You are on page 1of 84

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬدي –أم اﻟﺑواﻗﻲ‪-‬‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬


‫ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻋﻧوان اﻟﻣذﻛرة‬

‫اﻹﺻﻼح اﻹداري ودوره ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ‬


‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻣﺬﻛــﺮة ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﺷﻌﺒﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺨﺼﺺ ‪:‬‬

‫ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻘـﺎرﻧﺔ‬

‫إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذ‬ ‫ﻣن إﻋداد اﻟطﺎﻟــب‬


‫ﺳﺎﺣﻠﻲ ﻣﺑروك‬ ‫ﻧﺳﯾم اﻟواﻋر‬
‫ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﺻﻔﺔ‬ ‫اﻟرﺗﺑﺔ‬ ‫اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫اﻷﺳﺗﺎذ)ة(‬
‫رﺋﯾﺳﺎ‬ ‫دﻛﺗور‬ ‫أم اﻟﺑواﻗﻲ‬ ‫‪ -1‬ﺟﻐﻠول زﻏدود‬
‫ﻣﺷرﻓﺎ وﻣﻘر ار‬ ‫دﻛﺗور‬ ‫أم اﻟﺑواﻗﻲ‬ ‫‪ -2‬ﺳﺎﺣﻠﻲ ﻣﺑروك‬
‫ﻋﺿوا ﻣﻣﺗﺣﻧﺎ‬ ‫أﺳﺗﺎذة‬ ‫أم اﻟﺑواﻗﻲ‬ ‫‪ -3‬إﺑﺗﺳﺎم ﻗرﻗﺎح‬
‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪2016-2015 :‬‬
‫اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي ﺑﻌوﻧﻪ ﺗﺗم اﻟﺻﺎﻟﺣﺎت واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ رﺳوﻟﻪ اﻟﻛرﯾم ﺳﯾدﻧﺎ وﺣﺑﯾﺑﻧﺎ ﻣﺣﻣد‬
‫ﻋﻠﯾﻪ أزﻛﻰ اﻟﺻﻼة وأﻓﺿل اﻟﺗﺳﻠﯾم )ص( وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺣﺑﻪ أﺟﻣﻌﯾن أﻣﺎ ﺑﻌد‪:‬‬
‫أﻫدي ﺛﻣرة ﺟﻬدي اﻟﻰ اﻟواﻟد و اﻟواﻟدة‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﺷرﻛﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻋرش أﻣﻲ وأﺑﻲ إﻟﻰ اﻟذﯾن ﯾدﺧﻠون اﻟﻘﻠب ﺑﻼ اﺳﺗﺋذان إﻟﻰ إﺧوﺗﻲ وأﺧواﺗﻲ‬
‫إﻟﻰ رﻓﻘﺎء درﺑﻲ ‪.‬‬
‫ٕواﻟﻰ ﻛل ﻣن ﯾﻌرﻓﻧﻲ ﻣن ﻗرﯾب أو ﺑﻌﯾد ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح اﻹداري‬
‫واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪:‬اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻺﺻﻼح اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻷطر اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬


‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫آﻟﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬اﻷطر اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري ‪.‬‬


‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪:‬‬
‫واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬ظروف اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬


‫ﻛﻠﻣﺔ ﺷﻛر‬

‫ﺑﺳم اﻟﻠــﻪ اﻟرﺣﻣـن اﻟرﺣﯾم‬


‫اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي ﯾﺳر ﻟﻲ إﻧﺟﺎز ﻫذا اﻟﻌﻣل‪.‬‬

‫ﻻ ﯾﺳــﻌﻧﻲ اﻟﻣﻘــﺎم إﻻ أن أﻋﺑــر ﻋــن ﺷــﻛري و اﺣﺗ ارﻣــﻲ ﻟﻸﺳــﺗﺎذ‪ :‬ﻣﺑــروك‬


‫ﺳـﺎﺣﻠﻲ اﻟــذي ﻗﺑـل اﻹﺷـراف ﻋﻠـﻰ ﻫــذﻩ اﻟرﺳـﺎﻟﺔ ‪ ،‬و ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺟﻬـودات اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺑـ ـ ذﻟﻬﺎ ﻣ ــن أﺟﻠ ــﻲ ‪ ،‬و اﻟﻧﺻ ــﺎﺋﺢ و اﻟﺗوﺟﯾﻬ ــﺎت اﻟﻌظﯾﻣ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻛ ــﺎن ﯾﺿ ــﻌﻬﺎ‬
‫ﻧﺻــب أﻋﯾﻧــﻲ و ﻫــو ﯾﺗﺗﺑــﻊ ﻫــذا اﻟﺑﺣــث ﺑﻛــل اﻫﺗﻣــﺎم ‪ .‬وﻛــذﻟك أﻫــدي ﺷــﻛري‬
‫ﻷﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻷﺳـﺗﺎذ ‪ :‬ﺟﻐﻠـول زﻏـدود واﻷﺳـﺗﺎذة ‪ :‬إﺑﺗﺳـﺎم ﻗرﻗـﺎح‬
‫ﻹﺷراﻓﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻠﺨﺺ‬

‫اﻟﻣﻠﺧص‪:‬‬

‫ﻣــن ﺧــﻼل ﺑﺣﺛﻧــﺎ ﻟﻬــذﻩ اﻟﻣــذﻛرة اﻟﻌﻧوﻧــﺔ ﺑﺎﻹﺻــﻼح اﻻداري ودورﻩ ﻓــﻲ ﺗﺣﺳــﯾن اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر‬
‫وﻟﻼﺟﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻻﺷــﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾــﺔ ارﺗﺎﯾﻧــﺎ ﺗﻘﺳــﯾم اﻟد ارﺳــﺔ اﻟــﻰ ﺛﻼﺛــﺔ ﻓﺻــول وﻫــﻰ‪ :‬اﻟﻔﺻــل اﻻول‪ :‬ﺗــم اﻟﺗرﻛﯾــز‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻣﻔﻬـوم اﻻﺻـﻼح اﻻداري و اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟﻔﺻـل اﻟﺛـﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗـم ﺗﺧﺻﯾﺻـﻪ ﻟـذﻛر‬
‫آﻟﯾــﺔ اﻻﺻــﻼح اﻻداري ﻓــﻲ اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻔﺻــل اﻟﺛﺎﻟــث‪ :‬ﺣﺎوﻟﻧــﺎ ﻣــن ﺧﻼﻟــﻪ اﻟﺗطــرق ﻟواﻗــﻊ اﻻﺻــﻼح‬
‫اﻻداري ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺗﺷﺧﯾص اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ واﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ آﻟﯾـﺔ اﻹﺻـﻼح اﻹداري‬
‫واﻟﺗطــرق إﻟــﻰ ﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗطﺑﯾــق إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﻬﺎ وﻣ ارﺣــل ﺗﻧﻔﯾــذﯾﻬﺎ‪ ،‬وأﻫــم اﻷﺳــس اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﻋﻠﯾﻬــﺎ واﻟﺗﻌــرف ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻌﻘﺑ ــﺎت‪ ،‬واﻟﺗﺣ ــدﯾﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗواﺟ ــﻪ ﺗﻧﻔﯾ ــذﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﯾﺳ ــﻌﻰ ﻫ ــذا اﻟﻣوﺿ ــوع ﻟﻛﺷ ــف ﻋ ــن واﻗ ــﻊ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﻣــزري‪ ،‬واﻟﻔﺳــﺎد اﻟــذي أﺻــﺑﺢ ﻣــن أﻫــم اﻟﺻــﻔﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻣﯾــز ﺑﻬــﺎ‪ ،‬واﺳــﺗﻔﺣﺎل ﻣظــﺎﻫرﻩ ﻓــﻲ اﻟوﺳــط اﻹداري‬
‫واﻟﺗطــرق ﻟﻠﺟﻬــود اﻟﺗــﻲ ﻗﺎﻣــت ﺑﻬــﺎ اﻟدوﻟــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ ﻟﺗﺧﻠــﯾص إدارﺗﻬــﺎ ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة‪ ،‬وﻫــذا ﺑوﺿــﻊ ﺑ ـراﻣﺞ‬
‫وﺳﯾﺎﺳــﯾﺎت ﻟﻺﺻــﻼح اﻹداري ﻟﻣــﺎ ﻟﻬــذا اﻷﺧﯾــر ﻣــن دور ﻓــﻲ اﻟﺣــد ﻣــن اﻟﻔﺳــﺎد اﻹداري‪ ،‬وﺧطورﺗــﻪ وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻹدارة وﺗﺧﻠﯾﺻﻬﺎ ﻣن ﻋﺟزﻫـﺎ وﻓﺳـﺎدﻫﺎ وﻣـن ﺛـم اﻟرﻓـﻊ ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗوى أداﺋﻬـﺎ وﺗﻘـدﯾم أﻓﺿـل اﻟﺧـدﻣﺎت‬
‫ﻟﻣواطﻧﯾﻬﺎ‪،‬أﻣﺎ اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ ﻓﺗم اﻟﺗطرق اﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻟﺗوﺻﯾﺎت‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﺷـ ــﻬد اﻟﻘـ ــرن اﻟﺣـ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻧﻘﻠـ ــﺔ ﻧوﻋﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث اﻟﺗطـ ــور اﻟﻌﻠﻣـ ــﻲ واﻟﺛـ ــورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾـ ــﺔ ﺗﺣدﯾـ ــدا ‪ ،‬ﻫـ ــذا‬
‫ﻋﺑ ـ ــر اﻧﺗﺷ ـ ــﺎر ﺷـ ـ ــﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧ ـ ــت وﻓ ـ ــﻲ ظـ ـ ــل ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺗﺣ ـ ــوﻻت واﻟﺗﺣـ ـ ــدﯾﺎت اﻟﺟدﯾ ـ ــدة ‪ ،‬اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻓرﺿـ ـ ــﻬﺎ‬
‫اﻟﺗط ـ ـ ــور اﻟﺗﻛﻧوﻟ ـ ـ ــوﺟﻲ ﻟ ـ ـ ــدى اﻟ ـ ـ ــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺟ ـ ـ ــب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــدول اﻷﺧ ـ ـ ــرى ﻣﺟ ـ ـ ــﺎرات اﻟﺣ ـ ـ ــدث‬
‫وﻟﻌﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ وﺟـ ــدت اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﻧﻔﺳـ ــﻬﺎ ﻣﺟﺑ ـ ـرة ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻔﺎﻋـ ــل ﻣﻌـ ــﻪ ‪ .‬وﻣﻧـ ــﻪ وﺟـ ــب ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ إﻋـ ــﺎدة‬
‫اﻟﻧظ ــر ﻓ ــﻲ ﻧﻣ ــط إدارﺗﻬ ــﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾ ــدي‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ ﺿ ــوء ﻣ ــﺎ ﺣﻘﻘﺗ ــﻪ اﻟ ــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣ ــﺔ ﻣ ــن ﻧﺟ ــﺎح ﻓ ــﻲ ﺗﺳ ــﯾﯾر‬
‫إدارﺗﻬـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺎﻷﺧص ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺟـ ـ ــﺎل اﻟﺧدﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ــﺔ ‪ .‬ﻟﻛوﻧﻬـ ـ ــﺎ اﺳـ ـ ــﺗﺧدﻣت اﺣـ ـ ــدث اﻟﺗﻘﻧﯾـ ـ ــﺎت أو ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﻌـ ــرف ﺑـ ــﺎﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺳـ ــﺎﻋدت ﻓـ ــﻲ ﺗﻘرﯾـ ــب اﻻدارة ﻣـ ــن اﻟﻣ ـ ـواطن‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ اﺳـ ــﺗوﺟب‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﺣـ ــرك اﻟﺳ ـ ـرﯾﻊ ﻟﻣواﻛﺑـ ــﺔ ﻫـ ــذا اﻟﺗطـ ــور‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﻌﻲ ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﻟﺗﺣﺳـ ــﯾن‬
‫أداﺋﻬـ ــﺎ اﻻداري ‪ ،‬وﻫـ ــذا اﻟﻌﻣـ ــل ﻻﯾـ ــﺗم دﻓﻌـ ــﺔ واﺣـ ــدة ﺑـ ــل ﯾﺣﺗـ ــﺎج إﻟـ ــﻰ د ارﺳـ ــﺔ ووﻋـ ــﻲ وﺗﺧطـ ــﯾط وﻫـ ــذا‬
‫ﻋن طرﯾق ﻓﻌل اﻻﺻﻼح اﻻداري‬
‫‪ -‬طرح اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫إن ﻣوﺿـ ــوع اﻻﺻـ ــﻼح ﻫـ ــو اﻟﺳـ ــر اﻟـ ــذي ﻧﻔﺳـ ــر ﺑـ ــﻪ اﻻﻧﺗﻘـ ــﺎل اﻟﺣﺗﻣـ ــﻲ ﻣـ ــن زﻣـ ــن إﻟـ ــﻰ أﺧـ ــر ‪ ،‬وﻣـ ــن‬
‫وﺿـ ــﻊ إﻟـ ــﻰ أﺧـ ــر ‪ ،‬وﻟﻌﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾﻔﺳ ـ ـرﻩ ﺑوﺿـ ــوح اﻫﺗﻣـ ــﺎم دول اﻟﻌـ ــﺎﻟم اﻟﻧـ ــﺎﻣﻲ ‪ ،‬وﻣﻧﻬـ ــﺎ اﻟﺟ ازﺋـ ــر‬
‫ﺑﺿ ـ ـ ــرورة ﺗطﺑﯾﻘ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ــﺎﻷﺧص ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ـ ــﺎل اﻟﺧدﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــن ﻣﻧطﻠ ـ ـ ــق اﻻﺻ ـ ـ ــﻼح اﻻداري‬
‫ﻗﺻد ﺗﺣﺳﯾن اداء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﻧﻪ ﺗطرح اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ ﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر؟‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬دراﺳﺔ ﻋﺎﺷور ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺗﺣت ﻋﻧوان" دور اﻹدارة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗرﺷﯾد اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﺟزاﺋر" وذﻟك ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﺧﺻص اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟرﺷﺎدة ‪ .‬واﻟﺗﻲ أزاﻟت اﻟﻐﻣوض ﻋن‬
‫ﻣﻌﻧﻰ اﻹدارة وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺗرﺷﯾد اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬دراﺳﺔ أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور ﺣول إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 1995‬واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣﺎول‬
‫ﺗﻘﯾﯾم ﺗﺟﺎرب اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وطرح اﻟﺑداﺋل اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻹداري‬
‫اﻟﺷﺎﻣل وأﺛرﻫﺎ ﻓﻲ دﻋم ﺳﯾﺎﺳﯾﺎت اﻹﺻﻼح اﻹداري‪.‬‬

‫‪ -‬دراﺳﺔ اﻋﺗﺎﻣﻧﺔ ﺟﯾﺎد ﺑﻌﻧوان " اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر )‪-1990‬‬
‫‪ "(1992‬ﺣﯾث رﻛز ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻹﺻﻼح اﻟﺷﺎﻣل ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ واﻗﻊ‬
‫اﻹدارة اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ إﻗرار ﻧظﺎم اﻟﺗﻌددﯾﺔ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﺑداﯾﺔ ﺑروز إﺻﻼح ﺳﯾﺎﺳﻲ إﺻﻼح اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬وﻗد ﺣﺎول ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﻘدﯾم ﺗﺻور ﺷﺎﻣل‬
‫ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﻣﻊ إﺧﺿﺎع اﻹدارة ﻟرﻗﺎﺑﺔ‬
‫ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠدول‪.‬‬

‫ﺗﺳﺎؤﻻت اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫وﯾﻧدرج ﺗﺣت ﻫذﻩ اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣـ ــﺎﻫو اﻻﺻـ ــﻼح اﻻداري ؟ وﻣـ ــﺎﻫﻲ اﻟﺧدﻣـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ؟ ﻫـ ــل ﻓﻌـ ــﻼ ﺗـ ــم ﺗﺟﺳـ ــﯾد ﻫـ ــذا اﻻﺻـ ــﻼح‬
‫اﻻداري ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أي اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر أم ﻻ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﺎﻫﻲ أﻫم اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺔ ؟‬

‫‪ -‬ﻣﺎﻫﻲ أﻫم اﻟﻣﻌﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗرض اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻣﻛ ـ ــن اﻻﺳ ـ ــﺗﻔﺎدة ﻣ ـ ــن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟد ارﺳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻣ ـ ــﺎﺗوﻓرﻩ ﻣ ـ ــن ﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت ﻋ ـ ــن اﻹﺻ ـ ــﻼح اﻹداري‬
‫ﻛﺄﺳـ ـ ـ ــﻠوب ﻟﻣﻛﺎﻓﺣـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺳـ ـ ـ ــﺎد اﻟـ ـ ـ ــذي ﯾﺷـ ـ ـ ــﻬدﻩ ﻣﺟـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺧدﻣـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗﻌـ ـ ـ ــرف أﻛﺛـ ـ ـ ــر ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺟزﺋـ ـ ــر ﻣﻌرﻓـ ـ ــﺔ واﻗـ ـ ــﻊ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ وﻣﺧﺗﻠـ ـ ــف‬
‫ا‬ ‫اﻹﺻـ ـ ــﻼح اﻹداري ﻛﺂﻟﯾـ ـ ــﺔ وواﻗـ ـ ــﻊ ﺗطﺑﯾﻘﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣظـ ــﺎﻫرﻩ ﻟﻣﺣﺎوﻟـ ــﺔ ﺗﺟـ ــﺎوز ﻛـ ــل اﻟﻌﻘﺑـ ــﺎت ﻋـ ــن طرﯾـ ــق اﻻﺻـ ــﻼح اﻻداري ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﺑﯾـ ــﺎن اﻟطـ ــرق‬
‫اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻟﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻛﻣﻧﻬﺞ ‪.‬‬

‫‪-‬اﻻﻫﻣﯾــــــﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾــــــﺔ ‪:‬ﺗظﻬـ ـ ــر اﻻﻫﻣﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺑﯾـ ـ ــﺎن اﻷﺛـ ـ ــﺎر اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﻌرﻓﻬـ ـ ــﺎ ﻗطـ ـ ــﺎع‬
‫اﻟﺧدﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ــﺔ وﺑﯾـ ـ ــﺎن ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﻣﻌﯾﻘـ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻘ ـ ـ ـف ﺣـ ـ ــﺎﺟز أﻣـ ـ ــﺎم اﻹﺻـ ـ ــﻼح اﻹداري ﻟﺗﺣﻘﯾـ ـ ــق‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺷـ ـ ــﺎﻣﻠﺔ وأﻛﯾـ ـ ــد ان ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟد ارﺳـ ـ ــﺔ ﺳﯾﺳـ ـ ــﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ ﻗطـ ـ ــﺎع اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ﻹدراك ﻗﯾﻣـ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﺻﻼح اﻹداري واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﻋﯾﺔ اﻟﻣواطن ﺑﺄﻫﻣﯾﺗﻪ ‪.‬‬

‫أﻫداف اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﺑﯾﺎن ﺿرورة اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻣﻊ اﺳﺑﺎﺑﻪ ودواﻋﯾﻪ ﻗﺻد ﺗﺣدﯾد أﻫداﻓﻪ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﺑﯾﺎن دورﻩ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟ ازﺋر ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻪ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ج‪ -‬ﺗﺣدﯾـ ـ ـ ــد اﻟطـ ـ ـ ــرق اﻟﻛﻔﯾﻠـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻣواﺟﻬـ ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻌواﺋـ ـ ـ ــق اﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺣـ ـ ـ ــول دون ﺗطﺑﯾﻘـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟدوﻟـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗطﻠﻊ ﻧﺣوى اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل زاﻫر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫ﻫﻧﺎك ﻋدة ﻓرﺿﯾﺎت أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔرﺿــــــﯾﺔ )‪ :(01‬اﻟﺗﺣـ ـ ــول ﻧﺣـ ـ ــوى اﻻﺻـ ـ ــﻼح اﻻداري ﺿـ ـ ــرورة ﯾﻔرﺿـ ـ ــﻬﺎ اﻟﺗﻘـ ـ ــدم اﻟﺣـ ـ ــﺎﻟﻲ وﻫـ ـ ــذا‬
‫ﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻓﺷل اﻟﻧظﺎم اﻻداري اﻟﻘدﯾم ﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔرﺿـــــــﯾﺔ )‪ :(02‬ﯾﻣﻛ ـ ـ ــن ﺗﻔﻌﯾ ـ ـ ــل اﻻﺻ ـ ـ ــﻼح اﻻداري ﻋ ـ ـ ــن طرﯾ ـ ـ ــق اﻟﺧدﻣ ـ ـ ــﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔرﺿـــــﯾﺔ )‪ :(03‬اﻟﻧﺟ ـ ــﺎح اﻟ ـ ــذي ﻋرﻓﺗ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ــض اﻟ ـ ــدول ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﺗطﺑﯾ ـ ــق اﻻﺻ ـ ــﻼح اﻻداري‬
‫ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ وﻓرﺗﻪ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت إدارﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺑررات اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺑررات ذاﺗﯾﺔ ‪:‬‬

‫اﻻﻫﺗﻣـ ــﺎم اﻟﺷﺧﺻـ ــﻲ ﺑﻣوﺿـ ــوع اﻻﺻـ ــﻼح اﻻداري وﺗطـ ــوﯾرﻩ ﻓـ ــﻲ ﻣﺟـ ــﺎل اﻟﺧدﻣـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﻟﻛوﻧﻬـ ــﺎ‬
‫أﺣ ــد رﻛ ــﺎﺋز ﻧﺟ ــﺎح اﻟ ــدول‪ ،‬ﻟﻬ ــذا ﻓ ــﺄي إﺻ ــﻼح او ﺗط ــور‪ ،‬ﯾﻠ ــزم ﻋﻧ ــﻪ ﺑﺣ ــث ﻗﺻ ــد ﺗوﺳ ــﯾﻊ اﻻط ــﻼع‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻣﺣﺗواﻩ ‪ ،‬ﻟﺑﯾﺎن ﻏﺎﯾﺗﻪ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬و ﺗﻔﻌﯾل آﻟﯾﺎت وﺳﺑل ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﺑررات ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻧظـ ـ ـ ار ﻟﻠﻘﯾﻣ ـ ــﺔ وﻷﻫﻣﯾ ـ ــﺔ ﻟﻣوﺿـ ـ ــوع اﻻﺻ ـ ــﻼح اﻻداري ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺧدﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ ﻋﻣوﻣ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺑـ ـ ــﺎﻷﺧص‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر وﻟﻛ ـ ــون اﻟﻣوﺿ ـ ــوع ﺣ ـ ــدﯾث اﻟط ـ ــرح وﻛ ـ ــذا ﻣﺣدودﯾ ـ ــﺔ اﻟد ارﺳ ـ ــﺎت اﻟﻣﻧﺟـ ـ ـزة ﺣوﻟ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا‬
‫ﻣﺎﯾﻔﺗﺢ أﻓﺎق اﻟﺑﺣث ﺣوﻟﻪ ﻹﺛراء اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اﻟﻣـــــــﻧﻬﺞ اﻟوﺻـــــــﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠـــــــﻲ‪:‬ﺗﻔ ـ ـ ــرض طﺑﯾﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣوﺿ ـ ـ ــوع واﻟﻐﺎﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ﺗﺗﺑ ـ ـ ــﻊ اﻟﻣ ـ ـ ــﻧﻬﺞ‬
‫اﻟﺗﺣﻠﯾﻠـ ــﻲ ﻟد ارﺳـ ــﺔ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ وﻫـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﺣﯾـ ــث ﯾﻌـ ــرف ﻫـ ــذا اﻟﻣـ ــﻧﻬﺞ ﺗﻔﺗﯾـ ــت اﻟﻛـ ــل إﻟـ ــﻰ اﻟﺟـ ــزء و ﺗـ ــم‬
‫اﺳـ ــﺗﺧداﻣﻪ ﻷﻧـ ــﻪ اﻷﻧﺳـ ــب ﻓـ ــﻲ ﻣﺟـ ــﺎل اﻟد ارﺳـ ــﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ ‪،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ اﻟواﻗـ ــﻊ وﻫـ ــذا ﺑوﺻـ ــﻔﻬﺎ‬
‫وﺻ ـ ــﻔﺎ دﻗﯾﻘـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﺗﻌﺑﯾـ ـ ــر ﻋﻧﻬ ـ ــﺎ ﻛﯾﻔﯾـ ـ ــﺎ وﻛﻣﯾ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺎﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻛﯾﻔـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــم ﺑوﺻـ ـ ــف اﻟظـ ـ ــﺎﻫرة‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫وﺗوﺿ ــﯾﺢ أﺳ ــﺑﺎﺑﻬﺎ وأﺛﺎرﻫ ــﺎ أﻣ ــﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾ ــر اﻟﻛﻣ ــﻲ ﻓﯾﻌطﯾﻧ ــﺎ وﺻ ــﻔﺎ رﻗﻣﯾ ــﺎ ﯾوﺿ ــﺢ ﻣﻘ ــدار ﻫ ــذﻩ اﻟظ ــﺎﻫرة‬
‫ودرﺟﺎت ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﻣﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣد ﻣﻧﻬﺎ‬

‫ب‪ -‬ﻣــــــﻧﻬﺞ دراﺳــــــﺔ اﻟﺣﺎﻟــــــﺔ ‪ :‬إن ﻫ ـ ــذا اﻟﻣ ـ ــﻧﻬﺞ ﯾﻘ ـ ــوم ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس اﻟﺗﻌﻣ ـ ــق ﻓ ـ ــﻲ د ارﺳ ـ ــﺔ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﺣـ ـ ــددة‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﻗﺻـ ـ ــد اﻟﺗﻌﻣـ ـ ــق واﻟوﺻـ ـ ــول إﻟـ ـ ــﻰ ﺗﻌﻣﯾﻣـ ـ ــﺎت ﺗﺗﻌﻠـ ـ ــق ﺑﻬـ ـ ــذا اﻟﻣوﺿـ ـ ــوع‪ ،‬وﻏﯾ ـ ـ ـرﻩ ﻣـ ـ ــن‬
‫اﻟﻣواﺿ ـ ــﯾﻊ اﻟﻣﺷ ـ ــﺎﺑﻬﺔ ﻟ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻧظـ ـ ـرة واﻟﺗﺗﺑ ـ ــﻊ ﻟﻣﺳ ـ ــﺎر ﻣﺷ ـ ــروع اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﻣ ـ ــن ﻧﺎﺣﯾ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻣﻘﺗرﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻣﻘﺗــــرب اﻟﺑﯾﺋــــﻲ‪ :‬واﻟـ ــذي ﯾرﻛـ ــز ﻋﻠـ ــﻰ د ارﺳـ ــﺔ اﻟﺑﯾﺋـ ــﺔ ﻣـ ــن ﻋـ ــدة زواﯾـ ــﺎ واﻟﻐـ ــرض ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑـ ــﺎر أن‬
‫اﻟﻧظ ـ ــﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﻲ ﯾﺗ ـ ــﺄﺛر ﺑﺑﯾﺋﺗ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻟﻣ ـ ــدﺧﻼت وﯾ ـ ــؤﺛر ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل‬
‫ﻣﺟﻣوﻋـ ــﺔ اﻟﻣﺧرﺟـ ــﺎت واﻟﻌواﻣـ ــل اﻟﻣـ ــؤﺛرة ﻓﯾﻬﻣـ ــﺎ وﻣـ ــﺎ ﺳـ ــﯾﻧﺗﺞ ﻋـ ــن ذﻟـ ــك اﻟﺗﻔﺎﻋـ ــل ‪،‬واﻟـ ــذي ﯾﻘـ ــوم ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫وﺟ ـ ــود ﻧظ ـ ــﺎم اﻟ ـ ــذي ﯾﻌ ـ ــد وﺣ ـ ــدة ﺗﺣﻠﯾ ـ ــل واﻟﺑﯾﺋ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﻌ ـ ــﯾش ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﻧظ ـ ــﺎم وﺗ ـ ــوﻓر اﻟﺗﻔﺎﻋ ـ ــل ﺑ ـ ــﯾن‬
‫وﺣدات اﻟﻧظﺎم وﺑﯾن اﻟﻧظﺎم وﺑﯾﺋﺗﻪ اﻟﻰ ان ﯾﺻل اﻟﻰ درﺟﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل ‪.‬‬

‫ﻫﯾﻛل اﻟدراﺳﺔ ‪:‬ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫدﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﺳل واﻟﺗدرج ﻓﻲ طرح اﻻﻓﻛﺎر‬
‫ﻗدر اﻻﻣﻛﺎن‪ ،‬ﻓﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺑﺣث اﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺻول وﻫﻰ‪ :‬اﻟﻔﺻل اﻻول‪ :‬ﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻻطﺎر‬
‫اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻻﺻﻼح اﻻداري و اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗم ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟذﻛر آﻟﯾﺔ‬
‫اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺗطرق ﻟواﻗﻊ اﻻﺻﻼح‬
‫اﻻداري ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح اﻹداري واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻣﻔﻬ ـ ــوم اﻹﺻ ـ ــﻼح اﻹداري أﻫﻣﯾ ـ ــﺔ ﻋظﯾﻣ ـ ــﺔ ﻛوﻧ ـ ــﻪ ﯾﺷ ـ ــﻐل ﺣﯾـ ـ ـ از ﻣ ـ ــن اﻫﺗﻣ ـ ــﺎم ﻣﻔﻛ ـ ــري اﻹدارة ﻫ ـ ــذا‬
‫ﻣ ـ ــن ﺟﻬ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ــن ﺟﻬ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــرى ﺗ ـ ــﺄﺛﯾرﻩ اﻟﻣﺑﺎﺷ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ ﺣﯾ ـ ــﺎة اﻟﻣـ ـ ـواطﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌ ـ ــﺎﻣﻠﯾن ﻣ ـ ــﻊ اﻷﺟﻬـ ـ ـزة‬
‫اﻹدارﯾ ـ ــﺔ وﻣﻧظﻣ ـ ــﺎت اﻟﺣﻛوﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ـ ــﺎﻷﺧص ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ــﺎل اﻟﺧدﻣ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬أﯾ ـ ــن ﯾﺷ ـ ــﻛل اﻹﺻ ـ ــﻼح‬
‫اﻹداري اﻷﺳـ ـ ــﺎس اﻟـ ـ ــذي ﺗﻘـ ـ ــوم ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾـ ـ ــﺔ ﻷي ﻣﻧظﻣـ ـ ــﺔ إدارﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓوظﯾﻔﺗـ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ــﻲ‬
‫اﻻﺳ ـ ـ ــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﯾ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ـ ــﻊ وﺗط ـ ـ ــوﯾرﻩ ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ وﻛﯾﻔ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻟﻬ ـ ـ ــذا وﺟ ـ ـ ــب اﻻﻫﺗﻣ ـ ـ ــﺎم ﺑ ـ ـ ــﺎﻹدارة ورﻓ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﻣردودﯾﺗﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺗﺣﺳـ ـ ــﯾن ﻧﺷـ ـ ــﺎطﻬﺎ‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﻋـ ـ ــن طرﯾـ ـ ــق إدﺧـ ـ ــﺎل اﻹﺻـ ـ ــﻼﺣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـ ـ ــﺔ ﻟﻬـ ـ ــذا ﻧﺟـ ـ ــد‬
‫اﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن اﻟ ــدول ﺗﺑ ــذل ﺟﻬ ــودا ﻛﺑﯾـ ـرة ‪ ،‬وﺗﻧﻔ ــق أﻣـ ـواﻻ ﻫﺎﺋﻠ ــﺔ ﻗﺻ ــد إﻧﺟ ــﺎح ﻫ ــذا اﻟﻣﺷ ــروع وﺗﻘ ــدﯾم‬
‫ﺧ ــدﻣﺎت ﻧوﻋﯾ ــﺔ وﻓﻌﺎﻟ ــﺔ ﻟﻠﻣـ ـواطﻧﯾن ‪ ،‬وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﺳ ــﻧﺗطرق إﻟﯾ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻔﺻ ــل اﻷول اﻟ ــذي ﯾﻌ ــﺎﻟﺞ‬
‫ﻣﺑﺣﺛ ـ ـ ــﯾن أﺳﺎﺳ ـ ـ ــﯾﯾن ‪ ،‬أﺣ ـ ـ ــدﻫﻣﺎ ﯾ ـ ـ ــدور ﺣ ـ ـ ــول اﻹط ـ ـ ــﺎر اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻟﻺﺻ ـ ـ ــﻼح اﻹداري واﻟﺛ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﯾﺗﻌﻠ ـ ـ ــق‬
‫ﺑﺎﻷطر اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻺﺻﻼح اﻹداري‪.‬‬

‫إن ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻛل دراﺳﺔ و ﺑﺣث‪ ،‬ﻟﻬذا ﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻷول إﻟﻰ ﺑﯾﺎن‬
‫اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر اﻟرﺋﯾﺳ ــﯾﺔ ﻟﻬ ــذا اﻟﻣوﺿ ــوع‪ ،‬و ﻫ ــذا ﺑﺿ ــﺑط ﻣﻔﻬ ــوم ﻛ ــل ﻣـ ـن اﻹﺻ ــﻼح واﻹدارة‪ ،‬ﺛ ــم اﻟﺧدﻣ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻣﺟﺎل ﻟﺗطﺑﯾق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬ﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح‪.‬‬

‫‪-‬ﯾﻌــد اﻹﺻــﻼح ﻣــن أﻫــم اﻟﻣوﺿــوﻋﺎت ﺷــﯾوﻋﺎ ﻓــﻲ ﺣﻘــل اﻹدارة‪ ،‬ﻓﻠﻘــد ﻛــﺎن ﻣﺣــل اﻫﺗﻣــﺎم ﻣــن طــرف‬
‫اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن و دارﺳـﻲ اﻹﺻـﻼح اﻹداري‪ ،‬و ﺗـم ﻧﺷـر اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻛﺗـب و اﻟﻣﻘـﺎﻻت ﻋﻧـﻪ‪ ،‬ﺑﻬـدف ﺗﺣدﯾـد‬
‫ﻣﻔﻬوﻣﻪ و ﺑﯾﺎن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻪ‪.‬‬

‫أوﻻ‪-‬ﺗﻌرﯾــف اﻹﺻــﻼح ﻟﻐــﺔ‪ :‬اﻹﺻــﻼح ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺻــﻼح و ﻫــو ﺿــد اﻟﻔﺳــﺎد و أﺻــﻠﻪ‬
‫اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻼﺛﻲ أﺻﻠﺢ أي إﻋـﺎدة اﻟﺷـﻲء إﻟـﻰ ﺣﺎﻟـﺔ ﺣﺳـﻧﺔ‪ ،‬و إ ازﻟـﺔ ﻣـﺎ ﻫـو ﻓﺎﺳـد أو ﺗﻠـف أو ﻋطـب‪ ،‬و‬
‫‪1‬‬
‫ﻧﻘول أﺻﻠﺢ ﻣن ﻋﻣﻠﻪ أي أﺗﻰ ﺑﻣﺎ ﻫو ﺻﺎﻟﺢ و ﻧﺎﻓﻊ‪.‬‬

‫ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺑﻛر اﻟرازي ‪،‬ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح ‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪،02‬ﺑﯾروت‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر ‪،1996،‬ص‪.178‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪-‬ﻛﻣــﺎ ورد ﻣﺻــطﻠﺢ اﻹﺻــﻼح ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرﯾم ﺑﻌــدة ﻣﻌــﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬــﺎ‪ :‬ﻣــﺎ ﯾﻘﺎﺑــل اﻟﻔﺳــﺎد ﻓــﻲ ﻗوﻟــﻪ‪)) :‬وﻻ‬
‫‪1‬‬
‫ﺗﻔﺳدوا ﻓﻲ اﻷرض ﺑﻌد إﺻﻼﺣﻬﺎ((‪.‬‬

‫و ﻛذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ )) :‬و ﻻ ﺗﺟﻌﻠوا اﷲ ﻋرﺿـﺔ ﻹﯾﻣـﺎﻧﻛم أن ﺗﺑـروا و ﺗﺗﻘـوا و ﺗﺻـﻠﺣوا ﺑـﯾن اﻟﻧـﺎس‬
‫‪2‬‬
‫و اﷲ ﺳﻣﯾﻊ ﻋﻠﯾم ((‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾــﺎ‪-‬اﺻــطﻼﺣﺎ‪ :‬ﯾﻌرﻓــﻪ ﻗــﺎﻣوس أﻛﺳــﻔورد اﻹﺻــﻼح ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ‪ ":‬ﺗﻐﯾﯾــر أو ﺗﺑــدﯾل ﻧﺣــو اﻷﻓﺿــل ﻓــﻲ‬
‫ﺣﺎﻟــﺔ اﻷﺷــﯾﺎء ذات اﻟﻧﻘــﺎﺋص و ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳ ـﺎت و اﻟﻣﻣﺎرﺳــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ اﻟﻔﺎﺳــدة‪ ،‬أو اﻟﺣــﺎﺋرة‬
‫‪3‬‬
‫إزاﻟﺔ ﺑﻌض اﻟﺗﻌﺳف أو اﻟﺧطﺄ"‬

‫إذن ﻫﻧﺎ ﻫو ﯾوازي اﻟﺗﻘدم‪ ،‬و ﯾﻧطوي ﺟوﻫرﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻧﺣو اﻷﻓﺿـل و ﻫـذا ﻣـن أﺟـل ﺗﺣﻘﯾـق‬
‫اﻷﻫــداف اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻣــن ﻗﺑــل أﺻــﺣﺎب اﻟﻘ ـرار ﻓــﻲ ﺣﻘــل ﻣﻌــﯾن ﻣــن ﺣﻘــول اﻟﻧﺷــﺎط اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻬــو‬
‫اﻹرادة اﻟﺑﺎﻋﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﯾر و ﺗﻘوﯾم اﻻﻋوﺟﺎج‪.‬‬

‫و ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻪ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪ :‬ﺗﻐﯾﯾر ﻗواﻋد ﻋﻣل اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ‪ ،‬و ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺻور واﻻﺧـﺗﻼل‬
‫اﻟــذي ﯾﻌﯾــق اﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ و اﻟﻧﻬــوض ﺑــﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ ﻣﻧﺎﺣﯾــﻪ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‬
‫‪4‬‬
‫وﺑﺎﻷﺧص اﻹدارﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺣﻠﻘﺔ اﻟوﺻل ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣذﻛورة آﻧﻔﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻹدارة‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻠﻌــب اﻹدارة ﺣﻠﻘــﺔ اﻟـرﺑط ﺑــﯾن اﻟﺳــﻠطﺔ و اﻟﻣـواطن‪ ،‬ﻟﻬــذا ﻓﻬــﻲ أﺻــﺑﺣت ﻣﺷــروع ﻋﻣــل ﯾﺳــﻬر ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺗﻧﻔﯾـ ــذ و ﺗﺣﻘﯾـ ــق أﻫـ ــداف ﻣﺣـ ــددة ذات أﺑﻌـ ــﺎد اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ ﻟﻬـ ــذا ﺗﺑـ ــذل اﻟـ ــدول ﺟﻬـ ــدا ﻟﺗطـ ــوﯾر ﻫﯾﺎﻛﻠﻬـ ــﺎ‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪،‬وﻣﻧﻪ و ﺣﺳب ﺗﻌرﯾف اﻹدارﯾﺔ و ﺗﺣدﯾد أﻫداﻓﻬﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳورة اﻷﻋراف‪ ،‬اﻵﯾﺔ ‪.56‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺳورة اﻟﺑﻘرة‪ ،‬اﻵﯾﺔ ‪224.‬‬
‫‪ 3‬ﺗﯾﺳﯾر ﻣﺣﺳن ‪،‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ أوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﻫﯾل ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ ‪sis.goo- . ps/arabic/Rova/29/poge‬‬
‫‪.http://www:‬‬
‫‪ 4‬راﻓﯾق ﺑن ﻣرﺳﻠﻲ ‪،‬اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﯾن ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر و ﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗطﺑﯾق –دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪-2001‬‬
‫‪-2011‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪،‬ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪،2011‬ص‪. 24‬‬

‫‪7‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻹدارة‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻟﻐﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻋﻧــد اﻟﻌــرب‪ :‬ﺟﻣــﻊ دور اﻟﻣﺻــدر أدارة‪ ،‬أدار اﻟﻌﻣﺎﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟ ـرأس أي ﻟﻔﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﯾــث ﻛــﺎن ﻟﻠﻌﻣﺎﻣــﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﻛﺎﻧﺔ و ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻺﻣﺎم أو ﻗﺎﺋد اﻟﺟﯾش‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋﻧد اﻟﻐرب ‪ :‬اﻹدارة ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻋن اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ )‪ (ministre Todd‬و اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺎل ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ )‪ ، ( Administration‬أي ﺗﻘدﯾم اﻟﻌون ﻟﻶﺧر‪ ،‬أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻐﯾر‪ ،‬وﻣﻌﻧﺎﻫﺎ أﯾﺿﺎ‬
‫اﻟﻧظﺎم و اﻟﺗرﺗﯾب اﻟذي ﺗﺣﻘق ﻫدﻓﺎ ﻣﺎ ‪ .‬ﻟﻬذا ﯾؤﻛد اﻟﻛﺛﯾرون أن ﺗﺳﯾر ﻧﺟﺎح اﻟدول ﻫو ﺗﺻور إدارة‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻛ ار و ﺗطﺑﯾﻘﺎ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﺻطﻼﺣﺎ ‪:‬‬

‫ﻟﻺدارة ﻋدة ﻣﻔـﺎﻫﯾم و ﻫـذا ﺑﺣﺳـب اﻟﻣﻬﺗﻣـﯾن د ارﺳـﺗﻬﺎ و ﺣﺳـب اﻟﻣﻧظـرﯾن ﻟﻬـﺎ ﻓﻌرﻓﻬـﺎ –ﻓﯾﻐـر‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ‪":‬ﺗﻧظﯾم وﺟﯾﻪ ﻟﻠﻣواد اﻟﺑﺷرﯾﺔ و اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣرﻏوﺑﺔ "‪.‬‬

‫إذن ﻓﺎﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ﻧﺷﺎط ﻣﻣﯾـز ﻋـن ﺑـﺎﻗﻲ اﻷﻧﺷـطﺔ‪ ،‬إﻧـﻪ ﯾﻧﺻـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻧﺷـﺎط اﻟﺟﻣـﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﻓــردي و إن اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﺗﺷــﺗﻣل ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺧطــﯾط و اﻟﺗﻧظــﯾم و اﻟﺗوﺟﯾــﻪ و اﻟرﻗﺎﺑــﺔ و ﺗﻧﺿــﺞ ﻫــذﻩ‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﺧطوات ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺧطـــــﯾط‪:‬ﻫ ـ ــو ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ ذﻛﯾ ـ ــﺔ و ﺗﺻ ـ ــرف ذﻫﻧ ـ ــﻲ ﻟﻌﻣ ـ ــل اﻷﺷ ـ ــﯾﺎء ﺑطرﯾﻘ ـ ــﺔ ﻣﻧظﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻔﻛﯾ ـ ــر ﻗﺑ ـ ــل‬
‫اﻟﻌﻣل‪،‬واﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺣﻘﺎﺋق ﺑدل اﻟﺗﺧﻣﯾن‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻧظــــــﯾم‪ :‬ﻫ ـ ــو ﺗﻘﺳ ـ ــﯾم اﻟﻌﻣ ـ ــل إﻟ ـ ــﻰ ﻋﻧﺎﺻ ـ ــر‪ ،‬و ﻣﻬﻣ ـ ــﺎت و وظ ـ ــﺎﺋف و ﺗرﺗﯾﺑﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻼﻗ ـ ــﺎت‬
‫‪،‬واﺳﻧﺎدﻫﺎ إﻟﻰ أﻓراد و ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت و ﺳﻠطﺎت ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻧﻔﯾذﻩ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﺳﻠﻣﯾﺔ ٕ‬

‫‪-‬اﻟﺗوﺟﯾــﻪ ‪ :‬وﻫــو اﻟﻛﯾﻔﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﻛــن اﻹدارة‪ ،‬ﻣــن ﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﻔــروق اﻟﻔردﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺑﯾﺋــﺔ اﻟﻌﻣــل و ﺗﺣﻘﯾــق‬
‫اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن و ﺗﺣﻔﯾزﻫم ﻟﻠﻌﻣل ﺑﺄﻗﺻﻰ طﺎﻗﺎﺗﻬم‪ ،‬ﻣﻊ ﺗوﻓﯾر اﻟﻧﯾـﺔ ﻹﺷـﺑﺎع ﺣﺎﺟـﺎﺗﻬم و ﺗﺣﻘﯾـق‬
‫أﻫداﻓﻬم‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﯾرﻓﻲ ‪ ،‬إدارة اﻷﻋﻣﺎل اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ‪،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،2006،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 2‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﯾرﻓﻲ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 3‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ 4‬ﺻﺑري أﺣﻣد ﺷﻠﺑﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.56،57‬‬

‫‪8‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪-‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ‪ :‬أي اﻹﺷراف و اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﺳﻠطﺔ أﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻗﺻد ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺳﯾر اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬و اﻟﺗﺄﻛد ﻣـن‬
‫اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‪ ،‬اﺳﺗﺧدم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺧطﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ أم ﻻ‪.‬‬

‫ﻟذا ﻓﺎﻹدارة ﻫـﻲ ﻋﻠـم و ﻓـن ﻹﺑـراز اﻟﻣـؤﻫﻼت اﻟﻘﯾﺎدﯾـﺔ‪ ،‬و اﻟﻣﻬﻧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﺗﺳـﺗطﯾﻊ أن ﯾﻣﺎرﺳـﻬﺎ‬
‫إﻻ ذوي اﻻﺧﺗﺻــﺎص و اﻟﺧﺑ ـرة‪ ،‬و دون اﻹدارة ﻻ ﯾﻣﻛــن اﻟﺑــدء ﺑــﺄي ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﺗﻧﻣوﯾــﺔ‪ ،‬ﻟــذا ﻧﺟــد ﺟﻣﯾــﻊ‬
‫اﻟﻣــدارس ﻋﻠــﻰ اﺧــﺗﻼف ﻣــذاﻫﺑﻬﺎ ﻗــد أﺟﻣﻌــت ﻋﻠــﻰ أن ‪ ":‬اﻹدارة ﻫــﻲ ﻓﺎﻋﻠﯾــﺔ ﺗﺗــوﻟﻰ ﻗﯾــﺎدة أي ﻧﺷــﺎط‬
‫‪1‬‬
‫إﻧﺳﺎﻧﻲ ﺗﺧطﯾطﺎ و ﺗﻧﻔﯾذا و ﺗﻧظﯾﻣﺎ و ﺗﻧﺳﯾﻘﺎ ﻣﻛﻧﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ و ﻣرﻛزﯾﺔ "‪.‬‬

‫ﻓــﺎﻹدارة ﻫﻧــﺎ ﺗﻌﺗﺑــر اﺳــﺗﻣ ار ار ﻟﻺﻣﻛﺎﻧﯾــﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ و اﻟﺑﺷـرﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻣﺧﺗﻠــف اﻷﻫــداف اﻟﻣﻧﺷــودة ﻋﻠــﻰ‬
‫أﺣﺳن وﺟﻪ‪.‬‬

‫ﺗﺻــﺑﺢ إذن اﻹدارة ﻟﻬــﺎ ﻣﻌﻧــﻰ دﻗﯾــق وﻫــو‪" :‬ﻣﺟﻣــوع اﻟﺧط ـوات اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾــﺔ واﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻬــدف إﻟــﻰ‬
‫ﺗوﺟﯾــﻪ اﻟﻣ ـوارد اﻟﺑﺷ ـرﯾﺔ و اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻧﺣــو ﺗﺣﻘﯾــق اﻷﻫــداف اﻟﻣﻧﺷ ـودة وذﻟــك ﻋــن طرﯾــق ﺗﻧﺳــﯾق اﻟﺟﻬــود‬
‫‪2‬‬
‫واﻟﺗرﺗﯾب اﻟﻬﺎدف ﻟﻌﻧﺻر اﻹﻧﺗﺎج "‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻋدة ﺻﻔﺎت ﻟﻺدارة ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫اﻹدارة ﺿ ــرورﯾﺔ و ﻫ ــذا ﺑﺳ ــﺑب ﺗﻘﯾ ــﯾم اﻟﻌﻣ ــل و اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص و اﻷﻧﺷ ــطﺔ و ﺗﻧوﻋﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺎت‬
‫واﻟﺗﺟﻣﻌــﺎت اﻟﺑﺷ ـرﯾﺔ‪ ،‬و اﺧــﺗﻼف إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻬــﺎ و ﻣواردﻫــﺎ ﻓﻼﺑــد ﻣــن اﻟﺗﻧﺳــﯾق ﻓﯾﻣــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ‬
‫أﻓﺿل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪.‬‬

‫اﻹدارة ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻛل اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧـﺗﻼف ﺣﺟﻣﻬـﺎ وﻧطﺎﻗﻬـﺎ وﻫـﻲ ﻗﺎﺳـم ﻣﺷـﺗرك ‪،‬ﺳـﺎﻋد‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑ ــر اﻹدارة اﺧﺗﺻ ــﺎص ﻟﻠﺟﻣﯾ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﻛ ــل اﻷﺻ ــﻌدة و اﻟﻘطﺎﻋ ــﺎت و اﻟﻧﺷ ــﺎطﺎت ﻣﻣ ــﺎ ﯾﻔ ــرض ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﺟﻣﯾــﻊ أن ﺗــﯾﻘن ﻋﻠــم اﻹدارة إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب إﺗﻘــﺎن اﺧﺗﺻﺎﺻــﻪ‪ ،‬و ﻫــذا ﻗﺻــد اﻟــﺗﻣﻛن ﻣــن أداء أﻋﻣﺎﻟــﻪ‬
‫ﺑﻛﻔﺎءة ﻋﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺗﺑﺷوري‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ و اﻹﺻﻼح اﻹداري ‪ ،‬اﻟﺣوار اﻟﻣﺗﻣدن ‪،‬اﻟﻌدد ‪،2006 ،142‬ص‪.1‬‬
‫‪ 2‬ارﯾس ﺣدة ‪ ،‬و ﻟﺧﺿر ﻣرﻏﺎد ‪ ،‬اﻹدارة ﺑﺎﻷﻫداف و اﻹدارة ﺑﺎﻟﻘﯾم ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ‪ ،‬اﺑﺗراك ﻟﻠﻧﺷر‬
‫‪،‬اﻟﺟزاﺋر‪،2006،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 3‬اﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم دﺑﺎس‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻛﻣدﺧل ﻟﻺﺻﻼح اﻹداري اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،‬ص‪.3‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻹدارة ﻣﻬﻧ ــﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾ ــﺔ إذ ﯾﺗوﻗ ــف ﻧﺟ ــﺎح اﻟﺗﺟﻣ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺟﻬ ــد اﻟ ــذي ﯾﻘدﻣ ــﻪ ﻛ ــل أﻋﺿ ــﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻛﯾ ــﺎن‬
‫ﻣﺗﻛﺎﻣل‪.‬‬

‫اﻹدارة ﻣﻬﻧــﺔ ﻣﺣﻠﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﻧﺷــط ﻓــﻲ ظــروف ﺑﯾﺋﺗﻬــﺎ و ﻧﺻوﺻــﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوﻋــﺔ اﻟﺣﺿــﺎرﯾﺔ واﻟﺗراﺛﯾــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾــﺔ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ و اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ و اﻷﻋ ـراف و اﻟﺗﻘﺎﻟﯾــد و ﻫــﻲ ﺗﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق أﻫــداﻓﻬﺎ و طﻣوﺣﺎﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﺿوء إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻹدارة ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻟﻛون اﻹﻧﺳﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋ ﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾﻠﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﻔﺎت ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ اﺳﺗﺧﻼص أﻫﻣﯾﺔ اﻹدارة ﻋﻣوﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫اﻹدارة ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺑﻠوغ اﻷﻫداف ﻋـن طرﯾـق أﺳـﻠوب ﻣﺗﻔـق ﻋﻠﯾـﻪ ﺑـﯾن اﻟرؤﺳـﺎء و اﻟﻣرؤوﺳـﯾن‪ ،‬وﻫـذا‬
‫ﯾﻌﻧﻲ إﺛراء اﻟﺧطﺔ و ﺗﺣﻔﯾز اﻟﻌﻣﺎل‪ ،‬و إظﻬـﺎر اﻻﺳـﺗﻌدادات ﻟﺗﻌﺗﺑـر اﻟﻬﯾﺎﻛـل ﻏﯾـر اﻟﻣﻼﺋﻣـﺔ‪ ،‬و ﺑﺣﯾـث‬
‫اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ و ﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻷﻓراد ‪.‬‬

‫ﺗﻌد أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ‪ ،‬و ﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺟﻬود و اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ‪ ،‬أي ﺟﻌل‬
‫اﻷﻓراد ﯾﺗﺣدون ﻟﻬدف ﻋﺎم و ﻣﺷﺗرك و ﻣﺣدد‪.‬‬

