You are on page 1of 153

‫… يت�ضح من خالل خمتلف الكتابات حول املدر�سة املغربية �أن اجلميع يطمح �إىل ‪:‬‬

‫● مدر�سة عمومية مفعمة بالروح الوطنية؛‬


‫● مدر�سة تقوم على تر�سيخ مبد�أ تكاف�ؤ الفر�ص واملنا�صفة بني كل �أبناء ال�شعب املغربي ‪،‬‬
‫وتعمل على الق�ضاء على كل �أ�شكال التمييز التي عمدت ال�سيا�سات ال�سابقة على تر�سيخها؛‬
‫● مدر�سة ت�ؤ�س�س جليل يحمل يف قلبه حب الوطن ويت�شبت بهويته وقيمه وينفتح على ع�صره؛‬

‫د‪ .‬حل�سن مادي‬


‫● مدر�سة ت�صنع جيال قادرا على الإنتاج والإبداع واالبتكاريف كل جماالت احلياة االقت�صادية‬
‫واالجتماعية وال�سيا�سية والفكرية؛‬
‫● مدر�سة حديثة ت�صنع جيل املرحلة التي يعي�شها املغرب حاليا مبختلف �أبعادها املت�سمة‬
‫برهانات العوملة واحلداثة والدميوقراطية؛‬
‫● مدر�سة تهيئ مواطن اليوم والغد �ضمن ت�صور وا�ضح مل�شروع جمتمع متكامل يبعث الأمل‬
‫يف الطاقات الب�شرية باعتبارها عماد التنمية؛‬
‫● مدر�سة جديدة ع�صرية‪ ،‬يف م�ستوى طموحات و حتديات ع�صرها‪ ،‬قادرة على رفع خمتلف‬
‫التحديات وذلك من خالل �إعداد املواطن ال�صالح‪ ،‬امل�ؤمن‪ ،‬امل�ؤهل‪ ،‬الكفء‪ ،‬الواعي بواجبات‬
‫املواطنة و حقوقها‪ ،‬املت�شبت بقيمه الدينية والوطنية‪ ،‬املنفتح على حميطه املحلي واجلهوي‬
‫والوطني والعاملي‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬


‫فالغاية التي ي�صبو �إليها اجلميع من خالل تقدمي مقرتحات لإ�صالح املنظومة التعليمية باملغرب‬
‫هو العمل على حت�سني مردوديتها الإنتاجية وقيامها بدورها يف حت�صني هوية وثقافة وخ�صو�صية‬
‫الأمة املغربية البعيدة عن التطرف والعن�صرية والتبعية‪ ،‬املت�شبثة بقيم الت�سامح والإبداع واالعرتاف‬
‫بحق االختالف كما هو من�صو�ص عليها يف الديانة الإ�سالمية والثقافة املغربية الأ�صيلة مبختلف‬
‫روافدها و كذا يف املواثيق الدولية وكما جاء م�ؤخرا يف د�ستور ‪.2011‬‬
‫فما هو �إذن ال�سبيل �إىل حتقيق هذه الغايات النبيلة املتوخاة من املنظومة التعليمية‪ ‬؟ ‬

‫�أ�ستاذ التعليم العايل‪ ،‬تخـ�ص�ص علوم الرتبية‪ ،‬بالـمدر�سة العليا للأ�ساتذة‪.‬‬


‫جامعة حممد اخلام�س‪� -‬أكدال‪/‬الرباط‬
‫حا�صل على‪:‬‬
‫● دكتوراه الدولة يف علوم الرتبية‪ ،‬كلية علوم الرتبية‪ .‬الرباط‪.1996 ،‬‬
‫● دكتوراه ال�سلك الثالث يف علوم الرتبية‪ ،‬جامعة ال�سوربون‪ .‬باري�س‪.1986 ،‬‬
‫حل�سن مادي‬ ‫● �إجازة يف علم النف�س‪ ،‬جامعة حممد اخلام�س‪ .‬الرباط‪.1982 ،‬‬
‫�إ�صـدارات‪:‬‬
‫● دليل �إعداد الربامج والو�سائل الديداكتيكية ملا بعد حموالأمية‪ ،‬الإ�سي�سكو‪.2009 ،‬‬
‫● دليل تطوير املدار�س العربية الإ�سالمية‪ ،‬الإ�سي�سكو‪.2007 ،‬‬
‫● حماربة الأمية مدخل لتحقيق التنمية الب�شرية‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البي�ضاء‪.2006 ،‬‬
‫● حماربة الأمية‪ :‬حتليل احلاجيات وطرق التنفيذ‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البي�ضاء‪.2003 ،‬‬
‫● برنامج لتكوين مدر�سي حمو الأمية‪ ،‬الإي�سي�سكو‪ ،‬الرباط‪.2001 ،‬‬
‫● تكوين املدر�سني ‪ :‬نحو بدائل لتطوير الكفايات‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البي�ضاء‪.2001،‬‬
‫● تعليم الكبار وحمو الأمية‪ :‬مقاربة ديداكتيكية‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البي�ضاء‪.2000 ،‬‬
‫● ال�سيا�سة التعليمية باملغرب و رهانات امل�ستقبل‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البي�ضاء‪.1999 ،‬‬
‫● احلاجات الأ�سا�سية لتعليم الن�ساء‪ ،‬الإي�سي�سكو‪ ،‬الرباط‪. 1998 ،‬‬
‫‪2014‬‬

‫● التقييم الدرا�سي‪� ،‬أنواعه وتطبيقاته‪ ،‬مطبعة بابل للن�شر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪.1991،‬‬


‫● الأهداف والتقييم يف الرتبية‪ ،‬مطبعة بابل للن�شر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪.1990،‬‬
‫الثمن ‪ 30 :‬دوهما‬ ‫من�شورات جملة علوم الرتبية ‪ -‬العدد ‪- 37‬‬
‫د‪ .‬حل�سن مادي‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬

‫من�شورات جملة علوم الرتبية‬


‫امل�ؤلف‪ :‬حل�سن مادي‬
‫الكتاب‪ :‬منظومة الرتبية والتكوين باملغرب يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫الطبعة الأوىل‪2014 :‬‬
‫الإيداع القانوين‪2014 MO 1548 :‬‬
‫ردمك ‪978-9954-33-597-0 :‬‬
‫الإخراج الفني‪ :‬نداكوم‪ ،‬هـ ‪ - 05 37 68 25 50 :‬الرباط‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫تعترب منظومة الرتبية والتكوين عماد التنمية مبختلف �أبعادها وجتلياتها االقت�صادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪� ،‬ضمن م�شروع جمتمعي متكامل يتوخى بناء دولة احلق والقانون‪،‬‬
‫ت�سود فيه الدميوقراطية والعدالة االجتماعية وتكاف�ؤ الفر�ص‪ .‬ويف هذا ال�سياق ميثل‬
‫االهتمام مبجال الرتبية والتكوين رهانا كبريا يف م�سرية تنمية بالدنا‪ ،‬باعتباره �أول �أ�سبقية‬
‫وطنية بعد ق�ضية الوحدة الرتابية‪ .‬ويتجلى هذا االهتمام يف‪:‬‬
‫‪ -‬املكانة التي حتتلها ق�ضايا الرتبية والتكوين يف خمتلف اخلطب امللكية ال�سامية؛‬
‫‪� -‬إحداث م�ؤ�س�سة د�ستورية ‪ -‬املجل�س الأعلى للتعليم ‪ -‬لل�سهر على درا�سة وتتبع �سري‬
‫ق�ضايا الرتبية والتكوين ببالدنا؛‬
‫‪ -‬ن�سبة امليزانية املخ�ص�صة لقطاع الرتبية والتكوين والتي تتعدى ‪ % 25‬من امليزانية‬
‫العامة؛‬
‫‪� -‬أدبيات الأحزاب ال�سيا�سية واملنظمات النقابية واجلمعوية ؛‬
‫‪ -‬املناق�شات داخل جمل�سي الربملان؛‬
‫‪ -‬تعدد الندوات املنظمة يف املو�ضوع؛‬
‫‪ -‬انتظارات الأمهات والآباء واملتعلمني من املدر�سة باعتبارها و�سيلة للرتقية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ويت�ضح �أن اجلميع يطمح �إىل ‪:‬‬
‫•مدر�سة عمومية مفعمة بالروح الوطنية؛‬
‫• مدر�سة تقوم على تر�سيخ مبد�أ تكاف�ؤ الفر�ص بني كل �أبناء ال�شعب املغربي ‪ ،‬وتعمل على‬
‫الق�ضاء على كل �أ�شكال التمييز التي عمدت ال�سيا�سات ال�سابقة على تر�سيخها؛‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪3‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫•مدر�سة ت�ؤ�س�س جليل يحمل يف قلبه حب الوطن ويت�شبت بهويته وقيمه وينفتح‬
‫على ع�صره؛‬
‫•مدر�سة ت�صنع جيال قادرا على الإنتاج والإبداع يف كل جماالت احلياة االقت�صادية‬
‫واالجتماعية وال�سيا�سية والفكرية؛‬
‫•مدر�سة حديثة ت�صنع جيل املرحلة التي يعي�شها املغرب حاليا مبختلف �أبعادها‬
‫املت�سمة برهانات العوملة واحلداثة والدميوقراطية؛‬
‫•مدر�سة تهيئ مواطن اليوم والغد �ضمن ت�صور وا�ضح مل�شروع جمتمع متكامل يبعث‬
‫الأمل يف الطاقات الب�شرية باعتبارها عماد التنمية؛‬
‫•مدر�سة جديدة ع�صرية‪ ،‬يف م�ستوى طموحات وحتديات ع�صرها‪ ،‬قادرة على رفع‬
‫خمتلف التحديات وذلك من خالل �إعداد املواطن ال�صالح‪ ،‬امل�ؤمن‪ ،‬امل�ؤهل‪ ،‬الكفء‪،‬‬
‫امللتزم بخدمة وطنه‪ ،‬الواعي بواجبات املواطنة وحقوقها‪ ،‬املت�شبت بقيمه الدينية‬
‫والوطنية‪ ،‬املنفتح على حميطه املحلي واجلهوي والوطني‪ .‬فالغاية التي ي�صبو‬
‫�إليها اجلميع من خالل تقدمي مقرتحات لإ�صالح املنظومة التعليمية باملغرب هو‬
‫العمل على حت�سني مردوديتها الإنتاجية وقيامها بدورها يف حت�صني هوية وثقافة‬
‫وخ�صو�صية الأمة املغربية البعيدة عن التطرف والعن�صرية والتبعية‪ ،‬املت�شبثة بقيم‬
‫الت�سامح والإبداع واالعرتاف بحق االختالف كما هو من�صو�ص عليها يف الديانة‬
‫الإ�سالمية والثقافة املغربية الأ�صيلة مبختلف روافدها وكذا يف املواثيق الدولية‬
‫وكما جاء م�ؤخرا يف د�ستور ‪.2011‬‬
‫فما هو �إذن ال�سبيل �إىل حتقيق هذه الغايات النبيلة املتوخاة من املنظومة‬
‫التعليمية؟‬
‫هذا ال�س�ؤال الأ�سا�سي والعام يقودنا �إىل طرح الأ�سئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫•كيف هي حالة املدر�سة املغربية يف الوقت الراهن؟‬
‫•ماهي االختالالت التي تعاين منها املنظومة التعليمية ببالدنا؟‬
‫•�أال ميكن التفكري يف مقاربات جدية وجديدة و�أ�صيلة لتجاوز بع�ض هذه‬
‫االختالالت؟‬
‫•و �إىل متى �سيبقى خطاب الأزمة هو املتداول يف مقاربة ق�ضايا الرتبية والتكوين رغم‬
‫املجهودات التي تبدل يف هذا املجال؟‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪4‬‬
‫•هل من حقنا �أن نتنكر لكل الإجنازات امل�شرقة التي حتققت يف جمال الرتبية‬
‫والتكوين لأكرث من ن�صف قرن من ا�ستقالل بالدنا؟‬
‫•�أال ميكن بتفعيل اجلهوية‪ ،‬مبعناها الفعلى واحلقيقي‪ ،‬يف خمتلف �أوجهها كما ن�صت‬
‫عليه خطب جاللة امللك حممد ال�ساد�س‪ ،‬وكما هو من�صو�ص عليها يف د�ستور ‪،2011‬‬
‫�أن ي�ساهم ب�شكل كبري يف رفع حتديات املنظومة التعليمية خالل الألفية الثالثة‬
‫واملتمثلة يف الرفع من املردودية ويف جودتها ويف �إدماج املتخرجني يف �سوق ال�شغل‪،‬‬
‫ويف نف�س الوقت‪ ،‬االعرتاف للجهات بخ�صو�صياتها و�إمكاناتها وقدراتها على جتاوز‬
‫جمموعة من االختالالت والعراقيل التي حتد من تنميتها؟‬
‫�إنها م�شكالت ت�ؤرق املجتمع املغربي مبختلف مكوناته منذ ع�شرات ال�سنني‪ .‬ولن‬
‫ندعي �أن هذه الدرا�سة �ستجيب على كل هذه الإ�شكاالت الكربى ولكننا نطمح يف �أن‬
‫ت�ساهم ‪ -‬يف حدود املمكن‪ -‬يف �إغناء النقا�ش حول البحث عن ال�سبل الناجعة لتطوير‬
‫�أداء م�ؤ�س�سة الرتبية والتكوين ببالدنا‪ .‬والبد من التذكري يف هذه املقدمة بوجود العديد‬
‫من الدرا�سات والأبحاث تطرقت �إىل جوانب خمتلفة من املنظومة الرتبوية والتكوينية‪،‬‬
‫�سواء داخل اجلامعات �أويف خمتلف مراكز الرتبية والتكوين �أو داخل وزارة الرتبية الوطنية‬
‫وتكوين الأطر نف�سها يف �إطار م�شاريع واتفاقيات‪ ،‬ق�صد تطوير هذه املنظومة‪ .‬غري �أن‬
‫هذه الدرا�سات والأبحاث‪ ،‬رغم ما تطلبته من جمهودات مادية وفكرية‪ ،‬غالبا ما اليتم‬
‫ا�ستثمارها �أو على الأقل البع�ض منها ب�شكل معقلن للم�ساهمة الفعلية يف جتاوز االختالالت‬
‫التي تعاين منها منظومتنا الرتبوية‪.‬‬
‫لذا �سين�صب اهتمامنا يف هذا العمل على �إبراز �أهمية جهوية نظام الرتبية والتكوين‬
‫يف �أفق الإ�صالح املرتقب لهذا النظام من خالل الإجابة على الأ�سئلة التالية‪:‬‬
‫•يف �أي �سياق يتموقع احلديث عن جهوية الرتبية والتكوين؟‬
‫•كيف ميكن جلهوية التعليم �أن ت�ساهم يف رفع هذه االختالالت؟‬
‫•كيف ج�سدت بع�ض الدول مبد�أ اجلهوية يف جمال الرتبية والتكوين؟‬
‫•كيف ميكن �أن نت�صورجهوية الرتبية والتكوين وفق اخل�صو�صيات املغربية ووفق ما‬
‫جاء يف اخلطب امللكية حول مو�ضوع اجلهوية وكذا وفق ما ن�ص عليه د�ستور ‪2011‬؟‬
‫•ما هي املجهودات التي متت يف هذا املجال؟ و�أين و�صلت جتربة الأكادمييات اجلهوية‬
‫للرتبية والتكوين؟‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪5‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫•كيف ميكن �أن نت�صور مناهج وبرامج تعليمية خا�صة باجلهة يف تكامل وان�سجام مع‬
‫املناهج والربامج الوطنية وفق ما جاء يف امليثاق الوطني للرتبية والتكوين؟‬
‫•ما هي غايات ومرامي و�أهداف هذه املناهج والربامج ؟‬
‫•كيف مت �إعداد هذا النوع من املناهج والربامج؟‬
‫•كيف �ستتم �أجر�أة هذه املناهج والربامج عمليا يف �أن�شطة وو�ضعيات تعليمية ‪ -‬تعلمية‬
‫فعلية لتج�سد عمليا جهوية الرتبية والتكوين يف بالدنا؟‬
‫وهكذا ومن منطلق البحث عن �أجوبة مالئمة لهذه الأ�سئلة �سنتطرق �إىل اجلوانب‬
‫التالية‪:‬‬
‫•حالة املدر�سة املغربية يف الوقت الراهن؛‬
‫•اجلهوية املو�سعة املرتقبة باملغرب‪� :‬آفاق واعدة للتنمية؛‬
‫•جتارب عاملية يف جمال جهوية الرتبية والتكوين؛‬
‫•منظومة الرتبية والتكوين يف �أفق اجلهوية املو�سعة؛‬
‫•امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ي�ؤ�س�س للجهوية الرتبوية باملغرب؛‬
‫•املناهج والربامج التعليمية وفق اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية؛‬
‫•اخلطوات املنهجية لإعداد املناهج والربامج التعليمية اجلهوية واملحلية؛‬
‫•مناذج للمناهج والربامج التعليمية وفق اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية؛‬
‫•مقرتحات من �أجل امل�ساهمة يف الإ�صالح الرتبوي املرتقب يف �إطار اجلهوية‬
‫املو�سعة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪6‬‬
‫حالة املدر�سة املغربية‬

‫‪� --1‬إ�صالحات متتالية عديدة‬


‫عرفت املنظومة التعليمية باملغرب‪ ،‬منذ بداية اال�ستقالل‪ ،‬عدة �إ�صالحات كان الهدف‬
‫الأ�سمى لها‪ -‬دائما – هو تطويرها وجعلها ت�ساير التغريات التي يعرفها املغرب والعامل‬
‫على حد �سواء‪ .‬وهكذا كانت البداية الأوىل لهذه الإ�صالحات منذ بداية اال�ستقالل‪ .‬وقد‬
‫متيز الإ�صالح الأول‪ ،‬الذي مت يف �سنة ‪ 1957‬وكان �شعاره �آنذاك هو‪« :‬توحيد املغاربة قاطبة‬
‫حول مدر�سة مغربية وطنية موحدة»‪ ،‬بالتوافق حول ما �سمي يف الأدبيات الرتبوية املغربية‬
‫باملبادئ الأربعة «التعميم‪ ،‬التوحيد‪ ،‬التعريب واملغربة»‪ .‬لكن رغم �أهمية هذه املبادئ‬
‫الأربعة يف وقتها تبني �أنها عبارة عن �صيغ عامة عبارة عن رد فعل عن ال�سيا�سة الرتبوية‬
‫التي اعتمدتها �سلطات احلماية الفرن�سية باملغرب وبالتايل فهي �صيغ تفتقد �إىل حمتوى‬
‫ميكن اعتماده يف و�ضع �إ�صالح تربوي ناجع يجعل من املدر�سة حمركا للتنمية‪ .‬بعد ذلك‬
‫بد�أت املنظومة املغربية للرتبية والتكوين ت�شهد العديد من حمطات الإ�صالح �أغلبها مل‬
‫يحقق الأهداف املتوخاة منه‪ .‬وبادر امل�س�ؤولون بعد كل حمطة �إىل تدارك ما فات ب�أ�ساليب‬
‫وطرق خمتلفة �إما عربمناظرات �أو تكوين جلن �أو تن�شيط ندوات‪ ....‬وهكذا ميكن الوقوف‬
‫عرب تاريخ �إ�صالح التعليم يف بالدنا على جمموعة من املحاوالت التي ت�صب يف البحث عن‬
‫منوذج تعليمي مالئم للمرحلة التاريخية التي يعي�شها املغرب‪ ،‬بدءا بالإ�صالح املعروف‬
‫باملبادئ الأربعة ل�سنة ‪ 1957‬ومرورا بالإ�صالح املرافق للمخطط اخلما�سي ‪1964/1960‬‬
‫ثم الإ�صالح املن�سوب لوزير التعليم الدكتور بنهيمة �سنة ‪ ،1966‬والإ�صالح الذي انطلق‬
‫�سنة ‪ 1985‬يف �إطار �سيا�سة التقومي الهيكلي التي عرفها املغرب �سنة ‪ ،1983‬و�إ�صالح ‪،1994‬‬
‫ثم امليثاق الوطني للرتبية والتكوين الذي انطلق �سنة ‪ 2000‬و�أخريا الربنامج اال�ستعجايل‬
‫‪ 2012 /2009‬الذي جاء لتدارك بطء تنفيذ م�ضامني امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪7‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫بعدما مرت الع�شر �سنوات الأوىل على بدء تنفيذه‪ ،‬وبد�أ يت�ضح �أن الع�شرية املحددة لتفعيل‬
‫‪1‬‬
‫م�ضامني امليثاق مل حتقق ماكان حمددا لها من �أهداف‪.‬‬
‫وللتذكري فقد ت�شكلت يف �سنة ‪ 1999‬جلنة خا�صة بهدف بلورة م�شروع متكامل لإ�صالح‬
‫املدر�سة املغربية ق�صد اخلروج بالنظام التعليمي من الو�ضع املت�أزم الذي و�صل �إليه‪.‬‬
‫وتوجت �أعمالها بتبني امليثاق الوطني للرتبية والتكوين كوثيقة مرجعية للإ�صالح‪ ،‬حظيت‬
‫بالتوافق الوطني التام‪.‬‬
‫و�إذا كانت الأهداف والغايات امل�سطرة يف امليثاق‪ ،‬الذي انطلق تفعيله منذ �سنة ‪،2000‬‬
‫تعرب عن انتظارات ومطالب املجتمع املغربي؛ ورغم االهتمام اخلا�ص الذي حظي به قطاع‬
‫الرتبية والتكوين من لدن خمتلف الهيئات املجتمعية‪ ،‬واملجهودات املبذولة والإجنازات‬
‫امللمو�سة يف العديد من املجاالت‪ ،‬ف�إن عددا من االختالالت واالنتظارات مازالت قائمة‪.‬‬
‫و�أمام هذه الو�ضعية املفارقة‪ .‬تف�ضل جاللة امللك حممد ال�ساد�س‪ ،‬يف خطابه‬
‫االفتتاحي للدورة الت�شريعية خلريف �سنة ‪ ،2007‬ب�إعطاء تعليماته ال�سامية للحكومة‬
‫اجلديدة �آنذاك لبلورة برنامج ا�ستعجايل‪ ،‬يتغيا ت�سريع وترية �إجناز الإ�صالح خالل‬
‫الأربع �سنوات املوالية‪ .‬وهكذا‪ ،‬مت االلتزام بتقدمي خارطة طريق حتدد‪ ،‬ب�صفة‬
‫دقيقة وملمو�سة‪ ،‬برنامج ت�سريع وترية �إجناز �إ�صالح منظومة الرتبية والتكوين‪.‬‬
‫و�ضمن هذا ال�سياق‪ ،‬و�ضعت وزارة الرتبية الوطنية والتعليم العايل وتكوين الأطر والبحث‬
‫العلمي برناجما ا�ستعجاليا طموحا وجمددا‪ ،‬ممتدا على مدى �أربع �سنوات‪ ،‬ي�ستمد‬
‫مرجعيته من املثياق الوطني للرتبية والتكوين ويروم �إعطاء الإ�صالح “نف�سا جديدا”‪ .‬وقد‬
‫تزامن تهييء الربنامج اال�ستعجايل‪ ،‬مع �إ�صدار املجل�س الأعلى للتعليم‪� ،‬سنة ‪ ،2008‬للتقرير‬

‫‪ - 1‬للمزيد من املعلومات �أنظر‪:‬‬


‫كتاب عبد القادر بينة ‪.Le système de l’enseignement au Maroc, Editions Maghrébines, 1981‬‬
‫كتاب حممد عابد اجلابري‪ ،‬التعليم يف املغرب العربي‪ ،‬املركز الثقايف العربي‪� ،‬سنة ‪.1989‬‬
‫كتاب املكي املروين‪ ،‬الإ�صالح التعليمي باملغرب‪ ،‬من�شورات جامعة حممد اخلام�س‪ ،‬كلية الآداب والعلوم الإن�سانية‬
‫الرباط‪� ،‬سنة ‪.1994‬‬
‫كتاب مادي احل�سن‪ ،‬ال�سيا�سة التعليمية باملغرب ورهانات امل�ستقبل‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البي�ضاء‪،‬‬
‫�سنة ‪.1999‬‬
‫كتاب حممد ال�سوايل‪ ،‬ال�سيا�سات الرتبوية‪ :‬الأ�س�س والتدبري‪ .‬ن�شر دار الأمان‪ ،‬الرباط‪� ،‬سنة ‪.2011‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪8‬‬
‫ال�سنوي الأول‪ 2‬حول حالة منظومة الرتبية والتكوين و�آفاقها‪ ،‬والذي اعتمدت خال�صاته‬
‫وتو�صياته ومناق�شاته‪ ،‬كوثيقة مرجعية يف �صياغة الربنامج اال�ستعجايل‪ ،‬الذي يتمحور حول‬
‫املجاالت الأربعة التي اعتربها التقرير ذات �أولوية حا�سمة‪ ،‬ودعا �إىل بلورتها يف امليدان‪.‬‬
‫و�سعيا �إىل حتقيق فعالية ق�صوى لهذا الربنامج‪ ،‬مت تبني منهجية عمل جديدة‪ ،‬تتجاوز‬
‫�صيغ التدبري ال�سابقة‪ ،‬وتعتمد خم�سة مكونات �أ�سا�سية تتدرج كالتايل‪:‬‬
‫•حتديد برنامج طموح وم�ضبوط يف �أدق تفا�صيله ‪ :‬يت�ضمن حتديد جماالت التدخل‪،‬‬
‫مع تدقيق امل�شاريع‪ ،‬وبلورة خمططات العمل‪ ،‬و�ضبط اجلدولة الزمنية للإجناز‪.‬‬
‫وتوفري املوارد التي ينبغي تعبئتها؛‬
‫•اعتماد نهج ت�شاركي يرتكز على �إ�شراك جمموع الفاعلني الأ�سا�سيني داخل منظومة‬
‫الرتبية والتكوين يف �إجناز وتطبيق الربنامج اال�ستعجايل؛‬
‫•االنخراط القوي للفاعلني يف امليدان ل�ضمان تطبيق الإجراءات املحددة ب�صورة‬
‫تعتمد �سيا�سة القرب‪ ،‬بغاية �إعطاء النف�س اجلديد للإ�صالح بعدا عمليا وملمو�سا؛‬
‫•و�ضع عدة طرق للتتبع عن قرب ت�سمح باملواكبة الدقيقة لكل العمليات املرتبطة‬
‫بتطبيق الربنامج اال�ستعجايل؛‬
‫•و�ضع �أر�ضية لتدبري التوا�صل والتعبئة لتحقيق التغيري املن�شود على كل م�ستويات‬
‫املنظومة �ضمانا النخراط اجلميع‪.‬‬
‫ومن الإن�صاف القول – رغم ما عرفته خمتلف الإ�صالحات من تعرثات وما وجه �إليها‬
‫من انتقادات – «�أن املدر�سة املغربية لعبت �أدوارا �إيجابية يف التن�شئة االجتماعية‪ ،‬وتكوين‬
‫الأطر‪ ،‬و�ساهمت بن�صيب وافر يف احلراك التنموي ويف البناء املادي والفكري للوطن‪،‬‬
‫وتنامت ‪ ‬بوترية ملحوظة م�ؤ�شرات ولوج وارتقاء املدر�سني‪ .‬لقد بذلت منذ اال�ستقالل‬
‫جهود كبرية وحتققت منجزات هامة يف جمال الرتبية والتكوين متثلت ‪ ‬يف ارتفاع ن�سبة‬
‫التمدر�س‪  ،‬وخا�صة لدى الفتيات‪ ،‬ويف تو�سيع �شبكة امل�ؤ�س�سات التعليمية‪  ،‬ويف توفري العر�ض‬
‫املدر�سي ب�شكل ي�ستجيب للحاجيات‪ ،‬فقد ناهز ‪ ‬عدد املتمدر�سني يف الوقت احلا�ضر ال�ستة‬

‫‪� -2‬صدر التقرير ال�سنوي الأول للمجل�س الأعلى للتعليم �سنة ‪ 2008‬يف �أربع جملدات‪:‬‬
‫‪ -‬املجلد الأول‪� :‬إجناح مدر�سة للجميع؛‬
‫‪ -‬املجلد الثاين‪ :‬التقرير التحليلي؛‬
‫‪ -‬املجلد الثالث‪� :‬أطل�س املنظومة الوطنية للرتبية والتكوين؛‬
‫‪ -‬املجلد الرابع‪ :‬هيئة ومهنة التدري�س‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪9‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫ماليني‪ ،‬وعدد امل�ؤ�س�سات املدر�سية الع�شرة �آالف‪ ،‬كما و�صل عدد املدر�سني �إىل ما يربو‬
‫عن مائتي �ألف‪ ،‬عالوة على الإمكانات امل�ستثمرة ‪ ‬يف جمال جتهيز امل�ؤ�س�سات وربطها‬
‫ب�شبكة الإنرتنت والإطعام املدر�سي والدعم االجتماعي‪ 3».‬بيد �أن �إيقاع تفاعل املنظومة مع‬
‫التحوالت التي يعرفها املغرب خا�صة منذ �سنة ‪ ،2000‬وديناميتها البطيئة‪ ،‬وغري املتوازنة‪،‬‬
‫وتراكم م�ؤ�شرات ال�ضعف واله�شا�شة الذي يهدد مردوديتها يدفع �إىل م�ساءلة املدر�سة‬
‫املغربية وحتديد مواطن االختالل‪ ،‬باعتبارها قطاعا ي�ستهدف بناء امل�ستقبل و�إعداد‬
‫�أجيال الغد‪ ،‬بغر�ض التفكري يف �إعادة البناء وا�ستعادة الثقة يف املدر�سة ‪ ‬كف�ضاء �أن�سب‬
‫لبناء الذات واالرتقاء بقدرات الإن�سان املغربي‪ ،‬و�ضمان تكاف�ؤ الفر�ص‪ ،‬وحتقيق االندماج‬
‫االجتماعي‪  ‬والتقدم املرتقب‪.‬‬
‫فما هي �إذن يا ترى مواطن االختالل التي تواجه املدر�سة املغربية‪ ‬؟‬
‫‪ - 2‬االختالالت‬
‫تواجه املدر�سة املغربية اختالالت كثرية داخلية وخارجية مل ت�ستطع جتاوزها رغم‬
‫املجهودات املبذولة لإيجاد حلول مالئمة لها‪ .‬ورغم �صعوبة ر�صد جميع هذه االختالالت‬
‫ف�سوف نحاول الوقوف عند �أهمها كما مت ر�صدها من طرف �أغلبية املهتمني بق�ضايا الرتبية‬
‫والتكوين ببالدنا‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫•عدم القدرة على اال�ستجابة ملتطلبات املجتمع بالإيقاع واحلجم املطلوبني‪ ،‬فبالرغم‬
‫من عمليات تو�سيع البنيات التحتية‪ ،‬وتقدمي الدعم االجتماعي للتالميذ‪ ،‬ف�إن‬
‫املدر�سة املغربية مل ت�ستطع بعد م�سايرة متطلبات املجتمع من الناحية االقت�صادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬بدليل حالة الالتوازن القائمة بني منتوج املدر�سة و�سوق ال�شغل تعبريا‬
‫عن عالقة غري متوازنة بني املدر�سة وحميطها االقت�صادي عنوانها املزدوج بطالة‬
‫اخلريجني من جهة‪ ،‬ونذرة الكفايات والأطر يف قطاعات �إنتاجية معينة؛‬
‫•�ضعف القدرة على ك�سب رهان التناف�سية العاملية يف املجالني االقت�صادي واملعريف‪،‬‬
‫ذلك �أن التعليم العمومي باملغرب ما يزال �أ�سري امل�ؤ�شرات الكمية يراهن على‬
‫رفع معدالت الولوج‪ ،‬دومنا االلتفات �إىل نوعية اخلدمات املقدمة‪ ،‬وهذا ما يجعل‬
‫م�س�ألة جودة التعلم واالنخراط يف جمتمع املعرفة بعيدة املنال وذلك يف غياب تبني‬

‫حممد اجلريي ‪ -‬مفت�ش تربوي‪ -‬نيابة تنغري‪،‬املدر�سة العمومية املغربية والإ�صالح امل�ؤجل‪� ،‬شترب ‪2013‬‬ ‫‪-3‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪10‬‬
‫اختيارات بيداغوجية مالئمة وناجعة متكن زبناء املدر�سة املغربية من اكت�ساب‬
‫الكفايات التي تتيح لهم الإ�سهام يف تدبري املعرفة و�إنتاجها؛‬
‫•�ضعف يف التمكن من الكفايات الأ�سا�س املحددة لكل �سلك وخا�صة التمكن من اللغات‬
‫التوا�صلية مع العامل اخلارجي؛‬
‫•�ضعف االهتمام باملوارد الب�شرية داخل وخارج وزارة الرتبية الوطنية‪� ،‬إذ �أن خمتلف‬
‫الأبحاث والدرا�سات الدولية ت�ؤكد على مركزية املوارد الب�شرية ومكانتها يف �إجناح‬
‫املنظومة الرتبوية؛‬
‫•�ضعف ممار�سة احلكامة اجليدة يف تدبري املوارد الب�شرية (�ضعف امل�شاركة والت�شارك‬
‫يف تدبري العن�صر الب�شري‪ ،‬نق�ص ال�شفافية‪� ،‬ضعف ثقافة التقييم واملحا�سبة‪)...‬؛‬
‫•عدم حتقيق تعميم التعليم على كافة الأطفال البالغني �سن التمدر�س‪ .‬فرغم جميع‬
‫املجهودات املبدولة يف هذا الإطار ف�إن ن�سبة مهمة من الأطفال البالغني �سن‬
‫التمدر�س يف العامل القروي الزالت خارج �أ�سوار املدار�س‪ ،‬وخا�صة الفتيات منهم؛‬
‫•غياب نظام ناجع لتقومي كل مكونات املنظومة الرتبوية‪� ،‬إذ غالبا ما يتم اعتماد‬
‫تقارير �سريعة �أو تخمينات غري مو�ضوعية التخاد قرارات م�صريية تهم جوانب‬
‫م�صريية يف حياة املجتمع؛‬
‫•انت�شار العنف املدر�سي يف �أو�ساط امل�ؤ�س�سات التعليمية مبختلف �أنواعه‪ ،‬عنف رمزي‬
‫ولفظي وج�سدي‪ ،‬وقد عرف طريقه �إىل املدر�سة املغربية يف ال�سنوات الأخرية‬
‫ب�شكل كبري؛‬
‫•التعامل غري الوا�ضح مع �إ�شكالية اللغات‪ ،‬التي يعترب دورها وت�أثريها على النجاح‬
‫املدر�سي والإدماج املهني بديهيا؛‬
‫•اعتماد الكم والتلقني يف �إعداد املناهج والربامج بدل اعتماد الكفايات وتنمية‬
‫املهارات والقيم الإن�سانية الوطنية والكونية يف ت�صريفها؛‬
‫•�ضعف االنفتاح على املحيط وغياب املقاربة الت�شاركية يف تدبري �ش�ؤون املدر�سة �سواء‬
‫على امل�ستوى املحلي �أو اجلهوي �أو الوطني؛‬
‫•ت�سجيل ق�صور يف الن�صو�ص الت�شريعية والتنظيمية احلالية ويتجلى ذلك ح�سب عبد‬
‫الغفور العالم ‪ 4‬فيما يلي‪« :‬غياب الإطار املرجعي للكفاءات والوظائف‪ ،‬والذي يحدد‬
‫‪ - 4‬عبد الغفور العالم‪ ،‬من �أين �سنبد�أ �إ�صالح منظومة الرتبية والتكوين ؟‪ ،‬االحتاد اال�شرتاكي‪ ،‬العدد ال�صادر‬
‫يوم ‪.2013 - 09 – 03‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪11‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫ب�شكل مف�صل وبدقة املهام والأدوار املنوطة‪  ‬بكل موظف وي�ضمن له احلقوق ويحدد‬
‫له الواجبات؛‬
‫‪ -‬ق�صور النظام الأ�سا�سي احلايل يف معاجلة الإ�شكاليات الروتينية املتعلقة بتدبري‬
‫املوارد الب�شرية (الرتقية‪ ،‬التقييم‪ ،‬التكوين امل�ستمر‪ ،‬حركية وانتقال املوظفني‪)...‬؛‬
‫‪ -‬تعقد امل�ساطر الإدارية نتيجة تعدد وت�شعب امل�سالك الإدارية ‪ ‬وكرثة القوانني‬
‫والت�شريعات املنظمة‪ ،‬وكذا كرثة الوثائق‪ ‬و امل�ستندات‪».‬‬
‫‪ - 3‬تقارير وطنية ودولية حول و�ضعية التعليم باملغرب‬
‫تناولت عدة تقارير و�ضعية التعليم املغربي بالدرا�سة والبحث‪ .‬وهي تقارير �صادرة‬
‫عن م�ؤ�س�سات تت�صف بامل�صداقية واملو�ضوعية والنزاهة الفكرية‪ .‬وت�سعى هذه التقارير يف‬
‫جمملها �إىل الوقوف عند نقط القوة وال�ضعف يف املنظومة التعليمية ويف نف�س الوقت تقدمي‬
‫جمموعة من االقرتاحات والتو�صيات املمكن اعتمادها لتجاوز مكامن اخللل املر�صودة‪.‬‬
‫وفيما يلي نقدم بع�ض هذه التقارير‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫•تقرير خم�سني �سنة من التنمية الب�شرية باملغرب ‪2005‬‬

‫يعترب هذا التقرير ثمرة جمهود ملجموعة من الكفاءات الوطنية التي طلب منها‪ ،‬ب�شكل‬
‫ر�سمي‪ ،‬فح�ص الو�ضع املغربي يف خمتلف املجاالت بنوع من املو�ضوعية وقول احلقيقة‬
‫كيفما كان نوعها‪ .‬وال �شك �أن اعتماد هذه املنهجية يف التعامل انطالقا من توجيهات‬
‫عليا تبني بو�ضوح ب�أننا نعي�ش مرحلة جديدة يف تاريخ املغرب و�أن هناك �إرادة قوية لتغيري‬
‫العقليات والأو�ضاع ال�سائدة‪ .‬ويت�ضح ذلك يف ن�شر تقرير خم�سني �سنة من التنمية الب�شرية‬
‫يف خمتلف و�سائل الإعالم وعرب �شبكة الأنرتنيت لكي يطلع عليه اجلميع وليبني كذلك‬
‫روح الو�ضوح وال�شفافية التي تطبع املرحلة التاريخية اجلديدة التي يعي�شها املغرب مع‬
‫بداية الألفية الثالثة‪ .‬لقد جاء هذا التقرير مبجموعة من احلقائق واملعطيات حول ما مت‬
‫�إجنازه يف خمتلف امليادين خالل خم�سني �سنة تلت ا�ستقالل املغرب‪ ،‬ويف الوقت نف�سه‬
‫�أعطى جمموعة من ال�سيناريوهات التي ميكن اعتمادها خالل اخلم�س وع�شرين �سنة‬
‫املقبلة لتجاوز املع�ضالت التي تعرقل التنمية الب�شرية ببالدنا‪.‬‬

‫‪ - 5‬اململكة املغربية‪ ،‬تقرير‪« ‬خم�سون �سنة من التنمية الب�شرية و�آفاق �سنة ‪ : » 2025‬امل�ستقبل ي�شيد والأف�ضل‬
‫ممكن‪ ،‬ملخ�ص تركيبي‪ ،‬ال�صادر �سنة ‪ 2005‬مبنا�سبة الذكرى اخلم�سينية ال�ستقالل اململكة املغربية‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪12‬‬
‫وتنطلق �أهمية التقرير �أ�سا�سا من لغة ال�صراحة واجلر�أة الفكرية التي اعتمدها‪ .‬مما‬
‫�أدى �إىل جتنب �أ�سلوب التملق الذي عهدناه يف جلاننا وحا�صر كثريا من تقارير «خربائنا»‬
‫خالل عقود من الزمان‪ .‬ومن هذا املنطلق ف�إن هذا التقرير يحقق هدفني رئي�سيني‪:‬‬
‫•�أولهما �أنه يعر�ض هذه احلقائق بلغة اخلبريوالعامل املتخ�ص�ص ويف ذلك كثري من‬
‫امل�صداقية التي تنزه امل�ضامني عن �أي مزايدة �سيا�سية؛‬
‫•وثانيهما �أنه يدقق هذه احلقائق مبنهجية علمية‪.‬‬
‫�إنها البداية ال�سليمة للمعاجلة ال�صحيحة لأو�ضاعنا املختلفة‪ .‬فحينما يكون الت�شريح‬
‫علميا �أمينا ميكن من التعرف على الداء ف�إن حتديد و�صفة العالج تكون �أ�سهل و�أكرث‬
‫احتماال لل�صواب وهذا ما كان ينق�صنا يف املا�ضي‪.‬‬
‫وقد تناول الباحثون يف هذه الدرا�سة من بني ما تناولوه من املجاالت الكبرية جمال‬
‫الرتبية واملعرفة والتكنولوجيات واالبتكار‪ .‬ويعترب كل تقرير �أر�ضية للتفكري وللعمل بالن�سبة‬
‫للم�س�ؤولني احلكوميني واجلمعويني �أو لغريهم‪� .‬إن هذه التقارير عبارة عن ت�شخي�ص‬
‫للو�ضعية كما هي ب�إيجابياتها و�سلبياتها وقد خل�صت �إىل �سيناريوهات وتو�صيات لتجاوز‬
‫تلك ال�سلبيات‪ .‬وهذا ما ي�ضفي عليها طابعا عمليا يجعلها تندرج بامتياز يف عمق املبادرة‬
‫الوطنية للتنمية الب�شرية‪.‬‬
‫وبالرجوع �إىل امللخ�ص الرتكيبي للتقرير العام حول التنمية الب�شرية باملغرب ت�ستوقفنا‬
‫الغايات النبيلة التي يتوخاها والو�ضعية احلالية للمغرب وكذا �إمكانية جتاوز هذه الو�ضعية‬
‫لبلوغ مغرب ممكن وم�أمول‪ .‬وهكذا «تتمثل الغاية الأوىل من هذا امل�شروع يف تغذية النقا�ش‬
‫العمومي وفتحه على �أو�سع نطاق حول ال�سيا�سات العمومية التي يتعني تفعيلها يف امل�ستقبل‬
‫القريب والبعيد وذلك يف �ضوء الدرو�س امل�ستخل�صة من �إخفاقات املا�ضي وجناحاته»‪.6‬‬
‫وكما متت الإ�شارة �إليه يف امللخ�ص الرتكيبي ف�إن دوافع هذه الدعوة للنقا�ش ترتكز على‬
‫القناعات الثالث التالية‪:‬‬
‫“ـ �إن م�صري بالدنا يوجد بني �أيدينا؛ فبالدنا يف مفرتق الطرق وتتوفر اليوم على‬
‫و�سائل انخراطها احلازم يف طريق طموح وطني كبري‪ ،‬يتقا�سمه اجلميع ويتمف�صل حول‬
‫التنمية الب�شرية‪ .‬وللقيام بذلك يتعني على املجموعة الوطنية اعتماد اختيارات من�سجمة‬
‫‪ - 6‬ملخ�ص تركيبي خا�ص بتقرير خم�سني �سنة من التنمية الب�شرية و�آفاق �سنة ‪ :2025‬امل�ستقبل ي�شيد والأف�ضل‬
‫ممكن �ص ‪.2‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪13‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫وت�سريع الوثرية وتعميق �أورا�ش الإ�صالح وحتقيق القطيعة التامة مع املمار�سات وال�سلوكات‬
‫التي ظلت تعيق التنمية يف البالد؛‬
‫‪� -‬إن ف�ضائل النقا�ش العمومي ال تقدر بثمن وال �شيء ميكن �أن يعو�ض يف جمال تدبري‬
‫احلياة ال�سيا�سية جدال وتالقح الأفكار واملفاهيم والتحاليل طاملا �أن الهدف هو‬
‫خدمة امل�شروع الوطني املتقا�سم بني اجلميع؛‬
‫‪� -‬إن املمار�سة الدميقراطية املوطدة هي وحدها التي ميكن �أن توجه بالدنا نحو ال�سري‬
‫التابث على درب النجاح فممار�ستها مبثابرة مدعمة بتحمل كل واحد منا مل�س�ؤولياته مع‬
‫حتلي اجلميع باليقظة يجعل منها ال جمرد ترف فكري �أو حلما ي�ستحيل حتقيقه” ‪.7‬‬
‫ويف جمال الرتبية والتكوين‪ ،‬خل�ص تقرير اخلم�سينية �إىل �أن امل�شاكل املتواثرة‬
‫للمنظومة الرتبوية ت�أرجحت بني و�ضوح الت�شخي�صات وق�صور العالجات‪ .‬وقد متيزت‬
‫خم�سون �سنة من الإ�صالحات التعليمية‪ ،‬ح�سب تقرير اخلم�سينية‪ ،‬باملوا�صفات التالية‪:‬‬
‫“‪ -‬الرتددات‪ ،‬وعدم اال�ستقرار‪ ،‬والعديد من التنازعات حول ت�صور املدر�سة بني‬
‫ثالثة اجتاهات متناق�ضة (االجتاه الع�صري املتفتح واالجتاه الإ�صالحي القومي‪،‬‬
‫واالجتاه التقليدي املحافظ)‪ ،‬وكذلك وجود ا�ستقطابات مت�ضاربة (النخبوية‬
‫مقابل الدميوقراطية‪ ،‬املجانية مقابل امل�ساهمة املالية)‪ ،‬هذا �إ�ضافة �إىل �أن تنفيذ‬
‫الإ�صالحات ات�سم دوما بالنزعة االنتقائية‪ ،‬التي تف�ضل الأبعاد الكمية الأكرث بروزا‪،‬‬
‫وت�ؤجل اجلوانب النوعية املتعلقة بالق�ضايا ال�صعبة واحل�سا�سة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اال�ستقرار (بني ‪ 1955‬و‪ 2005‬تعاقب على الوزارة �أكرث من ‪ 38‬وزيرا وكاتب دولة‬
‫ونائب كاتب دولة)‪ ،‬حيث �أن املقاربات مل تكن دائما متجان�سة‪ ،‬وال�سيا�سات ظلت‬
‫دائما تفتقر �إىل القدرة على اال�ستمرارية‪ ،‬وذلك يف ميدان يكون فيه من ال�ضروري‬
‫�أن تتخذ فيه الأفعال والإجنازات �صفة اال�ستدامة‪ .‬وكذلك فامليثاق الوطني للرتبية‬
‫والتكوين‪ ،‬مثله مثل املحاوالت ال�سابقة‪ ،‬ك�شف عن �صعوبات يف التطبيق ومل ي�سلم‬
‫من االختيار االنتقائي لقرارات معينة على ح�ساب �أخرى‪.‬‬
‫ومن �أجل جتاوز هذه الأو�ضاع تبنى تقرير اخلم�سينية جمموعة من املبادئ ‪ ‬كمدخل‬
‫من �أجل البلورة احلقيقية لتح�سني النظام املدر�سي ‪ ‬ومن بينها‪:‬‬

‫‪ - 7‬املرجع نف�سه �ص ‪.2‬‬


‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬تر�سيخ الطابع املحلي واجلهوي ملنظومة الرتبية والتعليم؛‬
‫‪ -‬الدفع بالالمركزية �إىل �أق�صى مدى مع مراعاة تنوعها من �أجل بلوغ هدف اجلودة‬
‫واالمتياز والتفوق على �صعيد كل م�ؤ�س�سة؛‬
‫‪ -‬فتح الباب �أمام الأطراف ذات التخ�ص�ص التقني واملايل والتدبريي يف �إدارة الرتبية‪ ‬‬
‫الوطنية؛‬
‫‪ -‬عدم املراهنة على وثائق الإ�صالح وحدها‪ ،‬واملنجزة بدورها وفق منطق خطي �أفقي‬
‫تنازيل‪ .‬مع �ضروة �إقرارتقومي منتظم ميكن من �إطالع املجتمع وخمتلف الفاعلني‬
‫والر�أي العام على �إجنازات املنظومة‪  ‬ومكامن ق�صورها وقوتها‪”8.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪‬تقرير البنك الدويل ‪2008‬‬

‫ميثل التقرير الذي �صدر يوم ‪ 4‬فرباير ‪ 2008‬عن البنك الدويل حول التعليم يف ال�شرق‬
‫الأو�سط و�شمال �إفريقيا‪ ،‬وثيقة تن�ضاف �إىل جمموع الوثائق الدولية املتتبعة لل�سيا�سات‬
‫العمومية باملغرب يف جمال التعليم‪ .‬وح�سب تقييمه ملجموعة من الدول يف جمال الرتبية‬
‫والتكوين فقد و�ضع التقرير امل�شار �إليه املغرب يف الرتبة‪ 11‬من �أ�صل ‪ 14‬دولة خ�ضعت‬
‫للدرا�سة‪ .‬ومل تتقدم بالدنا �إال على ثالثة دول عربية تعترب اثنتني منهما من �أفقر دول‬
‫العامل‪ ،‬وهما اجليبوتي واليمن‪ ،‬ودولة عرفت والزالت تعرف عدم اال�ستقرار هي العراق‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪‬تقرير املجل�س الأعلى للتعليم ‪2008‬‬

‫�سجل التقرير اجلوانب الإيجابية التي حتققت يف جمال الرتبية والتكوين بفعل تطبيق‬
‫امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ .‬ويتجلى ذلك يف كون هذا الإ�صالح “مكن من �إر�ساء لبنات‬
‫منوذج بيداغوجي جديد يف ال�سنوات الأخرية‪ .‬و�أبانت املنظومة‪ ،‬والفاعلون فيها‪ ،‬عن قدرة‬
‫حقيقية على تعبئة �إمكانات هامة للم�ضي قدما يف ور�ش الإ�صالح‪ ،‬وتعزيز البنيات التحتية‬
‫‪11‬‬
‫الرتبوية‪ ،‬وو�ضع هياكل م�ؤ�س�ساتية وتنظيمية واعدة يف م�سار حتديث املدر�سة‪”.‬‬

‫‪ - 8‬اململكة املغربية‪ ،‬تقرير خم�سني �سنة من التنمية الب�شرية باملغرب و�آفاق �سنة ‪� ،2025‬صادر �سنة ‪.2005‬‬
‫‪ - 9‬تقرير �صادر عن البنك الدويل عنوانه «�إ�صالح التعليم يف منطقة ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا»‪،‬‬
‫�سنة ‪.2008‬‬
‫‪ - 10‬اململكة املغربية‪ ،‬التقرير الأول للمجل�س الأعلى للتعليم حول حالة املنظومة الوطنية للرتبية والتكوين و�آفاقها‬
‫ال�صادر �سنة ‪.2008‬‬
‫‪� - 11‬سامر �أبو القا�سم‪ ،‬قراءة يف خال�صات تقرير املجل�س الأعلى للتعليم ‪ ،2008‬موقع احلوار املتمدن‬
‫ن�شر ‪.2012‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪15‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫وعلى الرغم من هذه املكت�سبات الأكيدة‪ ،‬فالتقرير �سجل ب�شكل وا�ضح جمموعة من‬
‫التعرثات احلقيقية والتي اعتربها ما تزال قائمة‪ “ .‬فال �أحد ‪ -‬يقول التقرير‪ -‬ميكنه اليوم‬
‫�أن يتجاهل اختالالت منظومتنا الرتبوية الناجتة‪ ،‬بالأ�سا�س‪ ،‬عن عدد من الإ�صالحات‬
‫املجه�ضة قبل �أوانها‪� ،‬أو املطبقة على نحو انتقائي‪ ،‬وعن تقاطب �إيديولوجي طاملا رجح كفة‬
‫اعتبارات ظرفية خا�صة‪ ،‬على ح�ساب م�صلحة املتعلمني‪.‬‬
‫فكثري من الأطفال ما يزالون يغادرون املدر�سة دون م�ؤهالت‪ ،‬نتيجة للظروف‬
‫ال�سو�سيو ـ اقت�صادية لأ�سر املتعلمني‪� ،‬أ�سا�سا‪ .‬ين�ضاف �إىل ذلك �أن ن�صف جماعاتنا‬
‫القروية فقط تتوافر على �إعدادية واحدة‪.‬‬
‫وتبقى ظاهرة التكرار‪ ،‬التي تغذي �صفوف املنقطعني عن الدرا�سة‪ ،‬م�صري قرابة كل‬
‫تلميذ من �أ�صل خم�سة يف ال�سلك االبتدائي‪� .‬أما الأمية فما تزال ن�سبها مرتفعة‪ ،‬حتول دون‬
‫ا�ستفادة اقت�صادنا وجمتمعنا من طاقات هي يف �أم�س احلاجة �إىل اكت�شافها‪ .‬من ناحية‬
‫�أخرى‪ ،‬يبقى تعميم التعليم الأويل جد حمدود‪ ،‬وتظل جودة عر�ض الرتبية ما قبل املدر�سية‬
‫حكرا‪ ،‬يف الغالب‪ ،‬على بع�ض الأ�سر‪ .‬واحلقيقة �أن مدر�ستنا مل ترق بعد �إىل �أن ت�صبح‬
‫م�ؤ�س�سة لالندماج بفر�ص متكافئة‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬ما تزال عدة نقائ�ص بيداغوجية وتنظيمية قائمة‪ .‬فجودة التعلمات‬
‫الأ�سا�سية‪( ،‬القراءة‪ ،‬الكتابة‪ ،‬احل�ساب‪ ،‬والتحكم اللغوي)‪ ،‬وطرائق التدري�س‪ ،‬واملعينات‬
‫الديداكتيكية تظل حمدودة بالن�سبة للتالميذ الذين يتمكنون من البقاء يف املنظومة‪.‬‬
‫وكمثال على ذلك �ضعف التحكم يف اللغات‪ ،‬مع ن�سبة هامة من التالميذ الذين ال يتقنون‬
‫لغة التدري�س (العربية)‪ ،‬على الرغم من ا�ستفادتهم من ‪� 3800‬ساعة من تعلم اللغة العربية‬
‫على امتداد مراحل التعليم الإلزامي‪.‬‬
‫�أما التوجيه املدر�سي ف�إنه ي�ؤدي‪ ،‬يف كثري من الأحيان‪� ،‬إىل تغليب كفة ال�شعب الأدبية‬
‫على ح�ساب ال�شعب العلمية‪ .‬كما �أن حمدودية مالءمة كفايات عدد مهم من اخلريجني‬
‫ملتطلبات احلياة املهنية ما فتئت تغذي معدل العاطلني من حاملي ال�شواهد‪ .‬وبالن�سبة‬
‫ملدر�سينا و�أ�ساتذتنا‪ ،‬ف�إنهم ال يحظون بالتكوين والدعم الكافيني‪ ،‬للقيام باملهام املنوطة‬
‫‪12‬‬
‫بهم على الوجه الأمثل‪”.‬‬

‫‪� - 12‬سامر �أبوالقا�سم‪ ،‬مرجع �سابق‪.‬‬


‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪16‬‬
‫‪13‬‬
‫‪‬تقرير برنامج الأمم املتحدة للتنمية حول التنمية الب�شرية يف العامل‬
‫‪2009‬‬

‫�أكد هذا التقرير ال�صادر عن برنامج الأمم املتحدة للتنمية حول التنمية الب�شرية‬
‫يف العامل ل�سنة ‪ 2009‬تراجع املغرب على امل�ستوى العاملي ب ‪ 4‬درجات‪� ،‬إذ احتل الرتبة‬
‫‪ 130‬من بني ‪ 182‬دولة‪ ،‬بعدما كان يحتل املرتبة ‪ 126‬يف تقرير �سنتي ‪ 2008/2007‬وجاء يف‬
‫الرتبة ‪ 12‬عربيا من بني ‪ 14‬دولة التي �شملها البحث‪ .‬وكما هو معلوم فهذا التقرير يعتمد‬
‫يف درا�سته لن�سبة منو الدول على ما حققته الدول املعنية من تقدم يف جماالت ال�صحة‬
‫والتعليم والدخل الفردي‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪‬تقرير املنتدى االقت�صادي العاملي ‪2013‬‬

‫ذكر التقرير الذي �أ�صدره املنتدى االقت�صادي العاملي �سنة ‪ ،2013‬حول و�ضعية التعليم‬
‫يف العامل‪ ،‬ب�أن املغرب جاء يف املرتبة ‪ 77‬من بني ‪ 148‬دولة �شملها البحث واال�ستق�صاء حول‬
‫جودة النظام التعليمي‪ .‬وهذا يعني ب�أن املردودية الداخلية واخلارجية ملدر�سنا ال ت�ستجيب‬
‫ملعايري اجلودة املحددة عامليا‪ ،‬خا�صة‪ ،‬للمخرجات املحددة عامليا للمنظومات التعليمية‬
‫التي �شملتها الدرا�سة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪‬خطاب جاللة امللك يف ذكرى ‪ 20‬غ�شت ‪2013‬‬

‫يعترب خطاب ‪ 20‬غ�شت ‪ ،2013‬الذي �ألقاه جاللة امللك حممد ال�ساد�س مبنا�سبة ثورة‬
‫امللك وال�شعب‪ ،‬مبثابة بداية جريئة القرتاح حلول عملية لإ�شكاليات التعليم باملغرب‪ ،‬ويف‬
‫نف�س الوقت دعوة �صريحة للحكومة وملختلف امل�س�ؤولني والفاعلني واملتدخلني يف ق�ضايا‬
‫الرتبية والتكوين للتعجيل مبعاجلة الو�ضعية التي توجد عليها املنظومة التعليمية ببالدنا‪.‬‬
‫�إنه خطاب الو�ضوح وال�صراحة يف الت�شخي�ص واقرتاح توجهات عامة حول �إ�صالح‬
‫مرتقب ملنظومة تربوية وتكوينية وطنية وفعالة‪ .‬فهو مبثابة خريطة الطريق وبرنامج عمل‬
‫للوزارة الو�صية لالنكباب بنوع من اال�ستعجال على تدارك االختالالت التي تعاين منها‬
‫املدر�سة املغربية‪.‬‬

‫‪ - 13‬تقرير �صادر عن برنامج الأمم املتحدة للتنمية حول التنمية الب�شرية يف العامل‪� .‬سنة ‪.2009‬‬
‫‪ -14‬تقرير �صادر عن املنتدى االقت�صادي العاملي (جنيف‪� -‬سوي�سرا) حول و�ضعية التعليم بالعامل‪� .‬سنة ‪.2013‬‬
‫‪ - 15‬خطاب جاللة امللك حممد ال�ساد�س يف ذكرى ‪ 20‬غ�شت ‪ 2013‬مبنا�سبة الذكرى ال�ستني لثورة‬
‫امللك وال�شعب‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪17‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫ومما جاء يف هذا اخلطاب التاريخي حول و�ضعية منظومتنا الرتبوية نقتطف مايلي‪:‬‬
‫“‪� ...‬إن قطاع التعليم يواجه عدة �صعوبات وم�شاكل‪ ،‬خا�صة ب�سبب اعتماد بع�ض‬
‫الربامج واملناهج التعليمية‪ ،‬التي ال تتالءم مع متطلبات �سوق ال�شغل‪ ،‬ف�ضال عن االختالالت‬
‫الناجمة عن تغيري لغة التدري�س يف املواد العلمية‪ ،‬من العربية يف امل�ستوى االبتدائي والثانوي‪،‬‬
‫�إىل بع�ض اللغات الأجنبية‪ ،‬يف التخ�ص�صات التقنية والتعليم العايل‪ .‬وهو ما يقت�ضي ت�أهيل‬
‫املتعلم �أو الطالب‪ ،‬على امل�ستوى اللغوي‪ ،‬لت�سهيل متابعته للتكوين الذي يتلقاه‪.‬‬
‫‪� ...‬إن الو�ضع الراهن لقطاع الرتبية والتكوين يقت�ضي �إجراء وقفة مو�ضوعية مع‬
‫الذات‪ ،‬لتقييم املنجزات‪ ،‬وحتديد مكامن ال�ضعف واالختالالت‪ .‬وهنا يجدر التذكري‬
‫ب�أهمية امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬الذي مت اعتماده يف �إطار مقاربة وطنية ت�شاركية‬
‫وا�سعة‪ .‬كما �أن احلكومات املتعاقبة عملت على تفعيل مقت�ضياته‪ ،‬وخا�صة احلكومة‬
‫ال�سابقة‪ ،‬التي �سخرت الإمكانات والو�سائل ال�ضرورية للربنامج اال�ستعجايل‪ ،‬حيث مل تبد�أ‬
‫يف تنفيذه �إال يف ال�سنوات الثالث الأخرية من مدة انتدابها‪ .‬غري �أنه مل يتم العمل‪ ،‬مع‬
‫كامل الأ�سف‪ ،‬على تعزيز املكا�سب التي مت حتقيقها يف تفعيل هذا املخطط ‪ ‬بل مت الرتاجع‪،‬‬
‫دون �إ�شراك �أو ت�شاور مع الفاعلني املعنيني‪ ،‬عن مكونات �أ�سا�سية منه‪ ،‬تهم على اخل�صو�ص‬
‫جتديد املناهج الرتبوية‪ ،‬وبرنامج التعليم الأويل‪ ،‬وثانويات االمتياز‪ .‬وانطالقا من هذه‬
‫االعتبارات‪ ،‬فقد كان على احلكومة احلالية ا�ستثمار الرتاكمات الإيجابية يف قطاع الرتبية‬
‫والتكوين‪ ،‬باعتباره ور�شا م�صرييا‪ ،‬ميتد لعدة عقود‪ .‬ذلك �أنه من غري املعقول �أن ت�أتي �أي‬
‫حكومة جديدة مبخطط جديد‪ ،‬خالل كل خم�س �سنوات‪ ،‬متجاهلة الربامج ال�سابقة ‪ ‬علما‬
‫�أنها لن ت�ستطيع تنفيذ خمططها ب�أكمله‪ ،‬نظرا لق�صر مدة انتدابها‪ .‬لذا‪ ،‬ف�إنه ال ينبغي‬
‫�إقحام القطاع الرتبوي يف الإطار ال�سيا�سي املح�ض‪ ،‬وال �أن يخ�ضع تدبريه للمزايدات �أو‬
‫ال�صراعات ال�سيا�سوية‪ .‬بل يجب و�ضعه يف �إطاره االجتماعي واالقت�صادي والثقايف‪ ،‬غايته‬
‫تكوين وت�أهيل املوارد الب�شرية‪ ،‬لالندماج يف دينامية التنمية‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد نظام‬
‫تربوي ناجع‪ ... .‬غري �أن ما يحز يف النف�س �أن الو�ضع احلايل للتعليم �أ�صبح �أكرث �سوءا‪،‬‬
‫مقارنة مبا كان عليه الو�ضع قبل �أزيد من ع�شرين �سنة‪ .‬وهو ما دفع عددا كبريا من الأ�سر‪،‬‬
‫رغم دخلها املحدود‪ ،‬لتحمل التكاليف الباهظة‪ ،‬لتدري�س �أبنائها يف امل�ؤ�س�سات التعليمية‬
‫التابعة للبعثات الأجنبية �أو يف التعليم اخلا�ص‪ ،‬لتفادي م�شاكل التعليم العمومي‪ ،‬ومتكينهم‬
‫من نظام تربوي ناجع‪ ...‬لذا‪ ،‬ال بد من اعتماد النقا�ش الوا�سع والبناء‪ ،‬يف جميع الق�ضايا‬
‫الكربى للأمة‪ ،‬لتحقيق ما يطلبه املغاربة من نتائج ملمو�سة‪ ،‬بدل اجلدال العقيم واملقيت‪،‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪18‬‬
‫الذي ال فائدة منه‪� ،‬سوى ت�صفية احل�سابات ال�ضيقة‪ ،‬وال�سب والقذف وامل�س بالأ�شخا�ص‪،‬‬
‫الذي ال ي�ساهم يف حل امل�شاكل‪ ،‬و�إمنا يزيد يف تعقيدها‪”.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪‬كلمة ال�سيد عمر عزميان‪ ،‬الرئي�س املنتدب للمجل�س الأعلى للتعليم‪ .‬نونرب ‪2013‬‬

