You are on page 1of 62

‫�إعداد‬

‫ال�شيخ حممود عبد الر�ضا ال�صايف‬


‫الكتاب‪ :‬سلسلة املناهل األخالقية للشباب‪/‬السالم حتية اإلسالم‪.‬‬
‫اعداد‪ :‬الشيخ حممود عبد الرضا الصايف‪.‬‬
‫النارش‪:‬قسم الشؤون الفكرية والثقافية يف العتبة العباسية املقدسة‪ /‬شعبة‬
‫االعالم‪/‬وحدة الدراسات والنرشات‪.‬‬
‫التصميم واالخراج الطباعي‪ :‬عالء سعيد االسدي‪.‬‬
‫التدقيق اللغوي‪:‬لؤي عبد الرزاق فرج اهلل‪.‬‬
‫رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق‪ 578 :‬لعام ‪.2012‬‬
‫املطبعة‪ :‬دار الضياء ‪ -‬النجف االرشف‪.07801000603‬‬

‫الطبعة‪ :‬األوىل‬

‫عدد النسخ‪2000:‬‬

‫صفر ‪-1433‬كانون الثاين ‪2012‬‬

‫‪2‬‬
‫‪‬‬
‫(((‬
‫ﰆﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎ﴾‬
‫ﰇ‬ ‫﴿ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ‬

‫(((‬
‫«السالم قبل الكالم»‬
‫اإلمام الصادق‪‬‬

‫((( سورة النساء‪.86 :‬‬


‫((( االخالق واالداب االسالمية‪ ،‬ص ‪ 86‬عن جامع االخبار للسبزواري‪.‬‬
‫‪3‬‬
4
‫يوم التحية والسالم‪...........‬‬
‫شكر وتقدير‬
‫أتقدم بالشكر اجلزيل إىل كل من ساهم وساعدين‬

‫عىل انجاز هذا البحث‪.......‬‬

‫سائال املوىل العيل القدير‬


‫أن حيفظهم ويوفقهم لكل فعل خري انه سميع جميب‬

‫‪5‬‬
6
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫بسم اهلل الرمحن واحلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم عىل‬
‫صاحب التحية والسالم وعىل أهل بيته الغر امليامني واللعنة الدائمة‬
‫عىل أعدائهم إىل قيام يوم الدين‪.‬‬
‫لقد ُعرف الدين اإلسالمي من أوله وحتى يومنا هذا بالرقي‬
‫يرب به من رعاية جوهر النفس‬
‫والتقدم يف مبادئه اخلالقة وما كان يّ‬
‫اجلوهرية يف هتذيبها واستقامتها يف أشكال ومعاين احلياة‪.‬‬
‫ومن مجلة األمور التي حث عليها كي يرفع اإلنسان إىل مرافع‬
‫‪7‬‬ ‫العز والوقار يف االلتزام بتحية اختلف وانفرد هبا الدين اإلسالمي حتى‬
‫تكون له شعارا وألعدائه أمانا وملحبيه و ًّدا وإحس ًانا‪.‬‬
‫وكذلك أكّد عىل وجوب من يستمع إليها حني أدائها أال وهي‬
‫التحية و «السالم»‪.‬‬
‫ومن دواعي رسوري أن اكتب و ُأوجز يف هذا السفر الوجيز مثل‬
‫ألن رأيت أن املجتمع اليوم‬
‫هذا األمر وبخصوص التحية والسالم يّ‬
‫بدأ يفقد أمهية هذه التحية ويستبدهلا بتحية أخرى غري السالم كام هو‬
‫املعروف بتحية الصباح واملساء أو ما شاكل‪....‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫مجعت ما استطعت من مصادر ودونتها بشكل مبوب وفصول‬
‫ُ‬ ‫لذا‬
‫كي اوصل القارئ الكريم إىل ما يريده اإلسالم ما دام من ملة اإلسالم ال‬
‫مايريده هو من تقليد للغرب وغريه بذريعة التطور والتقدم والتثقيف‪،‬‬
‫نسأل اهلل العيل القدير أن يأخذ بأيدينا إىل ما هو يريد ال إىل ما نحن نريد‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫إنه سميع جميب واحلمد هلل ّ‬
‫كربالء املقدسة‬
‫الشيخ حممود عبد الرضا الصايف‬

‫‪8‬‬
‫مفهوم التحية وال�سالم يف الإ�سالم‬

‫مفهوم التحية وال�سالم يف الإ�سالم‬


‫إن اإلسالم أعطى مفهوما كامال هلذه التسمية التي اختص هبا‬
‫املسلمون دون غريهم‪ ،‬فهي بالنسبة هلم السلم من كل أذى وهي‬
‫جانب من جوانب احلياة العامة لدى املسلمني‪ ،‬أصبحت هذه التسمية‬
‫وبكل وقت ويف كل زمان ومكان معروفة بني أفراد املجتمع‪ ،‬فبالسالم‬
‫تنطلق كل عوامل اخلري واحلنان والرمحة من املس ّلم وكذلك من الراد‬
‫عليه وتدخل هذه العوامل يف قلب اآلخر وان تكالبت عليهم األحقاد‬
‫والبغضاء‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫فالسالم حيتضن املجتمع بأرسه‪ ،‬ويطفئ مجرة احلقد واخلالف‬


‫يف القلوب حتى تصبح حياة املسلمني واحة خرضاء تعمها املحبة‬
‫والتواصل‪ ،‬واإلسالم بطبيعته يعطي لإلنسان األمان والوئام واألخوة‬
‫بني أفراده ويف غمرة ذلك ينعم املجتمع باحلب والعطف‪ .‬وهذا هو‬
‫واقع اإلسالم ألنه هيتم باملجتمع كل االهتامم حيث أفاض عىل املسلمني‬
‫باملودة واحلنان واألخوة دون أي تفريق و متييز‪ .‬ليعطي للعامل ولألديان‬
‫السابقة السلم واالطمئنان يف التعامل والتبادل معهم دون خوف أو‬
‫وجل‪.‬‬
‫وكل كلمة فيها السالم هي تعد أمان ًا من كل أذى أو خوف‪.‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫واملفهوم اإلسالمي هلذه التحية واملتمثلة بكلمة {السالم} هو‬
‫غرس احلنان والدعة يف نفوس املسلمني خاصة فيام بينهم وعامة مع‬
‫اآلخرين من األديان األُ َخر فهو عندما يزرع املحبة واملودة بني أفراد‬
‫املجتمع يكون الزرع ناميا يف مجيع ذرات احلياة بمفاهيمه احلقيقية التي‬
‫فيها كل وسائل الراحة لإلنسان والفوائد التي مرت علينا من إفشاء‬
‫السالم بني الناس دون متييز‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬

‫ال�سالم حتية الإ�سالم‬


‫كام بينـّا أن اإلسالم اختذ شعارا وحتية مستوحاة ومستنبطة ً من‬
‫القرآن الكريم الذي هو أصل كل يشء يف وجودنا‪ ،‬وأصبح بمرور‬
‫الزمن هذا الشعار أو التحية جمرد لفظ ٍ غري مفهوم باملعنى احلقيقي‬
‫هلذه التحية التي جاء احلث عليها وعىل االلتزام هبا وإفشائها بني الناس‬
‫يف كل املجتمعات اإلسالمية أو غري اإلسالمية الن هناك الكثري من‬
‫األخبار والروايات يف احلث عىل إفشاء السالم فيام بينهم‪.‬‬
‫قال النبي‪« :‬إذا تالقيتم فتالقوا بالتسليم والتصافح وإذا‬

‫‪11‬‬ ‫تفرقتم فتفرقوا باالستغفار» (((‪.‬‬


‫وعن اإلم��ام الصادق‪« :‬مــن التواضـــع أن تسلــم عىل من‬
‫لقيت»(((‪.‬‬
‫وقال‪ ‬أيضا‪« :‬السالم قبل الكالم» (((‪.‬‬
‫وقال النبي‪« :‬يسلم الصغري عىل الكبري ويسلم الواحد عىل‬
‫االثنني ويسلم القليل عىل الكثري ويسلم الراكب عىل املايش ويسلم املار‬

‫((( البحار‪ ،‬ج ‪ ،72‬ص ‪.5‬‬


‫((( اخلصال‪ ،‬ج ‪.1‬‬
‫((( جامع األخبار‪.‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫عىل القائم ويسلم القائم عىل القاعد» (((‪.‬‬
‫وقال اإلمام الصادق‪« :‬السالم حتية مللتنا وأمان لذمتنا»‬
‫(((‬

‫فالسالم مستحب من الناحية الرشعية‪ ،‬ولكن اجلواب فرض‪ .‬ورد‬


‫التحية ليس يف الكالم فقط بل يف الرسالة أيض ًا‪ ،‬فمن احرتمك يبعث‬
‫رسالة إليك فعليك أيضا أن تردها أو بأحسن منها‪ .‬ألهنا من رد اجلميل‬
‫وهذه من أخالقيات اإلسالم‪ .‬كام هو واضح لو قدم لك احدهم خدمة‬
‫فعليك أن تردها بأحسن منها أو بمثلها‪ .‬كام قال اإلمام عيل‪« :‬إذا‬
‫قرصت يدك عن املكافأة فليطل لسانك بالشكر»(((‪.‬‬
‫وعلينا أن نتحذر من جتاوز حقوق الناس املفروضة علينا ابتدا ًء‬
‫من اكرب حق وحتى حق رد التحية‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫((( كنز العامل‪.‬‬


‫((( البحار‪ ،‬ج ‪ ،76‬ص ‪.12‬‬
‫((( ألف كلمة من احلكم واملواعظ واألمثال‪ ،‬ص ‪ ،53‬ح ‪.623‬‬
‫التحية يف الأمم ال�سالفة‬

‫التحية يف الأمم ال�سالفة‬


‫ُأخـِذ َ «السالم» مجلة وتفصيال من القرآن الكريم وهو قول مشتق‬
‫من آيات الذكر احلكيم‪.‬‬
‫ثم أمر النبي‪ ‬املسلمني بان حييي بعضهم بعضا هبذا الكالم‬
‫وهو «السالم» أي «السالم عليكم»‪.‬‬
‫وكانت العرب يف اجلاهلية حييون بان يقول احدهم لصاحبه «انعم‬
‫صباحا» و «أبيت اللعن» و «أسعدت خريا» و«أمسيت خريا» وغريها‬
‫من الكلامت التي اعتاد العرب يف اجلاهلية عليها حيث مل يكن عندهم‬
‫‪13‬‬ ‫تصور يف حتية السالم‪ .‬ألهنم كانوا يقولون‪ :‬سالم عليكم‪ ،‬فكأنه عالمة‬
‫املساملة وانه ال حرب هنالك‪.‬‬
‫وجاء اإلسالم فقرصوا عىل السالم وأمروا بإفشائه‪ ،‬واإلسالم‬
‫أراد االستقاللية يف كل يشء ومل حيبب األخذ والتقليد من األعراف‬
‫املتبعة آنذاك واملأخوذة من امللوك واحلكام كالفرس والروم وغريهم‪.‬‬
‫فأمرهم بإفشاء السالم فيام بينهم وكذلك مع باقي امللل والنحل‪.‬‬
‫ثم وضعه الشارع املقدس موضع التحية والبرشى بالسالمة واختار‬
‫لفظ «السالم» وجعله حتية ملا فيه من املعاين أو ألنه مطابق للسالم الذي‬
‫هو أسم من أسامء اهلل احلسنى تيمنا وتربكا كام كان قبل اإلسالم حييي به‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫قليال و بغريه أكثر‪ ،‬فلام جاء اإلسالم اقترص عليه وصارت حتية اإلسالم‬
‫السالم‪ .‬وأما لعدوهم اطمئنان منهم كي يدخلوا إليهم بالكلمة الطيبة‬
‫واملوعظة احلسنة‪ .‬فكانت البداية هي القرآن الكريم الذي يعد هو‬
‫الدستور األول واألخري يف ترشيع القوانني اإلهلية عىل الناس ليخرجهم‬
‫من الظلامت إىل النور‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ما هو ال�سالم والتحية‬

