هذا المعنى.
القاضي عبد الوهاب المالكي من قضاة المالكية الكبار ،له كتب يف الخالف ومشهور.
الفقهاء إذا أرادوا شعرا يسميه أهل العلم شعر الفقهاء ،شعر الفقهاء البد أن يدخل يف شعره صنعته،
يدخل فيه فنه ،يدخل فيه كلمات فقه ،حتى لو أنه يف غاية النسيب أو الغزل أو ما أشبه ذلك.
قال القاضي عبد الوهاب المالكي يريد هبذه األبيات ليس الغزل ،هو يريد أن يبين مسألة فقهية .قال:
ّ أ أ أ أأ أ أ أ أ أ
ال ي ِّيد ي
وايالل ِ يصيييب أ
ِ ايف أيت ينبي أه يتيي أيويقال يتي ي ي يت أع يالي أي
وايواطيليب ي يوين يائ ِم يةيي يقبيليتيه ي ي
ّ أ أأ أ أ ّ أ أ أ أ أ أ
صبي ييب ِ أس ي أيوىيال ي ِيد ي يغ ِيوايف ي
كمي ِ ي ص يبي ي ي يوييم ي
ايح ي غ ِكي ي نيف ي يد يتي ي يفيقيل يتيييل أه يا:ييإ ِ ِ ي
ّ أأ أ أ أ أ أ أ أ أ أ أ أ ّ أ أ
َعيع ي ِيد ي
ض يف ي يأليفي ي ي ت ييلمي ي يت ي ي لم يةي ي ي ي
ِإَوني ي يأني ِي فيع ينيييأث ِ يي ِيميظي ي ايوك ي ِ ي يه ي ييخ ي ِيذ ي
أذ أ أأ أ أ صاصييي أش ي أيهدييالي أ أيفيأيق يالأتيي يق ِ أ
نيالش يهي ِيد يلي ِم ي أي ان ييأ ي يكب ي ِيدي أ
ال ي ِ ي ِ ي ي
َعي ي ي ه
ي ي ن ي
أ ي ل
ي ي ق ي
ع ي
هد التنصيص على شواهد التلخيص» من ي
كتب البالغة. من «معا ي
ي * أحكام أصابع اليد يف الصالة:
أجاد فيها الزركشي الشافعي يف كتابه «المنثور يف القواعد الفقهية».
فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ 8
يف ديوانه الكثير من التشبيب أو وصف المردان ،وجدت له يف ديوانه -كنت أستغرب من وجوده هذا
مع فقيه وعالم ،وهذه تقتضي استقامة -وجدت له يف ديوانه صفحة 256طبع الجوائب؛ قال:
في المرد قصدي به ت رويج أش عاري أس تغفر اهلل م ن ش عر تق دم ل ي
خن ا وحاش اي م ن أفع ال أش رار لك ن ذل ك ق ول ل يس يتبع ه
استغفر ثم بين أن مقصده سيئ وهو ترويج األشعار؛ لكن بخصلة سيئة ،وانظر هذا يف ديوانه يف غير
ما موضع.
ه ٰذا نأخذ منه أن بعض من يصدر منه بعض الكالم من الشعراء هو يريد به الصورة اللفظية والصورة
أ أ أ أ ۡ أأ أ أ أ ّ ۡ أأۡ أ أ
يكيوادييي ِهيمون ي ٢٢٥يوأنهمييقولونيمايَلي المعنوية ،ال حقيقة الفعل ،واهلل جل وعال قال عنهم﴿ :ألميت أ يأنهم ِ
يف ِ
أ أ أ ۡ
وني[ ﴾٢٢٦الشعراء].يفعل
* الحسن البصري
قال أعرابي ألهل البصرة :من سيد أهل ه ٰذه القرية؟ قالوا :الحسن.
قال :بم سادهم؟ قال :احتاج الناس إلى علمه ،واستغنى هو عن دنياهم.
من «جامع العلوم والحكم» البن رجب.
* قال الصفدي خليل ابن أيبك يف «شرح المية العجم»:
وكل من عانى النظم وغلب عليه فن من الفنون مال به إلى ذلك الفن ،وغلبت عليه قواعده،
واستعملها يف مقاصده الشعرية وتخيالت معانيه ،وظهر على ما يرومه اصطالح ذلك الفن وأحكامه.