‫اﻧﻬـﺎ ﺣــﺎﻓز ﻟﻠﺟﻬـود اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬و ﻫــﻲ اﻟﻣـدﺑرة ﻟﻠﻌﻧﺎﺻــر اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻺﻧﺗــﺎج ﻣــن ﻣﻌـدات‪ ،‬و ﻣـوارد وأﻣـوال‬
‫وﻋﻧﺎﺻر ﺑرﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻹدارة ﻋﯾن اﻟﻣﺷـروع اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ و اﻟداﺧﻠﯾـﺔ‪ ،‬و ﻫـﻲ ﻣﺣـور اﻟﻧﺷـﺎطﺎت و اﻷواﻣـر و ﻫـﻲ أﺳـﺎس‬
‫دﻓ ــﻊ اﻷﻓـ ـراد ﻻﺳ ــﺗﻘﺑﺎل اﻟﻘـ ـ اررات و ﺗﻧﻔﯾ ــذﻫﺎ‪ ،‬و ﻛﻣ ــﺎ ﺗﻌﻣـ ـل ﻋﻠ ــﻰ ﺟﻣ ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت و ﺗﺣﻠﯾﻠﻬ ــﺎ ورﺻ ــد‬
‫اﻟﻣﺷﺎﻛل و ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح اﻹداري و أﻫداﻓﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻣﻼﺣظ اﻟﯾوم أن اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري ﻟدى ﺑﻌض اﻟدول ﯾواﺟﻪ ﻣﺷﻛﻼت ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺧطـﯾط واﻟﺗﻧظـﯾم‬
‫وﻛذا اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻏﯾـر ﻗـﺎدر ﻋﻠـﻰ ﺗﻠﺑﯾـﺔ ﻣﺳـﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺗطـور و ﻣﺗطﻠﺑـﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ‪ .‬ﺑﻬـذا ﻻﺑـد ﻣـن‬
‫اﻹﺻــﻼح اﻹداري‪ ،‬و ﻫــذا ﻣــﺎ ﯾــدﻓﻌﻧﺎ إﻟــﻰ ﺿــرورة ﺑﯾــﺎن ﻣﻔﻬوﻣــﻪ و ﻛــذا ﺗﺣدﯾــد اﻷﻫــداف اﻟﺗــﻲ ﯾﺳــﻌﻰ‬
‫اﻹﺻﻼح اﻹداري إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ 1‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم دﺑﺎس‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.3‬‬


‫‪2‬‬
‫ارﯾس ﺣدة ‪ ،‬و ﻟﺧﺿر ﻣرﻏﺎد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻹﺻﻼح اﻹداري‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻻ ﯾوﺟد ﺗﻌرﯾف واﺣد ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ ،‬و ﺟوﻫر اﻻﺧﺗﻼف ﯾﻌود اﻟﻰ ﻋدة أﺳﺑﺎب ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وراء ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠدارﺳﯾن واﻹدارﯾﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﻣوض اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﺻﻼح و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﺻ ــﻼح اﻹداري ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ ﺗﻧﻣوﯾ ــﺔ و ﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﻪ ﻟﻬ ــﺎ ﺟواﻧ ــب ﺗﻧﻔﯾذﯾ ــﺔ و اﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ‬
‫ووﺳﺎﺋل و طرق ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛل اﻟﻣﺻﻠﺣﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬ارﺗﺑﺎط اﻹﺻﻼح ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣول ﻣن وﺿﻊ إﻟﻰ آﺧر‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﺻــﻼح ﻣﻔﻬــوم ﻣﻌﯾــﺎري ﻗﯾﻣــﻲ ﻟــﻪ أﺑﻌــﺎد أﺧﻼﻗﯾــﺔ ﻣﺗﻌـددة ذات أﻫــداف ﻗﯾﻣــﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﺗﺧﺗﻠــف‬
‫ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻘﯾﺎس‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺄﺧذ طﺎﺑﻌﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧـرى طﺑﻘـﺎ ﻷﻧظﻣﺗﻬـﺎ اﻟﻣﺗﻌـددة و ﺗﺧﺗﻠـف اﻟﺗﻐﯾـرات‬
‫اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺗﺟﻠـ ــﻰ ﻓﯾﻬـ ــﺎ‪ .‬و ﻛـ ــذا ﻏﻣـ ــوض اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن اﻹﺻـ ــﻼح اﻹداري و اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ـرات اﻟﺑﯾﺋﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫وﺳﻧﺗﻌرض اﻵن أﻫم اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح اﻹداري و أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻟﻘد ﻋرف ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟذي ﻋﻘدﺗﻪ ﻫﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺎﺳﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ‪ 1971‬ﺑﺄﻧﻪ ‪ "2 :‬اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل اﻟﻣدروس ﻟﻠﺳﻠطﺔ‬
‫واﻟﻧﻔوذ ﻟﺗطﺑﯾق أﻫداف ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم إداري ﻣﺎ‪ ،‬ﻣن أﺟل ﺗﻐﯾﯾر أﻫداﻓﻪ و ﺑﯾﺋﺔ إﺟراءاﺗﻪ‬
‫ﺑﻬدف ﺗطوﯾرﻩ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﺗﻧﻣوﯾﺔ " ‪ .‬و ﻟﻌل ﻫذا ﻣﺎ ﯾواﻓق اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﻗدﻣﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ‪:‬‬
‫اﻟطﯾب ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ‪" :‬اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻬو ﺳﯾﺎﺳﻲ و إداري و اﻗﺗﺻﺎدي و اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ‬
‫ﻫﺎدف ﻹﺣداث ﺗﻐﯾرات أﺳﺎﺳﯾﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك و اﻟﻧظم و اﻷﺳﺎﻟﯾب و اﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫واﻷدوات‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗدرات اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري ﺑﻣﺎ ﯾؤﻣن ﻟﻪ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة و اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪3‬‬
‫ﻓﻲ اﻧﺟﺎز أﻫداﻓﻪ "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﯾﺎﺳر اﻟﻌدوان‪،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪،‬ﻋﻣﺎن‬
‫‪،1986،‬ص‪.788‬‬
‫‪ 2‬أﺣﻣد أﻣﯾن ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻐداد‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،1969،‬ص‪.319‬‬
‫‪ 3‬اﻟطﯾب ﺣﺳن اﺑﺷر‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ أوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻟ ارﻫﻧﺔ و آﻓﺎق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‬
‫‪،1984،‬ص‪.21‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪-‬ﻛﻣـﺎ أن اﻟﻣﻔﻛـر 'ﻛﺎﯾـدن ') ‪' ( kayden‬ﯾﻌرﻓـﻪ ﻛﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ‪ "1 :‬إﻧـﻪ اﻟﺗﺣﺳـن اﻟﻣﻌﺗﻣـد و اﻟﻣﺳـﺗﻣر ﻟـﻸداء‬
‫اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﻲ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ "‪.‬‬

‫وﻟﻘد أﻛد ﺟل اﻟﻣﻔﻛـرﯾن ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟد ارﺳـﺔ اﻹدارﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ أن اﻹﺻـﻼح اﻹداري ﯾﺳـﺗﻐرق وﻗﺗـﺎ‬
‫طــوﯾﻼ‪ ،‬أﯾــن ﻛ ــﺎن اﻟــﺑﻌض ﯾـ ـراد ﻓــﻪ ﺑﻠﻔ ــظ اﻟﺗﻐﯾﯾــر اﻹداري أﯾــن ﺗﻛ ــون ﻫﻧــﺎك ﺗﻌ ــدﯾﻼت ﻓــﻲ اﻟوﺣ ــدات‬
‫اﻹدارﯾــﺔ و ﻓــﻲ اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﯾن اﻟﺑﯾروﻗراطﯾــﺔ و اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ أﻣــﺎ اﻟﻣ ارﻓــق ﻟــﻪ و ﻫــو اﻟﺗﺣــدﯾث‪ ،‬و ﯾﻌﻧــﻲ ﻧﻘــل‬
‫ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ اﻹدارة اﻟﻐرﺑﯾــﺔ إﻟــﻰ اﻟﺑﻠــدان اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ‪ ،‬و ﻟﻌــل ﻫــذا اﻟﻣﻌﻧــﻰ ﻧﻠﻣﺳــﻪ ﻋﻧــد اﻟﻣﻔﻛــر 'ﻟﻣﯾــﻧس' ﻓــﻲ‬
‫ﺗﻌرﯾﻔﻪ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪" 2 :‬اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻠﻣﻌﺎﻟم اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻹداري"‪.‬‬

‫وذات اﻟﻔﻛرة ﻗﺻدﻫﺎ ﻫﻧﺎ "ﻣﻧﺗﻣﺟري" )‪ (mountnigri‬ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﻋن اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ أﻧﻪ ‪:‬ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﻬدف ﻹﺻﻼح اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ و اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻷﺧـرى ﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻣـﺎ‪ ،‬أو داﺧـل‬
‫اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ "‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﻷﺳﺗﺎذ 'أﺣﻣد رﺷـﯾد' ) ‪(ahmedrachid‬ﻗـدم ﺗﻌرﯾﻔـﺎ ﻟﻺﺻـﻼح اﻹداري ﻓـﻲ ﻗوﻟـﻪ‪"3 :‬اﻹﺻـﻼح‬
‫اﻹداري إﻧﻪ ﺗﻧظﯾم ﻟﻠﺟﻬﺎز وﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ و زﯾﺎدة ﻛﻔﺎءﺗﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫إذن اﻟﻬــدف ﻣــن اﻹﺻــﻼح اﻹداري ﻫــو اﻟﻘﯾــﺎم ﺑوظــﺎﺋف ﺟدﯾــدة ﻓــﻲ ﺿــوء ﺳﯾﺎﺳــﺔ ﻋﺎﻣــﺔ ﺗﻬــدف إﻟــﻰ‬
‫ﻋﻼج ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري‪.‬‬

‫ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن أن ﻫــذﻩ اﻟﺗﻌــﺎرﯾف ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﯾﻧﺗﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟﺑﻌض ﯾرﻛــز ﻋﻠــﻰ اﻟﻬ ـدف اﻟﻣ ـراد ﺗﺣﻘﯾﻘــﻪ‬
‫‪،‬واﻟــﺑﻌض اﻵﺧــر ﯾرﻛــز ﻋﻠــﻰ ﻓﻛـرة اﻹﺟـراءات اﻟﻣﺗﺧــذة ﻟﺗﺣﻘﯾﻘــﻪ‪ ،‬ﻟــذا ﻓﻬﻧــﺎك ﺗﻌرﯾــف إﺟ ارﺋــﻲ ﻟﻺﺻــﻼح‬
‫اﻹداري ﻫو‪:‬‬

‫"ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾ ارت اﻟﻣﻘﺻودة ﻟﻬﯾﺎﻛل و ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺑﻬدف اﻟﺗﺷﻐﯾل ﺑﺻورة‬
‫أﻓﺿل و ﺗﺣﻘﯾق ﻋدة ﻏﺎﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬ﺗﺣﻘﯾق وﻓرة ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت‪ ،‬ﺗﺣﺳﯾن ﺟودة اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬زﯾﺎدة‬
‫اﻟﻛﻔﺎءة ﺿﻣﺎن أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ "‪ .‬و ﻣﻧﻪ ﻛﻔﺎءة اﻷداء ﻣن اﻹﻧﺗﺎج‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﺧدﻣﺎﺗﻲ و اﻟﻣﺎدي ﺳﺗﺣﻘق أرﺑﺎﺣﺎ‪ ،‬ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ‪ ،‬و زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Caiden cerold ,administrative refom comes of age ,Berlin-Wolter de cryter and co.1991,p01.‬‬
‫‪ 2‬ﺟﯾﺎد اﻋﺗﺎﻣﻧﺔ ‪ ،‬إﺻﻼﺣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪،‬ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ‪،1995،‬ص‪.32‬‬
‫‪3‬‬
‫أﺣﻣد رﺷﯾد‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ ،‬إﻋﺎدة اﻟﺗﻔﻛﯾر‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،1994 ،‬ص‪.11‬‬
‫ﻟﯾﻠﻰ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑرادﻋﻲ ‪ ،‬اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﺳﺣﯾﺔ ‪،‬ص‪.38‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪12‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أﻫداف اﻹﺻﻼح اﻹداري‪:‬‬

‫إن ﻟﻺﺻـﻼح اﻹداري ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻷﻫـداف و اﻟﻐﺎﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺑـدوﻧﻬﺎ ﯾﻔﻘــد اﻹﺻــﻼح اﻹداري أﻫﻣﯾﺗــﻪ‬
‫‪1‬‬
‫وﻣﺑرر ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ‪ ،‬و ﯾﻣﻛن ﺣﺻر ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﺑﻧــﻰ اﻹدارة اﻹﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف ﻣﺟــﺎﻻت اﻟﻌﻣــل ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻧﻣﯾــﺔ ﻗــدرات و ﻣﻧظﻣــﺎت‬
‫اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ و اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬و ﺗﺑﻧﻰ اﻷﻧﻣﺎط و اﻟﻣداﺧل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧظﻣﻲ و إﻋـﺎدة اﻟﻬﯾﺎﻛـل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾـﺔ ﻟﻣﻧظﻣـﺎت‬
‫اﻟﺟﻬ ــﺎز اﻹداري ﻟﺗﺣﻘﯾ ــق اﻟﻣروﻧ ــﺔ و اﻹﻧﺗﺎﺟﯾ ــﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑ ــﺎت اﻟﺗﻐﯾ ــر و اﻟﺗط ــور و اﻟﺗﻛﯾ ــف ﻣ ــﻊ‬
‫ﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾﺋﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺷــﺎﻋﺔ ﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻟﻼﻣرﻛزﯾــﺔ اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬و اﻻﺑﺗﻌــﺎد ﻋــن ﻣرﻛزﯾــﺔ اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـرار و ﺗﻧﻣﯾــﺔ ﻣﻬــﺎ ارت‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض ﻟدى اﻟﻘﯾﺎدات اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬و ﺗﻣﻛﯾن اﻹدارات ﻣن ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻋﺗﻣــﺎد ﺷــﻣوﻟﯾﺔ ﺗﻘــوﯾم اﻷداء ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺎت ﻣــن ﺧــﻼل اﻷﻫــداف اﻟﻣﺣــددة ﻟﻬــﺎ ﻣــﻊ اﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬أي ﺗﻘــوﯾم اﻷداء‪ ،‬و اﻹﻋﻣــﺎل اﻟﻣﻧﺟ ـزة‪ ،‬و اﻟﺗﻛــﺎﻟﯾف اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬و ﺣﺟــم‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و رﺑطﻪ ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ ﺗﻧﻣﯾـﺔ اﻻﺗﺟﺎﻫـﺎت اﻻﯾﺟﺎﺑﯾـﺔ ﻧﺣــو اﻟﻌﻣـل و اﻻﻋﺗﻣـﺎد ﻟـﻪ‪ ،‬و اﻟﺗوﺳـﻊ ﻓـﻲ ﻣﺟــﺎﻻت‬
‫اﻟﺗﺄﻫﯾل و اﻟﺗدرﯾب و اﻟﺗطوﯾر‪.‬‬
‫‪ -‬رﻏ ــم اﻟﺟﻬ ــود ﻧﺣ ــو اﻻرﺗﻔ ــﺎع ﺑﻣﺳ ــﺗوى اﻹﻧﺗ ــﺎج و اﻹﻧﺗﺎﺟﯾ ــﺔ و اﻟﻧوﻋﯾ ــﺔ‪ ،‬و ﺗطﺑﯾ ــق إﺟـ ـراءات‬
‫اﻟﺟودة و اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻣﯾﻊ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻋﺗﻣـﺎد أﺳــﺎﻟﯾب ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻛﻔــﺎءة اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﻣــن ﺣﯾــث رﻓــﻊ اﻹﻧﺗـﺎج و ﺗﻘﻠــﯾص اﻟﻛﻠﻔــﺔ و زﯾــﺎدة‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗطـوﯾر ﺻـﯾﻎ و أﺳـﺎﻟﯾب اﻟﻌﻣـل اﻹداري و اﻟﻘـواﻧﯾن و اﻟﺗﺷـرﯾﻌﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑﻣـﺎ ﺑﯾـﻧﻬم ﻓــﻲ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳرﻋﺔ و اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛـﺔ وﺻـوﻻ إﻟـﻰ اﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ‪ ،‬و ﻫـذا ﺗﻣﻬﯾـدا ﻟﺑﻧـﺎء‬
‫ﻣﺷروع اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻘدﯾر ﻧﺷﺎط اﻟﺑﺣث و اﻟﺗطور‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻧﻣﯾــﺔ ﻗــدرات اﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ ﺑــﺈدارة ﺑ ـراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﯾــﺔ‬
‫ودﻋﻣﻬﺎ و ﺗﻌزﯾز دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣوارد ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ذا اﻟﻣردود اﻷوﺳﻊ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺻﺑري أﺣﻣد ﺷﻠﺑﻲ ‪ ،‬دور اﻟﺣوﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺻﻼح اﻹداري ن دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟداﻧﯾﻣﺎرك وﻟﺑﻧﺎن –أﻧﻣوذﺟﺎ –ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻷﻛﺎدﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟداﻧﯾﻣﺎرك ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 66‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬ﺗﻛــوﯾن اﻟﻘــدرات اﻟذاﺗﯾــﺔ ﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻷﺟﻬـزة اﻹدارﯾــﺔ ﻣــن أﺟــل ﻣﺳــﺎﯾرة اﻟﺗﻐﯾــر و ﺗﺷــﺧﯾص و ﺣــل‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺷﻛﻼت وﺿﻊ اﻟﺧطط ﻟﻠﺗطور اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ و ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺗﺟدات ﺑﻛل ﻣروﻧﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻬــذا ﯾؤﻛــد اﻟﻣﻔﻛــرون أن اﻹﺻــﻼح اﻹداري ﻋﻣوﻣــﺎ ﻫدﻓــﻪ ﯾﻛﻣــن ﻓــﻲ ﺗﻌزﯾــز ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﺣوﯾــل‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ‪ ،‬و ﺗﻧﺷﯾط اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ و ﺗﺣﺳﯾن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣواطن و ﻫـذا ﻣـن ﻣﻧطﻠـق‬
‫ﺗﺣﺳــﯾن ﻣﺳــﺗوى اﻷداء ﻓــﻲ اﻟﺟﻬــﺎز اﻹداري‪ ،‬و ﺗرﺷــﯾد اﻹﻧﻔــﺎق اﻟﺣﻛــوﻣﻲ ﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻛــل‪ ،‬و ﻫــذا ﻋــن‬
‫طرﯾق ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣـﻊ ﻣﻬـﺎم اﻟدوﻟـﺔ‪ ،‬ﻗﺻـد إﺷـﺑﺎع ﺣﺎﺟـﺔ اﻟﻣـواطﻧﯾن و ﻫـذا ﺑواﺳـطﺔ ﺗﺣـدﯾث‬
‫‪2‬‬
‫وﺗﻔﻌﯾل اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري ﻛﻛل و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺗﺑﺎﯾن ﻣن دوﻟﺔ أﺧرى‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ ‪ :‬أﺳﺑﺎب و دواﻋﻲ اﻹﺻﻼح اﻹداري‪.‬‬

‫ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺗﺿــﺎﻋف اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬و ﻋــدد اﻟوظــﺎﺋف و اﻟﻣــوظﻔﯾن‪ ،‬أﺻــﺑﺢ اﻟﺟﻬــﺎز اﻹداري ﻟــﺑﻌض‬
‫اﻟدول ﯾواﺟﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﺧطﯾطﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ‪ ،‬و ﻛذا اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‪.‬ﻫـذا ﻣـﺎ ﺟﻌﻠـﻪ ﻏﯾـر ﻗـﺎدر‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺗطور اﻟﺟدﯾد و ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻬذا ﻻﺑد ﻣن ﺣﺻر ﻷﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﻟداﻓﻌـﺔ‬
‫‪3‬‬
‫ﻟﻔﻌل اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ ،‬أﯾن ارﺟﻌﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛون إﻟﻰ ﻋدة أﺳﺑﺎب وﻋواﻣل وﻫﻲ ﻛﺎﻻﺗﻲ‪:‬‬

‫‪-‬ﻋواﻣــل ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﺿــرورة ﺗﻐﯾﯾــر دور اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﻛوﻣــﺔ أﺻــﺑﺣت ﻣﺟــرد ﻓﺎﻋــل واﺣــد‬
‫ﺿﻣن ﻓﺎﻋﻠﯾن آﺧرﯾن ﯾﺳﻌون ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣواطن‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺿﻐوط اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛـوﻣﻲ‪ ،‬وﻋـدم‬
‫اﻟﻘدرة ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻣﺗزاﯾد‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋواﻣل دوﻟﯾﺔ ‪ :‬أﻫﻣﻬﺎ اﻟﻌوﻟﻣﺔ و اﻟﺿﻐوط ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻛﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺑﻧك‬
‫اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬و ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و ﻏﯾرﻫﺎ و اﻟﺗﻲ ﺳـﺎﻧدت اﻹﺻـﻼح‪ ،‬و أﺣﯾﺎﻧـﺎ أﺧـرى‬
‫اﺷﺗرطت ﺿرورﺗﻪ ﻣﻊ ﺗﻌﯾﯾن اﻟدول ﻗﺻد إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ ﺣﻛوﻣﺎﺗﻬﺎ و أﺟﻬزﺗﻬـﺎ اﻹدارﯾـﺔ ﻣﻘﺎﺑـل اﻟﻘـروض‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻬﺎ‬

‫‪ -‬ﻋواﻣل ﻓﻧﯾﺔ‪ :‬و ﺑـﺎﻷﺧص اﻟﺗطـور اﻟﺗﻛﻧوﻟـوﺟﻲ‪ ،‬و ﻣـﺎ طرﺣـﻪ ﻣـن وﺳـﺎﺋل ﺣدﯾﺛـﺔ ﺗﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ ﺗـوﻓﯾر‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت و اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬و ﻛذا ﺗوﺳـﯾﻊ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌـﺎﻟﺞ ﻓﻛـرة اﻹﺻـﻼح‬

‫‪ 1‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2008‬ص ‪. 62‬‬
‫‪Arabic Britich Academy for Hiyher education ,p44 2‬‬
‫‪ 3‬ﻋﺎﺻم اﻷﻋرﺟﻲ ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗطور و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬و ازرة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺑﻐداد ‪ ، 1988‬ص ‪.26‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻹداري و ﺗﺳــﺎﻧدﻩ‪، 1‬أﻣــﺎ اﻟﻌﺎﻣــل اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ أﯾ ـن ﺗــؤدي اﻟــرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ أي اﻟﻌﺎﺋﻠﯾــﺔ و أواﺻ ـل‬
‫اﻟﺻـ ــداﻗﺔ ﻋـ ــﺎﻣﻼ رﺋﯾﺳـ ــﯾﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﺟﺎﻧـ ــب اﻹداري أي ﻓﻛ ـ ـرة ﻋـ ــدم وﺿـ ــﻊ اﻟرﺟـ ــل اﻟﻣﻧﺎﺳـ ــب ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻛـ ــﺎن‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳــب‪ .‬و ﻋــدم ﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ اﻟﻣﻘﺻ ـرﯾن و ﻫــذا ﻣــﺎ ﯾــدﻓﻊ إﻟــﻰ ﻫﺟ ـرة اﻷدﻣﻐــﺔ إﻟــﻰ اﻟــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ أﯾــن‬
‫‪2‬‬
‫اﻧﻌﻛس ﻫذا اﻷﻣر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري و ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺿﻌف و ﻗﻠﺔ اﻟﻛﻔﺎءة‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌواﻣل إدارﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻛﻔﺎءات اﻟﻣؤﻫﻠﺔ و اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ اﻟﻣ ارﻛـز اﻟﻘﯾﺎدﯾـﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻷﺟﻬ ـزة اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬و اﻧﺗﺷــﺎر اﻟﺗﻘﻠﯾــد اﻷﻋﻣــﻰ ﻟﻠــدول اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ ﻓــﻲ أﺳــﺎﻟﯾﺑﻬﺎ اﻹدارﯾــﺔ دون ﻣ ارﻋــﺎة‬
‫اﻟﻔوارق اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن دوﻟﺔ وأﺧرى‪،‬وﻛذا اﻻﺳﺗﺧدام ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣـﺔ و إﻫﻣـﺎل اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻌﻘﯾد اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋرﻗﻠﺔ اﻷداء اﻟﺣﺳـن و إﺿـﺎﻓﺔ اﻟوﻗـت و‬
‫اﻟﺟﻬد دون ﻧﺳﯾﺎن أن ﺑﻌض اﻟﻌﻣﺎل ﯾرﻓﺿـون و ﯾﻘـﺎوﻣون اﻟﺗﻐﯾﯾـر و ﻫـذا ﻣـﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ ﺗﻌﺛـر اﻟﺟﻬـود‬
‫اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻟﻺﺻﻼح‪ .‬وﻧﺟد ﻛذﻟك ﻓﻛـرة اﻟﺗﻘﯾـﯾم ﻏﯾـر اﻟﻣوﺿـوﻋﻲ ﻟﻠﻌﻣـﺎل أﯾـن ﯾـﺗم اﻟﺗﺷـدد ﻣـﻊ اﻟـﺑﻌض و‬
‫ﻏض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺑﻌض اﻵﺧر‪ ،‬ﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر ظﺎﻫرة اﻟﺗﺳﺎﺑق ﻧﺣو اﻟﻣﻧﺎﺻـب اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﺟﻌـل اﻟـﺑﻌض ﻣـن‬
‫اﻹدارﯾﯾن ﯾرﺗدي ﺛوب اﻟﻧﻔﺎق و اﻹﺧﻼص و اﻷﻣﺎﻧﺔ و ﺑﺎطﻧﻪ اﻟﻌﻛس‪ ،‬ﻟﯾﺣﻘق ﻏﺎﯾﺗـﻪ‪ .‬و ﻋﻣوﻣـﺎ و إن‬
‫ﺗﻌددت اﻷﺳﺑﺎب اﻟداﻓﻌﺔ ﻓﺎﻟﻬدف واﺣد و ﻫو ﺿرورة اﻹﺻـﻼح اﻹداري ﻗﺻـد ﺗﺣﻘﯾـق اﻷﻓﺿـل ﻟﻠدوﻟـﺔ‬
‫‪3‬‬
‫و اﻟﻣواطن ﻣﻌﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻟﯾﻠﻰ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑرادﻋﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﯾرﻏﻲ ﻋﺑد اﻟﻌﺎل ‪ ،‬اﻟﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﺧوﺻﺻﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ، 1987 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪3‬‬
‫زﻛﻲ راﺗب ﻏوﺷﻲ ‪ ،‬أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺗوﻓﯾق ‪ ، 1983‬ص ‪. 56‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻷطر اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬


‫ﻧﺗطــرق ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺑﺣــث إﻟــﻰ ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻟﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑﺎﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑــدءا ﻣــن ﺗﺣدﯾــد‬
‫ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ و أﻧواع اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﯾﺎن أﻫم ﻣﻧظﻣﺎﺗﻬﺎ و اﻷﻫداف اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻛون اﻹدارة ﺗﻬﺗم ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺟﻬود اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﻗﺻد اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﻣـوارد اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ داﺧـل اﻟدوﻟـﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻘد ﺷﻬدت ﻛل اﻟدول ﻣﺎ ﯾﻌـرف ﺑﺎﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻛراﺑطـﺔ ﺑـﯾن اﻟدوﻟـﺔ و اﻟﻣـواطن ﻟـذا وﺟـب ﺗﻌرﯾﻔﻬـﺎ‬
‫أوﻻ ﺛم ﺑﯾﺎن أﻧواﻋﻬﺎ و ﻛذا ﻣﻧظﻣﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫اوﻻ‪-‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬

‫ﯾــوﺣﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺻــطﻠﺢ أي اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ أو اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ إﻟــﻰ ﺗﻠــك اﻟراﺑطــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺟﻣــﻊ‬
‫ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و اﻟﻣواطن‪ ،‬ﻟذا ﯾرﻛز اﻟـدﻛﺗور " ﺛﺎﺑـت ﻋﺑـد اﻟـرﺣﻣن إدرﯾـس " ﻓـﻲ ﺗﻌرﯾﻔـﻪ‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺣورﯾن‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻌﻣﻠﯾﺔ ‪:‬‬


‫إن ﻣــﺎ ﺗﻘدﻣــﻪ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾــﺔ ﻣﺛــل ﻋﻣﻠﯾــﺎت ذات طــﺎﺑﻊ ﺗﻛــﺎﻣﻠﻲ ﺗﻧطــوي ﻋﻠــﻰ ﻣــدﺧﻼت‬
‫وﺗﺷــﻐﯾل و ﻣﺧرﺟــﺎت‪ ،‬و ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻣــدﺧﻼت ﻓــﺈن ﻫﻧــﺎك ﺛﻼﺛــﺔ أﻧ ـواع ﯾﻣﻛــن أن ﺗﺟــرى ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻋﻣﻠﯾــﺎت‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻹﻧﺗﺎج اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﻷﻓ ـراد‪:‬ﯾﻣﺛــل اﻟﻣ ـواطن طﺎﻟــب اﻟﺧدﻣــﺔ أﺣــد أﻧ ـواع اﻟﻣــدﺧﻼت ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺎت اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣﺛــل ‪:‬‬
‫دﺧول اﻟﻣرﯾض إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼج ﺗﺧﺗﻠـف اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺻـﺣﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺟـرى ﻋﻠﯾـﻪ ﺑذاﺗـﻪ‬
‫و ﻛذﻟك ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻷﻓراد و ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻣوارد ‪:‬ﺗﺻﺑﺢ ﻛـل اﻟﻣـوارد و اﻷﺷـﯾﺎء أﺣـد أﻧـواع اﻟﻣـدﺧﻼت ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﻣﻘدﻣـﺔ ﻣـن‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ .‬ﻓﻬـﻲ ﺗﺟـري ﻋﻠـﻰ اﻷﺷـﯾﺎء وﻟـﯾس اﻷﻓـراد و ﺗﺳـﻣﻰ ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻷﺷـﯾﺎء اﻟﻣﻣﻠوﻛـﺔ ﻣﺛـل‬
‫ﺧدﻣﺎت رﺧص اﻟﻣرور ﻟﻠﺳﯾﺎرات‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﻣﻌﻠوﻣــــﺎت‪:‬و ﺗﺳ ــﻣﻰ ﺑﻌﻣﻠﯾ ــﺎت ﺗﺷـ ــﻐﯾل اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﻣﺛ ــل ﺧ ــدﻣﺎت ﺗﺣﻠﯾـ ــل اﻟﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻣرﻛـ ــز‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬و ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺷﻐﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣراﻛز اﻟﺑﺣوث و اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻧظﺎم‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻟﻧظر إﻟﯾﻬﺎ ﻛﻧظﺎم ﯾﺗﻛون ﻣن أﺟزاء ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺣوي ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‬

‫‪ 1‬ﺛﺎﺑت ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن إدرﯾس‪ ،‬اﻟﻣدﺧل اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،2001 ،‬ص ‪.455‬‬
‫‪ 2‬ﺛﺎﺑت ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن إدرﯾس ‪ .‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪. 457‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬ﻧظﺎم ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺷﻐﯾل و إﻧﺗﺎج اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬وﻓق ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟﺗﺷـﻐﯾل ﻋﻠـﻰ ﻣـدﺧﻼت‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧظ ــﺎم ﺗﺳ ــﻠﯾم اﻟﺧدﻣ ــﺔ‪ :‬ووﻓ ــق ﻫ ــذا اﻟﻧظ ــﺎم ﯾ ــﺗم ﺗﺟﻣﯾ ــﻊ ﻧﻬ ــﺎﺋﻲ ﻟﻌﻧﺎﺻ ــر اﻟﺧدﻣ ــﺔ‪ ،‬ﯾ ــﺗم اﻟﺗﺳ ــﻠﯾم‬
‫اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺧدﻣﺔ‪ ،‬ﺗم اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺧدﻣﺔ‪ ،‬و إﯾﺻﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻣواطن طﺎﻟب اﻟﺧدﻣﺔ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و ﻣﻔﻬوم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻧظﺎم ﯾﺣﺗوي ﻛﻠﻣﺗﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣرﺋﯾﺔ أو ﻣﺗطورة ﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺧدﻣﺔ أي اﻟﻣواطن‪.‬‬
‫‪ -‬ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣرﺋﯾﺔ‪ ،‬و ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳم ﺟوﻫر اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻔﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬و ﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻧظﺎم ﻣﺗﻘدم ﻣﺛﺎﻻ ﻋن ذﻟك‪:‬‬
‫"ﯾﺗوﺟ ــﻪ ﻣـ ـواطن ﻟﺗﺳ ــﺟﯾل ﺳ ــﯾﺎرﺗﻪ " أو اﺳ ــﺗﺧراج رﺧﺻ ــﺔ ﻟﻬ ــﺎ ‪ ،‬ﻓﺑداﯾ ــﺔ ﯾﻘ ــوم ﺑﺗﻘ ــدﯾم ﻣﺧﺗﻠ ــف اﻟوﺛ ــﺎﺋق‬
‫واﻷوراق ﻟ ــدى ﻣﻛﺗ ــب اﻟﺧدﻣ ــﺔ‪ ،‬و ﯾﺳ ــدد ﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﻣﺧﺻ ــص و ﻣطﻠ ــوب ﻣ ــن ﻧﻘ ــود ﻟﻣﺛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟوﺛ ــﺎﺋق‬
‫واﻷوراق اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺧزﯾﻧﺔ‪ ،‬و ﻋﻠﯾﻪ اﻻﻧﺗظﺎر ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬و ﻫـذا اﻟﺟـزء ﻋﻧـدﻧﺎ ﯾﻣﺛـل اﻟﺟـزء‬
‫اﻟﻣرﺋﻲ ﻣن اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣـواطن‪ ،‬أي ﯾـراﻩ ﺑﻧﻔﺳـﻪ‪ .‬ﻓﻬـو ﯾـرى اﻹدارة و اﻟﻣـوظﻔﯾن‪ ،‬ﻏﯾـر أﻧـﻪ ﺣﺗـﻰ ﺣﺻـوﻟﻪ‬
‫ﻋﻠـﻰ اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ‪ ،‬ﻓـﺎﻷﻣر ﯾﺗطﻠــب اﻟﻣـرور ﻋﺑــر " ﻣﻛﺗـب اﻟﻣــرور" ﻣﺛـل اﻟﻔﺣــص ﻓـﻲ اﻟــدﻓﺎﺗر‪ ،‬أو‬
‫اﻟﺣﺎﺳوب ﻋن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﺎرة‪ ،‬اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت و ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻣو‪ ،‬و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗم ﻓـﻲ اﻟﻣﻛﺗـب اﻟﺧﻠﻔـﻲ اﻟـذي‬
‫ﻻ ﯾراﻩ اﻟﻣواطن ﻗﺻد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻧواع اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﺳــﻬر اﻟدوﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗﺣدﯾــد ﺑراﻣﺟﻬــﺎ و أﻫــداﻓﻬﺎ‪ ،‬و اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗوﺻ ـﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠﻣ ـواطن ﻋﺑــر ﺑﯾــﺎن أﻧ ـواع‬
‫اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻟــﻪ ﺑواﺳــطﺔ ﻣﻛﺎﺗــب اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻣوزﻋــﺔ ﻋﺑــر ﻛﺎﻓــﺔ اﻟــوطن‪،‬ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾــﯾم ﻧظــم‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ ﻟدى اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة إﻟﻰ ﻧظﺎﻣﯾن‪.‬‬

‫أ‪ -‬ﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ‪:‬‬


‫ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟوظﯾﻔـﺔ‪ ،‬و أﻧﻬـﺎ إﻋـداد اﻟﻔـرد ﻛـﻲ ﯾﺗﻔـرغ ﻟﻣﻣﺎرﺳـﺗﻬﺎ طـوال‬
‫ﺣﯾﺎﺗــﻪ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ‪ ،‬ﻟﻬــذا ﺗﻘــوم اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت وﻓــق ﻫــذا اﻟﻧظــﺎم ﺑﺎﺳــﺗﻘطﺎب اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﺗﺑﻌــﺎ ﻟﻧــوع اﻟﺧدﻣــﺔ‪ ،‬ﻓﯾــﺗم‬
‫‪3‬‬
‫ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣﺟﺎل اﻟﻣطﻠوب ﻣﺛل ) زراﻋﺔ‪ ،‬ﺻﻧﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﺗرﺑﯾﺔ و ﺗﻌﻠﯾم‪.(...‬‬

‫‪1‬ﻋﺎﺷور ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم‪ ،‬دور اﻹدارة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗرﺷﯾد اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣذﻛرة‪.‬‬
‫ﻣﺎﺳﺗﯾر ‪ ،‬اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2010-2009 ،‬ص ‪.42 ، 41‬‬
‫‪ 2‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﻧﻌﻣﻰ ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﻣﺳﺗورات ‪ 1997 . ELGE‬ص ‪.164‬‬
‫‪ 3‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﻧﻌﻣﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ‪ ،‬ص ‪. 164‬‬
‫‪17‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫و ﻣﺎ ﻫو ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ﻫو أن ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻗﺑل ﺗوظﯾف اﻷﻓراد ﺗﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺷروط‬
‫اﻟواﺟـب ﺗوﻓرﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣرﺷــﺣﯾن ﻟﻠوظــﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗـدون ﻣﻬــﺎم ﻛــل وظﯾﻔــﺔ ﻓــﻲ ﻛﺗﯾــب ﺧــﺎص‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺳﻣﻰ " ﻛﺗﯾب اﻟﻣﻬﺎم "‪ ،‬و ﯾﻣﺗﺎز ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺑﺳـــﺎطﺔ‪ :‬ﻓﺎﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ﻻ ﺗﺑ ــذل ﺟﻬ ــدا ﻓ ــﻲ إﻋ ــداد اﻟﻣ ــوظﻔﯾن اﻟ ــذﯾن ﯾﺗوﺟ ــب ﻋﻠ ــﯾﻬم ﻫ ــم إﻋ ــداد‬
‫أﻧﻔﺳﻬم‪ ،‬وﺗﺣﻣل ﻧﻔﻘﺎت ﻫذا اﻹﻋداد‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻣروﻧﺔ اﻟﻧظـﺎم‪ :‬ﺗﺗـرﺟم ﺣرﻛـﺔ اﻹدارة ﻓـﻲ اﻟﺗﺧﻠـﻲ و إﻟﻐـﺎء اﻟوظـﺎﺋف اﻟﺗـﻲ ﻟـم ﺗﻌـد ﺑﺣﺎﺟـﺔ إﻟﯾﻬـﺎ‬
‫ﻛﻣـﺎ ﯾﻌطــﻲ ﻫــذا اﻟﻧظــﺎم ﻫﺎﻣﺷـﺎ ﻣــن اﻟﺣرﯾــﺔ ﻟﻠﻣوظــف ﻛــﻲ ﯾﺑﺣـث ﻋــن وظﯾﻔــﺔ أﺧــرى‪ ،‬ﺗﺗﻧﺎﺳــب‬
‫ﻣﻊ ﻣﯾوﻟﻪ‪ ،‬و اﺳﺗﻌداداﺗﻪ أو ﺗﺗﺿﻣن ﻟﻪ ﻋﺎﺋدا أﻛﺑر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -3‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻧظﺎم‪ :‬ﺣﯾث ﯾراﻋﻲ ﻋدة اﻋﺗﺑﺎرات ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ‪ ،‬ﯾﺗم وﻓق اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل‪.‬‬


‫‪ -‬ﻋﻧﺻــر اﻻﻧﻔﺗــﺎح ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‪ ،‬و ﻋــدم ﺗﻣﯾﯾــز اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن اﻟﺣﻛــوﻣﯾﯾن ﻋــن ﻏﯾــرﻫم ﻓــﻲ اﻟﻘطﺎﻋــﺎت‬
‫اﻷﺧرى‪.‬‬
‫‪ -‬أﻣــﺎ ﻋــن ﻋﯾــوب ﻫــذا اﻟﻧظــﺎم اﻟﻣﻔﺗــوح ﻟﻠﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺗطﻠــب اﻟﻌﻣــل ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻧظــﺎم‬
‫ﺧـﺎص‪ ،‬و ذﻫﻧﯾـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‪ ،‬و ﻣﻬــﺎرات ﺗﺧﺗﻠـف ﻋﻣـﺎ ﻫــو ﻣطﻠـوب ﻓـﻲ اﻟﻘطﺎﻋــﺎت اﻟﺧﺎﺻـﺔ‪ .‬إﺿـﺎﻓﺔ إﻟــﻰ‬
‫وﺟود أﻧظﻣﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﻣﺛـل ﻣﺧﺗﻠـف اﻟﺗﺧﺻﺻـﺎت‪ ،‬و ﻫـذا ﺑﺈﻋـداد اﻟﻣـوظﻔﯾن‪ ،‬و ﻫـذا ﻣـﺎ ﯾؤﻛـد ﺣﺎﺟﺗﻬـﺎ‬
‫إﻟﻰ ﻗطﺎع ﺧﺎص ﻣﺗطور‪ ،‬ﯾﺗﺑﺎدل اﻟﺧﺑرات ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺗﻛﺎﻣـل ﻣـﻊ اﻟﻘطـﺎع اﻟﻌـﺎم‪ ،‬ﺑﻬـدف ﺗﻧﻣﯾـﺔ اﻟﻣﻬـﺎرة‬
‫و زﯾﺎدة اﻟﺧﺑرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻐﻠق‪:‬‬
‫ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم ﺗﻘوم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت إﻋـداد اﻟﻣـوظﻔﯾن‪ ،‬ﻗﺑـل اﻟﺗﺣـﺎﻗﻬم ﺑﺎﻟﻌﻣـل و ﯾﺳـﺗﻣر‬
‫اﻟﺗدرﯾب أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل ﺑﻐﯾﺔ رﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗوى و ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘـدرات‪ ،‬و ﺷـرط ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم اﻻﺳـﺗﻣ اررﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـل‬
‫‪3‬‬
‫ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺣددﻩ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺣق وواﺟب و ﯾرﻛز ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺣورﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣوظﻔﯾن‪:‬‬

‫ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻘواﻋــد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﻣﺣــددة ﻷوﺿــﺎع ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻓــﻲ اﻟﻘطــﺎع اﻟﺣﻛــوﻣﻲ‪ ،‬ﺗﺟﻌﻠﻬــم‬
‫ﯾﺗﻣﯾــزون ﻋــن ﻏﯾــرﻫم ﻣــن اﻟﻘطﺎﻋــﺎت اﻷﺧــرى‪ .‬أي ﻗــﺎﻧون اﻟﺗﻌﯾــﯾن ﻣــﺛﻼ‪ ،‬اﻷﺟــر‪ ،‬اﻹﺟــﺎزات‪ ،‬اﻟﻌطــل‬

‫‪ 1‬ﻋﺎﺷور ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص ‪.44‬‬


‫‪2‬ﻋﺎﺷور ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.45 ،44‬‬
‫‪ 3‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻣﺣﻣود ﻟﻧﻌﯾﻣﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.170 ،179‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻣرﺿــﯾﺔ ‪ ...‬إﻟــﺦ ﻛﻣــﺎ ﯾﺣــدد اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ و اﻟواﺟﺑــﺎت و ﻣﺧﺗﻠــف اﻹﺟـراءات اﻟﺟزاﺋﯾــﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺈﻫﻣــﺎل‬
‫أي ﺷرط ﻣن ﺷروط اﻟﻌﻣل‪.‬‬

‫‪ -‬ﺣﯾﺎزة وظﯾﻔﺔ ﻣﺗﻣﯾزة‪:‬‬


‫‪ -‬ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻧظــﺎم ﯾــﺗم اﻟﺗوظﯾــف وﻓــق ﻣواﻓﻘــﺔ اﻹدارة ﻋﻠــﻰ أن ﯾﻌﻣــل أو ﻻ ﺗﺑﻌــﺎ ﻟﻌــدة اﻋﺗﺑــﺎرات‬
‫‪1‬‬
‫وﯾﺗﻣﺗﻊ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻌدة ﻣﻣﯾزات و ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣ ــوظﻔﯾن اﻟﻘ ــﺎدرﯾن ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﺟـ ـﺎوب ﻣ ــﻊ اﻹدارة و ﺗﻔﻬ ــم أوﺿ ــﺎﻋﻬﺎ‬
‫وأﻫداﻓﻬﺎ‬
‫‪ -‬رﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣوظﻔﯾن‪ ،‬و ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺣس اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟدﯾﻬم‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﻋ ـ ــداد و اﻟﺗ ـ ــدرﯾب ﻟ ـ ــدى اﻹدارة ﺑﺟﻌﻠﻬ ـ ــﺎ ﺗﺣﺻ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻛ ـ ــل اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻣ ـ ــن اﻟﻌﻧﺎﺻ ـ ــر‬
‫اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪،‬دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ :‬ﻣﺛل ﺳوق اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﻠﯾم‪.‬‬
‫‪ -‬أﻣﺎ ﻋن ﻋﯾوب ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺻــﻌوﺑﺔ ﻗﯾــﺎم اﻹدارة ﺑﻌﻣﻠﯾــﺎت ﺗرﺗﯾــب اﻟوظــﺎﺋف و اﻟﺗرﻗﯾــﺎت ﻣﻣــﺎ ﯾﺿــﻔﻲ اﻟﺗﻌﻘﯾــد ﻓــﻲ اﻟﻬﯾﺎﻛــل‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺷﻛﺎﻻت ﻗﯾﺎس اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬و ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم و اﻟﺧﺎص ) أي اﻟﻣوظف (‬
‫‪ -‬ﻛﺛرة اﻟﺣﻘوق و اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﺗؤدي ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة إﻟﻰ ﻛﺛرة اﻟﺧﻣول و اﻻﺗﻛﺎﻟﯾـﺔ و اﻟﻘﺿـﺎء‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻋﻧﺻــر اﻟﺗﺟدﯾــد ‪ ،‬و اﻻﺑﺗﻛــﺎر ﻣــﻊ إﺷــﻛﺎﻻت اﻟرواﺗــب‪ ،‬و إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ اﺳــﺗﻘطﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﻛﻔــﺎءات‬
‫‪2‬‬
‫واﻟﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻹدارة‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ‪.‬‬

‫إن ﺗﺣﺳ ــﯾن اﻟﺧدﻣ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ــن ﺣﯾ ــث اﻟﻛﻔ ــﺎءة و اﻟﻔﻌﺎﻟﯾ ــﺔ و اﻻﺳ ــﺗﺟﺎﺑﺔ ﯾ ــﺗم ﻋﺑ ــر د ارﺳ ــﺔ‬
‫ﻣﻧظﻣﺎﺗﻬﺎ و ﻻ ﺑد ﻣن وﺟود ﻣﻧظﻣﺎت ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣواطن ﻋـن طرﯾـق ﺗﻘـدﯾم ﺧـدﻣﺎت‬
‫ﻟﻪ و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻣﻧظﻣﺎت و ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻫﻲ ﺟﻬﺎز ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎج ‪ ،‬و ﺗوﻓﯾر ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻐرض إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬
‫و ﺗﻌــرف ﺑﻌــض اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﺗﻌرﯾــف اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم إذ ﺗــرى أﻧــﻪ‪» :‬ﻣﻧظوﻣــﺔ‬
‫ﺗﻘوم ﺑﺄداء ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬و ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ »‪ ،‬ﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬ص‪.170‬‬


‫‪2‬ﻋﺎﺷور ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.45 ،44‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺛﺎﺑت ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن إدرﯾس ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن إﺣداﺛﻪ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﻘﺗﺿـﻲ أن ﺗﻘـوم ﺑـﻪ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾﻘـﺎ ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺗﺣدد ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻧظﺎﻣﻬﺎ و ﻣوظﻔﯾﻬﺎ و ﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ -‬و ﯾﺄﺧذ ﺷﻛل أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ )ﻣﻧظﻣﺎت إدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻬﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ (‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أﻫداف اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬

‫‪-‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻫـﻲ ﻋﺑـﺎرة ﻋـن ﻣرﻓـق ﻋـﺎم‪ ،‬ﯾﻛـرس وﺟـود ﺧـدﻣﺎت ﻋﺎﻣـﺔ ﺗﻘـدﻣﻬﺎ اﻟﺟﻬـﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾـﺔ‬
‫ﻗﺻد ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر و ﻛﺳب ﺗﺄﯾﯾدﻫم و رﺿﺎﻫم‪ ،‬و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣﻘق أﻫداﻓﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬أﻫــداف اﻟﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ‪ :‬ﺗﺳــﻌﻰ اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻷﻫــداف اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬و اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن‬
‫‪1‬‬
‫ذﻛرﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪-‬أﻫــداف إدارﯾــﺔ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ :‬ﺗــوﻓر ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﺧــدﻣﺎت اﻹدارﯾــﺔ ﺑﺟــودة ﻋﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬و ﺗﻘــدﯾم اﻟﺳــﻠﻊ‬
‫اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻌـ ــد ﺿـ ــرورﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﺗﺣﻘﯾـ ــق اﻻﺳـ ــﺗﻘرار و اﺳـ ــﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ دﻋـ ــم اﻟﺟﺎﻧـ ــب‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬و ﻫذا ﺑرﻓﻊ ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ‪.‬‬

‫ﺗوﻓر ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺧدﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ ﺑﺟودة ﻋﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬و ﺗﻘدﯾم اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌـد ﺿـرورﯾﺔ ﻓـﻲ ﺗﺣﻘﯾـق‬
‫اﻻﺳﺗﻘرار و اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دﻋم اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬و ﻫذا ﺑرﻓﻊ ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻـﺎد‬
‫اﻟﻘوﻣﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬أﻫـــــــداف ﺳﯾﺎﺳـــــــﯾﻪ‪ :‬و ﯾﺗﻌﻠـ ـ ــق اﻷﻣـ ـ ــر ﺑﻛـ ـ ــل ﻣـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﺣﻘ ـ ـ ـق اﻟﻧظـ ـ ــﺎم و اﻻﺳـ ـ ــﺗﻘرار‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪،‬وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬و اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫‪ -‬أﻫـــــداف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـــــﺔ و دﯾﻧﯾـــــﻪ‪ :‬ﯾﺗطﻠـ ــب ﻣـ ــن اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ ﺗـ ــوﻓﯾر ﻣﻧظﻣـ ــﺎت ﻋﺎﻣـ ــﺔ ﺑﻬـ ــدف اﻟﺗﻧﺷـ ــﺋﺔ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ .‬ﻟﺿﺑط ﺳﻠوك اﻷﻓراد‪ .‬و ﺗﺧﺻﯾص ﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﺑﻌد اﻟدﯾﻧﻲ‪.2‬‬

‫‪ 1‬ﻋﻠﻲ زﻏدود ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﻛوﯾن ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ص‪.13 ،12‬‬
‫‪ 2‬ﻋﻠﻲ زﻏدود ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻤﻲ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺻﻼح اﻹداري واﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫رﻏــم ﺗﻌــدد اﻟﺗﻌرﯾﻔــﺎت ﺣــول ﻣﻔﻬــوم اﻹﺻــﻼح اﻹداري إﻻ أن ﻫدﻓــﻪ واﺣــد و ﻫــو زﯾــﺎدة ﻛﻔــﺎءة‬
‫اﻟﺟﻬــﺎز اﻹداري‪ ،‬و ﺗﺣﺳــﯾن أداﺋــﻪ ﻟﻣواﺟﻬــﺔ ﻣﺗطﻠﺑــﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ اﻟﺷــﺎﻣﻠﺔ‪ .‬و ﻫــذا وﻓــق ﺗﺧطــﯾط ﻣﺣﻛــم و‬
‫ﻣــدروس‪ ،‬ﺗــم اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﻧﻔﯾــذﻩ ﺑﺻــورة ﻋﻘﻼﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل إدراك دواﻓــﻊ اﻹﺻـﻼح اﻹداري و اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾ ارﻫ ــﺎ اﻟ ــﺑﻌض ﻣ ــن اﻟﻣﻔﻛـ ـرﯾن و إن ﺗﻌ ــددت اﻷﺳ ــﺑﺎب ﻓﺎﻟﻬ ــدف واﺣ ــد و ﻫ ــو ﻣﺣﺎوﻟ ــﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣ ــﺔ اﻟﻔﺳ ــﺎد‬
‫اﻹداري‪ .‬و اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺷـﺧص ﺣﻘﯾﻘﯾـﺎ و واﻗﻌﯾـﺎ ﻷﺳـﺑﺎب اﻹﺻـﻼح ﻛﻠﻣـﺎ ﻛـﺎن اﻹﺻـﻼح‬
‫ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻪ اﻟﻣﺗﻌددة‪ .‬ﻟذا ﻓﻌﻠﻰ ﻛل دوﻟﺔ أن ﺗﻌـﻲ ﺿـرورة اﻹﺻـﻼح اﻹداري ﻣـن ﻟﻣﺳـت‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗﺧﻠﻔﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻌرﻗل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗطورﻫـﺎ‪ .‬و ﺑﻬـذا ﯾظـل اﻹﺻـﻼح‬
‫اﻹداري ﯾﺣــﺗﻔظ ﺑﺧﺻــﺎﺋص ﻫﺎﻣــﺔ إذ ﯾﻌــد ﺗﻐﯾﯾ ـ ار ﺟــذرﯾﺎ ﻓــﻲ اﻷﺷــﺧﺎص و اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم‪ ،‬و ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻫﺎدﻓــﺔ‬
‫ﻣﺧططﺔ و ﻣرﺳوﻣﺔ‪ ،‬و ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻣرة و ﻣﺗﺟـددة و ﻫـو ﺷـﺎﻣل ﻓـﻲ ذات اﻟوﻗـت ﻣﺗﻛﺎﻣـل ﻟﻛـل ﻣﻘوﻣـﺎت‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري و ﻫو ﺑﻬذا ﺿرورة ﻻ ﻣﻔر ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻷﺧص ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ‪ ،‬ﻟﻛـون ﻫـذﻩ‬
‫اﻷﺧﯾرة ﺣﻠﻘﺔ اﻟوﺻل ﺑﯾن اﻟﻣواطن و اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯾﺔ اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬


‫ﯾﺗطﻠ ـ ــب ﺗﺣﺳ ـ ــﯾن وﺗرﺷ ـ ــﯾد اﻟﺧ ـ ــدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ اﻟرﻓ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــن ﻣﺳ ـ ــﺗوى ﺗﻘ ـ ــدﯾم اﻟﺧ ـ ــدﻣﺎت داﺧ ـ ــل اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪،‬وﺗرﻗﯾــﺔ اﻟﺗﻔــﺎﻋﻼت ﺑــﯾن اﻷﺟﻬـزة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻟﻣـواطن‪ ،‬وﺑﺣﺛــﺎ ﻋــن ﺗطﺑﯾــق ﻫــذﻩ اﻷﻫــداف ﻻﺑــد‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟــدول أن ﺗطﺑــق اﻹﺻــﻼح اﻹداري ﻓﻬــو اﺣــد اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﺿــرورﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﺧدﻣــﺔ ﻋﻣوﻣﯾــﺔ ﻣﻣﯾـزة‬
‫ﻓﻲ أي ﺑﻠد ‪ ،‬ﻟﻬـذا ﻓﺟﻣﯾـﻊ اﻟـدول ﺗﻘـدر ﻗﯾﻣـﺔ اﻹﺻـﻼح اﻹداري ‪ ،‬ﺑﻐﯾـﺔ إﺟـراء ﺗﻐﯾـرات ﺟذرﯾـﺔ وأﺳﺎﺳـﯾﺔ‬
‫وﻓق أﺳس ﻋﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺳد ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗم ﻋﻼﺟـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻟﻔﺻــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣــن ﺧــﻼل ﻣﺑﺣﺛــﯾن اﻷول ﯾﺗطــرق إﻟــﻰ أﺳــس اﻹﺻــﻼح اﻹداري ﻓــﻲ اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫‪،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧدرس ﻓﯾﻪ إﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت اﻹﺻﻼح اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻻطر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬


‫إذا ﻛــﺎن ﻣﻔﻬــوم اﻻﺻــﻼح اﻻداري ‪ ،‬ﻣ ـرﺗﺑط ﺑﺗﻠــك اﻟﻧظ ـرة اﻟﻣﺗﺄﻧﯾــﺔ واﻟﻣرﺣﻠﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻧظــﯾم ﺟﻬــﺎز اﻟدوﻟــﺔ‬
‫‪،‬وﺑﺄﺳــﻠوب أﻛﺛــر ر ازﻧــﺔ ﻋــن ﻏﯾـرﻩ ﻣــن اﻻﺳــﺎﻟﯾب ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﻫــدف ﺗﺳــﻌﻰ إﻟﯾــﻪ ﻛــل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت‬
‫ﺑﻐﯾﺔ إدراك اﻟﺛﻐرات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺎز اﻻداري وﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﺗﺻـﺣﯾﺣﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﻧـﻪ ﻗطـﻊ اﻟﺻـﻠﺔ ﻋـن أﺧطـﺎء‬
‫اﻟﻣﺎﺿــﻲ إﻟـﻰ اﻟﺑﺣــث ﻋــن أﻓــﺎق ﺟدﯾــدة ‪ ،‬وﻫــذﻩ ﻣــﺎ ﻧﻠﻣﺳــﻪ ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻧــﺎ ﻟﻬـذﻩ اﻟﻣطﺎﻟــب اﻟﺛﻼﺛــﺔ ‪ ،‬ﺑــدءا‬
‫ـرور إﻟــﻰ ﻧﻣﺎذﺟ ـﻪ ﺗــم ﺗﺣدﯾــد أﻛﺛ ـر اﻟﻣﻘوﻣــﺎت اﻟﻣؤدﯾــﺔ إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘــﻪ‬
‫ﺑﯾــﺎن ﻣــداﺧل اﻻﺻــﻼح اﻻداري ﻣـ ا‬
‫‪،‬ﺑﺎﻷﺧص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﻣداﺧل اﻻﺻﻼح اﻻداري‪:‬‬

‫ﻟﻘــد أﺻــﺑﺢ اﻻﺻــﻼح اﻻداري ﻣطﻠﺑــﺎ ﺿــرورﯾﺎ ‪ ،‬ﻟﻛــل دوﻟــﺔ ﺗرﯾــد ﺗﺣﻘﯾــق اﻻزدﻫــﺎر وﻫــذا ﻻﯾــﺗم ﺑﺻــورة‬
‫ﻋﺷ ـواﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﺑ ــل ﯾﺣﺗــﺎج إﻟ ــﻰ د ارﺳــﺔ وﺿ ــﺑط وﻓــق أﺳ ــس ﻋﻠﻣﯾــﺔ وﻫ ــذا ﻋﺑــر د ارﺳ ــﺔ ﻣــداﺧل اﻻﺻ ــﻼح‬
‫‪1‬‬
‫اﻻداري واﻟﺗﻲ ﺗﺻﻧف ﻛﺎﻷﺗﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ -‬اﻻﺻﻼح اﻻداري وﻓﻘﺎ ﻟﻧطﺎﻗﻪ‪ :‬وﯾﺣوي ﻣدﺧﻠﯾن وﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫أ ‪-‬اﻟﻣدﺧل اﻟﺟزﺋﻲ ‪ :‬ﯾؤﻛد ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠﻰ اﺗﺑﺎع اﺳـﺎﻟﯾب ﺟزﺋﯾـﺔ وﻣرﺣﻠﯾـﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ اﻟﻣﺷـﻛﻼت اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗواﺟﻬﻪ ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻻدارﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺑﺳﯾط اﻻﺟراءات ‪ ،‬وﺗﻌـدﯾل اﻟﻬﯾﺎﻛـل‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ و اﻟوظﯾﻔﯾــﺔ إذا ﻓﻬــو ﺗــرﻣﯾم ﻟﻸﺟ ـزاء اﻟﻣﻛوﻧــﺔ ﻟﻠﺟﻬــﺎز اﻻداري ‪ ،‬وأﻧــﻪ ﻻﺑــد ﻣــن اﻷﺧــذ ﺑﻣﺑــدأ‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ، 1969 ،‬ص ‪. 368‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﺗــدرج ‪ ،‬اﻟ ــذي ﺳ ــﯾؤدي إﻟــﻰ إﺻ ــﻼح اﻟﺟﻬ ــﺎز اﻻداري ﻛﻛــل وﯾﺳ ــﻌﻰ ﻫ ــذا اﻟﻣــدﺧل إﻟ ــﻰ ﺗﺣﻘﯾ ــق ﻋ ــدة‬
‫أﻫداف ﻣﻧﻬﺎ‪. 1‬‬

‫‪ -‬اﻟﻛﺷف ﻋن اﻻوﺿﺎع اﻹدارﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺗﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺣدﯾد ﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺷﻛﻼت وأﺳﺑﺎب اﻟﺗﺧﻠف اﻻداري ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣؤﺛرة واﻟﻣﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﺗدﺧل اﻻداري ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻛﺷــف ﻋــن وﺳــﺎﺋل وأﺳــﺎﻟﯾب اﻻﺻــﻼح واﻟﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ واﺧﺗﯾــﺎر اﻻﻧﺳــب ﻟﻠﻣﻌطﯾــﺎت واﻟظــروف‬
‫اﻟﺳﺎﺋدة‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﺗﻘﯾﯾم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬

‫‪ -‬ﻟﻬــذا ﺗﻘــوم ﺑﻌــض اﻟــدول ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾــب ﻗﺑــل ﺗﻌﻣﯾــﻪ وﻧﺷ ـرﻩ ‪ ،‬وﯾــﺗم ﻫــذﻩ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗــﺄﻟﯾف ﻟﺟﻧــﺔ ﻟﺗﺟرﯾــب‬
‫اﻻﺻﻼﺣﺎت ﻋﻠﻰ أﺟزاء اﻟﺟﻬﺎز اﻻداري ‪ ،‬ﻟﺗﺣدﯾد ﻣدى ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اﻟﻣدﺧل اﻟﺷﺎﻣل‪ :‬إن اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺷﻣوﻟﻲ ﻟﻺﺻﻼح ‪ ،‬ﯾﻌﺑر ﻋن ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟﺗﻐﯾﯾـر اﻟﻛﻠﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻧظـﺎم‬
‫اﻻداري ﺳواء ﻣـن اﻟﻧﺎﺣﯾـﺔ اﻟﻣﺎدﯾـﺔ أو اﻟوظﯾﻔﯾـﺔ أو اﻟﺳـﻠوﻛﯾﺔ وﻓـق اﻟﺑﻧـﺎء اﻟﺷـﺎﻣل ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻟﻬـذا ﻓﺄﺗﺑـﺎع‬
‫ﻫــذا اﻟﻣﻔﻬــوم ﯾــرون أن ﻫــذا اﻟﻧظــﺎم اﻻداري وﺣــدة ﻣﺗﻛﺎﻣﻠ ـﺔ وﻻ ﯾﻣﻛــن اﻟﻧظــر إﻟﯾﻬــﺎ او ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬــﺎ ﺟزﺋﯾــﺎ‬
‫‪،‬وﻫــذا اﻟﻣــدﺧل ﯾــﺗم ﻋــﺎدة ﻣــن ﺧــﻼل إﻧﺷــﺎء ﻟﺟــﺎن ﻣرﻛزﯾــﺔ أو ﻫﯾﺋــﺎت ﻻ ﻣرﻛزﯾــﺔ ﻣﺗﻧوﻋــﺔ ﺗوﺿــﺢ ﻟــﻪ‬
‫اﻟﺧطﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ وﺗﺣدﯾد اﻟﻧطﺎق اﻟزﻣﻧﻲ ﻟﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪. 2‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ -‬اﻻﺻﻼح اﻻداري وﻓﻘﺎ ﻷﺳﻠوﺑﻪ ‪ :‬وﯾﺣﺗوي ﻣدﺧﻠﯾن وﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اﻻﺻـــﻼح اﻟﺳـــﻠﻣﻲ أو اﻹﻗﻧـــﺎﻋﻲ ‪ :‬وﯾــﺗم ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﺣـ ـوار واﻟﻧﻘــﺎش واﻟﻣﺷ ــﺎرﻛﺔ وﻋﻘ ــد اﻟﻧ ــدوات‬
‫واﻟـدورات اﻟﺗدرﯾﺑﯾــﺔ ‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻧـﺎول اﻟﻧظرﯾــﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ وأﺳــﺎﻟﯾب اﻻﺻـﻼح وﻓﻘــﺎ ﻟﻣﻧﻬﺟﯾــﺎت اﻟﺗﻐﯾﯾــر دون‬
‫ﻗﺳــر أو ﻋﻧــف أو إﻟ ـزام ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﯾــﺗم ﺗﻘﺑــل اﻻﺻــﻼﺣﺎت واﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ ﻓﯾﻬــﺎ ‪ ،‬واﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ ﻣطﻠوﺑــﺔ ﻟﺗﻘــوﯾم‬
‫‪3‬‬
‫اﻻﻋوﺟﺎج اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اﻻﺻﻼح اﻟﻘﯾﺳري أو اﻻﻟزاﻣﻲ‪ :‬ﺑﻣوﺟﺑـﻪ ﺗـﺗم اﻟﺗﻌـدﯾﻼت واﻟﺗﻐﯾﯾـرات ﺳـواء ﻓـﻲ ﺗﻌﯾـﯾن اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن أو‬
‫ﺗﺳرﯾﺣﻬم أو ﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﺎﻛل ﺑﻘ اررات ﻓوﻗﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﻔرض دون ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أو ﺣوار ﻣﺳـﺑق ﻟﻬـﺎ وﻋـﺎدة ﻣـﺎ ﯾﻛـون‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 368‬‬


‫‪ 2‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﺳﻌﯾد‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ‪ ،‬اﻹﻗﺗﺻﺎد واﻹدارة ‪ ،‬ﻋدد‪ ، 2‬ص ‪. 181‬‬
‫أﺣﻣد ﺻﻘر‪ ،‬ﻋﺎﺷور ‪ ،‬إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ‪ ،‬أﻓﺎق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ، 1995‬ص ‪. 12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﻋﻘب اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ‪ ،‬أو اوﻗﺎت اﻻزﻣﺎت واﻟﺣروب‪ ،‬واﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﻻ ﯾؤﺧذ‬
‫‪1‬‬
‫رأي اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻻ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ -‬اﻻﺻﻼح اﻻداري وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺻدرﻩ ‪ :‬ﯾﺣﺗوي ﻣدﺧﻠﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اﻻﺻﻼح اﻟداﺧﻠﻲ )اﻟذاﺗﻲ (‪ :‬ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗﺗوﻟﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ذاﺗﻬﺎ ﺟﻬود اﻻﺻﻼح ﻋن طرﯾق ﺧﺑراء ‪،‬أو‬
‫ﻣﺳﺗﺷــﺎرﯾن ﻣﺗﺧﺻﺻــﯾن ﯾــﺗم اﻻﺳــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬــم ﻟﻬــذا اﻟﻐــرض‪ .‬وﻫــذا ﻣــن ﺧــﻼل ﺳــﻌﯾﻬﺎ ﻻﻛﺗﺷــﺎف ﻣـواطن‬
‫اﻟﺧﻠ ــل واﻟﺿ ــﻌف‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﻣﺧﺗﻠ ــف ﺟزﯾﺋ ــﺎت اﻟﻌﻣ ــل و اﻟﻘﯾ ــﺎم ﺑﺗﺻ ــﺣﯾﺣﺎت ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﺗﻘﯾ ــﯾم واﻟﻣﺗﺎﺑﻌ ــﺔ‬
‫واﻟرﻗﺎﺑــﺔ ‪ٕ ،‬واﺗﺑــﺎع اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ ‪ ،‬ﻟﺗﺣﺳــﯾن أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻌﻣــل وﺗطوﯾرﻫــﺎ ‪ ،‬وﺗﻧظــﯾم ﺧط ـوات اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ‬
‫اﻻدارﯾ ــﺔ ﻣ ــن أﺟ ــل رﻓ ــﻊ ﻛﻔ ــﺎءة أداءﻫ ــﺎ ﺑﺷ ــﻛل ﺗﻠﻘ ــﺎﺋﻲ وﻣﺳ ــﺗﻣر اﺳـ ـﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟ ــﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ وأﻫ ــداف‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ب – اﻻﺻــﻼح ﻣــن اﻟﺧــﺎرج ‪ :‬ﺑﻣوﺟﺑــﻪ ﺗﺗــوﻟﻰ اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘـ اررات ﺳـواء ﻣــﺎ ﺗﻌﻠــق‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل أو اﻟﺗﻐﯾﯾر دون اﺳﺗﺷﺎرة ﻗﯾﺎدة اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺣﯾﺎﻧـﺎ اﻟﺗﻐﯾـرات اﻟﻔوﻗﯾـﺔ‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻔروﺿﺔ ﻣن ﺧﺎرج اﻷﺟﻬزة اﻻدارﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﻣﺎذج ﻋن اﻻﺻﻼح اﻻداري‪.‬‬

‫ﻧظ ار ﻟﺗﻌدد ﻣداﺧل اﻻﺻﻼح اﻻداري واﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﻔﻬوﻣﻪ وﻧﺗﺎﺋﺟﻪ ﻓـﺈن ﻣﺣﺎوﻟـﺔ د ارﺳـﺔ‬
‫ﻧﻣــﺎذج ﻋﻧــﻪ ‪ ،‬ﯾﺳــﺗﻠزم إﯾﺟــﺎد اطــﺎر ﺗﺣﻠﯾﻠــﻲ ﯾوﺿــﺢ ﺟدﻟﯾــﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن ﻧﺷــﺎط اﻻدارة ‪ ،‬وﺗﺑﻧﯾﻬــﺎ ﻟﻔﻛ ـرة‬
‫اﻻﺻــﻼح اﻹداري أو ﻣــدى اﺳــﺗﺟﺎﺑﺗﻬﺎ ﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ ‪،‬وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﻌﻣــل ﻋﻠﯾــﻪ اﻻدارﯾــﯾن ﻟﺻــﯾﺎﻏﺔ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺔ إدارﯾﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻧﻣﺎذج اﻻﺻﻼح اﻻداري ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷطر واﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة دون أﺧرى وأﻫﻣﻬﺎ‪: 3‬‬

‫أوﻻ‪ -‬اﻟﺗﺻﻧﯾف طﺑﻘﺎ ﻟﻧطﺎق وﻣﺳﺗوى اﻻﺻﻼح ‪:‬‬

‫ﻓطﺑﻘﺎ ﻟﻧطﺎق اﻻﺻﻼح ‪ ،‬ﻧﺟد أن " اﻟﺻﺎﯾﻎ " ﯾﻣﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻓﻘط ﻣن اﻻﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت أﺣدﻫﻣﺎ ﻛﻠـﻲ "‬
‫ﻣﺎﻛرو" واﻷﺧر ﺟزﺋﻲ " ﻣﯾﻛرو" ﻓﺎﻷول ﺷﺎﻣل وﻣﺗﻛﺎﻣل ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﺟزﺋـﻲ ﺗـدرﯾﺟﻲ ‪ ،‬ﯾـؤدي ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ إﺻﻼﺣﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم ﻛﻛل‪.‬‬

‫‪ -‬أﻣﺎ " ﺻﻘر ﻋﺎﺷور" ﻓﯾﺿﻊ أرﺑﻌﺔ ﻧﻣﺎذج‪: 4‬‬

‫‪ 1‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬


‫‪ 2‬ﯾﺎﺳر اﻟﻌدوان ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 791‬‬
‫‪ 3‬ﻟﯾﻠﻰ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑرادﻋﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬
‫‪ 4‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور ‪ ،‬إﺻﻼح اﻻدارة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬إﺳــﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻻﺻــﻼح اﻻﻓﻘــﻲ ‪ :‬ﺗرﻛــز ﻋﻠــﻰ ﻋــدد ﻣﺣــدود ﻣــن اﻟﻌﻧﺎﺻــر ‪،‬وﻟﻛــن ﻣــﻊ اﻟﺗطﺑﯾــق ﻋﻠــﻰ‬
‫أﻏﻠب ﻣﻧظﻣﺎت أو ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺣﻛوﻣﻲ ‪.‬‬

‫‪ -‬إﺳـــﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻻﺻـــﻼح اﻟﻘطـــﺎﻋﻲ ‪ :‬ﻧﺟــد ﻋــدد ﻣﺣــدود ﻣــن اﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾــﺔ وﻟﻛــن ﻣــﻊ ﺗﻧــﺎول‬
‫ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻻداء اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ‪.‬‬

‫‪ -‬إﺳــﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻻﺻــﻼح اﻟﺟزﺋــﻲ ‪ :‬وﯾــﺗم ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺗطــوﯾر ﻟﻌــدد ﻣﺣــدود ﻣــن اﻟﻣﻧظﻣــﺎت وﺗﻧﺻــب اﻟﺟﻬــود‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ‪.‬‬

‫‪ -‬إﺳــﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻻﺻــﻼح اﻟﺷــﺎﻣل ‪ :‬وﺗﻣﺛــل اﻟﺗطــورات ﻟﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻌﻧﺎﺻــر ﻓــﻲ ﻛــل أو اﻏﻠــب اﻟﻘﺎﻋــﺎت‬
‫‪1‬‬
‫واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ " ﻣﺎﻛر ﯾﺟور " ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق اﺻﻼح وﻟﻛن ﺗﺿﻊ ‪ 06‬أﻧواع وﻫﻲ‪: 2‬‬

‫‪ -‬إﻋﺎدة ﺗﺻﻣﯾم اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ‪ :‬وﻫـذﻩ ﺑﺈﻋـﺎدة ﺗﺻـﻣﯾم اﻟﺗﻘﻧﯾـﺎت اﻻﺳﺎﺳـﯾﺔ وﻧظـم اﻟﻌﻣـل وﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻻﻧﺗـﺎج‬
‫ﻣﺛل‪ :‬ﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل إﺣﺿﺎر اﻵﻻت واﻷﺟﻬزة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ‪ ،‬وﺗرﺷﯾد اﻟﻧﻔﻘﺎت ‪.‬‬

‫‪ -‬إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠـﺔ ‪ :‬وﻫـذا ﺑﺈﻋـﺎدة اﻟﺗﻧظـﯾم ﻣـن ﺧـﻼل ﺗﻐﯾﯾـر ﻫﯾﻛـل اﻟﻣﻧظﻣـﺔ اﻟـذي ﯾـرﺑط ﺑـﯾن اﻟﻌﻣﻠﯾـﺎت‬
‫اﻟﺟوﻫرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺧطــﯾط اﻻﺳــﺗراﺗﯾﺟﻲ ‪ :‬واﻟﻬــدف ﻫﻧـﺎ ﻫــو اﻟﺗﻔﻛﯾــر ﻓــﻲ ﺗﻐﯾﯾــر أﻫــداف اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻣــن أﺟــل ﻣواﺟﻬــﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬

‫‪ -‬اﻋــﺎدة اﻟﻬﻧدﺳــﺔ ‪ :‬أي اﻟﺗﻐﯾــر ﻓــﻲ ﻛــل أﻧ ـواع اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﺳــﯾن اﻟﺟــودة دون ﺗﻐﯾﯾــر ﻓــﻲ‬
‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ أو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﺛل ‪ :‬ﻣﻸ اﻻﻓ ارزات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬إﻋــﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠــﺔ اﻻﺳــﺗراﺗﺟﯾﺔ ‪ :‬ﯾﺣــدث ﻫـذا اﻟﺑــدﯾل ﺗﻐﯾﯾــر اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻻﺳــﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ دون ﺗﻐﯾﯾــر‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﺛﺎل‪ :‬ﺗﻛرﯾس ﺗﺣﺎﻟﻔﺎت اﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ‪ ،‬وﺷﺑﻛﺎت وﺗﻛﺗﻼت ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺣــول ‪ :‬وﺗﻌﺗﺑــر ﻫــذﻩ اﻟﻣﻔﻛ ـرة ﻫــذا اﻟﺑــدﯾل ﻫــو اﻻﻛﺛــر اﺑﺗﻛــﺎ ار ﻣــن ﺑــﯾن ﺑــداﺋل اﻻﺻــﻼح اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ‬
‫‪ ،‬وﯾﻣﺛل ﺗﻐﯾﯾ ار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ‪ ،‬واﻟﻬﯾﺎﻛل وأﺳﻠوب ﻛﯾﻔﯾـﺔ اﻟﻌﻣـل ‪ ،‬وﻗـد ﯾﺗﺿـﻣن‬
‫ﻣﻧﺗﺟــﺎت ﻣﺗﻌــددة ﻟﻠﻣﻧــﺗﺞ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ ‪ ،‬واﻟﻬﯾﺎﻛــل وأﺳــﻠوب ﺗﻧظــﯾم اﻟﻌﻣــل ‪ ،‬وﻗــد ﯾﺗﺿــﻣن ﻣﻧﺗﺟــﺎت ﺟدﯾــدة‬
‫‪،‬وأﺳواق ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺟودة ﻣن ﻗﺑل ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻣﺛل إﻧﺗﺎج اﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬


‫‪ 2‬ﻟﯾﻠﻰ ‪ ،‬ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑرادﻋﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪-‬اﻟﺗﺻﻧﯾف وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻧﺑﻊ وأطراف اﻟﺗﻐﯾﯾر‪:‬طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻧﺑﻊ وأطراف اﻟﺗﻐﯾﯾـر ﯾﻣﯾـز ﻋﺎﺷـور ﺑـﯾن اﻻطـراف‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾــﺔ واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬــﺎ ‪ ،‬اﻟﻘﯾ ــﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ وﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﻣﺻ ــﺎﻟﺢ‬
‫واﻟﺿﻐط اﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬وأﺟﻬزة وﺧﺑراء اﻻﺻﻼح اﻻداري ﺛم اﻟﺟﻣﻬور ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وﻟﻛن – ﻓﺎرازﻣﻧد‪ -‬ﻓﺎﻧﻪ ﻓﺈﻧﻪ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻧﻣﺎذج ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﻣﻧﺑﻊ اﻻﺻﻼح اﻻداري وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻧﻣــﺎذج اﻟﻔوﻗﯾــﺔ ‪ :‬وﻣــن ﻓرﺿــﯾﺎت ﻫــذﻩ اﻟﻧﻣــﺎذج أن اﻻﺻــﻼح ﯾﻧﺑــﻊ ﻣــن أﻋﻠــﻰ وﻻ ﯾــﺗم ﻓﯾــﻪ إﺷ ـراك‬
‫اﻟﻣواطﻧﯾن أو اﻟﻣوظﻔﯾن ‪ ،‬وﺗﺗﺑﻧﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑراﻣﺞ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ وﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ‪ :‬وﻣن ﻓرﺿﯾﺎﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺣدث ﻛرد ﻓﻌل ﻟﻠظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ‪ ،‬ﺳـواء‬
‫ﻛﺎﻧت ظروف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻧﻣــﺎذج اﻟﻣؤﺳﺳــﯾﺔ ‪ :‬وﻣــن ﻓرﺿــﯾﺎﺗﻬﺎ أن اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬــﺎ دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾــﺔ وﺗوﺟــد ﻋﻼﻗــﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾــﺔ‬
‫ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﯾﺣدث ﺗﻌـدﯾل ﻣﺳـﺗﻣر ﻟﻠﻘـﯾم اﻟﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ ‪ ،‬واﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ واﻟﻬﯾﺎﻛـل داﺧـل‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺿﻐوط ﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ -‬اﻟﺗﺻﻧﯾف طﺑﻘﺎ ﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﺑﻠور واﻟﻣﺑﺎدأة ‪:‬‬

‫وﯾطرح – ﻋﺎﺷور – طﺑﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻻﺗﻲ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠور اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ‪ :‬ﺣﯾث ﯾﺗم اﻻﺻﻼح ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق ﺗﺟرﯾﺑﻲ ﺛم ﯾﻌﻣم ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ رد اﻟﻔﻌل ‪ :‬واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺑﻌد ﺣدوﺛﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ -‬إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدأة واﻹﺑداع اﻟﻣﺧطط ‪ :‬وﺗﻌﺗﺑـر اﺳـﺗراﺗﺟﯾﺔ ﻫﺟوﻣﯾـﺔ ﻣﺑـﺎدأة ﺗﺳـﺗﻬدف ﺗطـور اﻻداء‬
‫ﻣن ﻣﻧطﻠق اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣﺳﺑق ‪.‬‬

‫راﺑﻌــــﺎ‪ -‬اﻟﺗﺻــــﻧﯾف طﺑﻘــــﺎ ﻻﺳــــﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾــــر ‪:‬وﻫ ــذا اﻟﺗﺻ ــﻧﯾف ﯾﻣﯾ ــز ﺑ ــﯾن اﻻﺻ ــﻼح اﻟ ــدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﻲ‬
‫واﻻﺳﺗﺎﺗﯾﻛﻲ ‪ ،‬ﺣﯾـث أن ﻫـذا اﻻﺧﯾـر ﯾﺷـﺗﻣل ﻣﺣﺎوﻟـﺔ واﺣـدة ﻟﻺﺻـﻼح ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ اﻟـدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﻲ ﯾﻬـدف إﻟـﻰ‬
‫ﺧﻠق أﻧظﻣـﺔ ادارﯾـﺔ ﺗﺗﻔﺎﻋـل ﻣـﻊ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻣﺣﯾطـﺔ ‪،‬وﯾطـور أﺳـﺎﻟﯾب ﻟﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ اﻟﻣﺷـﻛﻼت ‪ ،‬وﻫـو اﺻـﻼح‬
‫‪3‬‬
‫ﯾﺑﺗﺳم ﺑﻘدر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ واﻟﺣرﻛﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬


‫‪2‬‬
‫‪lFrazmand,ali :editor.2002.Administrative reform in developing nations Connecticut:”pracger‬‬
‫‪publisheres‬‬
‫‪ 3‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ -‬ﻧﻣﺎذج أﻛﺛر ﺗﻛﺎﻣﻼ ‪:‬إن " دﯾﻧﻔﻲ وﺳﺗﯾﺗﻲ " ﻓﻘدﻣﺎ ﻧﻣوذﺟﺎ أطﻠﻘـﺎ ﻋﻠﯾـﻪ اﺳـم ﻧﻣـوذج اﺳـﺗراﺗﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻐﯾﯾ ــر ﻟﺗﺻ ــﻧﯾف أﻧـ ـواع اﻻﺻ ــﻼح اﻹداري ‪ ،‬ﺟﻣﻌ ــﺎ ﻓﯾ ــﻪ ﺑ ــﯾن ﻧط ــﺎق اﻻﺻ ــﻼح وأﺳ ــﻠوب اﻟﺗطﺑﯾ ــق ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻧطﺎق ﯾﺗراوح ﺑﯾن ﺿﺑط ﻣﺧﻔف إﻟـﻰ ﺗﻌـدﯾل ﺗـدرﯾﺟﻲ إﻟـﻰ ﺗﺣـول ﻗطـﺎﻋﻲ إﻟـﻰ ﺗﺣـول ﻣؤﺳﺳـﻲ ‪ ،‬أﻣـﺎ‬
‫‪1‬‬
‫أﺳﻠوب اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﯾﺗراوح ﻣﺎﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎون ﺛم اﻟﺗﺷﺎور ‪ ،‬ﺛم اﻻﻣر ﺛم اﻟﺟﺑر‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﻣﻘوﻣﺎت اﻻﺻﻼح اﻻداري ‪:‬‬

‫ﻧظ ـ ار ﻟﺗﻌــدد ﻣــداﺧل وﻧﻣــﺎذج اﻻﺻــﻼح اﻟﺗــﻲ ﯾﻘﺗرﺣﻬــﺎ رواد اﻻدارة ﻓﺎﻧــﻪ ﻻﺑــد ﻣــن ﺗﺣدﯾــد دﻗﯾــق ﻷﻫــم‬
‫اﻟﻣﻘوﻣــﺎت واﻟﻌﻧﺎﺻــر اﻻﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺎﻋد ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻻﺻـﻼح اﻻداري ﺑﻧﺎﺟﻌــﺔ وﻫــذﻩ ﻣــن ﺧــﻼل‬
‫ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﺗوﻓﯾر اﻟﺷروط اﻟﺿرورﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﯾﻣﻛن إﺟﺎزﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻻﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬وﺟود ادارة ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺣﺎزﻣﺔ وﻣﺻﻣﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﺟﺎز اﻻﺻﻼح اﻻداري ‪ ،‬وﺗؤﻣن ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ووﺟوب‬
‫ﺗﻧﻔﯾــذﻩ ﻋﻠــﻰ ﻛــل اﻟﻣﺳــﺗوﯾﺎت ﻓــﻼ اﺻــﻼح ﻣــن دون ﺳــﻠطﺔ واﻋﯾــﺔ وﻣﻠﺗزﻣــﺔ ﺑﺑرﻧــﺎﻣﺞ اﻻﺻــﻼح‬
‫وﺣﺎدة ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪.‬‬
‫اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻘﯾﺎدات اﻻدارﯾـﺔ اﻟﻛﻔـؤة‪ ،‬واﻹطـﺎرات اﻟﻔﻧﯾـﺔ اﻟﻣﺗدرﺑـﺔ اﻟﻧﺎﺟﺣـﺔ ﻟﻠﻌﻣـل اﻟﺣﻛـوﻣﻲ ﻗﺻـد‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺋد اﻻداري اﻟﻧﺎﺟﺢ ﻫو اﻟذي ﯾﺧﻠق ﻓﻲ داﺋـرة اﻟﻌـﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾـد وأﻫـداف اﻟﻣﺷـروع‬
‫اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻪ‪.‬‬
‫ﺗـوﻓﯾر اﻟﻌﻧﺻـر اﻟﺑﺷـري ‪ ،‬ﺣﯾـث ﯾﻌــد ﻣـن أﻫــم اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﻣوﺟﻬـﺔ ﻟﺣرﻛـﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﻲ اﻻداري‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣﺣور ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻻﺻـﻼح اﻻداري ﻛوﻧـﻪ ﯾﻣﺛـل أﻏﻠـﻰ ﻣﺎﻟدﯨﺎﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻣـن رﺻـﯾد‪ ،‬وأن‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺟب اﻟﻧظر اﻟﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺷري ﻫﺎم‪.‬‬
‫اﻻﻫﺗﻣ ــﺎم ﺑﺎﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻌﻣ ــل ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻟﺟﻬ ــﺎز اﻻداري ﺑﻛ ــل اﺑﻌﺎدﻫـ ـﺎ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ و اﻟطﺑﯾﻌﯾ ــﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻹﺻﻼح اﻻداري ﻟن ﯾﻛﺗﺳب اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻘﺑول‬
‫‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن اﻧﻌﻛﺎﺳﺎ ﻟﻘﯾم وﻣﻌﺗﻘدات اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣﻌﺑ ار ﻋن ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ وﺗطﻠﻌﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﺗطــوﯾر اﻟــﻧظم وﺗﺣدﯾــد اﻻﺳــﺎﻟﯾب واﻟﻣﻬ ـﺎرات اﻟﻔﻧﯾــﺔ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ اﻻﺣﺗﺟﺎﺟــﺎت وﻣﻘﺗﺿــﯾﺎت ﻋﻣﻠﯾــﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ ‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ‪ ،‬اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ وﻛــذا اﻟﺛﻘﺎﻓﯾــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﺣ ـدﯾث اﻟﻣﻧظوﻣــﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬وﺗطوﯾر اﻻﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ اﻧﺗﺟﺗﻬﺎ اﻟﺛورة اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻘل اﻻدارة‪.3‬‬

‫‪ 1‬زاﻫر اﻟﺧطﯾب ‪ ،‬اﻻﺻﻼح اﻻداري ‪ ،‬ﻣﺷروع وﺛﯾﻘﺔ ﻟﻼﺻﻼح اﻹداري ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ،‬ب‪.‬د ‪ ، 1991‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 2‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫‪ 3‬زاﻫر اﻟﺧطﯾب ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬

‫‪28‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬ﺗوﻓﯾر ﻧظﺎم دﻗﯾق وﻣﺗطـور ﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻬـﺎ ‪ ،‬واﺳـﺗﻧﺗﺎج اﻟﻣﺷـﻛﻼت اﻟﺣﺎﻟﯾـﺔ ﻟﻠﺟﻬـﺎز اﻻداري ‪ ،‬واﻟﻘـدرة ﻋﻠـﻰ‬
‫اﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺣدﯾــد اﻟــدﻗﯾق ﻟﺗﻛــﺎﻟﯾف ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻹﺻــﻼح ﻓﻬــﻲ ﻻ ﺗﺧﻠــق ﻓﺟــوة ﺑــﯾن اﻟرﻏﺑــﺔ واﻟطﻣــوح وﺑــﯾن اﻟواﻗــﻊ‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﺷل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺻﻼح اﻻداري‪.‬‬

‫‪ -‬ﯾﺟ ــب أن ﻧﻧطﻠ ــق ﺑﺧطـ ـط اﻻﺻ ــﻼح اﻻداري ﻣ ــن اﻻﺳ ــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟرﻏﺑ ــﺎت اﻟﺟﻣﻬ ــور‪ ،‬وﻫ ــذا ﻣ ــن ﺧ ــﻼل‬
‫‪1‬‬
‫ارﺗﺑﺎط اﻟﺧطط اﻻﺻﻼﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧطط اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺣ ــدد ﻓﻌﺎﻟﯾ ــﺔ ﺑـ ـراﻣﺞ و ﺟﻬ ــود اﻻﺻ ــﻼح ﺑﺗﺣدﯾ ــد اﻻطـ ـراف اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﺔ ﻋﻧ ــﻪ واﻷطـ ـ ارف اﻟﻣﻌﻧﯾ ــﺔ ﺑ ــﻪ‬
‫‪،‬وﺗﺣدﯾد اﻻطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟذي ﯾﺟﻣﻌﻬﺎ وﯾﺣدد ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺻﻼح ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺷـﺗرﻛﺔ ﺑـﯾن‬
‫اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣﺳ ــﺗﻬدﻓﺔ ﺑــﺎﻟﺗطوﯾر ‪ .‬وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﻌﻧ ــﻲ ﺿــرورة اﻧﺷــﺎء ﺟﻬــﺎز ﺣﻛ ــوﻣﻲ‬
‫ﻟﻼﺻطﻼح اﻻداري‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺣدﯾد زﻣن اﻟﺧطﺔ ﺣﯾث ﺗﺳﻬل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗﻘﯾﯾم‪ ،‬ﺣﺳب ﺧطوات اﻟﺧط وﻓﺗراﺗﻬﺎ اﻟزﻣﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫‪2‬‬
‫ﯾﺄﺧذ اﻻﺻﻼح اﻻداري وﻛﺄﻧﻪ إﺟراء ﻋﺎدي وﯾﻣﻛن إﺟراءﻩ ﻣﺗﻰ أراد اﻟﻣواطن‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺣدﯾد اﻷدوار وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻊ ﺗﺄﻛﯾد ﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ‬
‫ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ٕواﻧﺟﺎزﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬اﯾﺟـ ــﺎد ﻧظـ ــﺎم اﻟﻣراﻗﺑـ ــﺔ واﻟﻣﺗﺎﺑﻌـ ــﺔ ﻣـ ــﻊ ﺗﻔﻌﯾـ ــل اﻟﺟﻬـ ــﺎز اﻟﻌـ ــﺎم ﻟﻣﺗﺎﺑﻌـ ــﺔ وﻣراﻗﺑـ ــﺔ اﻻﺟﻬ ـ ـزة اﻟﺣﻛوﻣﯾـ ــﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺷراك اﻟﻣواطن ﺑدور ﺗﻘﯾﯾم رﻗﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗــوﻓﯾر اﻟــوﻋﻲ اﻟﺟﻣــﺎﻋﻲ ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﺑﺄﻫﻣﯾــﺔ اﻻﺻــﻼح ‪ ،‬ﺑﻐﯾــﺔ ﺧﻠــق رأي ﻋــﺎم ﻣﺳــﺎﻧد‪ .‬ﻟﺗﺣﺻــﯾن‬
‫إرادة اﻻﺻــﻼح ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى ﺳــﻠطﺔ اﻟﻘ ـرار اﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ ‪ ،‬وﻟﺗﻌزﯾــز ﻣﺳــﯾرﺗﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻋﺑــر اﻟﺗوﻋﯾــﺔ‬
‫‪3‬‬
‫واﻟﺗﺛﻘﯾف‪ ،‬واﻟﺗﻌﺑﺋﺔ ‪ ،‬وﺑﻼ ﻋﻠم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل دور راﺋد‪.‬‬

‫‪ 1‬زاﻫر اﻟﺧطﯾب ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬


‫‪ 2‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 84‬‬

‫‪29‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻻﺻﻼح اﻻداري‪:‬‬


‫ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺗﻔــﺗﺢ اﻟــذي ﺗﺷــﻬدﻩ اﻟــدول اﻟﯾــوم واﻟﻔﺿــل ﯾﻌــود إﻟــﻰ ﺗطــور وﺳــﺎﺋل اﻻﺗﺻــﺎل ﻓﺈﻧﻧــﺎ ﻧﺟــدﻫﺎ ﻋﻠــﻰ‬
‫اطــﻼع داﺋــم ﻟﻣــﺎ وﺻــل إﻟﯾــﻪ ﻏﯾرﻫــﺎ ‪ ،‬ﻣــن اﻟﺗطــور ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ ﺗﺣدﯾــدا ﻓــﻲ ﺣﻘــل اﻻدارة وﺗﻔﻌﯾــل‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣواطن ‪ ،‬ﻟﻬذا أﺻﺑﺣت ﻛل اﻟـدول ﺗﺳـﻌﻰ إﻟـﻰ ﺗﻘـدﯾم اﻻﻓﺿـل ‪ ،‬وﻫـذا ﺗﺑﻌـﺎ ﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔـرض ﻋﻠﯾﻧـﺎ ﺑﯾـﺎن ﻫـذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ ‪ ،‬ﺛـم ﺗﺣدﯾـد اﻟطـرق اﻟﻣﺗﺑﻌـﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾـق اﻻﺻـﻼح‬
‫اﻻداري ﻣﻊ ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻠﻣراﺣل اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻗﺻد أن ﯾﺣﻘق ﻏﺎﯾﺗﻪ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺻﻼح اﻻداري‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﺑﯾﺎن ﻣﻘوﻣﺎت اﻻﺻﻼح ﻻﺣظﻧﺎ اﻟـدور اﻟـذي ﯾﻠﻌﺑـﻪ اﻟﻘﺎﺋـد اﻻداري ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ ‪ ،‬ﻣـن‬
‫ﺣﯾــث ﻗﯾﺎﻣــﻪ ﺑﺈﻋــداد اﻟﺧطــط اﻻﻧﻣﺎﺋﯾــﺔ ‪ ،‬وﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ وﻣــﻊ ﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣــل ﻣــﻊ اﻟﺑﯾﺋــﺔ وﺗﻐﯾراﺗﻬــﺎ ‪.‬إذن‬
‫ﻫو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ رﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟواﺟـب إﺗﺑﺎﻋﻬـﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾـق أﻫـداف اﻻﺻـﻼح اﻻداري ﯾﻣﻛـن ﺣﺻـر‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻧﻘﺎط و ﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬إﻋ ــداد ادﻟ ــﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾ ــﺔ ﺣدﯾﺛ ــﺔ ﻻﺳ ــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛﻣ ارﺟ ــﻊ ﻟﻠﻣﺳ ــﺗوﯾﺎت اﻻدارﯾ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ ﺗﺗﺿ ــﻣن ﺗﺣدﯾ ــد‬
‫اﻟواﺟﺑــﺎت واﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺎت وﺧطــوط اﻟﺳــﻠطﺔ واﻟﺻــﻼﺣﯾﺎت واﻟﻌﻼﻗ ـﺔ ﺑــﯾن اﻻدارات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ‪ ،‬ﻣــن أﺟــل‬
‫ﺧﻠق ﻋﻼﻗﺎت ﻋﻣل واﺿﺣﺔ ﺗﺗﻔﺎدى اﻻزدواﺟﯾﺔ واﻟﺗداﺧل ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗطوﯾر اﻟﻘﯾﺎدات اﻻدارﯾﺔ وﺗﻌزﯾـز اﻟﺗـراﻛم اﻟﻣﻌرﻓـﻲ ﻟـدﯾﻬﺎ وﻣ ازﯾـﺎ ﺷـﺎﻋت اﻻﺳـﺎﻟﯾب اﻻدارﯾـﺔ اﻟﺣدﯾﺛـﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل وﺧﺎﺻــﺔ اﺳــﺎﻟﯾب اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘـرار واﻟﺗﻐﯾــر ﻣــن ﺧــﻼل ﺗطــوﯾر اﻟﻣﻬــﺎرات اﻻدارﯾــﺔ و اﻟﻔﻧﯾــﺔ ﻋــن‬
‫طرﯾق دورات ﺗﺄﻫﯾﻠﯾﺔ ﯾﺗم اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺷﺎﻋﺔ ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻟﺗﻌزﯾـز اﻟﻘﻧﺎﻋـﺔ واﻟـوﻻء‬
‫‪ ،‬ﻟ ــدى اﻟﻌ ــﺎﻣﻠﯾن ﻓ ــﻲ ﻣﻧظﻣـ ــﺎت اﻟﺟﻬ ــﺎز اﻻداري واﻟﺗﻘﻠﯾ ــل ﻣﻘﺎوﻣ ــﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾـ ــر اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺻ ــﺎﺣب ﻋﻣﻠﯾـ ــﺎت‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺗطوﯾر‪ ،‬واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎد أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷـرﯾﺔ وﺗﻌزﯾـز دورﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ‬
‫‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾﺷﻣل ذﻟك اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ رﺑط اﻷﺟر ﺑﺎﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬وﺗطﺑﯾق ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﺗﻘوﯾم اداء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻣراﻋﺎة‬
‫‪2‬‬
‫ظروﻓﻬم وﺗﺣﺳﯾن اﻟﺑﯾﺋﺔ وﺗﻌزﯾز دور اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ وﺿــﻊ ﺑرﻧــﺎﻣﺞ وظﯾﻔــﻲ ﯾﺣﻘــق اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر اﻷﻣﺛــل ﻟﻘــدرات وﻣﺟﻬــودات اﻟﻣ ـوارد اﻟﺑﺷ ـرﯾﺔ‬
‫‪،‬وﯾﺳﺗﻧد إﻟـﻰ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﺷـﺎﻣﻠﺔ ﻣـن د ارﺳـﺎت ﺗﺧطـﯾط ﻟﻠﻘـوى اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ‪ ،‬وﺗﺣﻠﯾـل اﻻﻋﻣـﺎل‬

‫‪www.iropcp.org/members 4/0061017 wsa.htm 1‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Arabic britich.acodemy for higher education .p52‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫وﺻ ــف اﻟوظ ــﺎﺋف واﺣﺗﺳ ــﺎب أﻋﺑ ــﺎء اﻟﻌﻣ ــﺎل واﺧﺗﯾ ــﺎر اﻟﻌ ــﺎﻣﻠﯾن وﻫ ــذا ﻗﺻ ــد اﻻرﺗﻔ ــﺎع ﺑﻣﺳ ــﺗوى اﻻداء‬
‫‪1‬‬
‫اﻟوظﯾﻔﻲ ﺳواء ﻟﻠﻔرد أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﻫذا ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣﻌﺎﻫد وﻣدارس ﻋﻠﯾﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬زﯾــﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗدرﯾﺑﯾــﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠــف أﻧواﻋﻬــﺎ ‪ ،‬ورﺑــط اﻟﺗــدرﯾب ﺑﺗﻘــوﯾم اﻻداء ‪ ،‬وﺗﻌزﯾــز ﺣــﺎﻻت‬
‫اﻻﺑــداع واﻟﺗطــور واﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ وﺿــﻊ ﺧطــط ﺗــدرﯾب ﺗﺗﻧﺎﺳــب ﻣــﻊ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــددﻫﺎ ﻣﻧظﻣــﺎت‬
‫اﻟﺟﻬــﺎز اﻻداري واﻟﺗﻌــﺎون ﺑــﯾن ﻣ ارﻛــز وﻣﻌﺎﻫــد اﻟﺗــدرﯾب ﻋﻠــﻰ ﺗﻠﺑﯾــﺔ ﺗﻠــك اﻟﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﺑﻣﺳــﺗوى ﻋﻠﻣــﻲ‬
‫‪2‬‬
‫وﻣﻬﻧﻲ ﻋﺎل‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻌزﯾز اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﻣن ﺣﯾـث اﻟﻧوﻋﯾـﺔ واﻟﺻـﻼﺣﯾﺔ وﺟـودة اﻻﺳـﺗﺧدام وﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺑﯾﺋـﺔ ﻣـن ﺧـﻼل اﻻﻟﺗـزام ﺑﺷـروط اﻟﻣﺣﺎﻓظـﺔ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺿرر واﻟﺗﻠوث‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗطوﯾر اﻻﺳﺎﻟﯾب واﻹﺟراءات اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻣـن ﻗﺑـل ﻣﻧظﻣـﺎت اﻟﺟﻬـﺎز اﻻداري ﻟﺗﺗﻣﺎﺷـﻲ ﻣـﻊ ﻣﺗطﻠﺑـﺎت‬
‫اﻟﺗطور واﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻷداء ‪ ،‬وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣواطﻧﯾن‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻌزﯾــز أواﺻــر اﻟﺗﻌــﺎون ﻣــﻊ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت واﻟﻬﯾﺋــﺎت واﻟﻣ ارﻛــز اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﻗﺻــد‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷﺎرﯾﻊ إدارﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ‪.‬‬

‫واﻟﻣﺛﺎل اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﻓﻛرة ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗطوﯾر ﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬

‫أ‪ -‬اﻟﺗﻧﺳﯾق واﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن ﻣراﻛز اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟدول‬

‫ب‪ -‬ﺗوﻓﯾر ﻗواﻋد اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻷﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ﻧﺷر اﻟﺧدﻣﺔ وﺗﻌﻣﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻔدﯾن ‪.‬‬

‫‪ -‬وﻣﺛﺎل أﺧر ﻋن ﻣﺟﺎل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗطوﯾر ﻧظم اﻟرﻗﺎﺑﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻫداف وﺟودة اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد وﻋدم ﺳرﻗﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ وﺿﯾﺎﻋﻬﺎ ﻣن أﺟل زﯾﺎدة اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ، Arabic.british‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬
‫‪ 2‬ﻟﯾﻠﻰ ﻣﺻطﻔﻲ اﻟﺑرادﻋﻲ ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬ص‪.101‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ، Arabic.british‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 57‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬طرق اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﻛﺷﻔت ﺗﺟـﺎرب اﻻﺻـﻼح اﻻداري ﻓـﻲ ﻛﺎﻓـﺔ اﻟﺑﻠـدان ﻋـن ﻋـدم وﺟـود ﻧﻣـوذج أو طرﯾـق واﺣـد ﯾﺗﺑﻌـﻪ‬
‫اﻟﺑﺎﻗون ﻟﻺﺻﻼح ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻧﺎك ﻋدة طرق ‪ ،‬وﻟﻘد ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ اﻟدﻛﺗور –ﻋﻠﻲ اﻟﺷﺎﻣﻲ – ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻻﺗﻲ‪:‬‬

‫اوﻻ‪ :‬طرﯾﻘﺔ اﻻﺟﻬزة اﻟداﺋﻣﺔ‪ :‬ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻧظ ار ﻟدﯾﻣوﻣﺗﻬﺎ وﺛﺑﺎت اﻻﺻﻼح وﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻧﺷــﺎء ﻫﯾﺋــﺔ اﺻــﻼﺣﯾﺔ ﻣرﻛزﯾــﺔ ﺗﺗﻣﺗــﻊ ﺑﺈﺻــﻼﺣﺎت ٕواﻣﻛﺎﻧﯾــﺎت وﺧﯾ ـرات واﺳــﻌﺔ وﯾﺷــﻣل ﻋﻣﻠﻬــﺎ ﺟﻣﯾــﻊ‬
‫اﻟﻣﺳــﺎﺋل اﻟﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑﺎﻟﻧﯾــﺔ واﻷﺷــﺧﺎص ‪ ،‬وأﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻌﻣــل واﻟﻧﺻــوص واﻷﻧظﻣــﺔ ‪ ،‬ﻓوﺟــود ﺟﻬــﺎز داﺋــم‬
‫ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﻣوظف ﻟﺷد اﻧﺗﺑﺎﻫﻪ ﻟﺗﻘدﯾم اﻻﻓﺿل‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾــﺎ‪ :‬طرﯾﻘــﺔ اﻻﺻــﻼح اﻟﻔﺟــﺎﺋﻲ‪ :‬ﺗﺗﻌﻠــق ﺑــﺈﺟراء ﺗﻌـدﯾﻼت ﻣﺑﺎﺷـرة ﺗﻘــوم ﺑﻬــﺎ ﺣﻛوﻣــﺔ ﺟدﯾــدة أو وزﯾــر‬
‫ﺟدﯾد دون إﻋﻼن ﻣﺳﺑق ﻋﻧﻬﺎ وذﻟك ﻟﺗﻔﺎدي ردود اﻟﻔﻌل اﻟﻘوﯾﺔ ﻣن اﻟﻣـوظﻔﯾن وﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن أﻫﻣﯾـﺔ‬
‫ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻧﺎﺟﻌﺔ وﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻛﻠﯾﺎ ﻋﻧد اﻟﻣواطن ﻧظ ار ﻟﻌدم ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬم ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻻﺻﻼح ﻋن طرﯾـق إدارة اﻟﻣﻬﻣـﺔ‪ :‬ﻧظـ ار ﻟﺗطـور ﻣﻬـﺎم اﻟدوﻟـﺔ وﺗوﺳـﻊ ﻧﺷـﺎطﻬﺎ وﻧﻣـو ﺣﺎﺟﯾـﺎت‬
‫اﻟﻣواطن وﻋﺟـز اﻟﺑﻧـﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾـﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ ‪ ،‬ﻟـدا ﯾـﺗم اﻗﺗـراح ﺛﻼﺛـﺔ ﺣﻠـول ﻟﻣواﺟﻬـﺔ إدارة اﻟﺗﺳـﯾﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ‬
‫وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺣل اﻷول‪ :‬إﻟﻐﺎء اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻛﻠﯾﺎ ٕواﺑداﻟﻬﺎ ﺑﺄﺧرى ﺟدﯾدة ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺣل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻻدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺻﻼﺣﻬﺎ داﺧﻠﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗدرج اﻟﺟزﺋﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺣــل اﻟﺛﺎﻟــث ‪ :‬اﻻﺑﻘ ــﺎء ﻋﻠــﻰ اﻻدارة اﻟﻘدﯾﻣــﺔ ﻣ ــﻊ اﻟﺗوﺟــﻪ ﻻﺳــﺗﺣداث ادارة ردﯾﻔ ــﺔ ﻣوازﯾــﺔ ﻣ ــﻊ ذات‬
‫ﻣﻬﻣﺗﻪ ﻣﺗﺣررة ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ وﺗـدار ﻣـن ﻗﺑـل أﺷـﺧﺎص ﻗﻠﯾـل اﻟﻌـدد ‪ ،‬ودﯾﻧﺎﻣﻛﯾـﺔ اﻟﺣرﻛـﺔ وﺳـﺎﺋل‬
‫‪1‬‬
‫ﺣدﯾﺛﺔ وﻫو اﻟﺣل اﻻﻓﺿل وﯾﻌرف " إدارة اﻟﻣﻬﻣﺔ "‬

‫راﺑﻌــﺎ‪ :‬اﻻﺻــﻼح ﻋــن طرﯾــق اﻻدارة ﺑﺎﻷﻫــداف‪ :‬ﺗﻌﺗﻣــد ﻋﻠــﻰ ﺗﺣدﯾــد اﻟﻬــدف ﺑدﻗــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﺣدﯾــد‬
‫اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت وﺗﻘدﯾر اﻟوﻗت اﻟﺿروري ﻻﻧﺟﺎز ﻫذﻩ اﻟﻬدف وﺗؤﻛـد ﻋﻠـﻰ ﺣﺿـور ﻓرﯾـق ﻣـن داﺧـل‬
‫‪2‬‬
‫اﻻدارة وﻟﯾس ﻣن اﻟﺧﺎرج ‪ ،‬ذوي ﺧﺑرة وﻛﻔﺎءة‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬اﻻﺻﻼح ﻋن طرﯾـق رد اﻟﻔﻌـل واﻟﻣﺑـﺎدأة واﻹﺑـداع ‪ :‬إﻧﻬـﺎ اﻻﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣؤﻛـدة ‪ ،‬وﺗﻘـوم ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺷــﻛل ﺑﻌــد ﺣدوﺛــﻪ ‪ ،‬ﻣﺛــل اﻻﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺿــﻐوط اﻟ ـرأي اﻟﻌــﺎم ﻹﺣــداث ﺗﻐﯾ ـرات ﻓــﻲ اﻟﺳــﻠوك‬