‫ما هو ال�سالم والتحية‬


‫السالم لفظ عريب رصيح «ا ل س ل ا م» هبذه احلروف ال يمكن أن‬
‫يكون باللغة األعجمية أو الدارجة عند العوام‪.‬‬
‫وهي الكلمة التي جاءت يف كثري من آيات سور القرآن الكريم كام‬
‫سيأيت ذكره‪.‬‬
‫فجعلها النبي حممد‪ ‬بأمر من اهلل‪ ‬شعارا لإلسالم واملسلمني‬
‫والتحية التي اختذها املسلمون فيام بينهم يرحبون بالضيف هبا ويقبلون‬
‫عليها ويتوادعون هبا‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫لذا جـُعـِل َ هذا الشعار يف اإلسالم أن يعيش املؤمنون واملسلمون‬
‫سكينة السالم فيام بينهم فال عدوان وال ضغينة وال محية بينهم‪ .‬فإذا‬
‫التقوا تبادلوا التحية بـ «السالم عليكم» وإذا افرتقوا توادعوا بالسالم‬
‫أيضا‬
‫والسالم هو التحية اإلسالمية لدى املسلمني كافة وهو شعار‬
‫العالقة االجيابية فيام بينهم والنابعة من احرتامهم حلقوق بعضهم‪،‬‬
‫وتعارفهم وتعاوهنم‪.‬‬
‫ومن السالم ما هو سالم وداع‪ ،‬الن اللقاء بحاجة إىل حتية حيث‬
‫حيتاج الطرفان إىل جو من األمن واالرتياح حتى يتبادلوا احلديث‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫ويتعاونوا يف األمور‪ .‬وسالم الوداع يعكس االرتياح إىل البعض يف‬
‫َح َّي ٍة َف َح ُّيو ْا‬
‫الغياب‪ .‬وهذا هو جتسيد يف قوله ت��ع��اىل﴿وإِ َذا حييتُم بِت ِ‬
‫ُ ِّ ْ‬ ‫َ‬
‫َان َعلىَ ك ُِّل شيَ ْ ٍء َح ِسيب ًا﴾ (((‪.‬‬
‫وها إِ َّن اللهَّ ك َ‬ ‫ِ‬
‫بِ َأ ْح َس َن من َْها َأ ْو ُر ُّد َ‬
‫ند اهللَ‬ ‫وقال‪َ ﴿:‬فإِ َذا د َخ ْلتُم بيوت ًا َفس ِّلموا علىَ َأن ُف ِسكُم تحَ ِي ًة من ِع ِ‬
‫ْ َّ ِّ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫ات َل َع َّلك ُْم َت ْع ِق ُلون﴾ (((‪.‬‬
‫ك يب اهللُ َلكُم آْالي ِ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫ُم َب َار َك ًة َط ِّي َب ًة ك ََذل َ ُ َينِّ ُ‬
‫ين َآمنُوا لاَ تَدْ ُخ ُلوا ُب ُيوت ًا َغيرْ َ ُب ُيوتِك ُْم‬ ‫ِ‬
‫ويف قوله تعاىل‪َ ﴿:‬يا َأ هُّ َيا ا َّلذ َ‬
‫ون﴾(((‪.‬‬ ‫َحتَّى ت َْست َْأنِ ُسوا َوت َُس ِّل ُموا َعلىَ َأ ْهلِ َها َذلِك ُْم َخيرْ ٌ َّلك ُْم َل َع َّلك ُْم ت ََذك َُّر َ‬
‫وكذلك فيها حتية اهلل للمؤمنني حتية سالم‪﴿:‬تحَ ِ َّيت ُُه ْم َي ْو َم َي ْل َق ْو َن ُه‬
‫َسلاَ ٌم﴾ (((‪.‬‬
‫سالم‪﴿:‬وا َملالَئِ َك ُة َيدْ ُخ ُل َ‬
‫ون َع َل ْي ِهم‬ ‫َ‬ ‫وحتية املالئكة للبرش يف اآلخرة‬
‫(((‬
‫بت ُْم َفن ِ ْع َم ُع ْق َبى الدَّ ِار﴾‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال ٌم َع َل ْيكُم ب اَم َص رَ ْ‬ ‫ِّمن ك ُِّل َب ٍ‬
‫اب َس َ‬ ‫‪16‬‬

‫وحتية املؤمنني بعضهم لبعض يف اجلنة هي سالم‪﴿:‬لاَ َي ْس َم ُع َ‬


‫ون‬
‫(((‬
‫فِ َيها َلغْو ًا َولاَ ت َْأثِي ًام إِلاَّ ِقي ً‬
‫ال َسلاَ م ًا َسلاَ م ًا﴾‪.‬‬

‫((( سورة النساء‪.86 :‬‬


‫((( سورة النور‪.61 :‬‬
‫((( سورة النور‪.27 :‬‬
‫((( سورة االحزاب‪.44 :‬‬
‫((( سورة الرعد‪.24 / 23 :‬‬
‫((( سورة الواقعة‪ .26 / 25 :‬فقه السلم والسالم‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫ال�سالم يف اللغة‬

‫ال�سالم يف اللغة‬
‫إن التأمل فيام ذكره اللغويون من معاين مادة «سلم» عىل اختالف‬
‫ألفاظها وصيغتها متحريا البحث عام يصلح أن يكون أصال تتفرع عنه‬
‫سائر املعاين‪.‬‬
‫ووجد يف كتب اللغة املعتربة مثل كتاب «االشتقاق» البن دريد‬
‫و«الصحاح» للجوهري و «امل��ف��ردات يف غريب القرآن» للراغب‬
‫األصفهاين و «لسان العرب» البن منظور و «املصباح املنري» للفيومي‬
‫لفظها واحد ولكن هلا معاين كثرية ال تقف عىل واحدة فقط وكلها‬
‫‪17‬‬ ‫تدل عىل اخلري ومعانيه‪.‬‬
‫والسالم‪ :‬بكرس السني حيث أن هذه اللفظة هي اللفظة التي هلا‬
‫عدة معاين‪ ،‬منها معنى اخللوص من الشوائب الظاهرة أو الباطنة‪.‬‬
‫(((‬

‫والتسليم‪ :‬مشتق من السالم‪ .‬اسم من أسامء اهلل تعاىل لسالمته من‬


‫الذنب والنقص‪.‬‬
‫وقيل معناه‪ :‬إن اهلل مطلع عليكم فال تغفلوا‪.‬‬
‫وقيل معناه‪ :‬سلمت مني فاجعلني اسلم منك من السالمة بمعنى‬

‫((( دائرة املعارف اإلسالمية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.156‬‬


‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫السالم‪.‬‬
‫(((‬

‫(((‬
‫‪-‬السلم والسالمة‪ :‬التعري من اآلفات الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫السالم عليكم‪ :‬قد اختلف يف معنى هذا اللفظ فقيل معناه‪ :‬الدعاء‬
‫أي‪ :‬سلمت من املكاره‪.‬‬
‫وقيل معناه‪ :‬اسم السالم عليكم‪ .‬وقيل معناه‪ :‬اسم اهلل عليك‬
‫أي أنت يف حفظه‪ ،‬كام يقال‪ :‬اهلل معك‪.‬‬
‫وإذا قيل السالم علينا أو السالم عىل األموات‪ ،‬فليس املراد به‬
‫اإلعالم بالسالمة يقينا‪ ،‬وربام يقال إن معناه‪ :‬الدعاء بالسالمة لصاحبه‬
‫(((‬
‫من آفات الدنيا أو عذاب اآلخرة أو كليهام‪.‬‬
‫وهلا معنى الصلح واألمان ويقول اللغويون‪ :‬إن السـّلم والسـِلم‬
‫‪18‬‬
‫بفتح السني وكرسها لغتان يف الصلح يذكران ويؤنثان كالسالم‪.‬‬
‫ومعنى آخر الطاعة واإلذعان‪.‬‬
‫فالسـَلــَم بفتحتني عىل ما يف كتب اللغة‪ .‬والسـَلـْم بفتح وسكون‪،‬‬
‫والسـِلم بكرس وسكون‪ .‬االستسالم واالذعان والطاعة‪.‬‬
‫ويرد اللغويون «السالم» الذي هو من اسامء اهلل والسالم بمعنى‪:‬‬

‫((( لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.343‬‬


‫((( مفردات الراغب األصفهاين‪ ،‬مادة «سلم»‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫((( األنوار الالمعة يف رشح الزيارة اجلامعة‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫ال�سالم يف اللغة‬
‫(((‬
‫التحية والدعاء اىل معنى اخللوص والسالمة من املكاره واالفات‪.‬‬
‫وهذه هي مجلة املعاين اللغوية ملادة «سلم» وما تفرع عنها‪.‬‬
‫وقد ورد يف القرآن الكريم استعامل كثري من صيغ هذه املادة يف‬
‫معانيها اللغوية‪.‬‬
‫‪ -‬فورد معنى اخللوص والرباءة من الشوائب الظاهرة والباطنة‬
‫ول تُثِ ُري األَ ْر َض َوالَ ت َْس ِقي‬
‫ول إِ هَّنَا َب َق َر ٌة الَّ َذ ُل ٌ‬
‫يف قوله تعاىل‪َ ﴿:‬ق َال إِ َّن ُه َي ُق ُ‬
‫ث ُم َس َّل َم ٌة الَّ ِش َي َة فِ َيها﴾ (((‪.‬‬ ‫حَْ‬
‫ال ْر َ‬
‫(((‬
‫ب َسلِيمٍ﴾‪.‬‬
‫ويف قوله تعاىل‪﴿:‬إِلاَّ َم ْن َأتَى اللهََّ بِ َق ْل ٍ‬

‫كام اهنا وردت بنفس املعنى يف غري هاتني اآليتني الكريمتني ايضا‪.‬‬
‫واما يف معنى الصلح فقد جاء يف قوله تعاىل‪﴿:‬فَلاَ هَتِنُوا َوتَدْ ُعوا إِ ىَل‬
‫‪19‬‬ ‫(((‬
‫الس ْل ِم َو َأنت ُُم الأْ َ ْع َل ْو َن﴾‪.‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫اجن َْح هََلا‪.﴾....‬‬ ‫تعاىل‪﴿:‬وإِن َجن َُحو ْا ل َّ‬
‫لس ْل ِم َف ْ‬ ‫َ‬ ‫ويف قوله‬
‫(((‬

‫وأيضا استعمل القرآن بعض صيغ هذه املادة يف معنى االنقياد‬

‫((( دائرة املعارف االسالمية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.159‬‬