(وه ٰذا الذي ذكره مر بنا شاهد ،وله شواهد كثيرة ،فإن أهل الفن إذا نظموا فإهنم البد ..أو ذكروا
شعرا ال يكون شعرا يكون نظم البد أن تأيت فيه المصطلحات التي درسوها ،الفلسفي فلسفي ،والمنطقي
منطقي ،والفقيه فقيه ،واللغوي لغوي ،والنحوي نحوي إلى آخره.
وذكرنا لكم قبل قصة أبيات عبد الوهاب المالكي.
ومما يذكر يف ذلك ما كان بين الحافظ ابن حجر $تعالى وبين عصريه وزميله وعديله الحافظ بدر
الدين العيني ،كان الحدث يف القاهرة أن جامع فيها اسمه جامع المؤيد أحد األمراء ،وكان بجنبه مدرسة
لها برج مرتفع ،وه ٰذا المسجد يدرس فيه الحافظ بدر الدين العيني ،له فيه حلقة ،فهذه المئذنة مالت
ولم تسقط؛ استندت على الربج؛ فتعجب الناس كيف مالت ثم استندت على الربج ولم تسقط ،فخرج
11 فتاااااااااااااااااااا لقااااااااااااااااااااا
1
األمير والقضاة ينظرون متعجبين.
ولما بين الحافظ شهاب الدين ابن حجر والحافظ بدر الدين العيني ما بينهما من الخالف ،وهما
عدالء -زوجاهتم أخوات -ابتدأ الحافظ ابن حجر القول ببيتين قال:
منارت ه بالحس ن تزه و وب الزين لج امع موالن ا المؤي د رون ق
فليس على جسمي أض ر م ن الع ين تقول وقد مالت على البرج :أمهل وا
يقصد العين ،عمل لها كناية ببدر الدين العيني ،فغضب بدر الدين العيني ،فجاءت لغة الفقه ،وكان
الحافظ [العيني] شاعرا جيدا وله ديوان معروف ،قال بدر الدين العيني يف حضرة الناس:
م ا أوج ب اله دم إال خس ة الحج ر قالوا :أصيبت بع ين قل ت :ذا غل ط
(قالوا)( ،قلت)( ،غلط) هذه لغة فقه( .أوجب) كلمة فقهية منطقية.
* معاتبة الملوك
قال الناشئ األصغر كما يف «الوحشيات واألوابد»:
أخ ط ب أقالمي عل ى الم اء أحرف ا إذا أن ا عاتب ت المل وك فإنم ا
يعني بسرعة تروح ،ما لها معنى.
فالملوك ال يعاتبون؛ ألنك كأنك تخط على الماء أحرفا.
* الوقوع يف العلماء والصالحين والوقوع يف الناس.
قال الذهبي الحافظ الذهبي $يف «سير أعالم النبالء» يف ترجمة اإلمام ابن حزم :لم يتأدب مع
األئمة يف الخطاب؛ بل فجج العبارة وسب وجد؛ فكان جزاؤه من جنس فعله ،فوقع الناس فيه.
ويف «ذيل طبقات الحنابلة» يف ترجمة عبد الرحمن بن نجم المعروف بابن الحنبلي ناصح الدين أن
الموفق ابن قدامة شارح الخرقي (يعني صاحب المغني) كتب على فتوى لناصح الدين المذكور ،قال
الموفق :كنت أتخيل يف اإلمام الناصح أن يكون بارعا ،وأفرح به للمذهب ،لما فضله اهلل به من شرف
بيته وإعراق نسبه ،وما آتاه اهلل من بسط اللسان وجراءة اللسان وحدة الخاطر وسرعة الجواب وكثرة
الصواب ،إلى أن رأيت له فتاوى غيره فيها أسد جوابا وأكثر صوابا.
ظننت (العالمة الموفق) أنه ابتلي بذلك (بالخطأ يف الفتوى والخطأ يف الكالم والخطأ يف العبارة)
لمحبته تخطئة الناس ،ولمحبته اتباعه عيوهبم ،وال يبعد أن يعاقب اهلل العبد من جنس ذنبه..
