Professional Documents
Culture Documents
التوعية بضرورة المطالبة بأوضاع أفضل وضمان حقوق اإلنسان بهدف خلق سياق يسمح بصحة •
نفسية أفضل.
مناقشة مختلف األبعاد التي تسمح بأوضاع أفضل للصحة النفسية ،مثل الظروف العاطفية، •
والجسمانية ،والذهنية والروحية واالقتصادية ،على نحو شامل.
عوضا ً عن التأسيس لمقاربة فردية ،والتي تعُنى بالسالمة الشخصية والرعاية الذاتية حصراً ،نحتاج إلى التركيز على السياق الجمعي والظرفي .فنتصور المقاربة النفسية االجتماعية عدسة من خاللها:
*نحدد ،ونحلل ونواجه شتى آثار العنف السياسي االجتماعي على الفرد والمجتمع
*فهم الصيغ الفريدة التي يتبعها الناس في التأقلم ،والمرونة ،والتركيز على التأهيل واالستقاللية بدالً عن وجود مرض ،أو إعادة انتاج الضحايا على المستوى الفردي أو الجمعي
3
.2المبادئ والمعايير األساسية للمرافقة النفسية االجتماعية
مقاربة "منع الضرر" األخالقية :الوقاية من احتماالت وقوع الخطر وتخفيفها
في جميع تدخالتنا. تجنب إعادة إيذاء الضحايا :من المه ّم أن توفر عملية المرافقة الدعم والتمكين،
أهمية السياق :نحن نحلل ردات الفعل ،واآلثار الناتجة وفقا ً للسياق الذي تحدث وأن تخلو من خطاب العجز أو استحالة رفع الضرر.
فيه. تعزيز التكامل :نحن نرسخ للتحليل متعدد التخصصات للوضع ،ومشاركة
ليست معالجة نفسية :على الرغم من أن المرافقة النفسية االجتماعية تهدف المعلومات ،والمقترحات والتصورات المختلفة من مختلف المجاالت ذات الصلة.
للتصدي آلثار وتبعات األحداث الصادمة ،وربما اتخذت طابعا ً عالجيا ً أو االعتماد على "االستجابة المرنة" :نحن نعطي الناس الوقت لتغيير األوضاع
مساعداً على الشفاء ،إال إنّها ليست مرافقة مرضية. الصادمة ،وتنمية آليات التأقلم الخاصة بهم.
االحترام ،المسؤولية والتحكم :ينبغي تنفيذ عملية المرافقة باحترام عميق تجاه االنحياز األخالقي :نحن نتخذ موقفا ً أخالقيا ً من تحليل السياق ،وندعم الشخص
استقاللية األفراد والمنظمات ويمتد هذا االحترام إلى ما تقدمه هذه األطراف للمطالبة بحقوقه بدالً عن االكتفاء بالتنقيب في األعماق عن تفسير لما يتعرض له
من وقت وإمكانيات وقرارات .من الضروري تجنب جميع مظاهر اإلكراه أو من معاناة.
التلقين أو التراتبية في العالقة.
هدف التغيير :استصحابا ً للمبدأ السابق المتعلق باالنحياز :نحن نتطلع إلى
تغيير الواقع :عبر االلتزام بزيادة مستوى كفالة حقوق اإلنسان والدفاع عنها.
4
اآلثار النفسية االجتماعية للعنف :ماذا نعني بتلك العبارة؟ .3
اآلثار النفسية االجتماعية للعنف االجتماعي السياسي تشكّل جملة من الضغوط النفسية ،والشعور بالفقد ،واألذى ،والتغييرات التي
يعانيها األفراد والمنظمات والمجتمع نتيجة لذلك العنف .وتشيع في سياق الدفاع عن حقوق اإلنسان حاالت الصدمة والضغط.
الصدمة الضغط
الصدمة تجربة تشكل تهديداً لسالمة الفرد الجسدية أو النفسية .وهي الضغط هو استجابة عادية لتح ٍد جسماني او عاطفي ،ويحدث عندما يختل
ترتبط مع شيوع الفوضى واالرتباك أثناء الحدث المعني ،وتجزؤ توازن متطلبات وضع ما مقارنة بالموارد المتاحة للتكيّف معه.
الذاكرة ،غياب الشعور بالمعنى ،والذعر ،والتناقض الوجداني أو
الذهول.