‫((( سورة البقرة‪.71 :‬‬
‫((( سورة الشعراء‪.89 :‬‬
‫((( سورة حممد‪.35 :‬‬
‫((( سورة االنفال‪.61 :‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫واخلضوع‪ .‬كام جاء يف قوله تعاىل‪َ ﴿:‬ب ْل ُه ُم ا ْل َي ْو َم ُم ْست َْسلِ ُم َ‬
‫ون﴾‬
‫(((‬

‫(((‬
‫أي االنقياد واخلضوع‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫((( سورة الصافات‪.26 :‬‬


‫((( دائرة املعارف االسالمية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.164‬‬
‫ال�سالم يف ال�شعر العربي‬

‫ال�سالم يف ال�شعر العربي‬


‫اهتم الشعراء واألدباء هبذه الكلمة «السالم»‪ ،‬ونظموا هلا بعض‬
‫القصائد والشعار ألمهيتها يف نفوس الناس واملجتمع اإلسالمي‪،‬‬
‫والتحية هبذه الكلمة عن األماين والسالم كام قال الشاعر‪.‬‬
‫حت�����يّ�����ات ب����ازك����اه����ا‬ ‫س����ل���ا ٌم ي�����ا ب����ن����ي ط��ه‬
‫(((‬
‫ب���ع���ز دام ذك����راه����ا‬
‫ٍّ‬ ‫ط����را‬
‫ح���ب���اك���م رب���ك���م ًّ‬
‫أيضا‪:‬‬
‫وقال ً‬
‫(((‬
‫عىل النبي والكرام الربرة‬ ‫ألف سالم وصالة عطرة‬
‫‪21‬‬ ‫أيضا‪:‬‬
‫وقال ً‬
‫سالم عىل نور أهل احلرم‬ ‫سالم عىل الطهر بنت اهلدى‬
‫(((‬
‫هزبر النزال واصل الكرم‬ ‫سال ٌم عىل زوجها املرتىض‬

‫((( األبيات للعالمة الشيخ سلطان عيل الصابري‪.‬‬


‫((( منظومة حديث الكساء‪.‬‬
‫((( ديوان رصخة الوهلان‪ /‬للشيخ سلطان عيل الصابري‪.‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫(((‬
‫حتية اإلسالم‬
‫حتيــة السـِـلم فــي اإلسالم بـرهان ُ‬
‫ُ‬
‫وإح��س��ان‬ ‫بــأن غايته سعـــد ٌ‬
‫يـريد للنـاس أن حتــيا منعـ َّـمــة‬
‫فالربــ ُ‬
‫ّان رمحـ ُن‬ ‫ُ‬ ‫بمنهـج النـور‬
‫هدى للنــاس أمجعهم‬
‫جــاء البشيـر ً‬
‫ُ‬
‫ميزان‬ ‫ال فــرق بينهـم والعـدل‬
‫احلـب ُ جيمعهـم والسعــي يؤثرهــم‬
‫فكــلهم يف محــى اإلسالم إخوان‬
‫املـصطفـى سـيد األزمان أنقذنـــا‬
‫مـن التعصــب فاإلســالم إيامن‬
‫‪22‬‬
‫ديـن السمـاحـة ال جـاه يفـرقـنا‬
‫فكلنا هبــدى اإلس�لام سيـ ُ‬
‫ّـــان‬
‫إال الذيـن تفانـوا يف احلفـاظ عـىل‬
‫ُ‬
‫بنيان‬ ‫فاإلخـالص‬
‫ُ‬ ‫هنــج النبــوة‬
‫احلاقــدون علـى اإلسالم حيزنـهم‬
‫ُ‬
‫شيطان‬ ‫هذا النقــاء فان احلقـــد‬
‫يريـد للنـاس أن حتيـا برشعتــه‬

‫((( للشاعر رضا اخلفاجي‬


‫ال�سالم يف ال�شعر العربي‬
‫ُ‬
‫هبتان‬ ‫وتنـشـر الزيـف فالشيـطان‬
‫هـو التـخلـف والتحريـف غايته‬
‫نرش الرذيلة فاإلنسان ضــــدّ ُ‬
‫ان‬
‫قسم إىل اخلري يســـعى يبتغي رشفا‬
‫ُ‬
‫خرسان‬ ‫قسـم إىل الرش يسـعى فهو‬

‫‪23‬‬
24
‫ال�سالم يف القر�آن الكرمي‬

‫ال�سالم يف القر�آن الكرمي‬


‫لقد جاء ذكر السالم يف القرآن الكريم ألمهيته عدة مرات لذا‬
‫سوف نذكر بعض آيات من الذكر احلكيم يف هذا الباب حول احلث‬
‫عىل السالم وكلمته كإسالم باملعنيني «التحية والسلم»‪.‬‬
‫ض ْبت ُْم يِف َسبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل اللهِّ‬ ‫ين َآمنُو ْا إِ َذا رَ َ‬ ‫قال تبارك وتعاىل‪﴿:‬يا َأ هُّ َيا ا َّلذ َ‬
‫ت ُم ْؤ ِمن ًا﴾(((‪.‬‬ ‫لمِ‬
‫ال َم َل ْس َ‬ ‫الس َ‬ ‫َف َت َب َّينُو ْا َوالَ َت ُقو ُلو ْا َ ْن َأ ْل َقى إِ َل ْيك ُُم َّ‬
‫ِ ِ‬
‫المِ﴾(((‪.‬‬ ‫الس َ‬ ‫سبحانه‪﴿:‬يدي بِه اهللُ َم ِن ا َّت َب َع ِر ْض َوا َن ُه ُس ُب َل َّ‬ ‫هَ ْ‬ ‫وقال‬
‫ُون بِآ َياتِنَا َف ُق ْل َس َ‬
‫ال ٌم‬ ‫ين ُي ْؤ ِمن َ‬ ‫وقال تبارك وتعاىل‪﴿:‬إِ َذا ج َ ِ‬
‫اءك ا َّلذ َ‬ ‫َ‬
‫‪25‬‬ ‫ح َة َأ َّن ُه َمن َع ِم َل ِمنك ُْم ُسوء ًا بِ َج َها َل ٍة ُث َّم‬ ‫ِ ِ‬
‫َب َر ُّبك ُْم َعلىَ َن ْفسه َّ‬
‫الر مْ َ‬ ‫َع َل ْيك ُْم َكت َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ت ِ‬
‫يم﴾ (((‪.‬‬ ‫ور َّرح ٌ‬ ‫َاب من َب ْعده َو َأ ْص َل َح َف َأ َّن ُه َغ ُف ٌ‬ ‫َ‬
‫ال ِم ِعندَ َر هِّبِ ْم َو ُه َو َولِ ُّي ُه ْم بِ اَم كَانُو ْا‬
‫الس َ‬ ‫هَُ‬
‫سبحانه‪﴿:‬ل ْم َد ُار َّ‬ ‫وقال‬
‫(((‬
‫َي ْع َم ُل َ‬
‫ون﴾‪.‬‬
‫ال بِ ِس اَيم ُه ْم َونَا َد ْو ْا‬
‫ون ُك ًّ‬ ‫وقال سبحانه‪﴿:‬وعلىَ األَعر ِ‬
‫اف ِر َج ٌال َي ْع ِر ُف َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬

‫((( سورة النساء‪.94 :‬‬


‫((( سورة املائدة‪.16 :‬‬
‫((( سورة األنعام‪.54 :‬‬
‫((( سورة األنعام‪.127 :‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫ال ٌم َع َل ْيك ُْم﴾(((‪.‬‬‫الن َِّة َأن َس َ‬
‫اب جَْ‬ ‫َأ ْص َح َ‬
‫َك ال َّل ُه َّم َوتحَ ِ َّيت ُُه ْم فِ َيها َس َ‬
‫ال ٌم‬ ‫وقال سبحانه‪َ ﴿:‬د ْع َو ُاه ْم فِ َيها ُس ْب َحان َ‬
‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫آخ ُر َد ْع َو ُاه ْم َأ ِن حَْ‬
‫ني﴾(((‪.‬‬ ‫ال ْمدُ للِهِّ َر ِّب ا ْل َعالمَ َ‬ ‫َ‬
‫ال ٍم منَّا وبرك ٍ‬
‫َات﴾(((‪.‬‬ ‫ُوح ْاهبِ ْط بِ َس َ ِّ َ َ‬ ‫َ‬
‫تعاىل‪﴿:‬قيل َيا ن ُ‬ ‫وقال‬
‫ال ِم وي ِدي من ي َشاء إِ ىَل رِص ٍ‬
‫اط‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫الس َ َ هَ ْ‬‫وقال تعاىل‪﴿:‬اللهُّ َيدْ ُعو إِ ىَل َد ِار َّ‬
‫ُّم ْست َِقيمٍ﴾ (((‪.‬‬
‫ِ‬
‫ـشى َقا ُلو ْا‬ ‫اءت ُر ُس ُلنَا إِ ْب َراه َ‬
‫يم بِا ْل ُب رْ َ‬ ‫وتعاىل‪﴿:‬و َل َقدْ َج ْ‬
‫َ‬ ‫وقال تبارك‬
‫يذ﴾ (((‪.‬‬ ‫ث َأن جاء بِ ِعج ٍل حن ِ ٍ‬ ‫ال ٌم َف اَم َلبِ َ‬
‫َسالَم ًا َق َال َس َ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫(((‬
‫بت ُْم َفن ِ ْع َم ُع ْق َبى الدَّ ِار﴾‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال ٌم َع َل ْيكُم ب اَم َص رَ ْ‬
‫تعاىل‪﴿:‬س َ‬
‫َ‬ ‫وقال‬
‫ات جن ٍ‬ ‫ال ِ‬‫تعاىل‪﴿:‬أد ِخ َل ا َّل ِذين آمنُو ْا وع ِم ُلو ْا الص َحِ‬
‫َّات جَ ْت ِري‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫وقال‬
‫ِ‬ ‫‪26‬‬
‫(((‬
‫ين فِ َيها بِإِ ْذ ِن َر هِّبِ ْم تحَ ِ َّيت ُُه ْم فِ َيها َس َ‬
‫ال ٌم﴾‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫من تحَ ْ ت َها األَ هْنَ ُار َخالد َ‬

‫((( سورة األعراف‪.46 :‬‬


‫((( سورة يونس‪.10 :‬‬
‫((( سورة هود‪.48 :‬‬
‫((( سورة يونس‪.25 :‬‬
‫((( سورة هود‪.69 :‬‬
‫((( سورة الرعد‪.24 :‬‬
‫((( سورة إبراهيم‪.23 :‬‬
‫ال�سالم يف القر�آن الكرمي‬
‫وقال تعاىل‪﴿:‬اد ُخ ُلوها بِس َ ِ ِ‬
‫ني﴾‪.‬‬ ‫ال ٍم آمن َ‬
‫(((‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َسال ٌم‬ ‫اه ُم المَْآلئ َك ُة َط ِّيبِ َ‬
‫ني َي ُقو ُل َ‬ ‫وقال عز شانه‪﴿:‬ا َّلذ َ‬
‫ين َتت ََو َّف ُ‬
‫(((‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫النَّ َة بِ اَم كُنت ُْم َت ْع َم ُل َ‬
‫َع َل ْيك ُُم ا ْد ُخ ُلو ْا جَْ‬