‫�أ�شار الرئي�س املنتدب‪ ،‬عمر عزميان‪ ،‬يف كلمة مبنا�سبة �إطالق ال�صيغة اجلديدة‬
‫للبوابة الإلكرتونية للمجل�س الأعلى للتعليم يوم ‪ 25‬نونرب ‪� 2013‬إىل �أن «منظومتنا الرتبوية‬
‫معتلة‪ ،‬ب�شهادة خمتلف الفاعلني‪ ،‬ال�سيا�سيني منهم واالقت�صاديني واالجتماعيني والثقافيني‬
‫والرتبويني؛ ت�شخي�ص تتقا�سمه نتائج امللتقيات والندوات املختلفة‪ ،‬كما تعك�سه توج�سات‬
‫املتعلمني و�آبائهم و�أمهاتهم‪ ،‬ويردد �صداه �أهل اخلربة واالخت�صا�ص‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬ف�إن‬
‫ناقو�س اخلطر قد دقته‪ ،‬ال�صيف املا�ضي‪� ،‬أعلى �سلطة يف البالد‪ ،‬مع الدعوة �إىل وجوب‬
‫القيام بوقفة «مل�ساءلة ال�ضمري» والعمل على �إعادة الت�أهيل والبناء‪.‬‬
‫م�ساءلة ال�ضمري هذه تتطلب ق�سطا وافرا من الر�صانة واملو�ضوعية واال�ستقامة‪،‬‬
‫وت�ستدعي القطع التام مع الأحكام امل�سبقة الذائعة حول وجود لعنة �أ�صلية ودوامة تراجعية‬
‫�أ�ضحت مالزمة للمنظومة؛ ذلك �أن اختالالت املنظومة الرتبوية لي�ست قدرا حمتوما يف‬
‫جميع الأحوال‪ .‬هذه امل�ساءلة ت�ستلزم �أي�ضا القطع مع الو�صفات اجلاهزة ومفاعيل الع�صا‬
‫ال�سحرية وخمتلف �صيغ احللول ال�سهلة‪ ،‬لأن املو�ضوع يف غاية الت�شعب‪ .‬هذه «الوقفة» التي‬
‫�ستخول «حتديد املنجزات ور�صد النواق�ص واالختالالت» رهينة ب�إجناز تقومي نزيه وحازم‬
‫مل�سار املنظومة الرتبوية‪ ،‬وو�ضع ت�صور ر�صني يندرج يف املدى البعيد‪ ،‬مبا يتطلبه ذلك من‬
‫دقة وت�أن‪».‬‬
‫ي�ضيف ال�سيد عزميان‪�« :‬إن عملية �إعادة البناء تتطلب �أوال �إعادة النظر يف الفل�سفة‬
‫الناظمة للمنظومة الرتبوية ولآليات ا�شتغالها‪ ،‬فاملجال الرتبوي الوطني ظل يعاين لردح من‬
‫الزمن من الفجوة القائمة بني التنظري والتفعيل‪ ،‬ومن الهوة الفا�صلة بني الأفكار والتطبيق‪،‬‬
‫ومن الفارق بني الغايات الكربى للإ�صالحات وترجمتها �إىل حلول عملية‪ .‬فحكامة منظومة‬
‫بدرجة كبرية من التعقيد‪ ،‬وترابط اخليارات اال�سرتاتيجية وال�سيا�سات العمومية وبرامج‬
‫العمل وت�صريفها يف �شكل �إجراءات ونقلها �إىل داخل الف�صل الدرا�سي‪ ،‬كلها مقومات تقع‬
‫يف �صميم �أي �إ�صالح لأي منظومة تربوية‪.‬‬
‫هذه امل�ساءلة وهذا البناء اجلديد ال ي�ستقيمان بدون م�شاركة وا�سعة يف التفكري‬
‫عمر عزميان‪ ،‬كلمة من�شورة يف موقع املجل�س الأعلى للتعليم‪.www.cse.ma ،‬‬ ‫‪- 16‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪19‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫ويف العمل‪ ،‬باعتبارها النهج ال�سليم لالنخراط الفعلى لكل الأطراف املعنية ولتحمل‬
‫الفاعلني امل�س�ؤولية‪ ،‬كل من موقعه داخل هذا الن�سق‪ ،‬بل لتعبئة وطنية حول �إ�صالح‬
‫املنظومة الرتبوية‪».‬‬
‫هذه هي الفل�سفة التي ت�ؤطر مبادرة املجل�س الأعلى للتعليم بفتح م�شاورات مو�سعة‪،‬‬
‫�شملت كل من له ر�أي يف املو�ضوع وكافة املواطنات واملواطنني الذين �أبدوا ا�ستعدادهم‬
‫للإ�سهام يف النقا�ش من خالل جل�سات ا�ستماع‪ ،‬وم�ساهمات مكتوبة‪ ،‬وبحوث ميدانية‪،‬‬
‫وذلك من �أجل �ضمان �إ�شراك �أكرب عدد ممكن من املغاربة يف «م�ساءلة ال�ضمري» هذه ويف‬
‫اقرتاح مداخل للعمل‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪‬تقرير منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة ‪ -‬اليون�سكو‪ -‬يناير ‪2014‬‬

‫�صدر يف يناير ‪ 2014‬عن منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة اليون�سكو‬
‫التقرير العاملي اجلديد حول حتقيق اجلودة يف التعليم يف العامل‪ .‬وو�ضع هذا التقرير‬
‫املغرب �ضمن ‪� 21‬أ�سو�أ دولة يف جمال التعليم �إىل جانب موريتانيا وباك�ستان وعدد من‬
‫البلدان الإفريقية الفقرية جدا‪ .‬و�أو�ضحت الوثيقة اجلديدة لليون�سكو �أن �أقل من ن�صف‬
‫عدد التالميذ يف املغرب ويف هذه البلدان الأخرى التي توجد يف خانته هم من يفلحون‬
‫يف تعلم املهارات الأ�سا�سية‪ .‬وك�شف التقرير اجلديد عن �أن �أكرث من ن�صف عدد التالميذ‬
‫املغاربة‪ ،‬ال يتعلمون ما يلزمهم من مهارات �أ�سا�سية يف القراءة والريا�ضيات‪.‬‬
‫‪ - 4‬اخلال�صات‬
‫ميكن �أن تتعدد القراءات وتختلف حول م�ضامني هذه التقارير ذات املرجعيات والروافد‬
‫املختلفة حول حالة املدر�سة املغربية‪ .‬ولكن ب�صفة عامة‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬ميكن �أن نقول بدون‬
‫تردد كبري �إن منظومتنا الرتبوية يف و�ضعها احلايل يف حاجة ما�سة‪ ،‬وب�شكل م�ستعجل‪،‬‬
‫لتدخل ُمف ًكر فيه بعناية فائقة ومهنية عالية‪ .‬ذلك �أن �أغلبية هذه التقارير�أ�شارت �إما ب�شكل‬
‫�صريح �أو �ضمني �إىل‪:‬‬
‫‪� -‬ضعف التمكن من الكفايات الأ�سا�سية على م�ستوى التعليم الأ�سا�سي والتي هي‬
‫�ضرورية من �أجل اال�ستمرار يف م�سار تعليمي مقبول؛‬
‫‪� -‬ضعف التحكم يف لغات التدري�س وخا�صة اللغة العربية؛ التي تدر�س بها �أغلبية املواد‬
‫الدرا�سية؛‬

‫‪ - 17‬تقرير منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة ‪ -‬اليون�سكو‪ -‬يناير ‪.2014‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬تدين جودة التعلمات مقارنة مع دول �أخرى خا�صة الدول العربية؛‬
‫‪ -‬ارتفاع الهدر املدر�سي املتمثل يف ن�سب التكرار املرتفعة واالنقطاع عن الدرا�سة؛‬
‫‪ -‬انعزال املدر�سة عن حميطها مما يجعل التعلمات بعيدة عن ان�شغاالت واهتمامات‬
‫املتعلم من جهة واملجتمع من جهة �أخرى؛‬
‫‪ -‬الرتددات وعدم اال�ستقرار والعديد من التنازعات حول ت�صور املدر�سة بني اجتاهات‬
‫ذات �إيديولوجيات متناق�ضة؛‬
‫‪ -‬ات�سام تنفيذ الإ�صالحات بالنزعة االنتقائية‪ ،‬التي تف�ضل الأبعاد الكمية الأكرث‬
‫بروزا‪ ،‬وت�ؤجل اجلوانب النوعية املتعلقة بالق�ضايا ال�صعبة واحل�سا�سة‪.‬‬
‫‪ -‬البطء يف اتخاذ القرارات ويف تنفيذها‪� .‬إذ غالبا مات�سجل فجوات كبرية بني وقت‬
‫الإعالن عن القرار ووقت تنفيذه‪.‬‬
‫وبدون �شك هذا ما جعل جاللة امللك حممد ال�ساد�س يقول‪:‬‬
‫“‪� -‬إن الو�ضع الراهن لقطاع الرتبية والتكوين يقت�ضي �إجراء وقفة مو�ضوعية‬
‫مع الذات‪ ،‬لتقييم املنجزات‪ ،‬وحتديد مكامن ال�ضعف واالختالالت‪ .‬وهنا يجدر التذكري‬
‫ب�أهمية امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬الذي مت اعتماده يف �إطار مقاربة وطنية ت�شاركية‬
‫وا�سعة؛‬
‫‪� ... -‬إن ما يحز يف النف�س �أن الو�ضع احلايل للتعليم �أ�صبح �أكرث �سوءا‪ ،‬مقارنة مبا‬
‫كان عليه الو�ضع قبل �أزيد من ع�شرين �سنة؛‬
‫‪ -‬ال ينبغي �إقحام القطاع الرتبوي يف الإطار ال�سيا�سي املح�ض‪ ،‬وال �أن يخ�ضع تدبريه‬
‫للمزايدات �أو ال�صراعات ال�سيا�سوية‪ .‬بل يجب و�ضعه يف �إطاره االجتماعي واالقت�صادي‬
‫والثقايف‪ ،‬غايته تكوين وت�أهيل املوارد الب�شرية‪ ،‬لالندماج يف دينامية التنمية‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل اعتماد نظام تربوي ناجع”‪.18‬‬
‫ومن بني مقرتحات املجل�س الأعلى للتعليم لتجاوز الو�ضعية احلالية مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬القطع التام مع الأحكام امل�سبقة الذائعة حول وجود لعنة �أ�صلية ودوامة تراجعية‬
‫�أ�ضحت مالزمة للمنظومة؛ ذلك �أن اختالالت املنظومة الرتبوية لي�ست قدرا حمتوما يف‬
‫جميع الأحوال؛‬

‫‪� - 18‬صاحب اجلاللة امللك حممد ال�ساد�س‪ ،‬مرجع �سابق‪.‬‬


‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪21‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -‬عملية �إعادة البناء تتطلب �أوال �إعادة النظر يف الفل�سفة الناظمة للمنظومة الرتبوية‬
‫ولآليات ا�شتغالها‪،‬‬
‫‪ -‬املجال الرتبوي الوطني ظل يعاين لردح من الزمن من الفجوة القائمة بني التنظري‬
‫والتفعيل‪ ،‬ومن الهوة الفا�صلة بني الأفكار والتطبيق‪ ،‬ومن الفارق بني الغايات الكربى‬
‫للإ�صالحات وترجمتها �إىل حلول عملية؛‬
‫وبالن�سبة ملا جاء يف تقرير خم�سني �سنة من التنمية الب�شرية باملغرب جلعل املدر�سة‬
‫املغربية �أكرث مالءمة مع الواقع ن�سجل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تر�سيخ الطابع املحلي واجلهوي ملنظومة الرتبية والتعليم؛‬
‫‪ -‬الدفع بالالمركزية �إىل �أق�صى مدى مع مراعاة تنوعها من �أجل بلوغ هدف اجلودة‬
‫واالمتياز والتفوق على �صعيد كل م�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫ويت�ضح من هذه اخلال�صات �أن �إ�صالح منظومة الرتبية والتكوين ببالدنا ممكن‪،‬‬
‫وبالتايل فهو لي�س بال�شيء امل�ستحيل‪ .‬ويف هذا ال�سياق فم�ضامني امليثاق الوطني للرتبية‬
‫والتكوين‪ ،‬وما تو�صل اليه تقرير خم�سني �سنة من التنمية الب�شرية باملغرب من تو�صيات‪،‬‬
‫وكذا ا�ستنتاجات تقارير املجل�س الأعلى للتعليم‪ ،‬كلها م�ساهات‪ ،‬ميكنها �أن ت�شكل املنطلق‬
‫الأ�سا�س لإعادة بناء منظومة تعليمية حديثة وفعالة وذات مردودية جيدة‪ .‬ويت�ضح كذلك‬
‫من هذه اخلال�صات �أن تر�سيخ الطابع املحلي واجلهوي ملنظومة الرتبية والتعليم يعترب‬
‫مدخال مهما لتجاوز االختالالت التي تعاين منها املدر�سة املغربية منذ عقود‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪22‬‬
‫اجلهوية املو�سعة املرتقبة باملغرب‬
‫�آفاق واعدة للتنمية‬

‫�إن ال�س�ؤال الذي ميكن �أن يتبادر �إىل الذهن هو ما العالقة بني اجلهوية ب�صفة عامة‬
‫واجلهوية املو�سعة ب�صفة خا�صة وبني املنظومة التعليمية؟ وكيف ميكن �إذن تر�سيخ الطابع‬
‫املحلي واجلهوي ملنظومة الرتبية والتعليم يف �أفق جتاوز االختالالت التي تعاين منها‬
‫املدر�سة املغربية؟‬
‫هذا ال�س�ؤال ميكن اعتباره م�شروعا يف بلد تر�سخت فيه ثقافة املركز يف التدبري‬
‫والت�سيري ب�شكل كبري‪ .‬ومن جانب �آخر ميكن اعتباره منافيا للحقيقة لأن املغرب عرف‬
‫عرب تاريخه الطويل التدبرياجلهوي يف كثري من املجاالت واملمار�سات‪ .‬بل ميكن القول‬
‫�إن اجلهوية يف املغرب �أ�ضحت‪ ،‬منذ �أمد طويل‪ ،‬جزءا من ثقافته وتر�سخت يف �سلوكاته‬
‫وممار�ساته‪ .‬وهذا ما يف�سر االهتمام الكبري بهذا النوع من املقاربة يف التدبري والت�سيري‬
‫ل�ش�ؤون املغرب منذ بداية اال�ستقالل �إىل الآن‪ .‬وجتدر الإ�شارة �إىل �أن مو�ضوع اجلهوية �أخذ‬
‫يف ا�ستقطاب اهتمام الكثري من الدول منذ مدة ك�إطار مالئم لبلورة ا�سرتاتيجية بديلة‬
‫للتنمية االقت�صادية واالجتماعية على امل�ستوى املحلي تقوم على تعبئة املوارد والطاقات‬
‫املحلية من �أجل تر�سيخ الدميقراطية وتطوير البناء اجلهوي الكفيل بتقدمي حلول مل�شاكل‬
‫ت�ؤرق �إىل حد ما الأنظمة املركزية‪.‬‬
‫والبد من الإ�شارة �إىل �أن الغر�ض مما �سي�أتي من احلديث عن اجلهوية لي�س كتابة‬
‫مدخل مو�سع عن تاريخ اجلهوية باملغرب ‪ -‬فهذا الأمر من اخت�صا�ص فقهاء القانون‬
‫الد�ستوري ‪ -‬بل نتوخى تقدمي معطيات ت�ساهم يف و�ضع ت�صور لنظام تعليمي يتما�شى مع‬
‫ما ي�سمى اليوم باجلهوية املو�سعة �أو اجلهوية املتقدمة التي ي�سعى املغرب �إىل اعتمادها يف‬
‫التدبري والت�سيري لل�ش�أن املحلي‪ .‬لذا فالذي يهمنا يف هذه الدرا�سة هو ال�شكل اجلهوي الذي‬
‫يريد املغرب �إقراره لتفعيل هذا النمط من التدبري والتنمية يف مرحلة �أوىل‪ ،‬ويف مرحلة‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪23‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫ثانية كيفية جت�سيده وتفعيله يف جمال الرتبية والتكوين حتى اليبقى مفهوم اجلهوية فارغا‬
‫من م�ضمونه الرتبوي‪ .‬وحتى تكون الأمور �أكرث و�ضوحا فماذا نعني باجلهة؟ وماذا نعني‬
‫باجلهوية؟‬
‫‪ - 1‬مفهوم اجلهة‬
‫ميكن لغري املخت�ص �أن تتبادر �إىل ذهنه جمموعة من الأ�سئلة تتعلق مبو�ضوع اجلهة‬
‫واجلهوية‪ .‬ويف هذا ال�سياق ميكن �صياغة هذه الأ�سئلة على ال�شكل التايل‪:‬‬
‫‪ -‬ماذا نعني باجلهة؟‬
‫‪ -‬كيف تطور مفهوم اجلهة باملغرب؟‬
‫‪ -‬ما هو م�ضمون اجلهة املو�سعة �أو اجلهة املتقدمة املتداول يف اخلطب وخمتلف‬
‫الكتابات حاليا ببالدنا؟‬
‫‪ -‬ما املعايري التي ميكن اعتمادها لتحديد مفهوم وظيفي للجهة؟ �أي ما هي املداخيل‬
‫التي ميكن الرتكيز عليها لتحديد جهات متكاملة من�سجمة قادرة على رفع خمتلف‬
‫التحديات وحتقيق التنمية الب�شرية ال�ضامنة لكرامة الإن�سان‪ ،‬اعتمادا على �إمكاناتها‬
‫الذاتية حمليا ويف نف�س الوقت قادرة على البحث على موارد �إ�ضافية يف تفاعل مع جهات‬
‫�أخرى وطنيا وجهويا ودوليا؟‪.‬‬
‫البحث عن اجلواب على هذه الأ�سئلة جعلنا نقف �أمام جمموعة من الإ�شكاالت خا�ض‬
‫فيها املهتمون مبو�ضوع اجلهة‪ .‬وميكن القول �إن هذه الإ�شكاالت الزالت ت�ؤرق الكثري من‬
‫الباحثني و�ستبقى دائما مطروحة للنقا�ش يف البحث عن ال�سبل الناجعة لبلورة نظام جهوي‬
‫مقبول وقادر يف نف�س الوقت على مواجهة التحديات الداخلية واخلارجية‪ .‬فالتق�سيم‬
‫اجلهوي لي�س تق�سيما تقنيا تقوم به جمموعة من االخت�صا�صيني داخل مكاتب �إدارية بل‬
‫هو عمل �شاق يتطلب التجربة والن�ضج واملعرفة والإملام بالتاريخ والتحديات التي تواجه‬
‫البالد‪ .‬كما يتطلب هذا العمل من القائمني به التوفر على ر�ؤية م�ستقبلية وا�ست�شرافية‬
‫ملا ميكن �أن ت�صري �إليه الأمور يف امل�ستقبل القريب واملتو�سط والبعيد على امل�ستوى املحلي‬
‫واجلهوي والدويل‪ .‬وقد اعرتف د‪.‬حميد �أبوال�س بهذه الإ�شكالية بقوله يف �إحدى الندوات‬
‫حول مو�ضوع اجلهوية املو�سعة �أنه « ي�صعب حتديد مفهوم اجلهوية‪ ،‬واالتفاق حوله‪،‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪24‬‬
‫فهذه الأخرية تتحكم فيها معطيات وخ�صو�صيات تختلف باختالف الأنظمة ال�سيا�سية‬
‫‪19‬‬
‫التي تتبناها‪».‬‬
‫ويف �سياق البحث عن املعايري وعن طبيعة الإ�شكاالت املرتبطة بها يف التحديد الوظيفي‬
‫ملفهوم اجلهة يطرح البعد الطبيعي واجلغرايف وكذا البعد االقت�صادي والبعد االجتماعي‬
‫والبعد الإداري والبعد الإثني‪ ...،‬لتحديد حدود جهة معينة‪ .‬وهكذا ع َّرف �أحد الباحثني‬
‫اجلهة ب�أنها “جمموعة من�سجمة تهدف �إىل حتقيق تكامل اقت�صادي واجتماعي و�إداري‬
‫وتنموي‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل كونها هي اجلزء من الرتاب الوطني الذي ي�شكل ن�سقا اقت�صاديا‬
‫و�سوقا جماليا حتدد بتداخل الظروف الطبيعية والب�شرية وكذلك بالن�شاط االقت�صادي‬
‫‪20‬‬
‫لل�سكان و�سلوكا تهم االقت�صادية‪”.‬‬
‫‪ - 2‬اجلهوية باملغرب عرب التاريخ‬
‫عرف املغرب عرب تاريخه الطويل‪� ،‬إما ب�شكل عفوي �أوبتخطيط خارجي‪ ،‬ن�شوء ثقافة‬
‫التدبري اجلهوي‪� .‬إال �أن مرحلة اال�ستقالل‪ ،‬منذ بدايتها �إىل الآن (‪ )2014‬هي التي متيزت‬
‫بالإرادة ال�سيا�سية لإر�ساء دعائم التدبري اجلهوي والتي توجت مبا يعرف اليوم ب“اجلهوية‬
‫املو�سعة” �أو “اجلهوية املتقدمة”‪ .‬وقبل التطرق �إىل جوانب مما مت �إجنازه خالل الفرتة‬
‫املعا�صرة يف جمال �إر�ساء دعائم اجلهوية‪ ،‬الب�أ�س من التذكري املقت�ضب مبا كانت عليه‬
‫اجلهوية باملغرب قبل بداية اال�ستقالل‪ .‬وقد اعتمدنا يف هذا ال�سياق تق�سيمات الأ�ستاذ‬
‫عبد الإله واردي يف �إحدى مقاالته بعنوان» اجلهوية باملغرب خما�ضها التاريخي‪ ،‬ودوافع‬
‫�إحداثها”‪ 21‬وما كتبه يف املو�ضوع الأ�ستاذ احل�سني عماري حتث عنوان “البحـث يف تاريخ‬
‫اجلهــة‪ :‬ت�سا�ؤالت ومالحظات منهجية‪. 22”.‬‬

‫‪ - 19‬حميد �أبوال�س‪ ،‬مقاربة ت�صورية لتوزيع االخت�صا�صات مابني الدولة واجلهات يف ظل اجلهوية املو�سعة املزمع‬
‫تطبيقها‪ ,‬عدد خا�ص من “جملة طنجي�س” حول اجلهوية املتقدمة باملغرب‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقت�صادية‬
‫واالجتماعية بطنجة‪ ،‬التابعة جلامعة عبد املالك ال�سعدي‪.‬‬
‫‪ - 20‬مداخالت الأ�ساتذة يف ندوة “حول مبادرة اجلهوية املو�سعة” نظمتها كلية متعددة التخ�ص�صات ب�سلوان‪،‬‬
‫الناظور‪ ،‬نونرب ‪.2010‬‬
‫‪ - 21‬عبد الإله واردي‪ ،‬اجلهوية باملغرب خما�ضها التاريخي‪ ،‬ودوافع �إحداثها مقال من�شوريف موقع احلوار‬
‫املتمدن‬
‫‪ - 22‬احل�سني عماري‪« ،‬البحـث يف تاريخ اجلهــة‪ :‬ت�سا�ؤالت ومالحظات منهجية‪ ».‬مقال من�شوريف موقع انفا�س‬
‫نت ‪.Net‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪25‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪‬مرحلة ما قبل احلماية‬
‫يف هاته املرحلة �أثارت اجلهوية نقا�شا بني من ي�سري يف اجتاه نفي وجود تنظيم‬
‫�إداري و�إقليمي‪ ،‬فبالأحرى وجود نظام اجلهة‪ ،‬واجتاه يرى �أن املغرب عرف نظاما للجهة‬
‫قبل احلماية الفرن�سية‪ .‬وقد عرف املغرب فكرة اجلهوية منذ القدمي حيث كان التق�سيم‬
‫يقوم على �أ�سا�س قبلي نتيجة كرب امل�ساحة �إال �أنه خالل مرحلة ما قبل احلماية مل يكن‬
‫هناك تنظيم جهوي مبفهومه احلديث بل كانت كل التنظيمات تعتمد على الأ�س�س القبلية‬
‫واجلغرافية ‪.‬‬
‫‪‬مرحلة عهد احلماية‬
‫بعد توقيع معاهدة فا�س �سنة ‪ ،1912‬ب�سط اال�ستعمار نفوذه على املغرب حماوال م�س هويته‬
‫الإ�سالمية والعربية والأمازيغية‪ ،‬وانتهج �سيا�سة فرق ت�سد من خالل تغيريات م�ستوردة على‬
‫التنظيم اجلهوي ال�سائد قبل احلماية جتلت خا�صة فيما كان ي�سمى ب «الظهري الرببري»‪.‬‬
‫ومتيزت �سيا�سة اجلهوية �إبان فرتة احلماية باعتبارها �آلية للت�أطري والتحكم ال�سيا�سي‬
‫والع�سكري الالزمني لتهدئة البالد دون �أي اعتبارات اقت�صادية واجتماعية‪.‬‬
‫‪‬اجلهوية يف املغرب امل�ستقل‬
‫ويف هذا الإطار جند املغفور له جاللة امللك حممد اخلام�س قد تبنى الالمركزية‬
‫يف املغرب غداة اال�ستقالل مبقت�ضى ظهري ‪ 1959‬والذي عني مبوجبه القواد والبا�شاوات‬
‫والعمال يف خمتلف جهات املغرب وذلك يف �أفق تقريب الإدارة من املواطنني ومن �أجل‬
‫التدبري الأمثل لل�ش�أن املحلي‪ .‬وقد �أوىل املغفور له جاللة امللك احل�سن الثاين هذا اجلانب‬
‫اهتماما كبريا يف خمتلف خطبه‪ .‬مما �أدى �إىل �إقرار جمموعة من الن�صو�ص القانونية‬
‫املنظمة لتدبري ال�ش�أن اجلهوي والإقليمي واملحلي‪ .‬و�أهم هذه الن�صو�ص ظهري ‪� 30‬شتنرب‬
‫‪ 1976‬املنظم للجماعات املحلية الذي جاء لدعم الالمركزية وت�شجيع الدميقراطية املحلية‬
‫وتر�سيخها‪ .‬وميكن اعتبار �سنة ‪ 1984‬نقطة االنطالق الفعلية للتنظيم اجلهوي باملغرب‪ .‬ففي‬
‫هذه ال�سنة �ألقى املغفور له جاللة امللك احل�سن الثاين خطابا مهما بفا�س �أمام اجتماع‬
‫املجل�س اال�ست�شاري اجلهوي للمنطقة الو�سطى ال�شمالية‪ .‬حدد فيه جاللته‪ ،‬بو�ضوح‪،‬‬
‫اجلوانب التطبيقية لهذا النموذج من التدبري‪.‬‬
‫ومما جاء يف هذا اخلطاب‪ ...« :‬و�أطمح كذلك يف و�ضع هياكل جهوية تكون �أ�سا�سا‬
‫لذلك كله‪ ،‬لها من الإمكانات ت�شريعيا وماليا ما يجعلها قادرة �أن تقف على رجليها‪ ،‬و�أن‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪26‬‬
‫تعرف حاجياتها و�أن تقيم �سلم �أ�سبقياتها و�أن تعرب ب�صوت جماعي‪ ،‬بقطع النظر عن‬
‫اختالف الأحزاب �أو امل�شارب ال�سيا�سية عن احلاجيات وعن املطامح‪ ،‬و�أن تكون هي الناطقة‬
‫وهي املربجمة وهي املخططة وهي البانية واملطبقة على �أرا�ضيها‪ ،‬و�أق�صد �أر�ض الإقليم‬
‫ولي�س �أر�ض اجلهة‪ ،‬وفكرت �أن �أ�ضع �أمام �أنظار الربملان م�شروع قانون خا�ص مبجال�س‬
‫اجلهات املغربية التي تكون لها �سلطتها الت�شريعية و�سلطتها التنفيذية اخلا�صة بها وتكون‬
‫‪23‬‬
‫لها هيئة املوظفني‪.»...‬‬
‫ويف حتليله لهذا اخلطاب يقول الأ�ستاذ حممد بوبو�ش «�إذن‪ ،‬فابتداء من هذه ال�سنة‬
‫(‪� )1984‬أخذت امل�س�ألة اجلهوية بعدا �سيا�سيا وم�ؤ�س�ساتيا ملحوظا باعتبارها مدخال‬
‫للإ�صالح ال�سيا�سي والد�ستوري‪ ،‬وهكذا �صار التفكري يف امل�س�ألة اجلهوية لي�س على �أ�سا�س‬
‫�أنها جمرد �إطار للتنمية االقت�صادية واالجتماعية وحتقيق التوازنات املجالية‪ ،‬بل على‬
‫�أ�سا�س �أنها لبنة لتدعيم دولة امل�ؤ�س�سات وتر�سيخ الدميقراطية وفتح املجال �أمام ديناميكية‬
‫‪24‬‬
‫�سيا�سية جديدة متثلت على اخل�صو�ص يف تبني نظام الربملان ذي الغرفتني‪».‬‬
‫وبهذا ميكن اعتبار �سنة ‪ 1984‬نقطة االنطالقة نحو و�ضع ت�صور جديد للتنظيم‬
‫اجلهوي باملغرب وذلك وفق امل�ستجدات ال�سيا�سية التي يعرفها املغرب والتي ت�سعى �إىل‬
‫�إر�ساء الدعائم الأ�سا�سية لدولة احلق والقانون باعتماد �سيا�سة القرب واملقاربة الت�شاركية‬
‫عرب م�ؤ�س�سات منتخبة ب�شكل دميوقراطي‪.‬‬
‫يف خطاب العر�ش ل�سنة ‪� ،1996‬أكد املغفور له احل�سن الثاين على الدور االقت�صادي‬
‫واالجتماعي للجهة وذلك بقوله‪ »:‬و�سنعمل على متكني اجلهة من الإطار القانوين الالزم‬
‫لها ا�ستكماال للإ�صالح الد�ستوري ل�سنة ‪ 1992‬الذي ارتقى باجلهة �إىل جماعة تدير بطريقة‬
‫دميقراطية �ش�ؤونها م�شكلة بذلك الأداة الأ�سا�سية للتنمية االقت�صادية واالجتماعية»‪.25‬‬
‫ويف بداية عهد جاللة امللك حممد ال�ساد�س بد�أ م�شروع اجلهوية يت�ضح �أكرث ويتخد‬
‫طابعا �إجرائيا خا�صة منذ �سنة ‪ .2001‬وهذا ما ميكن ا�ستنتاجه يف الر�سالة امللكية التي‬
‫وجهها جاللته �إىل امل�شاركني يف ندوة «مغربية ال�صحراء يف الرتاث التاريخي والأدبي»‬
‫يوم اجلمعة ‪� 20‬أبريل ‪ 2001‬التي نظمت بتطوان ما بني ‪ 20‬و‪� 22‬أبريل ‪ 2001‬حيث قال‪:‬‬
‫‪ - 23‬خطاب جاللة امللك احل�سن الثاين بفا�س �أمام اجتماع املجل�س اال�ست�شاري اجلهوي للمنطقة الو�سطى‬
‫ال�شمالية �سنة ‪.1984‬‬
‫‪ - 24‬حممد بوبو�ش‪ ،‬امل�س�ألة اجلهوية من خالل اخلطابات امللكية‪ ،‬موقع اخلرب‪ ،‬مار�س ‪.2010‬‬
‫‪ - 25‬خطاب جاللة امللك احل�سن الثاين مبنا�سبة عيد العر�ش ل�سنة ‪. 1996‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪27‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫«‪�...‬إن اجلهوية والالمركزية يف �أو�سع معانيها وجتلياتها الدميوقراطية يف �إطار الإجماع‬
‫وال�سيادة والوحدة الرتابية للمملكة تعد �أح�سن خيار و�أقوم �سبيل لتجاوز النزاع املفتعل‬
‫حول مغربية ال�صحراء‪».‬‬
‫و�أ�ضاف جاللته‪� »...‬إن امل�سار الدميوقراطي اجلهوي الذي نرعاه بكل حزم وعزم‬
‫و�إخال�ص‪ ،‬ميكن املواطنني املغاربة وال �سيما �أبناءنا يف ال�صحراء‪ ،‬يف معاجلة ق�ضاياهم‬
‫و�إدارة �ش�ؤونهم من موقع حاجياتهم �ضمن منظور �شكلت فيه الالمركزية اجلهوية‬
‫�ضرورة وطنية ومطلبا دميوقراطيا ي�ستهدفان تفعيل كل الطاقات واملوارد الب�شرية حمليا‬
‫وجهويا و�إقليميا‪ ،‬معتقدين ب�أن التنوع هو الذي يغني الوحدة الوطنية ويدعمها‪ ،‬فلي�ست‬
‫الدميوقراطية جمرد جت�سيد للم�ساواة يف ظل دولة احلق والقانون‪ ،‬و�إمنا ال بد لها �أي�ضا‬
‫من عمق ثقايف يتج�سد يف احرتام اخل�صو�صيات اجلهوية و�إعطاءها الف�ضاء املالئم‬
‫‪26‬‬
‫لال�ستمرار والإبداع و�إثبات الهوية‪».‬‬
‫وقد جاء اخلطاب امللكي بخ�صو�ص الذكرى ‪ 33‬للم�سرية اخل�ضراء (نونرب ‪)2008‬‬
‫لو�ضع خارطة طريق لأ�س�س ومبادئ اجلهوية باملغرب‪.‬‬
‫يقول جاللة امللك يف هذا اخلطاب‪�« :‬إن م�شروع اجلهوية‪� ،‬إ�صالح هيكلي عميق يقت�ضي‬
‫جهدا جماعيا لبلورته و�إن�ضاجه‪ ،‬لذا‪ ،‬ارت�أيت �أن �أخاطبك يف �ش�أن خارطة طريقه‪� :‬أهدافا‪،‬‬
‫ومرتكزات‪ ،‬ومقاربات‪ .‬فطموحنا الكبري من هذا الور�ش الواعد هو تر�سيخ احلكامة‬
‫املحلية اجليدة وتعزيز القرب من املواطن وتفعيل التنمية اجلهوية املندجمة‪ ،‬االقت�صادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪...‬‬
‫ولبلوغ هذه الأهداف‪ ،‬ف�إن هذا الإ�صالح يجب �أن يقوم على مرتكزات الوحدة‬
‫والتوازن‪ ،‬والت�ضامن‪.‬‬
‫ف�أما الوحدة‪ ،‬فت�شمل وحدة الدولة والوطن والرتاب‪ ،‬التي ال ميكن لأي جهوية �أن تتم‬
‫�إال يف نطاقها‪.‬‬
‫و�أما التوازن‪ ،‬فينبغي �أن يقوم على حتديد االخت�صا�صات احل�صرية املنوطة بالدولة‬
‫مع متكني امل�ؤ�س�سات اجلهوية من ال�صالحيات ال�ضرورية للنهو�ض مبهامها التنموية‪ ،‬يف‬
‫مراعاة مل�ستلزمات العقلنة واالن�سجام والتكامل‪.‬‬

‫‪ - 26‬الر�سالة امللكية التي وجهها جاللة حممدال�ساد�س �إىل امل�شاركني يف ندوة «مغربية ال�صحراء يف الرتاث‬
‫التاريخي والأدبي» املنظمة بتطوان ما بني ‪ 20‬و‪� 22‬أبريل ‪.2001‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪28‬‬
‫ويظل الت�ضامن الوطني حجر الزاوية يف اجلهوية املتقدمة‪� ،‬إذ �أن حتويل االخت�صا�صات‬
‫للجهة يقرتن بتوفري موارد مالية عامة وذاتية‪ .‬كما �أن جناح اجلهوية رهني باعتماد تق�سيم‬
‫ناجع يتوخى قيام مناطق متكاملة اقت�صاديا وجغرافيا ومن�سجمة اجتماعيا وثقافيا‪.‬‬
‫وعلى غرار نهجنا يف تدبري الق�ضايا الكربى للأمة‪ ،‬ارت�أينا اعتماد مقاربتنا الدميقراطية‬
‫والت�شاركية يف �إعداده‪...‬ولهذه الغاية‪ ،‬نعتزم بحول اهلل‪� ،‬إقامة جلنة ا�ست�شارية متعددة‬
‫االخت�صا�صات‪ .‬مكونة من �شخ�صيات م�شهود لها بالكفاءة واخلربة الوا�سعة وبعد النظر‪،‬‬
‫مكلفني �إياها باقرتاح ت�صور عام للجهوية‪ ،‬يف ا�ست�شعار لكل �أبعادها وا�ستح�ضار لدور‬
‫امل�ؤ�س�سات الد�ستورية املخت�صة يف تفعيلها‪ ،‬بعد رفع الأمر �إىل نظرنا ال�سامي‪ .‬و�إننا‬
‫حلري�صون على �أن يتمخ�ض الت�صور العام لهذا امل�شروع الكبري عن نقا�ش وطني وا�سع‬
‫وبناء‪ ،‬ت�شارك فيه كل امل�ؤ�س�سات وال�سلطات املخت�صة والفعاليات التمثيلية واحلزبية‬
‫والأكادميية واجلمعوية امل�ؤهلة‪.‬‬
‫ومهما وفرنا للجهوية من تقدم‪ ،‬ف�ستظل حمدودة‪ ،‬ما مل تقرتن بتعزيز م�سار الال‬
‫متركز ‪ ،‬لذلك‪ ،‬يتعني �إعطاء دفعة قوية لعمل الدولة على امل�ستوى الرتابي‪ ،‬خا�صة يف جمال‬
‫�إعادة تنظيم الإ دارة املحلية‪ .‬وجعلها �أكرث تنا�سقا وفعالية وتقوية الت�أطري عن قرب‪ .‬ويف‬
‫هذا ال�صدد‪ ،‬نوجه احلكومة لأن ترفع �إىل نظرنا ال�سديد اقرتاحات ب�ش�أن �إحداث عماالت‬
‫و�أقاليم جديدة‪ ،‬على �أن تراعي يف ذلك م�ستلزمات احلكامة الرتابية اجليدة وخ�صو�صيات‬
‫و�إمكانات بع�ض املناطق واملتطلبات التنموية ل�سكانها‪ .‬كما نهيب باحلكومة‪� ،‬إىل �إعداد‬
‫ميثاق وطني لعدم التمركز يتوخى �إقامة نظام فعال لإدارة ال ممركزة‪ ،‬ي�شكل قطيعة‬
‫حقيقية مع املركزية املتحجرة‪ ،‬نظام يعتمد مقاربة ترابية ويقوم على نقل �صالحيات‬
‫مركزية للم�صالح اخلارجية وانتظامها يف �أقطاب تقنية جهوية‪ .‬كما يتعني ت�ضمني هذا‬
‫امليثاق الآليات القانونية املالئمة حلكامة ترابية تخول للوالة والعمال ال�صالحيات الالزمة‬
‫للنهو�ض مبهامهم‪ ،‬وال�سيما ما يتعلق منها بالإ�شراف على جناعة ممار�سة اخت�صا�صات‬
‫�أجهزة الدولة وتنا�سق عمل كافة املتدخلني على امل�ستوى الرتابي الإقليمي واجلهوي‪ .‬و�إننا‬
‫ندعو اجلميع �إىل التحلي بروح الوطنية واملواطنة لرفع التحدي الكبري النبثاق منوذج‬
‫مغربي جلهوية متميزة‪ ،‬نريدها‪ ،‬بحكم ما جت�سده من تقدم دميقراطي وتنموي‪ ،‬تر�سيخا‬
‫للحكامة اجليدة وت�أهيال للإ�صالح امل�ؤ�س�سي العميق»‪.27‬‬

‫‪ - 27‬اخلطاب امللكي مبنا�سبة الذكرى ‪ 33‬للم�سرية اخل�ضراء نونرب ‪. 2008‬‬


‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪29‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫وقد جاء اخلطاب امللكي ال�سامي الذي �ألقاه جاللته يوم الأحد ‪ 3‬يناير ‪ 2010‬مبنا�سبة‬
‫تن�صيب اللجنة اال�ست�شارية للجهوية حامال مل�شروع جهوية مو�سعة تندرج �ضمن البناء‬
‫الدميقراطي احلداثي للمغرب والنهو�ض مب�سل�سل التنمية اجلهوية للبالد يف �إطار احلكامة‬
‫اجليدة والدميقراطية املحلية‪.‬‬
‫ويف هذا اخلطاب يقول جاللة امللك ‪« :‬نتوىل اليوم‪ ،‬تن�صيب اللجنة اال�ست�شارية‬
‫للجهوية‪ .‬وهي حلظة قوية‪ ،‬نعتربها انطالقة لور�ش هيكلي كبري‪ ،‬نريده حتوال نوعيا يف‬
‫�أمناط احلكامة الرتابية‪ .‬كما نتوخى �أن يكون انبثاقا لدينامية جديدة‪ ،‬للإ�صالح امل�ؤ�س�سي‬
‫العميق‪ .‬ومن هذا املنظور‪ ،‬ف�إن اجلهوية املو�سعة املن�شودة‪ ،‬لي�ست جمرد �إجراء تقني �أو‬
‫�إداري‪ ،‬بل توجها حا�سما لتطوير وحتديث هياكل الدولة‪ ،‬والنهو�ض بالتنمية املندجمة‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬قررنا �إ�شراك كل القوى احلية للأمة يف بلورته‪ .‬وقد ارت�أينا �إحداث جلنة ا�ست�شارية‬
‫خا�صة بهذا ال�ش�أن؛ �أ�سندنا رئا�ستها للأ�ستاذ عمر عزميان‪ ،‬ملا عهدناه فيه‪ ،‬من كفاءة‬
‫وحنكة وجترد‪ ،‬والتزام بروح امل�س�ؤولية العالية‪ .‬واعتبارا للأبعاد املتعددة للجهوية‪ ،‬فقد‬
‫راعينا يف �أع�ضاء هذه اللجنة‪ ،‬غريتهم الوطنية على امل�صلحة العامة‪ ،‬وتنوع م�شاربهم‪،‬‬
‫وتكامل اخت�صا�صاتهم‪ ،‬وخربتهم الوا�سعة بال�ش�أن العام‪ ،‬وباخل�صو�صيات املحلية لبلدهم‪.‬‬
‫وطبقا ملا ر�سخناه من انتهاج املقاربة الت�شاركية‪ ،‬يف كل الإ�صالحات الكربى‪ ،‬ندعو اللجنة‬
‫�إىل الإ�صغاء‪ ،‬والت�شاور مع الهي�آت والفعاليات املعنية وامل�ؤهلة‪.‬‬
‫و�إننا ننتظر من هذه اللجنة‪� ،‬إعداد ت�صور عام‪ ،‬لنموذج وطني جلهوية متقدمة‪ ،‬ت�شمل‬
‫كل جهات اململكة؛ على �أن ترفعه ل�سامي نظرنا يف نهاية �شهر يونيو القادم‪ .‬وكما �سبق‬
‫�أن �أكدنا على ذلك‪ ،‬ف�إننا ندعو اللجنة �إىل االجتهاد يف �إيجاد منوذج مغربي ‪ -‬مغربي‬
‫للجهوية‪ ،‬نابع من خ�صو�صيات بلدنا‪ .‬ويف �صدارتها انفراد امللكية املغربية بكونها من �أعرق‬
‫امللكيات يف العامل‪ .‬فقد ظلت‪ ،‬على مر الع�صور‪� ،‬ضامنة لوحدة الأمة‪ ،‬وجم�سدة للتالحم‬
‫بكافة فئات ال�شعب‪ ،‬والوقوف امليداين على �أحواله‪ ،‬يف كل املناطق‪ .‬كما �أن املغرب يتميز‬
‫بر�صيده التاريخي الأ�صيل‪ ،‬وتطوره الع�صري امل�شهود‪ ،‬يف انتهاج الالمركزية الوا�سعة‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬يجدر باللجنة العمل على �إبداع منظومة وطنية متميزة للجهوية؛ بعيدا عن اللجوء‬
‫للتقليد احلريف‪� ،‬أو اال�ستن�ساخ ال�شكلي للتجارب الأجنبية‪ .‬غايتنا املثلى الت�أ�سي�س لنموذج‬
‫رائد يف اجلهوية بالن�سبة للدول النامية‪ ،‬وتر�سيخ املكانة اخلا�صة لبالدنا‪ ،‬كمرجع يحتذى‪،‬‬
‫يف اتخاذ مواقف وطنية مقدامة‪ ،‬و�إيجاد �أجوبة مغربية خالقة‪ ،‬للق�ضايا املغربية الكربى‪.‬‬
‫وعلى هذا الأ�سا�س‪ ،‬ف�إن بلورة هذا الت�صور‪ ،‬يتعني �أن تقوم على مرتكزات �أربعة ‪:‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪30‬‬
‫‪� -‬أوال ‪ :‬الت�شبث مبقد�سات الأمة وثوابتها‪ ،‬يف وحدة الدولة والوطن والرتاب‪ ،‬التي نحن‬
‫لها �ضامنون‪ ،‬وعلى �صيانتها م�ؤمتنون‪ .‬فاجلهوية املو�سعة‪ ،‬يجب �أن تكون ت�أكيدا دميقراطيا‬
‫للتميز املغربي‪ ،‬الغني بتنوع روافده الثقافية واملجالية‪ ،‬املن�صهرة يف هوية وطنية موحدة؛‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬االلتزام بالت�ضامن‪� .‬إذ ال ينبغي اختزال اجلهوية يف جمرد توزيع جديد‬
‫لل�سلطات‪ ،‬بني املركز واجلهات‪ .‬فالتنمية اجلهوية لن تكون متكافئة وذات طابع وطني‪� ،‬إال‬
‫�إذا قامت على تالزم ا�ستثمار كل جهة مل�ؤهالتها‪ ،‬على الوجه الأمثل‪ ،‬مع �إيجاد �آليات ناجعة‬
‫للت�ضامن‪ ،‬املج�سد للتكامل والتالحم بني املناطق‪ ،‬يف مغرب موحد؛‬
‫‪ -‬ثالثا ‪ :‬اعتماد التنا�سق والتوازن يف ال�صالحيات والإمكانات‪ ،‬وتفادي تداخل‬
‫االخت�صا�صات �أو ت�ضاربها‪ ،‬بني خمتلف اجلماعات املحلية وال�سلطات وامل�ؤ�س�سات؛‬
‫‪ -‬رابعا ‪ :‬انتهاج الالمتركز الوا�سع‪ ،‬الذي لن ت�ستقيم اجلهوية بدون تفعيله‪ ،‬يف نطاق‬
‫حكامة ترابية ناجعة‪ ،‬قائمة على التنا�سق والتفاعل‪».‬‬
‫وي�ضيف جاللة امللك يف نف�س اخلطاب‪�« :‬إننا نتوخى من هذا الور�ش امل�ؤ�س�س بلوغ‬
‫�أهداف جوهرية‪ .‬ويف مقدمتها �إيجاد جهات قائمة الذات‪ ،‬وقابلة لال�ستمرار‪ ،‬من خالل‬
‫بلورة معايري عقالنية وواقعية‪ ،‬ملنظومة جهوية جديدة‪.‬‬
‫وي�أتي يف املقام الثاين‪ ،‬انبثاق جمال�س دميقراطية‪ ،‬لها من ال�صالحيات واملوارد‪ ،‬ما‬
‫ميكنها من النهو�ض بالتنمية اجلهوية املندجمة‪ .‬فجهات مغرب احلكامة الرتابية اجليدة‪،‬‬
‫ال نريدها جهازا �صوريا �أو بريوقراطيا؛ و�إمنا جمال�س متثيلية للنخب امل�ؤهلة‪ ،‬حل�سن تدبري‬
‫�ش�ؤون مناطقها‪� ....‬إننا ننتظر من اجلميع التحلي بالتعبئة القوية‪ ،‬وا�ست�شعار الرهانات‬
‫اال�سرتاتيجية للور�ش امل�صريي للجهوية املو�سعة‪ ،‬الذي نعتربه حمكا لإجناح الإ�صالحات‬
‫الهيكلية الكربى‪ ،‬التي نقودها‪ .‬ومن هنا نحث اللجنة على االنكباب اجلاد على الإ�شكاالت‬
‫احلقيقية املطروحة‪ ،‬يف ت�ضافر للجهود‪ ،‬واالجتهاد اخلالق‪ ،‬لتقدمي مقرتحات عملية‬
‫وقابلة للتطبيق‪ .‬ويظل طموحنا الوطني‪ ،‬االرتقاء من جهوية نا�شئة‪� ،‬إىل جهوية متقدمة‪،‬‬
‫‪28‬‬
‫ذات جوهر دميقراطي وتنموي‪».‬‬
‫وقد جاء خطاب �صاحب اجلاللة امللك حممد ال�ساد�س ليوم الأربعاء ‪ 9‬مار�س ‪2011‬‬
‫حول اجلهوية املو�سعة‪ ،‬ليعلن جاللته عن تكوين جلنة خا�صة ملراجعة الد�ستور لإعطاء‬

‫‪ - 28‬اخلطاب امللكي ال�سامي الذي �ألقاه جاللته مبنا�سبة تن�صيب اللجنة اال�ست�شارية للجهوية يوم الأحد‬
‫‪ 3‬يناير ‪.2010‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪31‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫االنطالقة الفعلية لو�ضع الأ�س�س ال�صلبة لنموذج اقت�صادي واجتماعي وثقايف و�سيا�سي‬
‫للمغرب يعتمد �أ�سا�سا على تر�سيخ دعائم اجلهوية املو�سعة ‪ .‬ويف هذا ال�سياق يقول جاللة‬
‫امللك‪�“ :‬أخاطبك اليوم‪ ،‬ب�ش�أن ال�شروع يف املرحلة املوالية‪ ،‬من م�سار اجلهوية املتقدمة‪ ،‬مبا‬
‫تنطوي عليه من تطوير لنموذجنا الدميقراطي التنموي املتميز‪ ،‬وما تقت�ضيه من مراجعة‬
‫د�ستورية عميقة‪ ،‬نعتربها عمادا ملا نعتزم �إطالقه من �إ�صالحات جديدة �شاملة‪ ،‬يف جتاوب‬
‫دائم مع كل مكونات الأمة‪ ... .‬وتفعيال ملا �أعلنا عنه يف خطاب ‪ 20‬غ�شت ‪ ،2010‬مبنا�سبة‬
‫ذكرى ثورة امللك وال�شعب‪ ،‬ندعو اجلميع لالنخراط يف موا�صلة �إن�ضاج ما جاء يف هذا‬
‫الت�صور العام‪ ،‬يف نطاق نقا�ش وطني وا�سع وبناء‪.‬‬
‫لقد اقرتحت اللجنة‪ ،‬يف نطاق التدرج‪� ،‬إمكانية �إقامة اجلهوية املتقدمة بقانون‪ ،‬يف‬
‫الإطار امل�ؤ�س�سي احلايل‪ ،‬وذلك يف �أفق �إن�ضاج ظروف د�سرتتها‪ .‬بيد �أننا نعترب �أن املغرب‪،‬‬
‫مبا حققه من تطور دميقراطي‪ ،‬م�ؤهل لل�شروع يف تكري�سها د�ستوريا‪ .‬وقد ارت�أينا الأخذ‬
‫بهذا اخليار املقدام‪ ،‬حر�صا على انبثاق اجلهوية املو�سعة‪ ،‬من الإرادة ال�شعبية املبا�شرة‪،‬‬
‫املعرب عنها با�ستفتاء د�ستوري‪ .‬لقد قررنا‪ ،‬يف نطاق الإ�صالح امل�ؤ�س�سي ال�شامل‪ ،‬الذي‬
‫عملنا على توفري مقوماته‪ ،‬منذ اعتالئنا العر�ش‪� ،‬أن يقوم التكري�س الد�ستوري للجهوية‪،‬‬
‫على توجهات �أ�سا�سية‪ ،‬من بينها ‪:‬‬
‫‪ -‬تخويل اجلهة املكانة اجلديرة بها يف الد�ستور‪� ،‬ضمن اجلماعات الرتابية‪ ،‬وذلك يف‬
‫نطاق وحدة الدولة والوطن والرتاب‪ ،‬ومتطلبات التوازن‪ ،‬والت�ضامن الوطني مع اجلهات‪،‬‬
‫وفيما بينها ؛‬
‫‪ -‬التن�صي�ص على انتخاب املجال�س اجلهوية باالقرتاع العام املبا�شر‪ ،‬وعلى التدبري‬
‫الدميقراطي ل�ش�ؤونها‪.‬‬
‫‪ -‬تخويل ر�ؤ�ساء املجال�س اجلهوية �سلطة تنفيذ مقرراتها‪ ،‬بدل العمال والوالة ؛‬
‫‪ -‬تعزيز م�شاركة املر�أة يف تدبري ال�ش�أن اجلهوي خا�صة‪ ،‬ويف احلقوق ال�سيا�سية عامة؛‬
‫وذلك بالتن�صي�ص القانوين على تي�سري ولوجها للمهام االنتخابية ؛‬
‫‪� -‬إعادة النظر يف تركيبة و�صالحيات جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬يف اجتاه تكري�س متثيليته‬
‫الرتابية للجهات‪.‬‬
‫ويف نطاق عقلنة عمل امل�ؤ�س�سات‪ ،‬ف�إن متثيلية الهيئات النقابية واملهنية‪ ،‬تظل مكفولة‬
‫بعدة م�ؤ�س�سات‪ ،‬وعلى ر�أ�سها املجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪32‬‬
‫ويظل هدفنا الأ�سمى �إر�ساء دعائم جهوية مغربية‪ ،‬بكافة مناطق اململكة‪ ،‬ويف �صدارتها‬
‫�أقاليم ال�صحراء املغربية‪ .‬جهوية قائمة على حكامة جيدة‪ ،‬تكفل توزيعا من�صفا وجديدا‪،‬‬
‫لي�س فقط لالخت�صا�صات‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا للإمكانات بني املركز واجلهات‪ .‬ذلك �أننا ال نريد‬
‫جهوية ب�سرعتني‪ :‬جهات حمظوظة‪ ،‬تتوفر على املوارد الكافية لتقدمها‪ ،‬وجهات حمتاجة‪،‬‬
‫تفتقر ل�شروط التنمية‪”.‬‬
‫و�أ�ضاف جاللة امللك قائال يف نف�س اخلطاب‪“ :‬حر�صا منا على �إعطاء اجلهوية كل‬
‫مقومات النجاعة؛ فقد ارت�أينا �إدراجها يف �إطار �إ�صالح د�ستوري �شامل‪ ،‬يهدف �إىل حتديث‬
‫وت�أهيل هياكل الدولة‪� .‬أجل‪ ،‬لقد حقق املغرب مكا�سب وطنية كربى‪ ،‬بف�ضل ما �أقدمنا‬
‫عليه من �إر�ساء مفهوم متجدد لل�سلطة‪ ،‬ومن �إ�صالحات و�أورا�ش �سيا�سية وتنموية عميقة‪،‬‬
‫وم�صاحلات تاريخية رائدة‪ ،‬ر�سخنا من خاللها ممار�سة �سيا�سية وم�ؤ�س�سية‪� ،‬صارت‬
‫متقدمة‪ ،‬بالن�سبة ملا يتيحه الإطار الد�ستوري احلايل‪ .‬كما �أن �إدراكنا العميق جل�سامة‬
‫التحديات‪ ،‬ومل�شروعية التطلعات‪ ،‬ول�ضرورة حت�صني املكت�سبات‪ ،‬وتقومي االختالالت‪ ،‬ال‬
‫يعادله �إال التزامنا الرا�سخ ب�إعطاء دفعة قوية لدينامية الإ�صالح العميق‪ ،‬جوهرها منظومة‬
‫د�ستورية دميقراطية‪ .‬ولنا يف قد�سية ثوابتنا‪ ،‬التي هي حمط �إجماع وطني‪ ،‬وهي الإ�سالم‬
‫كدين للدولة‪ ،‬ال�ضامنة حلرية ممار�سة ال�شعائر الدينية‪ ،‬و�إمارة امل�ؤمنني‪ ،‬والنظام امللكي‪،‬‬
‫والوحدة الوطنية والرتابية‪ ،‬واخليار الدميقراطي‪ ،‬ال�ضمان القوي‪ ،‬والأ�سا�س املتني‪ ،‬لتوافق‬
‫تاريخي‪ ،‬ي�شكل ميثاقا جديدا بني العر�ش وال�شعب‪ .‬ومن هذا املنطلق املرجعي الثابت‪ ،‬قررنا‬
‫�إجراء تعديل د�ستوري �شامل‪ ،‬ي�ستند على �سبعة مرتكزات �أ�سا�سية ‪:‬‬
‫‪� -‬أوال ‪ :‬التكري�س الد�ستوري للطابع التعددي للهوية املغربية املوحدة‪ ،‬الغنية بتنوع‬
‫روافدها‪ ،‬ويف �صلبها الأمازيغية‪ ،‬كر�صيد جلميع املغاربة ؛‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬تر�سيخ دولة احلق وامل�ؤ�س�سات‪ ،‬وتو�سيع جمال احلريات الفردية واجلماعية‪،‬‬
‫و�ضمان ممار�ستها‪ ،‬وتعزيز منظومة حقوق الإن�سان‪ ،‬بكل �أبعادها‪ ،‬ال�سيا�سية واالقت�صادية‬
‫واالجتماعية والتنموية‪ ،‬والثقافية والبيئية‪ ،‬وال�سيما بد�سرتة التو�صيات الوجيهة لهي�أة‬
‫الإن�صاف وامل�صاحلة‪ ،‬وااللتزامات الدولية للمغرب ؛‬
‫‪ -‬ثالثا ‪ :‬االرتقاء بالق�ضاء �إىل �سلطة م�ستقلة‪ ،‬وتعزيز �صالحيات املجل�س الد�ستوري‪،‬‬
‫توطيدا ل�سمو الد�ستور‪ ،‬ول�سيادة القانون‪ ،‬وامل�ساواة �أمامه ؛‬
‫‪ -‬رابعا ‪ :‬توطيد مبد�أ ف�صل ال�سلط وتوازنها‪ ،‬وتعميق دمقرطة وحتديث امل�ؤ�س�سات‬
‫وعقلنتها؛‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪33‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -‬خام�سا ‪ :‬تعزيز الآليات الد�ستورية لت�أطري املواطنني‪ ،‬بتقوية دور الأحزاب ال�سيا�سية‪،‬‬
‫يف نطاق تعددية حقيقية‪ ،‬وتكري�س مكانة املعار�ضة الربملانية‪ ،‬واملجتمع املدين ؛‬
‫‪� -‬ساد�سا ‪ :‬تقوية �آليات تخليق احلياة العامة‪ ،‬وربط ممار�سة ال�سلطة وامل�س�ؤولية‬
‫العمومية باملراقبة واملحا�سبة ؛‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬و�سابعا ‪ :‬د�سرتة هي�آت احلكامة اجليدة‪ ،‬وحقوق الإن�سان‪ ،‬وحماية احلريات‪”.‬‬
‫ولتكري�س اجلهوية ك�أحد ثوابت احلكامة الرتابية للمملكة‪ ،‬ن�ص د�ستور ‪ 2011‬على‬
‫اجلهوية املتقدمة كدعامة �أ�سا�سية للإدارة الرتابية‪ ،‬وحجر الزاوية يف تكري�س الالمركزية‬
‫والتنمية املحلية‪� ،‬إذ خ�ص�ص الد�ستور حيزا مهما للجماعات املحلية لتمكينها من اال�ضطالع‬
‫بالدور املنوط بها كمحرك �أ�سا�سي للتنمية املحلية‪.‬‬
‫فاجلهوية املو�سعة بتوفرها على الو�سائل والآليات ال�ضرورية‪� ،‬ست�شكل رافعة التنمية‬
‫ال�سو�سيو اقت�صادية و�ستمكن كافة جهات اململكة من بلورة خمططات تنموية ت�ستجيب‬
‫خل�صو�صيتها االجتماعية والثقافية مع الت�شبث مبقد�سات الوطن وثوابته‪ .‬فالتجارب التي‬
‫راكمها املغرب جتعله قادرا على و�ضع منوذج غري م�ستورد جلهوية متقدمة‪ ،‬ت�شكل لبنة‬
‫�أخرى يف �إطار بناء الدولة املغربية احلديثة‪.‬‬
‫ويف هذا ال�سياق كتب �سمري هالل “�إن اجلهوية املتقدمة التي �أقرها الد�ستور املغربي‬
‫اجلديد حتمل �آفاقا واعدة للدخول يف مرحلة �إ�صالح دميقراطي ترابي �شامل يف �إطار‬
‫نظام المركزية مو�سعة �ضمن الوحدة الوطنية تقوم على مبد�أي الت�ضامن والتوازن‬
‫وخدمة التنمية املندجمة وامل�ستدامة العادلة‪ .‬هكذا يفتح الد�ستور اجلديد الطريق وا�سعا‬
‫نحو “املغرب املوحد للجهات”‪ ،‬القائم على توزيع جديد ودميقراطي لل�صالحيات بني‬
‫الدولة واجلهات على �أ�سا�س مبادئ موجهة تتمثل يف الوحدة الوطنية والرتابية‪ ،‬والتوازن‪،‬‬
‫والت�ضامن‪ ،‬والتدبري الدميقراطي‪ ،‬وتخويل ر�ؤ�ساء جمال�س اجلهات �سلطة تنفيذ قراراتها‬
‫‪30‬‬
‫عو�ض ممثلي الدولة‪”..‬‬

‫‪ - 29‬خطاب �صاحب اجلاللة امللك حممد ال�ساد�س ليوم الأربعاء ‪ 9‬مار�س ‪ 2011‬حول اجلهوية املو�سعة‪ ،‬و�إعالن‬
‫جاللته عن تكوين جلنة خا�صة ملراجعة الد�ستور‪.‬‬
‫‪� - 30‬سمري هالل ‪ ،‬اجلهوية املو�سعة تتويج مل�سار طويل نحو تكري�س الدميقراطية والتنمية على امل�ستوى املحلي‪،‬‬
‫جريدة ال�صحراء املغربية عدد يوم ‪.2013 –12 -31‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪34‬‬
‫‪ - 3‬اجلهوية يف د�ستور ‪2011‬‬