‫‪ 1‬ﻟﯾﻠﻰ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑرادﻋﻰ ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬ص‪.109‬‬


‫‪ 2‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻻداري ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻔﺳﺎد واﻟرﺷوة ‪ ،‬أﻣﺎ ﻋن ﻓﻛرة اﻟﻣﺑـﺎدأة واﻻﺑـداع ﻓﻬـﻲ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻧﺣـوى اﻟﻣﺳـﺗﻘﺑل وﺗرﻛـز‬
‫‪1‬‬
‫ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻻداء وﻫذﻩ ﻣن ﻣﻧطﻠق اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣﺳﺑق‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﻣﺣﺗوى اﻻﺻﻼح اﻻداري وﻣراﺣل ﺗﻧﻔﯾذﻩ ‪.‬‬

‫ﺑﻌــد أن ﺑﯾﻧــﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟواﺟــب ﺗوﺟﯾﻬﻬــﺎ واﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻻﺻــﻼح اﻻداري ﻋﻧــد اﻟدوﻟــﺔ ‪ ،‬ﻣــﻊ‬
‫إﻋطــﺎء ﻟﻣﺣــﺔ ﻋﺎﻣ ــﺔ ﻋــن أﻫــم اﻟط ــرق اﻟﻣﺗﺑﻌــﺔ ‪ ،‬ﻧﺻــل إﻟ ــﻰ ﺿــرورة ﺗﺣدﯾــد ﻣﺣﺗ ــوى ﻫــذا اﻻﺻ ــﻼح‬
‫اﻻداري ‪.‬‬

‫اوﻻ‪ -‬ﻣﺣﺗوى اﻻﺻﻼح اﻻداري ‪ :‬ﯾﺗﻠﺧص ﻣﺣﺗوى وﻣﺿﻣون اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓـﻲ ﺛﻼﺛـﺔ ﻣﺿـﺎﻣﯾن‬
‫‪2‬‬
‫أﺳﺎﺳﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺗﺣدﯾث اﻟﻣواﻗف اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪ -3‬إﻋطﺎء ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻧﺷﺎط اﻻداري ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذا ﯾﻣﻛن وﺿﻊ ﻋﻧﺎﺻر ﺟزﺋﯾﺔ ﯾﺗﺟﺳد ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺻﻼح اﻻداري وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻻﺻﻼح اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻺدارة ﻗﺻد اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن ﺗﺿﺧم ﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻧﺣوى ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ وﺗﺣﻔﯾزﻫﺎ ﻷداء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ -‬ﻣراﺣل ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺻﻼح اﻻداري ‪:‬‬

‫ﯾﺧﺿﻊ اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻟﻌدة ﺧطوات ﺳﻧﻌرﺿﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺟﻣﻊ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪:‬‬

‫وﻫــذا ﻣــن ﺧــﻼل ﺗــوﻓﯾر ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻋــن ﺗﻧظــﯾم اﻻداري ‪ ،‬وﺗطــوﯾر اﻟﻧﺷــﺎط ﻓﯾــﻪ وأﺳــﻠوب اﻟوظــﺎﺋف‬
‫‪3‬‬
‫واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺗﺣدﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺗدرﯾﺑﯾﺔ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ 2‬ﻣﺣﻣد أﻣﯾن ﺑوﺳوﻣﺎح ‪ ،‬اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ 1995 ،‬ص ‪. 59‬‬
‫‪ 3‬ﺑوﺑر ‪ ،‬ﻛﺎﻣل إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻛﻔﺎءة اﻻداء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر ﺑﯾروت ‪ ،‬ط‪، 1997، 1.‬‬
‫ص ‪. 163‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫أي ﺗﺣدﯾد اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻣﺳﺗوى اﻻداء اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻬذا‬
‫وﺟ ــب أن ﯾﻛ ــون ﻫﻧ ــﺎك ﺗﺣﻠ ــﯾﻼ ﻛ ــﺎﻣﻼ واﻟﺗرﻛﯾ ــز ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺣﻠﯾ ــل أﻫ ــداف اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻧظ ــﯾم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـ ـﺔ‬
‫اﻟوظ ــﺎﺋف اﻻﻓـ ـراد ‪ ،‬ﺗﻘ ــﺎرﯾر ﺗﻘﯾ ــﯾم اﻻداء اﻟﺷ ــﻛﺎوى ﺗﻘ ــﺎرﯾر ﺗﻘ ــﯾم اﻟﺗ ــدرﯾب ﺑﺗﺟﻬﯾـ ـزات اﻻدارة واﻟﺗﻛ ــﺎﻟﯾف‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺗﺻﻣﯾم اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾﺑﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ‪:‬‬

‫ﺗﺧﺿــﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ إﻟــﻰ ﻣ ارﺣــل ﺟزﺋﯾــﺔ أﻫﻣﻬــﺎ ﺗﺣدﯾــد أﻫــداف اﻟﺑرﻧــﺎﻣﺞ اﻟﺗــدرﯾﺑﻲ ‪ ،‬وﻧــوع اﻟﻣﻬــﺎرات‬
‫اﻟﻣراد اﻟﺗـدرب ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣـﻊ رﺳـم اﻟﻣﻧﻬـﺎج اﻟﺗدرﯾﺳـﻲ واﺧﺗﯾـﺎر اﻟوﺳـﺎﺋل اﻹﯾﺿـﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺳـﺗﺧدم واﺧﺗﯾـﺎر‬
‫‪2‬‬
‫أﺳﻠوب اﻟﺗدرﯾب ‪ ،‬ووﺿﻊ ﺟدول ﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾب‪.‬‬

‫‪ -‬اﻣﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﻓﻬـو أﺻـﻌب ﺧطـوة وأﻫﻣﻬـﺎ ﺣﯾـث ﯾـﺗم إﺧـراج اﻟﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟﺗـدرﯾﺑﻲ إﻟـﻰ ﺣﯾـز اﻟوﺟـود وذﻟـك‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﻊ ﺗواﺟد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﺛل اﻟوﻗت واﻟﻣﺗدرﺑﯾن واﻟﻣدرﺑﯾن ووﺳﺎﺋل اﻟﺗدرﯾب ‪...‬إﻟﺦ‬

‫‪ -4‬اﻟﺟدوﻟﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺗم ﺗﺣدﯾـد اﻟﻘـوة اﻟزﻣﻧﯾـﺔ ﻟﻠﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟﺗـدرﯾﺑﻲ ﻣـﻊ ﺗﺣدﯾـد زﻣـن ﻛـل ﺧطـﺔ ﻣـن اﻟﺧطـط اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻣﻧـذ ﺗﺣدﯾـد‬
‫ﺑ ــدﺋﻬﺎ إﻟ ــﻰ اﻻﻧﺗﻬ ــﺎء ﻣﻧﻬ ــﺎ ‪ ،‬ﺛ ــم اﻻﻧﺗﻘ ــﺎل إﻟ ــﻰ اﻟﺧط ــﺔ اﻟﻼﺣﻘ ــﺔ وﻫ ــذا ﻟﻛ ــﻲ ﻻ ﺗﺿـ ـﻐط ﻣرﺣﻠ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫‪4‬‬
‫أﺧرى‪،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾوﻓر اﻟﺗﻧظﯾم وﻧﺟﺎح اﻻﺻﻼح‪.‬‬

‫‪ - 5‬اﻟﺗﻘﯾﯾم ‪:‬‬

‫ﻻ ﺑــد ﻣــن ﺗﻘﯾــﯾم ﻛــل اﻟﻣ ارﺣــل اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻟﺗﺄﻛﯾــد ﻣــدى اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن اﻟﺑرﻧــﺎﻣﺞ اﻟﺗــدرﯾﺑﻲ وﯾﺷــﻣل اﻟﺗﻘﯾــﯾم‬
‫ﻋﻧﺻـ ـرﯾن ﻫﻣ ــﺎ ‪ :‬اﻟﻣ ــدﺧﻼت واﻟﻣﺧرﺟ ــﺎت ﻓﺎﻟﻣ ــدﺧﻼت ﺗﺧـ ـﺗص ﺑ ــﺎﻹﺟراءات اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺟ ــب اﺗﺑﺎﻋﻬ ــﺎ أﻣ ــﺎ‬
‫اﻟﻣﺧرﺟــﺎت ﻓﻬــﻲ ﺗﻧﻘﺳــم اﻟــﻰ ﻋــدة ﻣﺳــﺗوﯾﺎت وﻫــﻲ ردة ﻓﻌــل اﻟﻔــوري اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻔورﯾــﺔ ‪ ،‬اﻟﻧــﺎﺗﺞ اﻟوﺳــﯾط ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻛﺎﻣل ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺻطﻔﻰ ‪ ،‬إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ، 1994 ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪ 2‬ﺷﺎوس‪ ،‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻧﺟﯾب ‪ ،‬إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ‪ ،‬إدارة اﻷﻓراد ‪ ،‬دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻣﺎن ‪،‬ت‪ ، 2000‬ص‬
‫‪. 238‬‬
‫‪ 3‬ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد ﺳﯾد ‪ ،‬إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻛﯾﺔ اﻻﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ‪ ، 2000 ،‬ص ‪. 268‬‬
‫‪ 4‬ﺷﺎوس ‪ ،‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻧﺟﯾب اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ‪ ،‬ص ‪. 239‬‬
‫‪ 5‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ‪ ،‬ص ‪. 239‬‬
‫‪34‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯿﺔ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬‬


‫إن اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻫو أﺣد اﻻﻟﯾﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟدﻋم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ أي ﺑﻠد ‪ ،‬وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺗـﻪ‬
‫ﻓﻲ اﻧﺟﺎح ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻛﺎﻓـﺔ اﻻﺻـﻌدة ﻛﻣـﺎ وﻛﯾﻔـﺎ ‪ ،‬وﻟﻌـل ﻫـذا ﻣـﺎ ﺳـﺎﻋد وﺷـﺟﻊ ﺧﺑـراء اﻻدارة‬
‫ﻋﻠـﻰ ﺑﯾـﺎن ﺗﻠـك اﻻﺳــس واﻟـدﻋﺎﺋم اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﻛــن اﻟﺟﻬـﺎز اﻻداري ‪ ،‬ﻣـن ﺗطﺑﯾـق ﺳﯾﺎﺳــﺔ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﺗﻼﺋـم واﻗــﻊ‬
‫ﺑﻠدﻩ ﻣن ﺣﯾث اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣواطن ‪ ،‬وﻛذا اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷـرﯾﺔ وﻟﻛـن اﻟﻣﺷـﻛل ﯾظﻬـر ﺣـﯾن ﯾﺣـﺎول‬
‫اﻻدارﯾون ﺗﺑﻧﻲ طرق اﻻﺻﻼح واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾـذﻫﺎ ‪ ،‬ﺗﺟﺳـﯾدﻫم ﻟﻣـواردﻫم وﻫـذا ﺑـﺎﻷﺧص ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻟﻛـن ﯾﺑﻘـﻰ ﻋﻠـﯾﻬم ﺿـرورة اﻟﺑﺣـث ﻗﺻـد اﻟﺗطـوﯾر ﻧﺣـو اﻻﻓﺿـل ‪ ،‬وﻫـذا ﻣـﺎ ﺳـﻧﻌﺎﻟﺟﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻓﺻﻠﻧﺎ اﻻﺧﯾر ﻋن أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدﻧﺎ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻔﺻـــل اﻟﺛﺎﻟـــث ‪ :‬واﻗـــﻊ اﻻﺻـــﻼح اﻻداري ﻓـــﻲ اﻟﺟزاﺋـــر وﺗـــﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠـــﻰ اﻟﺧدﻣـــﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫إن اﻹطـ ــﻼع ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺟـ ــﺎرب اﻹﺻـ ــﻼح ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدول اﻟﻣﺟـ ــﺎورة ﺳ ـ ـواء ﻛﺎﻧـ ــت ﻏرﺑﯾـ ــﺔ أو ﻋرﺑﯾـ ــﺔ ﯾؤﻛـ ــد أﻧـ ــﻪ‬
‫ﺗـ ـ ــم إﺗﺑـ ـ ــﺎع إﺳـ ـ ــﺗراﺗﺟﯾﺔ ﻣـ ـ ــﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾـ ـ ــق أﻫـ ـ ــداف اﻹﺻـ ـ ــﻼح اﻹداري‪ ،‬وﻟﻌﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺎ ﺗﺳـ ـ ــﻌﻰ اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــر ﺣﻘﯾﻘـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﯾ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ــﺎل إدارﺗﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑ ـ ــﺎﻷﺧص ﻗط ـ ــﺎع اﻟﺧدﻣ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ أﯾ ـ ــن ﻟﺧ ـ ــص رﺋ ـ ــﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﺑـ ــد اﻟﻌزﯾـ ــز ﺑوﺗﻔﻠﯾﻘـ ــﺔ ﺣﺎﺟـ ــﺔ اﻟﺟ ازﺋـ ــر إﻟـ ــﻰ اﻹﺻـ ــﻼح اﻹداري ﻓـ ــﻲ ﺧطﺎﺑـ ــﻪ ﺑﻣﻧﺎﺳـ ــﺑﺔ ﻋرﺿـ ــﻪ ﻟرﺳـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻬ ـ ـ ــﺎم ﻟﺟﻧ ـ ـ ــﺔ إﺻ ـ ـ ــﻼح ﻫﯾﺎﻛ ـ ـ ــل اﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ وﻣﻬﺎﻣﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﻘوﻟ ـ ـ ــﻪ‪ " 1‬إن اﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ــﺎﻣﻼ ﻟﻠﺗﺣﺿ ـ ـ ــر‬
‫واﻟﻌﺻـ ـ ـ ـرﻧﺔ ﻻ ﯾﻣﻛ ـ ـ ــن أن ﺗﺑﻘ ـ ـ ــﻰ دون ﺗﻐﯾﯾ ـ ـ ــر ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺣ ـ ـ ــﯾن أن ﻛ ـ ـ ــل ﺷ ـ ـ ــﻲء ﺣوﻟﻬ ـ ـ ــﺎ ﯾﺗﻐﯾ ـ ـ ــر ‪،‬ﻓ ـ ـ ــﺎﻟﺗطورات‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺎﺗﯾﺔ واﻟﺗﺣـ ــوﻻت اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻌرﻓﻬـ ــﺎ اﻟﺟ ازﺋـ ــر طﯾﻠـ ــﺔ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻌﺷ ـ ـرﯾﺔ ﻏﯾـ ــرت ﻛﺛﯾ ـ ـ ار اﻟرؤﯾـ ــﺎ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ـ ــﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻ ـ ـ ــﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـ ـ ــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــﺑﻼد )‪ (...‬ﻟﻛ ـ ـ ــل ﻫ ـ ـ ــذا ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ إذن أن‬
‫ﺗﺗﻛﯾـ ــف ﻣـ ــﻊ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣﻌطﯾـ ــﺎت اﻟﺟدﯾـ ــدة‪." ...‬ﻟﻬـ ــذا ﻓـ ــﺎﻟﺟزاﺋر ﻛﻐﯾرﻫـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟـ ــدول ﺗﻘـ ــدر ﻗﯾﻣـ ــﺔ اﻹﺻـ ــﻼح‬
‫اﻹداري ﻓـ ــﻲ اﻟﻧﻬـ ــوض ﺑﺄﺟﻬزﺗﻬـ ــﺎ اﻹدارﯾـ ــﺔ وﺗطوﯾرﻫـ ــﺎ ﻧﺣـ ــوى اﻷﻓﺿـ ــل وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾـ ــﺗم ﻋﻼﺟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا‬
‫اﻟﻔﺻـ ـ ــل اﻷﺧﯾـ ـ ــر أﯾـ ـ ــن ﻧـ ـ ــدرس ﺛﻼﺛـ ـ ــﺔ ﻣﺑﺎﺣـ ـ ــث اوﻟﻬـ ـ ــﺎ ﻧﻌـ ـ ــﺎﻟﺞ ﻓﯾـ ـ ــﻪ ظـ ـ ــروف اﻹﺻـ ـ ــﻼح اﻹداري ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر أﯾ ـ ــن ﺗ ـ ــم ﺗﺷ ـ ــﺧﯾص اﻟواﻗ ـ ــﻊ اﻟﺣ ـ ــﺎﻟﻲ ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــدﻫﺎ ﻧﻌ ـ ــرض ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﺑﺣ ـ ــث اﻟﺛ ـ ــﺎﻧﻲ‬
‫آﻟﯾ ـ ـ ــﺎت اﻹﺻ ـ ـ ــﻼح اﻹداري وﺑﻌ ـ ـ ــدﻫﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺑﺣ ـ ـ ــث اﻷﺧﯾ ـ ـ ــر ﻧﺑ ـ ـ ــﯾن ﻣﺳ ـ ـ ــﺎﻫﻣﺔ اﻹﺻ ـ ـ ــﻼح اﻹداري ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ظروف اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬


‫ﻟﻘ ـ ـ ــد ﺷ ـ ـ ــﻬدت اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ـ ــﺔ ﺗط ـ ـ ــورات وﺗﻐﯾـ ـ ـ ـرات ﻛﺛﯾـ ـ ـ ـرة‪ ،‬ﺣﯾ ـ ـ ــث ﻣ ـ ـ ــرت ﺑﻌ ـ ـ ــدة ﻣ ارﺣ ـ ـ ــل وﻣﺣط ـ ـ ــﺎت‬
‫ﺗﺎرﯾﺧﯾـ ـ ــﺔ أﻫﻣﻬـ ـ ــﺎ ﻓﺗ ـ ـ ـرة اﻻﺳـ ـ ــﺗﻌﻣﺎر اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻣﯾـ ـ ــزت ﺑﺳـ ـ ــﯾطرة اﻟﺟـ ـ ــﯾش اﻟﻔرﻧﺳـ ـ ــﻲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻛﺎﻓـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾـ ـ ــﺎت‬
‫اﻻدارﯾـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـ ـواء اﻟﺑﻠـ ـ ـ ــدﯾﺎت او اﻟﻣﺣﺎﻓظـ ـ ـ ــﺎت ﺛـ ـ ـ ــم اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣـ ـ ـ ــﺔ ‪.‬وﻟﻛـ ـ ـ ــن ﺑﻌـ ـ ـ ــد اﻻﺳـ ـ ـ ــﺗﻘﻼل ﺣﺎوﻟـ ـ ـ ــت‬
‫اﻟﺟ ازﺋـ ــر اﻟـ ــﺗﺧﻠص ﻣـ ــن اﻟﻣﺷـ ــﺎﻛل اﻻدارﯾـ ــﺔ ‪ ،‬أﯾـ ــن ﻟﺟـ ــﺄت إﻟـ ــﻰ ﺗـ ــدرﯾب ﻓرﯾـ ــق ﻣـ ــن اﻻدارﯾـ ــﯾن اﻟﻼزﻣـ ــﯾن‬
‫ﻹدارة اﻟﻣ ارﻓ ـ ـ ــق اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﻧدة ﻟﻬ ـ ـ ــم ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــذا ﻣ ـ ـ ــن أﺟ ـ ـ ــل اﻟﻧﻬ ـ ـ ــوض ﺑﻣﺳ ـ ـ ــﺗوى اﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ـ ــﺎت اﻻدارﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﺗﺣﺳ ـ ــﯾن اﻟﺧدﻣ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎأدى إﻟ ـ ــﻰ ﺗط ـ ــورات ﻫﺎﺋﻠ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟﻬ ـ ــﺎز اﻻداري إﻟ ـ ــﻰ ﻏﺎﯾ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﯾـ ــوم ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﺗﺑﻌـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ ﺗطـ ــور ﻧﻣـ ــط ﺗﻔﻛﯾـ ــر اﻟﻔـ ــرد ‪ٕ ،‬وازدﯾـ ــﺎد ﺣﺎﺟﯾﺎﺗـ ــﻪ وﺗﻘـ ــدﻣﻬﺎ وﻫـ ــذا ﺧﺻوﺻـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻋﺻـ ـ ــر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ـ ــﺎ اﻟﻣﺗطـ ـ ــورة ‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻧـ ـ ــﺎك واﻗﻌـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﻠﺑﺑﺎ ﯾﻌﻛـ ـ ــس ﻋﺟـ ـ ــز اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺗﺣﻘﯾـ ــق أﻫـ ــداﻓﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷـ ــودة‪.‬وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﺳﻧﻌرﺿـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﯾن اﻟﻣطﻠﺑـ ــﯾن ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﺗـ ــم أوﻻ ﺗﺷـ ــﺧﯾص ﻫـ ــذا‬

‫‪République Algérienne Démocratique et populaire résident de la république rapport général de 1‬‬


‫‪comité de la reforme des structures et des mission de létat juillet loi .p560‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟواﻗ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻊ ﺑﯾ ـ ــﺎن أﻫ ـ ــم اﻟﻣظ ـ ــﺎﻫر اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺷـ ـ ـرة ﻓ ـ ــﻲ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ ﺛ ـ ــم اﻟﺗط ـ ــرق ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣطﻠ ـ ــب‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟدواﻋﻲ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﺿرورة ﻗﯾﺎم اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺗﺣدﯾدا ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻻول ‪ :‬ﺳﯾﻣﺎت اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻠﻌ ـ ـ ــب اﻻدارة دو ار ﺣﯾوﯾ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺣﯾ ـ ـ ــﺎة ﻛ ـ ـ ــل دوﻟ ـ ـ ــﻪ ﻟﻬ ـ ـ ــذا ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻟ ازﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﺗﻛﯾ ـ ـ ــف ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﺗﻐﯾـ ـ ـ ـرات‬
‫اﻟﺣﺎﺻـ ــﻠﺔ ﻓـ ــﻲ ﻛﺎﻓـ ــﺔ اﻟﻣﺟـ ــﺎﻻت ﻋﻠـ ــﻰ ﺟﻣﯾـ ــﻊ اﻷﺻـ ــﻌدة‪ ،‬وﻟﻛـ ــن اﻟﻣ ـ ـواطن ﻓـ ــﻲ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ﻟطﺎﻟﻣـ ــﺎ‬
‫ﻋـ ـ ــﺎﻧﻰ ﻣـ ـ ــن ﺛﻘـ ـ ــل اﻻدارة وﺑﯾروﻗراطﯾﺗﻬـ ـ ــﺎ ﺣﯾـ ـ ــث أﺻـ ـ ــﺑﺣت اﻻدارة ﻫﺎﺟﺳـ ـ ــﻪ ﻓﻬـ ـ ــو ﯾﻘﺿـ ـ ــﻲ أﻏﻠـ ـ ــب وﻗﺗـ ـ ــﻪ‬
‫ﻣﺗـ ــﻧﻘﻼ ﺑـ ــﯾن ﻣﺻـ ــﺎﻟﺣﻬﺎ ﻷﺟـ ــل ﻗﺿـ ــﺎء ﻣﺄرﺑـ ــﻪ اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾـ ــك ﻋﻣـ ــﺎ ﯾﻼﺣظـ ــﻪ ﻣـ ــن ﻣظـ ــﺎﻫر ﻏرﺑﯾـ ــﺔ‬
‫ﻣﺛل اﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟرﺷوة وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻌرﺿﻪ أﺛﻧﺎء ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺷﺧﯾﺻﻧﺎ ﻟواﻗﻊ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺣﻘﯾﻘـ ـ ــﺔ ﯾﺟﻣـ ـ ــﻊ ﻋﻠﯾﻬـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــل ﺑﺎﺣـ ـ ــث ودارس ﻟـ ـ ــﻺدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬أن ﻫﻧـ ـ ــﺎك وﺿـ ـ ــﻌﺎ ﻣﺗردﯾـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﯾﺻـ ـ ــﻌب‬
‫ﺣﺻ ـ ـرﻩ ﻓـ ــﻲ ﻣﺟـ ــﺎل ﻣﺣـ ــدد‪ ،‬وﻟﻛـ ــن ﯾﻣﻛـ ــن اﻻﺷـ ــﺎرة إﻟﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــدة ﻧﻘـ ــﺎط أﺳﺎﺳـ ــﯾﺔ ﻧ ارﻫـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ اﻻﺳـ ــﺎس‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻬذا اﻟوﺿﻊ ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺳوء اﻟواﻗﻊ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫ﯾﺗﻣﯾـ ــز اﻟواﻗـ ــﻊ اﻟﺗﻧظﯾﻣـ ــﻲ ﻟـ ــﻺدارة اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﺑﻌـ ــدة ﺳـ ــﻠﺑﯾﺎت أﺛـ ــرت ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺳ ـ ـﯾر اﻟﺣﺳـ ــن ﻟﻬـ ــﺎ‬
‫‪1‬‬
‫أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت ﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺻﺎرﻣﺔ‪:‬‬

‫ﻛﻐﯾرﻫـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟـ ــدول اﻟﺣدﯾﺛـ ــﺔ اﻧﺗﻬﺟـ ــت اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﻓـ ــﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻬـ ــﺎ اﻻداري‪ ،‬أﺳـ ــﻠوﺑﺎ ﯾﺟﻣـ ــﻊ ﻣـ ــﺎﺑﯾن اﻟﻣرﻛـ ــزي‬
‫واﻟﻼﻣرﻛزﯾـ ـ ـ ــﺔ إﻻ أن اﻟﻣـ ـ ـ ــﺗﻣﻌن ﺟﯾـ ـ ـ ــدا ﯾﺟـ ـ ـ ــد اﻓ ارطـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺑﻧـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣرﻛزﯾ ـ ـ ـ ـﺔ اﻟﺷـ ـ ـ ــدﯾدة ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺟـ ـ ـ ــﺎﻟﯾن‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻹداري‪.‬‬

‫ﻓﻣ ـ ــن اﻟﻧﺎﺣﯾ ـ ــﺔ اﻻدارﯾ ـ ــﺔ ﻧﺟ ـ ــد اﻟﺳ ـ ــﻠطﺎت اﻟﻣرﻛزﯾ ـ ــﺔ ﺗﺣﺗﻛ ـ ــر ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﻧﻊ اﻟﻘـ ـ ـ اررات‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻗﻠ ـ ــص‬
‫ﻣـ ـ ـ ــن دور اﻟﺟﻣﺎﻋـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾـ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـ ـواء ﺑﻠـ ـ ـ ــدﯾﺎت أو وﻻﯾـ ـ ـ ــﺎت وﺗﻬﻣﯾﺷـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾـ ـ ـ ــﺔ إﺗﺧـ ـ ـ ــﺎذ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـرار‬
‫‪،‬وﯾﺗﺟﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــذا أﯾﺿ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺎت اﻟﺗﺧط ـ ــﯾط اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺳ ـ ــﺗﺣوذ ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣﺻ ـ ــﺎﻟﺢ اﻟﻣرﻛزﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــﺎن‬
‫ﻣـ ــن اﻟواﺟـ ــب أن ﯾﻘﺗﺻـ ــر دورﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻣراﻗﺑـ ــﺔ ﻣـ ــدى ﺗواﻓـ ــق اﻟﻣﺧطـ ــط ﻣـ ــﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ــطرة ﻟﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن‬
‫ط ـ ـ ــرف اﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﺗﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ ﺗﺣﻘﯾ ـ ـ ــق ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻻﻫ ـ ـ ــداف اﻟﻣرﺳ ـ ـ ــوﻣﺔ إﻻ أن اﻟواﻗ ـ ـ ــﻊ ﯾظﻬ ـ ـ ــر اﻟﻌﻛ ـ ـ ــس‪ ،‬ﻓﻠﻘ ـ ـ ــد‬
‫اﺑﺗﻌ ـ ــدت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺻ ـ ــﺎﻟﺢ ﻋـ ـ ــن أﻫ ـ ــداﻓﻬﺎ‪ ،‬وأﺻ ـ ــﺑﺣت ﺗﻣ ـ ــﺎرس ﺿـ ـ ــﻐطﺎ وﻋﻘﺎﺑ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻠ ـ ــك اﻟﺟﻣﺎﻋـ ـ ــﺎت‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺧﻠق ﺟو اﻟﻧﻔور واﻧﻌدام اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻋدة واﻟﻘﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬


‫‪ 2‬اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ظل اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 39. 38‬‬
‫‪38‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﻟ ـ ــذا ﻓﺗﻔﺎﻋ ـ ــل اﻟﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻊ ﻫ ـ ــذﻩ اﻷﺟﻬـ ـ ـزة ﯾﻛ ـ ــﺎد ﯾﻛ ـ ــون ﻣﻌ ـ ــدوﻣﺎ‪ ،‬وﻣﻧ ـ ــﻪ وﺟ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗط ـ ــﺎع‬
‫اﻟرﻗﺎﺑـ ـ ــﺔ أن ﻻ ﯾﻌﻣـ ـ ــل ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﺻـ ـ ــﯾد اﻻﺧطـ ـ ــﺎء ﺑـ ـ ــل ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻛـ ـ ــس‪ ،‬ﯾﺟـ ـ ــب أن ﯾﻛـ ـ ــون ﻋـ ـ ــﺎﻣﻼ و ﻗﺎﺋﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﻬ ـ ــدف إﻟ ـ ــﻰ ﺗوﺟﯾ ـ ــﻪ اﻧﺗﺑ ـ ــﺎﻩ اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾن إﻟ ـ ــﻰ ﻧﻘ ـ ــﺎط اﻟﺿ ـ ــﻌف‪ ،‬وﯾﺳ ـ ــﺎﻫم ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟ ـ ــﺔ اﻟﻣﺷ ـ ــﺎﻛل واﺗﺧ ـ ــﺎذ‬
‫‪1‬‬
‫اﻻﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻧﻊ وﻗوع اﻻﻧﺣراﻓﺎت ﻣﺎ أﻣﻛن‪.‬‬

‫أﻣـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻧﺎﺣﯾـ ـ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ـ ـ ــﺎدﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻼ ﺗـ ـ ـ ـزال اﻟﺟﻣﺎﻋـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺗﺑﻌﯾ ـ ـ ــﺔ ﺗﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺳ ـ ـ ــﻠطﺎت‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﻲ ﻋـ ــﺎﺟزة ﻋـ ــن ﺗﻣوﯾـ ــل ﻣﺷـ ــﺎرﯾﻌﻬﺎ وﻫﯾﺎﻛﻠﻬـ ــﺎ و ﻣوظﻔﯾﻬـ ــﺎ ﺑواﺳـ ــطﺔ ﻣواردﻫـ ــﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﺑـ ــل‬
‫ﺗﻌﺗﻣ ـ ــد ﺑﺳ ـ ــورة واﺿ ـ ــﺣﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﺧطط ـ ــﺎت اﻟﺳ ـ ــﻧوﯾﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻣ ـ ــﻧﺢ ﻟﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﻓﺑ ـ ــل اﻟدوﻟ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻋﺎﻣ ـ ــل‬
‫‪2‬‬
‫ﯾزﯾد ﻣن ﺷدة ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻟوﺻﯾﺔ وﯾﺣد ﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﺗﺿﺧم اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﺟﻬزة ‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫ﺗﻠﻌب اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل أﺟﻬزﺗﻬﺎ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أدوا ار ﻋدﯾدة ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟـــــدور اﻟﺳﯾﺎﺳـــــﻲ ‪ :‬اﻟ ـ ــدﻓﺎع واﻷﻣ ـ ــن واﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾ ـ ــﺔ ٕوارﺳ ـ ــﺎء اﻟﻌ ـ ــدل وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﺳﻬر اﻷﺟﻬزة اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟـــــدور اﻻﻗﺗﺻـــــﺎدي‪ :‬وﯾﺗﺟﻠ ـ ــﻰ ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧﺷ ـ ــﯾط ‪ ،‬وﺗﻔﻌﯾ ـ ــل اﻷﺳـ ـ ـواق‪ ،‬وﺣﻣﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ـ ــﺔ واﻟرﻗﺎﺑـ ـ ـﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻻﺣﺗﻛﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ٕ ،‬وادارة اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬أدوار اﻟﻣراﻓـــــق اﻟﺑﻧﯾـــــﺔ اﻷﺳﺎﺳـــــﯾﺔ‪ :‬وﺗﺷ ـ ــﻣل اﻟﺻ ـ ــﺣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم‪ ،‬وﺷ ـ ــﺑﻛﺎت اﻟﻣواﺻ ـ ــﻼت‪ ،‬واﻟﻣ ارﻓ ـ ــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ اﻷﺧـ ــرى‪ ،‬واﻟﺑﺣـ ــث اﻟﻌﻠﻣـ ــﻲ‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣـ ــظ أﻧـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﻻ ﯾ ـ ـزال ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬـ ــﺎ اﻟﺗﻛﻔـ ــل اﻟﻛﻠـ ــﻲ‬
‫ﺑـ ــﺎﻷﺧص ﻣ ارﻓـ ــق اﻟﺑﻧﯾـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳـ ــﯾﺔ ﺣﯾـ ــث ﺗﻌﺟـ ــز اﻟﺧوﺻﺻـ ــﺔ ﻋـ ــن اﻻﺳـ ــﺗﺛﻣﺎر ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻣﺟـ ــﺎل رﻏـ ــم‬
‫ﻓ ـ ــﺗﺢ اﻟطرﯾ ـ ــق ﻟﻬـ ـ ـﺎ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا اﻟﻣﺛ ـ ــﺎل ﯾوﺿ ـ ــﺢ أن اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﺗﺗﺟﺳ ـ ــد ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ظ ـ ــﺎﻫرت اﻟﺗﺿ ـ ــﺧم اﻻداري ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺳـ ــﺗوى اﻷﺟﻬ ـ ـزة ﻧظ ـ ـ ار ﻻﻫﺗﻣـ ــﺎم اﻟدوﻟـ ــﺔ ﺑـ ــﺎﻷدوار اﻟﺳـ ــﺎﺑﻘﺔ ﺟﻣﯾﻌـ ــﺎ وﻟﻌﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾوﺿـ ــﺢ ﻟﻧـ ــﺎ ﺗطـ ــور‬
‫وﺗ ازﯾـ ــد ﻋـ ــدد اﻟـ ــوزرات ﺑﺎﺳـ ــﺗﻣرار ﻣـ ــن ﺣﻛوﻣـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ أﺧـ ــرى ﻧظ ـ ـ ار ﻻﻋﺗﻘـ ــﺎدﻫم أن ﺣـ ــل أي ﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ ﯾﻛﻣـ ــن‬
‫ﻓ ـ ــﻲ إﺣ ـ ــداث و ازرة ﻣﺳ ـ ــﺗﻘﻠﺔ‪ ،‬وﺣﻘﯾﻘ ـ ــﺔ ﯾﻌ ـ ــود اﻟﺳ ـ ــﺑب ﻓ ـ ــﻲ ذﻟ ـ ــك إﻟ ـ ــﻰ ﻏﯾ ـ ــﺎب إط ـ ــﺎر ﻋ ـ ــﺎم ﯾﺣ ـ ــدد ﻛﯾﻔﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﺻ ـ ــﻣﯾم وﺑﻧ ـ ــﺎء اﻟﻬﯾﺎﻛ ـ ــل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾ ـ ــﺔ ﻷﺟﻬـ ـ ـزة اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﻟﻘﯾ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻣراﺟﻌ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻣرة ﻟﻠﺗﺄﻛ ـ ــد ﻣ ـ ــن‬
‫ﻗـ ــدرﺗﻬﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻘﺑـ ــل اﻟﺗﻐﯾﯾـ ــر واﻟﺗﻛﯾـ ــف ﻣﻌـ ــﻪ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾﺳـ ــﺗدﻋﻲ إﻋـ ــﺎدة اﻟﻧظـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻣﻛوﻧ ـ ـﺎت وﻋﻧﺎﺻـ ــر‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد اﻟذﺋﺑﯾﺎن ‪ ،‬إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻻداء اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ واﻟﻣطﻠوب ﺣوﻟﯾﺎت ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪، 1999 .12‬‬
‫ص ‪. 15‬‬
‫‪ 2‬ﺣﻠﻘﺔ دراﺳﯾﺔ ﺣول اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬اﻻدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2001/200‬ص ‪. 54‬‬
‫‪ 3‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور ‪ ،‬إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺻر ‪ ، 1995 ،‬ص ‪. 67-64‬‬
‫‪39‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﺟﻬ ـ ـ ــﺎز اﻹداري ﻟﻠدوﻟ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻛﺛرﺗﻬ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻧﺎﺣﯾ ـ ـ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ـ ـ ــﺎدﯾﺔ ﯾ ـ ـ ــؤدي إﻟ ـ ـ ــﻰ ﻧﻔﻘ ـ ـ ــﺎت طﺎﺋﻠ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﻣﺑ ـ ـ ــرر‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﻬﺎ‪،‬ﻛﻣﺎ ﯾؤدي ﻛذﻟك إﻟﻰ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺻ ـ ــﻌوﺑﺔ إﺣﻛ ـ ــﺎم ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ اﻻﺷـ ـ ـراف واﻟﺗوﺟﯾ ـ ــﻪ وﻣ ـ ــﺎ ﯾ ـ ــﻧﺟم ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺻ ـ ــﻌوﺑﺔ إﯾﺻ ـ ــﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت‬
‫واﻟﺑﯾﺎﻧ ـ ــﺎت ﺳـ ـ ـواء ﻣ ـ ــن اﻟﻘﻣ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة أو اﻟﻌﻛ ـ ــس‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ ﯾﺣ ـ ــدث ﻋﻧ ـ ــﻪ ﯾﺑط ـ ــﺊ ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ اﺗﺧ ـ ــﺎذ‬
‫اﻟﻘ اررات‪ ،‬وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺧطط‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﺛرة اﻷﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﺿﺎرب ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل وﻣﺣﺗوى اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﻘوﯾﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﻊ ﻛﺛرة اﻷﺟﻬزة واﻟﻠﺟﺎن اﻟﻔرﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟذي ﯾزﯾد ﻣن ﺣﺟم اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬دون ﻧﺳـ ـ ــﯾﺎن ﻣـ ـ ــدى ﺗﻌﻘـ ـ ــد اﻻﺟ ـ ـ ـراءات ﻓﻣـ ـ ــﺛﻼ اﻟﺣﺻ ـ ـ ــول ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﺟل ﺗﺟـ ـ ــﺎري ﯾﺗطﻠـ ـ ــب اﺳ ـ ـ ــﺗﺧراج‬
‫ٕواﯾـ ــداع أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن ‪ 18‬وﺛﯾﻘـ ــﺔ‪ ،‬أﯾـ ــن ﯾﺻـ ــل اﻷﻣـ ــر إﻟـ ــﻰ اﺳـ ــﺗﻐراق أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن ‪ 5‬ﺳـ ــﻧوات وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾﻘـ ــف‬
‫ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣـ ـ ـ ــﺎ أن اﻟﺗﻐﯾ ـ ـ ـ ـرات اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﺗﻣرة ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘﯾـ ـ ـ ــﺎدات اﻹدارﯾـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻐﯾﯾـ ـ ـ ــر اﻟﺣﻛوﻣـ ـ ـ ــﺎت واﻟﻘﯾـ ـ ـ ــﺎدات‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣردود اﻟﺟﻬﺎز اﻻداري ‪.‬‬

‫‪ -3‬اﻟﺗﺿﺧم اﻟوظﯾﻔﻲ ‪:‬‬

‫ﻣـ ــن اﻫـ ــم اﻟﻣظـ ــﺎﻫر اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻟﻸﺟﻬ ـ ـزة اﻹدارﯾـ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﻌـ ــدد اﻟﻬﺎﺋـ ــل ﻣـ ــن اﻟﻣـ ــوظﻔﯾن ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎﯾؤﺛر ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻓﺎﻋﻠﯾـ ــﺔ اﻟﻌﻣـ ــل اﻻداري وﯾﻧﻬﻠـ ــك ﻛﺎﻫـ ــل اﻟﻣﯾزاﻧﯾـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠدوﻟـ ــﺔ‪ ،‬أﯾـ ــن ﻧﺟـ ــد اﻟﻌﺎﻣـ ــل ﻻ ﯾﺣﺗـ ــرم أوﻗـ ــﺎت‬
‫اﻟﻌﻣ ـ ــل واﻟ ـ ــدوام‪ ،‬أﯾ ـ ــن ﻧﺟ ـ ــدﻫم ﯾﻐ ـ ــﺎدرون أﻣﻛﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣ ـ ــل ﻗﺑ ـ ــل اﻟوﻗ ـ ــت اﻟﻣﺣ ـ ــدد‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ اﻟﺗﻛﺎﺳ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ أداء‬
‫اﻟﻣﻬﺎم‪ ،‬واﻟﻼﻣﺑﺎﻻة ‪ ،‬واﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺛل ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﻠﻔﺎت ﻣن إدارة إﻟﻰ أﺧرى ‪.2‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻧﻘﺎﺋص ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر‪:‬‬

‫ﺗﻌـ ــﺎﻧﻲ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺟﺎﻧـ ــب اﻟﻣﺗﻌﻠـ ــق ﺑﺎﻟﺗﺳـ ــﯾﯾر ﻣـ ــن ﻋـ ــدة ﻧﻘـ ــﺎﺋص وﺻـ ــﻌوﺑﺎت ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﺗﺳـ ــﺎرع‬
‫ﺗطـ ــور اﻟﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﺎت وﺗـ ــداﺧﻠﻬﺎ‪ ،‬وﻛـ ــذا ﻋـ ــدم اﺳـ ــﺗﺧدام اﻟوﺳـ ــﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﺳـ ــﯾﯾر‪ ،‬وﻛـ ــذا ﻋ ـ ـدم اﻟﻘـ ــدرة‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت‪ ،‬وارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ وﯾظﻬر ﻟﻧﺎ ﻫذا اﻷﻣر ﻣن ﺧﻼل ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد اﻟذﺋﯾﺑﺎت ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 61-59‬‬


‫‪ 2‬إﺑراھﯾم ﺷﺣﺎﺗﺔ ‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻼﺣظﺎت ﻋﺎﻣﺔ وﺣﻠول ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﺻر ‪ ، 1997 ،‬ص ‪. 157‬‬
‫‪ 3‬ﺣﻠﻘﺔ دراﺳﺔ ﺣول اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬اﻻدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2001/2000‬ص ‪. 54‬‬
‫‪40‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -1‬ﻣﺷــــــﻛﻠﺔ اﻟﺗﺷــــــرﯾﻊ ‪:‬ﺗـ ـ ـرﺗﺑط ﻧﺟﺎﻋ ـ ــﺔ اﻟﺗﺷـ ـ ـرﯾﻌﺎت ﺑﻣ ـ ــدى ارﺗﺑﺎطﻬ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﻟواﻗﻊ أو اﻧﻔﺻ ـ ــﺎﻟﻬﺎ ﻋﻧ ـ ــﻪ إذ‬
‫ﺗﻌ ــﺎﻧﻲ ﻣ ــن وﺟ ــود إﺧ ــﺗﻼﻻت ﻣرﺗﺑط ــﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷـ ـرﯾﻊ ﺗظﻬ ــر ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ وﺿ ــﻌﻪ وﺗﻌدﯾﻠ ــﻪ ﺛ ــم ﻛﯾﻔﯾ ــﺔ‬
‫ﺗطﺑﯾﻘ ـ ــﻪ وﻣﻣﺎرﺳ ـ ــﺗﻪ‪ ،‬إذ ﻧﺟ ـ ــد أن ﻣﻌظ ـ ــم اﻟﺗﺷـ ـ ـرﯾﻌﺎت ﻣﻘﺗﺑﺳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن دول ﻣﺗﻘدﻣ ـ ــﺔ دون ﺗﻛﯾﯾ ـ ــف ﻟﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫واﻗ ــﻊ اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ‪ .‬ﺿـ ــف إﻟ ــﻰ ذﻟـ ــك ﻣـ ــﺎﯾﻣﯾز ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ اﻟﺗﺷ ـ ـرﯾﻊ ﻓـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ــر ﻣـ ــن إﻓ ـ ـراط‬
‫ﻓ ـ ــﻲ إﺻ ـ ــدار اﻟﻧﺻ ـ ــوص‪ ،‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﻧﻔس اﻟﻣوﺿ ـ ــوع ‪.‬ﻣﻣ ـ ــﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬ ـ ــﺎ ﻣﺗﻧﺎﻗﺿ ـ ــﺔ وﻣﺗداﺧﻠ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺑﻌ ـ ــض‬
‫اﻷﺣﯾ ــﺎن وﻟ ــذﻟك ﻓ ــﺈن ﻣ ــﺎ ﺳ ــﺗواﺟﻪ ﻫ ــذﻩ اﻟﺗﺷـ ـرﯾﻌﺎت ﻫ ــو ﺳ ــوء اﻟﺗطﺑﯾ ــق اﻟ ــذي ﯾﺗﺟﻠ ــﻰ ﻓ ــﻲ ﻋ ــدم اﺣﺗـ ـرام‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون واﻟﺗﺣﺎﯾـ ـ ــل ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ‪ ،‬وأﺣﯾﻧـ ـ ــﺎ أﺧـ ـ ــرى اﻟﺗﻣﺳـ ـ ــك ﺑﺣرﻓﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ــؤﺛر ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣﻘـ ـ ــوق‬
‫اﻟﻣـ ـ ـواطﻧﯾن وﺗﺗﺳ ـ ــم اﻻدارة ﺑﺎﻟﺗ ـ ــﺎﻟﻲ ﺑ ـ ــﺎﻟﺟﻣود واﻟرﻛ ـ ــود أﯾ ـ ــن ﯾﺟ ـ ــد اﻟﻣـ ـ ـواطن ﻧﻔﺳ ـ ــﻪ أﻣ ـ ــﺎم ﻗ ـ ــﺎﻧون ﻋ ـ ــﺎﺟز‬
‫ﻋ ــن ﺗﻠﺑﯾ ــﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗ ــﻪ وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗ ــﻪ ‪،‬ﻛﻣ ــﺎ أن ﺣرﻛ ــﺔ ﺗﻌ ــدﯾل اﻟﻘـ ـواﻧﯾن ﺗ ــﺗم ﺑﺻ ــورة ﺳـ ـرﯾﻌﺔ أﯾ ــن ﯾ ــﺗم إﺿ ــﺎﻓﺔ‬
‫أو اﺳ ـ ــﺗﺑدال ﻛﻠﻣ ـ ــﺔ أو ﺗﻌرﯾ ـ ــف أو إﻟﻐ ـ ــﺎء ﺣﻛ ـ ــم ‪ ،‬او ﺗﻧظ ـ ــﯾم ﺗﺷـ ـ ـرﯾﻌﻲ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﯾ ـ ــؤﺛر ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ـواطن‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﺎﻟﺳﻠب‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻋــــدم اﻻﻋﺗﻣــــﺎد ﻋﻠــــﻰ اﻟوﺳــــﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛــــﺔ ﻟﻠﺗﺳــــﯾﯾر‪ :‬إن ﻣ ــن أﻫ ــم اﻹﺧ ــﺗﻼﻻت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌ ــﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬ ــﺎ‬
‫اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ـ ــﺔ ﻧﻘ ـ ـ ــص اﺳ ـ ـ ــﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ـ ــﺎ اﻟﺣدﯾﺛ ـ ـ ــﺔ‪،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺳ ـ ـ ــﺎﻋد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺗط ـ ـ ــور اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ـ ــﺎﺗﻲ‬
‫واﻻﺗﺻ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ وأن اﻻﺗﺻ ـ ـ ــﺎل داﺧ ـ ـ ــل اﻻدارة ﯾﻌ ـ ـ ــد ﺑﻣﺛﺎﺑ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺣ ـ ـ ــرك اﻻﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻲ ﻟﺳ ـ ـ ــﯾر ﻋﻣﻠﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫‪2‬‬
‫وﯾﺿﻣن ﻟﻬﺎ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ أﻛﺑر‪.‬‬

‫‪ -3‬ﻋــــدم اﻟــــﺗﺣﻛم ﻓــــﻲ اﻟﻧﻔﻘــــﺎت وارﺗﻔــــﺎع اﻟﺗﻛﻠﻔــــﺔ اﻻﻗﺗﺻــــﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣــــﺔ‪ :‬ﯾﻌﺗﺑ ــر اﻻﺳـ ـراف ﻣ ــن أﻫـ ــم‬
‫ﻣظـ ــﺎﻫر اﻟﺗﺻـ ــرف اﻻداري‪ ،‬ﻓﻣ ـ ــﺎ ﯾﻼﺣـ ــظ ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟ ـ ــك ﻫـ ــو اﻻرﺗﻔ ـ ــﺎع اﻟﻧﺳـ ــﺑﻲ ﻓـ ــﻲ ﺗﻛﻠﻔ ـ ــﺔ اﻟﺧدﻣـ ــﺔ ﻣﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﺗرﺗ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ رﻓـ ــﻊ اﺳـ ــﻌﺎرﻫﺎ ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ ﺑﻣﻧﻔﻌﺗﻬـ ــﺎ ﻟﻠﻣ ـ ـواطن ﻣﺛ ــل اﺳـ ــﺗﺧدام ﻋـ ــدد ﻫﺎﺋـ ــل ﻣـ ــن اﻟﻣـ ــوظﻔﯾن ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻻدارة ﻣﻣـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ــؤدي إﻟ ـ ـ ـﻰ ارﺗﻔ ـ ـ ــﺎع اﻟﺗﻛـ ـ ــﺎﻟﯾف أي ﺗﻣﺛـ ـ ــل أﺟـ ـ ــور اﻟﻣ ـ ـ ــوظﻔﯾن أﻛﺛـ ـ ــر‪ 3‬ﻣـ ـ ــن ‪. % 80‬ﻣ ـ ـ ــن‬
‫ﻣﯾزاﻧﯾـ ـ ــﺔ ﺗﺳـ ـ ــﯾﯾر اﻟﺟﻣﺎﻋـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬أﯾـ ـ ــن ﺗـ ـ ــﻧﺧﻔض اﻻﻧﺗﺎﺟﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾـ ـ ــﺔ‪ .‬وﺗرﺗﻔـ ـ ــﻊ اﻟﺗﻛﻠﻔـ ـ ــﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾـ ـ ــﺔ‬
‫‪4‬‬
‫ﻟﻸداء ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺳوء إﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﯾؤﻛ ـ ــد اﻟﻛﺛﯾـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﻼﺣظـ ـ ــﯾن ﻟواﻗـ ـ ــﻊ اﻻدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬أن اﻟﻣـ ـ ــوظﻔﯾن ﯾﺳـ ـ ــﻬﻣون ﺑﺷـ ـ ــﻛل ﻛﺑﯾـ ـ ــر ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﻫ ـ ــذا اﻟﺧﻠ ـ ــل‪ ،‬ﺳـ ـ ـواء ﻣ ـ ــن ﺣﯾ ـ ــث ﺳ ـ ــوء أداﺋﻬ ـ ــم اﻟ ـ ــوظﯾﻔﻲ‪ ،‬أو ﻏﯾ ـ ــﺎب اﻟﻛﻔ ـ ــﺎءات ﻋﻧ ـ ــدﻫم‪ ،‬ﻟ ـ ــذﻟك ﻧﻘ ـ ــص‬
‫اﻟﺗﺣﻔﯾ ـ ــز ﻓﻬ ـ ــو ﻣ ـ ــن أﻫ ـ ــم اﻟﻌواﻣ ـ ــل اﻟﻣﺳ ـ ــﺎﻋدة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺣﻘﯾ ـ ــق اﻟﻔﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺧﺗﻠ ـ ــف اﻟﻘطﺎﻋ ـ ــﺎت ‪ ،‬ﻧظـ ـ ـ ار‬

‫‪1‬ﺣﻠﻘﺔ دراﺳﯾﺔ ﺣول اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ظل اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ 2‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫‪3‬ﺣﻠﻘﺔ دراﺳﯾﺔ ﺣول اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ظل اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 4‬اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪41‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﻟﻛوﻧـ ـ ـﻪ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــل اﻟ ـ ــذي ﺗﺳ ـ ــﺗﻐﻠﻪ اﻻدارة ﻓ ـ ــﻲ ﺟ ـ ــذب اﻟﻣوظ ـ ــف إﻟﯾﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺗﺣﻔﯾ ـ ــز طﺎﻗ ـ ــﺎﺗﻬم ‪ 1.‬أﯾ ـ ــن ﯾﻌ ـ ــرف‬
‫ﻫ ــذا اﻟﻧ ــوع ﻣ ــن اﻟﺣـ ـواﻓز ﺟﻣ ــودا ﻛﺑﯾـ ـ ار ﺣﯾ ــث ﻧﺟ ــد أن ﻣﻛوﻧ ــﺎت اﻷﺟ ــر ﻣﺣ ــددة ﻣﺳ ــﺑﻘﺎ ﺑدﻗ ــﺔ وﻣ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻻدارة إﻻ اﻟﺗطﺑﯾ ـ ــق ﻟﻬ ـ ــذا ﻧﺟ ـ ــدﻫﺎ ﺗﺳ ـ ــﺗﻌﻣﻠﻪ ﺑﺻ ـ ــورة ﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾ ـ ــﺔ ﺗﺗﻣﺛ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺧﺻ ـ ــوﻣﺎت‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ أن‬
‫‪2‬‬
‫ﻧظﺎم اﻷﺟر ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﯾراﻋﻲ واﻗﻊ اﻟظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﻣواطن‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﺿﻌف ﻧظم اﻻﺗﺻﺎل وﺳوء اﺳﺗﺧدام ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬

‫إن اﻻﺗﺻـ ــﺎل ﺳـ ــﺎﻋد ﻋﻠـ ــﻰ ﺗ ـ ــﺄﻣﯾن رﻗﺎﺑـ ــﺔ أﻛﺑـ ــر ﻟﻠﻣﺳـ ــؤول ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣرؤوﺳ ـ ـﯾﻪ واﻟﻘطﺎﻋـ ــﺎت اﻟواﻗﻌـ ــﺔ ﺗﺣ ـ ــت‬
‫رﺋﺎﺳ ـ ــﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﺷ ـ ــﺑﻛﺔ اﻻﺗﺻ ـ ــﺎﻻت ﺗﺗـ ـ ـواﻓر ﻟدﯾ ـ ــﻪ ﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت دﻗﯾﻘ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن اﻟﺟﻬ ـ ــﺎز اﻟ ـ ــذي ﯾ ـ ــدﯾرﻩ‬
‫ﺑﺷـ ــﻛل ﯾﻣﻛﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن إﺻ ـ ــﻼح اﻻﺧط ـ ــﺎء وﻣﻌﺎﻗﺑ ـ ــﺔ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬ ـ ــﺎ دون إﺳ ـ ــﺗﻔﺣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻧ ـ ــوع اﻻﺗﺻ ـ ــﺎﻻت ﺗﻧﻘﺳ ـ ــم‬
‫‪3‬‬
‫إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﺗﺻﺎﻻت داﺧﻠﯾﺔ‪ :‬ﺗﺗم داﺧل اﻟﺟﻬﺎز اﻻداري وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻘﺎرﯾر واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﺈﻋدادﻫﺎ اﻟﻣرؤوﺳون إﻟﻰ ﻗﺎدﺗﻬم ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻷواﻣر واﻟﻣذﻛرات واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻘﺎﺋد إﻟﻰ اﻟﻣرؤوﺳﯾن ﻟﻠﻌﻣل ﺑﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ -2‬إﺗﺻﺎﻻت ﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ :‬ﺗﺗم ﺑﯾن اﻻدارة وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت وﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﺗﺻﺎﻻت ﺗﺗم ﺑﯾن اﻻدارة واﻟﺟﻣﻬور ﺑﻬدف ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺗﺻﺎﻻت ﺗﺗم ﺑﯾن إدارة وأﺧرى ﺑﻬدف ﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻵراء ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫إﻻ أن واﻗﻊ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﻌﯾﻘﺎت أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺣﺟـ ــم اﻷﺟﻬ ـ ـزة ‪ ،‬وﺗﻌـ ــدد ﻣﺳـ ــﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﯾﻧﺟـ ــر ﻋﻧـ ــﻪ ﺻـ ــﻌوﺑﺔ اﻻﺗﺻـ ــﺎل وﺗـ ــﺄﺧﯾرﻩ أو ﺗﺣرﯾـ ــف ﻣﺣﺗ ـ ـواﻩ‬
‫ﻟﻠﻣﻐﺎﻟطﺔ ‪ ،‬ﺳواء ﻣن ﻗﺻد أو ﺣﺳن ﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬وﻛ ـ ــذﻟك اﺣﺗﻛ ـ ــﺎر اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾن ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت واﻟوﺛ ـ ــﺎﺋق اﻟرﺳ ـ ــﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿ ـ ــﺣﺔ ﻟﻸﻫ ـ ــداف وط ـ ــرق اﻟﺗﺳ ـ ــﯾﯾر‬
‫ﻹﺣﻛﺎم اﻟﻘﺑﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن‪.‬‬

‫‪ -‬ﻟ ـ ـذﻟك وﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻻدارة أن ﺗﻛـ ــون ﻣﺗﺟﺎوﺑـ ــﺔ ﻣـ ــﻊ ﻣوظﻔﯾﻬـ ــﺎ ﺗﺑﻌـ ــﺎ ﻟﻐﺎﯾﺗﻬـ ــﺎ ﺑﻣﺑـ ــدأ وﺟـ ــوب اﻟﺷـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫واﻟوﺿـ ـ ــوح ﻻ اﻟﺗﻌﺗ ـ ـ ــﯾم و اﻻﻧطواﺋﯾـ ـ ـ ـﺔ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ــذا ﺗﻔﻌﯾ ـ ـ ــل ﻣﺷ ـ ـ ــﺎرﻛﺔ اﻟﻣـ ـ ـ ـواطﻧﯾن ﺣﯾ ـ ـ ــث ﯾ ـ ـ ــﺗم ﺗﻠﻘ ـ ـ ــﻲ اﻟﺧدﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑ ـ ــﺄﻛﺛر إﯾﺟﺎﺑﯾ ـ ــﺔ واﻟﺳ ـ ــﻌﻲ اﻟ ـ ــداﺋم ﻟﺗﻠﺑﯾ ـ ــﺔ ﻣط ـ ــﺎﻟﺑﻬم ﻷﻧﻬ ـ ــم ﻣﺣ ـ ــور ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ــﺔ اﻻدارﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻊ ﻣﻼﺣظ ـ ــﺔ‬

‫‪ 1‬ﺣﻠﻘﺔ دراﺳﯾﺔ ﺣول اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ظل اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة ‪ ، 2005-2004‬ص ‪. 47-46‬‬
‫‪ 2‬إﺑراھﯾم ﺷﺣﺎﺗﺔ ‪ ،‬اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 150‬‬
‫‪ 3‬اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬
‫‪ 4‬ﻋﻠﻲ اﻟدﯾن ھﻼل ‪ ،‬اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ﻋدد ‪ ، 1982. 37‬ص‬
‫‪. 108‬‬
‫‪42‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﻏﯾ ـ ـ ــﺎب ﺷ ـ ـ ــرﻛﺎت وطﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ـ ــوم ﺑﺻ ـ ـ ــﻧﺎﻋﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ـ ــﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ـ ــﺎت وﻫ ـ ـ ــذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﯾﺿ ـ ـ ــﺎﻋف ﻣ ـ ـ ــن ﺣﺟ ـ ـ ــم‬
‫إﺳﺗرادﻫﺎ ﻣن اﻟدول اﻷﺧرى ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺿﺧﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣـ ـ ــﺎ أن اﻟﺗوزﯾـ ـ ــﻊ اﻟﺟﻐ ارﻓـ ـ ــﻲ ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ـ ــﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت ﻻﯾ ـ ـ ـزال ﺣﻛ ـ ـ ـ ار ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻌﺎﺻـ ـ ــﻣﺔ واﻟﻣـ ـ ــدن اﻟرﺋﯾﺳـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻛﺑـ ــرى ‪ ،‬وﯾﻌ ـ ــرف ﺿـ ــﻌﻔﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟـ ــوطن ‪ ،‬ﻣﻣ ـ ــﺎ ﯾـ ــدل ﻗطﻌ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣرﻛزﯾ ـ ــﺔ اﻟﻘدﯾﻣـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺗﻣﯾـ ــز ﺑﻬ ـ ــﺎ‬
‫إدارﺗﻬـ ـ ــﺎ وﻣﺣدودﯾـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺗﻔﺎدة ﻣـ ـ ــن اﻻﻣﻛﺎﻧﯾـ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻘـ ـ ــدﻣﻬﺎ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ـ ــﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت ﻟـ ـ ــدى اﻟـ ـ ــدول‬
‫اﻟﻣﺗﻘدﻣـ ــﺔ ‪ 1.‬وﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻫـ ــذا ﯾﻣﻛـ ــن اﻟﻘـ ــول أن واﻗـ ــﻊ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ واﻗـ ــﻊ ﻣﺗـ ــردي وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ أﻛدﺗـ ــﻪ‬
‫ﻣﻧظﻣـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ﻟﺳـ ــﻧﺔ ‪ 2012‬ﻓـ ــﻲ ﺗﻘرﯾﻬـ ــﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﻘـ ــد إﺣﺗﻠـ ــت اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻼﻣـ ــﺔ ﺗﻘـ ــدر ﺑـ ـ ـ ‪:‬‬
‫‪ 10/3.4‬وﻟﻬـ ــذا رﺗﺑـ ــت ﻓـ ــﻲ اﻟﻣرﺗﺑـ ــﺔ ‪ 105‬ﻋﺎﻟﻣﯾـ ــﺎ ‪ 2.‬وﻫـ ــذا ارﺟـ ــﻊ ﻟﺗﻔﺷـ ــﻲ ﻣظـ ــﺎﻫر ﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻧـ ــذﻛرﻫﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣواﻟﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣظﺎﻫر واﻗﻊ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻟﻘـ ــد ﺷـ ــﻬدت اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﻛﻐﯾرﻫـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟـ ــدول ‪ ،‬ﺗﻔﺷـ ــﻲ ظ ـ ـواﻫر ﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﺟﻬﺎزﻫـ ــﺎ اﻻداري ‪ ،‬وﻟﻘـ ــد ﻋﺑـ ــر‬
‫اﻟ ـ ـ ـرﺋﯾس اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــري " ﺑوﺗﻔﻠﯾﻘـ ـ ــﺔ " ﻋـ ـ ــن ﻫـ ـ ــذا اﻟوﺿـ ـ ــﻊ ﻓـ ـ ــﻲ ﺧطﺎﺑـ ـ ــﻪ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻩ ﻓـ ـ ــﻲ ‪ 1999‬ﻓـ ـ ــﻲ ﻗوﻟـ ـ ــﻪ ‪" 3‬إن‬
‫اﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ ﻣرﯾﺿ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ إدارﺗﻬ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻣرﯾﺿ ـ ـ ــﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺣﺎﺑ ـ ـ ــﺎة ‪ ،‬ﻣرﯾﺿ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺳ ـ ـ ــوﺑﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻌﺳ ـ ـ ــف‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﻧﻔوذ واﻟﺳ ـ ــﻠطﺔ ‪ ،‬وﻋ ـ ــدم ﺟ ـ ــدوى اﻟطﻌ ـ ــون واﻟﺗطﻠﻌ ـ ــﺎت ﻣرﯾﺿـ ـ ـﺔ ﺑﺎﻻﻣﺗﯾ ـ ــﺎزات اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻻرﻗﯾ ـ ــب ﻟﻬ ـ ــﺎ وﻻ‬
‫ﺣﺳـ ــﯾب ‪ ،‬ﻣرﯾﺿـ ــﺔ ﺑﺗﺑـ ــذﯾر اﻟﻣ ـ ـوارد اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ وﻧﻬﯾﻬـ ــﺎ ﺑـ ــﻼ راع وﻻ ﻧـ ــﺎﻩ ‪ ،‬ﻛﻠﻬـ ــﺎ اﻋ ـ ـراض أﺿـ ــﻌﻔت اﻟـ ــروح‬
‫اﻟﻣدﻧﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ــدى اﻷﻓـ ـ ـ ـ ـراد واﻟﺟﻣﺎﻋ ـ ـ ـ ــﺎت وأﺑﻌ ـ ـ ـ ــدت اﻟﻘ ـ ـ ـ ــدرات وﻫﺟ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻛﻔ ـ ـ ـ ــﺎءات ‪ ،‬وﻧﻔ ـ ـ ـ ــرت أﺣﺻ ـ ـ ـ ــﺎب‬
‫اﻟﺿ ـ ــﻣﺎﺋر اﻟﺣﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﻻﺳ ـ ــﺗﻘﺎﻣﺔ وﺣﺎﻟـ ـ ــت ﺑﯾ ـ ــﻧﻬم وﺑـ ـ ــﯾن اﻻﺳ ـ ــﻬﺎم ﻓـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــدﺑﯾر ﺷـ ـ ــؤون اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ وﺷـ ـ ــوﻫت‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺑﻌد ﺗﺷوﯾﻪ‪.‬‬

‫‪ -‬إذن ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻫـ ــذا اﻟﺧطـ ــﺎب اﻟـ ــذي اﻟﻘـ ــﺎﻩ اﻟ ـ ـرﺋﯾس اﻟﺟ ازﺋـ ــري ﯾﻣـ ــن ﻟﻧـ ــﺎ ﺗﻠﺧـ ــﯾص اﻫـ ــم اﻟﻣﻌﺿـ ــﻼت‬
‫اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟرﺷوة‪:‬‬

‫ﻟﻘـ ــد اﺻـ ــﯾﺑت اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ﺑﻬـ ــذا اﻟـ ــداء ﺣﯾـ ــث ﯾﻌـ ــرف ﺗﺻـ ــﺎﻋدا ﻣﻠﻔـ ــت ﻟﻼﻧﺗﺑـ ــﺎﻩ ﻓﺄﺻـ ــﺑﺣت اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ‬
‫ﻣﺗداوﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــل اﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻣﻼت اﻻدارﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑ ـ ــدا ﻣ ـ ــن اﺳ ـ ــﺗﺧراج اﻟوﺛ ـ ــﺎﺋق وﺻ ـ ــوﻻ إﻟ ـ ــﻰ إﺑـ ـ ـرام اﻟﺻ ـ ــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻛﺑـ ــرى‪ ،‬واﻟرﺷـ ــوة ﺗﻌـ ــد ﺟرﯾﻣـ ــﺔ أﺧﻼﻗﯾـ ــﺔ ﺗﻣـ ــس ﺑﺎﻟﺿـ ــﻣﯾر اﻟﻣﻬﻧـ ــﻲ‪ ،‬واﻋﺗـ ــداء ﻋﻠـ ــﻰ ﺛﻘـ ــﺔ اﻟﻣ ـ ـواطن ﻓـ ــﻲ‬
‫إدارﺗـ ـ ـ ــﻪ وﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻷﺷـ ـ ـ ــﺧﺎص اﻟﻌﻣـ ـ ـ ــوﻣﯾﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔـ ـ ـ ــﯾن ﺑﺧدﻣـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ــوطن واﻟﻣ ـ ـ ـ ـواطن‪ ،‬ﻟﻬـ ـ ـ ــذا ﯾﻠﺟـ ـ ـ ــﺄ ﺑﻌـ ـ ـ ــض‬
‫اﻟﻣـ ـ ــوظﻔﯾن إﻟـ ـ ــﻰ اﻟرﺷـ ـ ــوة ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل إﺳـ ـ ــﺗﻐﻼل ﻧﻔـ ـ ــوذﻫم اﻟـ ـ ــوظﯾﻔﻲ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﺑﺗﻌﻘﯾـ ـ ــد اﻻﺟ ـ ـ ـراءات ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬

‫‪ 1‬ﻋﻠﻲ اﻟدﯾن ھﻼل ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ‪ ،‬ص ‪. 110‬‬


‫‪ 2‬ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺸﻔﺎﻓﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻘﯿﺎس ﻣﺪى ﺗﻔﺸﻲ اﻟﻔﺴﺎد ﻋﺒﺮ ﻣﻮﻗﻌﮭﺎ ‪www.transparency. org.‬‬
‫‪ 3‬ﺧﻄﺎب رﺋﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻮﺟﮫ ﻟﻸﻣﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 1999-05-29‬ﺟﺮﯾﺪة اﻟﻤﺴﺎء ﻋﺪد ‪ 661‬اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪. 1999-05-31‬‬
‫‪43‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻣ ـ ـ ـواطﻧﯾن‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــذﯾن ﯾﺿ ـ ـ ــطرون ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـ ـ ــﺔ إﻟ ـ ـ ــﻰ دﻓ ـ ـ ــﻊ اﻟرﺷ ـ ـ ــوة ﻟﺗﺳـ ـ ــﻬﯾل اﻟﺣﺻ ـ ـ ــول ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺧدﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪1‬‬
‫وﺗﺳرﯾﻊ اﻻﺟراءات‪.‬‬

‫ﻓﺄﻏﻠ ـ ـ ــب اﻟﺗﻘ ـ ـ ــﺎرﯾر واﻟﺗﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ــﺎت ﺗﻔﯾ ـ ـ ــد أن إدارة اﻟﺟﻣ ـ ـ ــﺎرك واﻟﺑﻧ ـ ـ ــوك واﻟﺿـ ـ ـ ـراﺋب ﻫ ـ ـ ــﻲ أﻛﺑ ـ ـ ــر اﻟﻘطﺎﻋ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻧﺗﺷـ ــر ﺑﻬـ ــﺎ اﻟرﺷـ ــوة ‪ ،‬ﻓﻌﻠـ ــﻰ ﻣﺳـ ــﺗوى إدارة اﻟﺟﻣـ ــﺎرك أﻋﻠـ ــن ﻣـ ــدﯾرﻫﺎ أﻧـ ــﻪ ﺗـ ــم ﻓﺻـ ــل ‪ 100‬ﻋﺎﻣـ ــل‬
‫‪2‬‬
‫ﻟﺗورطﻬم ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺎ ﻓﺳﺎد ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ‪ 530‬ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣوظﻔﯾن ﺑﺳﺑب اﻟرﺷوة‪.‬‬

‫ﻟﻬـ ـ ــذا ﯾﻠﺟـ ـ ــﺄ ﺑﻌـ ـ ــض اﻟﻣـ ـ ــوظﻔﯾن إﻟـ ـ ــﻰ اﻟرﺷـ ـ ــوة ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﺳـ ـ ــﺗﻐﻼل ﻧﻔـ ـ ــوذﻫم اﻟـ ـ ــوظﯾﻔﻲ وذﻟـ ـ ــك ﺑﺗﻌﻘﯾـ ـ ــد‬
‫اﻻﺟ ـ ـ ـراءات ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ـ ـواطﻧﯾن اﻟـ ـ ــذﯾن ﯾﺿـ ـ ــطرون ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ــﻰ دﻓـ ـ ــﻊ اﻟرﺷـ ـ ــوة ﻟﺗﺳـ ـ ــﻬﯾل اﻟﺣﺻـ ـ ــول‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ وﺗﺳرﯾﻊ اﻻﺟراءات ‪.‬‬

‫أﻣـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺳـ ــﺗوى اﻟﺑﻠـ ــدﯾﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ﻓﻘـ ــد ﻛﺷـ ــﻔت ﻣﺻـ ــﺎدر ﻣـ ــن و ازرة اﻟداﺧﻠﯾـ ــﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋـ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾـ ــﺔ‬
‫‪3‬‬
‫ﻋن اداﻧﺔ ‪ 612‬رﺋﯾس ﺑﻠدﯾﺔ ﻟﺗورطﻬم ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻣﺷﺑوﻫﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳﺎد واﻟرﺷوة ‪.‬‬

‫وﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﺧـ ــص اﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻣﻼت اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾ ـ ــﺔ اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ﻟـ ــﻺدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ ﻓﻘـ ــد أﻛ ـ ــد ﺗﻘرﯾـ ــر ﻣﻧظﻣ ـ ــﺔ‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أن اﻟﺟزاﺋر ﺗﻌد ﻣن ﺑﯾن أﺳوء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﺷﺎوي واﻟﻔﺳﺎد ‪.‬‬

‫و ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــرﻏم ﻣ ـ ــن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر وﺿ ـ ــﻊ ﻋﻘوﺑ ـ ــﺎت ﻟﻔﺎﻋ ـ ــل ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺟرﯾﻣ ـ ــﺔ إﻻ اﻧﻬ ـ ــﺎ ﻻ ﺗـ ـ ـزال‬
‫ﺗﺗﻛـ ــرر و ﺑﺻـ ــورة واﺿـ ــﺣﺔ‪ ،‬اﯾـ ــن ﻗـ ــدرت اﻟﻌﻘوﺑـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺳـ ــﻧﺗﯾن اﻟـ ــﻰ ﻋﺷـ ــر ﺳـ ــﻧوات ﻣـ ــﻊ ﻏ ارﻣـ ــﺔ ﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ‬
‫‪ 200.000‬دج اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ‪ 1.000.000‬دج ﺑﺎﻟﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ــوظﻔﯾن اﻟﻌﻣـ ـ ـ ـ ـ ــوﻣﯾﯾن ‪ ،‬اﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل‬
‫اﻟﺻـ ـ ـ ـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﺎن اﻟﻌﻘوﺑ ـ ـ ــﺔ ﺗرﺗﻔ ـ ـ ــﻊ ﻟﺗﺻ ـ ـ ــل اﻟ ـ ـ ــﻰ ‪ 20-10‬ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ﺳ ـ ـ ــﺟن ﻣ ـ ـ ــﻊ ﻏ ارﻣ ـ ـ ــﺔ ﻣﺎﻟﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪5‬‬
‫ﺗﻘدر‪ 1.000.000‬اﻟﻰ ‪2.000.000‬‬

‫اذن ﻓظ ـ ـ ــﺎﻫرة اﻟرﺷ ـ ـ ــوة ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻻ ﻋ ـ ـ ــن ﺗﻌﺑﯾـ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ــﺎ ﯾﻌﺎﻧﯾ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣـ ـ ـ ـواطن ﻣ ـ ـ ــن ﺗﻬﻣ ـ ـ ــﯾش و اﺟ ـ ـ ـ ـراءات‬
‫ﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻣن ﺣﺻول اﻟﻣواطن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫو ﺣق ﻟﻪ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻻﺧﺗﻼس‪:‬‬

‫ان ﺟرﯾﻣـ ــﺔ اﺧـ ــﺗﻼس اﻻﻣـ ــوال اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻣـ ــن اﺧطـ ــر اﻟﺟ ـ ـراﺋم ﺑـ ــﺎﻟﻧظر ﻟﻣـ ــﺎ ﯾـ ــﻧﺟم ﻋﻧﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن اﺛـ ــﺎر ﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﻹﻫ ـ ــدار اﻻﻣ ـ ـ ـوال اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذن ﻫـ ـ ــو ﺧﯾﺎﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻣوظ ـ ــف ﻷﻣﺎﻧﺗـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻌﻬـ ـ ــودة إﻟﯾ ـ ــﻪ و ﻫـ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻌرﻓـ ـ ــﻪ‬

‫‪ 1‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺳﻌﺪ ‪ ،‬ﺟﺮاﺋﻢ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ اﻻﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ دار ھﻮﻣﺔ ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ، 2005‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ 2‬ﺳﻔﯾﺎن ‪ ،‬ﺑوﻋﯾﺎد طرد ‪ 100‬ﺟﻣرﻛﻲ ﺑﺳب اﻟرﺷوة ‪ ،‬وﺳوء اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر ‪ ،‬ﻋدد ‪ 4607‬ﻓﻲ ‪ 22‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ، 2006‬ص‬
‫‪. 02‬‬
‫‪ 3‬ﺳﻣﯾرة ‪ ،‬ﺑﻠﻌﻣري ‪ ،‬إداﻧﺔ ‪ 612‬رﺋﯾس ﺑﻠدﯾﺔ و ‪ 1174‬ﻣﻧﺗﺧب ﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ ﻓﺿﺎﺋﺢ اﻟﻣﺎل واﻟﻌﻘﺎر ‪ ،‬ﺟرﯾدة اﻟﺷروق اﻟﻌدد ‪، 1820‬‬
‫أﻛﺗوﺑر ‪ ، 2006‬ص ‪. 03‬‬
‫‪ 4‬ح‪-‬ﺳﻠﯾﻣﺎن –اﻟﺟزاﺋر ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أھم اﻟدول اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑدﻓﻊ اﻟرﺷﺎوي ﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر ‪ ،‬ﻋدد ‪ 05 ، 4826‬أﻛﺗوﯾر ‪ ، 2006‬ص ‪03‬‬
‫‪ 5‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ -01-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻓﺑراﯾر ‪ – 2006‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﮫ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪ ،‬ﻋدد ‪ 14‬اﻟﺻﺎدر ‪ 08‬ﻣﺎرس ‪ ،2006‬اﻟﻣﺎدة ‪ ،27 ، 25‬ص ‪.12- 11‬‬
‫‪44‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ و ﻟﻘـ ـ ــد ﻋرﻓ ـ ــت اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﺷ ـ ـ ـرﯾﺔ اﻟﺳ ـ ــوداء )ﻓﺗ ـ ـ ـرة اﻟﺗﺳ ـ ــﻌﯾﻧﺎت( ﻓرﺻـ ـ ــﺔ ﻷوﻟﺋـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﺳـ ــﯾن ﻟﯾﺣﻘﻘ ـ ـوا ﻣﻛﺎﺳـ ــب ﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻣﻌﺗﺑ ـ ـرة ﻣﺳـ ــﺗﻐﻠﯾن ﻓـ ــﻲ ذﻟـ ــك ﻏﯾـ ــﺎب اﻟرﻗﺎﺑـ ــﺔ و اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ــﺔ‬
‫ان اﻟﻣﻬﻣـ ــﺔ اﻻﺳﺎﺳـ ــﯾﺔ ﻟﻠﻧظـ ــﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﻲ اﻧـ ــذاك ﻫـ ــﻲ ﻣﺣﺎرﺑـ ــﺔ اﻓـ ــﺔ اﻻرﻫـ ــﺎب اﻟﺗـ ــﻲ ﻛـ ــﺎدت ﺗﻬـ ــدد ﻛﯾـ ــﺎن‬
‫‪1‬‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫وﻟﻘ ـ ــد ﺗ ـ ــداوﻟت اﻟﺻ ـ ــﺣف و اﻟﺟ ارﺋ ـ ــد أﺧﺑ ـ ــﺎر ﻋ ـ ــن ﻣﺋ ـ ــﺎت اﻟﻣﻠﯾ ـ ــﺎرات اﻟﻣﻧﻬوﺑ ـ ــﺔ ﺣﯾ ـ ــث ﺗ ـ ــم اﻟﺗﺻـ ـ ـرﯾﺢ ان‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر ﻗد ﺧﺳرت ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن ‪ 104‬أﻻف ﻣﻠﯾﺎر ﺳﻧﺗﯾم ﺑﺳﺑب ﺳوء اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻻﺧﺗﻼس‪.‬‬

‫ﻛﻣـ ــﺎ ﺗﻣﻛﻧـ ــت ﻣﺻـ ــﺎﻟﺢ اﻻﻣـ ــن ﺳـ ــﻧﺔ ‪ 2000‬ﻣـ ــن ﺗوﻗﯾـ ــف ازﯾـ ــد ﻣـ ــن ‪ 600‬ﻣوظـ ــف ﻣـ ــن ﺑﯾـ ــﻧﻬم اطـ ــﺎرات‬
‫ﺳـ ــﺎﻣﯾﺔ ﯾﻌﻣﻠـ ــون ﺑﻣرﻛـ ــز اﻟﺿـ ــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣـ ــﺎﻋﻲ اﻟﺗـ ــﺎﺑﻊ ﻟـ ــو ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾـ ــﺔ ﺑﺗﻬﻣـ ــﺔ ﺗزوﯾـ ــر اﻟﻣﻠﻔـ ــﺎت اﻟطﺑﯾـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣـ ـ ــؤﻣﻧﯾن و اﺳـ ـ ــﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋـ ـ ــدة ﻣ ـ ـ ـرات ‪ ،‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ ﻗﺎﻣـ ـ ــت ﺑـ ـ ــﺎﺧﺗﻼس اﻣ ـ ـ ـوال ﻋﻣوﻣﯾـ ـ ــﺔ ﺑﻘﯾﻣـ ـ ــﺔ ‪ 60‬ﻣﻠﯾـ ـ ــون‬
‫ﺳﻧﺗﯾم‪.3‬‬

‫وﺗﺑـ ـ ــرز ﻓـ ـ ــﻲ واﺟﻬـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺿـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟﻣﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻋرﻓﺗﻬـ ـ ــﺎ اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻗﺿـ ـ ــﯾﺔ اﻟﺷـ ـ ــرﻛﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺣروﻗ ـ ــﺎت ﺳ ـ ــوﻧطراك و اﻟﺗ ـ ــﻲ إرﺗﺑط ـ ــت أﻧ ـ ــذاك ﺑﺎﻟﻣﺳ ـ ــؤول اﻻول ﻟﻠﻘط ـ ــﺎع ﺷ ـ ــﻛﯾب ﺧﻠﯾ ـ ــل ‪ ،‬و ﻛ ـ ــذﻟك‬
‫ﻣﺷ ـ ــروع اﻟطرﯾ ـ ــق اﻟﺳ ـ ــﯾﺎر اﻟ ـ ــذي ﯾﻣﺗ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻗﺻ ـ ــﻰ اﻟﺣ ـ ــدود اﻟﺷـ ـ ـرﻗﯾﺔ اﻟ ـ ــﻰ اﻟﺣ ـ ــدود اﻟﻐرﺑﯾ ـ ــﺔ و اﻟ ـ ــذي‬
‫اﺳـ ـ ــﺗﻬﻠك ﻗ ارﺑـ ـ ــﺔ ‪ 12‬ﻣﻠﯾـ ـ ــﺎر دوﻻر ﺑﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ ﻛﻠﻔﺗـ ـ ــﻪ اوﻟﯾـ ـ ــﺔ ﻗـ ـ ــدرت ب ‪ 9‬ﻣﻠﯾـ ـ ــﺎر دوﻻر ﻓﻘـ ـ ــط و ﻛـ ـ ــذﻟك دون‬
‫‪4‬‬
‫ان ﻧﻧﺳﻰ ﻓﺿﯾﺣﺔ اﻟﻘرن و ﻫﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﺑﻧك اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺗﺳــــــــﯾب اﻹداري‪ :‬اﯾ ـ ـ ــن ﯾﻌﻣ ـ ـ ــل اﻟﻣوظ ـ ـ ــف اداء واﺟﺑﺎﺗ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻧوط ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﻪ و اﻟﻣﻧﺻ ـ ـ ــوص ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻘـ ـ ـواﻧﯾن و اﻟﻠـ ـ ـواﺋﺢ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﻧظم اﻟوظﯾﻔ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﺑﺷ ـ ــﻛل ﯾ ـ ــؤدي اﻟ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــردود ﺳ ـ ــﻠﺑﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﻌﻣـ ـ ــل‪ 5‬و ﻫـ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﻠﻣﺳـ ـ ــﻪ ﻛظـ ـ ــﺎﻫرة ﻓـ ـ ــﻲ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ اﯾـ ـ ــن ﻧﺟـ ـ ــد اﻟﻣوظـ ـ ــف ﻻ ﯾﺣﺗـ ـ ــرم اﻟوﻗـ ـ ــت‬
‫اﻟﻣﺣـ ــدد ﻟﻠﻌﻣـ ــل و ﯾﺗﺣﺎﯾـ ــل ﻣـ ــن اﺟـ ــل اﻟﺣﺻـ ــول ﻋﻠـ ــﻰ وﻗـ ــت ارﺣـ ــﺔ داﺧـ ــل اوﻗـ ــﺎت اﻟﻌﻣـ ــل ﺗـ ــم اﻟﺧـ ــروج‬
‫اﻟﻣﺑﻛـ ــر و ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾـ ــؤدي اﻟـ ــﻰ ﺗﺿـ ــﯾﯾﻊ اﻟوﻗـ ــت و ﻋـ ــدم ﺗﻘـ ــدﯾم اﻟﺧـ ــدﻣﺎت اﻟﻼزﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻣ ـ ـواطن وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ‬
‫ﯾﻼﺣـ ـ ــظ ﻓﻌـ ـ ــﻼ ﻓـ ـ ــﻲ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﻫـ ـ ــذا ارﺟـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــﻰ ﺗواطـ ـ ــؤ ﺑﻌـ ـ ــض اﻟﻣﺳـ ـ ــؤوﻟﯾن ﻋـ ـ ــن ﺗﺳـ ـ ــﺟﯾل‬
‫‪6‬‬
‫اﻟدﺧول و اﻟﺧروج ﻣن اﻟﻌﻣل ‪ ،‬وﻫﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﯾوﻣﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻋﻧد ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن‪.‬‬

‫ﻟﻬـ ــذا ﻓﻬـ ــذﻩ اﻟظـ ــﺎﻫرة ﺗﻌـ ــود اﻟـ ــﻰ اﺳـ ــﻠوب اﻟﻘﯾـ ــﺎدة و اﻻﺷ ـ ـراف ﻓـ ــﺈذا ﻛﺎﻧـ ــت اﻟﻘﯾـ ــﺎدة اﻻدارﯾـ ــﺔ اﻟﻌﻠﯾـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻗـ ـ ــدر ﻛﺑﯾـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن اﻻﻟﺗ ـ ـ ـزام ﺑﺎﻟﻧظـ ـ ــﺎم و اﺣﺗ ـ ـ ـرام اﻟوﻗـ ـ ــت ﻓـ ـ ــذﻟك ﺳـ ـ ــﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗـ ـ ــدوة ﯾﻘﺗـ ـ ــدي ﺑﻬـ ـ ــﺎ و اﻟﻌﻛـ ـ ــس‬

‫‪ 1‬ﻧﺟم ﻋﺑود ﻧﺟم ‪ ،‬اﺧﻼﻗﯾﺎت اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ‪ 2005‬ص ‪. 299‬‬
‫‪ 2‬ﻣﺻطﻔﻰ ھﻣﺳﻲ ‪ ،‬اﺑن ﺧﻠدون ﯾﺣذر ﺑوﺗﻔﻠﯾﻘﺔ و اﺻﺣﺎب اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ أﻧﺗﺟت ﻟﻧﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﺛم ﻋﻣﻣﺗﮭﺎ‪ ،‬ﺟرﯾدة ﻣﺣﻘق ﻋدد‬
‫‪ 23 ، 88‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ،2007‬ص‪. 08‬‬
‫‪ 3‬ﻧﺻﯾرة ﺳﻣﺎرة ‪ ،‬ظﺎھرة اﻟﺗﺳﯾب اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻋﻠﻰ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،2005.‬ص‪. 104‬‬
‫‪ 4‬ﻣﺻطﻔﻰ ھﻣﺳﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ‪ ،‬ص ‪. 08‬‬
‫‪5‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم اﻟﻘرﯾوﺗﻲ‪ ،‬اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻧظور ﻣﻘﺎرن‪ .‬دار اﻟﻔﻛرﻟﻠﻧﺷرواﻟﺗوزﯾﻊ ‪،‬ﻋﻣﺎن ‪1985،‬ص‪.44‬‬
‫‪6‬‬
‫رﺿﺎ ﻗﺟﺔ‪ ،‬آداء اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﺎﺗﻧﺔ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻛﺗﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر‪ 2003‬ص‪.87‬‬

‫‪45‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﺻـ ـ ـ ــﺣﯾﺢ ﻛ ـ ـ ـ ـذﻟك ﻏﯾـ ـ ـ ــﺎب اﻟﻣﺣﺎﺳـ ـ ـ ــﺑﺔ و اﻟرﻗﺎﺑـ ـ ـ ــﺔ ﻓﺣـ ـ ـ ــﯾن ﻧﺗوﺟـ ـ ـ ــﻪ إﻟـ ـ ـ ــﻰ ﻣﻌظـ ـ ـ ــم اﻟﻘطﺎﻋـ ـ ـ ــﺎت اﻻدارﯾـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ ﻧﺟ ـ ــد اﻟﻣوظ ـ ــف ﻻ ﯾﻛﺗ ـ ــرث ﻟﻌﻣﻠ ـ ــﻪ ﻓﺗـ ـ ـراﻫم ﯾﺗﺑ ـ ــﺎدﻟون اطـ ـ ـراف اﻟﺣ ـ ــدﯾث‪ ،‬ﻓﯾﻣ ـ ــﺎ ﻫﻧ ـ ــﺎك ط ـ ــﺎﺑور‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ﻛﻠـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ـواطﻧﯾن ﻓـ ـ ــﻲ اﻧﺗظـ ـ ــﺎر اﻻﺟ ـ ـ ـراءات اﻟﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺑﻣﻌـ ـ ــﺎﻣﻼﺗﻬم ﻛﺎﺳـ ـ ــﺗﺧراج وﺛﯾﻘـ ـ ــﺔ ﺷـ ـ ــﻬﺎدة‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﯾﻼد و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻣواطن ﺑﺎﻟﺳﺧط ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻪ اﻷﺟﻬزة اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺗﺣﯾــــز و اﻟﻣﺣﺎﺑــــﺎة‪ :‬و ﻫـ ــو ﻧﻣـ ــط ﺳـ ــﻠوﻛﻲ ﯾﻧطﻠـ ــق ﻣـ ــن دواﻓـ ــﻊ ﻋﻧﺻ ـ ـرﯾﺔ او اﻗﻠﯾﻣﯾـ ــﺔ و طﺎﺋﻔﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﯾﻘـ ــوم‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾـ ـ ــز ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﻣ ـ ـ ـواطﻧﯾن و ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﻣﻧـ ـ ــﺎطق او ﺑـ ـ ــﯾن ﺷ ـ ـ ـراﺋﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣـ ـ ــﻊ و ﺗـ ـ ــؤدي اﻟـ ـ ــﻰ ﺗﻔرﯾـ ـ ــق‬
‫ﺻ ـ ــﻔوف ﺷ ـ ــق اﻟوﺣـ ـ ــدة اﻟوطﻧﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻏـ ـ ــرس اﻟﻌ ـ ــداء ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻧﻔـ ـ ــوس و ﺗﺄﻧﯾ ـ ــب اﻟﻣ ـ ـ ـواطﻧﯾن ﺑﻌﺿ ـ ــﻬم ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺑﻌـ ـ ــض ‪ ،‬اﺿـ ـ ــﻌﺎف ﺛﻘـ ـ ــﺗﻬم ﺑﻧ ازﻫـ ـ ــﺔ اﻻدارة وﻋـ ـ ــداﻟﺗﻬﺎ‪2،‬اي وﺿـ ـ ــﻊ و اﺳـ ـ ــﺗﺧدام اﻟرﺟـ ـ ــل اﻟﻣﻧﺎﺳـ ـ ــب ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﻛـ ــﺎن ﻏﯾـ ــر اﻟﻣﻧﺎﺳـ ــب و ﻫـ ــذا اﻟـ ــﻧﻣط ﯾﺳـ ــري ﻛﺛﯾ ـ ـ ار ﻓـ ــﻲ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻻﻋﺗﻣـ ــﺎد ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟ ـ ــرواﺑط اﻟﺷﺧﺻ ـ ــﯾﺔ و اﻟﻌﺎﺋﻠﯾ ـ ــﺔ و ﻣﺣﺎﺑ ـ ــﺎة اﻻﻫ ـ ــل و اﻷﺻ ـ ــدﻗﺎء ﺑ ـ ــدﻻ ﻣ ـ ــن ﻣﻌ ـ ــﺎﯾﯾر اﻟﻛﻔ ـ ــﺎءة و اﻟﺟ ـ ــدارة‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻟﺗوظﯾـ ــف و اﻟﺗﻌﯾ ـ ـﯾن ‪ ،‬رﻏـ ــم ان اﻟـ ــﺑﻌض ﯾﻔﺳـ ــر ﻫـ ــذا ﻧوﻋـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟﺗﻌـ ــﺎون ﻟﺗﺄدﯾـ ــﺔ اﻟﺧدﻣـ ــﺔ و ﻟﻛﻧﻬـ ــﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﺑﺷﻊ اﻧواع اﻟﺗﻣﯾﯾز و اﻟطﺑﻘﯾﺔ و اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــرﻏم ﻣ ــن وﺟ ــود ﻗ ــﺎﻧون ﯾﺣ ــﺎرب اﻟﻔﺳ ــﺎد و اﻟﺗﺣﯾ ــز ﻣ ــن ﺑﯾﻧﻬ ــﺎ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 27‬ﻣ ــن اﻷﻣ ــر رﻗ ــم ‪-06‬‬
‫‪ 03‬اﻟﻣﺗﻌﻠـ ــق ﺑﺎﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻻﺳﺎﺳـ ــﻲ اﻟﻌـ ــﺎم ﻟﻠوظﯾﻔـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﯾـ ــﻧص ﻋﻠـ ــﻰ اﻧـ ــﻪ ﻻ ﯾﺟـ ــوز اﻟﺗﻣﯾﯾـ ــز ﺑـ ــﯾن‬
‫اﻟﻣـ ـ ــوظﻔﯾن ﺑﺳـ ـ ــﺑب اراﺋﻬـ ـ ــم أوﺟﻧﺳـ ـ ــﻬم او اﺻـ ـ ــﻠﻬم او ﺑﺳـ ـ ــﺑب اي ظـ ـ ــرف ﻣـ ـ ــن ظـ ـ ــروﻓﻬم اﻟﺷﺧﺻـ ـ ــﯾﺔ او‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ـ ــﺔ ‪3.‬إﻻ ان واﻗـ ـ ــﻊ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــو اﻟﻌﻛـ ـ ــس ﺗﻣـ ـ ــﺎم ﻟﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺻـ ـ ــت ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻘ ـ ـ ـواﻧﯾن‬
‫ﻓﻬـ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﺧﻠـ ـ ــو ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﺣﺎﺑـ ـ ــﺎة و اﻟﻣﺣﺳـ ـ ــوﺑﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ــل اﻟﻣﻌـ ـ ــﺎﻣﻼت اﻻدارﯾـ ـ ــﺔ ﺣﯾـ ـ ــث اﺻـ ـ ــﺑﺣت ﻓﻛ ـ ـ ـرة‬
‫‪4‬‬
‫اﻟوﺳﺎطﺔ ﺳﺎﺋدة وأﻣر ﺿروري ﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺑﯾروﻗراطﯾــــــﺔ‪ :‬اﺻـ ـ ــل ﻫـ ـ ــذا اﻟﻠﻔـ ـ ــظ اﻏرﯾﻘـ ـ ــﻲ ﯾﺗـ ـ ــﺎﻟف ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﻘﯾن اﻻول ‪ bureau‬و ﻣﻌﻧـ ـ ــﺎﻩ اﻟﻣﻛﺗـ ـ ــب‬
‫واﻟﺛـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ‪ cracy‬و ﻣﻌﻧـ ـ ـ ــﺎﻩ اﻟﻘـ ـ ـ ــوة او اﻟﺳـ ـ ـ ــﻠطﺔ اذن ﻓﺎﻟﺑﯾروﻗراطﯾـ ـ ـ ــﺔ ﺗـ ـ ـ ــدل ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ـ ـوة‬
‫اﻟﻣﻛﺗـ ـ ــب او ﺳـ ـ ــﻠطﺔ اﻟﻣﻛﺗـ ـ ــب ‪ ،‬وﻟﻌـ ـ ــل واﻗـ ـ ــﻊ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ﯾﻌـ ـ ــﺞ ﺑﻬـ ـ ــذﻩ اﻟظـ ـ ــﺎﻫرة اﻟﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ اذ ﺗﻌـ ـ ــد‬
‫اﻟﻘﯾـ ــود اﻟﺑﯾروﻗراطﯾـ ــﺔ اﺣـ ــد اﻛﺑـ ــر اﻟﻌواﺋـ ــق ﺳـ ــﯾر اﻟﻘـ ــﺎﻧون ﻷﻋﻣـ ــﺎل اﻻدارة اﻟﺗـ ــﻲ ﺷـ ــﻛﻰ ﻣﻧﻬـ ــﺎ اﻟﻣ ـ ـواطﻧﯾن‬
‫ﺑﺎﺳـ ــﺗﻣرار اﯾـ ــن ﻧﺟـ ــد ﻣـ ــﺛﻼ طﻠـ ــب و ﻛﺛ ـ ـرة اﻟوﺛـ ــﺎﺋق ﻓـ ــﻲ ﺗﺷـ ــﻛﯾل اﻟﻣﻠﻔـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن اﻻﺣﯾـ ــﺎن‬
‫ﻻ ﻣﺑرر ﻟﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺑطء ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﻠﻔﺎت واﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أن ﺗﺗم ﺑﺷﻛل ﻓوري ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻏﯾﺎت ﺑوﻓﻠﺟﺔ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺑﺷري ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪،‬دار اﻟﻌرب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ط‪، 2004 ،2‬ص‪159‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻋﺎﻣر اﻟﻛﺑﺳﻲ ‪ ،‬اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري رؤﯾﺔ ﻣﻧﮭﺟﺔ ﻟﻠﺗﺷﺧﯾص واﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻺدارة ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬
‫‪ - 3‬أﻣر رﻗم ‪ – 03 – 06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 16‬ﯾوﻧﯾو ‪ 2006‬ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﻋدد ‪ ، 46‬ص ‪. 05‬‬
‫‪ 4‬ﺧﻠﯾل ﻣﺣﻣد ﺣﺳن اﻟﺷﻣﺎع ‪ ،‬ﻛﺎظم ﺣﻣود ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬دار اﻟﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 2000‬ص ‪. 33‬‬
‫‪46‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬اﻟﺣﺿـ ــور اﻟ ـ ــداﺋم ﻟﺷـ ــﻬﺎدة اﻟﻣ ـ ــﯾﻼد اﻻﺻـ ــﻠﯾﺔ ﺿ ـ ــﻣن اﻟﻣﻠﻔ ـ ــﺎت وﻓرﺿـ ــﻬﺎ ﻏﯾ ـ ــر أﻧـ ــﻪ ﯾﻣﻛ ـ ــن ﺗﻌوﯾﺿ ـ ــﻬﺎ‬
‫ﺑﻧﺳﺧﺔ طﺑق اﻻﺻل ﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟوطﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻓﻬ ـ ــذﻩ اﻟﺗﻌﻘﯾ ـ ــدات وﻏﯾرﻫ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــدﻓﻊ اﻟﻣـ ـ ـواطن دون ﺷ ـ ــك إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻠﺟ ـ ــوء إﻟ ـ ــﻰ اﻻﺳ ـ ــﺎﻟﯾب اﻟﻐﯾ ـ ــر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ـ ــﺔ‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗرك أﺛ ار ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟ ـ ــروﺗﯾن اﻟطوﯾ ـ ــل واﻟﻣﻌﻘ ـ ــد ‪ ،‬أو ﻣ ـ ــﺎ ﯾﺳ ـ ــﻣﻰ ﺑﺗﻌ ـ ــدد وط ـ ــول إﺟـ ـ ـراءات اﻟﻌﻣ ـ ــل و ﺗ ـ ــﺄﺧﯾر اﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻣﻼت‬
‫وﻋدم إﻧﺟﺎز اﻻﻋﻣﺎل ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣدد ‪.‬‬

‫‪-‬ﻏﯾـ ــﺎب اﻟﺗﻔ ـ ــوﯾض ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ــﻼﺣﯾﺎت و ﻋ ـ ــدم اﻟﺛﻘ ـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣرؤوﺳـ ـ ـﯾن أدت إﻟ ـ ــﻰ ﺗرﻛﯾـ ــز اﻻﻋﻣ ـ ــﺎل ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻗﻣﺔ اﻟﻬرم‪.‬‬

‫‪-‬ﻏﯾـ ــﺎب اﻟﻔﻬـ ــم اﻟﺻـ ــﺣﯾﺢ ﻟﻠوظﯾﻔـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ وﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺎﺗﻬﺎ ﺣﯾـ ــث ﻣـ ــﺎزال اﻟﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن اﻟﻣـ ــوظﻔﯾن واﻟﻘ ـ ــﺎدة‬
‫واﻹدارﯾﯾن ﯾﻔﺳرون اﻟوظﯾﻔﺔ ﺗﺷرﯾﻌﺎ ﻻ ﺗﻛﻠﯾﻔﺎ‪.‬‬

‫‪-‬اﻟﺣـ ـ ـ ـواﺟز اﻟﻣﺻ ـ ـ ــطﻧﻌﺔ اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺗﺧﻠﻘﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ــض اﻻﺟﻬـ ـ ـ ـزة اﻻدارﯾ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣـ ـ ـ ـواطﻧﯾن اﻟ ـ ـ ــذﯾن‬
‫ﯾﺟدون ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬم‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌزﻟ ــﺔ ﻋ ــن اﻟواﻗ ــﻊ وﺷـ ــؤون اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ‪ ،‬وﻫ ــو ﻣﺑـ ــل وﺣ ــدات اﻟﺗﻧظ ــﯾم اﻟﻌـ ــﺎم إﻟ ــﻰ اﻻﻧﻔﺻ ــﺎل واﻻﻧﻌ ـ ـزال‬
‫ﻓﻛـ ـ ــل وﺣـ ـ ــدة ﺗﺗﻌﺎﻣـ ـ ــل ﯾوﺟـ ـ ــب ﻣـ ـ ــن ﻣﺻـ ـ ــﺎﻟﺣﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ دون اﻻﺧـ ـ ــذ ﺑﻌـ ـ ــﯾن اﻻﻋﺗﺑـ ـ ــﺎر ﻣـ ـ ــﺎﺟرى ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟوﺣـ ــدات اﻻﺧـ ــرى ‪ ،‬دون ﻧﺳـ ــﯾﺎن اﻟﺗﺳـ ــﺎﺑق ﻧﺣـ ــو ﺗﺣﻘﯾـ ــق اﻟﻣﺻـ ــﺎﻟﺢ اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ ‪ ،‬ﻟدرﺟـ ــﺔ ﻟـ ــم ﯾﻌـ ــد ﻟﻬـ ــم‬
‫‪1‬‬
‫اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻼﻫﺗﻣﺎم ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ وﻣﺷﺎﻛل اﻟﻧﺎس واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬

‫إﺳــــﺎءة اﻟﻧﻔــــوذ واﺳــــﺗﻐﻼل اﻟﻣﻧﺻــــب اﻟﻌــــﺎم‪ :‬إن اﻟﻣوظ ــف ﻣﻬﻣ ــﺎ ﺻـ ـﻐرت وظﯾﻔﺗ ــﻪ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻣﺧ ــول ﺑﺟ ــزء‬
‫ﻣ ـ ــن اﻟﺻ ـ ــﻼﺣﯾﺎت ﻷداء وظﯾﻔﺗ ـ ــﻪ وﻫ ـ ــذا اﻟﺟ ـ ــزء ﻣ ـ ــن اﻟﺻ ـ ــﻼﺣﯾﺎت ﯾﻣﻛ ـ ــن أن ﯾﺳ ـ ــﺎء اﺳ ـ ــﺗﺧداﻣﻪ ﻓﯾوﺟ ـ ــﻪ‬
‫إﻟـ ـ ــﻰ أﻏ ـ ـ ـراض ﺷﺧﺻـ ـ ــﯾﺔ أو ﯾـ ـ ــﺗم اﻟﺗﻌﺳـ ـ ــف ﺑﺎﺳـ ـ ــﺗﺧدام اﻟﺳـ ـ ــﻠطﺔ ﻟﻺﺿ ـ ـ ـرار ﺑـ ـ ــﺎﻵﺧرﯾن‪ 2‬وﺗﻌـ ـ ــﺎﻧﻲ اﻻدارة‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟظـ ـ ــﺎﻫرة وﻛـ ـ ــﺄن اﻟﻧظـ ـ ــﺎم اﻻداري ﻫـ ـ ــو ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ــﻛل ﻣ ارﻛـ ـ ــز ﻟﻠﻧﻔـ ـ ــوذ ﻣوزﻋـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﯾن‬
‫اﻻﻗـ ـ ــﺎرب واﻟﻌـ ـ ــﺎﺋﻼت ﻣـ ـ ــن أﺟـ ـ ــل اﻟﺣﻔ ـ ـ ـﺎظ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻻﻣﺗﯾـ ـ ــﺎزات اﻟﻣرﺗﺑطـ ـ ــﺔ ﺑﻬـ ـ ــم‪ ،‬وﻛﻣـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ــدﺧل ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا‬
‫اﻻط ـ ــﺎر اﻟﻣﺑ ـ ــﺎدرة ﺑ ـ ــﺎﻟﻧﻔوذ ﻟﻠﺣﺻ ـ ــول ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﯾـ ـ ـزة ﻏﯾ ـ ــر ﻣﺳ ـ ــﺗﺣﻘﺔ ﻟﺻ ـ ــﺎﺣب اﻟﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺔ ﻣ ـ ــن أي ﺳ ـ ــﻠطﺔ‬
‫ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻹﺷ ـ ـراﻓﻪ ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﯾـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ اﻻﺧـ ــﻼل ﺑﻣﺑـ ــدأ اﻟﻣﺳـ ــﺎواة ﺑـ ــﯾن اﻟﻣـ ــوظﻔﯾن أﻣـ ــﺎم اﻟﻣ ارﻓـ ــق اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ‬
‫واﻧﺗﺷ ـ ــﺎر ظ ـ ــﺎﻫرة إﻧﺷ ـ ــﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت ﺣﯾ ـ ــث ﯾﺣﺻ ـ ــل أﻧﺑ ـ ــﺎء ط ـ ــرح اﻟﻣﻧﺎﻗﺻ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ـواردة ﻟﻠﺟﻬ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫ﯾﻌﻣ ـ ــل ﺑﻬ ـ ــﺎ أو اﻟﺗﻛ ـ ــﺗم ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ـرﻗﺎت واﺧﺗﻼﺳ ـ ــﺎت او ﻣﻣﺎرﺳ ـ ــﺎت ﻏﯾ ـ ــر ﻗﺎﻧوﻧﯾ ـ ــﺔ‪،‬و ﻫﻧ ـ ــﺎك ﺣﻘﯾﻘ ـ ــﺔ أزﻣ ـ ــﺔ‬

‫‪ - 1‬ﻧﺻﯾرة ﺳﻣﺎرة ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.143‬‬


‫‪ - 2‬ﻧﺟم ﻋﯾود ﻧﺟم ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬ص‪.288‬‬
‫‪47‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﻓـ ــﻲ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ ﻏﺎﯾـ ــﺔ ﺗﻐﯾﯾـ ــر أﯾـ ــن ﻓﻘـ ــدت اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ﻣﺻـ ــداﻗﯾﺗﻬﺎ ﻣـ ــن ﺟﻬـ ــﺔ وﻓﻘـ ــدان‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻟﻬﯾﺑﺗﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اذن ﻻﺑد ﻣن اﻻﺳراع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺻﻼح‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬دواﻋﻲ اﻻﺻﻼح اﻻداري‪.‬‬