‫ث‬ ‫شأنه‪﴿:‬سلاَ ٌم َع َل ْي ِه َي ْو َم ُولِدَ َو َي ْو َم َي ُم ُ‬


‫وت َو َي ْو َم ُي ْب َع ُ‬ ‫َ‬ ‫وقال عز‬
‫(((‬
‫َح ّي ًا﴾‪.‬‬
‫َان‬ ‫ك َس َأ ْس َتغ ِْف ُر َل َ‬
‫ك َر يِّب إِ َّن ُه ك َ‬ ‫وقال سبحانه وتعاىل‪َ ﴿:‬ق َال َسلاَ ٌم َع َل ْي َ‬
‫ِ ً (((‬
‫يِب َحف ّيا﴾‬
‫ك َف َأ ْر ِس ْل َم َعنَا‬ ‫وقال تبارك وتعاىل‪َ ﴿:‬ف ْأتِ َيا ُه َف ُقولاَ إِنَّا َر ُسولاَ َر ِّب َ‬
‫السلاَ ُم َعلىَ َم ِن ا َّت َب َع‬‫ك َو َّ‬‫َاك بِآ َي ٍة ِّمن َّر ِّب َ‬ ‫سائِ َ‬
‫يل َولاَ ُت َع ِّذ هْ ُب ْم َقدْ ِج ْئن َ‬ ‫ِ‬
‫َبني إِ رْ َ‬
‫(((‬
‫هُْالدَ ى﴾‬
‫‪27‬‬
‫اص َط َفى‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫وقال تبارك وتعاىل‪ُ ﴿:‬ق ِل حَْ‬
‫ين ْ‬ ‫ال ْمدُ للِهَِّ َو َسلاَ ٌم َعلىَ ع َباده ا َّلذ َ‬
‫(((‬
‫ُون﴾‪.‬‬ ‫شك َ‬ ‫آللهَُّ َخيرْ ٌ َأ َّما ُي رْ ِ‬

‫وقال تعاىل‪َ﴿:‬إِ َذا َس ِم ُعوا ال َّلغ َْو َأ ْع َر ُضوا َعنْ ُه َو َقا ُلوا َلنَا َأ ْع اَم ُلنَا َو َلك ُْم‬

‫((( سورة احلجر‪.46 :‬‬


‫((( سورة النحل‪.32 :‬‬
‫((( سورة مريم‪.15 :‬‬
‫((( سورة مريم‪.47 :‬‬
‫((( سورة طه‪.47 :‬‬
‫((( سورة النمل‪.59 :‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫ني﴾‬ ‫َأعم ُلكُم سلاَ م ع َليكُم لاَ َنبت َِغي جَْ ِ ِ‬
‫(((‬
‫الاهل َ‬ ‫ْ اَ ْ َ ٌ َ ْ ْ ْ‬
‫وقال تعاىل‪﴿:‬تـ ِ‬
‫َح َّيت ُُه ْم َي ْو َم َي ْل َق ْو َن ُه َسلاَ ٌم َو َأ َعدَّ هَُل ْم َأ ْجر ًا كَريام﴾‬
‫ِ ً (((‬

‫(((‬
‫وتعاىل‪﴿:‬سلاَ ٌم َق ْوالً ِمن َّر ٍّب َّر ِحيمٍ﴾‬ ‫َ‬ ‫وقال تبارك‬
‫ِ‬
‫(((‬
‫ني﴾‬ ‫تعاىل‪﴿:‬سلاَ ٌم َعلىَ نُوحٍ يِف ا ْل َعالمَ َ‬ ‫َ‬ ‫وقال‬
‫ِ‬
‫سبحانه‪﴿:‬سلاَ ٌم َعلىَ إِ ْب َراه َ‬
‫يم﴾‬ ‫وقال‬
‫(((‬
‫َ‬
‫ون﴾‬ ‫وسى َو َه ُار َ‬ ‫تعاىل‪﴿:‬سلاَ ٌم َعلىَ ُم َ‬ ‫وقال‬
‫(((‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫(((‬
‫ني﴾‬ ‫تعاىل‪﴿:‬سلاَ ٌم َعلىَ إِ ْل َياس َ‬‫َ‬ ‫وقال‬
‫ِ‬
‫(((‬
‫ني﴾‬ ‫تعاىل‪﴿:‬و َسلاَ ٌم َعلىَ المُْ ْر َسل َ‬‫َ‬ ‫وقال‬
‫الن َِّة ز َُمر ًا‬
‫ين ا َّت َق ْوا َر هَّ ُب ْم إِ ىَل جَْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتعاىل‪﴿:‬وس َيق ا َّلذ َ‬
‫َ‬ ‫وقال سبحانه‬
‫ابا َو َق َال هَُل ْم َخ َز َنت َُها َسلاَ ٌم َع َل ْيك ُْم طِ ْبت ُْم‬ ‫وها َو ُفتِ َح ْ‬
‫ت َأ ْب َو هُ َ‬ ‫َحتَّى إِ َذا َجاؤُ َ‬ ‫‪28‬‬

‫((( سورة القصص‪.55 :‬‬


‫((( سورة األحزاب‪.44 :‬‬
‫((( سورة يس‪.58 :‬‬
‫((( سورة الصافات‪.79 :‬‬
‫((( سورة الصافات‪.109 :‬‬
‫((( سورة الصافات‪.120 :‬‬
‫((( سورة الصافات‪.130 :‬‬
‫((( سورة الصافات‪.181 :‬‬
‫ال�سالم يف القر�آن الكرمي‬
‫ِِ‬
‫(((‬
‫ين﴾‬ ‫َفا ْد ُخ ُل َ‬
‫وها َخالد َ‬
‫(((‬
‫ون﴾‬‫ف َي ْع َل ُم َ‬ ‫اص َف ْح َعن ُْه ْم َو ُق ْل َسلاَ ٌم َف َس ْو َ‬
‫وقال تعاىل‪َ ﴿:‬ف ْ‬
‫خُْ ُ ِ (((‬
‫ك َي ْو ُم اللود﴾‬ ‫وها بِ َسلاَ ٍم َذلِ َ‬ ‫وقال عز من قائل‪﴿:‬ا ْد ُخ ُل َ‬
‫وقال سبحانه وتعاىل‪﴿:‬إِ ْذ َد َخ ُلوا َع َل ْي ِه َف َقا ُلوا َسلاَ م ًا َق َال َسلاَ ٌم َق ْو ٌم‬
‫(((‬
‫ون﴾‬
‫ُّمنك َُر َ‬
‫(((‬
‫ني﴾‬ ‫اب ا ْل َي ِم ِ‬ ‫ك ِم ْن َأ ْص َح ِ‬ ‫وقال تبارك وتعاىل‪َ ﴿:‬ف َسلاَ ٌم َّل َ‬
‫وس‬ ‫ك ا ْل ُقدُّ ُ‬ ‫قائل‪﴿:‬هو اللهَُّ ا َّل ِذي لاَ إِ َل َه إِلاَّ ُه َو المَْلِ ُ‬‫َ‬ ‫وقال عز من‬
‫(((‬
‫ُون﴾‬
‫شك َ‬ ‫ان اللهَِّ َع اَّم ُي رْ ِ‬ ‫السلاَ ُم المُْ ْؤ ِم ُن المُْ َه ْي ِم ُن ا ْل َع ِزي ُز جَْ‬
‫ال َّب ُار المُْ َتك رِّ ُ‬
‫َب ُس ْب َح َ‬ ‫َّ‬
‫ِ (((‬
‫وتعاىل‪﴿:‬سلاَ ٌم ِه َي َحتَّى َم ْط َل ِع ا ْل َف ْجر﴾‬ ‫َ‬ ‫وقال تبارك‬
‫وقال سبحانه‪﴿:‬إِ ْذ َد َخ ُلو ْا َع َل ْي ِه َف َقا ُلو ْا َسالم ًا َق َال إِنَّا ِمنك ُْم‬
‫‪29‬‬
‫(((‬
‫ون﴾‬ ‫َو ِج ُل َ‬

‫((( سورة الزمر‪.73 :‬‬


‫((( سورة الزخرف‪.89 :‬‬
‫((( سورة ق‪.34 :‬‬
‫((( سورة الذاريات‪.25 :‬‬
‫((( سورة الواقعة‪.91 :‬‬
‫((( سورة احلرش ‪.23‬‬
‫((( سورة القدر‪.5 :‬‬
‫((( سورة احلجر‪.52 :‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫ون فِ َيها َلغْو ًا إِلاَّ َسلاَ م ًا َو هَُل ْم‬
‫وقال سبحانه وتعاىل‪﴿:‬لاَ َي ْس َم ُع َ‬
‫ِ ً (((‬
‫ِر ْز ُق ُه ْم فِ َيها ُبك َْر ًة َو َعش ّيا﴾‬
‫ِ‬ ‫َار ك يِ‬
‫يم﴾‬ ‫ُون َب ْرد ًا َو َسلاَ م ًا َعلىَ إِ ْب َراه َ‬ ‫وقال تبارك وتعاىل‪ُ ﴿:‬ق ْلنَا َيا ن ُ‬
‫(((‬

‫ض َه ْون ًا َوإِ َذا‬ ‫ون َعلىَ الأْ َ ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ين َي ْم ُش َ‬ ‫ح ِن ا َّلذ َ‬ ‫الر مْ َ‬
‫تعاىل‪﴿:‬وع َبا ُد َّ‬
‫َ‬ ‫وقال‬
‫ون َقا ُلوا َسلاَ ما﴾‬
‫ً (((‬ ‫ال ِ‬
‫اه ُل َ‬ ‫َخا َط َب ُه ُم جَْ‬

‫بوا َو ُي َل َّق ْو َن فِ َيها‬ ‫ِ‬


‫يز َْو َن ا ْلغ ُْر َف َة ب اَم َص رَ ُ‬
‫ك جُ ْ‬ ‫وتعاىل‪﴿:‬أ ْو َلئِ َ‬
‫ُ‬ ‫وقال تبارك‬
‫تحَ ِ َّي ًة َو َسلاَ ما﴾‬
‫ً (((‬

‫(((‬
‫وقال تبارك وتعاىل‪﴿:‬إِلاَّ ِقي ً‬
‫ال َسلاَ م ًا َسلاَ م ًا﴾‬
‫ولشدة تأثريه االجتامعي وأمهيته يف بناء املجتمع اإلسالمي‬
‫وفاعليته يف تثبيت املحبة واألخوة وتآلف املجتمع اخليـّر وبناء أوارص‬
‫‪30‬‬
‫املحبة الصادقة أكد عليه القرآن الكريم وحثت عليه الرشيعة املقدسة‬
‫والسنـّة النبوية املطهرة‪.‬‬
‫فكان للقرآن الكريم هذه احلصيلة من اآليات الكريمة كام تقدم‪.‬‬

‫((( سورة مريم‪.62 :‬‬


‫((( سورة األنبياء‪.69 :‬‬
‫((( سورة الفرقان‪.63 :‬‬
‫((( سورة الفرقان‪.75 :‬‬
‫((( سورة الواقعة‪.26 :‬‬
‫وجوه ال�سالم يف القر�آن الكرمي‬