‫يف جميع الدول يعترب الد�ستور مبثابة خريطة الطريق لتنفيذ ت�صورعام لإر�ساء‬
‫القواعد الأ�سا�سية التي �سيتم بها تدبري ال�ش�أن العام داخل بلد معني‪ .‬فهو مبثابة مرجع‬
‫تكون االنطالقة منه والرجوع �إليه لتح�سني وظائف امل�ؤ�س�سات وتفعيلها عرب قوانني‬
‫ومرا�سيم هي مبثابة ترجمة لهذا الد�ستور‪ .‬ويف هذا ال�سياق ف�إن د�ستور ‪ 2011‬يعترب‬
‫بالن�سبة للمغرب نقلة نوعية يف بناء دولة امل�ؤ�س�سات وتفعيل الدميوقراطية املحلية‪ .‬ومن بني‬
‫امل�ستجدات البارزة لد�ستور ‪ 2011‬جند �إقرار اجلهوية املتقدمة‪ .‬باعتبارها دعامة �أ�سا�سية‬
‫لتدبري ال�ش�أن املحلي‪ .‬ويف هذا اجلانب مت تخ�صي�ص باب «تا�سع» وما اليقل عن ‪ 12‬ف�صال‬
‫(من ‪� 135‬إىل ‪ )146‬يف ال�صيغة اجلديدة لد�ستور ‪ 2011‬للجماعات املحلية ممثلة باجلهات‬
‫والعماالت والأقاليم واجلماعات التي �أ�ضحت هيئات المركزية تتوفر على �آليات و�أدوات‬
‫وو�سائل قانونية ومالية لتمكينها من اال�ضطالع بالدور املناط بها كمحرك �أ�سا�سي للتنمية‪.‬‬
‫ويف قراءته لوثيقة الد�ستور احلايل يقول الأ�ستاذ ح�سن �أورا�ش‪« :‬ف�إن ر�ؤ�ساء جمال�س اجلهات‬
‫ور�ؤ�ساء جمال�س اجلماعات الرتابية الأخرى يقومون بتنفيذ مداوالت هذه املجال�س ومقرراتها‬
‫(الف�صل ‪ ، )138‬كما ت�ساهم اجلهات واجلماعات الرتابية يف تفعيل ال�سيا�سة العامة للدولة‬
‫ويف �إعداد ال�سيا�سات الرتابية ‪ ،‬من خالل ممثليها يف جمل�س امل�ست�شارين (الف�صل ‪.)137‬‬
‫ول�ضمان م�شاركة حقيقية للمواطنني يف تدبري ال�ش�أن املحلي‪ ،‬ف�إن ن�ص امل�شروع‬
‫اعتمد مقاربة ت�شاركية من خالل الف�صل (‪ ،)139‬حيث �أن جمال�س اجلهات‬
‫واجلماعات الرتابية الأخرى ت�ضع �آليات ت�شاركية للحوار والت�شاور لتي�سري‬
‫م�ساهمة املواطنات واملواطنني واجلمعيات يف �إعداد برامج التنمية وتتبعها‪.‬‬
‫وف�ضال عن هذه االخت�صا�صات اجلديدة‪� ،‬أ�ضحت اجلهات واجلماعات الرتابية الأخرى‪،‬‬
‫تتوفر �أي�ضا‪ ،‬يف جماالت اخت�صا�صاتها وداخل دائرتها الرتابية‪ ،‬على �سلطة تنظيمية‬
‫ملمار�سة �صالحياتها (الف�صل ‪ ،)140‬يف حني ي�ساعد والة اجلهات والعمال‪ ،‬وفق الف�صل‬
‫(‪ ،)145‬ر�ؤ�ساء اجلماعات الرتابية‪ ،‬وخا�صة ر�ؤ�ساء املجال�س اجلهوية‪ ،‬على تنفيذ املخططات‬
‫والربامج التنموية»‪. 31‬‬

‫‪ - 31‬ح�سن �أورا�ش‪ ،‬اجلهوية املتقدمة يف الد�ستور اجلديد‪ :‬ماذا لو قارنا مع الد�ستور احلايل‪ ،‬موقع ه�سربي�س‪،‬‬
‫‪ 25‬يناير ‪.2011‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪35‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫خال�صة‬
‫يت�ضح من امل�ضامني ال�سابقة �سواء تعلق الأمر باخلطب امللكية �أو بن�صو�ص د�ستور‬
‫نونرب ‪� 2011‬أن املغرب �أمام ت�صور وا�ضح ومتكامل ملا ميكن �أن يت�أ�س�س علية النموذج‬
‫اجلهوي املرتقب‪ .‬فالد�ستور اجلديد ميهد‪ ،‬من خالل �أحكامه‪ ،‬الطريق �أمام �إعادة‬
‫تنظيم دميقراطي لالخت�صا�صات بني الدولة واجلهات‪ ،‬مع تكري�س املبادئ الأ�سا�سية‬
‫للجهوية املغربية‪ ،‬واملتمثلة يف الوحدة الوطنية والرتابية‪ ،‬والتوازن والت�ضامن واملمار�سة‬
‫الدميقراطية‪ ،‬وانتخاب جمال�س اجلهات عرب االقرتاع املبا�شر ونقل ال�سلطات التنفيذية‬
‫لهذه املجال�س �إىل ر�ؤ�سائها وذلك �ضمن ت�صور �أ�صيل للثقافة واحل�ضارة املغربيتني‪.‬‬
‫وهكذا فالد�ستور اجلديد يعك�س الأ�شواط الهامة التي قطعها املغرب يف بناء دولة احلق‬
‫والقانون‪ .‬وهو خطوة �أ�سا�سية على درب تعزيز ا�ستقاللية الهيئات املنتخبة‪ ،‬بهدف جعل‬
‫الالمركزية واجلهوية على اخل�صو�ص‪ ،‬رافعة حقيقية للتنمية‪.‬‬
‫وقبل عر�ض �إمكانية التطبيق الفعلي للجهوية يف جمال التعليم باملغرب نت�ساءل �أوال‬
‫كيف طبقت اجلهوية يف املجال الرتبوي يف بع�ض البلدان التي �سبقت �إىل اعتماد املقاربة‬
‫اجلهوية يف تدبري وت�سيري ال�ش�ؤون املحلية؟‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪36‬‬
‫جتارب عاملية‬
‫يف جمال جهوية الرتبية والتكوين‬

‫�إن جهوية قطاع الرتبية والتكوين لي�س جديدا يف العامل‪ .‬فمختلف الدول التي‬
‫اعتمدت مقاربة اجلهوية يف تدبري �ش�ؤونها ويف جمال التنمية املحلية طبقت ب�شكل �أو‬
‫ب�آخر جهوية الرتبية والتكوين باعتباره من بني املكونات الأ�سا�س لهيكلة اجلهوية ولتفعيلها‬
‫على �أر�ض الواقع‪ .‬وجتدر الإ�شارة �إىل �أن لكل دولة تاريخها وثقافتها وجتربتها اخلا�صة‬
‫يف جمال التعامل مع اجلهوية‪ .‬فلكل دولة خ�صو�صياتها املتحكمة يف جتربتها‪ .‬ومن �أجل‬
‫�إغناء التفكرييف ت�صور منوذج لت�سيري جهوي ملنظومة الرتبية والتكوين ببالدنا ي�ساير‬
‫اخل�صو�صيات املغربية نقدم فيما يلي بع�ض النماذج يف هذا املجال‪ .‬ولي�س الغر�ض من‬
‫هذه النماذج هو النقل احلريف لأحدها‪ ،‬ولكن نتوخى من ذلك �إغناء التجربة املغربية يف‬
‫جمال جهوية منظومة الرتبية والتكوين مبجموعة من الأفكار والإجراءات القابلة للتطبيق‬
‫يف الواقع املغربي وتتما�شى يف نف�س الوقت مع خ�صو�صياته‪ .‬ويف هذا ال�سياق وقع اختيارنا‬
‫على جمموعة من التجارب ذات املرجعيات املختلفة‪.‬‬
‫‪ - 1‬جتربة الواليات املتحدة الأمريكية‬
‫تعترب جتربة الواليات املتحدة الأمريكية من بني التجارب العاملية الناجحة يف �شان‬
‫التدبري اجلهوي وتطبيق الالمركزية الرتابية ب�شكل وا�ضح وفعال ب�صفة عامة‪ ،‬ويف جمال‬
‫التعليم ب�صفة خا�صة‪ .‬ففي درا�سة ن�شرتها «امللحقة الثقافية ال�سعودية يف �أمريكا» حول نظام‬
‫التعليم يف �أمريكا خل�صت الباحثة �إىل �أن نظــام التعليم يف �أمريكا نظام « ال مركزي» تديره‬
‫احلكومات املحلية‪ .‬ولهذا ال�سبب ف�إن القوانني التي حتكم هيكل وم�ضمون برامج التعليم‬
‫تتنوع بدرجة كبرية ما بني والية و�أخرى ‪ ،‬ومع ذلك تبدو هذه الربامج مت�شابهة ب�شكل‬
‫ملحوظ ب�سبب العوامل امل�شرتكة بني هذه الواليات كاحلاجات االجتماعية واالقت�صادية‬
‫والتنقل املتكرر للطالب واملدر�سني من والية �إىل �أخرى‪ .‬ومن ثم ف�إن التجريب والتنوع يف‬
‫كل والية ال يعوق دون ظهور �شكل عام للنظام التعليمي يف �أمريكا‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪37‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫ومن الناحية العملية فهناك ا�شرتاك لثالث جهات يف �إدارة التعليم يف �أمريكا‪:‬‬
‫احلكومة الفيدرالية ‪ ،‬وحكومة الواليات ‪ ،‬واحلكومات املحلية‪ .‬وتقع امل�س�ؤولية يف �إدارة‬
‫التعليم يف النظام الأمريكي على احلكومات املحلية»‪.32‬‬
‫وح�سب املو�سوعة احلرة “ويكيبيديا” فكل جهة تقوم ب�أدوار حمددة نقدمها على‬
‫ال�شكل التايل‪:‬‬
‫�أو ًال‪ :‬احلكومة الفيدرالية‪:‬‬
‫احلكومة الفيدرالية ال ت�شرف �إ�شراف ًا مبا�شر ًا على التعليم‪� ،‬إال �أنها ت�سهم �إ�سهام ًا‬
‫فعا ًال يف كثري من نواحيه‪ .‬وميثلها مكتب الواليات املتحدة للتعليم ‪ ،‬وقد مت �إن�شا�ؤه عام‬
‫‪1876‬م وللمكتب ثالث وظائف رئي�سية هي‪:‬‬
‫‪ -‬البحث الرتبوي‪.‬‬
‫‪� -‬إدارة املنح الفيدرالية التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي اخلدمات التعليمية للواليات املتحدة والهيئات القومية‪.‬‬
‫‪ -‬جمع الإح�صاءات والبيانات الالزمة عن التعليم ون�شر املعلومات عن املدار�س‬
‫وت�شجيع التعليم‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬حكومة الواليات‪:‬‬
‫�أعطى التعديل العا�شر لد�ستور الواليات املتحدة الأمريكية �سنة ‪1791‬م للواليات‬
‫الإ�شراف على �ش�ؤون التعليم بها وبذلك يكون التعليم م�س�ؤولية الواليات‪ .‬ولكل‬
‫والية حاكم ينتخب من جانب ال�شعب وله �سلطات هامة على التعليم‪ .‬فهو يتمتع‬
‫ب�سلطات على ميزانية الوالية التي ينفق منها على التعليم وله ت�أثري على الت�شريعات‬
‫التي ت�صدرها الوالية‪ .‬وبع�ض حكام الواليات ي�شاركون يف ر�سم ال�سيا�سة التعليمية‬
‫للوالية‪ .‬ويف معظم الواليات يعني حاكم الوالية �أع�ضاء جمل�س التعليم بالوالية‪.‬‬
‫وتقوم الوالية بت�صريف كل �ش�ؤون التعليم مبا فيها حتديد امل�ستويات التعليمية وتوزيع‬
‫امل�ساعدات املقدمة من احلكومة الفيدرالية وتنفيذ القوانني وحتديد املناهج ومواد الدرا�سة‬
‫وتبني الكتب املدر�سية �أو تقدمي تو�صيات لها‪.‬‬

‫‪ - 32‬من�شورات امللحقة الثقافية ال�سعودية يف �أمريكا «درا�سة حول نظام التعليم يف �أمريكا»‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪38‬‬
‫ويوجد يف كل والية يف تنظيمها العام ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الهيئة الت�شريعية للوالية‪ :‬وهي ال�سلطة املخت�صة بر�سم ال�سيا�سة التعليمية وحتديد‬
‫االعتمادات املالية للإنفاق على التعليم و�إ�صدار القوانني التعليمية كما تقوم بتعيني �أع�ضاء‬
‫جمل�س الوالية للتعليم‪.‬‬
‫‪ .2‬جمل�س الوالية للتعليم‪ :‬ويعترب �أعلى �سلطة يف الغالبية العظمى من الواليات بعد‬
‫الهيئة الت�شريعية‪ .‬وامل�س�ؤولية الرئي�سية ملجل�س الوالية هي تخطيط التعليم يف �ضوء قرارات‬
‫الهيئة الت�شريعية واحتياجات الوالية‪ .‬وتعيني من يدير التعليم بالوالية وي�ضم �أع�ضاء يرتاوح‬
‫عددهم‪ )15-5( ‬وهم مواطنون عاديون يتم اختيارهم باالنتخاب �أو التعيني ‪ ،‬ولي�ست‬
‫هناك م�ؤهالت معينة ت�شرتط لع�ضوية املجل�س ‪ ،‬كما �أن الأع�ضاء ال يتقا�ضون �أجور ًا على‬
‫ع�ضويتهم‪ .‬وتكون مدة الع�ضوية بني (‪� )6-2‬سنوات‪.‬‬
‫‪ .3‬مدير التعليم العام‪ :‬وهو املدير التنفيذي امل�س�ؤول و�سكرتري جمل�س التعليم‪ .‬ويتم‬
‫تعيينه مبعرفة حاكم الوالية �أو جمل�س التعليم‪ .‬وقد يتم تعيينه باالنتخاب‪ .‬وي�شرتط فيه �أن‬
‫يكون جامعي ًا وله خربة منا�سبة يف جمال التعليم‪.‬‬
‫‪ .4‬مديرية التعليم للوالية‪ :‬وتقوم بتنفيذ ال�سيا�سة التعليمية التي ير�سمها ويحددها‬
‫جمل�س التعليم‪ .‬وتعترب مديرية التعليم للوالية الهيئة التنفيذية للتعليم بها‪ ،‬وت�ساعد‬
‫مدير التعليم على توجيه التعليم والإ�شراف عليه‪ .‬وت�ضم املديرية �أق�سام ًا خمتلفة للتعليم‬
‫االبتدائي والثانوي والفني والعايل و�إعداد املدر�سني وتعليم الكبار والبحوث الرتبوية‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬احلكومات املحلية‪:‬‬
‫تنق�سم كل والية �إىل مدن وقرى ومقاطعات‪ .‬ويوجد بكل منها جمل�س للتعليم هو‬
‫“جمل�س التعليم املحلي” الذي ي�ضطلع بكل �أمور التعليم بتفوي�ض من الواليات التابع لها‪.‬‬
‫وير�أ�س هذا املجل�س مدير حملي للتعليم‪ .‬ويقوم جمل�س التعليم املحلي ب�إن�شاء املدار�س‬
‫و�إعدادها و�صيانتها وتعيني املدر�سني واملوظفني والإداريني وتنظيم قبول الطالب مبختلف‬
‫املراحل‪.‬‬
‫متويل التعليم يف الواليات املتحدة الأمريكية‬

‫تختلف ميزانية التعليم من والية �إىل �أخرى اختالف ًا كبري ًا نتيجة الفروق الناجتة عن‬
‫وجود �أحياء فقرية و�أخرى غنية‪ .‬وت�ضطلع مب�س�ؤولية متويل التعليم يف الواليات املتحدة‬
‫الأمريكية ثالث م�صادر رئي�سية وهي‪:‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪39‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ .1‬احلكومة الفيدرالية التي ت�شارك بتمويل التعليم بن�سبة ‪% 4‬؛‬
‫‪ .2‬حكومة الوالية التي ت�شارك بحوايل ‪% 39‬؛‬
‫‪ .3‬احلكومة املحلية وتتحمل اجلانب الأكرب بن�سبة ‪.% 57‬‬
‫ومن ثم يقع العبء الأكرب يف متويل التعليم الأمريكي على عاتق ال�سلطات املحلية‬
‫وحكومات الواليات و�سبب ذلك �أن التعديل العا�شر لد�ستور الواليات املتحدة الأمريكية قد‬
‫منح كل والية �سلطة تنظيم م�ؤ�س�ساتها التعليمية‪.‬‬
‫وتعتمد احلكومات اعتماد ًا رئي�سي ًا على ال�ضرائب ب�أنواعها املختلفة يف متويل التعليم‪.‬‬
‫ولذا يعترب الإنفاق على التعليم م�شكلة كبرية نظر ًا الختالف الواليات داخل �أمريكا يف‬
‫م�ستوياتها االجتماعية واالقت�صادية‪ .‬ولذلك �إذا كانت الوالية غنية وح�صيلة ال�ضرائب‬
‫كبرية يكون الإنفاق على التعليم كبريا‪ .‬و�ساعد ذلك على تقدمي خدمة تعليمية جيدة‪ .‬كما‬
‫�أن انخفا�ض امل�ستوى االقت�صادي يف بع�ض املناطق يدفع بع�ض الواليات الأخرى لتقدمي‬
‫املنح للجهات واملناطق الفقرية‪.‬‬
‫وتفر�ض ال�ضرائب يف الواليات املتحدة الأمريكية بغر�ض الإنفاق على التعليم على‬
‫امل�ستويات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ال�ضرائب املحلية‪ :‬ويفر�ضها جمل�س التعليم املحلي بغر�ض زيادة نفقات التعليم‪.‬‬
‫ويتوىل جمع هذه ال�ضرائب و�إنفاقها يف جمال التعليم باملنطقة املحلية‪.‬‬
‫‪� .2‬ضرائب على م�ستوى الوالية‪ :‬ويفر�ضها جمل�س الوالية لتعوي�ض النق�ص يف امليزانية‬
‫التعليمية لكل جمل�س من جمال�س التعليم املحلية من ميزانية الوالية‪� ،‬إذا مل تكن ال�ضرائب‬
‫املحلية كافية لإي�صال م�ستوى التعليم �إىل احلد الأدنى املقرر الو�صول �إليه‪.‬‬
‫‪� .3‬ضرائب على امل�ستوى الفيدرايل‪ :‬ومن �أهم ال�ضرائب املفرو�ضة للإنفاق على التعليم‬
‫يف معظم الواليات الأمريكية هي ال�ضريبة العقارية التي يدور حولها جدل كبري على �أ�سا�س‬
‫�أنها غري كافية وغري عادلة‪ ،‬حيث �أن القيمة املادية للعقار �أو ال�شركة ال تعرف قيمتها‬
‫احلقيقية �إال عند بيعها‪ .‬ولذلك يقرتح املعار�ضون لل�ضريبة العقارية �أن الدخل هو �أن�سب‬
‫مقيا�س للرثوة املحلية‪ ،‬وبالتايل ميكن للنا�س دفع �ضرائبهم‪ .‬ولكن م�ؤيدي هذه ال�ضريبة‬
‫يرون �أن العقارات مقيا�س للرثوة والإمكانات املادية مثل الدخل �أو �أي مقيا�س للرثوة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪40‬‬
‫املناهج الدرا�سية الأمريكية‬

‫ال يوجد منهاج قومي ر�سمي للتعليم يف الواليات املتحدة الأمريكية‪ .‬وتقع م�س�ؤولية‬
‫املناهج وتخطيطها وتطويرها على عاتق �إدارات التعليم بالواليات مع �إتاحة الفر�صة‬
‫للواليات املحلية واملدار�س بقدر معني من امل�شاركة‪ .‬وعادة ما ي�شارك يف تخطيط املناهج‬
‫وتطويرها املتخ�ص�صون يف املادة ومديرو املدار�س واملدر�سون‪ ،‬وذلك بالإ�ضافة �إىل �أ�ساتذة‬
‫اجلامعات من املتخ�ص�صني يف الرتبية ‪ ،‬وجمموعات ذات اهتمامات جتارية (منتجو‬
‫الكتب واملواد التعليمية) وامل�ؤ�س�سات القومية للمعلمني والوكاالت القومية لالختبار‪.‬‬
‫وميكن القول �إن م�س�ؤولية حتديد املناهج وتخطيطها وتطويرها تقع على اجلهات التالية‪:‬‬
‫‪� -‬إدارات التعليم يف الواليات؛‬
‫‪ -‬امل�ؤ�س�سات املحلية واملدار�س؛‬
‫‪ -‬امل�ؤ�س�سات القومية للمعلمني؛‬
‫‪ -‬املتخ�ص�صون يف املادة ومديرو املدار�س واملدر�سون؛‬
‫‪ -‬الوكاالت القومية لالختبار؛‬
‫‪� -‬أ�ساتذة اجلامعات من املتخ�ص�صني يف الرتبية؛‬
‫‪� -‬أولياء الأمور وذوو االهتمام؛‬
‫‪ -‬الطالب يف بع�ض الواليات‪.‬‬
‫وقد متيزت املناهج الأمريكية ب�شكل عام يف �أيامها الأوىل بالت�أثري الديني القومي ‪ ،‬مع‬
‫وجود اجتاه نفعي متنامي‪ .‬ثم حدثت حتوالت �أ�سا�سية يف مناهج التعليم نتيجة جلعل التعليم‬
‫تعليم ًا مدني ًا والنظر �إىل الرتبية باعتبار �أن لها دور ًا هام ًا يف توحيد ويف �إعداد النا�شئة‬
‫للحياة املنتجة يف املجتمع ال�صناعي واملدين اجلديد‪ .‬مما �أدى �إىل االهتمام باحلاجات‬
‫املختلفة للمتعلمني وتوجيه االهتمام نحو حاجاتهم الفردية الأمر الذي انعك�س ب�صورة‬
‫كبرية يف �إدخال مواد جديدة يف م�ستوى التعليم الثانوي وزيادة فر�ص الطالب يف االختيار‪.33‬‬
‫وهكذا يت�ضح �أنه يف الواليات املتحدة الأمريكية لي�س هناك منهج موحد‪� ،‬أو نظام‬
‫تعليمي موحد‪ ،‬بل كل والية ويف �أحيان كثرية كل مدينة �أو مدر�سة حملية على حدة ح�سب‬
‫خ�صو�صياتها ب�إمكانها و�ضع نظامها التعليمي اخلا�ص يف �إطار التوجهات العامة القومية‬
‫وب�إ�شراف حكومات الواليات واحلكومات املحلية‪ .‬ويت�ضح كذلك الو�ضوح يف حتديد‬
‫امل�س�ؤوليات مما ي�سهل التتبع والتقييم واملحا�سبة‪.‬‬
‫‪ - 33‬املو�سوعة احلرة «ويكيبيديا»‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪41‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ - 2‬جتربة اجلمهورية الفيدرالية الأملانية‬
‫فكما هو معروف تنق�سم �أملانيا �إىل �ستة ع�شر �إقليم ًا احتادي ًا (ت�سمى لآندر ‪،)Lander‬‬
‫يتمتع كل منها ب�سيادته وحكومته املحلية اخلا�صة‪ .‬وكل �إقليم �أو والية لديها وزارة للتعليم‬
‫خا�صة بها‪ .‬لذلك ف�سيا�سة التعليم ال تخ�ضع لر�ؤية واحدة‪ .‬فال�سيا�سة التعليمية يف هذا‬
‫البلد‪ ،‬ح�سب املو�سوعة احلرة «ويكيبيا»‪ ،‬تنطلق من نف�س املبد�إ االحتادي (الفيدرايل)‬
‫الذي ين�ص على توزيع ال�صالحيات بني احلكومة االحتادية والواليات ال�ستة ع�شر‪ ،‬و�إعطاء‬
‫هذه الواليات �صالحيات الإ�شراف على �ش�ؤون التعليم‪ .‬وترتكز مهمة احلكومة االحتادية‬
‫يف ال�ش�ؤون الت�شريعية واملالية والتخطيط الرتبوي‪ ،‬حيث ي�ؤكد الد�ستور الأملاين االحتادي‬
‫على �ضرورة التعاون بني احلكومة االحتادية والواليات الأملانية يف ميدان التعليم‪ .‬ومن‬
‫الناحية التنفيذية‪ ،‬تقوم جلنة تعرف با�سم جلنة االحتاد للتخطيط الرتبوي والبحث‬
‫العلمي‪ ،‬وكذلك م�ؤمتر وزراء التعليم والثقافة يف الواليات‪ ،‬املعروف با�سم امل�ؤمتر الدائم‬
‫لوزير الثقافة يف الواليات الأملانية االحتادية‪ ،‬بالعمل على تن�سيق العمل الرتبوي‪ ،‬يف �إطار‬
‫النظام التعليمي الأملاين وكذا اجلماعات ويف تنظيم املن�ش�آت الرتبوية وحتديد االجتاهات‬
‫الرتبوية وم�ضمون املناهج الدرا�سية‪ ،‬واالعرتاف بال�شهادات املمنوحة‪ .‬وقد �ساعد كل ذلك‬
‫على توفري عرو�ض تربوية ومن�ش�آت تعليمية مت�شابهة ومتنا�سقة‪ ،‬وذات كفاءة‪.‬‬
‫وتخ�ضع �إدارة النظام التعليمي – يف �أملانيا – لنظام يقوم على ثالثة م�ستويات‪:‬‬
‫•امل�ستوى الأول‪ : ‬م�ستوى (القمة) متمثلة يف وزارة الثقافة يف الوالية؛‬
‫•امل�ستوى الثاين‪( : ‬الو�سط) يتمثل يف الدوائر الإدارية التابعة للمحافظ‪� ،‬أو هيئات‬
‫املدار�س العليا امل�ستقلة‪ ،‬التي ي�شرف عليها املديرون احلكوميون‪ ،‬واملجال�س املدر�سية‪ ،‬التي‬
‫ت�شرف بدورها على املدار�س املهنية؛‬
‫•امل�ستوى الثالث‪( : ‬القاعدة) تتمثل يف الإدارات التعليمية‪ ،‬التي ت�شرف على املدار�س‬
‫الأ�سا�سية والعامة واملدار�س املتخ�ص�صة‪ .‬وير�أ�س الإدارة التعليمية «م�ست�شار املدار�س»‪.‬‬
‫ويت�ضح مما �سبق �أن التنظيم الإداري يف �أملانيا يتكون من مدير املدر�سة‪ ،‬فم�ست�شار املدرا�س‬
‫(مدير التعليم) فاملحافظ‪ ،‬فوزارة الثقافة يف كل والية من الواليات الأملانية‪ .‬وتن�ص املادة‬
‫(‪ )21‬من الد�ستور الأملاين االحتادي على م�ساهمة الأحزاب ال�سيا�سية يف �أملانيا‪ ،‬يف و�ضع‬
‫ال�سيا�سة التعليمية والرتبوية‪ ،‬املعمول بها يف البالد‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪42‬‬
‫متويل التعليم يف �أملانيا‬

‫يتوزع متويل التعليم يف �أملانيا بني احلكومة االحتادية والواليات (�أكرب ن�صيب من‬
‫ميزانية التعليم) وبني بلديات املدن والقرى‪ ،‬وتقوم الواليات والبلديات بدفع مرتبات‬
‫ونفقات املدر�سني والعاملني بالقطاع‪.‬‬
‫�أ�س�س الإنفاق على التعليم يف �أملانيا‬
‫•االعتماد على ال�سلطات املحلية وحكومات الواليات يف توفري ميزانية التعليم‬
‫وال�صرف عليه؛‬
‫•ميول التعليم من ال�ضرائب العامة التي حت�صلها الواليات‪ ،‬وتخ�ص�ص ل�صالح‬
‫التعليم والإنفاق عليه؛‬
‫•حت�صل بع�ض املدار�س على دعم مايل يف �شكل �إعانات ومنح لتعوي�ض العجز يف‬
‫ميزانيتها‪.‬‬
‫وتقوم ال�شركات وامل�صانع بتقدمي امل�ساعدات الفنية مثل برامج التدريب املهني‬
‫والفني للطالب من �أجل �إعداد الطلبة للوظائف املختلفة‪ ،‬وتزويدهم باملهارات واخلربات‬
‫العملية التي ت�ساعدهم على االلتحاق ب�سوق العمل‪ .‬كما تقدم احلكومة الفيدرالية حوايل‬
‫‪ % 7‬من جملة الإنفاق على التعليم‪ ،‬بينما تقدم الواليات حوايل ‪ ،% 32‬وتتحمل ال�سلطات‬
‫املحلية باقي نفقات التعليم التي ت�صل �إىل مايقرب من ‪� ،% 23‬إىل جانب الأموال العامة‪،‬‬
‫وامل�ساعدات املوقوفة من قبل اجلمعيات العلمية‪.‬‬
‫جماالت الإنفاق على التعليم يف �أملانيا‬
‫‪ -‬تتحدد �أهم �أوجه الإنفاق على التعليم فيما يلي‪: ‬‬
‫‪ -‬دفع رواتب ومكاف�آت املدر�سني واملعا�شات املخ�ص�صه لهم من خالل حكومات‬
‫الواليات الأملانية؛‬
‫‪� -‬إن�شاء املباين املدر�سية‪ ،‬و�صيانتها من خالل ماتقدمه اجلهات املحلية؛‬
‫‪ -‬توفري الأجهزة والأدوات لهذه املدار�س‪.‬‬
‫بناء املناهج الدرا�سية‬

‫يف �أملانيا‪ ،‬ثمة نظام هرمي يف بناء املناهج الدرا�سية تبد�أ ق َّمته من احلكومة االحتادية‬
‫التي ت�ضع الثوابت الرئي�سة لهوية الأمة ووحدتها والر�ؤية امل�ستقبلية لنه�ضتها‪ ،‬ثم ي�أتي دور‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪43‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫املقاطعات‪ ،‬حيث �إن لكل مقاطعة �صالحيات تطوير املناهج اخلا�صة مبدار�سها‪ ،‬يف �إطار‬
‫الر�ؤية اال�سرتاتيجية لل�سيا�سة التعليمية الر�سمية‪.34‬‬

‫‪ - 3‬جتربة كندا‬
‫يف نف�س ال�سياق‪ ،‬يقدم ح�سني عبد احلافظ ‪ 35‬جتربة كندا يف جمال تطبيق اجلهوية يف‬
‫جمال التعليم ‪ ،‬خا�صة ماله عالقة باملناهج التعليمية‪ .‬وهكذا يرى �أن نظام كندا التعليمي‬
‫يت�سم بالالمركزية‪ ،‬لذا ف�إن ثمة قا�سمـًا م�شرت ًكا‪ ،‬تقوم عليه �صناعة املناهج الدرا�سية يف‬
‫املقاطعات الكندية كافة‪ ،‬يتمثل يف �صيانة ِوحدة الرتاب الكندي قاطبة‪� ،‬إىل جانب غر�س‬
‫والتو�سع يف مفهوم الرتبية من �أجل‬‫ّ‬ ‫قيم الت�سامح والرتبية من �أجل ال�سالم وحقوق املواطنة‬
‫التنمية امل�ستدامة‪ .‬وبداية من عام ‪ ،1993‬حدثت نقلة نوعية بتطوير املناهج الدرا�سية يف‬
‫ظل التو�سع با�ستخدام الإنرتنت كو�سيلة ف َّعالة يف منظومة التعليم‪ .‬وقد ط ِّبق يف هذا ال�ش�أن‬
‫ما يعرف مب�شروع ‪ ،Net School‬الذي ر�صدت له احلكومة الكندية ‪ 30‬مليون دوالر‪ ،‬وطال‬
‫جميع املناهج يف املراحل التعليمية املختلفة‪ .‬وقد حظي هذا امل�شروع مب�شاركة العديد من‬
‫ال�صلة بالرتبية والتعليم‪ .‬ويف �إطاره نـ ِّفذت ِع َّدة برامج لتدريب املدر�سني‪،‬‬
‫اجلهات ذات ِ‬
‫على طرق التدري�س للمناهج اجلديدة‪ ،‬با�ستخدام الأن�شطة ال�ص ِّفية املبن َّية على الولوج‬
‫الآمن يف الف�ضاء املعلوماتي للإنرتنت‪.‬‬
‫‪ - 4‬جتربة �أ�سرتاليا‬
‫يف تقرير �صدر م�ؤخ ًرا بعنوان «منهج التعاون‪ ..‬نحو �إعادة التفكري يف الوطنية»‪،‬‬
‫ورد �أنه منذ ت�شكيل نظام التعليم يف �أ�سرتاليا عام ‪1870‬م‪ ،‬فقد خ�ضعت �صناعة املناهج‬
‫الدرا�سية للم�س�ؤولية الد�ستورية للدولة‪� ،‬إ َّال �أنه بعد التح ّول من مركزية التعليم �إىل‬
‫الالمركزية �صار لكل والية كثري من ال�صالحيات يف �صناعة وتطوير املناهج املعتمدة يف‬
‫مدار�سها‪ ،‬مع االحتفاظ بالثوابت العامة للدولة‪ ،‬ويف مقدمتها احلفاظ على �سالمة ال ِوحدة‬
‫أدخلت تعديالت يف مناهج التعليم الإلزامي‪ ،‬بحيث‬ ‫الوطنية‪ .‬ومنذ بداية الألفية اجلديدة‪ِ � ،‬‬
‫�أنها حتقق‪:‬‬

‫‪ - 34‬املو�سوعة احلرة «ويكيبيديا»‪.‬‬


‫‪ ،204‬عدد‬ ‫‪ - 35‬ح�سني عبد احلافظ‪ ،‬املناهج الدرا�سية‪ :‬ر�ؤى وجتارب عاملية‪ ،‬جملة املعرفة‪ ،‬العدد‬
‫مار�س ‪.2012‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬املواءمة مع التغيرّ ات االقت�صادية وال�سيا�سية والثقافية والبيئية‪ ،‬وما طر�أ من منو يف‬
‫تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت؛‬
‫‪ -‬ت�سهيل التعليم مدى احلياة؛‬
‫‪ -‬تنمية مهارات التفكري النقدي لدى املتعلمني‪ ،‬والقدرة على حل امل�شكالت‪.‬‬
‫وبداية من مار�س ‪ِ � ،2010‬أعيدت �صياغة املناهج الدرا�سية‪ ،‬يف �إطار م�شروع متكامل‪� ،‬أطلق‬
‫عليه ا�سم «التفاعلية يف مناهج التعليم»‪ ،‬نـ ِّفذت منه املرحلة الأوىل‪ ،‬التي ت ِّ‬
‫ـغطي مناهج‬
‫التعليم الأ�سا�سي يف اللغة الإجنليزية والريا�ضيات والعلوم والتاريخ‪.‬‬
‫خال�صات‬
‫كيف جت�سدت اجلهوية يف جمال الرتبية والتكوين من خالل التجارب ال�سالفة‬
‫الذكر؟‬
‫يت�ضح من خالل التجارب املقدمة �سلفا ما يلي‪:‬‬
‫•�أن هناك جتارب ناجحة يف خمتلف �أنحاء العامل يف تطبيق اجلهوية يف جمال‬
‫التعليم؛‬
‫•�أن كل دولة من الدول التي قدمنا جتاربها قامت بذلك وفق خ�صو�صياتها؛‬
‫•�أن هذه التجارب تلتقي كلها حول مبد�إ «احلفاظ على الثوابت العامة للدولة»؛‬
‫•�أن هناك توزيع وا�ضح ودقيق للمهام والأدوار بني ال�سلطة املركزية وال�سلطة اجلهوية‬
‫وال�سلطة املحلية؛‬
‫•�أن ال�سلطة املركزية انح�صر دورها يف �إعداد التوجهات العامة وخا�صة ماله عالقة‬
‫ب «الثوابت الرئي�سة لهوية الأمة ووحدتها والر�ؤية امل�ستقبلية لنه�ضتها»؛‬
‫•�أن ال�سلطة املحلية (البلديات‪ ،‬اجلماعات‪ )...‬فو�ضت لها �سلطات كبرية يف تدبري‬
‫ال�ش�أن الرتبوي حمليا؛‬
‫•�أن امل�ؤ�س�سات االقت�صادية اجلهوية واملحلية ت�ساهم يف متويل التعليم؛‬
‫•�أن خمتلف الفاعلني االجتماعيني جهويا وحمليا (�أحزاب �سيا�سية؛ نقابات؛ جمعيات‬
‫خمت�صة‪ )...،‬تتدخل يف توجيه وتدبري ق�ضايا الرتبية والتعليم‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪45‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫وانطالقا من هذه اال�ستنتاجات العامة ميكن القول �أن املغرب من خالل التوجهات‬
‫العامة املعرب عنها بو�ضوح يف خطب جاللة امللك حول اجلهوية املو�سعة وكذا ما جاء به‬
‫د�ستور نونرب ‪ 2011‬من ن�صو�ص يف هذا الباب ب�إمكانه و�ضع نظام جهوي حقيقي جلهوية‬
‫التعليم‪� .‬إن الأمر يتطلب جر�أة كبرية وثقافة جديدة تقطع مع روا�سب املا�ضي وتفتح باب‬
‫االجتهاد واملبادرة امل�س�ؤولة وفق ما جاء يف امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ويف التجارب‬
‫املقدمة وما ت�سمح به القوانني املرتجمة لد�ستور ‪.2011‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪46‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة باملغرب‬

‫‪ -1‬املرجعيات الأ�سا�س‬
‫�إذا كانت اخلطب امللكية وا�ضحة فيما يخ�ص الت�صور العام للجهوية‪ ،‬ف�إن ال�صعوبة‪،‬‬
‫بدون �شك‪ ،‬تكمن يف كيفية تنزيل هذا الت�صور وجت�سيده يف م�ؤ�س�سات ت�ضمن بلوغ الأهداف‬
‫النبيلة املتوخاة منه‪ .‬فاجلهوية يف هذا ال�سياق‪ ،‬لها جمال ترابي حمدد وم�ؤ�س�سات‬
‫منتخبة ب�شكل دميوقراطي ومنظمة بكيفية ت�سمح بتعبئة خمتلف املوارد‪ ،‬ب�شرية كانت �أو‬
‫مادية‪ ،‬املتاحة حمليا من �أجل حتقيق التنمية الب�شرية ال�شاملة وذلك يف ان�سجام تام بني‬
‫اخل�صو�صيات اجلهوية والتوابت الوطنية‪.‬‬
‫فكيف ميكن �إذن حتقيق االنتقال من �سيا�سة “�سيطرة املركز” �إىل �سيا�سة‬
‫“اقت�سام وتوزيع املهام بني املركز واجلهات بنوع من ال�سال�سة والنجاعة والفعالية؟‬
‫وبعبارة �أخرى كيف ميكن حتقيق هذا االنتقال من �سيا�سة التمركز �إىل �سيا�سة‬
‫الالمتركز �ضمن ت�صور متكامل وذلك‪ :‬وفق توجيهات اخلطب امللكية ال�سامية وكذا‬
‫وفق النتائج التي تو�صلت �إليها اللجنة امللكية املكلفة ب�إعداد ت�صور ملا ميكن �أن‬
‫يكون عليه التق�سيم اجلهوي املرتقب للمغرب‪ ،‬و�أخريا وفق م�ضامني د�ستور ‪2011‬؟‪.‬‬
‫البد من الإ�شارة �إىل �أن امل�س�ألة لي�ست ب�سيطة وال�سهلة التنفيذ بل عملية تتطلب‬
‫النف�س الطويل واعتماد التدرج كمقاربة لتفعيل م�ضامني اجلهوية املو�سعة‪ .‬فالأمر يعني‬
‫�إر�ساء وتفعيل ثقافة جديدة يف تدبري وت�سيري ق�ضايا املجتمع‪� .‬إنه م�شروع جمتمعي‬
‫جديد يت�أ�س�س يف املغرب ويفعل عرب تطبيق اجلهوية مما يتطلب ا�ستيعاب ووعي‬
‫خمتلف فئات املجتمع بغاياته و�أهدافة ق�صد �ضمان االنخراط امل�شرتك يف تفعيله‪.‬‬
‫فكيف ميكن �إذن تفعيل هذا النمط من التدبري والت�سيري على م�ستوى منظومة‬
‫الرتبية والتكوين؟ وكيف ميكن جت�سيده على م�ستوى املناهج والربامج التعليمية؟‬
‫وبالرجوع �إىل الر�سائل واخلطب امللكية ال�سابقة الذكر جند �أنها ت�ؤكد على ما يلي‪:‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪47‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫“‪ ...‬و�أن تكون ‪� -‬أي اجلهة ‪ -‬هي الناطقة وهي املربجمة وهي املخططة وهي البانية‬
‫واملطبقة على �أرا�ضيها‪ ،‬و�أق�صد �أر�ض الإقليم ولي�س �أر�ض اجلهة‪ ،‬وفكرت �أن �أ�ضع �أمام‬
‫�أنظار الربملان م�شروع قانون خا�ص مبجال�س اجلهات املغربية التي تكون لها �سلطتها‬
‫‪36‬‬
‫الت�شريعية و�سلطتها التنفيذية اخلا�صة بها وتكون لها هيئة املوظفني‪.”...‬‬
‫‪ -‬يف الر�سالة امللكية التي وجهها جاللة امللك حممد ال�ساد�س �إىل امل�شاركني يف ندوة‬
‫“مغربية ال�صحراء يف الرتاث التاريخي والأدبي” يوم اجلمعة ‪� 20‬أبريل ‪ 2001‬التي نظمت‬
‫بتطوان ما بني ‪ 20‬و‪� 22‬أبريل ‪ 2001‬حيث قال‪�...“ :‬إن اجلهوية والالمركزية يف �أو�سع معانيها‬
‫وجتلياتها الدميوقراطية يف �إطار الإجماع وال�سيادة والوحدة الرتابية للمملكة تعد �أح�سن‬
‫خيار و�أقوم �سبيل لتجاوز النزاع املفتعل حول مغربية ال�صحراء‪”.‬‬
‫و�أ�ضاف جاللته‪� ”...‬إن امل�سار الدميوقراطي اجلهوي الذي نرعاه بكل حزم وعزم‬
‫و�إخال�ص‪ ،‬ميكن املواطنني املغاربة وال �سيما �أبناءنا يف ال�صحراء‪ ،‬يف معاجلة ق�ضاياهم‬
‫و�إدارة �ش�ؤونهم من موقع حاجياتهم �ضمن منظور �شكلت فيه الالمركزية اجلهوية‬
‫�ضرورة وطنية ومطلبا دميوقراطيا ي�ستهدفان تفعيل كل الطاقات واملوارد الب�شرية حمليا‬
‫وجهويا و�إقليميا‪ ،‬معتقدين ب�أن التنوع هو الذي يغني الوحدة الوطنية ويدعمها‪ ،‬فلي�ست‬
‫الدميوقراطية جمرد جت�سيد للم�ساواة يف ظل دولة احلق والقانون‪ ،‬و�إمنا ال بد لها �أي�ضا‬
‫من عمق ثقايف يتج�سد يف احرتام اخل�صو�صيات اجلهوية و�إعطاءها الف�ضاء املالئم‬
‫لال�ستمرار والإبداع و�إثبات الهوية”‪.‬‬
‫ويف اخلطاب امللكي بخ�صو�ص الذكرى ‪ 33‬للم�سرية اخل�ضراء‪ ،‬يقول جاللة امللك‪:‬‬
‫“�إن م�شروع اجلهوية‪� ،‬إ�صالح هيكلي عميق يقت�ضي جهدا جماعيا لبلورته و�إن�ضاجه‪ ،‬لذا‪،‬‬
‫ارت�أيت �أن �أخاطبك يف �ش�أن خارطة طريقه ‪� :‬أهدافا‪ ،‬ومرتكزات‪ ،‬ومقاربات‪ .‬فطموحنا‬
‫الكبري من هذا الور�ش الواعد هو تر�سيخ احلكامة املحلية اجليدة وتعزيز القرب من‬
‫املواطن وتفعيل التنمية اجلهوية املندجمة‪ ،‬االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪ ..‬ولبلوغ هذه‬
‫الأهداف‪ ،‬ف�إن هذا الإ�صالح يجب �أن يقوم على مرتكزات الوحدة والتوازن‪ ،‬والت�ضامن‪...‬‬
‫ومهما وفرنا للجهوية من تقدم‪ ،‬ف�ستظل حمدودة‪ ،‬ما مل تقرتن بتعزيز م�سار الال متركز‪،‬‬
‫لذلك‪ ،‬يتعني �إعطاء دفعة قوية لعمل الدولة على امل�ستوى الرتابي‪ ،‬خا�صة يف جمال‬
‫�إعادة تنظيم الإدارة املحلية‪ ،‬وجعلها �أكرث تنا�سقا وفعالية وتقوية الت�أطري عن قرب”‪.‬‬

‫‪ - 36‬خطاب املغفور له جاللة امللك احل�سن الثاين �سنة ‪1984‬بفا�س �أمام اجتماع املجل�س اال�ست�شاري اجلهوي‬
‫للمنطقة الو�سطى ال�شمالية‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪48‬‬
‫ويف اخلطاب امللكي ال�سامي ليوم الأحد ‪ 3‬يناير ‪ 2010‬مبنا�سبة تن�صيب اللجنة اال�ست�شارية‬
‫للجهوية يقول جاللته‪ ...“ :‬ف�إن اجلهوية املو�سعة املن�شودة‪ ،‬لي�ست جمرد �إجراء تقني �أو‬
‫�إداري‪ ،‬بل توجها حا�سما لتطوير وحتديث هياكل الدولة‪ ،‬والنهو�ض بالتنمية املندجمة‪...‬‬
‫و�إننا ننتظر من هذه اللجنة‪� ،‬إعداد ت�صور عام‪ ،‬لنموذج وطني جلهوية متقدمة‪ ،‬ت�شمل كل‬
‫جهات اململكة؛ على �أن ترفعه ل�سامي نظرنا يف نهاية �شهر يونيو القادم‪ .‬وكما �سبق �أن �أكدنا‬
‫على ذلك‪ ،‬ف�إننا ندعو اللجنة �إىل االجتهاد يف �إيجاد منوذج مغربي ‪ -‬مغربي للجهوية‪،‬‬
‫نابع من خ�صو�صيات بلدنا‪ .‬ويف �صدارتها انفراد امللكية املغربية بكونها من �أعرق امللكيات‬
‫يف العامل‪ .‬فقد ظلت‪ ،‬على مر الع�صور‪� ،‬ضامنة لوحدة الأمة‪ ،‬وجم�سدة للتالحم بكافة‬
‫فئات ال�شعب‪ ،‬والوقوف امليداين على �أحواله‪ ،‬يف كل املناطق‪ .‬كما �أن املغرب يتميز بر�صيده‬
‫التاريخي الأ�صيل‪ ،‬وتطوره الع�صري امل�شهود‪ ،‬يف انتهاج الالمركزية الوا�سعة‪ .‬لذا‪ ،‬يجدر‬
‫باللجنة العمل على �إبداع منظومة وطنية متميزة للجهوية؛ بعيدا عن اللجوء للتقليد احلريف‪،‬‬
‫�أو اال�ستن�ساخ ال�شكلي للتجارب الأجنبية‪ .‬غايتنا املثلى الت�أ�سي�س لنموذج رائد يف اجلهوية‬
‫بالن�سبة للدول النامية‪ ،‬وتر�سيخ املكانة اخلا�صة لبالدنا‪ ،‬كمرجع يحتذى‪ ،‬يف اتخاذ مواقف‬
‫وطنية مقدامة‪ ،‬و�إيجاد �أجوبة مغربية خالقة‪ ،‬للق�ضايا املغربية الكربى‪� : ...‬إننا نتوخى‬
‫من هذا الور�ش امل�ؤ�س�س بلوغ �أهداف جوهرية‪ .‬ويف مقدمتها �إيجاد جهات قائمة الذات‪،‬‬
‫وقابلة لال�ستمرار‪ ،‬من خالل بلورة معايري عقالنية وواقعية‪ ،‬ملنظومة جهوية جديدة‪.‬‬
‫وي�أتي يف املقام الثاين‪ ،‬انبثاق جمال�س دميقراطية‪ ،‬لها من ال�صالحيات واملوارد‪ ،‬ما‬
‫ميكنها من النهو�ض بالتنمية اجلهوية املندجمة‪ .‬فجهات مغرب احلكامة الرتابية اجليدة‪،‬‬
‫ال نريدها جهازا �صوريا �أو بريوقراطيا؛ و�إمنا جمال�س متثيلية للنخب امل�ؤهلة‪ ،‬حل�سن تدبري‬
‫‪37‬‬
‫�ش�ؤون مناطقها‪”.‬‬
‫‪ - 2‬منطلقات الت�أ�سي�س جلهوية الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫�إذا كان املغرب قد عرف التدبري الإقليمي لق�ضايا الرتبية والتكوين عرب ما تقوم‬
‫به النيابات الإقليمية لوزارة الرتبية الوطنية منذ بداية اال�ستقالل ف�إن التدبري اجلهوي‬
‫لبع�ض اخت�صا�صات هذه الوزارة مل ير النور ب�شكل فعلى �إال يف بداية الألفية الثالثة(‪.)2000‬‬
‫وجتلى ر�سميا هذا التوجه فيما جاء يف امليثاق الوطني للرتبية والتكوين الذي ن�ص ب�شكل‬
‫وا�ضح على �إحداث �شبكة من امل�ؤ�س�سات اجلهوية لهذا الغر�ض‪ ،‬تتمتع بال�شخ�صية املعنوية‬

‫‪ -37‬اخلطاب امللكي ال�سامي الذي �ألقاه جاللته يوم الأحد ‪ 3‬يناير ‪ 2010‬مبنا�سبة تن�صيب اللجنة اال�ست�شارية‬
‫للجهوية‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪49‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫واال�ستقالل الإداري واملايل‪� ،‬سميت ب“الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين”‪ .‬وجاء‬
‫هذا الإقرار لتج�سيد الالمركزية والالمتركز يف جمال الرتبية والتكوين‪ .‬وهو ما ي�شكل‬
‫خطوة هامة يف جمال تدبري ق�ضايا الرتبية والتكوين على امل�ستوى اجلهوي‪.‬‬
‫ويف هذا الإطار‪ ،‬ن�ص امليثاق الوطني للرتبية والتكوين يف دعامته اخلام�سة ع�شرة‪،‬‬
‫املتعلقة ب�إقرار الالمركزية والالمتركز يف قطاع الرتبية والتكوين‪ ،‬على ما يلي‪:‬‬
‫«حيث �إن املغرب‪ ،‬مبقت�ضى الد�ستور والقوانني املنظمة للجهات وللجماعات املحلية ‪،‬‬
‫ينهج �سيا�سة الالمركزية والالمتركز الإداريني ‪ :‬واعتبارا ل�ضرورة مالءمة الرتبية والتكوين‬
‫للحاجات والظروف اجلهوية واملحلية ؛ ومن �أجل الت�سهيل والرت�شيد والت�سريع مل�ساطر‬
‫تدبري العدد املتزايد من التجهيزات الأ�سا�سية‪ ،‬والعدد املتعاظم للمتعلمني وامل�ؤطرين يف‬
‫قطاع الرتبية والتكوين‪.‬‬
‫و�سعيا لتي�سري ال�شراكة والتعاون امليداين مع كل الأطراف الفاعلة يف القطاع �أو املعنية‬
‫به‪ ،‬من حيث التخطيط والتدبري والتقومي‪.‬‬
‫وحر�صا على �ضرورة �إطالق املبادرات البناءة‪ ،‬و�ضبط امل�س�ؤوليات يف جميع �أرجاء‬
‫البالد حلل امل�شكالت العملية للقطاع يف عني املكان‪ ,‬ب�أقرب ما ميكن من امل�ؤ�س�سات‬
‫التعليمية والتكوينية‪ ,‬والنهو�ض بها ب�صفة �شاملة وعلى النحو املق�صود بالإ�صالحات‬
‫املت�ضمنة يف امليثاق‪.‬‬
‫تقوم �سلطات الرتبية والتكوين بتن�سيق مع ال�سلطات الأخرى املخت�صة‪ ،‬بت�سريع بلورة‬
‫نهج الالمركزية والالمتركز يف هذا القطاع‪ ،‬باعتباره اختيارا حا�سما وا�سرتاتيجيا‪,‬‬
‫وم�س�ؤولية عاجلة‪.‬‬
‫حتدث هيئات متخ�ص�صة يف التخطيط والتدبري واملراقبة يف جمال الرتبية والتكوين‪،‬‬
‫على م�ستوى اجلهة والإقليم و�شبكات الرتبية والتكوين امل�شار �إليها يف املادتني ‪ 41‬و‪ 42‬من‬
‫امليثاق‪ ،‬وكذا على �صعيد كل م�ؤ�س�سة‪ ،‬بغية �إعطاء الالمركزية والالمتركز �أق�صى الأبعاد‬
‫املمكنة‪ ،‬وذلك عن طريق نقل االخت�صا�صات وو�سائل العمل ب�صفة تدريجية حثيثة وحازمة‪،‬‬
‫من الإدارات املركزية �إىل امل�ستويات املذكورة �أعاله» ‪.38‬‬
‫وهكذا فم�ضمون امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ي�ؤ�س�س لإر�ساء دعائم اجلهوية يف‬
‫جمال الرتبية والتكوين وفق مايلي‪:‬‬
‫‪ - 38‬اململكة املغربية‪ ،‬اللجنة اخلا�صة بالرتبية والتكوين‪ ،‬امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬الدعامة اخلام�سة‬
‫ع�شرة‪� .‬إقرار الالمركزية والالمتركز يف قطاع الرتبية والتكوين �سنة ‪� 1999‬ص‪.33 :‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪50‬‬
‫•التقلي�ص من االخت�صا�صات الت�سيريية والتدبريية للإدارة املركزية داخل املنظومة‬
‫الرتبوية ؛‬
‫•�إعادة هيكلة نظام الأكادمييات وتو�سيع �صالحياتها‪ ،‬لت�صبح �سلطة جهوية للرتبية‬
‫والتكوين الممركزة تتمتع بال�شخ�صية املعنوية واال�ستقالل الإداري واملايل ؛‬
‫•تعزيز امل�صالح الإقليمية املكلفة بالرتبية والتكوين من حيث �ضبط االخت�صا�صات‬
‫وجعلها تندرج يف �إطار الهيكلة اجلهوية ؛‬
‫•�إحداث جمال�س التدبري على م�ستوى امل�ؤ�س�سات التعليمية‪ ،‬مل�ؤازرة هيئة الإدارة‬
‫الرتبوية‪ ،‬باعتبارها الأداة املج�سدة لالمركزية والالمتركز ؛‬
‫•حت�سني التدبري العام لنظام الرتبية والتكوين‪ ،‬ق�صد تر�شيد وتوحيد املبادرات‬
‫واملخططات وحتقيق �شفافية امليزانية املر�صودة‪ ،‬وكذا تقلي�ص تكاليف الت�سيري‬
‫الإداري‪ ،‬ف�ضال عن عقلنة تدبري املوارد الب�شرية ؛‬
‫•�إحداث هيئات متخ�ص�صة يف التخطيط والتدبري واملراقبة يف جمال الرتبية والتكوين‬
‫على امل�ستوى اجلهوي والإقليمي واملحلي‪.‬‬
‫‪ - 3‬الأكادمييات‪ :‬ال�سلطة الرتبوية اجلهوية لتدبري ق�ضايا الرتبية والتكوين‬
‫ميكن اعتبار خلق نظام الأكادمييات مبثابة جت�سيد التفكري الفعلى للتدبري اجلهوي‬
‫ل�ش�ؤون الرتبية والتكوين باملغرب‪ .‬فهذا الإجراء لي�س عمال ب�سيطا يف ثقافة الت�سيري يف‬
‫املغرب‪ .‬بل ميكن اعتباره خطوة �أ�سا�سية لإقرار الالمركزية والالمتركز يف كيفية تدبري‬
‫وت�سيري جمال الرتبية والتكوين‪.‬‬
‫وجتدر الإ�شارة �إىل �أن الالمركزية تقت�ضي نقل االخت�صا�صات التي كانت جمتمعة‬
‫يف املركز‪� ،‬أي يف وزارة الرتبية الوطنية‪� ،‬إىل الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين التي‬
‫يفرت�ض فيها �أن تتمتع بجميع ال�صالحيات لتدبري ق�ضايا التعليم يف اجلهة الرتابية التي‬
‫تتواجد فيها وذلك عرب �شبكة النيابات وخمتلف امل�ؤ�س�سات التابعة لها‪ ،‬وكذا مب�شاركة‬
‫هيئات منتخبة وفق الن�صو�ص املنظمة للأكادمييات ووفق ما جاء يف امليثاق الوطني للرتبية‬
‫والتكوين‪� .‬أما الالمتركز فهو يتج�سد يف تفوي�ض ال�سلط من املركز �إىل الأكادمييات‬
‫التي بدورها تقوم بنف�س ال�شيء بالن�سبة للنيابات التعليمية وخمتلف امل�ؤ�س�سات التابعة‬
‫لهذه الأخرية وذلك وفق الن�صو�ص الت�شريعية والتنظيمية ال�صادرة يف هذا ال�ش�أن‪ .‬ويف‬
‫هذا ال�سياق فالأكادمييات‪ ،‬ح�سب الظهري املنظم لها‪ ،‬م�ؤ�س�سات عمومية م�ستقلة تتمتع‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪51‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫بال�شخ�صية املعنوية واال�ستقالل املايل‪ .‬هذه الو�ضعية القانونية ووفق ثقافة الالمركزية‬
‫والالمتركز جتعل �أكادمييات الرتبية والتكوين م�س�ؤولة عن ال�ش�أن الرتبوي يف اجلهة‬
‫التي تتواجد بها‪ .‬فهي م�س�ؤولة عن �إعداد وحت�ضري و�إجناز وتتبع وتقومي خمطط عملها‬
‫ال�سنوي‪ ،‬وم�س�ؤولة عن تنفيذ ال�سيا�سة الرتبوية والتكوينية واالختيارات والتوجهات الكربى‬
‫والأولويات والأهداف العامة واخلا�صة التي و�ضعتها ال�سلطة الو�صية املتمثلة يف وزارة‬
‫الرتبية الوطنية‪.‬‬
‫وحتى نتعرف �أكرث على هذه امل�ؤ�س�سات نقدم فيما يلي القانون املحدث لها واملعروف‬
‫ب «قانون رقم ‪ 07.00‬املتعلق ب�إحداث الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين»‪ .‬ويت�ألف هذا‬
‫القانون من عدة مواد وهي على ال�شكل التايل‪:‬‬
‫الباب الأول‪ :‬الإحداث واملهام واالخت�صا�صات‬
‫‪ -‬املادة ‪ :1‬حتدث يف كل جهة من جهات اململكة م�ؤ�س�سة عمومية تتمتع بال�شخ�صية‬
‫املعنوية واال�ستقالل املايل تدعى‪« : ‬الأكادميية اجلهوية للرتبية والتكوين»‪ .‬تخ�ضع هذه‬
‫الأكادميية « لو�صاية الدولة‪ ،‬ويكون الغر�ض من هذه الو�صاية �ضمان تقيد �أجهزتها‬
‫املخت�صة ب�أحكام هذا القانون خ�صو�صا ما يتعلق باملهام امل�سندة �إليها‪ ،‬واحلر�ص بوجه عام‬
‫على تطبييق الن�صو�ص الت�شريعية والتنظيمية املتعلقة بامل�ؤ�س�سات العمومية‪ .‬وتهدف هذه‬
‫الو�صاية كذلك �إىل ال�سهر على احرتام الأكادمييات لتطبيق الن�صو�ص املتعلقة مب�ؤ�س�سات‬
‫الرتبية والتكوين والنظام املدر�سي‪ ،‬وكذا �شروط التعيني يف مهام الإدارة الرتبوية‪ .‬ومتار�س‬
‫هذه الو�صاية من لدن ال�سلطة احلكومية املخت�صة طبقا للظهري ال�شريف املتعلق بتعيني‬
‫�أع�ضاء احلكومة والن�صو�ص املتخذة لتطبيقه‪ .‬كما تخ�ضع الأكادمييات للمراقبة املالية‬
‫للدولة املطبقة على امل�ؤ�س�سات العمومية وفقا للن�صو�ص الت�شريعية اجلاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ :2‬تناط بالأكادميية يف حدود دائرة نفوذها الرتابي‪ ،‬ويف �إطار االخت�صا�صات‬
‫امل�سندة �إليها‪ ،‬مهمة تنفيذ ال�سيا�سة الرتبوية والتكوينية‪ ،‬مع مراعاة الأولويات و الأهداف‬
‫الوطنية املحددة من لدن ال�سلطة احلكومية الو�صية‪ .‬ولهذا الغر�ض‪ ،‬ت�ضطلع الأكادميية‬
‫باملهام التالية‪:‬‬
‫‪� -1‬إعداد خمطط تنموي للأكادميية ي�شمل جمموعة من التدابري والعمليات ذات‬
‫الأولوية يف جمال التمدر�س طبقا للتوجهات و الأهداف الوطنية‪ ،‬مع �إدماج اخل�صو�صيات‬
‫واملعطيات االجتماعية واالقت�صادية والثقافية اجلهوية يف الربامج الرتبوية مبا يف ذلك‬
‫الأمازيغية؛‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪52‬‬
‫‪ -2‬و�ضع اخلرائط الرتبوية التوقعية على م�ستوى اجلهة بتن�سيق مع اجلهات املعنية‬
‫وبالت�شاور مع اجلماعات املحلية واملندوبيات اجلهوية للتكوين املهني‪ .‬ولهذا الغر�ض تقوم‬
‫املندوبيات ب�إخبار الأكادمييات برباجمها يف جمال التكوين املهني؛‬
‫‪ -3‬ال�سهر على �إعداد اخلريطة املدر�سية اجلهوية وتكوين �شبكات م�ؤ�س�سات الرتبية‬
‫والتكوين املهني يف اجلهة‪ ،‬وذلك بتن�سيق مع املندوبية اجلهوية للتكوين املهني ؛‬
‫‪ -4‬امل�ساهمة يف حتديد حاجيات ال�شباب يف جمال التكوين املهني �أخذا يف االعتبار‬
‫اخل�صو�صيات االقت�صادية اجلهوية‪ ،‬واقرتاحها على املندوبية اجلهوية للتكوين املهني؛‬
‫‪ -5‬و�ضع وتطوير التكوينات التقنية الأ�سا�سية ذات الأهداف املهنية اخلا�ضعة للنظام‬
‫املدر�سي وكذا التكوين املهني بالتمر�س �أو بالتناوب الذي تقوم به الإعداديات والثانويات؛‬
‫‪ -6‬و�ضع برنامج توقعي متعدد ال�سنوات لال�ستثمارات املتعلقة مب�ؤ�س�سات التعليم‬
‫والتكوين‪ ،‬وذلك على �أ�سا�س اخلريطة الرتبوية التوقعية ؛‬
‫‪ -7‬حتديد العمليات ال�سنوية للبناء والتو�سع والإ�صالحات الكربى والتجهيز املتعلقة‬
‫مب�ؤ�س�سات الرتبية والتكوين؛‬
‫‪� -8‬إجناز م�شاريع البناء والتو�سع والإ�صالحات الكربى والتجهيز مب�ؤ�س�سات الرتبية‬
‫والتكوين والقيام بتتبعها‪ ،‬مع �إمكانية تفوي�ض �إجنازها عند االقت�ضاء �إىل هيئات �أخرى‬
‫يف �إطار اتفاقيات ؛‬
‫‪ -9‬القيام يف عني املكان مبراقبة حاالت كل م�ؤ�س�سات الرتبية والتكوين وجودة �صيانتها‬
‫ومدى توفرها على و�سائل العمل ال�ضرورية‪ .‬ولهذا الغر�ض‪ ،‬يتعني عليها �أن تتدخل على‬
‫الفور لتدارك كل اختالل يعوق ح�سن �سري امل�ؤ�س�سات املذكورة وجتهيزاتها �أو يلحق �ضررا‬
‫مبحيطها �أو جماليتها �أو مناخها الرتبوي؛‬
‫‪ -10‬ممار�سة االخت�صا�صات املفو�ضة �إليها من لدن ال�سلطة احلكومية الو�صية يف‬
‫جمال تدبري املوارد الب�شرية؛‬
‫‪ -11‬الإ�شراف على البحث الرتبوي على امل�ستوى الإقليمي واملحلي وعلى االمتحانات‬
‫وتقييم العمليات التعليمية على م�ستوى اجلهة ومراقبة هذه العمليات على امل�ستوى‬
‫الإقليمي واملحلى والعمل على تطور الرتبية البدنية والريا�ضة املدر�سية بتن�سيق مع امل�صالح‬
‫املخت�صة؛‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪53‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -12‬القيام مببادرات لل�شراكة مع الهيئات وامل�ؤ�س�سات اجلهوية الإدارية واالقت�صادية‬
‫واالجتماعية والثقافية بهدف �إجناز امل�شاريع الرامية �إىل االرتقاء مب�ستوى الرتبية‬
‫والتكوين يف اجلهة ؛‬
‫‪� -13‬إعداد الدرا�سات املتعلقة بالرتبية والتكوين والإ�شراف على الن�شر والتوثيق‬
‫الرتبوي على م�ستوى اجلهة‪ ،‬وامل�ساهمة يف البحوث والإح�صاءات اجلهوية والوطنية؛‬
‫‪� -14‬إعداد �سيا�سة للتكوين امل�ستمر لفائدة املوظفني الرتبويني والإداريني وو�ضعها‬
‫مو�ضع التنفيذ؛‬
‫‪ -15‬ت�سليم رخ�ص لفتح �أو تو�سيع �أو �إدخال تغيري على م�ؤ�س�سات التعليم الأويل �أو‬
‫التعليم املدر�سي اخل�صو�صي طبقا للن�صو�ص الت�شريعية والتنظيمية اجلاري بها العمل ؛‬
‫‪ -16‬تقدمي كل تو�صية تتعلق بالق�ضايا التي تتجاوز �إطار اجلهة �إىل ال�سلطات احلكومية‬
‫املعنية‪ ،‬وذلك من �أجل مالءمة �آليات وبرامج الرتبية والتكوين مع حاجيات اجلهة ؛‬
‫‪ -17‬تقدمي خدمات يف كل جماالت الرتبية والتكوين‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬الإدارة والت�سيري‬
‫املادة ‪ :3‬يدير الأكادميية جمل�س �إداري وي�سريها مدير‪.‬‬
‫املادة ‪ :4‬خالفا لأحكام الظهري ال�شريف مبثابة قانون رقم ‪ 1.77.185‬بتاريخ ‪� 5‬شوال‬
‫‪� 19( 1397‬سبتمرب ‪ )1977‬املتعلق برئا�سة املجال�س الإدارية للم�ؤ�س�سات العمومية الوطنية‬
‫واجلهوية‪ ،‬ترت�أ�س ال�سلطة احلكومية الو�صية جمل�س الأكادميية‪ .‬يت�ألف املجل�س الإداري‬
‫من‪ - : ‬ممثلي الإدارات املعنية؛ ‪ -‬رئي�س جمل�س اجلهة؛ ‪ -‬وايل اجلهة؛ ‪ -‬عمال عماالت‬
‫و�أقاليم اجلهة؛ ‪ -‬ر�ؤ�ساء املجموعات احل�ضرية؛ ‪ -‬ر�ؤ�ساء املجال�س الإقليمية؛ ‪ -‬رئي�س‬
‫املجل�س العلمي للجهة؛ ‪ -‬رئي�س �أو ر�ؤ�ساء اجلامعات املتواجدة يف اجلهة؛ ‪ -‬املندوب اجلهوي‬
‫لإدارة التكوين املهني؛ ‪ -‬ر�ؤ�ساء الغرف املهنية باجلهة بن�سبة ممثل واحد منهم عن كل‬
‫قطاع؛ ‪ -‬ممثل اللجنة الأوملبية للجهة؛ ‪� -‬ستة ممثلني عن الأطر التعليمية من �أع�ضاء‬
‫اللجن الثنائية على م�ستوى اجلهة بن�سبة ممثلني اثنني عن كل �سلك تعليمي وممثلني اثنني‬
‫عن الأطر الإدارية والتقنية؛ ‪ -‬ثالثة ممثلني عن جمعيات �آباء و�أولياء التالميذ بن�سبة‬
‫ممثل واحد عن كل �سلك تعليمي؛ ‪ -‬ممثل واحد عن جمعيات التعليم املدر�سي اخل�صو�صي‬
‫بكل جهة؛ ‪ -‬ممثل واحد عن جمعيات التعليم املدر�سي اخل�صو�صي بكل جهة؛ ‪ -‬ممثل واحد‬
‫عن م�ؤ�س�سات التعليم الأويل‪ .‬ويجوز لرئي�س جمل�س الأكادميية �أن يدعو حل�ضور اجتماعات‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪54‬‬
‫املجل�س على �سبيل اال�ست�شارة كل �شخ�ص يرى فائدة يف ح�ضوره‪ .‬وحتدد مبر�سوم طريقة‬
‫تعيني ممثلي الأطر التعليمية والإدارية والتقنية‪ ،‬وكذا ممثلي جمعيات �آباء و�أولياء التالميذ‬
‫وممثل م�ؤ�س�سات التعليم الأويل وممثل جمعيات التعليم املدر�سي اخل�صو�صي‪.‬‬
‫املادة ‪ :5‬يتمتع جمل�س الأكادميية بجميع ال�سلط وال�صالحيات الالزمة لإدارة‬
‫الأكادميية‪ ،‬وخا�صة فيما يتعلق ب‪: ‬‬
‫‪ -‬الربنامج التوقعي اجلهوي لتكوين الأطر التعليمية والإدارية والتقنية؛‬
‫‪ -‬الربنامج التوقعي للبناء والتو�سع والإ�صالحات الكربى مل�ؤ�س�سات الرتبية والتكوين؛‬
‫‪� -‬سري م�ؤ�س�سات الرتبية والتكوين؛‬
‫‪ -‬تكوين �شبكات م�ؤ�س�سات الرتبية والتكوين‪.‬‬
‫وي�شرتط ل�صحة مداوالت جمل�س الأكادميية �أن يح�ضرها ما ال يقل عن ن�صف �أع�ضاءه‬
‫يف اجلل�سة الأوىل ويف حالة عدم اكتمال الن�صاب يوجه ا�ستدعاء ثان ويكون الن�صاب‬
‫باحلا�ضرين وتتخذ القرارات ب�أغلبية الأ�صوات‪ ،‬ف�إن تعادلت رجح اجلانب الذي ينتمي‬
‫�إليه الرئي�س‪ .‬ويجتمع جمل�س الأكادميية بدعوة من الرئي�س كلما دعت ال�ضرورة �إىل ذلك‪،‬‬
‫وعلى الأقل مرتني يف ال�سنة وذلك‪: ‬‬
‫‪ -‬لو�ضع ح�صيلة الإجنازات ومراقبة مدى تنفيذ القرارات املتخذة وح�صر القوائم‬
‫الرتكيبية لل�سنة املالية املختتمة؛‬
‫‪ -‬لتحديد الربنامج التوقعي وح�صر ميزانية ال�سنة املوالية‪ .‬ويقوم املدير مبهام كتابة‬
‫جمل�س الأكادميية‪.‬‬
‫املادة ‪ :6‬ميكن ملجل�س الأكادميية �إحداث جلان يحدد ت�أليفها وكيفية ت�سيريها‪ .‬ويف‬
‫كل الأحوال‪ ،‬يتعني �أن يحدث املجل�س لزوما جلنة مكلفة بالتن�سيق مع قطاع التعليم العايل‬
‫وجلنة مكلفة بالتن�سيق مع قطاع التكوين املهني وجلنة لل�ش�ؤون املالية واالقت�صادية‪.‬‬
‫املادة ‪ :7‬تنظم وحتدد اخت�صا�صات م�صالح الأكادميية مبا فيها م�صاحلها الإقليمية‬
‫بن�ص تنظيمي‪.‬‬
‫املادة ‪ :8‬يعني مدير الأكادميية بظهري �شريف باقرتاح من ال�سلطة احلكومية الو�صية‪.‬‬
‫ويتمتع املدير بجميع ال�سلط وال�صالحيات الالزمة لت�سيري �ش�ؤون الأكادميية‪ .‬ويقوم بتنفيذ‬
‫قرارات جمل�س الأكادميية‪ .‬وميكن �أن يتلقى تفوي�ضا من جمل�س الأكادميية لت�سوية ق�ضايا‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪55‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫معينة‪ .‬وميكن �أن يفو�ض حتت م�س�ؤوليته جزءا من �سلطه و�صالحياته �إىل املوظفني‬
‫العاملني حتت �إمرته‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬ميزانية الأكادميية‬
‫املادة‪ :9‬ت�شمل ميزانية الأكادميية‬
‫‪ -1‬يف باب املوارد‪- : ‬الإمدادات واملخ�ص�صات من ميزانية الدولة؛ –الإعانات‬
‫وامل�ساهمات يف �إطار �شراكات مع اجلماعات املحلية وهيئاتها وكل هيئة �أخرى عامة �أو‬
‫خا�صة؛ ‪-‬الت�سبيقات القابلة للإرجاع التي متنحها اخلزينة والهيئات العامة �أو اخلا�صة‬
‫وكذا االقرتا�ضات امل�أذون فيها طبقا للن�صو�ص الت�شريعية اجلاري بها العمل؛ ‪-‬الهبات‬
‫والو�صايا واملداخيل املتنوعة؛ ‪-‬مداخيل اخلدمات التي تقدمها واملرتبطة بن�شاطها؛ ‪-‬كل‬
‫املوارد الأخرى التي ميكن �أن متنح لها الحقا مبوجب �أحكام ت�شريعية �أو تنظيمية‪.‬‬
‫‪ -2‬يف باب النفقات‪ : ‬نفقات التجهيز والت�سيري ؛ ‪-‬ت�سديد الت�سبيقات والقرو�ض ؛‪-‬كل‬
‫النفقات الأخرى املرتبطة بن�شاطها‪.‬‬
‫املادة ‪ :10‬يظل املوظفون والأعوان املنتمون �إىل الهيئات التعليمية والإدارية والتقنية‬
‫العاملون مب�صالح ومب�ؤ�س�سات الرتبية والتكوين التابعة للقطاع العام يف اجلهة خا�ضعني‬
‫لأحكام النظام العام للوظيفة العمومية وكذا لأحكام �أنظمتهم الأ�سا�سية اخلا�صة‪.‬‬
‫املادة ‪ :11‬تتكون الهيئات اخلا�صة بالأكادميية من‪�- : ‬أعوان مت توظيفهم من لدن‬
‫الأكادميية طبقا لنظام �أ�سا�سي خا�ص يحدد مبر�سوم؛ ‪-‬موظفني و�أعوان يف و�ضعية‬
‫�إحلاق‪.‬‬
‫املادة ‪ :12‬مع مراعاة املادتني ‪ 7‬و‪ 10‬من هذا القانون ت�صبح النيابة الإقليمية للرتبية‬
‫الوطنية خا�ضعة �إىل كل �أكادميية يف حدود دائرة نفوذها الرتابي‪ .‬ومع مراعاة نف�س‬
‫الأحكام‪ ،‬تو�ضع م�ؤ�س�سات الرتبية والتكوين املوجودة يف دائرة النفوذ الرتابي لكل �أكادميية‬
‫حتت �سلطتها‪.39‬‬
‫وال�س�ؤال الذي يطرح اليوم يف �أفق البحث عن جتاوز االختالالت التي تعرفها املدر�سة‬
‫املغربية هو كالتايل‪:‬‬