وقد يكون الضغط النفسي حاداً (عندما يحدث بسبب مواقف خطيرة ،أو
وقد يتعرض المدافعون لإلصابة بـ "صدمة ثانوية ،أوغير مباشرة" تهديدات ،أو اعتداءات) أو تراكميا ً (عندما يطرأ بسبب عوامل يومية
عندما يسمعون ،أو يشاهدون أو يقرأون عن أحداث صادمة وقعت كفقر البيئة العملية ،واإلفراط في العمل ،وغيرها).
آلخرين. "
إجهاد التعاطف" وهو أحد أنواع الضغط النفسي التي تشيع في أوساط
تحدث الصدمة غير المباشرة بسبب تأثر المساعد عميقا ً بتجربة الضحايا المناصرين .وهو عبارة عن .إرهاق عاطفي يحدث نتيجة لمرافقة
الذين يعمل معهم .يسمع المدافعون قصصا ً مزعجة بانتظام ،ويواجهون يمرون بتجارب قاسية.
أشخاص ّ
حاالت من العنف والفقر والنكبات .وعليه فإن الصدمة الثانوية مالزمة
للعمل في مجال حقوق اإلنسان. وهناك أيضا ً اإلنهاك ،وهو من تداعيات األوضاع الضاغطة ،ويتميز
بحالة االنطفاء الجسدي ،والعاطفي والذهني .ومن أعراضه :اإلرهاق،
ونحن نستخدم مفردة اإلسقاط النفسي فيما يتعلق بالصدمة غير المباشرة والشعور بالعجز ،واليأس ،والخواء العاطفي ،أو اكتساب مواقف سلبية
لإلشارة إلى األثر الذي تتركه قصة الضحية في تجربة الشخص المرافق حيال العمل ،والحياة ،والناس.
الخاصة أو مشكالته .على سبيل المثال قد يستدعي الحديث عن
االغتصاب أو الحزن على فقد شخص عزيز المستمع إلى تذ ّكر ما ّ
مر
تجربته الشخصية مع االستغالل أو الفقد.
عوامل الخطورة التي يواجهها المدافعون الحقوقيون .4
الدور المضاعف :يعمل المدافعون الحقوقيون مع الضحايا اآلخرين ويقدمون لهم الدعم، ضغط العمل الزائد ،والمسؤولية المفرطة :نميل إلى الشعور بالذنب عندما نرغب في
ولكن في الوقت ذاته قد يكونوا هم أنفسهم من ضحايا االعتداءات. الراحة ،أو االهتمام باحتياجاتنا الخاصة ،مما يؤدي إلى متالزمة البطلة أو البطل الخارق.
العالقات العائلية الهشّة والمضطربة :عادة ما ديناميكيات السلطة داخل المنظمات :في حاالت عديدة ،تفرز منظمات
يختار المدافع أال يشرك عائلته في أنشطته الدفاع عن حقوق اإلنسان أنماطا ً مؤذية من صراع القوى ،وربما كانت
ليحميهم ،ويجنبهم القلق ،ويقيهم من المخاطر. ذات األنماط التي تحاول تغييرها خارج المنظمة .فينتج عن هذا الصراع
يؤدي هذا األمر إلى تباعد عاطفي ،بل وجسدي يقوض هيكلها المصمم كمساحة آمنة.
قدر كبير من التوتر ،مما ّ
أحيانا ً
6
.5أثر الخوف على األمن والسالمة
التمييز بين الخوف والمخاطرة
الحياة والقرارات األمنية يمكن الشعور بالخوف بال مخاطرة ،والعكس
ما الخوف إال آلية للحماية في مواجهة الخطر ،تساعدنا على اكتشاف صحيح!
التهديدات التي تعترضنا ،واتخاذ ق اررات أفضل حول كيفية حماية أنفسنا .وقد
من المهم للغاية معرفة المخاطر واستراتيجيات الحماية الممكنة للوعي
تمكن الكثير من الناس من النجاة بفضل الخوف.
بمخاوف المدافع المتعلقة بوضعه الخاص .وسنحتاج أيضاً إلى تقييم مدى
ويشل ،ويمتد إلى جميع مناحي حياة الفرد. إال إن الخوف قد يعزل أيضاً، جدوى استمرار أنشطة الدفاع عن الحقوق دون تجاوز الحد المقبول من
ّ
الخوف هو االستراتيجية األكثر فعالية للسيطرة االجتماعية :وذلك باستغالله المخاطرة.
وتوظيفه لحل النظام االجتماعي وتفكيكه.