‫وجوه ال�سالم يف القر�آن الكرمي‬


‫كام بينا أن كلمة «السالم» كلمة أصلها يف القرآن الكريم ومنبعها‬
‫ٍ‬
‫بينات عديدة فكانت كل آية تظهر‬ ‫منه‪ ،‬وتكررت هذه الكلمة يف ٍ‬
‫آيات‬
‫فيها هذه الكلمة وهي «السالم» كانت تعطي معنى ً خمتلفا عن األخرى‬
‫التي سبقتها أو حلقتها‪،‬فكانت عىل نحو مخسة وجوه تفرس كام ييل‪- :‬‬
‫أوال‪ -:‬السالم‪ :‬اسم من أسامء اهلل احلسنى كام جاء يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿السلاَ ُم المُْ ْؤ ِم ُن﴾(((‪.‬‬
‫َّ‬
‫المِ﴾((( أي دين اهلل «اإلسالم»‬ ‫تعاىل‪﴿:‬س ُب َل َّ‬
‫الس َ‬ ‫ُ‬ ‫وقوله‬
‫‪31‬‬ ‫المِ﴾((( ويعني قوله عز‬ ‫تعاىل‪﴿:‬واللهُّ َيدْ ُعو إِ ىَل َد ِار َّ‬
‫الس َ‬ ‫َ‬ ‫ويف قوله‬
‫وجل إىل جنته «إىل جنة اخللد»‪.‬‬
‫الس َ‬
‫المِ﴾((( يعني جنة اهلل عند رهبم‪.‬‬ ‫ويف قوله تعاىل‪﴿:‬لـَ َُه ْم َد ُار َّ‬
‫ثانيا‪ -:‬السالم يعني اخلري‪.‬‬

‫((( سورة احلرش‪.23 :‬‬


‫((( سورة املائدة‪.16 :‬‬
‫((( سورة يونس‪.25 :‬‬
‫((( سورة األنعام‪.127 :‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫اص َف ْح َعن ُْه ْم َو ُق ْل َسلاَ ٌم﴾((( املعنى‪:‬‬
‫حيث جاء يف قوله تعاىل‪َ ﴿:‬ف ْ‬
‫وقل خريا‪.‬‬
‫ني﴾‬‫وقوله تعالــى‪﴿:‬سلاَ م ع َليكُم لاَ َنبت َِغي جَْ ِ ِ‬
‫أي ردوا‬ ‫(((‬
‫الاهل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌ َ ْ ْ‬
‫خريا «ال نبتغي اجلاهلني»‪.‬‬
‫‪‬ألبيه‪﴿:‬سلاَ ٌم َع َل ْي َ‬
‫ك﴾((( يعني‬ ‫َ‬ ‫ويف قوله تعاىل يف قول إبراهيم‬
‫رد خريا‪.‬‬
‫وقول إبراهيم‪« ‬سالم» يعني ملبني خريا‪ .‬وهو قوله تعاىل‪﴿ :‬‬
‫ث َأن‬ ‫ِ‬
‫ال ٌم َف اَم َلبِ َ‬ ‫اءت ُر ُس ُلنَا إِ ْب َراه َ‬
‫يم بِا ْل ُب رْ َ‬
‫ـشى َقا ُلو ْا َسالَم ًا َق َال َس َ‬ ‫َو َل َقدْ َج ْ‬
‫يذ﴾(((‪.‬‬ ‫جاء بِ ِعج ٍل حن ِ ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ثالثا‪ -:‬السالم يعني الثناء احلسن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪32‬‬
‫يعني الثناء‬ ‫(((‬
‫تعاىل‪﴿:‬سلاَ ٌم َعلىَ نُوحٍ يِف ا ْل َعالمَ َ‬
‫ني﴾‬ ‫َ‬ ‫فذلك قوله‬
‫احلسن لنوح‪.‬‬
‫ون﴾((( ويعني أيضا‬ ‫تعاىل‪﴿:‬سلاَ ٌم َعلىَ ُم َ‬
‫وسى َو َه ُار َ‬ ‫َ‬ ‫وجاء يف قوله‬

‫((( سورة الزخرف‪.89 :‬‬


‫((( سورة القصص‪.55 :‬‬
‫((( سورة مريم ‪.47‬‬
‫((( سورة هود‪.69 :‬‬
‫((( سورة الصافات‪.79 :‬‬
‫((( سورة الصافات‪.130 :‬‬
‫وجوه ال�سالم يف القر�آن الكرمي‬
‫الثناء احلسن‪.‬‬
‫ِ‬
‫أيضا‪﴿:‬سلاَ ٌم َعلىَ إِ ْب َراه َ‬
‫يم﴾((( واملعنى واحد أيضا أي الثناء‬ ‫َ‬ ‫وقال‬
‫احلسن‪.‬‬
‫ُوح‬
‫رابعا‪ -:‬سالم‪ :‬يعني السالمة من كل رش‪ ،‬ويف قوله تعاىل‪َ ﴿:‬يا ن ُ‬
‫ْاهبِ ْط بِ َس َ‬
‫ال ٍم ِّمنَّا﴾((( ويعني السالمة من الرش ومن الغرق وغريه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َار ك يِ‬
‫ُون َب ْرد ًا َو َسلاَ م ًا َعلىَ إِ ْب َراه َ‬
‫يم﴾((( واملعنى هو‬ ‫وقال‪َ ﴿:‬يا ن ُ‬
‫السالمة من رش حر النار وبردها‪.‬‬
‫اب ا ْل َي ِم ِ‬
‫ني﴾((( يعني سالم‬ ‫ك ِم ْن َأ ْص َح ِ‬
‫ويف قوله تعاىل‪ََ ﴿:‬سلاَ ٌم َّل َ‬
‫اهلل هلم من أمرهم حني جتاوز عن سيئاهتم وجزاهم بحسناهتم‪.‬‬
‫ني﴾((( ويعني س َّلم اهلل هلم‬‫ويف قوله تعاىل‪﴿:‬اد ُخ ُلوها بِس َ ِ ِ‬
‫ال ٍم آمن َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫‪33‬‬
‫أمرهم‬
‫وها بِ َسلاَ ٍم َذلِ َ‬
‫ك‬ ‫وقال أيضا بنفس املعنى يف قوله تعالــى‪﴿:‬ا ْد ُخ ُل َ‬
‫ال ُل ِ‬
‫ود﴾(((‪.‬‬ ‫َي ْو ُم خُْ‬

‫((( سورة الصافات‪.109 :‬‬


‫((( سورة هود‪.48 :‬‬
‫((( سورة األنبياء‪.69 :‬‬
‫((( سورة الواقعة‪.91 :‬‬
‫((( سورة احلجر‪.46 :‬‬
‫((( سورة ق‪.34 :‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫خامسا‪ -:‬السالم يعني التحية التي حييي هبا املسلمون بعضهم‬
‫بعضا‪ .‬وهي حتية أهل اجلنة كام جاء يف بيان ٍ‬
‫آيات عديدة كقوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿ َف��إِ َذا د َخ ْلتُم بيوت ًا َفس ِّلموا علىَ َأن ُف ِسكُم تحَ ِي ًة من ِع ِ‬
‫ند اللهَِّ ُم َب َار َك ًة‬ ‫ْ َّ ِّ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫(((‬
‫َط ِّي َب ًة﴾‪.‬‬
‫ال ٌم‬ ‫تعاىل‪﴿:‬وا َملالَئِ َك ُة َيدْ ُخ ُل َ‬
‫ون َع َل ْي ِهم ِّمن ك ُِّل َب ٍ‬
‫اب َس َ‬ ‫َ‬ ‫ويف قوله‬
‫بت ُْم َفن ِ ْع َم ُع ْق َبى الدَّ ار﴾‬
‫ِ (((‬ ‫ِ‬
‫َع َل ْيكُم ب اَم َص رَ ْ‬
‫وهذه جمموعة من الوجوه والنظائر يف القرآن الكريم حول كلمة‬
‫(((‬
‫السالم التي تعد هي حمور بحثنا هذا ونسال اهلل تعاىل التوفيق‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫((( سورة النور‪.61 :‬‬


‫((( سورة الرعد‪.24 – 23 :‬‬
‫((( راجع الوجوه والنظائر ص ‪ ،342‬األشباه والنظائر ص‪ ،305‬إصالح‬
‫الوجوه ص‪ ،245‬وغريها‪.‬‬
‫ال�سالم من الناحية ال�شرعية‬

‫ال�سالم من الناحية ال�رشعية‬


‫مل يكن اإلسالم جمردا عن األساس بل هو أساس كل يشء ألنه من‬
‫لدن خبري حكيم‪.‬‬
‫وانه السبيل إىل اهلل سبحانه وتعاىل واملتمسك بتعاليمه يأخذ بيده‬
‫ال ِم‬ ‫وتعاىل‪﴿:‬و َمن َي ْب َت ِغ َغيرْ َ ا ِ‬
‫إل ْس َ‬ ‫َ‬ ‫إىل اجلنة والرضوان لذا قال اهلل سبحانه‬
‫(((‬
‫ِدين ًا َف َلن ُي ْق َب َل ِم ْن ُه﴾‬
‫(((‬
‫ال ُم﴾‬ ‫ين ِعندَ اللهِّ ا ِ‬
‫إل ْس َ‬ ‫وتعاىل‪﴿:‬ان الدِّ َ‬
‫َّ‬ ‫وقال سبحانه‬
‫وهذا من الناحية الكلية وأما اجلزئيات فقد بني لنا النبي‪‬‬
‫‪35‬‬ ‫واألئمة‪ ‬والعلامء واملجتهدون أمر هذه اجلزئيات كي يكون املسلم‬
‫يف كامل القوى الكاملية فمن اتبع تعاليمهم وبيان أحكامهم كان من‬
‫الفائزين‪.‬‬
‫وألمهية السالم يف اإلسالم كان له احلكم الرشعي يف كل يشء‬
‫وحتى يف الصالة ووجوب الرد عليه‪ .‬ومن تلك السنن املرشوعة هي‬
‫حتية املصيل والسالم عليه‪.‬‬
‫أ – روى حممد بن مسلم‪ :‬دخلت عىل أيب جعفر‪ ‬وهو يف الصالة‪،‬‬
‫((( سورة آل عمران‪.85 :‬‬
‫((( سورة آل عمران‪.19 :‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫فقلت‪ :‬السالم عليك‪ ،‬قال‪" :‬السالم عليك"‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف أصبحت ؟‬
‫فسكت‪ ،‬فلام انرصف قلت‪ :‬أيرد السالم وهو يف الصالة ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫(((‬
‫مثل ما قيل له‪.‬‬
‫ب – وروى سامعة انه سـُئـ َِل اإلمام الصادق‪ ‬عن الرجل يسلم‬
‫عليه وهو يف الصالة ؟ قال‪« :‬يرد سالم عليكم‪ ،‬وال يقل وعليكم السالم‬
‫فان رسول اهلل كان قائام يصيل فمر به عامر بن يارس فسلم عليه فرد عليه‬
‫(((‬
‫النبي هكذا»‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬وقال اإلمام جعفر بن حممد الصادق‪« ،‬كنت اسمع أيب‬
‫يقول‪ :‬إذا دخلت املسجد احلرام والقوم يصلون فال تسلم عليهم وسلم‬
‫عىل النبي ثم اقبل عىل صالتك‪ ،‬وإذا دخلت عىل قوم جلوس يتحدثون‬
‫(((‬
‫فسلم عليهم‪».‬‬ ‫‪36‬‬

‫هذا وجاء يف الرسائل العملية للعلامء حول السالم يف الصالة‬


‫فقالوا‪-:‬‬
‫‪ -1‬قال صاحب الرشائع‪-:‬‬
‫إذا سلم عليه‪ ،‬جيوز أن يرد مثل قوله‪ :‬سالم عليكم‪ .‬وال يقول‪:‬‬