‫ﻟﻘ ـ ــد ﺷ ـ ــﻬدت اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ وﺿ ـ ــﻌﺎ ﻣزرﯾ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل طرﺣﻧ ـ ــﺎ ﻟﻠﻣظ ـ ــﺎﻫر اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻔﺷ ـ ــﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري وظروف اﻹﺻﻼح واﻟﺣﺗﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﺿرورة ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻋواﻣل اﻹﺻﻼح اﻹداري‪:‬‬

‫ﻓﺎﻹﺻـ ـ ــﻼح اﻹداري ﻓرﺿـ ـ ــﺗﻪ ﻋـ ـ ــدة ﻋواﻣـ ـ ــل ﻟﺧﺻـ ـ ــﻬﺎ رﺋـ ـ ــﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ " إن اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـ ـ ــﺎ‬
‫ﻋـ ــﺎﻣﻼ ﻟﻠﺗﺣﺿـ ــر واﻟﻌﺻ ـ ـرﻧﺔ ‪ ،‬ﻻ ﯾﻣﻛـ ــن أن ﺗﺑﻘـ ــﻰ دون ﺗﻐﯾﯾـ ــر ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــﯾن أن ﻛـ ــل ﺷـ ــﻲء ﺣوﻟﻬـ ــﺎ ﯾﺗﻐﯾـ ــر‬
‫ﻓـ ـ ــﺎﻟﺗطورات اﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺎﺗﯾﺔ واﻟﺗﺣـ ـ ــوﻻت اﻻﻗﺗﺻـ ـ ــﺎدي اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻌرﻓﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــر طﯾﻠـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــدﻩ اﻟﻌﺷ ـ ـ ـرﯾﺔ ﻣـ ـ ــن‬
‫اﻟرؤﯾ ـ ــﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـ ــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺑﻼد )‪(...‬ﻟﻛ ـ ــل ﻫ ـ ــذا ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ إذا‬
‫أن ﺗﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة "‪. 2‬‬
‫‪3‬‬
‫وﻫﻧﺎك ﻋدة أﺳﺑﺎب ﻗد ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ طﻠب وﺗﻔﻌﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح وﻫﻲ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﺿﺧم اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻏﯾﺎب اﻟﻣﺧطط اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋدم وﺟود اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋدم وﺟود ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬

‫إﺧﻔـ ــﺎء ﺣﻘﯾﻘـ ــﺔ اﻹﺧﻔﺎﻗـ ــﺎت ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﯾﻌـ ــد أﻣـ ــر ﺳـ ــﻠﺑﯾﺎ ﻓـ ــﻲ وﺟـ ــﻪ اﻟﻌﻣـ ــل اﻹداري‪ٕ 4.‬واﺣﺗﻠـ ــت اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﺳـ ــﻧﺔ‬
‫‪5‬‬
‫‪ 2012‬ﻋﻼﻣﺔ ﺗﻘدر ﺑـ‪ 10.3:‬ورﺗﺑﺔ ‪ 105‬ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري‪:‬‬

‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــوء ﻫ ـ ــذﻩ اﻷﺳ ـ ــﺑﺎب ﻻﺑ ـ ــد ﻣ ـ ــن إﺻ ـ ــﻼح إداري ﺿ ـ ــرورة ﺿ ـ ــرورة وﺣﺗﻣﯾ ـ ــﺔ ﻻﻣﻔ ـ ــر ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺗم‬
‫‪6‬‬
‫وﺿﻊ ﻋدة ﺣﺗﻣﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ 1‬زاھر اﻟﺧطﯾب ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬


‫‪ 2‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 560‬‬
‫‪3‬‬
‫طﺎﺷﻣﺔ ﺑوﻣدﯾن ‪ ،‬اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد وﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﻧﺎء ﻗدرات اﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ ﺣول ‪ :‬اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وإﺷﻛﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬واﻗﻊ وﺗﺣدﯾﺎت ‪ ،‬اﻟﺷﻠف ﻓﻲ ‪ ، 2008-12-/17‬ص ‪. 1‬‬
‫‪ 4‬ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎس ﻣدى ﺗﻔﺷﻲ اﻟﻔﺳﺎد ﻋﺑر ﻣوﻗﻌﮭﺎ ‪www.transparency.org.‬‬
‫‪ 5‬زاھر اﻟﺧطﯾب ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪6‬‬
‫طﺎﺷﻣﺔ ﺑوﻣدﯾن ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 1‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -1‬ﺣﺗﻣﯾــــــﺔ ﺳﯾﺎﺳــــــﯾﺔ‪ :‬ﺗﻧﺑـ ـ ــﻊ ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺗﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن ﻛـ ـ ــون اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﻲ اﻻدارة اﻟﻔﻌﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠدوﻟـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟوﺟـ ــﻪ اﻟﻣطﻠـ ــوب‪ ،‬وﻫـ ــذا ﯾﻘﺗﺿـ ــﻲ إﻋـ ــﺎدة ﺗﺄﻫﯾـ ــل اﻟﺟﻬـ ــﺎز اﻻداري ﺑﻣـ ــﺎ‬
‫ﯾ ـ ـواﺋم اﻟرؤﯾـ ــﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﺟدﯾـ ــدة ﻟﻠﻧظ ـ ــﺎم أﻫداﻓـ ــﻪ وﺑراﻣﺟـ ــﻪ‪،‬وﻓﻲ ﻫ ـ ــذا اﻻطـ ــﺎر أﻛ ـ ــدت ﻟﺟﻧـ ــﺔ اﻻﺻ ـ ــﻼح‬
‫ﻫﯾﺎﻛـ ـ ــل اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ وﻣﻬﺎﻣﻬـ ـ ــﺎ أن اﻻﺻـ ـ ــﻼح اﻻداري ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــر ﺑـ ـ ــرز ﻓـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــﯾﺎق اﻟﺗﺣـ ـ ــوﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﯾﺔ‬
‫اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻋرﻓﺗﻬـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ــﺑﻼد ﺑﺳـ ـ ــﺑب اﻧﻔﺗـ ـ ــﺎح اﻟﺣﻘـ ـ ــل اﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﻲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻓـ ـ ــﺎﻋﻠﯾن ﺟـ ـ ــدد ﺑﻔﻌـ ـ ــل إرﺳـ ـ ــﺎء اﻟﺗﻌددﯾـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺣزﺑﯾـ ــﺔ وﻛـ ــذا أﺛـ ــﺎر اﻟﻌﺷ ـ ـرﯾﺔ اﻟﺳـ ــوداء اﻟﺗـ ــﻲ أﻓﻘـ ــدت ﻣؤﺳﺳـ ــﺎت اﻟدوﻟـ ــﺔ ﻫﯾﺑﺗﻬـ ــﺎ وﻣﺷـ ــروﻋﯾﺗﻬﺎ ﻟـ ــذا ﻻﺑـ ــد‬
‫ﻣـ ــن اﻟﺑﺣـ ــث ﻓـ ــﻲ وﺳـ ــﺎﺋل ﺗﻌـ ــزز ﻣؤﺳﺳـ ــﺎت اﻟدوﻟـ ــﺔ ﻋـ ــن طرﯾـ ــق إﻋـ ــﺎدة اﻟﺑﻧـ ــﺎء اﻟﻔﻌـ ــﺎل‪1،‬وﻣﻧـ ــﻪ اﻻﺻـ ــﻼح‬
‫اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻛﺣﺗﻣﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻛﺎن ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﺳﺎر اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وﺗﻌزﯾز دور ﻣﻧظﻣﺎت وﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌزﯾز اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌزﯾز ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﻲ‪.‬‬
‫‪-2‬اﻟﺣﺗﻣﯾـــــﺔ اﻻﻗﺗﺻـــــﺎدﯾﺔ‪:‬ﯾﺑ ـ ــرز ﻫﻧ ـ ــﺎ اﻻﺻ ـ ــﻼح ﻛﺿ ـ ــرورة ﻓ ـ ــﻲ ﻧط ـ ــﺎق اﻟﺗﻐﯾـ ـ ـرات اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎدﯾﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫ﺗﺷﻬدﻫﺎ اﻟﺑﻼد ﻓﻲ إطﺎر اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘﻠ ـ ــﯾص ﺣﺟ ـ ــم اﻟﺟﻬ ـ ــﺎز اﻟﺣﻛ ـ ــوﻣﻲ وﺿ ـ ــﺑط ﻫﯾﺎﻛﻠ ـ ــﻪ اﻻدارﯾ ـ ــﺔ واﻟوظﯾﻔﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل اﻻﺑﻘ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺿرورة ﻣﻧﻪ ﻓﻘط ‪ ،‬ﺑﻌد إﻋﺎدة ﺗﺷﻛﯾﻠﻪ ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﺎدة ﺗﺷﻛﯾل أدوار اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﻫﺗﻣـ ــﺎم ﺑﺗﺣﺳـ ــﯾن ﻣؤﺷ ـ ـرات اﻻﻧﺗﺎﺟﯾـ ــﺔ واﻟﺟـ ــودة واﻟﻔﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻧظﻣـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣـ ــﺎد ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻧﺿ ـ ـم إﺳـ ــﺗراﺗﺟﯾﺔ ٕوادارة اﻟﺟـ ــودة ﻟﻠﺣﻔـ ــﺎظ ﻋﻠـ ــﻰ ﻧـ ــوع ﻣـ ــن اﻟﺗ ـ ـوازن ﺑـ ــﯾن اﻟﻘطـ ــﺎع اﻟﻌـ ــﺎم واﻟﺧـ ــﺎص اﻟﻘـ ــﺎﺋم‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺟودة اﻟﻣﻧﺗوج ﺳﺑب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺣﺗﻣﯾﺔاﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــــــــــــﺔ‪ :‬ﺗﻔرﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺗﺣـ ـ ـ ـ ـ ــوﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻌرﻓﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺑﻼدوﺗطﻠﻌـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣـ ـ ـ ــﻊ ﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﺗوﯾﺎت أﻓﺿـ ـ ـ ــل‪ ،‬اﻻﺣﺳـ ـ ـ ــﺎس اﻟﻣﺟﺗﻣﻌـ ـ ـ ــﻲ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧـ ـ ـ ــب اﻟﺳـ ـ ـ ــﻠﺑﻲ ﻟﻠﺟﻬـ ـ ـ ــﺎز‬
‫اﻻداري وﻛﺛرة اﻟﺿﻐط اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺎت وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.3‬‬
‫‪ -4‬ﺣﺗﻣﯾــــﺔ إدارﯾــــﺔ ‪:‬وذﻟـ ــك ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﺗﺣدﯾـ ــد ﻗـ ــدرة اﻟﺟﻬـ ــﺎز اﻻداري ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻘـ ــدﯾم اﻟﻣﺳـ ــﺗوﯾﺎت أﻓﺿـ ــل‬
‫ﻣـ ـ ــن اﻻداء ‪ ،‬ﻟﺳـ ـ ــد ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﻔﺟـ ـ ــوة اﻟﻘﺎﺋﻣـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﻣ ـ ـ ـواطن وأﺟﻬ ـ ـ ـزة اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ واﻟﻧﺎﺑﻌـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــن ﻋـ ـ ــدم‬
‫رﺿـ ــﺎ اﻟﻣ ـ ـواطن ﻋـ ــن اﻟﺧـ ــدﻣﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻘـ ــدﻣﻬﺎ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺣ ـ ـﯾن ﯾ ـ ـرﺗﺑط اﻷﻣـ ــر ﺑﺎﻟﺑﯾروﻗراطﯾـ ــﺔ واﻟﻼﻋداﻟـ ــﺔ‬
‫‪4‬‬
‫ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺧدﻣﺎت ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎس ﻣدى ﺗﻔﺷﻲ اﻟﻔﺳﺎد ﻋﺑر ﻣوﻗﻌﮭﺎ ‪www.transparency.org‬‬
‫‪ 2‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 64-63‬‬
‫‪ 3‬زاھر اﻟﺧطﯾب ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ 4‬أﺣﻣد ﺻﻘر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬
‫‪49‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬


‫اﻣـ ـ ــﺎم ﺗﻌـ ـ ــدد ﻣطﺎﻟـ ـ ــب اﻟﻣﺟﺗﻣـ ـ ــﻊ اﻟﻣـ ـ ــدﻧﻲ‪ ،‬وﺳـ ـ ــﻌﻲ اﻟﺳـ ـ ــﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﯾﺔ إﻟـ ـ ــﻰ اﻻﺻـ ـ ــﻼح أﺧـ ـ ــذت ﺑﻌـ ـ ــﯾن‬
‫اﻻﻋﺗﺑـ ــﺎر اﻷوﺿـ ــﺎع اﻻد ارﯾـ ــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣـ ــﺔ‪ ،‬ﺗرﺳـ ــﺧت ﻗﻧﺎﻋـ ــﺔ ﻗﺎﺋﻣـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أن اﻻﺻـ ــﻼح اﻻداري ﻧـ ــﺎﺑﻊ ﻣـ ــن‬
‫داﺧـ ــل اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ ‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑﻌـ ــد ﺗﺟ ـ ـذر اﻟﻔﺳـ ــﺎد اﻻداري وﺑﻠـ ــوغ اﻻدارة ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣﺗردﯾـ ــﺔ ﺳ ـ ـواء ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث‬
‫اﻟطـ ــرق واﻟوﺳـ ــﺎﺋل اﻟﻣﺳـ ــﺗﻌﻣﻠﺔ واﻟـ ــدﻫﻧﯾﺎت اﻟﺑﺎﻟﯾـ ــﺔ ووﺟـ ــود ﻛﻔـ ــﺎءات ﻣﻌطﻠـ ــﺔ أو ﻣﻔﻘـ ــودة أﺻـ ــﻼ ﻟـ ــذا ﻛـ ــﺎن‬
‫ﻟ ازﻣـ ــﺎ اﻟﺑﺣـ ــث ﻋـ ــن آﻟﯾـ ــﺔ ﺗﻛﻔـ ــل ﻋﻣﻠﯾـ ــﺔ اﻻﺻـ ــﻼح اﻻداري وﻟﻌﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾـ ــﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟﺗـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻣطﻠﺑـ ــﯾن‬
‫رﺋﯾﺳـ ــﯾﯾن أﺣـ ــدﻫﻣﺎ ﯾﺗﻧـ ــﺎول ﻣﻧﻬﺟﯾـ ــﺔ إدارة ﻋﻣﻠﯾـ ــﺔ اﻻﺻـ ــﻼح واﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ ﯾﺣـ ــدد اﻟﺧط ـ ـوات اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ ﻟﺗﺟﺳـ ــﯾد‬
‫اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻻول ‪ :‬ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ إدارة ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري‪.‬‬
‫إن ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ اﻻﺻ ـ ــﻼح اﻻداري ﺑﺣﺎﺟـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻰ وﺿ ـ ــﻊ ﻣﻧﻬﺟﯾ ـ ــﺔ ﻣﺣـ ـ ــددة وﺗرﺳ ـ ــم ﺑﺻ ـ ــورة واﺿـ ـ ــﺣﺔ‬
‫وﻫ ـ ــذا ﺣ ـ ــﺎل أي د ارﺳ ـ ــﺔ أرادت أن ﺗﺣﻘ ـ ــق أﻫ ـ ــداﻓﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷ ـ ــودة ﻟ ـ ــذﻟك وﺿ ـ ــﻊ اﻹدارﯾ ـ ــون واﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ـ ــون‬
‫د ارﺳ ـ ــﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾ ـ ــﺔ ﻷداء اﻹﺻ ـ ــﻼح اﻹداري ﻣـ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﺗﺣدﯾ ـ ــد اﻟﻣﺣ ـ ــﺎور اﻟرﺋﯾﺳـ ـ ــﯾﺔ ﻟ ـ ــﻪ وﻟﻘ ـ ــد اﺗﺧـ ـ ــذت‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬ ـ ــﺎ ﻓﻛـ ـ ـرة اﻻﺻ ـ ــﻼح اﻻداري‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل إﺻـ ـ ـرار ﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻟﻘـ ـ ـ اررات‬
‫واﻟﻘـ ـ ـ ـواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣ ـ ـ ــﺎت ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟوﺳ ـ ـ ــﯾﻠﺔ اﻻﻧﺟ ـ ـ ــﻊ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟ ـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ــل اﻻﺧ ـ ـ ــﺗﻼﻻت ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻧﺷ ـ ـ ــﺎط‬
‫اﻻداري‪ 1‬ﻟﻬذا ﺗم ﺗﻠﺧﯾص ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎور ﻓﻲ ﻋدة ﻧﻘﺎط وﻫﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬إدارة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺧدم دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﺗﺿﻣن ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻟﻣواطن‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑـ ــر اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻻطـ ــﺎر اﻟوﺣﯾـ ــد اﻟـ ــذي ﯾﺟﺳـ ــد ﺳـ ــﻠطﺔ اﻟدوﻟـ ــﺔ واﻟﻣﺟـ ــﺎل اﻟوﺣﯾـ ــد اﻟـ ــذي ﯾـ ــﺗم ﻣـ ــن ﺧﻼﻟـ ــﻪ‬
‫ﻫﯾﻛﻠـ ــﺔ وﺻـ ــﯾﺎﻏﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﻊ ﻣواطﻧﯾﻬـ ــﺎ ‪ ،‬ﻟﻬـ ــذا ﻓدوﻟـ ــﺔ اﻟﻘـ ــﺎﻧون ﺗﻌﻧ ـ ـﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣـ ــﺔ اﻟﻣﺣﺳـ ــوﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟدوﻟـ ــﺔ واﻟﻣ ـ ـواطن ﻣـ ــن ﻛـ ــل اﻟﺗﺟـ ــﺎوزات واﻟﻣﻣﺎرﺳـ ــﺎت اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﺑﺗﻔﻌﯾـ ــل وﻣـ ــﻧﺢ اﻟﺣﻘـ ــوق واﻟﺣرﯾـ ــﺎت‬
‫ﻟﻠﻣـ ـ ـواطن‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﺑﻐﯾ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ــدﯾر ﻗ ـ ــﯾم اﻟوﻓ ـ ــﺎء واﻹﺧ ـ ــﻼص ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛوﻧﻬ ـ ــﺎ اﻟﺿ ـ ــﺎﻣن اﻟوﺣﯾ ـ ــد‬
‫‪2‬‬
‫ﻟﻠﺣق واﻟﺣرﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬إدارة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺟﻌل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺗﻘرب ﻣن اﻟﻣواطن‪:‬‬

‫إن اﻟﻣـ ـ ـواطن ﻫ ـ ــو ﺟ ـ ــوﻫر اﻻﻫﺗﻣﺎﻣ ـ ــﺎت اﻟﻣرﺗﺑط ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﺻ ـ ــﻼح ﻓ ـ ــﻲ اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ وﻏﺎﯾﺗﻬ ـ ــﺎ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــن‬
‫ﺧ ــﻼل وﺿـ ــﻊ ﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ ﺟدﯾـ ــدة ﺗﻘـ ــوم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻼﻣرﻛزﯾـ ــﺔ وﺗـ ــدﻋم ﻣﺷـ ــﺎرﻛﺔ اﻟﻣ ـ ـواطن ﻓـ ــﻲ اﻟﻧﺷـ ــﺎط اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﻲ‬

‫‪ 1‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ 2007-2006‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ص ‪. 96‬‬
‫‪ 2‬ﺑﻠﻣﯾﮭوب ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﯾف ‪ ،‬اﻟﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺻﻼح اﻻداري ‪ ،‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ 2005‬ص ‪. 07‬‬
‫‪50‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫واﻟﺗﻧﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻛﻛ ـ ـ ــل ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــذا ﺷ ـ ـ ــرط ﺗﻧﻣﯾ ـ ـ ــﺔ وﺗط ـ ـ ــوﯾر ط ـ ـ ــرق ﻣﺳـ ـ ـ ـﺎﻫﻣﺔ اﻟﻣـ ـ ـ ـواطن ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺗﺳ ـ ـ ــﯾﯾر اﻟﻌﻣ ـ ـ ــوﻣﻲ‬
‫‪1‬‬
‫وﺿرورة إدﻣﺎج اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻻداري ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛــــﺎ‪ :‬إدارة ﻋﺎﻣــــﺔ ﻓــــﻲ ﺧدﻣــــﺔ اﻟﺗﺟــــﺎﻧس اﻻﺟﺗﻣــــﺎﻋﻲ واﻟﺗﺿــــﺎﻣن اﻟــــوطﻧﻲ ﻣــــن أﺟــــل دوﻟــــﺔ ﻗوﯾــــﺔ‬
‫وﻋﺻرﯾﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻘـ ــﺎس ﻗـ ــدرة اﻟدوﻟـ ــﺔ أو اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﺑﻣـ ــدى ﻗـ ــدرﺗﻬﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻧظـ ــﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ وﺿـ ــﻣﺎن اﺣﺗ ـ ـرام اﻟﻘـ ــﺎﻧون‬
‫اﻟـ ــذي ﯾرﺳـ ــم ﺑﺣـ ــد ذاﺗـ ــﻪ اﻻطـ ــﺎر اﻟﻌـ ــﺎم ﻟﺣـ ــدود ﺗطﺑﯾﻘـ ــﻪ ‪ ،‬وﯾﻘـ ــوم ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺷـ ــروﻋﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺎت وﺗـ ــدﻋﯾم‬
‫ﺳـ ـ ــﻠطﺗﻬﺎ وﻗوﺗﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﺑﻘـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـرﺗﺑط ﺑظﻬـ ـ ــور ﺛﻘﺎﻓـ ـ ــﺔ دوﻟـ ـ ــﺔ ﺗﺳـ ـ ــودﻫﺎ اﻟﻘـ ـ ــﯾم اﻻﺧﻼﻗﯾـ ـ ــﺔ واﻟﺻ ـ ـ ـراﻣﺔ‬
‫وﺣﺳن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻫذا ﺑﻧﺷر ﻣﺑﺎدئ اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﻣوﻣﻲ‪.‬‬

‫ﻛﻣـ ــﺎ أن ﻓﻛ ـ ـرة اﻟﺗﺟـ ــﺎﻧس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺑـ ــﯾن اﻟﺗﺣـ ــدﯾﺎت اﻟﻛﺑـ ــرى اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺟـ ــب أﺧـ ــذﻫﺎ ﺑﻌـ ــﯾن اﻻﻋﺗﺑـ ــﺎر‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ اﻻﺻـ ـ ــﻼح اﻻداري ﻟﻠﺣـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن ﻣظـ ـ ــﺎﻫر اﻟﺗﻬﻣـ ـ ــﯾش اﻻﺟﺗﻣـ ـ ــﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﺳـ ـ ــﻌﻲ إﻟـ ـ ــﻰ ﺗرﻗﯾـ ـ ــﺔ وﺗﺷـ ـ ــﺟﯾﻊ‬
‫ﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺔ ﺟدﯾـ ـ ــدة ﻟﻠﺗﺿـ ـ ــﺎﻣن اﻟـ ـ ــوطﻧﻲ‪ ،‬وﻣﻛﺎﻓﺣـ ـ ــﺔ اﻟﻔﻘـ ـ ــر ﺑﻣﺳـ ـ ــﺎﻋدة اﻟﻣﺗﻌـ ـ ــﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻـ ـ ــﺎدﯾﯾن ﻟﺗطـ ـ ــوﯾر‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ وﺗﻔﻌﯾﻠﻪ‪،‬وﻫذا ﺑﺧﻠق ﻣﻧﺎﺻب ﻋﻣل ﺗﻼﺋم اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬إدارة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟرﻫﺎﻧﺎت واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻌوﻟﻣﺔ‪:‬‬

‫ﻟﺗـ ـ ــﻧﺟﺢ اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ ﺑﺈدارﺗﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ دﺧوﻟﻬـ ـ ــﺎ ﻣﻌﺗـ ـ ــرك اﻟﻌوﻟﻣـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ـ ــﻪ ﻋﻠﯾﻬـ ـ ــﺎ أن ﺗﺳـ ـ ــﺗﺟﻣﻊ وﺑﺳـ ـ ــرﻋﺔ‬
‫‪3‬‬
‫ﺷروط ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ أﻓﺿل وﻫذا ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻌدﯾل ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻻﻧﺗﺎﺟﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺑﻧﻛﻲ أي ﺗطوﯾرﻩ ﺑﻣﺎ ﯾﻼﺋم اﻟﻌﺻر‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻋﺻرﻧﻪ إدارﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬إﻋ ـ ـ ــﺎدة ﺗﻧظ ـ ـ ــﯾم ﺟﻬﺎزﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﻲ إط ـ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ــدﻓﺎع ﻋ ـ ـ ــن ﻣﺻ ـ ـ ــﺎﻟﺣﻬﺎ اﻻﺳ ـ ـ ــﺗراﺗﺟﯾﺔ ووﻋﯾﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻟـ ـ ــذا ﻓـ ـ ــﺎﻟﻣﻼﺣظ ان اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــر وﻓـ ـ ــﻲ إطـ ـ ــﺎر إﺳـ ـ ــﺗراﺗﺟﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻬﺟﯾـ ـ ــﺔ ﻟﻔﻛ ـ ـ ـرة اﻻﺻـ ـ ــﻼح اﻻداري ﻓﺈﻧﻬـ ـ ــﺎ‬
‫اﺳـ ــﺗﻣت ﻋﻣوﻣـ ــﺎ ﺑﺗطﺑﯾـ ــق اﻻﺻـ ــﻼح اﻟﺟزﺋـ ــﻰ أو اﻻﻓﻘـ ــﻲ إﻻ اﻧـ ــﻪ ﺑﻌـ ــد ﺗـ ــوﻟﻲ اﻟ ـ ـرﺋﯾس ﺑوﺗﻔﻠﯾﻘـ ــﺔ‪ .‬رﺋﺎﺳـ ــﺔ‬
‫اﻟدوﻟـ ــﺔ ‪ ،‬أﺣ ـ ــدث إﺳـ ــﺗﻔﺎﻗﺔ ﻧوﻋﯾ ـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻧظرﺗ ـ ــﻪ ﻟﻺﺻ ـ ــﻼح اﻻداري ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﺑﻌ ـ ــد اﺳـ ــﺗﻼﻣﻪ ﻟﻣﻬ ـ ــﺎم ﻟﺟ ـ ــﺎن‬
‫‪4‬‬
‫اﻻﺻﻼح اﻟﺛﻼﺛﺔ وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻟﺟﻧﺔ إﺻﻼح ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬


‫‪ 2‬ﺑﻠﻣﯾﮭوب ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﯾف ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 08‬‬
‫‪ 3‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪ 4‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ‪ ،‬ص ‪. 101‬‬
‫‪51‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬ﻟﺟﻧﺔ إﺻﻼح ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻌداﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻟﺟﻧﺔ إﺻﻼح ﻣﻬﺎم وﻫﯾﺎﻛل اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬إﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ ﺗرﻛﯾ ـ ـزﻩ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺑﻌـ ــد اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدي أﯾـ ــن أﻛـ ــد ﺿـ ــرورة وﺟـ ــود أﻛـ ــﺎدﯾﻣﯾﯾن وﺧﺑ ـ ـراء ﻣﺗﻣﯾ ـ ـزﯾن‬
‫وﻣﻣﺎرﺳـ ــﯾن ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﯾـ ــدان‪ ،‬ﻣﻣـ ــﺎ أﻋطـ ــﻰ ﻟﺗﻘ ـ ـﺎرﯾر ﻫـ ــذﻩ اﻟﻠﺟـ ــﺎن اﻟﻣﺷـ ــﻛﻠﺔ ﻣﺻـ ــداﻗﯾﺔ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن اﻟﻬـ ــدف ﻫـ ــو‬
‫اﻟوﺻول إﻟﻰ ادارة ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻣواطن واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟوطن ﻛﻛل‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠــــــب اﻟﺛــــــﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺧطــــــوات اﻟﻌﻣﻠﯾــــــﺔ ﻹﺳــــــﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻻﺻــــــﻼح اﻻداري ﻟﻠﺧدﻣــــــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــــــﺔ ﻓــــــﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫ﯾﺗطﻠ ـ ـ ــب ﺗﺣﺳ ـ ـ ــﯾن وﺗرﺷ ـ ـ ــﯾد اﻟﺧ ـ ـ ــدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ـ ــﺔ أن ﯾﻌ ـ ـ ــﻲ اﻟﺟﻣﯾ ـ ـ ــﻊ أن ﻫ ـ ـ ــذا اﻟﻧﺷ ـ ـ ــﺎط ﻫ ـ ـ ــو ﻣﺳ ـ ـ ــؤوﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺟﻣﯾ ـ ــﻊ وﺑﺣﺎﺟ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ وﻋ ـ ــﻲ ﻣﺣﻛ ـ ــم وﺗﺧط ـ ــﯾط ‪ ،‬وﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل إط ـ ــﻼع اﻟﺟﻬ ـ ــﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾ ـ ــﺔ ﻟﻺﺻ ـ ــﻼح‬
‫ﺑﻛـ ـ ــل ﻣـ ـ ــﺎ وﺿـ ـ ــﻌﻪ اﻟﺑـ ـ ــﺎﺣﺛون وذوب اﻻﺧﺗﺻـ ـ ــﺎص ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻣﺟـ ـ ــﺎل ﻟﻛـ ـ ــون اﻻﺻـ ـ ــﻼح اﻻداري ﻫـ ـ ــو‬
‫ﻣﺟﻣوﻋـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺎت اﻟﻣﺳـ ــﺗﻣرة واﻟﻣرﺗﺑطـ ــﺔ ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﺑﯾﻧﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻟﺗﺣﻘﯾـ ــق ﺗﻧﻣﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺟﻬـ ــﺎز اﻻداري‬
‫‪ ،‬ﻣـ ــﻊ اﻟرﻓـ ــﻊ ﻣـ ــن ﻣﺳـ ــﺗوى ﺗﻘـ ــدﯾم اﻟﺧـ ــدﻣﺎت داﺧـ ــل اﻻدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣﺎﺳـ ــﻌت إﻟﯾـ ــﻪ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﻣـ ــن‬
‫ﺧ ـ ــﻼل اﺗﺧﺎذﻫ ـ ــﺎ ﺧطـ ـ ـوات ﻋﻠﻣﯾ ـ ــﺔ ﻟﺗطﺑﯾ ـ ــق إﺳ ـ ــﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻻﺻ ـ ــﻼح اﻻداري ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل وﺿ ـ ــﻊ ﻣﺣ ـ ــﺎور‬
‫رﺋﯾﺳـ ـ ــﯾﺔ ﻟﻺﺻ ـ ـ ــﻼح اﻻداري ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺧدﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ﯾﻌ ـ ـ ــد ﻫ ـ ـ ــذا اﻟوﺿ ـ ـ ــﻊ اﻟﻣﺗ ـ ـ ــردي اﺗﺟﻬ ـ ـ ــت اﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ وﻣ ـ ــﻊ إﻟﺣ ـ ــﺎح ﻣ ـ ــن اﻟـ ـ ـرأي اﻟﻌ ـ ــﺎم أدى ﻫ ـ ــذا إﻟ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــرورة ﻣواﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟﻔﺳ ـ ــﺎد وﺧﻠ ـ ــق و إﻧﺷ ـ ــﺎء‬
‫ﻫﯾﺋـ ــﺎت ﺗﻘـ ــوم ﺑﻘﯾـ ــﺎدة ﻣﺳـ ــﺎر اﻹﺻـ ــﻼح وﻛـ ــذا وﺿـ ــﻊ إﺟ ـ ـراءات ﻗﺎﻧوﻧﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن طـ ــرف اﻟﺳـ ــﻠطﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ‬
‫ﻣﻧـ ــذ ﺳـ ــﻧﺔ ‪ 2000‬ﻟﺿـ ــﻣﺎن ﻧﺟـ ــﺎح ﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻹﺻـ ــﻼح وﻣـ ــن ﺛـ ــم اﻟـ ــﺗﺧﻠص ﻣـ ــن اﻷوﺿـ ــﺎع اﻟﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫أﺻ ـ ـ ــﺎﺑت اﻟﺟﻬ ـ ـ ــﺎز اﻹداري واﻟﻧﻬ ـ ـ ــوض ﺑ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻊ ﺗﺣﻘﯾ ـ ـ ــق ﺗﻧﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ﺷ ـ ـ ــﺎﻣﻠﺔ وﺗﺟﺳ ـ ـ ــﯾد ﻫ ـ ـ ــذا ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ــﻼل‬
‫اﻟورﺷ ـ ــﺎت اﻟﻛﺑـ ـ ــرى ﻟﻺﺻ ـ ــﻼح اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ــدﻣﻬﺎ ﺑوﺗﻔﻠﯾﻘـ ـ ــﺔ ﻣﻧ ـ ــذ اﺳـ ـ ــﺗﻼﻣﻪ اﻟﺣﻛ ـ ــم ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪،1999‬وﻟﻘ ـ ــد رﻛـ ـ ــز‬
‫اﻹﺻﻼح ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ﻣﺣﺎور رﺋﯾﺳﯾﺔ‪:1‬‬

‫أوﻻ‪ :‬إﺻــــﻼح ﻫﯾﺎﻛــــل اﻟدوﻟــــﺔ وﻣﻬﺎﻣﻬــــﺎ‪ :‬ﻗ ــد ﺗ ــم إﻧﺷ ــﺎء ﻟﺟﻧ ــﺔ إﺻ ــﻼح ﻫﯾﺎﻛ ــل اﻟدوﻟ ــﺔ وﻣﻬﺎﻣﻬ ــﺎ وﻫ ــﻲ‬
‫ﻫﯾﺋ ـ ــﺔ اﺳﺗﺷ ـ ــﺎرﯾﺔ ﻟ ـ ــدى رﺋﺎﺳ ـ ــﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ـ ــد ﺗ ـ ــم ﺗﻌﯾ ـ ــﯾن أﻋﺿ ـ ــﺎء ذوي ﻛﻔ ـ ــﺎءات وﻣ ـ ــؤﻫﻼت ﻋﺎﻟﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﻛﻣـ ــﺎ زودﻫـ ــﺎ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺣﺻـ ــول ﻋﻠـ ــﻰ ﻛـ ــل اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻣﺳـ ــﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻌﻣـ ــل ﺣﺗـ ــﻰ إن‬
‫اﺳ ـ ــﺗدﻋﻰ اﻷﻣ ـ ــر دﻋ ـ ــوة ﺧﺑﯾ ـ ــر أو ﻣﺳﺗﺷ ـ ــﺎر ﻟﻼﺳ ـ ــﺗﻔﺎدة ﻣﻧ ـ ــﻪ ﯾﻬ ـ ــدف إﺻ ـ ــﻼح ﻫﯾﺎﻛ ـ ــل اﻟدوﻟ ـ ــﺔ وﻣﻬﺎﻣﻬ ـ ــﺎ‬
‫إﻟ ــﻰ اﻗﺎﻣـ ــﺔ ﻋﻼﻗـ ــﺎت ﺟدﯾ ــدة ﺑـ ــﯾن اﻹدارة واﻟﻣ ـ ـواطن وﻻﺳ ــﯾﻣﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺳـ ــﺗوى إﻋ ــﺎدة اﻟﺛﻘـ ــﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣـ ــﺎ ﺗﻌﻣﯾـ ــق‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺎر اﻟـ ــدﯾﻣﻘراطﻲ‪ ،‬وﻛ ـ ــذﻟك ﺗﺣﻘﯾـ ــق دوﻟـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون‪ ،‬وﺗـ ــﺄﻣﯾن اﻟﺣرﯾـ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ واﻟﻣﺻـ ــﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪،‬ﻣﺻﺎﻟﺢ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ‪ ،‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ، 2002‬ص ‪. 27‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫وﺿ ـ ــﻣﺎن اﻟـ ـ ــدﻓﺎع واﻷﻣ ـ ــن اﻟـ ـ ــوطﻧﻲ إﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺗﻣﺎﺳـ ـ ــك اﻻﺟﺗﻣـ ـ ــﺎﻋﻲ واﻟوﺣ ـ ــدة اﻟوطﻧﯾـ ـ ــﺔ‪ 1.‬وﺗﻌزﯾـ ـ ــز‬
‫‪2‬‬
‫دوﻟﺔ اﻟﺣق واﻟﻘﺎﻧون ﻓﻘد ﺷرع ﻓﻲ ﻣﺳﺎر إﺻﻼح اﻟﻌداﻟﺔ ﻣﺛﻼ ﻣن ﺷﻬر أﻛﺗوﺑر ‪.1999‬‬

‫ﻣواﺟﻬ ـ ـ ــﺔ اﻹط ـ ـ ــﺎر اﻟﺗﺷـ ـ ـ ـرﯾﻌﻲ ٕواﻋ ـ ـ ــداد ﻗـ ـ ـ ـواﻧﯾن ﺟدﯾ ـ ـ ــدة ﻣﺛ ـ ـ ــل ﻗ ـ ـ ــﺎﻧون اﻟﺗﻌﻠ ـ ـ ــق ﺑﻣﺣﺎرﺑ ـ ـ ــﺔ اﻟرﺷ ـ ـ ــوة ﻣ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻻﻫﺗﻣ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺎﻟﻣوارد اﻟﺑﺷـ ـ ـرﯾﺔ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻲ ﻟﻠﻘﺿ ـ ــﺎء واﻟﻬ ـ ــﺎدف إﻟ ـ ــﻰ ﺣﻣﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫ﻣـ ــن ﻛـ ــل أﺷـ ــﻛﺎل اﻟﺿـ ــﻐط واﻟﻣﺳـ ــﺎوﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻣـ ــل ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﺻ ـ ـرﻧﺔ ﻗطـ ــﺎع اﻟﻌداﻟـ ــﺔ ﺑﺈدﺧـ ــﺎل ﻫﯾﺎﻛـ ــل ﺟدﯾـ ــدة‬
‫‪3‬‬
‫وﺗﻌزﯾز اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻓﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ‪ 2002‬ﺑﻬذا اﻟﻘطﺎع ﻋدة اﻧﺟﺎزات أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﺳﺗﺣداث ﻣوﻗﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟذي ﺗم إﻧﺷﺎؤﻩ ﻓﻲ أواﺧر ﻧوﻓﻣﺑر ‪.2003‬‬


‫‪ -‬اﻧﺟﺎز ﺑواﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻓﻲ أواﺧر ﻧوﻓﻣﺑر ‪.2003‬‬
‫‪ -‬إﻧﺷﺎء ﻣرﻛز وطﻧﻲ ﻟﻠﺳواﺑق اﻟﻌدﻟﯾﺔ وﻗد ﺗم اﺳﺗﻼﻣﻪ ﻣﻧذ ﻓﯾﻔري ‪.2004‬‬
‫‪ -‬ﺗطوﯾر ﻧظﺎم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾــــﺎ‪ :‬اﺳــــﺗرﺟﺎع اﻟﺛﻘــــﺔ ﺑــــﯾن اﻹدارة واﻟﻣــــواطن‪ :‬اﻟﻌﻣ ــل ﻋﻠ ــﻰ ﺧﻠ ــق ﺛﻘﺎﻓ ــﺔ ﺟدﯾ ــدة ﻟﻠﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم‪ ،‬ﻛ ــذا‬
‫‪4‬‬
‫ﺗرﺳﯾﺧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻫﻧﯾﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻠﻘد أﻛدت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺿرورة اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺣـ ــق اﻟﻣ ـ ـواطن ﻓـ ــﻲ اﻷﻣـ ــن واﻟﺳـ ــﻛﯾﻧﺔ واﻟﻣﺣـ ــﯾط اﻟﺳـ ــﻠﯾم وﺣﻘـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻹﻋـ ــﻼم وﺷـ ــﻔﺎﻓﯾﺗﻪ أﻋﻣـ ــﺎل‬
‫اﻹدارة واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن أي ﺗﺟﺎوز ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن وﺗﺑﺳﯾط اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت واﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع واﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫‪ -‬إﺿـ ـ ــﻔﺎء اﻧﺳـ ـ ــﺎﺋﯾﺔ أﻛﺛـ ـ ــر ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺎت ﺑـ ـ ــﯾن اﻹدارة واﻟﻣ ـ ـ ـواطن وﺗـ ـ ــوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣواطﻧﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣـ ـ ــل ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﺣـ ـ ــدﯾث وﺳـ ـ ــﺎﺋل اﻹدارات واﻟﻬﯾﺋـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ــﺔ وﻣﻧـ ـ ــﺎﻫﺞ ﻋﻣﻠﻬـ ـ ــﺎ وﻻﺳـ ـ ــﯾﻣﺎ ﻋـ ـ ــن‬
‫طرﯾق اﻧﺟﺎز ﺷﺑﻛﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ وﺣﻛوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛــــــﺎ‪ :‬ﺗرﺷــــــﯾد اﻻﺗﻔــــــﺎق اﻟﻌﻣــــــوﻣﻲ‪ :‬ﺑﺈدﺧـ ـ ــﺎل ﺗﺣﺳـ ـ ــﯾﻧﺎت ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧظـ ـ ــﺎم اﻟﻣﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣـ ـ ــوﻣﻲ‪ ،‬ودﻋـ ـ ــم‬
‫اﻟﺷ ـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ وﺣﺳ ـ ــن اﻻﺗﻔ ـ ــﺎق واﻻﺳ ـ ــﺗﻌﺎﻧﺔ ﻟﻣـ ـ ـوارد أﺧ ـ ــرى ﻏﯾ ـ ــر ﻣـ ـ ـوارد اﻟﻣﯾزاﻧﯾ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺷ ـ ــطب‬
‫‪5‬‬
‫اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﻘواﻧﯾن واﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻﺎﻟﺢ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،2001‬ص ‪ 27‬ﺑﺗﺻرف‪.‬‬
‫‪ 2‬اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ‪ ،‬ص ‪.23 -22‬‬
‫‪ 3‬اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وزارة اﻟﻌدل‪ ،‬اﺻﻼح اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ واﻷﻓﺎق‪ ،‬ﻓﯾﻔري ‪ ،2005‬ص ‪32 -30‬‬
‫‪ 4‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ 5‬اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وزارة اﻟﻌدل ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪53‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫راﺑﻌــــــﺎ‪ :‬ﺗﺣدﯾــــــد اﻹدارة اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــــــﺔ وﺗطوﯾرﻫــــــﺎ‪ :‬وﻫـ ـ ــذا ﺑﺎﻟﺗوﺳ ـ ـ ـﯾﻊ ﻓـ ـ ــﻲ إﺳـ ـ ــﻧﺎد اﻟﻣﺳـ ـ ــؤوﻟﯾﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻌـ ـ ــد‬
‫ﺿـ ــﻣن ﻣﻬـ ــﺎم اﻟﺳـ ــﻠطﺎت اﻟﻣرﻛزﯾـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ ﻣﻣﺛﻠـ ــﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋـ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾـ ــﺔ ﺳ ـ ـواء اﻟوﻻﯾـ ــﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾـ ــﺔ ﺑﻬـ ــدف‬
‫إدﺧـ ـ ــﺎل ﺣرﻛـ ـ ــﺔ ﻣﺗطـ ـ ــورة ﻟﻠﻌﻣـ ـ ــل ﺑﻬـ ـ ــﺎ وﺑﻬـ ـ ــذا ﻻ ﺗﻛـ ـ ــون ﻣرﻛزﯾـ ـ ــﺔ ﺷـ ـ ــدﯾدة ٕواﻧﻣـ ـ ــﺎ ﻻ ﻣرﻛزﯾـ ـ ــﺔ أي ﺻـ ـ ــﻧﻊ‬
‫وﺗﻘـ ـ ــدﯾم اﻟﺧدﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣ ـ ـ ـواطن‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﺷـ ـ ــﺟﻊ ﺗﺑـ ـ ــﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﺳـ ـ ــﺎﻋد ﻓـ ـ ــﻲ ﺻ ـ ـ ـﯾﺎﻏﺔ ﺑ ـ ـ ـراﻣﺞ‬
‫إﻧﻣﺎﺋﯾ ـ ــﺔ ﺑﺣﯾ ـ ــث ﺗﻠﺑ ـ ــﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟ ـ ــﺎت واﻷوﻟﯾ ـ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾ ـ ــﺔ ﻓﺗﻛ ـ ــون أﻛﺛ ـ ــر ﻓﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﺗﻌ ـ ــد اﻟﺟﻣﺎﻋ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾ ـ ــﺔ وﺑ ـ ــﺎﻷﺧص اﻟﺑﻠدﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر اﻟﺧﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻋدﯾـ ـ ـﺔ ﻟﻸﻣ ـ ــﺔ وﺣﺟ ـ ــر اﻟزاوﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺑﻧ ـ ــﺎء اﻟدوﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﺗطﺑﯾﻘ ــﺎ ﻟﻣﺑـ ــدأ ﺑﻧ ــﺎء اﻟدوﻟـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻟﻘﺎﻋ ــدة إﻟـ ــﻰ اﻟﻘﻣ ــﺔ‪ 1.‬اﺻـ ــدار ﻗـ ــﺎﻧون ‪ 01- 06‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ــق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن‬
‫ﻟﻠوﻗﺎﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻔﺳ ــﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗ ــﻪ واﻗﺗـ ـراح ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن‬ ‫اﻟﻔﺳ ــﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗ ــﻪ أﯾ ــن ﺗ ــم اﻧﺷ ــﺎء ﻫﯾﺋ ــﺔ وطﻧﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﺗ ـ ــداﺑﯾر ﻟﻠوﻗﺎﯾ ـ ــﺔ ﻣﻧ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻣﺛ ـ ــل‪ :‬اﻟﺗﺻـ ـ ـرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣﻣﺗﻠﻛ ـ ــﺎت‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــن أﺟ ـ ــل اﻟﻘﺿ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻻﺧﺗﻼﺳ ـ ــﺎت‬
‫واﻟﺛـ ـ ـراء اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻣﺷ ـ ــروع‪ ،‬ﻓﻛﺛﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺟ ـ ــد أﺷ ـ ــﺧﺎص ﯾﻣﺎرﺳ ـ ــون وظ ـ ــﺎﺋف ﺑﺳ ـ ــﯾطﺔ وﻣ ـ ــﻊ ذﻟ ـ ــك ﯾﺗﻣﺗﻌ ـ ــون‬
‫ﺑﺛ ــروة ﻫﺎﺋﻠـ ــﺔ ﺣﻘﻘ ــت ﻓـ ــﻲ ﻣ ــدة ﻗﺻـ ــﯾرة‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣ ــﺎ ﯾﺛﯾـ ــر اﻟﺷ ــك ﻟـ ــذا ﻻﺑـ ــد ﻣ ــن ﺗطﺑﯾـ ــق ﺳﯾﺎﺳ ــﺔ" ﻣـ ــن أﯾـ ــن‬
‫ﻟ ـ ـ ــك ﻫ ـ ـ ــذا؟" وﻛ ـ ـ ــذﻟك اﻟﻌﻣ ـ ـ ــل ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﺿ ـ ـ ــﻔﺎء اﻟﺷ ـ ـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﺟﻣﻬ ـ ـ ــور وذﻟ ـ ـ ــك ﺗﺑﺳ ـ ـ ــﯾط‬
‫اﻹﺟـ ـ ـراءات اﻹدارﯾ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــرد ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺷ ـ ــﻛﺎوي اﻟﻣﻘدﻣ ـ ــﺔ‪ .‬وﺗﻌزﯾ ـ ــز ﻣﺷ ـ ــﺎرﻛﺔ اﻟﻣـ ـ ـواطﻧﯾن و ﺗﺳ ـ ــﯾﯾر ﺷ ـ ــؤون‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ـ ــﺔ‪ٕ ،‬واﻋ ـ ـ ــداد ﺑـ ـ ـ ـراﻣﺞ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾ ـ ـ ــﺔ وﺗرﺑوﯾ ـ ـ ــﺔ ﺗﺣﺳﯾﺳ ـ ـ ــﯾﻪ ﺑﻣﺧ ـ ـ ــﺎطر اﻟﻔﺳ ـ ـ ــﺎد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪2‬‬
‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣواطن ﻣن اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ أﺧﺑﺎر اﻟﻔﺳﺎد ﻋﺑر وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳـــــﺎ‪ :‬اﻻﺳـــــﺗﺧدام اﻷﻣﺛـــــل ﻟﺗﻘﻧﯾـــــﺎت اﻟﺟدﯾــــــدة ﻟﻺﻋـــــﻼم واﻻﺗﺻـــــﺎل أو ﻣـــــﺎ ﯾﻌـــــرف ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣــــــﺔ‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾــــــﺔ‪ :‬ﻓـ ـ ــﻲ ظـ ـ ــل اﻟـ ـ ــرواج اﻟﻛﺑﯾـ ـ ــر ﻟﻼﻧﺗرﻧـ ـ ــت ﺳـ ـ ــﻌت اﻟﺳـ ـ ــﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــر إﻟـ ـ ــﻰ‬
‫ﺗطـ ـ ــوﯾر أﻓﺿـ ـ ــل ﻟﻼﺳـ ـ ــﺗﻔﺎدة ﻣـ ـ ــن ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺟدﯾـ ـ ــدة‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﻋﺑـ ـ ــر إﻧﺷـ ـ ــﺎء ﻧظـ ـ ــﺎم اﻟﻛﺗروﻧـ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ــﺎﻣل‬
‫واﻟﻌﻣ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻌﻣﯾﻣ ـ ــﻪ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻣﺗﻪ ﺑﻣﺷ ـ ــروع اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــن ﺟﻬ ـ ــﺔ وﻣ ـ ــن ﺟﻬ ـ ــﺔ‬
‫أﺧ ـ ــرى أدرﻛ ـ ــت اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر أن ﺟﻣﯾ ـ ــﻊ اﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻣﻼت اﻟﺣﻛوﻣﯾ ـ ــﺔ ﺑﺣﺎﺟ ـ ــﺔ ﻟﻼﺗﺻ ـ ــﺎل اﻻﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ وﻫ ـ ــذا ﻛﻠ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﻬ ـ ــدف رﻓ ـ ــﻊ ﻣﺳ ـ ــﺗوى أداء اﻟﺧدﻣ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ واﻟﻘﺿ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣظ ـ ــﺎﻫر اﻟﺿ ـ ــﻌف واﻟ ـ ــﺑطء ﻓ ـ ــﻲ اﻷداء‬
‫وﺳوء إدارة اﻟﻣوارد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬ﻟﻬذا ﻓﻬذا اﻟﺗﺣول ﻫو ﺣﺗﻣﯾﺔ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻟ ـ ــذا ﻓﺄﻫﻣﯾ ـ ــﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ــﺎ اﻷﻋ ـ ــﻼم واﻻﺗﺻ ـ ــﺎل أﺻ ـ ــﺑﺣت ﺷ ـ ــﻛل ﺟ ـ ــزًءا ﻫﺎﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن اﻗﺗﺻ ـ ــﺎد ﻛ ـ ــل اﻟ ـ ــدول‬
‫اﻷﻣـ ــر اﻟـ ــذي ﻓـ ــرض ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺟ ازﺋـ ــر اﻻﻟﺗﺣـ ــﺎق ﺑﻬـ ــذا اﻟﻣﺟـ ــﺎل ﻟﻬـ ــذا ﻻﺑـ ــد ﻣـ ــن اﻟﻘـ ــﺎء اﻟﺿـ ــوء ﻋﻠـ ــﻰ واﻗـ ــﻊ‬
‫ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻻﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫‪ -1‬آﻻت اﻟﻛوﻣﺑﯾــــــوﺗر ﻓــــــﻲ اﻟﺟزاﺋــــــر‪ :‬إﺳـ ـ ــﻧﺎد اﻟﺗﻘـ ـ ــدﯾرات اﻟﻣﺗﻌـ ـ ــﺎﻣﻠﯾن ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻣﺟـ ـ ــﺎل ﻗـ ـ ــدر ﻋـ ـ ــدد‬
‫اﻷﺟﻬزة اﻟﻣﺳﺗوردة ﺳﻧوﯾﺎ ﺑـ ‪ 50.000‬ﻛﻣﺑﯾوﺗر وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟطﻠب‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬


‫‪ 2‬ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ‪ " ،‬دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد" ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ،2006‬ص ‪.196‬‬
‫‪54‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -2‬اﻟﺷـــــﺑﻛﺔ اﻟﻌﺎﻣـــــﺔ ﻟﻺ ﺗﺻـــــﺎل‪ :‬ﺗﻐط ـ ــﻲ ﺷ ـ ــﺑﻛﺔ اﻻﺗﺻ ـ ــﺎﻻت ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر أﻏﻠﺑﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ـراب اﻟ ـ ــوطﻧﻲ‬
‫ﺷ ـ ــﺑﻛﺔ ﺗﻘ ـ ــدر ﺑ ـ ـ ـ ‪ 22000‬ﻛﻠ ـ ــم ﻣ ـ ــن اﻟﺧط ـ ــوط اﻟﻬﯾرﺗﯾرﯾ ـ ــﺔ ‪ 15000‬ﻛ ـ ــم أﻟﯾ ـ ــﺎف ﺑﺻـ ـ ـرﯾﺔ و ‪ 50‬ﻣﺣط ـ ــﺔ‬
‫أرﺿـ ــﯾﺔ و‪ 100‬ﻧظـ ــﺎم رﯾﻔـ ــﻲ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﺧـ ــص اﻻﺗﺻـ ــﺎﻻت ﺣﺳـ ــب اﻹﺣﺻـ ــﺎﺋﯾﺎت ﺣـ ــول ﻋـ ــدد ﻣرﻛـ ــب‬
‫اﻟﻬ ـ ـ ــﺎﺗف اﻟﻧﻘ ـ ـ ــﺎل ﻣ ـ ـ ــن ‪ GSM‬ﻓﻔ ـ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ـ ــﺎل اﻻﻧﺗرﻧ ـ ـ ــت واﻋﺗﻣ ـ ـ ــﺎدا ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻷرﻗ ـ ـ ــﺎم اﻟﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗرﻧ ـ ـ ــت‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 2012‬ﺑـ ‪ 100‬ﺷﺧص ﺑـ اﻟﺟزاﺋر ﺑـ ‪.%14‬‬