‫‪ - 39‬القانون رقم ‪ 00.07‬املتعلق ب�إحداث الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين‪ ،‬ال�صادر باجلريدة الر�سمية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،4798‬بتاريخ ‪ 25‬ماي ‪.2000‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪56‬‬
‫هل �أدت الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين ما كان منتظرا منها‪ ،‬وفق م�ضامني‬
‫القانون امل�ؤ�س�س لها‪ ،‬لتحقيق الالمركزية يف تدبري ق�ضايا ال�ش�أن الرتبوي والتعليمي‪،‬‬
‫باعتبارها منوذجا حيا يف الالمركزية والالمتركز؟ وهل هي امل�س�ؤولة‪ ،‬كل واحدة يف‬
‫اجلهة التي تتواجد بها‪ ،‬عن تردي احلالة التي تعي�شها املدر�سة املغربية؟‬
‫�إذن فح�سب القانون ال�سالف الذكر فقد مت تفوي�ض عدة اخت�صا�صات مركزية �إىل‬
‫الأكادمييات اجلهوية وذلك من �أجل‪:‬‬
‫‪ -‬تب�سيط امل�ساطري الإدارية؛‬
‫‪ -‬فتح املجال �أمام املبادرة اجلهوية؛‬
‫‪ -‬التخفيف من البريوقرطية الإدارية؛‬
‫‪ -‬النجاعة يف اتخاد القرارات ويف تفعيلها؛‬
‫‪ -‬اعتماد الدميوقراطية وال�شفافية يف تدبري وت�سيري خمتلف ق�ضايا الرتبية والتكوين‬
‫يف اجلهة‪.‬‬
‫والآن وبعد التجربة الفعلية لأكادمييات الرتبية والتكوين التي دامت منذ ن�ش�أتها �إىل‬
‫حد الآن (‪ )2014‬ويف �إطار البحث عن االختالالت التي تعاين منها املنظومة التعليمية‬
‫ببالدنا فقد حان الوقت مل�ساءلة هذه التجربة باعتماد الن�صو�ص الت�شريعية املنظمة لها‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة �أخرى‪ ،‬باعتماد الإجنازات الفعلية لهذه امل�ؤ�س�سات‪ .‬ويف هذا ال�سياق‬
‫ميكن طرح الأ�سئلة البديهية التالية‪:‬‬
‫•هل فعال مت نقل خمتلف االخت�صا�صات �إىل �أكادمييات الرتبية والتكوين وفق‬
‫مفهومي الالمركزية والالمتركز كما مت التن�صي�ص عليه يف امليثاق الوطني للرتبية‬
‫والتكوين �أم �أن البريوقراطية املركزية املثمثلة يف تدخالت وزارة الرتبية الوطنية‬
‫الزالت قائمة بال�شكل الذي كانت عليه قبل �إحداث هذه امل�ؤ�س�سات؟‬
‫•هل هذه الأكادمييات متار�س فعال اخت�صا�صاتها وفق الن�صو�ص الت�شريعية املنظمة‬
‫لها؟‬
‫•ما هي حدود الوزارة يف ت�سيري ال�ش�أن التعليمي باجلهة؟‬
‫•ما هي املعيقات التي حتول دون حتقيق الأكادمييات لأهدافها؟‬
‫ففي وثيقة �صادرة عن مديرية ال�ش�ؤون القانونية واملنازعات بوزارة الرتبية الوطنية‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪57‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫والتعليم العايل وتكوين الأطر والبحث العلمي‪ ،‬قطاع الرتبية الوطنية ماي ‪ ،2007‬حتت‬
‫عنوان «جتربة الالمركزية والالمتركز بقطاع الرتبية الوطنية» جاء ما يلي‪:‬‬
‫«لقد �شكل اعتماد امليثاق الوطني للرتبية والتكوين كمرجعية �أ�سا�سية لإ�صالح‬
‫املنظومة الرتبوية‪ ،‬طفرة نوعية يف �إر�ساء مرتكزات ودعامات جديدة لهذا الإ�صالح‪،‬‬
‫واملتمثلة �أ�سا�سا يف تبني ﻧﻬج الالمركزية والالمتركز كخيار ا�سرتاتيجي يهدف �إىل‬
‫ممار�سة �سيا�سة القرب واالرتقاء بخدمات الرتبية والتعليم‪ .‬وقد جت�سد هذا النهج يف تبني‬
‫امل�ؤ�س�سة العمومية على ال�صعيد اجلهوي‪ ،‬كجهاز متمتع باال�ستقاللية الإدارية واملالية وذو‬
‫هيكلة ت�ستجيب ملتطلبات املهام واالخت�صا�صات املنوطة بالأكادمييات بحكم القانون‪ ،‬كما‬
‫مت اعتماد هند�سة جديدة على ال�صعيد املركزي ترتكز على تكييف اخت�صا�صات الإدارة‬
‫املركزية لتن�سجم مع الأدوار اجلديدة التي �أنيطت ﺑﻬا‪ .‬ويف نف�س ال�سياق‪ ،‬مت تبني مبادئ‬
‫الت�شارك والإ�شراك والدميقراطية يف مقاربة ال�ش�أن التعليمي على امل�ستوى اجلهوي‪ ،‬من‬
‫خالل �إر�ساء املجال�س الإدارية لهذه الأكادمييات وحتديد اخت�صا�صاﺗها‪ .‬هذا‪ ،‬وقد مكنت‬
‫هذه الهند�سة اجلديدة اﻤﻟﺠ�سدة لالختيارات الكربى‪ ،‬من النقل التدريجي لالخت�صا�صات‬
‫التي كانت ممركزة �سابقا‪� ،‬إىل الوحدات الالممركزة يف ظروف طبيعية‪ .‬وقد متيزت‬
‫مرحلة �إر�ساء نظام الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين بتحقيق جمموعة من املكت�سبات‪،‬‬
‫�سواء على امل�ستوى امل�ؤ�س�ساتي �أو على امل�ستوى التدبريي‪ ،‬غري �أنه اعرتﺗﻬا بع�ض ال�صعوبات‬
‫والإكراهات الناجمة �أ�سا�سا عن حداثة هذه التجربة وحمدودية انخراط باقي الفرقاء‬
‫وال�شركاء االجتماعيني‪.40»...‬‬
‫ويف نقده لعمل هذه امل�ؤ�س�سات �أ�شار الأ�ستاذ �أحمد ام�شكح يف �إحدى مقاالته حول‬
‫و�ضعية التعليم باملغرب �إىل جمموعة من ال�صعوبات التي تقف �أمام الأكادمييات يف �إجناز‬
‫مهامها وفق ما جاء يف الن�ص القانوين املحدث لها‪ :‬فبالرجوع �إىل املادة الثالثة من القانون‬
‫املحدث للأكادمييات‪ ،‬واملتعلقة بالإدارة والت�سيري‪ ،‬ف�إن �إدارة الأكادميية توجد حتت �سلطة‬
‫املجل�س الإداري‪ ،‬فيما يناط الت�سيري باملدير‪ ،‬وهو ما يعني‪ ،‬ح�سب �أحمد ام�شكح‪� ،‬أن �أع�ضاء‬
‫املجل�س الإداري هم الذين �أ�سند �إليهم تطبيق ال�سيا�سة الرتبوية والتكوينية باجلهة‪ ،‬و�إعداد‬
‫خمطط تنموي للأكادميية تراعى فيه الأهداف الوطنية مع �إدماج اخل�صو�صيات واملعطيات‬
‫االجتماعية واالقت�صادية والثقافية اجلهوية يف الربامج الرتبوية مبا يف ذلك الأمازيغية‪.‬‬

‫‪ - 40‬وزارة الرتبية الوطنية والتعليم العايل وتكوين الأطر والبحث العلمي‪ ،‬قطاع الرتبية الوطنية‪ ،‬مديرية‬
‫ال�ش�ؤون القانونية واملنازعات‪ ،‬جتربة الالمركزية والالمتركز بقطاع الرتبية الوطنية‪ ،‬ماي ‪. 2007‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪58‬‬
‫وكذلك و�ضع اخلرائط الرتبوية التوقعية على م�ستوى اجلهة مع حتديد حاجيات ال�شباب يف‬
‫جمال التكوين املهني‪ ،‬وو�ضع وتطوير التكوينات التقنية الأ�سا�سية ذات الأهداف املهنية‪.‬‬
‫كما �أن القانون �أعطى كذلك احلق للمجال�س الإدارية للأكادمييات‪ ،‬ب�إجناز م�شاريع البناء‬
‫والتو�سيع والإ�صالح والتجهيز‪ ،‬ومراقبة حاالت امل�ؤ�س�سات‪ ،‬وجودة التكوين‪ ،‬وتوفري و�سائل‬
‫العمل‪ ،‬وتدبري املوارد الب�شرية‪ ،‬والإ�شراف على البحث الرتبوي‪ ،‬والقيام مببادرات ال�شراكة‪.‬‬
‫اليوم يطرح املتتبعون ال�س�ؤال‪ ،‬هل �أجنزت كل الأكادمييات اجلهوية ما ظل م�سطرا لها‪� ،‬أم �أن‬
‫تعرث الكثري من �أ�شغالها وملفاتها‪ ،‬هو الذي ت�سبب اليوم فيما �آل �إليه و�ضع املدر�سة املغربية؟‬
‫فحينما راهن امليثاق الوطني للرتبية والتكوين على جتربة الأكادمييات‪ ،‬اعتقد �أن الكثري‬
‫من امللفات �سيتم حلها جهويا‪ ،‬بالنظر خل�صو�صيتها‪� ،‬سواء تعلق الأمر بق�ضايا ذات بعد‬
‫تعليمي‪� ،‬أو ذات بعد تربوي‪ .‬غري �أن الرهان مل يتحقق بنف�س احلما�س‪ ،‬وال بحجم الإمكانات‬
‫التي ر�صدت للتجربة‪ .‬عيب على بع�ض الأكادمييات اجلهوية �أنها ف�شلت يف تفعيل عدد من‬
‫ال�سلط التي منحها القانون‪ .‬ومن ذلك ح�سن تدبري ماليتها ب�شفافية‪ .‬لذلك ك�شفت بع�ض‬
‫التقارير‪ ،‬ومنها تقارير املجل�س الأعلى للح�سابات‪ ،‬عن وجود جتاوزات مالية همت على‬
‫اخل�صو�ص تلك الأموال التي ر�صدها املخطط اال�ستعجايل لكل الأكادمييات‪ ،‬خ�صو�صا‬
‫و�أن ملف البنايات و�ضع رهن �إ�شارتها‪ ،‬قبل �أن يظهر عجزها يف تدبري امللف‪ ،‬ويفوت تلك‬
‫الفر�صة على عدد من اجلهات لإحداث م�ؤ�س�سات تعليمية كانت يف �أم�س احلاجة �إليها‪.‬‬
‫لقد وجدت جل الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين نف�سها �أنها ال تتوفر على‬
‫امل�ؤهالت الب�شرية القادرة على تدبري ال�شق املايل‪ .‬كما وجدت �أن تتبع ملف البناءات‬
‫والتجهيزات‪ ،‬لي�س من �صميم اخت�صا�صها بالنظر �إىل �أن جل مواردها الب�شرية‬
‫ال تتوفر �إال على م�ؤهالت يف الرتبية والتعليم ولي�س يف الهند�سة �أو تتبع الأ�شغال‪.‬‬
‫لذلك ارتكبت الكثري من الأخطاء‪ ،‬و�سجل املخطط اال�ستعجايل تعرثا كبريا يف ملف‬
‫البنايات وهي بيد الأكادمييات اجلهوية‪ .‬غري �أنه حينما نطرح ال�س�ؤال عن الأ�سباب‬
‫اجلوهرية لتعرث ال�سري العادي لبع�ض الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين‪ ،‬ال بد‬
‫�أن نتوقف مليا عند مكونات هذه امل�ؤ�س�سات‪ ،‬التي راهنت عليها املدر�سة املغربية‪.‬‬
‫يكاد يجمع جل املتتبعني �أن تركيبة املجل�س الإداري للأكادميية‪� ،‬صورية و�شكلية بالنظر‬
‫�إىل �أنها ت�ضم ممثلني منتخبني‪ .‬لكن الأغلبية ال�ساحقة من هذه الرتكيبة‪ ،‬معينة‪.‬‬
‫لذلك بد�أ احلديث عن �ضرورة جتريب �صيغة االنتخاب يف كل مكونات املجل�س الإداري‬
‫للأكادميية لكي تعطي النتائج املرجوة منها‪ .‬وهي املكونات التي ميكن �أن تنتخب رئي�سا‬
‫يتوفر على كل ال�سلط‪ ،‬مبا فيها �سلطة الآمر بال�صرف بعيدا عن �سلطة الإدارة املركزية‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪59‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫ورغم �أن القانون املحدث للأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين �أعطى احلق للمجال�س‬
‫الإدارية ب�إحداث جلان فرعية‪� ،‬إال �أن جل هذه اللجان وجدت نف�سها عاجزة عن �أداء مهامها‬
‫املتعلقة بال�ش�ؤون املالية واالقت�صادية‪ ،‬والتن�سيق مع قطاع التعليم العايل والتكوين املهني‪،‬‬
‫وتطوير العر�ض الرتبوي‪ ،‬واالهتمام باملوارد الب�شرية‪ ،‬وتقوية ال�شراكة والدعم االجتماعي‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫وحماربة الأمية‪ ،‬واالرتقاء بالرتبية غري النظامية»‪.‬‬
‫وبالن�سبة للأ�ستاذ حممد �صديقي يف درا�سة تقييمية مل�سار �أكادمييات الرتبية والتكوين‪،‬‬
‫فقد قدم خمتلف املكت�سبات التي حققتها هذه امل�ؤ�س�سات ب�صيغتها اجلديدة يف تدبري ال�ش�أن‬
‫الرتبوي على امل�ستوى اجلهوي ووقف عند جمموعة من ال�صعوبات والإكراهات التي حتول‬
‫دون حتقيقها لأهدافها‪ .‬فهو يرى �أنه «على امل�ستوى الت�شريعي والتنظيمي فرغم املجهودات‬
‫التي متت ف�إنه مل يرتجم مبا فيه الكفاية على م�ستوى �إر�ساء وتفعيل �آليات الت�أطري والتدبري‬
‫الإداري والرتبوي على خمتلف امل�ستويات‪ ،‬كما �أن الت�صور املنبثق عن املرجعيات الأ�سا�سية‬
‫للإ�صالح مل يبلور ب�صفة دقيقة ووا�ضحة على م�ستوى الهياكل التنظيمية مركزيا وجهويا‬
‫وحمليا‪ .‬وعموما‪ ،‬ف�إن التحليل الأويل‪  ‬حل�صيلة املنجزات‪ ،‬يبني �أن هناك �إكراهات من‬
‫�ش�أنها الت�أثري على ا�ستكمال م�سل�سل الالمركزية والالمتركز» ومن �أهم ما �سجله الأ�ستاذ‬
‫ال�صديقي مايلي‪:‬‬
‫�أ‌‪ -‬على امل�ستوى امل�ؤ�س�ساتي‪:‬‬
‫على الرغم من و�ضع هند�سة جديدة للهياكل املركزية‪ ،‬تن�سجم مع نهج الالمركزية‬
‫والالمتركز‪ ،‬ف�إن �إر�ساء هذه الهياكل مل ي�ستح�ضر كل املهام والوظائف التي يتعني على‬
‫املركز �أن ي�ضطلع بها يف �إطار قيادة الإ�صالح ومواكبة جتربة الأكادمييات‪ .‬كما �أن الإرادة‬
‫القوية للتعجيل ب�إر�ساء نظام الأكادمييات‪ ،‬قد �أدت �إىل اعتماد معايري كمية بالأ�سا�س‪ ،‬عند‬
‫و�ضع هيكلة هذه البنيات‪ ،‬وهو ما �ساهم يف الت�أثري على جودة الت�أطري الإداري والرتبوي‬
‫للمنظومة‪ .‬كما �أن طبيعة العالقة بني الأكادمييات وم�صاحلها الإقليمية قد �أحدث نوعا‬
‫من االزدواجية يف التعامل مع هذه امل�صالح‪ ،‬باعتبار هذه الأخرية م�صلحة الممركزة مت‬
‫�إدماجها بهذه ال�صفة يف اجلهة‪.‬‬

‫‪� - 41‬أحمد ام�شكح‪ ،‬كيف �ساهم و�ضع الأكادمييات اجلهوية يف تردي املدر�سة املغربية‪ ،‬جريدة امل�ساء‪ ،‬العدد‬
‫‪� 2247‬سنة ‪.2013‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪60‬‬
‫ب‪ -‬على امل�ستوى التدبريي‪:‬‬
‫�إن �أهم ما ميكن �إثارته يف هذا ال�صدد‪ ،‬هو مدى ا�ستيعاب الهيكلة املركزية احلالية‬
‫للوظائف والأدوار اجلديدة‪ ،‬املرتكزة �أ�سا�سا على الت�صور واملراقبة واالفتحا�ص والتقومي‪،‬‬
‫ومدى ان�سجام املهام املنوطة بالبنيات املكونة لهذه الهيكلة‪ ،‬حيث يربز نوع من التداخل‬
‫يف االخت�صا�صات‪ ،‬وهذا ما يف�سر اللجوء �إىل �إحداث وحداث �إدارية م�ستقلة (املركز‬
‫الوطني لالمتحانات‪ ،‬الوحدة املركزية لتكوين الأطر‪ ،)...‬يف حماولة لتجاوز هذا الت�شعب‬
‫والتداخل‪.‬‬
‫�أما على امل�ستوى اجلهوي‪ ،‬ف�إن ان�شغال الأكادمييات بالتدبري اليومي‪ ،‬يحول يف كثري‬
‫من الأحيان دون التفرغ لإجناز مهام التخطيط التي تقت�ضي‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل باقي املهام‪،‬‬
‫تو�صيفا وت�صنيفا دقيقا‪ .‬وقد يعزى ذلك �إىل �صعوبة تدبري املوارد الب�شرية على هذا‬
‫امل�ستوى‪ ،‬يف و�ضع يت�سم بعدم التوازن بني احلاجيات واملتطلبات والإكراهات املرتبطة‬
‫بنذرة وم�ؤهالت هذه املوارد‪.‬‬
‫و�إن �أهم ما ميكن ت�سجيله على امل�ستوى الإقليمي‪ ،‬يتجلى يف طبيعة العالقة بني‬
‫الأكادميية والنيابة‪ ،‬وبني هذه الأخرية وامل�صلحة املركزية يف املجال التدبريي‪.‬‬
‫�أما على امل�ستوى املحلي‪ ،‬فيمكن �إثارة م�س�ألة التباين يف م�ستوى انخراط الفاعلني يف‬
‫خمتلف جمال�س امل�ؤ�س�سات التعليمية‪ ،‬وال�سيما جمال�س التدبري‪ ،‬التي تعترب بنية حمورية‬
‫�ضمن �آليات الت�أطري والتدبري الرتبوي والإداري‪.‬‬
‫و�إذا كان �إ�صالح املنظومة الرتبوية يراهن على انخراط كافة مكونات املجتمع‪ ،‬ف�إن‬
‫ال�شراكة باعتبارها �آلية �أ�سا�سية‪  ‬يف هذا املجال‪ ،‬الزالت ال ترقى �إىل تغطية كافة املجاالت‬
‫والت�شمل كافة املتدخلني والفاعلني‪ ،‬وخا�صة اجلماعات املحلية‪. 42‬‬
‫يت�ضح من خالل ما تقدم �أن جتربة �إحداث الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين‬
‫واالرتقاء بها �إىل م�ستوى م�ؤ�س�سات عمومية‪ ،‬متار�س اخت�صا�صات وا�سعة يف خمتلف‬
‫املجاالت الرتبوية والتكوينية‪ ،‬مل ترق بعد �إىل امل�ستوى املطلوب وفق ما هو من�صو�ص عليه‬
‫يف امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ .‬فهذه امل�ؤ�س�سات حققت فعال تراكمات مهمة خالل‬
‫عملها الذي دام الآن ما يقرب من خم�سة ع�شر �سنة �إال �أنها يف حاجة �إىل‪:‬‬
‫‪ - 42‬حممد ال�صديقي‪ ،‬املناظرة الثالثة ملركز الدرا�سات والأبحاث يف منظومة الرتبية والتكوين‪ ،‬املنعقدة يومي‬
‫‪ 11‬و‪ 12‬ماي ‪ 2013‬بتزنيت يف مو�ضوع «�إ�صالح منظومة الرتبية والتكوين‪� :‬أية جهوية تربوية يف ظل اجلهوية‬
‫املتقدمة»‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪61‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫•قراءة نقدية ومو�ضوعية من طرف خمت�صني لهذه التجربة؛‬
‫•تو�ضيح العالقة بني الأكادمييات والوزارة الو�صية يف �ضوء اجلهوية املو�سعة؛‬
‫•اعتماد الكفاءة العلمية واملهنية يف اختياراملكلفني مبهام الت�سيري؛‬
‫•تعبئة كل الفعاليات وخمتلف املتدخلني جهويا وحمليا بغية تدعيم امل�شاريع‬
‫املربجمة؛‬
‫•اعتماد احلكامة اجليدة ك�أداة لبلوغ الأهداف الآنية وامل�ستقبلية التي حددها امليثاق‬
‫الوطني للرتبية والتكوين وما يفر�ضه التوجه نحو اجلهوية املو�سعة؛‬
‫•التو�ضيح املعقلن والدقيق للم�س�ؤوليات بني الأكادميية اجلهوية وبني م�صاحلها‬
‫اخلارجية؛‬
‫•الرتجمة العملية لتوجهات الوزارة الو�صية �إىل م�شاريع واقعية قابلة للتنفيذ؛‬
‫•االنفتاح على املحيط مبختلف مكوناته‪ :‬منتخبني‪ ،‬جمعيات‪ ،‬مقاوالت‪� ،‬أحزاب؛‬
‫نقابات؛‪...‬‬
‫•العناية باملوارد الب�شرية يف خمتلف املجاالت والتي بدون انخراطها يف م�شروع‬
‫الأكادميية الميكن لهذه الأخرية �أن حتقق �أهدافها‪.‬‬
‫‪ - 4‬امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ي�ؤ�س�س للجهوية الرتبوية‬
‫�شكل امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬الذي متت امل�صادقة على وثيقته املرجعية‬
‫�سنة ‪ ،1999‬فر�صة �أ�سا�سية لإ�صالح �شامل ملنظومتنا التعليمية من �أجل ولوج عامل املعرفة‬
‫واالنخراط بوعي يف م�ستجدات الألفية الثالثة املت�سمة بالتناف�سية واجلودة‪ .‬وقد حظيت‬
‫هذه الوثيقة بتوافق جميع مكونات املجتمع املغربي مما اعترب يف حينه م�ؤ�شرا �أ�سا�سيا‬
‫ل�ضمان جناح الإ�صالح املرتقب بعد تعرث جمموعة من املحاوالت ال�سابقة‪ .‬‬
‫وميكن القول �إن امليثاق الوطني للرتبية والتكوين جاء‪ ،‬من جهة‪ ،‬لإخراج منظومة‬
‫التعليم من امل�أزق الذي و�صلت �إليه ومن جهة �أخرى لتحديث هذه املنظومة وجعلها ت�ساير‬
‫التحوالت التى يعرفها املغرب يف بداية الألفية الثالثة وكذا تلك التي يعرفها العامل بفعل‬
‫تو�سع وازدياد حتديات العوملة‪ .‬لذا فوثيقة امليثاق الوطني للرتبية والتكوين التي الزالت‬
‫حتافظ على راهنيتها يف كثري من حمتوياتها ملا الم�سته من ق�ضايا ميكن �أن ت�شكل وثيقة‬
‫مرجعية ومدخال لإ�صالحات جوهرية لنظامنا التعليمي‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪62‬‬
‫�إن هذه الوثيقة املرجعية يف حاجة اليوم �إىل �أمرين‪:‬‬
‫�أوال‪ :‬قراءة مت�أنية وم�س�ؤولة من طرف خمت�صني ملحتوياتها وذلك يف �أفق حتيينها‬
‫حتى ت�ساير امل�ستجدات الوطنية والعاملية‪ ،‬ذلك �أنه مر الآن (‪ )2014‬على �صدورها ما‬
‫يقرب من ‪� 15‬سنة‪.‬‬
‫ثانيا‪� :‬أجر�أتها �إىل �أن�شطة قابلة للتنفيذ‪ .‬يحدد لكل ن�شاط �أهدافه واملدة الزمنية‬
‫لتنفيذه واجلهة امل�س�ؤولة عن هذا التنفيذ وال�شروط املادية والب�شرية ال�ضرورية للتنفيذ‬
‫والنتائج املتوخاة من كل هدف وكذا �آليات التتبع والتقومي‪.‬‬
‫�إىل �إ�صالح ‪1999‬‬ ‫‪ - 4-1‬الأ�سباب التي �أدت‬
‫عدة �أ�سباب كانت وراء التفكري اجلدي يف �إ�صالح منظومة الرتبية والتكوين‪ .‬وي�صعب‬
‫جردها كلها ب�شكل مف�صل يف هذه الدرا�سة‪ .‬فهي عبارة عن تراكمات متتالية ل�سنوات‬
‫طويلة‪ .‬ونكتفي بذكر بع�ضها على ال�شكل التايل‪:‬‬
‫‪ -‬نهج �سيا�سة التوافقات والرت�ضيات التي غالبا ما تبتعد عن احللول املو�ضوعية‬
‫والفعالة مل�شاكل وق�ضايا واقعية؛‬
‫‪� -‬ضعف اجلر�أة يف اتخاد القرارات اجلريئة واملنا�سبة يف الوقت املنا�سب؛‬
‫‪ -‬تراكم امل�شاكل وت�أجيل الإ�صالحات؛‬
‫‪ -‬غياب ر�ؤية وا�ضحة ومتكاملة ملكانة املنظومة التعليمية بجميع �أ�سالكها يف بناء‬
‫وتفعيل امل�شروع املجتمعي املتوخاة؛‬
‫‪ -‬غياب اال�ستمرارية يف تنفيذ اال�سرتاتيجية العامة لوزارة الرتبية الوطنية من طرف‬
‫خمتلف الوزراء الوافدين عليها؛‬
‫‪ -‬رف�ض �إ�صالح ‪ 1994‬نظرا لت�شبث �أغلبية امل�شاركني يف جلنة الإ�صالح باملجانية‬
‫وبالتعريب ال�شامل للتعليم؛‬
‫‪� -‬صدور تقرير البنك الدويل‪� ،‬سنة ‪ ،1995‬حول الأو�ضاع االقت�صادية واالجتماعية‬
‫باملغرب الذي وقف عند �أزمة التعليم وطرح م�شكل اللغة وم�شكل املجانية؛‬
‫‪ -‬خطاب املغفور له احل�سن الثاين‪ ،‬يف �سنة ‪ 1995‬من قبة الربملان‪ ،‬يف خطاب تاريخي‬
‫�أقر فيه �أن املغرب يعي�ش مرحلة ال�سكتة القلبية‪ ،‬وا�ست�شهد على ذلك ب�أرقام و�إح�صائيات‬
‫كان قد ت�ضمنها تقرير البنك العاملي حول احلالة العامة باملغرب‪ ،‬وقال امللك احل�سن‬
‫الثاين �آنذاك قولته ال�شهرية‪« :‬قر�أت تقرير البنك الدويل فوجدت فيه �أرقاما مفجعة جتعل‬
‫كل ذي �ضمري ال ينام»‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪63‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -‬انتقاد الر�أي العام للو�ضعية التي �آل اليها النظام التعليمي باملغرب ب�صفة عامة‬
‫والتعليم العايل ب�صفة خا�صة؛‬
‫‪ -‬االرتفاع املهول لن�سب الأمية خا�صة يف العامل القروي وخا�صة بني الن�ساء؛‬
‫‪ -‬ا�ستمرار الهدر املدر�سي واالنقطاع املدر�سي خا�صة يف العامل القروي؛‬
‫‪� -‬ضعف متدر�س الفتاة خا�صة يف العامل القروي؛‬
‫‪� -‬ضعف القدرة التوا�صلية لدى املتمدر�سني يف خمتلف م�ستويات التعليم؛‬
‫‪� -‬ضعف التمكن من الكفاءات الأ�سا�سية اخلا�صة ب�أ�سالك التعليم؛‬
‫‪ -‬غياب الطابع اجلهوي واملحلي ملنظومة الرتبية والتكوين؛‬
‫‪� -‬سيادة املركزية يف تدبري ال�ش�ؤون التعليمية؛‬
‫‪ -‬الرتبة التي يحتلها املغرب يف �سلم التنمية الب�شرية‪ :‬فمن �أ�صل ‪ 177‬دولة �شملها‬
‫اال�ستق�صاء‪ ،‬فاملغرب يت�أرجح ما بني الدرجة ‪ 126‬و‪130‬؛‬
‫‪ -‬االزدياد يف عطالة املتخرجني من اجلامعات؛‬
‫‪ -‬ك�ساد قيمة ال�شهادات اجلامعية؛‬
‫‪ -‬الفارق الكبري بني موا�صفات املتخرجني وبني متطلبات �سوق ال�شغل؛‬
‫‪� -‬ضعف املرودية وجودة التعلمات؛‬
‫‪� -‬ضعف التمكن من لغة التعليم ومن لغات التوا�صل الأخرى؛‬
‫‪ -‬التكلفة املادية املرتفعة املخ�ص�صة للتعليم مقارنة مع دول م�شابهة مثل تون�س‬
‫واجلزائر والأردن‪.‬‬
‫وجتدر الإ�شارة �إىل �أن �أغلبية هذه الأ�سباب‪� ،‬أو بالأحرى كلها‪ ،‬الزالت قائمة‪ .‬مما‬
‫ي�ستدعي التعجيل باتخاذ �إجراءات م�ستعجلة للت�صدي لها‪ .‬وكل ت�أخر يف ذلك �سي�ؤدي‬
‫الحمالة �إىل تفاقم امل�شاكل وات�ساعها مما ي�صعب معه �إيجاد احللول املنا�سبة والناجعة‪.‬‬
‫‪ - 4-2‬مكونات امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫يتكون امليثاق الوطني للرتبية والتكوين من ق�سمني رئي�سيني متكاملني‪:‬‬
‫‪ -‬يت�ضمن الق�سم الأول املبادئ الأ�سا�سية التي ت�ضم املرتكزات الثابتة لنظام الرتبية‬
‫والتكوين والغايات الكربى املتوخاة منه‪ ،‬وحقوق وواجبات كل ال�شركاء‪ ،‬والتعبئة الوطنية‬
‫لإجناح الإ�صالح‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪64‬‬
‫‪� -‬أما الق�سم الثاين فيحتوي على �ستة جماالت للتجديد موزعة على ت�سعة ع�شرة‬
‫دعامة للتغيري‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬ن�شر التعليم وربطه باملحيط االقت�صادي ؛‬
‫‪ -‬التنظيم البيداغوجي ؛‬
‫‪ -‬الرفع من جودة الرتبية والتكوين ؛‬
‫‪ -‬املوارد الب�شرية ؛‬
‫‪ -‬الت�سيري والتدبري ؛‬
‫‪ -‬ال�شراكة والتمويل‪.‬‬
‫‪ - 4-3‬املرتكزات الثابتة التي ت�أ�س�س عليها امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫ت�أ�س�س امليثاق الوطني للرتبية والتكوين على جمموعة من الثوابث مبثابة مرجعيات‬
‫�أ�سا�سية من ال�ضروري ا�ستح�ضارها عند تفعيل م�ضامينه‪ .‬وتتكون هذه الثوابت مما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مبادئ العقيدة الإ�سالمية وقيمها الرامية لتكوين املواطن املت�صف باال�ستقامة‬
‫وال�صالح‪ ،‬املت�سم باالعتدال والت�سامح‪ ،‬ال�شغوف بطلب العلم واملعرفة‪ ،‬يف �أرحب �آفاقهما‪،‬‬
‫واملتوقد لالطالع والإبداع‪ ،‬واملطبوع بروح املبادرة الإيجابية والإنتاج النافع؛‬
‫‪ -‬الثوابت واملقد�سات املمثلة يف الإميان باهلل وحب الوطن والتم�سك بامللكية الد�ستورية؛‬
‫عليها يربى املواطنون‪ :‬م�شبعون بالرغبة يف امل�شاركة الإيجابية يف ال�ش�أن العام واخلا�ص وهم‬
‫واعون �أمت الوعي بواجباتهم وحقوقهم‪ ،‬متمكنني من التوا�صل باللغة العربية‪ ،‬لغة البالد‬
‫الر�سمية‪ ،‬تعبريا وكتابة‪ ،‬متفتحني على اللغات الأكرث انت�شارا يف العامل‪ ،‬مت�شبعني بروح‬
‫احلوار‪ ،‬وقبول االختالف‪ ،‬وتبني املمار�سة الدميقراطية‪ ،‬يف ظل دولة احلق والقانون؛‬
‫‪ -‬يت�أ�صل النظام الرتبوي يف الرتاث احل�ضاري والثقايف للبالد‪ ،‬بتنوع روافده اجلهوية‬
‫املتفاعلة‪  ‬واملتكاملة ؛ وي�ستهدف حفظ هذا الرتاث وجتديده‪ ،‬و�ضمان الإ�شعاع املتوا�صل به‬
‫ملا يحمله من قيم خلقية وثقافية؛‬
‫‪ -‬يندرج النظام الرتبوي يف حيوية نه�ضة البالد ال�شاملة‪ ،‬القائمة على التوفيق‬
‫الإيجابي بني الوفاء للأ�صالة والتطلع الدائم للمعا�صرة‪ ،‬وجعل املجتمع املغربي يتفاعل مع‬
‫مقومات هويته يف ان�سجام وتكامل‪ ،‬ويف تفتح على معطيات احل�ضارة الإن�سانية الع�صرية‬
‫وما فيها من �آليات و�أنظمة تكر�س حقوق الإن�سان وتدعم كرامته‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪65‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -‬يروم نظام الرتبية والتكوين الرقي بالبالد �إىل م�ستوى امتالك نا�صية العلوم‬
‫والتكنولوجيا املتقدمة‪ ،‬والإ�سهام يف تطويرها‪ ،‬مبا يعزز قدرة املغرب التناف�سية‪ ،‬ومنوه‬
‫االقت�صادي واالجتماعي والإن�ساين يف عهد يطبعه االنفتاح على العامل‪.‬‬
‫‪ - 4-4‬الغايات الكربى للميثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫ينطلق �إ�صالح نظام الرتبية والتكوين من جعل املتعلم بوجه عام‪ ،‬والطفل على الأخ�ص‪،‬‬
‫يف قلب االهتمام والتفكري والفعل خالل‪  ‬العملية الرتبوية التكوينية‪ .‬وذلك بتوفري ال�شروط‬
‫وفتح ال�سبل �أمام �أطفال املغرب لي�صقلوا ملكاتهم‪ ،‬ويكونون متفتحني م�ؤهلني وقادرين على‬
‫التعلم مدى احلياة‪ .‬و�إن بلوغ هذه الغايات ليقت�ضي الوعي بتطلعات الأطفال وحاجاتهم‬
‫البدنية والوجدانية والنف�سية واملعرفية واالجتماعية‪ ،‬كما يقت�ضي يف الوقت نف�سه نهج‬
‫ال�سلوك الرتبوي املن�سجم مع هذا الوعي‪ ،‬من الو�سط العائلي �إىل احلياة العملية مرورا‬
‫باملدر�سة‪.‬‬
‫وت�أ�سي�سا على الغايات ال�سابقة ينبغي لنظام الرتبية والتكوين �أن ينه�ض بوظائفه‬
‫كاملة جتاه الأفراد واملجتمع وذلك ‪:‬‬
‫‪� ‬أ ‪   -‬مبنح الأفراد فر�صة اكت�ساب القيم واملعارف واملهارات التي ت�ؤهلهم لالندماج‬
‫يف احلياة العملية‪ ،‬وفر�صة موا�صلة التعلم‪ ،‬كلما ا�ستوفوا ال�شروط والكفايات املطلوبة‪،‬‬
‫وفـر�صة �إظهار النبوغ كلما �أهلتهم قدراتهم واجتهاداتهم ؛‬
‫ب ‪  -‬بتزويد املجتمع بالكفاءات من امل�ؤهلني والعاملني ال�صاحلني للإ�سهام يف البناء‬
‫املتوا�صل لوطنهم على جميع امل�ستويات‪ .‬كما ينتظر املجتمع من النظام الرتبوي �أن يزوده‬
‫ب�صفوة من العلماء و�أطر التدبري‪ ،‬ذات املقدرة على ريادة نه�ضة البالد عرب مدارج التقدم‬
‫العلمي والتقني واالقت�صادي والثقايف‪.‬‬
‫وت�سعى املدر�سة املغربية الوطنية اجلديدة �إىل �أن تكون‪  :‬‬
‫�أ‪ -‬مفعمة باحلياة‪ ،‬بف�ضل نهج تربوي ن�شيط‪ ،‬يجاوز التلقي ال�سلبي والعمل الفردي‬
‫�إىل اعتماد التعلم ‪ ،‬والقدرة على احلوار وامل�شاركة يف االجتهاد اجلماعي؛‬
‫ب‪ -‬مفتوحة على حميطها بف�ضل نهج تربوي قوامه ا�ستح�ضار املجتمع يف قلب املدر�سة‪،‬‬
‫واخلروج �إليه منها بكل مايعود بالنفع على الوطن‪ ،‬مما يتطلب ن�سج عالقات جديدة بني‬
‫‪43.‬‬
‫املدر�سة وف�ضائها البيئي واملجتمعي والثقايف واالقت�صادي‬
‫‪ -43‬امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬مرجع �سابق‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪66‬‬
‫كيف ميكن �إذن للمدر�سة �أن تكون مفعمة باحلياة منفتحة على املحيط م�ستح�ضرة‬
‫املجتمع يف قلب املدر�سة؟‬
‫بالرجوع �إىل امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬وبال�ضبط �إىل الدعامة ال�سابعة‬
‫اخلا�صة مبراجعة الربامج واملناهج والكتب املدر�سية والو�سائط التعليمية‪ ،‬فهو ين�ص على‬
‫مايلي‪:‬‬
‫املادة ‪ :106‬تتجه مراجعة الربامج واملناهج‪ ،‬نحو حتقيق الأهداف الآتية ‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬تعميق الأهداف العامة وتدقيقها بالن�سبة لكل �سلك وكل م�ستوى للرتبية والتكوين‪،‬‬
‫يف �إطار الدعامة الرابعة من امليثاق‪ ،‬يف �صيغة موا�صفات للتخرج وم�ؤهالت مطابقة لها ؛‬
‫ب ‪ -‬حتقيق اجلذوع امل�شرتكة واجل�سور داخل نظام الرتبية والتكوين وبني هذا الأخري‬
‫واحلياة العملية ؛‬
‫ج ‪� -‬صياغة �أهداف تكميلية وجتديدها وحتليلها مبا ي�ستجيب حلاجات املتعلمني‬
‫ومتطلبات احلياة املعا�صرة‪ ،‬ومبا ينتظره ال�شركاء من الرتبية والتكوين ؛‬
‫د ‪ -‬مراعاة املرونة الالزمة لل�سريورة الرتبوية وقدرتها على التكيف وذلك ‪:‬‬
‫�أوال ‪ :‬بتجزيء املقررات ال�سنوية �إىل وحدات تعليمية ميكن التحكم فيها على مدى‬
‫ف�صل بدل ال�سنة الدرا�سية الكاملة �إال عند اال�ستحالة ؛‬
‫ثانيا ‪ :‬احلفاظ على التمف�صل واالن�سجام الإجمايل لكل برنامج مع مراعاة الأهداف‬
‫املميزة لكل مرحلة من مراحل التعليم والتعلم التي يعنيها‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬و�ضع برامج تعتمد نظام الوحدات املجزوءة‪ ،‬انطالقا من التعليم الثانوي‪ ،‬لتنويع‬
‫االختيارات املتاحة ومتكني كل متعلم من تر�صيد املجزوءات التي اكت�سبها ؛‬
‫و‪ -‬توزيع جممل الدرو�س ووحدات التكوين واملجزوءات من التعليم الأويل �إىل التعليم‬
‫الثانوي على ثالثة �أق�سام متكاملة ‪:‬‬
‫‪ -‬ق�سم �إلزامي على ال�صعيد الوطني يف حدود ‪ 70‬يف املائة من مدة التكوين‬
‫بكل �سلك؛‬
‫‪ -‬ق�سم حتدده ال�سلطات الرتبوية اجلهوية ب�إ�شراك املدر�سني يف حدود ‪� 15‬إىل ‪ 20‬يف‬
‫املائة من تلك املدة‪ ،‬وتت�ضمن بال�ضرورة تكوينا يف ال�ش�أن املحلي و�إطار احلياة اجلهوية ؛‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪67‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -‬عدد من االختيارات تعر�ضها املدر�سة على الآباء واملتعلمني الرا�شـ ــدين‪ ،‬يف ح ــدود‬
‫حوايل ‪ 15‬يف املائة ‪ ،‬وتخ�ص�ص �إما ل�ساعات الدعم البيداغوجي لفائدة املتعلمني املحتاجني‬
‫لذلك‪� ،‬أو لأن�شطة مدر�سية موازية و�أن�شطة للتفتح بالن�سبة للمتعلمني غري املحتاجني للدعم‪.‬‬
‫ويف قراءته مل�ضامني هذا امليثاق‪ ،‬يقول الدكتور عبد احلق �أبو الأنوار‪ ،‬عن امليثاق الوطني‬
‫للرتبية والتكوين‪� ،‬إنه “منظومة �إ�صالحية ت�ضم جمموعة من املكونات والآليات واملعايري‬
‫ال�صاحلة لتغيري نظامنا التعليمي والرتبوي وجتديده على جميع الأ�صعدة وامل�ستويات ق�صد‬
‫خلق م�ؤ�س�سة تعليمية م�ؤهلة وقادرة على املناف�سة واالنفتاح على املحيط ال�سو�سيواقت�صادي‪،‬‬
‫ومواكبة كل التطورات الواقعية املو�ضوعية امل�ستجدة‪ ،‬والت�أقلم مع كل التطورات العلمية‬
‫التكنولوجية وال�سيما يف جماالت الإعالم واالقت�صاد”‪. 44‬‬
‫وقد حدد امل�س�ؤولون مدة ع�شر �سنوات لإر�ساء م�ضامني هذا امليثاق على �أر�ض الواقع‪.‬‬
‫�أطلق عليها ا�سم “ع�شرية الرتبية والتكوين”‪ .‬وهي املرحلة التي جعلها امليثاق ا�ستحقاقا‬
‫لدخول كل الإ�صالحات حيز التنفيذ وظهور نتائج الإ�صالح‪.‬‬
‫ويف نقده لنتائج �أجر�أة امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ‪ -‬ي�ضيف عبد احلق �أبو الأنوار‪-‬‬
‫“ وعلى الرغم من امل�ستجدات واملجاالت والدعامات الإ�صالحية الإيجابية والطموحة التي‬
‫ين�ص عليها امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬ف�إن الواقع يعطينا انطباعا خمالفا ملا هو‬
‫يف امليثاق‪  .‬فبدال من �أن تتحقق اجلودة الرتبوية يف �شتى امليادين التابعة لقطاع التعليم‬
‫�أ�صبحنا ن�سجل عزوفا عن الدرا�سة والتثقيف من قبل املتعلمني‪ ،‬وانت�شار الأمية مع تنامي‬
‫ظاهرة البطالة والعطالة امل�ستمرة‪ ،‬والت�أثري ال�سلبي لت�أميم التعليم والعمل على ن�شره يف‬
‫القرى واملدن‪� ،‬إذ اتخذ بعدا كميا وعدديا على ح�ساب اجلودة الرتبوية والت�أهيل الكيفي‪،‬‬
‫كما �أثر تر�شيد النفقات على التعليم ب�شكل �سيء حيث ال ت�ستطيع امل�ؤ�س�سات التعليمية‬
‫‪45‬‬
‫ت�سيري نف�سها النعدام الإمكانات املادية‪ ‬واملالية والب�شرية‪”.‬‬

‫‪ - 44‬عبد احلق �أبو الأنوار‪ ،‬موقع ‪www. Ayat1.com‬‬


‫‪ - 45‬عبد احلق �أبو الأنوار‪ ،‬مرجع �سابق‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪68‬‬
‫املناهج والربامج التعليمية‬
‫وفق اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية‬

‫‪ - 1‬مفهوما املنهاج والربنامج‬


‫البد يف البداية من تو�ضيح مقت�ضب ملا نعنيه باملناهج التعليمية والربامج التعليمية‪.‬‬
‫ذلك �أن ا�ستعمال هذه املفاهيم �سيتكرر طيلة هذه الدرا�سة‪ .‬وغالبا ما �سي�ؤدي اخللط بينها‬
‫�إىل �سوء فهم‪ .‬وقد علمنا البحث العلمي �أنه كلما كانت املفاهيم وا�ضحة كلما �أدى ذلك �إىل‬
‫�إنتاج معرفة وا�ضحة وقابلة لال�ستثمار‪.‬‬
‫فماذا نعني باملناهج؟ وماذا نعني بالربامج؟ وما طبيعة العالقة بينهما؟ وما الفرق‬
‫بينهما؟ بل ما هي �أوجه التكامل بينهما؟ ويف �أي �سياق يندرج البحث عن اخل�صو�صيات‬
‫اجلهوية �ضمن املناهج والربامج التعليمية؟‬
‫أ ‪ -‬املناهج‪:‬‬
‫من الناحية اللغوية فاملنهاج جمع ملفرد «نهج» �أي «اتبع»‪ .‬يقال‪ « :‬نهجت الطريق‪،‬‬
‫وتعني �أمرين‪ :‬الأول �أبنت الطريق و�أو�ضحت معامله‪ ،‬والثاين �سلكت الطريق و�سرت فيه‬
‫ومغزى هذا ‪ -‬يقول �أحمد املهدي عبد احلليم‪ -46‬هو �أن لفظ املنهاج – لغة‪ -‬يت�سع لإطالقه‬
‫على الت�صميم والتخطيط والتطوير‪ ،‬كما يطلق على �أعمال التنفيذ والتطبيق» وي�ضيف‬
‫«‪� ...‬إن مناهج التعليم‪� ،‬ش�أنها‪� ،‬ش�أن جميع الأ�شياء‪ ،‬تبلى ويتقادم بها العهد‪ ،‬وذلك ب�سبب‬
‫عوامل كثرية حتدث يف جماالت التقدم املعريف يف العامل الطبيعي واالجتماعي‪ ،‬ويف عامل‬
‫التقنيات‪.‬‬

‫‪� - 46‬أحمد املهدي عبد احلليم‪� ،‬أ�شتات جمتمعات يف الرتبية والتنمية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫�ص‪174:‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪69‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫من الناحية التاريخية فقد ظهر االهتمام باملناهج الرتبوية مت�أِخرا‪ .‬وح�سب �أحمد‬
‫املهدي عبد احلليم‪ 47‬يدل اال�ستق�صاء التاريخي على �أن املناهج الرتبوية قد بزغت جماال‬
‫متمايزا يف املعارف الرتبوية يف الواليات املتحدة الأمريكية‪ ،‬حوايل عام ‪1918‬م وهوالوقت‬
‫الذي ن�شر فيه فرانكلني بوبيت ‪ Bobbitt Franklin‬كتابه الذي جعل عنوانه «املنهاج» ‪The.‬‬
‫‪Curriculum‬‬

‫وقد تطور مفهوم املناهج يف كليات علوم الرتبية هناك‪ ،‬بل �أ�صبحت « املناهج» علما‬
‫يدر�س داخل هذه الكليات ومبحثا لنيل ال�شواهد العليا‪ .‬وظهرت اختالفات يف مقاربة مفهوم‬
‫املنهاج مما �أدى �إىل ظهور ت�صورات عديدة له خا�صة يف اجلامعات واملعاهد الأمريكية ثم‬
‫فيما بعد الربيطانية والكندية‪ .‬ويف هذا ال�سياق نقدم بع�ضها باعتبارها حماوالت لتف�سري‬
‫مفهوم املنهاج �إجرائيا‪:‬‬
‫ •منوذج رالف تايلر‪: R .Tyler‬‬
‫عر�ض منوذجه يف �أول م�ؤمتر للمناهج عقد يف جامعة «�شيكاغو» �سنة ‪ .1947‬وظهر‬
‫فيما بعد على �شكل كتاب‪ .‬ويف هذا ال�سياق يرى تايلر �أن املنهاج يتكون من �أربع خطوات‬
‫متتالية وباعتماد معايري وا�ضحة هي‪:‬‬
‫‪-‬حتديد الأهداف املتوخاة من تعليم املنهاج بعد ا�شتقاقها من م�صادر متعددة‪.‬‬
‫‪-‬اختيار اخلربات التعليمية‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم هذه اخلربات حول مراكز وفقا ملبادئ منا�سبة للمادة الدرا�سية وللمتعلم‪.‬‬
‫‪-‬تقييم مدى حتقق الأهداف‪.48‬‬
‫ •منوذج جوزيف �شواب ‪Schwab Joseph‬‬

‫يتميز منوذج �شواب بكونه �أكرث و�ضوحا و�إجرائيا مما جعله النموذج الأكرث تداوال‬
‫بني املهتمني بالفكر الرتبوي‪ .‬وقد قدمه �صاحبه �سنة ‪ 1969‬يف �إحدى املجالت التعليمية‬
‫الأمريكية «‪ .» review School‬ويرى �شواب �أن هذا النموذج يت�ألف من عنا�صر �أ�سا�سية وهي‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫‪-‬املواد الدرا�سية؛‬
‫‪-‬املدر�سون ؛‬
‫‪� - 47‬أحمد املهدي عبد احلليم‪ ،‬نف�س املرجع‪.‬‬
‫‪ - 48‬جابر عبد احلميد جابر و�أحمد خريي كا�ضم �أ�سا�سيات املناهج‪ .‬دار النه�ضة العربية‪ .‬القاهرة‪.1995 ،‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪70‬‬
‫‪-‬الطالب ؛‬
‫‪-‬البيئة التعليمية‪.‬‬
‫ويف هذا ال�سياق اعترب �شواب �أن البيئة التعليمية هي التي تتحكم يف املنهاج برمته‪.‬‬
‫فجودة التعلمات والتحكم يف الكفايات كلها �أمور مرهونة بطبيعة البيئة التعليمية‪ .‬ويف هذا‬
‫ال�سياق �أورد الكاتب �أمثلة وا�ضحة عن الآثار املتبادلة بني عنا�صر النموذج‪ « .‬فهو يرى �أن‬
‫تغيري املادة الدرا�سية يجب �أن ي�صحبه �إعداد للمعلمني �أوتدريبهم يف �أثناء اخلدمة‪ ،‬ويجب‬
‫�أن ترتبط املواد وبرامج �إعداد املدر�س �أو تدريبه يف �أثناء اخلدمة بخ�صائ�ص الطالب‬
‫‪49‬‬
‫واحتياجاتهم‪».‬‬
‫ •منوذج �إزنري وفالن�س ‪Vallance & Eisner‬‬