إلى أن قال :والناصح قد شغل كثيرا من زمانه بالرد على الناس يف تصانيفه ،وكشف ما استرت من
فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ 12
خطاياهم ،ومحبة بيان سقطاهتم ،وال يبلغ العبد حقيقة اإليمان حتى يحب للناس ما يحبه لنفسه ،أفتراه
يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته وعيب تصانيفه وإظهار أخطائه؟!!
ويف «التحفة المكية لما يحتاجه طلبة الشافعية» للسقاف صفحة ،48نقال عن فتاوى ابن حجر
الهيتمي :من الحق الواضح المقرر بين األئمة أن ما يقع لبعضهم بعضا كقولهم :ه ٰذا غلط وخطأ ال
يريدون به تنقيصا وال بغضا؛ بل بيان المقاالت غير المرتضاة ،وه ٰذا شأن األسنوي مع الشيخين،
واألذرعي والبلقيني وابن العماد وغيرهم يف الرد على األسنوي بإغالظ وجفاء ونسبته لما هو بريء منه
غالبا؛ لكنه (يعني األسنوي) لما تجاوز يف حق الشيخين (من الشافعية من فقهائهم) قيض اهلل له من
تجاوز يف حقه جزاء وفاقا.
وه ٰذا معنى لطلبة العلم مهم ،وله شواهد كثيرة يف ه ٰذا المعنى غير قليلة.
* للشوكاين $تعالى كما يف «ديوانه» صفحة 176وقد عابوه بأنه جاء يف عصر متأخر فكيف له أن
يروم منافسة المتقدمين:
أ أ أأ أ أ أأ أ
ي ى أ ليأختي:يداريٱل ي ِي خ ا ي ي ف أج ب أ تيم وا:يأتي قال
ي ِيييأ أ أج يلييقأ يدي يراأ نيٱ أي
ل ِيمي لي أص يا ي ي أيريي ِم ي أي ِييٱل ذيس ي ِي خ أت ياميي ِ ِي
جي أيوي ِي
أ أ يأأ أ أ أ أ ذ أأ
ي أ
لييأح ي يى فيٱلي يفض ي ِي أ
يه ياييب ِ يوص ي ِ ي ي يي ي ارِيص يحي ي لس خ ِييٱ ي ي يأ ي يويت
أ أأ أ أأ ل ِنيص ي ييٱ ذ
ي ايوديريا ي ري
ب أي يتييت ِ تتي أم ىيعل يتي ي ي يوي ي لص يغي ي ي أيويٱ ي
أأ أ أأ
ي احي ي أع ي ذيدي أص يدي أيرا فيٱل ِّي أم ي ِي ي ي ي ي ي أيي ِ ي نيِإَونيي يت يأخ ي أينا ي ي أيىيٱ ّ ِ
لس يويت
أ أ أل يٱْلأ
ي ك نييل مييأ ِص ييب ِٱلسب ِ يبأ د أرا د أريل ي ي ي ي ِ أب أ يٱل ِه أي
س
شوف الشواهد والمعاينة لفكرته منوعة تدل على حسي أدبي رفيع ورقة قلب.
ي
* ابن حزم وكتابه «المحلى»
«المحلى» طبع يف مجلدات كثيرة.
قال ابن حزم يف كتابه المشهور «المحلى باآلثار شرح المجلى باالختصار» عند كالمه عن صالة
المسلمين صالة الخوف قال:
أميرهم مخير بين أربعة عشر وجها ،كلها صح عن رسول اهلل ﷺ ،قد بيناها غاية البيان والتقصي في
غير هذا الكتاب ،والحمد لله رب العالمين ،وإنما كتبنا كتابنا هذا (المحلى هذا الكبير) للعامي
والمبتدئ وتذكرة للعالم.اه
* كتاب «العباب» يف اللغة للصغاين.
13 فتاااااااااااااااااااا لقااااااااااااااااااااا
1
يف «المزهر» للسيوطي :وأعظم كتاب ألف يف اللغة بعد عصر الصحاح كتاب «المحكم والمحيط
األعظم» ألبي الحسن بن سيدا األندلسي الضرير ثم كتاب «العباب» للرضي الصاغاين الذي وصل فيه
إلى (ب ك م) حتى قال القائل :إن الصغاين الذي حاز العلوم والحكم ،كان قصارى أمره أن انتهى إلى
(بكم)( .يعني هو كتب يف اللغة ووصل إلى أنه أبكم).