‫((( وسائل الشيعة ‪ ،4 /‬ص ‪.1265‬‬


‫((( وسائل الشيعة ‪ ،4/‬ص ‪.1265‬‬
‫((( املصدر السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.1265‬‬
‫ال�سالم من الناحية ال�شرعية‬
‫(((‬
‫وعليكم السالم‪.‬‬
‫‪ -2‬وكام قال السيد اخلوئي‪-:‬‬
‫‪ -‬ال جيوز للمصيل ابتداء السالم وال غريه من أنواع التحية‪ ،‬نعم‬
‫جيوز رد السالم‪ ،‬بل جيب‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يكون رد السالم يف أثناء الصالة بمثل ما سلم فلو قال‬
‫ا ُمل َسلـِم‪:‬‬
‫سالم عليكم‪ .‬جيب أن يكون جواب املصيل «سالم عليكم» بل‬
‫األحوط‪.‬‬
‫وجوبا املامثلة يف التعريف‪.‬‬
‫(((‬
‫‪ -‬جيب إسامع رد السالم يف حال الصالة وغريها‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -3‬قال السيد السيستاين‪-:‬‬
‫‪ -‬ال جيوز للمصيل ابتداء السالم وال غريه من أنواع التحية‪ .‬نعم‬
‫(((‬
‫جيوز رد السالم‪ ،‬بل جيب‪.‬‬

‫((( رشائع اإلسالم يف مسائل احلالل واحلرام للمحقق احليل‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪،74‬‬
‫الطبعة احلادية عرشة‪1425 ،‬هـ‪ 2004 ،‬م‪ ،‬دار القارئ‪ ،‬بتعليقات السيد‬
‫صادق الشريازي‪.‬‬
‫((( منهاج الصاحلني للسيد اخلوئي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،.191- 190‬الطبعة التاسعة‬
‫والعرشون‪ ،‬منشورات دار العلم‪ ،‬النجف االرشف‪.‬‬
‫((( املسألة ‪ 676‬و‪ 677‬من كتاب منهاج الصاحلني‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .233‬ط ‪– 4‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫‪ -‬جيب أن يكون رد السالم يف أثناء الصالة بمثل ما سلم به ال يزيد‬
‫(((‬
‫عليه‬

‫‪38‬‬

‫‪ 1998‬م‪ 1413 ،‬هـ‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار املؤرخ‪.‬‬


‫((( نفس املصدر‬
‫�إف�شاء ال�سالم طريق �إىل املودة‬

‫�إف�شاء ال�سالم طريق �إىل املودة‬


‫إن املودة سنة إهلية‪ ،‬وهي مشتقة من الصفات اإلهلية وإهنا من‬
‫أسامء اهلل احلسنى فهو «الودود» واملودة هي أن حتب اخلري ملن توده وال‬
‫تستكرب عليه(((‪.‬‬
‫لقد أمر اهلل‪ ‬املؤمنني يف أن يوجهوا مودهتم إىل اهلل ورسوله‬
‫وذي القربى واملؤمنني وكذلك األهل والزوجة وغريهم‪ ،‬وبحيث ال‬
‫تكون هذه املودة عىل نقيض من أحكام الدين اإلسالمي َ‬
‫األخر‪ ،‬فإن‬
‫املودة بني املؤمنني ستقوي العالقات األخوية بينهم‪ ،‬وبالتايل وحدة‬

‫‪39‬‬ ‫األرسة واملجتمع‪ ،‬وقوة الرتابط بني أف��راده‪ ،‬وهذه هي امل��ودة التي‬
‫يحَ ُ ثنا اهلل ورسوله‪ ‬عليها حيث تكون عىل أساس اإليامن واملنظور‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ال خارجة عنه كاملودة واحلب عىل أساس احلمية اجلاهلية‬
‫والعصبيات القبلية بالذات التي كانت قبل اإلسالم‪ ،‬فإهنا غري محيدة‬
‫وال تكون من مصاديق احلب واملودة املعروفة يف اإلسالم‪ ،‬والتي هي‬
‫من أعظم شـُعـَب اإلي�مان كام جاء يف حديث النبي حممد‪« :‬ود‬

‫احلب يكون يف مجيع م ِ‬


‫داخل َ‬
‫اخليرْ ‪ ..‬لسان العرب ‪/‬ج‬ ‫َ‬ ‫((( قال ابن سيده‪ :‬الو ُّد‪ُّ ُ :‬‬
‫‪ / 3‬ص ‪.453‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شـُعـَب اإليمان»(((‪.‬‬
‫وحتقق هذه امل��ودة واحل��ب بني املؤمنني بالرب والتقوى وإفشاء‬
‫السالم والتعاون وغريها من األخالق احلميدة ونبذ ما هو يسء منها‪،‬‬
‫وقد قال النبي‪ ‬يف السالم‪« :‬السالم اسم من اسامء اهلل تعاىل فأفشوه‬
‫بينكم فان الرجل املسلم إذا مر بالقوم فسلم عليهم فلم يردوا عليه‬
‫من هو خري منهم واطيب (وقال) والذي نفسى بيده ال تدخلون اجلنة‬
‫حتى تؤمنوا وال تؤمنون حتى حتاجوا أوالً ادلكم عىل يشء إذا فعلتموه‬
‫حتاببتم‪ ،‬افشوا السالم»(((‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫((( املحاسن للربقي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،264‬الوجيز فقه احلياة الطيبة‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫((( روضة الواعظني ‪ /‬ج‪ / 1‬ص ‪.491‬‬
‫�إف�شاء ال�سالم من التوا�ضع‬

‫�إف�شاء ال�سالم من التوا�ضع‬


‫التواضع من املكارم األخالقية التي حثتنا الرشيعة اإلسالمية‬
‫بالتحيل هبا‪ ،‬وقد وردت يف التواضع أحاديث كثرية ُتبينّ أمهيته للفرد‬
‫املسلم‪ ،‬وال يمكن حرصها يف هذا الكراس‪ ،‬لذا سنقترص عىل مجلة منها‪:‬‬
‫قال اإلم��ام عيل‪ ‬يف وصية له يف هنج البالغة عند موته قال‪:‬‬
‫«عليك بالتواضع فانه من أعظم العبادة» (((‪.‬‬
‫عن أيب عبد اهلل‪ ‬ق��ال‪« :‬فيما أوص��ى الله إلى داود‪ :‬يا داود‬
‫كما أن اقرب الناس من الله المتواضعين كذلك ابعد الناس من الله‬
‫‪41‬‬ ‫المتكبرين»‬
‫(((‬

‫ويف حديث للنبي عيسى‪ ‬حيث قال‪« :‬بالتواضع تعمر الحكمة‬


‫ال بالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع ال في الجبل»(((‪.‬‬
‫وبعد معرفة أمهية التواضع يف اإلسالم‪ ،‬نرى أن هذا اخللق احلميد‬
‫من عنارصه التي بإتباعها نصل إليه هو إفشاء السالم بني أفراد املجتمع‪،‬‬
‫كام جاء يف اخلرب‪ ،‬فقد روي عن أيب عبد اهلل عن آبائه‪ ‬قال‪« :‬إن من‬

‫((( (‪ )3‬الصياغة اجلديدة‪ ،‬ص ‪.623‬‬


‫((( (‪ )4‬نفس املصدر‪ ،‬ص ‪.622‬‬
‫((( (‪ )5‬نفس املصدر‪ ،‬ص ‪.625‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫التواضع أن ترىض باملجلس دون املجلس‪ ،‬وان تسلم عىل من تلقى وان‬
‫ترتك املراء وان كنت حمقا‪ ،‬وال حتب أن حتمد عىل التقوى»(((‪ ،‬عن أيب‬
‫عبداهلل‪ ‬قال‪«:‬من التواضع ان تسلم عىل من لقيت‪ ،‬وقال‪ :‬البخيل من‬
‫(((‬
‫بخل بالسالم»‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫((( الصياغة اجلديدة‪ ،‬ص ‪.623‬‬


‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)151‬‬
‫فوائد �أخرى لل�سالم‬

‫فوائد �أخرى لل�سالم‬


‫إن اهلل سبحانه وتعاىل جعل للمسلمني ثواب ًا وبركة لكل مسلم‬
‫يمتثل ألوامره وينتهي بنواهيه‪ ،‬فكان لكل فعل يفعله املرء له من اهلل‬
‫أجر ًا وثواب ًا‪ ،‬ومن ضمن هذه األوامر التي أمرنا اهلل تعاىل هبا وحث عىل‬
‫أدائها وإفشائها بني الناس هي التحية والسالم واليكم بعض الفوائد‬
‫واآلثار املرتتبة عىل أداء وإفشاء السالم‪:‬‬

‫يجعل في البيت بركة وخيرا كثيرا‪- :‬‬

‫قال النبي‪« :‬أفش ِ السالم يكثر خير بيتك»‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫‪43‬‬
‫يوجب المغفرة‪- :‬‬

‫وقال النبي‪«:‬إن من موجبات المغفرة بذل السالم وحسن‬


‫الكالم»‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫عن ابى عبيدة احلذاء قال‪ :‬زاملت مع أيب جعفر فكان إذا نزل يريد‬
‫حاجة ثم ركب فصافحني‪ ،‬قال فقلت كأنك ترى يف هذا شيئا؟ قال‪:‬‬
‫«نعم ان المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪ / 2‬آداب املعارشة ‪ /‬ص‬


‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫من خير األخالق‪-:‬‬

‫روي عن النبي‪« :‬أال أخبركم بخير أخ�لاق أه��ل الدنيا‬


‫واآلخ��رة»‪ ،‬قالوا‪ :‬بىل يا رس��ول اهلل‪ ،‬فقال‪«:‬إفشاء السالم في‬
‫العالم»‪.‬‬
‫(((‬

‫عظيمة الفضل‪-:‬‬

‫قال النبـــي‪«:‬مصـــافحـــة المؤمن أفضل من مصافحة‬


‫المالئكة»‪.‬‬
‫(((‬

‫مضاعفة األجر في السالم‪- :‬‬

‫روي عن اإلمام عيل‪ ‬أنه قال‪«:‬للسالم سبعون حسنة‪ ،‬تسعة‬


‫وستون للمبتدئ وواحدة للراد»(((‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫وعن اإلمام الصادق‪ ‬قال‪« :‬من قال سالم عليكم فهي عشر‬
‫حسنات ومن قال سالم عليكم ورحمة الله فهي عشرون حسنة‪ ،‬ومن‬
‫قال‪:‬سالم عليكم ورحمة الله وبركاته فهي ثالثون»‪.‬‬
‫(((‬

‫عن الصادق‪ ‬قال‪« :‬ان يف تصافحكم مثل اجور املهاجرين»‪.‬‬


‫(((‬

‫((( بحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،76‬ص‪.12‬‬


‫((( الصداقة واألصدقاء‪ ،‬ص ‪.499‬‬
‫((( بحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،72‬ص ‪.11‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪.)151‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫فوائد �أخرى لل�سالم‬
‫من صفات المؤمنين‪-:‬‬

‫وعن اإلمام عيل بن احلسني‪«-:‬من أخالق المؤمن اإلنفاق على‬


‫قدر اإلقتار‪ ،‬والتوسع على قدر التوسع‪ ،‬وإنصاف الناس‪ ،‬وابتداؤه‬
‫إياهم بالسالم عليهم»‪.‬‬
‫(((‬