‫هذا النموذج له خ�صو�صياته اخلا�صة فهو الذي مت اعتماده – ح�سب �أحمد املهدي‬
‫عبد احلليم – من طرف اجلمعية الوطنية لدرا�سة الرتبية يف �أمريكا «‪ .»NSSE‬وهذا‬
‫النموذج عبارة عن جمموعة من االعتبارات التي يجب اعتمادها يف �صنع �أو حت�سني‬
‫الأو�ضاع الراهنة للمنهاج‪ .‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪�-‬أن العناية الرئي�سية للمدر�سة يجب �أن تتوجه �إىل تنمية العمليات العقلية عند‬
‫املتعلمني‪ ،‬وذلك عن طريق تزويدهم باملهارات العقلية التي جتعلهم �أكرث قدرة على مواجهة‬
‫م�شكالت احلياة‪ ،‬و�أكرث �سيطرة على امل�صادر املادية يف البيئة التي تكتنفهم‪.‬‬
‫‪-‬العمل الرئي�سي للمدر�سة هو �أن تي�سر ملن يرتادونها حتقيق ذواتهم‪ ،‬و�أن ت�ساعدهم‬
‫على التحرر من كل ما يعوق الإجنازات التي ت�ساير ما لديهم من قوى عقلية ووجدانية‬
‫و�سلوكية‪.‬‬
‫‪-‬املدر�سة يجب �أن ت�ستغل بطريقة مق�صودة يف �إحداث التغري االجتماعي يف املجتمع‬
‫الذي تخدمه‪ .‬وال�سبيل �إىل هذا هو �أن يرتبط منهاج الدرا�سة ارتباطا وثيقا بامل�شكالت‬
‫االجتماعية واالقت�صادية والثقافية يف املجتمع‪ ،‬ب�صورة من �ش�أنها �أن يزداد وعي املتعلمني‬
‫بهذه امل�شكالت وباحللول التي تق�ضي عليها‪� ،‬أو تخفف من حدتها‪.‬‬
‫‪-‬املهمة الرئي�سية للمدر�سة هي نقل الرثاث الثقايف للأجيال النا�شئة‪.‬‬

‫‪Joseph Schwab، The Practicial : A Language for Curriculum “School review” N° 78 - 49‬‬


‫‪ Novembre 1969، PP:1-23‬ترجمة ‪� :‬أحمد املهدي عبد احلليم‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص ‪.186‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪71‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪�-‬أن تتوجه املدر�سة �إىل زيادة الكفاءه العقلية ملن ينتظمون فيها‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫الرتكيزعلى ما هو �أكادميي وما هو تقني يف �آن واحد‪.‬‬
‫ويرى �إبراهيم يو�سف العبداهلل �أن املنهاج الرتبوي هو‪ :‬كل ما يحدث يف امل�ؤ�س�سة‬
‫التعليمية‪ ،‬وما يخطط له وينفذ‪� ،‬أو ميار�س من قبل املتعلم خارج امل�ؤ�س�سة التعليمية من‬
‫عمليات تعلم وتعليم‪ ،‬بهدف متكني املتعلم من مواجهة املواقف اجلديدة ومتغريات احلياة‬
‫وتوليد الأفكار‪ ،‬و�إنتاج املعرفة وتكوينها من امل�صادر واملعلومات املتناثرة‪ ،‬وغربلتها و�إعادة‬
‫تركيبها ب�شكل منظم‪ ،‬وم�ساعدته على النمو ال�شامل املتكامل بكل طاقاته و�إمكاناته‬
‫اجل�سمية والنف�سية والعاطفية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬واالرتقاء لبناء كيانه ال�شخ�صي االجتماعي بكل‬
‫م�س�ؤولية‪ ،‬وتلبية احتياجاته املتغرية للو�صول �إىل �أف�ضل ما ت�ستطيع قدراته‪� ،‬إىل �أعلى‬
‫م�ستوى ممكن‪ ،‬لتح�سني الأداء الفردي وامل�ؤ�س�سي وجودة التعليم‪.‬‬
‫و�إ ّننا لندرك – كما �أو�ضحنا �سابق ًا – �أنّ هذا املفهوم قد ال ي�صلح �أن يكون مفهوم ًا‬
‫للمنهج امل�ستقبلي‪ ،‬فاملتوقع �أن ي�شمل املنهاج الرتبوي خربات املتعلمني خارج نظام‬
‫التعليم‪ ،‬وقد ي�شمل ت�صوراتهم وتنب�ؤاتهم للم�ستقبل‪ ،‬وقد ي�شمل ق�ضايا �أخرى جنهلها‬
‫حالي ًا وخ�صو�ص ًا تلك الق�ضايا املتعلقة بالتغري ال�سريع يف بنى املجتمع الفكرية ومتطلباته‬
‫الثقافية‪ ،‬وبا�ستغالل الف�ضاء من خالل تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت التي تتطور ب�شكل‬
‫م�ستمر و�سريع‪.‬‬
‫وي�ضيف �إبراهيم يو�سف « �أنّ املنهاج الرتبوي مل يعد جمموعة املواد الدرا�سية‪ ،‬ولي�س‬
‫هو جمموع املعلومات واحلقائق واملفاهيم والأفكار التي يدر�سها املتعلم يف �صورة مواد‬
‫درا�سية موزعة على ف�صول �أو �سنوات الدرا�سة ومراحلها وتتوافر يف كتب مدر�سية حمدودة‬
‫ومعروفة‪ ،‬ومل يعد املنهاج الرتبوي اخلربات واملمار�سات ال�صفية التي مير بها املتعلم يف‬
‫مدر�سته فقط‪ ،‬ولي�س هو الن�شاطات واملمار�سات التي تنظم بتخطيط من قبل وزارة الرتبية‬
‫يف الدولة ويتم تنفيذها يف حميط امل�ؤ�س�سة املدر�سية‪ ...‬فاملنهاج الرتبوي هو كل ما يحدث يف‬
‫امل�ؤ�س�سة التعليمية‪ ،‬وما يخطط له وينفذ‪� ،‬أو ميار�س من قبل املتعلم خارج امل�ؤ�س�سة التعليمية‬
‫من عمليات تعلم وتعليم‪ ،‬بهدف متكني املتعلم من مواجهة املواقف اجلديدة ومتغريات‬
‫احلياة وتوليد الأفكار‪ ،‬و�إنتاج املعرفة وتكوينها من امل�صادر واملعلومات املتناثرة‪ ،‬وغربلتها‬
‫و�إعادة تركيبها ب�شكل منظم‪ ،‬وم�ساعدته على النمو ال�شامل املتكامل بكل طاقاته و�إمكاناته‬
‫اجل�سمية والنف�سية والعاطفية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬واالرتقاء لبناء كيانه ال�شخ�صي االجتماعي بكل‬
‫م�س�ؤولية‪ ،‬وتلبية احتياجاته املتغرية للو�صول �إىل �أف�ضل ما ت�ستطيع قدراته‪� ،‬إىل �أعلى‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪72‬‬
‫م�ستوى ممكن‪ ،‬لتح�سني الأداء الفردي وامل�ؤ�س�سي وجودة التعليم‪ 50».‬وبالن�سبة لغونالد‬
‫لوجندر‪ 51Renald Legendre‬فهو يعرف املنهاج (‪ )Curriculum‬ب�أنه‪:‬‬
‫‪-‬جمموع املعارف التي مو�ضوعها العملي هو البناء املنهاجي خلطة تربوية ‪،‬عامة‬
‫�أو خا�صة‪ ،‬ترتجم القيم والتوجهات لو�سط معني وت�سمح بتحقيق الغايات املحددة �سلفا‬
‫للرتبية‪.‬‬
‫‪-‬جمموع البنية التحتية البيداغوجية املهيكلة والو�ضعيات البيداغوجية والتداخالت‬
‫بني خمتلف مكونات هذه الأخرية بالن�سبة ملدر�سة �أو ثانوية �أو جامعة‪.‬‬
‫فماذا ن�ستنتج �إذن من هذه التعاريف ملفهوم املنهاج الرتبوي؟‬
‫ن�ستنتج مما �سبق �أن املنهاج الرتبوي‪:‬‬
‫ ‪�‬أنه حديث العهد يف اال�ستعماالت الرتبوية وبالتايل فالزال كم�صطلح يتطلب‬
‫املزيد من التمحي�ص والتدقيق؛‬
‫ ‪�‬أن املعاهد واجلامعات واجلمعيات الرتبوية يف الواليات املتحدة �أولت اهتماما‬
‫خا�صا مبو�ضوع املنهاج الرتبوي ق�صد تو�ضيحه وتوظيفه يف تطوير املنظومة التعليمية منذ‬
‫الع�شرينات من القرن الع�شرين؛‬
‫ ‪�‬أنه لي�س �شيئا قارا بل يتميز بنوع من الدينامية ال�ستيعاب خمتلف التغريات التي‬
‫تطر�أ على املجتمع‪.‬‬
‫ ‪�‬أنه لي�س برناجما للتعليم فقط بل هو �أكرثمن ذلك‪ .‬فاملنهاج ي�ستوعب هذا‬
‫الربنامج وخمتلف الو�سائل والإجراءات التي توظف يف بناء الربنامج وتفعيله‪ .‬فالربنامج‬
‫التعليمي لي�س �إال جزءا من املنهاج الرتبوي‪.‬‬
‫واعتمادا على ما�سبق‪ ،‬ميكن القول �أن املنهاج التعليمي منظومة متكاملة ت�شمل التوجهات‬
‫والغايات والأهداف الرتبوية والربنامج التعليمي واملحتويات التعليمية وا�سرتاتيجيات‬
‫التعليم والتعلم وطرق التدري�س وتكوين املدر�سني وخمتلف �أن�شطة التقومي‪ .‬وهو لي�س �شيئا‬
‫‪� - 50‬إبراهيم يو�سف العبداهلل‪ ،‬الإ�صالحات الرتبوية ملواجهة متطلبات الع�صر وحتديات امل�ستقبل‪� 2004 ،‬شركة‬
‫املطبوعات للتوزيع والن�شر القاهرة‪.‬‬
‫‪51 - Renald Legendre, Le Dictionnaire Actuel de l’Education, Montréal, Canada, 1983 p : 134‬‬
‫‪ -‬ميكن كذلك الرجوع �إىل كتابات الأ�ستاذ حممد الدريج‪ ،‬خا�صة مقال حتت عنوان ‪« :‬تطوير املناهج الدرا�سية‬
‫والتحوالت يف امل�شهد الرتبوي املعا�صر» موقع «املدر�س»‪� ،‬أبريل ‪. 2013‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪73‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫قارا وجامدا بل يت�أثر بعوامل عديدة ناجمة عن ما يعرفه املجتمع من تغريات على امل�ستوى‬
‫االقت�صادي واالجتماعي وال�سيا�سي �إ�ضافة �إىل امل�ستجدات الناجمة عن العوملة وكذا‬
‫ما ي�صل �إليه البحث العلمي من نتائج جديدة يف جمال املعرفة والتكنولوجيات احلديثة‬
‫خا�صة يف جمال تقنية املعلومات واالت�صال‪ .‬ويكون هدف املنهاج هو �إعداد امل�ستفيدين‬
‫من تطبيقه يف االندماج يف املجتمع واحلفاظ عليه وامل�ساهمة يف تطويره وحتقيق رغباتهم‬
‫واال�ستجابة لطموحاتهم‪ .‬فغاية املنهاج التعليمي هو امل�ساهمة الفعلية يف بلورة الكفايات‬
‫املتنوعة والقدرات املختلفة ح�سب امل�ؤهالت الفردية واجلماعية للأفراد واجلماعات‪.‬‬
‫�إنه الو�سيلة الناجعة لال�ستثمار اجليد للموارد الب�شرية التي هي �أ�سا�س التنمية والرخاء‬
‫والتقدم‪ .‬لذا فالعناية باملناهج التعليمية لي�ست �شيئا ثانويا يف بناء املجتمع ويف تطويره‪ .‬بل‬
‫هي �أ�سا�س كل ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬الربنامج‪:‬‬
‫•وبالرجوع �إىل منجد رونالد لوجندر‪ Renald Legendre 52‬جنده يعرف الربنامج‬
‫التعليمي انطالقا من تعريف اليون�سكو كالتايل‪:‬‬
‫•«جمموع الدرو�س النظرية والتطبيقية املنجزة يف نظام تعليمي من �أجل‬
‫حتقيق‪ ،‬يف فرتة معينة‪� ،‬أهداف تربوية مالئمة مل�ستويات معرفية �أو ت�أهيلية‪.‬‬
‫جمموع منظم من املرامي والأهداف اخلا�صة واملحتويات ‪ ،‬منظمة على فرتات‪ ،‬والو�سائل‬
‫الديداكتيكية والأن�شطة التعليمية و�إجراءات التقومي من �أجل قيا�س هذه الأهداف»‪.‬‬
‫ول�ضمان فعالية وجناعة منظومة الرتبية والتكوين البد من التناغم والتنا�سق بني املنهاج‬
‫التعليمي والربنامج التعليمي‪ .‬ذلك �أن هذا الأخري ما هو �إال ترجمة وظيفية للأول‪.‬‬
‫ت�شكل املناهج والربامج التعليمية العن�صر الأ�سا�س والعمود الفقري للعملية التعليمية‬
‫والرتبوية مبختلف متظهراتها‪ .‬فهي ب�شكل عام املحور الذي تدور يف فلكها خمتلف عنا�صر‬
‫ومكونات العمليات التعليمية والرتبوية قاطبة‪ .‬لذلك فهي حتظى بعناية واهتمام كبريين‬
‫من خمتلف امل�س�ؤولني واملتدخلني واملعنيني قاطبة بال�ش�أن الرتبوي والتعليمي على حد �سواء‪.‬‬
‫هذا االهتمام يرجع يف جممله �إىل ما يلي‪:‬‬
‫•كونها التعبري الر�سمي على ما يجب تفعيله وااللتزام به يف امل�ؤ�س�سة التعليمية؛‬
‫•كونها ترتجم انتظارات وطموحات املجتمع باعتبار خمرجاتها من موارد ب�شرية هي‬
‫التي �ست�ضطلع بتدبري ال�ش�أن العام؛‬

‫‪52 - Renald Legendre,op cité, p.469‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪74‬‬
‫•كونها الو�سيلة امل�ؤ�س�ساتية املعتمدة واملراقبة ر�سميا‪ ،‬ب�شكل كبري‪ ،‬يف �إعداد الإن�سان‬
‫للحا�ضر وامل�ستقبل؛‬
‫•كونها ت�ساهم‪ ،‬من خالل تفعيلها‪ ،‬على النمو ال�شامل واملتكامل للفرد يف خمتلف‬
‫مناحي �شخ�صيته؛‬
‫•كونها تعتمد يف تر�سيخ القيم املحلية واجلهوية والوطنية والكونية لدى الأفراد‬
‫واجلماعات باعتبارها �آليات للتفاهم واالنفتاح والت�سامح؛‬
‫•كونها م�صدر الإبداع واخللق والتميز؛‬
‫•كونها م�صدر بناء الكفايات املتنوعة التي يحتاجها املجتمع يف خمتلف امليادين؛‬
‫•كونها م�صدر الرثوة املعرفية مبختلف �أنواعها للفرد واملجتمع؛‬
‫•كونها م�صدر الغنى الثقايف لدى خمتلف فئات املجتمع؛‬
‫•كونها‪ ‬الو�سيلة الفعالة لرت�سيخ القيم الأخالقية وقيم املواطنة وحقوق الإن�سان‬
‫وال�سلوك الدميوقراطي؛‬
‫•هي جزء من املنهاج العام‪ .‬غري �أنها �أقل �شمولية منه و�أكرث دقة‪ .‬يق�صد بها املحتوى‬
‫التعليمي املنظم ح�سب �أ�سالك التعليم‪ .‬فهي ترجمة فعلية للغايات الرتبوية الر�سمية املعلنة‬
‫يف املنهاج التعليمي‪.‬‬
‫•�إنها توزيع منطقي لأهداف وحمتويات وطرق ووثائق التعليم والتعلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬املناهج والربامج اجلهوية واملحلية ح�سب امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫يت�ضح فيما �سبق �أن امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ن�ص يف املادة ‪106‬على «�إعادة‬
‫بناء املناهج بكيفية جديدة موزعة على ق�سمني ‪:‬‬
‫ •ق�سم �إلزامي يدر�س يف خمتلف جهات اململكة‪ ،‬ويغطي ‪ % 70‬من م�صوغات‬
‫املنهاج‪.‬‬
‫ •ق�سم يرتك �أمر حتديده للمتدخلني اجلهويني واملحليني وخمتلف الفاعلني‪ .‬والذي‬
‫ينبغي �أن يتمحور‪ ،‬بال�ضرورة‪ ،‬حول ال�ش�ؤون املحلية‪ ،‬و�أن يندرج يف �إط ـ ـ ــار حياة اجلهة‬
‫وميثل‪.30 %‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪75‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫والغر�ض من هذا الت�صور للربامج واملناهج هو جتاوز احلالة التي كانت فيها املدر�سة‬
‫املغربية والتي تت�سم باالنغالق على نف�سها و�ضعف املردودية‪ .‬وهكذا فامليثاق ي�سعى مبا‬
‫ت�ضمنه من مقت�ضيات وتوجهات عامة �إىل جعل املدر�سة الوطنية اجلديدة‪ ‬املنتظر منها‬
‫تفعيل م�ضامني هذا امليثاق‪:‬‬
‫�أ ‪“ -‬مفعمة باحلياة‪ ،‬بف�ضل منهج تربوي ن�شيط‪ ،‬يتجاوز التلقي ال�سلبي والعمل‬
‫الفردي‪� ،‬إىل اعتماد التعلم الذاتي‪ ،‬والقدرة على احلوار وامل�شاركة واالجتهاد‬
‫‪53‬‬
‫اجلماعي”‬
‫ب ‪“ -‬مفتوحة على حميطها بف�ضل نهج تربوي قوامه ا�ستح�ضار املجتمع يف قلب‬
‫املدر�سة واخلروج �إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن‪ ،‬مما يتطلب ن�سج عالقات‬
‫‪54‬‬
‫جديدة بني املدر�سة وف�ضائها البيئي واملجتمعي والثقايف واالقت�صادي”‬
‫ويف هذا ال�سياق يندرج االهتمام باملناهج‪ ‬والربامج اجلهوية واملحلية‪ .‬لكن رغم ما‬
‫لهذا البعد من �أهمية ورغم ما لها من مربرات وا�ضحة‪ ،‬ذكرت ب�شكل جلي يف م�ضمون‬
‫امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬ف�إنها مل تفعل �إىل حد الآن (‪ )2014‬يف �إعداد الكتب‬
‫املدر�سية احلالية وفق توجهات امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ .‬رغم �أن الكل يطمح �إىل‬
‫�أن تكون امل�ؤ�س�سات التعليمية “مفعمة باحلياة”‪“ ،‬منفتحة على املحيط”‪“ ،‬متجددة‬
‫با�ستمرار”‪.....‬‬
‫وجتدر الإ�شارة �إىل �أن وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬بتعاون مع منظمة اليون�سيف‪ ،‬قد هي�أت‬
‫‪-‬يف �إطار م�شروع‪ -‬كل ما يلزم لتفعيل اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية يف املناهج والربامج‬
‫التعليمية وفق وثيقة امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪.‬‬
‫ويف تقديرنا اخلا�ص ف�إن هذا العمل الذي نقدمه يف هذا الكتاب ي�شكل اليوم مدخال‬
‫�أ�سا�سيا و�إ�ضافة نوعية لتفعيل �أحد مبادئ اجلهوية املو�سعة وفق ما ت�ضمنتة اخلطب امللكية‬
‫ود�ستور ‪ 2011‬حول اجلهوية املتقدمة‪ ،‬ويف نف�س الوقت يج�سد مقت�ضيات امليثاق الوطني‬
‫للرتبية والتكوين‪.‬‬
‫وقبل عر�ض ما حتقق من �إنتاجات يف �سياق املناهج والربامج اجلهوية واملقاربة املنهجية‬

‫‪ - 53‬امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬مرجع �سابق‪ ،‬املادة ‪ .9‬أ�‬


‫‪ - 54‬امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪ ،‬مرجع �سابق‪ ،‬املادة ‪.9‬ب‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪76‬‬
‫املعتمدة يف �إعدادها وبع�ض الأمثلة عبارة عن مناذج لدرو�س فعلية تدمج اخل�صو�صيات‬
‫اجلهوية واملحلية البد من الإ�شارة �إىل مايلي‪:‬‬
‫•�إن الربامج واملناهج اجلهوية لي�ست برناجما خا�صا ومنعزال عن املنهاج العام الذي‬
‫يدر�س داخل املدر�سة‪ ،‬بل هما معا ي�شكالن وحدة متكاملة ومن�سجمة؛‬
‫•الربامج واملناهج اجلهوية هي ا�ستمرار وامتداد وتفعيل للمنهاج والربنامج العام‬
‫على امل�ستوى اجلهوي؛‬
‫•�إن الربامج واملناهج اجلهوية‪ ،‬يف غالب االحيان‪ ،‬عبارة عن �أن�شطة تربوية وتعليمية‬
‫يقوم بها املتعلم‪ ،‬داخل املدر�سة وخارجها‪ ،‬بتوجيه من املدر�س ومب�شاركة خمتلف الفاعلني‬
‫الرتبويني واالجتماعيني واالقت�صاديني؛‬
‫•�إن الربامج واملناهج اجلهوية لي�ست مقت�صرة على مادة درا�سية واحدة بل ميكن �أن‬
‫تالم�س جميع املواد الدرا�سية؛‬
‫•�إن الربامج واملناهج اجلهوية‪ ،‬وفق الت�صور املعتمد يف �إعدادها جت�سد التنا�سق‬
‫والتكامل بني املركز والالمتركز؛‬
‫•�إنها تعطي معنى �إ�ضافيا جلهوية الرتبية والتكوين املمثلة يف الأكادمييات ويف تفعيل‬
‫�أدوارها‪.‬‬
‫•�إنها تركز بالأ�سا�س على اخل�صو�صيات الثقافية وال�سو�سيو‪-‬اقت�صادية للجهة؛ مما‬
‫�سيمكن‪ ،‬ال حمالة‪ ،‬من حتقيق �إدماج �أف�ضل للمتعلم واملدر�سة يف واقع الو�سط الذي ينتميان‬
‫�إليه مما ِي�ؤدي �إىل مالءمة النظام الرتبوي ملحيطه ال�سو�سيو‪-‬اقت�صادي‪.‬‬
‫•�إنها تعطي معنى للمحتويات الدرا�سية وتظفي عليها طابعا وظيفيا‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم املنهاج اجلهوي واملحلي‬
‫‪ -‬املنهاج اجلهوي ‪ :‬و�صف للمنهاج اخلا�ص باجلهة باعتباره م�شروعا جماعيا ينبغي‬
‫�أن ين�صهر فيه كافة املتدخلني اجلهويني يف قطاعات خمتلفة‪ .‬وحتدد اجلهوية بحدود‬
‫الأكادميية التي تعد �إطارا تنظيميا وم�صدرا للقرار بخ�صو�ص املنهاج اجلهوي يف تناغم‬
‫مع توجهات املنظومة الرتبوية ككل‪.‬‬
‫‪ -‬املنهاج املحلي ‪ :‬م�شروع خا�ص بامل�ؤ�س�سة املدر�سية �أو مبجموعة من امل�ؤ�س�سات ذات‬
‫اخل�صو�صية امل�شرتكة ت�سهر عليه النيابات التابعة للأكادميية‪ ،‬ويعده الفاعلون الرتبويون‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪77‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫واملتدخلون املحليون من جمعيات و�شركاء؛ ويت�ضمن �أن�شطة و�أعماال متناغمة مع م�صوغات‬
‫املنهاج اجلهوي‪ ،‬ومنفتحة على حميط املدر�سة والو�سط الذي توجد فيه‪.‬‬
‫‪ - 4‬املراحل التي مر منها �إعداد م�شروع املناهج اجلهوية واملحلية‬
‫يتكون الإطار املرجعي للمناهج اجلهوية واملحلية من جماالت وكفايات و�أهداف ذات‬
‫�صلة مبا�شرة بخ�صو�صيات اجلهة‪ ،‬والتي مت حتديدها اعتمادا على ا�ستق�صاء ميداين يف‬
‫املحيط اجلهوي لدى الفاعلني االجتماعيني والرتبويني‪ .‬كما متت امل�صادقة عليها يف جميع‬
‫الأكادميات وفق خطة حمددة مرت عرب عدة مراحل‪:‬‬
‫ ‪‬املرحلة الأوىل‪ :‬من ‪� 2000‬إىل ‪2004‬‬

‫‪ 2001( -‬و‪ : )2002‬بلورة منهجية �إعداد املناهج اجلهوية واملحلية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫درا�سات نظرية وجتارب ميدانية �أجنزت يف موقع جتريبي ب�أكادميية مراك�ش ‪ ،‬تان�سيقت‪،‬‬
‫احلوز‪.‬‬
‫‪ : )2003( -‬جتريب �صالحية املنهاجية يف مواقع جتريبية (احلوز‪ ،‬ال�صويرة‪،)..‬‬
‫والت�أكد من فاعليتها ومالءمتها للغر�ض املق�صود‪ ،‬و�إدخال تعديالت لتطويرها وحت�سينها‪.‬‬
‫كما �أن هذه املرحلة كانت منا�سبة لإعداد العدة البيداغوجية اخلا�صة بطرق التنفيذ‬
‫و�أ�ساليب التدري�س‪.‬‬
‫‪� :)2003( -‬إ�صدار دليل منهجية �إعداد املناهج اجلهوية واملحلية‪ ،‬وهو وثيقة وا�صفة‬
‫لأهداف امل�شروع‪ ،‬وخطواته املنهجية‪.‬‬
‫‪ :)2004( -‬توظيف املنهجية على م�ستوى �أربع �أكادمييات (مراك�ش تان�سيفت احلوز‪،‬‬
‫و�سو�س ما�سة درعة‪ ،‬وطنجة تطوان‪ ،‬واحل�سيمة)؛ مما مكن من �إنتاج مناذج للمناهج‬
‫اجلهوية تت�ضمن و�صفا للكفايات املراد تطويرها لدى املتعلمني للتفاعل مع خ�صو�صيات‬
‫اجلهة‪ ،‬وعر�ضا للم�صوغات التي ميكن تنفيذها يف و�ضعيات تربوية متمف�صلة مع‬
‫املناهج الوطنية‪.‬‬
‫‪� :)2004( -‬إنتاج مرجعية للكفايات املمكن تفعيلها على م�ستوى كل جهة‪ ،‬وهي مبثابة‬
‫بنك للمعطيات اجلهوية واملحلية التي ميكن لكل �أكادميية �أن تنطلق منها لتحديد الكفايات‬
‫اخلا�صة بها‪ .‬كما ميكن �أن تتغري بح�سب خ�صو�صيات كل جهة �أوالتغريات التي تطر�أ‬
‫على الو�سط‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪78‬‬
‫‪ :)2004( -‬تطوير وثيقة “دليل املنهجية”‪ ،‬و�إغنائها بنماذج و�أمثلة‪ ،‬وتب�سيط خطواتها‪،‬‬
‫ثم �إ�صدارها يف حلة جديدة تبعا لتو�صيات خمتلف املتدخلني يف امل�شروع‪،‬‬
‫ ‪‬املرحلة الثانية‪ :‬من ‪� 2004‬إىل ‪2006‬‬

‫على م�ستوى الأن�شطة‬


‫ ‪-‬تعميم امل�شروع على م�ستوى كافة الأكادمييات؛‬
‫ ‪-‬تو�سيع التجربة على م�ؤ�س�سات تعليمية بال�سلك االبتدائي؛‬
‫على م�ستوى الإنتاجات؛‬
‫ ‪�-‬إنتاج مناذج من الأن�شطة ذات خ�صو�صيات جهوية وحملية خا�صة بكل �أكادمية من‬
‫طرف الفرق الأكادميية‪،‬‬
‫ ‪�-‬إنتاج دليل �إر�ساء وتقومي املنهاج‪.،‬‬
‫•املرحلة الثالثة من ‪� 2006‬إىل ‪2008‬‬

‫على م�ستوى الأن�شطة‪:‬‬


‫ ‪-‬تكوين فرق من �أطر التكوين مبراكزتكوين �أ�ساتذة التعليم االبتدائي؛‬
‫ ‪-‬تكوين فرق من �أطر الإدارة الرتبوية والتفتي�ش مبراكز تكوين �أ�ساتذة التعليم‬
‫االبتدائي؛‬
‫ ‪-‬الدورة الأوىل من برنامج تكوين فرق جهوية لتدبري وت�أطري دورات ا�ستكمال التكوين‬
‫يف جماالت اجلودة‪.‬‬
‫على م�ستوى الإنتاجات‪:‬‬
‫•�إنتاج دليل �إر�ساء وتقومي الأن�شطة ذات اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية مب�شاركة‬
‫كافة الأكادمييات‪،‬؛‬
‫•جتريب عدة التكوين وتعميمها من خالل دعم برامج التكوين؛‬
‫•�إنتاج عدة التكوين الأ�سا�س وامل�ستمر يف �شكل م�صوغات ثم �إدماجها يف منظومة‬
‫‪55‬‬
‫التكوين‪.‬‬

‫‪ - 55‬مت �إجناز هذه امل�شاريع والأعمال بدعم من منظمة اليوني�سيف‪ ،‬و�إ�شراف مديرية املناهج‪ ،‬والأكادمييات‬
‫امل�ساهمة‪ ،‬مع �إ�شراك متدخلني من قطاعات ال�صحة والثقافة والفالحة والريا�ضة وغريها‪ ،‬وجمعيات من املجتمع‬
‫املدين‪ ...‬وبت�أطري اخلبريين‪ :‬عبد اللطيف فاربي وحل�سن مادي‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪79‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫ومن �أجل تعميم التجربة على كافة �أكادمييات اململكة‪ ،‬ومتكينها من �آليات العمل‬
‫الرتبوي على م�ستوى املناهج اجلهوية واملحلية‪ ،‬ف�إن مديرية املناهج قد و�ضعت خطة‬
‫جديدة ت�سعى �إىل ا�ستثمار الأعمال املنجزة وتطويرها بتن�سيق مع الأكادميات امل�ستهدفة؛‬
‫وذلك بهدف تكوين فرق جهوية تكون قادرة على تطبيق منهجية �إعداد املناهج اجلهوية‬
‫واملحلية‪ ،‬وال�سهر على ت�أطري وتتبع عمليات بنائها لغاية التو�صل �إىل �إنتاج مناذج من‬
‫املنهاج تكون خا�صة بكل جهة‪ .‬و�ستمكن هذه العمليات من حتقيق مقا�صد �أ�سا�سية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫•تفعيل مبد�أ اجلهوية والالمتركز على م�ستوى بيداغوجي ا�ستجابة ملتطلبات امليثاق‬
‫الوطني للرتبية والتكوين؛‬
‫•�إن�شاء مدر�سة منفتحة على حميطها؛‬
‫•اال�ستجابة حلاجات الأطفال الكت�شاف حميطهم والتكيف معه؛‬
‫•�إ�شراك جميع املتدخلني اجلهويني يف امل�شروع؛‬
‫•متكني الأكادميية من التوفر على �أطر متتلك خربة منهجية وعملية يف جمال املناهج‬
‫‪56‬‬
‫اجلهوية؛‬
‫•التمكني من انبثاق طاقات تربوية حملية وجهوية يف�سح املجال لها لإجناز �أعمال‬
‫لفائدة اجلهة؛‬
‫•التمكني من تغذية املنهاج العام مببادرات جمددة تنطلق من مبادرات املمار�سني‬
‫حمليا؛‬
‫•م�ساعدة الأكادميية على �إعداد بنك املعطيات اخلا�ص باجلهة‪ ،‬والذي �سي�شكل‬
‫مرجعية لبلورة م�شاريع و�أعمال على امل�ستوى اجلهوي‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا امل�شروع نظمت الوزارة بتن�سيق مع الأكادمييات امل�ستهدفة وبتعاون مع‬
‫منظمة اليون�سيف‪ ،‬دورات تكوينية لفائدة �أطر هذه الأكادمييات‪ ،‬وا�ستهدفت هذه الدورات‬
‫حتقيق ما يلي ‪:‬‬
‫•معرفة ال�سياق العام الذي تندرج فيه املناهج اجلهوية واملحلية‪.‬‬
‫•الإملام باملبادئ واخلطوات املنهجية لإعداد املناهج اجلهوية‪.‬‬

‫‪ - 56‬وفعال تتوفر جميع الأكادمييات على بنك للمعومات ذات اخل�صو�صيات اجلهوية وعلى جمموعة من اخلرباء‬
‫املخت�صني يف �إعداد املناهج والربامج ذات اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية وعلى دليل خا�ص باجلهة يت�ضمن‬
‫املنهجية وطرق التنفيذ والتقومي لهذا النوع من املناهج والربامج‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪80‬‬
‫•التدرب على �أ�ساليب وتقنيات البحث عن املعطيات اخلا�صة باجلهة ‪.‬‬
‫•بلورة هذه املعطيات يف منهاج جهوي يت�شكل من م�صوغات ت�صف م�شاريع و�أعمال‬
‫و�أن�شطة وم�ضامني متمف�صلة مع الربامج الوطنية‪.‬‬
‫‪-5‬الإ�شكالية التي توجه البحث يف املناهج اجلهوية واملحلية‬
‫من بني الإ�شكاالت الأ�سا�سية التي تواجه �إعداد املناهج اجلهوية واملحلية مايلي‪:‬‬
‫•ما الكفايات التي ينبغي �أن يكت�سبها املتعلمون ليتحكموا يف حميطهم وي�ؤثروا فيه؟‬
‫•كيف ميكن جعل كفايات الربامج املقررة (‪ )70%‬املحددة يف اجلدع امل�شرتك‬
‫متناغمة مع الكفايات النوعية (‪)30%‬املحددة يف املنهاج اجلهوي واملحلي؟‬
‫•ما املعلومات املنا�سبة وال�ضرورية التي �ستدمج يف املناهج اجلهوية واملحلية ؟‬
‫•كيف تنظم هذه املعلومات التي �ستدمج وكيف ندجمها يف املناهج الدرا�سية؟‬
‫•كيف �سيتم تنفيد املناهج يف �سياق و�ضعيات بيداغوجية فعلية‪ .‬؟‬
‫مرامي املنهاج اجلهوي واملحلي ومبادئ �إعداده‬
‫تروم مرامي ومبادئ املناهج اجلهوية واملحلية حتقيق جمموعة من الغايات الرتبوية‬
‫التي غالبا ما الت�ستطيع الربامج العامة‪� ،‬أي اجلدع امل�شرتك‪ ،‬بني كافة املتعلمني‪ ،‬حتقيقها‪.‬‬
‫وميكن �إجمال هذه الأبعاد الرتبوية اجلديدة على ال�شكل التايل‪:‬‬
‫�أ‪ -‬املرامي‬
‫•التحكم يف املحيط والت�أثريعليه ومعاجلة م�شكالت من الو�سط ؛‬
‫•ا�ستثمار مكت�سبات اجلدع امل�شرتك عن طريق �إعادة توظيفها على م�ستوى الواقع ؛‬
‫•اكت�ساب قدرات متكن من اال�ستق�صاء واملالحظة‪ ،‬واملعاجلة وحل امل�شكالت؛‬
‫•دعم التعلمات الأ�سا�سية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬املبادئ‬
‫ي�ستلزم حتقيق هذه املرامي بناء ت�صور منفتح على خربات املتعلم وعلى حميطه‬
‫االجتماعي والبيئي‪ ،‬وعلى و�سطه املدر�سي؛ ولذلك ف�إن اال�شتغال على منهجية �إعداد‬
‫املناهج اجلهوية واملحلية يتطلب االلتزام باملبادئ التالية‪:‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪81‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫أ ‪ -‬التن�سيق مع خمتلف الفاعلني واملتدخلني‬
‫•م�شاركة الأطراف املعنية يف بناء املنهاج؛‬
‫•�إقامة تن�سيق م�ستمر بني كافة الفاعلني واملتدخلني ل�ضمان ح�سن �سري امل�شروع؛‬
‫•عقد لقاءات جتمع خمتلف الفاعلني تتم حتت �إ�شراف الأكادمييات؛‬
‫•زيارة خمتلف املتدخلني‪ ،‬ومبا�شرة حوار دائم معهم؛‬
‫•االت�صال املبا�شر مع ال�شركاء االجتماعيني‪ ،‬وبخا�صة اجلمعيات‪ ،‬واملنظمات غري‬
‫احلكومية و�أولياء التالميذ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التناغم مع مكونات اجلذع امل�شرتك‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على �إجناز م�شروع مندمج �ضمن ا�سرتاتيجية متكاملة ت�ستجيب ملنهجية عامة‬
‫ويتو�صل �إىل نتاجات يطبعها التناغم بالرغم من كونها �صادرة عن فرق عمل خمتلفة؛‬
‫‪ -‬اعتبار التناغم بني اجلدع امل�شرتك (‪ )70%‬واملناهج اجلهوية واملحلية ( ‪. )30%‬‬
‫ج‪ -‬الواقعية من حيث مراعاة الظروف ‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبار الإمكانات املتوفرة على م�ستوى املوارد الب�شرية والإمكانات املادية؛‬
‫‪ -‬التحلي بالواقعية �أثناء بلورة املنهجية‪.‬‬
‫د‪ -‬اجلودة يف م�سار الإعداد والتنفيد والتتبع ‪:‬‬
‫‪ -‬توقع املجازفات ومواطن النق�ص واتخاذ تدابري وقائية؛‬
‫‪� -‬إعداد �أدوات اجلودة كدفرت التحمالت‪ ،‬ولوحة القيادة‪ ،‬والتعاقدات لأجل‬
‫ال�شراكة؛‬
‫‪ -‬حتديد معايري �ضبط اجلودة (التقومي واالفتحا�ص )؛‬
‫‪ -‬تكوين املتدخلني املحليني و�إعدادهم ال�ستخدام املنهجية و�أدواتها؛‬
‫‪ -‬متكينهم من امل�ساهمة يف خمتلف مراحل الإجناز (التخطيط‪ ،‬التنفيذ‪)...‬؛‬
‫‪ -‬تنفيذ العمليات من خالل و�ضعيات حقيقية ي�ساهم فيها املعنيون بالأمر؛‬
‫‪ -‬مقاربة املنهاج باعتباره نظاما يتوفر على مداخل وعمليات وخمرجات ‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪82‬‬
‫‪ - 6‬املنهجية املعتمدة يف �إعداد مرجعية الكفايات اخلا�صة باملناهج اجلهوية واملحلية‬
‫أ‪ -‬أمت اختيار مدخل الكفايات لإعداد املناهج اجلهوية واملحلية‪ .‬وال�س�ؤال الذي يطرح‬
‫هو‪ :‬ملاذا مت اختيار هذا املدخل؟‬
‫�أوال‪ :‬جاء هذا االختيار من �أجل �ضمان التناغم بني املناهج الوطنية التي ت�شكل اجلدع‬
‫امل�شرتك للمناهج والربامج والتي كما متت الإ�شارة �إىل ذلك متثل ح�سب امليثاق الوطني‬
‫‪ .% 70‬وقد روعي يف �إعدادها مدخل الكفايات‪ ،‬و‪ % 30‬املخ�ص�صة لإدماج اخل�صو�صيات‬
‫اجلهوية واملحلية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬لأن حتديد مرجعية للكفايات اخلا�صة باجلهة مرحلة مهمة يف �إعداد املناهج‬
‫اجلهوية واملحلية؛ �إذ يتعلق الأمر بتحديد املداخل التي ت�ضمن اندماج املدر�سة مع حميطها‪،‬‬
‫فمن خالل تقلي�ص الفارق بني ما يدر�س باملدر�سة وبني الواقع املحيط ميكن التو�صل �إىل‬
‫تال�ؤم بني امل�ؤ�س�سة املدر�سية وذاك املحيط ‪ .‬وتبعا لهذه الأهمية ف�إن مرجعية الكفايات تعد‬
‫مبثابة بنك للمعطيات اجلهوية واملحلية التي ميكن لكل �أكادميية �أن تنطلق منها لتحديد‬
‫الكفايات اخلا�صة بها‪ ،.‬فهي مرجعية ثابتة‪ ،‬ولكن ميكن �أن تتغري بح�سب خ�صو�صيات كل‬
‫جهة �أوالتغريات التي تطر�أ على الو�سط ‪.‬‬
‫أ‪ -‬أكيف يتم حتديد مرجعية كفايات املناهج اجلهوية واملحلية ؟‬
‫يتم حتديد مرجعية كفايات املنهاج اجلهوي واملحلي بناء على خطة عملية اعتمدت‬
‫على ا�ستق�صاء �آراء عدة �أطراف‪ ،‬ووظفت تقنيات متعددة‪ ،‬ف�ضال عن �إجراءات ل�ضمان‬
‫�صالحية القائمة املقرتحة وم�صداقيتها‪ ،‬ومن العمليات التي متكن من حتديد هذه‬
‫املرجعية ما يلي ‪:‬‬
‫ ‪‬العملية الأوىل ‪ :‬ا�ستق�صاء �آراء املتدخلني االجتماعيني ‪:‬‬
‫�شارك يف هذه العملية املتدخلون االجتماعيون املحليون من قطاع الرتبية الوطنية‬
‫وال�صحة‪ ،‬والتوقعات االقت�صادية‪ ،‬وال�شبيبة والريا�ضة‪ ،‬واجلمعيات‪ ،‬وممثلي ال�سلطة‬
‫املحلية‪ ،‬وغريهم‪...‬‬
‫وقد مت ا�ستعمال تقنية اجلماعة الإ�سمية (‪)Téchnique de Groupe Nominale :T.G.N‬‬
‫التي مت من خاللها جتميع املتدخلني االجتماعيني يف ظروف توفر لهم مناخا �أمثل ي�سهل‬
‫عليهم التعبري عن �آرائهم حول الكفايات التي ميكن �أن تكون مدخال للمنهاج اجلهوي‪.‬‬
‫اعتمادا على �إجراءات حمددة تتمثل يف ‪:‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪83‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫�أ‪ .‬طرح �س�ؤال مرجعي على امل�شاركني‪ ،‬وهو ‪:‬‬
‫انطالقا من خ�صو�صيات جهتكم‪ ،‬و�إمكاناتها‪ ،‬وم�شكالتها‪ ،‬ما هي بالن�سبة �إليكم‪،‬‬
‫الكفايات النوعية التي ينبغي �أن يكت�سبها املتعلم؟‬
‫ب‪ -‬جمع االقرتاحات املتعلقة بالكفايات النوعية املذكورة وفح�صها‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختيار �أكرث االقرتاحات املتعلقة بالكفايات النوعية �أهمية‪ ،‬انطالقا من معايري‬
‫وا�ضحة وترتيبها بح�سب درجة الأولويات‪.‬‬
‫د‪ -‬و�ضع مرجعية للكفايات النوعية التي ت�ستهدفها املناهج اجلهوية وامللحية‪.‬‬
‫هـ‪� -‬إكمال ما هو ناق�ص والت�أكد من �صالحيتها ميدانيا (عر�ضها على �أطراف‬
‫خمت�صة)‪.‬‬
‫ ‪‬العملية الثانية‪ :‬حتديد درجة الأولوية‪:‬‬
‫يف هذا ال�صدد‪� ،‬أجنز حتقيق �شمل عددا من مديري امل�ؤ�س�سات‪ ،‬وامل�شرفني‬
‫الرتبويني‪ ،‬و�أ�ساتذة التعليم االبتدائي‪ ،‬واملتعلمني‪ ،‬وذلك ق�صد حتديد �أولوية احلاجات‬
‫�ضمن قائمة الكفايات التي تت�ضمنها املرجعية‪ ،‬وقد مكن هذا الإجراء من تطبيق منهجية‬
‫حتليل احلاجات التي تعتمد على الدرا�سة الإح�صائية مل�ؤ�شرات الأولوية (‪ )I D P‬لت�صنيف‬
‫احلاجات‪ ،‬وبف�ضل ذلك مت �ضبط املرجعية‪.‬‬
‫ ‪‬العملية الثالثة‪ :‬ا�ستق�صاء املعطيات‬
‫مت تفعيل كل كفاية من الكفايات املتو�صل �إليها باعتماد بحث ميداين ا�ستهدف الك�شف‬
‫عن املعارف واملهارات واملواقف املرتبطة بكل كفاية‪ ،‬وقد �شمل البحث امليداين قطاعات من‬
‫ال�صحة‪ ،‬والبيئة‪ ،‬والفالحة‪ ،‬والثقافة‪ ،‬وغريها‪ .‬وا�ستعملت يف هذا ال�سياق تقنية املجموعة‬
‫الب�ؤرية (‪)le focus groupe‬‬
‫ ‪‬العملية الرابعة ‪ :‬امل�صادقة و�إثبات ال�صالحية‬
‫عر�ضت املرجعية على فرق تربوية من �أكادمييات �أخرى‪�( :‬سو�س ما�سة درعة‪ ،‬كلميم‬
‫ا�سمارة‪ ،‬العيون‪ ،‬الداخلة‪ ،‬الدار البي�ضاء‪ ،‬طنجة وتطوان‪ ،‬احل�سيمة) ومتت امل�صادقة على‬
‫قائمة املرجعية باعتبارها حدا �أدنى ميكن لأي �أكادميية تعزيزه �أو تطويره‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪84‬‬
‫‪ -7‬مرجعية الكفايات‪ 57‬واملجاالت التي تغطيها‬
‫‪- 7-1‬املجاالت‬
‫قبل عر�ض هذه الكفايات مت ت�صنيفها �أوال يف جمموعات تعالج مو�ضوعا حمددا‪.‬‬
‫وهذا املو�ضوع املحدد هو الذي �سميناه « املجال»‪ .‬وقد تبني �أن خمتلف املقرتحات املنبثقة‬
‫من درا�سة وحتليل حاجيات ومنتظرات خمتلف املتدخلني الذين متت ا�ست�شارتهم تتوزع‬
‫على املجاالت التالية‪:‬‬
‫•جمال املواطنة وحقوق الطفل‪.‬‬
‫•جمال �صحة الطفل وتغذيته‪.‬‬
‫•جمال البيئة واملحيط الطبيعي‪.‬‬
‫•جمال التنمية املحلية‪.‬‬
‫•جمال التاريخ والثقافة و�أ�شكال التعبري‪.‬‬
‫•جمال الريا�ضة‪ ،‬والرتفيه‪ ،‬وتنمية املواهب‪.‬‬
‫‪ - 7-2‬قائمة مرجعية الكفايات امل�ستهدفة ح�سب املجاالت‬
‫وفيما يلي نقدم هذه املجاالت مرتجمة �إىل كفايات حاملة للخ�صو�صيات اجلهوية‬
‫واملحلية‪.‬‬
‫جمال املواطنة وحقوق الطفل ‪:‬‬
‫الكفاية‬ ‫الرقم‬
‫‪ -‬معاجلة م�شكالت من املحيط ذات عالقة بحقوق الطفل‪ ،‬واقرتاح حلول لها‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬تبني �سلوكات تتيح امل�شاركة يف عمليات للت�ضامن والتكافل انطالقا من عادات‬
‫‪2‬‬
‫املنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬تبني �سلوكات تتيح امل�ساواة يف الأدوار بني اجلن�سني‪ ،‬وذلك انطالقا من م�شكالت‬
‫‪3‬‬
‫تخ�ص اجلهة‪.‬‬

‫‪ - 57‬مرجعية الكفايات تعني يف هذه الدرا�سة جمموع الكفايات املتو�صل اليها واملتفق عليها من طرف خمتلف‬
‫الفاعلني واملتدخلني �أثناء مراحل البحث عن اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪85‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫جمال �صحة الطفل وتغذيته ‪:‬‬
‫الكفاية‬ ‫الرقم‬
‫‪ -‬ا�ستعمال الإمكانات الغذائية املحلية من �أجل تغذية �سليمة ومتوازنة‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪� -‬إظهار �سلوكات وقائية جتاه الأمرا�ض الناجمة عن العالقة بني الطفل وبيئته الطبيعية‬
‫‪5‬‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬توقع املخاطر الناجمة عن قيام الأطفال ب�أعمال مهنية �أو حرفية حملية ال تنا�سب‬
‫‪6‬‬
‫�سنهم‪.‬‬
‫جمال البيئة واملحيط الطبيعي ‪:‬‬
‫الكفاية‬ ‫الرقم‬
‫‪ -‬التموقع يف اجلهة‪ ،‬وتوطني املواقع فيها‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬تطبيق حلول مالئمة للبيئة املحيطة‪ (.‬مثل ‪ :‬ا�ستعمال تقنيات ال�ستخدام املاء يف الو�سط‬
‫‪8‬‬
‫�شبه اجلاف �أو ا�ستعمال تقنيات ملحاربة الت�صحر‪).‬‬
‫‪ -‬بلورة م�شروع حلماية املحيط البيئي املبا�شر‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫جمال التنمية املحلية‪:‬‬


‫الكفاية‬ ‫الرقم‬
‫‪ -‬تعرف �إمكانات التنمية اجلهوية يف املجال البحري والفالحي وال�صناعي‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪� -‬إيجاد عالقات بني �إمكانات طبيعية حملية‪ ،‬ودورها يف التنمية املحلية‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪ -‬ت�صور م�شاريع تتيح امل�ساهمة يف تنمية املحيط املحلي املبا�شر‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫جمال التاريخ والثقافة و�أ�شكال التعبري‪:‬‬


‫الكفاية‬ ‫الرقم‬
‫‪ -‬البحث عن خ�صو�صيات ذات عالقة بتاريخ املنطقة‪� ،‬أو ب�أ�شخا�ص �أو �آثار من‬
‫‪13‬‬
‫الو�سط املبا�شر الذي يعي�ش فيه املتعلم‪.‬‬
‫‪� -‬إجناز �أعمال ُت َث ِّمن �أ�شكال التعبري الفني والثقايف باجلهة‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪� -‬إيجاد عالقات التوازن والتنا�سب بني الو�سط الطبيعي والإرث املعماري املحلي‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫جمال الريا�ضة‪ ،‬والرتفيه‪ ،‬وتنمية املواهب ‪:‬‬


‫الكفاية‬ ‫الرقم‬
‫‪� -‬إجناز �أعمال وم�شاريع تعرف بطاقات و�إمكانات اجلهة الريا�ضية والفنية‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪ -‬تبني م�شروع يهدف �إىل الرتفيه وتنمية املواهب انطالقا من الإمكانات املحلية‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪ -‬االنخراط يف م�شروع ريا�ضي ينا�سب الطاقات الريا�ضية يف اجلهة‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪86‬‬
‫‪� - 8‬أجر�أة املناهج والربامج ذات اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية‬
‫‪ - 8-1‬العدة البيداغوجية املالئمة لتفعيل املناهج والربامج اجلهوية واملحلية‬
‫العدة البيداغوجية هي جميع الطرق والتقنيات البيداغوجية والو�سائل والو�سائط‬
‫امل�ساعدة و �إجراءات التقومي التي توظف لأجل تنفيذ املنهاج اجلهوي �أو املحلي‪ ،‬والتي‬
‫ترتجم الكيفية التي �سيتم بوا�سطتها تنظيم و�ضعيات التعليم والتعلم ‪ ..‬ويتميز املنهاج‬
‫اجلهوي مبقاربة تتميز مبا يلي ‪:‬‬
‫•االنفتاح على حميط املتعلم وحاجاته؛‬
‫•التمحور حول خربة املتعلم؛‬
‫•البنائية حيث تبنى خالل االكت�ساب‪.‬‬
‫‪ - 8-2‬خ�صائ�ص العدة البيداغوجية يف املنهاج اجلهوي واملحلي ‪:‬‬
‫انطالقا مما تتميز به هذه املناهج ميكن �إجمال خ�صائ�ص العدة البيداغوجية‬
‫املالئمة للمناهج اجلهوية فيما يلي‪:‬‬
‫•بناء الكفايات‬
‫�إن اختيار الكفايات مدخال للمناهج اجلهوية ال يحيل على املعارف وحدها بل على‬
‫املهارات واملواقف �أي�ضا‪ ،‬فالكفايات ت�ستدعي �أن يتم اكت�سابها من خالل الفعل الذي يقوم‬
‫به املتعلم‪.‬‬
‫•االنفتاح على جتارب املتعلم‬
‫�إن الكفايات ال تتطور �إال بف�ضل ممار�سة الن�شاط التعلمي‪ ،‬كما ال ميكن التحكم فيها‬
‫بغري و�ضعها على حمك التطبيق العملي عن طريق توظيف خربة املتعلم وجتاربه‪.‬‬
‫•االنفتاح على املحيط‬
‫�إن التعلمات تنطلق من معطيات املحيط‪ ،‬وما يطرحه من �إ�شكاالت‪ ،‬ومعارف‪ ،‬ومهارات‬
‫‪ ،‬ومواقف يك�شف عنها ا�ستق�صاء هذا الواقع‪.‬‬
‫•التناوب والتفاعل‬
‫�إن الكفايات تكت�سب عن طريق التفاعل بني ف�ضاء املجتمع واملحيط وف�ضاء املدر�سة‪،‬‬
‫وهو الأمر الذي يتطلب بناء منوذج تفاعلي قائم على التناوب بني الف�ضائيني ؛ ف�ضاء‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪87‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫املدر�سة الذي هو ف�ضاء تعلم املعارف واملهارات وف�ضاء احلياة واملحيط الذي هو ف�ضاء‬
‫الفعل والتجريب والبحث‪.‬‬
‫•طبيعة املعرفة‬
‫تتميز املعارف املدجمة يف املناهج اجلهوية واملحلية بكونها معارف نوعية ذات‬
‫خ�صو�صية جهوية �أو حملية دون �أن ينفي ذلك ارتباطها باملعارف الأ�سا�سية املتعلقة باجلذع‬
‫امل�شرتك (جغرافيا‪ ،‬علوم‪ ،‬فنون‪ .)...‬كما �أنها معارف �إجرائية ذات طبيعة مهارية تتعلق‬
‫بالتقنيات والو�سائل امل�ستخدمة يف املحيط (�صناعات تقليدية‪ ،‬فنون‪ ،‬تقنيات للري‪.)..‬‬
‫‪ - 8-3‬طرائق التعليم والتعلم يف املنهاج اجلهوي واملحلي ‪:‬‬
‫تنطلق املنهجية املقرتحة من مرجعية الكفايات املحددة ؛ وذلك لأن هذه الكفايات‬
‫ال حتيل على املعارف وحدها بل على املهارات واملواقف كما �أنها ت�ستدعي �أن�شطة منفتحة‬
‫على املحيط‪ .‬لذلك تتموقع املنهجية املقرتحة يف �إطار مقاربة متمحورة حول ن�شاط املتعلم‬
‫وحول تفاعله مع حميطه‪ .‬بحيث �أن احلدود بني املدر�سة وبني املحيط تقوم على تفاعل‬
‫حي بينهما‪� .‬إن الأمر يتعلق هنا مبقاربة تفاعلية‪ ،‬بني املحيط واملدر�سة حيث يكون املتعلم‬
‫هو مركز العملية التعليمية – التعلمية‪ .‬ويقت�صر دور املدر�س على التن�شيط وتوفري ظروف‬
‫العمل والتوجيه واملراقبة يبني فيها املتعلم كفاياته عن طريق ا�ستق�صاء املعرفة من‬
‫املحيط‪ ،‬وذلك بوا�سطة �إجراءين مزدوجني ‪:‬‬
‫‪ -‬نقل املعارف املكت�سبة باملدر�سة �إىل احلياة الن�شيطة‪.‬‬
‫‪ -‬حتويل جتارب احلياة �إىل مو�ضوع للت�أمل باملدر�سة‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬ت�ستند املنهجية املقرتحة �إىل عنا�صر �أ�سا�سية مت بنا�ؤها عن طريق‬
‫مقاربة ت�شاركية كان فيها لكل طرف حظه من التدخل وامل�ساهمة والعمل اجلماعي‪ .‬كل‬
‫ذلك يف نطاق املقاربة العامة التي �أ�س�ست ملناهج التعليم عامة‪.‬‬
‫ويف هذا ال�سياق ميكن ملعدي املنهاج اجلهوي واملحلي توظيف عدة طرائق ت�ساعد على‬
‫اال�ستخدام العملي للنموذج البيداغوجي التفاعلي‪ ،‬نذكر من بينها‪:‬‬
‫التعلم بحل امل�شكالت‬
‫يقوم هذا التعلم على الإجراءات املنهجية الآتية ‪:‬‬
‫•مواجهة امل�شكلة وال�شعور باحلاجة �إىل البحث عن حلول لها‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪88‬‬
‫•البحث عن حلول للم�شكلة انطالقا من املعطيات التي يتوفر عليها املتعلم‪.‬‬
‫•يعمل املتعلمون على التحقق من مالءمة احللول املقدمة و�صالحيتها اعتمادا على‬
‫جتارب و�أن�شطة ا�ستق�صاء للمحيط االجتماعي والطبيعي والوثائقي‪.‬‬
‫•الت�أكد من �صالحية احللول‪ ،‬واتخاذ قرار مالئم‪ ،‬يف �ضوء ذلك‪.‬‬
‫التعلم عن طريق امل�شروع‬
‫يعتمد هذا التعلم على م�شاريع ينجزها املتعلمون جماعيا حيث يعملون على �إعدادها‬
‫وتنفيذها وفق ما يلي‪:‬‬
‫•التخطيط للم�شروع ‪ :‬و�ضع خطة متما�سكة ومنظمة متكن من �إجناز امل�شروع‪.‬‬
‫•تنفيذ امل�شروع ‪ :‬تنفيذ امل�شروع وفق اخلطة التي ر�سموها‪.‬‬
‫•تقومي امل�شروع ‪ :‬و�ضع معايريوا�ضحة يتخذونها منطلقا لتقومي امل�شروع املنفذ‪.‬‬
‫التعلم باتخاذ القرارات‬
‫يعتمد هذا التعلم على قرارات يطالب املتعلمون باختيار الأن�سب منها ملعاجلة‬
‫م�شكل‪:‬‬
‫•مواجهة و�ضعية – م�شكلة يتطلب جتاوزها اتخاذ قرار منا�سب‬
‫•اقرتاح القرارات وحلول اعتمادا على �أ�ساليب املناق�شة‬
‫•اختيار القرار املنا�سب من بني القرارات املطروحة‪.‬‬
‫•تنفيذ القرار الذي وقع عليه االختيار‪.‬‬
‫•تقومي مدى جناعة القرار انطالقا من املعايري التي حددوها يف خطوة �سابقة‪.‬‬
‫التعلم باملحاكاة والتماثل‬
‫ي�ساعد هذا الأ�سلوب على متثل و�ضعيات �أو حاالت ومتكني املتعلمني من �إدراك‬
‫متغرياتها عن طريق التماثل واملحاكاة ‪:‬‬
‫•�إعداد الو�ضعية التي �سيتم يف �إطارها �أداء الأدوار‪.‬‬
‫•توزيع الأدوار على املتعلمني (املمثلني)‪ ،‬وت�شخي�صها ‪.‬‬
‫•حتليل الكيفية التي مت بها �أداء الأدوار‪.‬‬
‫•اخلروج بخال�صات‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪89‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫التعلم بدرا�سة احلاالت‬
‫ميكن �أن يعالج املتعلمون الق�ضايا املعرو�ضة عليهم عن طريق معاجلة حاالت من‬
‫�صميم الواقع‪ ،‬حيث تعر�ض عليهم وقائع �أو �أحداث ويكلفون مبناق�شتها ‪:‬‬
‫•تقدمي احلالة للمتعلمني‪ ،‬ومتكينهم من تعرف خمتلف جوانبها و�أبعادها‪.‬‬
‫•اكت�شاف بع�ض م�شكالتها وحتديدها انطالقا من الوقائع العينية التي تت�ضمنها‪.‬‬
‫•تبني حلول معينة‪ ،‬واتخاذ قرارات مالئمة يف �ضوء ما توفر من ا�ستنتاجات‪.‬‬
‫�إىل جانب هذه املجموعة من الطرائق الن�شيطة ميكن للمدر�س ا�ستعمال جملة من‬
‫الو�سال التعليمية امل�ساعدة ح�سب الظروف والإمكانات املتوفرة‪.‬‬
‫‪ - 8-4‬و�سائل التعلم‬
‫من املالحظ �أن الطرائق والأ�ساليب املقرتحة متكن من ا�ستخدام عدة و�سائل و�أن�شطة‬
‫ت�ساعد على تفاعل املتعلم مع حميطه‪ ،‬ومن هذه الو�سائل ما يلي ‪:‬‬
‫املالحظة‬
‫توظف املالحظة يف كافة الطرائق املقرتحة ؛ �إذ ميكن �أن ت�ساعد املتعلم على جتميع‬
‫املعلومات واملعطيات من املحيط عن طريق �أدوات ب�سيطة‪ .‬ومن بني الأهداف التي ميكن‬
‫�أن تتحقق لدى املتعلمني من جراء ا�ستعمالها ما يلي ‪:‬‬
‫•القدرة على جمع معطيات وبيانات حول مو�ضوع معني بكيفية منهجية‪.‬‬
‫•حتديد �شروط حدوث حدث معني‪ ،‬و�إبراز دالالته‪.‬‬
‫•حتديد مراحل ظاهرة ما‪ ،‬وتعيني �آثارها‪.‬‬
‫•حتليل ظاهرة معينة‪ ،‬وتفكيكها �إىل عنا�صرها �أو �إدراك خالفاتها وبنيتها‪.‬‬
‫اال�ستق�صاء‬
‫ينبغي �أن تعد �أدوات ب�سيطة ال�ستق�صاء املعلومات وجمعها مثل اال�ستمارات و�أ�سئلة‬
‫املقابلة وغريها‪ ،‬حيث يتعود املتعلم على االت�صال مب�صادر املعلومات مبا�شرة‪.‬‬
‫ويحقق اال�ستق�صاء عدة �أهداف ومقا�صد من �أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫•تعويد املتعلم على البحث يف حميطه وبيئته‪.‬‬
‫•ت�أهيله للح�صول على املعلومات من م�صادرها‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪90‬‬
‫•تعريفه ب�أ�ساليب البحث واال�ستق�صاء‬
‫•تعريفه مبختلف الظواهر االجتماعية احلية‪.‬‬
‫الأ�شخا�ص امل�صدر‬
‫ب�إمكان املدر�سة �أن تنفتح على الفاعلني املحليني حيث يتم ا�ستدعاء بع�ض الأ�شخا�ص‬
‫للم�ساهمة يف الن�شاط التعلمي داخل الق�سم مثل الطبيب‪ ،‬واملحامي‪ ،‬وامل�ست�شار اجلماعي‪،‬‬
‫والريا�ضي‪ ،‬ورجل الأمن‪ ،‬وال�صانع…‬
‫التجريب‬
‫ينبغي �أن تتاح للمتعلمني فر�ص التجريب ؛ وذلك لتعويدهم على التفكري العلمي‪،‬‬
‫واختبار الفر�ضيات‪ ،‬والفكر النقدي…ويوظف هذا الأ�سلوب على النحو الآتي ‪:‬‬
‫•يحدد املتعلمون املو�ضوع – امل�شكل‪ ،‬وي�ضعون ب�ش�أنه فر�ضيات منا�سبة له‪.‬‬
‫•يفح�ص املتعلمون هذه الفر�ضيات باعتماد و�سائل متعددة (التجربة املادية‪ ،‬املحاكاة‪،‬‬
‫االت�صال باملحيط الوثائقي‪ ،‬االت�صال بالأ�شخا�ص – امل�صدر‪ ،)...‬وذلك للت�أكد من مدى‬
‫مالءمتها للمو�ضوع – امل�شكل‪.‬‬
‫•عند التحقق من مالءمة الفر�ضية للمو�ضوع‪ ،‬ي�ستخل�ص املتعلمون النتائج ويعملون‬
‫على تعميمها‪ ،‬ويتوافقون على كيفية توظيفها‪.‬‬
‫‪ - 9‬اعتماد املقاربة بالكفايات‪ ‬وبيداغوجيا الإدماج لتفعيل الربامج اجلهوية واملحلية‪.‬‬
‫‪ - 9-1‬املقاربة بالكفايات ‪L’approche par compétences‬‬