* ابن تيمية والتكفير
قال شيخ اإلسالم أحمد ابن تيمية $تعالى كما يف «الفتاوى المصرية» :ما تنازع العلماء يف جوازه
فال يكفر فاعله باالتفاق.
* زكي مبارك والمشاهد الشركية يف مصر.
قال الدكتور زكي مبارك يف كتابه «األخالق عند الغزالي» :هذه القاهرة ال تزال سماء مسكونة
بالمعبودات الصغيرة كسيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة فاطمة ،ومن إليهم من األولياء ،فيما زعم
الفاطميون ومن لف لفهم من علماء اإلسالم.
* إنقالب رجاء إلى خشية.
قال الكايف العماين؛ شاعر:
فص رت أخش اك واألي ام للغي ر قد كنت أرجوك للبلوى إذا عرضت
فربم ا يت أذى ال روض ب المطر أخشى وحكمي أن أرجو وال عجب
قال الباخرزي يف «دمية القصر وعصرة أهل العصر» الجزء األول صفحة 102تحقيق عبد الفتاح الحلو
بعد ذكره البيتين :هذا معنى ما له هناية ،وغاية يف االخرتاع ليس وراءها غاية.
* قال الذهبي يف «تاريخ اإلسالم» يف وفيات سنة 356ه حين ترجم ألبي الفرج علي بن الحسن
األصبهاين مصنف «األغاين» قال :رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه (يعني صاحب األغاين) ،ويتهمه
ويستهول ما يأيت به( ،يعني أنه ينفرد بأشياء ال أصل لها).
* يف «مثالب الوزيرين» ألبي حيان الوحيدي صفحة :120
قيل البن ماسويه :الباقالء بقشوره أصح يف الجوف؟ قال :هذا من طب الجياع.
* قال األصمعي كما يف «رحلة ابن رشيد الفهري السبتي» الجزء الثالث صفحة :288خرجت حاجا
إلى بيت اهلل الحرام فحاك محملي محل أعرابي فشتمته وضربته فاحتملني ،فلما صرت إلى بيت اهلل
الحرام رأيت األعرابي متعلقا بأستار الكعبة ،وهو يقول :ربي إن كنت غفرت لي فاغفر لمن شتمني
فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ 14
وضربني.
فقلت :يا أعرابي ضربناك وشتمناك وتدعو لنا؟! قال :فنظر إلي نظرة ثم أنشأ يقول:
ذل به الن ر ال يغض والح ال يغض ب الح ر عل ى س فلة
ل ي الفض ي فل ول زدن أق ده بني جه يم س إذا لئ
* الملك والدين:
قال أردشير الفارسي كما يف كتاب «عهد أردشير» :اعلموا أن الملك والدين أخوان توأمان ،ال قوام
ألحدهما إال بصاحبه؛ ألن الدين أس الملك وعماده ،ثم صار الملك بعد حارس الدين؛ فالبد للملك
من أسه والبد للدين من حارسه؛ ألن ما ال حارس له ضائع ،وما ال أس له مهدوم.
(معادلة صعبة).
* الحافظ المسعودي والجاحظ.
قال المسعودي يف «مروج الذهب» الجزء األول صفحة 99تحقيق محي الدين عبد الحميد :زعم
عمرو بن بحر الجاحظ أن هنر مهران الذي هو هنر السند من نيل مصر ،ويستدل على أنه من النيل بوجود
التماسيح فيه.
(شاف تماسيح يف النيل وشافها هناك ،قال هذا من هذا فال رابط)
فلست أدري كيف وقع له هذا الدليل ،وذكر ذلك يف كتابه المرتجم كتاب «األمصار وعجائب
البلدان» ،هذا كتاب للجاحظ ،قال المسعودي :وهو كتاب يف هناية الغثاثة؛ ألن الرجل لم يسلك البحار
وال أكثر األسفار ،وال تقر المسالك واألمصار ،وإنما كان حاطب ليل ينقل من كتب الوراقين.
