‫خالصة‬

‫ضوب الماء يعني نهايةَ الحياة على كوكبنا‪ .‬كما أن‬

‫َ‬ ‫يكتسي موضوع تدبير الماء األهميةَ ذاتَها التي يكتسيها تدبير الحياة بر ّمتها‪ .‬ألن نُ‬
‫ّع آالمها‪ .‬ولعل الوعي بهذه الحقيقة قد ينبه الناس إلعادة النظر في طريقة تعاملهم‬ ‫ُ‬
‫الموت أهونُ من تجر ِ‬ ‫صه أو تلوثَه يعني حياةً ضنكا ً‬
‫نق َ‬
‫يوازه حسنُ تعام ٍل مع محي ِطه‪ ،‬إذ لم‬
‫ِ‬ ‫مع هذه المادة التي خلق هللا نصف أجسادهم منها‪ .‬وال غرو أن ما بلغه اإلنسان من “تحضُّ ر” لم‬
‫“يوقر” أرضا وال سماء[ ولم يحفظ برا وال ماء‪ ،‬فاختل توازن الكون وانقرضت أنواع‪ ،‬وأخرى في طريقها لالنقراض‪ ،‬وأصبحت حياة‬
‫اإلنسان نفسه مهددة وأضحى مستقبله مجهوال‪.‬‬

‫أال إن لحظةَ الحقيق ِة قد الحت وإن ساعة الصفر قد دقّت‪ ،‬كيف وثلث سكان العالم يعيشون دون مصدر آمن للماء الصالح للشرب وثلثاه‬
‫بدون شبكات تطهير” ‪ .4‬كيف ومنسوب المياه الجوفية العالمي ينخفض بـ ‪ 1‬بالمائة كل سنة؟ كيف وقد تضاعفت النزاعات بين الناس‬
‫بسبب الماء ثالثة أضعاف في العقدين األخيرين؟‬

‫وما بلدنا عن كل هذا ببعيد‪ ،‬ما لم يتم سد الثغرات التي تم تشخيصها‪ ،‬ورص صفوف كل المؤسسات[ المتدخلة والمتداخلة في تدبير‬
‫شؤون الماء لتحقيق انسجامها[ واندماجها‪ [،‬في إطار سياسة موحدة وواضحة المعالم مع العزم والحزم الالزمين لتحمل ك ٍّل مسؤولياته‪،‬‬
‫الحكامة وحسن التدبير‪.‬‬‫لوقف التبذير وترسيخ َ‬