‫تناغما مع االختيارالرتبوي والبيداغوجي املعتمد ر�سميا يف بناء املناهج والربامج‬


‫التعليمية الوطنية والذي جعل من املقاربة بالكفايات املدخل الأ�سا�س لهذا البناء‪ ،‬فاملناهج‬
‫اجلهوية واملحلية ت�أ�س�ست بدورها على نف�س املقاربة‪ .‬فح�سب امليثاق الوطني للرتبية‬
‫والتكوين‪“ :‬ت�سعى املدر�سة املغربية الوطنية اجلديدة �إىل �أن تكون‪:‬‬
‫مفعمة باحلياة‪ ،‬بف�ضل نهج تربوي ن�شيط‪ ،‬يجاوز التلقي ال�سلبي والعمل الفردي �إىل‬
‫اعتماد التعلم الذاتي‪ ،‬والقدرة على احلوار وامل�شاركة يف االجتهاد اجلماعي‪ ”.‬ويف هذا‬
‫ال�سياق ف�إن‪:‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪91‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫• الكفاية بنيات مندجمة يبنيها املتعلم بوا�سطة تفاعله وجهده‪ ،‬فتمكنه من توظيف‬
‫تعلماته كي يقوم باملهام التي تتطلبها و�ضعيات ‪ /‬م�شاكل مطروحة عليه‪.‬‬
‫•الكفاية بنية مندجمة؛ �أي �أنها ن�سق من العنا�صر التي تت�شكل يف ذهن املتعلم‪.‬‬
‫•الكفاية يبنيها املتعلم؛ ومعنى ذلك �أنها ال ُتق َّدم جاهزة‪ ،‬و�إمنا يتم بنا�ؤها من لدن‬
‫املتعلم‪.‬‬
‫•�إنها باخت�صار كبري جمموع الإمكانات املتكاملة واملتنا�سقة فيما بينها التي ي�ستدعيها‬
‫ويعب�ؤها ال�شخ�ص متعلما كان �أو �أ�ستاذا �أو طبيبا �أو عامال‪ .....‬لإيجاد حل مل�شكلة معينة‪.‬‬
‫‪ - 9 - 2‬بيداغوجيا الإدماج ‪La pédagogie de l’intégration‬‬

‫معنى الإدماج‬
‫هو جتميع املوارد (املعارف‪ ،‬املهارات‪ ،‬املواقف‪ )...‬املتفرقة‪ ،‬وجعل عالقات منظمة‬
‫بينها‪ ،‬وترتيبها بكيفية مالئمة‪ ،‬حيث ت�صبح ذات معنى ووظيفية؛ وميكن ا�ستخدامها‬
‫بطريقة �ضمنية حلل و�ضعية م�شكلة �أو �إجناز مهمة مركبة‪.‬‬
‫الإدماج ح�سب املركز العاملي للرتبية بكيبك هو‪:‬‬
‫«�سريورة يربط من خاللها املتعلم معارف ـ ــه ال�سابقة باملعارف اجلديدة‪ ،‬فيعيد بالتايل‬
‫‪58‬‬
‫بناء عامله املعريف‪ ،‬ويطبق املعارف التـ ـ ـ ــي اكت�سبها يف و�ضعيات جديدة ملمو�سة»‬
‫فالإدماج يف املجال التعليمي هو‪ :‬الربط بني مو�ضوعات درا�سية خمتلفة من جمال‬
‫معينّ �أو جماالت خمتلفة‪ .‬ون�شاط الإدماج هو الذي ي�ساعد على �إزالة احلواجز بني املواد‪،‬‬
‫و�إعادة ا�ستثمار مكت�سبات املتعلم املدر�سية يف و�ضعية ذات معنى‪ ،‬وهذا ما يدعى ب�إدماج‬
‫املكت�سبات �أو الإدماج ال�سياقي‪.‬‬
‫معنى بيداغوجيا الإدماج‬
‫بيداغوجيا الإدماج‪ ،‬تعني ال�سريورة التي يتم بها الربط املن�سجم بني التعلمات‬
‫املكت�سبة من �أجل حل و�ضعية مركبة‪� .‬إنها ال�سريورة التي يدمج بها املتعلم معارفه ال�سابقة‬
‫مبعارفه اجلديدة‪ ،‬ويربط بينها ليعيد هيكلة خطاطاته ومتثالته الداخلية‪ ،‬ويطبق كل ما‬
‫اكت�سبه على و�ضعيات جديدة ملمو�سة ودالة‪ .‬فالإدماج �إذن عملية ربط وتفاعل بني املوارد‬

‫‪ - 58‬املركز العاملي للرتبية بكيبك‪ ،‬كندا‪.‬‬


‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪92‬‬
‫املكت�سبة ‪ .‬ويندرج كمحطة ديداكتيكية عادية لإدماج املكت�سبات الراهنة بال�سابقة ‪،‬والربط‬
‫بني خمتلف املوارد للقيام بفعل معني ي�ستهدف حتقيق غاية ‪.‬‬
‫�أهداف بيداغوجيا الإدماج‬
‫•االهتمام مبا ينبغي �أن يتقنه املتعلم يف نهاية �سنة درا�سية �أو �سلك درا�سي‪ ،‬ال على ما‬
‫يجب على املدر�س تلقينه‪ ،‬حيث �إن املهم �أن ي�ستطيع املتعلم توظيف مكت�سباته لإجناز مهام‬
‫مركبة وتوظيفها يف احلياة اليومية الآنية �أو امل�ستقبلية‪.‬‬
‫•ي�صبح التعلم ذا معنى‪ ،‬بحيث يتبني للمتعلم فائدة ما يتعلمه يف املدر�سة‪( :‬جتاوز‬
‫النظرة املبنية على �شحن املتعلم مبجموعة من املعارف التي يحفظها عن ظهر قلب‪،‬‬
‫ومهارات خالية من املعنى غالبا ما تنفره من التعلم‪ ،‬بحيث يجب على العك�س من ذلك �أن‬
‫يتعلم املتعلم كيف ميوقع تعلماته ب�شكل م�ستمر يف و�ضعيات ذات داللة ومرتبطة مبحيطه‬
‫وحياته اليومية �أو املهنية‪).‬‬
‫•الإ�شهاد على مكت�سبات املتعلم عن طريق حل و�ضعيات مركبة وواقعية وملمو�سة‪ ،‬تدعوه‬
‫�إىل �إدماج تعلماته بكيفية تلقائية‪ ،‬وبالتايل جتاوز النظرة الرتاكمية لبناء التعلمات‪.‬‬
‫طريقة تدبري �أن�شطة الإدماج‬
‫ن�شاط املتعلم‬ ‫ن�شاط الأ�ستاذ‬ ‫املراحل‬
‫‪ -‬يالحظ ويحلل الو�ضعية‬ ‫‪ -‬يدعو املتعلمني للمالحظة‬ ‫تقدمي الو�ضعية‬
‫‪ -‬يجيب عن الأ�سئلة‬ ‫‪ -‬يطرح �أ�سئلة‬ ‫امل�شكلة‬
‫‪ -‬يتكلم بحرية‬ ‫‪ -‬ي�شجع التالميذ على التعبري‬
‫‪ -‬ي�ستمع ويتمعن يف ال�شروحات‬ ‫‪ -‬يت�أكد من فهم التالميذ عنا�صر‬
‫الو�ضعية‬
‫‪ -‬يتكلم بحرية‬ ‫اال�شتغال على حل ‪ -‬ي�شجع املتعلمني على التعبري‬
‫‪ -‬ي�ستمع ويتمعن يف ال�شروحات‬ ‫الو�ضعية امل�شكلة ‪ -‬يت�أكد من فهم املتعلمني عنا�صر‬
‫‪ -‬ينتج على انفراد �أو يف‬ ‫الو�ضعية‬
‫جمموعات‬ ‫‪ -‬يرتك املتعلمني ينجزون املهمة‬
‫‪ -‬يقدم �إنتاجاته‬ ‫‪ -‬يراقب �إنتاجاتهم‬
‫‪ -‬ي�شارك يف الت�صحيح‬ ‫‪ -‬ي�ساعد املتعرثين‬
‫‪ -‬ين�صت للت�صحيحات‬ ‫‪ -‬يكمل بع�ض الإنتاجات‬
‫والإ�ضافات التكميلية‬ ‫‪ -‬يدون ال�صعوبات لإعداد الدعم‬
‫‪ -‬ينجز �أن�شطة التقومي والدعم‬ ‫‪ -‬يخطط �أن�شطة التقومي والدعم‬ ‫التقومي والدعم‬
‫‪ -‬يوجه املتعلمني لإجنازها‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪93‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪Situation problème‬‬ ‫الو�ضعية امل�شكلة‬
‫�أهم �إجراء لإثارة الرغبة يف التعلم‪ ،‬هو حتويل املعرفة �إىل لغز؛ �إذ �أنّ مه ّمة املدر�س‬
‫تتم ّثل يف �إيقاظ هذه الرغبة عن طريق تلغيز املعرفة‪� ،‬أي عن طريق ت�ص ّور و�ضعيات‪/‬م�شاكل‬
‫�صعبة وقابلة للتجاوز‪ ،‬ترفع من احتمال حدوث التعلم باعتبارها و�ضعية ديداكتيكية نقرتح‬
‫فيها على املتعلم مه ّمة ال ميكن �أن ُينجزها �إجنازا جيدا دون تع ّلم ي�ش ّكل الهدف احلقيقي‬
‫للو�ضعية ‪/‬امل�شكل‪ ،‬وال يتح ّقق هذا الهدف‪/‬التعلم �إال ب�إزاحة العوائق �أثناء �إجناز امله ّمة‬
‫‪ .‬وتتو ّقف فعالية املعرفة على مدى �صالحيتها ووظيفتها يف جتاوز العائق الذي تت�ض ّمنه‬
‫الو�ضعية امل�شكلة‪ .‬ولكي يتح ّقق هذا الهدف يجب �أن‪:‬‬
‫‪ -‬تنتظم الو�ضعية امل�شكلة من �أجل تخطي عائق من طرف الق�سم (عائق حمدد‬
‫م�سبقا) ؛‬
‫‪ -‬تت�ض ّمن الو�ضعية قدرا كافيا من الثبات‪ ،‬جتعل املتعلم ي�ستنفر معارفه املمكنة‬
‫ومتثالته ب�شكل يقوده �إىل �إعادة النظر فيها وبناء �أفكار جديدة‪ .‬ويرى كزايف روجر�س‬
‫‪� Xavier Rogers‬أنّ الو�ضعية امل�شكلة ال تكت�سب معنى حم ّددا‪� ،‬إال �إذا توفرت على املوا�صفات‬
‫التالية‪:‬‬
‫«‪ -‬ت ّعرب عن داللة معينة بالن�سبة للمتعلم من حيث قدرتها على حثّ هذا الأخري على‬
‫جتنيد مكت�سباته املتنوعة واملنا�سبة‪ .‬ومتنح له معنى معينا ملا يتع ّلمه‪ .‬وت�ستحقّ ا�ستنفار‬
‫جمهوداته للتعامل معها‪ ،‬وبهذا املعنى‪ ،‬تنطوي الو�ضعية على نوع من التحدي ينبغي �أن‬
‫يواجه يف حينه‪ .‬ومن ثمة ترتبط لفظة م�شكلة يف الغالب مع مفهوم الو�ضعية؛‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬تنتمي �إىل فئة معينة من الو�ضعيات‪ ،‬بحيث تت�ض ّمن بع�ض املك ّونات امل�شرتكة‪».‬‬
‫وح�سب «دي كيتل ‪ »De Ketele‬ف�إنّ للو�ضعية امل�شكلة مك ّونات ثالث مت ّيزها هي ‪:‬‬
‫جم�سم‪ ،‬كتاب‪� ،‬صورة‬ ‫‪ -‬الو�سائل املادية ‪ :‬ويق�صد بها الو�سائل التعليمية مثل‪ ،‬ن�ص‪ ،‬ر�سم‪ّ ،‬‬
‫فوتوغرافية‪ ،‬ت�سجيل �صوتي‪ ،‬ت�سجيل م�ص ّور ‪�...‬إلخ‪ .‬وحت ّدد هذه الو�سائل‪:‬‬
‫• ب�سياق يح ّدد املحيط الذي توجد فيه؛‬
‫• بجملة املعلومات التي �ستعتمد من طرف املتعلم‪ ،‬وقد تكون هذه املعلومات تامة �أو‬
‫ناق�صة منا�سبة �أو غري منا�سبة وذلك وفقا ملا هو مطلوب؛‬
‫‪59 - Xavier Rogiers, une pédagogie de l’intégration. Compétences et intégration des acquis dans‬‬
‫‪l’enseignement, Bruxelles, Editions De Boeck, 2000.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪94‬‬
‫‪ -‬وظيفة تربز الهدف من �إجناز �إنتاج معني‪.‬‬
‫‪� -‬إر�شـادات‪ :‬وتعني كافة التوجيهات التي ُيطلب من املتعلم مراعاتها خالل تنفيذ‬
‫العمل والبد �أن تكون مت�سمة بالو�ضوح والدقة”‪. 60‬‬
‫•الو�ضعية امل�شكلة الديداكتيكية‪Situation problème didactique :‬‬

‫تكون مت�صلة مبادة درا�سية‪ ،‬وت�ستهدف اكت�ساب التعلمات اجلديدة‪ ،‬فهي و�ضعية‬
‫يهيئها املدر�س ب�إتقان ويطرحها على املتعلمني يف بداية الدر�س من �أجل �إ�شراكهم يف‬
‫البحث عن تعلمات جديدة وفق الأهداف املحققة للكفاية‪.‬‬
‫•الو�ضعية امل�شكلة الإدماجية‪Situation problème d’intégration :‬‬

‫تكون مت�صلة مبادة درا�سية �أو مبواد درا�سية ت�ستهدف �إدماج التعلمات املكت�سبة‪.‬‬
‫هدفها الت�أكد من مدى اكت�ساب املتعلم للكفاءة التي ا�شتغل عليها املدر�س من خالل تنفيذ‬
‫جمموعة من الدرو�س‪ .‬فهي بهذا املعنى و�ضعية لتقومي التعلمات املكت�سبة عرب حتقيق عدة‬
‫�أهداف تعلمية �أو تكوينية‪.‬‬
‫مما تق ّدم ‪:‬‬
‫ي�ستخل�ص ّ‬
‫�أ ّوال‪� :‬إنّ الو�ضعية امل�شكلة هي منوذج لتنظيم التدري�س من خالل ‪:‬‬
‫ق�صة‪ ،‬غمو�ض ما‪�...‬إلخ؛‬ ‫‪� -‬إيقاظ الدافعية والف�ضول عرب ت�سا�ؤل‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬و�ضع املتعلم يف و�ضعية بناء للمعارف؛‬
‫يوظف كل متعلم العمليات الذهنية امل�ستوجبة ق�صد التعلم ‪.‬‬ ‫‪ -‬هيكلة امله ّمات لكي ّ‬
‫ثانيا‪� :‬إنّ الو�ضعية امل�شكلة ت�ؤ ّدي ‪:‬‬
‫‪ -‬وظيفة حتفيزية‪ ،‬كونها ت�سعى �إىل �إثارة اللغز الذي يو ّلد الرغبة يف املعرفة؛‬
‫‪ -‬وظيفة ديداكتيكية‪� ،‬إذ تعمل على �إتاحة الفر�صة للمتعلم متلُّك اللغز؛‬
‫‪ -‬وظيفة تط ّور ّية تتيح لكل متعلم �أن ُيبلور تدريجيا �أ�ساليبه الف ّعالة حلل امل�شكل‪.‬‬
‫•النموذج البيداغوجي التفاعلي‬

‫‪60 - De Ketele, J.-M. L’approche par compétence : ses fondements. Bruxelles, 2006.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪95‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫هو نوع من الفعل البيداغوجي الذي ي�سمح لطرفني على الأقل (املدر�س واملتعلم)‬
‫من اال�شغال ق�صد حتقيق �أهداف تعليمية ‪ -‬تعلمية حمددة‪ .‬ويف �سياق املناهج اجلهوية‬
‫واملحلية يقوم النموذج التفاعلي املقرتح على م�سلمتني‪:‬‬
‫‪�-‬أن الكفاية التكت�سب عن طريق التلقي بل تبنى عرب املجهود الذي يقوم به املتعلم‬
‫لأجل اكت�ساب كفايته بنف�سه‪.‬‬
‫‪�-‬أن البناء التفاعلي للكفايات الميكن �أن يتم بدون تبني منوذج تناوبي بني ف�ضاء‬
‫املدر�سة الذي هو ف�ضاء تعلم املعارف واملهارات وف�ضاء احلياة واملحيط الذي هو ف�ضاء‬
‫الفعل والتجريب والبحث‪.‬‬
‫يفرت�ض هذا النموذج �أن تتحدد مهام كل ف�ضاء تبعا للوظائف الآتية ‪:‬‬
‫•يف ف�ضاء املدر�سة‪:‬‬
‫‪ -‬يكت�سب املتعلم املفاهيم والتقنيات؛‬
‫‪-‬يح�ضر املتعلم للن�شاط؛‬
‫‪-‬ي�ستثمر ما ا�ستقاه من املحيط؛‬
‫‪-‬ينظم ويهيكل املعلومات‪.‬‬
‫•يف ف�ضاء املحيط‪:‬‬
‫‪-‬ي�سائل املحيط؛‬
‫‪ -‬يالحظ ويعاين؛‬
‫‪ -‬يفعل ويبادر؛‬
‫‪ -‬يجرب ويطبق‪.‬‬
‫وبهذا يتج�سد عمليا مبد�أ “جعل املتعلم حمور العملية التعليمية”‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪96‬‬
‫‪� - 10‬أن�شطة تعليمية ‪ -‬تعلمية ذات خ�صو�صيات جهوية وحملية يف �ضوء املقاربة بالكفايات‬
‫وبيداغوجيا الإدماج‬
‫�أ ‪ -‬منطلقات تهييئ �أن�شطة خا�صة باملناهج اجلهوية واملحلية‬
‫•تتميز املناهج اجلهوية واملحلية باعتمادها ملقاربة تربوية ترتكز على اخل�صائ�ص‬
‫التالية ‪:‬‬
‫•يتمف�صل املنهاج اجلهوي مع املناهج الدرا�سية الوطنية بكيفية تتيح للمتعلم االنطالق‬
‫من هذه الأخرية كي ي�سثمرها عرب ما يقوم به من ا�ستق�صاء للمحيط‪� ،‬أو البحث فيه‪� ،‬أو‬
‫اكت�شافه‪.‬‬
‫•يفرت�ض هذا التمف�صل االنطالق من كفايات تكت�سب عن طريق التفاعل بني ف�ضاء‬
‫املجتمع واملحيط وف�ضاء املدر�سة‪ ،‬وهو الأمر الذي يتطلب بناء منوذج تفاعلي قائم على‬
‫التناوب بني الف�ضائيني‪.‬‬
‫•يفرت�ض كذلك �أن ترتبط التعلمات مبعطيات املحيط‪ ،‬وما يطرحه من �إ�شكاالت‪،‬‬
‫ومعارف‪ ،‬ومهارات‪ ،‬ومواقف يك�شف عنها ا�ستق�صاء هذا الواقع‪.‬‬
‫ب‪ -‬مراحل �إعداد هذه الأن�شطة‬
‫�أوال‪ :‬االنطالق من الكفايات الأ�سا�سية؛‬
‫ثانيا‪ :‬البحث عن التمف�صل بني هذه اجلوانب وبني جماالت ومو�ضوعات الإطار‬
‫املرجعي للمناهج والربامج اجلهوية واملحلية؛‬
‫ثالثا‪ :‬اقرتاح و�ضعيات جت�سد االمتدادات اجلهوية واملحلية للكفاية امل�ستهدفة‬
‫يتج�سد هذا امل�سار على النحو التايل ‪:‬‬
‫املرحلة الأوىل‪ :‬يواجه املتعلم م�شكال ذا طبيعة مركبة مندجمة ت�ستدعي جمموعة من‬
‫التعلمات‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬يكت�سب املتعلم التعلمات التي �ستمكنه من اكت�ساب الكفاية يف �ضوء‬
‫امل�شكل املطروح‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬يو�ضع املتعلم يف و�ضعية م�شكلة ت�سمح بتقومي املكت�سبات‪ ،‬في�ستخدم‬
‫حللها تعلماته بكيفية مندجمة‪.‬‬
‫تنظم الو�ضعيات امل�شكلة على ال�شكل التايل ‪:‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪97‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫•يف البداية يو�ضع املتعلم مبكت�سباته وخرباته التي اكت�سبها �سابقا‪� ،‬أمام م�شكل �أو‬
‫و�ضعية من الواقع املعا�ش جهويا �أو حمليا‪.‬‬
‫•متكن معاجلة هذه الو�ضعية من اكت�ساب التعلمات اجلديدة عن طريق �أعمال يقوم‬
‫بها املتعلم‪.‬‬
‫•ي�شغل املتعلم هذه التعلمات يف كل م�شكل بكيفية جتعله يدمج تعلماته يف‬
‫و�ضعية اندماجية‪.‬‬
‫ج‪� -‬أجراة الكفايات امل�ستهدفة يف الربامج واملناهج اجلهوية واملحلية‪:‬‬
‫نقدم فيما يلي مناذج لرتجمة بع�ض الكفايات املحدد ة �إىل مكوناتها العملية‪،‬‬
‫والتي يفرت�ض �أن تكون �أر�ضية م�ساعدة للمدر�س يف تهييء جذاذات ت�ضم خمتلف‬
‫العنا�صر الديداكتيكية لتن�شيط و�ضعيات تعليمية‪ -‬تعلمية حقيقية وفق اخل�صو�صيات‬
‫اجلهوية واملحلية وباعتماد مقاربة الكفايات متا�شيا مع املنهاج العام وامل�شرتك بني‬
‫خمتلف اجلهات‪:‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪98‬‬
‫�صحة الطفل وتغذيته‬ ‫املجال‬
‫ا�ستعمال الإمكانات الغذائية املحلية من �أجل تغذية �سليمة ومتوازنة‪.‬‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫•تعرف �أنواع الأغذية املنتجة يف اجلهة؛‬ ‫الأهداف‬
‫•تبني �سلوكات يقظة جتاه ا�ستهالك املواد الغذائية املهربة‬ ‫املحققة‬
‫•تعرف القيمة الغذائية للمنتوجات املحلية؛‬ ‫للكفاية‬
‫•البحث عن توازن غذائي انطالقا من املواد الغذائية املحلية‪.‬‬
‫•ال�سنة‪ : 1‬اللغة العربية‪ :‬الطفل والتغذية وال�صحة والريا�ضة‪ .‬الن�شاط العلمي‪ :‬الرتبية الغذائية؛‬ ‫التمف�صل‬
‫•ال�سنة ‪ : 2‬اللغة العربية ‪ :‬الطفل والتغذية وال�صحة والريا�ضة‪ .‬الن�شاط العلمي‪ :‬اله�ضم؛‬ ‫مع اجلذع‬
‫•ال�سنة ‪ : 3‬اللغة العربية ‪ :‬التغذية وال�صحة والريا�ضة‪ .‬الن�شاط العلمي ‪ :‬ال�سال�سل الغذائية؛‬ ‫امل�شرتك‬
‫•ال�سنة ‪ : 4‬اللغة العربية‪ ،‬التغذية وال�صحة والريا�ضة‪ .‬الرتبية على املواطنة‪ :‬املحافظة على الذات؛‬
‫•ال�سنة ‪ : 5‬اللغة العربية ‪ :‬ال�صحة والتغذية والريا�ضة والأ�سفار‪ .‬الن�شاط العلمي ‪ :‬التغذية؛‬
‫•ال�سنة ‪ : 6‬اللغة العربية ‪ :‬ال�صحة والتغذية والريا�ضة والأ�سفار؛‬
‫•اللغة الفرن�سية‪ :‬ن�صو�ص قرائية جلميع امل�ستويات‪.‬‬
‫املعارف‪:‬‬ ‫حمتويات‬
‫•القيمة الغذائية لزيت الزيتون‪ ،‬حلوم و�ألبان وجنب املاعز‪ ،‬البي�صارة‪ ،‬الكلينتي‪ ،‬بوخنو‪،‬‬ ‫التعلم‬
‫التني‪ ،‬ال�صبار الدالح‪ ،‬فول كناوة‪ ،‬الق�سطال‪ ،‬ال�شطون‪ ،‬ال�ساردة‪ ،‬البوقة‪ ،‬النون‪ ،‬التون ‪،...‬‬
‫•القيمة الغذائية لل�سمك الطري ب�أنواعه‪ ،‬الطهي ال�صحي للأ�سماك‪ ،‬التاكرا‪ ،‬القيمة‬
‫الغذائية للفول ال�سوداين ولتوت الأر�ض وطرائق ا�ستهالكهما ‪:‬‬
‫•… تبيني الفرق من حيث القيمة الغذائية للمنتوج الطري واملعلبات املهربة‪ ،‬مكونات‬
‫الغذاء املتوازن‪ ،‬التوازن الغذائي يف �أكالت حملية‪ :‬البي�صارة‪� ،‬أ�صناف البقولة‪ ،‬تاكرا �أو‬
‫الطاجني‪ ،‬م�شتقات احلليب (اجلنب الأبي�ض)‪ ،‬الأ�سماك املحلية ‪�...‬إلخ‬
‫املهارات‪:‬‬
‫•ت�صنيف الأغذية املحلية ح�سب مكوناتها الغذائية‪.‬‬
‫•القيام بتحقيقات حول الأغذية والوجبات املحلية‪.‬‬
‫•�إعداد الوجبات املحلية‪ :‬البي�صارة‪ ،‬التاكرا‪ ،‬البالن�شا ‪...‬‬
‫القيم‪:‬‬
‫•الإقبال على ا�ستهالك املنتوج املحلي‬
‫•االعتزاز بتناول املواد الغذائية املحلية‬
‫•اتخاذ موقف �سلبي اجتاه ا�ستهالك املواد املهربة واحلث على جتنبها‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪99‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫•حل م�شكالت (مثل‪ :‬تهييء وجبات غذائية ( ثالث وجبات‪ :‬فطور‪ ،‬غذاء‪ ،‬ع�شاء ) لأ�سرة‬ ‫الأن�شطة‬
‫ذات دخل حمدود‪ ،‬تتكون من خم�سة �أفراد ب�أقل تكلفة ممكنة انطالقا من املواد الغذائية‬ ‫الرتبوية‬
‫املحلية‪،‬‬
‫•عمل يف ور�شات‪ :‬درا�سة �صحية لوجبة غذائية حملية‬
‫•درا�سة حاالت‪ :‬حالة �أطفال �أ�صيبوا بالت�سمم نتيجة ا�ستهالكهم للمواد املهربة ‪...‬‬
‫•و�صف املتعلمني لوجباتهم املنزلية وللوجبات املف�ضلة لديهم مع التعليق عليها ‪.‬‬
‫•زيارة مطاعم خمت�صة يف الوجبات املحلية‬
‫•ا�ستق�صاء حول �أهم الوجبات الغذائية املحلية الأكرث ا�ستهالكا‪.‬‬
‫•وثائق ودرا�سات حول املواد الغذائية امل�ستعملة يف وجبات حملية‪.‬‬ ‫الو�سائل‬
‫•مناذج من الأغذية والوجبات املحلية‪.‬‬ ‫التعليمية‬
‫•�إح�صائيات ملختلف الإمكانات الغذائية املحلية (�أ�سماك‪ ،‬منتجات ال�شركات ال�صناعية‬
‫املحلية‪ :‬طماطم جمففة )‪.‬‬
‫•�صور الإ�شهار ‪ :‬مربى توت الأر�ض ‪ ،‬ع�صائر …‪..‬‬
‫•التمكن من �إعداد الئحة ب�أ�سماء الوجبات الغذائية املعدة من الإمكانات الغذائية املحلية‪.‬‬ ‫�إجراءات‬
‫•التمكن من �إجناز بطاقات تعرف مبكونات وطريقة �إعداد مناذج من الوجبات الغذائية‪.‬‬ ‫التقومي‪:‬‬
‫•�إعداد وجبات غذائية متوازنة و�صحية اعتمادا على املنتوج املحلي‬
‫• �إجراء بحوث م�صغرة حو ل �أ�شكال الطبخ املحلي‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪100‬‬
‫�صحة الطفل وتغذيـته‬ ‫املجال‬
‫�إظهار �سلوكات وقائية جتاه الأمرا�ض الناجمة عن العالقة بني الطفل‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫وبيئته‬
‫• تعرف خ�صو�صية املناخ الرطب باجلهة ؛‬
‫•تعرف الأمرا�ض التنف�سية (الربو) املرتبطة بخ�صو�صية مناخ اجلهة؛‬ ‫الأهداف املحققة للكفاية‬
‫•تعرف طرائق الوقاية من هذه الأمرا�ض؛‬
‫•التعرف على الأمرا�ض التي تربز حمليا وجهويا؛‬
‫•اكت�شاف العوامل البيئية املحلية التي ت�ساعد على بروز بع�ض الأمرا�ض؛‬
‫•�إبراز املخاطر الناجمة عن الإ�صابة بهذه الأمرا�ض‪.‬‬
‫التمف�صل مع اجلذع امل�شرتك •درو�س اجلغرافيا‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف ‪:‬‬
‫•مناخ مدينة العرائ�ش امل�شبع بالرطوبة؛‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫•الأمرا�ض املرتبطة بهذا املناخ (الربو ـ مر�ض اللوزتني ـ الروماتيزم ـ‬
‫ال�سل)؛‬
‫•تعرف ممار�سات (طرائق) وقائية ‪ :‬غذاء منا�سب‪ ،‬ممار�سة الأن�شطة‬
‫الريا�ضية يف الأوقات املنا�سبة‪ ،‬تهوية امل�سكن وتعري�ضه لل�شم�س ‪...‬؛‬
‫•املعارف العلمية ت�ستقى من لدن �أطباء خمت�صني‪.‬‬
‫املهارات‪:‬‬
‫•اكت�ساب طرائق ‪ /‬عادات حياتية ملقاومة الآثار ال�سلبية للرطوبة‬
‫•اكت�ساب طرق الوقاية من الأمرا�ض الناجمة عن العالقة بني الطفل‬
‫وبيئته‪ ،‬والعمل على اجتناب م�سبباتها‪.‬‬
‫•القيم‬
‫•الإميان ب�أهمية احلفاظ على ال�صحة اجل�سمية والعقلية والنف�سية‪.‬‬
‫درا�سة حالة ‪:‬‬
‫•زميل بامل�ؤ�س�سة (مري�ض بالربو �أو باحل�سا�سية جتاه الرطوبة‪� ،‬أو �أي‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫حالة �أخرى ) باعتماد دفرته ال�صحي �أو �أي وثائق �أخرى ‪...‬‬
‫•زيارة ميدانية مل�ستو�صف للوقوف على حاالت وتعرف طرائق الوقاية‬
‫والعالج‬
‫•تنظيم لقاء مبا�شر ين�شطه متخ�ص�ص يف املو�ضوع مع ا�ستثمار ما يقدمه‬
‫من معلومات ‪.‬‬
‫•املحاكاة ولعب الأدوار‪:‬‬
‫•مثال ‪� :1‬ضربات ال�شم�س و�أمرا�ض اجللد ب�سبب التعر�ض املفرط لأ�شعة‬
‫ال�شم�س يف مو�سم ال�صيف‪.‬‬
‫•مثال ‪� :2‬أمرا�ض الربو – الروماتيزم – ب�سبب الرطوبة وتنوع التيارات‬
‫الهوائية حمليا‪.‬‬
‫•مثال ‪ :3‬تناول املخدرات املنتجة حمليا وامل�ستوردة‪ ،‬تنتج عنها �أمرا�ض‬
‫عقلية ونف�سية وع�ضوية‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪101‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫•بيانات حول مناخ مدينتي؛‬
‫•بيانات طبية و�إح�صائيات ر�سمية حول الأمرا�ض الناجتة عن الرطوبة؛‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫•مل�صقات‪ ،‬مطويات وزارة ال�صحة �أواجلمعيات املهتمة بامليدان؛‬
‫•وثائق مكتوبة‪.‬‬
‫•مقارنة بني ال�سكن باملدينة القدمية وامل�ساكن الع�صرية مع �إبراز‬
‫ال�شروط ال�صحية لكل منهما‪.‬‬ ‫�إجراءات التقومي‬
‫•مقارنة بني حالتني عن طريق الر�سم �أو الكتابة ‪ :‬طفل �سليم ‪ //‬طفل‬
‫مري�ض مع التعليق‪.‬‬
‫•قيام املتعلمني ب�أبحاث ميدانية م�صغرة للت�أكد من حجم الإ�صابة‬
‫بالأمرا�ض املذكورة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪102‬‬
‫�صحة الطفل وتغذيته‬ ‫املجال‬
‫الكفاية امل�ستهدفة ا�ستعمال الإمكانات الغذائية املحلية من �أجل تغذية �سليمة ومتوازنة‪.‬‬
‫تعرف �أنواع الأغذية املنتجة يف اجلهة‬
‫الأهداف املحققة تبني �سلوكات يقظة اجتاه ا�ستهالك املواد الغذائية املهربة‬
‫تعرف القيمة الغذائية للمنتوجات املحلية ‪..‬‬ ‫للكفاية‬
‫البحث عن توازن غذائي انطالقا من املواد الغذائية املحلية‬
‫ال�سنة‪ : 1‬اللغة العربية‪ :‬الطفل والتغذية وال�صحة والريا�ضة‪ .‬الن�شاط العلمي‪ ،‬الرتبية الغذائية‬
‫ال�سنة الثانية ‪ :‬اللغة العربية ‪ :‬الطفل والتغذية وال�صحة والريا�ضة‪ .‬الن�شاط العلمي‪:‬‬
‫اله�ضم‪.‬‬
‫ال�سنة ‪ : 3‬اللغة العربية ‪ :‬التغذية وال�صحة والريا�ضة‪ .‬الن�شاط العلمي ‪ :‬ال�سال�سل الغذائية‬ ‫التمف�صل مع‬
‫امل�شرتك ال�سنة ‪ : 4‬اللغة العربية ‪ :‬التغذية وال�صحة والريا�ضة‪ .‬الرتبية على املواطنة‪ :‬املحافظة‬ ‫اجلذع‬
‫على الذات‪.‬‬
‫ال�سنة ‪ : 5‬اللغة العربية ‪ :‬ال�صحة والتغذية والريا�ضة والأ�سفار‪ .‬الن�شاط العلمي ‪ :‬التغذية‪.‬‬
‫ال�سنة ‪ : 6‬اللغة العربية ‪ :‬ال�صحة التغذية والريا�ضة والأ�سفار‪.‬‬
‫اللغة الفرن�سية‪ :‬ن�صو�ص قرائية جلميع امل�ستويات‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف‪:‬‬
‫•القيمة الغذائية لزيت الزيتون‪ ،‬للحوم وللأبان وجلنب املاعز‪،.. ،‬‬
‫•القيمة الغذائية لل�سمك الطري ب�أنواعه ‪ ،‬الطهي ال�صحي للأ�سماك‪ ،‬القيمة الغذائية‬
‫للفول ال�سوداين ولتوت الأر�ض وطرائق ا�ستهالكهما‪.‬‬
‫•تبيني الفرق من حيث القيمة الغذائية بني املنتوج الطري واملعلبات املهربة‪،‬‬
‫•مكونات الغذاء املتوازن‪ ،‬التوازن الغذائي يف �أكالت حملية‪ ،‬م�شتقات احلليب (اجلنب‬
‫الأبي�ض)‪ ،‬الأ�سماك املحلية ‪...‬الخ‬
‫•املهارات‪:‬‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫•ت�صنيف الأغذية املحلية ح�سب مكوناتها الغذائية؛‬
‫•القيام بتحقيقات حول الأغذية والوجبات املحلية؛‬
‫•�إعداد الوجبات املحلية ‪...‬‬
‫القيم‪:‬‬
‫•الإقبال على ا�ستهالك املنتوج املحلي بهدف ت�شجيع رواجه؛‬
‫•االعتزاز بتناول املواد الغذائية املحلية؛‬
‫•اتخاذ موقف �سلبي اجتاه ا�ستهالك املواد املهربة واحلث على جتنبها‪.‬‬
‫•حل م�شكالت (مثل‪ :‬تهييء وجبة غذائية لأ�سرة ذات دخل حمدود‪ ،‬تتكون من خم�سة‬
‫�أفراد ب�أقل تكلفة ممكنة انطالقا من املواد الغذائية املحلية‪ ،‬ثالث وجبات‪ :‬فطور‪،‬‬
‫غذاء‪ ،‬ع�شاء)؛‬
‫الأن�شطة الرتبوية •عمل يف ور�شات‪ :‬درا�سة �صحية لوجبة غذائية حملية؛‬
‫•درا�سة حاالت‪ :‬حالة �أطفال �أ�صيبوا بالت�سمم نتيجة ا�ستهالكهم للمواد املهربة‪...‬؛‬
‫•و�صف املتعلمني لوجباتهم املنزلية وللوجبات املف�ضلة لديهم مع التعليق عليها؛‬
‫زيارة مطاعم خمت�صة يف الوجبات املحلية‪.‬‬
‫•ا�ستق�صاء حول �أهم الوجبات الغذائية املحلية الأكرث ا�ستهالكا‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪103‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫•وثائق ودرا�سات حول املواد الغذائية امل�ستعملة يف وجبات حملية؛‬
‫الو�سائل التعليمية •مناذج من الأغذية والوجبات املحلية؛‬
‫•�إح�صائيات ملختلف الإمكانات الغذائية املحلية (�أ�سماك‪ ،‬طماطم جمففة)؛‬
‫�صور الإ�شهار ‪ :‬مربى توت الأر�ض ‪ ،‬ع�صائر …‪..‬‬
‫•التمكن من �إعداد الئحة ب�أ�سماء الوجبات الغذائية املعدة من الإمكانات الغذائية‬
‫املحلية؛‬
‫�إجراءات التقومي •التمكن من �إجناز بطاقات تعرف مبكونات وطريقة �إعداد مناذج من الوجبات‬
‫الغذائية؛‬
‫•�إعداد وجبات غذائية متوازنة و�صحية اعتمادا على املنتوج املحلي؛‬
‫• �إجراء بحوث م�صغرة حول �أ�شكال الطبخ املحلي‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪104‬‬
‫املواطنة وحقوق الطفل‬ ‫املجال‪ ‬‬
‫معاجلة م�شكالت من املحيط ذات عالقة بحقوق الطفل واقرتاح حلول لها‪.‬‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‪: ‬‬
‫الأهداف املحققة للكفاية‪•  ‬تعرف �أ�سباب هجرة القا�صرين ؛‬
‫•حتديد الأ�ضرار املحدقة باملهاجرين القا�صرين ؛‬
‫•تعرف بع�ض احللول للم�ساهمة يف معاجلة الظاهرة‪.‬‬
‫•الرتبية الإ�سالمية‪ :‬امل�ستوى ‪ 1‬و‪( 2‬الإح�سان)‪( 3 ،‬ح�سن املعا�شرة)‪4 ،‬‬
‫(اجتناب الأ�شرار)‪.‬‬ ‫التمف�صل مع اجلذع‬
‫•الن�صو�ص القرائية‪ :‬امل�ستوى ‪ 4‬و‪ 5‬و‪( 6‬الرحالت والأ�سفار‪/‬املجال ‪،8‬‬ ‫امل�شرتك‪ ‬‬
‫الدميوقراطية وحقوق الإن�سان‪/‬املجال ‪.)4‬‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف‪:‬‬
‫•ت�ستقى من لدن اجلمعيات املهتمة مبو�ضوع املواطنة وحقوق الطفل‪،‬‬
‫اجلمارك‪ ،‬ال�شرطة‪...‬‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫القيم واالجتاهات‪:‬‬
‫•رف�ض هجرة الأطفال ك�أ�سلوب لتح�سني الو�ضعية االجتماعية؛‬
‫•اتخاذ موقف اجتاه ت�شغيل الأطفال؛‬
‫•منع اقرتاب الأطفال املتخلى عنهم من امليناء ‪...‬‬
‫•ا�ستق�صاء حول �أ�سباب الظاهرة ببع�ض الأحياء الهام�شية ؛‬
‫•البحث عن �إح�صائيات حول القا�صرين املغاربة لدى بع�ض الدول الأوربية‬
‫(�إ�سبانيا كمثال) ؛‬
‫•درا�سة احلاالت ؛‬
‫•املحاكاة ولعب الأدوار ؛‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫•زيارات ميدانية ؛‬
‫•�أ�شرطة م�صورة تعالج الظاهرة ؛‬
‫•�صور ل�ضحايا الهجرة ال�سرية ؛‬
‫•�صور جت�سد معاناة املهاجرين القا�صرين ؛‬
‫•وثائق مكتوبة ؛‬
‫•بيانات �إح�صائية‪...‬‬
‫•ميكن �أن يتخذ �أ�شكال تعبريية خمتلفة‪ :‬كتابات �إبداعية‪ ،‬ر�سم وت�شكيل‪...‬‬
‫• �صور لقوارب الهجرة‪.‬‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫• �أ�شرطة جت�سد معاناة املهاجرين‪.‬‬
‫•�إعداد مل�صقات تبني خماطر الهجرة‪.‬‬ ‫�إجراءات التقومي‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪105‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫املواطنة وحقوق الطفل‬ ‫املجال‬
‫تبني �سلوكات تتيح امل�شاركة يف عمليات للت�ضامن والتكافل انطالقا من عادات‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫املنطقة‬
‫•التعرف على بع�ض العادات يف اجلهة التي تتيح لل�سكان امل�شاركة يف عمليات‬
‫الت�ضامن والتكافل؛‬
‫•امل�ساهمة يف �أن�شطة ت�ضامنية باملدر�سة وباملحيط با�ستثمار عادات املنطقة يف‬ ‫الأهداف املحققة‬
‫الت�ضامن والتكافل؛‬ ‫للكفاية‬
‫•ا�ستعمال القدرات التوا�صلية يف تثمني الت�ضامن والتكافل باجلهة‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪� : 1‬آداب �إ�سالمية‪ :‬الرب بالوالدين‪ ،‬الإح�سان �إىل املحتاجني‪ .‬اللغة‬
‫العربية‪ :‬الطفل واحلياة التعاونية‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪� : 2‬آداب �إ�سالمية ‪ :‬ح�سن املعا�شرة‪ .‬اللغة العربية ‪ :‬الطفل واحلياة‬
‫التعاونية‪.‬‬ ‫التمف�صل مع اجلذع‬
‫•ال�سنة ‪� : 3‬آداب �إ�سالمية وحديث نبوي‪ ،‬متتني الروابط االجتماعية‪� ،‬صلة‬ ‫امل�شرتك‬
‫الرحم‪ .‬ح�سن املعا�شرة‪ ،‬الرحمة‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪� : 4‬آداب �إ�سالمية وحديث نبوي‪ :‬متتني الروابط االجتماعية‪� ،‬صلة‬
‫الرحم‪ .‬اللغة العربية اخلدمات االجتماعية‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪� : 5‬آداب �إ�سالمية وحديث نبوي‪ :‬املحبة والت�ضامن‪ ،‬االحتاد قوة‪ .‬اللغة‬
‫العربية ‪ :‬القيم الإ�سالمية والوطنية والإن�سانية‪.‬‬
‫• ال�سنة ‪ : 6‬اللغة العربية ‪ :‬القيم الإ�سالمية والوطنية‪.‬‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف‪:‬‬
‫التويزة‪ ،‬الغرامة‪ ،‬ع�شاوة‪ ،‬ال�شرط‪ ،‬املعروف‪ ،‬التخنا�ش‪� ،‬أ�ساليب الإنذار‬
‫باملخاطر (الطبل والأذان يف غري وقته)‪،‬‬
‫•حكايات حملية يف مو�ضوع الت�ضامن والتكافل (‪.)...‬‬
‫املهارات ‪:‬‬
‫• �إجناز بحوث ا�ستق�صائية حتقيقية يف مو�ضوع الت�ضامن‪.‬‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫•�إعداد �إعالنات تثمن التكافل وحتث عليه‪.‬‬
‫القيم ‪:‬‬
‫•تثمني التكافل والت�ضامن واحلث عليه انطالقا من عادات املنطقة‪.‬‬
‫•درا�سة حاالت (ا�ستعمال هذه الوثيقة يف معاجلة م�شكالت)‬
‫•حل امل�شكالت (االنطالق من م�شكالت يحتاج حلها �إىل الت�ضامن‪).‬‬
‫•عمل باملجموعات (يف البحث‪ ،‬ويف �إجناز �أن�شطة ت�ضامنية‪ ،‬ويف �إعداد‬
‫•�أعمال تثمن الت�ضامن وحتث عليه)‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫•زيارات ميدانية مل�ؤ�س�سات التكافل االجتماعي باملنطقة (دور اخلريية دور‬
‫الطالب‪)...‬‬
‫•�صور‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫•�أ�شرطة‬
‫•ن�صو�ص‬
‫•�إعداد �إعالنات حتت ال�ساكنة على الإنخراط يف �أعمال ت�ضامنية‬ ‫�إجراءات التقومي‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪106‬‬
‫املواطنة وحقوق الطفل‬ ‫املجال‬
‫تبني �سلوكات تتيح امل�ساواة يف الأدوار بني اجلن�سني وذلك انطالقا‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫من م�شكالت تخ�ص اجلهة‪.‬‬
‫•التح�سي�س بقدرة الإناث على حتقيق نف�س ما يحققه الذكور؛‬
‫•التعرف على �أهمية اخلدمات التي تقدمها الن�ساء يف االقت�صاد‬ ‫الأهداف املحققة للكفاية‬
‫املحلي؛‬
‫•�إعادة االعتبار للمر�أة القروية‪.‬‬
‫•الرتبية الإ�سالمية يف جميع امل�ستويات (تكرمي للإن�سان كان ذكرا‬
‫�أم �أنثى)‬ ‫التمف�صل مع اجلذع امل�شرتك‬
‫•الن�صو�ص القرائية العربية والفرن�سية امل�شيدة ب�إجنازات املراة‬
‫(جان دارك ‪ -‬ماري كلني …)‬
‫املعارف‪:‬‬
‫•م�ساهمة املر�أة يف الإنتاج املحلي (ت�سويق اخل�ضراوات‪ ،‬احلليب‬
‫وم�شتقاته‪ ،‬ال�سقي‪ ،‬احلرث‪،‬‬
‫•�إزالة الأع�شاب ال�ضارة‪ ،‬تدبري �أ�شغال البيت وتربية الأبناء ‪،)...‬‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫•القيم‪:‬‬
‫•احرتام املر�أة القروية وتثمني الأعمال التي تقوم بها و�ضرورة‬
‫التخفيف عنها‪،‬‬
‫•حتقيق حول ظروف ا�شتغال الن�ساء بالعامل القروي يتوج بتقرير‬
‫فردي وجماعي؛‬
‫•درا�سة حاالت ن�ساء �أعياهن العمل داخل وخارج البيت للتح�سي�س‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫ب�ضرورة تخفيف العبء عنهن؛‬
‫•�إعداد مطويات ومل�صقات حت�سي�سية و�إتباثها على جدار امل�ؤ�س�سة‬
‫وداخل احلجرات‪.‬‬
‫•�صور‪� ،‬أ�شرطة وثائقية‪� ،‬أدوات‪ ،‬مل�صقات ‪...‬‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫•حتديد م�س�ؤوليات فريق التحرير‬
‫•و�ضع املطويات يف الأمكنة املنا�سبة‬ ‫�إجراءات التقومي‬
‫•اختيار تاريخ ‪ 8‬مار�س لالحتفال وا�ستعرا�ض النتائج‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪107‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫املواطنة وحقوق الطفل‬ ‫املجال‬
‫معاجلة م�شكالت من املحيط ذات عالقة بحقوق الطفل واقرتاح حلول لها (حرمان‬ ‫الكفاية‬
‫الطفالت اخلادمات من حقهن يف التمدر�س )‬ ‫امل�ستهدفة‬
‫•تعرف حقوق الطفل ‪.‬‬
‫• تعرف امل�شكل و�أبعاده ‪.‬‬ ‫الأهداف‬
‫• تعرف االنعكا�سات ال�سلبية الناجتة عن حرمان الطفالت اخلادمات من التمدر�س‪.‬‬ ‫املحققة‬
‫• التدرب على �إجناز بحوث ميدانية عن الظاهرة من املحيط القريب واملعا�ش‪.‬‬ ‫للكفاية‬
‫• الوعي مب�شكل حرمان اخلادمات من التمدر�س وال�سعي �إىل اتخاذ مواقف راف�ضة له ‪.‬‬
‫• اقرتاح حلول للتخفيف من �سلبيات الظاهرة ‪.‬‬
‫املـجــــال‬ ‫الـمـادة‬ ‫امل�ستوى‬
‫•الطفل والأ�سرة ‪.‬‬
‫•الطفل واملدر�سة ‪.‬‬
‫اللغة‬
‫•الطفل واحلفالت والأعياد‪.‬‬
‫العربية‬
‫•الطفل وعالقته باحلي والقرية‪.‬‬
‫•الطفل والبيئة والطبيعة ‪.‬‬
‫‪ 1‬و‪2‬‬
‫•قيم املواطنة ‪.‬‬
‫•قيم الهوية احل�ضارية ‪.‬‬
‫الرتبية‬
‫•قيم حقوق الإن�سان ومبادئها الأولية ‪.‬‬
‫الإ�سالمية‬
‫•التعاون والتفاعل والعمل االجتماعي ‪.‬‬ ‫التمف�صل‬
‫•احلرية واال�ستقاللية والتكافل االجتماعي‪.‬‬ ‫مع اجلذع‬
‫•القيم الإ�سالمية والوطنية والإن�سانية ‪.‬‬ ‫امل�شرتك‬
‫اللغة‬
‫•الدميقراطية وحقوق الطفل ‪.‬‬
‫العربية‬
‫•احلياة الثقافية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫‪ 3‬و‪4‬‬

‫‪• Allons tous à l’école.‬‬ ‫اللغة‬


‫‪• La famille et les amis.‬‬ ‫الفرن�سية‬
‫•القيم الإ�سالمية والوطنية والإن�سانية‬
‫اللغة العربية‬
‫•حقوق الإن�سان وحماية البيئة‬
‫و‬
‫‪6 5‬‬
‫الرتبية‬
‫•القيم الوطنية والثقافية والإنتاجات الكونية‪.‬‬
‫الإ�سالمية‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪108‬‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف‬
‫• تعرف املتعلم (ة) حقوق الطفل ‪.‬‬
‫• تعرف املتعلم (ة) مهام املر�صد الوطني حلقوق الطفل ‪.‬‬
‫• �إطالع املتعلم (ة) على اجلمعيات التي تهتم برعاية الطفل وحمايته مثال جمعية‬
‫بيتي ‪� ،‬ساعة الفرح ‪ ،‬قرى الأطفال امل�سعفني ‪...‬‬
‫• معرفة املتعلم (ة) للعوامل امل�ؤدية �إىل ظاهرة حرمان الطفالت اخلادمات من‬
‫التمدر�س ‪.‬‬
‫• تعرف املتعلم (ة) الآثار ال�سلبية الناجمة عن الظاهرة ‪.‬‬
‫املهارات‬ ‫حمتويات‬
‫• �إجناز حوارات مع قطبي الظاهرة (امل�شغل والطفلة اخلادمة) ‪.‬‬ ‫التعلم‬
‫• التمرن على و�ضع ر�سوم ولوحات ومناذج جت�سد الظاهرة ‪.‬‬
‫• �إجناز جداول ومبيانات عن الظاهرة ‪.‬‬
‫• جمع معطيات و�إح�صاءات عن الظاهرة ‪.‬‬
‫• �إعداد جداريات ‪.‬‬
‫• �إعداد م�شاريع خا�صة باملتعلم (ة) حول الظاهرة ‪.‬‬
‫القيم‬
‫• اتخاذ مواقف بناءة جتاه �أبعاد وتداعيات الظاهرة‪.‬‬
‫• متثل خماطر الظاهرة يف و�سط املتعلم (ة)‪.‬‬
‫• تبني مواقف �إن�سانية جتاه امل�شكل ‪ /‬الظاهرة‬
‫• �إجناز بحوث ميدانية حول الظاهرة ‪.‬‬
‫• تنظيم �أبواب مفتوحة حول الظاهرة بالف�ضاء املدر�سي ‪.‬‬
‫• ا�ست�ضافة اجلمعيات املهتمة يف لقاءات مفتوحة مع املتعلمني ‪.‬‬
‫• دعوة �أخ�صائيني نف�سانيني وم�ست�شارين تربويني يف امليدان ‪.‬‬
‫• تنظيم حمالت توعوية يف املحيط حول تداعيات الظاهرة ‪.‬‬
‫الأن�شطة‬
‫• توظيف م�سرح الطفل للتح�سي�س ب�سلبيات ت�شغيل الطفالت اخلادمات وحرمانهن‬
‫الرتبوية‬
‫من حق التمدر�س‪.‬‬
‫• جمع ق�صا�صات ال�صحف حول الظاهرة وتداولها بني املتعلمني يف �إطار العمل‬
‫باملجموعات والتعليق عليها ‪.‬‬
‫• زيارات ميدانية مل�ؤ�س�سات التكافل االجتماعي (م�ؤ�س�سة عبد ال�سالم بنانـــي‪،‬‬
‫املركبات اخلريية ‪. )...‬‬
‫• �أ�شرطة‪� ،‬صور‪� ،‬إح�صاءات‪ ،‬حوار‪ ،‬زيارات‪ ،‬قراءات‪ ،‬مل�صقات‪� ،‬شهادات‪ ،‬ق�صا�صات‬ ‫الو�سائل‬
‫ال�صحف ‪...‬‬ ‫التعليمية‬
‫• �إجراء حتقيق حول حالة معا�شة من حميط املتعلم ‪.‬‬
‫�إجراءات‬
‫• تقومي مدى قدرة املتعلم (ة) على �إقناع املحيط لإدماج الطفالت اخلادمات يف‬
‫التقومي‬
‫الرتبية غري النظامية وبرامج حمو االمية‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪109‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫التنمية املحلية‬ ‫املجال‬
‫ت�صور م�شاريع تتيح امل�ساهمة يف تنمية املحيط املحلي املبا�شر‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫•اال�ستئنا�س بطريقة بناء امل�شاريع التنموية املحلية‪.‬‬
‫•التعرف على مناذج من امل�شاريع التنموية املحلية‪.‬‬ ‫الأهداف املحققة‬
‫•القدرة على اقرتاح م�شاريع ت�ساهم يف تنمية املحيط املحلي واجلهوي‪.‬‬ ‫للكفاية‬
‫•القدرة على التوا�صل مع الفاعلني واملتدخلني باملحيط املحلي واجلهوي‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 1‬اللغة العربية «الطفل واحلياة التعاونية»‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 2‬اللغة العربية «الطفل واحلياة التعاونية»‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 3‬اللغة العربية «اخلدمات االجتماعية»‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 4‬اللغة العربية «اخلدمات االجتماعية»‪ ،‬اجلغرافيا‪ :‬تعرف‬ ‫التمف�صل مع اجلذع‬
‫مكونات حميط املدر�سة‪ ،‬الرتبية على املواطنة‪ :‬العمل اجلماعي ‪ :‬البحث‬ ‫امل�شرتك‬
‫عن املعلومات وتنظيمها‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪� : 5‬آداب �إ�سالمية‪ ،‬االحتاد قوة‪ .‬اللغة العربية‪ ،‬عامل الفالحة‬
‫وال�صناعة والإنتاج‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 6‬اللغة العربية‪ :‬عامل الفالحة وال�صناعة والإنتاج‪.‬‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف ‪:‬‬
‫•مفاهيم‪ :‬امل�شروع‪ ،‬التنمية‪ ،‬الفاعلون‪ ،‬املتدخلون‪.‬‬
‫•مل�صقات حول املحيط (اقت�صاديا وفالحيا ودميوغرافيا)‪.‬‬
‫•معلومات عن امل�شاريع الناجحة حمليا‪.‬‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫املهارات ‪:‬‬
‫•بناء و�صياغة امل�شروع الرتبوي‪.‬‬
‫القيم ‪:‬‬
‫•تثمني مواقف �إيجابية جتاه الت�شارك والعمل اجلماعي الهادف �إىل تنمية‬
‫املحيط‪.‬‬
‫•درا�سة حالة م�شروع تنموي باملنطقة‪.‬‬
‫• �إجناز حتقيقات لت�شخي�ص و�ضعية املحيط‪.‬‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫•درا�سة مناذج من امل�شاريع التنموية املحلية‪.‬‬
‫•حتليل �صور و�أ�شرطة توثيقية مل�شاريع تنموية حملية‪.‬‬
‫• �إجنازات امل�شاريع التنموية املحلية امليدانية‪.‬‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫•وثائق م�شاريع التنمية املحلية‪.‬‬
‫•�صور و�أ�شرطة توثيقية مل�شاريع تنمية حملية‪.‬‬
‫•م�شاركة التالميذ يف تقومي م�شاريع تنموية حملية ‪ ،‬تتبع مدى ا�ستثمارهم‬
‫ملعايري بناء امل�شروع‪.‬‬ ‫�إجراءات التقومي‬
‫•م�ساهمة فاعلني يف م�شاريع تنموية حملية يف تقييم امل�شاريع التي ت�صورها‬
‫املتعلمون و�أجنزوها‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪110‬‬
‫البيئة واملحيط الطبيعي‬ ‫املجال‬
‫تطبيق حلول مالئمة حلماية البيئة املحيطة‬ ‫الكفاية‬
‫• تعرف �أهم الرثوات النباتية واحليوانية املوجودة باجلهة‪.‬‬ ‫الأهداف‬
‫املحققة للكفاية • تعرف �أهم امل�شاكل البيئية املحلية واجلهوية وانعكا�ساتها ال�سلبية على التوازنات‬
‫البيئية‪.‬‬
‫• الوعي ب�أهمية املحافظة على مكونات املحيط البيئي باجلهة‪.‬‬
‫• اقرتاح حلول مل�شكالت بيئية حملية‪.‬‬
‫التمف�صل مع املناهج والربامج الوطنية‬
‫الدر�س‬ ‫املادة‬ ‫امل�ستوى‬
‫•الطفل والبيئة الطبيعية‪-‬التوازن الطبيعي وحماية البيئة‪.‬‬ ‫اللغة العربية‬ ‫الأول‬
‫• حماية البيئة وحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫واخلام�س‬
‫• الرفق باحليوان‪.‬‬ ‫الرتبية الإ�سالمية‬ ‫وال�ساد�س‬
‫• املاء والطبيعة‬ ‫الن�شاط العلمي‬ ‫الرابع‬
‫• حاالت املادة ‪ -‬النباتات‪.‬‬ ‫الأول والرابع ‪،،‬‬
‫• دورة احلياة ‪ -‬ت�صنيف احليوانات الفقرية‪.‬‬ ‫الثاين والرابع ‪،،‬‬
‫• التكاثر عند احليوانات ‪ -‬الطبيعة‪.‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫الرابع‬
‫• التغذية (ال�سال�سل وال�شبكات الغذائية)‪.‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫اخلام�س‬
‫• الرتبة (العوامل امل�سببة حلث الرتبة وحمايتها‪.‬‬ ‫‪،، 5 - 4 -3 -1‬‬
‫• �أدر�س ظاهرة ‪ /‬م�شكلة تعاين منها جهتي‪.‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫ال�ساد�س‬
‫• �أتدرب على درا�سة م�شكل يف املجال الريفي‪ /‬احل�ضري‪.‬‬ ‫جغرافيا‬ ‫ال�ساد�س‬
‫• �أدر�س جماال ملوثا (حمليا ووطنيا)‪.‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫اخلام�س‬
‫• نفكر �سويا يف حل مل�شكل متعلق بالبيئة‪.‬‬ ‫‪،،‬‬
‫‪• Protection de la nature.‬‬ ‫‪Français‬‬ ‫ال�ساد�س‬
‫‪• La nature et les animaux.‬‬ ‫‪,,‬‬ ‫ال�ساد�س‬
‫‪• Identifier quelques animaux.‬‬ ‫‪,,‬‬ ‫‪.5 E.P‬‬
‫‪ème‬‬