* فائدة مهمة يف ترتيب حروف اللغة العربية:
اعتاد العرب أن يجمعوا حروف لغتهم يف الكلمات الثمانية المشهورة وهي :أبجد ،ه ّوز ،حطي،
كلمن ،سعفص ،قرشت ،ثخذ ،ضظغ.
ويرتب المسلمون يف المغرب األلفاظ األربعة األخيرة كالتالي :صعفض ،قرست ،ثخذ ،ظغش.
ورتب العرب الحروف ترتيبا آخر نشأ من وضع الحروف المتشاهبة يف الرسم الواحد بعد الواحد،
[مثال ذلك أن حرف الباء يأتى بعده التاء والثاء ...إلخ إال الهاء والواو والياء فإهنا توضع يف اآلخر].
وترتيبها هو الذي نعرفه.
رتب المغاربة هذه الحروف ترتيبا آخر وهو :أ .ب .ت .ث .ج .ح .خ .د .ذ .ر .ز .ط .ظ .ك .ل .م.
15 فتاااااااااااااااااااا لقااااااااااااااااااااا
1
ن( .ثم رجعوا) ص .ض .ع .غ .ف .ق .س .ش .هـ .و .ي.
ثم هناك ترتيب آخر لم يكن شائعا؛ رتب األحرف على أساس صويت بحيث إن األصوات التي يجهر
هبا من أعماق الحلق توضع يف األول ،وترتب الحروف على حسب المخرج من آخر الحلق إلى
الشفتين ،بحيث توضع يف األول ،واألصوات التي ينطق من الجزء األمامي من الفم توضع يف اآلخر.
وهذا هو الترتيب الذي اتبعه الخليل يف مؤلفه «كتاب العين» :ع .ح .هـ .خ .غ .ق .ك .ج .ش .ص.
ض .س .ز .ط .د .ت .ظ .ذ .ث .ر .ل .ن .ف .ب .م .و .أ .ي.
...ملخص من «دائرة المعارف اإلسالمية».
* طغيان العلم
روى ابن حبان يف «الثقات» عن عبد اهلل بن المبارك اإلمام المعروف أنه قال :إن للعلم طغيانا كطغيان
المال.
(هذا موجود ،يحس اإلنسان ف نفسه بعجب ويطغى على غيره ويصادر على غيره)
* قال الحافظ الذهبي يترجم لنفسه.
الذهبي الذي له الكتب الكثيرة يف الرتاجم والعلم ووو إلخ ترجم لنفسه يف «المعجم المختص»،
فقال:
الذهبي :المصنف ،محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الشيخ عبد اهلل التركماني الفارقي ،ثم
الدمشقي الشافعي المقرئ المحدث ،مخرج هذا المعجم.
ولد سنة ثالث وسبعين وست مائة.
وجمع تواليف( ،شوف الناس الذين يقشعر البدن من عظمتهم ،كيف يتكلمون عن أنفسهم) يقال:
مفيدة ،والجماعة يتفضلون ويثنون عليه ،وهو أخبر بنفسه وبنقصه في العلم والعمل ،واهلل المستعان وال
قوة إال به ،وإِذا س ِلم لِي إِيمانِي فيا ف ْو ِزي.
(أهم شيء عنده اإليمان ،ال المؤلفات ،فهذا حقيقة الدين واإليمان والصالح،
هذه كلها وسائل لتقوية اإليمان ،إذا سلم لي إيماين فيا فوزي).
* الشريف المرتضى معروف أنه من الشيعة ،أثنى على نجد كما يف «ديوانه» فقال:
أال حب ذا نج د وإن ل م تف د قرب ا أح ب ث رى نج د ونج د بعي دة
وق د ص دقوا لكنن ي م نهم حب ا يقولون :نجد لست من شعب أهله ا
فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ 16
* بيتان:
يف كتاب «ما اتفق لفظه واختلف معناه» طبعة السلفية
إذا ش ئت ص احبت ام رأ ال أش اكله وأنزلن ي ط ول الن وى دار غرب ة
ول و ك ان ذا عق ل لكن ت أعاقل ه فحامقت ه حت ى يق ال :س جية
(فحامقته) يعني صرت مثله.