ولضمان ذلك ،نعتمد على تحليل مخاطر موضوعي ،يأخذ في الحسبان سير
حياة األفراد والمنظمات وحاجاتهم ،ويضع الناس أنفسهم في قلب استراتيجيات
من المهم التمييز بين الخوف والمخاطرة
الحماية.
ق من اعتداء محتمل .المخاطرة هي احتمال أن يحدث االعتداء ،وهذا االحتمال يعتمد ينطوي الخوف على قل ٍ
على عدة عناصر يتحتم تحليلها معاً :السياق ،والفاعلون ،والضحايا المحتملون ،والقدرات ،واألحداث السابقة،
إلخ. يرفض المدافعون في كثير من الحاالت االعتراف بالخوف ،يحسبونه عالمة
. إن الخوف شعور قوي جداً قدعلى الضعف ،أو عدم التزام ،أو جبناً .إال ّ
يشوه الواقع ،إما بالمبالغة ،أو بالشلل ،أو اإلنكار ،أو التبسيط ،أو تعطيل
ّ
القدرة على النظرة الواسعة لجميع احتماالت المخاطر.
من الضروري التمييز بين الواقع واإلسقاط الناجم عن الخوف .علينا محاولة
تحقيق التوازن العاطفي الذي ال يستخف بالمخاطرة ،ولكن ال يجعل الشخص مرتبكا
عند الخوف ،أو عاجزا عن التصرف.
.6اكتشاف المرونة وتعزيزها :عوامل التك ّيف
أن تر ّكز مقاربتنا لعمليات المرافقة على اكتشاف موارد األفراد والمجموعات وتقويتها .ولفهم أشكال التأقلم والمرونة عند الناس ،من الضروري
ينبغي ّ
أن نر ّكز على إعادة التأهيل واالستقاللية ،بدالً عن التركيز على وجود علّة مرضية ما أو إيذاء الضحايا أو المجتمع مجدداً.
ّ
عندما نتحدث عن "التأقلم" نشير إلى االستجابات عن حقوق اإلنسان على تجنب االنهيار في مواجهة الشدائد.
واآلليات التي يستدعيها األشخاص في مواجهة من جانب آخر نحن نتحدث عن "المرونة" بصفتها القدرة على تجاوز الظروف القاسية،
الرعب والتجارب القاسية.
والضاغطة ،والمؤلمة ،التي تحفّز آليات التكيّف عند األفراد والجماعات كليهما.
يطور الناس آليات للتكيّف تسمح لهم
بوعي أو بدونه ّ
بتعديل االضطرابات التي أفرزتها تجاربهم القاسية وال تنحصر المرونة في القدرة على مجابهة آثار العنف ،أو التعامل مع أعراض ما بعد
بهدف استعادة التوازن الصحي
الصدمة ،ولكنها تعزيز شامل لألفراد والمجتمعات ليتحلّوا باإلبداع والمبادرة في
يظهر الناس أنواعا ً من استجابات التأقلم وفقا ً
لحاجاتهم الشخصية واالجتماعية. مواجهة هذه األوضاع.
8
.7الرعاية الشخصية
من المهم وضع استراتيجيات للرعاية عند التعامل مع حاالت العنف السياسي المرهقة ،والعديد من التحديات المستمرة ،لتفادي آثار المعاناة ،أو تخفيفها والتعافي منها،
ولتوفير مساحات تدعم قدرات التأقلم والمرونة .االلتزام بالرعاية كمحور مركزي ،والتشجيع المستمر لتبني فلسفة للرعاية تسري في جميع ممارسات المنظمة وعالقاتها
وتقاليدها.
ماهي "الرعاية الذاتية"؟
الرعاية الذاتية تشير إلى تحديد وتنفيذ جميع األنشطة التي تُشبع مختلف نواحي تكاملنا ،وتساعدنا على الراحة ،واالعتزال ،والتغذية ،أو تقوية أنفسنا.
ال توجد صيغ قياسية للرعاية الذاتية .على كل شخص إيجاد الطرق التي تناسبه للتأقلم ،والتي قد تختلف من وقت آلخر .االهتمام بأنفسنا يبدأ من القدرة على تحديد حاجاتنا،
وإدراك أننا ال نقدم الدعم فقط ،بل نحتاج أن نتلقى الدعم بطريقة متوازنة لك ٍل من الفرد والمجتمع.