‫‪,,‬‬ ‫‪.4 E.P‬‬


‫‪ème‬‬

‫‪.3 E.P‬‬
‫‪ème‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪111‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫حمتويات التعلم املعارف‪:‬‬
‫• تعرف �أهم �أنواع النباتات باجلهة‪ :‬الأرز‪ ،‬البلوط‪ ،‬العرعار‪ ،‬العف�صية‪ ،‬الدوم‪ ،‬احللفاء‪،‬‬
‫اخلزامى‪...‬‬
‫• تعرف �أهم �أنواع احليوانات باجلهة‪ :‬الأيل‪ ،‬اخلنزيرالربي‪ ،‬الذئب‪ ،‬ابن �آوى‪ ،‬كوا�سر‬
‫وعدة �أنواع من الطيور‪ ،‬فقمة البحرالأبي�ض املتو�سط‪� ،‬أ�سماك‪...‬‬
‫• تعرف امل�شكالت البيئية املحلية‪ :‬املياه العادمة‪ ،‬تلوث املياه مبرج الزيتون‪ ،‬تلوث البحر‬
‫(طرق ال�صيد باملتفجرات‪ ،‬خملفات املالحة البحرية‪ ،‬النفايات املقدوفة يف البحر)‪،‬‬
‫اجتثاث الغابات‪ ،‬اجنراف الرتبة‪ ،‬الرعي اجلائر‪ ،‬القن�ص الع�شوائي‪ ،‬م�شكل النفايات‬
‫ال�صلبة بالقرب من بع�ض املدن واملدا�شر‪ ،‬م�شكل ا�ستعمال الأكيا�س البال�ستيكية‬
‫ال�سوداء‪...‬‬
‫• تعرف طرق احلد من انت�شار التلوث مبختلف �أنواعه‪ :‬الت�شجري‪� ،‬إن�شاء حمطات لت�صفية‬
‫املياه العادمة‪ ،‬تعميم املراحي�ض بالو�سط القروي‪.‬‬
‫•احرتام الراحة البيولوجية للوحي�ش والرثوة ال�سمكية‪ ،‬انتقاء و�إعادة ا�ستعمال النفايات ال�صلبة‪...‬‬
‫مهارات‬
‫•ت�صنيف �أهم الأنواع احليوانية والنباتية باملنطقة‪.‬‬
‫•التمييز بني خمتلف الأو�ساط البيئية املحلية واجلهوية واملحافظة عليها‪.‬‬
‫•اكت�ساب �سلوكات حتد من انت�شار التلوث‪.‬‬
‫•قيم واجتاهات‬
‫•تبني مواقف �إيجابية جتاه البيئة املحلية‪.‬‬
‫•اكت�ساب املبادئ الأولية للرتبية البيئية‪.‬‬
‫•امل�ساهمة يف ن�شر الوعي البيئي يف املحيط‪.‬‬
‫• اتخاذ مواقف بناءة ملحاربة التلوث حمليا وجهويا‪.‬‬
‫• زيارات ميدانية للمواقع البيئية املحلية‪.‬‬ ‫الأن�شطة‬
‫• درا�سة حالة حملية (النفايات املنزلية ال�صلبة‪ :‬مكوناتها‪ ،‬م�صريها‪ ،‬واقرتاح احللول‬ ‫الرتبوية‬
‫الناجعة لتفادي �أخطارها)‪.‬‬
‫• �إجناز بحث حول املياه العادمة ومكوناتها(زيوت املحركات‪ ،‬زيوت معا�صر الزيتون‪،‬‬
‫مواد كيماوية‪.)...‬‬
‫•ا�ستق�صاءات حول �أ�شكال التلوث حمليا وجهويا‪.‬‬
‫•عر�ض �أ�شرطة حول الأخطار الناجمة عن التلوث البيئي‪.‬‬
‫•�إجناز معار�ض لبع�ض مكونات الو�سط البيئي املحلي واجلهوي‪.‬‬
‫• ا�ستح�ضار الوعي البيئي من خالل االحتفال بالأيام العاملية التي لها عالقة بالبيئة‬
‫(اليوم العاملي لل�شجرة‪ ،‬اليوم العاملي للبيئة‪)...‬‬
‫• �إجناز م�شاتل م�صغرة باملدار�س‪.‬‬
‫• تنظيم معار�ض ت�شكيلية للتح�سي�س ب�أهمية البيئة و�ضرورة املحافظة عليها‪.‬‬
‫• �إجناز عرو�ض حول التنوع البيولوجي باملنطقة‪...‬‬
‫• لعب الأدوار‪ ،‬الق�صف الذهني‪...‬‬
‫• جمع �صور لنباتات وحيوانات املنطقة‪.‬‬
‫• �أ�شرطة‪ ,‬مطويات‪ ،‬مل�صقات‪ ،‬و�صالت �إ�شهارية هادفة‪ ،‬وثائق خمتلفة‪ ،‬ر�سوم و�صور‪،‬‬ ‫الو�سائل‬
‫�إح�صائيات‪ ،‬جداريات‪� ،‬أقرا�ص مدجمة‪� ،‬صور �شفافة‪ ،‬فيديو‪ ،‬تلفاز‪ ،‬م�سالط‪ ،‬حا�سوب‪،‬‬ ‫التعليمية‬
‫بذور‪ ،‬تربة‪� ،‬أ�سمدة ع�ضوية‪...‬‬
‫• �أ�سئلة �شفوية وكتابية‪.‬‬ ‫�إجراءات‬
‫• متارين خمتلفة تهم امل�شاكل البيئية املحلية واحللول املالئمة لها‪.‬‬ ‫التقومي‬
‫• تعبري كتابي �أو �شفوي‪.‬‬
‫• �إجراء حتقيق ومناق�شته‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪112‬‬
‫البيئة واملحيط الطبيعي‬ ‫املجال‬
‫تبني �سلوكات يف جمال الرتبية البيئية حلماية البيئة املحيطة‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫•تعرف الواقع البيئي وم�شاكله (ال�شاطىء‪ ،‬الأو�ساط الغابوية‪ ،‬الوديان ‪)...‬‬ ‫الأهداف‬
‫•العمل على حت�سي�س �ساكنة املنطقة ب�ضرورة تبني �سلوكات �إيجابية اجتاه البيئة املحيطة‪.‬‬ ‫املحققة‬
‫•تعرف الأ�ضرار التي ت�صيب البيئة املحلية‪.‬‬ ‫للكفاية‬
‫•القدرة على اقرتاح �سبل حماية عنا�صر البيئة املحيطة من االنقرا�ض �أوالتلوث‪.‬‬
‫•مواد اللغتني العربية والفرن�سية جلميع امل�ستويات‪.‬‬ ‫التمف�صل‬
‫•الرتبية على املواطنة للم�ستويات ‪.6 – 5 – 4‬‬ ‫مع اجلذع‬
‫•مادة اجلغرافيا للم�ستويات ‪.6 – 5 – 4‬‬ ‫امل�شرتك‬
‫•الوحدات‪ :‬العربية‪ ،‬الفرن�سية ‪ :‬االجتماعيات ‪ ،‬الن�شاط العلمي والرتبية الفنية‪.‬‬
‫•املجاالت ‪ :‬الطفل والبيئة الطبيعية‪ ،‬البيئة وحقوق الإن�سان ‪...‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 1‬الن�شاط العلمي ‪ :‬املاء والطبيعة‪ .‬العربية‪ :‬الطفل والبيئة الطبيعية‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 2‬الن�شاط العلمي‪ :‬النباتات‪ .‬اللغة العربية ‪ :‬الطفل والبيئة الطبيعية‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 3‬الآداب الإ�سالمية‪ :‬الرحمة‪ .‬اللغة العربية ‪ :‬التوازن الطبيعي وحماية البيئة‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 4‬اللغة العربية ‪ :‬التوازن الطبيعي وحماية الطبيعة‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪ : 5‬الن�شاط العلمي ‪ :‬الطبيعة‪ .‬اللغة العربية ‪ :‬حماية البيئة وحقوق الإن�سان‪.‬‬
‫•ال�سنة ‪� : 6‬آداب �إ�سالمية‪ :‬الرفق باحليوان‪ .‬الن�شاط العلمي‪ :‬الرتبة‪ .‬اللغة العربية ‪ :‬حماية‬
‫البيئة وحقوق الإن�سان‪.‬‬
‫املعارف‪:‬‬ ‫حمتويات‬
‫•درجة تلوث �شواطئ اجلهة (مثال طنجة الباليا‪ ،‬مارتيل‪.)...‬‬ ‫التعلم‬
‫•�أ�سباب تلوث ال�شاطىء‪ :‬خملفات امليناء واحلي ال�صناعي مبغوغة واملذبح البلدي واملياه‬
‫العادمة لبع�ض �أحياء املدينة ‪...‬‬
‫•مظاهر تلوث الغابة الديبلوما�سية وغابة الرميالت‪ ،‬وغابة الايبيكا‪� ،‬سانية طوري�س‪...‬‬
‫•�أ�سباب تقل�ص م�ساحة الأو�ساط الغابوية‪ :‬التلوث مبختلف �أ�شكاله‪ ،‬اال�ستغالل غري‬
‫امل�س�ؤول‪.،‬احلرائق‪...‬‬
‫•اال�ستغالل غري املعقلن ملقالع رمال ال�شواطىء ومقالع الأحجار ‪.‬‬
‫•�أ�شكال التلوث املالحظة‪ :‬التلوث البحري‪� ،‬صرف املياه العادمة ب�شكل ع�شوائي‪،‬‬
‫الآثارال�سلبية ملطارح النفايات املوجودة بالغابة املحاذية للمدينة على املحيط ‪(.‬واد مغوغة‪،‬‬
‫واد لوكو�س‪ ،‬واد املحن�ش‪ )...‬تلوث الهواء (الناجت عن مطارح النفايات ودخان املعامل‪،‬‬
‫مثال‪ :‬معمل الفلني بكزناية‪ ،‬ومعمل الإ�سمنت ب�شرف العقاب ويف �صدينا)‬
‫املهارات‪:‬‬
‫• ت�صنيف امل�شاكل البيئية ح�سب خطورتها‪،‬‬
‫•اقرتاح م�شاريع بيئية‪.‬‬
‫•القيم‪:‬‬
‫• التوا�صل مع الآخرين ق�صد �إ�شراكهم ودفعهم لتبني مواقف �إيجابية‪،‬‬
‫• اعتبار املحافظة على البيئة من قيم املواطنة ‪...‬‬
‫•تبني �سلوكات �إيجابية جتاه البيئة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪113‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫•زيارات ميدانية‪.‬‬ ‫الأن�شطة‬
‫•�أورا�ش بيئية داخل امل�ؤ�س�سة وخارجها‬ ‫الرتبوية‬
‫• �إجناز م�شاريع بيئية للم�ساهمة يف احلفاظ على البيئة املحيطة‪.‬‬
‫•معاينة النفايات املرتاكمة وت�صنيفها‪.‬‬
‫•تنظيم حملة نظافة يف حميط امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫• �إجناز جتارب علمية حول التلوث‪.‬‬
‫• �إجناز تقارير يف جمموعات‪.‬‬
‫•امل�شاركة يف حمالت للتح�سي�س بحلول حماية البيئة املحلية‪.‬‬
‫•خريطة املنطقة �أو اجلهة‪.‬‬ ‫الو�سائل‬
‫•�صور للنقط ال�سوداء باملنطقة �أو اجلهة‪.‬‬ ‫التعليمية‬
‫•�أ�شرطة وثائقية حول البيئة باملنطقة �أو اجلهة‪.‬‬
‫•تقارير تتعلق باملخاطر التي حتدق بالبيئة املحيطة‪.‬‬
‫•عر�ض مبادرات جمعوية ‪.‬‬
‫•مناذج من امللوثات‪.‬‬
‫•مياه ملوثة‪ ،‬و�سائل الن�شاط العلمي‪.‬‬
‫•مالحظة �سلوكات املتعلم (ة) جتاه البيئة ‪.‬‬ ‫�إجراءات‬
‫•تتبع م�شاريع ب�سيطة قابلة للإجناز‬ ‫التقومي‬
‫•تقومي مطويات حت�سي�سية يف املو�ضوع معدة من طرف الزمالء‪.‬‬
‫•اختبار يقي�س مدى حتكم التالميذ يف كفاية التطبيق‪.‬‬
‫•تتبع مدى ت�أثر �سلوكات التالميذ مبا اكت�سبوه يف �إطار م�صوغة حماية البيئة املحيطة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪114‬‬
‫البيئة واملحيط الطبيعي‬ ‫املجال‬
‫�إظهار �سلوكات لرت�شيد ا�ستهالك املاء بالو�سطني احل�ضري والقروي‪.‬‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫•التعرف على �أنواع املياه املحلية باملنطقة و�سبل حمايتها‪.‬‬ ‫الأهداف املحققة‬
‫•التعرف على �إمكانات اال�ستعمال املعقلن للماء‪.‬‬ ‫للكفاية‬
‫•التعرف على �أ�ساليب حماية املياه وخطورة تلوثها‪.‬‬
‫•جميع امل�ستويات وجميع الوحدات وخا�صة الن�شاط العلمي واالجتماعيات‬ ‫التمف�صل مع اجلذع‬
‫والرتبية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫امل�شرتك‬
‫املعارف ‪:‬‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫•معلومات جغرافية وتاريخية عن مياه املنطقة‪:‬العيون (ر�أ�س املاء‪ ،‬ال�شرافات‬
‫ال�شالالت (تلمنبوط‪ ،‬ا�سكوندو)‪ ،‬الأودية (اللكوكو�س‪ ،‬تهدارت‪ ،‬الو)‪ ،‬ال�سدود‬
‫(وادي املخازن‪ ،‬احلا�شف‪ ،‬النخلة‪� ،‬أ�سمري)‬
‫•اال�ستعماالت املمكنة وتر�شيد ا�ستخدام املياه املحلية ح�سب املوا�سم ‪...‬‬
‫•املياه امل�ستعملة و�أ�ساليب �إعادة ا�ستخدامها �أو طرق ت�صريفها ‪.‬‬
‫املهارات ‪:‬‬
‫• �إجراء بحوث وحتاليل متنوعة ح�سب كل مكان �أو م�صدر ‪.‬‬
‫• �إجراء جتارب وا�ستعمال �أدوات و�أجهزة و�آالت ق�صد املالءمة ‪.‬‬
‫•�إعداد دليل ح�سب كل حالة واقرتاح توجيهات وقوانني ‪...‬‬
‫القيم ‪:‬‬
‫•الوعي ب�أهمية املاء واتخاذ مواقف �إيجابية اجتاه اال�ستخدام‪.‬‬
‫•القيام بحمالت للمحافظة على الرثوة املائية ‪...‬‬
‫•بحوث و�إجناز تقارير تف�صيلية‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫•جتارب علمية ب�سيطة حول تلوث املاء‬
‫•معاجلة ظواهر ودرا�سات اح�صائية ‪...‬تقارير ووثائق ‪...‬‬
‫•القيام بزيارات ميدانية‬
‫•التعليق على �صور و�أ�شرطة‪...‬‬
‫•عرو�ض وتو�ضيحات من طرف مهند�سني وخمت�صني‬
‫•�صور وت�صاميم و�أدوات و�أجهزة‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫•ر�سوم و�أ�شرطة‬
‫•�أرقام و�إح�صائيات‬
‫•مناذج من‪ :‬وثائق الإ�شهار‪ ،‬مطويات‪ ،‬بطائق‪ ،‬ت�صاميم‪ ،‬مل�صقات ‪...‬‬
‫•ذكر م�صادر الرثوة املائية باملنطقة وخمتلف �أوجه ا�ستخدامها ‪...‬‬ ‫�إجراءات التقومي‬
‫• مالحظة �سلوك املتعلمني‪.‬‬
‫•مقارنة املنتوجات الفالحية خالل �سنوات اجلفاف وال�سنوات املمطرة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪115‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫البيئة واملحيط الطبيعي‬ ‫املجال‬
‫تبني �سلوكات يف جمال الرتبية البيئية حلماية البيئة املحيطة ‪.‬‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫• تعرف مقايي�س البيئة ال�سليمة ‪.‬‬
‫• تعرف م�شاكل البيئة املحلية ‪.‬‬ ‫الأهداف املحققة‬
‫• تبني مواقف �إيجابية وفاعلة جتاه امل�شاكل البيئية باملحيط‪.‬‬ ‫للكفاية‬
‫• اتخاذ مبادرات ‪ :‬حلول خا�صة بق�ضايا البيئة ‪.‬‬
‫املـجــــال‬ ‫الـمـادة‬ ‫امل�ستوى‬
‫•الطفل والبيئة‬ ‫اللغة العربية‬
‫والطبيعة‬
‫•احرتام البيئة الطبيعية‬ ‫الريا�ضيات‬
‫•قيم الهوية احل�ضارية‬ ‫و‬
‫‪2 1‬‬
‫ومبادئها الأخالقية‬ ‫الرتبية الإ�سالمية‬
‫والثقافية‬
‫•الطفل والبيئة‬ ‫الن�شاط العلمي‬
‫والطبيعة‬
‫•التوازن الطبيعي‬ ‫اللغة العربية‬
‫وحماية البيئة‬
‫• الطفل والبيئة‬ ‫التمف�صل مع اجلذع‬
‫والطبيعة‬ ‫الن�شاط العلمي‬ ‫امل�شرتك‬
‫• التكاثر ‪.‬‬
‫• التنف�س‬
‫و‬
‫‪4 3‬‬
‫•الوقاية ال�صحية‬ ‫الرتبية الإ�سالمية‬
‫وحماية البيئة‬
‫‪• L’été et la plage.‬‬
‫‪• Nos amis les bêtes.‬‬
‫اللغة الفرن�سية‬
‫‪• L’aventure d’un‬‬
‫‪arbre‬‬‫‪.‬‬
‫•حماية البيئة وحقوق‬ ‫اللغة العربية‬
‫الإن�سان‬
‫و‬
‫‪6 5‬‬
‫•القيم الوطنية والثقافية‬ ‫الرتبية الإ�سالمية‬
‫والإنتاجات الكونية‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪116‬‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف‬
‫•التعرف على املتو�سط العاملي لن�صيب الفرد من امل�ساحات اخل�ضراء‪.‬‬
‫•التعرف على مقايي�س جودة املاء والهواء ‪...‬‬
‫•التعرف على التنوع البيولوجي للمحيط ‪.‬‬
‫•التعرف على امل�شاكل البيئية باملحيط ‪:‬‬
‫• التلوث ال�ضجيجي(‪.)Pollution Acoustique‬‬
‫• التلوث الهوائي ‪.‬‬
‫• التلوث املائي (تلوث الفر�شة املائية)‪.‬‬
‫• النفايات مبختلف �أنواعها ‪.‬‬
‫• تداخل بني �أحياء �سكنية و�صناعية وحرفية ‪.‬‬
‫• ترييف مدينة الدار البي�ضاء وارتفاع الكثافة ال�سكانية وتطويق املدينة ب�أحياء‬
‫هام�شية ‪.‬‬ ‫حمتويات‬
‫• ت�آكل ن�صيب الفرد من امل�ساحات اخل�ضراء ‪.‬‬ ‫التعلم‬
‫• التعرف على املبادرات الرائدة ملعاجلة ق�ضايا البيئة باملحيط‪.‬‬
‫• التعرف على اجلمعيات الن�شيطة يف جمال حماية البيئة باملحيط‪.‬‬
‫املهارات‬
‫• توطني موا�ضع التلوث على خريطة جلهة الدار البي�ضاء الكربى‪.‬‬
‫• ت�صنيف �أ�شكال التنوع البيولوجي باجلهة‪.‬‬
‫• و�ضع قائمة ب�أ�سماء امل�صالح واجلهات املخت�صة بالبيئة جهويا‪.‬‬
‫• اال�ستئنا�س ببع�ض التقنيات الب�سيطة للمحافظة على البيئة‪.‬‬
‫القيم‬
‫• تثمني املبادرات الإيجابية جتاه البيئة املحلية ‪.‬‬
‫• االنخراط يف اجلمعيات املحلية املهتمة باملجال البيئي ‪.‬‬
‫• امل�ساهمة يف ترويج اخلطابات الإيجابية حول البيئة ‪.‬‬
‫• زيارات وخرجات ميدانية للم�صالح املهتمة مبجال البيئة ‪.‬‬
‫• �إجناز تقارير وبحوث ميدانية حول ظواهر بيئية من املحيط ‪.‬‬
‫• تفعيل احلياة املدر�سية وحمورة �أن�شطتها حول املحافظة على البيئة املحلية‪.‬‬
‫• �إجراء م�سابقات ثقافية تعالج ق�ضايا بيئية ‪.‬‬
‫• تنظيم زيارات لتجارب ناجحة يف جمال حماية البيئة اجلهوية واملحلية‪.‬‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫• القيام مب�سرحيات تعالج مو�ضوع البيئة ‪.‬‬
‫• الـتمـرن عـلــى تقنيات تدوير (‪ )Recyclage‬بـعــ�ض �أنـواع النفـاي ــات‬
‫«البال�ستيك‪ ،‬الكارطون ‪» ...‬‬
‫• عقد وتن�شيط ال�شراكات مع اجلهات الفاعلة يف جمال البيئة ‪.‬‬
‫• تنظيم ور�شات مفتوحة ل�صالح املحيط من تن�شيط املتعلمات‬
‫واملتعلمني‪،‬حول مو�ضوع البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬ر�سوم ‪� ،‬صور ‪ ،‬مل�صقات ‪�،‬أ�شرطة ‪ ،‬و�صالت �إ�شهارية ‪� ،‬صور �شفافة‪...‬‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫حتقق الكفاية �إذا ا�ستطاع املتعلم (ة) �أن ‪:‬‬
‫• يبدي �سلوكا �إيجابيا جتاه ق�سمه ومدر�سته وحيه ‪.‬‬
‫• يعي امل�شاكل البيئية التي تعرفها جهته ‪.‬‬ ‫�إجراءات التقومي‬
‫• يتخذ مواقف ويقرتح حلوال ‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪117‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫التاريخ والثقافة و�أ�شكال التعبري‬ ‫املجال‬
‫البحث عن خ�صو�صيات تعرف ب�أ�شخا�ص �أو �آثار من الو�سط املبا�شرالذي‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫يعي�ش فيه املتعلم‬
‫•تعرف م�آثر تاريخية‬
‫•تعرف العمارة الأندل�سية ‪.‬‬ ‫الأهداف املحققة للكفاية‬
‫•تعرف الدور ذات الأهمية التاريخية‪.‬‬
‫•امل�ستويات الدرا�سية ‪.6 – 5 – 4 – 3 :‬‬ ‫التمف�صل مع اجلذع‬
‫•املجاالت ‪ :‬احلياة الثقافية ‪.‬‬ ‫امل�شرتك‬
‫•الوحدات ‪ :‬العربية ــ االجتماعيات ــ الرتبية الفنية ‪.‬‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف ‪:‬‬
‫•تاريخ مدينة ليك�سو�س ( موقعها ‪ ،‬مرافقها‪� ،‬أن�شطتها ‪ ،‬معمارها ) ‪.‬‬
‫•حفريات رقادة‪.‬‬
‫•عزيب ال�سالوي‪.‬‬
‫•�شواهد مزورة ‪ :‬حقبتها و�أهميتها التاريخية ‪.‬‬
‫•ق�صر موالي اليزيد بقرية احل�صن ببني عرو�س ‪،‬‬
‫•امل�سجد الأعظم بتازروت (بناه موالي �سليمان )‪.‬‬
‫•طبيعة العمارة الأندل�سية‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫•الأهمية التاريخية قاعة العلم (�سالنبديرا ) ‪.‬‬
‫•املهارات ‪:‬‬
‫•البحث عن الوثائق‬
‫•جتميع املعلومات وت�صنيفها‬
‫•القيم ‪:‬‬
‫•االهتمام بامل�آثر التاريخية‬
‫•االعتزاز باملنطقة‪.‬‬
‫•اال�ستق�صاء ‪ :‬جمع املعلومات من عني املكان‪ ،‬البحث يف املراجع‪ ،‬زيارة‬
‫املتحف ‪...‬‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫•الزيارات‪ :‬تنظيم رحالت للمواقع التاريخية ‪.‬‬
‫•املحاكاة‪ :‬ر�سم ومتثيل بع�ض املواقع‪� ،‬إنتاج م�سرحيات ومتثيلها ‪...‬‬
‫•الزيارات املنظمة للمواقع التاريخية املحلية‪.‬‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫•البحوث املنجزة من قبل باحثني وجمعيات وم�ؤ�س�سات ر�سمية ‪.‬‬
‫•�أن�شطة مندوبية وزارة الثقافة (املطويات‪� ،‬أ�شرطة‪)...‬‬
‫•العرو�ض املطبوعة ‪...‬‬
‫•�أ�سئلة وو�ضعيات تقوميية لر�صد متثل املعلومات ‪.‬‬ ‫�إجراءات التقومي‬
‫•ترتيب احلقب الزمنية للم�آثر التاريخية‪.‬‬
‫•تقومي املهارات (البحث‪ ،‬التجميع ‪ ،‬الت�صنيف ‪. )…،‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪118‬‬
‫التاريخ والثقافة و�أ�شكال التعبري ‪.‬‬ ‫املجال‬
‫�إجناز �أعمال تثمن �أ�شكال التعبري الفني والثقايف باملنطقة‪.‬‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫•تعرف اللبا�س التقليدي للجهة‬ ‫الأهداف املحققة للكفاية‬
‫•�إقامة معر�ض للبا�س التقليدي‪.‬‬
‫•تعرف مبدعني يف جماالت ال�شعر واملو�سيقى وامل�سرح‪.‬‬
‫التمف�صل مع اجلذع امل�شرتك •امل�ستويات الدرا�سية‪ 5 :‬ـ ‪. 6‬‬
‫•املجاالت‪ :‬احلياة الثقافية ‪.‬‬
‫•الوحدات الدرا�سية‪ :‬العربية‪ ،‬االجتماعيات‪ ،‬الفرن�سية‪ ،‬الرتبية‬
‫الفنية‪...‬‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف ‪:‬‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫•تعرف �أنواع املالب�س (جلباب ق�صري‪ ،‬تارازا ‪ ،‬الكورزيا ‪)... ،‬‬
‫•�شخ�صية وحياة ال�شاعر اخلمار الكنوين‪ ،‬قراءة يف �شعره ‪.‬‬
‫•الرتاث املو�سيقي لعبد ال�سالم عامر ‪.‬‬
‫•تعرف حياة و�إنتاج عبد ال�صمد الكنفاوي امل�سرحي ‪.‬‬
‫•املهارات ‪:‬‬
‫•الت�صنيف والتنظيم‬
‫•االختيار والعر�ض ‪.‬‬
‫•القيـم ‪:‬‬
‫•قيمة االنتماء‬
‫•االعتزاز بالرتاث املحلي‪.‬‬
‫•ا�ستق�صاء‪ :‬جتميع �أ�شكال الزي املحلي‪ ،‬تنظيم معر�ض(مناذج‬
‫م�صغرة للمالب�س واحللي )‪.‬‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫•املحاكاة ‪ :‬قراءة ق�صائد خمتارة للكنوين‪ ،‬م�سرحية ولعب �أدوار‪،‬‬
‫خمتارات الكنفاوي‪ ،‬ت�سميع وترديد مقطوعات لعبد ال�سالم عامر‪...‬‬
‫•مناذج م�صغرة من الزي واحللي املحليني‪.‬‬
‫•زيارة جممع ال�صناعة التقليدية ‪.‬‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫•زيارة ومقابلة عائالت و�أ�صدقاء املبدعني‪.‬‬
‫•املنتوج الإبداعي املدون ‪.‬‬
‫•مالحظة �سلوك املتعلمني‪.‬‬ ‫�إجراءات التقومي‬
‫•احل�صيلة (املكت�سب)‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪119‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫التاريخ والثقافة و�أ�شكال التعبري‬ ‫املجال‬
‫�إيجاد عالقات التوازن والتنا�سب بني الو�سط الطبيعي والإرث املعماري‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫املحلي ‪.‬‬
‫•تعرف طبيعة املعمار (بناء امل�ساكن) يف اجلبل وعالقته باملناخ والأن�شطة‬ ‫الأهداف املحققة للكفاية‬
‫االقت�صادية واحلياة االجتماعية ‪.‬‬
‫•تعرف البناء باملناطق ال�سهلية بالعرائ�ش وعالقته باملناخ والأن�شطة‬
‫االقت�صادية ‪.‬‬
‫•امل�ستويات‪ 1 :‬ـ‪ 2‬ـ ‪ 3‬ـ ‪ 4‬ـ ‪ 5‬ـ ‪. 6‬‬ ‫التمف�صل مع اجلذع‬
‫•املجاالت‪ :‬الطفل وعالقته باحلي والقرية‪ ،‬الطفل والبيئة الطبيعية‪،‬‬ ‫امل�شرتك‬
‫التوازن البيئي وحماية البيئة‪،‬املظاهرالعمرانية يف القرية واملدينة‬
‫•الوحدات‪ :‬اللغة العربية ومكوناتها‪،‬االجتماعيات ‪.‬‬
‫املعارف ‪:‬‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫•البناء باجلبل (البناء ال�صلب ـ ال�سقوف املائلة ملقاومة الت�ساقطات‬
‫املطرية الغزيرة والثلوج ‪).‬‬
‫•مرافق امل�ساكن‪،‬‬
‫•االهتمام بنظافة وجمالية الدور (الطالء‪ ،‬االهتمام بالأغرا�س‪)...‬‬
‫•دور املر�أة اجلبلية يف هذا املجال ‪.‬‬
‫•البناء بال�سهل‪ :‬مرافقه وعالقته بالن�شاط الفالحي وتربية املوا�شي‬
‫والأبقار‪ ،‬وتخزين املنتوج ‪.‬‬
‫املهارات ‪:‬‬
‫•الو�صف واملقارنة بني املجالني الطبيعيني ‪.‬‬
‫القيم ‪:‬‬
‫•االعتناء بجمالية املكان‬
‫•اال�ستق�صاء ‪ :‬جتميع معلومات حول املناخ والأن�شطة االقت�صادية ملنطقة‬ ‫الأن�شطة الرتبوية‬
‫اجلبل ‪ :‬بني عرو�س ‪� ،‬سماتة ‪ ...،‬وال�سهل ‪ :‬لعوامرة‪ ،‬ري�صانة‪ ...‬تعرف‬
‫مرافق امل�ساكن ‪ ،‬وهند�ستها املعمارية ومكونات بنائها بالنطاقني ‪.‬‬
‫•املحـاكاة‪ :‬ر�سوم وت�شكيل مناذج م�صغرة ‪.‬‬
‫•الزيارات امليدانية‪.‬‬ ‫الو�سائل التعليمية‬
‫•ال�صور والأ�شرطة‪.‬‬
‫•حتديد خ�صائ�ص البناء يف اجلبل وال�سهل ‪.‬‬ ‫�إجراءات التقومي‬
‫•ر�سم وت�شكيل منا ذج لأنواع البناء بحو�ض اللوكو�س ‪...‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪120‬‬
‫الريا�ضة‪ ،‬والرتفيه‪ ،‬وتنمية املواهب‬ ‫املجال‬
‫اكت�شاف �إمكانات اجلهة الريا�ضية والفنية‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫•التعرف على �أنواع الريا�ضات باملنطقة‪.‬‬ ‫الأهداف‬
‫•تعرف الإمكانات التي تزخر بها املنطقة يف جمال اال�ستجمام والرتفيه والريا�ضة ‪.‬‬ ‫املحققة للكفاية‬
‫•و�ضع جم�سمات م�صغرة لأجمل هذه املعامل الريا�ضية‪.‬‬
‫•التعرف على الأبطال ال�سابقني واحلاليني‪ ،‬والفنانني من �أبناء املنطقة‪.‬‬
‫•التعرف على ف�ضاء املمار�سات الريا�ضية وعلى التجهيزات واملتطلبات‪...‬‬
‫•تثمني دور الريا�ضة والرتفيه وتنمية املواهب يف تن�شئة الأجيال ال�صاعدة‪.‬‬
‫•الرتبية البدنية والرتبية الت�شكيلية واملو�سيقية �إن وجدت جلميع امل�ستويات‪.‬‬ ‫التمف�صل مع‬
‫اجلذع امل�شرتك •مواد اللغتني العربية والفرن�سية جلميع امل�ستويات احلاملة ملفاهيم املجال والكفاية‬
‫•الرتبية على املواطنة للم�ستويات ‪.6 – 5 – 4‬‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف ‪:‬‬
‫•�أهم الريا�ضات املزاولة يف املنطقة‪ :‬ال�شطرجن‪� ،‬ألعاب القوى‪� ،‬ألعاب الكرة‪ ،‬ال�سباحة‬
‫وامل�شي‪ ،‬الدراجة‪ ،‬اجلمباز‪ ،‬كرة امل�ضرب‪ ،‬الكرة احلديدية‪� ،‬سباق الزوارق والدراجات‬
‫املائية‪...‬‬
‫حمتويات التعلم •من املواهب والطاقات الفنية‪ ‬والريا�ضية املتواجدة باملنطقة �أو املنطلقة منها (عبد‬
‫ال�سالم عامر‪ ،‬واحمد ال�سكريج‪ ،‬وحممد الركاب‪ ،‬واجلياليل فرحاتي‪ ،‬وفريدة بليزيد‪،‬‬
‫ونرج�س النجار‪ ،‬وفاطمة مقدادي‪ ،‬وحم�سن جمال‪ ،‬وال�شيخ �أحمد الكرفطي‪ ،‬وحجي‬
‫ال�سريفي ‪.)...‬‬
‫•تعرف التجهيزات الأ�سا�سية ملزاولة الريا�ضة وخمتلف املواهب‪ ،‬كاملالعب والأندية‬
‫الريا�ضية ودور ال�شباب واجلمعيات املهتمة بهذا املجال‪...‬‬
‫•تعرف الإمكانات الهامة التي تزخر بها املنطقة يف جمال اال�ستجمام والرتفيه‪،‬‬
‫املجهزة منها والغري املجهزة كالغابات وال�شواطئ وبع�ض احلدائق‪..‬‬
‫•معلومات تاريخية عن �أنواع الريا�ضات والأرقام القيا�سية‬
‫•معلومات عن الأبطال والبطوالت املحلية والإجنازات‪ ،‬امليداليات‪...‬‬
‫•مفاهيم التناف�س الريا�ضي‪ ،‬الدفاع عن االنتماء‪ ،‬الت�شجيع واالحرتام‪...‬‬
‫املهارات ‪:‬‬
‫•املمار�سة الريا�ضية ال�سليمة والتحكم يف احلركات وحتركات اجل�سم‪...‬‬
‫•تدبري الوقت وتطوير الأ�ساليب ‪...‬‬
‫•اال�ستمرارية والنف�س الطويل والتحكم و�ضبط النف�س‪.‬‬
‫•الدفاع امل�ستميت والقتالية الريا�ضية‪.‬‬
‫•التمرن على �أداء مقاطع مو�سيقية حملية با�ستعمال الو�سائل املو�سيقية املتواجدة‬
‫باملنطقة كالطبل والغيطة والبندير واللرية والكمنجة‪�...‬إلخ‬
‫القيم‪:‬‬
‫•احرتام اخل�صم والتناف�س ال�شريف‬
‫•الروح الريا�ضية العالية والتحلي بالأخالق الريا�ضية احل�سنة‪.‬‬
‫•االعتزاز بالأبطال املحليني واالقتداء بهم ‪...‬‬
‫•تثمني دور الريا�ضة والرتفيه والفنون يف تن�شئة الأجيال ال�صاعدة‪ ،‬وكذا ا�ستغالل‬
‫الإمكانات املتوفرة يف املنطقة الكت�شاف وتطوير مواهب جديدة يف هذه املجاالت‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫•زيارة املالعب وامليادين ومتابعة املناف�سات املحلية ‪.‬‬
‫•عر�ض �أ�شرطة و�صور عن الأبطال واملناف�سات ومناق�شتها ‪...‬‬
‫الأن�شطة الرتبوية •يجرد املتعلمون �إمكانات املدينة الريا�ضية ( املالعب‪ ،‬املركبات‪ ،‬مراكز التكوين‪،‬‬
‫النوادي … ) وفنيا (امل�سارح‪ ،‬املتاحف‪ ،‬قاعات العرو�ض وال�سينما‪ ،‬املعاهد الثقافية‬
‫…)‬
‫•اال�ستماع ل�شهادات �أبطال وجنوم قدماء وممار�سني يف جماالت خمتلفة‪.‬‬
‫•عرو�ض لذوي االخت�صا�ص وا�ستجوابهم‪.‬‬
‫•بحوث وتقارير وا�ستق�صاء مع حتليل النتائج واخلروج بخال�صات‪...‬‬
‫•عقد �شراكات بني امل�ؤ�س�سة التعليمية و�أحد النوادي الريا�ضية �أو �إحدى اجلمعيات‬
‫املهتمة بالريا�ضة والرتفيه وتنمية املواهب‪...‬‬
‫•�إعداد وتنفيذ م�شاريع وبرامج ريا�ضية وترفيهية باملدر�سة‪...‬‬
‫•تنظيم مقابالت ومناف�سات وحفالت فنية يف هذه املجاالت بني مدار�س اجلهة‪...‬‬
‫•�أ�شغال يدوية يف جماالت الت�شكيل والعزف والنحت ‪� ...‬إلخ‬
‫•م�شاهدة �أ�شرطة لتظاهرات ريا�ضية وفنية �أقيمت �سابقا باجلهة‪...‬‬
‫•ح�ضور تظاهرات ريا�ضية وترفيهية باملنطقة‪...‬‬
‫•الأدوات والآالت والو�سائل املتعلقة باملمار�سات والتمارين الريا�ضية‪.‬‬
‫الو�سائل التعليمية • ور�شات‪� ،‬أعمال يدوية‪...‬‬
‫•�أدوات ريا�ضية وفنية‪/‬ترفيهية‪.‬‬
‫•�أ�شرطة ووثائق‪ ،‬زيارات‪ ،‬ور�شات‪� ،‬أعمال يدوية‪...‬‬
‫•�إقامة مناف�سات وم�سابقات ريا�ضية وفنية وترفيهية ‪...‬‬
‫•�إقامة دوري لأنواع الريا�ضات املمكنة حمليا وتنظيم ت�صفيات و�إق�صائيات ‪...‬‬ ‫�إجراءات‬
‫• �إجنازات املتعلمني يف جماالت الريا�ضة والرتفيه وتنمية املواهب‪.‬‬
‫•جودة الإنتاج ومراعاته للمقايي�س املحددة‪.‬‬ ‫التقومي‬
‫•عر�ضه يف منا�سبات خمتلفة‪ ،‬تثمينه واالعتزاز به‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪122‬‬
‫املواطنة وحقوق الطفل‬ ‫املجال‬
‫تبني �سلوك �إيجابي جتاه اخلدمات التي توفر ل�صالح املواطن يف‬ ‫الكفايات امل�ستهدفة‬
‫اجلهة‪.‬‬
‫•يتعرف املتعلم على خدمات املجل�س البلدي‬ ‫الأهداف املحققة للكفاية‬
‫•يتعرف املتعلم على اخلدمات ال�صحية والرتبوية التي تقدم‬
‫للمواطن‪.‬‬
‫•يتعرف املتعلم على خدمات اجتماعية كالربيد والبنك وغريها‪.‬‬
‫التمف�صل مع اجلذع امل�شرتك‬
‫امل�ستوى‬ ‫املادة‬ ‫املو�ضوع‬
‫‪2‬‬ ‫•الآداب الإ�سالمية‬ ‫‪ -‬ح�سن املعا�شرة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫•الآداب الإ�سالمية‬ ‫‪ -‬متيتني الروابط االجتماعية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫• الآداب الإ�سالمية‬ ‫‪ -‬املحبة والت�ضامن‬
‫‪5‬‬ ‫• الآداب الإ�سالمية‬ ‫‪ -‬االحتاد قوة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫• الآداب الإ�سالمية‬ ‫‪ -‬اجتناب الظلم‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫• الآداب الإ�سالمية‬ ‫‪ -‬الر�شوة‬
‫‪1+2‬‬ ‫•العربية‬ ‫‪ -‬الطفل والأ�سرة‪.‬‬
‫‪1+2‬‬ ‫•العربية‬ ‫‪ -‬الطفل واملدر�سة‪.‬‬
‫‪3+ 4‬‬ ‫‪ -‬الدميقراطية وحقوق الإن�سان‪• .‬العربية‬
‫‪5+ 6‬‬ ‫‪ -‬حماية البيئة وحقوق الإن�سان‪• .‬العربية‬
‫‪4‬‬ ‫•الرتبية على املواطنة‬ ‫‪�-‬إقرار الآخر كما هو‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫•الرتبية على املواطنة‬ ‫‪-‬الواجب والقانون‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫•الرتبية على املواطنة‬ ‫‪�-‬أهمية العمل اجلماعي‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪�-‬أ�ساهم يف عمل ت�ضامني باملدينة •الرتبية على املواطنة‬
‫و احلي‪ ،‬الدوار‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫•الرتبية على املواطنة‬ ‫‪-‬حقي من ا�سم وجن�سية وهوية‬
‫‪-‬حقي يف الرتبية‬
‫‪5‬‬ ‫الرتبية على املواطنة‬ ‫‪-‬ما هو احلق ؟‬
‫‪5‬‬ ‫الرتبية على املواطنة‬ ‫‪-‬ما هو الواجب – امل�س�ؤولية؟‬
‫‪-‬ما العالقة بني احلق والواجب‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫الرتبية على املواطنة‬ ‫‪-‬احلق يف االختالف‪.‬‬
‫‪-‬حقوقي وواجباتي يف الطريق‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪-‬حقوقي وواجباتي يف املدر�سة‪ .‬الرتبية على املواطنة‬
‫‪5‬‬ ‫‪-‬كيف متار�س مواطنتنا يف الرتبية على املواطنة‬
‫املدر�سة؟‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫الرتبية على املواطنة‬ ‫‪-‬انتخاب جمل�س الق�سم‪.‬‬
‫‪-‬من جمل�س الق�سم �إىل املجل�س‬
‫‪5‬‬ ‫(البلدي ‪ /‬القروي والدميقراطية الرتبية على املواطنة‬
‫املحلية)‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪-‬ما هي حقوق الطفل؟ معنى الرتبية على املواطنة‬
‫‪6‬‬ ‫امل�صلحة العامة‪ ،‬معنى عدم التمييز الرتبية على املواطنة‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪- La famille et les amis.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪123‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫عنا�صر التعلم‬
‫املعارف‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫يتم الرتكيز على املواقع وامل�ؤ�س�سات املوجودة باملنطقة لتقدمي �أمثلة حول‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫• اخلدمات البلدية ‪:‬‬
‫• نظافة املدينة ‪ -‬التهيئة احل�ضرية – �إمداد املواطن بالوثائق الإدارية‬
‫والرخ�ص‪.‬‬
‫• اخلدمات ال�صحية ‪ :‬امل�ستعجالت‪ -‬الإ�سعاف‪ -‬الوقاية املدنية‪.‬‬
‫• توفري الأمن للمواطن‪ :‬كيف ؟ متى؟‬
‫• اخلدمات الربيدية ‪� :‬أين يوجد الربيد ؟ ما دوره ؟ املعامالت املالية –‬
‫االت�صال الهاتفي ‪ ،‬املرا�سالت‪ -‬الطوابع الربيدية‪...‬‬
‫• اخلدمات البنكية ‪ :‬ما البنوك املوجودة يف املنطقة ؟ ما اخلدمات التي‬
‫تقدمها؟ (قرو�ض‪� ،‬إيداعات‪ ،‬ت�أمينات‪)...‬‬
‫• م�صالح �أخرى توجد بالداخلة �أو غريها من املراكز احل�ضرية والقروية‬
‫كالأمن وغريه‪.‬‬
‫• يكلف املتعلمون بزيارة بع�ض املرافق واحل�صول على معلومات حولها ‪ :‬ما‬
‫هي ؟ ما اخلدمات التي تقدمها ؟ ما دورها يف اجلهة ؟‬ ‫�أن�شطة التعليم والتعلم‬
‫•يق�سم املتعلمون �إىل جمموعات تقوم كل جمموعة مبناق�شة م�شروع لتطوير‬
‫اخلدمات املقرتحة انطالقا من الأ�سئلة التالية ‪:‬‬
‫ ‪-‬ما امل�شروع الذي �ستناق�شه ؟‬
‫ ‪�-‬أين �سينجز ؟ ولفائدة من ؟‬
‫ ‪-‬من �سيقوم ب�إجناز امل�شروع ؟‬
‫ ‪-‬من �سيدعم امل�شروع ؟‬
‫ ‪-‬كيف �سي�سري امل�شروع ؟‬
‫• �أداة اال�ستق�صاء لتجميع املعطيات ‪ :‬املكان – املرافق التي توجد فيه –‬
‫اخلدمات التي يقدمها‪.‬‬ ‫الو�سائل‬
‫• دعوة بع�ض ال�شخ�صيات املنتمية �إىل قطاع معني للحديث عن اخلدمات‬ ‫التعليمية واملوارد‬
‫التي يقدمها (رجل �أمن‪� ،‬إطفائي‪ ،‬م�ست�شار جماعي‪ ،‬طبيب ‪ ،‬بنكي‪......،‬‬
‫و�ضعية التقومي (الو�ضعية • ينجز املتعلمون �شعارا منا�سبا يج�سد اخلدمات التي تقدمها البلدية‬
‫للمواطن ‪.‬‬ ‫امل�ستهدفة)‬
‫•يقدمون تقريرا عن قطاع من القطاعات التي تقدم خدمات للمواطن‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪124‬‬
‫التنمية املحلية‬ ‫املجال‬
‫�إيجاد عالقات بني �إمكانات طبيعية حملية‪ ،‬ودورها يف التنمية املحلية‪.‬‬ ‫الكفاية امل�ستهدفة‬
‫•يتعرف املتعلم املهن التي متار�س حمليا ‪.‬‬
‫•ي�ستطيع �أن يربطها بالإمكانات الطبيعية ‪.‬‬ ‫الأهداف املحققة للكفاية‬
‫•ي�ست�أن�س ببع�ض التقنيات امل�ستخدمة يف هذه املهن‪.‬‬
‫•التح�سي�س ب�أهمية ال�صناعة التقليدية‪.‬‬
‫•معرفة مناف�سة ال�صناعة احلديثة ودور ا�سترياد املنتجات امل�ستعملة يف‬
‫التقلي�ص من �أن�شطة بع�ض احلرف التقليدية‪.‬‬
‫التمف�صل مع اجلذع امل�شرتك‬
‫امل�ستوى‬ ‫املادة‬ ‫املو�ض ـ ـ ـ ـ ــوع‬
‫‪3‬‬ ‫•الآداب الإ�سالمية‬ ‫•اجتناب الت�سول‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫•الآداب الإ�سالمية‬ ‫•�إتقان العمل‪.‬‬
‫‪1+2‬‬ ‫•العربية‬ ‫•الطفل واحلياة التعاونية‪.‬‬
‫‪3+ 4‬‬ ‫•العربية‬ ‫•اخلدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪5+ 6‬‬ ‫•العربية‬ ‫•العلم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪5+ 6‬‬ ‫•عامل الفالحة وال�صناعة •العربية‬
‫والإنتاج‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫•حياتنا بني اليوم واالم�س‪ :‬التاريخ‬
‫ال�سكن اللبا�س املوا�صالت‬
‫التجارة التعليم‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫•�أتعرف مناذج يف الأن�شطة ‘‘ ‘‘‬
‫الب�شرية‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‘‘ ‘‘‬ ‫خ�صو�صياتها‬ ‫‪:‬‬ ‫•جهتنا‬
‫ومواردها‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫•�أدر�س ن�شاطا اقت�صاديا‪‘‘ ‘‘ :‬‬
‫�سياحيا �صناعيا �أو فالحيا‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• La ville.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• La société.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Les habits.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Les transports.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• les médias.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Sciences et technologie.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪125‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• la société.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Les travaux des champs.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• L’école.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• La famille et les amis.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Parler de soi en public.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Prendre rendez-vous.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Situer une action dans le‬‬
‫‪temps et dans l’espace.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Les métiers.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Rédiger un texte‬‬
‫‪publicitaire.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Communication orale‬‬ ‫‪• Rédiger un mode d’emploi‬‬
‫‪d’un appareil, d’une‬‬
‫‪machine.‬‬

‫•م�شكالت املوارد الب�شرية يف قطاع ال�صناعة التقليدية ‪ :‬وفرة اليد العاملة‪,‬‬


‫هزالة الأجرة‪ ,‬غياب تكوين منظم ‪ -‬انت�شار الأمية‪ ,‬اجلهل باللغات الأجنبية‬
‫(مما يعوق التوا�صل مع الزبون)‪ ,‬احتكار البع�ض (املدر�سني) للمهنة‪,‬‬ ‫التعلمات الأ�سا�سية‬
‫انقرا�ض العديد من احلرف ‪ ,‬عدم املعرفة مبيكانيزمات وطرائق الت�سويق‬
‫•�إ�سهام املدر�سة يف الأن�شطة ال�شيء الذي يفتح املجال �أمام املتعلم ملعرفة‬
‫حميطه (�أن�شطة يدوية من�صبة على احلرف التقليدية املحلية)‪.‬‬
‫•اال�ستئنا�س باكت�شاف احلرف املحلية ‪� :‬صناعة اخلزف – الطبخ التقليدي‬
‫– اخلياطة التقليدية – اللبادة – �صناعة الزرابي – النجارة – �صناعة‬
‫النحا�س‪.‬‬
‫•التمكن من تقدير االختالفات يف اجلودة واملردودية با�ستعمال �أدوات‬
‫ع�صرية �أو تقليدية يف ال�صناعة التقليدية‪ .‬مثال ‪ :‬املقارنة بني املربد اليدوي‬
‫واملربد الكهربائي وال�سقي بالتنقيط‪ ،‬باملجاري‪ ،‬ت�سويق منتجات ال�صناعة‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫•يعد املتعلمون م�شروعا للبحث عن املهن واحلرف التي متار�س يف‬
‫منطقتهم‪.‬‬
‫•يقومون با�ستطالع يعرفون فيه باملهن املحلية‪.‬‬ ‫�أن�شطة التعليم والتعلم‬
‫•يكت�شفون عمليا التقنيات التي ت�ستخدم يف ال�صناعة املحلية التقليدية يف‬
‫عالقة مبا توفره الطبيعة يف املنطقة‪ ،‬مثال ‪:‬‬
‫‪-‬ا�ستعمال �أدوات النجارة واحلدادة والن�سيج‪.‬‬
‫‪-‬ال�شراطة (الدوم)‪ :‬الو�شمة – القالب – النموذج‪.‬‬
‫‪-‬الت�صميم‪.‬‬
‫‪-‬ينتج املتعلمون مناذج حملية ويعر�ضونها يف معر�ض داخل املدر�سة‪.‬‬
‫•و�سائل اال�ستق�صاء والبحث‪.‬‬ ‫الو�سائل التعليمية واملوارد‬
‫•دعوة بع�ض احلرفيني للحديث عن �صنعته‪.‬‬
‫•مناذج �صور للمنتجات‪.‬‬
‫•و�سائل لتكوين ور�شة لال�ستئنا�س ببع�ض التقنيات‪.‬‬
‫•و�سائل لإنتاج بع�ض النماذج وعر�ضها‪.‬‬
‫انطالقا من منوذج منتوج م�صنع ي�ستطيع املتعلم �أن ي�شرح كيفية‬ ‫و�ضعية التقومي‬
‫�صنعه‪ ،‬و�أن يقدم منوذجا �آخر مر�سوما �أو منتجا‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪126‬‬
‫البيئة واملحيط الطبيعي‬ ‫املجال‬
‫تبني �سلوكات �إيجابية يف جمال الرتبية البيئية حلماية البيئة املحيطة‪.‬‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫الأهداف ‪ -‬تعرف الواقع البيئي باجلهة‪ ،‬م�شاكله و�إكراهاته (خليج وادي الذهب‪ ،‬ال�شاطئ‪ ،‬الفر�شة املائية‪،‬‬
‫حمميات الغزال‪ ،‬بع�ض الأ�شجار‪.)...‬‬ ‫املحققة‬
‫‪ -‬تعرف الأخطار البيئية املحدقة بالو�سط املحلي‪.‬‬ ‫للكفاية‬
‫‪ -‬حت�سي�س �ساكنة املنطقة واملرتددين عليها (البحارة املو�سميون) بوجوب تبني �سلوكات بيئية‬
‫�إيجابية اجتاه املحيط املبا�شر‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على اقرتاح طرق للمحافظة على كتلة الأحياء من االنقرا�ض وعلى و�سط احلياة من‬
‫التلوث‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على ابتكار بدائل وطرق حلماية البنية الإيكولوجية والتوازن البيئي‪.‬‬
‫ال ـ ـمـ ـع ـ ــارف‬
‫•مدى تلوث �شواطئ اجلهة ‪ :‬خليج وادي الذهب ‪� -‬سواحل قرى ال�صيادين‪...،‬‬
‫•�أ�سباب تلوث ال�شواطئ ‪ :‬مياه ال�صرف ال�صحي ‪ -‬بقايا و�أح�شاء الأخطبوط ومقذوفات وحدات‬
‫التلفيف والت�صبري والتجميد‪.‬‬
‫•مظاهر تلوث الفر�شة املائية ‪ :‬احلفر االمت�صا�صية نظرا النعدام جماري ال�صرف ال�صحي يف‬
‫حمتويات القطاع اجلنوبي من مدينة الداخلة‪.‬‬
‫•مظاهر تلوث ف�ضاءات املدينة ‪ :‬غياب مطارح مراقبة للنفايات ال�صلبة ‪ -‬وجود املطرح الوحيد‬ ‫التعلم‬
‫للأزبال يف منطقة دلتا بني حي �سكني‪ ،‬حي �صناعي وال�شاطئ – ندرة امل�ساحات اخل�ضراء –‬
‫تواجد املطار و�سط املدينة – انت�شار �أحياء ع�شوائية ناجتة عن ال�ضغط الب�شري خ�صو�صا يف‬
‫فرتات �صيد الرخويات (هجرة البحارة من �أقاليم ال�شمال)‪.‬‬
‫•مظاهر ا�ستنزاف الرثوات البحرية ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم احرتام مدد الراحة البيولوجية (التهريب)‪.‬‬
‫‪ -‬ا�ستعمال �أدوات وو�سائل ممنوعة ل�صيد الأخطبوط (بيدونات زيت املحرك) والأ�سماك (�شباك‬
‫بعيون جد �ضيقة ت�سمح ب�صيد الأ�سماك ال�صغرية جدا)‪.‬‬
‫‪ -‬غياب تكوين بيئي بحري لدى البحارة العاملني بالقطاع‪.‬‬
‫•مظاهر ا�ستنزاف الرثوات الربية ‪:‬‬
‫‪ -‬ال�صيد املفرط حليوان الغزال ال�صحراوي‪.‬‬
‫‪ -‬ا�ستغالل خ�شب �شجر الطلح كحطب للتدفئة والطبخ يف الو�سط ال�صحراوي‪.‬‬
‫‪ -‬ال�ضغط الرعوي‬
‫نتائج وانعكا�سات التلوث واال�ستغالل الع�شوائي لهذه للرثوات‪:‬‬
‫‪ -‬تهديد حيوان الفقمة باالنقرا�ض (‪� 051‬إىل ‪ 081‬فرد منه بالعامل يعي�شون بني منطقة الكركرات‬
‫والر�أ�س الأبي�ض)‪.‬‬
‫‪ -‬تهديد الغزال ال�صحراوي (نوع الدوركا�س) باالنقرا�ض‪.‬‬
‫‪ -‬انقرا�ض نوعني من الغزال (املهور والداما)‪.‬‬
‫ال ـ ـ ـم ـ ـ ـهـ ـ ــارات‬
‫• ت�صنيف وترتيب املعيقات والظواهر البيئية ال�سلبية وامل�شاكل ح�سب خطورتها و�أولوية التدخل‬
‫للت�صدي لها �أو احلد من ت�أثريها‪.‬‬
‫• اقرتاح م�شاريع بيئية‪.‬‬
‫ال ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ــم‬
‫• التوا�صل (مترير اخلطاب) مع الآخرين (زمالء الدرا�سة واحلي‪� ،‬أفراد املجتمع ب�صفة عامة) ق�صد‬
‫�إ�شراكهم وحفزهم على تبني املواقف البيئية املطلوبة (مواقف ح�ضارية و�إيجابية)‪.‬‬
‫• تبني �سلوكات بيئية �إيجابية اجتاه الو�سط املحيط وت�صورها كقيم نابعة من تعاليم الدين‬
‫الإ�سالمي و روح املواطنة‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪127‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫الأنـ�شـطـة •�أورا�ش بيئية داخل امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫الـتـربـويــة •�أورا�ش بيئية على �صعيد احلي ‪ :‬حملة نظافة (على �صعيد احلي‪� ،‬أقرب �شاطئ للم�ؤ�س�سة) – يوم‬
‫�إخباري – حملة حت�سي�سية وتوعوية (يف �إطار انفتاح امل�ؤ�س�سة على حميطها )‪.‬‬
‫•زيارات ميدانية وخرجات للنقط البيئية ال�سوداء لتقييم ت�أثريها‪.‬‬
‫•معاينة النفايات املرتاكمة وت�صنيفها و�إجناز تقارير يف املو�ضوع‪.‬‬
‫•انتهاز املنا�سبات البيئية املحلية‪ ،‬الوطنية والدولية ق�صد املزيد من التح�سي�س والتعبئة اجتاه‬
‫الأخطار والعادات البيئية ال�سلبية املحدقة‪.‬‬
‫•�إجناز م�شاريع بيئية الهدف منها احلفاظ على البيئة املحيطة‪.‬‬
‫الـو�ســائـل •خريطة جهة وادي الذهب ‪ /‬لكويرة‪.‬‬
‫الـتـعـلـيـمـيـة •خريطة الداخلة‪.‬‬
‫•�صور ومطويات للنقط البيئية ال�سوداء وللمطارح الع�شوائية‪.‬‬
‫•قر�ص مدمج‪.‬‬
‫•عر�ض مبادرات جمعوية‬
‫•مناذج ملياه ملوثة من مواقع متفرقة يف اجلهة‪.‬‬
‫•مناذج من املواد امللوثة‪.‬‬
‫•تقارير �أجنزت يف املو�ضوع‪.‬‬
‫�إجراءات �إجناز مطويات‪ ،‬مل�صقات �أو اقرتاح موا�ضيع ندوات �أو ن�شرات بيئية ذات الأولوية يف التدخل‬
‫لتقييم مدى ت�أثر �سلوكات املتعلمني باملكت�سبات ال�سالفة (اجلانب الوجداين)‪.‬‬ ‫التقومي‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪128‬‬
‫التاريخ والثقافة و�أ�شكال التعبري‬ ‫املجال‬
‫�أكت�شف ثقافة وعادات املجتمع بجهتي (عادات و تقاليد)‪.‬‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫•يتعرف املتعلم العالقات االجتماعية ال�سائدة يف جمتمعه‪.‬‬ ‫الأهداف‬
‫• يتعرف القيم املجتمعية التي تنطوي عليها بع�ض هذه العالقات ‪.‬‬ ‫املحققة‬
‫للكفاية‬
‫•�أ�ساليب احلياة يف ف�ضاء ال�صحراء‪ :‬التنقل‪ -‬امل�سكن ( اخليمة) ‪.‬‬
‫•تقاليد �ساكنة اجلهة يف املنا�سبات كالزواج واالحتفاالت مثال‪:‬‬
‫‪ -‬العر�س �أو الزواج (‪� 7‬أيام لالحتفال بالن�سبة للبنت) ‪.‬‬ ‫حمتويات‬
‫‪ -‬الف�سخة وهي الهدايا املقدمة من طرف �أم العرو�س لأم العري�س ‪.‬‬ ‫التعلم‬
‫‪ -‬تقاليد ال�ضيافة والكرم يف املجتمع ال�صحراوي‬
‫( تقدمي �أتاي ‪ ،‬الزربك « احلليب ‪ +‬املاء» لل�ضيف)‪.‬‬
‫اللبا�س ال�صحراوي ( امللحفة ‪ +‬الدراعة )‪.‬‬
‫‪ -‬الألعاب الذهنية ( ظامة‪ ،‬ال�سيك‪ ،‬اخريبكة‪ ،‬اكرور‪ )...‬و البدنية ( راح ‪ ،‬غا�ش‪،‬‬
‫�أريذوخ التود‪ ،‬اللز‪)..‬‬
‫• القيام ب�أن�شطة ا�ستطالعية يف حميط التلميذ ي�سعى من خاللها الك�شف عن وجه من �أوجه‬
‫العادات ال�صحراوية الأ�صيلة‪.‬‬
‫•جتمع املعلومات‪ ،‬و تناق�ش بني التالميذ‪.‬‬ ‫�أن�شطة‬
‫•يعد التالميذ م�شاهد ي�شخ�صون فيها بع�ض العادات ‪ :‬مثال عر�ض باللبا�س التقليدي – ت�شخي�ص‬ ‫التعليم‬
‫م�شاهد احتفال – �ألعاب الأطفال‬ ‫والتعلم‬
‫•ميكن �أن يعد التالميذ �ألبوما لل�صور �أو للر�سوم كر�سوم الأزياء �أو جم�سمات للدمى‬
‫(العظمية)‪.‬‬
‫�أداة ا�ستطالع مب�سطة متكن التالميذ من البحث عن املعطيات‪.‬‬
‫�صور ومناذج للبا�س واالحتفال‪.‬‬ ‫الو�سائل‬
‫وثائق ون�صو�ص‪.‬‬ ‫التعليمية‬
‫و�سائل ت�شخي�ص بع�ض العادات كالألب�سة واحللي وغريها‪.‬‬
‫•يف نهاية الوحدة ي�ستطيع التلميذ �أن يعرف مبجموعة من مظاهر العادات واال�صطالحات‬ ‫و�ضعية‬
‫املرتبطة بها‪ ،‬و�أن ينجز عمال ذي عالقة مبظهر من مظاهر املجتمع‪.‬‬ ‫التقومي‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪129‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫التاريخ والثقافة و�أ�شكال التعبري‬ ‫املجال‬
‫�أكت�شف اللغة احل�سانية‪ ،‬و�أعرب بوا�سطتها عن �أغرا�ض اجتماعية‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫•اكت�ساب مبادئ من املعجم يف اللغة احل�سانية‪.‬‬ ‫الأهداف‬
‫•اال�ستئنا�س برتاكيب لغوية يف احل�سانية‪.‬‬ ‫املحققة للكفاية‬
‫•التمكن من التعبري عن مواقف توا�صلية‪.‬‬
‫• �إدراك العالقات والو�شائج بني العربية واحل�سانية من خالل �أمثلة ‪� :‬أنا (�آن) كتابه‬
‫(�أكتاب) – �شقراء (�شكرة)‪.‬‬
‫•متييز بع�ض الرتاكيب اللغوية ‪( :‬الل) ي�ستعمل ا�سما مو�صوال‪( -‬ريت خوك الل يكر‬ ‫حمتويات التعلم‬
‫فالكلية)‪.‬‬
‫•التدرب على بع�ض ال�صيغ ال�صرفية (�آن‪� -‬أنتوم‪ -‬انتمات‪ -‬هوم‪ -‬هومات) (هاذ‪ -‬ذاك‪-‬‬
‫ذيك‪.)..‬‬
‫•تلفظ بع�ض الأفعال الكالمية كاال�ستفهام والأمر والنداء‪�( )...‬أمنني ريت �أطفل)‬
‫•بالن�سبة للأطفال غري امللمني باحل�سانية من الأف�ضل �أن ي�ست�أن�سوا با�ستعمالها لأداء‬
‫�أغرا�ض توا�صلية‪ ،‬مثال ‪:‬‬
‫التحية – اال�ستف�سار عن �أمر – تعيني مكان‪ -‬الإ�شارة‪ -‬النداء‪....‬‬ ‫�أن�شطة التعليم‬
‫•ميكن �أن يتمثل الأ�ستاذ و�ضعية توا�صلية مثال ‪:‬‬ ‫والتعلم‬
‫‪ -‬التعرف على الو�ضعية ‪ :‬من ؟ �أين ؟ متى ؟ ما الغر�ض من التوا�صل ؟‬
‫‪ -‬البحث عن املعجم املنا�سب للتعبري عن الو�ضعية‪.‬‬
‫‪ -‬تعلم بع�ض اجلمل والعبارات للتعبري عن الو�ضعية‪.‬‬
‫الرتكيز على قاعدة معينة‪.‬‬
‫•�صور مو�ضحة للكلمات والر�صيد املعجمي‬
‫•مواثيق توا�صلية‪.‬‬ ‫الو�سائل‬
‫•جداول ال�صرف‬ ‫التعليمية‬
‫•مطبوعات تت�ضمن بع�ض الدرو�س‪.‬‬
‫•�أ�شرطة �سمعية و ب�صرية ‪� ،‬أقرا�ص مدجمة ‪..‬‬
‫•يقوم التالميذ من خالل اختبار قدرتهم على التعبري عن و�ضعية توا�صلية با�ستعمال‬ ‫و�ضعية التقومي‬
‫الر�صيد الذي اكت�سبوه من احل�سانية‪.‬‬
‫•�إجناز قطعة ب�سيطة �أو حوار با�ستعمال الر�صيد ال�سحاين املكت�سب ‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪130‬‬
‫التنمية املحلية‬ ‫املجال‬
‫تعرف �إمكانات التنمية اجلهوية يف املجال البحري والفالحي وال�صناعي وال�سياحي‪.‬‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫•ي�ستخدم املفاهيم التي در�سها يف املنهاج الوطني عن التنمية ؛‬ ‫الأهداف‬
‫•مييز جماالت التنمية يف بلده ؛‬ ‫املحققة‬
‫•بناء على ا�ستق�صاء ميداين يف حميطه‪ ،‬يتمكن املتعلم مما يلي ‪:‬‬ ‫للكفاية‬
‫‪ -‬يتمكن من اكت�شاف حميطهم املبا�شر‪ ،‬ومعرفة الإمكانات االقت�صادية التي يتوفر‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -‬مييز �أ�شكال الإنتاج يف منطقته‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف ب�إمكانات و�سطه املحلية االقت�صادية‪.‬‬
‫•تعرف امل�شاريع ( االطالع على ) املنجزة �أو املربجمة يف اجلهة ؛‬ ‫حمتويات‬
‫•الدور ال�سو�سيو‪ -‬ثقايف لل�سياحة املحلية وغري املحلية يف املنطقة ؛‬ ‫التعلم‬
‫•الدور الذي ت�ؤديه البنية التحتية العمومية يف ت�سيري احلياة االجتماعية للمواطن والوعي‬
‫بالعواقب التي قد ترتتب عن تخريبها ؛‬
‫•الإمكانات االقت�صادية باجلهة ‪:‬‬
‫‪-‬مراكـ�ش ‪ :‬احلرف التقليدية ‪ :‬دباغة اجللد‪ ،‬النجارة‪ ،‬احلدادة‪� ،‬صناعة احللي‪.‬‬
‫‪-‬ال�صويرة ‪ :‬ال�صناعة الع�صرية‪ ،‬الطبخ التقليدي‪� ،‬صناعة الزرابي‪ ،‬العرعار‪ ،‬النق�ش‬
‫على الف�ضة والذهب (الدك ال�صويري)‪� ،‬أفالل‪ ،‬الدوم‪ ،‬الرافية (�صباغة بلغة الن�ساء‬
‫بالنيلون)‪.‬‬
‫‪�-‬شي�شـاوة ‪� :‬صناعة الزرابي‪.‬‬
‫‪ -‬قلعة ال�سراغنة ‪ /‬بن كرير‪ :‬الفو�سفاط‪ ،‬ت�صنيع احلليب وم�شتقاته‪ ،‬مطاحن الدقيق‪.‬‬
‫•الف ــالحـة ‪ :‬الزيتون‪ ،‬اللوز‪ ،‬احلبوب‪ ،‬الفواكه‪ ،‬الرمان‪ ،‬التني‪ ،‬تربية املوا�شي‪.‬‬
‫•ال�سياح ــة ‪ :‬مراكـ�ش ‪ :‬امل�آثر التاريخية‪ ،‬قبور ال�سعديني‪ ،‬الق�صر البديع‪ ،‬ق�صر الباهية‪،‬‬
‫م�سجد ابن يو�سف‪ ،‬القبة املزابطية‪ )...‬الق�صبات‪� ،‬أكيمدن‪� ،‬أوريكا‪...‬‬
‫‪-‬ال�صويـرة ‪ :‬ال�سقاالت‪ ،‬امليناء‪ ،‬املتحف‪ ،‬جممع ال�صناعة التقليدية‪.‬‬
‫‪�-‬شي�شـاوة ‪ :‬عني �أبانيو‪ ،‬ال�سياحة اجلبلية‪.‬‬
‫‪-‬قلعة ال�سراغنة ‪ :‬ال�سدود (موالي يو�سف‪� ،‬آيت �شواريت) القن�ص‪.‬‬
‫•ي�ستدعي الأ�ستاذ مع تالميذه �أهم التعلمات التي �سبق لهم �أن عرفوها حول ال�صناعة‬ ‫�أن�شطة‬
‫والفالحة وال�ساحية وال�صيد البحري يف املغرب‪.‬‬ ‫التعليم‬
‫•يوجههم �إىل اكت�شاف حميطهم املبا�شر‪ ،‬ومعرفة الإمكانات االقت�صادية التي يتوفر عليها‪.‬‬ ‫والتعلم‬
‫•يكلفهم الأ�ستاذ ب�إجناز بطائق تعرف بكل منطقة من جهتهم ‪ :‬ال�صويرة ‪ ،‬مراك�ش‪ ،‬القلعة‪،‬‬
‫�شي�شاوة‪ ،‬احلوز‪...‬‬ ‫الو�سائل‬
‫‪-‬ميكن �أن تت�ضمن البطاقة العنا�صر الآتيـ ـ ـ ــة ‪ :‬املنطق ـ ــة‪ ،‬الن�شاط التجـاري‪� ،‬إمكاناتها‬ ‫التعليمية‬
‫الطبيعية‪،‬‬
‫‪-‬الن�شاط ال�سياحـي‪ ،‬الن�شاط ال�صناعي‪ ،‬الآفـ ـ ــاق‪ ،‬الن�شاط الفالحـي‪ ،‬الن�شـاط البحـري‪.‬‬
‫•�صور ووثائق و�إح�صاءات ‪ -‬بطائق للبحث واالكت�شاف ‪� -‬أ�شخا�ص م�صدر من املنطقة‪- .‬‬
‫زيارات ميدانية �إىل �أهم املناطق‪.‬‬
‫•انطالقا من منطقة معينة ي�ستطيع التلميذ �أن يعد بطاقة تعرف بها مفرت�ضا �أنه يبعثها �إىل‬ ‫و�ضعية‬
‫�صديق ل ــه يقطن يف جهــة ما �أو بلد �آخـ ــر‪,‬‬ ‫التقومي‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪131‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫التنمية املحلية‬ ‫املجال‬
‫تعرف الإمكانات البحرية باملنطقة ومدى م�ساهمتها يف االقت�صاد املحلي واجلهوي‪.‬‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫•اكت�شاف امليناءين امل�ستقبلني ملراكب ال�صيد بالإقليم‪ :‬ميناء �آ�سفي – ال�صويرة‪.‬‬ ‫الأهداف‬
‫•التعرف على مراكب ال�صيد البحري التي تر�سو بامليناء وعلى طاقتها اال�ستيعابية‪.‬‬ ‫املحققة‬
‫•التعرف على �أنواع املنتوج البحري‪� :‬سردين – �سمك بكل �أنواعه – طحالب‪...‬‬ ‫للكفاية‬
‫•التعرف على عملية الت�صبري وعلى املعامل اخلا�صة بذلك‪.‬‬
‫املعارف‪:‬‬ ‫حمتويات‬
‫•التعرف على ميناء �آ�سفي وعلى بنيته التحتية ‪ -‬ف�ضاءات ا�ستقبال ال�سمك امل�صطاد‪� ،‬أماكن‬ ‫التعلم‬
‫البيع �أو الت�سويق‪.‬‬
‫•التعرف على قرية ال�سمك املوجودة يف طريق �سيدي بوزيد وعلى االنتعا�ش االقت�صادي الذي‬
‫تخلقه باملنطقة‪.‬‬
‫•ال�شاحنات التي تقوم بالت�سويق يف عني املكان – �أنواع ال�سمك‪.‬‬
‫•التعرف على ميناء ال�صويرة وبنيته التحتية وعدد املراكب �أو القوارب التي تر�سو به‪.‬‬
‫•قرب ميناء �آ�سفي من معامل ال�صناعات الكيماوية (كربيت – فو�سفاط‪ )...‬ودرجة التلوث‬
‫التي قد يحظى بها‪.‬‬
‫•التعرف على معامل ت�صبري ال�سمك وعلى عدد امل�شتغلني بها خ�صو�صا منهم الن�ساء والفتيات‪.‬‬
‫•الدور االقت�صادي الذي يلعبه هذا القطاع يف التنمية املحلية‪ :‬العاملون بامليناء – باملراكب –‬
‫باملعامل – �سائقوا ال�شاحنات‪...‬‬
‫•القطاع البحري كمورد اقت�صادي ملجموعة من �شباب املنطقة‪ :‬اال�شتغال مو�سميا كبائعي‬
‫«ال�شواية»‪.‬‬
‫املهارات ‪:‬‬
‫•القدرة على ذكر �أنواع ال�سمك الذي ت�صطاده مراكب املنطقة‪.‬‬
‫•حتديد املناطق الغنية بال�سمك‪.‬‬
‫القيم واملواقف‪:‬‬
‫•�إدراك الدور االقت�صادي يف التنمية املحلية‪.‬‬
‫•تبني �سلوكات ومواقف �إيجابية للحفاظ على الرثوة البحرية‪.‬‬
‫•تعرف الدور املهم يف جمال التغذية‪.‬‬
‫•القيام بزيارات ميدانية وجتميع معطيات حول‪:‬‬ ‫�أن�شطة‬
‫‪-‬امليناء‪.‬‬ ‫التعليم‬
‫‪-‬املراكب �أو القوارب‪.‬‬ ‫والتعلم‬
‫‪�-‬أنواع ال�سمك‪.‬‬
‫‪-‬معامل الت�صبري‪.‬‬
‫•تتم هذه العملية ح�سب جمموعات �صغرى تكون مزودة قبليا ب�أ�سئلة م�ضبوطة‪.‬‬
‫•�صور وثائقية تهم م�صادر التعلمات ويتعلق الأمر بامليناء وباملعامل‪.‬‬ ‫الو�سائل‬
‫•�إح�صائيات خا�صة بالعاملني‪ ،‬بعدد املراكب واملعامل و�أطنان ال�سردين �أو ال�سمك‪...‬‬ ‫التعليمية‬