* جار مع جاره:
داعب بعضهم جارا له معروفا بالبخل؛ فقال له :ويلك منذ عشرين سنة وأنت جاري لم تدعني مرة
إلى بيتك؟
فقال جاره :ما عاذ اهلل أن أدعوك .قال :لم؟
قال :ألين رأيتك مرة تأكل فرأيت عجبا ،رأيتك ال تحسن المضغ ،وتسرع البلع ،لقمة يف فمك،
وأخرى يف يدك ،وعينك ترنو إلى الثالثة.
فقال :سبحان اهلل! أتريد أن أصلي بين اللقمة واللقمة ركعتين؟!!
* أول من قال بالجاذبية األرضية.
قال أبو القاسم عبيد اهلل بن عبد اهلل بن خرداذبة المتوىف سنة (280ه ) يف كتابه «المسالك والممالك»
صفحة :4
صفة األرض أنها مدورة كتدوير الكرة ،موضوعة يف جوف الفلك كالمحة يف جوف البيضة ،والنسيم
حول األرض جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك ،وبنية الخلق على األرض أن النسيم جاذب لما
يف أبداهنم من الخفة ،واألرض لما يف أبداهنم من الثقل؛ ألن األرض بمنزلة الحجر الذي يجتذبه الحديد
(يعني المغناطيس).
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1ودعا بالخير لمن أحيا هذه السنة ،ودعا بضيق الرزق لمن أماهتا.
فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ 18
فإذن قول أن نيوتن هو أول من قال بالجاذبية ليس صحيحا ،أول من اكتشف الجاذبية األرضية
المسلمون؛ ولكن هو وضع القوانين؛ قوانين الجاذبية الثالثة المعروفة.
* شروط االحتكار المحرم
قال ابن قدامة يف «المغني» :االحتكار المحرم ما اجتمع فيه ثالثة شروط:
أحدها :أ ْن ي ْشترِي ،فلو جلب شيئا ،أو أدخل من غلته شيئا ،فادخره ،لم يكن محتكرا.
الثانِي :أ ْن يكون ا ْلم ْشترى قوتًا .فأما اإلدام ،والحلواء ،والعسل ،والزيت ،وأعالف البهائم ،فليس فيها
احتكار محرم.
اس بِ ِشرائِ ِه .وال يحصل ذلك إال بأمرين:
الثالِث :أ ْن يضيق على الن ِ
أح ِد ِهما :يكون في بلد يضيق بأهله االحتكار ،كالحرمين ،والثغور .قال أحمد :االحتكار في مثل
()1
مكة والمدينة ،والثغور.
فظاهر هذا أن البالد الواسعة الكثيرة المرافق والجلب كبغداد ،والبصرة ومصر ،ال يحرم فيها
االحتكار؛ ألن ذلك ال يؤثر فيها غالبا.
* ابن الخشاب والحريري
انتقد ابن الخشاب مقامات الحريري لما أخذ الحريري صدر كالم الجاحظ يف «البيان والتبيين» ،قال:
وال حرج على ابن الحريري فإنه أغار على بلديه ،ولم يحل حبوته يف غير نديه ،اقتداء بقوله:
ا د إال أخان م نج إذا ل ا ر أخين ى بك ا عل وأحيان
* بصري سالط بصرية
كما قال عذافر:
ا الح والطري ا الم يطعمه ريا ت بص رية تزوج بص
* وأخيرا من العجائب يف العلم
الخالديان األديب ،هما اثنان؛ ولكن يعامالن معاملة الواحد.
ذكر ابن العديم يف «بغية الطلب» كامل نسبهما فقال...:
وقال فيهما الثعالبي :وما كان ما يجمعهما من أخوة األدب مثل ما ينظمهما من أخوة النسب ،فهما يف
ــــــــــــــــــــــــــــ
( )1الثاني :أن يكون في حال الضيق ،بأن يدخل البلد قافلة فيتبادر ذوو األموال فيشترونها ،ويضيقون على الناس .فأما
إن اشتراه في حال االتساع والرخص ،على وجه ال يضيق على أحد فليس بمحرم.
19 فتاااااااااااااااااااا لقااااااااااااااااااااا
1
الموافقة والمساعدة يحييان بروح واحدة ،ويشرتكان يف قرض الشعر وينفردان ،وال يكاد يف الحضر
والسفر يفرتقان.