إن رعاية الذات ينبغي أال تُفرض فرضا ً ،بل يجب أن تكون متجذرة في التأمل النقدي لدى الفرد
َّ
والمجتمع كليهما ،حيث توجد فكرة شائعة مفادها إنّنا برعاية أنفسنا نستطيع تحسين
مقاومة االعتداء بالعنف ،وتحسين العمل على الدفاع عن الحقوق ،وتمييز حاالت
الخطر والحماية بسهولة أكبر.
هناك جدل حول مفردة الرعاية الذاتية ،ألنّها تشدد على الفرد بمعز ٍل عن المجتمع ،أو البيئة،
9
بأن الفرد وحده المسؤول عن رعاية نفسه ،وتوجيه اللوم بالتالي على من وتعطي انطباعا ً ّ
من الضروري أيضا ً عندما نتحدث عن الرعاية الذاتية. ،يعجزون عن الوفاء بتلك المسؤولية
أن نضع في الحسبان أن سالمة الفرد ال تعتمداً فقط على العوامل أو القرارات
الشخصية .تتطلب المقاربة النفسية االجتماعية استراتيجيات شاملة تتناول شتى األبعاد
(.شخصية ،جمعية ،ومنهجية)
.8الرعاية العامة
استراتيجيات رعاية الفريق/الرعاية المؤسسية
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻧظﻣﺎت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن أن ﺗﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن إن اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺟزء ﻣن ﺑﻧود اﻟﻌﻣل ،ﻷ ّﻧﮭﺎ رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ أﯾﺿﺎ ً ﻟﻠﺷﻌور ﺑﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻧﺎ ،واﺗﺳﺎﻗﻧﺎ
اﻟداﺧﻠﻲ ،واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل.
البد من أن تكون الرعاية جهداً جمعياً ،وليس فرديا ً فقط .وهذا يعني أن على المنظمات تأسيس ثقافة تنظيمية تحتضن ديناميات الدعم البنيوي والمتبادل .بما في ذلك تقييم
عالئق القوى ،وصنع القرارات الفردية والجمعية التي تراعي مصلحة الجميع .وتشتمل هذه الثقافة أيضا ً على مدى مناقشة ما يختبره أعضاء المنظمة من مخاطرة ومعاناة
ومخاوف على مستوى جمعي .فمن المهم التحقق من مدى الترويج لقصص التضحية ومواقفها ،سوا ًء أكانت هناك نزعة لإلفراط في العمل ،أو أنماط سامة في عالقات القوى.
.
التحديات والقيود على الرعاية المؤسسية
حتى تكون الرعاية التنظيمية فعالة البد من أن: إن الرعاية التنظيمة هي دينامية مستمرة وتح ٍد قائم وال تخلو من الصعوبات والقيود .من التحديات الشائعة التي تواجهَّ
تنفيذ االستراتيجيات والتدابير النفسية نجد:
• تغير السياق والصراعات الداخلية ،والقيود المتعلقة بشؤون األفراد أو الموارد المالية ،و تطبيع العنف ،مقاومة التغيير،
والمشاعر الطارئة مثل الخوف أو الشعور بالذنب. .
• ضيق الوقت أثناء فترات العمل ،وحجم العمل الزائد الذي يصعب معه وضع األدوات النفسية االجتماعية ضمن
ال تفرض من األولويات .إذ تق ّل وتيرة تطبيقها تحديداً عندما تكون الحاجة إليها أشد إلحاحاً.
تسمح بدرجات األعلى إلى
مختلفة من األسفل في هرم • قد ال يتشارك األفراد في المنظمة الدرجة ذاتها من االهمية فيما يتعلق بالمقارنة ،وقد تنشأ توترات مع من يحاولون
المشاركة المنظمة وضعها ضمن األولويات.
• الجوانب التي تدفع الناس لتح ّمل تبعات الضغط أو الخوف بدالً عن الحديث عنه مثل االعتقاد ّ
بأن تلقي الدعم يدل على
الضعف.
• سرعة معدل تغيير فرق العمل ،والذي يسهل معه فقدان الذاكرة التأريخية لألدوات المتاحة والمعرفة بها.
إدماج نهج نفسي اجتماعي في أعمال الحماية هو: .9
ى عال من الضغط الذي توازيه تبعات
تحديد أثر السياق :يتعرض المدافعون في سياقات العنف االجتماعي السياسي إلى مستو ً
عاطفية فردية أو جمعية تلقي بظاللها على إدارة األمن والسالمة.