‫منازل في الجنة‪-:‬‬

‫قال اإلمام الصادق‪«:‬من يضمن لي أربعة أبيات في الجنة‪:‬‬


‫انفق وال تخف فقرا‪ ،‬وافش ِ السالم في العالم‪ ،‬واترك المراء وان كنت‬
‫(((‬
‫محقا»‪.‬‬

‫نزول الرحمة‪-:‬‬
‫وقال اإلمام الصادق‪« -:‬إن المؤمنـَيـْن إذا التقيا وتصافحا انزل‬
‫‪45‬‬
‫الله بينهما رحمة تسع وتسعون منها ألشدهما حبا لصاحبه وإذا اعتنقا‬
‫(((‬
‫غمرتهما الرحمة»‪.‬‬

‫أمان الذمم‪-:‬‬
‫وق��ال اإلم��ام الصادق‪« -:‬ال��س�لام تحيـــة لملتنــا وأم��ان‬
‫(((‬
‫لذمتنا»‪.‬‬
‫((( وسائل الشيعة‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.56‬‬
‫((( أصول الكايف‪ ،‬ص ‪.380‬‬
‫((( الصداقة واألصدقاء‪ ،‬ص ‪.500‬‬
‫((( بحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،76‬ص ‪.12‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫أجر المصافح بين المؤمنين‬

‫وعن اإلمام الصادق‪ ‬قال‪« :‬إذا صافح الرجل صاحبه فالذي‬


‫يلزم التصافح اعظم اجرا من الذي يدع‪ ،‬أالوان الذنوب للتحات فيما‬
‫(((‬
‫بينهما حتى اليبقى ذنب»‪.‬‬
‫قال الصادق‪« :‬ان لكم نورا تعرفون به حتى ان احدكم إذا‬
‫(((‬
‫صافح اخاه يرى بشاشة عند تسليمه عليه»‪.‬‬
‫(((‬
‫قال الصادق‪« :‬مصافحة المؤمن بألف حسنة»‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬


‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)151‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)151‬‬
‫�آداب ال�سالم وامل�صافحة‬

‫�آداب ال�سالم وامل�صافحة‬

‫أ‪ -‬اإلبتداء بالسالم‪.‬‬

‫عن اإلم��ام الصادق‪ ‬ق��ال‪« :‬يس ّلم الراكب على الماشي‪،‬‬


‫والماشي على القاعد‪ ،‬وإذا لقيت جماع ٌة جماع ًة سلم االقل على‬
‫األكثر‪ ،‬وإذا لقي واحد جماعة سلم الواحد على الجماعة»‪.‬‬
‫(((‬

‫وعن اإلم��ام الصادق‪ ‬ق��ال‪« :‬القليل يبدؤن الكثير بالسالم‬


‫والراكب يبدأ الماشي‪ ،‬واصحاب البغال يبدؤن اصحاب الحمير‪،‬‬
‫واصحاب الخيل يبدؤن اصحاب البغال»‪.‬‬
‫(((‬

‫‪47‬‬
‫عن اإلمام الصادق‪ ‬قال‪ :‬إذا سلم الرجل من اجلامعة اجزئ‬
‫عنهم واذا سلم عىل القوم وهم مجاعة اجزأهم ان يرد واحد منهم‪.‬‬
‫(((‬

‫ب‪ -‬الجهر بالسالم‪.‬‬

‫عن اإلمام الباقر‪ ‬ق��ال‪«:‬إذا سلم احدكم فليجهر بسالمه‪ ،‬ال‬


‫يقول سلمت فلم يردوا علي ولعله قد يكون سلم ولم يسمعهم وإذا رد‬

‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬


‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫احدكم فليجهر برده‪ ،‬ال يقول المسلم سلمت فلم يردوا علي‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫كان عيل يقول‪« :‬ال تغضبوا وال تغضبوا‪ ،‬افشو السالم واطيبوا الكالم‬
‫وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسالم‪ ،‬ثم تلى علي قول الله‬
‫(((‬
‫﴿السلاَ ُم ا ْل ُم ْؤ ِم ُن ا ْل ُم َه ْي ِم ُن﴾»‪.‬‬
‫َّ‬

‫ج‪ -‬الحث على إفشاء السالم في اإللتقاء وفي الفراق‪.‬‬


‫(((‬
‫قال الباقر‪« :‬افشوا سالم الله فان سالم الله ال ينال الظالمين»‪.‬‬
‫قال النبي‪« :‬إذا التقيتم فتالقوا بالسالم والتصافح وإذا تفرقتم‬
‫(((‬
‫فتفرقوا باالستغفار»‪.‬‬
‫«الت��دع احدا إلى طعامك حتى يسلم‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال النبي‪:‬‬
‫السالم اسم من اسماء الله تعالى فافشوه بينكم فان الرجل المسلم إذا‬
‫‪48‬‬
‫مر بالقوم فس ّلم عليهم فلم يردوا عليه من هو خير منهم واطيب»‬
‫قال النبي‪« :‬ان اعجز الناس من عجز عن الدعاء وان ابخل‬
‫(((‬
‫الناس من بخل بالسالم»‪.‬‬
‫قال النبي‪« :‬اذا لقى احدكم اخاه فليسلم عليه وليصافحه فان‬

‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬


‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫�آداب ال�سالم وامل�صافحة‬
‫الله اكرم بذلك المالئكة فاصنعوا صنيع المالئكة»‪.‬‬
‫(((‬

‫وق��ال رس��ول اهلل‪« ‬إذا قام احدكم من مجلسه فليودعهم‬


‫بالسالم»‪.‬‬
‫(((‬

‫د‪ -‬السالم على النساء‪.‬‬

‫عن اإلمام الصادق‪ ‬قال‪« :‬كان رسول الله‪ ‬يسلم على‬


‫النساء ويرددن عليه‪ ،‬وكان أمير المؤمنين‪ ‬يسلم على النساء ويرددن‬
‫عليه‪ ،‬وكان يكره ان يسلم على الشابة منهن ويقول‪ :‬اتخوف ان يعجبني‬
‫صوتها فيدخل علي اكثر مما الطلب من االخر»‪.‬‬
‫(((‬

‫(((‬
‫وعنه‪ ‬انه «كره ان يصافح الرجل المرأة وان كانت مسنة»‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫هـ ‪ -‬كيفية سالم المرأة على الرجل‪.‬‬


‫سأل السائل الصادق‪« ‬عن النساء كيف يسلمن إذا دخلن على‬
‫القوم‪ ،‬قال المرأة تقول عليكم السالم والرجل يقول السالم عليكم»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬


‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫و‪ -‬في المصافحة والمعانقة بين المؤمنين‪.‬‬

‫عن الصادق‪ ‬قال‪« :‬ما صافح رسول الله‪ ‬رجال قط فنزع‬


‫(((‬
‫يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه»‪.‬‬
‫سأل رجل ابا عبداهلل‪ ‬عن اجر املؤمنني إذا التقيا واعتنقا‪ ،‬فقال‬
‫له‪« :‬إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة فاذا التزما ال يريدان بذلك إلاّ وجهه‬
‫وال يريدان عرض ًا من اعراض الدنيا‪ ،‬قيل لهما مغفور لكما فاستأنفا‬
‫فاذا اقبال على المسألة قالت المالئكة بعضهم لبعض تنحوا عنهما فان‬
‫لهما سرا وقد سر الله عليهما»‪.‬‬
‫قال اسحاق‪ :‬قلت له جعلت فداك فال يكتب عليهام لفظهام وقد‬
‫يب َعتِيدٌ ‪ ،O‬قال‪ :‬فتنفس ابن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫﴿ما َي ْلف ُظ م ْن َق ْو ٍل إِلاَّ َلدَ ْيه َرق ٌ‬
‫قال اهلل‪َ ‬‬
‫رسول اهلل ثم بكي حتى اخضلت حليته وقال‪ :‬يا اسحاق ان اهلل تبارك‬ ‫‪50‬‬
‫وتعاىل إنام امر املالئكة ان تعتزل عن املؤمنني إذا التقيا إجالالً هلام وانه‬
‫وان كانت املالئكة ال تكتب لفظهام وال تعرف كالمهام فانه يعرفه‬
‫وحيفظه عليهام عامل الرس واخفى‪.‬‬
‫(((‬

‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 2‬ص ‪)151‬‬


‫((( مشكاة االنوار ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪)151‬‬
‫ال�سالم على �أهل القبور‬

‫ال�سالم على �أهل القبور‬


‫كثري ًا ما نسمع بالسالم والتحية وما ب ّيناه يف هذا السفر الصغري هو‬
‫بيان األحياء مع بعضهم ولكن مل نسمع ومل نعرف عىل أن السالم يمكن‬
‫أيضا عىل األم��وات وما نب ّينه يف هذا الفصل هو بيان ألمهية السالم‬
‫ً‬
‫والتحية يف اإلسالم حتى عىل األموات‪.‬‬
‫مر عىل املقابر فقال‪« :‬السالم عليكم يا‬
‫روي أن أمري املؤمنني‪ّ ‬‬
‫أهل القبور أنتم لنا سلف‪ .‬ونحن لكم خلف‪ .‬وإنّا إن شاء الله بكم‬
‫وأما األموال‬
‫وأما األزواج فنكحت‪ّ .‬‬
‫فسكنت‪ّ .‬‬
‫الحقون‪ .‬أما المساكن ُ‬
‫‪51‬‬ ‫فقسمت‪ .‬هذا خبر ما عندنا فليت شعري ما خبر ما عندكم؟‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫ّ‬
‫أما أنهم إن نطقوا لقالوا‪ :‬وجدنا التقوى خير زاد»(((‪.‬‬
‫وعن عيل بن محزة قال‪ :‬سألت أبا عبد اهلل الصادق‪ :‬اس ّلم عىل‬
‫أهل القبور؟‪.‬‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كيف أقول؟‪.‬‬
‫ق��ال‪« :‬تقول‪ :‬السالم عىل أهل الديار من املؤمنني واملؤمنات‬

‫((( الصياغة اجلديدة‪.625‬‬


‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫واملسلمني واملسلامت‪ .‬أنتم لنا ٌ‬
‫فرط وإنّا بكم إن شاء اهلل راجعون»(((‪.‬‬
‫فمر باملقابر‬
‫كنت مع عيل بن أيب طالب‪ّ ‬‬
‫وعن أصبغ بن نباته قال‪ُ :‬‬
‫فقال‪« :‬السالم على أهل ال إله إال الله‪ .‬من أهل ال إله إال الله‪ .‬يا أهل ال‬
‫إله إال الله‪ .‬كيف وجدتم قول ال إله إال الله‪ .‬يا ال إله إال الله بحق ال إله‬
‫إال الله اغفر لمن قال ال إله إال الله‪ .‬واحشرنا في زمرة ال إله الله»(((‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫((( بحار األنوار ج‪.78‬‬