وصفهما العمري فقال فيهما :وشقيقان تشاطرا األلفاظ والمعاني ،وتشارطا أن تطبعها الجواهر
وترفعها المباني ،وصقرين حطا إلى وكر ،وقلبين اتحدا في فكر.
وقد عجب أبو العالء المعري لحالهما فقال :ولها ديوان ينسب إليهما ال ينفرد فيه أحدهما بشيء
دون اآلخر إال يف أشياء قليلة ،هذا متعذر يف ولد آدم إذ كانت الجبلة على الخالف وقلة الموافقة.
هذا وأرجو أال أكون أسأت إلى مسامعكم ،وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد.
فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ 20
بعجائب ،لو نتكلم يف الفنون واآلثار نأيت بعجائب ،وهكذا ،فكل فن له أهله.
فالعلماء أحيانا يظهر لهم من تفسير بعض اآليات معنى فيتجاسرون على الكالم فيه ،وإن كان ليس
بفنهم يعني يف الفلك ويف غيره؛ لكن يتجاسرون لفهمهم لبعض اآليات؛ لكن الفهم ليس حصرا على
العلماء ،فهم األمور يشرتك فيه علماء الشريعة يشرتك فيه بحسب االختصاص.
ولهذا فيه قاعدة مهمة قالها الشاطبي يف أول «الموافقات» قال :العالم ال ي ْتبع بزلته وال يتبع يف زلته.
يعني ما طيح قدره بزلة وال تتبعه بزلة؛ ألن الحق واضح وجلي ،وما استبان للناس جميعا ،إلى آخره..
الحقائق الغيبية والفلكية وما إلى ذلك ،إذا كانت حقا مثل ما يقول مائة يف المائة ليست نظريا حقا
واقعا فإن القرآن هو الحق ،والحق ال يناقض حقا ،يأيت الخلل يف الفهم ،ولذلك ال يجوز أن نجعل
القرآن العظيم كالم اهلل جل جالله الذي هو المرجع أن نجعله وفق النظريات ،وال أن نعارض النظريات
به؛ ولكن نقول :ظاهر القرآن كذا وفهمنا كذا والنظرية تقول كذا ،فنكون نحرتم أنفسنا ونعظم قرآن ربنا
جل جالله ،ونحتفظ ألهل العلوم والفنون بعلمهم وفنهم.
واإلنسان إذا تأمل يف هذا األمر وجد أن الغلط يكون يف مثل هذه المسائل من االستعجال ،أو أنه يقفي
ۡ أ أ ۡ أ
نفسه ما ليس له به علم ،واهلل جل وعال يقول ﴿ :أوَل أيتقف أيمايليۡ أسيل أكيبِهِۦيعِلمي﴾ [اإلسراء.]36:
لذلك أنا أنصح أنه مثل هذه األقوال تطوى وال تذكر ،تبقى يف الكتب وتبقى قال هبا؛ لكن الذي ينسى
عالم كامل بجهده ويبدأ يخرج واحد ليست كروية وسطحية وال تدور وال تلف ونحو ذلك ،يسقط كل
شيء ويربزها ،هذا له غرض يف نفسه؛ لكن العاقل المنصف ال يربز هذه األخطاء ،قالها من قالها
وانتهت ،العربة فيما أصاب فيه ،ال فيما أخطأ فيه.
سؤال :يتكرر عن مكتبتكم الكربى ،ورأي معاليكم يف اقتناء النوادر غالية األثمان.
الجواب :أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ،يقول القائل :الناس يذكروهنا وليست بحقيقية؛ عندي
الحمد هلل اقتناء؛ لكن ليس بمثل ما يصفونه ،الوصف الضخم ،عندي اقتناء وأحب الكتب القديمة
بشروط ،وليس كل شيء ،والكتب من ملذات الحياة؛ يعني تأنس ،ألن مجالسة الكتاب أحسن من
مجالسة أي شيء يف الدنيا ،وأنا ما عندي أصدقاء ،وال عندي مزرعة وال عندي رحالت ،وغالب متعتي
أدور حول هذا.
أستغفر اهلل وأتوب إليه..