فهم النطاق الواسع من اآلثار النفسية االجتماعية للعنف على األفراد والجماعات :كن مستعدا ً لمناقشة المشكالت الشخصية،
والحظ طريقة تعامل كل فرد مع التهديد والمخاطرة ،وافهم كيف يؤثر ذلك على حياة كل منهم.
تضمين مبدأ "منع الضرر" كأحد المباديء المو ِّ ّجهة في عملنا :كن واعيا ً بإحتمال تكرار الحلقات الصادمة أو القاسية لدى
أن تقليل هذه المخاطر للحد األدنى من األهمية بمكان. بعض األشخاص المشاركين .إذ ّ
معرفة العالقة بين األثر العاطفي والسالمة :ضع في الحسبان أهمية المشاعر والخبرات السابقة عند تطوير خطط الحماية.
فهم إن الرعاية والحماية ال تتجزآن :ينبغي أن تشتمل استراتيجيات الحماية الوقاية من اإلنهاك ،والعناية اليومية ،والسالمة
الجسمانية ،والعاطفية ،والمادية ،والروحية ،وال سيما عقب أوقات األزمة ضمن المجموعة.
وضع ما يلزم من ظروف الفرد والمجتمع لتنفيذ التدابير والبروتوكوالت في الحسبان :قد تبدو خطة الحماية مثالية على الورق،
ولكنها تصبح أقل نفعا ً إن لم تتوفر المسؤولية الجماعية ،أو ش ّحت الموارد.
مالحظة ديناميات العالقات ،والتشبيك مع المنظمات األخرى :مدى تماسك أو تفكك التحالفات يعتمد جزئيا ً على آليات التواصل،
وأنواع القيادة ،وأساليب العمل المشترك ،هي المناحي التي ركزت عليها المقاربة النفسية االجتماعية في عملها لدعم الترابط
الجماعي والشبكات.
الخالصة
لكل منظمة أو مجموعة تعمل من أجل الدفاع عن حقوق اإلنسان عالمها الخاص من األحداث التأريخية ،واألهداف ،والنضاالت ،والتقاليد ،واألساليب القيادية،
والمعاناة من العنف ،ووجهات النظر تجاه العالم ،والذي ال يتكرر وال يشبه غيره .عند تضمين المقاربة النفسية -االجتماعية في العمل لحماية المدافعين عن حقوق
اإلنسان فليس ثمة وصفة تصلح للجميع ،أو صيغة جاهزة مسبقاً.
تحتاج كل منظمة إلى نوع معين يناسبها من المصاحبة ،له وتيرته ،وأهدافه ومقاربته ،اعتمادا ً على السياق االجتماعي السياسي .ممارسة المصاحبة النفسية-
االجتماعية ال تتسم بالجمود ،وال تتبع "أجندة" لها .بل تتطور وفقا ً لواقع راسخ يطرأ من مساحات المشاركة مثل ورش العمل ،أو عمليات المصاحبة.
المباديء والمفاهيم المفسرة في هذا الدليل تش ّكل أسسا ً لتضمين تصور نفسي-اجتماعي جديد في هذه العمليات .إال ّ
إن المنظمات أو جماعات المدافعين هي المنوط
بها وضع اهتماماتها ،وأولوياتها ،وقدراتها في المحك ،لرسم خارطة طريق تالئم احتياجاتها.
يتعين على أولئك الذين يعملون على تيسير هذه العمليات االضطالع
بدور تضمين هذا المنظور النفس-اجتماعي واالهتمام بأثر السياق
االجتماعي والسياسي على السالمة العاطفية لألفراد والجماعات الذين
نرافقهم .بينما نلتزم دائما ً بمبدأ " منع الضرر" ،علينا أيضا ً وضع أهمية
للمشاعر والتجارب السابقة عند تطوير خطط الحماية .نحن ندرك ّ
إن
إن السالمة الجسدية،الرعاية والحماية أمران ال يتجزآن ،ونفهم ّ
والعاطفية ،والمادية والروحية هي جزء من استراتيجيات حماية
المدافعين عن حقوق اإلنسان والجماعات.
الحماية الدولية 11 ،شارع دي ال ينيير ،بروكسل ،B-1060بجليكا.
ISBN: 978-2-930539-92-8
مؤسسة أوك ،مؤسسة فورد ،صندوق سيجريد راوزينغ( )SRTوالوكالة الدولية السويدية للتعاون والتنمية ()SIDA
هيلينا مانريك
Helena Manrique
#astrocreativa