‫‪ -3‬إﻧﺷــــﺎء اﻟوﻛﺎﻟــــﺔ اﻟﻔﺿــــﺎﺋﯾﺔ واﻟﻘﻣــــر اﻟﺻــــﻧﺎﻋﻲ اﻟﺟزاﺋــــري ﯾﻌ ــود إﻧﺷـ ــﺎء ﻫ ــذﻩ اﻟوﻛﺎﻟ ــﺔ إﻟ ــﻰ ﺟـ ــﺎﻧﻔﻲ‬
‫‪ 2002‬وﺷـ ــﻬدت ﻫـ ــذﻩ اﻟوﻛﺎﻟـ ــﺔ إطـ ــﻼق اﻟﻘﻣـ ــر ﺳـ ــﺎت ‪ 2001‬ﻓﻬـ ــو ﺑرﻧـ ــﺎﻣﺞ وطﻧـ ــﻲ وﻣرﻛـ ــزي ﻓـ ــﻲ دﻋـ ــم‬
‫‪2‬‬
‫ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺗطوﯾر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أﻫداف ﺗطﺑﯾق ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪:‬‬

‫ﺗوﺻ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ ﺗﺣوﻟﻬ ـ ــﺎ ﻟﻠﺣﻛوﻣ ـ ــﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ أﻋطـ ـ ـﺎء اﻷوﻟﯾ ـ ــﺔ ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ــﺎ اﻹﻋ ـ ــﻼم‬
‫واﻻﺗﺻ ــﺎل وﻓـ ــﻲ ﻣﻘ ــدﻣﺗﻬﺎ ﺷـ ــﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧ ــت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺳ ــﻣﺢ ﺑﺈﻧﺷـ ــﺎء ﻓﺿ ــﺎء اﺗﺻـ ــﺎل ﻣﺳ ــﺗﻘﺑل ﻋـ ــن اﻟﺗﻣوﻗـ ــﻊ‬
‫اﻟﻌ ــﺎدي وﯾﺗﺑ ــﻊ ﺗ ــوﻓر اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﻓ ــﻲ أي وﻗ ــت وﻓ ــﻲ أي ﻣﻛ ــﺎن وﻫ ــو ﻣ ــﺎ ﯾوﺟ ــب ﺿ ــرورة ﻓ ــك ﻣرﻛزﯾ ــﺔ‬
‫ﺗﺳـ ـ ــﯾﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت ﺑﻬـ ـ ــدف ﺗﺣﺳـ ـ ــﯾن ﻧوﻋﯾـ ـ ــﺔ ﻋﻣﻠﯾـ ـ ــﺔ ﺻـ ـ ــﻧﻊ اﻟﻘ ـ ـ ـرار‪ ،‬وﯾﺟـ ـ ــدر ﺑﻧـ ـ ــﺎ اﻟﻘـ ـ ــول أن ﻣﺣﺎوﻟـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ ﺗﺳـ ـ ـرﯾﻊ ﺗطﺑﯾ ـ ــق ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ــﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻲ اﻹدارة‪ ،‬وﻟﻌ ـ ــل ﻣ ـ ــﺎ ﻧﻘ ـ ــر أﻛﺛ ـ ــر ﻫ ـ ــذا اﻟﻧﺷ ـ ــﺎط‬
‫ﻫ ـ ــو دﻋ ـ ــم اﻟدوﻟ ـ ــﺔ ﻻﻣ ـ ــﺗﻼك ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ــﺎ اﻹﻋ ـ ــﻼم واﻻﺗﺻ ـ ــﺎل ﻣ ـ ــن ﻗﺑ ـ ــل اﻟﺷ ـ ــرﻛﺎت اﻟﺧﺎﺻ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫‪4‬‬
‫أدى إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﺛﻼﺛﺔ وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬دﻋم ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪.‬‬


‫‪ -‬ﺗطوﯾر ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﺗﺣﺳﯾن أداء اﻟﺷرﻛﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗطوﯾر ﻋرض ﺧدﻣﺎت إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺎت‪.‬‬

‫ﻻﺑ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﺗط ـ ــوﯾر اﻟﻛﻔ ـ ــﺎءات اﻟﺑﺷـ ـ ـرﯾﺔ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﺗﺣﻔﯾ ـ ــز اﻟﺗﻛ ـ ــوﯾن ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﻣﺟ ـ ــﺎل‪ ،‬وﺗ ـ ــدﻋﯾم‬
‫اﻟﺑﺣـ ـ ــث واﻟﺗطـ ـ ــوﯾر واﻻﺑﺗﻛـ ـ ــﺎر وﻫـ ـ ــذا ﻋـ ـ ــن طرﯾـ ـ ــق اﻟﺗﻧظـ ـ ــﯾم واﻟﺑرﻣﺟـ ـ ــﺔ وﺗطـ ـ ــوﯾر ﻧﺗـ ـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣـ ـ ــث وﺣﺷـ ـ ــد‬
‫اﻟﻛﻔ ـ ــﺎءات وﻫـ ـ ــذا دون إﻫﻣـ ـ ــﺎل أﻫﻣﯾـ ـ ــﺔ وﺿ ـ ــﻊ ﺿ ـ ـ ـواﺑط ﻗﺎﻧوﻧﯾـ ـ ــﺔ ﺗﺗرﺗـ ـ ــب ﻋ ـ ــن اﺳـ ـ ــﺗﺧدام وﺗطـ ـ ــوﯾر ﻫـ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ـ ــﺎ ﻗﺻـ ـ ــد ﺗﺷـ ـ ــﯾﯾد ﻣﺟﺗﻣـ ـ ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت وﻫـ ـ ــذا ﺗﻣﺎﺷـ ـ ــﯾﺎ ﻣـ ـ ــﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳـ ـ ــﺎت اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﺗطﻠﺑـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ ﻟﻬ ـ ــذا ﻻﺑ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﺗﺣدﯾ ـ ــد إط ـ ــﺎر ﺗﺷـ ـ ـرﯾﻌﻲ وﺗﻧظﯾﻣ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــﺎدف‪ ،‬وﻣ ـ ــﻊ اﻧط ـ ــﻼق ﻫ ـ ــذا اﻟﻣﺷ ـ ــروع"‬

‫‪ 1‬ﺷﯾروف ﻓﺿﯾﻠﺔ ‪ ،‬أﺛر اﻟﺗﺳوﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺟودة اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌض اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ‪ ،2010-2009 ،‬ص ‪. 133‬‬
‫‪ 2‬ﺳﻣﯾﺔ ﺑﻠﺣﻣري‪ ،‬اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻣدى اﺳﺗﻔﺎدﺗﮭﺎ ﻣن ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم واﻹﯾﺻﺎل ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺑﻠدﯾﺔ‬
‫ووﻻﯾﺔ ﺷﻠف رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن ‪ ،2014‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 3‬ﺷﯾروف ﻓﺿﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 134‬‬
‫‪ 4‬ﺳﻣﯾﺔ ﺑﻠﺣﻣري‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 50-49‬‬
‫‪55‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﻣﺷ ــروع اﻟﺟ ازﺋ ــر اﻷﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ ‪ 2013‬ﻟـ ــوﺣظ أﻧ ــﻪ ﻟ ــم ﺗﺣﻘـ ــق أﻫ ــم أﻫداﻓ ــﻪ وﻫ ــذا ارﺟـ ــﻊ ﻋ ــدة ﻋواﺋ ــق أﯾـ ــن‬
‫ﻋرﻓ ـ ــت اﻟدوﻟ ـ ــﺔ ﻏﯾ ـ ــﺎب ﻟﻠﻛﻔ ـ ــﺎءات اﻟﺗﻘﻧﯾ ـ ــﺔ واﻟﻣﺗﺧﺻﺻ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ د ارﺳ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــذا اﻟﻣﺟ ـ ــﺎل وﺗ ـ ــﺄﺧر اﺳ ـ ــﺗﻛﻣﺎل‬
‫وﺗ ـ ــﺄﺛر إﺳـ ـ ـﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑﻧ ـ ــﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾ ـ ــﺔ ﻟﻼﺗﺻ ـ ــﺎﻻت وﺗﺑﺎﯾﻧﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﻣﻧطﻘ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ أﺧ ـ ــرى‪ ،‬ﻋﺟ ـ ــز ﻗط ـ ــﺎع اﻟﺑرﯾ ـ ــد‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﯾﺻ ـ ـ ــﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ـ ــﺎت إﻟ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻣ ـ ـ ــﻼء ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ــﻼل ﺗ ـ ـ ــوﻓﯾر اﻟﻬ ـ ـ ــﺎﺗف وﻛ ـ ـ ــذا ﻣﺣدودﯾ ـ ـ ــﺔ اﺳ ـ ـ ــﺗﺧدام‬
‫اﻻﻧﺗرﻧـ ــت ﻓـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ــر‪ ،‬ﻓﻧﺳـ ــﺑﺔ اﺳـ ــﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻻ ﯾ ـ ـزال ﺿـ ــﻌﯾﻔﺎ ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ ﺑﺎﻟـ ــدول اﻟﻣﺟـ ــﺎورة ﻓﻣـ ــﺛﻼ اﻟﻣﻐـ ــرب‬
‫‪1‬‬
‫‪ %14‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.%5.5‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣـــــث اﻟﺛﺎﻟـــــث‪ :‬ﺗـــــداﺑﯾر اﻹﺻـــــﻼح اﻹداري ﻓـــــﻲ ﺗﺣﺳـــــﯾن اﻟﺧدﻣـــــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـــــﺔ ﻓـــــﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل د ارﺳ ـ ــﺗﻧﺎ ﻟﻠﺧطـ ـ ـوات اﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ــﺔ ﻟﻺﺻ ـ ــﻼح اﻻداري ﻟ ـ ــوﺣظ ﺣﻘ ـ ــﺎ أن ﻫﻧ ـ ــﺎك ﺗ ـ ــداﺑﯾر اﺗﺧ ـ ــذﺗﻬﺎ‬
‫اﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻟﺗﺟﺳ ــﯾد ﻫ ــذا اﻻﺻ ــﻼح وﻫ ــذا ﻣ ــن ﺷ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﺳ ــﺎﻫم ﻓ ــﻲ اﻟوﻗﺎﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻔﺳ ــﺎد‪ ،‬ﺷ ــرط‬
‫ﻣﺷـ ــﺎرﻛﺔ ﺟﻣﯾـ ــﻊ أﻓ ـ ـراد اﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ ‪ ،‬ﺑﻣـ ــﺎ ﯾﻌـ ــود ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺻـ ــﺎﻟﺢ اﻟﻌـ ــﺎم ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾﺿـ ــﻔﻲ ﺷـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ أﻛﺑـ ــر‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺳـ ــﯾﯾر اﻷﺟﻬ ـ ـزة اﻻدارﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾﻘﻬـ ــﺎ ﻷﻫـ ــداﻓﻬﺎ وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﺳـ ــﻧﻌﺎﻟﺟﻪ ﻓـ ــﻲ ﺗﻠـ ــك اﻟﻧﻣـ ــﺎذج‬
‫اﻟ ارﺋـ ــدة ﻓـ ــﻲ ﻣﺟـ ــﺎل اﻻﺻـ ــﻼح اﻻداري ﻓـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻗطـ ــﺎع اﻟﺧـ ــدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﺛـ ــم ﯾﻠﯾﻬـ ــﺎ ﺗﺣدﯾـ ــد‬
‫دﻗﯾق ﻷﻫم اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ ﻫذا اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ واﻗﻊ اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻧﻣﺎذج ﻋن اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫ﻟﻘـ ـ ــد ﻗﺎﻣـ ـ ــت اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺗطوﯾر اﻟﻔﻌﻠـ ـ ــﻲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺳـ ـ ــﺗوى ﻋـ ـ ــدة إدارات ﺧدﻣﺎﺗﯾـ ـ ــﺔ ﻧـ ـ ــذﻛر ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﺿ ـ ــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣ ـ ــﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺔ ﺑرﯾ ـ ــد اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ‪ ،‬ﻗط ـ ــﺎع اﻟﺑﻧ ـ ــوك وﻗط ـ ــﺎع اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم اﻟﻌـ ـ ــﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻬ ـ ــذا ﻗﺎﻣ ـ ــت اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﺑ ـ ــﺎﻟﺗطوﯾر‬ ‫وﻗط ـ ــﺎع اﻟﺗرﺑﯾ ـ ــﺔ اﻟوطﻧﯾ ـ ــﺔ وﻛ ـ ــذا اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻋدة إدارات ﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻟﺑرﯾد‪ ،‬اﻟﺑﻧك‪ ،‬واﻟﺗﻌﻠﯾم‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺻـــــــﻠﺣﺔ اﻟﺿـــــــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣـــــــﺎﻋﻲ‪ :‬ﯾﻌـ ـ ــد ﻣﺷـ ـ ــروع اﻟﺑطﺎﻗـ ـ ــﺔ اﻷﻟﻛﺗروﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺗﻣـ ـ ــﺎﻋﻲ " اﻟﺷـ ـ ــﻔﺎء"‬
‫اﻟﻣﺷ ـ ــروع اﻟﻣﻬ ـ ــم ﻓ ـ ــﻲ ﺑرﻧ ـ ــﺎﻣﺞ ﻋﺻـ ـ ـرﻧﺔ اﻟﺿ ـ ــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣ ـ ــﺎﻋﻲ اﻟ ـ ــذي ﺷ ـ ــرع ﻓﯾ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪ ،2007‬وﻫ ـ ــذا‬
‫أﯾ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ــﺟﻌت اﻟ ـ ـ ــو ازرة اﻟﻣﺳ ـ ـ ــؤوﻟﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﻧﺟ ـ ـ ــﺎح اﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ـ ــﺔ وﺗﻌﻣﯾﻣﻬ ـ ـ ــﺎﻋﻠﻰ ﻛ ـ ـ ــل اﻟﻔﺋ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣ ـ ـ ــؤﻣن ﻟﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫‪2‬‬
‫اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ و ﻟﻬذا أطﻠق ﻗطﺎع اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺑرﻧﺎﻣﺟﺎ طﻣوﺣﺎ رﻛز ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻷداء وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﺑر ﺗطوﯾر اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺟوارﯾﺔ وﻧظﺎم اﻟدﻓﻊ‪.‬‬

‫‪ 1‬أﺣﻣد ﺑن اﻟﻌﯾﺷﺎوي‪ :‬أﺛر ﺗطﺑﯾق اﻹدارة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،2010 ،07‬ص ‪.242‬‬
‫‪ 2‬ﻏﻧﺎم ﻋواطف‪ ،‬طرﺷﻲ ﺣﻧﺎن‪ ،‬دور اﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟودة اﻹدارﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2014‬ص ‪.64‬‬
‫‪56‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬اﻟﺣﻔـ ــﺎظ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗوازﻧـ ــﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻟﻬﯾﺋـ ــﺔ اﻟﺿـ ــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣـ ــﺎﻋﻲ‪ ،‬أﯾـ ــن ﺗـ ــم إﻗ ـ ـرار آﻟﯾـ ــﺎت ﺟدﯾـ ــدة‬
‫ﻟﺗﺣﺻ ـ ـ ـ ـ ــﯾل اﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺗراﻛﺎت اﻟﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ واﻹﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻼح اﻟﻬﯾﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﺗﻣوﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﻼوة‬
‫إﺳـ ـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﻌـ ـ ــوﯾض اﻷدوﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻬﺎدﻓـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ــﻰ إرﺷـ ـ ــﺎد ﻧﻔﻘـ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﺄﻣﯾن ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ــرض وﻋﻘﻠﻧـ ـ ــﺔ‬
‫ﻓﺎﺗورة اﻟدواء وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻣ ـ ــﯾم اﻟﻌﻣ ـ ــل ﺑ ـ ــﺎﻹﻋﻼم اﻵﻟ ـ ــﻲ وﺗﺄﻫﯾ ـ ــل اﻟﻣـ ـ ـوارد اﻟﺑﺷـ ـ ـرﯾﺔ‪ ،‬إرﺳ ـ ــﺎء أداة ﻓﻌﺎﻟ ـ ــﺔ ﻟﻣﺣﺎرﺑ ـ ــﺔ ﻛـ ـ ــل‬
‫أﺷﻛﺎل اﻟﻐش واﻟﺗﺟﺎوزات ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اداءات اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣرض‪.‬‬

‫ﻟﻬـ ــذا ﻓﺑطﺎﻗـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﻔﺎء ﻫـ ــﻲ ﺑطﺎﻗـ ــﺔ ﺗﺣـ ــوي ﺷ ـ ـرﯾﺣﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ دوﻧـ ــت ﻓﯾﻬـ ــﺎ ﻛـ ــل اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﺗﺳـ ـ ــﻣﺢ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺗﻌرف ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ــؤﻣن وذوي اﻟﺣﻘـ ـ ــوق أﺛﻧـ ـ ــﺎء اﺳـ ـ ــﺗﻔﺎدﺗﻪ ﻣـ ـ ــن اﻟﺧـ ـ ــدﻣﺎت‪ ،‬وﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت‬
‫‪1‬‬
‫ﺗﺷﻣل اﺳﻣﻪ وﻟﻘﺑﻪ ورﻗم اﻟﺗﺄﻣﯾن‪.‬‬

‫‪ -1‬أﻫداﻓﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﯾﻬ ـ ــدف ﻫ ـ ــذا اﻟﻧظ ـ ــﺎم إﻟ ـ ــﻰ إﺣ ـ ــداث ﻣ ـ ــﺎﻫو ﻣﻌﻣ ـ ــول ﺑ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدول اﻟﺗ ـ ــﻲ أدﺧﻠ ـ ــت ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺗﻘﻧﯾ ـ ـ ـ ــﺎت ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺗﺳـ ـ ـ ـ ــﯾﯾر‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ـ ـ ــﺄﻣﯾن ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ــرض ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻧظوﻣﺗﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺿـ ـ ـ ـ ــﻣﺎن‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺳ ـ ـ ـ ــﯾن وﺗﯾـ ـ ـ ـ ـرة ﻣﻌﺎﻟﺟ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺗﻌ ـ ـ ـ ــوﯾض واﻟﺳ ـ ـ ـ ــﻬوﻟﺔ واﻹﺳـ ـ ـ ـ ـراع واﻟ ـ ـ ـ ــﺗﺣﻛم اﻟﺟﯾ ـ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺻﺣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﺻرﻧﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻟدى اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑﺎﻟﻣؤﻣﻧﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺳـ ـ ـ ـ ــﯾﯾر ﻋﻣﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻧﺿـ ـ ـ ـ ــﻣﺎم واﻟﺗﻘﺎﻋـ ـ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻣﺧﺗﻠـ ـ ـ ـ ــف اﻟﻬﯾﺋـ ـ ـ ـ ــﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺿـ ـ ـ ـ ــﻣﺎن‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻣزاﯾﺎﻫﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌوﯾض‪.‬‬


‫‪ -‬ﺗﺳﻬﯾل اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻟﻌﻼج وذوي اﻟﺣﻘوق‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳـ ـ ــﺗﻌﻣﺎل ﻓـ ـ ــﺎﺗورة اﻟﺧـ ـ ــدﻣﺎت ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﻹﻣﺿـ ـ ــﺎء واﻹرﺳـ ـ ــﺎل اﻻﻟﻛﺗروﻧـ ـ ــﻲ ﺧوﻓـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــن ورﻗـ ـ ــﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻌﻼج واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟوﻗت واﻹﺟراءات‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺑرﯾد اﻟﺟزاﺋر‪:‬‬

‫‪ www.cnas.com 1‬أو ﻣﻧﺷورات اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬دﻟﯾل ﻧظﺎم اﻟدﻓﻊ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐﯾر‪ ،‬ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت‬
‫اﻻﺣﺻﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻹﻋﻼم ﺑن ﻋﻛﻧون‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ Ibid www.CNAS.COM 2‬أو اﻟﻤﻨﺸﻮرات اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮطﻨﻲ ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ دﻟﯿﻞ ﻧﻈﺎم اﻟﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻐﯿﺮ ‪ ،‬ﻣﺪﯾﺮﯾﺔ‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺣﺼﺎﺋﯿﺔ واﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻹﻋﻼم ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪57‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﻗﺻ ـ ــد ﺗﻘرﯾ ـ ــب اﻹدارة ﻣ ـ ــن اﻟﻣـ ـ ـواطن اﻟراﻣﯾ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ــﻰ ﺗﺣﺳ ـ ــﯾن ﺟ ـ ــودة اﻟﻌﻣ ـ ــل‪ ،‬ﻗﺎﻣ ـ ــت ﻣؤﺳﺳ ـ ــﺔ ﺑرﯾـ ـ ــد‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﺑﺗوزﯾ ـ ــﻊ ﻣﻼﯾ ـ ــﯾن ﻣ ـ ــن ﺑطﺎﻗ ـ ــﺎت اﻟﺳ ـ ــﺣب اﻵﻟ ـ ــﻲ‪ ،‬إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟ ـ ــﻰ ﺗﺄﺳ ـ ــﯾس ‪ 500‬ﻣرﻛ ـ ــز ﺳ ـ ــﺣب‬
‫ﺑدءا ﻣن ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪.2007‬‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺣﯾث ﺑدأ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺛم ﺗوﺳﯾﻌﻪ ً‬
‫ﻟﻬ ـ ــذا ﻧﺟ ـ ــدﻫﺎ داﺋﻣ ـ ــﺎ ﺗﺳ ـ ــﻌﻰ إﻟ ـ ــﻰ ﺗوﺳ ـ ــﯾﻊ ﺷ ـ ــﻛﻠﻬﺎ ﻓﯾﺻ ـ ــل ﻋ ـ ــدد اﻟﻣﻛﺎﺗ ـ ــب اﻟﺑرﯾدﯾ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ ‪ 3310‬ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ‬
‫‪ 3190‬ﻣﻛﺗب ﻣوﺻول ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺑطﺎﻗـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﺧدﻣﺔ أي ﺑطﺎﻗـ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ـ ــﺣب اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳـ ـ ــﯾﺔ ﻫـ ـ ــﻲ ﺑطﺎﻗـ ـ ــﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾـ ـ ــﺔ ﺗﺣـ ـ ــل ﻣﺣـ ـ ــل ﺻـ ـ ــك‬
‫اﻟﺳـ ــﺣب‪ ،‬ﺻـ ــﻔراء اﻟﻠـ ــون ﺗﺳـ ــﻣﺢ ﻟﺻـ ــﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﯾـ ــﺎم ﺑﻣﺧﺗﻠـ ــف اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺳ ـ ـﺎﺑﻪ اﻟﺑرﯾـ ــدي‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺟﺎري‪.‬‬

‫وﯾﺗﯾﺢ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣواطن ﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫ﺧدﻣﺔ اﻟﺳﺣب‪ :‬ﺗوﻓر اﻟﻣوزﻋﺎت اﻵﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗواﺟدة ﺧﺎرج ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺑرﯾد ﻓرﺻﺔ ﺳﺣب اﻷﻣوال‪.‬‬

‫ﺧـــدﻣﺎت اﻹطــــﻼع ﻋﻠـــﻰ اﻟرﺻــــﯾد‪ :‬ﻋ ــن طرﯾﻘﻬ ــﺎ ﯾﻣﻛ ــن ﻟﻠزﺑ ــون أن ﯾﺣﺻ ــل ﻋﻠ ــﻰ ﻛﺷ ــف رﺻ ــﯾدﻩ‪ ،‬وﻟ ــﻪ‬
‫إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑذاﻛرﺗﻪ‪.‬‬

‫ﺧــــدﻣﺎت طﻠــــب ﻧﻣـــــﺎذج ﻣــــن اﻟﺻـــــﻛوك اﻟﺑرﯾدﯾــــﺔ‪ :‬اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻘـ ــدم ﻟﻛـ ــل ﺻـ ــﺎﺣب ﺣﺳـ ــﺎب ﺑرﯾـ ــدي ﺟـ ــﺎري‬
‫ﺣﯾ ـ ــث ﺗﻣﻧﺣ ـ ــﻪ طﻠ ـ ــب ﻧﻣ ـ ــﺎذج ﺑﻌ ـ ــد ﻣﻠ ـ ــﺊ اﻻﺳ ـ ــﺗﻣﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾ ـ ــﺗم اﺳ ـ ــﺗظﻬﺎرﻫﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ــوزع‬
‫اﻵﻟـ ـ ــﻲ ﻟﻠﻧﻘـ ـ ــود اﻟورﻗﯾـ ـ ــﺔ ﻓﺎﻟﻬـ ـ ــدف اﻟﻌـ ـ ــﺎم ﻟﻬـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ ﻫـ ـ ــو ﺗﻘرﯾـ ـ ــب اﻹدارة ﻣـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ـواطن واﺧﺗ ـ ـ ـزال‬
‫‪2‬‬
‫اﻟزﻣن واﻟﻣﻛﺎن ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟروﺗﯾن اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ‪.‬‬

‫أﻫداف اﺳﺗﺧدام اﻟﺑطﺎﻗﺔ‪:‬‬

‫ﻋﻧﺻ ـ ــر اﻟﺗ ـ ــوﻓﯾر إن اﻟطرﯾﻘ ـ ــﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﺣب اﻷﻣـ ـ ـوال ﺗﺗطﻠ ـ ــب ﻣ ـ ــن اﻷﻓـ ـ ـراد اﻟ ـ ــدﺧول إﻟ ـ ــﻰ‬
‫ﻣ ارﻛ ـ ــز اﻟﺑرﯾ ـ ــد واﻟﺗﻘ ـ ــرب ﻣ ـ ــن اﻟﺷ ـ ــﺑﺎﺑﯾك ﺑﻬ ـ ــدف ﺳ ـ ــﺣب اﻟﻧﻘ ـ ــود ﺑواﺳ ـ ــطﺔ اﻟﺻ ـ ــﻛوك اﻟورﻗﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻣـ ـ ـﻊ ﻫ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺑطﺎﻗ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــم ﺗﻌ ـ ـ ــد ﻫﻧ ـ ـ ــﺎك ﺣﺎﺟ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ـ ــدﺧول إﻟ ـ ـ ــﻰ ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻛﺎﺗ ـ ـ ــب واﻧﺗظ ـ ـ ــﺎر أوﻗ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻣ ـ ـ ــل اﻟﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺎت اﻟﺑرﯾدﯾـ ـ ــﺔ ﻷن اﻟﺗﻘﻧﯾـ ـ ــﺔ أﺻـ ـ ــﺑﺣت ﺗﺗـ ـ ــﯾﺢ ﻋﻣﻠﯾـ ـ ــﺎت اﻟﺳـ ـ ــﺣب ﻓـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ــل وﻗـ ـ ــت دون اﻟﺣﺎﺟـ ـ ــﺔ‬
‫إﻟﻰ طﺎﺑور واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺻك ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺑﺮﯾﺪ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪http :wwwposte DZ.‬‬


‫‪ 2‬ﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻧور اﻟدﯾن ﻧوﻓﻧﺎرة‪ :‬اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻟدى اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑرﯾد ﯾوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎء‪ ،‬ﻣﺗﺎح ﻓﻲ‪http://www.el- :‬‬
‫‪messa/dz‬‬
‫‪58‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﺳــــــرﻋﺔ‪ :‬ﻟﻘـ ـ ــد أﺗﺎﺣـ ـ ــت ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾـ ـ ــﺔ ﻓرﺻـ ـ ــﺔ ﺗـ ـ ــوﻓﯾر اﻟوﻗـ ـ ــت واﻟﺟﻬـ ـ ــد أﯾـ ـ ــن وﺿـ ـ ــﻌت ﺣـ ـ ــدا ﻟظـ ـ ــﺎﻫرة‬
‫اﻟط ـ ـ ـواﺑﯾر اﻟﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗظـ ـ ــﺎر اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻛﺎﻧـ ـ ــت ﺗﻣـ ـ ــﻸ ﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺔ ﺑرﯾـ ـ ــد اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــر‪ ،‬ﻓﻬﻧـ ـ ــﺎك اﺳـ ـ ــﺗﻌﻣﺎل ﻓـ ـ ــوري‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺣﻘق ﻟﻧﺎ ﺳرﻋﺔ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﻊ رﺑﺢ اﻟوﻗت‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ -‬ﻗطﺎع اﻟﺑﻧوك‪:‬‬

‫أدت ﺛـ ــورة اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت واﻻﺗﺻـ ــﺎل إﻟـ ــﻰ ﺗﺟـ ــﺎوز اﻷﺳـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـ ــﺔ ﻟﻠﺑﻧـ ــك وﻫـ ــذا ﻟظﻬـ ــور وﺗطـ ــور‬
‫اﻟﺟزﺋـ ــر ﻋـ ــﺎم ‪ 1990‬ﺣﯾـ ــث أﺻـ ــدر‬
‫اﺳـ ــﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑطﺎﻗـ ــﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾـ ــﺔ ﺑـ ــﺎﻟﺟزاﺋر أﯾـ ــن ظﻬـ ــرت أول ﻣ ـ ـرة ﻓـ ــﻲ ا‬
‫ﺑﻧك اﻟﻘرض اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺑطﺎﻗﺎت ﻟزﺑﺎﺋﻧﻪ اﻷوﻓﯾﺎء وﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺳﺣب )‪.(cosh‬‬


‫‪ -‬ﺑطﺎﻗﺔ دوﻟﯾﺔ )‪(visa‬‬

‫ﻓﻔ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﺎم ‪ 1995‬ﻗ ـ ــﺎم اﻟﺑﻧ ـ ــك ﺑﺈﺻ ـ ــدار ‪ 18.4‬أﻟ ـ ــف ﺑطﺎﻗ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺣب و ‪ 1600‬ﺑطﺎﻗ ـ ــﺔ دوﻟﯾ ـ ــﺔ ووﺿ ـ ــﻊ‬
‫‪ 22‬ﻣـ ــوزع آﻟـ ــﻲ وﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪ 1998‬ﺗـ ــم إﺻـ ــدار ﻣـ ــﺎ ﯾﻘـ ــﺎرب ‪ 20‬أﻟـ ــف ﺑطﺎﻗـ ــﺔ ﻟﻣرﻛـ ــز اﻟﺻـ ــﻛوك اﻟﺑرﯾدﯾـ ــﺔ‬
‫‪ ،ccp‬ﻛﻣ ـ ــﺎ وﺿ ـ ــﻌت ‪ 40‬ﻣ ـ ــوزع أوﺗوﻣ ـ ــﺎﺗﯾﻛﻲ‪ 2.‬ﻓ ـ ــﺗم ﺗزوﯾ ـ ــد اﻟﺑﻧ ـ ــوك ﺑﻬ ـ ــذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾ ـ ــﺔ اﻟﺣدﯾﺛ ـ ــﺔ‪ 10‬أﺟﻬـ ـ ـزة‬
‫‪،‬ﻓﺎﻟﺑطﺎﻗـ ــﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺗ ـ ــوﻓرة ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﻫ ـ ــﻲ ﺑطﺎﻗـ ــﺎت ﺳ ـ ــﺣب ﺗﻌ ـ ــوض ﺧدﻣ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺣب اﻟﻧﻘ ـ ــود ﻣ ـ ــن‬
‫ﻛ ـ ــل اﻷﺟﻬ ـ ـ ـزة اﻟﻣوﺿـ ـ ــوﻋﯾﺔ ﻣـ ـ ــن طـ ـ ــرف ﺷ ـ ــرﻛﺔ ‪ SATIM‬ﻓـ ـ ــﺄﻋﻠﻰ ﺳـ ـ ــﻘف ﻟﻬـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــو ‪ 10.000‬دج ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻷﺳـ ـ ـ ــﺑوع‪ ،‬إذ ﺗـ ـ ـ ــم اﺳـ ـ ـ ــﺗﻌﻣﺎل أﺟﻬ ـ ـ ـ ـزة وﻛـ ـ ـ ــﺎﻻت ﻣ ارﻛـ ـ ـ ــز اﻟﺻـ ـ ـ ــﻛوك اﻟﺑرﯾدﯾـ ـ ـ ــﺔ ‪ CCP‬و‪ 5000‬دج ﻓـ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻷﺳـ ــﺑوع إذا ﺗـ ــم اﺳ ـ ــﺗﻌﻣﺎل أﺟﻬ ـ ـزة اﻟﺑﻧ ـ ــوك اﻷﺧـ ــرى أﯾـ ــن ﺣ ـ ــددت اﻟﻣﺳـ ــﺎﻫﻣﺔ واﻟﺗﻌرﯾﻔ ـ ــﺔ ﺑﺣـ ــدود ﻣﻌﻘوﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﺗﻠﻘـ ـ ــﻲ إﻋﺟـ ـ ــﺎب اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﻔﯾدﯾن وﺗﻘـ ـ ــدر اﻟﻣﺳـ ـ ــﺎﻫﻣﺔ اﻟﺳـ ـ ــﻧوﯾﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ‪ 300‬دج وﺣـ ـ ــددت اﻟﺗﻌرﯾﻔـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ‪ 30‬دج‬
‫ﻟﻛ ـ ــل ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﺎم ‪ 2002‬ﺗ ـ ــم اﻧﺟ ـ ــﺎز ﺷ ـ ــﺑﻛﺔ ﻧظ ـ ــﺎم اﻟﺗﺧﻠ ـ ــﯾص اﻟﺗﺟ ـ ــﺎري وذﻟ ـ ــك ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳ ـ ــﺗوى‬
‫اﻟـ ــوطﻧﻲ ﻟﯾـ ــﺗم رﺑطﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧظـ ــﺎم اﻟﺷـ ــﺑﻛﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠـ ــف اﻟﺑﻧـ ــوك اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﯾﺳـ ــﻣﺢ ﻫـ ــذا اﻟﻧظـ ــﺎم ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ‬
‫ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق اﻟ ـ ــدﺧول إﻟ ـ ــﻰ ﻧظ ـ ــﺎم اﻟﺳ ـ ــﺣب ﻓ ـ ــﻲ ﺷ ـ ــﺑﻛﺔ اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﺑﻧ ـ ــوك ﺑﺷ ـ ــرط أن ﯾﻛ ـ ــون‬
‫ﻟﻠﺗ ـ ــﺎﺟر اﺷ ـ ــﺗراك ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﻧظ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻛﻣرﺣﻠ ـ ــﺔ ﺗﺟرﯾﺑﯾ ـ ــﺔ ﺗﺿ ـ ــﻣﻧت اﺷ ـ ــﺗراك ‪200‬إﻟ ـ ــﻰ ‪ 500‬ﺗ ـ ــﺎﺟر ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻌﺎﺻ ــﻣﺔ ﻟﯾـ ــﺗم ﺗﻌﻣ ــﯾم اﻷﻣـ ــر ﻋﺑ ــر اﻟﺗ ـ ـراب اﻟ ــوطﻧﻲ ﻻﺣﻘـ ــﺎ‪،‬أﯾن ﺑﻠ ــﻎ ﻋـ ــدد اﻟـ ـوﻛﻼت اﻟﻣوﺻـ ــوﻟﺔ ﺑﺷـ ــﺑﻛﺔ‬
‫اﻟ ـ ــدﻓﻊ اﻵﻟ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪ 2003‬ﺣـ ـ ـواﻟﻲ ‪ 1000‬وﻛﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﺳ ـ ــﺟﯾل‪ 15000‬ﺗ ـ ــﺎﺟر ﻣﺷ ـ ــﺗرك‪ ،‬وأﻛﺛ ـ ــر ﻣ ـ ــن ‪500‬‬
‫‪3‬‬
‫أﻟف زﺑون‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻏﻧﯾﺔ ﺣﻣراوي‪ :‬اﻟﺑطﺎﻗﺎت اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺗﺎح ﻓﻲ‪:‬‬


‫‪http://www.echrouk on line.com/ara/index.php? news:35466.‬‬
‫‪ 2‬ﻣﻧﺷورات ﺑرﯾد اﻟﺟزاﺋر دﻟﯾل ﺑطﺎﻗﺔ ‪ CIB‬اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﺑطﺎﻗﺔ‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Somoudi Ali : Avoir le site http://www.afree-guestbork .com /gb/ulum‬‬

‫‪59‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﻣزاﯾﺎ اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺳﻬﻠﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﻻ ﺗﻬدر اﻟوﻗت‪.‬‬


‫‪ -‬ﺗﻣـ ـ ــﻧﺢ ﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﺧدﻣﯾﻬﺎ ﻓرﺻـ ـ ــﺔ دﻓـ ـ ــﻊ ﻣﺳـ ـ ــﺗﺣﻘﺎﺗﻬم وﺳـ ـ ــﺣب أﻣ ـ ـ ـواﻟﻬم ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــدى أﯾـ ـ ــﺎم اﻷﺳـ ـ ــﺑوع‬
‫وذﻟك ‪ 24‬ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ‪ 24‬ﺳﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺗﺿﻣن ﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ رﻓﯾﻌﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺑطﺎﻗﺔ رﻗﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ -‬ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺗﻌﻠﯾم‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﻗطــــﺎع اﻟﺗﻌﻠــــﯾم اﻟﻌــــﺎﻟﻲ‪ :‬اﻧطﻼﻗـ ــﺎ ﻣـ ــن أﻫﻣﯾـ ــﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ــﺎ اﻹﻋـ ــﻼم واﻻﺗﺻـ ــﺎل ودورﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺗطـ ــوﯾر‬
‫اﻟﺗﻌﻠـ ـ ــﯾم واﻟﺑﺣـ ـ ــث اﻟﻌﻠﻣـ ـ ــﻲ ﻫﻧـ ـ ــﺎك ﺗوﺟـ ـ ــﻪ ﻟﺗطـ ـ ــوﯾر اﻟﺧـ ـ ــدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻸﺳـ ـ ــﺎﺗذة واﻟطﻠﺑـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل‬
‫اﻟـ ـرﺑط ﺑ ــﯾن اﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺎت‪ ،‬أﯾ ــن ﯾﺗ ــوﻓر اﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن اﻟﻣﺧ ــﺎﺑر وﻣ ارﻛ ــز اﻟﺑﺣ ــوث ﻓ ــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺎت‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺗﻐطﯾ ـ ــﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺷ ـ ــﺑﻛﺔ وﻫ ـ ــذا ﻟﻣواﻛﺑ ـ ــﺔ اﻟﺗط ـ ــورات اﻟﺗﻘﻧﯾ ـ ــﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ــﺎ اﻟﺣﺎﺻ ـ ــﻠﺔ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺳ ـ ــﻬل ﻧﻘ ـ ــل اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾ ـ ــﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾ ـ ــﺔ ﻋﺑ ـ ــر أي ﺷ ـ ــﻛل ﻣ ـ ــن اﻟ ـ ــدﻋﺎﺋم‪ :‬ﻣـ ـ ـواﺟﯾز‪ ،‬ﻣﻧﺎﺷ ـ ــﯾر‪ ،‬ﺗﻘ ـ ــﺎرﯾر‬
‫اﻟﺑﺣ ـ ـ ــوث‪ ،‬ﻣﺟ ـ ـ ــﻼت ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟوﯾ ـ ـ ــب‪ ،‬ﻣﻠﺗﻘﯾ ـ ـ ــﺎت ﻣﺗ ـ ـ ــوﻓرة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣواﻗ ـ ـ ــﻊ اﻟوطﻧﯾ ـ ـ ــﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إﻣﻛﺎﻧﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﺳـ ــﯾق وﺗﺑـ ــﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ــﺎت وﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺑﺣـ ــوث واﻟﻣﺷـ ــﺎرﻛﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣ ـ ـوارات اﻟﻌﻠﻣﯾـ ــﺔ ﻋـ ــن طرﯾـ ــق ﺣﻠﻘـ ــﺎت‬
‫اﻟﻧﻘـ ــﺎش واﻟﺷـ ــﺑﻛﺎت اﻻﻓﺗ ارﺿـ ــﯾﺔ‪ .‬وﻣـ ــن أﻫـ ــم اﻟﻣﺷـ ــﺎرﯾﻊ ﺑﻘطـ ــﺎع اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم اﻟﻌـ ــﺎﻟﻲ‪ :‬ﻣﺷـ ــروع ‪ ARN‬وﻫدﻓـ ــﻪ‬
‫ﺗـ ـ ـ ــوﻓﯾر اﻟﻬﯾﺎﻛـ ـ ـ ــل اﻟﻘﺎﻋدﯾـ ـ ـ ــﺔ واﻷدوات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻼزﻣـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻛـ ـ ـ ــل اﻟﻌﻧﺎﺻـ ـ ـ ــر اﻟﻔﺎﻋﻠـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘطـ ـ ـ ــﺎع‬
‫) ﻣﺳؤوﻟﯾن‪ ،‬أﺳﺎﺗذة‪ ،‬ﺑﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬طﻠﺑﺔ‪ ،‬ﻗﺻد اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬم(‪.‬‬

‫ب‪ /‬ﻣﺷـــــروع اﻟﺗﻌﻠـــــﯾم ﻋـــــن ﺑﻌـــــد‪ 2:‬وﯾﻣﺛ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ ﺗزوﯾ ـ ــد ﻛ ـ ــل اﻟﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ـ ــﺔ ﺑﻬﯾﺎﻛ ـ ــل اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم‬
‫اﻟﻌـ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻣﻧﻬـ ــﺎ ﺗﺟﻬﯾ ـ ـزات اﻟﻣﺣﺎﺿ ـ ـرة ﻋـ ــن ﺑﻌـ ــد و اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺳـ ــﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻋـ ــل اﻟﻣﺑﺎﺷـ ــر ﺑﺎﻟﺻـ ــوت واﻟﺻـ ــورة‬
‫ﺑﯾن اﻷﺳﺗﺎذ واﻟطﺎﻟب‪.‬‬

‫ج‪ /‬ﻣﺷروع اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻓﺗراﺿﯾﺔ‪:‬‬

‫وﻫدﻓ ـ ــﻪ إﻧﺷ ـ ــﺎء ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ وطﻧﯾ ـ ــﺔ ﻟﻧﺷ ـ ــر اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﯾ ـ ــدان اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم وﻫ ـ ــذا ﺑطرﯾﻘ ـ ــﺔ‬
‫ﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ .‬وﻣن اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺣﺻـ ـ ــول ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﺄﻛﺛر ﻣـ ـ ــن ‪ 31‬ﻣرﻛـ ـ ــز ﻟﻠﻣﻌطﯾـ ـ ــﺎت ﻣرﺟﻌﯾـ ـ ــﺔ وﻧﺻـ ـ ــﯾﺔ‬
‫ﻣﺗـ ـ ـ ـ ــوﻓرة ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣرﻛـ ـ ـ ـ ــز ‪ Coust‬ﺗﺗـ ـ ـ ـ ــﯾﺢ ﻟﻠﺑﺎﺣـ ـ ـ ـ ــث ﺗﻠﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟوﺛـ ـ ـ ـ ــﺎﺋق ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻣﻘـ ـ ـ ـ ــﺎﻻت ﻋﻠﻣﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻣذﻛرات‪............،‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫ﺑﺮﯾﺪ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪.www.bonk.com .‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬ﻏﻧﺎم ﻋواطف‪ ،‬وطرش ﺣﻧﺎن‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.74-73‬‬


‫‪60‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬ﻛﻣ ـ ــﺎ وﺿ ـ ــﻌت ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣ ـ ــﺎت ﻟﻠﺣﺻ ـ ــول ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟوﺛ ـ ــﺎﺋق اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻣﺗ ـ ــوﻓرة ﻓ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﯾن اﻟﻣﻛ ـ ــﺎن ﻋ ـ ــن‬
‫طرﯾق اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت دوﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬أرﺷـ ـ ــﯾف اﻟوﺛـ ـ ــﺎﺋق اﻟـ ـ ــوطﻧﻲ أدت إﻟـ ـ ــﻰ ﺟﻬـ ـ ــود ‪ Cerist‬إﻟـ ـ ــﻰ ﻫﯾﻛﻠـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻـ ـ ــﺔ‬
‫ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻠ ـ ـ ــﯾم اﻟﻌ ـ ـ ــﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣ ـ ـ ــث اﻟﻌﻠﻣ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﺗم ﺗﺟﻣﯾﻌﻬ ـ ـ ــﺎ ودﺧﻠ ـ ـ ــت اﻟﺗـ ـ ـ ـ ارب اﻟ ـ ـ ــوطﻧﻲ أﯾ ـ ـ ــن ﺗ ـ ـ ــم‬
‫اﺳـ ـ ــﺗﺣداث ﻣ ارﻛـ ـ ــز ﺟﻬوﯾـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗوﺛﯾـ ـ ــق و ﺗﺣـ ـ ــدﯾث اﻟﻣﻛﺗﺑـ ـ ــﺎت ﺑﻔﺿـ ـ ــل ﺑرﻧـ ـ ــﺎﻣﺞ )اﺳـ ـ ــﺗﺟﺎب( وﻫـ ـ ــو‬
‫‪1‬‬
‫ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻛوﻣﺑﯾوﺗر وﺿﻊ ﺑﻬدف ﺗﻘدﯾم أداة ذات ﻣﻘﺎﯾﯾس ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﺗﺑﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣ ــﺎ ﺗﻘ ــدم اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺔ ﺧ ــدﻣﺎت اﻟﺗﺳ ــﺟﯾل ﻋ ــن ﺑﻌ ــد ﻟﺻ ــﺎﻟﺢ اﻟطﻠﺑ ــﺔ اﻟﺟ ــدد اﻟﻧ ــﺎﺟﺣﯾن ﻓ ــﻲ ﺷ ــﻬﺎدة‬
‫اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬واﻟـ ـ ـ ــذي ﺗﻣﻛـ ـ ـ ــﻧﻬم ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺗﺳـ ـ ـ ــﺟﯾل اﻷوﻟ ـ ـ ــﻲ ﻋﺑـ ـ ـ ــر اﻟﺷـ ـ ـ ــﺑﻛﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ــد اﻹطـ ـ ـ ــﻼع ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻧﺗـ ــﺎﺋﺟﻬم‪ ،‬وﻓـ ــﻲ اﻟﻣرﺣﻠـ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ ﯾﻣﻛـ ــﻧﻬم اﻹطـ ــﻼع ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺗوﺟﯾـ ــﻪ وﺗﺄﻛﯾـ ــد‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟطﻌون‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ -‬ﻗطﺎع اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻓ ـ ــﻲ إط ـ ــﺎر إﺻ ـ ــﻼح اﻟﻣﻧظوﻣ ـ ــﺔ اﻟﺗرﺑوﯾ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــم اﻟﺷ ـ ــروع ﻓ ـ ــﻲ إدﺧ ـ ــﺎل اﻟﻌدﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻹﺻ ـ ــﻼﺣﺎت‬
‫ﻟﺗﺗﻣﺎﺷ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﻊ ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻬﺎدﻓ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ ﺑﻧ ـ ــﺎء ﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﺣﯾ ـ ــث ﺗ ـ ــم ﺗزوﯾ ـ ــد‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺗرﺑوﯾـ ـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـ ــﺄﺟﻬزة اﻹﻋـ ـ ـ ــﻼم اﻵﻟـ ـ ـ ــﻲ ورﺑطﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺷـ ـ ـ ــﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧـ ـ ـ ــت وﺗﺧﺻـ ـ ـ ــﯾص ﺣﺻـ ـ ـ ــص‬
‫ﻟﻺﻋﻼم اﻵﻟﻲ ﻟﻠطور اﻟﻣﺗوﺳط واﻟﺛﺎﻧوي‪.‬‬

‫وﻗـ ـ ـ ــد ﺗـ ـ ـ ــم رﺑـ ـ ـ ــط أﻛﺛـ ـ ـ ــر ﻣـ ـ ـ ــن ‪ 9000‬ﻣؤﺳﺳـ ـ ـ ــﺔ ﺗرﺑوﯾـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺷـ ـ ـ ــﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧـ ـ ـ ــت أي ‪ %23‬ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﻣـ ـ ـ ــدارس‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ و ‪ %55‬ﻣن اﻟﻣﺗوﺳطﺎت و ‪ %84‬ﻣن اﻟﺛﺎﻧوﯾﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻔﺎد ‪ 376‬ﻣﻌﻠم ﻣن ﺗﻛوﯾن ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻬﺎدة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺣﺎﺳوب‪.‬‬

‫‪ -‬وﻟﻘد ﺷرﻋت اﻟو ازرة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺑﻌض اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﺷﻬﺎدة اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾﺎ ﻋﺑر ﻣوﻗﻊ و ازرة اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻹطـ ــﻼع ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾـ ــﺎ واﻟﻣﺗوﺳـ ــط واﻟطـ ــور اﻻﺑﺗـ ــداﺋﻲ ﻋﺑـ ــر ﺷـ ــﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧـ ــت ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل‬
‫ﺷ ــﺑﻛﺔ اﻟﻣ ــوﺑﻠﯾس‪ .‬ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﺗ ــﯾﺢ اﻟـ ــدﯾوان اﻟ ــوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﻌﻠـ ــﯾم ﻋ ــن ﺑﻌـ ــد ﺑﻌ ــض اﻟﺧـ ــدﻣﺎت ﻛﺎﻟﺗﺳ ــﺟﯾل ﺑـ ــﺎﻟﻣرﻛز‬
‫وﺳﺣب اﻻﺳﺗﻣﺎرة وﺗﻘدﯾم اﻻﺳﺗﻔﺳﺎرات‪.‬‬

‫وﻟﻘـ ـ ــد أﻛـ ـ ــدت د ارﺳـ ـ ــﺔ ﻣﺳـ ـ ــﺣﯾﺔ ﻣـ ـ ــن اﻟﯾوﻧﺳـ ـ ــﻛو ﺑﻌـ ـ ــد ﻣراﺟﻌـ ـ ــﺔ أﻛﺛـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن ‪ 90‬د ارﺳـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن ﺑﻠـ ـ ــدان‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔ ـ ــﺔ ﺣ ـ ــول دور اﻻﻧﺗرﻧ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻠ ـ ــﯾم أن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــؤﺛر ﺷ ـ ــﻛل إﯾﺟ ـ ــﺎﺑﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ داﻓﻌﯾ ـ ــﺔ‬

‫‪ 1‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬


‫‪ 2‬ﻏﻧﺎم ﻋواطف‪ ،‬طرش ﺣﻧﺎن‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪61‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟطﻠﺑـ ـ ــﺔ ﻧﺣـ ـ ــو اﻟﺗﻌﻠـ ـ ــﯾم‪ ،‬وﺗزﯾـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن ﺗﻌﻠﻣﻬـ ـ ــم اﻟـ ـ ــذاﺗﻲ وﺗﺣﺳـ ـ ــن ﻣﻬـ ـ ــﺎرات اﻻﺗﺻـ ـ ــﺎل وﻣﻬـ ـ ــﺎرات اﻟﻛﺗﺎﺑـ ـ ــﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻟدﯾﻬم‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ -‬اﻟﺗﻌﻠم اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪:‬‬

‫أطﻠﻘـ ــت ﻣؤﺳﺳ ـ ــﺔ "إﯾﺑ ـ ــﺎد" ﻣ ـ ــﺎ ﯾﺳ ـ ــﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣدرﺳـ ــﺔ اﻟرﻗﻣﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻ ـ ــﺔ ﻟﺗﻼﻣﯾ ـ ــذ اﻟﻣﺗوﺳ ـ ــط واﻟﺛ ـ ــﺎﻧوي‬
‫وﻫـ ــذا ﻋﺑـ ــر ﺑرﻧـ ــﺎﻣﺞ ﺧـ ــﺎص ﻋﻠـ ــﻰ ﺷـ ــﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧـ ــت وأطﻠـ ــت ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣدرﺳـ ــﺔ اﺳـ ــم "ﺗرﺑﯾﺗـ ــك" وﻫـ ــو‬
‫ﻓﺿـ ـ ــﺎء ﺑﯾـ ـ ــداﻏوﺟﻲ اﻓﺗ ارﺿـ ـ ــﻲ وﺳـ ـ ــﺎﺣﺔ ﻟﻠـ ـ ــﺗﻌﻠم ﻋـ ـ ــن ﺑﻌـ ـ ــد‪ .‬وﻫـ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﺳـ ـ ــﻣﺢ ﻟﻠﺗﻼﻣﯾـ ـ ــذ ﻣـ ـ ــن ﺗطـ ـ ــوﯾر‬
‫ﻗ ـ ــدراﺗﻬم‪ 2،‬و ﺷ ـ ــﻬدت اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﻧﻘﻠ ـ ــﺔ ﻣﻠﻣوﺳ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻔﻌﯾ ـ ــل دور اﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـﺎﻋدﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز اﻟﻧظﺎم اﻟﻘدﯾم إﻟﻰ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬وﺑﺎﻟﻔﻌل ﺣﻘﻘت رﻓﻌﺎ ﻓﻲ ﻛﻔﺎءة اﻹدارة‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﻌﺎﺻرة ذات ﺟودة ﻧوﻋﯾﺔ وﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬واﺗﺧ ـ ــذت ﻟ ـ ــذﻟك ﺟﻣﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻹﺟـ ـ ـراءات ﺗﺗﻣﺛ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ إﻟﻐ ـ ــﺎء ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺻ ـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧﺳ ـ ــﺦ اﻟوﺛ ـ ــﺎﺋق‬
‫وﺗﻘﻠـ ــﯾص ﻣـ ــدة ﻣـ ــﻧﺢ اﻟﺟﻧﺳـ ــﯾﺔ أو ﺻـ ــﺣﯾﻔﺔ اﻟﺳ ـ ـواﺑق اﻟﻌدﻟﯾـ ــﺔ ورﻗﻣﻧـ ــﺔ ﺳـ ــﺟﻼت اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻣدﻧﯾـ ــﺔ ٕواﻧﺷـ ــﺎء‬
‫اﻟﺳ ـ ـ ــﺟل اﻟ ـ ـ ــوطﻧﻲ اﻻﻟﻛﺗروﻧ ـ ـ ــﻲ ﻟﻠﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣدﻧﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــذي ﺑ ـ ـ ــدأ اﻟﻌﻣ ـ ـ ــل ﺑ ـ ـ ــﻪ ﻣﻧ ـ ـ ــذ ﺷ ـ ـ ــﻬر ﻓﯾﻔ ـ ـ ــري ‪2014‬‬
‫ﺑﺎﺳـ ــﺗﺧراج ﻛـ ــل اﻟوﺛـ ــﺎﺋق )اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻣدﻧﯾـ ــﺔ( ﻻﺳـ ــﯾﻣﺎ ﺷـ ــﻬﺎدة اﻟﻣـ ــﯾﻼد رﻗـ ــم ‪ 12‬ﻣـ ــن ﻛﺎﻓـ ــﺔ ﺑﻠـ ــدﯾﺎت اﻟـ ــوطن‬
‫واﻟﻣﻠﺣﻘﺎت اﻟﻣوﺻوﻟﺔ ﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــم ﺗﺧﻔ ـ ــﯾض ﻋ ـ ــدد اﻟوﺛ ـ ــﺎﺋق اﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ‪ 29‬إﻟ ـ ــﻰ ‪ 14‬وﺛﯾﻘ ـ ــﺔ وﺗﻘﻠ ـ ــﯾص أﺟ ـ ــﺎل اﺳ ـ ــﺗﺧراﺟﻬﺎ‬
‫ﻻﺳ ـ ـ ــﯾﻣﺎ ﺟـ ـ ـ ـواز اﻟﺳ ـ ـ ــﻔر وﺑطﺎﻗ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌرﯾ ـ ـ ــف اﻟوطﻧﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟوﺛﯾﻘ ـ ـ ــﺎن اﻟﻠﺗ ـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ــددت ﺻ ـ ـ ــﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ﻟﻣ ـ ـ ــدة ‪10‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻫﻧﺎك ﻣزاﯾﺎ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺷﺑﺎﺑﯾك اﻟﺧدﻣﺔ وﺗﻘﻠﯾص آﺟﺎل اﻻﻧﺗظﺎر‪.‬‬