‫•يطلب من املتعلم يف �آخر ح�صة للتعلمات ذكر وت�صنيف �أنواع ال�سمك التي تعرف عليها‪.‬‬
‫•يطلب منه �إعداد ت�صور له عالقة باحلفاظ على الرثوة البحرية وبتطويرها‪.‬‬ ‫و�ضعية‬
‫التقومي‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪132‬‬
‫التاريخ والثقافة و�أ�شكال التعبري الفني‪.‬‬ ‫املجال‬
‫�أكت�شف التعبري الفني والثقايف باجلهة‪.‬‬ ‫الكفاية‬
‫امل�ستهدفة‬
‫•اكت�شاف �أ�شكال التعبري الفني والثقايف باجلهة من عادات وفنون‪.‬‬ ‫الأهداف املحققة‬
‫•تثمني الإنتاج احلريف باملنطقة‪.‬‬ ‫للكفاية‬
‫•توظيف امل�ؤهالت الثقافية والفنية يف التنمية املحلية‪.‬‬
‫•فنون العمارة‪:‬‬
‫حمتويات التعلم نق�ش القباب والألواح‪.‬‬
‫اخليام الأ�صيلة عند العرب‪.‬‬
‫•الفنون التعبريية‪:‬‬
‫‪-‬فن العيطة‪.‬‬
‫‪-‬فن عبيدات الرمى‪.‬‬
‫‪-‬فن الوترة‪.‬‬
‫‪-‬فن املر�ساوي‪.‬‬
‫‪-‬الفرو�سية‪.‬‬
‫•العادات والتقاليد‪:‬‬
‫‪-‬املوا�سم الدينية والثقافية واالقت�صادية؛ نذكر منها‪:‬‬
‫•مو�سم �سيدي لغليمي ب�سطات‪.‬‬
‫•مو�سم �سيدي حممد البهلول ب�سطات‪.‬‬
‫•مو�سم �سيدي بوعبيد ال�شرقي ب�أبي اجلعد‪.‬‬
‫•مو�سم �سيدي حجاج ب�إقليم �سطات‪.‬‬
‫•عادات اخلتان – عادات عا�شوراء – عادات الزواج – �ألعاب الأطفال التقليدية‪.‬‬
‫•الأزياء واملالب�س ‪ :‬الإزار – الطاقية – الرزة – احلائك – ال�سلهام – اجللباب – البلغة‬
‫– القفطان‪...‬‬
‫•ال�صناعة التقليدية ‪�:‬صناعة اجلالبيب – ن�سج �أفر�شة ال�صوف – �صناعة الزرابي –‬
‫معامل الفخار ب�أبي اجلعد‪.‬‬
‫•معرفة خ�صائ�ص الفنون املحلية‪.‬‬
‫•�إدراك العالقة بني الرتاث الفني املحلي والتاريخ‪.‬‬
‫•املقارنة و�إبراز عالقة الت�أثري بني الرتاث الفني الأمازيغي والرتاث الفني العربي‪.‬‬
‫•ت�صنيف املنتوج الثقايف ح�سب خ�صائ�صه وم�صدره وتاريخه‪.‬‬
‫•تثمني �أ�شكال التعبري الفني والثقايف‪.‬‬ ‫�أن�شطة التعليم‬
‫•ت�صحيح بع�ض العادات وتعزيز العادات الإيجابية‪.‬‬ ‫والتعلم‬

‫•زيارة ميدانية‪.‬‬ ‫الو�سائل‬


‫•�إجراء مقابالت مع الفاعلني الثقافيني والفنانني‪.‬‬ ‫التعليمية‬
‫•عر�ض �صور املنتوج الفني‪.‬‬
‫•�أن يعرف مبجموعة من الفنون ومظاهر من العادات االجتماعية‪.‬‬ ‫و�ضعية التقومي‬
‫•�أن ينتج دليال للمنتوجات اليدوية يت�ضمن تعاريف و�صور لها‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪133‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫التطبيق الفعلي للجذاذات‬

‫الكفاية امل�ستهدفة‪:‬‬
‫•متييز خ�صو�صيات ذات عالقة بتاريخ املنطقة‪..‬‬
‫•الأهداف املحققة للكفايات‪:‬‬
‫•التعرف على املناطق التاريخية املوجودة باملنطقة‪.‬‬
‫•التعرف على �أ�شكال اللبا�س والزينة املحلية واجلهوية‪.‬‬
‫•التعرف على �أعالم املنطقة واحلفاظ على الذاكرة اجلماعية‪.‬‬
‫•الوعي باالنتماء للمنطقة‪.‬‬
‫الو�ضعية االندماجية‬
‫تو�صلت مدر�ستنا مبرا�سلة من مدر�سة بالدار البي�ضاء تخربنا ب�أن تالميذها يرغبون يف زيارة جلهة �سو�س ما�سة‬
‫درعة ومن �أجل ذلك تقرر حتديد برنامج لإطالع الزوار على املعامل التاريخية و الثقافية التي تنتمي �إليها منطقتنا‪.‬‬
‫املو�ضوع الأول ‪ :‬امل�آثر التاريخية باجلهة‬
‫و�ضعية االنطالق‪:‬‬
‫تعرفت على بع�ض امل�آثر التاريخية من خالل وحدة االجتماعيات‪ ،‬هل توجد م�آثر �أخرى مبنطقتك ؟ حددها‬
‫عن طريق ا�ستق�صاء ميداين‪.‬‬
‫حمتويات التعلم‪:‬‬
‫•�إ�سهام املنطقة يف الكفاح من �أجل اال�ستقالل ‪.‬‬
‫•عالقة املنطقة بالدول املتعاقبة على حكم املغرب‪.‬‬
‫•الطرق التجارية باملنطقة ‪.‬‬
‫•املدار�س العتيقة ودورها يف ت�شكيل ال�شخ�صية املحلية‪.‬‬
‫• ق�صبة �أكادير �أفال ‪ ...‬الق�صبات باجلهة ‪� :‬آيت بن حدو‪ ،‬تالوين‪...‬‬
‫الطريقة ‪:‬‬
‫•التعلم عن طريق البحث امليداين وا�ستثمار الوثائق وذلك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد م�صادر املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين جمموعات عمل‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد حماور جمع املعطيات‪.‬‬
‫‪� -‬إجراء البحث ميدانيا‪.‬‬
‫‪ -‬ا�ستخال�ص النتائج‪.‬‬
‫الو�سائل التعليمية ‪:‬‬
‫•اال�ستق�صاء امليداين‪:‬‬
‫�إعداد �أدوات ب�سيطة لال�ستق�صاء وجمع املعلومات مثل اال�ستمارات و�أ�سئلة املقابلة وغريها‪ .‬حيث‬
‫يتعود التالميذ على االت�صال مب�صادر املعلومات مبا�شرة‪.‬‬
‫التقومي‪:‬‬
‫العمران مبنطقتك يتميز بعدة خ�صو�صيات‪� ،‬أذكر واحدة منها وا�شرحها‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪134‬‬
‫املو�ضوع الثاين ‪� :‬أتعرف على اللبا�س واحللي بجهتي‬
‫و�ضيعة االنطالق‪:‬‬
‫‪-‬تقام عدة حفالت و�أعرا�س مبنطقتك‪ ،‬ويتزين املدعوون تعبريا عن فرحتهم‪ ،‬فما هي �أ�شكال املالب�س‬
‫والزينة اخلا�صة بهذه املنا�سبات؟‬
‫حمتويات التعلم‪:‬‬
‫•التعرف على العادات املختلفة لالحتفال بالأعياد والأعرا�س واملنا�سبات العائلية واجلماعية املختلفة (املوا�سم‬
‫م ثال) ‪.‬‬
‫•التعرف على خ�صو�صيات الن�سيج والألب�سة املحلية (زربية تازناخت‪ ،‬احلايك‪)...‬‬
‫الطريقة‪:‬‬
‫•التعلم باملحاكاة والتماثل‪:‬‬
‫ي�ساعد هذا الأ�سلوب على متثيل و�ضعيات �أو حاالت متكن املتعلمني من �إدراك متغرياتها عن طريق التماثل‬
‫واملحاكاة‪ ،‬ويعتمد هذا الأ�سلوب تقنيات �أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬حماكاة الأدوار عن طريق ت�شخي�ص و�ضعية متاثل تلك التي توجد يف الواقع‪ :‬حفالت‪� ،‬أعرا�س‪ ،......،‬وما‬
‫ت�ستلزمه من لبا�س وزينة حملية‪.‬‬
‫الو�سائل ‪:‬‬
‫•الو�سيلة املعتمدة هي املالحظة حيث ت�ساعد املتعلم على جتميع املعطيات من املحيط عن طريق مالحظة‬
‫الظواهر واحلاالت وغريها‬
‫التقومي‪:‬‬
‫•من بني الرق�صات التي تقام مبنطقتك‪ ،‬اخرت واحدة منها وكون فريقا من التالميذ لأدائها مب�ؤ�س�ستك‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪135‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫املو�ضوع الثالث‪� :‬أكت�شف �أعالم اجلهة‬
‫و�ضعية االنطالق‪:‬‬
‫•تزخر مدينتك ب�أدباء وم�ؤرخني ومفكرين وعلماء تركوا �أعماال جليلة‪ ،‬كان لها الأثر البليغ على حياة النا�س‪،‬‬
‫ابحث عن بع�ض هذه الأعالم مع �إبراز �أعمالهم‪ ،‬و�أثرها على احلياة االجتماعية‪.‬‬
‫حمتويات التعلم‪:‬‬
‫•حممد بنا�صر الدرعي م�ؤ�س�س الزاوية النا�صرية بتمكروت (زاكورة)‪.‬‬
‫•حممد املختار ال�سو�سي �أحد �أقطاب الأدب والثقافة يف املنطقة‪.‬‬
‫•ال�شاعر الطاهر االفراين‪.‬‬
‫•ال�شاعر والروائي حممد خري الدين‪.‬‬
‫•ال�شاعر ال�شعبي احلاج بلعيد‪.‬‬
‫•الفقيه واملقاوم عمر املتوكل ال�ساحلي‪.‬‬
‫•العالمة �سيدي احلاج احلبيب (تنالت)‪.‬‬
‫•�إلخ‬
‫الطريقة ‪:‬‬
‫•التعلم عن طريق البحث امليداين وا�ستثمار الوثائق وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد م�صادر املعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين جمموعات عمل‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد حماور جمع املعطيات‪.‬‬
‫‪� -‬إجراء البحث ميدانيا‪.‬‬
‫‪ -‬ا�ستخال�ص النتائج‪.‬‬
‫الو�سائل ‪:‬‬
‫•اال�ستق�صاء امليداين‬
‫•�إعداد �أدوات ب�سيطة لال�ستق�صاء وجمع املعلومات مثل اال�ستمارات و�أ�سئلة املقابلة وغريها‪ ،‬حيث يتعود‬
‫التالميذ على االت�صال مب�صادر املعلومات مبا�شرة ‪.‬‬
‫و�ضعية التقومي‬
‫•يعد التلميذ الئحة با�سم الأعالم التي خربها‪ ،‬مع ذكر �أبرز منجزاتهم وذكر �أماكن تواجدهم‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪136‬‬
‫املو�ضوع الرابع ‪� :‬أتعرف �أ�شكال التعبري الفني يف الرتاث الأمازيغي‬

‫و�ضعية االنطالق‪:‬‬
‫•تزخر منطقتك ب�أ�شكال تعبريية فنية (رق�صات �أهازيج)‪� ،‬أذكرها مع حتديد مميزاتها‪.‬‬
‫•حمتويات التعلم‪:‬‬
‫•تعلم وحفظ �أنا�شيد وق�صائد �شعرية باللغة الأمازيغية – �أحوا�ش‪� -‬أكوال‪� -‬أقالل – الرواي�س‪ -‬الركبة‪-‬‬
‫الرق�صة الهوارية‪� -‬إمع�شارن‪،‬‬
‫الطريقة‪:‬‬
‫•التعلم باملحاكاة والتماثل‪:‬‬
‫ي�ساعد هذا الأ�سلوب على متثيل و�ضعيات �أو حاالت ومتكني املتعلمني من �إدراك متغرياتها عن طريق التماثل‬
‫واملحاكاة‪ ،‬ويعتمد هذا الأ�سلوب تقنيات �أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬حماكاة الأدوار عن طريق ت�شخي�ص و�ضعية متاثل تلك التي توجد يف الواقع‪ :‬حفالت �أعرا�س وما ت�ستلزمه‬
‫من لبا�س وزينة حملية‪.‬‬
‫الو�سائل ‪:‬‬
‫•الو�سيلة املعتمدة هي املالحظة حيث ت�ساعد املتعلم على جتميع املعطيات من املحيط عن طريق مالحظة‬
‫الظواهر واحلاالت وغريها‪.‬‬
‫•التقومي‪ :‬من بني الرق�صات التي تقام مبنطقتك‪ ،‬اخرت واحدة منها وكون فريقا من التالميذ لأدائها‬
‫مب�ؤ�س�ستك‪.‬‬
‫و�ضعية التقومي‪:‬‬
‫•تكوين فرقة (�أحوا�ش) مكونة من تالميذ وتلميذات الق�سم بكامل زينتهم وتقدمي لوحة فلكلورية مرتبطة‬
‫‪1‬‬
‫باملنطقة وتقومي �أداءات املتعلمني من خاللها‪.‬‬

‫‪� - 1‬أجنزت هذه اجلذاذات من طرف الفرق الرتبوية التابعة للأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين‪،‬‬
‫ب�إ�شراف مديرية املناهج وبت�أطري من طرف ال�سادة الأ�ساتذة‪ :‬عبد اللطيف الفاربي‪ ،‬وعبد الرحمان فرياطي‬
‫وحل�سن مادي‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪137‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫مقرتحات من �أجل امل�ساهمة‬
‫يف الإ�صالح الرتبوي املرتقب يف �إطار اجلهوية املو�سعة‬

‫‪ - 1‬املداخل الأ�سا�س لهذه املقرتحات‬


‫لن �أدعي �أنني �س�أقدم منظورا �شامال ومتكامال لإ�صالح املنظومة التعليمية‪ ،‬التي‬
‫عرفت منذ �أكرث من خم�سني �سنة جمموعة من املحاوالت لتجاوز خمتلف االختالالت التي‬
‫تعاين منها‪ ،‬بل جمموعة من املقرتحات التي ميكن �أن ت�ساهم �إىل جانب �إ�سهامات �أخرى‬
‫يف بلورة ت�صور متكامل لهذا الإ�صالح‪.‬‬
‫فعملية الإ�صالح‪ ،‬كما يعرف اجلميع‪ ،‬لي�ست م�س�ألة ب�سيطة‪ ،‬ميكن اختزالها يف بع�ض‬
‫املقرتحات غالبا ما ت�صاغ على �شكل مطالب ف�ضفا�ضة �أو �شعارات رنانة �صعبة التنفيذ‪،‬‬
‫لكنها كذلك لي�ست مب�ستحيلة‪ ،‬بل ممكنة كلما كانت املنطلقات وا�ضحة‪ .‬ونعني هنا‬
‫باملنطلقات‪:‬‬
‫‪ -‬و�ضوح الغايات املتوخاة من الإ�صالح؛‬
‫‪ -‬حتديد النتائج املنتظرة من تفعيل هذه الغايات؛‬
‫‪ -‬توزيع امل�س�ؤوليات؛‬
‫‪ -‬توفريالإمكانات املادية والب�شرية ال�ضرورية؛‬
‫‪ -‬ا�ستح�ضار �آليات التتبع والتقومي يف خمتلف مراحل التنفيذ‪.‬‬
‫فالر�ؤية الوا�ضحة املرتجمة يف غايات وا�ضحة و�أهداف وا�ضحة قابلة للتنفيد‪،‬‬
‫وغري قابلة للت�أويل مع التحديد الوا�ضح ملقت�ضيات التفعيل‪ ،‬هي الكفيلة ب�ضمان �إ�صالح‬
‫فعال ملنظومة الرتبية والتكوين ببالدنا على املدى القريب واملتو�سط والبعيد يف �سياق‬
‫اجلهوية املو�سعة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪138‬‬
‫ولتجاوز احلالة الراهنة املت�سمة باحلرية والبطء و�ضعف مردودية منظومتنا التعليمية‬
‫يف �أفق جعل املدر�سة حمركا للتنمية الب�شرية امل�ستدامة‪ ،‬قادرة على رفع حتديات الألفية‬
‫الثالثة املت�سمة بالتناف�سية القوية والتحكم يف التكنولوجيات احلديثة لالت�صال وباجلودة‬
‫يف املردودية وبتكاف�ؤ الفر�ص بني جميع املغاربة ذكورا و�إناثا‪ ،‬يف احلوا�ضر والقرى كيفما‬
‫كانت انتماءاتهم االجتماعية‪ ،‬فالأمر يقت�ضي من الناحية العملية‪ ،‬اعتماد املداخل‬
‫الأ�سا�سية التالية‪:‬‬
‫‪� -‬أوال‪ :‬الإميان ب�أن الإ�صالح ممكن ولي�س �شيئا م�ستحيال‪ .‬وهذا يقت�ضي التوا�صل‬
‫ال�شفاف مع خمتلف �شرائح املجتمع من �أجل الوعي ب�أبعاد التغيريات التي ميكن �أن ترتتب‬
‫عن خمتلف الإجراءات املقرتحة؛‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬ا�ستح�ضار التق�سيم اجلهوي يف الإ�صالح املرتقب‪ ،‬باعتباره معطى جديدا‬
‫يف تدبري ال�ش�أن اجلهوي واملحلي‪ ،‬متا�شيا مع خطب جاللة امللك وم�ضمون د�ستور ‪.2011‬‬
‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬فاجلهوية لي�ست �إجراء تقنيا يج�سد على الأوراق بل واقعا جديدا يعا�ش‬
‫يوميا على خمتلف الأ�صعدة‪� .‬إنها ثقافة جديدة يف التدبري والت�سيري اليومي لل�ش�أن اجلهوي‬
‫واملحلي وبالتايل ال ميكن ا�ستثناء منظومة الرتبية والتكوين عن تفعيل ور�ش اجلهوية؛‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬اال�ستثمار اجليد للجوانب الناجحة يف الإ�صالحات التي عرفها املغرب �إىل‬
‫حد الآن ( ‪)2014‬؛‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬ا�ستح�ضار خال�صات تقرير ‪� 50‬سنة من التنمية الب�شرية باملغرب (‪،)2005‬‬
‫وخال�صات تقرير املجل�س الأعلى للتعليم (‪ ،)2008‬وم�ضامني امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫(‪ ،)1999‬واملخطط اال�ستعجايل (‪ ،)2009‬وخطاب جاللة امللك مبنا�سبة ثورة امللك وال�شعب‬
‫( ‪ 20‬غ�شت ‪ ،)2013‬كوثائق مرجعية �أ�سا�سية لإ�صالح منظومة الرتبية والتكوين ببالدنا؛‬
‫‪ -‬خام�سا‪ :‬نقل خمتلف ال�سلط الرتبوية املتمركزة يف وزارة الرتبية الوطنية �إىل‬
‫امل�ؤ�س�سات الرتبوية اجلهوية ( الأكادمييات‪ ،‬النيابات‪ ،‬امل�ؤ�س�سات التعليمية‪ )...،‬وفق ما‬
‫يقت�ضيه تفعيل مبد�إ اجلهوية املو�سعة؛‬
‫‪� -‬ساد�سا‪ :‬التحديد الدقيق للمهام اجلديدة لوزارة الرتبية الوطنية يف �إطار‬
‫التنزيل اجلديد للد�ستور خا�صة فيما ت�ضمنه من ت�صور للجهوية وما تقت�ضيه الالمركزية‬
‫والالمتركز؛‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪139‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪� -‬سابعا‪ :‬اجلر�أة يف بلورة اخلطة الإ�صالحية انطالقا من التحديد الدقيق‬
‫للمنتظرات من املدر�سة املغربية؛‬
‫‪ -‬ثامنا‪ :‬الأ�صالة يف اقرتاح احللول املمكنة لتجاوز الو�ضعية احلالية للمدر�سة‬
‫املغربية واالبتعاد عن اجرتار مقرتحات تكرر تداولها يف �إ�صالحات �سابقة؛‬
‫‪ -‬تا�سعا‪ :‬حتديد وتوفري الإمكانات املادية والب�شرية الكفيلة بتنفيذ الإ�صالح؛‬
‫‪ -‬عا�شرا‪ :‬التحديد الدقيق للم�س�ؤوليات يف تنفيذ بنود الإ�صالح حتى يت�سنى معرفة‬
‫«من �سيقوم مباذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وب�أي و�سيلة؟»‪ .‬وذلك تفاديا للبطء واالرجتال وتطبيقا‬
‫ملبد�إ الفعالية واملحا�سبة؛‬
‫‪ -‬حادى ع�شر‪ :‬االلتزام بتطبيق الإ�صالح برمته يف مدة زمنية حمددة باعتباره‬
‫م�شروعا متكامال يتغيا تطوير املدر�سة املغربية بعيدا عن �أ�سلوب االنتقائية واعتماد احللول‬
‫ال�سهلة‪.‬‬
‫‪ - 2‬املقرتحات البديلة‬
‫اليجب �أن يفهم �أننا نقدم هذه البدائل يف معزل عن املداخل ال�سالفة الذكر‪ ،‬بل هي‬
‫امتداد لها ويف نف�س الوقت خال�صة ملا جاء يف هذه الدرا�سة من معطيات‪ .‬وقد اعتمدنا يف‬
‫و�ضعها مبد�أين �أ�سا�سني هما‪ :‬الواقعية والفعالية‪.‬‬
‫ ‪-‬فيما يخ�ص مبد�أ الواقعية ف�إننا نتوخى من ورائه ا�ستح�ضار الأمور القابلة للتنفيذ‪،‬‬
‫وكذا الإمكانات املادية املتوفرة‪ ،‬وبالتايل االبتعاد عن العموميات وال�صيغ الف�ضفا�ضة‪.‬‬
‫ ‪-‬وبالن�سبة ملبد�إ الفعالية فالهدف من اعتماده هو الرفع من املردودية ومعاجلة‬
‫الق�ضايا اجلوهرية بنوع من النجاعة‪.‬‬
‫هذه املقرتحات ميكن �إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد ر�ؤية �إ�صالحية وا�ضحة منبثقة عن ت�شخي�ص واقعي وحقيقي لو�ضعية‬
‫املنظومة التعليمية ببالدنا بروح وطنية وم�س�ؤولية‪ ،‬بعيدا عن لغة الرت�ضيات‪ ،‬لغة جريئة‬
‫ت�سمي الأمور مب�سمياتها بعيدة عن الت�أويل واملغالطات‪ .‬ت�شخي�ص حقيقي ت�شاركي ينبع‬
‫من القاعدة وي�ساهم فيه كل الفاعلني الرتبويني واملنتخبني وكل الفرقاء االجتماعيني‬
‫وكل من تهمه م�صلحة الوطن مما ي�سمح بتحديد الأولويات ح�سب الإمكانات املادية‬
‫والب�شرية املتوفرة‪.‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪140‬‬
‫‪ -‬متتيع الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين وامل�ؤ�س�سات التابعة لها مبختلف‬
‫ال�سلط الرتبوية والإدارية على م�ستوى اجلهة وفق ما جاء يف امليثاق الوطني للرتبية‬
‫والتكوين وكذا وفق ما ين�ص عليه د�ستور‪2011‬؛‬
‫‪ -‬و�ضع �إطار �شراكة ينظم العالقة على م�ستوى اجلهة‪ ،‬بني امل�ؤ�س�سات التعليمية‬
‫وامل�ؤ�س�سات اجلهوية واملحلية املنتخبة‪ ،‬ق�صد �إ�شراك هذه امل�ؤ�س�سات يف متويل وتدبري‬
‫وت�سيري ومراقبة م�شاريع تربوية م�شرتكة؛‬
‫‪ -‬ت�شجيع املقاوالت اجلهوية واملحلية على االنفتاح على امل�ؤ�س�سات التعليمية‪،‬‬
‫وامل�ساهمة الفعلية‪ ،‬يف �إطار ت�شاركي‪ ،‬يف الرفع من جودة اخلدمات التي تقدمها هذه‬
‫امل�ؤ�س�سات وذلك عرب م�شاريع وظيفية ذاث �آثار وا�ضحة على مردودية املتعلمني والأ�ساتذة‬
‫والطاقم الإداري؛‬
‫‪ -‬تفعيل �أدوارالهيئات املنتخبة داخل امل�ؤ�س�سات التعليمية وذلك باحرتام جتديدها‬
‫امل�ستمر وباعتماد الكفاية يف اختيار �أع�ضائها ويف قدرتها التدبريية؛‬
‫‪ -‬العناية باملوارد الب�شرية وذلك ب�ضمان جودة التكوين الأ�سا�سي والت�شجيع‬
‫والتحفيز على التكوين امل�ستمر‪ ،‬الذي يعترب من �أهم الرافعات التي تعتمد عليها الرتبية‬
‫من �أجل حت�سني �أداء املدر�سني واملكونني وامل�شرفني الرتبويني و �أطر الإدارة الرتبوية‬
‫والأطر امل�س�ؤولة بكل من الإدارة املركزية و الإدارة اخلارجية‪ ،‬وذلك باعتماد �إطار مرجعي‬
‫للكفايات انطالقا من الوظائف التي ت�شغلها كل فئة مهنية‪.‬‬
‫‪ -‬ت�شجيع املبادرة الفردية واجلماعية وخمتلف �أنواع الإبداع واالبتكار داخل‬
‫امل�ؤ�س�سات التعليمية؛‬
‫‪ -‬تطوير قنوات التوا�صل داخل امل�ؤ�س�سات التعليمية مما ي�سمح لأطر الإدارة الرتبوية‪،‬‬
‫واملدر�سني‪ ،‬واملتعلمني‪ ،‬على حد �سواء بامل�ساهمة الفعلية يف تطوير هذه امل�ؤ�س�سات وذلك‬
‫بتقا�سم وا�ضح للم�س�ؤوليات‪.‬‬
‫‪ -‬التجديد يف الت�سيري الإداري الرتبوي وفق معايري دقيقة حترتم الكفاية املهنية‬
‫واملدة الزمنية للقيام مبهام الإدارة الرتبوية؛‬
‫‪� -‬إيالء اللغة العربية املكانة الالئقة بها باعتبارها لغة التدري�س يف جميع مراحل‬
‫املنظومة التعليمية؛‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪141‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -‬توفري ال�شروط ال�ضرورية التي ت�سمح بالتعميم ال�سريع للغة الأمازيغية يف جميع‬
‫مراحل املنظومة التعليمية؛‬
‫‪ -‬التدري�س املعقلن للغات احلية باعتبارها لغات االنفتاح على العامل والتوا�صل‬
‫معه؛‬
‫‪ -‬انفتاح املدر�سة املغربية على املحيط وفق ماجاء يف امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫وذلك ب�إدماج اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية يف ال�شان الرتبوي؛‬
‫‪ -‬حل �إ�شكالية مواءمة املنهاج (واملدر�سة عموما) واندماجه مع حميطه وفق ما جاء‬
‫يف امليثاق الوطني للرتبية والتكوين الذي جعل املنهاج يتكون من جزئني متكاملني ‪ 70%‬منه‬
‫خا�ص بالتعلمات امل�شرتكة بني املتعلمني �أينما كانوا و‪ 30%‬خا�ص ب�أن�شطة ذات خ�صو�صيات‬
‫جهوية وحملية مما ي�سمح باندماج املدر�سة يف حميطها و�إعطاء معنى للتعلمات لدى‬
‫املتعلمني؛‬
‫‪� -‬إعادة النظر يف املناهج والربامج الدرا�سية وجعل الغاية منهما هو بناء مواطن‬
‫معتز بانتمائه �إىل وطنه وح�ضارته‪ ،‬حمافظا على كرامته‪ ،‬مت�شبثا بقيمه الدينية ال�سمحة‪،‬‬
‫منفتحا على الآخرين‪ ،‬بعيدا عن التع�صب وعن التطرف‪ ،‬مت�شبعا بروح احلوار‪ ،‬ومتميزا‬
‫بالقدرة على املبادرة واالنخراط يف جمتمع املعرفة؛‬
‫‪ -‬و�ضع برامج حمكمة لتعليم الكبار وحماربة الأمية‪ ،‬مبختلف �أ�شكالها‪ ،‬تهدف �إىل‬
‫توعية املواطن بحقوقه وواجباته جاعلة منه مواطنا وفاعال اجتماعيا؛‬
‫‪ -‬اال�شتغال على حماربة �أ�سباب الف�شل و الهدر املدر�سيني وم�شكل االكت�ضا�ض الذي‬
‫ي�ؤدي يف غالب الأحيان �إىل �ضعف جودة التعلمات ومردودية املدر�سة ب�شكل عام؛‬
‫‪ -‬و�ضع �آليات قادرة على �ضمان احلكامة اجليدة للو�صول �إىل تطبيق مبد�أي‬
‫امل�س�ؤولية واملحا�سبة‪ .‬ذلك �أنه ال ميكن احلديث عن جناح �أي قطاع كيفما كان �إذا مل‬
‫يت�صف بال�شفافية واملحا�سبة؛‬
‫‪ -‬متكني املتعلم مبختلف مراحل التعليم من اللغات احلية خا�صة الفرن�سية‬
‫والأجنليزية والإ�سبانية‪ ،‬مما ي�ضمن له االنفتاح على حميطه وعلى العامل وي�ؤهله لولوج‬
‫التعليم العايل الذي يتطلب فيه البحث التحكم اجليد يف عدة لغات �إىل جانب اللغة‬
‫العربية؛‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪142‬‬
‫‪ -‬تكاف�ؤ الفر�ص �أمام املنهاج الدرا�سي وذلك ب�ضرورة �ضمان جودة منتوج املدر�سة‬
‫العمومية والرفع من تناف�سيتها وحماربة كل ال�شوائب التي حتد من فعاليتها �أمام التعليم‬
‫اخل�صو�صي مع التحكم يف الزمن املدر�سي ال�ضروري لتطبيق الربنامج الدرا�سي تفاديا‬
‫ل�ضياع الوقت واجلهد لدى املدر�سني واملتعلمني على حد �سواء؛‬
‫‪ -‬توطيد العالقة بني الأ�سرة واملدر�سة‪ ،‬بتفعيل دور الأ�سرة داخل امل�ؤ�س�سات التعليمية‬
‫من خالل �إ�شراكها الفعلي‪ ،‬خا�صة عرب جمعيات �أمهات و�آباء و�أولياء التالميذ يف الأن�شطة‬
‫والربامج وكل ما يهم ال�سري العادي للم�ؤ�س�سة التعليمية؛‬
‫‪ -‬و�ضع �آليات التوا�صل والت�شاورالدائم مع النقابات‪ ،‬باعتبارها �شريك‪ ،‬ق�صد‬
‫امل�ساهمة يف �إيجاد احللول لق�ضايا معرقلة لل�سريالعادي للتعليم؛‬
‫‪ -‬االنفتاح على اجلماعات املحلية واجلهوية ق�صد امل�ساهمة يف تدبري ال�ش�أن الرتبوي‬
‫جهويا وحمليا وفق مقت�ضيات اجلهوية املو�سعة؛‬
‫‪ -‬االنفتاح على املجتمع املدين الفاعل يف املجاالت الرتبوية والثقافية والفنية‬
‫واالجتماعية والريا�ضية وغريها‪ ،‬ق�صد امل�ساهمة يف الأن�شطة داخل املدر�سة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪143‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫خامتة‬

‫انطالقا مما �سبق‪ ،‬نخل�ص �إىل �أن نظام التعليم املغربي‪ ،‬يف املرحلة الراهنة يتطلب‬
‫�إ�صالحات جذرية وقرارات جريئة‪ .‬ميكن �أن تكون هذه القرارات يف بع�ض الأحيان م�ؤملة‬
‫وغري مقبولة من طرف البع�ض‪ ،‬ولكنها �ضرورية لإنقاد البالد من خمتلف املخاطر التي‬
‫ميكن �أن تهدده �سواء على امل�ستوى القريب �أواملتو�سط �أو البعيد‪� .‬إن ق�ضية �إ�صالح التعليم‬
‫يف مغرب اليوم �أ�ضحت م�ستعجلة وغري قابلة للت�أخري نظرا لعوامل ذكرنا البع�ض منها‬
‫�سابقا‪ .‬وتتجلى بالأ�سا�س يف االرتفاع املتزايد لعدد العاطلني احلاملني لل�شواهد اجلامعية‬
‫و�ضعف القدرة على املبادرة و�ضعف االنفتاح على املحيط و�إيالء الأهمية للمحتويات‬
‫بدل الكفايات‪.‬‬
‫ويف هذا ال�سياق ف�إن ال�س�ؤال البديهي الذي يجب �أن نبد�أ بطرحه ‪ -‬يف نظرنا ‪ -‬هو‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي انتظارات املجتمع املغربي من منظومة الرتبية والتكوين ‪ :‬اليوم وغذا‬
‫وبعد غذ؟‬
‫هذا ال�س�ؤال العام يقودنا �إىل �س�ؤال �آخر �أقل عمومية ميكن �صياغته على‬
‫النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬ماذا نريد �أن يكت�سبه املتعلمون يف خمتلف م�ستويات تعليمنا متا�شيا مع م�ضامني‬
‫امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ومع امل�ستجدات التي يعرفها العامل حاليا؟‬
‫فباعتماد خرباء مت�شبعني بالروح الوطنية‪ ،‬لهم معرفة �شاملة مبختلف الإ�صالحات‬
‫التي عرفتها املنظومة التعليمية خالل العقود املا�ضية ولهم القدرة العلمية الكافية على‬
‫ا�ست�شراف رهانات امل�ستقبل وتطلعاته ولهم كذلك الكفاية الالزمة على تفكيك الأزمات‬
‫التي تعي�شها املنظومة التعليمية احلالية وكما لهم القدرة االقرتاحية الالزمة حللول‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪145‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫مو�ضوعية ق�صد جتاوزاالختالالت املعقدة التي تعاين منها منظومة الرتبية والتكوين‪،‬‬
‫بعيدين – كما قال جاللة امللك يف خطاب ‪ 20‬غ�شت ‪ - 2013‬عن املزايدات ال�سيا�سية التي‬
‫ت�ؤدي غالبا �إىل التطاحن بني خمتلف الأحزاب والنقابات على ح�ساب م�صلحة املتعلم التي‬
‫هي م�صلحة الوطن‪ ،‬ميكن‪ ،‬له�ؤالء‪ ،‬و�ضع ت�صور جديد لإ�صالح هذه املنظومة‪.‬‬
‫�إن املغرب يف حاجة �إىل حتديد وظائف جديدة للمدر�سة العمومية جتعل من روح‬
‫الد�ستور اجلديد‪ ،‬القائم على مبادئ احلكامة اجليدة وحقوق الإن�سان والت�شبث بالقيم‬
‫الدينية ال�سمحة وباالعتزاز باحل�ضارة املغربية الأ�صيلة مبختلف مكوناتها وباالنفتاح على‬
‫العامل‪ ،‬مدخال �أ�سا�سيا لإقرار مدر�سة ي�سعد فيها املتعلمون وي�شعرون فيها بانخراطهم يف‬
‫بناء م�ستقبلهم و تقوية وطنهم ودعمهم لل�سالم العاملي وم�شاركتهم يف التنمية الب�شرية‬
‫امل�ستدامة بوا�سطة تربية حديثة علمية وعملية تتجاوز �سلبيات املا�ضي‪ .‬وبالتايل فالبد‬
‫من امل�ؤ�س�سة الرتبوية �أن يكون لها يد يف �صناعة اجليل اجلديد من املواطنني املت�شبعني‬
‫بالدميقراطية �سلوكا و�أفكارا وقيما وبروح الت�سامح وقبول الآخر‪ ،‬مما يحتم �إعادة النظر‬
‫يف �صياغة املناهج والربامج ب�شكل جديد وجدري مب�ضامني متجددة وبطرق جديدة تتيح‬
‫مكانة �أكرب لالختيار �سواء تعلق الأمر باملتعلم �أو باملدر�س �أو مبختلف الفاعلني الرتبويني‬
‫واالجتماعيني وذلك يف �أفق جت�سيد اجلهوية املو�سعة‪.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪146‬‬
‫املراجع‬

‫‪� -‬أحمد ام�شكح‪ ،‬كيف �ساهم و�ضع الأكادمييات اجلهوية يف تردي املدر�سة املغربية‪،‬‬
‫جريدة امل�ساء‪ ،‬العدد ‪� 2247‬سنة ‪.2013‬‬
‫‪� -‬أحمد املهدي عبد احلليم‪�،‬أ�شتات جمتمعات يف الرتبية والتنمية‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪� -‬إبراهيم يو�سف العبداهلل الإ�صالحات الرتبوية ملواجهة متطلبات الع�صر وحتديات‬
‫امل�ستقبل‪� ، 2004 ،‬شركة املطبوعات للتوزيع والن�شر القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬املكي املروين‪ ،‬الإ�صالح التعليمي باملغرب‪ ،‬من�شورات جامعة حممد اخلام�س‪ ،‬كلية‬
‫الآداب والعلوم الإن�سانية الرباط‪� ،‬سنة ‪.1994‬‬
‫‪ -‬اململكة املغربية‪ ،‬التقرير ال�سنوي الأول للمجل�س الأعلى للتعليم‪� ،‬سنة ‪2008‬‬
‫‪ -‬الر�سالة امللكية التي وجهها جاللته حممدال�ساد�س �إىل امل�شاركني‪ ،‬يف ندوة «مغربية‬
‫ال�صحراء يف الرتاث التاريخي والأدبي» املنظمة بتطوان ما بني ‪ 20‬و ‪� 22‬أبريل ‪.2001‬‬
‫‪ -‬اخلطاب امللكي ال�سامي مبنا�سبة الذكرى ‪ 33‬للم�سرية اخل�ضراء نونرب ‪. 2008‬‬
‫‪ -‬اخلطاب امللكي ال�سامي الذي �ألقاه جاللة امللك حممد ال�ساد�س مبنا�سبة تن�صيب‬
‫اللجنة اال�ست�شارية للجهوية يوم الأحد ‪ 3‬يناير ‪.2010‬‬
‫‪ -‬اخلطاب امللكي ال�سامي حول اجلهوية املو�سعة‪ ،‬و�إعالن جاللته عن تكوين جلنة‬
‫خا�صة ملراجعة الد�ستور‪ ،‬يوم الأربعاء ‪ 9‬مار�س ‪. 2011‬‬
‫‪ -‬املو�سوعة احلرة «ويكيبيديا»‪.‬‬
‫‪ -‬اململكة املغربية‪ ،‬اللجنة اخلا�صة بالرتبية والتكوين‪ ،‬امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‪،‬‬
‫�سنة ‪.1999‬‬
‫‪ -‬التقرير الأول للمجل�س الأعلى للتعليم حول حالة املنظومة الوطنية للرتبية والتكوين‬
‫و�آفاقها ال�صادر �سنة ‪.2008‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 07.00‬املتعلق ب�إحداث الأكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين‪ ،‬ال�صادر‬
‫باجلريدة الر�سمية‪ ،‬عدد ‪ ،4798‬بتاريخ ‪ 25‬ماي ‪.2000‬‬
‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪147‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -‬احل�سني عماري‪« ،‬البحـث يف تاريخ اجلهــة‪ :‬ت�سا�ؤالت ومالحظات منهجية‪ ».‬مقال‬
‫من�شوريف موقع �أنفا�س نت‬
‫‪ -‬جابر عبد احلميد جابر و�أحمد خريي كا�ضم �أ�سا�سيات املناهج‪ .‬دار النه�ضة العربية‪.‬‬
‫القاهرة‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬دليل بيداغوجيا الإدماج ال�صادر عن املركز الوطني للتجديد‬
‫الرتبوي والتجريب‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬وزارة الرتبية الوطنية والتعليم العايل وتكوين الأطر والبحث العلمي‪ ،‬قطاع الرتبية‬
‫الوطنية‪ ،‬مديرية ال�ش�ؤون القانونية واملنازعات‪ ،‬جتربة الالمركزية والالمتركز‬
‫بقطاع الرتبية الوطنية‪ ،‬ماي ‪. 2007‬‬
‫‪ -‬حميد �أبوال�س ‪ ،‬مقاربة ت�صورية لتوزيع االخت�صا�صات مابني الدولة واجلهات يف‬
‫ظل اجلهوية املو�سعة املزمع تطبيقها‪ ،‬عدد خا�ص من جملة «طنجي�س» حول اجلهوية‬
‫املتقدمة باملغرب‪ .‬كلية العلوم القانونية واالقت�صادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬التابعة‬
‫جلامعة عبد املالك ال�سعدي‪.‬‬
‫‪ -‬ح�سن �أورا�ش‪ ،‬اجلهوية املتقدمة يف الد�ستور اجلديد‪ :‬ماذا لو قارنا مع الد�ستور‬
‫احلايل‪ ،‬موقع ه�سربي�س‪ 25 ،‬يناير ‪.2011‬‬
‫‪ -‬ح�سني عبد احلافظ‪ ،‬املناهج الدرا�سية‪ :‬ر�ؤى وجتارب عاملية‪ ،‬جملة املعرفة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،204‬عدد مار�س ‪.2012‬‬
‫‪ -‬مادي حل�سن‪ ،‬تكوين املدر�سني ‪ :‬نحو بدائل لتطوير الكفايات‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدار البي�ضاء‪.2001،‬‬
‫‪ -‬مادي حل�سن‪ ،‬ال�سيا�سة التعليمية باملغرب و رهانات امل�ستقبل‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدار البي�ضاء‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬مادي حل�سن ‪ ،‬املخطط اال�ستعجايل دعامة لتحقيق مدر�سة النجاح‪ ،‬جملة علوم‬
‫الرتبية‪ ،‬العدد الثاين والأربعون‪ ،‬يناير ‪.2010‬‬
‫‪ -‬مادي حل�سن‪ ،‬املناهج والربامج الرتبوية وفق اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية‪ ،‬مداخلة‬
‫يف املناظرة الثالثة ملركز الدرا�سات والأبحاث يف منظومة الرتبية والتكوين‪ ،‬املنعقدة‬
‫يومي ‪ 11‬و‪ 12‬ماي ‪ 2013‬بتزنيت يف مو�ضوع « �إ�صالح منظومة الرتبية والتكوين‪� :‬أية‬
‫جهوية تربوية يف ظل اجلهوية املتقدمة»‪.‬‬
‫‪ -‬حممد ال�سوايل‪ ،‬ال�سيا�سات الرتبوية‪ :‬الأ�س�س والتدبري‪ .‬ن�شر دار الأمان‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫�سنة ‪.2011‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪148‬‬
‫‪ -‬حممد عابد اجلابري‪ ،‬التعليم يف املغرب العربي‪ ،‬املركز الثقايف العربي‪،‬‬
‫�سنة ‪.1989‬‬
‫‪ -‬حممد اجلريي ‪ -‬مفت�ش تربوي‪ -‬نيابة تنغري‪ .‬املدر�سة العمومية املغربية والإ�صالح‬
‫امل�ؤجل �شترب ‪2013‬‬
‫‪ -‬مداخالت الأ�ساتذة يف ندوة « حول مبادرة اجلهوية املو�سعة» نظمتها كلية متعددة‬
‫التخ�ص�صات ب�سلوان‪ ،‬الناظور‪ ،‬نونرب ‪.2010‬‬
‫‪ -‬حممد بوبو�ش‪ ،‬امل�س�ألة اجلهوية من خالل اخلطابات امللكية‪ ،‬موقع اخلرب‪،‬‬
‫مار�س ‪.2010‬‬
‫‪ -‬من�شورات امللحقة الثقافية ال�سعودية يف �أمريكا «درا�سة حول نظام التعليم‬
‫يف �أمريكا»‪.‬‬
‫‪ -‬حممد ال�صديقي‪ ،‬املناظرة الثالثة ملركز الدرا�سات والأبحاث يف منظومة الرتبية‬
‫والتكوين‪ ،‬املنعقدة يومي ‪ 11‬و‪ 12‬ماي ‪ 2013‬بتزنيت يف مو�ضوع « �إ�صالح منظومة‬
‫الرتبية والتكوين‪� :‬أية جهوية تربوية يف ظل اجلهوية املتقدمة»‪.‬‬
‫‪ -‬حممد الدريج‪ ،‬تطوير املناهج الدرا�سية والتحوالت يف امل�شهد الرتبوي املعا�صر‪ ،‬موقع‬
‫«املدر�س» �أبريل ‪. 2013‬‬
‫‪ -‬عبد القادر بينة‪ ،‬نظام التعليم بالغرب‪ ،‬املطابع املغربية‪ ،‬الدار البي�ضاء‪،‬‬
‫�سنة ‪.1981‬‬
‫‪ -‬عبد الغفور العالم‪ ،‬من �أين �سنبد�أ �إ�صالح منظومة الرتبية والتكوين ؟‪ ،‬االحتاد‬
‫اال�شرتاكي‪ ،‬العدد ال�صادر يوم ‪.2013 - 09– 03‬‬
‫‪ -‬عمر عزميان‪ ،‬ر�سالة من�شورة يف موقع املجل�س الأعلى للتعليم ‪.www.cse.ma‬‬
‫‪ -‬عبد الإله واردي‪ ،‬اجلهوية باملغرب خما�ضها التاريخي‪ ،‬ودوافع �إحداثها مقال‬
‫من�شوريف موقع احلوار املتمدن‪.‬‬
‫‪ -‬عبد احلق �أبو الأنوار‪ ،‬موقع ‪www. Ayat1.com‬‬
‫‪ -‬تقرير «خم�سون �سنة من التنمية الب�شرية و�آفاق �سنة ‪ :» 2025‬امل�ستقبل ي�شيد والأف�ضل‬
‫ممكن‪ ،‬ملخ�ص تركيبي‪ ،‬ال�صادر �سنة ‪ 2005‬مبنا�سبة الذكرى اخلم�سينية ال�ستقالل‬
‫اململكة املغربية‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة ‪ -‬اليون�سكو‪ -‬يناير ‪.2014‬‬
‫‪ -‬تقرير �صادر عن املنتدى االقت�صادي العاملي (جنيف‪� -‬سوي�سرا) حول و�ضعية التعليم‬
‫بالعامل‪� .‬سنة ‪.2013‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪149‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪ -‬تقرير �صادر عن برنامج الأمم املتحدة للتنمية حول التنمية الب�شرية يف العامل‪.‬‬
‫�سنة ‪.2009‬‬
‫‪ -‬تقرير �صادر عن البنك الدويل عنوانه «�إ�صالح التعليم يف منطقة ال�شرق الأو�سط‬
‫و�شمال �إفريقيا»‪� ،‬سنة ‪.2008‬‬
‫‪ -‬خطاب جاللة امللك حممد ال�ساد�س يف ذكرى ‪ 20‬غ�شت ‪ 2013‬مبنا�سبة الذكرى‬
‫ال�ستني لثورة امللك وال�شعب‪.‬‬
‫‪ -‬خطاب جاللة امللك احل�سن الثاين بفا�س �أمام اجتماع املجل�س اال�ست�شاري اجلهوي‬
‫للمنطقة الو�سطى ال�شمالية �سنة ‪.1984‬‬
‫‪ -‬خطاب جاللة امللك احل�سن الثاين مبنا�سبة عيد العر�ش ل�سنة ‪.1996‬‬
‫‪ -‬خطاب املغفور له جاللة امللك احل�سن الثاين �سنة ‪1984‬بفا�س �أمام اجتماع املجل�س‬
‫اال�ست�شاري اجلهوي للمنطقة الو�سطى ال�شمالية‪.‬‬
‫‪� -‬سمري هالل ‪ ،‬اجلهوية املو�سعة تتويج مل�سار طويل نحو تكري�س الدميقراطية والتنمية‬
‫على امل�ستوى املحلي‪ ،‬جريدة ال�صحراء املغربية عدد يوم ‪2013 – 12 - 31‬‬
‫‪� -‬سامر �أبو القا�سم‪ ،‬قراءة يف خال�صات تقرير املجل�س الأعلى للتعليم ‪ ،2008‬موقع‬
‫احلوار املتمدن ن�شر ‪.2012‬‬
‫‪ -‬مت �إجناز هذه امل�شاريع والأعمال بدعم من منظمة اليوني�سيف‪ ،‬و�إ�شراف مديرية‬
‫املناهج‪ ،‬والأكادمييات امل�ساهمة‪ ،‬مع �إ�شراك متدخلني من قطاعات ال�صحة والثقافة‬
‫والفالحة والريا�ضة وغريها‪ ،‬وجمعيات من املجتمع املدين‪ ...‬وبت�أطري اخلبريين‪:‬‬
‫عبد اللطيف فاربي وحل�سن مادي‪.‬‬
‫‪- De Ketele, J.-M. L’approche par compétence : ses fondements. Bruxelles, 2006.‬‬
‫‪- Joseph Schwab، The Practicial : A Language for Curriculum “School review” N° 78‬‬
‫‪، :- ،‬‬
‫‪November 1969 PP 1 23 186‬‬ ‫ترجمة �أحمد املهدي عبد احلليم �ص‬
‫‪- Renald Legendre, Le Dictionnaire Actuel de l’Education, Montréal, Canada, 1983.‬‬
‫‪- Xavier Rogiers, une pédagogie de l’intégration. Compétences et intégration des acquis‬‬
‫‪dans l’enseignement, Bruxelles, Editions De Boeck, 2000.‬‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪150‬‬
‫الـفهــــر�س‬

‫‪3‬‬ ‫مقدمة عامة‬


‫‪7‬‬ ‫حالة املدر�سة املغربية‬
‫‪7‬‬ ‫‪� - 11‬إ�صالحات متتالية عديدة‬
‫‪10‬‬ ‫‪ - 22‬االختالالت‬
‫‪12‬‬ ‫‪ - 33‬تقارير وطنية ودولية حول و�ضعية التعليم باملغرب‬
‫‪20‬‬ ‫‪ - 44‬اخلال�صات‬
‫‪23‬‬ ‫اجلهوية املو�سعة املرتقبة باملغرب‪� :‬آفاق واعدة للتنمية‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -11‬مفهوم اجلهة‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -22‬اجلهوية باملغرب عرب التاريخ‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -33‬اجلهوية يف د�ستور ‪2011‬‬

‫‪37‬‬ ‫جتارب عاملية يف جمال جهوية الرتبية والتكوين‬


‫‪37‬‬ ‫‪ - 11‬جتربة الواليات املتحدة الأمريكية‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -22‬جتربة اجلمهورية الفيدرالية الأملانية‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -33‬جتربة كندا‬
‫‪44‬‬ ‫‪ - 44‬جتربة �أ�سرتاليا‬
‫‪47‬‬ ‫منظومة الرتبية والتكوين يف �أفق اجلهوية املو�سعة باملغرب‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -11‬املرجعيات الأ�سا�س‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -22‬منطلقات الت�أ�سي�س جلهوية الرتبية والتكوين باملغرب‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -33‬الأكادمييات‪ :‬ال�سلطة الرتبوية اجلهوية لتدبري ق�ضايا الرتبية والتكوين‬
‫‪62‬‬ ‫‪ -44‬امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ي�ؤ�س�س للجهوية الرتبوية‬
‫‪63‬‬ ‫‪ - 44-1‬الأ�سباب التي �أدت �إىل �إ�صالح ‪.1999‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪ - 44-2‬مكونات امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫‪65‬‬ ‫‪ - 44-3‬املرتكزات الثابتة التي ت�أ�س�س عليها امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫‪151‬‬ ‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪66‬‬ ‫‪ - 44-4‬الغايات الكربى للميثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫‪69‬‬ ‫املناهج والربامج التعليمية وفق اخل�صو�صيات اجلهوية واملحلية‬
‫‪69‬‬ ‫‪ -11‬مفهوما املنهاج والربنامج‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -22‬املناهج والربامج اجلهوية واملحلية ح�سب امليثاق الوطني للرتبية والتكوين‬
‫‪77‬‬ ‫‪ -33‬مفهوم املنهاج اجلهوي واملحلي‬
‫‪78‬‬ ‫‪ -44‬املراحل التي مر منها �إعداد املناهج اجلهوية واملحلية‬
‫‪81‬‬ ‫‪ -55‬الإ�شكالية التي توجه البحث يف املناهج اجلهوية واملحلية‬
‫‪ -66‬املنهجية املعتمدة يف �إعداد مرجعية الكفايات اخلا�صة‬
‫‪83‬‬ ‫باملناهج اجلهوية واملحلية‬
‫‪85‬‬ ‫‪ -77‬مرجعية الكفايات واملجاالت التي تغطيها‬
‫‪87‬‬ ‫‪� -88‬أجر�أة املناهج والربامج اجلهوية واملحلية‬
‫‪ -99‬اعتماد املقاربة بالكفايات‪ ‬وبيداغوجيا الإدماج‬
‫‪91‬‬ ‫لتفعيل الربامج اجلهوية واملحلية‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪� -110‬أن�شطة تعليمية ‪ -‬تعلمية ذات خ�صو�صيات جهوية‬
‫وحملية يف �ضوء املقاربة بالكفايات وبيداغوجيا الإدماج‬
‫مقرتحات من �أجل امل�ساهمة يف الإ�صالح الرتبوي‬
‫‪188‬‬ ‫املرتقب يف �إطار اجلهوية املو�سعة‬
‫‪145‬‬ ‫خامتة‬
‫‪147‬‬ ‫املراجع‬

‫منظومة الرتبية والتكوين باملغرب‬


‫يف �أفق اجلهوية املو�سعة‬
‫‪152‬‬

You might also like