‫((( بحار األنوار ج‪82‬‬
‫ال�سالم على مر�سلني‬

‫ال�سالم على املر�سلني‬


‫إن قلب املؤمن يعتمر بسكينة السالم‪ .‬ولسان املؤمن رسول صادق‬
‫لقلبه‪ .‬وهكذا كانت حتية السالم‪.‬‬
‫ثم اخذ اإلنسان املؤمن هبذه التحية الطيبة إىل العروج إىل رسل‬
‫اهلل‪ .‬وبني املؤمن ورسل اهلل وأوليائه صلة قريبة‪ .‬فهم وسائل رمحة‬
‫اهلل وقدوات حياته وشفعاء آخرته وقد أكرم اهلل رسله بالسالم عليهم‬
‫وبذلك فرض احرتامهم عىل الناس‪ .‬بل وحتى عىل الطبيعة‪.‬‬
‫ونستفيد من مجلة آيات كريمة استحباب السالم عىل املرسلني‬
‫‪53‬‬ ‫عموما وعىل خاتم املرسلني باخلصوص‪.‬‬
‫اص َط َفى‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫وهو قوله تعاىل‪ُ ﴿:‬ق ِل حَْ‬
‫ال ْمدُ للِهَِّ َو َسلاَ ٌم َعلىَ ع َباده ا َّلذ َ‬
‫ين ْ‬
‫(((‬
‫ُون﴾‬
‫شك َ‬ ‫آللهَُّ َخيرْ ٌ َأ َّما ُي رْ ِ‬

‫وهكذا يصيل املؤمن عىل النبي حممد ‪ ‬ويسلم عليهم‪ ،‬ويسلم‬


‫عىل سائر املرسلني إشعارا باحرتامه هلم وحبه وإيامنه وإتباعه ملسريهتم‬
‫اإليامنية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(((‬
‫ال ْمدُ للِهَِّ َر ِّب ا ْل َعالمَ َ‬
‫ني﴾‬ ‫ني َو حَْ‬
‫تعاىل‪﴿:‬و َسلاَ ٌم َعلىَ المُْ ْر َسل َ‬
‫َ‬ ‫وقوله‬
‫((( األخالق واآلداب اإلسالمية ص‪630 :‬‬
‫((( سورة النمل‪.59 :‬‬
‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫ِ‬ ‫وقوله‪﴿:‬إِ َّن اللهََّ َو َملاَ ئِ َك َت ُه ُي َص ُّل َ‬
‫ون َعلىَ النَّبِ ِّي َيا َأ هُّ َيا ا َّلذ َ‬
‫ين َآمنُوا‬
‫َص ُّلوا َع َل ْي ِه َو َس ِّل ُموا ت َْسلِي ًام﴾((( اللهم صل عىل حممد وآل حممد الطيبني‬
‫الطاهرين‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫((( سورة الصافات‪.182- 181 :‬‬


‫من ق�ص�ص ال�سالم‬

‫من ق�ص�ص ال�سالم‬


‫روي عن االمام الصادق‪ ‬انه قال‪« :‬مر هيودي بالنبي‪ ‬فقال‪:‬‬
‫السام عليك‪.‬‬
‫فقال‪ :‬عليك‪ .‬فقال اصحابه‪ :‬انام سلم عليك باملوت «فقال‬
‫املوت عليك»‪.‬‬
‫قال النبي‪ :‬وكذلك رددت‪.‬‬
‫ثم قال النبي‪ :‬ان هذا اليهودي يعضه اسود((( يف قفاه فيقتله‪.‬‬
‫قال‪ :‬فذهب اليهودي فاحتطب حطبا كثريا فاحتمله‪ .‬ثم مل‬
‫‪55‬‬ ‫يلبث حتى انرصف‪.‬‬
‫فقال له رسول اهلل‪ :‬ضعه‪ .‬فوضع احلطب فاذا اسود يف جوف‬
‫احلطب عاض عىل عود‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا هيودي أي يشء عملت اليوم؟‪.‬‬
‫قال‪ :‬ما عملت اال حطبي هذا احتملته وجئت به‪ .‬فكانت معي‬
‫كعكتان فاكلت واحدة‪ .‬وتصدقت بواحدة عىل مسكني‪.‬‬
‫فقال رسول اهلل‪ :‬هبا دفع اهلل عنك‪.‬‬

‫((( سورة األحزاب‪.56 :‬‬


‫ال�سالم حتية اال�سالم‬
‫فقال‪ :‬ان الصدقة تدفع ميتة السوء من االنسان»‪.‬‬
‫(((‬

‫وهذه القصة تعطينا درسا وافيا بعدم االستهزاء بالسالم وحتريفه‬


‫وكذلك درس ًا آخر حول الصدقة والتي تكون هي املنجية من ميتة‬
‫السوء وهلذه القصة ارتباط آخر يف قول النبي‪ ‬حيث قال‪ :‬الكلمة‬
‫الطيبة صدقة‪ .‬فتكون الصدقة فيدفع اهلل هبا كل مكروه عن اإلنسان وإن‬
‫كان غري مسلم‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫((( اسود‪ :‬يقصد به هنا العربيد وهو ذكر االفعى‪.‬‬


‫اخلال�صة‬

‫اخلال�صة‬
‫بعد االطالع عىل املوجز اليسري من بيان ومفاهيم السالم والتحية‬
‫يف االسالم من الناحية اللغوية وكذلك الرشعية وما جاء يف الكتاب‬
‫والسنة تبني ان مسألة التحية يف االسالم جزء ال يتجزأ من احكامه‬
‫وواجباته ومستحباته وان مل يكن هبذا اللفظ «السالم عليكم»‪.‬‬
‫ولكن بعد ان مررنا عىل هذه الصورة وجدنا ان كلمة «السالم»‬
‫الهنا مشتقة من السالم وهو «اهلل» جعله االسالم شعارا له واختاره‬
‫حتية للمسلمني مع بعضهم البعض‪ ،‬بل وحتى مع غري ملتهم النه يعترب‬

‫‪57‬‬ ‫سالم ًا ودعا ًء «السالم عليكم» أي «اخلري عليكم» او «االمان عليكم»‬


‫وهكذا كام تقدم بيانه‪.‬‬
‫واحلث عىل التحية هبذه الكلمة الطيبة هلا آثارها الوضعية االجيابية‬
‫يف نفس املؤمنني والناس انفسهم وهذه اآلثار قد تكون هلم منجية يوم‬
‫يفر املرء من ابيه وامه واخيه وصاحبته وبنيه فريد عليه بانك كنت من‬
‫اهل السالم وصاحب التحية والسابق يف ادائها واملتقدم عىل ردها دون‬
‫ملل او جزع وهبذه اخلالصة نسال اهلل العيل القدير ان يوفقنا ويوفق‬
‫كل املؤمنني واملؤمنات الداء هذه التحية ما بينهم دون التهاون هبا انه‬
‫السميع املجيد‪.‬‬
58
‫امل�صادر‬

‫امل�صادر‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬االخ�لاق واالداب االسالمية‪ .‬عبد اهلل اهلاشمي‪ :‬ط ‪/ 4‬‬
‫‪ 1424‬هـ ‪ 2003 /‬م ‪ /‬دار العلوم‪.‬‬
‫‪ -3‬ال��ف كلمة م��ن احلكم وامل��واع��ظ واالم��ث��ال ل�لام��ام امري‬
‫املؤمنني‪ ‬منشورات املكتبة العلمية ‪.1963‬‬
‫‪ -4‬فقه السلم والسالم للسيد حممد الشريازي ‪ /‬ط ‪2004 / 1‬‬
‫م‪ /‬جلنة سيد الشهداء اخلريية‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪ -5‬دائرة املعارف االسالمية‪.‬‬
‫‪ -6‬لسان العرب‪.‬‬
‫‪ -7‬مفردات الراغب لالصفهاين‪.‬‬
‫‪ -8‬االنوار الالمعة يف رشح الزيارة اجلامعة‪.‬‬
‫‪ -9‬الوجوه والنظائر‪ .‬ملوسى بن هارون‪.‬‬
‫‪ -10‬وسائل الشيعة للحر العاميل‪.‬‬
‫‪ -11‬كتاب املحاسن للربقعي‪.‬‬
‫‪-12‬الوجيز يف الفقه االسالمي‪ .‬للسيد حممد تقي املدريس‪.‬‬
‫‪-13‬بحار االنوار‪ .‬للعالمة املجليس‪.‬‬
‫‪-14‬الصداقة واالصدقاء‪.‬‬
‫‪-15‬اصول الكايف‪ .‬للشيخ الكليني‪.‬‬
‫‪-16‬الصياغة اجلديدة للسيد حممد الشريازي‪.‬‬
‫‪-17‬قضايا الشباب بني السلب واالجياب‪.‬‬
‫‪-18‬يف ظالل اولياء اهلل‪ .‬للشيخ حممود رشيعتي زادة اخلراساين‪.‬‬
‫‪-19‬رسائل العلامء والفقهاء‪.‬‬
‫‪-20‬رشائع االسالم‪ .‬للمحقق احليل‪.‬‬
‫‪ .12‬مشكاة االنوار لعيل الطربيس‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫املحتويات‬
‫‪7‬‬ ‫مقدمة ‬
‫‪9‬‬ ‫مفهوم التحية والسالم يف اإلسالم ‬
‫‪11‬‬ ‫السالم حتية اإلسالم ‬
‫‪13‬‬ ‫التحية يف األمم السالفة ‬
‫‪15‬‬ ‫ما هو السالم والتحية ‬
‫‪17‬‬ ‫السالم يف اللغة ‬
‫‪21‬‬ ‫السالم يف الشعر العريب ‬
‫‪25‬‬ ‫السالم يف القرآن الكريم ‬
‫‪31‬‬ ‫وجوه السالم يف القرآن الكريم ‬
‫‪35‬‬ ‫السالم من الناحية الرشعية ‬
‫‪39‬‬ ‫إفشاء السالم طريق إىل املودة ‬
‫‪41‬‬ ‫إفشاء السالم من التواضع ‬
‫‪43‬‬ ‫فوائد أخرى للسالم ‬
‫‪43‬‬ ‫جيعل يف البيت بركة وخريا كثريا ‬
‫‪43‬‬ ‫يوجب املغفرة ‬
‫‪44‬‬ ‫من خري األخالق ‬

‫‪61‬‬
‫‪44‬‬ ‫عظيمة الفضل ‬
‫‪44‬‬ ‫مضاعفة األجر يف السالم ‬
‫‪45‬‬ ‫من صفات املؤمنني ‬
‫‪45‬‬ ‫منازل يف اجلنة ‬
‫‪45‬‬ ‫أمان الذمم ‬
‫‪46‬‬ ‫أجر املصافح بني املؤمنني ‬
‫‪47‬‬ ‫آداب السالم واملصافحة ‬
‫‪47‬‬ ‫أ‪ -‬اإلبتداء بالسالم‪ .‬‬
‫‪47‬‬ ‫ب‪ -‬اجلهر بالسالم‪ .‬‬
‫ج‪ -‬احل����������ث ع����ل���ى إف��������ش��������اء ال��������س����ل���ام يف‬
‫‪48‬‬ ‫اإللتقاء ويف الفراق‪ .‬‬
‫‪49‬‬ ‫د‪ -‬السالم عىل النساء‪ .‬‬
‫‪49‬‬ ‫هـ ‪ -‬كيفية سالم املرأة عىل الرجل‪ .‬‬
‫‪50‬‬ ‫و‪ -‬يف املصافح واملعانقة بني املؤمنني‪ .‬‬
‫‪51‬‬ ‫السالم عىل أهل القبور ‬
‫‪35‬‬ ‫السالم عىل املرسلني ‬
‫‪55‬‬ ‫من قصص السالم ‬
‫‪57‬‬ ‫اخلالصة ‬
‫‪59‬‬ ‫املصادر ‬

You might also like