‫‪ -‬ﺗﺳﻬﯾل ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻷﻓراد‪ٕ ،‬واﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻹﺟراءات ﻧﺣو ﺗﺑﺳﯾط واﻟﺗﺳﻬﯾل‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺗراﻛم اﻟورﻗﻲ ﻹﺣﻼل اﻟوﺛﺎﺋق اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑدﯾﻼ ﻋن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟورﻗﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳ ـ ـ ــﺗﺧدام اﻹﻣﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺎت اﻟﻬﺎﺋﻠ ـ ـ ــﺔ ﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ـ ــﺎ اﻹﻋ ـ ـ ــﻼم واﻻﺗﺻ ـ ـ ــﺎل ﻓ ـ ـ ــﻲ زﯾ ـ ـ ــﺎدة ﻗ ـ ـ ــدرة اﻟﺣﻛوﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﺳﯾر‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻘﻠﯾ ـ ــل ﻣ ـ ــن اﻟﺗـ ـ ـزاﺣم وﻋ ـ ــدد ﻣـ ـ ـرات اﻟﺗ ـ ــردد ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺟﻬـ ـ ـزة اﻟﺣﻛوﻣﯾ ـ ــﺔ وﺗﺣﻘﯾ ـ ــق ﻣﺑ ـ ــدأ اﻟﻌداﻟ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪.79‬‬


‫‪ 2‬ﻏﻧﺎم ﻋواطف‪ ،‬طرش ﺣﻧﺎن‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ 3‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ 4‬ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرة ﺣول اﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2012 ،‬‬
‫‪62‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻗﺻد ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻷﺧرى‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺷـ ـ ــﺟﯾﻊ ﻧﺷـ ـ ــر اﻟﺗﻌﺎﻣـ ـ ــل ﻣـ ـ ــﻊ اﻟﺣﺎﺳـ ـ ــب اﻵﻟـ ـ ــﻲ وﺳـ ـ ــط اﻟﻣﺟﺗﻣـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻣﺣـ ـ ــو اﻷﻣﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ٕواﯾﺟﺎد ﺑﯾﺋﺔ أﻋﻣﺎل أﻓﺿل وﺗﻧﺎﻓس ﺗﺟﺎري ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﻗﻣﻲ‪.‬‬

‫ﻣﺛـ ــﺎل ﻋـ ــن ﺗﺗﺑـ ــﻊ اﻟﻣﺳـ ــﺎر اﻟﻣﻬﻧـ ــﻲ‪ .‬ﻛـ ــذﻟك ﻣﻛﻧﺗﻧـ ــﺎ اﻟﯾـ ــوم ﻣـ ــن إﻋـ ــداد ﻗ ـ ـواﺋم اﻷﺟـ ــور واﻟﻣﻛﺎﻓـ ــﺄة وﺣﺳـ ــﺎﺑﻬﺎ‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻲ ظرف ﻟﺣظﺎت ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺗطﻠب ذﻟك وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫إن اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ ﻻﺗـ ـ ـزال ﺗﻌ ـ ــﺎﻧﻲ ﻣ ـ ــن اﻟﻌدﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﻣظ ـ ــﺎﻫر اﻟﻘﺻ ـ ــور واﻟﺗﺳ ـ ــﯾب اﻹداري ‪ ،‬رﻏ ـ ــم ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﺑذﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺟﻬ ـ ــد ﻟﺗط ـ ــوﯾر إدارﺗﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﺗﻠ ـ ــك اﻟﺗ ـ ــداﺑﯾر واﻹﺟـ ـ ـراءات اﻟﺗ ـ ــﻲ اﻋﺗﻣ ـ ــدﺗﻬﺎ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﻠﺧ ـ ــص أن اﻹﺻ ـ ــﻼح اﻹداري ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﯾواﺟ ـ ــﻪ ﺻ ـ ــﻌوﺑﺎت ﻋدﯾ ـ ــدة ﺗﻌرﻗ ـ ــل ﻣﺳ ـ ــﺎر ﻧﺟﺎﺣ ـ ــﻪ ﻧ ـ ــوﺟز‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫ﻋواﺋـ ــق اﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔـ ــﺔ ‪ :‬أﯾـ ــن ﯾﻛـ ــون ﻫﻧـ ــﺎك ﺿـ ــﻐط ﻣﺗ ازﯾـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣـ ــوظﻔﯾن اﻟﻌـ ــﺎﻣﻠﯾن ﻓـ ــﻲ اﻷﺟﻬ ـ ـزة‬
‫اﻹدارﯾـ ـ ــﺔ ﻧظ ـ ـ ـ ار ﻟﻠﺗﺿـ ـ ــﺧم ﻓـ ـ ــﻲ اﻷﺳـ ـ ــﻌﺎر ‪ ،‬واﻧﺧﻔـ ـ ــﺎض ﻗﯾﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻧﻘـ ـ ــد ‪ ،‬وﺗ ازﯾـ ـ ــد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻷﺳ ـ ـ ـواق‬
‫اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ظﻬـ ــور اﻟﺗﻛـ ــﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾ ـ ــﺔ وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ أدى إﻟـ ــﻰ ﺿـ ــرورة ﺗرﺷـ ــﯾد اﻷﻧﻔ ـ ــﺎق‬
‫اﻟﺣﻛ ـ ــوﻣﻲ ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق ﺗﺣﺳ ـ ــﯾن آﻟﯾ ـ ــﺎت اﻟﻌﻣ ـ ــل وزﯾ ـ ــﺎدة ﻛﻔ ـ ــﺎءة اﻟﻣ ـ ــوظﻔﯾن واﻟﺣ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﺗﺿ ـ ــﺧم‬
‫اﻷﺟﻬزة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ أن اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ﺗﻌـ ـ ــرف ﻋﺟ ـ ـ ـ از ﻓـ ـ ــﻲ ﺗﺣﻘﯾـ ـ ــق أﻫـ ـ ــداﻓﻬﺎ ‪ ،‬أﯾـ ـ ــن ﯾﺳـ ـ ــود ﺷـ ـ ــﻌور ﻋـ ـ ــﺎم ﺑﻌـ ـ ــدم‬
‫اﻟرﺿ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــن ﻋﻣ ـ ــل اﻹدارات اﻟﺣﻛوﻣﯾ ـ ــﺔ واﻷﺧط ـ ــﺎء اﻟﻣﺗﻛ ـ ــررة وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻠﻌ ـ ــب أﺛـ ـ ـ ار ﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺎ ﺑ ـ ــﺎﻷﺧص‬
‫ﺣﯾن ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻋﺟزﻫﺎ ﻓﻲ إدارة ﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ واﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ ‪.‬‬

‫أﯾ ــن ﯾﻛـ ــون ﻫﻧـ ــﺎك ﺿـ ــﻐط ﻣﺗ ازﯾ ــد ﻋﻠ ـ ـﻰ اﻟﻣـ ــوظﻔﯾن اﻟﻌـ ــﺎﻣﻠﯾن ﻓـ ــﻲ اﻷﺟﻬـ ـزة اﻹدارﯾـ ــﺔ ﻧظ ـ ـ ار ﻟﻠﺗﺿـ ــﺧم ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻷﺳـ ــﻌﺎر ‪ ،‬واﻧﺧﻔـ ــﺎض ﻗﯾﻣـ ــﺔ اﻟﻧﻘـ ــد ‪ ،‬وﺗ ازﯾـ ــد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻷﺳ ـ ـواق اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ظﻬـ ــور اﻟﺗﻛـ ــﺗﻼت‬
‫اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ أدى إﻟ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــرورة ﺗرﺷ ـ ــﯾد اﻷﻧﻔ ـ ــﺎق اﻟﺣﻛ ـ ــوﻣﻲ ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق‬
‫ﺗﺣﺳـ ــﯾن آﻟﯾـ ــﺎت اﻟﻌﻣـ ــل وزﯾـ ــﺎدة ﻛﻔـ ــﺎءة اﻟﻣـ ــوظﻔﯾن واﻟﺣـ ــد ﻣـ ــن ﺗﺿـ ــﺧم اﻷﺟﻬ ـ ـزة اﻟﺣﻛوﻣﯾـ ــﺔ واﻟﺳـ ــﻌﻲ إﻟـ ــﻰ‬
‫اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ أن اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ــﺔ ﺗﻌـ ـ ــرف ﻋﺟ ـ ـ ـ از ﻓـ ـ ــﻲ ﺗﺣﻘﯾـ ـ ــق أﻫـ ـ ــداﻓﻬﺎ ‪ ،‬أﯾـ ـ ــن ﯾﺳـ ـ ــود ﺷـ ـ ــﻌور ﻋـ ـ ــﺎم ﺑﻌـ ـ ــدم‬
‫اﻟرﺿ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــن ﻋﻣ ـ ــل اﻹدارات اﻟﺣﻛوﻣﯾ ـ ــﺔ واﻷﺧط ـ ــﺎء اﻟﻣﺗﻛ ـ ــررة وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻠﻌ ـ ــب أﺛـ ـ ـ ار ﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺎ ﺑ ـ ــﺎﻷﺧص‬
‫ﺣﯾن ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻋﺟزﻫﺎ ﻓﻲ إدارة ﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ واﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﮭﯾﺑل وﺳﺎم‪ ،‬ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻻﺗﺻﺎﻻت ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل وظﯾﻔﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2012 ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ 2‬ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم اﻟﻘرﯾوﺗﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪63‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫‪ -‬وﻫﻧـ ــﺎك أﺳـ ــﺑﺎب وﻋواﺋـ ــق دﯾﻣﻐراﻓﯾـ ــﺔ أﯾـ ــن ﻟﻘﯾـ ــت اﻟزﯾـ ــﺎدة اﻟﻬﺎﺋﻠـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــدد اﻟﺳـ ــﻛﺎن دو ار ﺳـ ــﻠﺑﯾﺎ ﻷﻧﻬـ ــﺎ‬
‫ﻟم ﺗوازي ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر اﻟﺗطور ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬‬

‫‪ -‬وﻛ ـ ــذﻟك اﻹدارة ﺗﻌﺗﻣ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ ﻧﺷ ـ ــﺎطﻬﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺗﺧدام اﻟوﺳ ـ ــﺎﺋل اﻟﻌﻠﻣﯾ ـ ــﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ــﺔ وﻣ ـ ــﻊ اﻟﺗط ـ ــور‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻬﺎﺋل ﻟم ﺗﻌد اﻟدوﻟﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟطﻠب اﻟﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬دون إﻫﻣ ـ ـ ــﺎل أن أﺧط ـ ـ ــر ﻋ ـ ـ ــﺎﺋق ﯾواﺟ ـ ـ ــﻪ اﻹﺻ ـ ـ ــﻼح ﻫ ـ ـ ــو اﻟﻣﺷ ـ ـ ــﻛل اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ـ ــﻲ أﯾ ـ ـ ــن ﯾﻌ ـ ـ ــرف اﻟﻧظ ـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﻲ ﻋـ ــدم اﺳـ ــﺗﻘرار ‪ ،‬وﻋـ ــدم وﺟـ ــود ﻛﻔـ ــﺎءات ﻓـ ــﻲ ﻧظـ ــﺎم اﻻﺗﺻـ ــﺎﻻت ﺑـ ــﯾن اﻟﻘﯾـ ــﺎدة اﻟﻌﻠﯾـ ــﺎ ﻟـ ــﻼدراة‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﻬدت ﺑﺎﻟﻔﻌ ـ ــل اﻟ ـ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ـ ــﺔ ﻣﺷ ـ ــﻛﻠﺔ ﺧطﯾـ ـ ـرة ﺗﺗﻌﻠ ـ ــق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧ ـ ــب اﻟﻧﻔﺳ ـ ــﻲ أي ﯾﻐﯾ ـ ــب اﻟﺗﺄﻛﯾ ـ ــد‬
‫اﻟﻔﻌﻠ ـ ــﻲ ﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ط ـ ــرف اﻟﻔ ـ ــﺎﻋﻠﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﯾ ـ ــﯾن ﻓ ـ ــﻲ أداءﻩ ﻓﻣ ـ ــﺛﻼ ﯾـ ـ ـرﻓض ﺑﻌ ـ ــض اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾن ﺗﺻ ـ ــﺣﯾﺢ‬
‫‪2‬‬
‫أﺳﻠوب ﺗﻧﻔﯾذﻫم ﻟﻠﻌﻣل رﻏم إدراﻛﻬم ﻋدم ﺟدواﻩ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻫﻧ ـ ــﺎك ﻋ ـ ــﺎﺋق اﺟﺗﻣ ـ ــﺎﻋﻲ أﯾ ـ ــن ﺗﻔﺗﻘ ـ ــر اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﻛﻐﯾرﻫ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن اﻟ ـ ــدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــود ﺧﺑـ ـ ـراء ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻻﺻـ ــﻼح اﻹداري أﯾـ ــن ﯾﺟـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺧﺑﯾـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻣﺟ ـ ــﺎل أن ﯾﻛـ ــون راﻋﯾـ ــﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑـ ــﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـ ــري ﻛوﻧـ ـ ــﻪ ﺟـ ـ ــزءا ﻣﻧـ ـ ــﻪ وﻟـ ـ ــﯾس ﻏرﯾﺑـ ـ ــﺎ ﻋﻧـ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻣﻛﻧـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــن ﺗﻔﻬـ ـ ــم اﻟﻣﺷـ ـ ــﻛﻼت ٕواﯾﺟـ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﺣﻠـ ـ ــول ﻟﻬـ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺟـ ـ ــدﻩ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﺑﯾل اﻟﻣﺛـ ـ ــﺎل ﻓـ ـ ــﻲ ﻗطـ ـ ــﺎع اﻟﺗرﺑﯾـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــذي ﺷـ ـ ــﻬد اﻟﻌدﯾـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن‬
‫‪3‬‬
‫اﻻﺿراﺑﺎت ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺻﻼﺣﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘطﺎع ‪.‬‬

‫‪ -‬وﻛـ ـ ــذﻟك اﻟﺷ ـ ـ ــروع ﻓـ ـ ــﻲ إﺻ ـ ـ ــدار اﻟﻠ ـ ـ ـواﺋﺢ واﻟﻘـ ـ ـ ـواﻧﯾن واﻟﺧطـ ـ ــط واﻟﻣﺷ ـ ـ ــﺎرﯾﻊ ﺑﺳـ ـ ــرﻋﺔ ﯾﻌﺟ ـ ـ ــز ﻓﯾﻬ ـ ـ ــﺎ أي‬
‫ﺟﻬ ـ ــﺎز ﻟﻺﺻ ـ ــﻼح اﻹداري ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﯾﺳ ـ ــﺎﯾرﻫﺎ ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﯾ ـ ــؤدي إﻟ ـ ــﻰ ﺣ ـ ــدوث ﻓﺟ ـ ــوة ﻛﺑﯾـ ـ ـرة ‪ ،‬وﺗـ ـ ـراﻛم‬
‫ﻫﺎﺋل ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬دون ﻧﺳ ـ ـ ــﯾﺎن ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠوﺳ ـ ـ ــﺎﺋل ﻣ ـ ـ ــن أﻫﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ دﻓ ـ ـ ــﻊ ﻋﺟﻠ ـ ـ ــﺔ اﻹﺻ ـ ـ ــﻼح ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﯾﻔﺗﻘ ـ ـ ــر إﻟﯾ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــون أﯾـ ــن ﯾؤﻛـ ــد اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾن ﻋـ ــدم ﻛﻔﺎﯾﺗﻬـ ــﺎ ﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻹﺻـ ــﻼح ﻣـ ــﻊ اﺗﺧـ ــﺎذ اﻹﺟ ـ ـراءات ﻓـ ــﻲ ﺗ ـ ـوﻓﯾر‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ﺑﺎﻷﺧص اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ أن ﻫﻧـ ـ ــﺎك ﻣﻘﺎوﻣـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻌدﯾـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن اﻟﻘطﺎﻋـ ـ ــﺎت أﯾـ ـ ــن ﻧﺟـ ـ ــد ردود ﻓﻌـ ـ ــل ﻣﻌﺎرﺿـ ـ ــﺔ ﻟﻺﺻـ ـ ــﻼح‬
‫وﻫذا ﻋن طرﯾق اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎف اﻹﺻﻼح وﺗﻌطﯾﻠﻪ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻧﺎﻫﯾ ــك أﯾﺿ ــﺎ ﻋ ــن وﺟ ــود ﺗﻠ ــك اﻟﻣﻣﺎرﺳ ــﺎت اﻟﻐﯾ ــر ﻗﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ واﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣ ــدﺛﻧﺎ ﻋﻧﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻔﺻ ــل اﻟﺛﺎﻟ ــث‬
‫واﻟﻣﺗﻌﻠﻘـ ـ ـ ــﺔ ﺑواﻗـ ـ ـ ــﻊ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــن اﻧﺗﺷـ ـ ـ ــﺎر ﻟﻠرﺷـ ـ ـ ــوة واﻟﻣﺣﺳـ ـ ـ ــوﺑﯾﺔ وﻏﯾرﻫـ ـ ـ ــﺎ رﻏـ ـ ـ ــم اﻹﺟ ـ ـ ـ ـراءات‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم اﻟﻘرﯾوﺗﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬


‫‪ 2‬ﻧوري ﻣﻧﯾر‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري وأھﻣﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﯾب واﻟﻔﺳﺎد اﻹداري ﻣداﺧﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﺳﯾﺑﺔ ﺑن ﺑوﻋﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬
‫‪ 3‬ﻧوري ﻣﻧﯾر‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬ص‪.01‬‬
‫‪64‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫اﻟﺻ ـ ــﺎرﻣﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺣ ـ ــدﺛﺗﻬﺎ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ واﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻌﻣ ـ ــل ﺑﻬ ـ ــﺎ ﻓﻌ ـ ــﻼ ﻓ ـ ــﻲ أرض اﻟواﻗ ـ ــﻊ إذن ﻫ ـ ــذﻩ ﻫ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﻘف ﺣﺟرة ﻋﺛرة أﻣﺎ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻛﻠﻲ ‪ ،‬ﻧﺣوى ﻣﺳﺗﻘﺑل إداري ﻓﻌﺎل ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ إدارة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد رﻗم ‪ 08‬اﻟﻌدد ‪ 01‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 1998‬ص ‪. 5‬‬

‫‪65‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬واﻗﻊ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﺄﺛﯿﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪:‬‬

‫إن اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــد ادرﻛ ـ ــت ﺣﻘ ـ ــﺎ دور اﻹﺻ ـ ــﻼح اﻹداري ﻷﺟﻬزﺗﻬ ـ ــﺎ اﻹدارﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وان ﻫ ـ ــذا اﻟﻌﻣ ـ ــل‬
‫ﺳـ ــﯾﻛون ﻟـ ــﻪ ﻋظـ ــﯾم اﻻﺛـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻛـ ــل ﻣﻧـ ــﺎﺣﻲ اﻟﺣﯾـ ــﺎة ﺗﺣدﯾـ ــدا اﻟﺧدﻣـ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﻟﻬـ ــذا ﻻﺑـ ــد ﻣـ ــن اﺗﺑـ ــﺎع‬
‫ﻧﻬ ـ ــﺞ ﻋﻠﻣ ـ ــﻲ ﻗ ـ ــﺎﺋم ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺗراﺗﺟﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﯾﻘ ـ ــوم ﻋﻠ ـ ــﻰ رؤﯾ ـ ــﺔ واﺿ ـ ــﺣﺔ ﻟﺗﺳ ـ ــﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ ﺗﺟﺳ ـ ــﯾد‬
‫اﻹﺻ ـ ــﻼح اﻹداري ‪ ،‬واﻟﺳ ـ ــﻌﻲ إﻟ ـ ــﻰ ﺗﻔﻬ ـ ــم ﻣؤﺷـ ـ ـرات اﻟﺧﻠ ـ ــل وﻣﺣﺎرﺑ ـ ــﺔ اﻟﻔﺳ ـ ــﺎد اﻹداري ﺷ ـ ــرط اﻟﺗﻧﺳ ـ ــﯾق‬
‫ﻣـ ــﻊ ذوي اﻻﺧﺗﺻـ ــﺎص ﻓـ ــﻲ اﻟﺷـ ــؤون اﻹدارﯾـ ــﺔ وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾﺗطﻠـ ــب وﻋﯾـ ــﺎ وﺣﻧﻛـ ــﺔ ﻻﺑـ ــد ﻣﻧﻬـ ــﺎ ‪ .‬ﻟﻬـ ــذا ﺗـ ــم‬
‫ﺗﺟﺳ ـ ــﯾد اﻹﺻ ـ ــﻼح اﻹداري ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر أﯾ ـ ــن أﻛ ـ ــد اﻟﺧﺑـ ـ ـراء اﻹدارﯾ ـ ــﯾن أن اﻟﺟ ازﺋ ـ ــر ﻗطﻌ ـ ــت ﺷ ـ ــوطﺎ ﻻ‬
‫ﺑـ ــﺄس ﺑـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻣﺟـ ــﺎل ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــرﻏم ﻣﻣـ ــﺎ ﯾواﺟـ ــﻪ اﻹﺻـ ــﻼح اﻹداري ﻣـ ــن ﻣﻌوﻗـ ــﺎت إﻟـ ــﻰ أن ﻫـ ــذا‬
‫ﯾؤﻛ ـ ـ ــد أن اﻹﺻ ـ ـ ــﻼح اﻹداري ﯾﺣﺗ ـ ـ ــﺎج إﻟ ـ ـ ــﻰ ﺑ ـ ـ ــذل ﺟﻬ ـ ـ ــد ووﻗ ـ ـ ــت أﻛﺑ ـ ـ ــر ﻟﺗﺣﻘﯾ ـ ـ ــق ﻏﺎﯾﺎﺗ ـ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﺎﻷﺧص‬
‫ﻣﻛﺎﻓﺣ ـ ــﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺣ ـ ــدﯾث اﻟﻣ ارﻓ ـ ــق اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ إﻋط ـ ــﺎء ﻓﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ أﻛﺑ ـ ــر ﻟﻠﻧﺷ ـ ــﺎط اﻹداري ‪،‬‬
‫وﻣﻧﻪ ﺗﺣﺳﯾن ﻋﺎم ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﺟـ ــﺎء اﻹﺻـ ــﻼح اﻹداري ﻛﺿـ ــرورة وﺣﺗﻣﯾ ـ ــﺔ ﻟـ ــﻪ ﻣﺑر ارﺗـ ــﻪ ودواﻋﯾـ ــﻪ أﯾ ـ ــن اﺗﺳ ـ ـم اﻟﺟﻬـ ــﺎز اﻹداري ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـ ـ ــر ﺑط ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟﺎﻣـ ـ ـ ـدة ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﻣرﻛزﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـ ــدﯾدة إﺿ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إل اﻟﻔـ ـ ـ ـراغ اﻻﺟﺗﻣ ـ ـ ــﺎﻋﻲ‬
‫وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﺗﺢ اﻟﻣﺟـ ــﺎل ﻻﺳـ ــﺗﻔﺣﺎل ﻣظـ ــﺎﻫر ﺳـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻣﺛـ ــل اﻟرﺷـ ــوة واﻻﺧـ ــﺗﻼس واﺳـ ــﺗﻐﻼل اﻟﻣﻧﺎﺻـ ــب‬
‫ﻷﻏـ ـ ـراض ﺷﺧﺻ ـ ــﯾﺔ ‪ ،‬ﻛ ـ ــل ﻫ ـ ــذا دﻓ ـ ــﻊ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــرورة اﻋﺗﻣ ـ ــﺎد ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ ﻟﻺﺻ ـ ــﻼح ﻛﺄﺳ ـ ــﻠوب‬
‫ﻋﻼﺟ ــﻲ ووﻗـ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺳـ ــﺗﻘﺑل ﻓ ــﻲ ذات اﻟوﻗـ ــت وﻟـ ــذا ﺟ ــﺎء اﻹﺻـ ــﻼح ﻓوﻗﯾـ ــﺎ وﻟ ــﯾس ﻧـ ــﺎﺑﻊ ﻣـ ــن اﻷﺟﻬ ـ ـزة‬
‫اﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﻧﻔﺳ ـ ــﻬﺎ وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﯾﺑـ ـ ــدوا ﻣ ـ ــن ﻣﺧﺗﻠ ـ ــف اﻵﻟﯾ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﺧرت ﻟﺗﻔﻌﯾ ـ ــل وﺗﺻ ـ ــﻣﯾم ﺧطـ ـ ــط‬
‫اﻹﺻـ ــﻼح وﻛـ ــذا ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﺗﻠـ ــك اﻟﻘ ـ ـواﻧﯾن اﻟﻣﺳـ ــﺗﺧدﻣﺔ ﻟﺳـ ــد ﺗﻠـ ــك اﻟﺛﻐ ـ ـرات وﻟﻌﻠـ ــﻰ ﺣﻘﯾﻘـ ــﺔ ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ‬
‫ﺳـ ـ ــﯾﺟﻌل اﻹﺻـ ـ ــﻼح ﯾﻌـ ـ ــرف ﻋﻘﺑـ ـ ــﺎت ﻷن اﻟﺟﻬـ ـ ــﺎز اﻹداري ﻫـ ـ ــو اﻷدرى ﻋواطـ ـ ــف اﻟﻌﺟـ ـ ــز واﻟﺧﻠـ ـ ــل‬
‫ﻓﻛﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻘـ ـ ــﺎل ‪ :‬أﻫـ ـ ــل ﻣﻛـ ـ ــﺔ أدرى ﺑﺷﻌﺎﺑﻬﺎ‪،‬ﻓﻣﺷـ ـ ــﺎرﻛﺔ ﺟﻣﯾـ ـ ــﻊ اﻷط ـ ـ ـراف ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾـ ـ ــﺔ اﻹﺻـ ـ ــﻼح ﻣـ ـ ــن‬
‫ﺣﯾ ـ ــث وﺿ ـ ــﻊ ٕواﺑـ ـ ـراز وﺻ ـ ــﯾﺎﻏﺔ ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اﻹﺻ ـ ــﻼح وﻛ ـ ــذا اﻟﻣﺳ ـ ــﺎﻫﻣﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺗطﺑﯾﻘ ـ ــﻪ‪ .‬ﻛﻣ ـ ــﺎ أن اﻵﻟﯾ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ــﺔ ﻏﯾـ ــر ﻛﺎﻓﯾـ ــﺔ ﻷن اﻟواﻗـ ــﻊ اﻟﻣﻼﺣـ ــظ ﯾﺛﺑـ ــت أن اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ ﻻ ﺗﻌـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ــن ﻧﻘـ ــص ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﺗﺷـ ـ ـرﯾﻌﺎت واﻟﻘـ ـ ـواﻧﯾن ﺑﻘ ـ ــدر ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻛﻣ ـ ــن ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــذﻫﻧﯾﺎت اﻟﺗ ـ ــﻲ اﻋﺗ ـ ــﺎدت إﺧﺗـ ـ ـراق اﻟﻘـ ـ ـواﻧﯾن واﻟﺗﻼﻋـ ـ ـب‬
‫ﺑﻬـ ــﺎ ﻟﻬـ ــذا ﻧﻘـ ــول أوﻻ وأﺧﯾ ـ ـ ار إن اﻟﺟ ازﺋـ ــر اﻟﯾـ ــوم ﺑﺣﺎﺟـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ إﺻـ ــﻼح اﻟـ ــدﻫﻧﯾﺎت أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن ﺣﺎﺟﺗﻬـ ــﺎ‬
‫إﻟ ـ ــﻰ إﺻ ـ ــﻼح اﻟﻘـ ـ ـواﻧﯾن ﻟﻬ ـ ــذا ﻻ ﺑ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻟﺗوﻋﯾ ـ ــﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾ ـ ــﺔ وﻏرﺳ ـ ــﻬﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻔ ـ ــرد ﻟ ـ ــﺗﻌم اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ‬
‫ﺑﺎﻟوﻓـ ـ ـ ــﺎء واﻹﺧـ ـ ـ ــﻼص ﻟﻠـ ـ ـ ــوطن واﻟﺗﻔـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺧدﻣـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺻـ ـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ـ ــﺔ " ﻛﻠﻛـ ـ ـ ــم راع وﻛـ ـ ـ ــل راع‬
‫ﻣﺳـ ــؤول ﻋـ ــن رﻋﯾﺗـ ــﻪ " وﻟﻠﻘﯾـ ــﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ اﻹﺻـ ــﻼح اﻹداري ﺑﺣﯾـ ــث ﺗ ـ ـواﻓر ﻣﺟﻣوﻋـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻟﻣﺗطﻠﺑـ ــﺎت‬
‫اﻟﻬﺎﻣﺔ أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗواﻓر اﻟدﻋم ﻣن اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻠﯾﺎ وﺗﺣت إﺷراف اﻟﺳﯾد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧﺷـ ــر اﻟـ ــوﻋﻲ ﺑـ ــﯾن اﻟﻌـ ــﺎﻣﻠﯾن ﻓـ ــﻲ اﻟﺟﻬـ ــﺎز اﻹداري ﺣـ ــول ﻓواﺋـ ــد اﻹﺻـ ــﻼح ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣـ ــدى‬
‫اﻟﻘرﯾـ ـ ــب واﻟﺑﻌﯾـ ـ ــد ٕواﺧﺿـ ـ ــﺎﻋﻬم ﻟـ ـ ــدورات ﺗدرﯾﺑﯾـ ـ ــﺔ ﺗﺿـ ـ ــﻣن رﻓـ ـ ــﻊ ﻗـ ـ ــدراﺗﻬم ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣﺷـ ـ ــﺎرﻛﺔ‬
‫اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ واﻟﺗزاﻣﻬم ﺑﺑراﻣﺞ اﻹﺻﻼح‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻛـ ـ ـ ــوﯾن ﻫﯾﺋـ ـ ـ ــﺔ رﻗﺎﺑﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ــﺎ ﻣرﺗﺑطـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ــدد اﻟﻘﯾـ ـ ـ ــﺎدﯾﯾن واﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ـ ــﯾﯾن ﻟﺗوﺟﯾـ ـ ـ ــﻪ ﺟﻬـ ـ ـ ــود‬
‫اﻹﺻﻼح ﻧﺣو اﻟﻣﺳﺎر اﻟﺻﺣﯾﺢ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗوﻓﯾر اﻟدﻋم اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﻧﺎﺳب واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻌﺻرﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬
‫‪ -‬ﺑﻧـ ــﺎء ﻫﯾﻛـ ــل إداري ﻣـ ــرن ﻟﻠﺟﻬـ ــﺎز اﻹداري ﻗـ ــﺎدر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻔﺎﻋـ ــل اﻹﯾﺟـ ــﺎﺑﻲ ﻣـ ــﻊ اﻟﺗﻐﯾ ـ ـرات‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﻧطـ ـ ــﻼق ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾـ ـ ــﺔ اﻹﺻـ ـ ــﻼح ﻣـ ـ ــن اﻟواﻗـ ـ ــﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘـ ـ ــﻲ ﻟﻠﺟﻬـ ـ ــﺎز اﻹداري وﻟـ ـ ــﯾس ﻣـ ـ ــن‬
‫واﻗﻊ ﻧظري ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ دراﺳﺎت ﻏرﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻻﺑـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن ﺻـ ـ ــﻧﺎﻋﺔ ﺧطـ ـ ــﺔ إﺳـ ـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻺﺻـ ـ ــﻼح اﻹداري ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺳـ ـ ــﺗوى اﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺎت‬
‫ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺎد‪.‬‬
‫‪ -‬د ارﺳـ ـ ـ ــﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾـ ـ ـ ــﺎت ﺗﻛﯾﯾـ ـ ـ ــف ﺗﺟـ ـ ـ ــﺎرب واﻟـ ـ ـ ــدول اﻷﺧـ ـ ـ ــرى اﻟﻣﺗﻘدﻣـ ـ ـ ــﺔ وﺗطوﯾرﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻟﺧدﻣـ ـ ـ ــﺔ‬
‫أﻏراض اﻹﺻﻼح اﻹداري‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣـ ـ ــل ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺧﻠـ ـ ــق اﻻﻧﺳ ـ ـ ــﺟﺎم واﻟﺗواﻓ ـ ـ ــق ﺑـ ـ ــﯾن اﻟﻘـ ـ ـ ـواﻧﯾن واﻷﻧظﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗﺣدﺛﺔ واﻟﺗ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺻدرت ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌﻣ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺄﺳ ـ ــﯾس ﻫﯾﺋ ـ ــﺔ ﻋﻠﯾ ـ ــﺎ ﺗﺗ ـ ــوﻟﻰ ﻣﻬﻣ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﻬر ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌ ـ ــﺔ وﺗﻘﯾ ـ ــﯾم ﻣﺷ ـ ــروع‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـ ـ ــر وﻣﻬﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻧﺳ ـ ـ ــﯾق ﺑ ـ ـ ــﯾن اﻟﻬﯾﺋ ـ ـ ــﺎت واﻟ ـ ـ ــو ازرات اﻟﻣﻌﻧﯾ ـ ـ ــﺔ وﻣﺧﺗﻠ ـ ـ ــف ﺷ ـ ـ ــرﻛﺎء اﻟﻘط ـ ـ ــﺎع‬
‫اﻟﺧـ ـ ــﺎص‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﺑﺎﻟﻌﻣـ ـ ــل ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺗﻌـ ـ ــﺎون اﻟﺟـ ـ ــﺎد ﻣـ ـ ــن أﺟـ ـ ــل إﻧﺟـ ـ ــﺎح ﻋﻣﻠﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺣـ ـ ــول ﻧﺣـ ـ ــو‬
‫اﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬إرﺳ ـ ــﺎء ﺛﻘﺎﻓ ـ ــﺔ ﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎﺗﯾﺔ داﺧ ـ ــل اﻹدارات اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق اﺳ ـ ــﺗﺣداث ﺑـ ـ ـراﻣﺞ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﻓﯾﻣـ ـ ــﺎ ﯾﺧ ـ ـ ــص اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺣدﯾﺛـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣﺟ ـ ـ ــﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣـ ـ ــﺎت واﻻﺗﺻ ـ ـ ــﺎل ٕواﻋ ـ ـ ــداد اﻟﻛـ ـ ـ ـوادر‬
‫اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻘﺎء ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗطور‪.‬‬

‫‪ -‬ﻧﺷـ ــر ﺛﻘﺎﻓـ ــﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾـ ــﺔ وﺗوﻋﯾـ ــﺔ اﻟﻣ ـ ـواطﻧﯾن ﻷﻫﻣﯾـ ــﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـ ــﺎ اﻻﺗﺻـ ــﺎل وﺗﺄﺛﯾرﻫـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﻌﻣل اﻹداري‪.‬‬

‫‪ -‬أﻣـ ـ ــﺎ اﻟﻧﺗﯾﺟـ ـ ــﺔ اﻟرﺋﯾﺳ ـ ـ ــﯾﺔ أن اﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾـ ـ ــﺔ ﺗﻣﺛـ ـ ــل آﻟﯾ ـ ـ ــﺔ ﻟﺑﻧـ ـ ــﺎء وﺗرﻗﯾـ ـ ــﺔ اﻹدارة ﺑﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﺣﻘ ـ ـق اﻟﻛﻔـ ــﺎءة واﻟﻔﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ وﺗﻘرﯾﺑﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟﻣ ـ ـواطن واﻟﻘﺿـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾـ ــﺔ وﯾﺑﻘـ ــﻰ دورﻫـ ــﺎ‬
‫اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻲ ﺗﻌزﯾ ـ ـ ــز آﻟﯾ ـ ـ ــﺎت اﻟﺣﻛ ـ ـ ــم اﻟ ارﺷ ـ ـ ــد ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ــﻼل إرﺳ ـ ـ ــﺎء دوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧون واﻟﺷ ـ ـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر و اﻟﻣراﺟﻊ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم‪:‬‬

‫‪-‬اﻟﻛﺗب‪:‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد أﻣﯾن‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻐداد‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف‪.1969 ،‬‬
‫‪ -2‬أﺣﻣد رﺷﯾد‪ -‬اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ -‬إﻋﺎدة اﻟﺗﻔﻛﯾر‪ -‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1994 ،‬‬
‫‪ -3‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور‪ ،‬إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪ ،‬آﻓﺎق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1995‬‬
‫‪ -4‬أﺣﻣد ﺻﻘر ﻋﺎﺷور‪ ،‬إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ -5‬إﺑراﻫﯾم ﺷﺣﺎﺗﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻼﺣظﺎت ﻋﺎﻣﺔ وﺣﻠول ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪.1997 ،‬‬
‫‪ -6‬اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ ﺿل اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة‪،‬‬
‫‪.2005 ،2004‬‬
‫‪ -7‬اﻟطﯾب ﺣﺳن أﺑﺷﯾر‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻟراﻫﻧﺔ وآﻓﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1984‬‬
‫‪ -8‬ﺑوﺑر ﻛﺎﻣل‪ ،‬إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻛﻔﺎءة اﻷداء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت‬
‫واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ﺳﻧﺔ ‪.1997‬‬
‫‪ -9‬ﺑﻠﻬﯾﻣوت ﻣﺣﻣد ﺷرﯾف‪،‬اﻟﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺻﻼح اﻹداري ‪ ،‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة‬
‫ﺳﻧﺔ ‪. 2005‬‬
‫‪ -10‬ﺣﻠﻘﺔ دراﺳﺔ ﺣول اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻓﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2000،2001‬‬

‫‪-11‬ﺧﻠﯾل ﻣﺣﻣد ﺣﺳن اﻟﺷﻣﺎع‪ ،‬ﻛﺎظم ﺣﻣود ﺧﺿﯾر‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬‬
‫ﻋﻣﺎن‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2000‬‬

‫‪-12‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﯾرﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2006‬‬

‫‪71‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪-13‬راﯾس ﺣدة وﻟﺧﺻر ﻣرﻏﺎد‪ ،‬اﻹدارة ﺑﺎﻷﻫداف واﻹدارة ﺑﺎﻟﻘﯾم ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬أﺑﯾﺗراك‬
‫ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.2006‬‬

‫‪ -14‬ﻧﺟم ﻋﯾود ﻧﺟم اﺧﻼﻗﯾﺎت اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر‪،‬اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‬


‫اﻻدارﯾﺔ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2005،‬‬

‫‪ -15‬ﯾﺎﺳر اﻟﻌدوان‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1986‬‬

‫‪-16‬ﻋﺎﺻم اﻷﻏرﺟﻲ‪ ،‬ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗطور واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬و ازرة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺑﻐداد‪.1988 ،‬‬

‫‪-17‬ﻣﯾرﻏﻲ ﻋﺑد اﻟﻌﺎل‪ ،‬اﻟﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﺧوﺻﺻﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪،‬‬
‫‪.1987‬‬

‫‪-18‬زﻛﻲ راﺗب ﻏوﺷﻲ‪ ،‬أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺗوﻓﯾق‪.1983 ،‬‬

‫‪-19‬ﺛﺎﺑت ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن إدرﯾس‪ ،‬اﻟﻣدﺧل اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دون ﺑﻠد اﻟﻧﺷر‪ ،‬اﻟدار‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2001‬‬

‫‪-20‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد‪ ،‬ﻣﺣﻣود اﻟﻧﻌﯾﻣﻲ‪ ،‬ﻣﺑﯾﺎدئ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دون ﺑﻠد اﻟﻧﺷر‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ‪،ELGE‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪.1997‬‬

‫‪-21‬ﻋﻠﻲ زﻏدود‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﻛوﯾن ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫‪-22‬ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬اﻟﻬﯾﺂت اﻹﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1989‬‬

‫ﻣروع وﺛﯾﻘﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻹداري‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1991‬‬


‫‪-23‬زاﻫر اﻟﺧطﯾب‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ّ ،‬‬

‫‪-24‬ﻣﺣﻣد أﻣﯾن ﺑوﺳرﻣﺎح‪ ،‬اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1995‬‬

‫‪-25‬ﻛﺎﻣل ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺻطﻔﻰ‪ ،‬إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪.1994‬‬

‫‪72‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪-26‬ﺷﺎوش ﻣﺻطﻔﻰ ﻧﺟﯾب‪ ،‬إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬إدارة اﻷﻓراد‪ ،‬دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪.2000‬‬

‫‪-27‬ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد اﻟﺳﯾد‪ ،‬أدﻟﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2000‬‬

‫‪-28‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد‪ ،‬ﺣراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪-29‬ﻧﺻﯾرة ﺳﻣﺎرة‪ ،‬ظﺎﻫرة اﻟﺷﯾب اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪.2005‬‬

‫‪-30‬رﺿﺎ ﻓﯾﺣﺔ‪ ،‬أداء اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﺎﺗﻧﺔ‪ ،‬اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺎﺗﻧﯾت ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫اﻟﻣﻛﺗﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2003‬‬

‫‪-31‬ﻏﯾﺎت ﺑوﺛﻠﺟﺔ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺑﺷري‪ ،‬دار اﻟﻌرب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ط‪ ،2‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪.2004‬‬

‫اﻟﻣﻘﺎﻻت ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺗﯾﺳﯾر ﻣﺣﺳن‪ ،‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ أوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﺻﯾل ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‬
‫‪http://www.sis.goo.p.s/arabic/Rovo/29/page.S-Hme‬‬

‫‪Arabic. British academy for Aigher. Education -2‬‬

‫‪ -3‬ﻣﺣﻣد اﻟذﺋﺑﯾﺎت ‪ ،‬إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻷداء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟواﻗﻊ واﻟﻣطﻠوب ﺣوﻟﯾﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋر ‪ 2004‬اﻟﻌدد ‪ 12‬ﺳﻧﺔ ‪1999‬‬

‫‪ -4‬ﻋﻠﻲ اﻟدﯾن ﻫﻼل‪ ،‬اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻋدد ‪،37‬‬
‫‪.1982‬‬

‫‪ -5‬ﺳﻔﯾﺎن أـﺑو ﻋﯾﺎد‪ ،‬طرد ‪ 100‬ﺟﻣرﻛﻲ ﺑﺳﺑب اﻟرﺷوة وﺳوء اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر‪ ،‬ﻋدد ‪،4607‬‬
‫ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪.2006‬‬

‫‪73‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ -6‬ﺳﻣﯾرة ﺑﻠﻌﻣري‪ ،‬إداﻧﺔ ‪ 612‬رﺋﯾس ﺑﻠدﯾﺔ و‪ 1174‬ﻣﻧﺗﺧب ﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺎل واﻟﻌﻘﺎر‪ ،‬ﺟرﯾدة‬
‫اﻟﺷروق‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،1820‬أﻛﺗوﺑر ‪.2006‬‬
‫‪ -7‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻫﻣﯾﺳﻲ‪ ،‬اﺑن ﺧﻠدون ﯾﺣذر ﺑوﺗﻔﻠﯾﻘﺔ وأﺻﺣﺎب اﻟﻘرار‪ ،‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻧﺗﺧﺑت ﻟﻧﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﺳﺎد‬
‫ﺛم ﻋﻣﻣﺗﻬﺎ ﺟرﯾدة اﻟﻣﺣﻘق‪ ،‬ﻋدد ‪ ،88‬ﻓﻲ ‪ 23‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪.2007‬‬

‫‪ -8‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﺳﻌﯾد‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ ،‬ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻹدارة‪ ،‬ﻋدد ‪.02‬‬

‫‪ -9‬ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ‪ ،‬دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2006‬‬

‫‪ -10‬ﺳﻔﯾﺎن أـﺑو ﻋﯾﺎد‪ ،‬طرد ‪ 100‬ﺟﻣرﻛﻲ ﺑﺳﺑب اﻟرﺷوة وﺳوء اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر‪ ،‬ﻋدد‬
‫‪ ،4607‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪.2006‬‬

‫اﻟﻣﺟﻼت‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺗﯾﺷوري‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻹﺻﻼح اﻹداري اﻟﺣوار اﻟﻣﺗﻣدن‪ -‬اﻟﻌدد ‪ ،1421‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ -2‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﺳﻌﯾد‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ ،‬ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻹدارة‪ ،‬ﻋدد ‪.02‬‬

‫‪ -3‬ﻋﺎﻣر اﻟﻛﺑﯾﺳﻲ‪ ،‬اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري‪ ،‬رؤﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺷﺧﯾص واﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ‪ ،‬دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2006‬‬

‫‪ -5‬أﺣﻣد ﺑن اﻟﻌﯾﺷﺎوي‪ ،‬أﺛر ﺗطﺑﯾق اﻹدارة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث‪،‬‬
‫اﻟﻌدد ‪ ،07‬ﺳﻧﺔ ‪.2010‬‬

‫‪-6‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد أوﻛﻠﻲ‪ ،‬ﻧﺣو ﻣﺳﺗﻘﺑل إدارة ﻓﻌﺎل‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ إدارة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد رﻗم ‪ 08‬اﻟﻌدد ‪.01‬‬

‫اﻟﻣذﻛرات واﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬راﻓﯾق ﺑن ﻣرﺳﻠﻲ‪ -‬اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﯾن ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر وﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗطﺑﯾق‪،‬‬
‫دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2011-2001‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪.2011‬‬

‫‪74‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ -2‬ﺻﺑري أﺣﻣد ﺷﻠﺑﻲ‪ -‬دور اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺻﻼح اﻹداري‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟدﻧﻣﺎرك‬
‫أﻧﻣوذﺟﺎ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ّ‬ ‫وﻟﺑﻧﺎن‪-‬‬
‫اﻟدﻧﻣﺎرك‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2013‬‬
‫‪ -3‬ﺟﯾﺎد اﻋﺗﺎﻣﻧﺔ‪ ،‬اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫ﻣﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪.1995 ،‬‬
‫‪ -4‬ﻋﺎﺷور ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم‪ ،‬دور اﻹدارة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗرﺷﯾد اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2010 ،2009‬‬
‫‪ -5‬ﻏﻧﺎم ﻋواطف‪ ،‬طرش ﺣﻧﺎن‪ ،‬دور اﻹدارة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟودة اﻹدارﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2014‬‬
‫‪ -6‬ﺷﯾروف ﻓﺿﯾﻠﺔ‪ ،‬أﺛر اﻟﺗﺳوﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺟودة اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌض‬
‫اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪.2010-2009 ،‬‬
‫‪ -7‬ﺳﻣﯾﺔ ﺑﻠﺟﻣري‪ ،‬اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻣدى اﺳﺗﻔﺎدﺗﻬﺎ ﻣن ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺑﻠدﯾﺔ ووﻻﯾﺔ ﺷﻠف‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2014‬‬
‫‪ -8‬ﻛﺄس ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،2007-2006 ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2008 ،2007‬‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺿرات‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرة ﺣول اﻹدارة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ دور اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫ﺳﻧﺔ ‪.2012‬‬

‫اﻟﺗﻘﺎرﯾر و اﻟﻣؤﺗﻣرات‪:‬‬

‫‪-1‬ﻣﻧظﻣﺔاﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎس ﻣدى ﺗﻔﺷﯾن اﻟﻔﺳﺎد ﻋﺑر ﻣوﻗﻌﻬﺎ ‪.www.Tronsparency.org‬‬

‫اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ -1‬ﺧطﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣوﺟﻪ ﻟﻸﻣﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،1999/05/29‬ﺟرﯾدة اﻟﻣﺳﺎء‪ ،‬ﻋدد ‪،661‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1999/05/31‬‬
‫‪République Algérienne Démocratique et populaire présidence de la -2‬‬
‫‪république. Rapport générale du comité de la reforme des structures‬‬
‫‪et des missions de l’état juillet, 2001.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻﺎﻟﺢ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -4‬اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬و ازرة اﻟﻌدل إﺻﻼح اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ واﻵﻓﺎق‪،‬‬
‫ﻓﯾﻔري ‪.2005‬‬
‫‪ -5‬أﻣر رﻗم ‪ -03-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 16‬ﯾوﻧﯾو ‪ ،2006‬ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﻋدد ‪.46‬‬
‫‪ -6‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 01-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻓﺑراﯾر ‪ ،2006‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ‪،‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬ﻋدد ‪ ،14‬اﻟﺻﺎدر ﺑـ ‪ 8‬ﻣﺎرس ‪ ،2006‬اﻟﻣﺎدة ‪.25‬‬

‫اﻟﻣواﻗﻊ‪:‬‬

‫‪http://wwwposte.DZ‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪http://www. To.9weer.com/u b/archive/index-php/T2642‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -3‬ﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻧور اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻹﻋﻼم ﻟدى اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑرﯾد‪ ،‬ﯾوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎء ﻋﺑر اﻟﻣوﻗﻊ‬
‫‪http://www.el.messa/dz‬‬

‫‪ -4‬ﻏﻧﯾﺔ ﻗﻣراوي‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻗﺎت اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻋﺑر اﻟﻣوﻗﻊ‬

‫‪http://wwwechorouk on line.com/are/index.php/news35466‬‬

‫‪ -5‬اﻟﻣوﻗﻊ ‪http://www.el.messa/dz‬‬
‫‪Arabic. British academy for Aigher. Education -7‬‬

‫‪76‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

: ‫اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬

Corden cerold ,administrative refom comes of age ,Berlin-Wolter de -1


cryter and co.1991

farzzmand, ali editor. 2002. administration reform in developing nations -2


Connecticut :pracger publishers.

77
‫اﻟﻔﮭﺮس‬

‫اﻹﻫداء‪:‬‬

‫اﻟﺷﻛر‪:‬‬

‫اﻟﺧطﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻣﻠﺧص‪:‬‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ‪04-01...............................................................................:‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻻﺻﻼح اﻻداري واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪06.............‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻻطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻺﺻﻼح اﻻداري‪06..........................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 01‬ﻣﻔﻬوم اﻻﺻﻼح ‪06.........................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :02‬ﻣﻔﻬوم اﻻدارة‪07..............................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 03‬ﻣﻔﻬوم اﻻﺻﻼح اﻻداري وأﻫداﻓﻪ‪10...........................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 04‬أﺳﺑﺎب ودواﻋﻲ اﻻﺻﻼح اﻻداري‪14..........................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻻطر اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪16.........................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 01‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪16...................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :02‬أﻧواع اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪17......................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :03‬ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ‪19..........................................‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ آﻟﯾﺔ اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪23.................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻻطر اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪23.....................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 01‬ﻣداﺧل ﻟﻺﺻﻼح اﻻداري‪23 .................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :02‬ﻧﻣﺎذج ﻋن اﻻﺻﻼح اﻻداري‪25................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :03‬ﻣﻘوﻣﺎت اﻻﺻﻼح اﻻداري‪28..................................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻻﺻﻼح اﻻداري‪30..............................................‬‬


‫اﻟﻔﮭﺮس‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 01‬ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺻﻼح اﻻداري‪30.................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :02‬طرق اﻻﺻﻼح اﻻداري‪32.....................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :03‬ﻣﺣﺗوى وﻣراﺣل ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺻﻼح اﻻداري‪33........................................‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬واﻗﻊ اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪37 .‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ظروف اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪37.......................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 01‬ﺳﻣﺎت اﻻدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪38......................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 02‬ﻣظﺎﻫر واﻗﻊ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪43................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 03‬دواﻋﻲ اﻻﺻﻼح اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪48..........................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪50........................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 01‬ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ إدارة ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري‪50.........................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :02‬اﻟﺧطوات اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻹداري ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ‬


‫اﻟﺟزاﺋر‪52....................................................................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺗداﺑﯾر اﻻﺻﻼح اﻻداري ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪56............‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ : 01‬ﻧﻣﺎذج ﻋن اﻻﺻﻼح اﻹداري ‪56................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب ‪ :02‬اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻻﺻﻼح اﻹداري ‪63......................................‬‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‪68...................................................................................:‬‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‪71.............................................................................:‬‬

‫اﻟﻔﻬرس‪.‬‬

You might also like